قسم العلوم تجارية محاضرات في مقياس قانون حماية املستهلك موجهة لطلبة السنة أولى ماستر تخصص تسويق الخدمات من إعداد: د .معزوز زكية السنة الجامعية 2022/2021 فهرس املحتويات مقدمة ا أول :أساسيات حول حماية املستهلك .1تعريف حماية املستهلك .2التطور التاريخي لحماية املستهلك .3التطور التاريخي لحماية املستهلك في الجزائر .4أبعاد حماية املستهلك .5مجالت الاخالل بحماية املستهلك .6ألاطراف املسؤولة عن حماية املستهلك ا ثانيا :مفهوم قانون حماية املستهلك .1تعريف قانون حماية املستهلك وأهدافه .2عالقة قانون حماية املستهلك بالقوانين ألاخرى .3مجالت تطبيق قانون حماية املستهلك في التشريع الجزائري (القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش) ا ثالثا :آليات حماية املستهلك في التشريع الجزائري (القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش) .1الالتزام بالنظافة والنظافة الصحية للمواد الغذائية و سالمتها .2الالتزام بأمن املنتجات .3الالتزام بمطابقة املنتجات .4الالتزام بالضمان والخدمة ما بعد البيع .5الالتزام بإعالم املستهلك ا رابعا :املجلس الوطني لحماية املستهلك وجمعيات حماية املستهلك مقدمة: نصبت التطورات الفكرية الحديثة في املجال التسويقي املستهلك على رأس قائمة أولوياتها، وجعلته املنطلق والنهاية ملختلف ممارساتها واستراتيجياتها ،وعلى هذا ألاساس عمدت مختلف املؤسسات املعاصرة إلى تكييف مختلف منتجاتها وفق حاجيات ورغبات املستهلك ،ومن ثم جعلها تتماش ى مع تطلعاته الفكرية املستقبلية. ونظرا ألهمية العالقة التبادلية التفاعلية الكثيفة واملستمرة التي تجمع بين املستهلك واملنتج (املتدخل) ،وعلى اعتبار أن املستهلك يعتبر الطرف ألاضعف من خالل هذه العالقة ،وجب ايجاد اطار قانوني يحمي حقوق املستهلك ويصونها من أي تجاوزات قد تصدر من الطرف آلاخر ،والتي قد تضر بصحته النفسية أو الجسدية ،وذلك فيما يعرف بقانون حماية املستهلك. هذا القانون الذي عرف عدة تطورات مع مرور الزمن نتيجة لتعالي ألاصوات املنادية بأهمية املستهلك في العملية التجارية ،والعملية الاستهالكية في الاقتصاد بشكل عام ،لتتبناه الجزائر من خالل القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش بتاريخ 25فيفري من سنة ،2000 املتمم واملعدل بقانون ، 00-11الذي أوضح في طياته مختلف الاليات الضرورية لحماية املستهلك ،وأيضا مختلف الجهات املخولة لها ذلك ،على غرار جمعيات حماية املستهلك واملجلس الوطني لحماية املستهلك. ا أول :أساسيات حول حماية املستهلك يعتبر موضوع حماية املستهلك من املوضوعات الهامة التي وجب الاعتناء بها بشكل موضوعي ودقيق وديناميكي ،وذلك نظرا ألهمية املستهلك في حد ذاته كطرف أساس ي وجوهري له دوافعه ورغباته وأيضا ثقافته الاستهالكية في العملية التجارية. .1مفهوم حماية املستهلك من اجل فهم أفضل للمقصود بحماية املستهلك لبد أول من التطرق الى مفهوم املستهلك بشكل عام. 1.1تعريف املستهلك يشير املستهلك في املفهوم اللغوي إلى "ذلك الشخص الذي يقوم بعملية الاستهالك" ،أما في املفهوم ا الاقتصادي فهو يعني "كل فرد يشتري سلعا أو خدمات لستعماله الشخص ي وليس من أجل التصنيع" ،أو أنه "الشخص ألاخير الذي يحوز ملكية املنتج" 1،أما في املفهوم القانوني الجزائري فحسب القانون رقم 90-90 املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش فهو يشير إلى "كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني بمقابل أو مجانا سلعة أو خدمة موجهة لالستعمال النهائي من أجل تلبية حاجته الشخصية أو تلبية حاجة شخص أخر أو حيوان متكفل به". وللمستهلك بشكل عام ثالث خصائص أساسية: هو شخص طبيعي أو معنوي يبرم عقودا متكررة لكي يشبع حاجاته الفردية أو ألاسرية أو متعلقةبحياته اليومية؛ هو شخص طبيعي أو معنوي يبرم عقودا في سبيل الحصول على السلع والخدمات لالنتفاع بها وليساملتاجرة بها؛ هو شخص طبيعي أو معنوي ل يتمتع بالقدرة الفنية الالزمة لحكم على صحة وسالمة وجودة مايسعى لشرائه من سلع وخدمات. 2 1عبد المنعم موسى ابراهيم " ،حماية المستهلك –دراسة مقارنة ،"-منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت-لبنان ،7002 ،ص.81 2اياد عبد الفتاح النسور ،مبارك بن فهيد القحطاني" ،سلوك المستهلك" ،دار صفاء للنشر والتزيع ،عمان –االردن ،7082 ،ص.503 ا وبناء على هذه الخاصية ألاخيرة جاءت أهمية وضرورة حماية املستهلك. 1.1تعريف حماية املستهلك تعرف حماية املستهلك على أنها "حفظ حقوقه وضمان حصوله على تلك الحقوق من قبل املهنيين ا ا ا سواء كانوا تجارا لو صناعا أو مقدمي خدمات ،وذلك في إطار (املتدخلين أو املنتجين) في كافة املجالت، التعامل التسويقي الذي تكون محله سلعة أو خدمة" ،وتنحصر حماية املستهلك بشكل عام في أربعة مجالت هي :حماية ألامن الجسدي له وصحته وسالمته ،حماية مصالحه الاقتصادية ،حماية إرادته التعاقدية، وحماية فكره وثقافته ،هذا وتتسم حماية املستهلك بعدة خصائص منها اثنين أساسيين هما: عمومية وشمولية الحماية؛ -العدالة في املوارزنة بين حقوق وواجبات طرفي العملية التعاقدية. 3 كما تعرف أيضا حماية املستهلك على أنها تلك الجهود التي تتمتع بصفة النظامية ،والاستمرارية ،واملبذولة من طرف ألاجهزة الحكومية واملجتمع املدني في سبيل الدفاع عن حقوق ومصالح املستهلك ،وحمايته من ألاضرار الظاهرة أو الخفية ،الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ،التي قد تصيبه في إطار العالقة التعاقدية مع املنتجين أو التجاريين أو مقدمي الخدمات (املتدخلين). 4 0.1مبدأ حماية املستهلك انطالقا من التعريفات املقدمة لحماية املستهلك ،يمكن القول أن املبدأ ألاساس ي لهذه الحركة هي حفظ حقوق املستهلك املختلفة ،والتي أقرتها الجمعية العامة لألمم املتحدة سنة ،1015واملتمثلة في ثمانية حقوق أساسية هي: الحق في الصحة والسالمة وألامان عند الاستعمال العادي للمنتجات ،وان يعيش املستهلك في بيئةسليمة؛ الحق في توفير املعلومات والبيانات الصحيحة والكافية عن املنتجات؛ الحق في الاختيار الحر للمنتجات التي تتوافر بها شروط الجودة املطابقة للمواصفات؛ الحق في صون كرامته الشخصية ،واحترام عاداته وتقاليده؛ الحق في الحصول على املعرفة املتعلقة بحماية حقوقه ومصالحه املشروعة الحق في املشاركة في اللجان واملؤسسات والجمعيات ذات الصلة بحماية املستهلك؛ 3خالد ممدوح ابراهيم" ،حماية المستهلك في المعامالت االلكترونية –دراسة مقارنة ،"-الدار الجامعية ،االسكندرية-مصر ،7002 ،ص.55 4اياد عبد الفتاح النسور ،مبارك بن فهيد القحطاني ،مرجع سبق ذكره ،ص.503 الحق في في الشكوى وفي رفع الدعاوى القضائية في حالة الاخالل بحقوقه؛ الحق في الحصول على تعويض عادل عن ألاضرار التي قد تلحق به نتيجة شراء أو استعمال املنتجاتالرديئة. 5 .1التطور التاريخي لحماية املستهلك يعتبر تدخل السلطة في الاقتصاد ،وتدخل القانون لحماية الاقتصاد والسياسة الاقتصادية معروف منذ العصور القديمة ،ففي بابل مثال ورد في قانون حمورابي اهتمامه بتحديد ألاسعار ،وكان ثمن السلع ا ا يحدد بالنقود وأحيانا بالستناد غلة سلعة أخرى كالقمح مثال ،كما اهتم القانون الروماني بتنظيم الاقتصاد ومعاقبة املخالفات املتعلقة بالستيراد والتموين والتسعير ،كما أن الشريعة الاسالمية لم تهمل املوضوع فمنذ عهد الرسول عليه الصالة والسالم والخلفاء الراشدين ظهر ما يعرف ب الحسبة (ألامر باملعروف والنهي عن املنكر في جميع املجالت) ،حيث كان ولي ألامر يتفقد ألاسواق وأمور الناس ،ويهتم خاصة بالرقابة/على باألسعار وتحديدها ومنع الاحتكار ،وقمع الغض وتطفيف املكيال وامليزان ،وفي ذلك عدة شواهد من القرآن والسنة ،فقد ورد في القرآن الكريم مثال قوله تعالى " ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون"( ،سورة املطفيين ،آلايات ،)3-2-1كما ورد في السنة النبوية في منع الاحتكار ،عن عمر بن عبد هللا أن الرسول صلى هللا عليه وسلم قال" :ل يحتكر إل خاطئ". 6 وقد اتسع تدخل الدولة في القرن العشرين خاصة ابان ألازمات والحروب فصدرت عدة نصوص تجرم ألافعال املخلة باألنظمة الاقتصادية بمختلف مجالتها ،ویمكن تتبع التطور التاریخي لظهور الحركة التي 7 تولت مهمة الدفاع عن حقوق املستهلك،من خالل تحلیل املراحل التالیة: -املرحلة ألاولى ()1009-1099 تعتبر بدایة سنة 1900بمثابة التاریخ الذي شهد أولى بدایات حركة الدفاع عن املستهلك ،نظرا ملا تعرض له املستهلكين في هذه الفترة من استغالل من خالل الارتفاع الواضح في أسعار السلع املقدمة لهم؛ ألامر الذي دفع املستهلكين إلى اعتماد أشكال وصیغ جدیدة في إدارة التعامل املؤسسات املسوقة للسلع ،بما یضمن تلبیة حاجاتهم ورغباتهم من السلع بالشكل الذي اعتادوا علیه. املرحلة الثانية ()1099-1009بدأت حركة حمایة املستهلك في هذه املرحلة تأخذ مالمح واضحة نظرا للظروف الصعبة التي عایشها املستهلك آنذاك ،خاصة بعد ألازمة الاقتصادیة( أزمة الكساد) التي شهدها العالم في سنة ، 1929فقد ظهر 5خالد ممدوح ابراهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .52-53 6عبد المنعم موسى ابراهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.88-80 7اياد عبد الفتاح النسور ،مبارك بن فهيد القحطاني ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .501-503 للعیان العجز الكبير للمستهلكين تجاه تلبیة حاجاتهم ورغباتهم من املنتجات بسبب ت ا رجع قدرتهم الشرائية إلى مستویات دنیا ،كما ازدادت معاناة املستهلكين سوءا بعد اندلع الحرب العاملیة الثانیة ،نظرا ملحدودیة حصولهم على ما یحتاجونه من سلع وخدمات. املرحلة الثالثة ()1091-1099هناك من یرى بأن بدایة هذه املرحلة( أي سنة ) 1950تمثل التاریخ الحدیث لتأسیس ونشأة حركة حمایة املستهلك في الدول الغربیة ،وهذا من خالل بروز وظهور عدة مجموعات ضاغطة وقوى اجتماعیة تنادي بوضع حد ونهایة لآلثار السلبیة الناتجة عن تفعیل النشاط الصناعي والتسویقي للمؤسسات ومنظمات ألاعمال بمختلف أنواعها ،والتي عادت بالضرر الجسیم على املستهلكين ،ومن ثم كثفت هذه الحركة أكثر فأكثر من جهودها تجاه تحقیق هدفها الرئیس ي ،أل وهو الدفاع عن حقوق املستهلكين ،والعمل عل حمایتهم، والحد من الاضرار التي تصیبهم. ومن أهم املنظمات واللجان التي برزت في هذه الفترة نذكر: لجنة سالمة املنتجات املستهلكة :والتي تعنى بسالمة املستهلكين من مخاطر املنتجات املستهلكة بمختلف أنواعها؛ اللجنة الفدرالية للتجارة :وهي لجنة حكومية مهمتها تلقي شكاوى املستهلكين؛ منظمة مصالح املستهلكين :مهمتها استشارية ،اذ تسعى إلى تقديم املشورة القانونية للمستهلكين في مقابل مبالغ رمزية؛ لجنة الغذاء والدواء :والتي تتمثل مهتمها في الرقابة على املنتجات الدوائية والغذائية املعروضة في السوق. املرحلة الرابعة (-1091آلان)یرى كثير من الكتاب ومنهم Kotler, Armstrong, Engelأن سنةتعد 1962بمثابة الانطالقة الرسمیة لنشأة الحركة الاستهالكیة ) ،( Consumérismeحیث جاء هذا التأسیس انعكاسا للرسالة التي تقدم بها الرئیس ألامریكي آنذاك( جون كنیدي) ،والتي عرفت ب "قائمة حقوق املستهلك" ،هذه القائمة أصبح ینظر إلیها في العالم الغربي على أنها التجسید الحقیقي للمعاني السامیة التي تتشبع بها تلك الحركة ،ویكمن ا الهدف الرئیس ي لهذه الحركة الاجتماعیة في تثبیت وترسیخ حقوق املستهلكين سواء أكانوا أفرادا أو جماعات، وترسیخ مفهوم املسؤولیة الاجتماعیة في املمارسات التسویقیة للمؤسسات واملنظمات تجاه املستهلكين ،ففي بعض ألاحیان يهمل املسوقون حقوق املستهلكين ،وهذا من خالل تناس ي الالتزام بمبدأ تعظیم التصرفات إلایجابیة والحد من التصرفات السلبیة تجاه املستهلك ،أي عدم ألاخذ بعين الاعتبار املسؤولیة الاجتماعیة في املمارسة التسویقية. .0التطور التاريخي لحماية املستهلك في الجزائر لم تكن الجزائر خارج هذا الاهتمام املتعلق بحماية املستهلك ،فبعد الاستقالل بقي القانون الفرنس ي املتعلق بقمع الغش والتدليس لسنة 1005ساري املفعول إلى غاية صدور قانون العقوبات الصادر بأمر رقم ،66/156واملؤرخ في 01جوان ، 1095والذي اقتصر على سبعة مواد مذكورة في الباب الرابع من الكتاب الثالث تحت عنوان" ،الغش في بيع السلع والتدليس في بيع املواد الغذائية والطبية" ،وكان هذا أفضل ما ا وصل إليه القانون الجزائري فيما يتعلق بحماية املستهلك في تلك الفترة ،وذلك نظرا لخصوصياتها التي طغت علیها تبني الاقتصاد املوجه وهيمنة الدولة على الاقتصاد الوطني ،وما صاحب الفترة من ندرة للمنتجات، ألامر الذي جعل الحكومة واملستهلك ل يتجاوز اهتمامهم حدود توفير الكمية الكافية من املنتجات التي تشبع الحاجات املتزايدة ،دون الاهتمام العميق بالنوعية أو الجودة. وبتوجه الجزائر نحو تبني الاقتصاد الليبيرالي أو اقتصاد السوق ،وما صاحبه من انفتاح الجزائر على الاقتصاديات العاملية ،أصبح السوق الجزائري يضم العديد من املنتجات من مختلف املصادر ،مما اعطى املستهلك الحرية الكاملة لالختيار بينها ،إل أنه عرضه في نفس الوقت لألخطار غير املعروفة الناجمة عن استهالك هذه املتتجات ،والتي قد تضر بمصالحه الاقتصادية والصحية ،وذلك في ظل غياب قوانين واضحة لحمايته ،وعليه قامت الحكومة الجزائرية بتاريخ 09فيفري 1010باصدار القانون رقم 02-10 املتعلق بالقواعد العامة لحماية املستهلكن وذلك تحسينا للممارسات التجارية ،وتشجيع املنافسة الايجابية التي ل تضر باملستهلك بصفة خاصة ،وتحمي الاقتصاد الوطني بشكل عام. وبعد ذلك أصدر املشرع الجزائري عدة مراسيم خاصة بتطبيق أحكام القانون 02-10ومن أهمها: املرسوم التنفيذي رقم، 30-00املؤرخ في 30جانفي ،1000املتعلق برقابة الجودة وقمع الغش؛ املرسوم التنفيذي رقم ،366-00املؤرخ في 10نوفمبر ،1000املتعلق بوسم املنتجات املنزلية غيرالغذائية وعرضها ؛ املرسوم التنفيذي رقم ،65-02املؤرخ في 12فيفري ،1002املتعلق بمراقبة مطابقة املنتجات املحليةواملستوردة؛ املرسوم التنفيذي رقم ،292-02املؤرخ في 60جويلية ،1002املتعلق باملجلس الوطني لحمايةاملستهلك. وبتاريخ 25فيفري 2000أصدر املشرع الجزائري القانون رقم 03-00املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش ،والذي ألغى القانون رقم 02-10املؤرخ في 09فيفري 1010واملتعلق بالقواعد العامة لحماية املستهلك ،ليتم تعديله وتتميمه بموجب القانون رقم 00-11املؤرخ في 13جوان .2011 .4أبعاد حماية املستهلك إن مفهوم حمایة املستهلك ل یتضمن الفرد فقط بل یشمل في الوقت نفسه املجتمع ،حیث أن حمایة املستهلك في حد ذاته هي حمایة للمجتمع وضمانا لحقوقه؛ وعلیه تكون الحمایة الوقائیة للمستهلك أكثر فعالیة من الحمایة العالجیة بعد وقوع الضرر ،وعلى هذا ألاساس كان لحماية املستهلك بعدين أساسيين هما: - حمایة املستهلك من نفسه :وذلك نتیجة تعمده القیام باستهالك أو استعمال منتج ما مع علمه التام باألضرار الناجمة عن هذا لستهالك ،مثل ألاضرار الصحیة الناتجة عن التدخين ،أو استهالك بعض املنتجات املمنوعة قانونا ،كذلك حمایته من نفسه جراء جهله باملنتجات ،أو بكیفیة استعمالها بالرغم من تضمینها البیانات على الغالف ،أو تهاونه في املطالبة بحقوقه عند إخالل املنتج أو املوزع بأي شرط من شروط عقد البیع ،أو شرائه لبعض السلع غير املطابقة للمواصفات مع علمه بذلك بسبب انخفاض سعرها...الخ. - حمایته من أطراف أخرى :حیث توجد عدة أطراف قد تؤدي عن قصد أو غير قصد الاضرار بمصالح املستهلك كمقدمي السلع أو الخدمات ،حیث یلجؤون إلى استعمال أسالیب الغش والخداع في تركیبة مكونات املنتجات املقدمة إلى املستهلك ،كما قد تتعدد هذه ألاسالیب إلى تضلیله عن طریق إيهامه ٕواقناعه بأهمیة السلع والخدمات املقدمة باستخدام عدة وسائل مثل الاتصال املضلل ،أو الاتصال الشخص ي ،أوعدم تناسب الضمان املمنوح مع طبیعة استعمال املنتجات....الخ ،كما تمتد هذه الحمایة لتشمل الوقوف ضد ارتفاع أسعار السلع والخدمات املقدمة إلى املستهلك ،باإلضافة إلى حمایته من معضلة الاحتكار وحجب السلع عنه بغیة تخزینها وبیعها له بأسعار مرتفعة...الخ. 8 .9مجالت إلاخالل بحمایة املستهلك. توجد عدة مجالت یتم من خاللها إلاخالل بحمایة املستهلك منها:9 إلاعالن :وذلك من خالل انتهاج أسالیب الخداع في الرسالة إلاعالنیة لغرض تضلیل املستهلك والعملعلى إقناعه بشراء منتج ما ،وهذا بالتركيز على مختلف أسالیب الاغراء املكتوبة في إلعالنٕ ،واثارة التصرفات الانفعالیة غير الرشیدة التي تؤثر على أذواق املستهلكين. 8اياد عبد الفتاح النسور ،مبارك بن فهيد القحطاني ،مرجع سبق ذكره ،ص ص. 9نفس المرجع ،ص الضمان :وهو الحق الذي یضمن للمستهلك أداء املنتج ،ومستوى هذا ألاداء بما یتناسب مع قیمته ،ومنثم فإن عدم منح هذا الضمان ،أو عدم استیفائه للشروط الضروریة مثل املدة الكافیة للتأكد من عدم ظهور ووجود عیوب ،یعتبر وجه من أوجه إلاخالل بحمایة املستهلك ،نظرا ألن مقدم املنتج في هذه الحالة قد تنصل من مسؤولیته تجاه السلعة املباعة أو الخدمة املقدمة. التبیین :ونقصد بذلك أن املستهلك یعاني نتیجة لعدم معرفته أو جهله باستعمال املنتج املقدم له نظرالخلو هذا املنتج من وجود البیانات الدالة على كیفیة استخدامه ،أو بسبب عدم قدرة املستهلك على املعرفة أو إلاملام بكیفیة الاستفادة من البیانات إن كانت موجودة ،یضاف إلى ذلك مشكل الثقة في دقة ما یكتب على غالف املنتج من بیانات. - السعر :وهو مشكلة یعاني منها املستهلك ذو الدخل املحدود ،وقد استغلت الكثير من املؤسسات قوتها في ألاسواق وفرضت أسعار ل تتالءم مع القدرة الشرائية للمستهلك ،وینتج هذا إلاخالل بحمایة املستهلك عادة عندما تحتكر فئة معینة تسویق السلع والخدمات ،ألامر الذي یتیح لها إمكانیة فرض أسعار سوقیة تفوق إلامكانات املالیة للمستهلك ،كما تندرج طرق البیع بالتقسیط ،أو التخفیضات الصوریة أحیانا في خانة التحایل على ألاسعار. - التوزیع :یتم إلاخالل في هذه الحالة بحمایة املستهلك من خالل توزیع املنتجات في أماكن بعیدة عن متناول املستهلك ،مما یضطره إلى بذل جهد جسدي ونفس ي كبير إلشباع حاجته ورغبته ،باإلضافة أیضا إلى عدم عرض املنتجات في الوقت املناسب ،أو التمیيز بين املستهلكين من حیث إمكانیة الحصول على الكمیات وألاصناف املوزعة. - التعبئة والتغلیف :يظهر إلاخالل بمبدأ حمایة املستهلك من خالل هذا العنصر باستخدام بعض املواد غير املالئمة صحیا في تغلیف املنتجات وخاصة الغذائیة منها ،أو تستخدم عبوات غير مالئمة للتعبئة كتلك املصنوعة من مواد قابلة للصدأ أو استخدام عبوات غير نظیفة...الخ ،كل ذلك یكون سببا في ألاضرار الناتجة عن ذلك الاستعمال ،فبعض مواد العبوات قابلة للتفاعل مع مركبات املواد الغذائیة، مما یترتب عنه وجود مواد سامة تضر بصحة املستهلك. املقاییس وألاوزان :ونقصد بذلك الغش في ألاوزان والتالعب في املقاییس املقررة للمنتجات ،فالنقصا في ألاوزان وفي ألاحجام وألاطوال یسبب ضررا للمستهلك خاصة عندما تكون ألاسعار مرتفعة. مواصفات املنتجات :يظهر إلاخالل بحمایة املستهلك من خالل هذا العنصر عن طریق عدم احتراماملنتجين ملواصفات املنتجات من وزن ولون وشكل...الخ ،أو اللجوء إلى استعمال عالمات تجاریة وهمیة مثلما هو الحال في بعض املنتجات الكهرومنزلیة،واملالبس ...،الخ ،حیث یجد املستهلك نفسه أمام عالمات تجاریة غير حقیقیة ملنتجات معروفة في السوق. التخزین :يتلخص الضرر الذي قد یلحق باملستهلك في هذه الحالة من خالل التلف والتقادم الذي یعترياملواد بسبب أخطاء التخزین ،فقد یحدث الضرر نتیجة لتخزین بعض املنتجات وتركها لفترات طویلة حیث تتجاوز فترة صالحیتها لالستعمال...الخ ،حیث یترتب على ذلك وجود حالة عدم التوازن بين القیم واملنافع الاقتصادیة التي یحصل املستهلك من املنتجات املتضررة وبين الغرض الذي اشتریت من أجله. النقل :یلعب النقل دورا هاما في إشباع الحاجات والرغبات ،إل أنه أحیانا یتسبب في حدوث أضراراصحیة واقتصادیة باملستهلك عندما تستخدم مثال وسیلة نقل غير مالئمة كأن تكون مخصصة لنقل مادة معینة ولكن توجه لنقل مادة أخرى غير مالئمة لنقلها ،مثل نقل املواد املجمدة في وسائل نقل ل تتوفر على شروط التبرید ،فال یخفى على أحد مدى حجم الضرر الذي یلحق باملستهلك في هذه الحالة جراء استعمال هذه املواد بعد تجمیدها للمرة الثانیة مثلما هو الحال في حالة اللحوم على سبیل املثال. .9ألاطراف املسؤولة عن حماية املستهلك تقع مسؤولیة حمایة املستهلك على مجموعة من ألاطراف والجهات منها :الحكومة ،ألافراد ،جمعیات حمایة املستهلك ،واملؤسسات املنتجة أو املوزعة. - الحكومات :منذ أن تنامت الحركات التي تتكفل بمهمة حمایة املستهلك والدفاع عن مصالحه ازداد دور الحكومات في الدول املختلفة في لعب أدوار هامة تصب في تجسید هذا الهدف ،وهذا انطالقا من مسؤولیتها عن حمایة مواطنیها في املجالت املختلفة ،ویمكن تلخیص أهم هذه ألادوار في ضمان حقوق مواطنیها في الحصول على البیانات واملعلومات دون تضلیل ،وضمان حقه في الاستماع إلى انشغالته وانتقاداته...الخ ،ویتم التكفل بهذه القضایا وغيرها التي تصب في حمایة املستهلك من خالل تفعیل عمل ألاجهزة الحكومیة التالیة: ألاجهزة القانونیة في الوزارات :وهي ذات العالقة بموضوع الحمایة ،والتي تتولى الاشراف على وضع وصیاغة القرارات التي تكفل حمایة املستهلك ،واجراءاتها الخاصة في حالة حدوث إخالل بهذه الحمایة. ألاجهزة الاشرافية والرقابیة :وهي التي یتجسد دورها في الاشراف والرقابة تجاه موضوع إلاخالل بحمایة املستهلك ،حیث یمتد مجال عملها إلى رقابة املمارسات التسویقیة للمنتجين والبائعين واملوزعين ،باإلضافة إلى الاضطالع بدور الاشراف على اجراء بحوث التسویق واملتضمنة ملجالت : السوق ،املستهلكين ،ألاسعار ،الترویج ،والتوزیع ،كما یمتد الدور الرقابي لهذه ألاجهزة إلى كل ما یرتبط بعملیة التبادل مثل كفایة الضمانات املمنوحة للمستهلك ،وجودة املنتجات املباعة، وصالحیتها لالستعمال....الخ. ألاجهزة القضائیة :ویتمثل دورها في مسألة الفصل في القضایا املتعلقة بحمایة املستهلك. ا ألافراد :یلعب ألافراد دورا هاما في تفعیل الحمایة من منطلق أنهم أصحاب املصلحة ألاولى ،ویمكن لعبهذا الدور الفعال في الحمایة من خالل التنظیمات املختلفة التي یعملون ضمنها ،مما یتیح كشف املمارسات التسویقیة التي تقود إلى إلاخالل بحمایة املستهلك. ا جمعیات حمایة املستهلك :هذه الجمعیات تلعب دورا هاما في حمایة املستهلك وهذا من خالل القیامبمجموعة من املهام مثل ربط قضایا املستهلك بظروف املجتمع للتعرف على الطاقات ،حث ودفع املؤسسات الرسمیة والهیئات املتخصصة إلى سن قوانين تحمي املستهلك ،التوعیة ونشر ثقافة الاستهالك ،والتركيز على القضایا التي تحظى بأكبر اهتمام لدى املجتمع وهي :الغذاء ،تلوث الهواء، الاتصالت ،التدخين....الخ. ا أجهزة إلاعالم :تؤدي أجهزة إلاعالم بمختلف أنواعها دورا هاما في تأمين الحمایة للمستهلك،وهذا منخالل توعیة الجماهير فیما یخص حقوقها ومصالحها ،إضافة إلى دفاعها عن هذه الحقوق من منطلق أنها تدخل ضمن القضایا الاجتماعیة ،حیث نجد أن البرامج إلاعالمیة تهدف إلى املساهمة في معالجة مثل هذه القضایا الحساسة بالنسبة للمجتمع ككل عن طریق توعية املستهلكين بما یتیح لهم إدراك حقوقهم وواجباتهم. 10 10 اياد عبد الفتاح النسور ،مبارك بن فهيد القحطاني ،مرجع سبق ذكره ،ص ص ا ثانيا :مفهوم قانون حماية املستهلك يعتبر قانون حماية املستهلك من آلاليات الهامة املنتهجة من طرف الدول والحكومات من أجل تحديد مختلف الحقوق املكفولة للمستهلك ،و من ثم ضمان الرقابة الدقيقة والشاملة على مدى احترام ألاطراف ألاخرى لهذه الحقوق. .1تعريف قانون حماية املستهلك وأهدافه يعرف قانون حماية املستهلك بأنه ":مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين املستهلك و املتدخل في عملية عرض السلع و الخدمات لالستهالك في السوق ،بهدف توفير حماية للمستهلك بداية من مرحلة إنتاج السلع و تقديم الخدمات ثم التوزيع إلى عرضها النهائي لالستهالك ،و اقتنائها من طرفه". وطبقا ألحكام املادة 01من القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش ،و من القانون 02-04 املحدد للقواعد املطبقة على املمارسات التجارية ،تتمثل أهداف قانون حماية املستهلك في : تحديد القواعد املطبقة في مجال حماية املستهلك و قمع الغش ،و التي تسري على كل متدخل فيجميع مراحل عملية العرض لالستهالك. تحديد و حماية قواعد و مبادئ شفافية و نزاهة املمارسات التجارية التي تطبق بين ألاعوانالاقتصاديين و املستهلكين في مجال حماية املستهلك. .2عالقة قانون حماية املستهلك بالقوانین ألاخرى يعتبر قانون حماية املستهلك من القوانين الحديثة ،التي تهتم بحماية فئة معينة و هم املستهلكين ،و بالرغم من كونه قانون مستقل بذاته ،إل أن هناك عدة قوانين ذات صلة وثيقة به ،أهمها: : 1.1عالقة قانون حماية املستهلك بقانون املنافسة يقصد بقانون املنافسة " :مجموعة القواعد القانونية التي تنظم و تضبط املنافسة بين املؤسسات أو ألاعوان الاقتصاديين من أجل ضمان السير الحسن للمنافسة الحرة داخل السوق ،و كذلك ضمان حقوقهم ومصالحهم الاقتصادية ". و تظهر العالقة بين قانون حماية املستهلك و قانون املنافسة ،في كون أن املستهلك يمثل الهدف النهائي الذي تسعى كل مؤسسة أو عون إقتصادي لجذبه نحو سلعه وخدماته املعروضة في السوق ،من أجل تحقيق أكبر ربح ممكن ،فالهدف إذن من ممارسة ألانشطة الاقتصادية ( إنتاج و توزيع و استيراد املنتوجات و تقديم الخدمات) هو الاستهالك الذي يمثل وظيفة املستهلك ،لذلك فإن أي مساس بحرية املنافسة فيه مساس بطريقة غير مباشرة بسالمة املستهلك. : 1.1عالقة قانون حماية املستهلك بالقانون التجاري القانون التجاري هو ":مجموعة القواعد القانونية التي تنظم مهنة التجارة (النشاط التجاري) و التي تطبق على التجار و ألاعمال التجارية" ،و بما أن النشاط التجاري يمثل أهم ألانشطة الاقتصادية ،فإن هناك عالقة وثيقة بينه و بين قانون حماية املستهلك ،ذلك أن التاجر سواء كان شخص طبيعي أو معنوي يعد محترف في معامالته مع املستهلك ،و بالتالي يخضع لتطبيق قانون حماية املستهلك ،كما يتضمن هذا ألاخير أحكام تتعلق بالتجار كاإلشهار التجاري. : 0.1عالقة قانون حماية املستهلك بالقانون املدني القانون املدني هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم املعامالت املالية بين ألافراد دون التمييز بين صفة القائم بها ،أما قانون حماية املستهلك فينظم العالقات بين املستهلكين و املحترفين خالل عملية إلانتاج والتوزيع و العرض ،و عليه فهناك عالقة وثيقة بين القانون املدني -باعتباره الشريعة العامة لكل القوانين -و قانون حماية املستهلك ،حيث استمد هذا ألاخير أهم قواعده ألاساسية الحمائية من القانون املدني مثل : ضمان العيوب الخفية و الالتزام باإلعالم و الالتزام بالسالمة و الشروط التعسفية...إلخ إضافة إلى ذلك تظهر العالقة بينهما من حيث :القواعد العامة للعقود التي يمكن تطبيقها على عقود البيع بين املتدخل و املستهلك -أحكام عقد القرض الاستهالكي -عقد إلاذعان و الشروط التعسفية -أحكام املسؤولية املدنية (عقدية و تقصيرية) عند حدوث ضرر للمستهلك ،كما تتضمن أحكام خاصة بمسؤولية املنتج. :2.1عالقة قانون حماية املستهلك بالقانون إلاداري القانون إلاداري هو ":مجموعة القواعد القانونية التي تحكم تنظيم إلادارة و نشاطها" ،و تظهر العالقة بين القانون إلاداري و قانون حماية املستهلك من خالل خضوع املؤسسات العمومية الاقتصادية التي تمارس نشاطات تجارية و صناعية ،و تقدم خدمات بمقابل مادي ألحكام قانون حماية املستهلك ،فهي تعد في عالقتها مع املنتفعين في مركز املحترف باملستهلك ،كاملستشفيات ،مؤسسة الكهرباء و الغاز ،البريد و املواصالت.... كما تظهر العالقة بين القانون إلاداري و قانون حماية املستهلك ،من خالل دور الهيئات إلادارية في العمل على إحترام النصوص الحمائية املتعلقة باملستهلك ،كأعوان املديرية العامة للرقابة الاقتصادية وقمع الغش و أعوان مديرية التجارة و الوالي و رئيس املجلس الشعبي البلدي... : 9.1عالقة قانون حماية املستهلك بقانون العقوبات يتصل قانون حماية املستهلك اتصال وثيقا بقانون العقوبات ،فمن جهة يتضمن قانون حماية املستهلك عقوبات جزائية توقع على كل متدخل مخالف ألحكام هذا القانون ،و التي تمس بأمن و صحة و أموال املستهلك. كما يمتد الجزاء الجنائي إلى نطاق املمارسات التجارية ( القانون )02-04كالبيع املتالزم ،رفض البيع ،عدم إلاعالم بأسعار و شروط البيع ،عدم الفوترة ... و من جهة أخرى هناك بعض ألاحكام الجزائية خاصة بحماية املستهلك منصوص علیها في قانون العقوبات، كما هو الحال بالنسبة لجرائم الغش في بيع السلع والتدليس في املواد الغذائية والطبية ( املواد من 210 إلى 209من ق.ع) التي أحالت إلیها املواد 61و 60و 90من قانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش. عالوة على ذلك ،فإن لكل من قانون إلاجراءات الجزائية و قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية دور في تسهيل وصول املستهلك و جمعيات حماية املستهلكين إلى العدالة. :9.1عالقة قانون حماية املستهلك بقانون حماية البيئة قانون حماية البيئة :هو "مجموعة القواعد القانونية التي تهدف لحماية املحيط الطبيعي و الاصطناعي الذي يحيط باإلنسان وتمنع أي اعتداء عليه ،كما تهدف إلى تنظيم املجالت املتعلقة بحماية البيئة". يهدف قانون حماية البيئة إلى حماية إلانسان من املخاطر التي تمس بصحته و أمنه و باإلطار الطبيعي للحياة ،أما قانون حماية املستهلك فیهتم بحماية صحة و أمن و أموال املستهلك في عالقته باملتدخل لعرض منتجاته و خدماته ،و عليه فكال القانونين يشتركان في حماية صحة و أمن املستهلك ،لسيما من مخاطر تلوث املياه التي تعد مسألة استهالكية و بيئية في ذات الوقت. .3مجال تطبيق قانون حماية املستهلك طبقا لنص املادة 02من القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش التي تنص على أنه ":تطبق أحكام هذا القانون على كل سلعة أو خدمة معروضة لالستهالك بمقابل أو مجانا ،و على كل متدخل و في جميع مراحل عملية العرض لالستهالك" ،وعليه يمكن تحديد نطاق تطبيق هذا القانون من حيث ألاشخاص الخاضعين له و كذا من حيث موضوعه. : 1.0نطاق تطبيق قانون حماية املستهلك من حيث ألاشخاص يطبق قانون حماية املستهلك على أطراف العالقة الاستهالكية و هما :املستهلك و املتدخل. أ :املستهلك عرف املشرع الجزائري املستهلك في املادة 2/03من القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك و منع الغش: "كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني بثمن أو مجانا ،سلعة أو خدمة معدين لالستعمال النهائي ،من أجل تلبية حاجته الشخصية أو حاجة شخص آخر أو حيوان متكفل به" ،كذلك عرفته املادة 3من القانون 04/02 املتعلق بالقواعد املطبقة على املمارسات التجارية ،بأنه ":كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني سلعا قدمت للبيع أو يستفيد من خدمات عرضت ومجردة من كل طابع منهي". يستخلص من هذين التعريفين أنه يجب توافر 04عناصر إلكتساب صفة املستهلك و هي: - أن يكون الشخص طبيعي أو معنوي؛ ا أن يقوم بعملية الاقتناء بثمن أو مجانا؛ أن يكون املنتج املقتنى سلعة أو خدمة موجهة لالستعمال النهائي؛ أن يكون الهدف من العملية الاستهالكية مجرد من الطابع املنهي ،بحيث يكون الهدف هو إشباع الحاجات الشخصية للمقتني أو حاجة شخص آخر أو حيوان يتكفل به ،ويعتبر هدا الهدف املعيار الجوهري للتمييز بين املستهلك و املتدخل. ب :املتدخل لقد عبر املشرع الجزائري في القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش ،عن الطرف الثاني في العالقات الاستهالكية باملتدخل" ،"l'intervenantحيث عرفته املادة 9/03من هذا القانون بأنه " :كل شخص طبيعي أو معنوي يتدخل في عملية عرض املنتوجات لالستهالك" ،في حين عرفته املادة 1/03من القانون رقم 02-04املحدد للقواعد املطبقة على املمارسات التجارية في ما اصطلح عليه بالعون القتصادي " "l’agent économiqueبأنه ":كل منتج أو تاجر أو حرفي أو مقدم خدمات أيا كانت صفته القانونية ،يمارس نشاطه في إلاطار املنهي العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجلها". وبشكل عام يقصد باملتدخل" :كل من يتدخل في عملية عرض السلع و الخدمات لالستهالك ،و يتمثل في كل شخص طبيعي أو معنوي سواء خاضع للقانون الخاص أو العام ،يمارس بصفة دائمة ألانشطة إلاقتصادية في إطار مهنته املعتادة". و يتضح مما سبق ،أنه يشترط لكتساب وصف املتدخل توافر الشروط التالية: أن يكون الشخص طبيعي أو معنوي سواء خاضع للقانون الخاص أو العام :أي أن يكون منتج أوتاجر أو حرفي أو مستورد أو موزع أو مقدم خدمات أو املؤسسات العمومية الاقتصادية أو املؤسسات العمومية ذات الطابع التجاري و الصناعي؛ أن يمارس نشاطه في إلاطار املنهي العادي :أي طبقا للشروط التي تقتضیها كل مهنة ،فإذا كان تاجراينبغي أن تتوافر فيه شروط إكتساب هذه الصفة ،و كذلك بالنسبة للحرفي و املنتج و غيرهم ،و يقصد بالنشاط املنهي":كل نشاط يتم بهدف إلانتاج أو التوزيع أو أداء الخدمات"؛ أن يكون الهدف إشباع احتياجاته املهنية. :1.0نطاق تطبيق قانون حماية املستهلك من حيث املوضوع يستخلص من مضمون املادة 02من القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش التي تنص على أنه ":تطبق أحكام هذا القانون على كل سلعة أو خدمة معروضة لالستهالك بمقابل أو مجانا ،"...أن نطاق تطبيق قانون حماية املستهلك يشمل كل املعامالت أو العالقات الاستهالكية التي تربط بين املتدخل واملستهلك ،سواء كانت هذه العالقات عقدية -و ذلك في حالة وجود عقد يربط بين املستهلك و املتدخل والذي يطلق عليه عقد الاستهالك ، -أو كانت غير عقدية – في حالة عدم وجود رابطة عقدية بينهما.- هذا ويعرف عقد الاستهالك بأنه " :كل عقد يبرم بين املستهلك و املحترف أو املنهي" ،أو بمعنى آخر هو" : التصرف القانوني الذي يسمح للمستهلك بالحصول على السلعة أو الخدمة بهدف إشباع حاجته غير املهنية أي الشخصية أو العائلية ". قد يحصل املستهلك على ما يحتاجه من سلع أو خدمات عن طريق إبرام عقد رضائي (مساومة) ،و لكنه غالبا ما يتم التصرف القانوني لالستهالك بواسطة عقد إذعان ،لذلك اتجهت غالبية التشريعات املتعلقة بحماية املستهلك إلى إعتبار أن عقود الاستهالك من عقود إلاذعان ،التي يقتصر فیها املستهلك على مجرد التسليم بشروط العقد دون مناقشة ،و هذا ما يستخلص من مضمون املادة 4/03من القانون 02-04التي عرفت العقد املبرم بين املستهلك و العون الاقتصادي بأنه " :كل اتفاق أو اتفاقية تهدف إلى بيع سلعة أو خدمة ،حرر مسبقا من أحد أطراف الاتفاق ،مع إذعان الطرف آلاخر ،بحيث ل يمكن لهذا ألاخير إحداث تغيير حقيقي فيه" . مع العلم أن املقصود بالكتابة هنا ليس الكتابة الرسمية ،و إنما مجرد إيراد الشروط العامة للتعاقد في الوثائق املختلفة التي تصدر عن العون الاقتصادي ،كما هو الحال في طلب الشراء ،الفاتورة ،وصل التسليم...و غيرها ،حسب ما أكدته الفقرة 2من املادة 03من القانون .02-04 ا ثالثا :آليات حماية املستهلك في التشريع الجزائري (القانون 90-90املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش) لقد تدخل املشرع الجزائري بموجب القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش ،من خالل فرض مجموعة من الالتزامات على عاتق املتدخل ،بدءا من إلانتاج والاستيراد إلى التوزيع والعرض لالستهالك، و تمثل هذه الالتزامات في حد ذاتها ضمانات تكفل الحماية للمستهلك. .1الالتزام بالنظافة والنظافة الصحية للمواد الغذائية و سالمتها ألزم القانون املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش في مادته 6املتدخلين بالسهر على احترام النظافة لكل من املستخدمين وألاماكن ومحالت التصنيع والتحويل والتخزين والنقل ،أي من وقت إنتاج املواد الغذائية إلى غاية وصولها ليد املستهلك. و يقصد باملادة الغذائية حسب املادة 02/03من القانون ": 03-00كل مادة معالجة أو معالجة جزئيا أو خام ،موجهة لتغذية إلانسان أو الحيوان بما في ذلك املشروبات و علك املضغ ،و كل املواد املستعملة في تصنيع ألاغذية و تحضيرها و معالجتها ،باستثناء املواد املستخدمة فقط في شكل أدوية أو مواد التجميل أو مواد التبغ". و قد ألزم املرسوم التنفيذي رقم 140-19مؤرخ في 11أفريل سنة ،2019املحدد لشروط النظافة و النظافة الصحية أثناء عملية وضع املواد الغذائية لإلستهالك البشري ،املتدخل بإتباع عدة ضوابط أهمها: احترام ضوابط النظافة أثناء عمليات جني املنتوجات ألاولية و نقلها و تخزينها ومعاملتها في مكانإنتاجها ،حتى تكون هذه املنتوجات محمية من كل مصدر للتلويث أو إلاتالف القابل لجعلها غير صالحة لالستهالك البشري. احترام ضوابط النظافة الصحية للمنشآت وتجهيزات تصنيع املواد الغذائية وتحويلها وتوضيبهاوتخزينها وتوزيعها وفق شروط تمنع تلوثها أو فسادها ،حتى ل تشكل خطرا على صحة املستهلك وأمنه ،مع ضرورة استعمال املاء الصالح للشرب لتنظيف ألاواني واملعدات والتجهيزات املالمسة لهذه املواد ،و للتعامل معها وتحويلها. احترام ضوابط نظافة وسائل نقل املواد الغذائية من خالل تزويدها بالتهيئات والتجهيزات الضروريةلضمان حفظ جيد للمواد الغذائية املنقولة والحيلولة دون وقوع أي تلف لها يجعلها غير صالحة لالستهالك . فرض تدابير وقواعد النظافة على املستخدمين لتجنب كل تصرف من شأنه أن يؤدي إلى تلويث املوادالغذائية ،مع خضوعهم لفحوصات طبية دورية ولعمليات التطعيم املقررة من الوزارة املكلفة بالصحة. عالوة على نظافة املواد الغذائية ،يلزم املتدخل بعرض مواد غذائية سليمة لالستهالك ،و يقصد بسالمة املادة الغذائية حسب املادة 06/03من القانون ": 03-00غياب كلي أو وجود في مستويات مقبولة وبدون خطر في مادة غذائية للملوثات أو مواد مغشوشة أو سموم طبيعية أو أية مادة أخرى بإمكانها جعل املنتوج ضار بالصحة بصورة حادة أو مزمنة". و طبقا للمواد 4و 5و 9و 1من قانون حماية املستهلك وقمع الغش ،يتضح أنه لسالمة املادة الغذائية يجب احترام املواصفات واملقاييس املعمول بها في مجال إلانتاج والتصنيع من حيث: احترام سالمة املواد الغذائية أثناء تصنيعها ،و ذلك من خالل إحترام املتدخل لنسبة امللوثات واملضافات الغذائية ،املستعملة ألجل الحفظ املسموح بها قانونا ،في أي مرحلة من مراحل إلانتاج و التصنيع. احترام سالمة املواد الغذائية أثناء تجهیزها و تسليمها :إذ يجب أل تؤدي املواد التي تستعمل فيالتغليف والتعليب إلى فساد هذه املواد التي قد تعرض صحة املستهلك للخطر. احترام سالمة املواد الغذائية بضمان سالمة املواد املعدة ملالمستها مباشرة ،لذلك ينبغي احترامسالمة املواد املعدة للتغليف و ألاجهزة املستخدمة في إنتاج املواد الغذائية ،سواء أثناء صنعها و عند استعمالها ،و كذا احترام سالمة صنع املستحضرات املستخدمة لتنظيف هذه املواد املالمسة لألغذية. .2الالتزام بأمن املنتوجات نصت املادتين 00و 10من القانون 03-00على الالتزام بأمن املنتوجات ،حيث يعد املتدخل بموجب هذا الالتزام ،ملزما بتقديم منتجات مضمونة ،تلبي الرغبة املشروعة للمستهلك ،و ل تشكل خطر على صحته و أمنه و مصالحه ،و من ثم يتوجب على املتدخل تقديم منتجات ل تشكل خطرا عند إلاستعمال العادي أو املتوقع من طرف املستهلكين ،و يشمل هذا الالتزام فئة ألاطفال املعرضين لخطر جسيم نتيجة استعمال املنتج غير آلامن. و يقصد باملنتج املضمون حسب املادة 12/03من القانون ": 03-00كل منتج في شروط استعماله العادية أو املمكن توقعها ،بما في ذلك املدة ،ل يشكل أي خطر أو يشكل أخطارا محدودة في أدنى مستوى تتناسب مع استعمال املنتج و تعتبر مقبولة بتوفير مستوى حماية عالية لصحة و سالمة ألاشخاص". .3الالتزام بمطابقة املنتوجات يقع الالتزام باملطابقة على كل متدخل في عملية عرض املنتج لالستهالك ،ويكون هذا في كل املراحل حتى تلك التي تسبق عملية إلانتاج إلى غاية العرض النهائي لالستهالك ،و ذلك بهدف توخي عرض منتجات أو خدمات في السوق ل تستجيب للرغبة املنتظرة. يقصد باملطابقة حسب املادة 11من قانون 03/00املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش ،أن يلبي املنتج املعروض لالستهالك الرغبات املشروعة للمستهلك سواء من حيث طبيعته وصنفه ومميزاته ألاساسية وتركيبه ،ونسبة مقوماته الالزمة ،وهويته وكمياته وقابليته لالستعمال ،أو ألاخطار الناجمة عن استعماله. كما يقصد بها أيضا أن يستجيب املنتوج للرغبات املشروعة للمستهلك من حيث مصدره والنتائج املرجوة منه واملميزات التنظيمية ،من ناحية تغليفه وتاريخ صنعه ،والتاريخ ألاقص ى لستهالكه ،وكيفية استعماله وشروط حفظه ،والاحتياطات املتعلقة بذلك والرقابة التي أجريت عليه ،و هذا يعني مطابقة املنتوج للمقاييس واملواصفات القانونية. وبناءا على نص املادة 12من قانون 03/00بقولها "يتعين علي كل متدخل إجراء رقابة مطابقة املنتوج قبل عرضه لالستهالك طبقا لألحكام التشريعية والتنظيمية السارية املفعول ،"... .يتضح أن املشرع قد فرض رقابة ذاتية على املتدخل ،وألن نشاطات املتدخل متعددة من إنتاج واستيراد وتوزيع ..ألزمت املادة أن تتناسب عملية املراقبة مع طبيعة العمليات التي يقوم بها ،وحجم وتنوع املنتوجات التي يضعها لالستهالك ،مع مراعاة الوسائل التي يجب عليه يملكها في إطار تخصصه ،طبقا للعادات والتقاليد املتعارف علیها ،...مع العلم أنه ل تعفي املتدخل من الالتزام باملطابقة ،إجراءات الرقابة التي يقوم بها أعوان قمع الغش املذكورين في املادة 25 من القانون .03-00 و يتم إلاشهاد على املطابقة بواسطة وضع عالمة وطنية للمطابقة ،و منح شهادة املطابقة على املواصفات القانونية الجزائرية تسلم للمتدخل بناء على طلبه ،حيث يهدف هذا إلاشهاد إلى إثبات جودة املنتوجات ومطابقتها للمقاييس و املواصفات القانونية و التنظيمية. بناء على املادتين 11و 12من القانون ،03-00يجب أن تتوفر املواصفات القانونية و اللوائح الفنية في كل منتوج أو خدمة موجهة لالستهالك ،و يقع على املتدخل واجب احترامها منذ مرحلة إلانتاج إلى غاية الاستهالك ،حيث يهدف الالتزام باملطابقة إلى ضمان سالمة املستهلك من خالل تلبية رغبته املشروعة بتقديم له منتوجات و خدمات ذات جودة ،و ل تشكل خطر على صحته و أمنه. .4الالتزام بالضمان والخدمة ما بعد البيع الالتزام بالضمان :هو التزام يتعهد بموجبه املتدخل بضمان سالمة املنتوج الذي يقدمه للمستهلك من أي عيب يجعله غير صالح لالستعمال املخصص له أو من أي خطر ينطوي عليه ،ويسري مفعول هذا الضمان لدى تسليم املنتوج. طبقا لنص املادة 13من القانون 03-00يستفيد كل مستهلك مقتني ألي منتوج سواء كان جهاز أو أداة أو آلة أو غيارا أو مركبة أو أي مادة تجهيزية من الضمان بقوة القانون ،كما يمتد هذا الضمان إلى الخدمات، ويستفيد املستهلك من تنفيذ هذا الضمان دون أعباء إضافية ،ويعتبر باطال كل شرط يقض ي بعدم الضمان. بناء على ذلك ،يلتزم كل متدخل في عرض منتوجات تجهيزية لالستهالك ،بضمان العيوب التي تطرأ علیها خالل فترة الضمان ،التي تختلف حسب طبيعة كل منتوج ،شرط أل تقل عن 06أشهر بالنسبة للمنتوجات الجديدة و تقديم الخدمة ،و 03أشهر بالنسبة للمنتوجات املستعملة. و بموجب هذا الالتزام يعد املتدخل ملزما بتقديم منتوجات تجهيزية سليمة أي خالية من العيوب ،حتى تلبي الرغبة املشروعة للمستهلك من جهة و ل تمس بسالمة املستهلك من جهة أخرى ،سواء من حيث أمنه و صحته و أمواله. كما نصت املادة 14من القانون 03-00على أن تقديم املتدخل لضمان آخر بمقابل أو مجانا ل يلغي الاستفادة من الضمان القانوني املنصوص عليه في املادة ،13ويجب أن تبين بنود وشروط تنفيذ هذه الضمانات في وثيقة ترفق مع املنتوج املقدم للمستهلك. عالوة على ما سبق ،يمكن للمستهلك أن يطالب بتجربة املنتوجات املذكورة في املادة 13من القانون 03-00 دون أن يعفي ذلك املتدخل من إلزامية الضمان (املادة 15من القانون .)03-00 أما في إطار الخدمة ما بعد البيع وبعد انقضاء فترة الضمان املحددة عن طريق التنظيم أو في كل الحالت التي ل يمكن للضمان أن يلعب دوره ،يتعين على املتدخل املعني ضمان صيانة وتصليح املنتوج املعروض في السوق ،و هذا حسب املادة 16من القانون ،03-00و يسري هذا الالتزام بقوة القانون ،و يشمل كل الخدمات التي تؤدى بعد اقتناء املنتوج. وفيما يتعلق بكيفية تنفيذ الالتزام بالضمان :فطبقا لنص املادة 3/13من القانون ،03-00و املادة 12من املرسوم التنفيذي رقم 329-13الذي يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السلع و الخدمات حيز التنفيذ ،ينفذ املتدخل التزامه بالضمان -في حالة ظهور عيب في املنتوج أو الخدمة خالل فترة الضمان - بأحد ألاوجه الثالثة :إصالح املنتوج أو استبداله أو رد ثمنه أو تعديل الخدمة على نفقة املتدخل ،و في حالة العطب املتكرر يستبدل املنتوج أو يرد ثمنه ( املادة 12من املرسوم التنفيذي رقم .)329-13 .5الالتزام بإعالم املستهلك يقصد بإعالم املستهلك إحاطته بكافة املعلومات ذات الصلة باملنتوج ،حيث جاء في نص املادة 19من قانون 03/00أنه " يجب على كل متدخل أن يعلم املستهلك بكافة املعلومات املتعلقة باملنتوج الذي يضعه لالستهالك"...؛ و طاملا أن املتدخل هو من لديه املعلومات الكافية عن املنتوج أو الخدمة التي يعرضها ،لذلك وجب عليه إعالم املستهلك ،و ذلك من خالل تقديم إعالم حقيقي وموضوعي (غير مبالغ فيه) ،خاصة إذا كان املنتوج ذي طبيعة خطيرة أو تكنولوجيا معقدة. فاللتزام باإلعالم هو إذن إلتزام يهدف إلى تلبية الرغبة املشروعة للمستهلك من خالل إحاطته بكافة املعلومات املتعلقة باملنتوج لالنتفاع به على أكمل وجه ،فهو ل يستطيع تحديد مواصفات املنتوج ومكوناته و مخاطره إل بناءا على البيانات التي يقدمها له املتدخل. 1.9كيفية تنفيذ الالتزام باإلعالم هناك عدة طرق إلعالم املستهلك كوضع عالمة أو إلاشهار بمختلف وسائله ،لكن أهم هذه الطرق هو الوسم، و قد عرفته املادة 03الفقرة 04من قانون رقم 03-00املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش على أن " كل البيانات أو الكتابات أو إلاشارات أو العالمات أو املميزات أو الصور أو التماثيل أو الرموز املرتبطة بسلعة ، تظهر على كل غالف أو وثيقة أو لفتة أو سمة أو ملصقة أو بطاقة أو ختم أو معلقة مرفقة أو دالة على طبيعة منتوج مهما كان شكلها أو سندها ،بغض النظر عن طريقة وضعها". يعتبر وسم املنتوجات وسيلة إلعالم املستهلك ،حيث تبرز فيه جميع العناصر الخاصة باملنتوج حسب طبيعته وصنفه ،وعليه فالوسم يمثل جميع البيانات املوضوعة على الغالفات أو العبوات والتي تعتبر ضرورية إلعالم املستهلك حتى يتسنى له معرفة املنتوج املراد اقتناؤه ،كما تشمل هذه البيانات العالمة التجارية التي يساهم الوسم في إظهارها والتعريف بها و بالرغم من أنها تخضع لنظام قانوني خاص بها ،إل أنها تلعب دورا هاما وفعال في إعالم املستهلك و تمييز املنتوجات املطروحة في السوق عن غيرها. و قد اشترطت املادة 11من القانون 03-00أن تكتب بيانات الوسم و طريقة الاستعمال ،باللغة العربية ،و بطريقة واضحة و مرئية (ظاهرة) و مقروءة (سهلة الفهم) و متعذر محوها (لصيقة باملنتوج و متصلة به إذا أمكن ذلك سواء كانت مدونة على غالف املنتوج أو في صورة نشرة مرفقة معه) ،بحيث ل تؤدي إلى أي إشكال أو اضطرابات في ذهن املستهلك ،كما اشترطت أن تكون بيانات الوسم كاملة تتضمن جميع املعلومات املتعلقة باملنتوج و كافة مخاطره. 1.9مضمون الالتزام باإلعالم يشمل الالتزام باإلعالم ،التزام املتدخل بـ : إلادلء أو إلافضاء باملعلومات الالزمة املتعلقة باملنتوجات أو الخدمات ،و التي تشمل التعريف بها(مكوناتها ،خصائصها ،كميتها ،تاريخ إنتاجها ،نهاية صالحيتها ،)...و كذلك كيفية استعمالها. التحذير من خطورة هذه املنتوجات ،ذلك أن الانتفاع باملنتوج على أكمل وجه يقتض ي من املتدخلتحذير املستهلك من مخاطر املنتوج ذاته ،و كذا املخاطر الناجمة عن استعماله أو حيازته. فقد يكون املنتوج خطير بطبيعته أي منذ إنتاجه ،فخطورته هنا ضرورية لكي يؤدي الغرض املرجو منه كمواد التنظيف املنزلي. كما قد يكون املنتوج خطير نتيجة تفاعله مع عناصر خارجية عنه ،كتخمر عصير الفواكه نتيجة تعرضه ألشعة الشمس. كما يمكن يكون املنتوج خطير نتيجة الاستعمال الخاطئ له أو التخزين غير السليم له أو التخلص منه غير آلامن ،مما يسبب ضررا للمستهلك. و طاملا أن نص املادة 19قد استعمل مصطلح املنتوجات بصفة عامة ،فإن الالتزام باإلعالم يشمل كافة املنتوجات سواء الخطيرة أو غير الخطيرة ،سواء التي تتسم بجديتها و تعقيدها أم ل. إلاعالم باألسعار و التعريفات و شروط البيع :بحيث ألزم املشرع الجزائري كل عون اقتصادي(منتج أو موزع أو مقدم خدمات أو مستورد) قبل إبرام عقود البيع أو أداء الخدمة بضرورة إعالم املستهلكين باألسعار و كذلك بشروط البيع ،و هذا طبقا لنص املادة 04من القانون ،02-04كما يلزم العون الاقتصادي حسب املادة 01من هذا القانون و قبل اختتام عملية البيع بتقديم كل املعلومات الصادقة و النزيهة املتعلقة بمميزات املنتوج أو الخدمة ،و شروط البيع املمارس للمستهلك ،و كذا حدود املسؤولية العقدية املتوقعة لعملية البيع أو الخدمة ،على أن يتضمن السعر املبلغ إلاجمالي الذي يدفعه املستهلك مقابل اقتناء سلعة أو تقديم خدمة (املادة 06من القانون .)02-04 كما يسمح الالتزام إلاعالم باألسعار و التعريفات للمستهلك باملقارنة بين ألاسعار و اختيار أفضل السلع أو الخدمات املناسبة له ،مما يحقق حماية ملصالحه املادية. ا رابعا :املجلس الوطني لحماية املستهلك وجمعيات حماية املستهلك يعتبر املجلس الوطني لحماية املستهلك وجمعيات حماية املستهلك من ألاجهزة الهامة اللتي تعتمد علیها الحكومة الجزائرية من أجل ضمان التطبيق الفعال لآلليات املقررة لحماية املستهلك. .1املجلس الوطني لحماية املستهلك لقد تم تأسيس املجلس الوطني لحماية املستهلكين بموجب املادة 24من القانون 02-10امللغى ،وتم الابقاء عليه بمقتض ى القانون 03-00في املادة 24منه ،والتي تنص على ما يلي ":ينشأ مجلس وطني لحماية املستهلكين يقوم بإبداء الرأي واقتراح التدابير التي تساهم في تطوير وترقية سياسات حماية املستهلك" 1.1تشكيلة املجلس الوطني لحماية املستهلك بينت املادة 03من املرسوم التنفيذي رقم ،355-12املؤرخ في ،2012/10/02تشكيلة املجلس الوطني لحماية املستهلكين ،واملتمثلة في: ممثل واحد عن عشرة وزارات مثل الداخلية ،التجارة ،الصحة ،الفالحة...إلخ؛ ممثل واحد عن عشرة هيئات ومؤسسات عمومية نذكر منها :املركز الجزائري ملراقبة النوعية والرزم،الديوان الوطني للقياسة القانونية ،املعهد الجزائري للتقييس ،املعهد الوطني للصحة العمومية...إلخ؛ ا ممثل واحد عن كل جمعية حماية املستهلكين املؤسسة قانونا ،وكذا خمسة 05خبراء في مجال حمايةاملستهلكين وأمن وجودة املنتوجات يختارهم الوزير املكلف بحماية املستهلك؛ هذا ويجب أن يكون ممثلو الدوائر الوزارية والهيئات واملؤسسات العمومية في رتبة مدير أو خبير في ميدان الاستهالك على ألاقل ،ويجب أن يكون ممثلو الحركة الجمعوية حاصلين على شهادة دراسات عليا أو شهادة لها عالقة بمجال حماية املستهلك. 1.1اختصاصات املجلس الوطني لحماية املستهلك لقد حددت املادة 22من املرسوم التنفيذي رقم 355-12السابق الذكر اختصاصات املجلس كما يلي ":يدلي املجلس بآراء ويقترح تدابير لها عالقة على الخصوص ،بما يأتي: املساهمة في الوقاية من ألاخطار التي يمكن أن تتسبب فیها املنتوجات املعروضة في السوق وتحسينها،من أجل حماية صحة املستهلكين ومصالحهم املادية واملعنوية؛ مشاريع القوانين والتنظيمات التي يمكن أن يكون لها تأثير على الاستهالك وكذا على شروط تطبيقها؛ -البرامج السنوية ملراقبة الجودة وقمع الغش ؛ استراتيجية ترقية جودة املنتوجات وحماية املستهلكين ؛ جمع املعلومات الخاصة بمجال حماية املستهلكين واستغاللها وتوزيعها ؛ برامج ومشاريع املساعدة لصالح جمعيات حماية املستهلكين ؛ التدابير الوقائية لضبط السوق ؛ آليات حماية القدرة الشرائية للمستهلكين".وبشكل عام يمكن القول أن املجلس الوطني لحماية املستهلك هو عبارة عن جهاز استشاري في مجال حماية املستهلكين ،يكلف بإبداء الرأي واقتراح التدابير التي من شأنها أن تساهم في تطوير وترقية سياسة حماية املستهلك . .1جمعيات حماية املستهلك حددت املادة 21من القانون 03-00املتعلق بحماية املستهلك وقمع الغش املقصود بالجمعيات بأنها " :كل ا جمعية منشأة طبقا للقانون تهدف إلى ضمان حماية املستهلك من خالل إعالمه وتحسيسه وتوجیهه وتمثيله". ا كما تعرف جمعيات حماية املستهلك بأنها ":هيئات يتم إنشاؤها وفقا للقانون ،وتتكون من مجموعة من ألاشخاص غير الحكومية ،تسعى لحماية املستهلك بكل الوسائل القانونية املتاحة لها فيما يتعلق بحصوله على السلع والخدمات" ،وعليه فإنها تتمتع بمجموعة من الخصائص من أهمها: أنها جمعيات غير حكومية ،حتى وان خضعت لرقابة الوزارات املعنية؛ أنها جمعيات متخصصة في مجال حماية املستهلك ؛ أنها تنشأ بموجب القانون وتخضع لرقابة الدولة؛ هدفها ألاساس ي هو الدفاع عن حقوق ومصالح املستهلكين ،واملساهمة في نشر ثقافة حقوق املستهلكوتوعية املواطنين بحقوقهم. خاتمة: ا انطالقا من كل ما تقدم يمكن القول أن قانون حماية املستهلك أصبح اليوم أحد أهم أوجه التشريعات الحكومية الهادفة لتطوير اقتصادياتها ،وذلك على اعتبار أن املستهلك يعتبر الطرف ألاهم في العالقات التجارية ،والعنصر ألاهم واملحوري في الاستراتيجيات التنافسية ،وعلى هذا ألاساس وجب العمل على ضمان أمنه وسالمته ،من خالل تطوير التشريعات وألاجهزة الكفيلة بحمايته.