Telechargé par Mustapha HMIMOU المصطفى حميمو

المصطفى حميمو : قناة تستحق المشاهدة والتشجيع

publicité
‫قناة تستحق المشاهدة والتشجيع‬
‫أي قناة ؟ ولماذا ؟‬
‫المصطفى حميمو‬
‫نشرت جريدة هسبري س مؤخرا مقاال مؤثرا ومهما جدا تحت عنوان اإلدمان وقود الجنون‪ ..‬حرب المخدرات‬
‫تدمر عقول الشباب‪ .‬كتبت في مقدمته صاحبته أمال كنين تقول ‪" :‬في شوارعِ البال ِد نلحظ ُهم‪ ،‬أو في مصحاتٍ‬
‫يتبادر إلى أذهان ِه ْم أنهم قد يبلغون‬
‫ت في أعصابهم‪ ،‬لم‬
‫ب…‬
‫حرب المخدرا ِ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫خاصةٍ‪ ،‬مواطنونَ عايشوا أقسى الحرو ِ‬
‫ي‪ ،‬معاناة ٌ‬
‫الجنونَ من إدما ِن ِه ْم‪َّ ،‬‬
‫يقصر؛‬
‫مسار قد يطو ُل أو‬
‫فمرض‪،‬‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫لكن هذا كان تحصيلَ حاص ٍل‪ .‬نشوة ٌ ففر ٌح لحظ ٌّ‬
‫أكثر الحاالتِ‪ ،‬أدمنوا فاستمروا حتى اخت ّل ْ‬
‫َّ‬
‫ت عقولُ ُه ْم"‪ .‬وبقية المقال تدمي القلب‪.‬‬
‫لكن النتيجةَ تكونُ متشابهةً في ِ‬
‫في الواقع حرب المخدرات أصبحت اليوم حربا عالمية على البشرية‪ .‬حرب صامتة وقدرة‪ .‬حرب تفتك‬
‫بمختلف الفئات االجتماعية الصغار والكبار‪ ،‬اإلناث والذكور‪ ،‬األغنياء والفقراء‪ ،‬العاملون والعاطلون‪ .‬حرب أشد‬
‫فتكا بالصحة العقلية والجسدية من كل األوبئة ألن سمومها تعيث فسادا في البشر من دون لقاح‪.‬‬
‫قوة نفوذ أبطالها وصلت إلى حد تحدي مؤسسات وكبار رجال الدول الغربية‪ ،‬من وزراء وشرطة وقضاة‪ .‬كل‬
‫من عزم منهم على مقاومتهم يتلقى تهديدات بالخطف والقتل هو وأفراد أسرته‪ .‬فهذا ما يحصل حتى يومنا هذا في‬
‫هولندا وبلجيكا وفي غيرهما‪ ،‬وفق ما جاء في البرنامج الوثائقي ‪ ENQUETE EXCLUSIVE‬تحت عنوان‬
‫‪ .Belgique Pays Bas Les nouvelles mafias de la coca ïne‬تم نشره ملخصا وباللغة العربية تحت عنوان‬
‫‪ :‬نفوذ مافيا المخدرات ‪ -‬عصابات الكوكايين والجريمة المنظمة في هولندا‬
‫برامج وثائقي يؤكد أن تجارة المخدرات قائمة في واضح النهار في الجو والبر والبحر تحت ضغط الترغيب‬
‫والترهب‪ .‬تجارة بكميات مهولة بسبب االتساع المسترسل لرقعة عدد المستهلكين‪ .‬فمع تنامي التفكك األسري وتحت‬
‫ضغط تأثير مختلف المغريات الشهوانية في الواقع المعيش ومن خالل وسائل التواصل االجتماعي ومع تفشي نشر‬
‫األفالم اإلباحية والمسلسالت ذات المضامين الهابطة‪ ،‬يشعر الشباب بالخصوص‪ ،‬بالهيجان مع الحرمان والكبت‪،‬‬
‫فيصابون بالقلق المزمن وبالنكد‪ ،‬فتهتز وتضعف في نفوسهم كل الضوابط والكوابح األخالقية‪ .‬حينها يصبح عندهم‬
‫االستعداد النفسي بل الرغبة القوية في استهالك مضادات االكتئاب الطبية‪ ،‬ومنها ينتقلون بيسر إلى التعاطي‬
‫للمخدرات في شتى المناسبات‪ .‬والمدمنون عند الشعور بشدة ألم الخصاص من جرعات المخدر يقدمون على كل‬
‫الجرائم وال سيما السرقة للحصول على المال الكافي لشرائها‪ .‬وفي حال الغضب قد يقدمون وحتى على أبشعها كقتل‬
‫األصول وهم ال يشعرون‪.‬‬
‫و ال فائدة في التوقف عند مجرد توصيف الواقع المؤسف ما دامت الدول الغربية تظهر مغلوبة على أمرها في‬
‫هذه الحرب المستعرة‪ .‬لهذا ما كنت ألخوض في هذا الموضوع لوال أنني توصلت من صديق بخبر تواجد قناة على‬
‫اليوتوب مؤثرة بقدر مهم في االتجاه المعاكس للمؤثرات الشهوانية‪ .‬ألن الحرب الفعالة ضد تلك التجارة تكمن في‬
‫حرمانها قدر اإلمكان من الزبناء المستهلكين المحتملين‪ .‬ويتعلق األمر بقناة "حكايات رضا"‪ .‬قناة يحكي فيها صاحبها‬
‫الشاب رضا قصص بوليسية من الواقع المغربي كما سمعها من المجرمين أنفسهم بالسجن‪ ،‬لما كان من بينهم ووثقها‬
‫بأدق التفاصيل‪ .‬وفي الحلقة ‪ ،50‬وبطلب من متتبعيه يحكي قصة دخوله إلى السجن‪.‬‬
‫قناة أعجب بمضمونها رجل األمن السابق عبد القادر الخراز صاحب قناة مماثلة‪ ،‬فزارها وزكاها بحضوره‬
‫في إحدى حلقاتها للتعريف بها وتشجيع متتبعيه لمشاهدتها‪ .‬فقد نجح الشاب رضا بفنّه السردي المليء بالتشويق‬
‫واإلثارة في اكتساب جمهور يعد بعشرات اآلالف‪ ،‬كما تدل على إحصائيات المشاهدات الراضية عن كل حلقة‪ .‬ألن‬
‫تتبع كل منها يجعل السامع يشعر وكأنه يشاهد فلما هتشكوكيا‪.‬‬
‫لكن األهم من كل ذلك هو الرسالة التربوية القوية التي يتبناها هذا الشاب في قناته‪ .‬يركز فيها على متاعب‬
‫ومخاطر العيش في السجون بين المجرمين المحترفين وبالخصوص أعتاهم‪ ،‬كما تجرع مرارته هو بنفسه مدة سبع‬
‫ضل معها السجناء العاديون المشموتون بدخولهم للسجن‪ ،‬عقوبة اإلعدام وتنفيذها‬
‫أو ثمان سنوات‪ .‬مخاطر ومآسي يُف ّ‬
‫فيهم للخالص منها‪ .‬فينتحر العديد منهم وحتى من بين المجرمين المحترفين أو يس َعون لالنتحار‪.‬‬
‫كل حلقة يخر ج منها المشاهد بدروس عبر في الحياة من دون الحاجة إلى أن يشير إليها صاحب القناة‪ .‬ومع‬
‫ذلك تجده يركز في نهاية كل منها على التحذير من كل المطبات في الحياة اليومية‪ ،‬وبالخصوص تلك التي ال يلقى‬
‫لها بال‪ ،‬وقد ت ُفضي بمن يسقط في شراكها إلى تحطيم حياته ومستقبله أو إلى التعرض للقتل ال ُجرمي أو إلى تذوق‬
‫مرارة العيش بين المجرمين المحترفين في السجون‪.‬‬
‫ويقول أنه يتوصل باستمرار برسائل من متتبعيه‪ ،‬ممتنين له فيها على توعيتهم وعلى ابتعادهم عن كل ما من‬
‫شأنه أن يهوي بهم إلى جحيم التعاطي للمخدرات والقمار واإلجرام والسجون أو إلى التعرض لالعتداء ال ُجرمي على‬
‫ُحرماتهم‪ .‬وال أستغرب من ذلك أبدا من بعد ما تتبعت بعض الحلقات‪.‬‬
‫فيطيب لي هنا ويشرفني التعريف بقناة الشاب رضا بالنظر لما وجدت فيها من مقومات وقاية مختلف فئات‬
‫المجتمع بقدر ّما‪ ،‬من كل ما قد يصيبه من األذى والهوان الذي صار يهدد حتى أمن الدول المتقدمة‪ .‬أقوم بالتعريف‬
‫بقناته من أجل سالمة عموم الناس‪ ،‬وبالخصوص الشباب ذكورا وإناثا‪ ،‬ومن أجل طمأنينة دويهم وكل المجتمع‬
‫المغربي على أمنهم‪ .‬وأهيب بكل من شاهد حلقاتها واقتنع برسالتها التربوية والوقائية أن يعرف بها بدوره‪ ،‬كي تعم‬
‫الفائدة‪ .‬ونحمد هللا اليوم على هذه المنصات اإلليكترونية مثل اليوتوب وغيرها التي ال تتطلب إذنا من أحد من أجل‬
‫حسن استغاللها واستعمالها‪ .‬وذلك في مقابل استفحال سوء استعمالها المتفشي بين عموم الناس‪ .‬وهللا ولي التوفيق‪.‬‬
Téléchargement