Telechargé par chikouramimi19

محاضرات منهجية

publicité
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬
‫شعبة علم المكتبات و المعلومات‬
‫قسم العلوم اإلنسانية‬
‫مطبوعة بيداغوجية لطلبة السنة الثانية مكتبات ومعلومات‬
‫من إعـداد الدكـتورة ‪:‬‬
‫ح ـفيظي سليم ـة‬
‫السنة الجامعية ‪4102/4102:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬المحاور‬
‫أوال‪ :‬ماهية البحث العلمي‬
‫ثانيا‪ :‬اختيار و صياغة عنوان البحث‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة إشكالية الدراسة‬
‫رابعا‪:‬الفرضيات‬
‫خامسا‪:‬المفاهيم‬
‫سادسا‪:‬الدراسات السابقة‬
‫سابعا‪ :‬إعداد خطة البحث‬
‫ثامنا‪ :‬مناهج البحث‬
‫‪ ‬تقديــم‪:‬‬
‫سنحاول من خالل هذه المحاضرات تسليط الضوء على بعض العناصر المتعلقة بتطبيقات منهجية البحث‬
‫وتقنياتها لطلبة السنة الثانية تخصص علم المكتبات والمعلومات‪ ،‬أضعها بين أيديكم من خالل الدروس عن بعد‪،‬‬
‫لكن هذا سيكون متصال ومتواصال مع العرض المباشر للمحاضرات اثراءا وشرحا‪ ،‬وستخصص هذه المحاضرات‬
‫في هذا القسم على عناصر منهجية أساسية أبدؤها بمدخل حول ماهية البحث العلمي ثم الفصيل في معايير‬
‫اختيار موضوع البحث وأساسيات صياغة العنوان‪ ،‬ثم الطرق لشروط صياغة إشكالية الدراسة ‪ ،‬أما المحور‬
‫الرابع فخصص للفرضيات في البحث العلمي‪ ،‬ثم عرض تفاصيل تتعلق بالمفاهيم ‪ ،‬ليكون محور المحاضرة‬
‫السادسة الدراسات السابقة من خالل إبراز شروط اعتمادها في البحث العلمي وكيفية عرضها وتوظيفها في‬
‫الدراسة الحالية ‪ ،‬ثم التطرق لقواعد إعداد خطة البحث ومكوناتها األساسية‪ ،‬لنعرج في األخير على مناهج البحث‬
‫في علم المكتبات والمعلومات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عنوان المحاضرة األولى‪ :‬ماهية البحث العلمي‬
‫‪-10‬‬
‫مفهوم البحث العلمي‪:‬‬
‫عند محاولة تعريف البحث العلمي فإن ذلك يلزمنا بتقديم تعريفات لغوية ومعرفية ميثودولوجية‪،‬‬
‫حتى نقف بدقة على حقيقة مفهوم البحث العلمي ونعرضها في التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعريف اللغوي‪ :‬عبارة البحث العلمي تتكون من كلمتين "البحث" و "العلمي" فاألولى ترد إلى الفعل‬
‫الماضي "بحث" و تعني التقصي و الطلب و التفتيش و التتبع‪ ،‬أما كلمة "علمي" فهي منسوبة إلى العلم‬
‫الذي هو ضرب من ضروب المعرفة العلمية الذي يتصف بخصائص تميزه عن غيره من المعارف من‬
‫وضعية وموضوعية ودقة وغيرها مما يميز العلم عن الالعلم‪(.‬عياد‪)42 ،4112 ،‬‬
‫و بتركيب مدلول الكلمتين نجد‪ " :‬البحث العلمي هو التقصي و التفتيش و تتبع لموضوع هو موضوع العلم‬
‫وفقا لقواعد وشروط هي حكر على العلم دون غيره"‪.‬‬
‫ب‪ -‬المفهوم االبستمولوجي‪:‬‬
‫من المنظور االبستمولوجي البحث العلمي هو الفن الهادف‪ ،‬هو العملية العقلية المعقدة التي تقوم على‬
‫الوصف و التفسير و التنبؤ‪ ،‬هو النشاط العلمي الذهني الذي يستفز الحافظة و المخيلة و اإلدراك لحل‬
‫مشكلة محددة عن طريق التقصي الشامل و الدقيق لجمع الشواهد و األدلة التي يمكن التحقق منها‪ ،‬ذات‬
‫الصلة بالمشكلة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬المفهوم الميثودولوجي‪:‬‬
‫البحث العلمي هو مجموعة من التقنيات و اآلليات و األدوات التي تؤلف طريقة أو أسلوبا فكريا‬
‫منتجا‪ ،‬فهو إذن " البحث النظامي المضبوط الخبري التجريبي في المقوالت االفتراضية عن العالقات‬
‫المتصورة بين البحوث" وهو أيضا‪ " :‬التقصي المنظم بإتباع أساليب و مناهج علمية محددة للحقائق‬
‫العلمية بقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها"‪(.‬عياد‪)01 ،4112،‬‬
‫أي أنه مجموعة من القواعد و اإلجراءات المنهجية المنظمة و المحددة و الدقيقة المتبعة في الكشف‬
‫عن العالقات ليست بين الحوادث و الظواهر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بالمزاوجة بين المفهوم اللغوي و االبستمولوجي و الميثودولوجي للعلم نخرج بمفهوم إجرائي للبحث‬
‫العلمي هو‪:‬‬
‫( عملية التقصي عن الحقائق و تبويبها و تحليلها بالنسبة لمشكلة معينة إلظهار حقيقة المشكلة‬
‫و أسبابها وما يناسبها من حلول بطريقة محايدة للمشكلة)‪،‬‬
‫خصائص البحث العلمي‪:‬‬
‫‪-14‬‬
‫ومن التعريفات السابقة نستشف الخصائص الواجب توافرها في البحث العلمي وهي‪( :‬عياد‪،4112 ،‬‬
‫‪) 00 ،01‬‬
‫أ‪ -‬أنه قائم على التبويب و التصنيف و التخصص‪ :‬أي أن البحث العلمي ال يشتغل في جميع‬
‫الحوادث و الوقائع‪ ،‬بل إن هذه األخيرة مبوبة ومصنفة‪ ،‬فهناك مسائل الفلك و الفيزياء و‬
‫البيولوجيا و السيكولوجيا و غيرها من الفروع العلمية و البحث العلمي يتخصص في فرع من هذه‬
‫الفروع‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنه قائم على التحليل و الدقة‪ :‬يخصص البحث العلمي في فرع من فروع المعرفة العلمية يكسبه‬
‫قدرة على التحليل و الوصول إلى نتائج دقيقة‪ ،‬عكس ما إذا كان يشتغل في جميع المسائل بشكل‬
‫عام‪.‬‬
‫جـ‪ -‬أنه مرتبط بإشكالية‪ :‬بمعنى ارتباطه بموضوع أو واقعة علمية‪ ،‬هذا األخيرة تكون حاضرة في‬
‫البحث العلمي على شكل إشكالية و تساؤل اإلشكالية‪ ،‬ألن اإلشكالية هي عصب البحث العلمي و‬
‫عموده‪.‬‬
‫د‪-‬أنه تحري للمعلومات‪ :‬كما سبق ذكره هو تقصي و تفتيش عن الحقائق و المعلومات و البيانات‬
‫المرتبطة بالظاهرة موضوع البحث العلمي‪.‬‬
‫هـ‪ -‬أنه بحث عن األسباب‪ :‬أي أنه في عملية طلب الحقائق و المعلومات المرتبطة بالظاهرة موضوع‬
‫البحث‪ ،‬ال يهم سوى عن العالقة السببية التي تربط الحوادث‪.‬‬
‫و‪-‬أنه تحري للموضوعية‪ :‬أي إلغاء الذاتية و العواطف و التسليم فقط بما أكدته التجربة و الميدان‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-10‬‬
‫أنواع البحوث العلمية‪:‬‬
‫تنقسم البحوث العلمية من حيث طبيعتها إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬البحث األساسي أو النظري‪:‬‬
‫هدف هذا النوع من البحوث هو التوصل إلى الحقيقة و تطوير المفاهيم النظرية و محاولة تعميم نتائجها‬
‫بغ ض النظر عن فوائد البحث ونتائجه‪ ،‬ويجب على الباحث في هذا المجال أن يكون ملما بالمفاهيم و‬
‫االفتراضات وما تم إجراءه من قبل اآلخرين للوصول إلى المعرفة حول مشكلة معينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬البحث التطبيقي أو الميداني‪:‬‬
‫يعرف على أنه ذلك النوع من الدراسات التي يقوم بها الباحث بهدف تطبيق نتائجها لحل المشكالت‬
‫الحالية و تغطي العديد من التخصصات اإلنسانية كالتعليم و اإلدارة و التربية‪...‬الخ‪.‬‬
‫يهدف البحث التطبيقي إلى معالجة مشكالت قائمة بذاتها لدى المؤسسات االجتماعية و االقتصادية بعد‬
‫تحديد المشكالت و التأكد من صحة ودقة مسبباتها و محاولة عالجها وصوال إلى نتائج و توصيات‬
‫تساهم في تحقيق حدة هاته المشكالت‪ ،‬ومثالها أبحاث التسويق التي تجريها الشركات و أبحاث البنك‬
‫الدولي حول الدول النامية ‪ ،‬وأبحاث منظمة الصحة العالمية و اللجان الخاصة بالمرأة و أبحاث الرضا‬
‫الوظيفي‪...‬الخ‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أنه من الصعب أحيانا الفصل بين البحوث النظرية و التطبيقية‪ ،‬وذلك للعالقة‬
‫التكاملية بينهما‪ ،‬فالبحوث التطبيقية غالبا ما تعتمد على األولى في بناء فرضياتها و أسئلتها على األطر‬
‫النظرية ‪ ،‬كما أن البحوث النظرية تعتمد على البحوث التطبيقية في إعادة النظر في منطلقاتها النظرية‬
‫لتكييفها مع الواقع‪.‬‬
‫أما من حيث المنهج فتنقسم إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬بحوث استكشافية (استطالعية)‪.‬‬
‫ب‪ -‬بحوث تاريخية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬بحوث وصفية‪.‬‬
‫د‪ -‬بحوث تجريبية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫كما يمكن أن نقسم البحوث العلمية حسب طبيعة البيانات المستخدمة في الدراسة إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬بحوث كمية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬بحوث كيفية‪.‬‬
‫‪-40‬صعوبات البحث العلمي‪:‬‬
‫تواجه الباحث أثناء قيامه بالبحث العلمي عدة صعوبات منذ الوهلة األولى وربما إلى آخر محطات‬
‫بحثه‪ ،‬وسنحاول تسليط الضوء على بعض منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬صعوبة تحري الموضوعية في البحث العلمي‪ :‬بما أن الباحث في حقل العلوم االجتماعية و‬
‫اإلنسانية يتعامل مع ظواهر اجتماعية و إنسانية يكون جزءا منها فمن الصعب أن يفصل ذاته‬
‫عن موضوع بحثه (‪ )%044‬بشكل تام‪ ،‬ويمكن أن نبرز ذلك على ثالث مستويات ( الباحث‪/‬‬
‫البحث‪ /‬المبحوث)‪.‬‬
‫‪ ‬الباحث‪ :‬و يمكن أن نقدم مجموعة من النصائح لتالقي هذا اإلشكال وهي‪:‬‬
‫ التجرد من األهواء و الميول الذاتية و األحكام القيمية و االنفعالية‪.‬‬‫ عدم الميل إلى استخدام العبارات التعميمية (مما الشك فيه‪ ،‬ال يختلف عليه إثنان‪ ،‬مما اتفق عليه‬‫العقالء‪ )...‬واستخدام عبارات تدل على النسبية (نسبيا‪ ،‬أحيانا‪ ،‬قد يعود‪.)...،‬‬
‫ تدعيم اآلراء التي يستند إليها الباحث بالحجج المنطقية و بالمراجع العلمية ذات اإلثباتات الميدانية‪.‬‬‫ عدم االبتعاد عن الموضوع األساسي للدراسة ألنه يوقع الباحث في مزلق السهو عن الهدف األساسي‬‫للدراسة‪.‬‬
‫ من األفضل أن يضع الباحث في حساباته اآلراء التي تقف ضد توجهاته و أفكاره محاوال اختبارها‬‫ميدانيا أو حتى التحاور معها منطقيا ‪،‬هذا يدخل في باب احترام عقل اآلخر و عدم التعصب لآلراء‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬البحث‪ :‬و هنا يتعين على الباحث صياغة بحثه بمختلف مراحله النظرية و الميدانية بكل دقة و ضبط‬
‫منتقال بين هذه المراحل بتسلسل منهجي و منطقي خال من االندفاع‪ ،‬واعطاء كل مرحلة حقها من‬
‫التحليل و التفسير المستند إلى أدلى علمية وميدانية واضحة‪( ،‬مشكلة البحث‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬الفروض‪،‬‬
‫العينة‪ ،‬المنهج‪.)... ،‬‬
‫‪ ‬المبحوث‪ :‬عندما ترتبط موضوع البحث بجوانب سياسية أو دينية أو تحت باب القيم االجتماعية يصعب‬
‫أن يدلي المبحوث إجاباته صحيحة وربما امتنع عن اإلجابة أصال خوفا من أن تستخدم ضده‪ ،‬ألنه‬
‫‪6‬‬
‫عبارة عن تركيبة منم الدوافع و الرغبات و التوجهات تحكمها الظروف االجتماعية و الثقافية فمن‬
‫الممكن أن يغير المبحوث سلوكاته عندما يشعر أنه خاضع للمالحظة أو الدراسة وكي يتالقى الباحث‬
‫هذه الصعوبة عليه‪:‬‬
‫‪ ‬استخدام أكثر من وسيلة لجمع البيانات‪ ،‬كاستخدام االستبيان‪ ،‬المالحظة معا أو المقابلة و االستبيان‪.‬‬
‫‪ ‬يعمد الباحث إلى وضع جملة من األسئلة ذات المعاني المترادفة و نشرها على مسافات متفاوتة داخل‬
‫استمارة االستبيان أو المقابلة وذلك للتعرف على مدى جدية المبحوث و مصداقية إجابته‪.‬‬
‫و يمكن أن نضيف صعوبات أخرى مثل‪:‬‬
‫ب‪ -‬صعوبة التحكم وضبط الظاهرة االجتماعية واإلنسانية وذلك لكونها متغيرة وتتدخل في حدوثها‬
‫عدة عوامل متشابكة يصعب الفصل فيما بينها‪.‬‬
‫ت‪ -‬صعوبة ضبط المفاهيم في العلوم اإلنسانية واالجتماعية على عكس العلوم الطبيعية والدقيقة‪.‬‬
‫ث‪ -‬قلة المعدات والوسائل المستخدمة في البحث وكذا قلة مخابر البحث المجهزة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬صعوبة الحصول على مصادر لتمويل البحث العلمي خاصة في الدول المتخلفة أو السائرة في‬
‫طريق النمو‪.‬‬
‫‪-12‬‬
‫مواصفات الباحث الجيد‬
‫الباحث هو شخص توافرت فيه االستعدادات الفطرية والنفسية باإلضافة إلى الكفاءة العلمية المكتسبة التي‬
‫تؤهله مجتمعة للقيام ببحث علمي‪ ،‬فالتأهيل العلمي المسبق في مجال البحث والتزود من المعارف بقدر كاف‬
‫مطلب أساسي إليجاد الباحث المتخصص وتكوين الشخصية العلمية‪(.‬العسكري‪)40 ،4002 ،‬‬
‫والباحث هو من له القدرة على تنظيم المعلومات التي بين يديه والتي يريد نقلها إلى القارئ تنظيما منطقيا‬
‫له معناه ومدلوله‪ ،‬مرتبا أفكاره ترتيبا تسلسليا في أسلوب علمي رصين بعيد عن الغموض واإلطالة‪ ،‬ومن‬
‫الصفات والشروط الواجب توفرها في شخصية الباحث ‪( :‬العسكري‪)40،42 ،4002 ،‬‬
‫أ‪ -‬األمانة العلمية ‪ :‬وتعني أن ينسب األفكار والنصوص إلى أصحابها مهما كان االقتباس أو النقل‬
‫قصي ار أو طويال‪ ،‬وقديما اهتم العرب بفضائل الباحث الخلقية واعتبروها حجر األساس في المعمار الفكري الذي‬
‫يقوم الباحث بإنشائه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ب‪ -‬الصبر‪ :‬وهو من أهم الصفات الواجب توفرها في الباحث‪ ،‬كون البحث العلمي مليء بالمتاعب‬
‫والمشكالت‪ ،‬وعلى الباحث أن يعود نفسه على الصبر حتى يكون جزء من شخصيته‪ ،‬وبذلك يجعل البحث شغله‬
‫الشاغل في جميع األوقات ليتمكن في األخير من اكتشاف جوانب الغموض التي تكتنفبحثه فيتابع عمله بتأن‬
‫تام‪.‬‬
‫ج‪-‬التأني ‪ :‬وهو من لوازم الباحث الرئيسية‪ ،‬ألن إصدار النتائج بسرعة يوقع الباحث في تناقضات بين‬
‫المقدمات والنتائج‪ ،‬إذ البد من التأني في العمل البحثي واستخالص النتائج واصدار األحكام العلمية‪ ،‬حتى يجعل‬
‫بحثه مطبوعا بالمصداقية والصحة‪.‬‬
‫د‪-‬اإلخالص ‪ :‬وهو روح البحث العلمي‪ ،‬وصفة يجب أن يتحلى بها الباحث‪ ،‬لما لها من القوة الدافعة‬
‫للبحث‪ ،‬والتي تجعل من الباحث يقدم جهده ووقته وامكانياته المادية التي يملكها في سبيل إنجاح واتمام موضوع‬
‫بحثه‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المعرفة والتحصيل العلمي ‪ :‬فالباحث بحاجة إلى العلوم واللغات التي تساعده على قراءة كل ما‬
‫يتعلق بموضوعه وفهمه فهما دقيقا وصحيحا‪ ،‬مهما كلفه ذلك من جهد وسفر وتحمل المشاق في سبيل ذلك‪.‬‬
‫و‪ -‬القدرة على النقد والتحليل ‪ :‬أي تحري الحقيقة في كل ما يقرأ‪ ،‬لكي يختار بدقة ومهارة المعلومات‬
‫الالزمة لبحثه‪ ،‬ويعرضها بحجة قوية ومنطقية‪ ،‬منظما عمله‪ ،‬منسقا ومبوبا‪ ،‬رابطا أجزاءه بلغة جيدة‪ ،‬فال يسلم‬
‫تسليما مطلقا بآراء السابقين‪ ،‬مبر از شخصيته في كل مراحل بحثه‪ ،‬مثبتا سعة اطالعه وعمق تفكيره وقوة النقد‬
‫والتبصير لديه‪.‬‬
‫وحتى يتمكن الباحث من إنجاز بحثه على أكمل وجه‪ ،‬عليه إتباع الخطوات التوجيهية التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التصنيف ‪ :‬ويعتمد على أساسين‪ ،‬أولهما التراكمية التي تعني معرفة الباحث بالقديم في موضوع بحثه‬
‫إلدراك الجديد الذي سيضاف إلى حقل المعرفة العلمية‪ ،‬والتراكمية تكون في اتجاهين أفقيا من خالل التوسع‬
‫واالمتداد في بحث الظواهر الجديدة‪ ،‬ورأسيا من خالل التعمق في بحث الظواهر نفسها والتي سبق بحثها‪.‬‬
‫وثاني أساس هو التنظيم‪ ،‬بمعنى أن يرتب الباحث أفكاره وينظمها‪ ،‬وهذا يتطلب التركيز والتدقيق في الكم‬
‫الهائل من المعلومات التي جمعها‪.‬‬
‫ب‪ -‬المالحظة المنظمة للظاهرة ‪ :‬إن الظاهرة الواحدة يمكن تناولها من عدة زوايا متعددة‪ ،‬والمالحظة‬
‫المنظمة للظاهرة يحتاج إلى جهود ومعلومات واسعة من أجل تفسير المعطيات‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ج‪ -‬صياغة المشكلة ‪ :‬على الباحث أن يطرح تساؤال أو مجموعة من التساؤالت حول الظاهرة المدروسة‪،‬‬
‫موضحا إياها من خالل صياغة دقيقة وشاملة إلشكالية بحثه‪.‬‬
‫د‪ -‬الترابط ‪ :‬وهو مظهر أساسي في البحث العلمي‪ ،‬فعلى الباحث أن يجمع الحقائق والمعلومات التي‬
‫جمعها في نسق محكم ومنظم يؤدي إلى فهم الظاهرة فهما صحيحا‪.‬‬
‫هـ‪ -‬البحث في األسباب ‪ :‬يقوم البحث العلمي على البحث في مسببات حدوث الظاهرة‪ ،‬وعليه فإن‬
‫الباحث مطالب في التحري والكشف الدقيق والمنظم على أسباب حدوث الظاهرة بغية الوصول إلى النتائج‬
‫المنطقية والصحيحة في منهجية سليمة وواضحة‪.‬‬
‫و‪ -‬المرونة ‪ :‬وتعني استحداث البدائل عندما يصدم الباحث بعائق لم يكن في حسابه وهذا بهدف‬
‫السيرورة المنهجية المتواصلة للبحث العلمي بدون حدوث أي انقطاع‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫عنوان المحاضرة الثانية‪ :‬اختيار و صياغة عنوان البحث‬
‫‪ ‬تمهيد‪:‬‬
‫إن اختيار موضوع البحث العلمي خاصة بالنسبة لطلبة التدرج أو حتى الدراسات العليا‪ ،‬تعد عملية جد مهمة‬
‫وأساسية كونها على ارتباط وثيق بالمراحل البحثية الالحقة‪ ،‬فإذا وفق الباحث في اختيار موضوع بحثه وصياغة‬
‫عنوانه بكل دقة ووضوح فإن المراحل الالحقة ستكون موفقة تبعا لذلك‪.‬‬
‫‪ -10‬مساحات يعود لها الباحث عند اختيار موضوع بحثه‪:‬‬
‫يواجه الباحثون المبتدؤون صعوبة االختيار الصحيح و المناسب لمواضيعهم البحثية‪ ،‬لذا و من أجل ذلك على‬
‫البـاحث بداية أن يـأخذ بعين االعتبار ثالث مساحـات فكـرية تعتبر الموجه الصحيح لهذا االختيـار‬
‫وهي‪(:‬عياد‪)77،77 ،4112،‬‬
‫أ‪ -‬مساحة تتعلق بالمعارف و األفكار‪:‬‬
‫و هي مساحة تتمحور حول التخصص العلمي والمعرفي للباحث‪ ،‬فكل باحث يختار موضوع بحثه‬
‫انطالقا من المعارف و األفكار التي يمتلكها ‪ ،‬فالمختص في علم االجتماع يختار الظواهر االجتماعية‬
‫و المختص في علم النفس يختار الظواهر النفسية‪ ،‬و المختص في علم المكتبات والمعلومات يختار‬
‫الموضوعات المتعلقة بالمكتبات و المعلومات‪.‬‬
‫ب‪ -‬مساحة تتعلق بالمهارات و الخبرات‪:‬‬
‫هي المهارات التي امتلكها الباحث من خالل خبراته في مجال تخصصه‪ ،‬فالبحث في العلوم الطبيعية و‬
‫التجريبية يختلف عن البحث في العلوم االجتماعية واإلنسانية من خالل طريقة و أساليب البحث في كل‬
‫منهما‪.‬‬
‫ج‪ -‬مساحة تتعلق بالمشاعر و الوجدان‪:‬‬
‫و هي مساحة تتعلق بالبعد النفسي للباحث‪ ،‬ترتكز أساسا على جانب ميوله و رغباته نحو‬
‫موضوع بحثه‪ ،‬فالباحث الراغب في بحثه سوف ينعكس ذلك على التفاني واالجتهاد أكثر و تحمل كل‬
‫الصعوبات التي قد تعترض مساره البحثي‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫إن االختيار السليم لموضوع البحث وفقا للمساحات المعرفية و المهاراتية و الوجدانية للباحث يجب أن يترجم‬
‫في تحديد دقيق لعنوان الدراسة التي يعتزم انجازها ًأيا كان مستواها األكاديمي‪ ،‬وهنا ينبغي أخذ المالحظات‬
‫التالية بعين االعتبار عند تحديد عنوان الدراسة‪:‬‬
‫معبر عنها تعبي ار دقيقًا‪ ،‬إال أنه ال يجوز أن‬
‫أ‪ -‬يجب أن يحمل العنوان الداللة الحقيقية لموضوع الدراسة و ًا‬
‫يحمل كل عناصر الموضوع حتى ال يكون طويال أكثر من الالزم‪.‬‬
‫مثال‪" :‬سياسات واستراتيجيات توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم نحو استراتيجية وطنية لتوظيف‬
‫تكنولوجيا المعلومات في التعليم "‪ ،‬هذا العنوان طويل جدا األصح أن يكون على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫"سياسات واستراتيجيات توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم " و يبقى استشراف السياسة الوطنية‬
‫في هذا المجال ضمنا في هذه الدراسة‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب أن يشير عنوان الدراسة إليها مباشرة بكل وضوح و بدون غموض ‪ ،‬في العنوان السابق يمكن‬
‫تحديد الدراسة أكثر بتحديد مستوى التعليم المراد دراسته ‪ ،‬التعليم األساسي أو التعليم الثانوي أو التعليم‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن تكون اللغة المستعملة في التعبير عن عنوان الدراسة لغة علمية تخصصية ‪ ،‬بعيدة عن اللغة األدبية‬
‫المبالغ فيها‪.‬‬
‫‪-04‬‬
‫معايير اختيار موضوع البحث ‪:‬‬
‫هناك عدة معايير وعوامل تتحكم في اختيار الباحث لبحثه‪ ،‬فمنها ما له عالقة بالجوانب النفسية وأخرى‬
‫باالستعدادات والقدرات العلمية‪ ،‬وثالثة تتصل بالتخصص العلمي‪ ،‬كما أن هناك عوامل موضوعية يجب أخذها‬
‫بعين االعتبار ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العوامل والمعايير النفسية والذاتية ‪ :‬إن رغبة الباحث في تفضيل بحث دون آخر من المقاييس‬
‫األساسية في اختيار موضوع البحث‪ ،‬ألنه يمكن الباحث من االندماج واالرتباط النفسي بينه وبين بحثه‪ ،‬مما‬
‫يجعل ذلك ينعكس على اإلنجاز الجدي والخالق للبحث على أحسن صورة ومضمون‪ ،‬ولما كانت عملية البحث‬
‫العلمي عملية شاقة وقاسية تتطلب التضحية واالجتهاد وبذل المال وكل الحواس واألعصاب فإن توفر عامل‬
‫الرغبة الشخصية والذاتية سيهون من كل ذلك ال محالة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ب‪ -‬معيار االستعدادات والقدرات العلمية ‪ :‬إن امتالك الباحث االستعدادات والقدرات العلمية التي تمكنه‬
‫من إعداد البحث العلمي إعدادا ممتا از وفقا لقواعد واجراءات وشروط منهجية علمية سليمة‪ ،‬من العوامل والمعايير‬
‫الواجب أخذها بعين االعتبار سواء بالنسبة للباحث المبتدئ أو بالنسبة للمشرف على حد سواء‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫ضمان انطالقة منطقية وموضوعية وناجحة للبحث العلمي‪.‬‬
‫ومن أهم أنواع االستعدادات والقدرات الواجب مراعاتها لدى الباحث هي ‪:‬‬
‫* القدرات والمكنات العقلية التي تسمح للباحث التعمق في الفهم والتحليل والربط والمقارنة واالستنتاج في‬
‫جميع جوانب وعناصر الموضوع المدروس‪ ،‬ويكتسب الباحث هذه القدرات بواسطة سعة االطالع وكثرة القراءة‬
‫والتفكير في شتى المصادر والمراجع والوثائق المتعلقة بموضوع بحثه‪.‬‬
‫* الصفات واألخالقيات التي يتطلب وجودها في الباحث العلمي‪ ،‬مثل هدوء األعصاب وقوة المالحظة‬
‫وشدة الصبر واالحتمال والموضوعية والمبادأة واالبتكار إلى غير ذلك من الخصال التي من الواجب وجودها‬
‫وتنميتها في روح الباحث‪.‬‬
‫* القدرات االقتصادية‪ ،‬فهناك أنواع من البحوث تتطلب من الباحث قدرة مالية معتبرة أثناء إعداد البحث‬
‫كالتنقل القتناء الوثائق والمصادر وشراء وتصوير الوثائق واآلالت واألدوات المطلوبة إلنجاز البحث العلمي ‪.‬‬
‫* القدرات اللغوية‪ ،‬هناك من الموضوعات التي تتطلب أن يجيد الباحث العديد من اللغات األجنبية‪ ،‬ألن‬
‫بعض الموضوعات توجد مصادرها ووثائقها مكتوبة بلغات مختلفة على الباحث مراعاة ذلك‪.‬‬
‫* الوقت المتاح ‪ :‬إن مدة الوقت المحددة إلنجاز البحث العلمي تتحكم إلى حد بعيد في اختيار موضوع‬
‫البحث‪ ،‬فهناك فترات زمنية رسمية ألنواع من البحوث ( كبحوث التخرج لمرحلة الليسانس والماستر وحتى‬
‫الدكتوراه ) على الباحث والمشرف عليه مراعاة ذلك بكل عناية ودقة‪ ،‬حتى يتم إعداد البحث في الوقت المقرر‬
‫بصورة كافية ومالئمة وتجنب مخاطر اإلخالل واالختالل واالرتجال بسبب عامل الوقت‪.‬‬
‫ج‪ -‬معيار التخصص العلمي ‪ :‬على الباحث أن يأخذ بعين االعتبار تخصصه العلمي عند اختيار‬
‫موضوع بحثه بكل دقة‪ ،‬فالباحث في العلوم االجتماعية يختلف عن البحث في العلوم الطبيعية أو االقتصادية أو‬
‫العلوم السياسية وغيرها‪ ،‬وعليه فإن الباحث في العلوم اإلنسانية أيضا أخذ التخصص العلمي في حسابتهم ألن‬
‫البحث في التاريخ يختلف عن علم اآلثار كما يختلف عن اإلعالم واالتصال وكذا المكتبات والمعلومات‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫د‪ -‬العوامل والمعايير الموضوعية ‪ :‬هناك العديد من المعايير الموضوعية في اختيار موضوع البحث لعل‬
‫أهمها ‪:‬‬
‫*القيمة العلمية لموضوع البحث‪ ،‬إن قيمة البحث العلمي في النتائج المتوصل إليها في الحياة العلمية‬
‫كالتكوين بالنسبة للطالب‪ ،‬وحل المشكالت االجتماعية واالقتصادية بالنسبة للمجتمع ومؤسساته‪.‬‬
‫*معيار أسس وأهداف سياسة البحث العلمي‪ ،‬نظ ار الرتباط البحث العلمي بكل أنواعه ومستوياته بالحياة‬
‫العامة الوطنية والدولية‪ ،‬فإن هناك سياسات عامة وأخرى خاصة للبحث العلمي‪ ،‬وعليه فإن الباحث ومؤسسات‬
‫التكوين والبحث العلمي ملزمون بتوجيهات سياسيات البحث العلمي السائدة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫*معيار مكانة البحث بين أنواع البحوث العلمية األخرى‪ ،‬إن البحث المختار قد يكون مذكرة تخرج‬
‫للحصول على الليسانس‪ ،‬أو يكون رسالة ماجستير أو دكتوراه وقد يكون بحثا من أجل الترقية العلمية والمهنية‪،‬‬
‫أو يكون مقدما لمؤسسات ومخابر األبحاث واإلنتاج‪ ،‬وبطبيعة الحال فالبحوث العلمية في كل مستـوى مـن هذه‬
‫المستويـات مختلف إلى حـد كبير‪ ،‬فالموضوعـات لألبحـاث األكـاديمية مثـال (ليسانس‪/‬ماستر‪/‬دكتوراه )تختلف عن‬
‫تلك المعدة لمخابر ومؤسسات األبحاث‪ ،‬وعليه فالباحث يجب أن يجدد مكانة بحثه بين هذه األنواع ويلتزم بذلك‪.‬‬
‫*معي ار توفر المراجع والمصادر والوثائق المتعلقة بموضوع البحث‪ ،‬وهو عامل مهم في اختيار موضوع‬
‫البحث‪ ،‬فعلى الباحث أن يتجنب الموضوعات نادرة المصادر والوثائق العلمية ألن ذلك يعيق البحث العلمي‬
‫وسيرورته‪ ،‬وبالمقابل فإن وفرة المصادر والمراجع يمكن الباحث من جمع المعارف والمعلومات واألفكار والحقائق‬
‫التي تساعده على التحليل والتركيب والتعمق في البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -00‬مراحل اختيار موضوع البحث ‪:‬‬
‫يتم اختيار الباحث لموضوع بحثه بعدة مراحل أهمها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التفكير في عنوان البحث‪ ،‬وفيه يمكن للباحث إتباع اإلجراءات التالية ‪:‬‬
‫*الرجوع إلى ما درسه من معرفة نظرية في تخصصه‪.‬‬
‫*اإلطالع على مختلف المراجع في التخصص‪.‬‬
‫*مناقشة أساتذة التخصص‪.‬‬
‫*الرجوع والتأمل في الظواهر االجتماعية والمؤسسات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيام بالدراسة االستطالعية‪ ،‬وهناك نوعين من االستطالع‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫*استطالع نظري ‪ :‬ويتم بزيارة مختلف المكتبات واإلطالع على المراجع الخاصة ببحثه النظري‪.‬‬
‫*استطالع ميداني ‪ :‬وفيه يقوم الباحث بزيارات ميدانية لإلطالع على ميدان دراسته‪ ،‬ولهذه العملية فائدة كبيرة‬
‫تمكن الباحث من ضبط عنوان بحثه وتحديد عينة البحث وضبطها ومنهج الدراسة وأدوات البحث‪.‬‬
‫ج‪ -‬المناقشة مع المشرف واألساتذة في موضوع البحث المختار‪.‬‬
‫د‪ -‬ضبط عنوان البحث‪ ،‬في هذه المرحلة يكون الباحث قد أحاط ولو نسبيا بموضوع بحثه‪ ،‬وهنا سيسأل الباحث‬
‫نفسه هل هو واضح؟ هل هو صحيح لغويا واصطالحيا؟ هل الصياغة طويلة أم قصيرة؟ هل يعبر العنوان‬
‫على محتوى البحث؟‬
‫شروط الصياغة السليمة لعنوان البحث ‪:‬‬
‫‪-00‬‬
‫هناك مجموعة من الشروط الواجب توافرها في العنوان حتى تكون صياغته سليمة وهي‪ (:‬زرواتي‪،‬‬
‫‪)02 ،4002‬‬
‫ أن ال يكون العنوان طويال ممال وال قصي ار مخال‪.‬‬‫ أن تكون المصطلحات المستخدمة في العنوان دقيقة ومتخصصة‪.‬‬‫ أن يربط العنوان بين متغيرين أو أكثر‪ ،‬أحدهما يكون متغير مستقل (السبب) واآلخر التابع (النتيجة)‪،‬‬‫وربما احتاج إلى متغير وسيط (توضيحي)‪.‬‬
‫ مراعاة سالمة وصحة ترتيب متغيرات عنوان البحث‪.‬‬‫ أن ال يكون عنوان البحث يضفي تحصيل حاصل (إيجابيات استخدام تكنولوجيا اإلعالم في‬‫المكتبات)‪.‬‬
‫ أن ال يكون عنوان البحث يوحي بأنه صعب جدا (نحو إستراتيجية وطنية في رقمنة األرشيف في‬‫اإلدارة العمومية الجزائرية)‬
‫ أن يتطابق العنوان مع محتوى البحث‪.‬‬‫ أن يكون للعنوان داللة ومغزى علمي واضح‪.‬‬‫‪ -00‬مثال عن صياغة العنوان السليمة والمنهجية ‪:‬‬
‫سنأخذ في المحاضرة المباشرة تدريبا على الصياغة السليمة والصحيحة لعنوان البحث ‪ ،‬والوقوف على أهم‬
‫األخطاء التي يجب أن يتجنبها الطالب عند الصياغة‪.‬‬
‫والمثال هو‪" :‬تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مراكز األرشيف"‬
‫‪14‬‬
‫عنوان المحاضرة الثالثة‪ :‬صياغة إشكالية الدراسة‬
‫مفهوم ومصادر اإلشكالية‬
‫‪-10‬‬
‫هناك العـديد من المشكالت الملحة التي تنتظر الـدراسة في كل مجـال من مجاالت العلوم‪ ،‬و يمكن ألي‬
‫باحث متخصص في علم من العلوم أن يضع قائمة بالموضوعات التي تحتاج تعميق المعرفة حولها‪،‬‬
‫وهنا تجدر اإلشارة إلى بعض المصادر التي تساعد الباحث في إيجاد مشكلة بحثية جديرة بالدراسة و‬
‫هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون من اقتراح األستاذ المشرف‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تكون من اقتراح المؤسسة التي يعمل بها ‪ ،‬أو مؤسسات أخرى بغرض التطوير و التجديد فيها‪.‬‬
‫ت‪ -‬أن تكون في جانب من جوانب دراسة يجريها مجموعة من الباحثين تحت إشراف هيئة أكاديمية أو‬
‫بحثية ما‪.‬‬
‫ث‪ -‬و قد تكون الدراسات السابقة مصد ار آخر من مصادر الحصول على مشكلة بحثية‪ ،‬من خالل‬
‫التوصيات و االقتراحات التي يضعها أصحابها‪.‬‬
‫ج‪ -‬و تعد الخبرة الشخصية للباحث في المجال الذي يعمل فيه و التخصص الذي ينتمي إليه‪ ،‬مصد ار‬
‫مهما الختيار المشكلة البحثية‪.‬‬
‫اإلشكالية هي العمود الفقري الذي يتمحور حوله البحث‪ ،‬و هي ليست مجرد سؤال يطرحه و يحاول‬
‫اإلجابة عنه من خالل البحث‪ ،‬فحسب "غوتيه و آخرون" أنها بناء من المعلومات يؤدي ربطها إلى إحداث‬
‫فجوة لدى الباحث تترجم بحالة من الدهشة أو يثير لديه تساؤال من القوة بحيث يدفعه إلى القيام بالبحث ‪ ،‬و‬
‫هي مرحلة التعبير اللفظي عن المشكلة بحيث تخرج اإلشكالية في شكل سؤال أو مجموعة أسئلة‪ ،‬مثال ‪ :‬ما‬
‫هي آثار استخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات الجامعية ؟‬
‫‪-14‬‬
‫شروط صياغة اإلشكالية‬
‫و من شروط الصياغة السليمة إلشكالية البحث ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تعبر اإلشكالية عن إشكال حقيقي‪ ،‬بمعنى يوحي اإلشكال بحيرة وابهام يتطلب البحث والكشف عنه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تكون مرتبطة بموضوع البحث ‪ ،‬أي بالمجال المعرفي و التخصصي للباحث‪.‬‬
‫ت‪ -‬أن تكون محدد بكل دقة ‪ ،‬أي بعيدة عن الحشو و اإلنشائية‪.‬‬
‫ث‪ -‬أن تكون واضحة في تعبيراتها ‪ ،‬ال تحمل مفردات أدبية أو ألفاظ غريبة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ج‪ -‬أال تكون متناقضة‪ ،‬أي متدرجة من العام إلى الخاص و من الكل إلى الجزء‪.‬‬
‫ح‪ -‬أن تربط بين متغيرين أو أكثر ‪.‬‬
‫خ‪ -‬أن يتجنب الباحث في طرح تساؤالت اإلشكالية األسئلة المغلقة التي تتطلب اإلجابة بنعم أو ال‪.‬‬
‫د‪ -‬أن تكون اإلشكالية قابلة لالختبار الواقعي والميداني‪.‬‬
‫و بما أن اإلشكالية هي تعميق و تحديد لمشكلة البحث ‪ ،‬على الباحث القيام بتفحصها من كافة‬
‫الجوانب لكي يحدد ما يريد دراسته بالضبط و أي المسارات سيسلك ‪ ،‬وهذا معناه االنتقال من بالمشكلة من‬
‫العام إلى الخاص بشكل تدريجي ‪ ،‬وهذا ال يتأتى للباحث إال باالطالع على الكتابات في الموضوع التي‬
‫تسمح له من تدقيق المشكلة و األسئلة الخاصة بها ‪ ،‬وهنا يقترح "ماس" أنه بمجرد اختيار الموضوع على‬
‫الباحث أن يعمد إلى وضع فهرس ببليوغرافي كـامل قدر اإلمكان يسمح بتحديد حجم المواد المتوفرة ‪ ،‬كما‬
‫يتيح االقتراب األولي من طبيعة المواد التي سوف يتم استخدامها ‪ ،‬وليس المطلوب أن تق أر كل ما تم‬
‫تصنيفه بل يكفي االطالع على ما يمكنك من تحديد أبعاد و زوايا المشكلة المراد دراستها‪.‬‬
‫‪-10‬‬
‫مراحل صياغة اإلشكالية‬
‫هناك ثالث مراحل أساسية على الباحث االلتزام بها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة اإلحساس‪ :‬بعد تحديد المجال المعرفي و تحديد العنوان يستقرء الباحث هذا المجال‬
‫فيتحول الغموض من وجدان إلى قلق يحاول الباحث إجالءه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة اإلحصاء و االستطالع‪ :‬هنا يقف الباحث على الواقع الفعلي عن طريق جمع‬
‫البيانات و االستطالع حول موضوعه ‪.‬‬
‫ت‪ -‬مرحلة التحليل‪ :‬بعد جمع المعلومات يقوم الباحث ‪.‬بتحليل أو تفكيك المشكلة إلى عناصرها‪.‬‬
‫ث‪ -‬صياغة اإلشكالية‪ :‬وهي مرحلة التعبير اللفظي عن المشكلة بحيث تخرج كسؤال أو مجموعة‬
‫أسئلة فرعية‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪-12‬‬
‫تدريب على بناء اإلشكالية‬
‫عنوان البحث هو (تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مراكز األرشيف(دراسة حالة مركز أرشيف والية (س))‬
‫تواجه مراكز األرشيف تضخما كبيرا جراء ما تنتجه مختلف اإلدارات العمومية‬
‫والمؤسسات االقتصادية من وثائق نتيجة نشاطها اليومي وما يصاحبه من صعوبة التحكم‬
‫في مسار الوثائق األرشيفية بطريقة مثلى باالعتماد على الوسائل الكالسيكية ‪ ،‬حيث يتطلب‬
‫ذلك توظيف عدد كبير من المؤهلين في قطاع األرشيف ‪ ،‬الذين يصعب توفيرهم نتيجة‬
‫االعتبارات المالية ‪............‬‬
‫االنتقال‬
‫من العام‬
‫إلى‬
‫الخاص‬
‫ومن الكل‬
‫إلى‬
‫الجزء‬
‫وأمام كل ما ذكرناه تظهر تكنولوجيا المعلومات على أنها وسيلة مساعدة للسيطرة على الكم‬
‫الهائل من المعلومات وتسييرها آليا وتحسين الخدمات للمستفيدين من خالل‪..............‬‬
‫وإذا كانت مراكز األرشيف في جميع دول العلم قد أقرت بالحاجة الملحة إلدخال تكنولوجيا‬
‫المعلومات وتبنيها في مجال األرشيف‪....................‬‬
‫ليكون التساؤل الرئيس لهذه الدراسة هو‪:‬‬
‫‪ ‬ما مدى استفادة مراكز األرشيف بوالية (س) من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات؟‬
‫‪ ‬أو كيف تتم استفادة مراكز األرشيف بوالية (س) من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات؟‬
‫‪ ‬أو ما أثر تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مراكز األرشيف بوالية (س)؟‬
‫وتتحدد طبيعة السؤال في األنواع السابقة حسب الهدف من الدراسة ‪.‬‬
‫****ليبقى الشرح والتفصيل أكثر في المحاضرة المباشرة****‬
‫‪17‬‬
‫عنوان المحاضرة الرابعة ‪ :‬الفرضيات في البحث العلمي‬
‫‪-10‬‬
‫تعريف الفرضيات‬
‫تتطلب هذه المرحلة من البحث العلمي جهدا فكريا وعقليا مضاعفا من الباحث‪ ،‬ألن األمر يتعلق‬
‫بميالد فكرة هي في األصل مشروع عقلي‪ ،‬و الفرضية العلمية ليست قانونا‪ ،‬وانما مسودة أو مشروع‬
‫قانون علمي‪ ،‬فهي‪ " :‬أفكار مبدئية تدرس العالقة بين الظواهر قيد الدراسة و البحث و العوامل‬
‫الموضوعية فيها" أي اقتراح مسبق لحل اإلشكالية‪ ،‬وتفسيرات مقترحة للعالقة بين متغيرات الدراسة‬
‫أحدهما المتغير المستقل ‪(‬السبب) واآلخر التابع ‪(‬النتيجة) ‪.‬‬
‫وفي تعريف آخر للفرضية فإنها عبارة عن قضية احتمالية تقرر مدى العالقة بين متغيرين أو‬
‫أكثر‪ ،‬وال يخرج عن كونه نوع من الحدس أو التخمين القائم على التفسير المؤقت أو االحتمالي للظواهر‬
‫أو الوقائع المبحوثة وال بد أن تتمتع تلك الفروض بخاصية القابلية لالختبار حتى تمكننا من معرفة‬
‫صدقها أو صحتها‪.‬‬
‫‪-14‬‬
‫أنواع الفروض‬
‫وهناك نوعين من الفروض العلمية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفرضية الصفرية (فرضية النفي)‪ :‬هي حالة "السلب" بمعنى افتراض عدم وجود عالقة بين‬
‫متغيرات الدراسة ‪(،‬عياد‪. )72 ،4112 ،‬‬
‫في المثال السابق يمكن افتراض أنه‪ :‬ال توجد عالقة بين تكنولوجيا المعلومات ومراكز‬
‫األرشيف‪.‬‬
‫وفي مثال آخر‪:‬‬
‫نفترض بأنه ال توجد عالقة بين استخدام البرمجيات الوثائقية و الفهرسة في المكتبة‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفرضية المباشرة(فرضية اإلثبات)‪ :‬وهي حالة "اإليجاب" وهنا يقر الباحث بوجود عالقة بين‬
‫متغيرات الدراسة ‪(،‬عياد‪)72 ،4112 ،‬‬
‫كأن يقول في المثال السابق‪ :‬توجد عالقة بين تكنولوجيا المعلومات ومراكز األرشيف ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫و في مثال آخر‪:‬‬
‫كأن نفترض أن هناك عالقة ايجابية بين استخدام البرمجيات الوثائقية و الفهرسة في المكتبة‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫وقد يكون الفرض بحثيا أو إحصائيا‪ ،‬في النوعين السابقين الصيغة البحثية موضحة في‬
‫المثالين أعاله‪ ،‬أما الصيغة اإلحصائية فهي كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للفرض الصفري‪:‬‬
‫‪ ‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين تكنولوجيا المعلومات ومراكز األرشيف‪.‬‬
‫‪ ‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين استخدام البرمجيات الوثائقية و الفهرسة في‬
‫المكتبة الجامعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للفرض المباشر‪:‬‬
‫‪ ‬توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين تكنولوجيا المعلومات ومراكز األرشيف‪.‬‬
‫‪ ‬توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين استخدام البرمجيات الوثائقية و الفهرسة في المكتبة‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫وهناك نوع آخر من الفروض وهو الفرض البديل ‪ ،‬وهو الفرض الذي يظل قائما عند رفض‬
‫الفرض الصفري ‪ ،‬وهو دائما المقابل المنطقي للفرض الصفري‪.‬‬
‫‪-10‬‬
‫شروط الفرض العلمي‪:‬‬
‫لكي تكون الفروض سليمة في صياغتها وقابلة للتحقق الميداني هناك مجموعة من الشروط‬
‫الواجب توفرها فيها وهي‪(، :‬عياد‪)77 ،4112 ،‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون نابعة من صلب الواقع المدروس (شأنها شأن الموضوع المدروس " التخصص"‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تكون وضعية ‪ :‬أي واقعية بحيث يمكن اختبارها وامتحانها علميا‪.‬‬
‫ت‪ -‬أن تصاغ بشكل مقبول منطقيا ولغويا (ال تحتوي التناقضات وتكون واضحة)‬
‫ث‪ -‬أن توضح العالقة بين المتغيرات و الفروق بينهما (سلبا أو إيجابا)‬
‫وهناك شروط أخرى أهمها‪:‬‬
‫ج‪ -‬عدم تعصب الباحث لفرض من الفروض‪ ،‬خاصة تلك التي أكدت التجربة فشلها ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ح‪ -‬أن تصاغ الفرضية بمصطلحات علمية دقيقة‬
‫خ‪ -‬أن تكون الفرضية خاصة ويبتعد الباحث عن العمومية‪.‬‬
‫‪-40‬مزايا الفرض العلمي‪:‬‬
‫على الرغم من اختالف الباحثين في إدراج الفرضية في البحث العلمي أو التخلي عنها‬
‫العتبارات معينة‪ ،‬إال أننا سنتفق هنا على أهمية الفرض العلمي وذلك للمزايا التالية‪( :‬عياد‪،‬‬
‫‪)77 ،4112‬‬
‫أ‪ -‬أنها توجه جهود الباحث وتبتعد به عن تضييعها في اتجاهات عديدة ال طائل منها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تساعده على جمع الوسائل النظرية و الميدانية التي يحتاجها البحث‪.‬‬
‫ح‪ -‬تساعده على هندسة بحثه ووضع تصميم مناسب له‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫عنوان المحاضرة الخامسة‪ :‬المفاهيم في البحث العلمي‬
‫‪ -10‬تعريف المفهوم‬
‫يرى بـوتومور أن المفاهيم تستخدم اآلن «بمعان مختلفة‪ ..‬والمفاهيم العديدة لم يتم ربطها‪ ،‬وتحقيق‬
‫التكامل بينها عن طريـ ـ ـ ـق الوصف أو التفسير‪ ،‬يبدو في الحقيق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة أن سوء الفهم في استخدام المفاهيم هو‬
‫أحـ ـ ـد مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادر الصعوبات‪ ،‬ولقد وجهت عناية خاصة في بعض المجاالت الحديثة لتطوير «أطر‬
‫المفاهيم» في علم االجتماع‪ ،‬وخاصة تلك التي قام بها "تالكوتبارسونز" وزمالؤه‪ ،‬حين اتجهوا إلى تعريف‬
‫المفاهيم أكثر من استخدامها في التفسير‪ ،‬وهذه والشك خطوة إلى الوراء‪ ،‬إذا ما قورنت بأعمال دوركايم‬
‫وماكس فيبر‪ ،‬حيث قدم كالهما بعض المفاهيم َّ‬
‫وحددا معناها حينما حاوال تطوير نظريات تفسيرية»‪.‬‬
‫أما قاموس ويبستر ‪ Webster‬المفهوم بأنه «لفظ عام يعبر عن مجموعة متجانسة من األشياء‪ ،‬وهو عبارة‬
‫عن تجريد للواقع بما يسمح لنا بأن نعبر عن هذا الواقع من خالله»‪ .‬كما عرف المصطلح بأنه «الوسيلة‬
‫الرمزية التي يستعين بها اإلنسان للتعبير عن المعاني‪ ،‬واألفكار المختلفة بغية توصيلها لغيره من الناس»‪.‬‬
‫المفهوم إذن تعبير عن أشياء متجانسة‪ ،‬دون أن يعني شيئا واح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدا‪ ،‬فهو عبارة عن وصف تجريدي‬
‫لوقائ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ملحوظة ولكنه ال يتحدث عن واقعة بعينها‪ ،‬مثال عندما نقول نظام سياسي‪ ،‬فنحن هنا نقصد أي‬
‫نظام سياسي دون تحديد‪ ،‬هل ُهو نظام رئاسي أو نيابي‪ ،‬ملكي أو جمهوري‪ ،‬ديمقراطي أم ديكتاتوري‪ ،‬عادل‬
‫أم ظالم‪...‬الخ ؟ فمفهوم نظام سياسي مع أنه متفق على معناه العام‪ ،‬إال أن كل شخص يملك تصو ار ذهنيا‬
‫خاصا عن شكل هذا النظام السياسي‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن لم يحدد الباحث الذي يستعمل هذا المفهوم منذ البداية أيا‬
‫من األنظمة السياسية يعني‪ ،‬فإنه يخلق إرباكا عند القارئ يؤثر على عملية البحث بمجملها‪ ،‬أيضا إذا أراد‬
‫باحث مثال أن يبحث في موضوع (المثقفون والتحوالت االجتماعية في العالم العربي)‪ ،‬فعليه أن يحدد ماذا‬
‫يقصد بـ «المثقفون»‪ ،‬هل المثقف هو من يعرف القراءة والكتابة؟ وهذا تفسير واسع لمفهوم (مثقف) ألنه قد‬
‫يشمل ‪ %01‬من عدد سكان بعض المجتمعات‪ ،‬أم أن المثقف هو من يحمل شهادة جامعية؟ أم أن المثقف‬
‫هو من يشارك في إنتاج ثقافة المجتمع؟ ثم على الباحث أن يحدِّد ماذا يقصد بالتحوالت االجتماعية‪ ،‬هل‬
‫يقصد التغيير االجتماعي اإلصالحي ضمن قواعد الشرعية القائمة؟ أم يقصد الثورات العنيفة في المجتمع؟‬
‫نفس األمر عندما يريد باحث أن يبحث في (انحراف األحداث وعالقته بالتنشئة االجتماعية)‪ .‬فيجب على‬
‫البحث أن يحدد ماذا يقصد باالنحراف؟ ما هي الممارسات واألعمال التي تدخل ضمن مصطلح االنحراف؟‬
‫ماهي الممارسات واألعمال التي تدخل ضمن مصطلح االنحراف؟ وهل السلوك المنحرف هو الذي يعاقب‬
‫عليه‬
‫القانون‬
‫أم‬
‫أنه‬
‫السلوك‬
‫الذي‬
‫يتناقض‬
‫‪21‬‬
‫مع‬
‫النظام‬
‫العام‬
‫واألخالق‬
‫العامة؟‬
‫الخ‪.‬‬
‫كما أن على الباحث أن يحدد من هم األحداث؟ فهل الحدث هو من يقـل عمره عن سن الرشد؟ أم هو من‬
‫يقل عمره عن اثني عشر سنة؟‪ ...‬الخ‪ .‬أيضا عليه أن يحدد مفهوم التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫والباحث في خطوته هذه يحول هذه المفاهيم من حالتها المجردة النظرية العامة إلى مفهوم إجرائي يمكن‬
‫قياس أبعاده في الواقع‪.‬‬
‫‪-20‬‬
‫أهمية تحديد المفاهيم في البحث العلمي‬
‫إذا كانت الرموز والمصطلحات في مجال العلوم الطبيعية تتسم غالبا بالثبات والحصر والوضوح‪ ،‬فإن‬
‫األمر في العلوم االجتماعية على خالف ذلك‪ ،‬فالعلوم االجتماعية تعج بالعديد من المفاهيم والمصطلحات‬
‫التي تتباين‪ ،‬وتعدد التعريفات والتصورات التي تعطى لها باختالف المواقع اإليديولوجية والمذاهب السياسية‬
‫والمدارس الفكرية‪ ،‬فالمفهوم الواحد يكون له أكثر من تعريف‪ ،‬األمر الذي يخلق الفوضى واالضطراب أحيانا‬
‫في البحث العلمي‪.‬‬
‫إن المفهوم هو أساس لغة التعامل اإلنساني ووسيلة اإلنسان للتعبير عن أفكار وحاالت وأوضاع َّ‬
‫محددة‪،‬‬
‫يكتسي أهمية قصوى في عملية البحث االجتماعي‪ ،‬فعن طريق هذا التحديد يمكن للباحث أن يحصر‬
‫المعلومات التي عليه جمعها‪ ،‬ويمكن أيضا للقارئ منذ البداية أن يعرف ماذا يقصد الباحث بهذا المفهوم أو‬
‫ذاك‪ ،‬ذلك أن العديد من المفاهيم قد يكون لها أكثر من معنى أو ُيعطى لها تفاسير مختلفة‪ ،‬مثال مفاهيم‬
‫الحرية أو الديمقراطية أو حقوق اإلنسان في المجتمعات الديمقراطية لها داللة تختلف عما هو موجود في‬
‫المجتمعات ذات الحزب الواحد واألنظمة الديكتاتورية‪ ،‬ومفهوم البغاء في المجتمعات اإلسالمية ليس له نفس‬
‫الداللة في المجتمعات غير اإلسالمية‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫‪-20‬‬
‫أنواع المفاهيم‬
‫يحتاج الباحث عند تحديده للمفاهيم التي يتعامل معها في دراسته إلى عرضها على ثالث مستويات لغوية‬
‫واصطالحية واجرائية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬التعريف اللغوي للمفهوم‪ :‬يسجل علماء اللغة المفهوم بمدلوالته المختلفة حسب استعماالته المتعددة‪ ،‬وهم‬
‫يستخدمون عادة الكلمات أو العبارات لتعريف المفهوم الذي يريدون تسجيله‪ ،‬وهذا يسمى بالتعريف‬
‫األساسي أو التعريف اللغوي هذا التعريف في اللغة العربية يعني"استعمال العرب لتلك الكلمة أو ما اتفق‬
‫العرب عليه للكلمة"‪ ،‬ولكن هذا التعريف اللغوي متعدد المدلوالت في الغالب‪ ،‬وال يمكن االعتماد عليه‬
‫في إجراء بحث علمي على المفهوم نفسه‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ب‪ -‬التعريف االصطالحي للمفهوم ‪ :‬طالما أنه ال يمكن االعتماد على المفهوم اللغوي في إجراء بحث علمي‪،‬‬
‫فإنه ال بد من وضع مدلول محدد له‪ ،‬وهذا ما يمكن تسميته بالتعريف االصطالحي ويعني "معنى هذه الكلمة‬
‫كافيا في الدراسات التي‬
‫عند أهل الصنعة أو علم معين" أي عند أهل االختصاص ‪ ،‬ويكون هذا التعريف ً‬
‫تستخدم األسلوب الكيفي‪ ،‬أما في الدراسات التي تستخدم األسلوب الكمي‪ ،‬فإن هذا التعريف ال يكفي‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعريف اإلجرائي للمفهوم‪ :‬هناك حاجة عند إجراء الدراسات الكمية إلى تعريف المفهوم بصورة تجعل في‬
‫اإلمكان قياسه ومعرفة أبعاده بشكل محسوس أو قريب من ذلك أو ما نسميه بالتعريف اإلجرائي‪ ،‬كون التعريف‬
‫االصطالحي شيء موجود فقط في الذهن ال يمكن قياسه‪ ،‬هذا المفهوم الذي يحتاجه الباحث أي التعريف‬
‫محددا‪ ،‬فمن المفروض في التعريف اإلجرائي أنه يزودنا‬
‫محسوسا‬
‫معنى‬
‫اإلجرائي ‪،‬وهو الذي يعطي المفهوم ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫بالمعايير أو الخطوات المحسوسة الالزمة لقياس المفهوم موضوع الدراسة؛ حتى نحصل على حقائق جزئية‬
‫مؤكدة نبني عليها استنتاجاتنا‪.‬‬
‫‪-20‬‬
‫شروط تحديد وضبط المفهوم اإلصطالحي واإلجرائي‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للمفهوم اإلصطالحي‬
‫لكي يصل الباحث إلى تحديد دقيق للمفهوم العلمي (اإلصطالحي) الذي يتبناه عليه أن يقوم باآلتي‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫أن يرجع إلى التعريفات السابقة والحالية للمفهوم‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫أن يصل إلى المعنى المتفق عليه في أغلب التعريفات‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫أن ُي ِّ‬
‫كون تعريفُا مبدئيًّا يتضمن المعنى الذي تجمع عليه أغلب التعريفات‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫قاطعا‪ ،‬ويعبر عن فكرة‬
‫محددا‬
‫أن يتأكد من دقة هذا المفهوم‪ ،‬وعموميته‪ ،‬وأنه موجز ويؤدي معنى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫‪-‬‬
‫أن يخضع التعريف الذي توصل إليه للنقد على أوسع نطاق‪ ،‬ثم ُيعدل فيه حتى يطمئن لصالحيته‪.‬‬
‫واحدة مرتبطة به والزمة لشرحه‪.‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للمفهوم اإلجرائي‪:‬‬
‫ أن التعريف اإلجرائي يتفاوت من حيث درجة مصداقيته في تمثيل التعريف الموجود في الذهن‪.‬‬‫‪-‬‬
‫أن التعريف اإلجرائي هو الذي يحدد المفهوم باستخدام ما ُيتَّبع في مالحظته أو قياسه أو تسجيله‪،‬‬
‫فمفهوم الذكاء اإلجرائي ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬هو الذي يقيسه اختبار الذكاء‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫ال تتقيد المفاهيم اإلجرائية بالشروط السابقة الخاصة بالمفهوم العلمي‪ ،‬لكنها يجب أن تكون واضحة‬
‫‪-‬‬
‫عند الباحث إلى أقصى حد‪.‬‬
‫أن الكثير من المفاهيم ال يمكن تعريفها إجرائيًّا؛ ألن ذلك يتوقف على تقدم المقاييس العلمية في‬
‫‪-‬‬
‫العلوم االجتماعية واإلنسانية‪.‬‬
‫أن الحاجة للمفاهيم اإلجرائية يرتبط بالدراسات الكمية‪.‬‬
‫‬‫‪-20‬‬
‫قواعد تحديد المفاهيم‬
‫هناك ثالث قواعد أساسية للتحديد الدقيق للمفاهيم وهي‪(:‬سالطنية والجيالني‪)541 ،541 ،4002 ،‬‬
‫ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له‪ :‬فبالرجوع للتعريفات السابقة يحاول الباحث إيجاد تعريف متفق‬
‫أ‪-‬‬
‫عليه ‪ ،‬ثم يخضع التعريفات للنقد الواسع ومن ثم إدخال التعديالت النهائية على التعريف في ضوء‬
‫النقد الصحيح الذي تلقاه‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد العناصر البنائية والوظيفية للمفهوم‪ :‬حيث تشير الخصائص البنائية إلى العناصر والمادة التي‬
‫تتكون منها المفهوم أما الخصائص الوظيفية فتشير إلى مجموعة الوظائف التي يؤديها هذا المفهوم‪.‬‬
‫ت‪ -‬االستعانة بالتعريفات اإلجرائية‪ :‬وذلك بغرض توضيح معنى المفهوم أكثر‪ ،‬ألن ميزة المفاهيم اإلجرائية‬
‫تكمن في قابليتها للمالحظة والقياس ‪.‬‬
‫‪-20‬‬
‫بعض األخطاء الشائعة في ضبط وتحديد المفاهيم لدى الباحثين المبتدئين‪:‬‬
‫هناك بعض األخطاء والمزالق التي تبرز عند مراجعة الرسائل العلمية التي يتقدم بها بعض الباحثين لنيل درجتي‬
‫الماجستير أو الدكتوراه‪ ،‬فيما يتعلق بعرضهم للمفاهيم المتضمنة في موضوعات هذه الرسائل أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬يعرض الباحثون عدت تعاريف للمفاهيم المطروحة في الرسالة دون مناقشة أو نقد لهذه التعاريف‪،‬‬
‫ودون تََب ٍّن منهم لمفهوم محدد يسترشدون به في دراستهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬إغفال المعنى اللغوي للمفهوم واالكتفاء بالمعنى االصطالحي‪ ،‬أو التركيز فقط على التعريف اإلجرائي‪،‬‬
‫أو عرض المعنى اللغوي لبعضها واغفال البعض اآلخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬عدم إدراكهم لألسباب التي تستلزم شرح هذه المفاهيم بمعانيها اللغوية واالصطالحية واإلجرائية التي تم‬
‫شرحها أعاله‪.‬‬
‫ث‪ -‬عرضهم التعريفات اإلجرائية لمختلف المفاهيم في موضوع دراستهم؛ سواء في جانبها النظري أو‬
‫الميداني‪ ،‬دون إدراك لحقيقة أن الدراسة النظرية تقف عند حدود المعنى االصطالحي‪ ،‬في حين أن‬
‫الجانب الميداني يستلزم وجود تعريف إجرائي‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪-20‬‬
‫صعوبات تحديد وضبط المفاهيم في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫إن تحديد وضبط المفاهيم في العلوم الطبيعية والدقيقة يختلف عنها في العلوم اإلنسانية واالجتماعية لكون‬
‫األولى تتميز بالثبات واالتفاق الكبير بين العلماء حولها ‪ ،‬أما في الثانية فتكمن الصعوبة في تحديد المفاهيم‬
‫في‪(:‬سالطنية والجيالني‪)042 ،042 ،4112 ،‬‬
‫أ‪ -‬بعض المفاهيم تشير إلى معان متداخلة‪ ،‬فمفهوم الثقافة مثال يعتبره عامة الناس يشير إلى المستوى‬
‫التعليمي‪ ،‬أما علماء االجتماع واألنثربولوجيا فهو يساوي الحضارة‪ ،‬وترى فئة أخرى أنه سلوك لطبقة‬
‫معينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اشتراك بعض األلفاظ في الغموض وتعدد المعاني‪ ،‬فلفظة الذكاء قد تعني الفطنة والفهم السريع ‪..‬الخ‬
‫ت‪ -‬تغير المفاهيم بتغير الزمان وتقدم العلوم كمفهوم المجتمع والتغير االجتماعي والجماعة ‪...‬الخ‬
‫ث‪ -‬تغير الظاهرة اإلنسانية واالجتماعية وبالتالي تغير المفاهيم المعبرة عن تلك الظواهر‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدم اتفاق العلماء والباحثين حتى في التخصص الواحد على تعريفات موحدة للمفاهيم المتداولة في‬
‫تخصصهم‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫عنوان المحاضرة السادسة‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫‪-10‬‬
‫تعريف الدراسات السابقة ومكوناتها‬
‫هي تلك الدراسات والبحوث التي تم إنجازها حول مشكلة أو موضوع البحث أو الدراسة الحالية‪ ،‬والتي تحترم‬
‫القواعد المنهجية في البحث العلمي‪ ،‬وهي إما تكون مطابقة للدراسة الجاري إنجازها وحينئد يشترط اختالف‬
‫ميدان الدراسة ‪ ،‬أو تكون مشابهة وحينئذ يدرس الباحث الجانب الذي تختص به دراسته‪ ،‬وقد تكون الدراسة‬
‫جزائرية الميدان أو أجنبية ‪ ،‬وتنشر في الدوريات أو في الكتب أو الرسائل واألطروحات الجامعية‪(.‬مجموعة‬
‫من األساتذة‪)021 ،4112 ،‬‬
‫أما بالنسبة لمكونات عنصر الدراسات السابقة في البحث العلمي فإنها تنحصر في األصناف التالية ‪:‬‬
‫(سالطنية والجيالني‪) 4112،000 ،‬‬
‫أ‪ -‬نظريات متصلة بموضوع البحث ‪ ،‬مثل النظرية التبادلية في إعداد جدول األعمال في اإلعالم ‪ ،‬والتقليد‬
‫أساس التعلم ‪ ،‬واالستجابة والمحاكاة والقدرة الفطرية أساس التعليم‪.‬‬
‫ب‪ -‬حقائق جزئية هي نتائج دراسات متعددة يؤلف الباحث منها فرضية ينطلق منها في دراسته‪ ،‬وقد تكون‬
‫متفقة فيما بينها أو مختلفة أو متعارضة‪.‬‬
‫ت‪ -‬حقائق عامة ثابتة متصلة بالموضوع‪ ،‬أو مجموعة من الحقائق الجزئية الثابتة التي قد يعود إلى حقيقة‬
‫عامة ‪.‬‬
‫‪-14‬‬
‫الشروط الواجب توفرها في الدراسة السابقة‬
‫لكي تكون الدراسات السابقة صالحة لالستعمال ضمن الدراسة الحالية ال بد من توفر الشروط المنهجية‬
‫التالية‪(:‬زرواتي‪)22 ،4117 ،‬‬
‫أ‪ -‬عنوان الجهة التي قامت أو أشرفت عليها‪ ،‬سواء كان الباحث شخصا أو فريق بحث‪.‬‬
‫ب‪ -‬زمن الدراسة أي تاريخ إجراء الدراسة السابقة ومكانها‪.‬‬
‫ت‪ -‬طبيعة الدراسة نظرية أم ميدانية‪.‬‬
‫ث‪ -‬منهجية الدراسة السابقة كالمنهج المستخدم والفرضيات وعينة الدراسة وادوات جمع البيانات‪.‬‬
‫ج‪ -‬أهداف الدراسة السابقة ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫ح‪ -‬أهم النتائج المتوصل إليها‪.‬‬
‫‪-10‬‬
‫ملخص عرض الدراسة السابقة في الدراسة الحالية‬
‫عند عرض الدراسة السابقة في الدراسة الحالية يجب أن تشتمل على العناصر التالية‪( :‬مجموعة من‬
‫األساتذة‪)021 ،4112 ،‬‬
‫أ‪ -‬ذكر عنوان الدراسة السابقة‬
‫ب‪ -‬ذكر الجهة التي قامت أو أشرفت عليها‪.‬‬
‫ت‪ -‬ذكر تاريخ أو زمن إجراء الدراسة ويراعى هنا الدراسات الحديثة‪.‬‬
‫ث‪ -‬ذكر مكان إجرائها أي ميدانها‪.‬‬
‫ج‪ -‬المدة التي استغرقتها‪.‬‬
‫ح‪ -‬طبيعة الدراسة ‪ ،‬نظرية أو ميدانية ‪ ،‬وصفية أو مقارنة‪.‬‬
‫خ‪ -‬ذكر إشكالية الدراسة من خالل عرض التساؤالت التي طرحها الباحث‪.‬‬
‫د‪ -‬ذكر الهدف من الدراسة ‪.‬‬
‫ذ‪ -‬ذكر أهم الخطوات الرئيسية لسير الدراسة بشكل شامل وموجز‪.‬‬
‫ر‪ -‬منهجية الدراسة‪ ،‬وتشمل المنهج المستخدم ‪ ،‬العينة‪ ،‬الفروض‪ ،‬األدوات البحثية‪.‬‬
‫ز‪ -‬عرض أهم وأبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة‬
‫ويفضل أن يكتب الباحث هذا العرض في شكل فقرات‪ ،‬وليس في شكل عناوين حتى ال يختلط األمر على‬
‫القارئ للدراسة الحالية بخصوص منهجية ومحتويات الدراسة القائمة مع الدراسة السابقة‪.‬‬
‫‪-12‬‬
‫كيفية توظيف الدراسات السابقة‬
‫وفيها يقوم بمقارنة الدراسة السابقة بالدراسة الحالية ‪ ،‬من اجل معرفة الجوانب واألبعاد التي درست من‬
‫الظاهرة بغية أخذها في الدراسة أو درست وكانت منقوصة وبالتالي يكون الدراسة القائمة تكملة لهذا النقص‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أنه بإمكان الباحث توظيف الدراسة السابقة في أي مرحلة من مراحل بحثه حيثما اقتضت‬
‫الضرورة البحثية النظرية أو الميدانية‪ ،‬وعليه يمكن الرجوع لمضامين الدراسة السابقة من أجل‪( :‬مجموعة من‬
‫األساتذة‪)4112،020 ،‬‬
‫‪27‬‬
‫أ – يمكن االعتماد عليها في التأسيس وبناء إشكالية الدراسة ‪ ،‬بغرض وضع أرضية تاريخية وعلمية لها‪،‬‬
‫سواء على المستوى العام الدولي أو اإلقليمي والمحلي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يمكن االستفادة من الدراسات السابقة في بناء الفرضيات الجارية‪ ،‬وضبطها وصياغتها وفق أهداف‬
‫الدراسة وتوجهاتها‪ ،‬ألن البحث العلمي تراكمي ‪.‬‬
‫ث‪ -‬كمـ ـا تعين الدراسات الساب قة الباحث على اختيار وتحديد المنهج أو المناهج العلمية المالئمة لتنفيذ‬
‫دراسته ‪.‬‬
‫ج‪ -‬وتساعد الدراسات السابقة الباحث على تحديد واستخدام تقنيات وأدوات البحث الميدانية لجمع البيانات‪.‬‬
‫ح‪ -‬باإلضافة إلى استفادة الباحث من المعالجة اإلحصائية التي تمت في الدراسة السابقة‪ ،‬أثناء معالجة‬
‫بياناتها ‪ ،‬ومنه يتحقق التكامل الوظيفي بين المستويات النظرية والميدانية ‪.‬‬
‫خ‪ -‬أخي ار بإمكان الباحث من النتائج الجزئية والعامة التي توصلت إليها الدراسة السابقة‪ ،‬ورسم حدود واضحة‬
‫لبحثه ‪.‬‬
‫‪-12‬‬
‫تقييم الدراسات السابقة‬
‫وهنا يقوم الباحث بإبراز مواطن القوة والضعف بالدراسة السابقة‪ ،‬وبيان القيمة العلمية النظرية والتطبيقية التي‬
‫توصل إليها الباحث‪،‬‬
‫كما تجدر اإلشارة هنا أنه على الباحث تبيان نقاط االلتقاء واالختالف بين الدراسات السابقة ودراسته الحالية‪،‬‬
‫‪28‬‬
‫عنوان المحاضرة السابعة‪ :‬إعداد خطة البحث‬
‫‪ -10‬تعريف خطة البحث‬
‫تعني خطة البحث التصور المستقبلي المسبق لطريقة تنفيذ البحث من زوايا طريقة جمع المادة العلمية‪،‬‬
‫وطريقة معالجتها أو تحليلها‪ ،‬وطريقة عرض نتائج البحث بعد التنفيذ‪ ،‬وهي بمعنى آخر الخطوات شبه التفصيلية‬
‫والقواعد التي سيلتزم بها الباحث أثناء عملية البحث‪ (.‬خضر‪)www.alukah.net ،‬‬
‫وتعرف أيضا بأنها '' الخطوط العريضة التي يسترشد بها الباحث عند تنفيذ دراسته "‪ ،‬وتشبه بالبوصلة التي ُيدرك‬
‫بها السائر إلى أين يسير‪ ،‬ويسترشد بها في مسيرته‪.‬‬
‫والخطة هي المعيار الوحيد الذي يمكن بواسطته الحكم على جدوى البحث وجدارة الباحث ‪ ،‬ذلك ألن البحث‬
‫قبل التنفيذ يعتبر في عالم المجهول‪.‬‬
‫‪ -20‬أهمية إعداد خطة البحث‪:‬‬
‫إلعداد خطة البحث أهمية بالغة ويرجع ذلك للمبررات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعين الباحث على تحديد الهدف من دراسته بالدقة المطلوبة‪ ،‬ألن الباحث بدون الجهود التي تسبق‬
‫إعداد الخطة الجيدة ال تتوفر لديه في العادة صورة متعمقة عن موضوع البحث وتفريعاته وحدوده‪ ،‬فيلتزم‬
‫بما ال يتفق مع المدة الزمنية المحددة له‪ ،‬واإلمكانات المتاحة له‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعين الباحث على تحديد أيسر طريق يؤدي به إلى الهدف المحدد بسهولة‪.‬‬
‫تصور العقبات التي قد تعترضه عند تنفيذ البحث‪ ،‬فيصرف النظر عن‬
‫ت‪ -‬تساعد الخطة الباحث في‬
‫ُّ‬
‫الموضوع إذا كانت مشكلة الدراسة فوق إمكانيَّاته الزمنية أو المادية‪ ،‬أو قد يستعد لتلك العقبات قبل البدء‬
‫في تنفيذ البحث‪ ،‬وبهذا يجنب نفسه الوقوع في مأزق يجعله يندم فيما بعد على اختيار الموضوع‪ ،‬أو‬
‫على عدم االستعداد الكافي له‪ ،‬كما تضمن الخطة للباحث توفير الوقت والجهد والمال‪ ،‬فال يضطر إلى‬
‫تغيير موضوعه وقد سار فيه خطوات‪ ،‬أو إلى العودة مرات متكررة إلى مصادر المادة العلمية‪ ،‬وال سيما‬
‫سفر مكلفًا‪ ،‬أو تستوجب اجتياز صعوبات يتسبب عنها ضياع وقت وجهد‪.‬‬
‫إذا كانت تستوجب ًا‬
‫ث‪ -‬تساعد الخطة الباحث واللجنة المناقشة للعمل في تقييم و تقويم البحث حتى قبل تنفيذه‪ ،‬وذلك من حيث‬
‫أهميته‪ ،‬وتقدير حجم الجهد الذي يتطلبه البحث‪ ،‬وقدرة الباحث‪ ،‬ووضوح منهجه‪.‬‬
‫أساسا لتقويم مشروع البحث‪ ،‬كما تساعده على متابعة اإلشراف عليه‬
‫ج‪ -‬توفر الخطة للمشرف على الباحث ً‬
‫خالل فترة تنفيذ البحث‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ومرشدا له أثناء إجرائه للبحث‪ ،‬فيسهل عليه الرجوع إليها عند‬
‫مرجعا‬
‫ح‪ -‬توفر الخطة المكتوبة للباحث‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نسيانه بعض العناصر‪ ،‬أو في حالة حدوث طارئ ما؛ ولهذا فإن وجود خطة مكتوبة يساعد الباحث‬
‫على تقويم موقفه من الخطوات المتبقية من البحث‪( .‬أحمد إبراهيم خضر‪)www.alukah.net ،‬‬
‫‪ -10‬شروط إعداد خطة البحث‬
‫بعد تحديد موضوع البحث و صياغة إشكاليته و بناء فروضه على ضوء ذلك يحاول‬
‫الباحث وضع خطة للبحث في شكل تصميم مبدئي يسير عليه بحثه ‪ ،‬ومن شروط التصميم‬
‫المقبول‪(:‬عياد‪)77 ،4112 ،‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون مرتبطا بموضوع و إشكالية و فروض البحث‬
‫ب‪ -‬أن يكون شامال ‪ ‬أي لمس جميع جوانب البحث و اإلشكالية المطروحة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬أن يكون متدرجا و متسلسال ‪ ‬األبواب‪ /‬الفصول‪ /‬المباحث‪ .../‬تقدم لبعضها‬
‫البحث و تترتب عن بعضها البعض‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يراعي معايير منطقية مرتبطة بموضوع البحث ‪‬التقديم و التأخير‬
‫هـ‪ -‬أن يسمح باإلجابة عن إشكالية الموضوع وامتحان فرضيات الدراسة‪.‬‬
‫‪ -12‬مكونات الخطة في البحث العلمي‪:‬‬
‫يجب أن تشتمل الخطة في البحث العلمي على العناصر التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬المقدمة‬
‫المقدمة هي الجزئية التي يقدم فيها الباحث صورة واضحة ومفيدة لموضوع بحثه وعناصره المختلفة‬
‫وأبعاده ومدى األهمية المرجوة منه‪ ،‬بحيث يشعر القارئ بمدى وعي الباحث وخبرته في مجال بحثه‪ ،‬مما‬
‫يشكل لديه انطباعا عن البحث بأكمله‪.‬‬
‫وعليه تأتي المقدمة في البحث العلمي من أجل تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬توضيح مشكلة الدراسة واألسباب التي دعت الباحث إلى اختيارها‪.‬‬
‫‪ ‬إبراز أهمية الموضوع ومبررات القيام به مع ربطه بالنتائج التي تمخضت عنها الدراسات السابقة في‬
‫نفس الميدان‪ ،‬وموقف البحث الحالي من تلك الدراسات‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل المقدمة على إعطاء القارئ فكرة مختصرة عما يجب أن يتوقعه من البحث‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ ‬تعمل المقدمة على تبيان أهداف البحث بصورة منطقية متسلسلة‪.‬‬
‫وحتى تؤدي المقدمة هذه األهداف واألغراض البحثية يجب أن تتوفر على مجموعة من السمات أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬صياغتها بصورة واضحة ومنطقية بحيث يوصل من خاللها الباحث أفكاره للقارئ‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون سهلة وموجزة تمكن القارئ من تكوين صورة شاملة عن الموضوع البحث‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون إضافة نوعية إلى معلومات القارئ وليس تكرار لما جاء في العنوان وملخص البحث‪.‬‬
‫‪ ‬أن تخضع لألمانة العلمية‪ ،‬من خالل إبرازها لموقفها من الدراسات السابقة وعدم تجاهلها‪.‬‬
‫ب‪ -‬عرض محتويات البحث‬
‫تتضمن المحتويات عادة العناوين الرئيسية والفرعية ألجزاء البحث المختلفة ‪ ،‬على أن يتأكد الباحث من‬
‫أن هذه العناوين مرتبة منطقي ومترابطة ومتجانسة ‪ ،‬وهذا التصنيف قد يأخذ األشكال التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تقسيم البحث إلى أبواب‪.‬‬
‫‪ ‬تقسيم األبواب إلى فصول ‪.‬‬
‫‪ ‬تقسيم الفصول إلى مباحث‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة هنا إلى أن قائمة المحتويات يجب أن تشتمل على المقدمة وفهرست الجداول‬
‫واألشكال والخرائط والرسومات والمالحق‪.‬‬
‫ت‪ -‬حدود إشكالية البحث‬
‫إن تحديد اإلشكالية هو بداية البحث ‪ ،‬ويترتب عنها جودة البيانات التي ستجمع وأهمية النتائج التي سيتوصل‬
‫إليها الباحث‪ ،‬وعليه فإنه يتعين على الباحث مراعاة أن تكون إشكالية بحثه أصيلة وذات قيمة علمية وليست‬
‫تك ارر لمواضيع بحث سابقة‪ ،‬كما يجب أن يراعي الباحث إمكاناته من حيث الوقت والتكاليف والمقدرة والكفاءة‬
‫والتخصص‪ ،‬دون إغفال مدى توفر المعلومات والمراجع التي يحتاجها من أجل اختبار إشكاليته‪.‬‬
‫ث‪ -‬صياغة الفرضيات‬
‫حال انتهاء الباحث من تحديد إشكالية بحثه ينتقل مباشرة إلى صياغة فرضيات بحثه‪ ،‬فالفرضية هي الحلول‬
‫المؤقتة التي يقترحها الباحث لتساؤالت بحثه تربط بين متغيرات الدراسة وتبين العالقة بينهما أحدهما المتغير‬
‫المستقل(السبب) والثاني المتغير التابع(النتيجة)‪ ،‬ومن أجل اشتقاق فرضياته على أساس سليم يمكنه العودة إلى‬
‫عدة مصادر كالخبرة الشخصية والدراسات السابقة والنظرية العلمية ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫ج‪ -‬تحديد المفاهيم‬
‫المفاهيم مفاتيح البحث‪ ،‬فلكل بحث علمي مفاهيمه التي تقدم لنا تعريفات عن المتغيرات البحثية وما يقصده‬
‫الباحث منها في بحثه‪ ،‬فهي عبارة عن رموز تستخدم لتوضيح الدالالت التي تكون في الواقع بشكل مجرد‪ ،‬وعلى‬
‫الباحث في هذا العنصر ضبط مفاهيمه لغة واصطالحا واجرائيا ‪ ،‬شرط أن تتوفر هذه المفاهيم على الوضوح‬
‫واإليجاز واستخدام اللغة العلمية التخصصية وعدم التناقض فيما بينها‪.‬‬
‫ح‪ -‬استطالع الدراسات السابقة‬
‫وشمل هذه الخطوة تلخيص ومناقشة أهم األفكار الواردة في الدراسات السابقة وما تمخض عنها من نتائج ‪،‬‬
‫فتكون الدراسات السابقة في البحث من أجل جملة األغراض أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬توضيح وشرخ خلفية للموضوع‬
‫‪ ‬وضع البحث في إطاره الصحيح و موقعه بالنسبة للبحوث األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب األخطاء والمشاكل التي تعرضت لها البحوث السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬تالفي التكرار والقيام ببحوث قام بها اآلخرون‪.‬‬
‫خ‪ -‬وضع تصميم للبحث‬
‫وعادة تشمل هذه المحطة العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد منهج الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد مصادر جمع البيانات(وتشمل مجتمع وعينة البحث)‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار وسائل جمع البيانات(المالحظة‪ ،‬المقابلة‪ ،‬االستمارة)‬
‫د‪ -‬عرض البيانات واستخالص النتائج‬
‫بعد تصنيف وتبويب البيانات يأتي الباحث على عرضها في شكل جداول بسيطة ومركبة ‪ ،‬أو رسوم بيانية ‪،‬‬
‫ليسهل عليه تحليلها وتفسيرها في ضوء النظريات العلمية والدراسات السابقة ومن ثم استخالص النتائج المتعلقة‬
‫باختبار فرضيات بحثه ليكون في األخير أجاب على التساؤالت التي طرحها في إشكالية الدراسة ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ذ‪ -‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫يجب أن تتضمن خطة البحث قائمة بالمصادر والمراجع التي استعملها فعال في بحثه ‪ ،‬سواءا اقتبس منها حرفيا‬
‫أو جاء بالفكرة التي وردت في المصدر أو المرجع ‪ ،‬وتشتمل قائمة المراجع الكتب والمجالت والدوريات والتقارير‬
‫والوثائق الحكومية والقوانين‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وعادة ما ترتب وتصنف المصادر والمراجع في هذه القائمة كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬المعاجم والقواميس‬
‫‪ ‬الكتب باللغة العربية‬
‫‪ ‬المجالت والدوريات‬
‫‪ ‬القوانين والتقارير الرسمية‬
‫‪ ‬أوراق عمل المؤتمرات والندوات العلمية‬
‫‪ ‬المراجع باللغة األجنبية‬
‫‪ ‬المواقع االلكترونية‬
‫ر‪ -‬عرض المالحق‬
‫تتضمن المالحق في البحث كل الوثائق والمستندات التي يرى الباحث أنها تفيد القارئ في عند االطالع‬
‫على تفاصيل بحثه‪ ،‬وتشمل أيضا صورة عن أداة بحثه (أسئلة االستمارة أو دليل المقابلة أو دليل‬
‫المالحظة)‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫عنوان المحاضرة الثامنة‪ :‬مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات‬
‫أوال‪ :‬ماهية المنهج العلمي‬
‫‪-02‬‬
‫تعريف المنهج ‪:‬‬
‫المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة الكتشاف الحقيقة ولإلجابة على األسئلة‬
‫واالستفسارات التي يثيرها موضوع البحث ‪ ،‬وهو البرنامج الذي يحدد لنا السبيل للوصول إلى تلك الحقائق وطرق‬
‫اكتشافها‪ ،‬والعلم الذي في هذه الطرق يسمى " علم المناهج "‬
‫ويعتبر "أوجيست كونت " في العالم الغربي أول من استخدم كلمة (‪ )Méthodology‬وقصد بها العلم الذي‬
‫يبحث في الطرق المستخدمة في العلوم للوصول إلى الحقيقة‪( .‬شفيق‪)2120،22،‬‬
‫ويعرفه " بيرنارلد فيليبس " بأنـ ـه الوسيل ـ ـة التي عن طريقها يمكن زي ـادة فهمنا للظواهر من عـ ـ ـدة نواحـي‪،‬‬
‫كتحديد المشكلة المراد دراستها وزيادة معرفة أسباب حدوثها‪ ،‬وكذا الحصول على البيانات األساسية المرتبطة بها‬
‫‪ ،‬إضافة إلى تحليل وتفسير هذه البيانات في ضوء قواعد مضبوطة بغية التوصل إلى النتائج العامة المرتبطة‬
‫بالمشكلة المعالجة‪.‬‬
‫فإذا كانت الدراسة ستجرى على مجموعة من البشر بقصد والتحقيق هدف علمي فانه سيكون المنهج‬
‫الوصفي ‪،‬أما إذا أجري البحث على مجموعة من البشر واألحداث في الماضي البعيد أو القريب فذلك المنهج‬
‫التاريخي ‪ ،‬واذا أجريت الدراسة على مجموعتين أحدهما ضابطة وأخرى تجريبية فإنه المنهج التجريبي ‪ ،‬أما إذا‬
‫أجريت الدراسة على عينة مختارة من البشر بقصد دراستهم دراسة معمقة فإن ذلك هو منهج دراسة الحالة ‪ ،‬واذا‬
‫كانت الدراسة تهدف الى تحليل بيانات الكتب والوثائق والدوريات والرسائل الجامعية فإنه المنهج‬
‫البيبليومتري‪(.‬عبد الرحمان والبدوي‪)4002،241،‬‬
‫‪ -20‬مفاهيم مرتبطة بمفهوم المنهج ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المنهج والمنهجية ‪:‬‬
‫المنهجية هي ذلك العلم الذي يبين كيف يجب أن يقوم الباحث ببحثه أو هي الطريقة التي يسلكها الباحث‬
‫منذ عزمه على البحث واختيار موضوع بحثه وحتى االنتهاء منه‪.‬‬
‫وهي بمعنى أخر جملة اإلرشادات والوسائل والتقنيات التي تساعد الباحث في بحثه ‪ ،‬والغرض منها من المنهجية‬
‫هي تعليم الطالب البحث العلمي وتنمية الروح العلمية فيه ‪،‬وتسهيل مهمته في البحث ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫ويمكن أن نفرق بين المنهج والمنهجية في النقاط التالية (العسكري‪.)22 ،4000،‬‬
‫‪ ‬مناهج البحث عبارة عن وصف ألعمال العلماء وطرائق بحوثهم وأساليبهم ومصطلحاتهم ‪ ،‬أما‬
‫المنهجية فمجموعة معايير ووسائل يجب إتباعها قبل البحث وأثنائه ‪.‬‬
‫‪ ‬يشترك المنهج والمنهجية في كونهما تصف كيف يقوم الباحثون بأبحاثهم‪ ،‬لكنها تختلف عنه في أنها‬
‫معيارية في الوقت نفسه ‪،‬ألنها تقدم للباحث مجموعة من الوسائل والتقنيات الواجب إتباعها‪.‬‬
‫‪ ‬مناهج البحث تختلف من علم إلى أخر فلألدب مناهجه وللتاريخ مناهجه وكذا للبيولوجيا والرياضيات‬
‫‪...‬الخ ‪ ،‬أما المنهجية فواحدة عموما ‪.‬‬
‫‪ ‬المناهج تطرح عادة للنقد والتقويم ‪ ،‬فيفضل مالها وما عليها وأيها أولى باإلتباع ‪ ،‬وما المنهج المناسب‬
‫لكل نوع من الدراسات ‪ ،‬أما المنهجية فهي معايير وتقنيات يجب التزامها لتوفر الجهد والوقت ‪.‬‬
‫ب‪ -‬علم المناهج ‪:‬‬
‫هو العلم الذي يختص بالشكل العام أو الطريقة التي يتكون بها أي علم ‪ ،‬وعليه فان علم المناهج بمثابة‬
‫المضلة التي تندرج تحتها المناهج النوعية للعلوم(العسكري‪ ،)4000،4،‬ظهر وازدهر في أوربا بعد عصر النهضة‬
‫في القرن السابع عشر الميالدي على يد '' فرانسيس بيكون'' و''رينيه ديكارت'' و'' ايمانويل كانط''وغيرهم من‬
‫العلماء والفالسفة‪.‬‬
‫ونظ ار للتزايد الكبير في حركية البحث العلمي وتنوع مجاالته وتعدد المناهج بتنوع االختصاصات فإن هذا‬
‫العلم عرف تطو ار كبي ار استجابة لتطور أنواع المناهج واستعماالتها المتزايدة؛‬
‫فإذا كانت مناهج البحث هي الطرق المؤدية إلى معرفة الحقائق والكشف عنها فإن علم المناهج هو العلم‬
‫الباحث والدارس لهذه المناهج العلمية‪.‬‬
‫ت‪ -‬المنهج والبحث ‪:‬‬
‫إذا كان المنهج هو الطريق الذي يسلكه الباحث من أجل الكشف عن حقيقة ظاهرة معينة ‪ ،‬فان البحث هو‬
‫التقصي والفحص الدقيق للوصول إلى حقائق وقواعد عامة والتحقق منها‪ ،‬بهدف التأكد منها أو تعديلها أو‬
‫اإلضافة لها‪ ،‬ويمكن أن ندرج النقاط التالية للتفريق بين المنهج والبحث(سالطنية والجيالني‪: )4002،00،‬‬
‫‪ ‬المنهج طريق يسلكه الباحث للوصول إلى المعرفة المشكلة التي يدرسها ‪ ،‬أما البحث فهو نشاط أوسع‬
‫يشمل أكثر من منهج وأداة وجمع بيانات ‪.‬‬
‫‪ ‬البحث يصل إلى نتائج عن المشكلة المدروسة موضوع البحث ‪ ،‬أما المنهج فهو الطريق الذي يسلكه‬
‫الباحث لمعالجة الظاهرة المبحوثة باإلضافة إلى وسائل أخرى ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ ‬هناك العديد من مناهج البحث يقسمها العلماء إلى المنهج التجريبي التاريخي المقارن ‪...‬الخ‪ ،‬وفي‬
‫المقابل تقسم البحوث إلى كمية وكيفية ووصفية وتاريخية واستكشافية ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫لنخرج بنتيجة من هذه التفرقة هي أن البحث أوسع وأشمل من المنهج كون الباحث في بحثه قد يستعين‬
‫بأكثر من منهج إضافة إلى أدوات جمع البيانات و‪....‬الخ ‪ ،‬أما المنهج فيبقى الطريق الذي يسلكه الباحث في‬
‫بحثه ‪.‬‬
‫ث‪ -‬المنهج والتقنية ( الوسيلة)‬
‫التقنيات أو الوسائل هي أدوات جمع البيانات التي يستخدمها الباحث في جمع البيانات من ميدان الدراسة (‬
‫استمارة‪ ،‬مقابلة ‪ ،‬مالحظة ‪....،‬الخ )‪.‬‬
‫فإذا كان المنهج هو الطريق الذي يسلكه الباحث لجمع البيانات فالوسائل هي األدوات التي تساعده في ذلك‪،‬‬
‫إال أننا نجد اختالفا بين الباحثين فيما يتعلق باستخدامات كل منهما ‪ ،‬فهناك من يعتبر المنهج طريقة أو وسيلة ‪،‬‬
‫وهناك من يعد الطريقة منهجا ‪ ،‬فمثال تحليل المضمون يعتبره البعض أسلوبا من أساليب البحث وهناك من‬
‫يعتبره تقنية من تقنيات البحث ‪ ،‬إال أننا يمكن أن نفرق في ذلك بتبيان استخداماته ( كمنهج ) أو ( كتقنية ) من‬
‫خالل البحث ‪.‬‬
‫‪ -00‬خصائص المنهج العلمي ‪.‬‬
‫المنهج هو الطريق السليم للوصول بالباحث إلى الحقيقة العلمية للظواهر التي يبحثها ‪ ،‬وقد وضع العلماء جملة‬
‫من الخصائص له أهمها‪( :‬سالطنية والجيالني‪.)22-20 ،4002،‬‬
‫أ‪ -‬المنهج العلمي يتميز بالموضوعية ‪ :‬فهو ال يقبل الحقائق واألفكار إال تلك التي أثبتتها التجربة بعيدا عن‬
‫اآلراء واألحكام الشخصية للباحث ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المنهج العلمي يتميز بالتعدد‪ ،‬فنظ ار الطبيعة الظاهرة اإلنسانية التي تتصف بالتعدد فان المنهج العلمي‬
‫المستخدم في دراستها هو اآلخر متعدد ‪ ،‬فالمنهج المستخدم في علم اآلثار تختلف عن علم االجتماع وكذلك‬
‫المنهج المستخدم في المكتبات والمعلومات يختلف عن علم النفس ‪ .....‬وهكذا ‪ ،‬وهذا ما جعل المناهج تتميز‬
‫بتعددها عكس العلوم الطبيعية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المنهج العلمي يتميز بالمرونة والتغير‪ ،‬من الخصائص المميزة للمنهج العلمي قابلية للتغير على الدوام ‪،‬‬
‫فمع تقـدم العلـوم وتط ـور المعـ ـ ـارف والخبرات يسم ـ ـح ذلك بتع ـ ـديل واضافة أسـ ـ ـاليب وط ـ ـرق بـ ـحث جديدة ‪.‬‬
‫د‪ -‬المنهج العلمي يتميز بالنظامية ‪ ،‬كونه يعتمد على خطوات البد أن يسير عليها كل باحث تبدأ بالمالحظة‬
‫ثم الفروض ثم التجربة وصوال إلى االستنتاج وهذه الخطوات تكاد تكون مستقرة ومتفق عليها بين الباحثين ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ - 02‬أهمية المنهج في البحث العلمي ‪:‬‬
‫تكمن أهمية استخدام المنهج العلمي في البحث في عدة جوانب يمكن تحديدها في التالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن المنهج هو الوسيلة المناسبة لزيادة معارفنا وقدراتنا في دراسة الظواهر المختلفة والمعقدة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن للمنهج فوائد علمية وتطبيقية هامة‪ ،‬فهو ليس مجرد وسيلة لجمع البيانات إنما يساعدنا أيضا على‬
‫التنبؤ بما ستؤول إليه الظاهرة المدروسة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬ارتباط المنهج بالعلم يجعل منه أكثر قدرة على تحقيق أهدافه وذلك في ضوء المسلمات المرتبطة بالعلم‬
‫ذاته ‪.‬‬
‫ث‪ -‬تكمن أهمية المنهج أيضا في كونه يساهم في مساعدة الباحث على تصنيف وتفسير وتحليل بيانات‬
‫الدراسة والتوصل إلى نتائج عامة حولها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أخي ار ال يمكن االستفادة من المنهج العلمي عمليا إال في ضوء النظرية العلمية التي تعتبر الموجه‬
‫األساسي للباحثين في دراستهم للواقع‪.‬‬
‫‪ -00‬خطوات المنهج العلمي ‪:‬‬
‫لقد تطورت مناهج البحث العلمي بتطور أنماط التفكير العلمي بأنواعه المختلفة‪ ،‬وذلك بتركيزها على‬
‫مجموعة من الخطوات هي في األصل أسس للمنهج العلمي‪ ،‬ويمكن عرضها باختصار في األتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المالحظة العلمية ‪:‬‬
‫تعتبر المالحظة من أهم أدوات البحث العلمي وأولى خطوات المنهج العلمي ‪ ،‬لذلك نجد أن العديد من‬
‫العلماء يعتبرونها قاعدة العلم ‪ ،‬ألنها نقطة البدء عند كل الباحثين عند دراسة المشكالت والظواهر سواء الطبيعية‬
‫منها أو االجتماعية واإلنسانية ‪ ،‬فال يمكن أن يضع الباحث فروضا أو يطرح تساؤالت أو يصل إلى قوانين دون‬
‫االعتماد عل المالحظة ‪،‬حتى ولو كانت مالحظة عابرة ‪.‬‬
‫وحتى تحقق المالحظة العلمية هدفها هناك شروط يجب توفرها أهمها أن تكون شاملة لكافة العوامل والظروف‬
‫المرتبطة بالظاهرة المدروسة‪ ،‬وثانيا يجب أن تكون موضوعية بعيدة عن تحيز الباحث وميوالته الشخصية‪ ،‬وكما‬
‫يتعين على الباحث تسليحها بالوسائل واألدوات التي تسمح بتسجيلها ومعرفة كافة البيانات المرتبطة بها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفروض ‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫تعتبر الفروض من أهم مكونات المنهج العلمي وخطواته األساسية ‪ ،‬فهي تتكون نتيجة الخبرة والمعارف التي‬
‫يكتسبها الباحث ممن خالل حياته وممارساته العلمية اليومية ‪ ،‬كما أنها ترتبط بكل أنواع التفكير العلمي (‬
‫االستق ارئي ‪ ،‬االستنباطي ‪ ،‬االستداللي )‪.‬‬
‫وعليه فان الفروض تأخذ مكانة مهمة في البحث العلمي عموما والمنهج العلمي تحديدا ‪ ،‬حيث نجد بعض‬
‫العلماء يؤكدون ذلك عندما يرادفون بين الفرضية والنظرية ‪ ،‬ويرون أن هذه األخيرة ما هي إال مجموعة من‬
‫الفروض التي يتم تكوينها من خالل العقل اإلنساني وثم اختبارها والتحقيق منها ‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نقدم تعريفا‬
‫ممي از للفروض على أنها " قضايا تصاغ من أجل اختبارها ميدانيا ‪،‬وقد تجيئ نتيجة االختبار محققة لتلك‬
‫الفروض ‪،‬وقد تدفعنا نفس هذه النتائج إلى التخلي عن الفروض ‪ ،‬فنبحث عن فروض أخرى تخضع لالختبار‬
‫أيضا " (عبد الرحمان و البدوي‪.)201 ، 4004،‬‬
‫وقد وضحنا في القسم األول من هذه المحاضرات شروط صياغة الفروض وأنواعها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختبار الفروض ‪:‬‬
‫تهدف عملية اختبار الفروض إلى استخدام التجربة من أجل التعرف على ما يحدث بين المتغيرات واالرتباط‬
‫التي توجد بينهما ‪ ،‬خاصة أن الظواهر االجتماعية واإلنسانية متعددة الجوانب ويصعب الكشف عنها بسهولة ‪.‬‬
‫وفي مثال حول ( العالقة بين الوراثة والذكاء والجرائم والسلوك اإلجرامي لجأ العلماء إلى تثبيت عامل الوراثة‬
‫( من خالل إجراء األبحاث على الت وائم المتشابهة ) ‪ ،‬وتغيير العوامل األخرى من خالل تنشئة التوائم في بيئات‬
‫مختلفة ‪ ،‬أما في حالة إبراز أثر الوراثة على الذكاء ‪ ،‬فعلى العكس مما سبق أجروا دراستهم على أبناء من أباء‬
‫مختلفين تم تنشئتهم في مكان واحد ( مثل أطفال المالجئ )‪.‬‬
‫هناك مجموعة من المتطلبات الهامة التي يجب إتباعها عند إجراء اختبار الفروض ‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة عدم اختبار أكثر في فرض في وقت واحد‪ ،‬أي التركيز في دراسة فرض واحد ‪ ،‬دون‬
‫الفروض األخرى ‪ ،‬لتفادي الخلط وعدم التركيز عند معرفة ودراسة اختبار الفرض الرئيسي ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن ال يتحيز الباحث لفرض دون آخر ‪ ،‬فهذا سيؤدي إلى ارتكاب األخطاء وابتعاد الباحث عن‬
‫التحقيق الموضوعية في سيرة البحث العلمي ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب االستفادة من عملية اختبار الفروض التي تم التحقق منها ‪ ،‬أو تلك التي تم تأكيد بطالنها‪ ،‬ألن‬
‫مهمة المنهج العلمي ليبين معرفة الحقائق الصحيحة فقط ‪ ،‬ولكن استبعاد الخاطئة أيضا ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن تؤدي عملية اختيار الفروض الى إجابات شاملة حول الظاهرة أو المشكلة المطروحة‪ ،‬ألن‬
‫ذلك سيؤدي إلى التعميمات والقوانين‪.‬‬
‫د‪ -‬التعميمات والقوانين‪:‬‬
‫‪38‬‬
‫إن قيمة المنهج العلمي وخطواته تتلخص في مدى تحقيق أهدافه ‪ ،‬أال وهي الوصول إلى مرحلة التعميمات‬
‫وصياغة القوانين والنظريات‪ ،‬فبعد استفاء خطوات المالحظة العلمية وفرض الفروض واختبارها امبريقيا فان ذلك‬
‫يتوج في األخير بمجموعة من التعميمات والقوانين التي تعبر محور البحث العلمي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المنهج الوصفي‬
‫‪ -02‬تعريف المنهج الوصفي ‪.‬‬
‫إن المتبع لتطور العلوم يستطيع أن يلمس األهمية التي احتلها المنهج الوصفي في هذا التطور ‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك إلى مالئمته لدراسة الظواهر االجتماعية‪،‬ألن المنهج يصف الظواهر وصفا موضوعيا من خالل البيانات‬
‫التي يتحصل عليها باستخدام أدوات وتقنيات البحث العلمي‪ ،‬وقد ارتبطت نشأة هذا المنهج بالمسموح االجتماعية‬
‫وبالدراسات المبكرة في فرنسا وانكلت ار ‪ ،‬وكذا بالدراسات االنثربولوجية في الواليات المتحدة ‪.‬‬
‫ويقوم المنهج الوصفي على جمع الحقائق والمعلومات ومقارنتها وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى تعميمات‬
‫مقبولة ‪ ،‬أو هو دراسة وتحليل وتفسير الظاهرة من خالل تحديد خصائصها وأبعادها وتوصيف العالقات بينها ‪،‬‬
‫بهدف الوصول إلى وصف علمي متكامل لها (منهجية البحث العلمي‪.)200،‬‬
‫لذلك فهو يشتمل على عدد من المناهج الفرعية واألساليب المساعدة ‪ ،‬كأن يعتمد مثال على دراسة حالة أو‬
‫الدراسات الميدانية أو التاريخية أو المسموح االجتماعية ‪.‬‬
‫ويعرفه ''محمد شفيق'' على أنه الطريقة المنتظمة لدراسة حقائق راهنة متعلقة بالظاهرة او موقف او أفراد‬
‫أو أحداث أو أوضاع معينة ‪ ،‬بهدف اكتشاف حقائق جديدة أو التحقق من صحة حقائق قديمة والعالقات التي‬
‫تتصل بها وتفسيرها وكشف الجوانب التي تحكمها (شفيق‪.)2120،90،‬‬
‫يقصد به أيضا جمع البيانات عن الظاهرة ووصف الظروف والممارسات المختلفة وتحليل هذه البيانات‬
‫واستخالص االستنتاجات ومقارنة المعطيات بما يسمح من إمكانية تعميمها في إطار معين (سالطنية‬
‫والجيالني‪.)202 ،4002،‬‬
‫ويمكن أن نفرق بين المنهج الوصفي والمنهج المسحي ( االجتماعي ) في كون األول يهدف إلى وصف‬
‫الظاهرة وتشخيصها للوصول إلى القوانين التي تتصل بها ‪ ،‬في حين يركز المسح االجتماعي على المشكالت‬
‫المرضية من خالل تحديد أعراض الظاهرة المدروسة وأساليب مواجهتها أو الحد منها ‪ ،‬لذا أعتبر بعض العلماء‬
‫المسح االجتماعي أسلوبا من أساليب المنهج الوصفي ‪.‬‬
‫‪ -20‬أساليب المنهج الوصفي‬
‫‪39‬‬
‫ومن األساليب التي يستخدمها المنهج الوصفي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬دراسة الحالة‪ :‬تعتبر أحد أساليب البحث والتحليل الوصفي المطبقة في مجاالت علمية مختلفة‪ ،‬وقد تكون‬
‫الحالة المدروسة شخصا أو جماعة أو مؤسسة أو مدينة ‪.‬‬
‫فعالم النفس يستخدم الفرد كحالة للدراسة في تحليل النفسي ‪ ،‬وقد تكون المؤسسة كحالة للدراسة في مجاالت‬
‫علمية مختلفة في علم االجتماع أو علم المكتبات والمعلومات‪ ،‬فقد ندرسها من الناحية البشرية أو المالية أو‬
‫اإلنتاجية ‪ ،‬وذلك حسب مجال اختصاص الباحث وطبيعة وأهداف البحث ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المسح االجتماعي ‪ :‬ساهم هذا األسلوب من أساليب البحث العلمي في بناء وتطوير الدراسات العلمية في‬
‫مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬من خالل التعبير عن الظواهر والموضوعات تعبي ار كميا‪ ،‬باستعمال األدوات‬
‫المنهجية التي تمكن الباحث من جمع بيانات دقيقة والوصول إلى نتائج موضوعية‪.‬‬
‫وعادة ما يستغرق‬
‫المسح االجتماعي وقتا طويال كما يكون مكلفا من الناحية المالية‪ ،‬فعندما يجري أحد العلماء المتخصصين‬
‫مسحا اجتماعيا‪ ،‬فإنه يتطلب جهودا متواصلة يبذلها رئيس المشروع وعدد من المتخصصين مثل األخصائيين‬
‫االجتماعيين والباحثين الميدانيين ‪ ،‬الذين يقومون بعملية الترميز والذين يعملون على اآلالت الحاسبة ‪ ،‬فالتشغيل‬
‫اآللي للبيانات ضروري جدا في المشاريع المسحية الكبيرة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬دراسة الرأي العام ‪ :‬للرأي العام تأثي ار كبير على سياسة أية دولة لذلك تهتم به السلطات السياسية ورجال‬
‫األعمال والشركات وغيرها ‪.‬‬
‫فاالستفتاء من أهم وسائل قياس الرأي العام وخاصة في الدول التي تتمتع بحرية التعبير وممارسة الديمقراطية‪،‬‬
‫وتهدف الدراسات في هذا المجال إلى استطالع الرأي العام حول قضية أو مسألة ذات طابع عام ‪ ،‬وقد اتخذت‬
‫البحوث في هذا المجال عدة اتجاهات منها المجال السياسي ‪ ،‬المجال االقتصادي ‪ ،‬المجال االقتصادي‬
‫واالجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -02‬خطوات المنهج الوصفي‬
‫حدد العلماء مجموعة من الخطوات موزعة على ثالثة مراحل أساسية هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة االستكشاف والصياغة ‪ :‬وتتضمن هذه المرحلة الخطوات التالية ‪:‬‬
‫ الشعور بمشكلة البحث وجمع البيانات والمعلومات األولية التي تساعد الباحث في تحديدها‬‫ صياغة إشكالية البحث بشكل سؤال أو مجموعة أسئلة بكل دقة وموضوعية ‪.‬‬‫ وضع فرضية أو مجموعة فرضيات كحلول مؤقتة إلشكالية الدراسة كموجه لجهود الباحث بغية الوصول إلى‬‫األهداف المسطرة ‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة التشخيص والوصف المعمق ‪ :‬وتتضمن الخطوات التالية ‪:‬‬
‫ تحديد مجتمع البحث واختيار العينة المناسبة التي ستجرى عليها الدراسة‪ ،‬من خالل تحديد حجمها وأسلوب‬‫اختيارها ‪.‬‬
‫ اختيار أدوات البحث المناسبة لجمع البيانات ( كاالستمارة ‪ ،‬المقابلة ) وحساب صدقها وثباتها ‪.‬‬‫ جمع البيانات والمعلومات المطلوبة بطريقة دقيقة ومنظمة ‪.‬‬‫ج‪ -‬مرحلة استخالص من النتائج ووضع التعميمات ‪ :‬وتضم الخطوات التالية‪:‬‬
‫ تحليل البيانات وتفسيرها من أجل استخالص النتائج ‪.‬‬‫ وضع تعميمات في حدود الظاهرة والمعطيات المتوفرة ‪.‬‬‫ وضع اقتراحات وتوصيات تتعلق بمستقبل دراسة الظاهرة ‪.‬‬‫‪ -02‬تقييم عام للمنهج الوصفي ‪.‬‬
‫على الرغم من االستخدام الشائع للمنهج الوصفي لدى الدارسين في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ ،‬إال أن‬
‫ذلك ال يمنع من توجيه بعض االنتقادات له ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قد يعتمد الباحث على المعلومات خاطئة من مصادر خاطئة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قد يتحيز الباحث في جمع المعلومات من مصادر معينة تزوده بما يرغب فيه معلومات‪.‬‬
‫ت‪ -‬عند االستعانة بمساعدين في جمع البيانات ‪ ،‬قد يتأثر جمع المعلومات بمستوى ومعرفة وأساليب هؤالء‬
‫المساعدين ألساسيات البحث العلمي وتقنياته ‪.‬‬
‫ث‪ -‬عند اعتماد المالحظة كأداة أساسية في البحث الوصفي فان ذلك يقلل من قدرة الباحث على إثبات‬
‫الفروض البحثية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬محدودية القدرة على التنبؤ في الدراسات الوصفية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنهج التاريخي ‪:‬‬
‫‪ -02‬الفرق بين علم التاريخ والمنهج التاريخي ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫تعددت التعاريف المرتبطة بعلم التاريخ ‪ ،‬لكن أهمها ربما نجد ‪ :‬تعريف "هومر هوكيت " هو " السجل‬
‫المكتوب للماضي أو األحداث التاريخية الماضية "‪ ،‬وفي هذا التعريف تحليل لتاريخ اإلنسان منذ أن توصل إلى‬
‫فن الكتابة وقام بتسجيلها فعال ‪ ،‬ولهذا يستبعد هذا التعريف المراحل والعصور السابقة قبل عصر الكتابة وسميت‬
‫هذه المرحلة ( من قبل التاريخ) ‪.‬‬
‫وفي‬
‫الواقع فإ ن علم التاريخ كغيره من العلوم االجتماعية في دراسة للظواهر والمشكالت والقضايا يمكنه‬
‫االستفادة من دراسات األنثربولوجيون واآلثار من أجل الكشف عن أصل تطور البشرية وبذلك عدم قصور علم‬
‫التاريخ على بداية مرحلة التدوين والكتابة ‪.‬‬
‫أما " أالن نيفنس " فيرى أن علم التاريخ هو " وصف الحوادث أو الحقائق الماضية وكتابتها بروح البحث الناقد‬
‫عن الحقيقة التاريخية الكاملة " ‪ ،‬وهذا التعريف يعكس أن علم التاريخ يهدف إلى وصف األحدث التاريخية التي‬
‫ظهرت في الماضي ومحاولة إعادة كتابتها وتحليلها بصورة نقدية واقعية ‪ ،‬وتهدف هذه المبادرة للبحث عن‬
‫الحقائق واألحداث الكاملة واستبعاد تلك المنقوصة ‪.‬‬
‫أما تعريف المنهج التاريخي فهو األخر ورد له العديد من التعريفات لعل أهمها انه " الطريق الذي يتبعه‬
‫الباحث في جمع معلوماته عن األحداث والحقائق الماضية وفي فحصها ونقدها وتحليلها والتأكد من صحتها‬
‫وفي عرضها وترتيبها وتنظيمها وتفسيرها واستخالص التعميمات والنتائج العامة "‪.‬‬
‫ومنه نستنتج أن المنهج التاريخي ال يستخدم فقط في دراسة وتحليل وفهم أحداث الماضي‪ ،‬ولكن يستخدم‬
‫أيضا في تفسير منها األحداث والحقائق التاريخية ‪ ،‬وتصنيف البيانات والمعلومات وتنظيميها بصورة علمية‬
‫يسهل الرجوع إليها ‪ ،‬من اجل استخدام النتائج العامة والتنبؤ والتخطيط للمستقبل ‪.‬‬
‫ويمكن تقد يم تعريف أخر للمنهج التاريخي بأنه " محاولة لفهم التعبيرات ورؤيتها في ضوء عالقتها‬
‫بسياقاتها التاريخية ‪،‬وفهم السياق الكلي بواسطة االنتقال من تعبير إلى آخر والمقصود بالتغيرات هي جملة‬
‫األحداث واألفعال‪.‬‬
‫ولقد ظهرت العديد من التحليالت حول المنهج التاريخي واستخداماته ‪،‬وعلم التاريخ ‪ ،‬إال أننا يجب أن نحدد‬
‫حقيقة هامة مؤداها أن المنهج التاريخي ال يمكنه أن ينفصل عن علم التاريخ ‪ ،‬فال وجود لعلم بدون منهج علمي‬
‫يستخدمه في جمع المعلومات وتحليلها وفحصها بصورة علمية ونقدية وموضوعية في نفس الوقت‪ ،‬ومنه يمكن‬
‫القول أن منهج ال بحث التاريخي هو األداة المنهجية الخاصة التي يستخدمها علم التاريخ في تحقيق أهدافه كعلم‬
‫خاصة في تفسير األحداث الفعلية والتنبؤ باألحداث المتوقعة مستقبال ‪(.‬عبد الرحمان و البدوي ‪) 292 ، 290 ،‬‬
‫‪ -04‬تطور االهتمام بالمنهج التاريخي ‪:‬‬
‫‪42‬‬
‫يعتبر المنهج التاريخي من المناهج العلمية التي استخدمت بصورة كبيرة من علم االجتماع وغيرهم ‪ ،‬فقد‬
‫الحظنا أن حتى علماء الطب ال يمكنهم تجاهل تاريخ الطب وتطوره عبر العصور التاريخية ‪،‬كما أن المهندسين‬
‫ال يمكن فهم نظرياتهم بدون الرجوع لتاريخ تطور فن العمارة والهندسة ‪،‬وهكذا ‪....‬يمكن أن نعرض لمحة عن‬
‫تطور االهتمام بهذا المنهج بشيء من اإليجاز ‪.‬‬
‫أ‪ -‬االهتمامات الكالسيكية بالمنهج التاريخي ‪:‬‬
‫* عند ابن خلدون ‪:‬‬
‫هو المفكر العربي وأول منم استخدم المنهج التاريخي وأرسى دعائمه األساسية ‪ ،‬السيما انه عرف التاريخ‬
‫ووصفه بأنه (فن للعامة وعلم للخاصة)‪ ،‬وهذا يعني أن ''ابن خلدون'' حرص من خالل هذا التعريف إلى أن‬
‫يشير إلى أهمية التاريخ كعلم خاصة عند المهتمين بدراسة األحداث والشواهد التاريخية وهذا ما جعله يؤكد على‬
‫أهمية دراسة التاريخ في إطار الواقع االجتماعي والثقافي الذي ظهر فيه ‪ ،‬ألنه بدون االستعانة بهذا الواقع يصبح‬
‫التاريخ واحداثه عبارة عن أحداث جوفاء ال قيمة لها ‪ ،‬وهذا ما جعله ينتقد المؤرخين الذين أهملوا ذلك ‪،‬كما أكد‬
‫ابن خلدون على أهمية التحقيق من األخبار وتخليص التاريخ من األخطاء واألخبار الزائفة وجعلها معبرة ‪.‬‬
‫كما حدد األسباب التي تؤدي إلى عدم صدق المؤرخين في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬ميوالت وذاتية وأهداف المؤرخ الشخصية ‪.‬‬
‫‪ ‬الجهل بقوانين الطبيعة ( كالفلك والكيمياء وعلم الحيوان‪ )...‬لذا على المؤرخ اإللمام لهذه العلوم ‪.‬‬
‫‪ ‬الجهل بالقوانين التي تخضع لها ظواهر المجتمع اإلنساني ‪.‬‬
‫* فيكو‪:‬‬
‫مفكر إيطالي ظهر خالل النصف القرن ‪ 71‬ونهاية منتصف القرن ‪ ، 71‬اهتم بصورة أساسية بالمصادر‬
‫التاريخية‪ ،‬والسيما الوثائق باعتبارها مصد ار هاما لمعرفة أحوال الشعوب والمجتمعات القديمة وفهم طبائعهم‬
‫ومحاولة تفسيرها ‪ ،‬وقد عبر فيكو " عن اهتمامه بالمنهج التاريخي من خالل نظريته عن تطور المجتمعات‬
‫البشرية وحدد عددا من القواعد األساسية التي يمكن تبينها من قبل الباحثين عند استخدامهم للمنهج التاريخي في‬
‫األتي ‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد الظواهر المراد دراستها والعمل على تعقبها خالل العصور التاريخية ‪.‬‬
‫‪ ‬جمع الوثائق المرتبطة بالعادات والتقاليد واألديان واألحداث التاريخية ‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بتحصيل المصادر التاريخية ومنها الوثائق للتأكد من صحتها ‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على دراسة اللغات كعامل أساسي لدى المؤرخين ‪ ،‬خاصة أن فيكو وجد في اللغة مصد ار‬
‫أساسيا للتعرف على طبائع الشعوب وتطور لغاتهم ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ ‬تصنيف الحقائق والتأليف بينهما للوصول إلى القوانين وتفسير الظواهر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االهتمامات الحديثة ‪:‬‬
‫* كارل مانهايم ‪:‬‬
‫ظهرت تحليالت " مانهايم" بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬حاول أن يربط بين النظريات والفكر السياسي وردها‬
‫إلى جذورها االجتماعية وأصولها التاريخية عن طريق تتبع أساليب المنهج التحليلي التاريخي المقارن الذي‬
‫برعت في استخدامه المدرسة األلمانية ‪ ،‬ويمكن أن نوجز إسهامات "مانهايم" في تطور المنهج التاريخي في‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬انتقد الدراسات الوصفية وضعفها في دراسة الظواهر وقال بان نركز على المنهج التاريخي لدراسة‬
‫محتوى الثقافة والمعرفة ككل ‪.‬‬
‫‪ ‬ركز على نقد المعرفة واعادة تحليلها ‪ ،‬وربط الفكر بالمعرفة بالظروف الثقافية والتاريخية ‪.‬‬
‫‪ ‬تصور "مانهايم" أن حركة التاريخ هي وحدها مصدر الفكر والمعرفة ‪ ،‬التي من الصعب فهمها وتفسيرها‬
‫إال باالعتماد على األصول التاريخية والمصادر والوثائق والجذور التاريخية ‪.‬‬
‫‪-02‬‬
‫استخدامات المنهج التاريخي في علم المكتبات‬
‫ويمكن إيجازها في النقاط التالية (عبد الهادي‪:)19،12 ،4000،‬‬
‫أ‪ -‬تاريخ المكتبات كمؤسسات ثقافية‪ ،‬سواء كان تاريخ مكتبة بعينها أو لدور المكتبة في حقبة زمنية‬
‫معينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تاريخ مصادر المعرفة وتأثيراتها على امتداد الزمن‪.‬‬
‫ت‪ -‬تاريخ األنشطة والعمليات التي تتم في المكتبات‪ ،‬كتاريخ الفهرسة والفهارس أو تاريخ التصنيف‬
‫وخدمة اإلعارة‪.‬‬
‫ث‪ -‬تاريخ المخطوطات أو الوثائق التي تتصل بالكتب والمكتبات‪.‬‬
‫ج‪ -‬تاريخ تعليم المكتبات في بلد ما أو تاريخ التجمعات المهنية واالتحادات ذات العالقة‪.‬‬
‫ح‪ -‬رصد إسهامات بعض الشخصيات المؤثرة في حياة المهنة المكتبية والمعلوماتية‪.‬‬
‫‪ -20‬المصادر في المنهج التاريخي‬
‫أ‪ -‬أنواعها‬
‫‪44‬‬
‫يعتمد استخدام الباحث للمنهج التاريخي على مصادر أولية وأخرى ثانوية‪ ،‬وسنحاول التعريف بها في‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪ ‬المصادر األولية‪ :‬وهي المصادر التي لها عالقة مباشرة بالحدث أو الواقعة التاريخية قد تكون آثار‬
‫تركها اإلنسان‪ ،‬فخاريات ‪ ،‬مسكوكات‪ ،‬حفريات على جدران المعابد أو الصخور‪ ،‬مخطوطات ‪ ،‬تراجم‬
‫سير األولون‪ ،‬الروايات الشفهية لشهود العيان‪ ،‬الخطابات واليوميات والمذكرات الشخصية‪ ،‬الفهارس‪،‬‬
‫الصحف‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬المصادر الثانوية‪ :‬وهي المصادر التي تأتي شارحة أو مفسرة وناقلة عن المصادر األولية قد تكون كتب‬
‫أو مراجع أو غيرها‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية التعامل معها‪ :‬وذلك من خالل النقد الخارجي والنقد الداخلي‪،‬‬
‫‪ ‬النقد الخارجي‪ :‬يستهدف هذا النقد التعرف على هوية وأصالة الوثيقة التاريخية والتأكد من مدى صحتها‬
‫‪ ،‬وتحديد زمان ومكان شخصية المؤلف للوثيقة‪ ،‬وكذا ترميم أصلها إذا طرأت عليها تغيرات واعادتها إلى‬
‫حالتها األولى‪ ،‬وللتدقيق في الجوانب الشكلية للمصدر يطرح الباحث األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬هل هناك تطابق بين لغة الوثيقة وأسلوب كتابتها وخطها وكيفية طباعتها وأعمال أخرى‬
‫لصاحب الوثيقة‪ ،‬ومع الفترة التي كتبت فيها الوثيقة؟‬
‫‪ ‬هل هناك تغيرات في الخطوط؟‬
‫‪ ‬هل هذا المخطوط أصلي أم هو نسخة منقولة عن األصل؟‬
‫إلى غير ذلك من األسئلة المتعلقة بالجانب المادي والمظهر الخارجي للوثيقة‪.‬‬
‫‪ ‬النقد الداخلي‪ :‬ويتم عن طريق تحليل وتفسير المادة التاريخية ‪ ،‬من خالل إثبات مدى أمانة وصدق‬
‫صاحب الوثيقة ومعلوماته ‪ ،‬ويمكن أن يطرح الباحث هنا األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬هل المؤلف صاحب الوثيقة حجة في الميدان؟‬
‫‪ ‬هل يملك صاحب الوثيقة المهارات والقدرات والمعارف الالزمة التي تمكنه من مالحظة الحوادث‬
‫التاريخية وتسجيلها؟‬
‫‪ ‬هل صاحب الوثيقة سليم صحيا وعقليا حسيا مما يمكنه من المالحظة العلمية الدقيقة والكاملة‬
‫للحوادث التاريخية وتسجيلها بصورة سليمة؟‬
‫‪ ‬هل ما ورد في الوثيقة كان بناءا على مالحظة مباشرة لصاحبها أم كان نقال عن شهادات‬
‫اآلخرين؟‬
‫‪ ‬هل تحرى صاحب الوثيقة الموضوعية واستبعد اتجاهاته الشخصية؟‬
‫‪45‬‬
‫إلى غير ذلك من األسئلة التي يمكن أن تضبط الموضوع أكثر‪.‬‬
‫‪-00‬‬
‫خطوات المنهج التاريخي‬
‫هناك مجموعة من الخطوات المنهجية لتطبيق المنهج التاريخي ربما كانت مختلفة قليال عن‬
‫خطوات أي منهج آخر وذلك لخصوصية الظاهرة التاريخية وكيفية دراستها‪ ،‬وأهم هذه الخطوات هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد المشكلة البحثية التاريخية‪ :‬وهي تعني تحديد الفكرة العلمية التاريخية التي ستقوم حولها‬
‫التساؤالت األمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث التاريخي‪ ،‬ونظ ار لكون إشكالية البحث‬
‫التاريخي عملية أساسية تحتاج الكثير من التحديد والدقة والوضوح‪.‬‬
‫ب‪ -‬جمع وحصر المصادر التاريخية‪ :‬وهنا يحاول الباحث جمع كافة الحقائق والوقائع المتعلقة‬
‫بالمشكلة التاريخية‪ ،‬سواء كانت وثائق أو آثار أو تسجيالت متصلة بهذه األخيرة‪ ،‬أولية كانت‬
‫أو ثانوية ‪.‬‬
‫ت‪ -‬نقد المصادر التاريخية‪ :‬بعد حصر المصادر التاريخية سواء كانت أولية أو ثانوية يقوم الباحث‬
‫بنقده داخليا وخارجيا ‪ ،‬كما وضحنا في العنصر السابق وهذا تمهيد للخطوة المنهجية الالحقة‪.‬‬
‫ث‪ -‬وضع ال فروض‪ :‬في ضوء الحقائق التي جمعها الباحث من المصادر التاريخية وبعد القيام‬
‫بعملية نقدها يضع الباحث فرضيات بحثه التاريخي كإجابات مبدئية للمشكلة البحثية التي كان‬
‫قد أثارها سابقا‪.‬‬
‫ج‪ -‬عملية التركيب والتفسير‪ :‬وهنا يقوم الباحث بعملية استعادة الحقائق واألحداث التاريخية وذلك‬
‫من أجل تركيب وتفسير وتنظيم هذه الحقائق الجزئية المتناثرة والمتفرقة وبنائها في صورة‬
‫متكاملة ‪ ،‬وتتضمن هذه العملية استفاء المراحل التالية(مانيو جيدير‪:)222،220،‬‬
‫‪ ‬تكوين صورة فكرية واضحة لكل حقيقة من الحقائق المتحصل عليها وللموضوع ككل‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم الحقائق الجزئية والمتفرقة وتصنيفها وترتيبها على أساس معايير ومقاييس منطقية‪،‬‬
‫حيث يتم تجميع المعلومات المتشابهة والمتجانسة في فئات بعينها‪.‬‬
‫‪ ‬ملء الثغرات التي تظهر بعد عملية التصنيف والتوصيف والترتيب في إطار وهيكل منظم‬
‫ومرتب‪.‬‬
‫‪ ‬ربط الحقائق التاريخية بواسطة عالقات الحتمية والسببية القائمة بينها‪ ،‬أي عملية التسبيب‬
‫والتعليل التاريخي‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫وتنتهي عملية التركيب والتفسير التاريخي باستخراج وبناء النظريات والكشف عن الحقائق‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫‪-09‬‬
‫تقييم عام للمنهج التاريخي‬
‫على الرغم من االيجابيات التي سجلناها فيما تعلق باستخدام المنهج التاريخي خاصة في استرجاع أحداث‬
‫الماضي بطريقة منهجية ‪ ،‬خاصة عندما يقوم الباحث بعملية النقد الداخلي والخارجي للمصادر التاريخية ‪ ،‬إال‬
‫أن هناك من يشكك في مصداقية هذا المنهج وذلك لالعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬عدم إمكانية إخضاع الظاهرة التاريخية للتجريب‪ ،‬كونها وقعت في الماضي وال يمكن تكرارها‪.‬‬
‫‪ ‬احتمالية إقحام الدارس للظاهرة آلرائه الشخصية عندما يكون له عالقة بالواقعة التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬عندما ال يتمكن الباحث من الوصول إلى المصادر األولية المتعلقة بالحدث التاريخي فإن لجوؤه‬
‫للمصادر الثانوية يقلل من قيمة التحليل والتركيب واالستنتاجات المتعلقة بالظاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬احتمالية التزوير والتحريف الذي قد يمس المصادر التاريخية خاصة األولية منها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬منهج دراسة الحالة ‪:‬‬
‫‪ -02‬تعريفة وخصائصه ‪:‬‬
‫اتفق علماء االجتماع في الواليات المتحدة األمريكية على أن دراسة الحالة تعتبر منهج من مناهج البحث‬
‫وال يختلف من حيث إجراءاته عن المناهج األخرى ‪ ،‬وهذا المنهج يقوم على جمع البيانات بشكل متعمق عن‬
‫أي وحدة اجتماعية سواء كانت هذه الوحدة فرد أو جماعة أو مؤسسة ‪.‬‬
‫والدراسة التفصيلية للمؤسسة ( الحالة ) تسمح بتعميم نتائجها على الحاالت المشابهة‪.‬‬
‫ويمكن اإلشارة هنا إلى الخصائص المميزة لمنهج دراسة الحالة في ‪.‬‬
‫أ‪ -‬تفيد دراسة الحالة في الحصول على معلومات تفصيلية وشاملة عن المؤسسات أو النظام أو األفراد (‬
‫المكتبين ) موضوع الدراسة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال يقتصر دراسة الحالة على تقرير ماهو واقع أو دراسة الحالة الراهنة ولكنها تعتمد أساسا على استرجاع‬
‫تاريخ الحالة وتتبع مراحلها المختلفة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعمق في تفصيالت الحالة يساعد على اختيار الفروض وتقديم القوانين بشكل أدق ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫د‪ -‬دراسة الحالة طريقة للتحليل الكيفي للظواهر والحاالت المختلفة كالمقابلة والمالحظة والوثائق والسجالت‬
‫واستمارة البحث ‪.‬‬
‫و‪ -‬تهدف دراسة الحالة الكشف عن الجوانب الثابتة والمتغيرة سواء كانت إيجابية أو سلبية حول الحالة‬
‫المدروسة‪.‬‬
‫وعموما فإن الموضوعات المنفردة التي يمكن أن تخضع للدراسة الحالة في علم المكتبات هي‪(:‬عبد‬
‫الهادي‪)4000،220،‬‬
‫أ‪ -‬المؤسسات مثل المكتبات مراكز األوعية مراكز المعلومات ومراكز األرشيف ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المكتبيون أو مجموعات من المستفيدين‪.‬‬
‫ح‪ -‬البرامج والعمليات مثل نظم المعلومات ومشاريع المكتبات ‪.‬‬
‫‪ -04‬خطوات إجراء دراسة الحالة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد موضوع الدراسة وفي الغالب يكون حول ظواهر منفردة أي محدودة اإلنتشار‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد الحالة أو الحاالت المراد دراستها (أفراد‪ ،‬مؤسسات‪ ،‬نظم معلومات‪...،‬الخ) ‪.‬‬
‫ت‪ -‬تحديد أدوات جمع البيانات‪ ،‬حيث تعتبر المقابلة من أنسب األدوات في ذلك إضافة إلى‬
‫االستمارة والوثائق ذات العالقة بالحاالت المدروسة‪.‬‬
‫ث‪ -‬جمع البيانات التفصيلية والمتعمقة حول الحالة المدروسة ‪ ،‬ومن ثمة تحليلها وتفسيرها‪.‬‬
‫ج‪ -‬استخالص النتائج المتعلقة بالحالة المدروسة‪.‬‬
‫ح‪ -‬كتابة التقرير النهائي الذي يلخص فيه الباحث تفاصيل الحالة المدروسة وصوال إلى التوصيات‬
‫التي من شأنها التحسين وتطوير الحالة المدروسة خاصة إذا كانت مؤسسة أو نظام معلومات‪.‬‬
‫‪ -00‬تقييم عام لمنهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫إن أهم ما يميز منهج دراسة الحالة أنه يتيح الفرصة للباحث للحصول على بيانات تفصيلية ومتعمقة حول‬
‫الظاهرة والحالة المدروسة‪ ،‬إال أن هناك ما يؤخذ عليه أنه يصعب تعميم النتائج المتوصل إليها كون الدراسة‬
‫تمت على حاالت بعينها‪ ،‬إضافة إلى احتمال أن يدلي القائمون على المؤسسات قيد الدراسة أثناء المقابالت‬
‫بمعلومات غير دقيقة تجمل في أحيان كثيرة وضعية هذه المؤسسات وال تشخص الوضع الحقيقي لها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المنهج المسحي الميداني‬
‫‪48‬‬
‫‪ -02‬تعريفه وأهمية ‪:‬‬
‫المسح هو استخدم طريقة منظمة لتحليل وتفسير أو تشخيص الوضع الراهن لمؤسسات المعلومات‬
‫والمستفيدين وما يرتبط بهما ‪ ،‬ومن سمات هذا المنهج انه يرتبط بمؤسسات معينة او جماعات معينة في مكان‬
‫محدد وينصب على الوقت الحاضر أثناء إجراء الدراسة(عبد الهادي‪.)4000،204،‬‬
‫وعلى هذا األساس يختلف المنهج المسحي عن غيره من المناهج ‪ ،‬فهو يختلف عن المنهج التاريخي الذي‬
‫يستخدم في جمع البيانات الماضية أما المسح الميداني فيستخدم لجمع البيانات الحاضر‪ ،‬واذا كان منهج دراسة‬
‫الحالة يركز على مكتبة بعينها أو حالة واحدة منفردة فإن المسح الميداني يتناول عدد كبير من مكتبات وأفراد‪،‬‬
‫وعلى الرغم من دقة النتائج عند استخدام المنهج التجريبي فإن المسح الميداني يتناسب مع دراسة األعداد الكبيرة‬
‫من المؤسسات والحاالت المبعثرة جغرافيا وواسعة االنتشار ‪.‬‬
‫وتكمن أهمية البحوث المسحية في مجال المكتبات والمعلومات نظ ار لطبيعة العملية النفعية والخدمية التي‬
‫تحاول الكشف عن األوضاع القائمة لمحاولة النهوض بها ووضع الخطط أو برامج الالزمة لإلصالح وتمس‬
‫البحوث المسحية جوانب عدة في مجال المكتبات والمعلومات مثال(عبد الهادي‪:)200 ،4000،‬‬
‫ مدى رضا المستفيدين من المكتبة عن مجموعاتها وخدماتها ‪.‬‬‫أنواع المعلومات المطلوبة من قبل المستفيدين ‪ ،‬ومصادرها ‪.‬‬‫ اتجاهات المكتبين نحو المهنة المكتبية ‪.‬‬‫ مدى قبول واستخدام المكتبيين للتطورات الجديدة والمستحدثة وادخال التكنولوجيا في عملهم ‪.‬‬‫ الحالة الراهنة لنظام المعلومات معين ومدى الحاجة كتطويره خاصة عند عدم توفر البيانات الدقيقة والمسجلة‬‫عن هذا النظام ‪.‬‬
‫‪ -04‬فئات البحوث المسحية ‪:‬‬
‫تجرى البحوث المسحية في حالتين أساسيتين هما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعرف على بعض الظواهر في المكتبات ومراكز المعلومات بمختلف أنواعها ‪ ،‬فقد يرتبط بنشاط معين مثل‬
‫الفهرسة أو خدمة معينة كاإلعارة أو يرتبط بالمواد المالية والبشرية مثل الميزانية والعاملين ‪ ،‬وقد تكون الدراسة‬
‫لكافة األنشطة والخدمات والموارد في عدد من المؤسسات‪ ،‬وقد يتطلب األمر عقد مقارنات بين المؤسسات ‪.‬‬
‫في هذا النوع من الدراسات يتم جمع البيانات والحقائق لتقرير الحال حول موضوعية الدراسة‪ ،‬وقد يلجأ الدارس‬
‫إلى عقد تقييمات على أسس ومعايير معينة وتصبح الدراسة عندها ( دراسة مسحية تقييمية)‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعرف على اتجاهات وأراء مجموعة من األفراد حيال أنشطة أو خدمات معينة ‪ ،‬مثال اتجاهات المستفيدين‬
‫نحو خدمة المكتبة العامة أو التعرف على أراء المكتبيين فيما تعلق برضاهم عن العمل أو قناعتهم بالمهنة التي‬
‫‪49‬‬
‫يمارسونها‪ ،‬أو التعرف على اتجاهات الطلبة نحو المناهج وطرف التدريس في أقسام المكتبات والمعلومات‬
‫‪...‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -00‬أنواع المسوح ‪ :‬تنقسم إلى نوعين هما ‪:‬‬
‫ا‪ -‬المسوح الكشفية أو االستطالعية ‪ :‬ويستخدم هذا النوع في دراسة الظواهر الجديدة غير المعروفة على نطاق‬
‫واسع والتي لم يتم التطرق لها بدراسات سابقة ‪ ،‬ويساعد هذا النوع في توضيح المفاهيم الجديدة وتحديدا أولويات‬
‫للبحث المستقبلي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المسوح الوصفية التحليلية ‪ :‬وتعني بوصف خصائص موضوع الدراسة ‪ ،‬وتقدير نسبته في المجتمع‬
‫ووضع توقعات مستقبلية ‪ ،‬فضال عن دراسة العالقات اإلرتباطية ‪.‬‬
‫‪ -02‬خطوات البحث المسحي الميداني ‪:‬‬
‫ال تختلف خطوات المنهج المسحي الميداني كثي ار عن خطوات المنهج الوصفي المذكورة سابقا‪ ،‬باختالف‬
‫بسيط أال وهو تركيزها على دراسات المؤسسات في مجال المكتبات والمعلومات واألفراد المنتمين لهذه المؤسسات‬
‫أو المستفيدين من خدماتها ونشاطاته وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد إشكالية البحث وتساؤالته ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وضع الفرضيات البحثية للمسوح الوصفية التحليلية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحديد مجتمع البحث والعينة المناسبة ‪.‬‬
‫د‪ -‬جمع البيانات واالعتناء باختيار األدوات المناسبة في جمعها ‪ ،‬وهنا يحتاج الباحث مساعدين ميدانين يمكنهم‬
‫توزيع االستثمارات وجمعها تحت إشراف الباحث وبعد تدريبهم ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬مراجعة البيانات من أجل التأكد من شموليتها واكتمالها ومعقوليتها وهي خطوة مهمة تبنى عليها التحليل‬
‫اإلحصائي الحقا ‪.‬‬
‫و‪ -‬تحليل وتفسير البيانات نوهنا يجب أن يكون الباحث منهجيا في معالجة البيانات‬
‫ي‪ -‬استخالص النتائج ‪.‬‬
‫‪ -00‬تقييم عام لمنهج المسح الميداني‪:‬‬
‫‪50‬‬
‫عند اتساع نطاق البحث في الدراسات المسحية فإن هناك صعوبات تواجه الباحث‪ ،‬كعدم القدرة على‬
‫الوصول لكافة مفردات البحث أو مؤسساته ‪ ،‬إضافة إلى أن المساعدين الذين يعتمد عليهم الباحث توزيع‬
‫االستمارات واسترجاعها وربما في تفريغها ومعالجتها إحصائيا‪ ،‬قد يكونوا على مستوى ضعيف من التحكم في‬
‫هذه اإلجراءات لقلة معرفتهم أو تدريبهم مما ينعكس على هذه العملية‪ ،‬وبالتالي على قيمة البيانات التي تم‬
‫جمعها ومصداقيتها مما ُيصعب عملية الحكم النهائي أو التقييمي ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬المنهج التجريبي‬
‫‪-02‬‬
‫تعريفـــــــه ‪:‬‬
‫هو أسلوب في البحث العلمي يقوم فيه الباحث بخلق الموقف بما يتضمنه من شروط وظروف محددة ‪،‬‬
‫حيث يتحكم في بعض المتغيرات ويغير متغيرات أخرى ‪ ،‬حتى يستطيع تبيين وتوضيح تأثير هذه المتغيرات‬
‫المستقلة على المتغيرات التابعة أي أن المنهج التجريبي محاولة لتحديد العالقة السببية بين المتغيرات وتعتبر‬
‫التجربة أساس المنهج التجريبي (عبد الهادي‪.)220 ،4000 ،‬‬
‫وفي تعريف آخر يعرف على أنه '' ما هو إال مالحظة تحت ظروف محكومة عن طريق اختيار بعض‬
‫الحاالت أو عن طريق تطويع بعض العوامل'' (مانيو جيدير‪ ،)22،‬وهنا نالحظ التركيز على المالحظة العلمية‬
‫التي تعتبر خطوة أساسية من خطوات المنهج التجريبي‪.‬‬
‫وعلى العموم يهدف هذا المنهج باألساس إلى قياس أثر المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة من‬
‫خالل التحكم أو السيطرة على كافة العوامل المحيطة بالظاهرة موضوع التجربة ‪ ،‬وبناءا عليه يعد المنهج‬
‫التجريبي أكثر المناهج العلمية دقة لتحليل الظواهر والمشكالت‪(.‬عبيدات وآخرون‪)20 ،2111،‬‬
‫ويمكن استخدام المنهج التجريبي في مجال المكتبات والمعلومات لتحقيق األغراض التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختبار األساليب والتقنيات الالزمة لتطوير وصيانة واستخدام المجموعات المكتبية ( فعالية التعليم المبرمج‬
‫لدى طلبة علم المكتبات مثال) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬كشف ظروف حدوث ظواهر معينة في علم المكتبات والمعلومات ( استفادة المرضى من مكتبات‬
‫مستشفيات الصحة النفسية )‪.‬‬
‫ويمكن تطبيق المنهج التجريبي في مجال علم المكتبات على األفراد (المكتبيين‪ ،‬المستفيدين)‪ ،‬كما يمكن‬
‫تطبيقه على أوعية المعلومات وأيضا األدوات الفنية والنظم المطبقة في مراكز المعلومات‪.‬‬
‫‪-20‬‬
‫خطوات المنهج التجريبي‪ :‬تتلخص خطوات هذا المنهج في ثالث ‪:‬‬
‫‪51‬‬
‫أ‪ -‬المالحظة ‪:‬‬
‫المالحظة هي المشاهدة الدقيقة لظاهرة ما مع االستعانة باألساليب العلمية ‪ ،‬وهي تهدف إلى الكشف عن‬
‫الحقائق المتعلقة بالظاهرة المدروسة ‪.‬‬
‫ومن شروطها أن تكون موضوعية بعيدة عن الذاتية واقحام الميول الخاصة ‪ ،‬وأن تكون كاملة وشاملة لكل‬
‫العوامل التي تؤثر في إحداث الظواهر ‪،‬أن تكون دقيقة في زمنها ومكانها ويستخدم فيها أدوات دقيقة ومحكمة‬
‫في القياس ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وضع الفروض العلمية ‪:‬‬
‫هو ذلك التفسير المؤقت الذي يضعه الباحث للتكهن بالقانون أو القوانين التي تحكم الظاهرة ‪ ،‬ويعتمد‬
‫الباحث في صياغته لفروضه على خبرته السابقة في مجال دراسته ‪ ،‬وما يتصل بها من معارف‪ ،‬كما تعتمد‬
‫على خيال الباحث وذكائه وقدرته على استغالل معلوماته السابقة ‪ ،‬وال يكون الفرض علميا إال إذا تحققت فيه‬
‫الشروط التالية ‪:‬‬
‫ أن يكون الفرض واقعيا أي مستوحى من الواقع ‪.‬‬‫ أن يكون غير متناقض مع فروض أخرى ‪.‬‬‫ أن يكون قابال للتحقق التجريبي ‪.‬‬‫ أن يكون كافيا لتفسير الظاهرة من كل النواحي ‪.‬‬‫ أن يكون واضحا وموج از في صياغته ‪.‬‬‫ج‪ -‬التجريب ‪:‬‬
‫هي من أهم خطوات المنهج التجريبي‪ ،‬فال قيمة للفرض العلمي مال يتم التحقيق منه بالتجريب ‪،‬وهناك بعض‬
‫األمور الواجب مراعاتها في التجريب أهمها‪:‬‬
‫ أن ال يختبر الباحث أكثر من فرض واحد في وقت واحد‪.‬‬‫ أن ال يتحيز الباحث أثناء اختبار الفروض لفرض دون أخر‪.‬‬‫‪ -‬تهيئة كل الظروف التجريبية للكشف عن العالقات السببية بين المتغيرات ‪.‬‬
‫‪ -00‬أنواع التصميمات التجريبية ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫أ ‪ -‬التصميم ذو المجموعة الواحدة ( أو ما يسمى بالتجربة القبلية والبعدية ) ‪:‬‬
‫وفيها تكون المجموعة هي ضابطة وهي تجريبية في آن معا قبل التجريب وبعده‪ ،‬حيث يتحكم الباحث في‬
‫كل المتغيرات بشكل محكم ثم يبدأ في إدخال العوامل والمتغيرات التجريبية واحدة بواحد من أجل الكشف أيا كان‬
‫سببا في حدوث الظاهرة واألكثر تأثي ار فيها‪.‬‬
‫ب‪ -‬التصميم ذو المجموعتان المتكافئتان ‪:‬‬
‫ويشترط التكافؤ بين المجموعتان أحدهما تكون الضابطة و الثانية التجريبية ‪ ،‬والتكافؤ يكون في كل‬
‫الخصائص والحجم والمواصفات حتى ال يسمح عدم توفير ذلك بأن يكون عامال مؤث ار في الظاهرة عند إدخال‬
‫المتغيرات التجريبية ‪ ،‬لكن من صعوبات هذا التصميم التجريبي في العلوم اإلنسانية واالجتماعية أن يجد‬
‫الباحث مجموعتان متشابهتان بشكل كامل‪.‬‬
‫ج‪ -‬التصميم الدائري (التجريب على عدة مجموعات)‪:‬‬
‫يرتكز هذا التصميم التجريبي على استخدام أكثر من مجموعة وبالتناوب‪ ،‬وهنا أيضا يشترط أن تكون‬
‫المجموعات التجريبية متكافئة ومتشابهة قدر اإلمكان وذلك من أجل إدخال العامل التجريبي على كل مجموعة‬
‫بالتناوب‪.‬‬
‫‪-02‬تقييم عام للمنهج التجريبي‬
‫على الرغم من اعتبار المنهج التجريبي من أنسب المناهج لدراسة الظواهر عند محاولة التوصل إلى نتائج‬
‫أكثر دقة‪ ،‬إضافة إلى تعدد التصميمات التجريبية التي تتيح للباحث اختيار التصميم التجريبي األنسب لدراسة‬
‫الظاهرة اإلنسانية ‪ ،‬إال أن هناك صعوبات تواجه الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية على الخصوص عند‬
‫تطبيقه أهمها‪:‬‬
‫خصوصية الظاهرة اإلنسانية واالجتماعية التي تعرف التغير وعدم الثبات أو االنتظام ‪.‬‬‫ تعدد العوامل وتداخلها في الظاهرة‪ ،‬مما يصعب معه عدم قدرة الباحث من التحكم الدقيق في العوامل المستقلة‬‫والعوامل التابعة والعوامل المحيطة األخرى‪.‬‬
‫يبقى إخضاع اإلنسان للتجريب من الطابوهات التي تعيق البحث العلمي التجريبي‪.‬‬‫عدم القدرة على الحصول على المجموعات المتكافئة في التصميمات التجريبية (المجموعتان المتكافئتان‪ ،‬تدوير‬‫المجموعات) بشكل كامل‪.‬‬
‫‪ -00‬مثال عن استخدام المنهج التجريبي ‪:‬‬
‫‪53‬‬
‫الموضوع ‪ '' :‬فعالية التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب لدى طالب علم المكتبات ( تدريس مادة الببليوغرافيا‬
‫المتخصصة )''‪.‬‬
‫أ‪ -‬تحديد إشكالية الدراسة وتساؤالتها ‪.‬‬
‫كيف يساهم التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب في التحصيل الدراسي لمادة الببليوغرافيا المتخصصة؟‬
‫ينبغي تحديد العوامل المتدخلة في الظاهرة والتي تؤثر في فعالية التعليم المبرمج باستخدام‬
‫الحاسوب في تحصيل مادة الببليوغرافيا المتخصصة مثال‪:‬‬
‫‪ ‬طبيعة المقررات و المناهج التعليمية لهذه المادة‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة التدريس المتعبة ‪.‬‬
‫‪ ‬تمكن األستاذ وكفاءته في استخدام الحاسوب للتعليم‪.‬‬
‫يمكن اعتبار هذه العوامل متغيرات تجريبية ‪ ،‬وعلى هذا األساس تصاغ الفرضيات البحثية كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬هناك عالقة بين محتوى المقررات الدراسية لمادة الببليوغرافيا المتخصصة وفعالية التعليم المبرمج‬
‫باستخدام الحاسوب‪.‬‬
‫‪ ‬هناك عالقة بين طرق تدريس مادة الببليوغرافيا المتخصصة وفعالية التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب‪.‬‬
‫‪ ‬هناك عالقة تمكن وكفاءة األستاذ المدرس لمادة الببليوغرافيا المتخصصة وفعالية التعليم المبرمج‬
‫باستخدام الحاسوب‪.‬‬
‫ومن ثمة يختار الباحث التصميم التجريبي المناسب‪ ،‬يمكن أن نختار هنا التصميم التجريبي ذو‬
‫المجموعة الواحدة (التجربة القبلية والبعدية)‪ ،‬حيث يحدد الباحث فوج من طلبة السنة ثانية مكتبات خالل الفصل‬
‫الدراسي األول ويتم تدريسهم لمادة الببليوغرافيا المتخصصة بالطريقة التقليدية ‪ ،‬ليقاس في نهاية الفصل مستوى‬
‫التحصيل الدراسي لهؤالء الطلبة ‪ ،‬أما في الفصل الثاني يتم تدريس نفس المادة لنفس الطلبة ولكن باستخدام‬
‫الحاسوب مع مراعاة محتوى المقررات الدراسية وطرق التدريس وكفاءة األستاذ في استخدام الحاسوب في عملية‬
‫التدريس‪ ،‬وتجدر اإلشارة هنا إلى تجنب اختبار هذه العوامل الثالث في آن معا بل يختار الباحث عامال واحدا‬
‫في كل مرة‪.‬‬
‫وبناءا على نتائج التحصيل للفصل الدراسي الثاني بعد إدخال العامل التجريبي تتم مقارنة هذه النتائج مع‬
‫نتائج الفصل األول ‪ ،‬وهنا يتم الكشف عن مدى تأثير هذا العامل التجريبي في فعالية التعليم باستخدام الحاسوب‬
‫في تدريس مادة الببليوغرافيا المتخصصة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬المنهج البيليومتري‬
‫‪54‬‬
‫‪ -02‬مفهومه ‪:‬‬
‫قبل التطرق لمفهوم المنهج البيبليومتري تجدر اإلشارة أوال لمفهوم ذا صلة وثيقة وهو " اإلنتاج الفكري "‬
‫ألن هذا المنهج وجد تحديدا لتحليل وقياس هذا اإلنتاج ‪.‬‬
‫حيث يعرف اإلنتاج الفكري على أنه كل ما كتب في موضوع معين ‪ ،‬بغض النظر عن الوعاء الذي يحمله ‪ ،‬إذ‬
‫أنه يصاحب أي نشاط ‪ ،‬وهو مرآة لدرجة التقدم واالستقرار في المفاهيم الموجودة في إطاره وللنشاط التطبيقي في‬
‫مجاله (السيد‪.) 29 ،2129 ،‬‬
‫بمعنى أن تقدم أو تدهور أي علم يقاس بما أنتج من مؤلفات تخدمه في مجاله المكتبي ‪ ،‬الذي يجمع كل‬
‫المؤلفات من كتب ومقاالت ودوريات ومؤتمرات ورسائل جامعية وتقارير وبراءات اختراع وغيرها ‪.‬‬
‫وهناك أيضا مفهوم وثيق الصلة بهذا المنهج وهو" الدراسات البيبليومترية" التي تعرف على أنها ذلك العلم‬
‫أو البحث الذي ينصرف إلى دراسة اإلنتاج الفكري العام أو المتخصص ‪ ،‬أي الذي يتناول موضوعا بعينة دراسة‬
‫كمية ونوعية وتطبيق فيه غالبا األساليب الرياضية واإلحصائية‪.‬‬
‫وبناءا على ما سبق نصل إلى تعريف المنهج البيبليومتري ‪ ،‬حيث يعرف على أنه منهج يقوم بالدرجة‬
‫األولى على إعداد القوائم التي تحصر وتسجل وتصف اإلنتاج الفكري من ناحية‪ ،‬ودراسة االتجاهات العددية‬
‫والنوعية لهذا الفكري من ناحية ثانية‪.‬‬
‫ويعرف أيضا على أنه مجموعة من األساليب اإلحصائية والرياضية المستخدمة في تحليل البيانات المتصلة‬
‫بالوثائق لمعرفة خصائص عمليات تداول المعلومات ‪.‬‬
‫ويعرفه فتحي عبد الهادي بأنه استخدام الطرق اإلحصائية واألساليب الرياضية في تحليل البيانات المتعلقة‬
‫بالكتب والوثائق والدوريات والمؤلفين والناشرين‪ ،‬وغيرهم من عناصر نظام االتصال الوثائقي إلل ـ ـ ــقاء الضوء على‬
‫خصائص عمليات ت ـ ــداول المعلومات وتتبع مس ـ ـارات تط ـ ـ ـ ـور المج ـ ـ ـاالت العلمية‪(.‬عبد الهادي‪. )202 ،4000،‬‬
‫ولعل هذا التعريف شامل لكل التعريفات السابقة وشارح لتفاصيل هذا المنهج واستخداماته في مجال‬
‫المكتبات والمعلومات ‪.‬‬
‫‪ - 04‬مجاالت استخدام المنهج البيبليومتري‬
‫‪55‬‬
‫يرتكز عمل القياسات الورقية ( البيبليومتريا ) على قطاعين رئيسين هما(عبد الهادي‪: )4000،204،‬‬
‫أ‪ -‬التوزيعات الزمنية والموضوعية والجغرافية والشكلية والنوعية لإلنتاج الفكري ‪ ،‬اعتمادا على استقراء‬
‫البيانات الخاصة البيانات الخاصة و لمصادر المعلومات واستخدام الطرق اإلحصائية وبعض القوانين‬
‫الخاصة وذلك بهدف وصف خصائص وسمات اإلنتاج الفكري ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحليل االستشهادات المرجعية التي وردت في المصادر‪ ،‬مع استخدام بعض األساليب الخاصة ‪ ،‬وذلك‬
‫بغرض فحص العالقات بين وحدات اإلنتاج الفكري ‪.‬‬
‫‪ -00‬القوانين البيبليومترية‪:‬‬
‫هناك ثالث قوانين رئيسية تعتمدها الدراسات البيبليومترية هي ( قانون برادفورد ) ‪ ( ،‬قانون لوتكا ) و‬
‫قانون ( زيف ) وسنعرضها بالتفصيل كالتالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قانون برافورد ‪:‬‬
‫وضع " صامويل برادفورد" قانونه هذا عندما كان يعمل في مكتبة العلوم الطبية في ( إنجلت ار ) في الفترة‬
‫ما بين ( ‪ )7201 – 7200‬اعتمادا على مص ـادر المعلومـ ـ ـات الموج ـ ـ ـود بها‪ ،‬وق ـ ـ ـد انطلق من مبدأ ( أن أي‬
‫موضوع علمي يتصل بصفة قليلة أو كثيرة بموضوعات علمية أخرى )‪ ،‬بحيث تضمن عمله تحليالت‬
‫لالستشهادات المرجعية في المجالت المتصلة في بموضوع الجيوفيزياء التطبيقية وهندسة التزييت‪.‬‬
‫ويصف هذا القانون في األساس كيفية توزيع اإلنتاج الفكري في مجال موضعي معين في دورياته ‪ ،‬ويشكل‬
‫األساس لبيان عدد الدوريات التي تحتوي نسبة معينة من المقاالت المنشورة ‪.‬‬
‫ولقد تبين ( لب رادفورد ) أن توزيع المقاالت على الدوريات يكاد يكون متبعا نمطا معينا ‪ ،‬إذ أن نسبة كبيرة من‬
‫المقاالت تتركز في عدد محدود من الدوريات ‪ ،‬تليها نسبة أكبر من الدوريات تضم العدد نفسه تقريبا من‬
‫المقاالت ‪ ،‬ثم نسبة أكبر من الدوريات تضم العدد نفسه تقريبا من المقاالت في كل من القطاعين األول والثاني‬
‫‪ ،‬ومن ثمة صاغ ( براد فورد ) قانونه على أساس وجود قطاعات يحتوي كل منها على عدد متساوي تقريا من‬
‫المقاالت ‪ ،‬القطاع األول يسمى المركزي ( المنطقية البؤرية ) ويحتوي على عدد محدود جدا من المقاالت (‬
‫الدوريات)‪ ،‬يليه القطاع الثاني ( المنطقة الوسطى) ويحتوي على عدد أكبر ‪ ،‬والقطاع الثالث ( المنطقة الهامشية‬
‫) وتضم عددا يقارب أو يساوي القطاع السابق‪ ،‬يمكن أن نمثل ذلك في الشكل التالي‪:‬‬
‫‪56‬‬
‫الهامشية‬
‫البؤرية‬
‫الوسطى‬
‫تضم المقاالت األكثر ارتباطا بالموضوع‬
‫تشمل العدد نفسه من المقاالت‬
‫وترتب ترتيبا تنازليا‬
‫ويتضح أن مجموعات المناطق الثالث من الدوريات تعطي تقريبا العدد نفسه من المقاالت ‪ ،‬أي أن‬
‫دوريات كل منطقة تمثل ثلث المجموع الكلي للمقاالت ويالحظ أن عدد الدوريات يزداد من مجموعة إلى أخرى‬
‫برقم ثابت هو ( مضاعف برافورد) والذي يقارب( ‪ ، )0‬حسب الدراسة التي أجراهـ ـ ـا ''برادفـ ـ ـود'' التي طبقه ـ ـ ـا في (‬
‫الجيوفيزياء التطبيقية ) ‪ ،‬وبذلك يمكن احتساب الدوريات في كل مجموعة ابتداء من مجموعة الدوريات في‬
‫المنطقة المركزية على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬المنطقة األولى ‪ :‬المنطقة البؤرية وتضم ‪ 2‬دوريات ‪.‬‬
‫‪ ‬المنطقة الثانية ‪ :‬المنطقة الوسطى ‪ :‬وتضم ‪ 50 = 0 x 2‬دورية‬
‫‪ ‬المنطقة الثالثة ‪ :‬المنطقة الهامشية ‪ :‬وتضم ‪ 000 = 0 x 0 x 2‬دورية‬
‫ب‪ -‬قانون لوتكا ‪:‬‬
‫" ألفرد لوتكا" عالم رياضيات صاغ قانونه لتحليل اإلنتاج الفكري مرك از على المؤلفين سنة ‪ ، 7201‬عندما‬
‫قام بقياس عدد المؤلفين والمقاالت المنتجة من طرفهم باستخدام كشافين األول في الفيزياء والثاني في الكيمياء ‪،‬‬
‫وركز على كمية ونوعية هذا اإلنتاج ‪ ،‬إلى أن توصل إلى قانونه المسمى ( قانون التربيع العكسي ) إلنتاجية‬
‫المؤلفين‪ ،‬والصياغة المعبرة لهذا القانون هي‪:‬‬
‫ع = أ (‪ + 0)0( + 0 )7‬أ ( ‪ + 0)0‬أ (‪.. + 0)5‬‬
‫حيث ‪( :‬ع) العدد اإلجمالي للدراسات ‪.‬‬
‫(أ) ثابت يختلف من حالة ألخرى‪.‬‬
‫فإذا كان ع = ‪ 720‬دراسة من قبل ‪ 22‬مؤلفا ‪ ،‬و أ = ‪ 0‬ثابت‬
‫‪0‬‬
‫فيكون ‪)1(0+ 0)0(0+0)5(0+ 0)0( 0 + 0 ) 0( 0 + 0 = 720 :‬‬
‫والخالصة أن قانون'' لوتكا'' يعني أن عددا كبير من الباحثين ينشرون بدرجة قليلة ‪ ،‬بينما هناك عدد قليل من‬
‫الباحثين ينشرون بدرجة كبيرة ‪.‬‬
‫خ‪ -‬قانون زيف ‪:‬‬
‫‪57‬‬
‫بدأ " زيف " عمله سنة ‪ 7202‬حينما كان طالبا بالجامعة ‪ ،‬حيث كان مهتما بدراسة تغيرات النطق في‬
‫اللغة والتك اررات المستخدمة خالل فترة زمنية طويلة مما أدى به لدراسة تكرار الكلمات ‪.‬‬
‫ويعتمد قانونه على مبدأ أن الناس يختارون ويستخدمون الكلمات المألوفة باعتبار ذلك أكثر سهولة من الكلمات‬
‫غير المألوفة ‪ ،‬وبالتالي فاحتمال حدوث الكلمات أكثر سهولة من الكلمات غير المألوفة ‪.‬‬
‫ولتوضيح ذلك قام "زيف " بترتيب الكلمات التي كان عددها (‪ 02122‬كلمة )‬
‫مستخدما كشاف كلمات العالم '' جيمس جويس بولس'' في ترتيب تنازلي طبقا لدرجة تكرار الكلمات في حدوثها‬
‫ار إلى األقل تك ار ار ) ‪.‬‬
‫( أي الكلمات من األكثر تكر ا‬
‫وقد حدد لكل كلمة رتبة (‪ ، ) R‬أي من الرتبة (‪ )7‬إلى ‪ 02122‬ثم قام بضرب القيمة الرقمية لكل رتبة في‬
‫عدد مرات تكرارها ( ‪ ، )F‬وحصل على الناتج (‪ )C‬وقد كان هذا الناتج ثابت في كل القوائم بمعنى معادلة "‬
‫زيف " كانت كالتالي ‪C = R x F :‬‬
‫تجدر اإلشارة هنا أن قانون ''زيف'' يقابله هذا في االقتصاد ( قانون تناقص الغلة)‪ ،‬وفي العمل بمبدأ (‬
‫الجهد األقل )‪.‬‬
‫‪ -02‬نماذج عن استخدام المنهج البيبليومتري‬
‫أ ‪ -‬وهي دراسة لـ‪ '' :‬مها أحمد براهيم'' بعنوان (اإلنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات في‬
‫مطلع القرن الحادي والعشرين دراسة بيليومترية) ‪ ،‬وهي منشورة بمجلة مكتبة الملك فهد الوطنية سنة ‪.0222‬‬
‫حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على خصائص اإلنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات مع‬
‫مطلع القرن الحادي والعشرين في الفترة من عام ‪ 0227‬حتى عام ‪ ، 0220‬من خالل رصد اتجاهاته العددية‬
‫والموضوعية واللغوية والزمنية ‪ ،‬باإلضافة إلى سمات التأليف ‪ ،‬عن طريف تحليل هذا اإلنتاج الفكري ‪ ،‬ودراسة‬
‫التوزيعات اللغوية والموضوعية والفئوية والجغرافية والزمنية ‪ ،‬باإلضافة إلى توزيع المسئولية لمعرفة سمات‬
‫التأليف من حيث التأليف الفردي ‪ ،‬التعاون في التأليف بين الباحثين العرب في التخصص ‪ ،‬بغية التوصل إلى‬
‫نتائج ومؤشرات للمستقبل‪.‬‬
‫حيث تعتمد الدراسات البيبليومترية في األساس على إعداد القوائم التي تحصر اإلنتاج الفكري من جهة ‪،‬‬
‫ودراسة‬
‫االتجاهات العددية والنوعية لهذا اإلنتاج الفكري من جهة أخرى ‪ ،‬أي أنه يعتمد على المنهج‬
‫البيبليومتري الذي يحول سمات وخصائص اإلنتاج الفكري إلى أرقام يسهل عدها واحصاؤها ومقارنتها ‪ ،‬وبالتالي‬
‫الحصول على مؤشرات موضوعية لهذا اإلنتاج ‪.‬‬
‫وقد مر إعداد الدراسة بالمراحل التالية ‪:‬‬
‫‪58‬‬
‫ إعداد قائمة اإلنتاج الفكري والتي تعتبر األداة الرئيسية لتطبيق المنهج الببليومتري ‪ ،‬لذلك قامت الباحثة بتجميع‬‫اإلنتاج الفكري العربي في المجال‪ ،‬باالعتماد على الدليل البيبليوجغرافي لإلنتاج الفكري العربي في مجال‬
‫المكتبات والمعلومات الذي قام بإعداده الدكتور ''محمد فتحي عبد الهادي'' الذي يغطي الفترة من عام ‪0227‬‬
‫حتى عام ‪.0220‬‬
‫ تم حصر اإلنتاج الفكري العربي الذي غطي الفترة الزمنية المحددة للدراسة ‪.‬‬‫ استبعاد أوعية المعلومات التي تم إدراجها في الدليل والتي تغطي فترات زمنية سابقة لم يتم إدراجها في‬‫األدلة السابقة‪.‬‬
‫وقد احتوت القائمة البيبليوجرافية (‪ )0110‬عمال قام بإعدادها ( ‪ )7200‬مؤلفا تحت (‪ )011‬رأس موضوع‪.‬‬
‫ تحليل البيانات‪ ،‬حيث قامت الباحثة بتحليل اإلنتاج الفكري العربي الصادر في مجال المكتبات والمعلومات‬‫في الفترة ( ‪ ،) 0220 – 0227‬وذلك بدراسة االتجاهات العددية والنوعية والتعرف على السمات المختلفة من‬
‫حيث ‪ :‬التوزيع الزمني ‪ ،‬التوزيع الجغرافي ‪ ،‬التوزيع النوعي ‪ ،‬التوزيع اللغوي ‪ ،‬التوزيع الموضوعي ‪ ،‬واسهام‬
‫المؤلفين سواء التأليف الفردي أو المشارك أو الترجمة وغيرها من األدوار التي قامت بها فئة المؤلفين باالستعانة‬
‫بتطبيق قوانين القياسات الورقية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وهي دراسة ثانية لـ‪'' :‬مها أحمد إبراهيم'' بعنوان ( سالسل الكتب في مجال المكتبات والمعلومات –‬
‫دراسة تحليلية) ‪ ،‬منشورة بمجلة كلية اآلداب بجامعة القاهرة في (أكتوبر ‪.)0220‬‬
‫حيث تعتبر سالسل الكتب من أشكال إتاحة الكتاب‪ ،‬فهي عبارة عن مجموعة من الكتب ترتبط معا بتسمية‬
‫معينة وتصدر في شكل شبه موحد ‪ ،‬ومصطلح سالسل الكتب ينقسم إلى شقين أساسيين الشق األول والرئيسي‬
‫" الكتاب " ‪ ،‬الشق الثاني السلسلة " وما هي إال شكل من أشكال نشر الكتاب ما يميزها هو تجميع الكتب تحت‬
‫عنوان مميز لها ‪ ،‬ويرجع السبب الرئيسي في اختيار الباحثة لهذا الموضوع أن هذا النوع من مصادر المعلومات‬
‫لم تح ظ باالهتمام بأي دراسات في مجال المكتبات والمعلومات سواء أكانت دراسات أكاديمية أو بحثية ‪ ،‬إذ‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على سالسل الكتب في مجال المكتبات وتحليل سالسل الكتب منذ صدور أول كتاب‬
‫التي سلسلة في مجال المكتبات والمعلومات وحتى عام ‪ 0222‬والصادرة في الوطن العربي بمختلف اللغات ‪،‬‬
‫وقد تم تجميع الكتب التي تم نشرها داخل سالسل باالعتماد على الدليل الببليوجرافي لإلنتاج الفكري العربي في‬
‫مجال المكتبات والمعلومات بطبعاته المختلفة لألستاذ الدكتور'' محمد فتحي عبد الهادي'' حتى عام ‪،0222‬‬
‫اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي مستعينة بالمنهج البيبليومتري‪ ،‬التي تعتمد على استقراء‬
‫خصائص اإلنتاج الفكري المختلفة سواء اللغوية او النوعية أو الموضوعية بهدف الخروج بمؤشرات إحصائية‬
‫‪59‬‬
‫يمكن من خاللها التعرف على سمات اإلنتاج الفكري المنشور في سالسل ‪ ،‬فقامت الباحثة بتحليل الكتب التي تم‬
‫نشرها داخل سالسل في مجال المكتبات والمعلومات حيث قامت بحصر وتحليل (‪)501‬عمال تحت (‪)700‬‬
‫رأس موضوع لما يقرب من (‪ )012‬مؤلفا ‪ ،‬وذلك بدراسة االتجاهات العددية والنوعية والتعرف على السمات‬
‫المختلفة من حيث مدى اسهام كل سلسلة والتوزيع الزمني والتوزيع الموضوعي ‪ ،‬والتوزيع الفئوي والتوزيع‬
‫اللغوي ‪ ،‬واسهام المؤلفين ‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إل ى عدة نتائج من أهما وفي ضوء التوزيع الجغرافي للسالسل موضوع الدراسة فقد‬
‫احتلت الصدارة جمهورية مصر العربية في عدد السالسل الصادرة بها‪ ،‬حيث صدر ثمانون سلسلة قامت بنشر‬
‫‪ 070‬عمال ‪.‬‬
‫وفي ضوء اتجاهات النشر نجد ظاهرة " المؤلف الناشر " حيث نجد ست وعشرون سلسلة مؤلفين يقوموا بنشر‬
‫أعمالهم بها ‪ ،‬وتشتت األعمال الصادرة في سالسل موضوعيا حيث احتل رأس الموضوع‬
‫علم المكتبات‬
‫والمعلومات المرتبة األولى ‪ ،‬كما نالحظ الضعف أو النقص الكبير في اإلنتاج الفكري في بعض الموضوعات‬
‫مثل " خدمات المكتبات والمعلومات " ‪ " ،‬مهنة المعلومات" و " إدارة المكتبات ومراكز المعلومات ‪ ،‬كما أسهم‬
‫(‪ )001‬مؤلفا بـ (‪)510‬عمال من إجمالي عدد األعمال البالغ عددها (‪ )105‬عمال بنسبة ‪ % 11‬تتراوح أعمالهم‬
‫مابين عمال واحدة وأربع أعمال ‪.‬‬
‫ح‪ -‬وهي دراسة لـ‪'' :‬سعاد بن شعيرة'' بعنوان (اإلنتاج العلمي في مجال علم المكتبات والمعلومات بالجزائر‪-‬‬
‫دراسة تحليلية بيبليومترية للكتب والمقاالت ورسائل الماجستير والدكتوراه)‪ ،‬وهي رسالة ماجستير في علم‬
‫المكتبات غير منشورة سنة ‪0221/0220‬‬
‫ولقد تم هذا من خالل إعداد قائمة بيبليوغرافية خاصة باإلنتاج العلمي في مجال علم المكتبات والمعلومات‬
‫بالجزائر‪ ،‬خاصة أنه لحد اآلن ال يوجد عمل يصف ويحصي هذا اإلنتاج في الجزائر خاصة بعد اطالع الباحثة‬
‫على الدليل العربي في مجال المكتبات والمعلومات لصاحبة الدكتور " محمد فتحي عبد الهادي " فبادرت هذه‬
‫األخيرة إلى إعداد الدليل الجزائري‪ ،‬وذلك للتعرف عليه من جهة وتقديمه للطلبة والباحثين لمساعدتهم في إنجاز‬
‫بحوثهم العلمية من جهة أخرى‪ ،‬وكان هذا الهدف األساسي الذي من خالله تم إعداد هذه القائمة البيبليوغرافية ‪.‬‬
‫وقد تم االعتماد على المنهج الببليومتري من خالل إعداد القوائم البيبليوغرافية حيث يتلخص في الخطوات‬
‫التالية ‪:‬‬
‫ تحديد الهدف ‪:‬‬‫‪60‬‬
‫أن كل عمل بيبليوغرافي يجب أن يخضع ألهداف محددة مسبقا بحيث يجب أن تتناسب هذه األخيرة‬
‫وأهداف المؤسسة التابعة لها ‪ ،‬وكما هو معلوم فان هذه القائمة أعدت ضمن بحث مقدم لنيل شهادة الماجيستير‬
‫في علم المكتبات بجامعة منتوري بقسنطينة ‪ ،‬وموضوع البحث هو ‪ " :‬اإلنتاج العلمي في مجال المكتبات‬
‫والمعلومات بالجزائر " ‪ ،‬لذلك ‪ ،‬فالغرض األساسي من إنجازها هو خدمة أفراد هذه المؤسسة – الجامعة –‬
‫وخاصة المتخصصين في علم المكتبات والمعلومات من طلبة وأساتذة وباحثين ‪ ،‬وذلك لمساعدتهم في تجميع‬
‫المعلومات الخاصة ببحوثهم ونشاطاتهم العلمية في هذا المجال من المعرفة ‪.‬‬
‫لذلك كان لزاما على الباحثة تحديد المتغيرات التي تغطي هذا الموضوع ‪ ،‬والمتمثلة في ‪ :‬المجال الزمني‬
‫والمكاني واللغوي والشكلي‪ ،‬بدون إهمال الجانب الموضوعي ‪.‬‬
‫ولهذا فان الخطوة األولى تمثلت في البحث عن مصادر المعلومات التي سيتم االعتماد عليها في إعداد‬
‫هذا الدليل ‪ ،‬سواء مصادر مباشرة وغير مباشرة ‪ ،‬وذلك بالرجوع للمواد نفسها من كتب ودوريات وأعمال‬
‫المؤتمرات والندوات واأليام الدراسية ‪ ،‬والمصادر غير المباشرة من كشافات وفهارس المكتبات‬
‫واألدلة‬
‫والببليوغرافيات أهمها الببليوغرافيا الوطنية الجزائرية الوطنية الجزائرية ‪ ،‬بحيث تم تكشيف كل أعدادها باإلضافة‬
‫إ لى السير الذاتية لمعظم األساتذة المتواجدين باألقسام الثالثة لتدريس علم المكتبات بالجزائر ( الجزائر‪ ،‬قسنطينة‬
‫ووهران )‪.‬‬
‫ البناء أو تجميع البيانات ‪:‬‬‫بعد تجميع المعلومات والبيانات المذكورة سابق في المرحلة األولى ‪ ،‬فقد تم في هذه المرحلة تقنينها وفق‬
‫قواعد الوصف الببليوغرافي ‪ ،‬حيث تم االعتماد على قواعد معينة خاصة بالفهرسة الوصفية ‪ ،‬ومن ثمة تطبيقها‬
‫على المواد التي تم تجميعها لتنتهي مرحلة التكوين والبناء‪.‬‬
‫ التنظيم ‪:‬‬‫وهي مرحلة هامة ومميزة بحيث يتم فيها تنظيم وترتيب المواد المجمعة وفق رؤوس موضوعات مقننة‪ ،‬إلى‬
‫أنه تم االعتماد على قائمة رؤوس الموضوعات المعدة من قبل الدكتور " محمد فتحي عبد الهادي في الدليل‬
‫العربي في مجال المكتبات والمعلومات " ‪ ،‬وألحق بها دليل الكشافات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬كشاف المؤلفين ‪.‬‬
‫‪ ‬كشاف عناوين المذكرات والرسائل الجامعية ‪.‬‬
‫‪ ‬قائمة بالمجاالت والدوريات المكشفة ‪.‬‬
‫‪ ‬قائمة بالملتقيات والمؤتمرات والندوات المكشفة ‪.‬‬
‫ أسس التجميع ‪:‬‬‫‪61‬‬
‫بحيث تم تجميع الببليوغرافيا وفق األسس التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬الزمن ‪ :‬إذ تغطي الببليوغرافيا فترة زمنية معينة ‪ ،‬لذلك فقد حدد في هذه الدراسة فترة من ظهور‬
‫تخصص علم المكتبات بالجزائر إلى غاية سنة ‪.0225‬‬
‫‪ ‬المكان ‪ :‬ويتمثل في اإلقليم أو القطر الذي تغطيه البيليوغرافيا ‪ ،‬حيث خصت الباحثة األعمال المعدة‬
‫والمنجزة أو المنشورة بالجزائر‪ ،‬سواء بالوطن العربي أو العالم كلل ‪ ،‬إضافة إلى األعمال المنجزة من‬
‫قبل المختصين األجانب حول الجزائر في مجال التخصص ‪.‬‬
‫‪ ‬الفكر‪ :‬ويتمثل هذا العنصر بالمجال الفكري أو الموضوعي الذي خصص لهذه الدراسة‪ ،‬وكما هو‬
‫معلوم فإن مجال الدراسة يتمثل في تخصيص علم المكتبات والمعلومات بكل ما يتضمنه من فروع ‪.‬‬
‫‪ ‬اللغة ‪ :‬إذ البد من تحديد اللغة التي سيقتصر عليها تجميع المواد‪ ،‬سواء عربية أم أجنبية‪ ،‬و هنا قامت‬
‫الباحثة بتجميع كل اإلنتاج العلمي الخاص بالمجال المذكور أعاله ‪ ،‬بغض النظر عن اللغة التي كتب‬
‫بها ‪ ،‬فتجمعت بذلك في أربعة لغات هي العربية ‪ ،‬الفرنسية ‪ ،‬اإلنجليزية‪ ،‬واأللمانية ‪.‬‬
‫‪ ‬نوع المواد ‪ :‬إذ يجب تحديد نوع المادة التي سيقتصر عليها التجميع ‪ ،‬وقد حدد في هذه الدراسة كل‬
‫من الكتب ‪ ،‬المقاالت ‪ ،‬المجالت ‪،‬المداخالت ‪ ،‬رسائل الماجستير والدكتوراه ‪.‬‬
‫‪ ‬نوع المصدر‪ :‬سواء كان أولي أو ثانوي ‪ ،‬مباشرة أم غير مباشر‪.‬‬
‫‪ ‬الشمول أو االختيار‪ :‬بمعنى أن تكون هذه القائمة شاملة أو مختارة ‪ ،‬وقد جاءت قائمة الدراسة شاملة‬
‫ألنها جمعت اإلنتاج الفكري في مجال علم المكتبات‪ ،‬ومختارة كونها خصت موضوعا معينا – علم‬
‫المكتبات والمعلومات – وبلدا معينا كذلك وهو الجزائر ‪.‬‬
‫خرجها فقد تم إنجازها كالتالي‪:‬‬
‫أما عن خطوات إعداد الببليوغرافيا وا ا‬
‫ دراسة الموضوع ‪ :‬فال بد من دراسة الموضوع دراسة وافية ‪ ،‬إضافة إلى التعرف على أقسامه الرئيسية‬‫والجزئية ‪ ،‬مع ضرورة التعرف على اتجاهات البحث في هذا الموضوع ‪.‬‬
‫ اختيار المصدر ‪ :‬وذلك بانتقاء مصادر المعلومات التي سيتم االعتماد عليها لتغطية الموضوع سواء كانت‬‫أولية أو ثانوية ‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬منشور أو غير منشورة ‪ ،‬وتتلخص المصادر غير المنشورة في‬
‫الببليوغرافيات ( على رأسها الببليوغرافيا الوطنية )‪ ،‬الفهارس المطبوع ـ ـة‪ ،‬مص ـ ـادر متنوع ـ ـ ـة( كدليل محمد فتحي‬
‫عبد الهادي الدوريات والمجالت العلمية المتخصصة ‪ ،‬الكشافات ‪...‬الخ)‪.‬‬
‫ اختيار رؤوس الموضوعات ‪ ،‬وتم اعتماد رؤوس موضوعات الموجودة بالدليل العربي المذكور سابقا ‪.‬‬‫ البحث عن المادة ‪ :‬في المصادر المذكورة سابقا‪.‬‬‫‪62‬‬
‫ ترتيب المداخل‪ :‬وتختلف باختالف أنواع الببليوغرافيات ومن بين طرق الترتيب نجد الترتيب الهجائي‪ ،‬حسب‬‫اإلقليم الجغرافي( مكان النشر)‪ ،‬الترتيب الزمني (التاريخي)‪ ،‬حسب نوع المادة ( كتب‪ ،‬دوريات‪ ،‬رسائل جامعية)‪.‬‬
‫الترقيم المسلسل ‪ :‬بعد االنتهاء من إعداد الببليوغرافيا يخصص الباحث مسلسل لجميع المواد لتسهيل عملية‬‫إعداد الكشافات ‪.‬‬
‫ إعداد الكشافات‪ :‬يهدف إعداد الكشاف إلى تحقيق ‪...‬بن الباحث والمعلومات بطريقة سريعة وسهلة وأهم‬‫الكشافات (كشاف المؤلفين‪ ،‬كشاف العناوين‪ ،‬كشاف المواضيع )‪.‬‬
‫‪ - 00‬تقيم عام للمنهج الببليومتري ‪:‬‬
‫يعتبر المنهج الببليومتري إضافة مميزة لعلم المكتبات والمعلومات فقد وضح '' هوايت وآخرون'' مميزات‬
‫لتطبيقه في البحث الببليومتري في النقاط التالية‪( :‬عبدالهادي‪)204 ،4000،‬‬
‫أ – تحسين الضبط الببليوجرافي لإلنتاج الفكري ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يساعد في التحقق من اإلنتاج الفكري البؤري ‪.‬‬
‫ج‪ -‬يساعد على تصنيف اإلنتاج الفكري ‪.‬‬
‫د‪ -‬يساهم في تتبع انتشار األفكار ونمو اإلنتاج الفكري ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬يساهم في تقييم نظر معلومات وشبكات معلومات أكثر اقتصادية ‪.‬‬
‫و‪ -‬التنبؤ باتجاهات النشر ‪.‬‬
‫ز – وصف أنماط استخدام الكتب من قبل المستفيدين ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنمية وتقييم المجموعات المكتبية ‪.‬‬
‫وأهم ما يميز هذا المنهج أيضا اتصافه بالموضوعية إلى حد كبير كونه يعتمد على بيانات من واقع اإلنتاج‬
‫الفكري دون تدخل شخصي من الباحث‪.‬‬
‫وفي المقابل هناك بعض الصعوبات والعيوب التي يمكن أن تشكل مشكالت بحثية عند استخدام هذت‬
‫المنهج أهمها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن القوانين الثالث المشار إليها سابقا ال تطبق بصورة موحدة في كل الحاالت ( الكتب ‪ ،‬الدوريات ‪،‬‬
‫أعمال المؤتمرات ‪)... ،‬‬
‫ب‪ -‬كذلك يمكن أن ُيتبع التحليل الببليومتري السليم بتفسيرات خاطئة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬يرى البعض أن القوانين سابقة الذكر مجرد توزيعات إحصائية ال ترقى إلى مستوى القوانين‪ ،‬ذلك أن‬
‫القوانين الفعلية في الغالب تكون شارحة ومفسرة للعالقات الثابتة والمتغيرة ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ ‬المراجع المعتمدة ‪:‬‬
‫(‪ )0‬أ‪.‬الرامي و ب‪.‬فالي ‪ ،‬البحث في االتصال عناصر منهجية‪ ،‬ترجمة ميلود سفاري و آخرون‪ ،‬مخبر علم‬
‫اجتماع االتصال‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،‬الجزائر ‪.4440،‬‬
‫(‪ )4‬أبو القاسم عبد القادر الصالح وآخرون‪ ،‬المرشد في إعداد البحوث العلمية‪،‬مركز البحث العلمي‬
‫والعالقات الخارجية‪،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬السودان‪2001،‬‬
‫(‪ )3‬أحمد إبراهيم خضر‪ ،‬خطة البحث‪www.alukah.net ،‬‬
‫(‪ )0‬أحمد عياد‪،‬المدخل لمنهجية البحث االجتماعي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.4442،‬‬
‫(‪ )5‬بدر أحمد‪ ،‬مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬الرياض‪0811 ،‬‬
‫(‪ )2‬بلقاسم سالطنية وحسان الجيالني‪ ،‬منهجية العلوم االجتماعية ‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪ ،‬عين‬
‫مليلة‪/‬الجزائر‪.4440،‬‬
‫(‪ )7‬رشيد زرواتي‪ ،‬تدريبات على منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،3‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ ،‬قسنطينة‪/‬الجزائر‪.4441 ،‬‬
‫(‪ )1‬عبد هللا عبد الرحمان ومحمد علي بدوي‪ ،‬مناهج وطرق البحث االجتماعي‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪،‬األسكندرية‪.4444 ،‬‬
‫(‪ )8‬عبود عبد هللا العسكري‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪،‬ط ‪ ،3‬دار النمير‪ ،‬سوريا‪4440 ،‬‬
‫(‪)04‬‬
‫مانيو جيدير‪ ،‬منهجية البحث‪ ،‬ترجمة‪ :‬ملكة أبيض‪)PDF(.‬‬
‫(‪)00‬‬
‫مجموعة من أساتذة قسم علم االجتماع والديموغرافيا‪ ،‬أساسيات في منهجية وتقنيات البحث في‬
‫(‪)04‬‬
‫مجموعة من األساتذة تحت إشراف فضيل دليو‪ ،‬دراسات في المنهجية‪ ،‬ط‪ ،0‬ديوان المطبوعات‬
‫العلوم االجتماعية‪ ،‬منشورات جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة‪/‬الجزائر‪4442-4445،‬‬
‫الجامعية ‪ ،‬قسنطينة‪/‬الجزائر‪4400،‬‬
‫(‪)03‬‬
‫محمد‬
‫أسامة‬
‫السيد‪،‬‬
‫المكتبات‬
‫والمعلومات‬
‫في‬
‫الدول‬
‫المتقدمة‬
‫والنامية‬
‫(االتجاهات‪،‬العالقات‪،‬المؤسسات ‪ ،‬االنتاج الفكري)‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪/‬مصر‪0817 ،‬‬
‫(‪)00‬‬
‫محمد عبيدات وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي (القواعد والمراحل والتطبيقات) ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬دار‬
‫وائل‪ ،‬مصر‪0888 ،‬‬
‫(‪)05‬‬
‫محمد فتحي عبد الهادي‪ ،‬البحث ومناهجه في علم المكتبات والمعلومات‪،‬الدار المصرية‬
‫اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪/‬مصر‪4443،‬‬
‫(‪)02‬‬
‫مصطفى فـؤاد عبيد‪ ،‬مهارات البحث العلمي‪ ،‬أكاديمية الد ارسات العالمية‪ ،‬غزة‪ /‬فلسطين‪.4443،‬‬
‫‪64‬‬
Téléchargement