وزارة التعليم العالي و البحث العلمي جامعة محمد خيضر -بسكرة كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية شعبة علم المكتبات و المعلومات قسم العلوم اإلنسانية مطبوعة بيداغوجية لطلبة السنة الثانية مكتبات ومعلومات من إعـداد الدكـتورة : ح ـفيظي سليم ـة السنة الجامعية 4102/4102: 1 المحاور أوال :ماهية البحث العلمي ثانيا :اختيار و صياغة عنوان البحث ثالثا :صياغة إشكالية الدراسة رابعا:الفرضيات خامسا:المفاهيم سادسا:الدراسات السابقة سابعا :إعداد خطة البحث ثامنا :مناهج البحث تقديــم: سنحاول من خالل هذه المحاضرات تسليط الضوء على بعض العناصر المتعلقة بتطبيقات منهجية البحث وتقنياتها لطلبة السنة الثانية تخصص علم المكتبات والمعلومات ،أضعها بين أيديكم من خالل الدروس عن بعد، لكن هذا سيكون متصال ومتواصال مع العرض المباشر للمحاضرات اثراءا وشرحا ،وستخصص هذه المحاضرات في هذا القسم على عناصر منهجية أساسية أبدؤها بمدخل حول ماهية البحث العلمي ثم الفصيل في معايير اختيار موضوع البحث وأساسيات صياغة العنوان ،ثم الطرق لشروط صياغة إشكالية الدراسة ،أما المحور الرابع فخصص للفرضيات في البحث العلمي ،ثم عرض تفاصيل تتعلق بالمفاهيم ،ليكون محور المحاضرة السادسة الدراسات السابقة من خالل إبراز شروط اعتمادها في البحث العلمي وكيفية عرضها وتوظيفها في الدراسة الحالية ،ثم التطرق لقواعد إعداد خطة البحث ومكوناتها األساسية ،لنعرج في األخير على مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات. 2 عنوان المحاضرة األولى :ماهية البحث العلمي -10 مفهوم البحث العلمي: عند محاولة تعريف البحث العلمي فإن ذلك يلزمنا بتقديم تعريفات لغوية ومعرفية ميثودولوجية، حتى نقف بدقة على حقيقة مفهوم البحث العلمي ونعرضها في التالي: أ -التعريف اللغوي :عبارة البحث العلمي تتكون من كلمتين "البحث" و "العلمي" فاألولى ترد إلى الفعل الماضي "بحث" و تعني التقصي و الطلب و التفتيش و التتبع ،أما كلمة "علمي" فهي منسوبة إلى العلم الذي هو ضرب من ضروب المعرفة العلمية الذي يتصف بخصائص تميزه عن غيره من المعارف من وضعية وموضوعية ودقة وغيرها مما يميز العلم عن الالعلم(.عياد)42 ،4112 ، و بتركيب مدلول الكلمتين نجد " :البحث العلمي هو التقصي و التفتيش و تتبع لموضوع هو موضوع العلم وفقا لقواعد وشروط هي حكر على العلم دون غيره". ب -المفهوم االبستمولوجي: من المنظور االبستمولوجي البحث العلمي هو الفن الهادف ،هو العملية العقلية المعقدة التي تقوم على الوصف و التفسير و التنبؤ ،هو النشاط العلمي الذهني الذي يستفز الحافظة و المخيلة و اإلدراك لحل مشكلة محددة عن طريق التقصي الشامل و الدقيق لجمع الشواهد و األدلة التي يمكن التحقق منها ،ذات الصلة بالمشكلة. جـ -المفهوم الميثودولوجي: البحث العلمي هو مجموعة من التقنيات و اآلليات و األدوات التي تؤلف طريقة أو أسلوبا فكريا منتجا ،فهو إذن " البحث النظامي المضبوط الخبري التجريبي في المقوالت االفتراضية عن العالقات المتصورة بين البحوث" وهو أيضا " :التقصي المنظم بإتباع أساليب و مناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها"(.عياد)01 ،4112، أي أنه مجموعة من القواعد و اإلجراءات المنهجية المنظمة و المحددة و الدقيقة المتبعة في الكشف عن العالقات ليست بين الحوادث و الظواهر. 3 بالمزاوجة بين المفهوم اللغوي و االبستمولوجي و الميثودولوجي للعلم نخرج بمفهوم إجرائي للبحث العلمي هو: ( عملية التقصي عن الحقائق و تبويبها و تحليلها بالنسبة لمشكلة معينة إلظهار حقيقة المشكلة و أسبابها وما يناسبها من حلول بطريقة محايدة للمشكلة)، خصائص البحث العلمي: -14 ومن التعريفات السابقة نستشف الخصائص الواجب توافرها في البحث العلمي وهي( :عياد،4112 ، ) 00 ،01 أ -أنه قائم على التبويب و التصنيف و التخصص :أي أن البحث العلمي ال يشتغل في جميع الحوادث و الوقائع ،بل إن هذه األخيرة مبوبة ومصنفة ،فهناك مسائل الفلك و الفيزياء و البيولوجيا و السيكولوجيا و غيرها من الفروع العلمية و البحث العلمي يتخصص في فرع من هذه الفروع. ب -أنه قائم على التحليل و الدقة :يخصص البحث العلمي في فرع من فروع المعرفة العلمية يكسبه قدرة على التحليل و الوصول إلى نتائج دقيقة ،عكس ما إذا كان يشتغل في جميع المسائل بشكل عام. جـ -أنه مرتبط بإشكالية :بمعنى ارتباطه بموضوع أو واقعة علمية ،هذا األخيرة تكون حاضرة في البحث العلمي على شكل إشكالية و تساؤل اإلشكالية ،ألن اإلشكالية هي عصب البحث العلمي و عموده. د-أنه تحري للمعلومات :كما سبق ذكره هو تقصي و تفتيش عن الحقائق و المعلومات و البيانات المرتبطة بالظاهرة موضوع البحث العلمي. هـ -أنه بحث عن األسباب :أي أنه في عملية طلب الحقائق و المعلومات المرتبطة بالظاهرة موضوع البحث ،ال يهم سوى عن العالقة السببية التي تربط الحوادث. و-أنه تحري للموضوعية :أي إلغاء الذاتية و العواطف و التسليم فقط بما أكدته التجربة و الميدان. 4 -10 أنواع البحوث العلمية: تنقسم البحوث العلمية من حيث طبيعتها إلى: أ -البحث األساسي أو النظري: هدف هذا النوع من البحوث هو التوصل إلى الحقيقة و تطوير المفاهيم النظرية و محاولة تعميم نتائجها بغ ض النظر عن فوائد البحث ونتائجه ،ويجب على الباحث في هذا المجال أن يكون ملما بالمفاهيم و االفتراضات وما تم إجراءه من قبل اآلخرين للوصول إلى المعرفة حول مشكلة معينة. ب -البحث التطبيقي أو الميداني: يعرف على أنه ذلك النوع من الدراسات التي يقوم بها الباحث بهدف تطبيق نتائجها لحل المشكالت الحالية و تغطي العديد من التخصصات اإلنسانية كالتعليم و اإلدارة و التربية...الخ. يهدف البحث التطبيقي إلى معالجة مشكالت قائمة بذاتها لدى المؤسسات االجتماعية و االقتصادية بعد تحديد المشكالت و التأكد من صحة ودقة مسبباتها و محاولة عالجها وصوال إلى نتائج و توصيات تساهم في تحقيق حدة هاته المشكالت ،ومثالها أبحاث التسويق التي تجريها الشركات و أبحاث البنك الدولي حول الدول النامية ،وأبحاث منظمة الصحة العالمية و اللجان الخاصة بالمرأة و أبحاث الرضا الوظيفي...الخ. و تجدر اإلشارة إلى أنه من الصعب أحيانا الفصل بين البحوث النظرية و التطبيقية ،وذلك للعالقة التكاملية بينهما ،فالبحوث التطبيقية غالبا ما تعتمد على األولى في بناء فرضياتها و أسئلتها على األطر النظرية ،كما أن البحوث النظرية تعتمد على البحوث التطبيقية في إعادة النظر في منطلقاتها النظرية لتكييفها مع الواقع. أما من حيث المنهج فتنقسم إلى: أ -بحوث استكشافية (استطالعية). ب -بحوث تاريخية. جـ -بحوث وصفية. د -بحوث تجريبية. 5 كما يمكن أن نقسم البحوث العلمية حسب طبيعة البيانات المستخدمة في الدراسة إلى: أ -بحوث كمية . ب -بحوث كيفية. -40صعوبات البحث العلمي: تواجه الباحث أثناء قيامه بالبحث العلمي عدة صعوبات منذ الوهلة األولى وربما إلى آخر محطات بحثه ،وسنحاول تسليط الضوء على بعض منها: أ -صعوبة تحري الموضوعية في البحث العلمي :بما أن الباحث في حقل العلوم االجتماعية و اإلنسانية يتعامل مع ظواهر اجتماعية و إنسانية يكون جزءا منها فمن الصعب أن يفصل ذاته عن موضوع بحثه ( )%044بشكل تام ،ويمكن أن نبرز ذلك على ثالث مستويات ( الباحث/ البحث /المبحوث). الباحث :و يمكن أن نقدم مجموعة من النصائح لتالقي هذا اإلشكال وهي: التجرد من األهواء و الميول الذاتية و األحكام القيمية و االنفعالية. عدم الميل إلى استخدام العبارات التعميمية (مما الشك فيه ،ال يختلف عليه إثنان ،مما اتفق عليهالعقالء )...واستخدام عبارات تدل على النسبية (نسبيا ،أحيانا ،قد يعود.)...، تدعيم اآلراء التي يستند إليها الباحث بالحجج المنطقية و بالمراجع العلمية ذات اإلثباتات الميدانية. عدم االبتعاد عن الموضوع األساسي للدراسة ألنه يوقع الباحث في مزلق السهو عن الهدف األساسيللدراسة. من األفضل أن يضع الباحث في حساباته اآلراء التي تقف ضد توجهاته و أفكاره محاوال اختبارهاميدانيا أو حتى التحاور معها منطقيا ،هذا يدخل في باب احترام عقل اآلخر و عدم التعصب لآلراء الخاصة. البحث :و هنا يتعين على الباحث صياغة بحثه بمختلف مراحله النظرية و الميدانية بكل دقة و ضبط منتقال بين هذه المراحل بتسلسل منهجي و منطقي خال من االندفاع ،واعطاء كل مرحلة حقها من التحليل و التفسير المستند إلى أدلى علمية وميدانية واضحة( ،مشكلة البحث ،المفاهيم ،الفروض، العينة ،المنهج.)... ، المبحوث :عندما ترتبط موضوع البحث بجوانب سياسية أو دينية أو تحت باب القيم االجتماعية يصعب أن يدلي المبحوث إجاباته صحيحة وربما امتنع عن اإلجابة أصال خوفا من أن تستخدم ضده ،ألنه 6 عبارة عن تركيبة منم الدوافع و الرغبات و التوجهات تحكمها الظروف االجتماعية و الثقافية فمن الممكن أن يغير المبحوث سلوكاته عندما يشعر أنه خاضع للمالحظة أو الدراسة وكي يتالقى الباحث هذه الصعوبة عليه: استخدام أكثر من وسيلة لجمع البيانات ،كاستخدام االستبيان ،المالحظة معا أو المقابلة و االستبيان. يعمد الباحث إلى وضع جملة من األسئلة ذات المعاني المترادفة و نشرها على مسافات متفاوتة داخل استمارة االستبيان أو المقابلة وذلك للتعرف على مدى جدية المبحوث و مصداقية إجابته. و يمكن أن نضيف صعوبات أخرى مثل: ب -صعوبة التحكم وضبط الظاهرة االجتماعية واإلنسانية وذلك لكونها متغيرة وتتدخل في حدوثها عدة عوامل متشابكة يصعب الفصل فيما بينها. ت -صعوبة ضبط المفاهيم في العلوم اإلنسانية واالجتماعية على عكس العلوم الطبيعية والدقيقة. ث -قلة المعدات والوسائل المستخدمة في البحث وكذا قلة مخابر البحث المجهزة . ج -صعوبة الحصول على مصادر لتمويل البحث العلمي خاصة في الدول المتخلفة أو السائرة في طريق النمو. -12 مواصفات الباحث الجيد الباحث هو شخص توافرت فيه االستعدادات الفطرية والنفسية باإلضافة إلى الكفاءة العلمية المكتسبة التي تؤهله مجتمعة للقيام ببحث علمي ،فالتأهيل العلمي المسبق في مجال البحث والتزود من المعارف بقدر كاف مطلب أساسي إليجاد الباحث المتخصص وتكوين الشخصية العلمية(.العسكري)40 ،4002 ، والباحث هو من له القدرة على تنظيم المعلومات التي بين يديه والتي يريد نقلها إلى القارئ تنظيما منطقيا له معناه ومدلوله ،مرتبا أفكاره ترتيبا تسلسليا في أسلوب علمي رصين بعيد عن الغموض واإلطالة ،ومن الصفات والشروط الواجب توفرها في شخصية الباحث ( :العسكري)40،42 ،4002 ، أ -األمانة العلمية :وتعني أن ينسب األفكار والنصوص إلى أصحابها مهما كان االقتباس أو النقل قصي ار أو طويال ،وقديما اهتم العرب بفضائل الباحث الخلقية واعتبروها حجر األساس في المعمار الفكري الذي يقوم الباحث بإنشائه. 7 ب -الصبر :وهو من أهم الصفات الواجب توفرها في الباحث ،كون البحث العلمي مليء بالمتاعب والمشكالت ،وعلى الباحث أن يعود نفسه على الصبر حتى يكون جزء من شخصيته ،وبذلك يجعل البحث شغله الشاغل في جميع األوقات ليتمكن في األخير من اكتشاف جوانب الغموض التي تكتنفبحثه فيتابع عمله بتأن تام. ج-التأني :وهو من لوازم الباحث الرئيسية ،ألن إصدار النتائج بسرعة يوقع الباحث في تناقضات بين المقدمات والنتائج ،إذ البد من التأني في العمل البحثي واستخالص النتائج واصدار األحكام العلمية ،حتى يجعل بحثه مطبوعا بالمصداقية والصحة. د-اإلخالص :وهو روح البحث العلمي ،وصفة يجب أن يتحلى بها الباحث ،لما لها من القوة الدافعة للبحث ،والتي تجعل من الباحث يقدم جهده ووقته وامكانياته المادية التي يملكها في سبيل إنجاح واتمام موضوع بحثه. هـ -المعرفة والتحصيل العلمي :فالباحث بحاجة إلى العلوم واللغات التي تساعده على قراءة كل ما يتعلق بموضوعه وفهمه فهما دقيقا وصحيحا ،مهما كلفه ذلك من جهد وسفر وتحمل المشاق في سبيل ذلك. و -القدرة على النقد والتحليل :أي تحري الحقيقة في كل ما يقرأ ،لكي يختار بدقة ومهارة المعلومات الالزمة لبحثه ،ويعرضها بحجة قوية ومنطقية ،منظما عمله ،منسقا ومبوبا ،رابطا أجزاءه بلغة جيدة ،فال يسلم تسليما مطلقا بآراء السابقين ،مبر از شخصيته في كل مراحل بحثه ،مثبتا سعة اطالعه وعمق تفكيره وقوة النقد والتبصير لديه. وحتى يتمكن الباحث من إنجاز بحثه على أكمل وجه ،عليه إتباع الخطوات التوجيهية التالية : أ -التصنيف :ويعتمد على أساسين ،أولهما التراكمية التي تعني معرفة الباحث بالقديم في موضوع بحثه إلدراك الجديد الذي سيضاف إلى حقل المعرفة العلمية ،والتراكمية تكون في اتجاهين أفقيا من خالل التوسع واالمتداد في بحث الظواهر الجديدة ،ورأسيا من خالل التعمق في بحث الظواهر نفسها والتي سبق بحثها. وثاني أساس هو التنظيم ،بمعنى أن يرتب الباحث أفكاره وينظمها ،وهذا يتطلب التركيز والتدقيق في الكم الهائل من المعلومات التي جمعها. ب -المالحظة المنظمة للظاهرة :إن الظاهرة الواحدة يمكن تناولها من عدة زوايا متعددة ،والمالحظة المنظمة للظاهرة يحتاج إلى جهود ومعلومات واسعة من أجل تفسير المعطيات. 8 ج -صياغة المشكلة :على الباحث أن يطرح تساؤال أو مجموعة من التساؤالت حول الظاهرة المدروسة، موضحا إياها من خالل صياغة دقيقة وشاملة إلشكالية بحثه. د -الترابط :وهو مظهر أساسي في البحث العلمي ،فعلى الباحث أن يجمع الحقائق والمعلومات التي جمعها في نسق محكم ومنظم يؤدي إلى فهم الظاهرة فهما صحيحا. هـ -البحث في األسباب :يقوم البحث العلمي على البحث في مسببات حدوث الظاهرة ،وعليه فإن الباحث مطالب في التحري والكشف الدقيق والمنظم على أسباب حدوث الظاهرة بغية الوصول إلى النتائج المنطقية والصحيحة في منهجية سليمة وواضحة. و -المرونة :وتعني استحداث البدائل عندما يصدم الباحث بعائق لم يكن في حسابه وهذا بهدف السيرورة المنهجية المتواصلة للبحث العلمي بدون حدوث أي انقطاع. 9 عنوان المحاضرة الثانية :اختيار و صياغة عنوان البحث تمهيد: إن اختيار موضوع البحث العلمي خاصة بالنسبة لطلبة التدرج أو حتى الدراسات العليا ،تعد عملية جد مهمة وأساسية كونها على ارتباط وثيق بالمراحل البحثية الالحقة ،فإذا وفق الباحث في اختيار موضوع بحثه وصياغة عنوانه بكل دقة ووضوح فإن المراحل الالحقة ستكون موفقة تبعا لذلك. -10مساحات يعود لها الباحث عند اختيار موضوع بحثه: يواجه الباحثون المبتدؤون صعوبة االختيار الصحيح و المناسب لمواضيعهم البحثية ،لذا و من أجل ذلك على البـاحث بداية أن يـأخذ بعين االعتبار ثالث مساحـات فكـرية تعتبر الموجه الصحيح لهذا االختيـار وهي(:عياد)77،77 ،4112، أ -مساحة تتعلق بالمعارف و األفكار: و هي مساحة تتمحور حول التخصص العلمي والمعرفي للباحث ،فكل باحث يختار موضوع بحثه انطالقا من المعارف و األفكار التي يمتلكها ،فالمختص في علم االجتماع يختار الظواهر االجتماعية و المختص في علم النفس يختار الظواهر النفسية ،و المختص في علم المكتبات والمعلومات يختار الموضوعات المتعلقة بالمكتبات و المعلومات. ب -مساحة تتعلق بالمهارات و الخبرات: هي المهارات التي امتلكها الباحث من خالل خبراته في مجال تخصصه ،فالبحث في العلوم الطبيعية و التجريبية يختلف عن البحث في العلوم االجتماعية واإلنسانية من خالل طريقة و أساليب البحث في كل منهما. ج -مساحة تتعلق بالمشاعر و الوجدان: و هي مساحة تتعلق بالبعد النفسي للباحث ،ترتكز أساسا على جانب ميوله و رغباته نحو موضوع بحثه ،فالباحث الراغب في بحثه سوف ينعكس ذلك على التفاني واالجتهاد أكثر و تحمل كل الصعوبات التي قد تعترض مساره البحثي. 10 إن االختيار السليم لموضوع البحث وفقا للمساحات المعرفية و المهاراتية و الوجدانية للباحث يجب أن يترجم في تحديد دقيق لعنوان الدراسة التي يعتزم انجازها ًأيا كان مستواها األكاديمي ،وهنا ينبغي أخذ المالحظات التالية بعين االعتبار عند تحديد عنوان الدراسة: معبر عنها تعبي ار دقيقًا ،إال أنه ال يجوز أن أ -يجب أن يحمل العنوان الداللة الحقيقية لموضوع الدراسة و ًا يحمل كل عناصر الموضوع حتى ال يكون طويال أكثر من الالزم. مثال" :سياسات واستراتيجيات توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم نحو استراتيجية وطنية لتوظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم " ،هذا العنوان طويل جدا األصح أن يكون على النحو التالي: "سياسات واستراتيجيات توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم " و يبقى استشراف السياسة الوطنية في هذا المجال ضمنا في هذه الدراسة. ب -يجب أن يشير عنوان الدراسة إليها مباشرة بكل وضوح و بدون غموض ،في العنوان السابق يمكن تحديد الدراسة أكثر بتحديد مستوى التعليم المراد دراسته ،التعليم األساسي أو التعليم الثانوي أو التعليم الجامعي. ج -أن تكون اللغة المستعملة في التعبير عن عنوان الدراسة لغة علمية تخصصية ،بعيدة عن اللغة األدبية المبالغ فيها. -04 معايير اختيار موضوع البحث : هناك عدة معايير وعوامل تتحكم في اختيار الباحث لبحثه ،فمنها ما له عالقة بالجوانب النفسية وأخرى باالستعدادات والقدرات العلمية ،وثالثة تتصل بالتخصص العلمي ،كما أن هناك عوامل موضوعية يجب أخذها بعين االعتبار : أ -العوامل والمعايير النفسية والذاتية :إن رغبة الباحث في تفضيل بحث دون آخر من المقاييس األساسية في اختيار موضوع البحث ،ألنه يمكن الباحث من االندماج واالرتباط النفسي بينه وبين بحثه ،مما يجعل ذلك ينعكس على اإلنجاز الجدي والخالق للبحث على أحسن صورة ومضمون ،ولما كانت عملية البحث العلمي عملية شاقة وقاسية تتطلب التضحية واالجتهاد وبذل المال وكل الحواس واألعصاب فإن توفر عامل الرغبة الشخصية والذاتية سيهون من كل ذلك ال محالة. 11 ب -معيار االستعدادات والقدرات العلمية :إن امتالك الباحث االستعدادات والقدرات العلمية التي تمكنه من إعداد البحث العلمي إعدادا ممتا از وفقا لقواعد واجراءات وشروط منهجية علمية سليمة ،من العوامل والمعايير الواجب أخذها بعين االعتبار سواء بالنسبة للباحث المبتدئ أو بالنسبة للمشرف على حد سواء ،وذلك من أجل ضمان انطالقة منطقية وموضوعية وناجحة للبحث العلمي. ومن أهم أنواع االستعدادات والقدرات الواجب مراعاتها لدى الباحث هي : * القدرات والمكنات العقلية التي تسمح للباحث التعمق في الفهم والتحليل والربط والمقارنة واالستنتاج في جميع جوانب وعناصر الموضوع المدروس ،ويكتسب الباحث هذه القدرات بواسطة سعة االطالع وكثرة القراءة والتفكير في شتى المصادر والمراجع والوثائق المتعلقة بموضوع بحثه. * الصفات واألخالقيات التي يتطلب وجودها في الباحث العلمي ،مثل هدوء األعصاب وقوة المالحظة وشدة الصبر واالحتمال والموضوعية والمبادأة واالبتكار إلى غير ذلك من الخصال التي من الواجب وجودها وتنميتها في روح الباحث. * القدرات االقتصادية ،فهناك أنواع من البحوث تتطلب من الباحث قدرة مالية معتبرة أثناء إعداد البحث كالتنقل القتناء الوثائق والمصادر وشراء وتصوير الوثائق واآلالت واألدوات المطلوبة إلنجاز البحث العلمي . * القدرات اللغوية ،هناك من الموضوعات التي تتطلب أن يجيد الباحث العديد من اللغات األجنبية ،ألن بعض الموضوعات توجد مصادرها ووثائقها مكتوبة بلغات مختلفة على الباحث مراعاة ذلك. * الوقت المتاح :إن مدة الوقت المحددة إلنجاز البحث العلمي تتحكم إلى حد بعيد في اختيار موضوع البحث ،فهناك فترات زمنية رسمية ألنواع من البحوث ( كبحوث التخرج لمرحلة الليسانس والماستر وحتى الدكتوراه ) على الباحث والمشرف عليه مراعاة ذلك بكل عناية ودقة ،حتى يتم إعداد البحث في الوقت المقرر بصورة كافية ومالئمة وتجنب مخاطر اإلخالل واالختالل واالرتجال بسبب عامل الوقت. ج -معيار التخصص العلمي :على الباحث أن يأخذ بعين االعتبار تخصصه العلمي عند اختيار موضوع بحثه بكل دقة ،فالباحث في العلوم االجتماعية يختلف عن البحث في العلوم الطبيعية أو االقتصادية أو العلوم السياسية وغيرها ،وعليه فإن الباحث في العلوم اإلنسانية أيضا أخذ التخصص العلمي في حسابتهم ألن البحث في التاريخ يختلف عن علم اآلثار كما يختلف عن اإلعالم واالتصال وكذا المكتبات والمعلومات. 12 د -العوامل والمعايير الموضوعية :هناك العديد من المعايير الموضوعية في اختيار موضوع البحث لعل أهمها : *القيمة العلمية لموضوع البحث ،إن قيمة البحث العلمي في النتائج المتوصل إليها في الحياة العلمية كالتكوين بالنسبة للطالب ،وحل المشكالت االجتماعية واالقتصادية بالنسبة للمجتمع ومؤسساته. *معيار أسس وأهداف سياسة البحث العلمي ،نظ ار الرتباط البحث العلمي بكل أنواعه ومستوياته بالحياة العامة الوطنية والدولية ،فإن هناك سياسات عامة وأخرى خاصة للبحث العلمي ،وعليه فإن الباحث ومؤسسات التكوين والبحث العلمي ملزمون بتوجيهات سياسيات البحث العلمي السائدة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. *معيار مكانة البحث بين أنواع البحوث العلمية األخرى ،إن البحث المختار قد يكون مذكرة تخرج للحصول على الليسانس ،أو يكون رسالة ماجستير أو دكتوراه وقد يكون بحثا من أجل الترقية العلمية والمهنية، أو يكون مقدما لمؤسسات ومخابر األبحاث واإلنتاج ،وبطبيعة الحال فالبحوث العلمية في كل مستـوى مـن هذه المستويـات مختلف إلى حـد كبير ،فالموضوعـات لألبحـاث األكـاديمية مثـال (ليسانس/ماستر/دكتوراه )تختلف عن تلك المعدة لمخابر ومؤسسات األبحاث ،وعليه فالباحث يجب أن يجدد مكانة بحثه بين هذه األنواع ويلتزم بذلك. *معي ار توفر المراجع والمصادر والوثائق المتعلقة بموضوع البحث ،وهو عامل مهم في اختيار موضوع البحث ،فعلى الباحث أن يتجنب الموضوعات نادرة المصادر والوثائق العلمية ألن ذلك يعيق البحث العلمي وسيرورته ،وبالمقابل فإن وفرة المصادر والمراجع يمكن الباحث من جمع المعارف والمعلومات واألفكار والحقائق التي تساعده على التحليل والتركيب والتعمق في البحث العلمي. -00مراحل اختيار موضوع البحث : يتم اختيار الباحث لموضوع بحثه بعدة مراحل أهمها : أ -التفكير في عنوان البحث ،وفيه يمكن للباحث إتباع اإلجراءات التالية : *الرجوع إلى ما درسه من معرفة نظرية في تخصصه. *اإلطالع على مختلف المراجع في التخصص. *مناقشة أساتذة التخصص. *الرجوع والتأمل في الظواهر االجتماعية والمؤسسات االجتماعية واالقتصادية. ب -القيام بالدراسة االستطالعية ،وهناك نوعين من االستطالع: 13 *استطالع نظري :ويتم بزيارة مختلف المكتبات واإلطالع على المراجع الخاصة ببحثه النظري. *استطالع ميداني :وفيه يقوم الباحث بزيارات ميدانية لإلطالع على ميدان دراسته ،ولهذه العملية فائدة كبيرة تمكن الباحث من ضبط عنوان بحثه وتحديد عينة البحث وضبطها ومنهج الدراسة وأدوات البحث. ج -المناقشة مع المشرف واألساتذة في موضوع البحث المختار. د -ضبط عنوان البحث ،في هذه المرحلة يكون الباحث قد أحاط ولو نسبيا بموضوع بحثه ،وهنا سيسأل الباحث نفسه هل هو واضح؟ هل هو صحيح لغويا واصطالحيا؟ هل الصياغة طويلة أم قصيرة؟ هل يعبر العنوان على محتوى البحث؟ شروط الصياغة السليمة لعنوان البحث : -00 هناك مجموعة من الشروط الواجب توافرها في العنوان حتى تكون صياغته سليمة وهي (:زرواتي، )02 ،4002 أن ال يكون العنوان طويال ممال وال قصي ار مخال. أن تكون المصطلحات المستخدمة في العنوان دقيقة ومتخصصة. أن يربط العنوان بين متغيرين أو أكثر ،أحدهما يكون متغير مستقل (السبب) واآلخر التابع (النتيجة)،وربما احتاج إلى متغير وسيط (توضيحي). مراعاة سالمة وصحة ترتيب متغيرات عنوان البحث. أن ال يكون عنوان البحث يضفي تحصيل حاصل (إيجابيات استخدام تكنولوجيا اإلعالم فيالمكتبات). أن ال يكون عنوان البحث يوحي بأنه صعب جدا (نحو إستراتيجية وطنية في رقمنة األرشيف فياإلدارة العمومية الجزائرية) أن يتطابق العنوان مع محتوى البحث. أن يكون للعنوان داللة ومغزى علمي واضح. -00مثال عن صياغة العنوان السليمة والمنهجية : سنأخذ في المحاضرة المباشرة تدريبا على الصياغة السليمة والصحيحة لعنوان البحث ،والوقوف على أهم األخطاء التي يجب أن يتجنبها الطالب عند الصياغة. والمثال هو" :تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مراكز األرشيف" 14 عنوان المحاضرة الثالثة :صياغة إشكالية الدراسة مفهوم ومصادر اإلشكالية -10 هناك العـديد من المشكالت الملحة التي تنتظر الـدراسة في كل مجـال من مجاالت العلوم ،و يمكن ألي باحث متخصص في علم من العلوم أن يضع قائمة بالموضوعات التي تحتاج تعميق المعرفة حولها، وهنا تجدر اإلشارة إلى بعض المصادر التي تساعد الباحث في إيجاد مشكلة بحثية جديرة بالدراسة و هي: أ -أن تكون من اقتراح األستاذ المشرف. ب -أن تكون من اقتراح المؤسسة التي يعمل بها ،أو مؤسسات أخرى بغرض التطوير و التجديد فيها. ت -أن تكون في جانب من جوانب دراسة يجريها مجموعة من الباحثين تحت إشراف هيئة أكاديمية أو بحثية ما. ث -و قد تكون الدراسات السابقة مصد ار آخر من مصادر الحصول على مشكلة بحثية ،من خالل التوصيات و االقتراحات التي يضعها أصحابها. ج -و تعد الخبرة الشخصية للباحث في المجال الذي يعمل فيه و التخصص الذي ينتمي إليه ،مصد ار مهما الختيار المشكلة البحثية. اإلشكالية هي العمود الفقري الذي يتمحور حوله البحث ،و هي ليست مجرد سؤال يطرحه و يحاول اإلجابة عنه من خالل البحث ،فحسب "غوتيه و آخرون" أنها بناء من المعلومات يؤدي ربطها إلى إحداث فجوة لدى الباحث تترجم بحالة من الدهشة أو يثير لديه تساؤال من القوة بحيث يدفعه إلى القيام بالبحث ،و هي مرحلة التعبير اللفظي عن المشكلة بحيث تخرج اإلشكالية في شكل سؤال أو مجموعة أسئلة ،مثال :ما هي آثار استخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات الجامعية ؟ -14 شروط صياغة اإلشكالية و من شروط الصياغة السليمة إلشكالية البحث ما يلي: أ -أن تعبر اإلشكالية عن إشكال حقيقي ،بمعنى يوحي اإلشكال بحيرة وابهام يتطلب البحث والكشف عنه. ب -أن تكون مرتبطة بموضوع البحث ،أي بالمجال المعرفي و التخصصي للباحث. ت -أن تكون محدد بكل دقة ،أي بعيدة عن الحشو و اإلنشائية. ث -أن تكون واضحة في تعبيراتها ،ال تحمل مفردات أدبية أو ألفاظ غريبة. 15 ج -أال تكون متناقضة ،أي متدرجة من العام إلى الخاص و من الكل إلى الجزء. ح -أن تربط بين متغيرين أو أكثر . خ -أن يتجنب الباحث في طرح تساؤالت اإلشكالية األسئلة المغلقة التي تتطلب اإلجابة بنعم أو ال. د -أن تكون اإلشكالية قابلة لالختبار الواقعي والميداني. و بما أن اإلشكالية هي تعميق و تحديد لمشكلة البحث ،على الباحث القيام بتفحصها من كافة الجوانب لكي يحدد ما يريد دراسته بالضبط و أي المسارات سيسلك ،وهذا معناه االنتقال من بالمشكلة من العام إلى الخاص بشكل تدريجي ،وهذا ال يتأتى للباحث إال باالطالع على الكتابات في الموضوع التي تسمح له من تدقيق المشكلة و األسئلة الخاصة بها ،وهنا يقترح "ماس" أنه بمجرد اختيار الموضوع على الباحث أن يعمد إلى وضع فهرس ببليوغرافي كـامل قدر اإلمكان يسمح بتحديد حجم المواد المتوفرة ،كما يتيح االقتراب األولي من طبيعة المواد التي سوف يتم استخدامها ،وليس المطلوب أن تق أر كل ما تم تصنيفه بل يكفي االطالع على ما يمكنك من تحديد أبعاد و زوايا المشكلة المراد دراستها. -10 مراحل صياغة اإلشكالية هناك ثالث مراحل أساسية على الباحث االلتزام بها : أ -مرحلة اإلحساس :بعد تحديد المجال المعرفي و تحديد العنوان يستقرء الباحث هذا المجال فيتحول الغموض من وجدان إلى قلق يحاول الباحث إجالءه . ب -مرحلة اإلحصاء و االستطالع :هنا يقف الباحث على الواقع الفعلي عن طريق جمع البيانات و االستطالع حول موضوعه . ت -مرحلة التحليل :بعد جمع المعلومات يقوم الباحث .بتحليل أو تفكيك المشكلة إلى عناصرها. ث -صياغة اإلشكالية :وهي مرحلة التعبير اللفظي عن المشكلة بحيث تخرج كسؤال أو مجموعة أسئلة فرعية. 16 -12 تدريب على بناء اإلشكالية عنوان البحث هو (تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مراكز األرشيف(دراسة حالة مركز أرشيف والية (س)) تواجه مراكز األرشيف تضخما كبيرا جراء ما تنتجه مختلف اإلدارات العمومية والمؤسسات االقتصادية من وثائق نتيجة نشاطها اليومي وما يصاحبه من صعوبة التحكم في مسار الوثائق األرشيفية بطريقة مثلى باالعتماد على الوسائل الكالسيكية ،حيث يتطلب ذلك توظيف عدد كبير من المؤهلين في قطاع األرشيف ،الذين يصعب توفيرهم نتيجة االعتبارات المالية ............ االنتقال من العام إلى الخاص ومن الكل إلى الجزء وأمام كل ما ذكرناه تظهر تكنولوجيا المعلومات على أنها وسيلة مساعدة للسيطرة على الكم الهائل من المعلومات وتسييرها آليا وتحسين الخدمات للمستفيدين من خالل.............. وإذا كانت مراكز األرشيف في جميع دول العلم قد أقرت بالحاجة الملحة إلدخال تكنولوجيا المعلومات وتبنيها في مجال األرشيف.................... ليكون التساؤل الرئيس لهذه الدراسة هو: ما مدى استفادة مراكز األرشيف بوالية (س) من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات؟ أو كيف تتم استفادة مراكز األرشيف بوالية (س) من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات؟ أو ما أثر تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في مراكز األرشيف بوالية (س)؟ وتتحدد طبيعة السؤال في األنواع السابقة حسب الهدف من الدراسة . ****ليبقى الشرح والتفصيل أكثر في المحاضرة المباشرة**** 17 عنوان المحاضرة الرابعة :الفرضيات في البحث العلمي -10 تعريف الفرضيات تتطلب هذه المرحلة من البحث العلمي جهدا فكريا وعقليا مضاعفا من الباحث ،ألن األمر يتعلق بميالد فكرة هي في األصل مشروع عقلي ،و الفرضية العلمية ليست قانونا ،وانما مسودة أو مشروع قانون علمي ،فهي " :أفكار مبدئية تدرس العالقة بين الظواهر قيد الدراسة و البحث و العوامل الموضوعية فيها" أي اقتراح مسبق لحل اإلشكالية ،وتفسيرات مقترحة للعالقة بين متغيرات الدراسة أحدهما المتغير المستقل (السبب) واآلخر التابع (النتيجة) . وفي تعريف آخر للفرضية فإنها عبارة عن قضية احتمالية تقرر مدى العالقة بين متغيرين أو أكثر ،وال يخرج عن كونه نوع من الحدس أو التخمين القائم على التفسير المؤقت أو االحتمالي للظواهر أو الوقائع المبحوثة وال بد أن تتمتع تلك الفروض بخاصية القابلية لالختبار حتى تمكننا من معرفة صدقها أو صحتها. -14 أنواع الفروض وهناك نوعين من الفروض العلمية: أ -الفرضية الصفرية (فرضية النفي) :هي حالة "السلب" بمعنى افتراض عدم وجود عالقة بين متغيرات الدراسة (،عياد. )72 ،4112 ، في المثال السابق يمكن افتراض أنه :ال توجد عالقة بين تكنولوجيا المعلومات ومراكز األرشيف. وفي مثال آخر: نفترض بأنه ال توجد عالقة بين استخدام البرمجيات الوثائقية و الفهرسة في المكتبة الجامعية. ب -الفرضية المباشرة(فرضية اإلثبات) :وهي حالة "اإليجاب" وهنا يقر الباحث بوجود عالقة بين متغيرات الدراسة (،عياد)72 ،4112 ، كأن يقول في المثال السابق :توجد عالقة بين تكنولوجيا المعلومات ومراكز األرشيف . 18 و في مثال آخر: كأن نفترض أن هناك عالقة ايجابية بين استخدام البرمجيات الوثائقية و الفهرسة في المكتبة الجامعية. وقد يكون الفرض بحثيا أو إحصائيا ،في النوعين السابقين الصيغة البحثية موضحة في المثالين أعاله ،أما الصيغة اإلحصائية فهي كالتالي: أ -بالنسبة للفرض الصفري: ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين تكنولوجيا المعلومات ومراكز األرشيف. ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين استخدام البرمجيات الوثائقية و الفهرسة في المكتبة الجامعية. ب -بالنسبة للفرض المباشر: توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين تكنولوجيا المعلومات ومراكز األرشيف. توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين استخدام البرمجيات الوثائقية و الفهرسة في المكتبة الجامعية. وهناك نوع آخر من الفروض وهو الفرض البديل ،وهو الفرض الذي يظل قائما عند رفض الفرض الصفري ،وهو دائما المقابل المنطقي للفرض الصفري. -10 شروط الفرض العلمي: لكي تكون الفروض سليمة في صياغتها وقابلة للتحقق الميداني هناك مجموعة من الشروط الواجب توفرها فيها وهي(، :عياد)77 ،4112 ، أ -أن تكون نابعة من صلب الواقع المدروس (شأنها شأن الموضوع المدروس " التخصص". ب -أن تكون وضعية :أي واقعية بحيث يمكن اختبارها وامتحانها علميا. ت -أن تصاغ بشكل مقبول منطقيا ولغويا (ال تحتوي التناقضات وتكون واضحة) ث -أن توضح العالقة بين المتغيرات و الفروق بينهما (سلبا أو إيجابا) وهناك شروط أخرى أهمها: ج -عدم تعصب الباحث لفرض من الفروض ،خاصة تلك التي أكدت التجربة فشلها . 19 ح -أن تصاغ الفرضية بمصطلحات علمية دقيقة خ -أن تكون الفرضية خاصة ويبتعد الباحث عن العمومية. -40مزايا الفرض العلمي: على الرغم من اختالف الباحثين في إدراج الفرضية في البحث العلمي أو التخلي عنها العتبارات معينة ،إال أننا سنتفق هنا على أهمية الفرض العلمي وذلك للمزايا التالية( :عياد، )77 ،4112 أ -أنها توجه جهود الباحث وتبتعد به عن تضييعها في اتجاهات عديدة ال طائل منها . ج -تساعده على جمع الوسائل النظرية و الميدانية التي يحتاجها البحث. ح -تساعده على هندسة بحثه ووضع تصميم مناسب له. 20 عنوان المحاضرة الخامسة :المفاهيم في البحث العلمي -10تعريف المفهوم يرى بـوتومور أن المفاهيم تستخدم اآلن «بمعان مختلفة ..والمفاهيم العديدة لم يتم ربطها ،وتحقيق التكامل بينها عن طريـ ـ ـ ـق الوصف أو التفسير ،يبدو في الحقيق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة أن سوء الفهم في استخدام المفاهيم هو أحـ ـ ـد مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادر الصعوبات ،ولقد وجهت عناية خاصة في بعض المجاالت الحديثة لتطوير «أطر المفاهيم» في علم االجتماع ،وخاصة تلك التي قام بها "تالكوتبارسونز" وزمالؤه ،حين اتجهوا إلى تعريف المفاهيم أكثر من استخدامها في التفسير ،وهذه والشك خطوة إلى الوراء ،إذا ما قورنت بأعمال دوركايم وماكس فيبر ،حيث قدم كالهما بعض المفاهيم َّ وحددا معناها حينما حاوال تطوير نظريات تفسيرية». أما قاموس ويبستر Websterالمفهوم بأنه «لفظ عام يعبر عن مجموعة متجانسة من األشياء ،وهو عبارة عن تجريد للواقع بما يسمح لنا بأن نعبر عن هذا الواقع من خالله» .كما عرف المصطلح بأنه «الوسيلة الرمزية التي يستعين بها اإلنسان للتعبير عن المعاني ،واألفكار المختلفة بغية توصيلها لغيره من الناس». المفهوم إذن تعبير عن أشياء متجانسة ،دون أن يعني شيئا واح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدا ،فهو عبارة عن وصف تجريدي لوقائ ـ ـ ـ ـ ـ ـع ملحوظة ولكنه ال يتحدث عن واقعة بعينها ،مثال عندما نقول نظام سياسي ،فنحن هنا نقصد أي نظام سياسي دون تحديد ،هل ُهو نظام رئاسي أو نيابي ،ملكي أو جمهوري ،ديمقراطي أم ديكتاتوري ،عادل أم ظالم...الخ ؟ فمفهوم نظام سياسي مع أنه متفق على معناه العام ،إال أن كل شخص يملك تصو ار ذهنيا خاصا عن شكل هذا النظام السياسي ،وعليه ،فإن لم يحدد الباحث الذي يستعمل هذا المفهوم منذ البداية أيا من األنظمة السياسية يعني ،فإنه يخلق إرباكا عند القارئ يؤثر على عملية البحث بمجملها ،أيضا إذا أراد باحث مثال أن يبحث في موضوع (المثقفون والتحوالت االجتماعية في العالم العربي) ،فعليه أن يحدد ماذا يقصد بـ «المثقفون» ،هل المثقف هو من يعرف القراءة والكتابة؟ وهذا تفسير واسع لمفهوم (مثقف) ألنه قد يشمل %01من عدد سكان بعض المجتمعات ،أم أن المثقف هو من يحمل شهادة جامعية؟ أم أن المثقف هو من يشارك في إنتاج ثقافة المجتمع؟ ثم على الباحث أن يحدِّد ماذا يقصد بالتحوالت االجتماعية ،هل يقصد التغيير االجتماعي اإلصالحي ضمن قواعد الشرعية القائمة؟ أم يقصد الثورات العنيفة في المجتمع؟ نفس األمر عندما يريد باحث أن يبحث في (انحراف األحداث وعالقته بالتنشئة االجتماعية) .فيجب على البحث أن يحدد ماذا يقصد باالنحراف؟ ما هي الممارسات واألعمال التي تدخل ضمن مصطلح االنحراف؟ ماهي الممارسات واألعمال التي تدخل ضمن مصطلح االنحراف؟ وهل السلوك المنحرف هو الذي يعاقب عليه القانون أم أنه السلوك الذي يتناقض 21 مع النظام العام واألخالق العامة؟ الخ. كما أن على الباحث أن يحدد من هم األحداث؟ فهل الحدث هو من يقـل عمره عن سن الرشد؟ أم هو من يقل عمره عن اثني عشر سنة؟ ...الخ .أيضا عليه أن يحدد مفهوم التنشئة االجتماعية. والباحث في خطوته هذه يحول هذه المفاهيم من حالتها المجردة النظرية العامة إلى مفهوم إجرائي يمكن قياس أبعاده في الواقع. -20 أهمية تحديد المفاهيم في البحث العلمي إذا كانت الرموز والمصطلحات في مجال العلوم الطبيعية تتسم غالبا بالثبات والحصر والوضوح ،فإن األمر في العلوم االجتماعية على خالف ذلك ،فالعلوم االجتماعية تعج بالعديد من المفاهيم والمصطلحات التي تتباين ،وتعدد التعريفات والتصورات التي تعطى لها باختالف المواقع اإليديولوجية والمذاهب السياسية والمدارس الفكرية ،فالمفهوم الواحد يكون له أكثر من تعريف ،األمر الذي يخلق الفوضى واالضطراب أحيانا في البحث العلمي. إن المفهوم هو أساس لغة التعامل اإلنساني ووسيلة اإلنسان للتعبير عن أفكار وحاالت وأوضاع َّ محددة، يكتسي أهمية قصوى في عملية البحث االجتماعي ،فعن طريق هذا التحديد يمكن للباحث أن يحصر المعلومات التي عليه جمعها ،ويمكن أيضا للقارئ منذ البداية أن يعرف ماذا يقصد الباحث بهذا المفهوم أو ذاك ،ذلك أن العديد من المفاهيم قد يكون لها أكثر من معنى أو ُيعطى لها تفاسير مختلفة ،مثال مفاهيم الحرية أو الديمقراطية أو حقوق اإلنسان في المجتمعات الديمقراطية لها داللة تختلف عما هو موجود في المجتمعات ذات الحزب الواحد واألنظمة الديكتاتورية ،ومفهوم البغاء في المجتمعات اإلسالمية ليس له نفس الداللة في المجتمعات غير اإلسالمية ،الخ. -20 أنواع المفاهيم يحتاج الباحث عند تحديده للمفاهيم التي يتعامل معها في دراسته إلى عرضها على ثالث مستويات لغوية واصطالحية واجرائية . أ -التعريف اللغوي للمفهوم :يسجل علماء اللغة المفهوم بمدلوالته المختلفة حسب استعماالته المتعددة ،وهم يستخدمون عادة الكلمات أو العبارات لتعريف المفهوم الذي يريدون تسجيله ،وهذا يسمى بالتعريف األساسي أو التعريف اللغوي هذا التعريف في اللغة العربية يعني"استعمال العرب لتلك الكلمة أو ما اتفق العرب عليه للكلمة" ،ولكن هذا التعريف اللغوي متعدد المدلوالت في الغالب ،وال يمكن االعتماد عليه في إجراء بحث علمي على المفهوم نفسه. 22 ب -التعريف االصطالحي للمفهوم :طالما أنه ال يمكن االعتماد على المفهوم اللغوي في إجراء بحث علمي، فإنه ال بد من وضع مدلول محدد له ،وهذا ما يمكن تسميته بالتعريف االصطالحي ويعني "معنى هذه الكلمة كافيا في الدراسات التي عند أهل الصنعة أو علم معين" أي عند أهل االختصاص ،ويكون هذا التعريف ً تستخدم األسلوب الكيفي ،أما في الدراسات التي تستخدم األسلوب الكمي ،فإن هذا التعريف ال يكفي. ج -التعريف اإلجرائي للمفهوم :هناك حاجة عند إجراء الدراسات الكمية إلى تعريف المفهوم بصورة تجعل في اإلمكان قياسه ومعرفة أبعاده بشكل محسوس أو قريب من ذلك أو ما نسميه بالتعريف اإلجرائي ،كون التعريف االصطالحي شيء موجود فقط في الذهن ال يمكن قياسه ،هذا المفهوم الذي يحتاجه الباحث أي التعريف محددا ،فمن المفروض في التعريف اإلجرائي أنه يزودنا محسوسا معنى اإلجرائي ،وهو الذي يعطي المفهوم ً ً ً بالمعايير أو الخطوات المحسوسة الالزمة لقياس المفهوم موضوع الدراسة؛ حتى نحصل على حقائق جزئية مؤكدة نبني عليها استنتاجاتنا. -20 شروط تحديد وضبط المفهوم اإلصطالحي واإلجرائي أ -بالنسبة للمفهوم اإلصطالحي لكي يصل الباحث إلى تحديد دقيق للمفهوم العلمي (اإلصطالحي) الذي يتبناه عليه أن يقوم باآلتي: - أن يرجع إلى التعريفات السابقة والحالية للمفهوم. - أن يصل إلى المعنى المتفق عليه في أغلب التعريفات. - أن ُي ِّ كون تعريفُا مبدئيًّا يتضمن المعنى الذي تجمع عليه أغلب التعريفات. - قاطعا ،ويعبر عن فكرة محددا أن يتأكد من دقة هذا المفهوم ،وعموميته ،وأنه موجز ويؤدي معنى ً ً - أن يخضع التعريف الذي توصل إليه للنقد على أوسع نطاق ،ثم ُيعدل فيه حتى يطمئن لصالحيته. واحدة مرتبطة به والزمة لشرحه. ب -بالنسبة للمفهوم اإلجرائي: أن التعريف اإلجرائي يتفاوت من حيث درجة مصداقيته في تمثيل التعريف الموجود في الذهن.- أن التعريف اإلجرائي هو الذي يحدد المفهوم باستخدام ما ُيتَّبع في مالحظته أو قياسه أو تسجيله، فمفهوم الذكاء اإلجرائي -على سبيل المثال -هو الذي يقيسه اختبار الذكاء. 23 ال تتقيد المفاهيم اإلجرائية بالشروط السابقة الخاصة بالمفهوم العلمي ،لكنها يجب أن تكون واضحة - عند الباحث إلى أقصى حد. أن الكثير من المفاهيم ال يمكن تعريفها إجرائيًّا؛ ألن ذلك يتوقف على تقدم المقاييس العلمية في - العلوم االجتماعية واإلنسانية. أن الحاجة للمفاهيم اإلجرائية يرتبط بالدراسات الكمية. -20 قواعد تحديد المفاهيم هناك ثالث قواعد أساسية للتحديد الدقيق للمفاهيم وهي(:سالطنية والجيالني)541 ،541 ،4002 ، ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له :فبالرجوع للتعريفات السابقة يحاول الباحث إيجاد تعريف متفق أ- عليه ،ثم يخضع التعريفات للنقد الواسع ومن ثم إدخال التعديالت النهائية على التعريف في ضوء النقد الصحيح الذي تلقاه. ب -تحديد العناصر البنائية والوظيفية للمفهوم :حيث تشير الخصائص البنائية إلى العناصر والمادة التي تتكون منها المفهوم أما الخصائص الوظيفية فتشير إلى مجموعة الوظائف التي يؤديها هذا المفهوم. ت -االستعانة بالتعريفات اإلجرائية :وذلك بغرض توضيح معنى المفهوم أكثر ،ألن ميزة المفاهيم اإلجرائية تكمن في قابليتها للمالحظة والقياس . -20 بعض األخطاء الشائعة في ضبط وتحديد المفاهيم لدى الباحثين المبتدئين: هناك بعض األخطاء والمزالق التي تبرز عند مراجعة الرسائل العلمية التي يتقدم بها بعض الباحثين لنيل درجتي الماجستير أو الدكتوراه ،فيما يتعلق بعرضهم للمفاهيم المتضمنة في موضوعات هذه الرسائل أهمها: أ -يعرض الباحثون عدت تعاريف للمفاهيم المطروحة في الرسالة دون مناقشة أو نقد لهذه التعاريف، ودون تََب ٍّن منهم لمفهوم محدد يسترشدون به في دراستهم. ب -إغفال المعنى اللغوي للمفهوم واالكتفاء بالمعنى االصطالحي ،أو التركيز فقط على التعريف اإلجرائي، أو عرض المعنى اللغوي لبعضها واغفال البعض اآلخر. ت -عدم إدراكهم لألسباب التي تستلزم شرح هذه المفاهيم بمعانيها اللغوية واالصطالحية واإلجرائية التي تم شرحها أعاله. ث -عرضهم التعريفات اإلجرائية لمختلف المفاهيم في موضوع دراستهم؛ سواء في جانبها النظري أو الميداني ،دون إدراك لحقيقة أن الدراسة النظرية تقف عند حدود المعنى االصطالحي ،في حين أن الجانب الميداني يستلزم وجود تعريف إجرائي. 24 -20 صعوبات تحديد وضبط المفاهيم في العلوم اإلنسانية واالجتماعية إن تحديد وضبط المفاهيم في العلوم الطبيعية والدقيقة يختلف عنها في العلوم اإلنسانية واالجتماعية لكون األولى تتميز بالثبات واالتفاق الكبير بين العلماء حولها ،أما في الثانية فتكمن الصعوبة في تحديد المفاهيم في(:سالطنية والجيالني)042 ،042 ،4112 ، أ -بعض المفاهيم تشير إلى معان متداخلة ،فمفهوم الثقافة مثال يعتبره عامة الناس يشير إلى المستوى التعليمي ،أما علماء االجتماع واألنثربولوجيا فهو يساوي الحضارة ،وترى فئة أخرى أنه سلوك لطبقة معينة. ب -اشتراك بعض األلفاظ في الغموض وتعدد المعاني ،فلفظة الذكاء قد تعني الفطنة والفهم السريع ..الخ ت -تغير المفاهيم بتغير الزمان وتقدم العلوم كمفهوم المجتمع والتغير االجتماعي والجماعة ...الخ ث -تغير الظاهرة اإلنسانية واالجتماعية وبالتالي تغير المفاهيم المعبرة عن تلك الظواهر. ج -عدم اتفاق العلماء والباحثين حتى في التخصص الواحد على تعريفات موحدة للمفاهيم المتداولة في تخصصهم. 25 عنوان المحاضرة السادسة :الدراسات السابقة -10 تعريف الدراسات السابقة ومكوناتها هي تلك الدراسات والبحوث التي تم إنجازها حول مشكلة أو موضوع البحث أو الدراسة الحالية ،والتي تحترم القواعد المنهجية في البحث العلمي ،وهي إما تكون مطابقة للدراسة الجاري إنجازها وحينئد يشترط اختالف ميدان الدراسة ،أو تكون مشابهة وحينئذ يدرس الباحث الجانب الذي تختص به دراسته ،وقد تكون الدراسة جزائرية الميدان أو أجنبية ،وتنشر في الدوريات أو في الكتب أو الرسائل واألطروحات الجامعية(.مجموعة من األساتذة)021 ،4112 ، أما بالنسبة لمكونات عنصر الدراسات السابقة في البحث العلمي فإنها تنحصر في األصناف التالية : (سالطنية والجيالني) 4112،000 ، أ -نظريات متصلة بموضوع البحث ،مثل النظرية التبادلية في إعداد جدول األعمال في اإلعالم ،والتقليد أساس التعلم ،واالستجابة والمحاكاة والقدرة الفطرية أساس التعليم. ب -حقائق جزئية هي نتائج دراسات متعددة يؤلف الباحث منها فرضية ينطلق منها في دراسته ،وقد تكون متفقة فيما بينها أو مختلفة أو متعارضة. ت -حقائق عامة ثابتة متصلة بالموضوع ،أو مجموعة من الحقائق الجزئية الثابتة التي قد يعود إلى حقيقة عامة . -14 الشروط الواجب توفرها في الدراسة السابقة لكي تكون الدراسات السابقة صالحة لالستعمال ضمن الدراسة الحالية ال بد من توفر الشروط المنهجية التالية(:زرواتي)22 ،4117 ، أ -عنوان الجهة التي قامت أو أشرفت عليها ،سواء كان الباحث شخصا أو فريق بحث. ب -زمن الدراسة أي تاريخ إجراء الدراسة السابقة ومكانها. ت -طبيعة الدراسة نظرية أم ميدانية. ث -منهجية الدراسة السابقة كالمنهج المستخدم والفرضيات وعينة الدراسة وادوات جمع البيانات. ج -أهداف الدراسة السابقة . 26 ح -أهم النتائج المتوصل إليها. -10 ملخص عرض الدراسة السابقة في الدراسة الحالية عند عرض الدراسة السابقة في الدراسة الحالية يجب أن تشتمل على العناصر التالية( :مجموعة من األساتذة)021 ،4112 ، أ -ذكر عنوان الدراسة السابقة ب -ذكر الجهة التي قامت أو أشرفت عليها. ت -ذكر تاريخ أو زمن إجراء الدراسة ويراعى هنا الدراسات الحديثة. ث -ذكر مكان إجرائها أي ميدانها. ج -المدة التي استغرقتها. ح -طبيعة الدراسة ،نظرية أو ميدانية ،وصفية أو مقارنة. خ -ذكر إشكالية الدراسة من خالل عرض التساؤالت التي طرحها الباحث. د -ذكر الهدف من الدراسة . ذ -ذكر أهم الخطوات الرئيسية لسير الدراسة بشكل شامل وموجز. ر -منهجية الدراسة ،وتشمل المنهج المستخدم ،العينة ،الفروض ،األدوات البحثية. ز -عرض أهم وأبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة ويفضل أن يكتب الباحث هذا العرض في شكل فقرات ،وليس في شكل عناوين حتى ال يختلط األمر على القارئ للدراسة الحالية بخصوص منهجية ومحتويات الدراسة القائمة مع الدراسة السابقة. -12 كيفية توظيف الدراسات السابقة وفيها يقوم بمقارنة الدراسة السابقة بالدراسة الحالية ،من اجل معرفة الجوانب واألبعاد التي درست من الظاهرة بغية أخذها في الدراسة أو درست وكانت منقوصة وبالتالي يكون الدراسة القائمة تكملة لهذا النقص. وتجدر اإلشارة أنه بإمكان الباحث توظيف الدراسة السابقة في أي مرحلة من مراحل بحثه حيثما اقتضت الضرورة البحثية النظرية أو الميدانية ،وعليه يمكن الرجوع لمضامين الدراسة السابقة من أجل( :مجموعة من األساتذة)4112،020 ، 27 أ – يمكن االعتماد عليها في التأسيس وبناء إشكالية الدراسة ،بغرض وضع أرضية تاريخية وعلمية لها، سواء على المستوى العام الدولي أو اإلقليمي والمحلي . ب -يمكن االستفادة من الدراسات السابقة في بناء الفرضيات الجارية ،وضبطها وصياغتها وفق أهداف الدراسة وتوجهاتها ،ألن البحث العلمي تراكمي . ث -كمـ ـا تعين الدراسات الساب قة الباحث على اختيار وتحديد المنهج أو المناهج العلمية المالئمة لتنفيذ دراسته . ج -وتساعد الدراسات السابقة الباحث على تحديد واستخدام تقنيات وأدوات البحث الميدانية لجمع البيانات. ح -باإلضافة إلى استفادة الباحث من المعالجة اإلحصائية التي تمت في الدراسة السابقة ،أثناء معالجة بياناتها ،ومنه يتحقق التكامل الوظيفي بين المستويات النظرية والميدانية . خ -أخي ار بإمكان الباحث من النتائج الجزئية والعامة التي توصلت إليها الدراسة السابقة ،ورسم حدود واضحة لبحثه . -12 تقييم الدراسات السابقة وهنا يقوم الباحث بإبراز مواطن القوة والضعف بالدراسة السابقة ،وبيان القيمة العلمية النظرية والتطبيقية التي توصل إليها الباحث، كما تجدر اإلشارة هنا أنه على الباحث تبيان نقاط االلتقاء واالختالف بين الدراسات السابقة ودراسته الحالية، 28 عنوان المحاضرة السابعة :إعداد خطة البحث -10تعريف خطة البحث تعني خطة البحث التصور المستقبلي المسبق لطريقة تنفيذ البحث من زوايا طريقة جمع المادة العلمية، وطريقة معالجتها أو تحليلها ،وطريقة عرض نتائج البحث بعد التنفيذ ،وهي بمعنى آخر الخطوات شبه التفصيلية والقواعد التي سيلتزم بها الباحث أثناء عملية البحث (.خضر)www.alukah.net ، وتعرف أيضا بأنها '' الخطوط العريضة التي يسترشد بها الباحث عند تنفيذ دراسته " ،وتشبه بالبوصلة التي ُيدرك بها السائر إلى أين يسير ،ويسترشد بها في مسيرته. والخطة هي المعيار الوحيد الذي يمكن بواسطته الحكم على جدوى البحث وجدارة الباحث ،ذلك ألن البحث قبل التنفيذ يعتبر في عالم المجهول. -20أهمية إعداد خطة البحث: إلعداد خطة البحث أهمية بالغة ويرجع ذلك للمبررات التالية: أ -تعين الباحث على تحديد الهدف من دراسته بالدقة المطلوبة ،ألن الباحث بدون الجهود التي تسبق إعداد الخطة الجيدة ال تتوفر لديه في العادة صورة متعمقة عن موضوع البحث وتفريعاته وحدوده ،فيلتزم بما ال يتفق مع المدة الزمنية المحددة له ،واإلمكانات المتاحة له. ب -تعين الباحث على تحديد أيسر طريق يؤدي به إلى الهدف المحدد بسهولة. تصور العقبات التي قد تعترضه عند تنفيذ البحث ،فيصرف النظر عن ت -تساعد الخطة الباحث في ُّ الموضوع إذا كانت مشكلة الدراسة فوق إمكانيَّاته الزمنية أو المادية ،أو قد يستعد لتلك العقبات قبل البدء في تنفيذ البحث ،وبهذا يجنب نفسه الوقوع في مأزق يجعله يندم فيما بعد على اختيار الموضوع ،أو على عدم االستعداد الكافي له ،كما تضمن الخطة للباحث توفير الوقت والجهد والمال ،فال يضطر إلى تغيير موضوعه وقد سار فيه خطوات ،أو إلى العودة مرات متكررة إلى مصادر المادة العلمية ،وال سيما سفر مكلفًا ،أو تستوجب اجتياز صعوبات يتسبب عنها ضياع وقت وجهد. إذا كانت تستوجب ًا ث -تساعد الخطة الباحث واللجنة المناقشة للعمل في تقييم و تقويم البحث حتى قبل تنفيذه ،وذلك من حيث أهميته ،وتقدير حجم الجهد الذي يتطلبه البحث ،وقدرة الباحث ،ووضوح منهجه. أساسا لتقويم مشروع البحث ،كما تساعده على متابعة اإلشراف عليه ج -توفر الخطة للمشرف على الباحث ً خالل فترة تنفيذ البحث. 29 ومرشدا له أثناء إجرائه للبحث ،فيسهل عليه الرجوع إليها عند مرجعا ح -توفر الخطة المكتوبة للباحث ً ً نسيانه بعض العناصر ،أو في حالة حدوث طارئ ما؛ ولهذا فإن وجود خطة مكتوبة يساعد الباحث على تقويم موقفه من الخطوات المتبقية من البحث( .أحمد إبراهيم خضر)www.alukah.net ، -10شروط إعداد خطة البحث بعد تحديد موضوع البحث و صياغة إشكاليته و بناء فروضه على ضوء ذلك يحاول الباحث وضع خطة للبحث في شكل تصميم مبدئي يسير عليه بحثه ،ومن شروط التصميم المقبول(:عياد)77 ،4112 ، أ -أن يكون مرتبطا بموضوع و إشكالية و فروض البحث ب -أن يكون شامال أي لمس جميع جوانب البحث و اإلشكالية المطروحة. جـ -أن يكون متدرجا و متسلسال األبواب /الفصول /المباحث .../تقدم لبعضها البحث و تترتب عن بعضها البعض. د -أن يراعي معايير منطقية مرتبطة بموضوع البحث التقديم و التأخير هـ -أن يسمح باإلجابة عن إشكالية الموضوع وامتحان فرضيات الدراسة. -12مكونات الخطة في البحث العلمي: يجب أن تشتمل الخطة في البحث العلمي على العناصر التالية: أ -المقدمة المقدمة هي الجزئية التي يقدم فيها الباحث صورة واضحة ومفيدة لموضوع بحثه وعناصره المختلفة وأبعاده ومدى األهمية المرجوة منه ،بحيث يشعر القارئ بمدى وعي الباحث وخبرته في مجال بحثه ،مما يشكل لديه انطباعا عن البحث بأكمله. وعليه تأتي المقدمة في البحث العلمي من أجل تحقيق األهداف التالية: توضيح مشكلة الدراسة واألسباب التي دعت الباحث إلى اختيارها. إبراز أهمية الموضوع ومبررات القيام به مع ربطه بالنتائج التي تمخضت عنها الدراسات السابقة في نفس الميدان ،وموقف البحث الحالي من تلك الدراسات. تعمل المقدمة على إعطاء القارئ فكرة مختصرة عما يجب أن يتوقعه من البحث. 30 تعمل المقدمة على تبيان أهداف البحث بصورة منطقية متسلسلة. وحتى تؤدي المقدمة هذه األهداف واألغراض البحثية يجب أن تتوفر على مجموعة من السمات أهمها: صياغتها بصورة واضحة ومنطقية بحيث يوصل من خاللها الباحث أفكاره للقارئ. أن تكون سهلة وموجزة تمكن القارئ من تكوين صورة شاملة عن الموضوع البحث. أن تكون إضافة نوعية إلى معلومات القارئ وليس تكرار لما جاء في العنوان وملخص البحث. أن تخضع لألمانة العلمية ،من خالل إبرازها لموقفها من الدراسات السابقة وعدم تجاهلها. ب -عرض محتويات البحث تتضمن المحتويات عادة العناوين الرئيسية والفرعية ألجزاء البحث المختلفة ،على أن يتأكد الباحث من أن هذه العناوين مرتبة منطقي ومترابطة ومتجانسة ،وهذا التصنيف قد يأخذ األشكال التالية: تقسيم البحث إلى أبواب. تقسيم األبواب إلى فصول . تقسيم الفصول إلى مباحث. كما تجدر اإلشارة هنا إلى أن قائمة المحتويات يجب أن تشتمل على المقدمة وفهرست الجداول واألشكال والخرائط والرسومات والمالحق. ت -حدود إشكالية البحث إن تحديد اإلشكالية هو بداية البحث ،ويترتب عنها جودة البيانات التي ستجمع وأهمية النتائج التي سيتوصل إليها الباحث ،وعليه فإنه يتعين على الباحث مراعاة أن تكون إشكالية بحثه أصيلة وذات قيمة علمية وليست تك ارر لمواضيع بحث سابقة ،كما يجب أن يراعي الباحث إمكاناته من حيث الوقت والتكاليف والمقدرة والكفاءة والتخصص ،دون إغفال مدى توفر المعلومات والمراجع التي يحتاجها من أجل اختبار إشكاليته. ث -صياغة الفرضيات حال انتهاء الباحث من تحديد إشكالية بحثه ينتقل مباشرة إلى صياغة فرضيات بحثه ،فالفرضية هي الحلول المؤقتة التي يقترحها الباحث لتساؤالت بحثه تربط بين متغيرات الدراسة وتبين العالقة بينهما أحدهما المتغير المستقل(السبب) والثاني المتغير التابع(النتيجة) ،ومن أجل اشتقاق فرضياته على أساس سليم يمكنه العودة إلى عدة مصادر كالخبرة الشخصية والدراسات السابقة والنظرية العلمية . 31 ج -تحديد المفاهيم المفاهيم مفاتيح البحث ،فلكل بحث علمي مفاهيمه التي تقدم لنا تعريفات عن المتغيرات البحثية وما يقصده الباحث منها في بحثه ،فهي عبارة عن رموز تستخدم لتوضيح الدالالت التي تكون في الواقع بشكل مجرد ،وعلى الباحث في هذا العنصر ضبط مفاهيمه لغة واصطالحا واجرائيا ،شرط أن تتوفر هذه المفاهيم على الوضوح واإليجاز واستخدام اللغة العلمية التخصصية وعدم التناقض فيما بينها. ح -استطالع الدراسات السابقة وشمل هذه الخطوة تلخيص ومناقشة أهم األفكار الواردة في الدراسات السابقة وما تمخض عنها من نتائج ، فتكون الدراسات السابقة في البحث من أجل جملة األغراض أهمها: توضيح وشرخ خلفية للموضوع وضع البحث في إطاره الصحيح و موقعه بالنسبة للبحوث األخرى. تجنب األخطاء والمشاكل التي تعرضت لها البحوث السابقة. تالفي التكرار والقيام ببحوث قام بها اآلخرون. خ -وضع تصميم للبحث وعادة تشمل هذه المحطة العناصر التالية: تحديد منهج الدراسة. تحديد مصادر جمع البيانات(وتشمل مجتمع وعينة البحث). اختيار وسائل جمع البيانات(المالحظة ،المقابلة ،االستمارة) د -عرض البيانات واستخالص النتائج بعد تصنيف وتبويب البيانات يأتي الباحث على عرضها في شكل جداول بسيطة ومركبة ،أو رسوم بيانية ، ليسهل عليه تحليلها وتفسيرها في ضوء النظريات العلمية والدراسات السابقة ومن ثم استخالص النتائج المتعلقة باختبار فرضيات بحثه ليكون في األخير أجاب على التساؤالت التي طرحها في إشكالية الدراسة . 32 ذ -قائمة المصادر والمراجع يجب أن تتضمن خطة البحث قائمة بالمصادر والمراجع التي استعملها فعال في بحثه ،سواءا اقتبس منها حرفيا أو جاء بالفكرة التي وردت في المصدر أو المرجع ،وتشتمل قائمة المراجع الكتب والمجالت والدوريات والتقارير والوثائق الحكومية والقوانين...إلخ. وعادة ما ترتب وتصنف المصادر والمراجع في هذه القائمة كالتالي: المعاجم والقواميس الكتب باللغة العربية المجالت والدوريات القوانين والتقارير الرسمية أوراق عمل المؤتمرات والندوات العلمية المراجع باللغة األجنبية المواقع االلكترونية ر -عرض المالحق تتضمن المالحق في البحث كل الوثائق والمستندات التي يرى الباحث أنها تفيد القارئ في عند االطالع على تفاصيل بحثه ،وتشمل أيضا صورة عن أداة بحثه (أسئلة االستمارة أو دليل المقابلة أو دليل المالحظة). 33 عنوان المحاضرة الثامنة :مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات أوال :ماهية المنهج العلمي -02 تعريف المنهج : المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة الكتشاف الحقيقة ولإلجابة على األسئلة واالستفسارات التي يثيرها موضوع البحث ،وهو البرنامج الذي يحدد لنا السبيل للوصول إلى تلك الحقائق وطرق اكتشافها ،والعلم الذي في هذه الطرق يسمى " علم المناهج " ويعتبر "أوجيست كونت " في العالم الغربي أول من استخدم كلمة ( )Méthodologyوقصد بها العلم الذي يبحث في الطرق المستخدمة في العلوم للوصول إلى الحقيقة( .شفيق)2120،22، ويعرفه " بيرنارلد فيليبس " بأنـ ـه الوسيل ـ ـة التي عن طريقها يمكن زي ـادة فهمنا للظواهر من عـ ـ ـدة نواحـي، كتحديد المشكلة المراد دراستها وزيادة معرفة أسباب حدوثها ،وكذا الحصول على البيانات األساسية المرتبطة بها ،إضافة إلى تحليل وتفسير هذه البيانات في ضوء قواعد مضبوطة بغية التوصل إلى النتائج العامة المرتبطة بالمشكلة المعالجة. فإذا كانت الدراسة ستجرى على مجموعة من البشر بقصد والتحقيق هدف علمي فانه سيكون المنهج الوصفي ،أما إذا أجري البحث على مجموعة من البشر واألحداث في الماضي البعيد أو القريب فذلك المنهج التاريخي ،واذا أجريت الدراسة على مجموعتين أحدهما ضابطة وأخرى تجريبية فإنه المنهج التجريبي ،أما إذا أجريت الدراسة على عينة مختارة من البشر بقصد دراستهم دراسة معمقة فإن ذلك هو منهج دراسة الحالة ،واذا كانت الدراسة تهدف الى تحليل بيانات الكتب والوثائق والدوريات والرسائل الجامعية فإنه المنهج البيبليومتري(.عبد الرحمان والبدوي)4002،241، -20مفاهيم مرتبطة بمفهوم المنهج . أ -المنهج والمنهجية : المنهجية هي ذلك العلم الذي يبين كيف يجب أن يقوم الباحث ببحثه أو هي الطريقة التي يسلكها الباحث منذ عزمه على البحث واختيار موضوع بحثه وحتى االنتهاء منه. وهي بمعنى أخر جملة اإلرشادات والوسائل والتقنيات التي تساعد الباحث في بحثه ،والغرض منها من المنهجية هي تعليم الطالب البحث العلمي وتنمية الروح العلمية فيه ،وتسهيل مهمته في البحث . 34 ويمكن أن نفرق بين المنهج والمنهجية في النقاط التالية (العسكري.)22 ،4000، مناهج البحث عبارة عن وصف ألعمال العلماء وطرائق بحوثهم وأساليبهم ومصطلحاتهم ،أما المنهجية فمجموعة معايير ووسائل يجب إتباعها قبل البحث وأثنائه . يشترك المنهج والمنهجية في كونهما تصف كيف يقوم الباحثون بأبحاثهم ،لكنها تختلف عنه في أنها معيارية في الوقت نفسه ،ألنها تقدم للباحث مجموعة من الوسائل والتقنيات الواجب إتباعها. مناهج البحث تختلف من علم إلى أخر فلألدب مناهجه وللتاريخ مناهجه وكذا للبيولوجيا والرياضيات ...الخ ،أما المنهجية فواحدة عموما . المناهج تطرح عادة للنقد والتقويم ،فيفضل مالها وما عليها وأيها أولى باإلتباع ،وما المنهج المناسب لكل نوع من الدراسات ،أما المنهجية فهي معايير وتقنيات يجب التزامها لتوفر الجهد والوقت . ب -علم المناهج : هو العلم الذي يختص بالشكل العام أو الطريقة التي يتكون بها أي علم ،وعليه فان علم المناهج بمثابة المضلة التي تندرج تحتها المناهج النوعية للعلوم(العسكري ،)4000،4،ظهر وازدهر في أوربا بعد عصر النهضة في القرن السابع عشر الميالدي على يد '' فرانسيس بيكون'' و''رينيه ديكارت'' و'' ايمانويل كانط''وغيرهم من العلماء والفالسفة. ونظ ار للتزايد الكبير في حركية البحث العلمي وتنوع مجاالته وتعدد المناهج بتنوع االختصاصات فإن هذا العلم عرف تطو ار كبي ار استجابة لتطور أنواع المناهج واستعماالتها المتزايدة؛ فإذا كانت مناهج البحث هي الطرق المؤدية إلى معرفة الحقائق والكشف عنها فإن علم المناهج هو العلم الباحث والدارس لهذه المناهج العلمية. ت -المنهج والبحث : إذا كان المنهج هو الطريق الذي يسلكه الباحث من أجل الكشف عن حقيقة ظاهرة معينة ،فان البحث هو التقصي والفحص الدقيق للوصول إلى حقائق وقواعد عامة والتحقق منها ،بهدف التأكد منها أو تعديلها أو اإلضافة لها ،ويمكن أن ندرج النقاط التالية للتفريق بين المنهج والبحث(سالطنية والجيالني: )4002،00، المنهج طريق يسلكه الباحث للوصول إلى المعرفة المشكلة التي يدرسها ،أما البحث فهو نشاط أوسع يشمل أكثر من منهج وأداة وجمع بيانات . البحث يصل إلى نتائج عن المشكلة المدروسة موضوع البحث ،أما المنهج فهو الطريق الذي يسلكه الباحث لمعالجة الظاهرة المبحوثة باإلضافة إلى وسائل أخرى . 35 هناك العديد من مناهج البحث يقسمها العلماء إلى المنهج التجريبي التاريخي المقارن ...الخ ،وفي المقابل تقسم البحوث إلى كمية وكيفية ووصفية وتاريخية واستكشافية ...الخ . لنخرج بنتيجة من هذه التفرقة هي أن البحث أوسع وأشمل من المنهج كون الباحث في بحثه قد يستعين بأكثر من منهج إضافة إلى أدوات جمع البيانات و....الخ ،أما المنهج فيبقى الطريق الذي يسلكه الباحث في بحثه . ث -المنهج والتقنية ( الوسيلة) التقنيات أو الوسائل هي أدوات جمع البيانات التي يستخدمها الباحث في جمع البيانات من ميدان الدراسة ( استمارة ،مقابلة ،مالحظة ....،الخ ). فإذا كان المنهج هو الطريق الذي يسلكه الباحث لجمع البيانات فالوسائل هي األدوات التي تساعده في ذلك، إال أننا نجد اختالفا بين الباحثين فيما يتعلق باستخدامات كل منهما ،فهناك من يعتبر المنهج طريقة أو وسيلة ، وهناك من يعد الطريقة منهجا ،فمثال تحليل المضمون يعتبره البعض أسلوبا من أساليب البحث وهناك من يعتبره تقنية من تقنيات البحث ،إال أننا يمكن أن نفرق في ذلك بتبيان استخداماته ( كمنهج ) أو ( كتقنية ) من خالل البحث . -00خصائص المنهج العلمي . المنهج هو الطريق السليم للوصول بالباحث إلى الحقيقة العلمية للظواهر التي يبحثها ،وقد وضع العلماء جملة من الخصائص له أهمها( :سالطنية والجيالني.)22-20 ،4002، أ -المنهج العلمي يتميز بالموضوعية :فهو ال يقبل الحقائق واألفكار إال تلك التي أثبتتها التجربة بعيدا عن اآلراء واألحكام الشخصية للباحث . ب -المنهج العلمي يتميز بالتعدد ،فنظ ار الطبيعة الظاهرة اإلنسانية التي تتصف بالتعدد فان المنهج العلمي المستخدم في دراستها هو اآلخر متعدد ،فالمنهج المستخدم في علم اآلثار تختلف عن علم االجتماع وكذلك المنهج المستخدم في المكتبات والمعلومات يختلف عن علم النفس .....وهكذا ،وهذا ما جعل المناهج تتميز بتعددها عكس العلوم الطبيعية . ج -المنهج العلمي يتميز بالمرونة والتغير ،من الخصائص المميزة للمنهج العلمي قابلية للتغير على الدوام ، فمع تقـدم العلـوم وتط ـور المعـ ـ ـارف والخبرات يسم ـ ـح ذلك بتع ـ ـديل واضافة أسـ ـ ـاليب وط ـ ـرق بـ ـحث جديدة . د -المنهج العلمي يتميز بالنظامية ،كونه يعتمد على خطوات البد أن يسير عليها كل باحث تبدأ بالمالحظة ثم الفروض ثم التجربة وصوال إلى االستنتاج وهذه الخطوات تكاد تكون مستقرة ومتفق عليها بين الباحثين . 36 - 02أهمية المنهج في البحث العلمي : تكمن أهمية استخدام المنهج العلمي في البحث في عدة جوانب يمكن تحديدها في التالي : أ -أن المنهج هو الوسيلة المناسبة لزيادة معارفنا وقدراتنا في دراسة الظواهر المختلفة والمعقدة. ب -أن للمنهج فوائد علمية وتطبيقية هامة ،فهو ليس مجرد وسيلة لجمع البيانات إنما يساعدنا أيضا على التنبؤ بما ستؤول إليه الظاهرة المدروسة . ت -ارتباط المنهج بالعلم يجعل منه أكثر قدرة على تحقيق أهدافه وذلك في ضوء المسلمات المرتبطة بالعلم ذاته . ث -تكمن أهمية المنهج أيضا في كونه يساهم في مساعدة الباحث على تصنيف وتفسير وتحليل بيانات الدراسة والتوصل إلى نتائج عامة حولها . ج -أخي ار ال يمكن االستفادة من المنهج العلمي عمليا إال في ضوء النظرية العلمية التي تعتبر الموجه األساسي للباحثين في دراستهم للواقع. -00خطوات المنهج العلمي : لقد تطورت مناهج البحث العلمي بتطور أنماط التفكير العلمي بأنواعه المختلفة ،وذلك بتركيزها على مجموعة من الخطوات هي في األصل أسس للمنهج العلمي ،ويمكن عرضها باختصار في األتي : أ -المالحظة العلمية : تعتبر المالحظة من أهم أدوات البحث العلمي وأولى خطوات المنهج العلمي ،لذلك نجد أن العديد من العلماء يعتبرونها قاعدة العلم ،ألنها نقطة البدء عند كل الباحثين عند دراسة المشكالت والظواهر سواء الطبيعية منها أو االجتماعية واإلنسانية ،فال يمكن أن يضع الباحث فروضا أو يطرح تساؤالت أو يصل إلى قوانين دون االعتماد عل المالحظة ،حتى ولو كانت مالحظة عابرة . وحتى تحقق المالحظة العلمية هدفها هناك شروط يجب توفرها أهمها أن تكون شاملة لكافة العوامل والظروف المرتبطة بالظاهرة المدروسة ،وثانيا يجب أن تكون موضوعية بعيدة عن تحيز الباحث وميوالته الشخصية ،وكما يتعين على الباحث تسليحها بالوسائل واألدوات التي تسمح بتسجيلها ومعرفة كافة البيانات المرتبطة بها . ب -الفروض : 37 تعتبر الفروض من أهم مكونات المنهج العلمي وخطواته األساسية ،فهي تتكون نتيجة الخبرة والمعارف التي يكتسبها الباحث ممن خالل حياته وممارساته العلمية اليومية ،كما أنها ترتبط بكل أنواع التفكير العلمي ( االستق ارئي ،االستنباطي ،االستداللي ). وعليه فان الفروض تأخذ مكانة مهمة في البحث العلمي عموما والمنهج العلمي تحديدا ،حيث نجد بعض العلماء يؤكدون ذلك عندما يرادفون بين الفرضية والنظرية ،ويرون أن هذه األخيرة ما هي إال مجموعة من الفروض التي يتم تكوينها من خالل العقل اإلنساني وثم اختبارها والتحقيق منها ،وهذا ما يجعلنا نقدم تعريفا ممي از للفروض على أنها " قضايا تصاغ من أجل اختبارها ميدانيا ،وقد تجيئ نتيجة االختبار محققة لتلك الفروض ،وقد تدفعنا نفس هذه النتائج إلى التخلي عن الفروض ،فنبحث عن فروض أخرى تخضع لالختبار أيضا " (عبد الرحمان و البدوي.)201 ، 4004، وقد وضحنا في القسم األول من هذه المحاضرات شروط صياغة الفروض وأنواعها . ج -اختبار الفروض : تهدف عملية اختبار الفروض إلى استخدام التجربة من أجل التعرف على ما يحدث بين المتغيرات واالرتباط التي توجد بينهما ،خاصة أن الظواهر االجتماعية واإلنسانية متعددة الجوانب ويصعب الكشف عنها بسهولة . وفي مثال حول ( العالقة بين الوراثة والذكاء والجرائم والسلوك اإلجرامي لجأ العلماء إلى تثبيت عامل الوراثة ( من خالل إجراء األبحاث على الت وائم المتشابهة ) ،وتغيير العوامل األخرى من خالل تنشئة التوائم في بيئات مختلفة ،أما في حالة إبراز أثر الوراثة على الذكاء ،فعلى العكس مما سبق أجروا دراستهم على أبناء من أباء مختلفين تم تنشئتهم في مكان واحد ( مثل أطفال المالجئ ). هناك مجموعة من المتطلبات الهامة التي يجب إتباعها عند إجراء اختبار الفروض : ضرورة عدم اختبار أكثر في فرض في وقت واحد ،أي التركيز في دراسة فرض واحد ،دون الفروض األخرى ،لتفادي الخلط وعدم التركيز عند معرفة ودراسة اختبار الفرض الرئيسي . يجب أن ال يتحيز الباحث لفرض دون آخر ،فهذا سيؤدي إلى ارتكاب األخطاء وابتعاد الباحث عن التحقيق الموضوعية في سيرة البحث العلمي . يجب االستفادة من عملية اختبار الفروض التي تم التحقق منها ،أو تلك التي تم تأكيد بطالنها ،ألن مهمة المنهج العلمي ليبين معرفة الحقائق الصحيحة فقط ،ولكن استبعاد الخاطئة أيضا . يجب أن تؤدي عملية اختيار الفروض الى إجابات شاملة حول الظاهرة أو المشكلة المطروحة ،ألن ذلك سيؤدي إلى التعميمات والقوانين. د -التعميمات والقوانين: 38 إن قيمة المنهج العلمي وخطواته تتلخص في مدى تحقيق أهدافه ،أال وهي الوصول إلى مرحلة التعميمات وصياغة القوانين والنظريات ،فبعد استفاء خطوات المالحظة العلمية وفرض الفروض واختبارها امبريقيا فان ذلك يتوج في األخير بمجموعة من التعميمات والقوانين التي تعبر محور البحث العلمي . ثانيا :المنهج الوصفي -02تعريف المنهج الوصفي . إن المتبع لتطور العلوم يستطيع أن يلمس األهمية التي احتلها المنهج الوصفي في هذا التطور ،ويرجع ذلك إلى مالئمته لدراسة الظواهر االجتماعية،ألن المنهج يصف الظواهر وصفا موضوعيا من خالل البيانات التي يتحصل عليها باستخدام أدوات وتقنيات البحث العلمي ،وقد ارتبطت نشأة هذا المنهج بالمسموح االجتماعية وبالدراسات المبكرة في فرنسا وانكلت ار ،وكذا بالدراسات االنثربولوجية في الواليات المتحدة . ويقوم المنهج الوصفي على جمع الحقائق والمعلومات ومقارنتها وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى تعميمات مقبولة ،أو هو دراسة وتحليل وتفسير الظاهرة من خالل تحديد خصائصها وأبعادها وتوصيف العالقات بينها ، بهدف الوصول إلى وصف علمي متكامل لها (منهجية البحث العلمي.)200، لذلك فهو يشتمل على عدد من المناهج الفرعية واألساليب المساعدة ،كأن يعتمد مثال على دراسة حالة أو الدراسات الميدانية أو التاريخية أو المسموح االجتماعية . ويعرفه ''محمد شفيق'' على أنه الطريقة المنتظمة لدراسة حقائق راهنة متعلقة بالظاهرة او موقف او أفراد أو أحداث أو أوضاع معينة ،بهدف اكتشاف حقائق جديدة أو التحقق من صحة حقائق قديمة والعالقات التي تتصل بها وتفسيرها وكشف الجوانب التي تحكمها (شفيق.)2120،90، يقصد به أيضا جمع البيانات عن الظاهرة ووصف الظروف والممارسات المختلفة وتحليل هذه البيانات واستخالص االستنتاجات ومقارنة المعطيات بما يسمح من إمكانية تعميمها في إطار معين (سالطنية والجيالني.)202 ،4002، ويمكن أن نفرق بين المنهج الوصفي والمنهج المسحي ( االجتماعي ) في كون األول يهدف إلى وصف الظاهرة وتشخيصها للوصول إلى القوانين التي تتصل بها ،في حين يركز المسح االجتماعي على المشكالت المرضية من خالل تحديد أعراض الظاهرة المدروسة وأساليب مواجهتها أو الحد منها ،لذا أعتبر بعض العلماء المسح االجتماعي أسلوبا من أساليب المنهج الوصفي . -20أساليب المنهج الوصفي 39 ومن األساليب التي يستخدمها المنهج الوصفي : أ -دراسة الحالة :تعتبر أحد أساليب البحث والتحليل الوصفي المطبقة في مجاالت علمية مختلفة ،وقد تكون الحالة المدروسة شخصا أو جماعة أو مؤسسة أو مدينة . فعالم النفس يستخدم الفرد كحالة للدراسة في تحليل النفسي ،وقد تكون المؤسسة كحالة للدراسة في مجاالت علمية مختلفة في علم االجتماع أو علم المكتبات والمعلومات ،فقد ندرسها من الناحية البشرية أو المالية أو اإلنتاجية ،وذلك حسب مجال اختصاص الباحث وطبيعة وأهداف البحث . ب -المسح االجتماعي :ساهم هذا األسلوب من أساليب البحث العلمي في بناء وتطوير الدراسات العلمية في مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،من خالل التعبير عن الظواهر والموضوعات تعبي ار كميا ،باستعمال األدوات المنهجية التي تمكن الباحث من جمع بيانات دقيقة والوصول إلى نتائج موضوعية. وعادة ما يستغرق المسح االجتماعي وقتا طويال كما يكون مكلفا من الناحية المالية ،فعندما يجري أحد العلماء المتخصصين مسحا اجتماعيا ،فإنه يتطلب جهودا متواصلة يبذلها رئيس المشروع وعدد من المتخصصين مثل األخصائيين االجتماعيين والباحثين الميدانيين ،الذين يقومون بعملية الترميز والذين يعملون على اآلالت الحاسبة ،فالتشغيل اآللي للبيانات ضروري جدا في المشاريع المسحية الكبيرة . ج -دراسة الرأي العام :للرأي العام تأثي ار كبير على سياسة أية دولة لذلك تهتم به السلطات السياسية ورجال األعمال والشركات وغيرها . فاالستفتاء من أهم وسائل قياس الرأي العام وخاصة في الدول التي تتمتع بحرية التعبير وممارسة الديمقراطية، وتهدف الدراسات في هذا المجال إلى استطالع الرأي العام حول قضية أو مسألة ذات طابع عام ،وقد اتخذت البحوث في هذا المجال عدة اتجاهات منها المجال السياسي ،المجال االقتصادي ،المجال االقتصادي واالجتماعي . -02خطوات المنهج الوصفي حدد العلماء مجموعة من الخطوات موزعة على ثالثة مراحل أساسية هي : أ -مرحلة االستكشاف والصياغة :وتتضمن هذه المرحلة الخطوات التالية : الشعور بمشكلة البحث وجمع البيانات والمعلومات األولية التي تساعد الباحث في تحديدها صياغة إشكالية البحث بشكل سؤال أو مجموعة أسئلة بكل دقة وموضوعية . وضع فرضية أو مجموعة فرضيات كحلول مؤقتة إلشكالية الدراسة كموجه لجهود الباحث بغية الوصول إلىاألهداف المسطرة . 40 ب -مرحلة التشخيص والوصف المعمق :وتتضمن الخطوات التالية : تحديد مجتمع البحث واختيار العينة المناسبة التي ستجرى عليها الدراسة ،من خالل تحديد حجمها وأسلوباختيارها . اختيار أدوات البحث المناسبة لجمع البيانات ( كاالستمارة ،المقابلة ) وحساب صدقها وثباتها . جمع البيانات والمعلومات المطلوبة بطريقة دقيقة ومنظمة .ج -مرحلة استخالص من النتائج ووضع التعميمات :وتضم الخطوات التالية: تحليل البيانات وتفسيرها من أجل استخالص النتائج . وضع تعميمات في حدود الظاهرة والمعطيات المتوفرة . وضع اقتراحات وتوصيات تتعلق بمستقبل دراسة الظاهرة . -02تقييم عام للمنهج الوصفي . على الرغم من االستخدام الشائع للمنهج الوصفي لدى الدارسين في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،إال أن ذلك ال يمنع من توجيه بعض االنتقادات له : أ -قد يعتمد الباحث على المعلومات خاطئة من مصادر خاطئة . ب -قد يتحيز الباحث في جمع المعلومات من مصادر معينة تزوده بما يرغب فيه معلومات. ت -عند االستعانة بمساعدين في جمع البيانات ،قد يتأثر جمع المعلومات بمستوى ومعرفة وأساليب هؤالء المساعدين ألساسيات البحث العلمي وتقنياته . ث -عند اعتماد المالحظة كأداة أساسية في البحث الوصفي فان ذلك يقلل من قدرة الباحث على إثبات الفروض البحثية . ج -محدودية القدرة على التنبؤ في الدراسات الوصفية . ثانيا :المنهج التاريخي : -02الفرق بين علم التاريخ والمنهج التاريخي . 41 تعددت التعاريف المرتبطة بعلم التاريخ ،لكن أهمها ربما نجد :تعريف "هومر هوكيت " هو " السجل المكتوب للماضي أو األحداث التاريخية الماضية " ،وفي هذا التعريف تحليل لتاريخ اإلنسان منذ أن توصل إلى فن الكتابة وقام بتسجيلها فعال ،ولهذا يستبعد هذا التعريف المراحل والعصور السابقة قبل عصر الكتابة وسميت هذه المرحلة ( من قبل التاريخ) . وفي الواقع فإ ن علم التاريخ كغيره من العلوم االجتماعية في دراسة للظواهر والمشكالت والقضايا يمكنه االستفادة من دراسات األنثربولوجيون واآلثار من أجل الكشف عن أصل تطور البشرية وبذلك عدم قصور علم التاريخ على بداية مرحلة التدوين والكتابة . أما " أالن نيفنس " فيرى أن علم التاريخ هو " وصف الحوادث أو الحقائق الماضية وكتابتها بروح البحث الناقد عن الحقيقة التاريخية الكاملة " ،وهذا التعريف يعكس أن علم التاريخ يهدف إلى وصف األحدث التاريخية التي ظهرت في الماضي ومحاولة إعادة كتابتها وتحليلها بصورة نقدية واقعية ،وتهدف هذه المبادرة للبحث عن الحقائق واألحداث الكاملة واستبعاد تلك المنقوصة . أما تعريف المنهج التاريخي فهو األخر ورد له العديد من التعريفات لعل أهمها انه " الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن األحداث والحقائق الماضية وفي فحصها ونقدها وتحليلها والتأكد من صحتها وفي عرضها وترتيبها وتنظيمها وتفسيرها واستخالص التعميمات والنتائج العامة ". ومنه نستنتج أن المنهج التاريخي ال يستخدم فقط في دراسة وتحليل وفهم أحداث الماضي ،ولكن يستخدم أيضا في تفسير منها األحداث والحقائق التاريخية ،وتصنيف البيانات والمعلومات وتنظيميها بصورة علمية يسهل الرجوع إليها ،من اجل استخدام النتائج العامة والتنبؤ والتخطيط للمستقبل . ويمكن تقد يم تعريف أخر للمنهج التاريخي بأنه " محاولة لفهم التعبيرات ورؤيتها في ضوء عالقتها بسياقاتها التاريخية ،وفهم السياق الكلي بواسطة االنتقال من تعبير إلى آخر والمقصود بالتغيرات هي جملة األحداث واألفعال. ولقد ظهرت العديد من التحليالت حول المنهج التاريخي واستخداماته ،وعلم التاريخ ،إال أننا يجب أن نحدد حقيقة هامة مؤداها أن المنهج التاريخي ال يمكنه أن ينفصل عن علم التاريخ ،فال وجود لعلم بدون منهج علمي يستخدمه في جمع المعلومات وتحليلها وفحصها بصورة علمية ونقدية وموضوعية في نفس الوقت ،ومنه يمكن القول أن منهج ال بحث التاريخي هو األداة المنهجية الخاصة التي يستخدمها علم التاريخ في تحقيق أهدافه كعلم خاصة في تفسير األحداث الفعلية والتنبؤ باألحداث المتوقعة مستقبال (.عبد الرحمان و البدوي ) 292 ، 290 ، -04تطور االهتمام بالمنهج التاريخي : 42 يعتبر المنهج التاريخي من المناهج العلمية التي استخدمت بصورة كبيرة من علم االجتماع وغيرهم ،فقد الحظنا أن حتى علماء الطب ال يمكنهم تجاهل تاريخ الطب وتطوره عبر العصور التاريخية ،كما أن المهندسين ال يمكن فهم نظرياتهم بدون الرجوع لتاريخ تطور فن العمارة والهندسة ،وهكذا ....يمكن أن نعرض لمحة عن تطور االهتمام بهذا المنهج بشيء من اإليجاز . أ -االهتمامات الكالسيكية بالمنهج التاريخي : * عند ابن خلدون : هو المفكر العربي وأول منم استخدم المنهج التاريخي وأرسى دعائمه األساسية ،السيما انه عرف التاريخ ووصفه بأنه (فن للعامة وعلم للخاصة) ،وهذا يعني أن ''ابن خلدون'' حرص من خالل هذا التعريف إلى أن يشير إلى أهمية التاريخ كعلم خاصة عند المهتمين بدراسة األحداث والشواهد التاريخية وهذا ما جعله يؤكد على أهمية دراسة التاريخ في إطار الواقع االجتماعي والثقافي الذي ظهر فيه ،ألنه بدون االستعانة بهذا الواقع يصبح التاريخ واحداثه عبارة عن أحداث جوفاء ال قيمة لها ،وهذا ما جعله ينتقد المؤرخين الذين أهملوا ذلك ،كما أكد ابن خلدون على أهمية التحقيق من األخبار وتخليص التاريخ من األخطاء واألخبار الزائفة وجعلها معبرة . كما حدد األسباب التي تؤدي إلى عدم صدق المؤرخين في النقاط التالية : ميوالت وذاتية وأهداف المؤرخ الشخصية . الجهل بقوانين الطبيعة ( كالفلك والكيمياء وعلم الحيوان )...لذا على المؤرخ اإللمام لهذه العلوم . الجهل بالقوانين التي تخضع لها ظواهر المجتمع اإلنساني . * فيكو: مفكر إيطالي ظهر خالل النصف القرن 71ونهاية منتصف القرن ، 71اهتم بصورة أساسية بالمصادر التاريخية ،والسيما الوثائق باعتبارها مصد ار هاما لمعرفة أحوال الشعوب والمجتمعات القديمة وفهم طبائعهم ومحاولة تفسيرها ،وقد عبر فيكو " عن اهتمامه بالمنهج التاريخي من خالل نظريته عن تطور المجتمعات البشرية وحدد عددا من القواعد األساسية التي يمكن تبينها من قبل الباحثين عند استخدامهم للمنهج التاريخي في األتي : تحديد الظواهر المراد دراستها والعمل على تعقبها خالل العصور التاريخية . جمع الوثائق المرتبطة بالعادات والتقاليد واألديان واألحداث التاريخية . القيام بتحصيل المصادر التاريخية ومنها الوثائق للتأكد من صحتها . االعتماد على دراسة اللغات كعامل أساسي لدى المؤرخين ،خاصة أن فيكو وجد في اللغة مصد ار أساسيا للتعرف على طبائع الشعوب وتطور لغاتهم . 43 تصنيف الحقائق والتأليف بينهما للوصول إلى القوانين وتفسير الظواهر . ب -االهتمامات الحديثة : * كارل مانهايم : ظهرت تحليالت " مانهايم" بعد الحرب العالمية األولى ،حاول أن يربط بين النظريات والفكر السياسي وردها إلى جذورها االجتماعية وأصولها التاريخية عن طريق تتبع أساليب المنهج التحليلي التاريخي المقارن الذي برعت في استخدامه المدرسة األلمانية ،ويمكن أن نوجز إسهامات "مانهايم" في تطور المنهج التاريخي في النقاط التالية : انتقد الدراسات الوصفية وضعفها في دراسة الظواهر وقال بان نركز على المنهج التاريخي لدراسة محتوى الثقافة والمعرفة ككل . ركز على نقد المعرفة واعادة تحليلها ،وربط الفكر بالمعرفة بالظروف الثقافية والتاريخية . تصور "مانهايم" أن حركة التاريخ هي وحدها مصدر الفكر والمعرفة ،التي من الصعب فهمها وتفسيرها إال باالعتماد على األصول التاريخية والمصادر والوثائق والجذور التاريخية . -02 استخدامات المنهج التاريخي في علم المكتبات ويمكن إيجازها في النقاط التالية (عبد الهادي:)19،12 ،4000، أ -تاريخ المكتبات كمؤسسات ثقافية ،سواء كان تاريخ مكتبة بعينها أو لدور المكتبة في حقبة زمنية معينة. ب -تاريخ مصادر المعرفة وتأثيراتها على امتداد الزمن. ت -تاريخ األنشطة والعمليات التي تتم في المكتبات ،كتاريخ الفهرسة والفهارس أو تاريخ التصنيف وخدمة اإلعارة. ث -تاريخ المخطوطات أو الوثائق التي تتصل بالكتب والمكتبات. ج -تاريخ تعليم المكتبات في بلد ما أو تاريخ التجمعات المهنية واالتحادات ذات العالقة. ح -رصد إسهامات بعض الشخصيات المؤثرة في حياة المهنة المكتبية والمعلوماتية. -20المصادر في المنهج التاريخي أ -أنواعها 44 يعتمد استخدام الباحث للمنهج التاريخي على مصادر أولية وأخرى ثانوية ،وسنحاول التعريف بها في التالي: المصادر األولية :وهي المصادر التي لها عالقة مباشرة بالحدث أو الواقعة التاريخية قد تكون آثار تركها اإلنسان ،فخاريات ،مسكوكات ،حفريات على جدران المعابد أو الصخور ،مخطوطات ،تراجم سير األولون ،الروايات الشفهية لشهود العيان ،الخطابات واليوميات والمذكرات الشخصية ،الفهارس، الصحف...الخ. المصادر الثانوية :وهي المصادر التي تأتي شارحة أو مفسرة وناقلة عن المصادر األولية قد تكون كتب أو مراجع أو غيرها. ب -كيفية التعامل معها :وذلك من خالل النقد الخارجي والنقد الداخلي، النقد الخارجي :يستهدف هذا النقد التعرف على هوية وأصالة الوثيقة التاريخية والتأكد من مدى صحتها ،وتحديد زمان ومكان شخصية المؤلف للوثيقة ،وكذا ترميم أصلها إذا طرأت عليها تغيرات واعادتها إلى حالتها األولى ،وللتدقيق في الجوانب الشكلية للمصدر يطرح الباحث األسئلة التالية: هل هناك تطابق بين لغة الوثيقة وأسلوب كتابتها وخطها وكيفية طباعتها وأعمال أخرى لصاحب الوثيقة ،ومع الفترة التي كتبت فيها الوثيقة؟ هل هناك تغيرات في الخطوط؟ هل هذا المخطوط أصلي أم هو نسخة منقولة عن األصل؟ إلى غير ذلك من األسئلة المتعلقة بالجانب المادي والمظهر الخارجي للوثيقة. النقد الداخلي :ويتم عن طريق تحليل وتفسير المادة التاريخية ،من خالل إثبات مدى أمانة وصدق صاحب الوثيقة ومعلوماته ،ويمكن أن يطرح الباحث هنا األسئلة التالية: هل المؤلف صاحب الوثيقة حجة في الميدان؟ هل يملك صاحب الوثيقة المهارات والقدرات والمعارف الالزمة التي تمكنه من مالحظة الحوادث التاريخية وتسجيلها؟ هل صاحب الوثيقة سليم صحيا وعقليا حسيا مما يمكنه من المالحظة العلمية الدقيقة والكاملة للحوادث التاريخية وتسجيلها بصورة سليمة؟ هل ما ورد في الوثيقة كان بناءا على مالحظة مباشرة لصاحبها أم كان نقال عن شهادات اآلخرين؟ هل تحرى صاحب الوثيقة الموضوعية واستبعد اتجاهاته الشخصية؟ 45 إلى غير ذلك من األسئلة التي يمكن أن تضبط الموضوع أكثر. -00 خطوات المنهج التاريخي هناك مجموعة من الخطوات المنهجية لتطبيق المنهج التاريخي ربما كانت مختلفة قليال عن خطوات أي منهج آخر وذلك لخصوصية الظاهرة التاريخية وكيفية دراستها ،وأهم هذه الخطوات هي: أ -تحديد المشكلة البحثية التاريخية :وهي تعني تحديد الفكرة العلمية التاريخية التي ستقوم حولها التساؤالت األمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث التاريخي ،ونظ ار لكون إشكالية البحث التاريخي عملية أساسية تحتاج الكثير من التحديد والدقة والوضوح. ب -جمع وحصر المصادر التاريخية :وهنا يحاول الباحث جمع كافة الحقائق والوقائع المتعلقة بالمشكلة التاريخية ،سواء كانت وثائق أو آثار أو تسجيالت متصلة بهذه األخيرة ،أولية كانت أو ثانوية . ت -نقد المصادر التاريخية :بعد حصر المصادر التاريخية سواء كانت أولية أو ثانوية يقوم الباحث بنقده داخليا وخارجيا ،كما وضحنا في العنصر السابق وهذا تمهيد للخطوة المنهجية الالحقة. ث -وضع ال فروض :في ضوء الحقائق التي جمعها الباحث من المصادر التاريخية وبعد القيام بعملية نقدها يضع الباحث فرضيات بحثه التاريخي كإجابات مبدئية للمشكلة البحثية التي كان قد أثارها سابقا. ج -عملية التركيب والتفسير :وهنا يقوم الباحث بعملية استعادة الحقائق واألحداث التاريخية وذلك من أجل تركيب وتفسير وتنظيم هذه الحقائق الجزئية المتناثرة والمتفرقة وبنائها في صورة متكاملة ،وتتضمن هذه العملية استفاء المراحل التالية(مانيو جيدير:)222،220، تكوين صورة فكرية واضحة لكل حقيقة من الحقائق المتحصل عليها وللموضوع ككل. تنظيم الحقائق الجزئية والمتفرقة وتصنيفها وترتيبها على أساس معايير ومقاييس منطقية، حيث يتم تجميع المعلومات المتشابهة والمتجانسة في فئات بعينها. ملء الثغرات التي تظهر بعد عملية التصنيف والتوصيف والترتيب في إطار وهيكل منظم ومرتب. ربط الحقائق التاريخية بواسطة عالقات الحتمية والسببية القائمة بينها ،أي عملية التسبيب والتعليل التاريخي. 46 وتنتهي عملية التركيب والتفسير التاريخي باستخراج وبناء النظريات والكشف عن الحقائق العلمية . -09 تقييم عام للمنهج التاريخي على الرغم من االيجابيات التي سجلناها فيما تعلق باستخدام المنهج التاريخي خاصة في استرجاع أحداث الماضي بطريقة منهجية ،خاصة عندما يقوم الباحث بعملية النقد الداخلي والخارجي للمصادر التاريخية ،إال أن هناك من يشكك في مصداقية هذا المنهج وذلك لالعتبارات التالية: عدم إمكانية إخضاع الظاهرة التاريخية للتجريب ،كونها وقعت في الماضي وال يمكن تكرارها. احتمالية إقحام الدارس للظاهرة آلرائه الشخصية عندما يكون له عالقة بالواقعة التاريخية. عندما ال يتمكن الباحث من الوصول إلى المصادر األولية المتعلقة بالحدث التاريخي فإن لجوؤه للمصادر الثانوية يقلل من قيمة التحليل والتركيب واالستنتاجات المتعلقة بالظاهرة. احتمالية التزوير والتحريف الذي قد يمس المصادر التاريخية خاصة األولية منها. ثالثا :منهج دراسة الحالة : -02تعريفة وخصائصه : اتفق علماء االجتماع في الواليات المتحدة األمريكية على أن دراسة الحالة تعتبر منهج من مناهج البحث وال يختلف من حيث إجراءاته عن المناهج األخرى ،وهذا المنهج يقوم على جمع البيانات بشكل متعمق عن أي وحدة اجتماعية سواء كانت هذه الوحدة فرد أو جماعة أو مؤسسة . والدراسة التفصيلية للمؤسسة ( الحالة ) تسمح بتعميم نتائجها على الحاالت المشابهة. ويمكن اإلشارة هنا إلى الخصائص المميزة لمنهج دراسة الحالة في . أ -تفيد دراسة الحالة في الحصول على معلومات تفصيلية وشاملة عن المؤسسات أو النظام أو األفراد ( المكتبين ) موضوع الدراسة . ب -ال يقتصر دراسة الحالة على تقرير ماهو واقع أو دراسة الحالة الراهنة ولكنها تعتمد أساسا على استرجاع تاريخ الحالة وتتبع مراحلها المختلفة . ج -التعمق في تفصيالت الحالة يساعد على اختيار الفروض وتقديم القوانين بشكل أدق . 47 د -دراسة الحالة طريقة للتحليل الكيفي للظواهر والحاالت المختلفة كالمقابلة والمالحظة والوثائق والسجالت واستمارة البحث . و -تهدف دراسة الحالة الكشف عن الجوانب الثابتة والمتغيرة سواء كانت إيجابية أو سلبية حول الحالة المدروسة. وعموما فإن الموضوعات المنفردة التي يمكن أن تخضع للدراسة الحالة في علم المكتبات هي(:عبد الهادي)4000،220، أ -المؤسسات مثل المكتبات مراكز األوعية مراكز المعلومات ومراكز األرشيف . ب -المكتبيون أو مجموعات من المستفيدين. ح -البرامج والعمليات مثل نظم المعلومات ومشاريع المكتبات . -04خطوات إجراء دراسة الحالة : أ -تحديد موضوع الدراسة وفي الغالب يكون حول ظواهر منفردة أي محدودة اإلنتشار. ب -تحديد الحالة أو الحاالت المراد دراستها (أفراد ،مؤسسات ،نظم معلومات...،الخ) . ت -تحديد أدوات جمع البيانات ،حيث تعتبر المقابلة من أنسب األدوات في ذلك إضافة إلى االستمارة والوثائق ذات العالقة بالحاالت المدروسة. ث -جمع البيانات التفصيلية والمتعمقة حول الحالة المدروسة ،ومن ثمة تحليلها وتفسيرها. ج -استخالص النتائج المتعلقة بالحالة المدروسة. ح -كتابة التقرير النهائي الذي يلخص فيه الباحث تفاصيل الحالة المدروسة وصوال إلى التوصيات التي من شأنها التحسين وتطوير الحالة المدروسة خاصة إذا كانت مؤسسة أو نظام معلومات. -00تقييم عام لمنهج دراسة الحالة: إن أهم ما يميز منهج دراسة الحالة أنه يتيح الفرصة للباحث للحصول على بيانات تفصيلية ومتعمقة حول الظاهرة والحالة المدروسة ،إال أن هناك ما يؤخذ عليه أنه يصعب تعميم النتائج المتوصل إليها كون الدراسة تمت على حاالت بعينها ،إضافة إلى احتمال أن يدلي القائمون على المؤسسات قيد الدراسة أثناء المقابالت بمعلومات غير دقيقة تجمل في أحيان كثيرة وضعية هذه المؤسسات وال تشخص الوضع الحقيقي لها. رابعا :المنهج المسحي الميداني 48 -02تعريفه وأهمية : المسح هو استخدم طريقة منظمة لتحليل وتفسير أو تشخيص الوضع الراهن لمؤسسات المعلومات والمستفيدين وما يرتبط بهما ،ومن سمات هذا المنهج انه يرتبط بمؤسسات معينة او جماعات معينة في مكان محدد وينصب على الوقت الحاضر أثناء إجراء الدراسة(عبد الهادي.)4000،204، وعلى هذا األساس يختلف المنهج المسحي عن غيره من المناهج ،فهو يختلف عن المنهج التاريخي الذي يستخدم في جمع البيانات الماضية أما المسح الميداني فيستخدم لجمع البيانات الحاضر ،واذا كان منهج دراسة الحالة يركز على مكتبة بعينها أو حالة واحدة منفردة فإن المسح الميداني يتناول عدد كبير من مكتبات وأفراد، وعلى الرغم من دقة النتائج عند استخدام المنهج التجريبي فإن المسح الميداني يتناسب مع دراسة األعداد الكبيرة من المؤسسات والحاالت المبعثرة جغرافيا وواسعة االنتشار . وتكمن أهمية البحوث المسحية في مجال المكتبات والمعلومات نظ ار لطبيعة العملية النفعية والخدمية التي تحاول الكشف عن األوضاع القائمة لمحاولة النهوض بها ووضع الخطط أو برامج الالزمة لإلصالح وتمس البحوث المسحية جوانب عدة في مجال المكتبات والمعلومات مثال(عبد الهادي:)200 ،4000، مدى رضا المستفيدين من المكتبة عن مجموعاتها وخدماتها .أنواع المعلومات المطلوبة من قبل المستفيدين ،ومصادرها . اتجاهات المكتبين نحو المهنة المكتبية . مدى قبول واستخدام المكتبيين للتطورات الجديدة والمستحدثة وادخال التكنولوجيا في عملهم . الحالة الراهنة لنظام المعلومات معين ومدى الحاجة كتطويره خاصة عند عدم توفر البيانات الدقيقة والمسجلةعن هذا النظام . -04فئات البحوث المسحية : تجرى البحوث المسحية في حالتين أساسيتين هما : أ -التعرف على بعض الظواهر في المكتبات ومراكز المعلومات بمختلف أنواعها ،فقد يرتبط بنشاط معين مثل الفهرسة أو خدمة معينة كاإلعارة أو يرتبط بالمواد المالية والبشرية مثل الميزانية والعاملين ،وقد تكون الدراسة لكافة األنشطة والخدمات والموارد في عدد من المؤسسات ،وقد يتطلب األمر عقد مقارنات بين المؤسسات . في هذا النوع من الدراسات يتم جمع البيانات والحقائق لتقرير الحال حول موضوعية الدراسة ،وقد يلجأ الدارس إلى عقد تقييمات على أسس ومعايير معينة وتصبح الدراسة عندها ( دراسة مسحية تقييمية). ب -التعرف على اتجاهات وأراء مجموعة من األفراد حيال أنشطة أو خدمات معينة ،مثال اتجاهات المستفيدين نحو خدمة المكتبة العامة أو التعرف على أراء المكتبيين فيما تعلق برضاهم عن العمل أو قناعتهم بالمهنة التي 49 يمارسونها ،أو التعرف على اتجاهات الطلبة نحو المناهج وطرف التدريس في أقسام المكتبات والمعلومات ...الخ . -00أنواع المسوح :تنقسم إلى نوعين هما : ا -المسوح الكشفية أو االستطالعية :ويستخدم هذا النوع في دراسة الظواهر الجديدة غير المعروفة على نطاق واسع والتي لم يتم التطرق لها بدراسات سابقة ،ويساعد هذا النوع في توضيح المفاهيم الجديدة وتحديدا أولويات للبحث المستقبلي . ب -المسوح الوصفية التحليلية :وتعني بوصف خصائص موضوع الدراسة ،وتقدير نسبته في المجتمع ووضع توقعات مستقبلية ،فضال عن دراسة العالقات اإلرتباطية . -02خطوات البحث المسحي الميداني : ال تختلف خطوات المنهج المسحي الميداني كثي ار عن خطوات المنهج الوصفي المذكورة سابقا ،باختالف بسيط أال وهو تركيزها على دراسات المؤسسات في مجال المكتبات والمعلومات واألفراد المنتمين لهذه المؤسسات أو المستفيدين من خدماتها ونشاطاته وهي: أ -تحديد إشكالية البحث وتساؤالته . ب -وضع الفرضيات البحثية للمسوح الوصفية التحليلية . ج -تحديد مجتمع البحث والعينة المناسبة . د -جمع البيانات واالعتناء باختيار األدوات المناسبة في جمعها ،وهنا يحتاج الباحث مساعدين ميدانين يمكنهم توزيع االستثمارات وجمعها تحت إشراف الباحث وبعد تدريبهم . هـ -مراجعة البيانات من أجل التأكد من شموليتها واكتمالها ومعقوليتها وهي خطوة مهمة تبنى عليها التحليل اإلحصائي الحقا . و -تحليل وتفسير البيانات نوهنا يجب أن يكون الباحث منهجيا في معالجة البيانات ي -استخالص النتائج . -00تقييم عام لمنهج المسح الميداني: 50 عند اتساع نطاق البحث في الدراسات المسحية فإن هناك صعوبات تواجه الباحث ،كعدم القدرة على الوصول لكافة مفردات البحث أو مؤسساته ،إضافة إلى أن المساعدين الذين يعتمد عليهم الباحث توزيع االستمارات واسترجاعها وربما في تفريغها ومعالجتها إحصائيا ،قد يكونوا على مستوى ضعيف من التحكم في هذه اإلجراءات لقلة معرفتهم أو تدريبهم مما ينعكس على هذه العملية ،وبالتالي على قيمة البيانات التي تم جمعها ومصداقيتها مما ُيصعب عملية الحكم النهائي أو التقييمي . خامسا :المنهج التجريبي -02 تعريفـــــــه : هو أسلوب في البحث العلمي يقوم فيه الباحث بخلق الموقف بما يتضمنه من شروط وظروف محددة ، حيث يتحكم في بعض المتغيرات ويغير متغيرات أخرى ،حتى يستطيع تبيين وتوضيح تأثير هذه المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة أي أن المنهج التجريبي محاولة لتحديد العالقة السببية بين المتغيرات وتعتبر التجربة أساس المنهج التجريبي (عبد الهادي.)220 ،4000 ، وفي تعريف آخر يعرف على أنه '' ما هو إال مالحظة تحت ظروف محكومة عن طريق اختيار بعض الحاالت أو عن طريق تطويع بعض العوامل'' (مانيو جيدير ،)22،وهنا نالحظ التركيز على المالحظة العلمية التي تعتبر خطوة أساسية من خطوات المنهج التجريبي. وعلى العموم يهدف هذا المنهج باألساس إلى قياس أثر المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة من خالل التحكم أو السيطرة على كافة العوامل المحيطة بالظاهرة موضوع التجربة ،وبناءا عليه يعد المنهج التجريبي أكثر المناهج العلمية دقة لتحليل الظواهر والمشكالت(.عبيدات وآخرون)20 ،2111، ويمكن استخدام المنهج التجريبي في مجال المكتبات والمعلومات لتحقيق األغراض التالية : أ -اختبار األساليب والتقنيات الالزمة لتطوير وصيانة واستخدام المجموعات المكتبية ( فعالية التعليم المبرمج لدى طلبة علم المكتبات مثال) . ب -كشف ظروف حدوث ظواهر معينة في علم المكتبات والمعلومات ( استفادة المرضى من مكتبات مستشفيات الصحة النفسية ). ويمكن تطبيق المنهج التجريبي في مجال علم المكتبات على األفراد (المكتبيين ،المستفيدين) ،كما يمكن تطبيقه على أوعية المعلومات وأيضا األدوات الفنية والنظم المطبقة في مراكز المعلومات. -20 خطوات المنهج التجريبي :تتلخص خطوات هذا المنهج في ثالث : 51 أ -المالحظة : المالحظة هي المشاهدة الدقيقة لظاهرة ما مع االستعانة باألساليب العلمية ،وهي تهدف إلى الكشف عن الحقائق المتعلقة بالظاهرة المدروسة . ومن شروطها أن تكون موضوعية بعيدة عن الذاتية واقحام الميول الخاصة ،وأن تكون كاملة وشاملة لكل العوامل التي تؤثر في إحداث الظواهر ،أن تكون دقيقة في زمنها ومكانها ويستخدم فيها أدوات دقيقة ومحكمة في القياس . ب -وضع الفروض العلمية : هو ذلك التفسير المؤقت الذي يضعه الباحث للتكهن بالقانون أو القوانين التي تحكم الظاهرة ،ويعتمد الباحث في صياغته لفروضه على خبرته السابقة في مجال دراسته ،وما يتصل بها من معارف ،كما تعتمد على خيال الباحث وذكائه وقدرته على استغالل معلوماته السابقة ،وال يكون الفرض علميا إال إذا تحققت فيه الشروط التالية : أن يكون الفرض واقعيا أي مستوحى من الواقع . أن يكون غير متناقض مع فروض أخرى . أن يكون قابال للتحقق التجريبي . أن يكون كافيا لتفسير الظاهرة من كل النواحي . أن يكون واضحا وموج از في صياغته .ج -التجريب : هي من أهم خطوات المنهج التجريبي ،فال قيمة للفرض العلمي مال يتم التحقيق منه بالتجريب ،وهناك بعض األمور الواجب مراعاتها في التجريب أهمها: أن ال يختبر الباحث أكثر من فرض واحد في وقت واحد. أن ال يتحيز الباحث أثناء اختبار الفروض لفرض دون أخر. -تهيئة كل الظروف التجريبية للكشف عن العالقات السببية بين المتغيرات . -00أنواع التصميمات التجريبية . 52 أ -التصميم ذو المجموعة الواحدة ( أو ما يسمى بالتجربة القبلية والبعدية ) : وفيها تكون المجموعة هي ضابطة وهي تجريبية في آن معا قبل التجريب وبعده ،حيث يتحكم الباحث في كل المتغيرات بشكل محكم ثم يبدأ في إدخال العوامل والمتغيرات التجريبية واحدة بواحد من أجل الكشف أيا كان سببا في حدوث الظاهرة واألكثر تأثي ار فيها. ب -التصميم ذو المجموعتان المتكافئتان : ويشترط التكافؤ بين المجموعتان أحدهما تكون الضابطة و الثانية التجريبية ،والتكافؤ يكون في كل الخصائص والحجم والمواصفات حتى ال يسمح عدم توفير ذلك بأن يكون عامال مؤث ار في الظاهرة عند إدخال المتغيرات التجريبية ،لكن من صعوبات هذا التصميم التجريبي في العلوم اإلنسانية واالجتماعية أن يجد الباحث مجموعتان متشابهتان بشكل كامل. ج -التصميم الدائري (التجريب على عدة مجموعات): يرتكز هذا التصميم التجريبي على استخدام أكثر من مجموعة وبالتناوب ،وهنا أيضا يشترط أن تكون المجموعات التجريبية متكافئة ومتشابهة قدر اإلمكان وذلك من أجل إدخال العامل التجريبي على كل مجموعة بالتناوب. -02تقييم عام للمنهج التجريبي على الرغم من اعتبار المنهج التجريبي من أنسب المناهج لدراسة الظواهر عند محاولة التوصل إلى نتائج أكثر دقة ،إضافة إلى تعدد التصميمات التجريبية التي تتيح للباحث اختيار التصميم التجريبي األنسب لدراسة الظاهرة اإلنسانية ،إال أن هناك صعوبات تواجه الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية على الخصوص عند تطبيقه أهمها: خصوصية الظاهرة اإلنسانية واالجتماعية التي تعرف التغير وعدم الثبات أو االنتظام . تعدد العوامل وتداخلها في الظاهرة ،مما يصعب معه عدم قدرة الباحث من التحكم الدقيق في العوامل المستقلةوالعوامل التابعة والعوامل المحيطة األخرى. يبقى إخضاع اإلنسان للتجريب من الطابوهات التي تعيق البحث العلمي التجريبي.عدم القدرة على الحصول على المجموعات المتكافئة في التصميمات التجريبية (المجموعتان المتكافئتان ،تدويرالمجموعات) بشكل كامل. -00مثال عن استخدام المنهج التجريبي : 53 الموضوع '' :فعالية التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب لدى طالب علم المكتبات ( تدريس مادة الببليوغرافيا المتخصصة )''. أ -تحديد إشكالية الدراسة وتساؤالتها . كيف يساهم التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب في التحصيل الدراسي لمادة الببليوغرافيا المتخصصة؟ ينبغي تحديد العوامل المتدخلة في الظاهرة والتي تؤثر في فعالية التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب في تحصيل مادة الببليوغرافيا المتخصصة مثال: طبيعة المقررات و المناهج التعليمية لهذه المادة. طريقة التدريس المتعبة . تمكن األستاذ وكفاءته في استخدام الحاسوب للتعليم. يمكن اعتبار هذه العوامل متغيرات تجريبية ،وعلى هذا األساس تصاغ الفرضيات البحثية كالتالي: هناك عالقة بين محتوى المقررات الدراسية لمادة الببليوغرافيا المتخصصة وفعالية التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب. هناك عالقة بين طرق تدريس مادة الببليوغرافيا المتخصصة وفعالية التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب. هناك عالقة تمكن وكفاءة األستاذ المدرس لمادة الببليوغرافيا المتخصصة وفعالية التعليم المبرمج باستخدام الحاسوب. ومن ثمة يختار الباحث التصميم التجريبي المناسب ،يمكن أن نختار هنا التصميم التجريبي ذو المجموعة الواحدة (التجربة القبلية والبعدية) ،حيث يحدد الباحث فوج من طلبة السنة ثانية مكتبات خالل الفصل الدراسي األول ويتم تدريسهم لمادة الببليوغرافيا المتخصصة بالطريقة التقليدية ،ليقاس في نهاية الفصل مستوى التحصيل الدراسي لهؤالء الطلبة ،أما في الفصل الثاني يتم تدريس نفس المادة لنفس الطلبة ولكن باستخدام الحاسوب مع مراعاة محتوى المقررات الدراسية وطرق التدريس وكفاءة األستاذ في استخدام الحاسوب في عملية التدريس ،وتجدر اإلشارة هنا إلى تجنب اختبار هذه العوامل الثالث في آن معا بل يختار الباحث عامال واحدا في كل مرة. وبناءا على نتائج التحصيل للفصل الدراسي الثاني بعد إدخال العامل التجريبي تتم مقارنة هذه النتائج مع نتائج الفصل األول ،وهنا يتم الكشف عن مدى تأثير هذا العامل التجريبي في فعالية التعليم باستخدام الحاسوب في تدريس مادة الببليوغرافيا المتخصصة. سادسا :المنهج البيليومتري 54 -02مفهومه : قبل التطرق لمفهوم المنهج البيبليومتري تجدر اإلشارة أوال لمفهوم ذا صلة وثيقة وهو " اإلنتاج الفكري " ألن هذا المنهج وجد تحديدا لتحليل وقياس هذا اإلنتاج . حيث يعرف اإلنتاج الفكري على أنه كل ما كتب في موضوع معين ،بغض النظر عن الوعاء الذي يحمله ،إذ أنه يصاحب أي نشاط ،وهو مرآة لدرجة التقدم واالستقرار في المفاهيم الموجودة في إطاره وللنشاط التطبيقي في مجاله (السيد.) 29 ،2129 ، بمعنى أن تقدم أو تدهور أي علم يقاس بما أنتج من مؤلفات تخدمه في مجاله المكتبي ،الذي يجمع كل المؤلفات من كتب ومقاالت ودوريات ومؤتمرات ورسائل جامعية وتقارير وبراءات اختراع وغيرها . وهناك أيضا مفهوم وثيق الصلة بهذا المنهج وهو" الدراسات البيبليومترية" التي تعرف على أنها ذلك العلم أو البحث الذي ينصرف إلى دراسة اإلنتاج الفكري العام أو المتخصص ،أي الذي يتناول موضوعا بعينة دراسة كمية ونوعية وتطبيق فيه غالبا األساليب الرياضية واإلحصائية. وبناءا على ما سبق نصل إلى تعريف المنهج البيبليومتري ،حيث يعرف على أنه منهج يقوم بالدرجة األولى على إعداد القوائم التي تحصر وتسجل وتصف اإلنتاج الفكري من ناحية ،ودراسة االتجاهات العددية والنوعية لهذا الفكري من ناحية ثانية. ويعرف أيضا على أنه مجموعة من األساليب اإلحصائية والرياضية المستخدمة في تحليل البيانات المتصلة بالوثائق لمعرفة خصائص عمليات تداول المعلومات . ويعرفه فتحي عبد الهادي بأنه استخدام الطرق اإلحصائية واألساليب الرياضية في تحليل البيانات المتعلقة بالكتب والوثائق والدوريات والمؤلفين والناشرين ،وغيرهم من عناصر نظام االتصال الوثائقي إلل ـ ـ ــقاء الضوء على خصائص عمليات ت ـ ــداول المعلومات وتتبع مس ـ ـارات تط ـ ـ ـ ـور المج ـ ـ ـاالت العلمية(.عبد الهادي. )202 ،4000، ولعل هذا التعريف شامل لكل التعريفات السابقة وشارح لتفاصيل هذا المنهج واستخداماته في مجال المكتبات والمعلومات . - 04مجاالت استخدام المنهج البيبليومتري 55 يرتكز عمل القياسات الورقية ( البيبليومتريا ) على قطاعين رئيسين هما(عبد الهادي: )4000،204، أ -التوزيعات الزمنية والموضوعية والجغرافية والشكلية والنوعية لإلنتاج الفكري ،اعتمادا على استقراء البيانات الخاصة البيانات الخاصة و لمصادر المعلومات واستخدام الطرق اإلحصائية وبعض القوانين الخاصة وذلك بهدف وصف خصائص وسمات اإلنتاج الفكري . ب -تحليل االستشهادات المرجعية التي وردت في المصادر ،مع استخدام بعض األساليب الخاصة ،وذلك بغرض فحص العالقات بين وحدات اإلنتاج الفكري . -00القوانين البيبليومترية: هناك ثالث قوانين رئيسية تعتمدها الدراسات البيبليومترية هي ( قانون برادفورد ) ( ،قانون لوتكا ) و قانون ( زيف ) وسنعرضها بالتفصيل كالتالي : أ -قانون برافورد : وضع " صامويل برادفورد" قانونه هذا عندما كان يعمل في مكتبة العلوم الطبية في ( إنجلت ار ) في الفترة ما بين ( )7201 – 7200اعتمادا على مص ـادر المعلومـ ـ ـات الموج ـ ـ ـود بها ،وق ـ ـ ـد انطلق من مبدأ ( أن أي موضوع علمي يتصل بصفة قليلة أو كثيرة بموضوعات علمية أخرى ) ،بحيث تضمن عمله تحليالت لالستشهادات المرجعية في المجالت المتصلة في بموضوع الجيوفيزياء التطبيقية وهندسة التزييت. ويصف هذا القانون في األساس كيفية توزيع اإلنتاج الفكري في مجال موضعي معين في دورياته ،ويشكل األساس لبيان عدد الدوريات التي تحتوي نسبة معينة من المقاالت المنشورة . ولقد تبين ( لب رادفورد ) أن توزيع المقاالت على الدوريات يكاد يكون متبعا نمطا معينا ،إذ أن نسبة كبيرة من المقاالت تتركز في عدد محدود من الدوريات ،تليها نسبة أكبر من الدوريات تضم العدد نفسه تقريبا من المقاالت ،ثم نسبة أكبر من الدوريات تضم العدد نفسه تقريبا من المقاالت في كل من القطاعين األول والثاني ،ومن ثمة صاغ ( براد فورد ) قانونه على أساس وجود قطاعات يحتوي كل منها على عدد متساوي تقريا من المقاالت ،القطاع األول يسمى المركزي ( المنطقية البؤرية ) ويحتوي على عدد محدود جدا من المقاالت ( الدوريات) ،يليه القطاع الثاني ( المنطقة الوسطى) ويحتوي على عدد أكبر ،والقطاع الثالث ( المنطقة الهامشية ) وتضم عددا يقارب أو يساوي القطاع السابق ،يمكن أن نمثل ذلك في الشكل التالي: 56 الهامشية البؤرية الوسطى تضم المقاالت األكثر ارتباطا بالموضوع تشمل العدد نفسه من المقاالت وترتب ترتيبا تنازليا ويتضح أن مجموعات المناطق الثالث من الدوريات تعطي تقريبا العدد نفسه من المقاالت ،أي أن دوريات كل منطقة تمثل ثلث المجموع الكلي للمقاالت ويالحظ أن عدد الدوريات يزداد من مجموعة إلى أخرى برقم ثابت هو ( مضاعف برافورد) والذي يقارب( ، )0حسب الدراسة التي أجراهـ ـ ـا ''برادفـ ـ ـود'' التي طبقه ـ ـ ـا في ( الجيوفيزياء التطبيقية ) ،وبذلك يمكن احتساب الدوريات في كل مجموعة ابتداء من مجموعة الدوريات في المنطقة المركزية على النحو التالي : المنطقة األولى :المنطقة البؤرية وتضم 2دوريات . المنطقة الثانية :المنطقة الوسطى :وتضم 50 = 0 x 2دورية المنطقة الثالثة :المنطقة الهامشية :وتضم 000 = 0 x 0 x 2دورية ب -قانون لوتكا : " ألفرد لوتكا" عالم رياضيات صاغ قانونه لتحليل اإلنتاج الفكري مرك از على المؤلفين سنة ، 7201عندما قام بقياس عدد المؤلفين والمقاالت المنتجة من طرفهم باستخدام كشافين األول في الفيزياء والثاني في الكيمياء ، وركز على كمية ونوعية هذا اإلنتاج ،إلى أن توصل إلى قانونه المسمى ( قانون التربيع العكسي ) إلنتاجية المؤلفين ،والصياغة المعبرة لهذا القانون هي: ع = أ ( + 0)0( + 0 )7أ ( + 0)0أ (.. + 0)5 حيث ( :ع) العدد اإلجمالي للدراسات . (أ) ثابت يختلف من حالة ألخرى. فإذا كان ع = 720دراسة من قبل 22مؤلفا ،و أ = 0ثابت 0 فيكون )1(0+ 0)0(0+0)5(0+ 0)0( 0 + 0 ) 0( 0 + 0 = 720 : والخالصة أن قانون'' لوتكا'' يعني أن عددا كبير من الباحثين ينشرون بدرجة قليلة ،بينما هناك عدد قليل من الباحثين ينشرون بدرجة كبيرة . خ -قانون زيف : 57 بدأ " زيف " عمله سنة 7202حينما كان طالبا بالجامعة ،حيث كان مهتما بدراسة تغيرات النطق في اللغة والتك اررات المستخدمة خالل فترة زمنية طويلة مما أدى به لدراسة تكرار الكلمات . ويعتمد قانونه على مبدأ أن الناس يختارون ويستخدمون الكلمات المألوفة باعتبار ذلك أكثر سهولة من الكلمات غير المألوفة ،وبالتالي فاحتمال حدوث الكلمات أكثر سهولة من الكلمات غير المألوفة . ولتوضيح ذلك قام "زيف " بترتيب الكلمات التي كان عددها ( 02122كلمة ) مستخدما كشاف كلمات العالم '' جيمس جويس بولس'' في ترتيب تنازلي طبقا لدرجة تكرار الكلمات في حدوثها ار إلى األقل تك ار ار ) . ( أي الكلمات من األكثر تكر ا وقد حدد لكل كلمة رتبة ( ، ) Rأي من الرتبة ( )7إلى 02122ثم قام بضرب القيمة الرقمية لكل رتبة في عدد مرات تكرارها ( ، )Fوحصل على الناتج ( )Cوقد كان هذا الناتج ثابت في كل القوائم بمعنى معادلة " زيف " كانت كالتالي C = R x F : تجدر اإلشارة هنا أن قانون ''زيف'' يقابله هذا في االقتصاد ( قانون تناقص الغلة) ،وفي العمل بمبدأ ( الجهد األقل ). -02نماذج عن استخدام المنهج البيبليومتري أ -وهي دراسة لـ '' :مها أحمد براهيم'' بعنوان (اإلنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات في مطلع القرن الحادي والعشرين دراسة بيليومترية) ،وهي منشورة بمجلة مكتبة الملك فهد الوطنية سنة .0222 حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على خصائص اإلنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات مع مطلع القرن الحادي والعشرين في الفترة من عام 0227حتى عام ، 0220من خالل رصد اتجاهاته العددية والموضوعية واللغوية والزمنية ،باإلضافة إلى سمات التأليف ،عن طريف تحليل هذا اإلنتاج الفكري ،ودراسة التوزيعات اللغوية والموضوعية والفئوية والجغرافية والزمنية ،باإلضافة إلى توزيع المسئولية لمعرفة سمات التأليف من حيث التأليف الفردي ،التعاون في التأليف بين الباحثين العرب في التخصص ،بغية التوصل إلى نتائج ومؤشرات للمستقبل. حيث تعتمد الدراسات البيبليومترية في األساس على إعداد القوائم التي تحصر اإلنتاج الفكري من جهة ، ودراسة االتجاهات العددية والنوعية لهذا اإلنتاج الفكري من جهة أخرى ،أي أنه يعتمد على المنهج البيبليومتري الذي يحول سمات وخصائص اإلنتاج الفكري إلى أرقام يسهل عدها واحصاؤها ومقارنتها ،وبالتالي الحصول على مؤشرات موضوعية لهذا اإلنتاج . وقد مر إعداد الدراسة بالمراحل التالية : 58 إعداد قائمة اإلنتاج الفكري والتي تعتبر األداة الرئيسية لتطبيق المنهج الببليومتري ،لذلك قامت الباحثة بتجميعاإلنتاج الفكري العربي في المجال ،باالعتماد على الدليل البيبليوجغرافي لإلنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات الذي قام بإعداده الدكتور ''محمد فتحي عبد الهادي'' الذي يغطي الفترة من عام 0227 حتى عام .0220 تم حصر اإلنتاج الفكري العربي الذي غطي الفترة الزمنية المحددة للدراسة . استبعاد أوعية المعلومات التي تم إدراجها في الدليل والتي تغطي فترات زمنية سابقة لم يتم إدراجها فياألدلة السابقة. وقد احتوت القائمة البيبليوجرافية ( )0110عمال قام بإعدادها ( )7200مؤلفا تحت ( )011رأس موضوع. تحليل البيانات ،حيث قامت الباحثة بتحليل اإلنتاج الفكري العربي الصادر في مجال المكتبات والمعلوماتفي الفترة ( ،) 0220 – 0227وذلك بدراسة االتجاهات العددية والنوعية والتعرف على السمات المختلفة من حيث :التوزيع الزمني ،التوزيع الجغرافي ،التوزيع النوعي ،التوزيع اللغوي ،التوزيع الموضوعي ،واسهام المؤلفين سواء التأليف الفردي أو المشارك أو الترجمة وغيرها من األدوار التي قامت بها فئة المؤلفين باالستعانة بتطبيق قوانين القياسات الورقية . ب -وهي دراسة ثانية لـ'' :مها أحمد إبراهيم'' بعنوان ( سالسل الكتب في مجال المكتبات والمعلومات – دراسة تحليلية) ،منشورة بمجلة كلية اآلداب بجامعة القاهرة في (أكتوبر .)0220 حيث تعتبر سالسل الكتب من أشكال إتاحة الكتاب ،فهي عبارة عن مجموعة من الكتب ترتبط معا بتسمية معينة وتصدر في شكل شبه موحد ،ومصطلح سالسل الكتب ينقسم إلى شقين أساسيين الشق األول والرئيسي " الكتاب " ،الشق الثاني السلسلة " وما هي إال شكل من أشكال نشر الكتاب ما يميزها هو تجميع الكتب تحت عنوان مميز لها ،ويرجع السبب الرئيسي في اختيار الباحثة لهذا الموضوع أن هذا النوع من مصادر المعلومات لم تح ظ باالهتمام بأي دراسات في مجال المكتبات والمعلومات سواء أكانت دراسات أكاديمية أو بحثية ،إذ هدفت الدراسة إلى التعرف على سالسل الكتب في مجال المكتبات وتحليل سالسل الكتب منذ صدور أول كتاب التي سلسلة في مجال المكتبات والمعلومات وحتى عام 0222والصادرة في الوطن العربي بمختلف اللغات ، وقد تم تجميع الكتب التي تم نشرها داخل سالسل باالعتماد على الدليل الببليوجرافي لإلنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات بطبعاته المختلفة لألستاذ الدكتور'' محمد فتحي عبد الهادي'' حتى عام ،0222 اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي مستعينة بالمنهج البيبليومتري ،التي تعتمد على استقراء خصائص اإلنتاج الفكري المختلفة سواء اللغوية او النوعية أو الموضوعية بهدف الخروج بمؤشرات إحصائية 59 يمكن من خاللها التعرف على سمات اإلنتاج الفكري المنشور في سالسل ،فقامت الباحثة بتحليل الكتب التي تم نشرها داخل سالسل في مجال المكتبات والمعلومات حيث قامت بحصر وتحليل ()501عمال تحت ()700 رأس موضوع لما يقرب من ( )012مؤلفا ،وذلك بدراسة االتجاهات العددية والنوعية والتعرف على السمات المختلفة من حيث مدى اسهام كل سلسلة والتوزيع الزمني والتوزيع الموضوعي ،والتوزيع الفئوي والتوزيع اللغوي ،واسهام المؤلفين . وقد توصلت الدراسة إل ى عدة نتائج من أهما وفي ضوء التوزيع الجغرافي للسالسل موضوع الدراسة فقد احتلت الصدارة جمهورية مصر العربية في عدد السالسل الصادرة بها ،حيث صدر ثمانون سلسلة قامت بنشر 070عمال . وفي ضوء اتجاهات النشر نجد ظاهرة " المؤلف الناشر " حيث نجد ست وعشرون سلسلة مؤلفين يقوموا بنشر أعمالهم بها ،وتشتت األعمال الصادرة في سالسل موضوعيا حيث احتل رأس الموضوع علم المكتبات والمعلومات المرتبة األولى ،كما نالحظ الضعف أو النقص الكبير في اإلنتاج الفكري في بعض الموضوعات مثل " خدمات المكتبات والمعلومات " " ،مهنة المعلومات" و " إدارة المكتبات ومراكز المعلومات ،كما أسهم ( )001مؤلفا بـ ()510عمال من إجمالي عدد األعمال البالغ عددها ( )105عمال بنسبة % 11تتراوح أعمالهم مابين عمال واحدة وأربع أعمال . ح -وهي دراسة لـ'' :سعاد بن شعيرة'' بعنوان (اإلنتاج العلمي في مجال علم المكتبات والمعلومات بالجزائر- دراسة تحليلية بيبليومترية للكتب والمقاالت ورسائل الماجستير والدكتوراه) ،وهي رسالة ماجستير في علم المكتبات غير منشورة سنة 0221/0220 ولقد تم هذا من خالل إعداد قائمة بيبليوغرافية خاصة باإلنتاج العلمي في مجال علم المكتبات والمعلومات بالجزائر ،خاصة أنه لحد اآلن ال يوجد عمل يصف ويحصي هذا اإلنتاج في الجزائر خاصة بعد اطالع الباحثة على الدليل العربي في مجال المكتبات والمعلومات لصاحبة الدكتور " محمد فتحي عبد الهادي " فبادرت هذه األخيرة إلى إعداد الدليل الجزائري ،وذلك للتعرف عليه من جهة وتقديمه للطلبة والباحثين لمساعدتهم في إنجاز بحوثهم العلمية من جهة أخرى ،وكان هذا الهدف األساسي الذي من خالله تم إعداد هذه القائمة البيبليوغرافية . وقد تم االعتماد على المنهج الببليومتري من خالل إعداد القوائم البيبليوغرافية حيث يتلخص في الخطوات التالية : تحديد الهدف :60 أن كل عمل بيبليوغرافي يجب أن يخضع ألهداف محددة مسبقا بحيث يجب أن تتناسب هذه األخيرة وأهداف المؤسسة التابعة لها ،وكما هو معلوم فان هذه القائمة أعدت ضمن بحث مقدم لنيل شهادة الماجيستير في علم المكتبات بجامعة منتوري بقسنطينة ،وموضوع البحث هو " :اإلنتاج العلمي في مجال المكتبات والمعلومات بالجزائر " ،لذلك ،فالغرض األساسي من إنجازها هو خدمة أفراد هذه المؤسسة – الجامعة – وخاصة المتخصصين في علم المكتبات والمعلومات من طلبة وأساتذة وباحثين ،وذلك لمساعدتهم في تجميع المعلومات الخاصة ببحوثهم ونشاطاتهم العلمية في هذا المجال من المعرفة . لذلك كان لزاما على الباحثة تحديد المتغيرات التي تغطي هذا الموضوع ،والمتمثلة في :المجال الزمني والمكاني واللغوي والشكلي ،بدون إهمال الجانب الموضوعي . ولهذا فان الخطوة األولى تمثلت في البحث عن مصادر المعلومات التي سيتم االعتماد عليها في إعداد هذا الدليل ،سواء مصادر مباشرة وغير مباشرة ،وذلك بالرجوع للمواد نفسها من كتب ودوريات وأعمال المؤتمرات والندوات واأليام الدراسية ،والمصادر غير المباشرة من كشافات وفهارس المكتبات واألدلة والببليوغرافيات أهمها الببليوغرافيا الوطنية الجزائرية الوطنية الجزائرية ،بحيث تم تكشيف كل أعدادها باإلضافة إ لى السير الذاتية لمعظم األساتذة المتواجدين باألقسام الثالثة لتدريس علم المكتبات بالجزائر ( الجزائر ،قسنطينة ووهران ). البناء أو تجميع البيانات :بعد تجميع المعلومات والبيانات المذكورة سابق في المرحلة األولى ،فقد تم في هذه المرحلة تقنينها وفق قواعد الوصف الببليوغرافي ،حيث تم االعتماد على قواعد معينة خاصة بالفهرسة الوصفية ،ومن ثمة تطبيقها على المواد التي تم تجميعها لتنتهي مرحلة التكوين والبناء. التنظيم :وهي مرحلة هامة ومميزة بحيث يتم فيها تنظيم وترتيب المواد المجمعة وفق رؤوس موضوعات مقننة ،إلى أنه تم االعتماد على قائمة رؤوس الموضوعات المعدة من قبل الدكتور " محمد فتحي عبد الهادي في الدليل العربي في مجال المكتبات والمعلومات " ،وألحق بها دليل الكشافات التالية: كشاف المؤلفين . كشاف عناوين المذكرات والرسائل الجامعية . قائمة بالمجاالت والدوريات المكشفة . قائمة بالملتقيات والمؤتمرات والندوات المكشفة . أسس التجميع :61 بحيث تم تجميع الببليوغرافيا وفق األسس التالية : الزمن :إذ تغطي الببليوغرافيا فترة زمنية معينة ،لذلك فقد حدد في هذه الدراسة فترة من ظهور تخصص علم المكتبات بالجزائر إلى غاية سنة .0225 المكان :ويتمثل في اإلقليم أو القطر الذي تغطيه البيليوغرافيا ،حيث خصت الباحثة األعمال المعدة والمنجزة أو المنشورة بالجزائر ،سواء بالوطن العربي أو العالم كلل ،إضافة إلى األعمال المنجزة من قبل المختصين األجانب حول الجزائر في مجال التخصص . الفكر :ويتمثل هذا العنصر بالمجال الفكري أو الموضوعي الذي خصص لهذه الدراسة ،وكما هو معلوم فإن مجال الدراسة يتمثل في تخصيص علم المكتبات والمعلومات بكل ما يتضمنه من فروع . اللغة :إذ البد من تحديد اللغة التي سيقتصر عليها تجميع المواد ،سواء عربية أم أجنبية ،و هنا قامت الباحثة بتجميع كل اإلنتاج العلمي الخاص بالمجال المذكور أعاله ،بغض النظر عن اللغة التي كتب بها ،فتجمعت بذلك في أربعة لغات هي العربية ،الفرنسية ،اإلنجليزية ،واأللمانية . نوع المواد :إذ يجب تحديد نوع المادة التي سيقتصر عليها التجميع ،وقد حدد في هذه الدراسة كل من الكتب ،المقاالت ،المجالت ،المداخالت ،رسائل الماجستير والدكتوراه . نوع المصدر :سواء كان أولي أو ثانوي ،مباشرة أم غير مباشر. الشمول أو االختيار :بمعنى أن تكون هذه القائمة شاملة أو مختارة ،وقد جاءت قائمة الدراسة شاملة ألنها جمعت اإلنتاج الفكري في مجال علم المكتبات ،ومختارة كونها خصت موضوعا معينا – علم المكتبات والمعلومات – وبلدا معينا كذلك وهو الجزائر . خرجها فقد تم إنجازها كالتالي: أما عن خطوات إعداد الببليوغرافيا وا ا دراسة الموضوع :فال بد من دراسة الموضوع دراسة وافية ،إضافة إلى التعرف على أقسامه الرئيسيةوالجزئية ،مع ضرورة التعرف على اتجاهات البحث في هذا الموضوع . اختيار المصدر :وذلك بانتقاء مصادر المعلومات التي سيتم االعتماد عليها لتغطية الموضوع سواء كانتأولية أو ثانوية ،مباشرة أو غير مباشرة ،منشور أو غير منشورة ،وتتلخص المصادر غير المنشورة في الببليوغرافيات ( على رأسها الببليوغرافيا الوطنية ) ،الفهارس المطبوع ـ ـة ،مص ـ ـادر متنوع ـ ـ ـة( كدليل محمد فتحي عبد الهادي الدوريات والمجالت العلمية المتخصصة ،الكشافات ...الخ). اختيار رؤوس الموضوعات ،وتم اعتماد رؤوس موضوعات الموجودة بالدليل العربي المذكور سابقا . البحث عن المادة :في المصادر المذكورة سابقا.62 ترتيب المداخل :وتختلف باختالف أنواع الببليوغرافيات ومن بين طرق الترتيب نجد الترتيب الهجائي ،حسباإلقليم الجغرافي( مكان النشر) ،الترتيب الزمني (التاريخي) ،حسب نوع المادة ( كتب ،دوريات ،رسائل جامعية). الترقيم المسلسل :بعد االنتهاء من إعداد الببليوغرافيا يخصص الباحث مسلسل لجميع المواد لتسهيل عمليةإعداد الكشافات . إعداد الكشافات :يهدف إعداد الكشاف إلى تحقيق ...بن الباحث والمعلومات بطريقة سريعة وسهلة وأهمالكشافات (كشاف المؤلفين ،كشاف العناوين ،كشاف المواضيع ). - 00تقيم عام للمنهج الببليومتري : يعتبر المنهج الببليومتري إضافة مميزة لعلم المكتبات والمعلومات فقد وضح '' هوايت وآخرون'' مميزات لتطبيقه في البحث الببليومتري في النقاط التالية( :عبدالهادي)204 ،4000، أ – تحسين الضبط الببليوجرافي لإلنتاج الفكري . ب -يساعد في التحقق من اإلنتاج الفكري البؤري . ج -يساعد على تصنيف اإلنتاج الفكري . د -يساهم في تتبع انتشار األفكار ونمو اإلنتاج الفكري . هـ -يساهم في تقييم نظر معلومات وشبكات معلومات أكثر اقتصادية . و -التنبؤ باتجاهات النشر . ز – وصف أنماط استخدام الكتب من قبل المستفيدين . ج -تنمية وتقييم المجموعات المكتبية . وأهم ما يميز هذا المنهج أيضا اتصافه بالموضوعية إلى حد كبير كونه يعتمد على بيانات من واقع اإلنتاج الفكري دون تدخل شخصي من الباحث. وفي المقابل هناك بعض الصعوبات والعيوب التي يمكن أن تشكل مشكالت بحثية عند استخدام هذت المنهج أهمها : أ -أن القوانين الثالث المشار إليها سابقا ال تطبق بصورة موحدة في كل الحاالت ( الكتب ،الدوريات ، أعمال المؤتمرات )... ، ب -كذلك يمكن أن ُيتبع التحليل الببليومتري السليم بتفسيرات خاطئة . ج -يرى البعض أن القوانين سابقة الذكر مجرد توزيعات إحصائية ال ترقى إلى مستوى القوانين ،ذلك أن القوانين الفعلية في الغالب تكون شارحة ومفسرة للعالقات الثابتة والمتغيرة . 63 المراجع المعتمدة : ( )0أ.الرامي و ب.فالي ،البحث في االتصال عناصر منهجية ،ترجمة ميلود سفاري و آخرون ،مخبر علم اجتماع االتصال ،جامعة قسنطينة ،الجزائر .4440، ( )4أبو القاسم عبد القادر الصالح وآخرون ،المرشد في إعداد البحوث العلمية،مركز البحث العلمي والعالقات الخارجية،جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ،السودان2001، ( )3أحمد إبراهيم خضر ،خطة البحثwww.alukah.net ، ( )0أحمد عياد،المدخل لمنهجية البحث االجتماعي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.4442، ( )5بدر أحمد ،مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات ،دار المريخ ،الرياض0811 ، ( )2بلقاسم سالطنية وحسان الجيالني ،منهجية العلوم االجتماعية ،دار الهدى للطباعة والنشر ،عين مليلة/الجزائر.4440، ( )7رشيد زرواتي ،تدريبات على منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية ،ط ،3ديوان المطبوعات الجامعية ،قسنطينة/الجزائر.4441 ، ( )1عبد هللا عبد الرحمان ومحمد علي بدوي ،مناهج وطرق البحث االجتماعي ،دار المعرفة الجامعية،األسكندرية.4444 ، ( )8عبود عبد هللا العسكري ،منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية،ط ،3دار النمير ،سوريا4440 ، ()04 مانيو جيدير ،منهجية البحث ،ترجمة :ملكة أبيض)PDF(. ()00 مجموعة من أساتذة قسم علم االجتماع والديموغرافيا ،أساسيات في منهجية وتقنيات البحث في ()04 مجموعة من األساتذة تحت إشراف فضيل دليو ،دراسات في المنهجية ،ط ،0ديوان المطبوعات العلوم االجتماعية ،منشورات جامعة منتوري ،قسنطينة/الجزائر4442-4445، الجامعية ،قسنطينة/الجزائر4400، ()03 محمد أسامة السيد، المكتبات والمعلومات في الدول المتقدمة والنامية (االتجاهات،العالقات،المؤسسات ،االنتاج الفكري) ،العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة/مصر0817 ، ()00 محمد عبيدات وآخرون ،منهجية البحث العلمي (القواعد والمراحل والتطبيقات) ،ط ، 4دار وائل ،مصر0888 ، ()05 محمد فتحي عبد الهادي ،البحث ومناهجه في علم المكتبات والمعلومات،الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة/مصر4443، ()02 مصطفى فـؤاد عبيد ،مهارات البحث العلمي ،أكاديمية الد ارسات العالمية ،غزة /فلسطين.4443، 64