رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺗﺄﻟﻴﻒ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء املﻌﺮي ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻛﺎﻣﻞ ﻛﻴﻼﻧﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أﺑﻮ اﻟﻌﻼء املﻌﺮي رﻗﻢ إﻳﺪاع ٢٠١٣ / ١٥٦٢٨ ﺗﺪﻣﻚ٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٣٧٦ ٤ : ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻨﺎﴍ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ املﺸﻬﺮة ﺑﺮﻗﻢ ٨٨٦٢ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٢٠١٢ / ٨ / ٢٦ إن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻏري ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ آراء املﺆﻟﻒ وأﻓﻜﺎره وإﻧﻤﺎ ﱢ ﻳﻌﱪ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ آراء ﻣﺆﻟﻔﻪ ٥٤ﻋﻤﺎرات اﻟﻔﺘﺢ ،ﺣﻲ اﻟﺴﻔﺎرات ،ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﴫ ،١١٤٧١اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﴫ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻛﺲ+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ : ﺗﻠﻴﻔﻮن+ ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ : اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ[email protected] : املﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhttp://www.hindawi.org : ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف :ﺳﺤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب. ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺼﻮرة وﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ملﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ .ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق اﻷﺧﺮى ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. Cover Artwork and Design Copyright © 2013 Hindawi Foundation for Education and Culture. All other rights related to this work are in the public domain. اﳌﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﺠﺰء اﻷول :اﻟﻐﻔﺮان اﻹﻫﺪاء ﺗﺮﺟﻤﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء أﺑﻮ اﻟﻌﻼء املﻌﺮي اﻟﻔﺮدوس ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻋﻮدة إﱃ اﻟﻔﺮدوس 7 9 11 15 19 23 53 73 87 109 اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح 117 119 اﻟﺠﺰء اﻷول اﻟﻐﻔﺮان ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ إﻟﻬﻴﺔ ﻣﴪﺣﻬﺎ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر ﻟﻮ ﺟﺎء ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟ ِﺒﻠﻰ ُﻣ ْﺨ ِﺒ ٌﺮ ﻫ ﻞ ﻓ ﺎز ﺑ ﺎﻟ ﺠ ﻨ ﺔ ﻋُ ﻤﱠ ﺎﻟُ ﻬ ﺎ؟ ﺳ ﺄﻟ ُﺖ ﻋ ﻦ ﻗ ﻮم وأ ﱠر ْﺧ ﺖ وﻫﻞ ﺛ َﻮى ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻧ ُﻮﺑ ْﺨ ُﺖ؟ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء اﻹﻫﺪاء ﺑﻘﻠﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﻛﻴﻼﻧﻲ إﱃ اﻟﺸﺒﺎب املﻔﻜﺮ اﻟﺬي أدرك ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷدب اﻟﺤﻲ ،وﻋﺮف ﻗﻴﻤﺘﻪ وأﺛﺮه ﰲ إﺣﻴﺎء اﻟﻨﻔﻮس وإﻧﻬﺎض اﻟﺸﻌﻮب. إﱃ اﻟﺸﺒﺎب املﻔﻜﺮ اﻟﺬي ا ﱠ ﻃﻠﻊ ﻋﲆ اﻵداب اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺴﺤﺮﺗﻪ أﻧﻐﺎﻣﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪة ،وﻫﺎ َﻟ ُﻪ ﺧﻀﻤﻬﺎ اﻟﺰاﺧﺮ اﻟﺠﻴﺎش ﺑﺸﺘﻰ إﺣﺴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻴﺎة وﺧﻮاﻟﺠﻬﺎ وﻣُﺜﻠﻬﺎ اﻟﺮاﺋﻌﺔ .وﻋﻄﻒ ﻋﲆ اﻵداب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺄﺣﺮج ﺻﺪره ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻂ وﺳﻮء اﻻﺧﺘﻴﺎر ،ﻓﻌﺰف ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺰدرﻳًﺎ ﻧﺎﻗﻤً ﺎ — وﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺬر — واﻧﺪﻓﻊ ﻣﺘﻬﺎﻓﺘًﺎ ﻋﲆ اﻷدب اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺬي وﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﺧﺎﻟﺠﺔ وﺗ ًﺮا ،ﺗﺸﺠﻴﻪ أﻧﻐﺎﻣﻪ وﺗﻤﻸ ﻓﺮاغ ﻧﻔﺴﻪ وﺗﺤﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﰲ أﺳﻤﻰ ﻣﻠﻜﻮت ﺗﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ. إﱃ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ،أﻗﺪم ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي أرى ﻓﻴﻪ ﻓﻨٍّﺎ ﻣﻦ اﻷدب اﻟﻌﺎﱄ ،أﺟﺮؤ ً ً ﻣﺠﺎزﻓﺎ ﰲ زﻋﻤﻲ — أﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﺘﺤﻤﺴﺎ ﻟﻠﻐﺘﻨﺎ ،وﻻ ﻣﺘﻌﺼﺒًﺎ ﻵداﺑﻨﺎ ،وﻻ ﻓﺄزﻋﻢ — ﻻ أَﺟَ ﱢﻞ أﺛﺮ أﺧﺮﺟﻪ أﻛﱪ رأس ﻏﺮﺑﻲ ﻣﻔﻜﺮ ،وﻫﻨﺎ ﻧﻤﺴﻚ اﻟﻘﻮل ﺣﺬ ًرا ﻣﻦ اﻹﴎاف واﻟﺸﻄﻂ … ﺗﺮﲨﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح 1 ُ »ﻛﻨﺖ أدرس ﻋﲆ أﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﻮﻳﻪ — رﺣﻤﻪ ﷲ — وأﺧﺘﻠﻒ إﱃ دار أﺑﻲ اﻟﺤﺴني املﻐﺮﺑﻲ .وملﺎ ﻣﺎت اﺑﻦ ﺧﺎﻟﻮﻳﻪ ،ﺳﺎﻓﺮت إﱃ ﺑﻐﺪاد ،وﻧﺰﻟﺖ ﻋﲆ أﺑﻲ ﻋﲇ اﻟﻔﺎرﳼ .وﻛﻨﺖ أﺧﺘﻠﻒ إﱃ ﻋﻠﻤﺎء ﺑﻐﺪاد :إﱃ أﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺴرياﰲ ،وﻋﲇ ﺑﻦ ﻋﻴﴗ اﻟﺮﻣﺎﻧﻲ ،وأﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة املﺮزﺑﺎﻧﻲ ،وأﺑﻲ ﺣﻔﺺ اﻟﻜﺘﺎﺑﻲ .وﻛﺘﺒﺖ ﺣﺪﻳﺚ رﺳﻮل ﷲ ﷺ ،وﺑﻠﻐﺖ ﻧﻔﴘ أﻏﺮاﺿﻬﺎ ﺟﻬﺪي ،واﻟﺠﻬﺪ ﻋﺎذر«. ُ ﺳﺎﻓﺮت ﻣﻨﻬﺎ إﱃ ﻣﴫ ،وﻟﻘﻴﺖ أﺑﺎ اﻟﺤﺴﻦ املﻐﺮﺑﻲ ،ﻓﺄﻟﺰﻣﻨﻲ أن ﻟﺰﻣﺘﻪ ﻟﺰوم اﻟﻈﻞ، »ﺛﻢ ﴎا» :أﻧﺎ أﺧﺎف ﻫﻤﺔ أﺑﻲ وﻛﻨﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﻜﺎن املِ ﺜْﻞ ،ﰲ ﻛﺜﺮة اﻹﻧﺼﺎف واﻟﺤُ ﻨﻮ .ﻓﻘﺎل ﱄ ٍّ ﺰو ﺑﻪ إﱃ أن ﻳﻮردﻧﺎ وردًا ﻻ ﺻﺪر ﻋﻨﻪ «.وﻗﺎل ﱄ ﻳﻮﻣً ﺎ» :ﻣﺎ ﻧﺮﴇ ﺑﺎﻟﺨﻤﻮل اﻟﻘﺎﺳﻢ أن ﺗَﻨ ْ ِ اﻟﺬي ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ «.ﻓﻘﻠﺖ» :وأيﱡ ﺧﻤﻮل ﻫﻨﺎ؟ ﺗﺄﺧﺬون ﻣﻦ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺳﺘﺔ آﻻف دﻳﻨﺎر ،وأﺑﻮك ﻣﻦ ﺷﻴﻮخ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻫﻮ ﻣُﻌَ ﱠ ﻈﻢ ُﻣ َﻜ ﱠﺮم!« ﻓﻘﺎل» :أرﻳﺪ أن ﺗُﺼﺎر إﱃ أﺑﻮاﺑﻨﺎ ُ ﻓﺄﻋﺪت ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ واملﻮاﻛﺐ واملﻘﺎﻧﺐ ،وﻻ أرﴇ ﺑﺄن ﻳُﺠﺮى ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﺎﻟﻮﻟﺪان واﻟﻨﺴﻮان«. َﺨﻀﺐ أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻫﺬه ﻣﻦ ﻫﺬه«َ ، ﻋﲆ أﺑﻴﻪ ،ﻓﻘﺎل» :ﻣﺎ ْ أﺧﻮ ََﻓﻨﻲ أن ﻳ ِ وﻗﺒَﺾ ﻋﲆ ﻟﺤﻴﺘﻪ وﻫﺎﻣﺘﻪ. وﻋﻠﻢ أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﺼﺎرت ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ وﻗﻔﺔ«. رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وأﻧﻔﺬ إﱄ اﻟﻘﺎﺋﺪ أﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﺟﻮﻫﺮ ،ﻓﴩﻓﻨﻲ ﺑﴩﻳﻒ ﺧﺪﻣﺘﻪ ،ﻓﺮأﻳﺖ اﻟﺤﺎﻛﻢ ً رﺋﻴﺴﺎ ،أﻧﻔﺬ رأﺳﻪ إﻟﻴﻪ ،وﻗﺎل» :ﻫﺬا ﻋﺪوي وﻋﺪوك ﻳﺎ ﺣﺴني «.ﻓﻘﻠﺖ» :ﻣَ ْﻦ ﺑَ ﱠﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺘﻞ ُ وﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻛﺬا ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻪ. ﻳﻮﻣً ﺎ ،ﻳَ َﺮ ﺑﻪ ،واﻟﺪﻫﺮ ﻻ ﻳﻔﱰ ﺑﻪ«. ﻓﺎﺳﺘﺄذﻧﺘﻪ ﰲ اﻟﺤﺞ ،ﻓﺄذِ َن ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ وﺗﺴﻌني ،وﺣﺠﺠﺖ ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام. ﴎا ،ﻳﺮوﻣﻮن اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﻢ ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻢ: وﻋﺪت إﱃ ﻣﴫ ،وﻗﺪ ﻗﺘَﻠﻪ ،ﻓﺠﺎءﻧﻲ أوﻻده ٍّ »ﺧريُ ﻣﺎ ﱄ وﻟﻜﻢ اﻟﻬﺮبُ ،وﻷﺑﻴﻜﻢ ﺑﺒﻐﺪاد ﺧﻤﺴﻤﺌﺔ أﻟﻒ دﻳﻨﺎر ،ﻓﺎﻫ ُﺮﺑﻮا وأ َ ْﻫ ُﺮب «.ﻓﻔﻌﻠﻮا ُ وﻓﻌﻠﺖ. وﺑﻠﻐﻨﻲ ﻗﺘﻠُﻬﻢ ﺑﺪﻣﺸﻖ ،وأﻧﺎ ﺑﻄﺮاﺑﻠﺲ ،ﻓﺪﺧﻠﺖ إﱃ أﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ،وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ إﱃ ﻣﻠﻄﻴﺔ ،وﺑﻬﺎ املﺎﻳﺴﻄﺮﻳﺔ ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﺖ ﺳﻌﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ إﱃ أن ورد ﻋﲇ ﱠ ﻛﺘﺎب أﺑﻲ ُﴪ ﺣَ ْﺴﻮًا ﰲ ا ْرﺗِﻐﺎء؛ ﻗﺎل ﱄ ﻳﻮﻣً ﺎ ﻣﻦ اﻷﻳﺎم» :ﻣﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ ،ﻓﴪت إﱃ ﻣﻴﺎﻓﺎرﻗني ،ﻓﻜﺎن ﻳ ِ ﱡ ﱢ ْ رأﻳﻚ؟« ﻗﻠﺖ» :أﻋﺮﺿﺖ ﺣﺎﺟﺔ؟« ﻗﺎل» :ﻻ ،أردت أن أﻟﻌﻨﻚ «.ﻗﻠﺖ» :ﻓﺎﻟﻌﻨﻲ ﻏﺎﺋﺒًﺎ «.ﻗﺎل: »ﻻ ،ﰲ وﺟﻬﻚ أﺷﻔﻰ «.ﻗﻠﺖ» :و ِﻟﻢَ؟« ﻗﺎل» :ملﺨﺎﻟﻔﺘﻚ إﻳﺎي ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ«. وﻗﻠﺖ ﻟﻪ ،وﻧﺤﻦ ﻋﲆ أُﻧْﺲ ،ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ» :ﱄ ﺣﺮﻣﺎت ﺛﻼث :اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،وﺗﺮﺑﻴﺔ أﺑﻴﻪ ﱄ ،وﺗﺮﺑﻴﺘﻲ ﻹﺧﻮﺗﻪ «.ﻗﺎل» :وﻫﺬه ﺣُ ﺮم ﻣﻬﺘﻜﺔ ،اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻧﺴﺐ ﺑني اﻟﺠﺪران ،وﺗﺮﺑﻴﺔ أﺑﻲ ﻟﻚ ِﻣﻨﺔ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ،وﺗﺮﺑﻴﺘﻚ ﻹﺧﻮﺗﻲ ،ﺑﺎﻟﺨﻠﻊ واﻟﺪﻧﺎﻧري «.أردت أن أﻗﻮل ﻟﻪ» :اﺳﱰﺣﺖ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺐ اﻟﻜﺮام «.ﻓﺨﺸﻴﺖ ﺟﻨﻮن ﺟﻨﻮﻧﻪ. وﻗﺎل ﱄ ﻟﻴﻠﺔ» :أرﻳﺪ أن أﺟﻤﻊ أوﺻﺎف اﻟﺸﻤﻌﺔ اﻟﺴﺒﻌﺔ ﰲ ﺑﻴﺖ واﺣﺪ ،وﻟﻴﺲ ﻳﺴﻤﺢ ﱄ ﻣﺎ أرﺿﺎه «.ﻓﻘﻠﺖ» :أﻧﺎ أﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﺎﻋﺔ «.ﻓﺄﺧﺬت اﻟﻘﻠﻢ ،وﻛﺘﺒﺖ ﺑﺤﴬﺗﻪ: وﻓ ﻲ ﻫ ﻮل ﻣ ﺎ أﻟ ﻘ ﻰ وﻣ ﺎ أﺗ ﻮﻗ ﻊ وﺗَ ْﺴ ﻬ ﻴ ُﺪ ﻋ ﻴ ﻦ واﺻ ﻔ ﺮا ٌر وأدﻣ ﻊ ﻟﻘﺪ أﺷﺒﻬﺘﻨﻲ ﺷﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺑﺘﻲ ﻧ ُﺤ ﻮ ٌل وﺣ ٌ ﺮق ﻓ ﻲ ﻓ ﻨ ﺎء ووﺣ ﺪ ٌة 12 ﺗﺮﺟﻤﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح َ »ﻛﻨﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﻫﺬا ﻗﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ؟« ﻓﻘﻠﺖ» :ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﴎﻋﺔ اﻟﺨﺎﻃﺮ ،وﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻓﻘﺎل: ً ﻋﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ؟« وﻛﺎن أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﻠﻮﻻ ،ﻻ ﻳﻤﻞ أن ﻳﻤﻞ ،وﻳﺤﻘﺪ ﺣﻘ َﺪ ﻣﻦ ﻻ ﺗﻠني ﻛﺒﺪه ،ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﻛﱪه ﻗﺪ رﻛﺐ اﻟﻔﻠﻚ ،ﻓﻠﻤﺎ رأﻳﺘﻪ ﺳﺎد ًرا ﺟﺎرﻳًﺎ ﰲ ﻗﻠﺔ إﻧﺼﺎﰲ ،ﻋﲆ ﻏﻠﻮاﺋﻪ ،ﻣﺤﻮت ذﻛﺮه ﻋﻦ ﺻﻔﺤﺔ ﻓﺆادي: ﻓﻔﻲ اﻟﻨﺎس إن رﺛ ْﺖ ﺣﺒﺎﻟُﻚ واﺻﻞ وﻓﻲ اﻷرض ﻋﻦ ذات اﻟﻘﻠﻰ ُﻣﺘَﺤَ ﻮل وأﻧﺸﺪت اﻟﺮﺟﻞ أﺑﻴﺎﺗًﺎ ،أﻋﺘﺬر ﺑﻬﺎ ﰲ ﻗﻄﻌﻲ ﻟﻪ: ﻋ ﺘ ﻴ ﺪًا ،ﻟ ﻘ ﻠ ﻨ ﺎ إن ﺧ ﻴ ًﺮا ﻣ ﻊ اﻟ ﺸ ﺮ ﺻﺒﺮﻧﺎ ،وﻗﻠﻨﺎ» :ﻻ ﻳﺮﻳﺶ وﻻ ﻳﺒﺮي« وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮ ،إذا دام ،ﻣﻦ ﺻﺒﺮ ﻓ ﻠ ﻮ ﻛ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟ ﺨ ﻴ ﺮ إذ ﻛ ﺎن ﺷ ﺮه وﻟﻮ ﻛﺎن ،إذ ﻻ ﺧﻴﺮ ،ﻻ ﺷﺮ ﻋﻨﺪه، وﻟ ﻜ ﻨ ﻪ ﺷ ﺮ ،وﻻ ﺧ ﻴ ﺮ ﻋ ﻨ ﺪه وﺑﻐﴤ ﻟﻪ — ﻳﺸﻬﺪ ﷲ — ﺣﻴٍّﺎ وﻣﻴﺘًﺎ ،أَوْﺟَ ﺒَ ُﻪ أﺧﺬُه ﻣﺤﺎرﻳﺐ اﻟﻜﻌﺒﺔ اﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ، وﴐﺑﻬﺎ ﻧﻘﻮدًا ودراﻫﻢ ،وﺳﻤﺎﻫﺎ اﻟﻜﻌﺒﻴﺔ ،وأﻧﻬﺐ اﻟﻌﺮب اﻟﺮﻣﻠﺔ ،وﴐب ﺑﻐﺪاد ،وﻛﻢ دم ﺳﻔﻚ ،وﺣﺮﻳﻢ اﻧﺘﻬﻚ ،وﺣﺮة أرﻣﻞ ،وﺻﺒﻲ أﻳﺘﻢ. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﻫﻮ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر اﻟﺤﻠﺒﻲ ،ﻟﻘﺒﻪ دوﺧﻠﺔ ،وﻛﻨﻴﺘﻪ أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ ،وﻳُﻌﺮف ﺑﺎﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ،وﻛﺎن ﻣﻮﻟﺪه ﺑﺤﻠﺐ ﺳﻨﺔ ،٣٥١وﻟﻢ ﻳﺘﺰوج وﻻ أَﻋْ َﻘﺐَ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻛﺘﺐ رﺳﺎﻟﺘﻪ املﺸﻬﻮرة املﻨﺸﻮرة ﺑﺎﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب وﺑﻌﺜﻬﺎ إﱃ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ،اﻟﺬي أﺟﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ووﺳﻤﻬﺎ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان .وﺳﻨﺒني ﺳﺒﺐ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻜﻼم ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أﺛﻨﺎء ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء. 13 ﺗﺮﲨﺔ أﰊ اﻟﻌﻼء اﺳﻤﻪ أﺣﻤﺪ ،وﻛﻨﻴﺘﻪ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ،واﺳﻢ أﺑﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن املﻌﺮي ،وﺑﻠﺪه ﻣﻌﺮة اﻟﻨﻌﻤﺎن ،وﻫﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐرية ﰲ ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﻳﺎ ﺑني ﺣﻠﺐ وﺣﻤﺺ. وُﻟﺪ ﻗﺒﻞ ﻣﻐﻴﺐ ﺷﻤﺲ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ،وﻫﻮ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﴩﻳﻦ ﻣﻦ رﺑﻴﻊ اﻷول ،ﺳﻨﺔ ﺛﻼث وﺳﺘني وﺛﻠﺜﻤﺌﺔ ﻫﺠﺮﻳﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻮاﻓﻖ ﺳﻨﺔ ﺛﻼث وﺳﺒﻌني وﺗﺴﻌﻤﺌﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ. وﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ )٣٦٧ﻫ( أﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﺠﺪري ،ﻓﻜﺎد ﻳﻮدي ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻐﺎدره ﺣﺘﻰ ذﻫﺐ ﺑﻌﻴﻨﻪ اﻟﻴﴪى َ وﻏ َﴙ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎض ﺛﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ ،وﺑﻬﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﺗﻤﺖ أول ﻧﻜﺒﺔ أﻋﺪﻫﺎ ﻟﻪ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ أﻛﱪ اﻷﺛﺮ. ذﻫﺐ إﱃ اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ ﺣﻠﺐ ﺑﻌﺪ أن أﺗﻢ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﲆ أﺑﻴﻪ — وﻛﺎﻧﺖ ﺣﻠﺐ ﰲ زﻣﻨﻪ ﻣﻜﺘﻈﺔ ﺑﺄﻓﺎﺿﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء ورﺟﺎل اﻷدب ،ﻣﻤﻦ دﻋﺎﻫﻢ ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ زﻣﻨﻪ وأﻏﺪق ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻨﻌﻢ ،ﻓﻤﻠﺆا ﺣﻠﺐ ﻋﻠﻤً ﺎ ،ﰲ زﻣﻨﻪ وﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻓﺎﻧﺘﻔﻊ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء. ﺛﻢ ﺳﺎﻓﺮ إﱃ أﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ووﻋﻰ ﻣﺎ ﺷﺎء ﻣﻦ ﻧﻔﺎﺋﺲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ وﺟﺪﻫﺎ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻬﺎ اﻟﺸﻬرية ،وﻛﺎن ﺑﻬﺎ ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺮوم ،اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﻫﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء َ ﺻﻮْﻟﺘﻬﻢ واﻋﺘﺰازﻫﻢ ﺑﻬﺎ. ﺑﺪﻳﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وأﺧﺬ — ﺛﻢ ﺳﺎﻓﺮ إﱃ ﻃﺮاﺑﻠﺲ اﻟﺸﺎم ،وﻣﺮ ﺑﺎﻟﻼذﻗﻴﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ،ﻓﻨﺰل ٍ ً دارﺳﺎ ﻟﻌﻠﻮم اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ وﻏريﻫﺎ — ﻛﺜريًا ﻣﻦ اﻵراء .واﺷﺘﺪت اﻟﺼﻠﺔ ﺑني ﻋﻦ راﻫﺐ ﻓﻴﻪ ﻛﺎن أﺑﻲ اﻟﻌﻼء وﺑني اﻟﻨﺼﺎرى واﻟﻴﻬﻮد ،ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ درس دﻳﻨﻬﻢ وﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﻢ ﻓﻴﻪ ،ﺛﻢ ﻋﺎد إﱃ ﻣﻌﺮة اﻟﻨﻌﻤﺎن. وﻣﺎت أﺑﻮه وﻫﻮ ﰲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﴩة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﺳﻨﺔ ،٣٧٧ﻓﺮﺛﺎه ﺑﻨُﻮﻧﻴﺘﻪ املﻌﺮوﻓﺔ ﰲ ﺳﻘﻂ اﻟﺰﻧﺪ ،وﻫﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺷﻌﺮه ﰲ ﺻﺒﺎه. ﺛﻢ رﺣﻞ إﱃ ﺑﻐﺪاد ﺳﻨﺔ ،٣٩٨وذاع ﺑﻬﺎ ﺻﻴﺘﻪ ،واﻃﻠﻊ ﻋﲆ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﺎ اﻟﺸﻬرية ،واﺷﱰك ﰲ املﺠﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ. رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ُ ﻣﺮض أﻣﻪ وﻓﻘ ُﺮه ﻣﻊ أﻧﻔﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺴﺐ ﺑﺸﻌﺮه وأدﺑﻪ، ﺛﻢ دﻋﺎه إﱃ ﻣﻐﺎدرة ﺑﻐﺪاد ﻓﱰﻛﻬﺎ ﰲ رﻣﻀﺎن ﺳﻨﺔ ٤٠٠ﻫ ،واﺣﺘﻔﻞ ﺑﺘﻮدﻳﻌﻪ أﻫﻞ ﺑﻐﺪاد وﺣﺰﻧﻮا ﻋﲆ ﻓﺮاﻗﻪ أﺷﺪ اﻟﺤﺰن. وإﻧﻪ ﻟﻔﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﱃ املﻌﺮة إذ واﻓﺎه ﻧَﻌْ ُﻲ أﻣﻪ ،ﻓﺘﻤﺖ ﻧﻘﻤﺘﻪ ﻋﲆ اﻟﺪﻧﻴﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻜﺒﺎت اﻟﻔﺎدﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻘﻴﻬﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،أﻛﱪ ﺑﺎﻋﺚ ﻟﻪ ﻋﲆ اﻷﺧﺬ ﺑﻘﺎﻧﻮﻧﻪ اﻟﺼﺎرم اﻟﺬي َﺳﻨﱠﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ :وﻫﻮ اﻋﺘﺰال اﻟﻨﺎس. ﱠ وﻗﺪ ﺣﺎول ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﻓﻠﻢ ﻳُﻮﻓﻖ إﱃ ذﻟﻚ؛ ﻻﻟﺘﻔﺎف اﻟﻄﻼب ﺣﻮﻟﻪ ،وإﻗﺒﺎل اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﻣﻦ املﻌﺠَ ﺒني ﺑﻪ ﻋﲆ زﻳﺎرﺗﻪ ،ووﻓﻮدﻫﻢ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻼد ﻧﺎﺋﻴﺔ ﻟﻴﺘﻠﻘﻮا ﻋﻨﻪ اﻟﻌﻠﻢ. وﻛﺎن ﻟﻪ و َْﻗ ٌ ﻒ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﻋﺎم ﻋﲆ ﺛﻼﺛني دﻳﻨﺎ ًرا ،ﻳﻌﻄﻲ ﺧﺎدﻣﻪ ﻧﺼﻔﻬﺎ وﻳﻨﻔﻖ ً ﻣﺘﻘﺸﻔﺎ زاﻫﺪًا ﻻ ﻳﻤﺪح أﺣﺪًا ﻃﻤﻌً ﺎ ﰲ ﻣﺎل أو ﺟﺎه، ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻨﺼﻒ اﻵﺧﺮ .وﻛﺎن ﻓﻘريًا ﻳﺄﻛﻞ اﻟﺸﻌري وﻳﻠﺒﺲ اﻟﺼﻮف اﻟﻐﻠﻴﻆ. ً وﻫﻮ أول ﻣﻦ َﺧ ﱠ ﻂ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺟﺪﻳﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ،وﻣﻸ ﺷﻌﺮه ﺑﺄﺳﻤﻰ املﺒﺎدئ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎملﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ اﻧﻔﺮد ﺑﻬﺎ دون ﺳﻮاه ﻣﻦ ﺑني ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ. ُ أﻣﺎ ُﻛﺘﺒﻪ ﻓﻌﺪﻳﺪة ﻗﻴﱢﻤﺔ ،وﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮﻫﺎ ﻗﺪ ﻓﻘِ َﺪ ﻟﺴﻮء اﻟﺤﻆ وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﺳﻘﻂ اﻟﺰﻧﺪ ،وﻳﺤﺘﻮي ﺷﻌ َﺮه ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﺸﺒﺎب ،وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ إﻻ ﺑﻀﻊ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺬروة ﰲ اﻹﺟﺎدة ،أﻣﺎ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﺄﻛﺜﺮه ﻣﺘﻜ ﱠﻠﻒ ﺳﺨﻴﻒ أﻓﺴﺪﺗﻪ املﺒﺎﻟﻐﺎت واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،وﻗﺪ اﻋﱰف ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ .وﻛﺘﺎب اﻟﻠﺰوﻣﻴﺎت ،وﻳﻌﺪ ﰲ ﻧﻈﺮﻧﺎ أﻧﻔﺲ دﻳﻮان ﻋﺮﺑﻲ ،وﻳﺸﻤﻞ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﻼﺋﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ،رﻏﻢ ذﻟﻚ اﻟﻘﻴﺪ اﻟﺜﻘﻴﻞ اﻟﺬي أﺧﺬ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻫﻮ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ .ودﻳﻮان اﻟﺪرﻋﻴﺎت ،وﻫﻮ ﺧﺎص ﺑﻮﺻﻒ اﻟﺪروع .ورﺳﺎﻟﺔ املﻼﺋﻜﺔ ،ورﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث. وﻣﻦ أﻣﺘﻊ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ :رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ،اﻟﺘﻲ ﺗُﻌَ ﱡﺪ — ﺑﺤﻖ — أﻧﻔﺲ أﺛﺮ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﺰوﻣﻴﺎت ،واﻟﺘﻲ ﺧﺼﺼﻨﺎ ﻟﺪراﺳﺘﻬﺎ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. وإﻧﻤﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻻﺳﻢ )اﻟﻐﻔﺮان(؛ ﻷن اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺘﻪ إﱃ إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ — وﻗﺖ إﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح — ﻫﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻦ ﻓﺎزوا ﺑﺎملﻐﻔﺮة وﻣﻦ ﺣُ ﺮﻣﻮﻫﺎ ﰲ اﻟﺪار اﻵﺧﺮة .وﻣﻤﺎ ﻳﺴﱰﻋﻲ اﻧﺘﺒﺎﻫﺘﻚ ﻓﻴﻬﺎ ،أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺆال ﻣﻦ ﻳﺼﺎدﻓﻪ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ» :ﺑﻢ ﻏﻔﺮ ﻟﻚ؟« ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺆال ﻣﻦ ﻳﺠﺪه ﰲ اﻟﻨﺎر» :ﻟﻢ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﻗﻮﻟﻚ …؟ إﻟﺦ«. 16 ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء وﻧﺤﺴﺐ أن أﺑﺎ اﻟﻌﻼء ﺑﻌﺪ أن ﻻزﻣﺘﻪ ﻓﻜﺮة اﻟﺒﻌﺚ ﺗﻠﻚ املﺪة اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،وﺑﻌﺪ أن أﻧﻀﺠﻬﺎ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،وأﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﰲ ﺻﻮر ﺷﺘﻰ ،ردد ﰲ ﻛﺜري ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻴﻠﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ إﱃ اﺳﺘﻔﺴﺎر ﻣﻦ ﻣﺎﺗﻮا ﻋﻤﺎ ﻟﻘﻮه ﻣﻦ أﺻﻨﺎف اﻟﻨﻌﻴﻢ أو اﻟﻌﺬاب ،وود ﻟﻮ أﺗﻴﺢ ﻟﻪ اﻟﻈﻔﺮ ﺑﺴﺆال واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻋﻨﻪ اﻟﻴﻘني ،وﻳﻀﻊ ﺣﺪٍّا ﻟﺸﻜﻮﻛﻪ وﺣريﺗﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺮاه ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻟﻮ ﺟﺎء ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺒﻠﻰ ُﻣ ْﺨ ِﺒﺮ ﻫ ﻞ ﻓ ﺎز ﺑ ﺎﻟ ﺠ ﻨ ﺔ ﻋُ ﻤﱠ ﺎﻟُ ﻬ ﺎ؟ ﺳ ﺄﻟ ﺖ ﻋ ﻦ ﻗ ﻮم وأ ﱠر ْﺧ ﺖ وﻫﻞ ﺛ َﻮى ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﻧﻮﺑﺨﺖ ﻧﻘﻮل :إن أﺑﺎ اﻟﻌﻼء ﺑﻌﺪ أن ﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺎﻧﻲ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ،ﻟﺠﺄ إﱃ اﻟﺨﻴﺎل — وﻣﺎ أوﺳﻊ ﻋﺎملﻪ ،إذا ﺿﺎق ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ — وأودع ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺧﻼﺻﺔ أﻓﻜﺎره، وﻫﻲ ﰲ اﻋﺘﻘﺎدﻧﺎ أوﺿﺢ وأدق وأﺑﺮع ﺻﻮرة ﺷﻌﺮﻳﺔ ،ﻗﺮأﻧﺎﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﻌﺚ وأﺣﻮال اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ. وﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﺳﻨﺔ ٤٢٤ﻫ وﻫﻮ ﰲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺴﺘني ﻣﻦ ﻋﻤﺮه )اﻧﻈﺮ ﺟﺰء .(٢ ْ ﻧﻴﻔﺖ أﺟﺰاؤه ﻋﲆ املﺌﺔ ،وﻻ ﻳﻌﻠﻢ — وﻣﻦ أﻫﻢ ﻛﺘﺒﻪ املﻔﻘﻮدة :ﻛﺘﺎب اﻷﻳﻚ واﻟﻐﺼﻮن ،اﻟﺬي إﻻ ﷲ وﺣﺪه — ﻣﻘﺪار اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ،ﺑﻞ اﻟﻨﻜﺒﺔ اﻟﻔﺎدﺣﺔ ،اﻟﺘﻲ أ ﱠمل ْﺖ ﺑﺎﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﺮاء َﻓ ْﻘ ِﺪ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي أﺧﺮﺟﻪ ذﻟﻚ اﻟﺮأس املﻔ ﱢﻜﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ .وﻟﺴﻨﺎ ﻧﺮﺗﺎب ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮه ﻋﻦ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت ذﻟﻚ ﱢ اﻟﺴﻔﺮ اﻟﺠﻠﻴﻞ؛ ﻓﺈن اﻟﺬي ﻳﺠﻴﺐ ﺻﺎﺣﺒًﺎ ﻟﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ،وﻳﻘﻮل ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ» :ﻛﺎن ﻣﻦ ﺳﻮاﻟﻒ اﻷﻗﻀﻴﺔ أﻧﻲ أﻧﺸﺄت أﺑﻨﻴﺔ أوراق ﺗَﻮ ﱠَﺧﻴ ُْﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺪق اﻟﻜﻠﻤﺔ … إﻟﺦ«. ً رﺟﻼ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﻻ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﻋﻠﻴﻪ ،إذا ﻗﺼﺪ إﱃ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ أن ﻳُﺨﺮج ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻣﺜﻞ إن ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺠﻠﻴﻞ اﻟﺸﺄن. َ ْ أودت ﺑﻪ ﻋﻠﺔ ﻻزﻣﺘﻪ أﻳﺎﻣً ﺎ ﺛﻼﺛﺔ ،وﻛﺎن ﻣﻮﺗﻪ ﻧﻴﻒ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻋﲆ اﻟﺜﻤﺎﻧني ﺳﻨﺔ ،ﺛﻢ ﰲ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﴍ ﻣﻦ رﺑﻴﻊ اﻷول ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ وأرﺑﻌني وأرﺑﻌﻤﺌﺔ. 17 أﺑﻮ اﻟﻌﻼء اﳌﻌﺮي ﻟﺤﴬة اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺮﻳﺪ وﺟﺪي ﺑﻚ: اﻟﻔﻜﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺼﻴﺺ ﻣﻦ اﻟﻨﻮر اﻹﻟﻬﻲ اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻮد ،واملﻔﻜﺮون ﻣﺼﺎﺑﻴﺤﻪ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﲆ ﻣﻦ دوﻧﻬﻢ ،ﻓﻴﻬﺘﺪون ﺑﻪ ﰲ ﺳﻠﻮك دﻳﺎﺟري ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة .ﻓﻠﻮﻻﻫﻢ ﻟﺨﺒﻂ اﻟﺴﺎرون ﰲ ﻣﺘﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ،ﻻ ﻳﻬﺘﺪون إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ،وﻻ ﻳﻨﺘﻬﻮن ﻣﻦ وﺟﻮدﻫﻢ إﱃ ﻧﻬﺎﻳﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ أُﻟﻘﻲ وﻫﻢ ﰲ أﺣَ ﱢ ﰲ روع اﻟﻨﺎس — ﺣﺘﻰ ُ ﻂ درﺟﺎت اﻟﺘﻌﻘﻞ — إﻛﺒﺎ ُر املﻔﻜﺮﻳﻦ وﺗﻌﻈﻴﻤﻬﻢ، وﺗَ َﻠ ﱡﻘﻒ أﻗﻮاﻟﻬﻢ وآراﺋﻬﻢ .و ُرب أﻣﺔ ُرزﻗﺖ واﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻨﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻤﺎت إﱃ اﻟﻨﻮر ،ﺑﻌﺪ ً أﺟﻴﺎﻻ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﰲ ﻛﺴﻒ ﻣﻦ دوﻧﻬﺎ ﻛﺴﻒ ،وﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﻮﺟﻮد وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ أن ﻋﺎﺷﺖ ﻗﺒﻠﻪ اﻟﻮﺟﻮد. ُ ﺻﺎﻏﺔ اﻟﻜﻼم ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻣﻦ املﱪﱠزﻳﻦ، أﺑﻮ اﻟﻌﻼء املﻌﺮي واﺣﺪ ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ املﻔﻜﺮﻳﻦ ،ﻋَ ِﺮ َﻓ ُﻪ وﻋَ ﱠﺪ ُه ﻧ َ َﻘﺪ ُة اﻷﻓﻬﺎم ﺣﻜﻴﻤً ﺎ ﻣﻦ املﻘﺪﱠﻣني ،ﻓﻮﺟﺪ ﻫﺆﻻء وﻫﺆﻻء ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ أﻗﴡ ﻣﺎ ﺗﺘﻄﻠﻊ إﻟﻴﻪ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮ وإﺑﺪاع ،وﺧﻴﺎل واﺧﱰاع ،وﴎﻳﺎن ﰲ ﴎاﺋﺮ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت ،واﺳﺘﺠﻼء ﻟﺤﻘﺎﺋﻖ املﻮﺟﻮدات. إﻻ أن ﻓﻀﻞ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﻋﴫ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر أﺟﲆ وأﻛﻤﻞ ﻣﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﰲ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﻫﺬا :ﻋﻬﺪ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺸﻜﻮك ،ﻋﻬﺪ املﺬاﻫﺐ واملﻘﺎﻻت؛ 1ﺣﻴﺚ اﺷﺘﺠﺮت اﻟﻌﻘﻮل، ً أﺻﻮﻻ راﺳﺨﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ وﺗﻨﺎﺣﺮت اﻵراء ،وﺛﺎرت أﻋﺎﺻري اﻟﺮﻳﺐ ،ﻓﺎﻛﺘﺴﺤﺖ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻟﻈﻬﻮر ﻓﻀﻞ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻫﺬا املﻀﻄﺮب ﺻﺤﺒﺖ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪه اﻷﻗﺪم .ﻓﻜﺎن ِ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻟﻠﻤﺬاﻫﺐ ،واملﺰدﺣﻢ اﻟﺮاﺋﻊ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺎت ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﺑﺪت ﻣﻦ ﺣﺮارة اﻟﻜﻔﺎح ﻣﺎ ﻛﺎﺑﺪت، أﺛ ٌﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﰲ ﻧﻔﻮس املﻌﺎﴏﻳﻦ ،ارﺗﻔﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻪ إﱃ املﻜﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﺑني اﻟﺴﺎﺑﻘني اﻷوﻟني. رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﻲ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪﻫﻢ ﻇﻮاﻫﺮ اﻷﻟﻔﺎظ دون ﺑﻮاﻃﻨﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎه ﻛﻞ ﻣﻔﻜﺮ ﺧﻠﺺ ﻣﻦ أﻏﻼل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،ﻓﺎﺗﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺑﺎﻹﻟﺤﺎد واﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ،وﻗﻮﱠﻟﻮه ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ املﺰري ﺑﺎﻷدﻳﺎن ،اﻟﺤﺎ ﱢ ط ﻣﻦ ﻛﺮاﻣﺔ ﻣﺆﺳﺴﻴﻬﺎ .وﺗﺼﺪى ﻛﺜريٌ ﻣﻦ أﺋﻤﺔ املﺘﺄدﺑني ﻟﺘﱪﺋﺘﻪ ﻣﻤﺎ ﻧُﺴﺐ إﻟﻴﻪ ،ﻓﻜﺎن ﻣﻦ أﺛﺮ ذﻟﻚ أن ﺗﻜﻮﱠن ﺣﻮل اﺳﻤﻪ ﺟﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﺣﻤﻞ اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻮرع ﻋﲆ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﺷﻌﺮه ،ﺣﺘﻰ إن ﻣﺼﺤﺢ املﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣريﻳﺔ ﺗﺤﺮج ﻣﻨﺬ أرﺑﻌني ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻟﺰوﻣﻴﺎت أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ،وﻛﺎن ﻧﺎﴍﻫﺎ ﻳﻄﺒﻌﻬﺎ ﻫﻨﺎك ،ﻓﺠﺎءت ﻛﺜرية اﻷﺧﻄﺎء ﻣﻦ ﺟﺮاء ذﻟﻚ! أﻳﻦ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺗﺰاﺣﻢ اﻷدﺑﺎء واملﻔﻜﺮﻳﻦ ﰲ أوروﺑﺎ ﻋﲆ ورود ﻣﻨﺎﻫﻞ رﺟﺎﻻﺗﻬﻢ اﻷﻋﻼم وﻋﻨﺎﻳﺘﻬﻢ ﺑﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺷﺎردة وآﺑﺪة ﻣﻦ أﻗﻮاﻟﻬﻢ وآراﺋﻬﻢ. ﻟﻢ ﻳُﻌْ َﻦ اﻟﻐﺮﺑﻴﻮن ﺑﻨﺒﻐﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺨﻄﺌﻮن وﻻ ﻳﺨﻠﻄﻮن ،أو أﻧﻬﻢ ﻣﻠﻬَ ﻤﻮن وﻣﺤﺪﱠﺛﻮن ،ﺑﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﻢ ﻣﻔﻜﺮون أﺣﺮار ،ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪون ﺑﺎملﺬاﻫﺐ ،وﻟﻢ ﻳُﺨﻀﻌﻮا ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻟﻐﺎﺻﺐ ،ﻓﺤ ﱠﻠﻘﻮا ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ املﻌﺎﻧﻲ ﰲ ﺟﻮ ﺧﻠﺺ ﻣﻦ ﺷﻮاﺋﺐ اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ ،ﻓﻘﻄﻔﻮا ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻘﻪ أزاﻫ َﺮ أودﻋﻮﻫﺎ ﻧ َ ْ ﻈﻤَ ﻬﻢ وﻧَﺜ ْ َﺮﻫﻢ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﺑﻬﻨﺎت ﻣﻤﺎ ﻳﻼزم اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻷرﺿﻴﺔ. ﻓﺎ ُملﻜﺒﻮن ﻋﲆ رﺷﺤﺎت أﻗﻼﻣﻬﻢ إﻧﻤﺎ ﻳﺘﻨﺴﻤﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل أﺳﻄﺮﻫﺎ ﻧﺴﻤﺎت ﺗﻠﻚ اﻷزاﻫﺮ ،ﻓﺘﻔﻌﻤﻬﻢ ﺑﺮﻳﺎﻫﺎ اﻟﺸﺬي ،وﺗﺤﻴﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺮوﺣﻬﺎ اﻟﻌﻠﻮي. ﻓﻠﻮ أراد ﻧﺎﻗﺪ ﻣﻌﺎﴏ أن ﻳﺠﻤﻊ ﺳﺨﺎﻓﺎت أﻣﺜﺎل ﺷﻴﻜﺴﺒري وداﻧﻲ وﻓﻮﻟﺘري وﻓﻴﻜﺘﻮر ﻫﻮﺟﻮ ،ملﻸ ﻣﻨﻬﺎ أﺳﻔﺎ ًرا .وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻌﺪل ﰲ ﳾء؛ إذ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻨﺎﻗﺪ ﻗﺪ ﻗﴫ ﻧﻈﺮه ﻋﲆ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻜﻼم ،وﻟﻢ ﻳﺘﻨﻮر اﻟﺮوح املﻮدﻋﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺤﺮم ﻧﻔﺴﻪ أﺣﻮج ﻣﺎ ﻳﻜﻮن إﻟﻴﻪ. ﺑﻬﺬه اﻟﻌني ﻳﺠﺐ أن ﻳُﻨﻈﺮ ﻟﻠﻨﺎﺑﻐني واﻟﻌﺒﻘﺮﻳني ،وﺑﻬﺬه اﻟﻨﻬﻤﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﻨﻰ ﺑﻤﺎ دوﻧﻮه ﰲ اﻟﻄﺮوس ﻣﻦ ﻣﻨﺜﻮرﻫﻢ وﻣﻨﻈﻮﻣﻬﻢ .وأﺑﻮ اﻟﻌﻼء واﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ،ﺑﻞ ﻣﻦ أﺑﻌﺪﻫﻢ ﻏﻮ ًرا، ﺳﺠﻼ ،وأﻋﺬﺑﻬﻢ ﻣﻮردًا ،وأﻋﺠﺒﻬﻢ ً ً ﺣﺎﻻ. وأﻣﺜﻠﻬﻢ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺴﺒﻴﻞ إﻳﺮاد ﺗﺎرﻳﺦ ﺻﺎﺣﺐ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ،ﻏري أﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮل :إﻧﻪ ﻛﺎن ﻛﻔﻴﻒ اﻟﺒﴫ ،ﻛﻜﺜريﻳﻦ ﻗﺒﻠﻪ وﺑﻌﺪه ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﺑﻎ ،وﻛﺎن ﻣﻊ ﻋﺮاﻗﺘﻪ ﰲ اﻟﺸﻌﺮ ،وﺗﴫﻓﻪ ﰲ ﻓﻨﻮﻧﻪ، ﻟﻢ ﻳ َُﻘ ْﻠﻪ ﻣ ﱢ ُﺘﻜﺴﺒًﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻂ ،وﻛﺎن ﻣﻜﺘﻔﻴًﺎ ﺑﻐ ﱠﻠ ِﺔ و َْﻗ ٍﻒ ﻟﻪ ﺗﺒﻠﻎ ﺛﻼﺛني دﻳﻨﺎ ًرا ،ﻛﺎن ﻳﻌﻄﻲ ﺧﺎدﻣﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺼﻔﻬﺎ ،وﻳﻘﻨﻊ ﺑﻨﺼﻔﻬﺎ اﻵﺧﺮ ﻃﻮل ﺳﻨﺘﻪ. أﻋﺠﺐُ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ وأدل ﻋﲆ ﻓﻀﻠﻪ وﻧﺰوﻋﻪ ﻋﻦ ﻗﺬر ﻫﺬا اﻟﻌﺎ َﻟﻢ وﻣﻈﺎملﻪ ،ﺗَ َﻘ ﱡﺰ ُز ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ أﻛﻞ اﻟﻠﺤﻢ ،وﺗﺄﺛﱡﻤﻪ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﺤﻴﻮان ﺑﻌﺪ اﻷرﺑﻌني ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،ﻓﻌﺎش ﺑﻌﺪﻫﺎ ً ﻧﻴﻔﺎ 20 أﺑﻮ اﻟﻌﻼء املﻌﺮي وأرﺑﻌني ﺳﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﻤﺲ ﺷﻔﺘﺎه ﺟﺜﺔ ﻛﺎﺋﻦ ﺣﻲ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ملﺎ ﻣﺮض املﺮﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺤﻪ ﻃﺒﻴﺒﻪ ﺑﺄﻛﻞ َﻓ ﱡﺮوج ﻟﻠﺘﱠﻘﻮي ﺑﻪ — ﰲ زﻋﻤﻪ — ﻓﺄﺑﻰ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء أن ﻳﺴﺘﺒﻘﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺈزﻫﺎق روح ،ﻓﻌﻤﺪ أﻫﻠﻪ إﱃ ﻓ ﱡﺮوج ﻓﺬﺑﺤﻮه دون أن ﻳَﻌﻠﻢ ﻫﻮ ذﻟﻚ ،ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻮه إﻟﻴﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻨﺎوﻟﻪ أدرﻛﻪ ﻧﻔﻮر ﻣﻨﻪ وأﻟﻘﺎه ﻣﻦ ﻳﺪه ،ﻓﺄﺧﱪوه ﺑﺄﻧﻬﻢ إﻧﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﺸﻔﺎﺋﻪ ،ﻓﻤﺪ ﻳﺪه ﺛﺎﻧﻴﺔ وأﻣﺴﻚ اﻟﻔﺮوج وﻗﺎل ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺨﺎﻃﺒﻪ :ﻣﺴﻜني أﻳﻬﺎ اﻟﻔﺮوجِ ،أﻣﻨﻮا َﴍﱠك ﻓﺬﺑﺤﻮك، وﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﺧﺎﻓﻮا َ ﺑﺄﺳ َﻚ ﻟﻬﺎﺑﻮك .ﺛﻢ رﻣﻰ ﺑﻪ وﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌًﺎ. ُ ُ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﺤﺮم ﻧﻮ ًرا ﻋﻠﻮﻳٍّﺎ ،وﻻ ﺗﻤﻨﻊ ﻋﺮوﺟً ﺎ ﺳﻤﺎوﻳٍّﺎ ،ﻓﻼ ﻋﺠﺐ أن ﻋﺜﺮﻧﺎ ﰲ ﺷﻌﺮ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء وﻧﺜﺮه ﻋﲆ ﻟﻄﺎﺋﻒ وﺟﺪاﻧﻴﺔ ،ﻻ ﺗﺘﻨﺰل ﻋﲆ ﺳﻮاه ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ وأﴎى ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ .وﻻ َﻏ ْﺮ َو ﺑﻌﺪ ﻫﺬا أن ﺣَ َ ﺼ َﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮة واﻹﻗﺒﺎل ﰲ اﻟﻌﴫ اﻷﺧري — ﻋﴫ اﻟﻨﻘﺪ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ — أﻛﺜ ُﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ وﻫﻮ ﺑني ﻇﻬﺮاﻧﻲ ﻣﻌﺎﴏﻳﻪ ،واملﺤﻴﻄني ﺑﻪ ﻻﻟﺘﻘﺎط اﻟﺪرر ﻣﻦ ﻓﻴﻪ. وأن أﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ وأﺟﻤﻌﻪ ﻵراﺋﻪ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻠﻢ واﻷﺧﻼق ،وﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺸﻌﺮ وﻓﻨﻮﻧﻪ ورﺟﺎﻟﻪ وﻋﻴﻮﻧﻪ ،آﻳﺘﻪ املﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان؛ ﻓﻘﺪ َ ﺻﻮرت ﻣﻦ روﺣﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳُﺼﻮره ﺷﻌﺮه ﻟﻠﺪﻫﻤﺎء ،ﻓﻔﻲ اﻟﺸﻌﺮ ﺣﻮاﺋﻞ ﻣﻦ اﻷوزان واﻟﻘﻮاﰲ وﻟﺰوم ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﺰم ،ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﺑﻌﻴﺪة املﻨﺎل ،وﺗُﻨﻮر اﻟﺮوح املﻮدَﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﺷﻖ املﺤﺎوﻻت .وﻟﻜﻦ اﻟﻨﺜﺮ ُ ﻟﺨﻠُﻮﱢه ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﻮاﺋﻞ ،ﺗﺘﺠﲆ ﻓﻴﻪ روح ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺄﺟﲆ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ،وﺗﺘﺒني أﻏﺮاﺿﻪ ﺑﺄﻗﻞ ﻛﻠﻔﺔ ،وإن ﻛﺎن دون اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺄﺛري ﰲ اﻟﻨﻔﺲ ،واﻟﺴﻄﻮة ﺑﺎﻟﻌﻮاﻃﻒ — ﻓﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻮﺟﻬﺔ ﻃﻠﺒﺔ ﻛﻞ ﻣﺤﺐ ﻻﺳﺘﴩاق روح أﺑﻲ اﻟﻌﻼء .وﻟﻜﻦ ﻳﺤﻮل دون ﻫﺬه اﻟﻔﺎﺋﺪة ﴐب أﻣﺜﺎل ﺷﺎردة اﻟﻌﻈﻤﻰ أﻧﻪ أ َ ْﻛﺜ َ َﺮ ﻣﻦ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﻠﻐﺔ ،وأﻃﺎل ﰲ ﴎد ﻋﺒﺎرات ﻏﺎﻣﻀﺔ أو َ ْ اﻟﻌﺮﺑﻲ ُ اﻟﻘﺢ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻬﺪ .وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻄﻲ ﻗﺎرأﻧﺎ ً ﻣﺜﻼ ﻣﻦ ذﻟﻚ، أو ذِ ْﻛﺮ ﻣﺎ ﻻ ﻳَﻌﻨﻲ إﻻ ﱠ ﻗﺎل» :ﻗﺪ ﻋﻠﻢ اﻟﺤﱪ اﻟﺬي ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻪ ﺟﱪﻳﻞ ،وﻫﻮ ﰲ ﻛﻞ اﻟﺨريات ﺳﺒﻴﻞ ،أن ﰲ ﻣﺴﻜﻨﻲ ﺧﻤﺎﻃﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻂ أﻓﺎﻧﻴﺔ ،وﻻ اﻟﻨﺎﻛﺰة ﺑﻬﺎ ﻏﺎﻧﻴﺔ«. َ َ َ َ وﻗﺎل» :وأن ﰲ ﻃﻤﺮي ﻟﺤﻀﺒًﺎ وﻛﻞ ﺑﺄذاﺗﻲ ،ﻟﻮ ﻧﻄﻖ ﻟﺬﻛﺮ ﺷﺬاﺗﻲ ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺴﺎﻛﻦ ﰲ اﻟﺸﻘﺎب ،وﻻ ﺑﻤﺘﴩف ﻋﲆ اﻟﻨﻘﺎب ،ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺷﺘﺎء وﻻ ﺻﻴﻒ ،وﻻ ﻣﺮ ﺑﺠﺒﻞ وﻻ ﺧﻴﻒ … إﻟﺦ إﻟﺦ«. ﻓﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا املﻌﺮض ﻳﺼﻌﺐ ﻋﲆ اﻷﻛﺜﺮﻳﻦ ﻗﺮاءﺗُﻬﺎ وﻣﺰاوﻟﺘﻬﺎ ،واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻤﱠ ﺎ ﺣﻮﺗﻪ ﻣﻦ آراء ﻣُﺴﺪﱠدة ،وأﺣﻜﺎم ﻋﺎدﻟﺔ ،وﻧﻈﺮات ﺛﺎﻗﺒﺔ .وﻟﻮ أﺣﺼﻴﻨﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻗﺮأ ﻫﺬه 21 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ املﺘﺄدﺑني َﻟﻤَ ﺎ أﻟﻔﻴﻨﺎﻫﻢ ﻳﺠﺎوزون اﻟﻌﴩة ﰲ املﺌﺔ ،وﻫﺬا ﺣﺮﻣﺎن ﻳﺄ َﻟﻢ ﻣﻨﻪ ﻃﻼب اﻷدب اﻟﻌﺎﱄ. ﻓﺒﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﷲ أﻟﻬﻢ اﻟﻔﺎﺿﻞ اﻷملﻌﻲ ﻛﺎﻣﻞ أﻓﻨﺪي ﻛﻴﻼﻧﻲ أن ﻳُﻠﺨﺺ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﲆ أﺳﻠﻮب ﺗَ ْﱪُز ﺑﻪ أﻏﺮاض أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﻛﺎﻣﻠﺔ ،دون أن ﻳَﺤُ ﻮل ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑني اﻟﻘﺎرئ ﻣﺎ أﺣﻴﻄﺖ ً ﺛﻘﻴﻼ ﺑﻪ ﻣﻦ املﱰادﻓﺎت اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ واﻟﺸﺆون املﺤﻠﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﺒﺌًﺎ ﻋﲆ املﻌﺎﴏﻳﻦ ﻳﻜ ﱡﺪ أذﻫﺎﻧَﻬﻢ وﻳﻜ ﱡﻞ ﻋﺰاﺋﻤﻬﻢ وﻳﻘﻒ ﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻳَﺘﻌَ ﱠﺪوْﻧﻪ .وﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ املﺸﻜﻮر اﻟﺬي ﻧُﺴﺠﻠﻪ ﻷدﻳﺒﻨﺎ اﻟﺸﺎب ﺑﺎﻹﻋﺠﺎب ،أﻧﻪ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺣُ ﺴﻦ ُ وﺗﻨﺎﺳﺐ اﻷﺟﺰاء ،وﺗﻮاﻓﺮ اﻷﻏﺮاض ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﺨﻴﻞ ﻟﻠﻘﺎرئ أﻧﻪ ﻳﻘﺮأ رﺳﺎﻟﺔ أﺑﻲ اﻻﺗﺴﺎق، ً ﻳﺰد ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻓﺎ ،وﻻ ﻣﻦ اﻟﻌﻼء ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻳﺪ اﻟﺘﻠﺨﻴﺺ ،وأﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬا أﻧﻪ ﻟﻢ ِ ً ﻏﺮﺿﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻮﺟﻬﺔ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ رأﻳﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب. أﻏﺮاﺿﻬﺎ أﻣﺎ ﻓﻮاﺋﺪ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻼ ﻧَﺨﺎﻟﻬﺎ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﲆ أﺣﺪ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺗﺪاول ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، ﱡ وﺗﻴﴪ ﺗﻜﺮارﻫﺎ .وﻫﻲ ﻓﻮاﺋﺪ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺣ ﱠﺪ ﻣﺪاﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻊ وﻋﻤﻮم اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﻬﺎ، اﻟﻌﺎم ،وﻻ أن أُوﰲ ﻣﺴﺒﱢﺒَﻬﺎ اﻟﺸﻜﺮ ﻋﲆ ﺟﻠﻴﻞ ﺧﺪﻣﺘﻪ ،ﻓﺎهلل ﻳﺘﻮﱃ ﻣﺜﻮﺑﺘﻪ ،وﻳُﺠﺰل ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ، وﻳﻨﻔﻊ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻫﺬا ﻃﻼبَ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻋﺸﺎق اﻟﻔﻨﻮن اﻷدﺑﻴﺔ ،إﻧﻪ أﻛﺮم ﻣﺴﺆول. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1املﺬاﻫﺐ. 22 اﻟﻔﺮدوس ﻜﻢ ﻣﺴﺠﻮر 1 ،وﻣَ ﻦ ﻗﺮأﻫﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻣﺄﺟﻮر2 ، وﺻﻠﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺑَﺤ ُﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤِ َ ُ وﻏﺮﻗﺖ ﰲ ُ وﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ اﺗﺴﺎق ﻋﻘﻮدﻫﺎ اﻟﻔﺎﺧﺮة ،وﰲ ﻗﺪرة رﺑﻨﺎ — ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘُﻪ أﻣﻮاج ﺑﺪﻋﻬﺎ اﻟﺰاﺧﺮة، — أن ﻳﺠﻌﻞ ﻛﻞ ﺣﺮف ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺒﺢ ﻧﻮر ﻻ ﻳﻤﺘﺰج ﺑﻤﻘﺎل اﻟﺰور .وﻟﻌﻠﻪ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ — ﻗﺪ ﻧَ َ ﺼﺐَ ﻟﺴﻄﻮرﻫﺎ ا ُملﻨﺠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻬﺐ ﻣﻌﺎرﻳﺞَ 3ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ أو اﻟﺬﻫﺐ ،ﺗﻌﺮج ﺑﻬﺎ املﻼﺋﻜﺔ ﻣﻦ َﺼﻌَ ُﺪ ا ْﻟ َﻜ ِﻠ ُﻢ اﻟ ﱠ ﻄﻴﱢﺐُ وَا ْﻟﻌَ ﻤَ ُﻞ ﱠ اﻷرض إﱃ اﻟﺴﻤﺎء ،ﺑﺪﻟﻴﻞ اﻵﻳﺔ﴿ :إ َﻟﻴْ ِﻪ ﻳ ْ اﻟﺼﺎﻟِﺢُ ﻳَ ْﺮ َﻓﻌُ ﻪُ﴾. ﴐبَ ﷲ ُ ﻣَ ﺜ َ ًﻼ َﻛﻠِﻤَ ًﺔ َ وﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ املﻌﻨﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ﴿ :أ َ َﻟ ْﻢ ﺗَ َﺮ َﻛﻴ َ ﻃﻴﱢﺒ ًَﺔ ْﻒ َ َ َﻛ َﺸﺠَ َﺮ ٍة َ ﺻﻠُﻬَ ﺎ ﺛَﺎ ِﺑ ٌﺖ و ََﻓ ْﺮﻋُ ﻬَ ﺎ ِﰲ ﱠ ﻃﻴﱢﺒَ ٍﺔ أ َ ْ ني ِﺑ ِﺈذْ ِن َرﺑﱢﻬَ ﺎ﴾. اﻟﺴﻤَ ﺎءِ ﺗُ ْﺆﺗِﻲ أ ُ ُﻛ َﻠﻬَ ﺎ ُﻛ ﱠﻞ ﺣِ ٍ وﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻄﻮر َﻛﻠِﻢ ﻛﺜري ،ﻛﻠﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎرئ — ﺗَﻘﺪ َ ﱠس — أﺛري 4 ،وﻗﺪ ُﻏﺮس ملﻮﻻي اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺠﻠﻴﻞ — إن ﺷﺎء ﷲ — ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺜﻨﺎء ﺷﺠ ٌﺮ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﺬﻳﺬ اﺟﺘﻨﺎء ،ﻛﻞ ﺷﺠﺮة ﻣﻨﻪ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﺑني املﴩق إﱃ املﻐﺮب ﺑﻈﻞ ﻏﺎط 5 ،واﻟﻮﻟﺪان ا ُملﺨ ﱠﻠﺪون ﰲ ﻇﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺠﺮ ﻗﻴﺎم وﻗﻌﻮد ،ﻳﻘﻮﻟﻮن وﷲ اﻟﻘﺎدر ﻋﲆ ﻛﻞ ﳾء ﻋﺰﻳﺰ» :ﻧﺤﻦ وﻫﺬه اﻟﺸﺠﺮ ﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﷲ ﻟﻌﲇ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ،ﻧﺨﺒﺄ ﻟﻪ إﱃ ﻧﻔﺦ اﻟﺼﻮر «.وﺗﺠﺮى ﰲ أﺻﻮل ذﻟﻚ اﻟﺸﺠﺮ أﻧﻬﺎر ﺗﺨﺘﻠﺞ 6ﻣﻦ ﴍب ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻨﻐﺒﺔ 7ﻓﻼ ﻣﻮت ،ﻗﺪ أﻣﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎء اﻟﺤﻴﻮان ،واﻟﻜﻮﺛﺮ ﻳﻤﺪﻫﺎ ﰲ ﻛﻞ أوان ،ﻣَ ﻦ َ ِ وﺳﻌُ ﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎت ﻻ ﺗُﻐري ﺑﺄن ﺗﻄﻮل اﻷوﻗﺎت ،وﺟﻌﺎﻓﺮ 9ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻴﻖ 10 اﻟﻔﻮتُ 8 . املﺨﺘﻮم ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻠﻘﻤﺔ: ﺗﺸﻔﻲ اﻟﺼﺪاع وﻻ ﻳﺆذﻳﻪ ﺻﺎﻟﺒﻬﺎ وﻻ ﻳﺨﺎﻟﻂ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺮأس ﺗﺪوﻳﻢ 11 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان املﻐﱰف ﺑﻜﺆوس ﻣﻦ اﻟﻌﺴﺠﺪ 12وأﺑﺎرﻳﻖ ُﺧﻠﻘﺖ ﻣﻦ اﻟﺰﺑﺮﺟﺪ ،ﻟﻮ رآﻫﺎ وﻳَﻌﻤﺪ إﻟﻴﻬﺎ ِ أﺑﻮ زﻳﺪ ﻟﻌَ ﻠِﻢ أﻧﻪ ﻣﺎ ﺗﺸﺒﱠﺐ ﺑﺨري وﻫﺰئ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ـﻤﺎء ﻗﺪ ﺟﻴﺐ ﻓﻮﻗﻬﻦ وأﺑ ﺎرﻳ ﻖ ﻣ ﺜ ﻞ أﻋ ﻨ ﺎق ﻃ ﻴ ﺮ اﻟ ـ ﺧﻨﻴﻒ 13 وﻟﻮ ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﻟﱪق 14وﻓﺮق 15وﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻃﺮق 16 ،ﻣﺎ اﺑﻦ ﻋﺒﺪة 17وﻣﺎ ﻓﺮﻳﻘﻪ؟ ﻗﺪ ﺧﴪ وﻛﴪ إﺑﺮﻳﻘﻪ 18 ،ﻧﻈﺮة إﱃ ﺗﻠﻚ اﻷﺑﺎرﻳﻖ ﺧري ﻣﻦ ﺑﻨﺖ اﻟﻜﺮﻣﺔ اﻟﻌﺎﺟﻠﻴﺔ، وﻣﻦ ﻛﻞ رﻳﻖ ﺿﻤﻨﺘﻪ ﻫﺬه اﻟﺪار اﻟﺨﺎدﻋﺔ .وﻟﻮ ﺑَﴫ ﺑﻬﺎ ﻋﺪي ﺑﻦ زﻳﺪُ ، ﻟﺸﻐﻞ ﻋﻦ املﺪام واﻟﺼﻴﺪَ ، واﻋﱰف ﺑﺄن أﺑﺎرﻳﻖ ﻣﺪاﻣﻪ أﻣ ٌﺮ ﻫني ﻻ ﻳَﻌﺪل ﺑﻨﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺣﻤﺼﻴﺺ 19أو ﻣﺎ ﺣُ ﻘﺮ ﻣﻦ ﺧ ﱟﺮ ﺑﺼﻴﺺ 20 .ﻓﺄﻣﺎ اﻷﻗﻴﴩ اﻟﺴﻌﺪي ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎل وﻟﻌﻠﻪ ﺳﻴﻨﺪم: أﻓﻨﻰ ﺗﻼدي 21وﻣﺎ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﻧﺸﺐ 22 ﻗ ﺮع اﻟ ﻘ ﻮازﻳ ﺰ 23 أﻓ ﻮاه اﻷﺑ ﺎرﻳ ﻖ 24 آراﺑﻪ25 . ﻣﺎ ﻫﻮ وﻣﺎ ﴍاﺑﻪ؟ ﺗﻘﻀﺖ ﰲ اﻟﺨﺎﺋﻨﺔ ﻟﻮ ﻋﺎﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺑﺎرﻳﻖ ﻷﻳﻘﻦ أﻧﻪ ُﻓﺘﻦ ﺑﺎﻟﻐﺮور ُ ُﻮﺟﺐ ﻟﻠﴪور .وﻛﻢ ﻋﲆ وﴎ ﺑﻐري ﻣ ِ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻦ آﻧﻴﺔ زﺑﺮﺟﺪ وﻳﺎﻗﻮت ﺑني أﺻﻔﺮ وأﺣﻤﺮ وأزرق ،ﻳﺨﺎل أن ملﺲ أﺣﺮق ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺼﻨﻮﺑﺮي: ﺗ ﺨ ﻴ ﻠ ﻪ ﺳ ﺎﻃ ﻌً ﺎ وﻫ ﺠُ ﻪ ﻓﺘﺄﺑﻰ اﻟﺪﻧﻮ إﻟﻰ وﻫﺠﻪ أوان ﻋﲆ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻄري اﻟﺴﺎﺑﺤﺔ 26واﻟﻐﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ املﺎء 27 ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ وﰲ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر ٍ ﻋﲆ ﺻﻮر اﻟﻜﺮاﻛﻲ وأُﺧﺮ ﺗﺸﺎﻛﻞ املﻜﺎﻛﻲ ،وﻋﲆ ﺧﻠﻖ ﻃﻮاوﻳﺲ وﺑﻂ ،ﻓﺒﻌﺾ ﰲ اﻟﺠﺎرﻳﺔ وﺑﻌﺾ ﰲ اﻟﺸﻂ ،ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ أﻓﻮاﻫﻬﺎ ﴍاب ﻟﻮ ﺟﺮع ﻣﻨﻪ ﺟﺮﻋﺔ اﻟﺤﻜﻤﻲ 28ﻟﺤﻜﻢ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻔﻮز ،وﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﻛ ﱡﻞ ﱠ وﺻﺎف ﻟﻠﺨﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺪث وﻋﺘﻴﻖ أن أﺻﻨﺎف اﻷﴍﺑﺔ املﻨﺴﻮﺑﺔ إﱃ اﻟﺪار اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻛﺨﻤﺮ ﻋﺎﻧﺔ وأذرﻋﺎت وﻏﺰة وﺑﻴﺖ راس ،وﻣﺎ ﺟُ ﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﴫى وﻣﺎ اﻋﺘﴫ ﺑﴫﺧﺪ أو أرض ﺷﺎم ،وﻣﺎ ﺗﺮدد ذﻛﺮه ﻣﻦ ﻛﻤﻴﺖ ﺑﺎﺑﻞ وﴏﻳﻔني ،وﻣﺎ ﻋُ ﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻨﺎس املﺴﻜﺮات وﻣﺎ وُﻟﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻴﻞ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻄﻔﺔ 29ﻣﻠﻜﺔ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ أن ﺗﻜﻮن ﺑﺮﻋﺎﻳﺎﻫﺎ ﻣﺸﺘﺒﻜﺔ 30 .وﻳﻌﺎرض ﺗﻠﻚ املﺪاﻣﺔ أﻧﻬﺎر ﻣﻦ ﻋﺴﻞ ﻣﺼﻔﻰ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺘﻪ اﻟﻨﺤﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻗﺎل ﻟﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﺎدرُ » :ﻛﻦ« ،ﻓﻜﺎن. 24 اﻟﻔﺮدوس ً ً ﻋﺴﻼ ﻟﻮ ﺟﻌﻠﻪ اﻟﺸﺎرب املﺤﺮور ﻏﺬاءه ﻃﻮل اﻷﺑﺪ ﻣﺎ ُﻗﺪر ﻟﻪ ﻋﺎرض واﻫﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻮم 31وﻻ َﻟﺒﺲ ﺛﻮب املﺤﻤﻮم ،وذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﺪﻟﻴﻞ اﻵﻳﺔ﴿ :ﻣﱠ ﺜ َ ُﻞ ا ْﻟﺠَ ﻨ ﱠ ِﺔ ا ﱠﻟﺘِﻲ ُو ِﻋ َﺪ ا ْﻟ ُﻤﺘﱠ ُﻘ َ ﻮن ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ ﻃﻌْ ُﻤ ُﻪ وَأَﻧْﻬَ ﺎ ٌر ﻣﱢ ْﻦ َﺧﻤْ ٍﺮ ﱠﻟﺬﱠ ٍة ﱢﻟ ﱠ ري َ ﻠﺸ ِﺎر ِﺑ َ ري ِ ني آﺳ ٍﻦ 32وَأَﻧْﻬَ ﺎ ٌر ﻣﱢ ﻦ ﱠﻟﺒ ٍَﻦ ﱠﻟ ْﻢ ﻳَﺘَ َﻐ ﱠ ْ أَﻧْﻬَ ﺎ ٌر ﻣﱢ ﻦ ﻣﱠ ﺎءٍ َﻏ ْ ِ ﺼ ٍّﻔﻰ َو َﻟﻬُ ْﻢ ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ ِﻣﻦ ُﻛ ﱢﻞ اﻟﺜﱠﻤَ َﺮ ِ وَأَﻧْﻬَ ﺎ ٌر ﻣﱢ ْﻦ ﻋَ َﺴ ٍﻞ ﻣﱡ َ ات﴾ .ﻓﻠﻴﺖ ﺷﻌﺮي ﻋﻦ اﻟﻨﻤﺮ ﺑﻦ ﺗﻮﻟﺐ اﻟﻌﻜﲇ ،ﻫﻞ ﻳﻘﺪر ﻟﻪ أن ﻳﺬوق ذﻟﻚ اﻷرى 33ﻓﻴﻌﻠﻢ أن ﺷﻬﺪ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ إذا ﻗﻴﺲ إﻟﻴﻪ وﺟﺪ ﻳﺸﺎﻛﻪ 34اﻟﴩى 35 ،وﻫﻮ ملﺎ وﺻﻒ أم ﺣﺼﻦ ذﻛﺮ ﺣﻮاري 36ﺑﺴﻤﻦ وﻋﺴﻞ ﻣﺼﻔﻰ ،ﻗﺎل: أﻟ ﱠﻢ ﺑ ﺼ ﺤ ﺒ ﺘ ﻲ وﻫ ﻢ ﻫ ﺠ ﻮع ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻋﺴ ًﻼ ﻣﺼﻔﻰ ﺧﻴﺎل ﻃﺎرق ﻣﻦ أم ﺣﺼﻦ إذا ﺷ ﺎءت وﺣ ﻮاري ﺑ ﺴ ﻤ ﻦ وﻟﻮ ﺧﺎﻟﻂ ﻣَ ﱞﻦ 37ﻣﻦ ﻋﺴﻞ اﻟﺠﻨﺎن ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪار اﻟﺨﺎدﻋﺔ ﻛﺎﻟﺼﺎب واملﻘﺮ 38ﻟﻌُ ﱠﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﺬاﺋﺬ! وإذا ﻣَ ﱠﻦ ﷲ — ﺗﺒﺎرك اﺳﻤﻪ — ﺑﻮرود ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻬﺎر ،ﺻﺎد ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻮارد ﺳﻤﻚ ﺣﻼوة ﻟﻢ ﻳﺮ ﻣﺜﻠﻪ ،ﻟﻮ ﺑﴫ ﺑﻪ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴني 39ﻻﺣﺘﻘﺮ اﻟﻬﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻫﺪﻳﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎل ﻓﻴﻬﺎ: أﻗ ﱡﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ أﻗ ﱢﻠ ﻬ ﺎ َﺳ ﻤَ ٌﻚ ﻳﻠﻌﺐ ﻓﻲ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ 40 ﻓﺄﻣﺎ اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺨﻤﺮﻳﺔ ،ﻓﺘﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﻤﺎك ﻫﻲ ﻋﲆ ﺻﻮر اﻟﺴﻤﻚ ﺑﺤﺮﻳﺔ وﻧﻬﺮﻳﺔ، ﴍبَ ِﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺬﺑًﺎ ،ﻟﻮ وﻗﻌﺖ اﻟﺠﺮﻋﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﺈذا ﻣَ ﺪ املﺆﻣﻦ ﻳﺪه إﱃ واﺣﺪة ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺴﻤﻚ َ ِ ﰲ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺎءه اﻟﺸﺎربُ ﻟﺤ ﱠﻠﺖ ﻣﻨﻪ أﺳﺎﻓﻞ وﻏﻮارب41 . ﻧﺪاﻣﻰ اﻟﻔﺮدوس وﻛﺄﻧﻲ ﺑﻪ — وﻗﺪ اﺳﺘﺤﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺗﺒﺔ — وﻗﺪ اﺻﻄﻔﻲ ﻟﻪ ﻧﺪاﻣﻰ ﻣﻦ أدﺑﺎء اﻟﻔﺮدوس ﻛﺄﺧﻲ ﺛﻤﺎﻟﺔ 42وأﺧﻲ دوس 43وﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﻀﺒﻲ واﺑﻦ ﻣﺴﻌﺪة املﺠﺎﺷﻌﻲ ،ﻓﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰَ ﴿ :وﻧ َ َﺰﻋْ ﻨَﺎ ﻣَ ﺎ ِﰲ ُ ﴎ ٍر ﻣﱡ ﺘَ َﻘﺎ ِﺑ ِﲇ * َﻻ ﻳَﻤَ ﱡﺴﻬُ ْﻢ ُورﻫِ ﻢ ﻣﱢ ْﻦ ﻏِ ﱟﻞ إ ِ ْﺧﻮَاﻧًﺎ ﻋَ َﲆ ٰ ُ ُ ﺻﺪ ِ ﺼﺐٌ وَﻣَ ﺎ ُﻫﻢ ﻣﱢ ﻨْﻬَ ﺎ ِﺑﻤ ْ ُﺨ َﺮ ِﺟﻲ﴾َ . ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ ﻧ َ َ ﻓﺼ ْﺪ ُر أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ 44ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﺪ ُﻏﺴﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺪ ﻋﲆ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ،ﻓﺼﺎرا ﻳﺘﺼﺎﻓﻴﺎن وﻳﺘﻮاﻓﻴﺎن ،وأﺑﻮ ﺑﴩ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﻗﺪ 25 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ْ ﺣﻀﺖ 45ﺳﻮﻳﺪاء ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻦ ﻋﲆ ﻋﲇ ﺑﻦ ﺣﻤﺰة اﻟﻜﺴﺎﺋﻲ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ملﺎ ﻓﻌﻠﻮا ﺑﻪ ﰲ ُر 46 ُ ُ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﱪاﻣﻜﺔ ،وأﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ﺻﺎﰲ اﻟﻄﻮﻳﺔ ﻟﻌﺒﺪ املﻠﻚ ﺑﻦ ﻗﺮﻳﺐ﴿ :وَا ْﻟﻤَ َﻼ ِﺋ َﻜﺔ ﻳَﺪْﺧﻠُ َ ﻮن َﺎب * َﺳ َﻼ ٌم ﻋَ َﻠﻴْ ُﻜﻢ ِﺑﻤَ ﺎ َ ﱠار﴾ ،وﻫﻮ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺻَ ْ ﱪﺗُ ْﻢ ۚ َﻓﻨِﻌْ َﻢ ﻋُ ْﻘﺒَﻰ اﻟﺪ ِ ﻋَ َﻠﻴ ِْﻬﻢ ﻣﱢ ﻦ ُﻛ ﱢﻞ ﺑ ٍ اﻟﺒﻜﺮي: ﻣ ﺮﺗ ﻔ ًﻘ ﺎ 47 ﻧ ﺎ َزﻋَ ﺘْ ﻬ ﻢ ﻗ ﻀ ﺐ اﻟ ﺮﻳ ﺤ ﺎن ﻻ ﻳ ﺴ ﺘ ﻔ ﻴ ﻘ ﻮن ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ وﻫ ﻲ راﻫ ﻨ ﺔ ﻳ ﺴ ﻌ ﻰ ﺑ ﻬ ﺎ ذو زﺟ ﺎﺟ ﺎت ﻟ ﻪ ﻧ ﻄ ﻒ 52 وﻣﺴﺘﺠﻴﺐ 54ﻟﺼﻮت اﻟﺼﻨﺞ 55ﺗﺴﻤﻌﻪ وﻗ ﻬ ﻮة 48ﻣ ﺰة 49راووﻗ ﻬ ﺎ 50ﺧ ﻀ ﻞ 51 إﻻ ﺑ ﻬ ﺎت وإن ﻋ ﻠ ﻮا وإن ﻧ ﻬ ﻠ ﻮا ﻣ ﻘ ﻠ ﺺ أﺳ ﻔ ﻞ اﻟ ﺴ ﺮﺑ ﺎل إذا ﺗ ﺮﺟ ﻊ 56ﻓ ﻴ ﻪ اﻟ ﻘ ﻴ ﻨ ﺔ اﻟ ﻔ ﻀ ﻞ 57 ﻣ ﻌ ﺘ ﻤ ﻞ 53 وأﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ﻳﺬاﻛﺮﻫﻢ ﺑﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌﺮب وﻣﻘﺎﺗﻞ اﻟﻔﺮﺳﺎن ،واﻷﺻﻤﻌﻲ ﻳﻨﺸﺪﻫﻢ ﻣﺎ أﺣﺴﻦ ﻗﺎﺋﻠﻪ .وﺗﻬﺶ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻟﻠﻌﺐ ،ﻓﻴﻘﺬﻓﻮن ﺗﻠﻚ اﻵﻧﻴﺔ ﰲ أﻧﻬﺎر اﻟﺮﺣﻴﻖ ،وﻳﺼﻔﻘﻬﺎ 58املﺎذيّ 59 أي ﺗﺼﻔﻴﻖ ،وﺗﻘﱰع 60ﺗﻠﻚ اﻵﻧﻴﺔ ﻓﻴﺴﻤﻊ ﻟﻬﺎ أﺻﻮات ﺗﺒﻌﺚ 61ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ اﻷﻣﻮات ،ﻓﻴﻘﻮل ُ وددت أﻧﻪ ﻣﺎ ﺻﺪﺗﻪ ﻗﺮﻳﺶ ملﺎ ﺗﻮﺟﻪ إﱃ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ،وﻟﻮ اﻟﺸﻴﺦ :آه ملﴫع اﻷﻋﴙ ﻣﻴﻤﻮن! أﻧﻪ أﺳﻠﻢ ﻟﺠﺎز أن ﻳﻜﻮن ﺑﻴﻨﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا املﺠﻠﺲ ،ﻓﻴﻨﺸﺪﻧﺎ ﻏﺮﻳﺐ اﻷوزان ﻣﻤﺎ ﻧﻈﻢ ﰲ دار اﻷﺣﺰان ،وﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻫﻮذة ﺑﻦ ﻋﲇ وﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ اﻟﻄﻔﻴﻞ وﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣ ُْﺴ ِﻬﺮ وﻏريﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻣﺪﺣﻪ أو ﻫﺠﺎه ،وﺧﺎﻓﻪ أو رﺟﺎه. ﻧﺰﻫﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺛﻢ إﻧﻪ — أدام ﷲ ﺗﻤﻜﻴﻨﻪ — ﻳﺨﻄﺮ ﻟﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﳾء ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻰ اﻟﻨﺰﻫﺔ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ، ﻓريﻛﺐ ﻧﺠﻴﺒًﺎ 62ﻣﻦ ﻧﺠﺐ اﻟﺠﻨﺔ ُﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻳﺎﻗﻮت و ُد ﱟر ،ﰲ ﺳﺠﺴﺞ 63ﺑَﻌُ َﺪ ﻋﻦ اﻟﺤﺮ َ واﻟﻘ ﱢﺮ، ﻓﻴﺴري ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﲆ ﻏري ﻣﻨﻬﺞ وﻣﻌﻪ ﳾء ﻣﻦ ﻃﻌﺎم اﻟﺨﻠﻮد ،ﻓﺈذا رأى ﻧﺠﻴﺒﻪ ﻳُﻤْ ِﻠ ُﻊ 64ﺑني ﻣﺘﻤﺜﻼ ﺑﻘﻮل اﻟﺒﻜﺮي65 : ً ﻛﺜﺒﺎن اﻟﻌﻨﱪ رﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮي ﻣﺘﻰ ﺗَ ْﺨﺐُ 66ﺑﻨﺎ اﻟﻨﺎ ُﻣ ﺤْ ﻘِ ﺒ ﺎ ُ 68زﻛ ﺮة 69وﺧ ﺒ ﺰ رﻗ ﺎق ﻓ ﺎﻟ ﺼ ﻴ ﺒ ﻮن 67 ﻗ ﺔ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻌ ﺬﻳ ﺐ ﺎﻗ ﺎ 70وﻗ ﻄ ﻌ ﺔ ﻣ ﻦ ﻧ ﻮن 71 وﺣ ﺒ ً 26 اﻟﻔﺮدوس ﺣﺪﻳﺚ اﻷﻋﴙ ﻓﻴﻬﺘﻒ ﻫﺎﺗﻒ» :أﺗﺸﻌﺮ أﻳﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪ املﻐﻔﻮر ﻟﻪ ملﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ؟« ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ» :ﻧﻌﻢ ،ﺣﺪﺛﻨﺎ أﻫﻞ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﻋﻦ أﻫﻞ ﺛﻘﺘﻬﻢ ،أن ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ ملﻴﻤﻮن ﺑﻦ ُ ﴏت ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺟﻨﺪل «.ﻓﻴﻘﻮل اﻟﻬﺎﺗﻒ» :أﻧﺎ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ،ﻣَ ﱠﻦ ﷲ ﻋﲇ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻫﺸﺎ ٍّ ﻋﲆ ﺷﻔري ،وﻳﺌﺴﺖ ﻣﻦ املﻐﻔﺮة «.ﻓﻴﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ ٍّ ﺑﺸﺎ ﻣﺮﺗﺎﺣً ﺎ ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﺸﺎب ُﻏﺮاﻧﻖ 72وﻗﺪ ﺻﺎر ﻋﺸﺎه ﺣﻮ ًرا واﻧﺤﻨﺎء ﻇﻬﺮه ﻗﻮاﻣً ﺎ ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﺳﺤﺒَﺘْﻨﻲ اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ إﱃ ﺳﻘﺮ ،ﻓﺮأﻳﺖ ً رﺟﻼ ﰲ ﻋﺮﺻﺎت اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺘﻸﻟﺆ وﺟﻬﻪ ﺗﻸﻟﺆ اﻟﻘﻤﺮ ،واﻟﻨﺎس ﻳﻬﺘﻔﻮن ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ أوب» 73 :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ،ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ،اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ! اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ! ﻧﻤﺖ ﺑﻜﺬا وﻧﻤﺖ ﺑﻜﺬا «.ﻓﴫﺧﺖ ﰲ أﻳﺪي اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ» :ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ أﻏﺜﻨﻲ ،ﻓﺈن ﱄ ﺑﻚ ﺣﺮﻣﺔ «.ﻓﻘﺎل» :ﻳﺎ ﻋﲇ ﱡ ﺑﺎدِ ْره ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﺣُ ْﺮﻣَ ﺘُﻪ «.ﻓﺠﺎء ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ — ﺻﻠﻮات ﷲ ﻋﻠﻴﻪ — وأﻧﺎ أُﻋْ ﺘَﻞ 74ﻛﻲ أﻟﻘﻰ ﰲ اﻟﺪرك اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ،ﻓ َﺰﺟَ ﺮﻫﻢ ﻋﻨﻲ وﻗﺎل» :ﻣﺎ ﺣُ ﺮﻣَ ﺘُﻚ؟« ﻓﻘﻠﺖ» :أﻧﺎ اﻟﻘﺎﺋﻞ: أﻻ أﻳّ ﻬ ﺬا اﻟ ﺴ ﺎﺋ ﻠ ﻲ أﻳ ﻦ ﻳ ﻤ ﻤ َﺖ ﻓ ﺂﻟ ﻴ ﺖ ﻻ أرﺛ ﻲ ﻟ ﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻛ ﻼﻟ ﺔ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺧﻲ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ أﺟ ﺪك 75ﻟ ﻢ ﺗ ﺴ ﻤ ﻊ وﺻ ﺎة ﻣ ﺤ ﻤ ﺪ إذا أﻧ ﺖ ﻟ ﻢ ﺗ ﺮﺣ ﻞ ﺑ ﺰاد ﻣ ﻦ اﻟ ﺘ ﻘ ﻰ ﻧ ﺪﻣ َﺖ ﻋ ﻠ ﻰ أن ﻻ ﺗ ﻜ ﻮن ﻛ ﻤ ﺜ ﻠ ﻪ ﻓ ﺈن ﻟ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ أﻫ ﻞ ﻳ ﺜ ﺮب ﻣ ﻮﻋ ﺪا وﻻ ﻣ ﻦ ﺧ ﻔ ﻲ ﺣ ﺘ ﻰ ﺗ ﻼﻗ ﻲ ﻣ ﺤ ﻤ ﺪا ﺗُﺮﻳ ﺤ ﻲ وﺗ ﻠ ﻘ ﻲ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮاﺿ ﻠ ﻪ ﻧ ﺪى ﻧ ﺒ ﻲ اﻹﻟ ﻪ ﺣ ﻴ ﻦ أوﺻ ﻰ وأﺷ ﻬ ﺪا: وأﺑﺼﺮت ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت ﻣَ ْﻦ ﻗﺪ ﺗﺰودا ﺻﺪ 76ﻟﻤﺎ ﻛﺎن أرﺻﺪا 77 وأﻧﻚ ﻟﻢ ﺗُ ْﺮ َ وﻗﺪ ﻛﻨﺖ أوﻣﻦ ﺑﺎهلل وﺑﺎﻟﺤﺴﺎب ،وأﺻﺪق ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ وأﻧﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ اﻟﺠﻬﻼء «.ﻓﺬﻫﺐ ﻋﲇ ﱞ إﱃ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻘﺎل» :ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ ،ﻫﺬا أﻋﴙ ﻗﻴﺲ ،ﻗﺪ روى ﻣﺪﺣﻪ ﻓﻴﻚ ،وﺷﻬﺪ أﻧﻚ ﻧﺒﻲ ﻣﺮﺳﻞ «.ﻓﻘﺎل :ﻫﻼ ﺟﺎء ﰲ اﻟﺪار اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ؟ ﻓﻘﺎل ﻋﲇ :ﻗﺪ ﺟﺎء ،وﻟﻜﻦ َ ﺻ ﱠﺪﺗْﻪ ﻗﺮﻳﺶ وﺣُ ﺒﱡﻪ ﻟﻠﺨﻤﺮ .ﻓﺸﻔﻊ ﱄ ﻓﺄُدﺧﻠﺖ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﲆ أن ﻻ أﴍب ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻤ ًﺮا ،ﻓﻘ ﱠﺮت ﻋﻴﻨﺎي ﺑﺬﻟﻚ، وإن ﱄ ﻣﻨﺎدح 78ﰲ اﻟﻌﺴﻞ وﻣﺎء اﻟﺤﻴﻮان ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘُﺐ ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﻳُﺴﻘﻬﺎ ﰲ اﻵﺧﺮة«. 27 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺣﺪﻳﺚ زﻫري ﺑﻦ أﺑﻲ ُ ﺳﻠﻤﻰ ﻗﴫﻳﻦ ﻣ َ ُﻨﻴﻔني 79 ،ﻓﻴﻘﻮل ﰲ ﻧﻔﺴﻪ :ﻷﺑْﻠُ ﱠ ﻐﻦ ﻫﺬﻳﻦ وﻳﻨﻈﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﰲ رﻳﺎض اﻟﺠﻨﺔ ،ﻓريى ِ اﻟﻘﴫﻳﻦ ﻓﺄﺳﺄل َمل ْﻦ ﻫﻤﺎ ،ﻓﺈذا ﻗﺮب ﻣﻨﻬﻤﺎ رأى ﻋﲆ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑًﺎ) :ﻫﺬا اﻟﻘﴫ ﻟﺰﻫري ﺑﻦ أﺑﻲ ُﺳﻠﻤﻰ املﺰﻧﻲ( ،وﻋﲆ اﻵﺧﺮ) :ﻫﺬا اﻟﻘﴫ ﻟﻌﺒﻴﺪ ﺑﻦ اﻷﺑﺮص اﻷﺳﺪي( ،ﻓﻴﻌﺠﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻳﻘﻮل» :ﻫﺬان ﻣﺎﺗﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ رﺣﻤﺔ رﺑﻨﺎ وﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﳾء ،وﺳﻮف أﻟﺘﻤﺲ ﻟﻘﺎء ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺮﺟﻠني ﻓﺄﺳﺄﻟﻬﻤﺎ ﺑﻢ ُﻏﻔﺮ ﻟﻬﻤﺎ «.ﻓﻴﺒﺘﺪئ ﺑﺰﻫري ﻓﻴﺠﺪه ﺷﺎﺑٍّﺎ ﻛﺎﻟﺰﻫﺮة اﻟﺠَ ِﻨﻴﱠﺔ، ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻟﺒﺲ ﺟﻠﺒﺎب ﻫِ َﺮم ،وﻻ ﺗﺄﻓﻒ ﻣﻦ اﻟﱪم 80 ،وﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﰲ املﻴﻤﻴﺔ: ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺣ ً ﻮﻻ — ﻻ أﺑﺎ ﻟﻚ — ﻳﺴﺄم ﺳﺌﻤﺖ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺤﻴﺎة وﻣﻦ ﻳﻌﺶ وﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﰲ اﻷﺧﺮى: وﻋﺸ ًﺮا ﺗﺒﺎﻋً ﺎ ﻋﺸﺘُﻬﺎ وﺛﻤﺎﻧﻴﺎ أﻟﻢ ﺗﺮﻧﻲ ﻋﻤﺮت ﺗﺴﻌﻴﻦ ﺣﺠﺔ ﻓﻴﻘﻮل :ﺟري ﺟري 81 ،أﻧﺖ أﺑﻮ ﻛﻌﺐ وﺑﺠري! ﻓﻴﻘﻮل :ﻧﻌﻢ .ﻓﻴﻘﻮل :ﺑﻢ ﻏﻔﺮ ﻟﻚ وﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﰲ زﻣﺎن اﻟﻔﱰة واﻟﻨﺎس ﻫﻤ ٌﻞ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻌﻤﻞ؟ ﻓﻴﻘﻮل :ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﴘ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻧﻔﻮ ًرا ،ﻓﺼﺎدﻗﺖ ﻣﻠ ًﻜﺎ ﻏﻔﻮ ًرا ،وﻛﻨﺖ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺑﺎهلل اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ورأﻳﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮى اﻟﻨﺎﺋﻢ ً ﺣﺒﻼ ﻧﺰل ُ ﻓﻌﻠﻤﺖ أﻧﻪ أﻣ ٌﺮ ﻣﻦ أﻣﺮ ﷲ ،ﻓﺄوﺻﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻤَ ْﻦ ﺗﻌ ﱠﻠﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻷرض َﺳﻠِﻢ، ﺑﻨﻲ وﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ املﻮتْ : ُ أدرﻛﺖ ﻣﺤﻤﺪًا إن ﻗﺎم ﻗﺎﺋﻢ ﻳﺪﻋﻮﻛﻢ إﱃ ﻋﺒﺎدة ﷲ ﻓﺄﻃﻴﻌﻮه ،وﻟﻮ ﱠ ﻟﻜﻨﺖ أول املﺆﻣﻨني .وﻗﻠﺖ ﰲ املﻴﻤﻴﺔ واﻟﺴﻔﻪ ﺿﺎرب ﺑﺎﻟﺠﺮان82 : ﻟﻴﺨﻔﻰ وﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﺘﻢ اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻴﻮم ﺣﺴﺎب أو ﻳﻘﺪم ﻓﻴﻨ َﻘﻢ 83 ﻓ ﻼ ﺗ ﻜ ﺘ ﻤ ﻦ اﻟ ﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻧ ﻔ ﻮﺳ ﻜ ﻢ ﻳﺆﺧﺮ ﻓﻴﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻓﻴﺪﱠﺧﺮ ﻓﻴﻘﻮل :أﻟﺴﺖ اﻟﻘﺎﺋﻞ: وﻗ ﺪ أﻏ ﺪو ﻋ ﻠ ﻰ ﺛ ُﺒَ ﺔ 84ﻛ ﺮام ﻧ ﺸ ﺎوى 85واﺟ ﺪﻳ ﻦ ﻟ ﻤ ﺎ ﺗ ﺸ ﺎء 28 اﻟﻔﺮدوس ﻳ ﺠ ﺮون اﻟ ﺒ ﺮود وﻗ ﺪ ﺗ ﻤ ﱠﺸ ْﺖ ﺣﻤﻴﺎ 86اﻟﻜﺄس ﻓﻴﻬﺎ واﻟﻐﻨﺎء 87 ْ أﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﻟﻚ اﻟﺨﻤﺮ ﻛﻐريك ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺨﻠﻮد ،أم ﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣُ ﺮﻣﺖ ﻋﲆ أﻋﴙ ﻗﻴﺲ؟ ﻓﻴﻘﻮل زﻫري» :إن أﺧﺎ ﻗﻴﺲ أدرك ﻣﺤﻤﺪًا ،ﻓﻮﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺠﺔ ﻷﻧﻪ ﺑُﻌﺚ ﺑﺘﺤﺮﻳﻢ اﻟﺨﻤﺮ وﺣﻈﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﺢ ،وﻫﻠﻜﺖ أﻧﺎ واﻟﺨﻤﺮ ﻛﻐريﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء ،ﻳﴩﺑﻬﺎ أﺗﺒﺎع اﻷﻧﺒﻴﺎء ،ﻓﻼ ﺣﺠﺔ ﻋﲇ «.ﻓﻴﺪﻋﻮه اﻟﺸﻴﺦ إﱃ املﻨﺎدﻣﺔ ،ﻓﻴﺠﺪه ﻣﻦ ﻇﺮاف اﻟﻨﺪﻣﺎء ،ﻓﻴﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ أﺧﺒﺎر اﻟﻘﺪﻣﺎء. ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﻴﺪ ﺛﻢ ﻳﻨﴫف إﱃ ﻋﺒﻴﺪ ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻗﺪ أُﻋﻄﻲ ﺑﻘﺎء اﻟﺘﺄﺑﻴﺪ 88 ،ﻓﻴﻘﻮل» :اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ أﺧﺎ ﺑﻨﻲ أﺳﺪ «.ﻓﻴﻘﻮل» :وﻋﻠﻴﻚ اﻟﺴﻼم — وأﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ أذﻛﻴﺎء — ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﺑﻢ ﻏﻔﺮ ﱄ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﺟﻞ ،وإن ﰲ ذﻟﻚ ﻟﻌﺠﺒًﺎ؟!« ﻓﻴﻘﻮل ﻋﺒﻴﺪ» :إﻧﻲ دﺧﻠﺖ اﻟﻬﺎوﻳﺔ وﻛﻨﺖ ﻗﻠﺖ ﰲ أﻳﺎم اﻟﺤﻴﺎة: وﺳ ﺎ ِﺋ ُﻞ اﻟ ﻠ ﻪ ﻻ ﻳ ﺨ ﻴ ﺐ ﻣﻦ ﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎس ﻳﺤﺮﻣﻮه وﺳﺎر ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﰲ آﻓﺎق اﻟﺒﻼد ،ﻓﻠﻢ ﻳﺰل ﻳﻨﺸﺪ وﻳﺨﻒ ﻋﻨﻲ اﻟﻌﺬاب ﺣﺘﻰ أُﻃﻠﻘﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد واﻷﺻﻔﺎد ،ﺛﻢ ﻛﺮر إﱃ أن ﺷﻤﻠﺘﻨﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﱪﻛﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ،وإن رﺑﻨﺎ ﻟﻐﻔﻮر رﺣﻴﻢ«. ﻓﺈذا ﺳﻤﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎ ﻗﺎل ذاﻧﻚ اﻟﺮﺟﻼن ﻃﻤﻊ ﰲ ﺳﻼﻣﺔ ﻛﺜري ﻣﻦ أﺻﻨﺎف اﻟﺸﻌﺮاء. ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺪي ﺑﻦ زﻳﺪ ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻌﺒﻴﺪ :أﻟﻚ ﻋﻠ ٌﻢ ﺑﻌَ ﺪِي ﺑﻦ زﻳﺪ اﻟﻌِ ﺒﺎدي؟ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻫﺬا ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻨﻚ «.ﻓﻴﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻼﻣﺘﻚ ﻋﲆ اﻟﴫاط؟« ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﲆ دﻳﻦ املﺴﻴﺢ، وﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺗﺒﺎع اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻗﺒﻞ أن ﻳُﺒﻌﺚ ﻣﺤﻤﺪ ،ﻓﻼ ﺑﺄس ﻋﻠﻴﻪ ،وإﻧﻤﺎ اﻟﺘﺒﻌﺔ ﻋﲆ ﻣﻦ ﺳﺠﺪ ﻟﻸﺻﻨﺎم «.ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ» :ﻟﻘﺪ ﻫﻤﻤﺖ أن أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﺑﻴﺘﻚ اﻟﺬي اﺳﺘُﺸﻬﺪ ﺑﻪ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ وﻫﻮ ﻗﻮﻟﻚ: 29 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أﻧ َﺖ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻷي ﺣﺎل ﺗﺼﻴﺮ أرواح ﻣ ﻮدّع أم ﺑ ﻜ ﻮر َ )أﻧﺖ( ﻳﺠﻮز أن ﺗُﺮﻓﻊ ﺑﻔﻌﻞ ﻣُﻀﻤﺮ ﻳﻔﴪه ﻗﻮﻟﻚ )ﻓﺎﻧﻈﺮ( ،وأﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻋﻢ أن أﺳﺘﺒﻌﺪ ﻫﺬا املﺬﻫﺐ وﻻ أﻇﻨﻚ أردﺗَﻪ؟« ﻓﻴﻘﻮل ﻋﺪي ﺑﻦ زﻳﺪ» :دﻋﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺑﺎﻃﻴﻞ! وﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﻔﺺ ،ﻓﻬﻞ ﻟﻚ أن ﻧﺮﻛﺐ ﻓﺮﺳني ﻣﻦ ﺧﻴﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻨﺒﻌﺜﻬﻤﺎ ﻋﲆ ﺻرياﻧﻬﺎ 89وﺧﻴﻄﺎن 90ﻧﻌﺎﻣﻬﺎ وأﴎاب ﻇﺒﺎﺋﻬﺎ وﻋﺎﻧﺎت 91ﺣﻤﺮﻫﺎ ،ﻓﺈن ﻟﻠﻘﻨﻴﺺ ﻟﺬة «.ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ» :إﻧﻤﺎ أﻧﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﻠﻢ وﻟﻢ أﻛﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺧﻴﻞ ،وﻣﺎ ﻳﺆﻣﻨﻲ إذا رﻛﺒﺖ ً ﻃﺮﻓﺎ وأﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻓ ﻬُ ْﻢ ﺛ ﻘ ﺎل ﻋ ﻠ ﻰ أﻛ ﺘ ﺎﻓ ﻬ ﺎ ﻋُ ﻨ ُﻒ ﻟﻢ ﻳﺮﻛﺒﻮا اﻟﺨﻴﻞ إﻻ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺒﺮوا أن ﻳﻠﺤﻘﻨﻲ ﻣﺎ ﻟﺤﻖ ﺻﺎﺣﺐ املﺘﺠﺮدة ﱠملﺎ ﺣﻤﻞ ﻋﲆ اﻟﻴﺤﻤﻮم! وﻳﺠﻮز أن ﻳﻘﺬﻓﻨﻲ اﻟﺴﺎﺑﺢ 92ﻋﲆ ﺻﺨﻮر زﻣﺮد ﻓﻴﻜﴪ ﱄ ﻋﻀﺪًا أو ً ﺳﺎﻗﺎ ،ﻓﺄﺻري ﺿﺤﻜﺔ ﰲ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺎن!« ﻓﻴﺒﺘﺴﻢ ﻋﺪي وﻳﻘﻮل» :وﻳﺤﻚ! أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أن اﻟﺠﻨﺔ ﻻ ﻳﺮﻫﺐ ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﺴﻘﻢ وﻻ ﺗﻨﺰل ﺑﺴﻜﺘﻬﺎ اﻟﻨﻘﻢ؟« ﻓريﻛﺒﺎن ﺳﺎﺑﺤني ﰲ ﺧﻴﻞ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻣﺮﻛﺐ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻮ ﻋﺪل ﺑﻤﻤﺎﻟﻚ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻣﻦ أوﻟﻬﺎ إﱃ آﺧﺮﻫﺎ ﻟﺮﺟﺢ ﺑﻬﺎ وزاد ﰲ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﻧﻈﺮا إﱃ ﺻﻮار 93ﺗﺮﺗﻊ ﰲ رﻳﺎض اﻟﻔﺮدوس ،ﺻﻮب اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺮﻣﺢ ﻷﺧﻨﺲ 94ذﻳﺎل 95 ،ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺑني اﻟﺴﻨﺎن وﺑﻴﻨﻪ إﻻ ﻗﻴﺪ ﻇﻔﺮ ،ﻗﺎل» :أﻣﺴﻚ رﺣﻤﻚ ﷲ ،ﻓﺈﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ وﺣﺶ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄﻫﺎ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﰲ اﻟﺪار اﻟﺰاﺋﻠﺔ ،وﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ أروض ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻔﺎر ﻓﻤﺮ ﺑﻲ رﻛﺐ ﻣﺆﻣﻨﻮن ﻗﺪ ﻛﺮى 96زادﻫﻢ ،ﻓﴫﻋﻮﻧﻲ واﺳﺘﻌﺎﻧﻮا ﺑﻲ ﻋﲆ اﻟﺴﻔﺮ ،ﻓﻌﻮﺿﻨﻲ ﷲ ﺑﺄن أﺳﻜﻨﻲ ﰲ اﻟﺨﻠﻮد «.ﻓﻴﻜﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﺸﻴﺦ ،وﻳﻌﻤﺪ ﻟﻌﻠﺞ وﺣﴚ ﻣﺎ اﻟﺘﻠﻒ ﻋﻨﺪه ﺑﻤﺨﴚ ،ﻓﺈذا ﺻﺎر اﻟﺨﺮص 97ﻣﻨﻪ ﺑﻘﺪر أﻧﻤﻠﺔ ﻗﺎل» :أﻣﺴﻚ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﷲ ،ﻓﺈن ﷲ أﻧﻌﻢ ﻋﲇ ورﻓﻊ ﻋﻨﻲ اﻟﺒﺆس، وذﻟﻚ أﻧﻲ ﺻﺎدﻧﻲ ﺻﺎﺋﺪ ﺑﻤﺨﻠﺐ وﻛﺎن إﻫﺎﺑﻲ 98ﻟﻪ ﻛﺎﻟﺴﻠﺐ 99 ،ﻓﺒﺎﻋﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺼﺎر، ﻓﺎﺗﺨﺬ ﻣﻨﻪ ﻏﺮب 100ﺷﻔﻰ ﺑﻤﺎﺋﻪ اﻟﻜﺮب وﺗﻄﻬﺮ ﺑﻨﺰﻳﻌﻪ 101اﻟﺼﺎﻟﺤﻮن ،ﻓﺸﻤﻠﺘﻨﻲ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ ﻓﺪﺧﻠﺖ اﻟﺠﻨﺔ أُرزق ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻐري ﺣﺴﺎب «.ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ» :ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﻤﻴﺰن، ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﻜﻦ دﺧﻞ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺑﻮﺣﻮش اﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﻴﻘﻮل ذﻟﻚ اﻟﻮﺣﴚ: َ ﺼﺤْ ﺘﻨﺎ ﻧ ُ ْ »ﻟﻘﺪ ﻧ َ َ أﻣﺮت«. ﺼﺢَ اﻟﺸﻔﻴﻖ ،وﺳﻮف ﻧﻤﺘﺜﻞ ﻣﺎ 30 اﻟﻔﺮدوس ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻬﺬﱄ وﻳﻨﴫف ﻣﻮﻻي اﻟﺸﻴﺦ وﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﺪي ،ﻓﺈذا ﻫﻤﺎ ﺑﺮﺟﻞ ﻳﺤﺘﻠﺐ ﻧﺎﻗﺔ ﰲ إﻧﺎء ﻣﻦ ذﻫﺐ، ﻓﻴﻘﻮﻻن :ﻣَ ِﻦ اﻟﺮﺟﻞ؟! ﻓﻴﻘﻮل :أﺑﻮ ذؤﻳﺐ اﻟﻬﺬﱄ ،ﻓﻴﻘﻮﻻن» :ﺣﻴﻴﺖ وﺳﻌﺪت ،أﻧﺤﺘﻠﺐ ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺒﻦ!« ﻓﻴﻘﻮل :ﻻ ﺑﺄس ،إﻧﻤﺎ ﺧﻄﺮ ﱄ ذﻟﻚ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺧﻄﺮ ﻟﻜﻤﺎ اﻟﻘﻨﺺ ،وإﻧﻲ ذﻛﺮت ﻗﻮﱄ ﰲ اﻟﺪﻫﺮ اﻷول: وإن ﺣ ﺪﻳ ﺜ ً ﺎ ﻣ ﻨ ﻚ ﻟ ﻮ ﺗ ﻌ ﻠ ﻤ ﻴ ﻨ ﻪ ﻣ ﻄ ﺎﻓ ﻴ ﻞ أﺑ ﻜ ﺎر ﺣ ﺪﻳ ﺚ ﻧ ﺘ ﺎﺟ ﻬ ﺎ ﺟﻨﻰ اﻟﻨﺤﻞ ﻓﻲ أﻟﺒﺎن ﻋﻮذ 102ﻣﻄﺎﻓﻞ ﺗ ﺸ ﺎب ﺑ ﻤ ﺎء ﻣ ﺜ ﻞ ﻣ ﺎء اﻟ ﻤ ﻔ ﺎﺻ ﻞ 103 ً ﻓﻘﻴﺾ ﷲ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﱄ ﻫﺬه اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻄﻔﻼ ،ﻓﻘﻤﺖ أﺣﺘﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﻌﺎدة وأرﻳﺪ أن أﺷﻮب 105 ذﻟﻚ ﺑﴬب 104ﻧﺤﻞ ،ﻓﺈذا اﻣﺘﻸ إﻧﺎؤه ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻞ ﻛﻮﱠن اﻟﺒﺎرئ — ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻪ — ﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻮﻫﺮ رﺗﻊ ﺛ َ ْﻮﻟُﻬﺎ 106ﰲ اﻟﺪﻫﺮ ،ﻓﺎﺟﺘﻨﻰ ذﻟﻚ أﺑﻮ ذؤﻳﺐ وﻣﺰج ﺣﻠﻴﺒﻪ ،ﻓﻴﻘﻮل: أﻻ ﺗﴩﺑﺎن؟ ﻓﻴﺠﺮﻋﺎن ﻣﻦ ذﻟﻚ املﺤﻠﺐ ﺟﺮﻋً ﺎ ﻟﻮ ﻓﺮﻗﺖ ﻋﲆ أﻫﻞ ﺳﻘﺮ ﻟﻔﺎزوا ﺑﺎﻟﺨﻠﺪ. ﻓﻴﻘﻮل ﻋﺪي﴿ :ا ْﻟﺤَ ﻤْ ُﺪ ِهلل ِ ا ﱠﻟﺬِي َﻫﺪَاﻧَﺎ ﻟِﻬَ ﺬَا وَﻣَ ﺎ ُﻛﻨﱠﺎ ِﻟﻨَﻬْ ﺘَﺪِيَ َﻟﻮ َْﻻ أ َ ْن َﻫﺪَاﻧَﺎ ﷲ ُ َﻟ َﻘ ْﺪ ﺟَ ﺎء َْت ُﻮﻫﺎ ِﺑﻤَ ﺎ ُﻛﻨﺘُ ْﻢ ﺗَﻌْ ﻤَ ﻠُ َ ورﺛْﺘُﻤ َ ﻮن﴾. ُر ُﺳ ُﻞ َرﺑﱢﻨَﺎ ِﺑﺎ ْﻟﺤَ ﱢﻖ َوﻧُﻮدُوا أَن ِﺗ ْﻠ ُﻜ ُﻢ ا ْﻟﺠَ ﻨ ﱠ ُﺔ أ ُ ِ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﺎﺑﻐﺘني وﻳﻤﴤ ﰲ ﻧﺰﻫﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺑﺸﺎﺑني ﻳﺘﺤﺎدﺛﺎن ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﲆ ﺑﺎب ﻗﴫ ﻣﻦ ُد ﱢر ،ﻗﺪ أﻋﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺆس واﻟﴬ ،ﻓﻴُﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ وﻳﻘﻮل» :ﻣﻦ أﻧﺘﻤﺎ — رﺣﻤﻜﻤﺎ ﷲ — وﻗﺪ ﻓﻌﻞ؟« ﻓﻴﻘﻮﻻن :ﻧﺤﻦ اﻟﻨﺎﺑﻐﺘﺎن ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ﺟﻌﺪة وﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ذﺑﻴﺎن .ﻓﻴﻘﻮل — ﺛﺒﺖ ﷲ وﻃﺄﺗﻪ: »أﻣﺎ ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ﺟﻌﺪة ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻮﺟﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ 107 ،وأﻣﺎ أﻧﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ أﻣﺎﻣﺔ ﻓﻤﺎ أدري ﻣﺎ ﺟﻬﺘﻚ!« ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺬﺑﻴﺎﻧﻲ :إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻘ ٍّﺮا ﺑﺎهلل وﺣﺠﺠﺖ اﻟﺒﻴﺖ ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،أﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻗﻮﱄ: ﻓ ﻼ ﻟ ﻌ ﻤ ﺮ اﻟ ﺬي ﻗ ﺪ زرﺗ ﻪ ﺣ ﺠ ﺠً ﺎ 108 وﻣﺎ واﻟ ﻤ ﺆﻣ ﻦ اﻟ ﻌ ﺎﺋ ﺬات 112اﻟ ﻄ ﻴ ﺮ ﻫﺮﻳﻖ 109 ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺼﺎب 110 ﻣﻦ ﺟﺴﺪ 111 ﺗ ﻤ ﺴ ﺤ ﻬ ﺎ 113 رﻛ ﺒ ﺎن ﻣ ﻜ ﺔ ﺑ ﻴ ﻦ 31 اﻟ ﻐ ﻴ ﻞ 114واﻟ ﺴ ﻨ ﺪ 115 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وﻗﻮﱄ: وﻫ ﻞ ﻳ ﺄﺛ ﻤ ﻦ ذو أﻣ ﺔ 116وﻫ ﻮ ﻃ ﺎﺋ ﻊ ﻳ ﺮدن إﻻﻻ 119ﺳ ﻴ ﺮﻫ ﻦ ﺗ ﺪاﻓ ﻊ 120 ﺣ ﻠ ﻔ ﺖ ﻓ ﻠ ﻢ أﺗ ﺮك ﻟ ﻨ ﻔ ﺴ ﻚ رﺑ ﻴ ﺔ ﺑﻤﺼﻄﺤﺒﺎت ﻣﻦ ﻟﺼﺎف 117وﺛ َﺒْﺮة 118 وﻟﻢ أدرك اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﺘﻘﻮم اﻟﺤﺠﺔ ﻋﲇ ﱠ ﺑﺨﻼﻓﻪ ،وإن ﷲ ﺗﻘﺪﺳﺖ أﺳﻤﺎؤه ﻳﻐﻔﺮ ﻣﺎ ﻋﻈﻢ ﱠ وﻗﻞ. ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ أﺑﺎ ﺳﻮادة وﻳﺎ أﺑﺎ أﻣﺎﻣﺔ وﻳﺎ أﺑﺎ ﻟﻴﲆ ،اﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻨﺎدﻣﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻦ ﻗﻮل ﺷﻴﺨﻨﺎ اﻟﻌﺒﺎدي: ﺑ َﺪدَن 121 إن ﻫ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﺳ ﻤ ﺎع وأذن ذاﻗﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺗَ َﻐﻨ ﱠﻰ وارﺟﺤﻦ 122 أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐ ﺗ ﻌ ﻠ ﻞ وﺷ ﺮاب ﺧ ﺴ ﺮواﻧ ﻲ إذا ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﺑﻲ ﺑﺼري؟« ﻓﻼ ﺗﺘﻢ اﻟﻜﻠﻤﺔ إﻻ وأﺑﻮ ﺑﺼري ﻗﺪ ﺧﻤﺴﻬﻢ 123 ،ﻓﻴُﺴﺒﺤﻮن ﷲ وﻳﻘﺪﺳﻮﻧﻪ وﻳﺤﻤﺪوﻧﻪ ﻋﲆ أن ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،وﻳﺘﻠﻮ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ﴿ :و َُﻫ َﻮ ﻋَ َﲆ ٰ ﺟَ ﻤْ ﻌِ ِﻬ ْﻢ إِذَا ﻳ ََﺸﺎءُ َﻗﺪِﻳ ٌﺮ﴾ ،ﻓﺈذا أﻛﻠﻮا ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎت اﻟﺠﻨﺔ وﴍﺑﻮا ﻣﻦ ﴍاﺑﻬﺎ اﻟﺬي ﺧﺰﻧﻪ ﷲ ﻟﻌﺒﺎده املﺘﻘني ﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ» :ﻳﺎ أﺑﺎ أﻣﺎﻣﺔ ،إﻧﻚ ﻟﺨﺼﻴﻒ 124اﻟﺮأي َﻟ ِﺒﻴﺐ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺣﺴﻦ ﺑﻚ ﻟُﺒﱡﻚ أن ﺗﻘﻮل ﻟﻠﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ املﻨﺬر: ﻋ ﺬب إذا ﻣ ﺎ ذﻗ ﺘ ﻪ ﻗ ﻠ ﺖ ازدد ﻳُﺸ َﻔﻰ ﺑﺒﺮد ﻟﺜﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻄﺶ زﻋ ﻢ اﻟ ﻬ ﻤ ﺎم ﺑ ﺄن ﻓ ﺎﻫ ﺎ ﺑ ﺎرد زﻋ ﻢ اﻟ ﻬ ﻤ ﺎم — وﻟ ﻢ أذﻗ ﻪ — ﺑ ﺄﻧ ﻪ اﻟﺼﺪي 125 ﺛﻢ اﺳﺘﻤﺮ ﺑﻚ اﻟﻘﻮل ﺣﺘﻰ أﻧﻜﺮه ﻋﻠﻴﻚ ﺧﺎﺻﺔ وﻋﺎﻣﺔ« ،ﻓﻴﻘﻮل اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ ﺑﺬﻛﺎء َ وﻓﻬْ ﻢ: »ﻟﻘﺪ ﻇﻠﻤﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﺎب ﻋﲇﱠ! وﻟﻮ أﻧﺼﻔﻨﻲ ﻟﻌﻠﻢ أﻧﻨﻲ اﺣﱰزت أﺷﺪ اﺣﱰاز ،وذﻟﻚ أن اﻟﻨﻌﻤﺎن ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻬﱰًا 126ﺑﺘﻠﻚ املﺮأة ،ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ أن أذﻛﺮﻫﺎ ﰲ ﺷﻌﺮي ،ﻓﺄدرت ذﻟﻚ ﰲ ﺧﻠﺪي ،ﻓﻘﻠﺖ: ً ً ً ﻣﻌﻠﻘﺎ «.وﺧﺸﻴﺖ أن أذﻛﺮ اﺳﻤﻬﺎ ﰲ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺟﺎز أن ﻳﻜﻮن ﺑﻐريﻫﺎ وﺻﻔﺎ »إن وﺻﻔﺘﻬﺎ ً اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻼ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻣﻮاﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻠﻚ؛ ﻷن املﻠﻮك ﻳﺄﻧﻔﻮن ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ .ﻓﺮأﻳﺖ أن أﺳﻨﺪ اﻟﺼﻔﺔ إﻟﻴﻪ ﻓﺄﻗﻮل) :زﻋﻢ اﻟﻬﻤﺎم(؛ إذ ﻛﻨﺖ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺖ ذﻛﺮه ﻟﻈﻦ اﻟﺴﺎﻣﻊ أن ﺻﻔﺘﻲ ﻋﲆ املﺸﺎﻫﺪة ،واﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﺑﻌ ُﺪ داﺧﻠﺔ ﰲ وﺻﻒ اﻟﻬﻤﺎم ،ﻓﻤﻦ ﺗﺄﻣﻞ املﻌﻨﻰ وﺟﺪه ً ﻣﴩﻗﺎ وﻣﺎ ﺑﻌﺪه؟« ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ: ﻏري ﻣﺨﺘﻞ .وﻛﻴﻒ ﻳﻨﺸﺪون :وإذا ﻧﻈﺮت رأﻳﺖ أﻗﻤﺮ 32 اﻟﻔﺮدوس »ﻳﻨﺸﺪ وإذا ﻧﻈﺮت وإذا ملﺴﺖ وإذا ﻃﻌﻨﺖ وإذا ﻧﺰﻋﺖ ﻋﲆ اﻟﺨﻄﺎب «.ﻓﻴﻘﻮل اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ» :ﻗﺪ ﻳﺴﻮغ ﻫﺬا ،وﻟﻜﻦ اﻷﺟﻮد أن ﺗﺠﻌﻠﻮه أﺧﺒﺎ ًرا ﻋﻦ املﺘﻜﻠﻢ؛ ﻷن ﻗﻮﱄ )زﻋﻢ اﻟﻬﻤﺎم( ﻳﺆدي ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﻗﺎل اﻟﻬﻤﺎم ،ﻓﻬﺬا أﺳﻠﻢ؛ إذ ﻛﺎن املﻠﻚ إﻧﻤﺎ ﻳﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ .وإذا ﺟﻌﻠﺘﻤﻮه ﻋﲆ اﻟﺨﻄﺎب ﻗﺒﺢ ،وإن ﻧﺴﺒﺘﻤﻮه إﱄ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺪﻳﺔ ،وإن ﻧﺴﺒﺘﻤﻮه إﱃ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﻓﻬﻮ ازراء وﺗَﻨ َ ﱡﻘﺺ«. ﻓﻴﻘﻮل» :هلل َد ﱡرك ﻳﺎ ﻛﻮﻛﺐ ﺑﻨﻲ ﻣُﺮة! وﻟﻘﺪ ﺻﺤﻒ ﻋﻠﻴﻚ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺮواة ،وﻛﻴﻒ ﱄ ﺑﺄﺑﻮي ﻋﻤﺮو املﺎزﻧﻲ واﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ وأﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة وﻋﺒﺪ املﻠﻚ وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻠﺔ ،ﻷﺳﺄﻟﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﺮوون ،وأﻧﺖ ﺷﺎﻫﺪ ،ﻟﺘﻌﻠﻢ أﻧﻲ ﻏري املﺘﺨﺮص 127وﻻ اﻟﻮﻻغ« 128 ،ﻓﻼ ﻳﻘﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﻮل ﰲ ﺣﺬﻧﺔ 129أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ إﻻ واﻟﺮواة أﺟﻤﻌﻮن ﻗﺪ أﺣﴬﻫﻢ ﷲ اﻟﻘﺎدر ﻣﻦ ﻏري ﻣﺸﻘﺔ ﻧﺎﻟﺘﻬﻢ ،وﻻ ﻛﻠﻔﺔ ﰲ ذﻟﻚ أﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ،ﻓﻴﺴﻠﻤﻮن ﺑﻠﻄﻒ ورﻓﻖ .ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﻮص اﻟﻔﺮدوﺳﻴﺔ؟« ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن» :ﻧﺤﻦ اﻟﺮواة اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺌﺖ إﺣﻀﺎرﻫﻢ ً آﻧﻔﺎ «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﷲ! ﻛﻴﻒ ﺗﺮوون ﻗﻮل اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ ﰲ اﻟﺪاﻟﻴﺔ ،وإذا ﻧﻈﺮت وإذا ملﺴﺖ وإذا ﻃﻌﻨﺖ وإذا ﻧﺰﻋﺖ ،أﺑﻔﺘﺢ اﻟﺘﺎء أم ﺑﻀﻤﻬﺎ؟« ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن :ﺑﻔﺘﺤﻬﺎ .ﻓﻴﻘﻮل» :ﻫﺬا ﺷﻴﺨﻨﺎ أﺑﻮ أﻣﺎﻣﺔ ﻳﺨﺘﺎر اﻟﻀﻢ وﻳُﺨﱪ أﻧﻪ ﺣﻜﺎه ﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن «.ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن :ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻜﺮﻳﻢ﴿ :و َْاﻷَﻣْ ُﺮ إ ِ َﻟﻴْﻚِ َﻓﺎﻧ ُ ﻈ ِﺮي ﻣَ ﺎذَا ﺗَﺄْﻣ ُِﺮ َ ﻳﻦ﴾. ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ :ﻣﴣ اﻟﻜﻼم ﰲ ﻫﺬا ﻳﺎ أﺑﺎ أﻣﺎﻣﺔ ،ﻓﺄﻧﺸﺪﻧﺎ ﻛﻠﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ: اﻟﻤﺮﺑﻊ 132اﻟﻤﺘﺠﺮدة 133 اﻟ ﻤ ﻤ ﻄ ﻮرة 130اﻟ ﻤ ﺘ ﺄﺑ ﺪة 131 أﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑ ﺪر وﻳ ﺎﻗ ﻮت ﻟ ﻬ ﺎ ﻣ ﺘ ﻘ ﻠ ﺪة ﻣﺠﺎﺟﺔ 135ﻧﺤﻞ ﻓﻲ ﻛﻤﻴﺖ 136ﻣﺒﺮدة ﻟ ﻪ ﻧ ﻌ ﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ ﻳ ﻮم ﻣ ﺠ ﺪدة 137 أﻟ ﻤ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﻣﻀﻤﺨﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻚ ﻣﺨﻀﻮﺑﺔ ﻛﺄن ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ — وﻣﺎ ذﻗﺖ — ﻃﻌﻤﻬﺎ ﻟ ﻴ ﻘ ﺮر ﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﻨ ﻌ ﻤ ﺎن ﻋ ﻴ ﻨ ﺎ ،ﻓ ﺈﻧ ﻬ ﺎ اﻟﺸﻮى 134 ﻓﻴﻘﻮل أﺑﻮ أﻣﺎﻣﺔ :ﻣﺎ أذﻛﺮ أﻧﻲ ﺳﻠﻜﺖ ﻫﺬا اﻟﻘﺮيّ ﻗﻂ .ﻓﻴﻘﻮل ﻣﻮﻻي اﻟﺸﻴﺦ» :إن ذﻟﻚ ﻟﻌﺠﺐ! ﻓﻤﻦ اﻟﺬي ﺗﻄﻮع ﻓﻨﺴﺒﻬﺎ إﻟﻴﻚ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﺐ إﱄ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻄﻮع، وﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻐﻠﻂ واﻟﺘﻮﻫﻢ ،وﻟﻌﻠﻬﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺛﻌﻠﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ «.ﻓﻴﻘﻮل ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ﺟﻌﺪة» :ﺻﺤﺒﻨﻲ ﺷﺎب ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ وﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ اﻟﺤرية ،ﻓﺄﻧﺸﺪﻧﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻟﻨﻔﺴﻪ ،وذﻛﺮ أﻧﻪ اﺑﻦ ﺛﻌﻠﺒﺔ ،وﺻﺎدف ﻗﺪوﻣﻪ ﺷﻜﺎة 138ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ،ﻓﻠﻢ ﻳﺼﻞ ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻪ«. ﻓﻴﻘﻮل ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ذﺑﻴﺎن» :ﻣﺎ أﺟﺪر ذﻟﻚ أن ﻳﻜﻮن«. 33 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻣﺠﻠﺲ ﻏﻨﺎء وﻳﻤﺮ رف 139ﻣﻦ إوز اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻼ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﻨﺰل ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﺮوﺿﺔ وﻳﻘﻒ وﻗﻮف ﻣﻨﺘﻈﺮ ﻷﻣﺮ ،وﻣﻦ ﺷﺄن ﻃري اﻟﺠﻨﺔ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻦ؟« ﻓﻴﻘﻠﻦ» :أﻟﻬﻤﻨﺎ أن ﻧﺴﻘﻂ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺮوﺿﺔ ﻓﻨُﻐﻨﱢﻲ ملﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﴍب «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻋﲆ ﺑﺮﻛﺔ ﷲ اﻟﻘﺪﻳﺮ« ،ﻓﻴﻨﺘﻔﻀﻦ ﻓﻴﴫن ﺟﻮاري ﻛﻮاﻋﺐ ،ﻳﺮﻓﻠﻦ 140ﰲ وﳾ 141اﻟﺠﻨﺔ ،وﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻦ املﺰاﻫﺮ 142وأﻧﻮاع ﻣﺎ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺑﻪ املﻼﻫﻲ ،ﻓﻴﻌﺠﺐ وﺣﻖ ﻟﻪ اﻟﻌﺠﺐ ،وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﺑﺒﺪﻳﻊ ﻣﻦ ﻗﺪرة ﷲ ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻪ. ﻓﻴﻘﻮل ﻹﺣﺪاﻫﻦ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﻣﺘﺤﺎن» :اﻋﻤﲇ ﻗﻮل أﺑﻲ أﻣﺎﻣﺔ ،وﻫﻮ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻋﺪ: أﻣﻦ آل ﻣﻴﺔ راﺋﺢ 143أو ﻣﻐﺘﺪي 144 ﻋ ﺠ ﻼن ذا زاد وﻏ ﻴ ﺮ ﻣ ﺰوﱠد ً ﺛﻘﻴﻼ أول «.ﻓﺘﺼﻨﻌﻪ ﻓﺘﺠﻲء ﺑﻪ ﻣﻄﺮﺑًﺎ ،وﰲ أﻋﻀﺎء اﻟﺴﺎﻣﻊ ﻣﺘﴪﺑًﺎ ،وﻟﻮ ﻧُﺤﺖ ﺻﻨﻢ ﻣﻦ أﺣﺠﺎر ﺛﻢ ﺳﻤﻊ ذﻟﻚ اﻟﺼﻮت ﻟﺮﻗﺺ .ﻓﻴﻘﻮل» :ﻫﻠﻢ ﺧﻔﻴﻒ اﻟﺜﻘﻞ اﻷول «.ﻓﺘﻨﺒﻌﺚ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻐﻢ ﻟﻮ ﺳﻤﻌﻪ اﻟﻐﺮﻳﺾ 145ﻷﻗﺮأن ﻣﺎ ﺗﺮﻧﻢ ﺑﻪ ﻣﺮﻳﺾ ،ﻓﺈذا أﺟﺎدﺗﻪ ،ﻗﺎل :ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺜﻘﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﻓﺘﺄﻧﻰ ﺑﻪ ،ﻓﺈذا رأى ذﻟﻚ ﻗﺎل» :ﺳﺒﺤﺎن ﷲ ،ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺸﻔﺖ اﻟﻘﺪرة ﺑﺪت ﻟﻬﺎ ﻋﺠﺎﺋﺐ، ﻓﺼريي إﱃ ﺧﻔﻴﻒ اﻟﺜﻘﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﻚ ملﺠﻴﺪة ﻣﺤﺴﻨﺔ .ﺛﻢ ﻳﻘﱰح ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮﻣﻞ وﺧﻔﻴﻔﻪ ً ً ﻟﻴﺎﻗﺔ ،ﻫﻠﻞ ﱠ وﻛﱪ وأﻃﺎل ﺣﻤﺪ رﺑﻪ ﺣﺬاﻗﺔ ،وﻋﺮف ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻮد وأﺧﺎه اﻟﻬﺰج ،ﻓﺈذا ﺗﻴﻘﻦ ﻟﻬﺎ واﻋﺘﱪ وﻗﺎل» :وﻳﺤﻚ ،أﻟﻢ ﺗﻜﺮﻧﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ إوزة ﻃﺎﺋﺮة؟ ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻚ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ؟ ﻟﻮ ﻧﺸﺄت ﺑني ﻣﻌﺒﺪ واﺑﻦ ﴎﻳﺞ ،ملﺎ ﻫﺠﺖ اﻟﺴﺎﻣﻊ ﺑﻬﺬا اﻟﻬﻴﺞ! ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻘﻀﺖ ﺑﻠﻪ اﻹوز؟ ﻓﺘﻘﻮل: »وﻣﺎ اﻟﺬي رأﻳﺖ ﻣﻦ ﻗﺪرة ﺑﺎرﺋﻚ! أﻧﻚ ﻋﲆ ِﺳﻴﻒ 146ﺑﺤﺮ ﻻ ﻳﺪرك ﻟﻪ ﻋﱪ 147 ،ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻦ ﻳُﺤﻴﻲ اﻟﻌﻈﺎم وﻫﻲ رﻣﻴﻢ«. ﺣﺪﻳﺚ ﻟﺒﻴﺪ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ إذ ﻣﺮ ﺷﺎب ﰲ ﻳﺪه ِﻣﺤﺠﻦ 148ﻳﺎﻗﻮت ،ﻓﻴُﺴ ﱢﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن» :ﻣﻦ أﻧﺖ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺎ ﻟﺒﻴﺪ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻛﻠﻴﺐ «.ﻓﻴﻘﻮل» :أﻛﺮﻣﺖ أﻛﺮﻣﺖ، ﱠ وﺳﻜﺖ ،ﻟﺸﻬﺮت ﺑﺎﺳﻤﻚ ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﰲ ﻣﻐﻔﺮة رﺑﻚ؟!« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺎ ﺑﺤﻤﺪ ﷲ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻟﺒﻴﺪ ﴫ أن ﻳﺼﻔﻪ اﻟﻮاﺻﻔﻮن ،ﻻ ﻫﺮام وﻻ ﺑﺮم«. ﰲ ﻋﻴﺶ َﻗ ُ َ 34 اﻟﻔﺮدوس ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ» :ﺗﺒﺎرك املﻠﻚ اﻟﻘﺪوس ،وﻣﻦ ﻻ ﺗﺪرك ﻳﻘﻴﻨﻪ ﺗﻘﻞ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ. وﻟﻘﺪ ﺳﺌﻤﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة وﻃﻮﻟﻬﺎ اﻟﺤﺪوس149 ، ﻛﺄﻧﻚ ﻟﻢ وﺳ ﺆال ﻫ ﺬا اﻟ ﻨ ﺎس ﻛ ﻴ ﻒ ﻟ ﺒ ﻴ ﺪ وﻟﻢ ﺗَ ُﻔ ْﻪ ﺑﻘﻮﻟﻚ: ﺑَﺠﻠﻲ 151اﻵن ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﺑَﺠﻞ وﺟﺪﻳﺮ ﻃﻮل ﻋﻴﺶ أن ﻳﻤﻞ 152 أﺣ ﻔ ﻠ ﻪ 150 ﻓ ﻤ ﺘ ﻰ أﻫ ﻠ ﻚ ﻓ ﻼ ﻣ ﻦ ﺣ ﻴ ﺎة ﻗ ﺪ ﻣ ﻠ ﻠ ﻨ ﺎ ﻃ ﻮﻟ ﻬ ﺎ ﻓﺄﻧﺸﺪﻧﺎ ﻣﻴﻤﻴﺘﻚ املﻌﻠﻘﺔ «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻫﻴﻬﺎت! إﻧﻲ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﺸﻌﺮ ﰲ اﻟﺪار اﻟﺨﺎدﻋﺔ ،وﻟﻦ أﻋﻮد إﻟﻴﻪ ﰲ اﻟﺪار اﻵﺧﺮة وﻗﺪ ﻋُ ﻮﱢﺿﺖ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧري وأﺑﺮ«. ﻓﻴﻘﻮل :أﺧﱪﻧﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻚ: ﺗ ﱠﺮا ُك أﻣ ﻜ ﻨ ﺔ إذا ﻟ ﻢ أرﺿ ﻬ ﺎ أو ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻔﻮس ﺣﻤﺎ ُﻣﻬﺎ ﻫﻞ أردت ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻞ؟ ﻓﻴﻘﻮل ﻟﺒﻴﺪ» :ﻛﻼ ،إﻧﻤﺎ أردت ﻧﻔﴘ ،وﻫﺬا ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﻟﻠﺮﺟﻞ :إذا ذﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ أﻋﻄﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ً ﻣﺎﻻ .وأﻧﺖ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻇﺎﻫﺮ اﻟﻜﻼم واﻗﻊ ﻋﲆ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ،وﻋﲆ ﻛﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﺗﻜﻮن ً ﺑﻌﻀﺎ ﻟﻠﻨﺎس«. ﻓﻴﻘﻮل» :أﺧﱪﻧﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻚ :أو ﻳﺮﺗﺒﻂ؛ ﻫﻞ ﻣﻘﺼﺪك إذا ﻟﻢ أرﺿﻬﺎ أو ﻟﻢ ﻳﺮﺗﺒﻂ ،أم ﻏﺮﺿﻚ أﺗﺮك املﻨﺎزل أو ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻓﻴﻜﻮن ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻛﺎملﺤﻤﻮل ﻋﲆ ﻗﻮﻟﻚ ﺗﺮاك أﻣﻜﻨﺔ؟« ﻓﻴﻘﻮل ُ أردت«. ﻟﺒﻴﺪ» :اﻟﻮﺟﻪ اﻷول وﻳﺨﻄﺮ ﻟﻪ ﻏﻨﺎء اﻟﻘﻴﺎن ﺑﺎﻟﻔﺴﻄﺎط وﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻼم ،وﻳﺬﻛﺮ ﺗﺮﺟﻴﻌﻬﻦ ﺑﻤﻴﻤﻴﺔ املﺨﺒﱠﻞ اﻟﺴﻌﺪي ،ﻓﺘﻨﺪﻓﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻮاري اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻬﻦ اﻟﻘﺪرة ﻣﻦ ﺧﻠﻖ اﻟﻄري إﱃ ﺧﻠﻖ اﻟﺤﻮر ،ﺗﻠﺤﻦ ﻗﻮل املﺨﺒﻞ اﻟﺴﻌﺪي: وﺻ ﺒ ﺎ ،وﻟ ﻴ ﺲ ﻟ ﻤ ﻦ ﺻ ﺒ ﺎ ﻋ ﺰم ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻤﺎء ﺷﺆوﻧﻬﺎ 153ﺳﺠﻢ 154 ذﻛ ﺮ اﻟ ﺮﺑ ﺎب وذﻛ ﺮﻫ ﺎ ﺳ ﻘ ﻢ وإذا أﻟ ﻢ ﺧ ﻴ ﺎﻟ ﻬ ﺎ ﻃ ﺮﻓ ﺖ 35 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻛﺎﻟﻠﺆﻟﺆ اﻟﻤﺴﺠﻮر 155ﺗﻮﺑﻊ ﻓﻲ ﺳ ﻠ ﻚ اﻟ ﻨ ﻈ ﺎم ﻓ ﺨ ﺎﻧ ﻪ اﻟ ﻨ ﻈ ﻢ 156 ﻓﻼ ﻳﻤﺮ ﺣﺮف وﻻ ﺣﺮﻛﺔ إﻻ وﻳﻮﻗﻊ ﻣﴪة ﻟﻮ ﻋﺪﻟﺖ ﺑﻤﴪات أﻫﻞ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﷲ آدم إﱃ أن ﻃﻮى ذرﻳﺘﻪ ،ﻟﻜﺎﻧﺖ اﻟﺰاﺋﺪة ﻋﲆ ذﻟﻚ زﻳﺎدة اﻟﻠﺞ املﺘﻤﻮج ﻋﲆ دﻣﻌﺔ اﻟﻄﻔﻞ، واﻟﻬﻀﺐ 157اﻟﺸﺎﻣﺦ ﻋﲆ اﻟﻬﺒﺎءة 158 ،وﻳﻘﻮل ﻟﻨﺪﻣﺎﺋﻪ» :أﻻ ﺗﺴﻤﻌﻮن ﻗﻮل اﻟﺴﻌﺪي: ﺑ ﻐ ﺪ وﻻ ﻣ ﺎ ﺑ ﻌ ﺪه ﻋ ﻠ ﻢ: اﻟ ﻤ ﺮء ﻳ ﻜ ُﺮب 159ﻳ ﻮﻣ ﻪ اﻟ ﻌ ﺪم« ﻋﻨﻘﺎء 161ﺗﻘﺼﺮ دوﻧﻬﺎ اﻟﻌﺼﻢ 162 اﻟ ﻠ ﻪ ﻟ ﻴ ﺲ ﻛ ﺤ ﻜ ﻤ ﻪ ﺣ ﻜ ﻢ« 163 وﺗ ﻘ ﻮل ﻋ ﺎذﻟ ﺘ ﻲ وﻟ ﻴ ﺲ ﻟ ﻬ ﺎ »إن اﻟ ﺜ ﺮاء ﻫ ﻮ اﻟ ﺨ ﻠ ﻮد وإن وﻟ ﺌ ﻦ ﺑ ﻨ ﻴ ﺖ ﻟ ﻲ اﻟ ﻤ ﺸ ّﻘ ﺮ 160ﻓ ﻲ ﻟ ﺘ ﻨ ﻘ ﺒ ﻦ ﻋ ﻨ ﻲ اﻟ ﻤ ﻨ ﻴ ﺔ أن ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻪ املﺴﻜني ﻗﺎل ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت وﺑﻨﻮ آدم ﰲ دار املﺤﻦ واﻟﺒﻼء واﻟﻮاﻟﺪة ﺗﺨﺎف املﻨﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻮﻟﺪ ،واﻟﻔﻘﺮ ﻳﺮﻫﺐ وﻳﺘﻘﻰ واملﺎل ﻳﻄﻠﺐ وﻳﺴﺘﺒﻘﻰ .ﻓ ﴿ا ْﻟﺤَ ﻤْ ُﺪ ِهلل ِ ا ﱠﻟﺬِي أَذْ َﻫﺐَ ﻋَ ﻨﱠﺎ ا ْﻟﺤَ َﺰ َن ۖ إ ِ ﱠن َرﺑﱠﻨَﺎ َﻟ َﻐ ُﻔﻮ ٌر َﺷ ُﻜﻮ ٌر * ا ﱠﻟﺬِي أَﺣَ ﱠﻠﻨَﺎ دَا َر ا ْﻟﻤ َُﻘﺎﻣَ ِﺔ ِﻣﻦ َﻓ ْﻀﻠ ِِﻪ َﻻ ﻳَﻤَ ﱡﺴﻨَﺎ ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ ﺼﺐٌ و ََﻻ ﻳَﻤَ ﱡﺴﻨَﺎ ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ ﻟُ ُﻐﻮبٌ ﴾ 164 .ﻓﺘﺒﺎرك ﷲ اﻟﻘﺪوس ،ﻧ َ َﻘ َﻞ ﻫﺆﻻء ا ُمل ِ ﻧَ َ ﺴﻤﻌﺎت 165ﻣﻦ زي ﻬﻦ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﺣِ ْﻔ َ رﺑﺎت اﻷﺟﻨﺤﺔ 166إﱃ زي رﺑﺎت اﻷﻛﻔﺎل ا ُملﱰﺟﱢ ﺤﺔ 167 ،ﺛﻢ أﻟﻬَ ﻤَ ﱠ ﻆ أﺷﻌﺎر ﺑﻤﺴﺎﻣﻌﻬﻦ ،ﻓﺠ َ ﱠ ﱧ ﺑﻬﺎ ُﻣﺘْ َﻘﻨﺔ ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﲆ اﻟﻄﺮاﺋﻖ ﻣُﻠﺤﱠ ﻨﺔ! وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻢ ﺗَﻤْ ُﺮ ْر ﻗﺒ ُﻞ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ إذا ﺗُﻔ ﱢﺮﺳﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺠﺎﺑﺔ وأ ُ ِ ﺣﴬت ﻟﻬﺎ املﻠﺤﻨﺔ ﻟﺘﻠﻘﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﺮف ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻞ وﺧﻔﻴﻒ ،ﺗﻘﻴﻢ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺸﻬﺮ واﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻗﺒﻞ أن ﺗُﻠﻘﻦ ﺑﻴﺘًﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺰل أو ﺑﻴﺘني ،ﺛﻢ ﺗﻌﻄﻰ املﺌﺔ أو املﺌﺘني ،ﻓﺴﺒﺤﺎن اﻟﻘﺎدر!« ﻣﺸﺎﺟﺮة اﻟﺠﻌﺪي واﻷﻋﴙ وﻳﻘﻮل ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ﺟﻌﺪة وﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻳﺴﺘﻤﻊ» :ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﺼري ،أﻫﺬه اﻟﺮﺑﺎب اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﻟﺴﻌﺪيﱡ ﻫﻲ رﺑﺎﺑﻚ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﺗﻬﺎ ﰲ ﻗﻮﻟﻚ: ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺠﺰﻳﻞ وﻳﺮﺧﻲ اﻹزارا ُت ﻛ ﻮب اﻟ ﺮﺑ ﺎب ﻟ ﻪ ﻓ ﺎﺳ ﺘ ﺪارا ﻏﺮﺑًﺎ أو ﻧﻀﺎرا 169 ة ﺗﺮاﻣﻮا ﺑﻪ َ َ ﺑﻌﺎﺻﻲ اﻟﻌﻮاذل ﻃﻠﻖ اﻟﻴﺪﻳﻦ ﻓ ﻤ ﺎ ﻧ ﻄ ﻖ اﻟ ﺪﻳ ﻚ ﺣ ﺘ ﻰ ﻣ ﻸ إذا اﻧﻜﺐﱠ أزﻫ ُﺮ 168ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻘﺎ 36 اﻟﻔﺮدوس ﻓﻴﻘﻮل أﺑﻮ ﺑﺼري» 170 :ﻗﺪ ﻃﺎل ﻋﻤﺮك ﻳﺎ أﺑﺎ ﻟﻴﲆ ،وأﺣﺴﺒﻚ أﺻﺎﺑﻚ اﻟﻔﻨﺪ 171 ،ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻋﲆ ﻓﻨﺪك 172إﱃ اﻟﻴﻮم! أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أن اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻳﺴﻤﱠ ني ﺑﺎﻟﺮﺑﺎب أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن ﻳُﺤﺼني؟ أﻓﺘﻈﻦ أن اﻟﺮﺑﺎب ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ُﺧ ْﺰرا 173ﻛ ﺄﻧ ﻬ ﻢ ﻏ ﻀ ﺎب ك ودوﻧ ﻚ اﻟ ﺨ ﺮق 174اﻟ ﻴ ﺒ ﺎب 175 وﺟ ﺎرﺗ ﻬ ﺎ أم اﻟ ﺮﺑ ﺎب ﺑ ﻤ ﺄﺳ ﻞ ﻣ ﺎ ﺑ ﺎل ﻗ ﻮﻣ ﻚ ﻳ ﺎ رﺑ ﺎبُ ﻏ ﺎروا ﻋ ﻠ ﻴ ﻚ وﻛ ﻴ ﻒ ذا أو اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﻴﻘﻮل ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻦ ﺟَ ﻌﺪة» :أﺗﻜﻠﻤﻨﻲ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻊ ﺑﻨﻲ ﺿﺒﻴﻌﺔ ،وﻗﺪ ﱠ ﻣﺖ ﻛﺎﻓ ًﺮا وأﻗﺮرت ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ،وأﻧﺎ ﻟﻘﻴﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﺄﻧﺸﺪﺗﻪ ﻛﻠﻤﺘﻲ اﻟﺘﻲ أﻗﻮل ﻓﻴﻬﺎ: ﺑﻠﻐﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺠﺪُﻧﺎ وﺳﻨﺎؤﻧﺎ 176 وإﻧﺎ ﻟﻨﺒﻐﻲ ﻓﻮق ذﻟﻚ ﻣﻈﻬﺮا 177 ً ﻓﻘﺎل ﱄ» :إﱃ أﻳﻦ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻟﻴﲆ؟« ﻓﻘﻠﺖ» :إﱃ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ «.ﻓﻘﺎل» :ﻻ ﻳﻔﻀﺾ ﷲ ﻓﺎك«. َ أﻏ ﱠﺮ َك أن ﻋَ ﱠﺪ َك ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻬﺎل راﺑﻊ اﻟﺸﻌﺮاء اﻷرﺑﻌﺔ ،وﻛﺬب ﻣﻔﻀﻠﻚ ،وإﻧﻲ ﻷ ْ ﻃ َﻮ ُل ً ﺗﴫﱡﻓﺎ ،وﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺑﻌﺪد اﻟﺒﻴﻮت ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻪ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﻗﺒﲇ، ﻣﻨﻚ ﻧ َ َﻔ ًﺴﺎ ،وأﻛﺜﺮ وأﻧﺖ ﻻ ٍه ﺑﻌﻔﺎرﺗﻚ 178ﺗﻔﱰي ﻋﲆ ﻛﺮاﺋﻢ ﻗﻮﻣﻚ ،وإن ﺻﺪﻗﺖ ﻓﺨﺰﻳًﺎ ﻟﻚ وملﻘﺎرك«179 . ﻓﻴﻐﻀﺐ أﺑﻮ ﺑﺼري ﻓﻴﻘﻮل» :أﺗﻘﻮل ﻫﺬا وإن ﺑﻴﺘًﺎ ﻣﻤﺎ ﺑﻨﻴﺖ َﻟﻴﻌﺪل ﺑﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺋﻚ؟ وإن أﺳﻬﺒﺖ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﻚ ﻓﺈن املﺴﻬﺐ ﻛﺤﺎﻃﺐ اﻟﻠﻴﻞ ،وإﻧﻲ ﻟﻔﻲ اﻟﺠُ ﺮﺛﻮﻣﺔ 180ﻣﻦ رﺑﻴﻌﺔ اﻟﻔﺮس ،وﻫﻞ ﺟﻌﺪة إﻻ راﺋﺪة ﻇﻠﻴﻢ 181ﻧﻔﻮر؟ أﺗﻌريﻧﻲ ﻣﺪح املﻠﻮك ﻳﺎ ﺟﺎﻫﻞ ،وﻟﻮ ﻗﺪرت ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻟﻬﺠﺮت إﻟﻴﻪ أﻫﻠﻚ ووﻟﺪك؟ وﻟﻜﻨﻚ ﺧﻠﻘﺖ ﺟﺒﺎﻧًﺎ ،ﻻ ﺗﺪﻟﺞ 182ﰲ اﻟﻈﻠﻤﺎء اﻟﺪاﺟﻴﺔ وﻻ ﺗﻬﺠّ ﺮ 183ﰲ اﻟﻮدﻳﻘﺔ 184اﻟﺼﺎﺧﺪة«185 . ﺿﻞ ﺑﻦ ُ ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺠﻌﺪي» :اﺳﻜﺖ ﻳﺎ ُ ﺿﻞ ،ﻓﺄُﻗﺴﻢ أن دﺧﻮﻟﻚ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ املﻨﻜﺮات، ﱠ ْ ﺟﺮت ﻛﻤﺎ ﺷﺎء ﷲَ ،ﻟﺤَ ﱡﻘﻚ أن ﺗﻜﻮن ﰲ اﻟﺪرك اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ،وﻟﻘﺪ َ ﺻ ِﲇ وﻟﻜﻦ اﻷﻗﻀﻴﺔ ُ َ أﻟﺴﺖ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻟﻘﻠﺖ إﻧﻪ ﻏﻠﻂ ﺑﻚ! ﺑﻬﺎ ﻣَ ﻦ ﻫﻮ ﺧري ﻣﻨﻚ ،وﻟﻮ ﺟﺎز اﻟﻐﻠﻂ ﻋﲆ رب اﻟﻌﺰة ﻓ ﺒ ﱡﺖ دون ﺛ ﻴ ﺎﺑ ﻬ ﺎ ﻓ ﺪﺧ ﻠ ُﺖ إذ ﻧ ﺎم اﻟ ﺮﻗ ﻴ ﺐُ 37 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ِﻟ ﻌ ﺎﺑ ﻬ ﺎ 186 ﻟ ﻠ ﻨ ﻮم ﺑ ﻌ ﺪ ﻛﻞ ﻣﺴﻮّد 187ﻳﺮﻣﻲ ﺑﻬﺎ 188 وﻟ ﻤ ﺴ ﺖ ﺑ ﻄ ﻦ ﺣِ ﻘ ﺎﺑ ﻬ ﺎ 190 ك 192ﻋﺒﻴﺮﻫﺎ 193ﺑﻤﻼﺑﻬﺎ 194 ﻣ ﺮﻓ ﻮﻋ ﺔ ﻟ ﺸ ﺮاﺑ ﻬ ﺎ 196 ﺣ ﺘ ﻰ إذا ﻣ ﺎ اﺳ ﺘ ﺮﺳ ﻠ ﺖ ﻗ ﺴ ﻤ ﺘُ ﻬ ﺎ ﻧ ﺼ ﻔ ﻴ ﻦ ﻓ ﺜ ﻨ ﻴ ﺖ ﺟ ﻴ ﺪ ﻏ ﺮﻳ ﺮة 189 ﻛ ﺎﻟ ﺤ ﻘ ﺔ 191اﻟ ﺼ ﻔ ﺮاء ﺻ ﺎ وإذا ﻟ ﻬ ﺎ ﺗ ﺎﻣ ﻮرة 195 َ واﺳﺘﻘﻠﻠﺖ ﺑﺒﻨﻲ ﺟﻌﺪة وﻟﻴﻮم ﻣﻦ أﻳﺎﻣﻬﻢ ﻳﺮﺟﺢ ﺑﻤﺴﺎﻋﻲ ﻗﻮﻣﻚ ،وزﻋﻤﺘَﻨﻲ ﺟﺒﺎﻧًﺎ َ وﻛﺬﺑﺖ ،ﻷﻧﺎ أﺷﺠﻊ ﻣﻨﻚ وﻣﻦ أﺑﻴﻚْ ، وأﺻ َﱪ ﻋﲆ إدﻻج املﻈﻠﻤﺔ ذات اﻷرﻳﺰ 197 ،وأﺷﺪ إدﻻﺟً ﺎ ُ ﰲ اﻟﻬﺎﺟﺮة أم اﻟﺼﺨﺪان 198 «.وﻳﺜﺐُ ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ﺟﻌﺪة ﻋﲆ أﺑﻲ ﺑﺼري ﻓﻴﴬﺑﻪ ﺑﻜﻮز ﻣﻦ ذﻫﺐ. 199 ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ — أﺻﻠﺢ ﷲ ﺑﻪ :ﻻ ﻋﺮﺑﺪة ﰲ اﻟﺠﻨﺎن ،إﻧﻤﺎ ﻳُﻌﺮف ذﻟﻚ ﺑني اﻟﺴﻔﻠﺔ واﻟﻬﺠﺎج 200 ،وإﻧﻚ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻟﻴﲆ ملﺘﱰع 201 ،وﻟﻮﻻ أن ﰲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻜﺮﻳﻢ :ﱠ ُﺼﺪﱠﻋُ َ ﴿ﻻ ﻳ َ ﻮن ﻋَ ﻨْﻬَ ﺎ ﻮن﴾ َﻟ َ و ََﻻ ﻳ ُِﻨﺰ ُﻓ َ ﻈﻨَﻨﱠﺎك أﺻﺎﺑﻚ ﻧﺰف ﰲ ﻋﻘﻠﻚ .وﻳﺮﻳﺪ أن ﻳُﺼﻠﺢ ﺑني اﻟﻨﺪﻣﺎء ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺠﺐ أن ﻳُﺤﺬر ﻣﻦ ﻣَ َﻠﻚٍ ﻳﻌﱪ ،ﻓريى ﻫﺬا املﺠﻠﺲ ﻓريﻓﻊ ﺣﺪﻳﺜﻪ إﱃ اﻟﺠﺒﺎر اﻷﻋﻈﻢ ،ﻓﻼ ﻳَﺠ ﱡﺮ ذﻟﻚ ﺗﻜﺮﻫﺎن ،واﺳﺘﻐﻨﻰ رﺑﻨﺎ أن ﺗُﺮﻓﻊ اﻷﺧﺒﺎر إﻟﻴﻪ ،وﻟﻜﻦ ﺟﺮى ذﻟﻚ ﻣﺠﺮى اﻟﺤَ َﻔﻈﺔ إﻻ إﱃ ﻣﺎ ِ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ .أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻤﺎ أن آدم ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺬﻧﺐ ﺣﻘري! ﻓﻐري آﻣﻦ ﻣﻦ وﻟﺪ أن ﻳﻘﺪر ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﺴﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎهلل ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﺼري :ﻫﻞ ﻳﻬﺠﺲ ﻟﻚ ﺗﻤﻨﻲ املﺪام!« ﻓﻴﻘﻮل» :ﻛﻼ وﷲ ،إﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪي ﻛﻤﺜﻞ املﻘﺮ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ذﻛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺨﻠﺪ ،ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ هلل اﻟﺬي ﺳﻘﺎﻧﻲ ﻋﻨﻬﺎ 202 اﻟﺴﻠﻮاﻧﺔ«203 . ﱡ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ أﺑﺎ ﻟﻴﲆ ،إن ﷲ — ﺟ ﱠﻠﺖ ﻗﺪرﺗُﻪ — ﻣَ ﱠﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻬﺆﻻء اﻟﺤﻮر اﻟﻌني اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﺣﻮﻟﻬﻦ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ 204اﻹوز ،ﻓﺎﺧﱰ ﻟﻨﻔﺴﻚ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻦ ،ﻓﻠﺘﺬﻫﺐ ﻣﻌﻚ إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﺗﻼﺣﻨﻚ أرق اﻟﻠﺤﺎن وﺗُﺴﻤﻌﻚ ﴐوب اﻷﻟﺤﺎن «.ﻓﻴﻘﻮل ﻟﺒﻴﺪ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ» :إن أﺧﺬ أﺑﻮ ﻟﻴﲆ ﻗﻴﻨﺔ وأﺧﺬ ﻏريه ﻣﺜﻠﻬﺎ ،أﻟﻴﺲ ﻳﻨﺘﴩ ﺧﱪﻫﺎ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺆﻣﻦ أن ﻳﺴﻤﻰ ﻓﺎﻋﻠﻮ ذﻟﻚ أزواج اﻹوز «.ﻓﺘﴬب اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ اﻗﺘﺴﺎم أوﻟﺌﻚ اﻟﻘﻴﺎم. ً أﺿﻌﺎﻓﺎ ﻛﺜرية. وﻳﻔﱰق أﻫﻞ ذﻟﻚ املﺠﻠﺲ ﺑﻌﺪ أن أﻗﺎﻣﻮا ﻓﻴﻪ ﻛﻌﻤﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ 38 اﻟﻔﺮدوس ﻋُ ﻮران ﻗﻴﺲ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﻄﻮف ﰲ رﻳﺎض اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻘﻴﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﻧﻔﺮ ﻋﲆ ﺧﻤﺴﺔ أﻳﻨﻖ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﺎ رأﻳﺖ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻜﻢ ﰲ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺎن ،ﻓﻤﻦ أﻧﺘﻢ ﺧ ﱠﻠﺪ ﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻨﻌﻴﻢ؟« ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن» :ﻧﺤﻦ ﻋﻮران 205ﻗﻴﺲ ،ﺗﻤﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﻘﺒﻞ اﻟﻌﺠﻼﻧﻲ ،وﻋﻤﺮو ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﺒﺎﻫﲇ ،واﻟﺸﻤﺎخ ﻣﻌﻘﻞ ﺑﻦ ﴐار ،وراﻋﻲ اﻹﺑﻞ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺼني اﻟﻨﻤريي ،وﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺛﻮر اﻟﻬﻼﱄ«. ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻠﺸﻤﺎخ ﺑﻦ ﴐار» :ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﰲ ﻧﻔﴘ أﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﻋﲆ اﻟﺰاي وﻛﻠﻤﺘﻚ اﻟﺘﻲ ﻋﲆ اﻟﺠﻴﻢ ،ﻓﺄﻧﺸﺪﻧﻴﻬﻤﺎ ﻻ زﻟﺖ ﻣﺨﻠﺪًا ﻛﺮﻳﻤً ﺎ «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻟﻘﺪ ﺷﻐﻠﻨﻲ ﻋﻨﻬﻤﺎ اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻟﺪاﺋﻢ ،ﻓﻤﺎ أذﻛﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻴﺘًﺎ واﺣﺪًا «.ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻔﺮط ﺣﺒﻪ اﻷدب» :ﻟﻘﺪ ﻏﻔﻠﺖ أﻳﻬﺎ املﺆﻣﻦ وأﺿﻌﺖ! أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أن ﻛﻠﻤﺘﻴﻚ أﻧﻔﻊ ﻟﻚ ﻣﻦ اﺑﻨﺘﻴﻚ؟ ذﻛﺮت ﺑﻬﻤﺎ ﰲ املﻮاﻃﻦ وﺷﻬﺮت ﻋﻨﺪ راﻛﺐ اﻟﺴﻔﺮ واﻟﻘﺎﻃﻦ .وإن اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ ﻷﻧﻔﻊ ﻟﻪ ﻣﻦ اﺑﻨﺘﻪ ﻋﻘﺮب، وﻟﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﺷﺎﻧﺘﻪ وﻣﺎ زاﻧﺘﻪ ،وأﺻﺎﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺳﺒﺎء 206وﻣﺎ وﻓﺮ ﻷﺟﻠﻬﺎ اﻟﺤِ ﺒﺎء207 ، وإن ﺷﺌﺖ أن أﻧﺸﺪك ﻗﺼﻴﺪﺗﻴﻚ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺘﻌﺬر ﻋﲇ «.ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺸﺪﻧﻲ ،ﺿﻔﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﻌﻤﺔ ﷲ« ﻓﻴﻨﺸﺪه: ﻋ ﻔ ﺎ ﻣ ﻦ ﺳ ﻠ ﻴ ﻤ ﻰ ﺑ ﻄ ﻦ ﻗ ﻮّ ﻓ ﻌ ﺎﻟ ﺰ ﻓﺬات اﻟﻐﻀﺎ ﻓﺎﻟﻤﺸﺮﻓﺎت اﻟﻨﻮاﺷﺰ 208 ﻓﻴﺠﺪه ﺑﻬﺎ ﻏري ﻋﻠﻴﻢ ،وﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ أﺷﻴﺎء ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﺼﺎدﻓﻪ ﺑﻬﺎ ﻏري ﺑﺼري ،ﻓﻴﻘﻮل: »ﺷﻐﻠﺘﻨﻲ ﻟﺬاﺋﺬ اﻟﺨﻠﻮد ﻋﻦ ﺗﻌﻬﱡ ﺪ ﻫﺬه املﻨﻜﺮات﴿ :إ ِ ﱠن ا ْﻟ ُﻤﺘﱠﻘِ َ ُﻮن * و ََﻓﻮَا ِﻛ َﻪ ني ِﰲ ِﻇ َﻼ ٍل وَﻋُ ﻴ ٍ ِﻣﻤﱠ ﺎ ﻳ َْﺸﺘَﻬُ َ ﻮن﴾ إﻧﻤﺎ ﻛﻨﺖ ِ أﺳ ُﻖ 209ﻫﺬه اﻷﻣﻮر وأﻧﺎ آﻣﻞ أن أُﻓﻘﺮ 210ﺑﻬﺎ ﻧﺎﻗﺔ أو أُﻋﻄﻰ ﻛﻴﻞ ﻋﻴﺎﱄ ﺳﻨﺔ ،وأﻧﺎ اﻵن ﰲ ﱡ ﺗﻔﻀﻞ ﷲ أﻏﱰف ﰲ ﻣﺮاﻓﺪ املﺴﺠﺪ ﻣﻦ أﻧﻬﺎر اﻟﻠﺒﻦ ،ﻓﺘﺎرة أﻟﺒﺎن اﻹﺑﻞ ،وﺗﺎرة أﻟﺒﺎن اﻟﺒﻘﺮ ،وإن ﺷﺌﺖ ﻟﺒﻦ اﻟﻀﺄن ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺜري ﺟﻢ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻟﺒﻦ املﻌﻴﺰ ،وﻟﻘﺪ أراﻧﻲ ﰲ دار اﻟﺸﻘﻮة أﺟﻬﺪ أﺧﻼف ﺷﻴﺎه ﻟﺠﺒﺎت 211ﻻ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﻣﻨﻬﻦ اﻟﻘﻌﺐ 212 «.ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ» :ﻓﺄﻳﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ أﺣﻤﺮ؟« ﻓﻴﻘﻮل ﻋﻤﺮو» :ﻫﺎ أﻧﺎ ذا «.ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺸﺪﻧﻲ ﻗﻮﻟﻚ: ﺑﺎن اﻟﺸﺒﺎب وأﺧﻠﻒ اﻟﻌَ ﻤﺮ وﺗ ﻐ ﻴ ﺮ اﻹﺧ ﻮان واﻟ ﺪﻫ ﺮ 39 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎس ﰲ ﺗﻔﺴري )اﻟﻌَ ﻤﺮ( ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ ،ﻓﻘﻴﻞ إﻧﻚ أردت اﻟﺒﻘﺎء ،وﻗﻴﻞ إﻧﻚ ً ﻣﺘﻤﺜﻼ: أردت اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻮر اﻷﺳﻨﺎن وﻫﻮ اﻟﻠﺤﻢ اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻬﺎ «.ﻓﻴﻘﻮل ﻋﻤﺮو »ﺧﺬا وﺟﻪ ﻫﺮﺷﻲ 213أ َ ْو ِﻗﻔﺎﻫﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻛ ﻼ ﺟ ﺎﻧ ﺒ ﻲ ﻫ ﺮﺷ ﻲ ﻟ ﻬ ﻦ ﻃ ﺮﻳ ﻖ وﻟﻢ ﺗﱰك ﰲ ﱠ أﻫﻮال اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻏﱪا ﻟﻺﻧﺸﺎد ،أﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ اﻵﻳﺔ﴿ :ﻳَ ْﻮ َم ﺗَ َﺮ ْوﻧَﻬَ ﺎ ﺗَﺬْ َﻫ ُﻞ ُﻛ ﱡﻞ ُﻣ ْﺮ ِﺿﻌَ ٍﺔ ﻋَ ﻤﱠ ﺎ أ َ ْر َ ﺿﻌَ ْﺖ َوﺗَ َﻀ ُﻊ ُﻛ ﱡﻞ ذَ ِ ات ﺣَ ﻤْ ٍﻞ ﺣَ ﻤْ َﻠﻬَ ﺎ َوﺗَ َﺮى اﻟﻨ ﱠ َ ﺎس ُﺳ َﻜﺎ َرىٰ وَﻣَ ﺎ ُﻫﻢ ِﺑ ُﺴ َﻜﺎ َرىٰ َو َﻟﻜ ﱠِﻦ ﻋَ ﺬَابَ ِ ﷲ َﺷﺪِﻳﺪٌ﴾؟ وﻗﺪ ﺷﻬﺪت املﻮﻗﻒ ،ﻓﺎﻟﻌﺠﺐ ﻟﻚ إذا ﺑﻘﻲ ﻣﻌﻚ ﳾء ﻣﻦ رواﻳﺘﻚ «.ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ: »إﻧﻲ ﻛﻨﺖ أﺧﻠﺺ اﻟﺪﻋﺎء ﰲ أﻋﻘﺎب اﻟﺼﻠﻮات ﻗﺒﻞ أن أﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪار ،أن ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﷲ ﺑﺄدﺑﻲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة .ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ إﱃ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺖ وﻫﻮ اﻟﺤﻤﻴﺪ املﺠﻴﺪ «.ﺛﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ أﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﺷﻌﺮه ،ﻓﻴﺠﺪه ﻋﻦ اﻟﺠﻮاب ﻣﺴﺘﻌﺠﻤً ﺎ. ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺗﻤﻴﻢ ﺑﻦ أُﺑﻲ ﻓﻴﻘﻮل أﻳﻜﻢ ﺗﻤﻴﻢ ﺑﻦ أُﺑﻲ؟ ﻓﻴﻘﻮل رﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ :ﻫﺎ أﻧﺎ ذا .ﻓﻴﻘﻮل :أﺧﱪﻧﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻚ: إﻻ اﻟﻤﺮاﻧﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺄم اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺎ دار ﺳﻠﻤﻲ ﺧﻼء ﻻ أﻛﻠﻔﻬﺎ ﻣﺎ أردت ﺑﺎملﺮاﻧﺔ؟ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ :إﻧﻚ أردت اﺳﻢ اﻣﺮأة ،وﻗﻴﻞ :ﻫﻲ اﺳﻢ أﻣَ ﺔ ،وﻗﻴﻞ: اﻟﻌﺎدة .ﻓﻴﻘﻮل ﺗﻤﻴﻢ» :وﷲ ﻣﺎ دﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻔﺮدوس وﻣﻌﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ وﻻ اﻟﺮﺟﺰ ،وذﻟﻚ أﻧﻲ ﺣُ ﻮﺳﺒﺖ ﺣﺴﺎﺑًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا .وﻗﻴﻞ ﱄ :ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، واﻧﱪى إﱃ اﻟﻨﺠﺎﳾ اﻟﺤﺎرﺛﻲ ،ﻓﻤﺎ أﻓﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻠﻬﺐ ﺣﺘﻰ ﺳﻔﻌﻨﻲ 214ﺳﻔﻌﺎت ،وإن ﺣﻔﻈﻚ ملﺒﻘﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺄﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ أﻫﻮال اﻟﺤﺴﺎب .وﻣﻨﺎدي اﻟﺤﴩ ﻳﻘﻮل» :أﻳﻦ ﻓﻼن اﺑﻦ ﻓﻼن«. واﻟﺸﻮس 215اﻟﺠﺒﺎﺑﺮة ﻣﻦ املﻮك ﺗﺠﺬﺑﻬﻢ اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ إﱃ اﻟﺠﺤﻴﻢ ،واﻟﻨﺴﻮة ذوات اﻟﺘﻴﺠﺎن ﻳﴫن ﺑﺄﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻮَﻗﻮد ،ﻓﺘﺄﺧﺬ ﰲ ﻓﺮوﻋﻬﻦ وأﺟﺴﺎدﻫﻦ ،ﻓﻴﺼﺤﻦ :ﻫﻞ ﻣﻦ ﻓﺪاء ،ﻫﻞ ﻣﻦ ﻋُ ﺬر ﻳﻘﺎم ،واﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ أوﻻد اﻷﻛﺎﴎة ﻳﺘﻀﺎﻏﻮن 216ﰲ ﺳﻼل اﻟﻨﺎر وﻳﻘﻮﻟﻮن» :ﻧﺤﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻨﻮز ،ﻧﺤﻦ أرﺑﺎب اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ،وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ إﱃ اﻟﻨﺎس ﺻﻨﺎﺋﻊ وأﻳﺎد ،ﻓﻼ ﻓﺎدي وﻻ ﻣﻌني .ﻓﻬﺘﻒ داع ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻞ اﻟﻌﺮش﴿ :أ َ َو َﻟ ْﻢ ﻧُﻌَ ﻤﱢ ْﺮ ُﻛﻢ ﻣﱠ ﺎ ﻳَﺘَﺬَ ﱠﻛ ُﺮ ﻓِ ﻴ ِﻪ ﻣَ ﻦ ﺗَﺬَ ﱠﻛ َﺮ وَﺟَ ﺎءَ ُﻛ ُﻢ اﻟﻨﱠﺬِﻳ ُﺮ َﻓﺬُ ُ وﻗﻮا َﻓﻤَ ﺎ ﻟِﻠ ﱠ ﻈﺎﻟ ِِﻤ َ ري﴾ ﻟﻘﺪ ﺟﺎءﺗﻜﻢ اﻟﺮﺳﻞ ﰲ زﻣﺎن ﺑﻌﺪ زﻣﺎن ،وﺑﺬﻟﺖ ني ِﻣﻦ ﻧ ﱠ ِﺼ ٍ 40 اﻟﻔﺮدوس ﻟﻜﻢ ﻣﺎ وﻛﺪ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ،وﻗﻴﻞ ﻟﻜﻢ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب﴿ :وَاﺗﱠ ُﻘﻮا ﻳَﻮْﻣً ﺎ ﺗُ ْﺮﺟَ ﻌُ َ ﻮن ﻓِ ﻴ ِﻪ إ ِ َﱃ ِ ﷲ ﺛ ُ ﱠﻢ ﺗُﻮ ﱠَﰱ ٰ ُﻛ ﱡﻞ ﻧ َ ْﻔ ٍﺲ ﻣﱠ ﺎ َﻛ َﺴﺒ َْﺖ و َُﻫ ْﻢ َﻻ ﻳُ ْ ﻈ َﻠﻤ َ ُﻮن﴾ .ﻓﻜﻨﺘﻢ ﰲ ﻟﺬات اﻟﺴﺎﺧﺮة 217واﻏﻠني 218 ،وﻋﻦ أﻋﻤﺎل اﻵﺧﺮة ﻣﺘﺸﺎﻏﻠني .ﻓﺎﻵن ﻇﻬﺮ اﻟﻨﺒﺄ؛ ﻻ ﻇﻠﻢ اﻟﻴﻮم إن ﷲ ﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﺑني اﻟﻌﺒﺎد«. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﻣﻤﻠﻮء. ) (2ﻣﺜﺎب. ) (3ﺟﻤﻊ ﻣﻌﺮاج ،وﻫﻮ ﱡ اﻟﺴﻠﻢ أو املﺼﻌﺪ ،ﺑﻜﴪ املﻴﻢ وﻓﺘﺤﻬﺎ. ) (4ﻣﺄﺛﻮر – ﻣﺨﺘﺎر – ﻣﺼﻄﻔﻰ – ﻣﺤﺒﻮب. ) (5ﻇﻠﻴﻞ. ) (6ﺗﻨﺘﺰع – ﺗﺤﺮك – ﺗﻄري. ) (7اﻟﺠﺮﻋﺔ. ) (8اﻟﺨﻴﺒﺔ ،اﻟﻔﺸﻞ ،ﺿﻴﺎع اﻟﻔﺮﺻﺔ. ) (9ﺟﻤﻊ ﺟﻌﻔﺮ ،وﻫﻮ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﻜﺒري. ) (10اﻟﺮﺣﻴﻖ ﻫﻮ أﻃﻴﺐ وأﻓﻀﻞ أﻧﻮاع اﻟﺨﻤﺮ. ) (11إﻛﺜﺎر. ) (12اﻟﺬﻫﺐ. ) (13ﺛﻮب أﺑﻴﺾ ﻏﻠﻴﻆ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎن. ) (14ﺗﺤري – دﻫﺶ. ) (15اﺷﺘﺪ ﻓﺰﻋﻪ. ) (16ﺿﻌﻒ ﻋﻘﻠﻪ. ) (17ﻛﻨﻴﺔ ﻋﻠﻘﻤﺔ اﻟﻔﺤﻞ. ) (18ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ ﻗﻮﻟﻪ: ﻣﺠﻠﻞ ﺑﺴﺒﺎ اﻟﻜﺘﺎن ﻣﻔﺪوم ﻛﺄن إﺑﺮﻳﻘﻬﻢ ﻇﺒﻲ ﺑﺮاﺑﻴﺔ ) (19ﺑﻘﻠﺔ رﻣﻠﻴﺔ ﺣﺎﻣﻀﺔ. ) (20ﻫﻨﺔ ﰲ اﻟﺮﻣﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺼﻴﺺ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋني اﻟﺠﺮاد ،أو ﻧﺒﺎت ﻟﻪ ﺣﺐ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻨﻪ ﻃﻌﺎم ،واﻟﻐﺮض ﻫﻨﺎ اﻟﺘﺤﻘري. 41 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (21ﻗﺪﻳﻤﻲ. ) (22ﻣﺎل. ) (23ﺟﻤﻊ ﻗﺎزوزة وﻫﻲ ﻗﺪح اﻟﴩب. ) (24أذﻫﺐ ﺛﺮوﺗﻲ ﻗﺪﻳﻤﻬﺎ وﺣﺪﻳﺜﻬﺎ أدﻣﺎﻧﻲ ﻣﻌﺎﻗﺮة اﻟﺨﻤﺮ. ) (25ﺟﻤﻊ أرب. ) (26املﺎﺋﻴﺔ. ) (27اﻟﱪﻳﺔ. ) (28ﻫﻮ أﺑﻮ ﻧﻮاس. ) (29املﺎء اﻟﻘﻠﻴﻞ ،وﻗﻴﻞ :ﻫﻲ املﺎء اﻟﺼﺎﰲ َﻗ ﱠﻞ أو ﻛﺜﺮ ،واملﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ املﻌﻨﻰ اﻷول. ) (30ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﻬﺎ أو ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻴﻬﺎ. ) (31ﻣﺮض ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻮﻃﺄة واﻟﺨﻄﺮ. ) (32آﺟﻦ ،أي :ﻣﺘﻐري اﻟﻄﻌﻢ واﻟﻠﻮن. ) (33اﻟﻌﺴﻞ. ) (34ﻳﺸﺎﺑﻪ. ) (35اﻟﺤﻨﻈﻞ. ) (36ﺧﺒ ًﺰا. ً ﻋﺴﻼ ) (37املﻦ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻃﻞ ﻳﻨﺰل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﲆ ﺷﺠﺮ أو ﺣﺠﺮ ،وﻳﺤﻠﻮ وﻳﻨﻌﻘﺪ وﻳﺠﻒ ﺟﻔﺎف اﻟﺼﻤﻎ. ) (38املﺮ – اﻟﺼﱪ – اﻟﺤﺎﻣﺾ. ) (39ﻫﻮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴني املﺘﻨﺒﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ املﻌﺮوف. ) (40ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻟﻠﻤﺘﻨﺒﻲ ارﺗﺠﻠﻬﺎ ﰲ ﺻﺒﺎه ﺣني أﻫﺪى إﻟﻴﻪ ﻋﺒﻴﺪ ﷲ ﺑﻦ ﺧﻠﻜﺎن ﻫﺪﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻤﻚ ﻣﻦ ﺳﻜﺮ وﻟﻮز ﰲ ﻋﺴﻞ ،وأوﻟﻬﺎ: وأﻧﺖ ﺑﺎﻟﻤﻜﺮﻣﺎت ﻓﻲ ﺷﻐﻞ ﻗﺪ ﺷﻐﻞ اﻟﻨﺎس ﻛﺜﺮة اﻷﻣﻞ وﻣﻨﻬﺎ: أﻻ رأﻳ ﺖ اﻟ ﻌ ﺒ ﺎد ﻓ ﻲ رﺟ ﻞ ﻫ ﺪﻳ ﺔ ﻣ ﺎ رأﻳ ﺖ ﻣ ﻬ ﺪﻳ ﻬ ﺎ 42 اﻟﻔﺮدوس ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ أﻗ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ أﻗ ﻠ ﻬ ﺎ ﺳ ﻤ ﻚ ) (41اﻟﻐﺎرب :ﻫﻮ اﻟﻜﺎﻫﻞ أو ﻣﺎ ﺑني اﻟﺴﻨﺎم إﱃ اﻟﻌﻨﻖ ،واملﻘﺼﻮد ﺑﻪ ﻫﻨﺎ ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ. ) (42أﺧﻮ ﺛﻤﺎﻟﺔ :ﻫﻮ أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ املﱪد ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب اﻟﻜﺎﻣﻞ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ: ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺎﺋﻠﻮن :وﻣﻦ ﺛﻤﺎﻟﺔ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا :اﻵن ﻧﺰدﻫﻢ ﺟﻬﺎﻟﺔ! ﺳ ﺄﻟ ﻨ ﺎ ﻋ ﻦ ﺛ ﻤ ﺎﻟ ﺔ ﻛ ﻞ ﺣ ﻲ ﻓﻘﻠﺖ :ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ) (43أﺧﻮ دوس :ﻫﻮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ درﻳﺪ. ) (44أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ :ﻫﻮ املﺸﻬﻮر ﺑﺘﻐﻠﺐ اﻟﻨﺤﻮي اﻟﻠﻐﻮي ،وﻛﺎن ﺑﻴﻨﻪ وﺑني املﱪد ﻣﻨﺎﻓﺎة. ) (45ﻏﺴﻠﺖ. ) (46ﻫﻮ اﻷﺻﻤﻌﻲ. ً ً ﻣﱰﻓﻘﺎ ،وﻗﻴﻞ املﺮﺗﻔﻖ ﻫﻮ املﺘﻜﺊ ﻋﲆ املﺮﻓﻖ. ﻣﺘﻠﻄﻔﺎ – )(47 ) (48ﺧﻤ ًﺮا. ) (49ﻟﺬﻳﺪة اﻟﻄﻌﻢ – ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺰازة. ) (50إﻧﺎؤﻫﺎ ،وﻗﻴﻞ اﻟﺮاووق ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺛﻘﺐ اﻟﺪن. ) (51ﻣﺒﺘﻞ – ﻧﺪ ﻳﱰﺷﻒ ﻧﺪاه – داﺋﻢ اﻟﻨﺪى. ) (52ﺟﻤﻊ ﻧﻄﻔﺔ وﻫﻲ املﺎء اﻟﺼﺎﰲ ﻗﻞ أو ﻛﺜﺮ – وﻫﻲ ﻣﺎء اﻟﺮﺟﻞ ،وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﻣﴩق اﻟﻮﺟﻪ ﺟﻤﻴﻞ اﻟﻄﻠﻌﺔ ﻟﻜﺜﺮة ﻣﺎء وﺟﻬﻪ. ) (53ﻣﺪرب. ) (54ﻗﻴﻞ ﻫﻮ اﻟﻌﻮد ،ﺷﺒﻪ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺼﻮت اﻟﺼﻨﺞ دﻋﺎه ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ. ) (55ﻧﻮع ﻣﻌﺮوف ﻣﻦ آﻻت اﻟﻄﺮب. ) (56ﴏف ﻣﻦ ﺷﺪة إﱃ ﻟني. ) (57ﻫﻲ املﺘﻔﻀﻠﺔ ﰲ ﺛﻮب واﺣﺪ ،أي املﺘﻮﺷﺤﺔ ﺑﻪ ﻣﺨﺎﻟِﻔﺔ ﺑني أﻃﺮاف ﺛﻮﺑﻴﻪ ﻋﲆ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ — وﻗﻴﻞ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻮب ﺑﻼ درع أو اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ درﻋﻬﺎ أزار. ) (58ﺻﻔﻖ اﻟﴩاب :ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ إﻧﺎء إﱃ إﻧﺎء. 43 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (59اﻟﻌﺴﻞ اﻷﺑﻴﺾ. ً ) (60ﻳﺼﻚ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ. ) (61ﺗﺤﻴﺎ ﺑﻌﺪ املﻮت. )ً (62 ﺟﻤﻼ ﻛﺮﻳﻤً ﺎ. ) (63ﻣﻌﺘﺪل ﻻ ﺣﺮ ﻓﻴﻪ وﻻ ﺑﺮد. ً وﺧﻔﻴﻔﺎ. ) (64ﻳﺴري ﺳريًا ﴎﻳﻌً ﺎ ) (65ﻫﻮ اﻷﻋﴙ. ) (66ﻧﻮع ﻣﻦ ﺳري اﻹﺑﻞ. ) (67اﻟﻌﺬﻳﺐ واﻟﺼﻴﺒﻮن :ﻣﻜﺎﻧﺎن ﺑﺒﻼد اﻟﻌﺮب. ) (68واﺿﻌً ﺎ ﰲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ. )ٍّ (69 زﻗﺎ ﺻﻐريًا ﻟﻠﺨﻤﺮ. ) (70ﺟﺮزة اﻟﺒﻘﻞ. ) (71اﻟﻨﻮن اﻟﺴﻤﻚ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑﻴﺎت :أﻧﻪ ﻳُﺒﺪي ﺷﻮﻗﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ إﱃ رﻛﻮب ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻣﴪﻋﺔ ﺑﻪ ﰲ رﺣﻠﺘﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺬﻳﺐ واﻟﺼﻴﺒﻮن ،وﻗﺪ وﺿﻊ ﰲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ زق ﺧﻤﺮ ﺻﻐريًا وﺧﺒﺰ رﻗﺎق وﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺖ وﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻚ ،وﻫﺬا ﻫﻮ ﻛﻞ زاده اﻟﺸﻬﻲ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮق إﻟﻴﻬﺎ. ) (72ﺟﻤﻴﻞ. ) (73اﻷوب اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وﻣﻦ ﻛﻞ أوب :أي ﻣﻦ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ أو ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ. ) (74أﺟﺮ ﺑﻌﻨﻒ. ) (75أﺟﺪك — ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺠﻴﻢ وﻛﴪﻫﺎ ،أي :أﺑﺠﺪ ﻣﻨﻚ ﻫﺬا ،وﻫﻮ ﻣﻨﺼﻮب ﻋﲆ ﻧﺰع اﻟﺨﺎﻓﺾ. ) (76أرﺻﺪ اﻟﺮﻗﻴﺐ :أي ﻧﺼﺒﻪ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ. ) (77ﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑﻴﺎت :أﻳﻬﺎ اﻟﺴﺎﱄ أﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻲ ﻧﺎﻗﺘﻲ ،إﻧﻬﺎ ذاﻫﺒﺔ إﱃ ﻳﺜﺮب ،إﱃ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ،وﻗﺪ أﻗﺴﻤﺖ ﻻ أرﻳﺤﻬﺎ وﻻ أﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻹﻧﻀﺎء واﻟﺘﻌﺐ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﻠﻊ أﻋﺘﺎب ﻫﺬا اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻓﺈذا اﻧﺘﻬﺖ إﱃ ﺑﺎﺑﻪ رأت ﻣﻦ ﻛﺮﻣﻪ وﻓﻮاﺿﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﺴﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﻨﺼﺐ ،أﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻚ ﺑﺮﺑﻚ ﻣﺎ أوﴅ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻨﺒﻲ ﻟﺘﺪرك اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﺣﻔﺰﻧﻲ إﱃ ﻟﻘﺎﺋﻪ ،ﻟﻘﺪ ﺣﺚ ﻋﲆ اﻟﺘﺰود ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻰ واﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ أﺗﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﴩﻳﻊ اﻟﺴﺎﻣﻲ ،وﺑني ﻣﺂل املﺘﻬﺎوﻧني ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ وﻣﻘﺪار ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ 44 اﻟﻔﺮدوس املﻔﺮﻃني ﻣﻦ اﻟﻨﺪم اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺣني ﻳﺮون ﻣﺎ ﻳﺰف ﻣﻦ اﻟﺨري ﰲ اﻟﺪار اﻵﺧﺮة إﱃ ﻣﻦ أﻃﺎﻋﻪ وﻋﻤﻞ ﺑﻨﺼﺎﺋﺤﻪ ﰲ اﻟﺪار اﻷوﱃ. ) (78ﺟﻤﻊ ﻣﻨﺪوﺣﺔ :أي ﺳﻌﺔ أو ﻏﻨﻴﺔ. ) (79ﻋﺎﻟﻴني. ) (80اﻟﱪم :ﻣﻦ ﻻ ﻳﻠﻌﺐ املﻴﴪ ﻟﺒﺨﻠﻪ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ املﺜﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب. ) (81ﻧﻌﻢ ﻧﻌﻢ. ) (82اﻟﺠﺮان :ﻣﻘﺪم ﻋﻨﻖ اﻟﻨﺎﻗﺔ واﻟﴬب ﺑﺎﻟﺠﺮان ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻹﻗﺎﻣﺔ. ) (83اﺗﺮﻛﻮا اﻟﺮﻳﺎء ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻨﻪ ،وﻻ ﺗﺨﻔﻮا ﻣﺎ ﺗﻀﻤﺮون ،ﻓﺈن ﷲ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺬات ﻋﺎﺟﻼ أو ً ً آﺟﻼ. اﻟﺼﺪور ،وﻣﺠﺎز ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﺮه ) (84ﺟﻤﺎﻋﺔ. ) (85ﺳﻜﺎرى. ) (86ﺣﻤﻴﺎ اﻟﻜﺄس :ﺳﻮرﺗﻬﺎ وﺷﺪﺗﻬﺎ ،أو أﺳﻜﺎرﻫﺎ وأﺧﺬﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮأس. ) (87ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺘني :وﻳﺎ رب ﻣﺠﻠﺲ أﻧﺲ ﻏﺪوت إﻟﻴﻪ ﻓﻨﻌﻤﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﻨﺎدﻣﺔ إﺧﻮان ﻛﺮام ﺻﻔﺎ ﺑﻬﻢ وﻗﺘﻨﺎ ،واﻛﺘﻤﻞ ﺑﺠﻤﻌﻬﻢ أﻧﺴﻨﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﳾء ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺒﺎت اﻟﴪور، وﻗﺪ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺳﻮرة اﻟﺨﻤﺮ ﻣﻦ رءوس ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺪاﻣﻰ ﻓﻤﺸﻮا ﻣﱰﻧﺤني ﻳﺨﺘﺎﻟﻮن ﰲ أﺑﺮادﻫﻢ. ) (88اﻟﺨﻠﻮد. ) (89اﻟﺼريان ﺟﻤﻊ ﺻﻴﺎر ،وﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﰲ ﺻﻮار ،واﻟﺼﻮار ﺑﺎﻟﻀﻢ )وﻳﻜﴪ( :اﻟﻘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺑﻘﺮ اﻟﻮﺣﺶ. ) (90ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻨﻌﺎم. ) (91اﻟﻌﺎن :اﻟﻘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺣﻤﺮ اﻟﻮﺣﺶ. ) (92اﻟﺤﺼﺎن اﻟﺬي إذا ﺟﺮى ﺻﺎر ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺒﺢ. ) (93ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻘﺮ اﻟﻮﺣﺶ. ) (94اﻟﺤﻤﺎر اﻟﻮﺣﴚ. ) (95ﻃﻮﻳﻞ اﻟﺬﻳﻞ. ) (96ﻧﻘﺺ. ) (97اﻟﺴﻨﺎن أو اﻟﺮﻣﺢ اﻟﻘﺼري. ) (98ﺟﻠﺪي. ) (99ﻣﺎ ﻳﺴﻠﺒﻪ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻪ. 45 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (100اﻟﻐﺮب :اﻟﺪﻟﻮ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ. ) (101ﻣﺎ ﻳُﻨﺘﺰع ﻣﻦ املﺎء. ) (102ﺟﻤﻊ ﻋﺎﺋﺬ ،وﻫﻲ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎج. ) (103ﻣﺎء املﻔﺎﺻﻞ :ﻫﻮ املﺎء ﺑني ﺟﺒﻠني ﻣﻦ رﻣﻞ ورﴐاض ،وﻫﻮ ﻣﻦ أﺻﻔﻰ أﻧﻮاع املﻴﺎه وأﻋﺬﺑﻬﺎ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺘني أن ﻷﺣﺎدﻳﺜﻚ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﺬة ﻋﻈﻴﻤﺔ أﺟﺪﻫﺎ ﰲ ﻧﻔﴘ ،وﻋﺬوﺑﺔ ﻻ ﻳﻤﺎﺛﻠﻬﺎ إﻻ ﻋﺬوﺑﺔ اﻟﺸﻬﺪ اﻣﺘﺰج ﺑﺄﺷﻬﻰ أﻟﺒﺎن اﻹﺑﻞ. ) (104اﻟﴬب ﻫﻮ اﻟﻌﺴﻞ اﻷﺑﻴﺾ. ) (105اﻟﻠﺒﻦ. ) (106اﻟﻨﻮل ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻨﺤﻞ. ) (107ﺑﺎﻹﺳﻼم. ) (108ﺳﻨني. ) (109أرﻳﻖ أو ﺻﺐ. ) (110ﻫﻲ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺬﺑﺤﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺮاﺑني ﺣﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ،وﻣﻔﺮدﻫﺎ: ﻧﺼﺐ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺼﺐ ﻟﻠﻌﺒﺎدة. ) (111دم. ) (112اﻟﺤﺪﻳﺜﺎت اﻟﻨﺘﺎج. ) (113ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ وﺗﻤﺮ أﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ. ) (114اﻟﺸﺠﺮ اﻟﻜﺜري املﻠﺘﻒ. ) (115ﻣﺎ ﻗﺎﺑﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ وﻋﻼ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺢ ،واﻟﻐﻴﻞ اﻟﺴﻨﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻮﺿﻌﺎن ،وﺧﻼﺻﺔ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺘني أﻧﻪ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﺎهلل اﻟﺬي ﺣﺞ إﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺮا ًرا ،وﻳﻘﺴﻢ ﺑﻤﺎ أرﻳﻖ ﻋﲆ ﺣﺠﺎرة اﻟﻜﻌﺒﺔ املﻘﺪﺳﺔ ﻣﻦ دﻣﺎء اﻟﻘﺮاﺑني وﺑﻤﻦ أﻣﻦ ﻃﻴﻮر ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻼﻃﻔﻬﺎ رﻛﺒﺎن ﻣﻜﺔ ﺑني اﻟﻐﻴﻞ واﻟﺴﻨﺪ ،ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻟﻠﻨﻌﻤﺎن أﻧﻪ ﺻﺎدق ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮل. ) (116دﻳﻦ. ) (117ﻟﺼﺎف ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﻣﻨﺎزل ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ. ) (118اﻷرض اﻟﺴﻬﻠﺔ. ً ﻫﺰاﻻ. )(119 ) (120املﻌﻨﻰ أن ﻳﻘﺴﻢ ﻟﻠﻨﻌﻤﺎن ﻟﻴﺰﻳﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺒﺔ وﻳﻤﺤﻮ ﻣﻨﻬﺎ اﻷﺛﺮ اﻟﺴﻴﺊ اﻟﺬي ﺧﻠﻔﺘﻪ وﺷﺎﻳﺎت أﻋﺪاﺋﻪ ،وﻳﺆﻛﺪ ﻟﻪ أﻧﻪ ﺑﺎر ﰲ ﻗﺴﻤﻪ وأﻧﻪ ﻏري ﺣﺎﻧﺚ ﰲ ﻳﻤﻴﻨﻪ. 46 اﻟﻔﺮدوس ) (121اﻟﺪدن أو اﻟﺪد :اﻟﻠﻬﻮ أو اﻟﻠﻌﺐ. َ ْ ) (122اﻫﺘﺰ وﺗﻤﺎﻳﻞ ،واملﻌﻨﻰ :ا ْﻟ ُﻪ أﻳﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ واﻧ َﺲ ﻫﻤﻮﻣﻚ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺴﻤﺎع اﻟﻐﻨﺎء وﻣﻌﺎﻗﺮة ذﻟﻚ اﻟﴩاب اﻟﺨﴪواﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﴘ اﻟﺸﻴﺦ — ﺣني ﻳﴩﺑﻪ — وﻗﺎر ً راﻗﺼﺎ ﻣﻐﻨﻴًﺎ. ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﻓﻴﺘﻤﺎﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﻮة ) (123ﺻﺎر ﺧﺎﻣﺴﻬﻢ. ) (124ﺳﺪﻳﺪ أو ﻣﺤﻜﻢ. ) (125اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﻈﻤﺄ ،واملﻌﻨﻰ :أن املﻠﻚ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺣﻜﻰ ﻟﻨﺎ أن رﺿﺎب زوﺟﻪ املﺘﺠﺮدة ﻟﺬﻳﺬ املﺠﺘﻨﻰ ﺣﻠﻮ اﻟﻄﻌﻢ ،ﻛﻠﻤﺎ ارﺗﺸﻔﺘﻪ ازددت ﻫﻴﺎﻣً ﺎ ﺑﻪ واﻧﺪﻓﺎﻋً ﺎ إﱃ رﺷﻔﻪ ،ﻓﺈذا ﺗﺬوﻗﺘﻪ وﻗﺪ أﺟﻬﺪك اﻟﻌﻄﺶ زال ﻇﻤﺆك وﺛﻠﺞ ﺻﺪرك ،ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻴﻪ ﻟﻨﺎ املﻠﻴﻚ أروﻳﻪ ﻋﻨﻪ وإن ﻛﻨﺖ ﻟﻢ أذﻗﻪ. ) (126ﻣﺘﻔﺎﻧﻴًﺎ ﰲ ﺣﺒﻬﺎ. ) (127اﻟﻜﺎذب. ) (128اﻟﻜﺜري اﻟﻮﻟﻮغ ﻣﻦ وﻟﻎ اﻟﻜﻠﺐ ﰲ اﻹﻧﺎء ،وﻫﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻻ ﺣﻴﺎء ﻓﻴﻪ. ) (129أذن. ) (130اﻷرض اﻟﺘﻲ أﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﻄﺮ. ) (131اﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﻬﺎ اﻟﻮﺣﻮش. ) (132ﻣﺤﻞ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﺮﺑﻴﻊ. ) (133اﺳﻢ اﻣﺮأة. ) (134اﻷﻃﺮاف ،وﻣﺨﻀﻮﺑﺔ اﻟﺸﻮى :أي ﻣﻠﻮﻧﺔ أﻃﺮاﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء. ) (135رﻳﻖ. ) (136ﺧﻤﺮ. ) (137ﻋﺮﺟﺎ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺟﺎدﻫﺎ اﻟﻐﻴﺚ ﺑﺴﻘﻴﺎه؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻴﻢ املﺘﺠﺮدة زوج اﻟﻨﻌﻤﺎن اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺤﺴﻨﻬﺎ اﻟﺪاﺋﻢ اﻟﺘﺠﺪد ﻛﻞ ﻳﻮم واﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﺨﺖ ﺑﺎملﺴﻚ ،وﺧﻀﺒﺖ أﻃﺮاﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء ،وﺗﻠﻘﺪت اﻟﺪر ،وﻣﺎﺛﻞ ﻃﻌﻢ رﻳﻘﻬﺎ — وإن ﻛﻨﺖ ﻟﻢ أذﻗﻪ — ﺷﻬﺪًا ﻣﻤﺰوﺟً ﺎ ﺑﺨﻤﺮ ﺑﺎرد. وﻫﺬه أﺑﻴﺎت ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺤﺔ اﻟﺘﻜﻠﻒ واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺠﺎﻫﲇ ملﻦ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄدﻧﻰ ﺗﺄﻣﻞ ،وﻧﺮﺟﺢ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻘﺎت اﻟﺮواة — وﻣﺎ أﻛﺜﺮﻫﺎ — وﻫﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻏري ﻣﺘﻘﻦ ﻟﺪاﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ املﺘﺠﺮدة زوج اﻟﻨﻌﻤﺎن ،وﻗﺪ وردت ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. 47 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (138ﺗﻮﻋﻜﺎ. ) (139ﴎب. ) (140ﻳﺘﺨﺎﻳﻠﻦ أو ﻳﺘﺒﺨﱰن. ) (141ﺣﺮﻳﺮ. ) (142ﺟﻤﻊ ﻣﺰﻫﺮ ،وﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ آﻻت اﻟﻄﺮب. ) (143ﻋﺎﺋﺪ وﻗﺖ املﺴﺎء. ) (144ذاﻫﺐ وﻗﺖ اﻟﻐﺪاة ،أي اﻟﻀﺤﻰ. ) (145املﻐﻨﻲ اﻟﺤﺎذق ،وﻫﻮ ﻫﻨﺎ اﺳﻢ ﻣﻐﻦ ﻣﻌﺮوف. ) (146ﱢ اﻟﺴﻴﻒ ﺑﻜﴪ اﻟﺴني :اﻟﺸﺎﻃﺊ. ) (147اﻟﻌﱪ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻵﺧﺮ. ) (148اﻟﻌﴡ املﻨﻌﻄﻔﺔ اﻟﺮأس ﻛﺎﻟﺼﻮﻟﺠﺎن. ) (149اﻟﻈﻨﻮن. ) (150أﺣﻔﻞ ﺑﻪ. ) (151ﺑﺠﲇ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ :أي ﺣﺴﺒﻲ ﻣﺎ ﻋﺸﺘﻪ. ) (152ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺘني ﻫﻮ :ﻣﺘﻰ واﺗﺎﻧﻲ أﺟﲇ ﻟﻢ أﻛﱰث ﻟﻪ ،ﻓﻘﺪ اﻧﻔﻀﺖ ﻟﺒﺎﻧﺎﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺣﺴﺒﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺬي ﻋﺸﺘﻪ ﻣﺘﱪﻣً ﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﺤﻴﺎة املﻤﻠﺔ املﺴﺌﻤﺔ. ) (153اﻟﺸﺆون ﻣﺠﺎري اﻟﺪﻣﻮع. ) (154ﻣﺴﻜﻮب – ﺳﺎﺋﻞ. ) (155املﻨﻈﻮم. ) (156ﺗﺬﻛﺮ اﻟﺮﺑﺎب ﻓﺄﺷﺠﺎه ذﻛﺮﻫﺎ ،وﺣﻦ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﺨﺎرت ﻗﻮاه ووﻫﻦ ﻋﺰﻣﻪ ،وأﻟ ﱠﻢ ﺑﻪ ْ ﻓﺴﺤﺖ ﻋﻴﻨﺎه ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع ﻛﻤﺎ اﻧﻔﺮط ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﺆﻟﺆ املﻨﻈﻮم ﻓﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌً ﺎ. ﺧﻴﺎﻟﻬﺎ ) (157اﻟﻬﻀﺐ املﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻷرض ،أو اﻟﺠﺒﻞ املﻨﺒﺴﻂ ،أو ﻛﻞ ﺟﺒﻞ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﺻﺨﺮة واﺣﺪة. ) (158اﻟﻬﺒﺎءة :اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺒﺎء ،وﻫﻮ اﻟﻐﺒﺎر ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺪﺧﺎن وﻳﺮى ﻣﻨﺒﺜٍّﺎ ﰲ ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ. ) (159ﻣﻦ ﺑﺎب ﻧ َ َﴫ ،ﻳﺸﻖ ﻋﻠﻴﻪ أو ﻳﺤﺰﻧﻪ وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﺪر أو ﻳﻨﻐﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻣﻪ. ) (160ﻣﻜﺎن ﺑﺒﻼد اﻟﻌﺮب. 48 اﻟﻔﺮدوس ) (161ﺳﺎﻣﻘﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻌﻠﻮ ،وﻫﻲ ﺻﻔﺔ ملﻮﺻﻮف ﻣﺤﺬوف ﻫﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﻨﺔ. ) (162ﺟﻤﻊ أﻋﺼﻢ وﻫﻮ اﻟﻮﻋﻞ. ) (163ﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑﻴﺎت :ﺗﻠﺤﺎﻧﻲ ﻋﺎذﻟﺘﻲ ﻋﲆ ﻛﺮﻣﻲ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮى ﰲ اﻟﻐﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﺨﻠﻮد ،وﺗﺮى أن اﻹﻧﺴﺎن إذا ﺻﻔﺮت ﻳﺪه ﻣﻦ املﺎل اﺳﻮ ﱠد ﻋﻴﺸﻪ وارﺗﺒﻚ أﻣﺮه. وﻫﺬا ﻟﻌﻤﺮي رأي ﻣﺄﻓﻮن دﻓﻌﻬﺎ إﻟﻴﻪ ﻗﴫ ﻧﻈﺮﻫﺎ وﺟﻬﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺪ ،وﻟﻮ أﻧﻬﺎ رﺷﺪت ﻟﻌﻠﻤﺖ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ زﺧﺮف وزﻳﻨﺔ ﻋﺒﺚ وﺿﻼل ،وأن املﻮت ﺳﻴﺨﺘﻢ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺨﺎدﻋﺔ ﻓﻼ ﺗﺼﺪه ﻋﻨﺎ ﻗﻨﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﻠﻮذ ﺑﻬﺎ ﰲ ﻛﺘﻒ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ وﻻ ﺗﻔﻠﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﺎء ﷲ ﺣﻴﻠﺔ ،وإذن ﻓﻤﺎ ﻗﻴﻤﺔ املﺎل ﻧﺪﺧﺮه وﻧﺒﺨﻞ ﺑﻪ؟ وﻣﻦ ﻟﻌﺎذﻟﺘﻲ أن ﺗﺪرك ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺘﻌﺬرﻧﻲ وﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﻟﻮﻣﻲ. ) (164ﺷﺪة اﻟﺘﻌﺐ واﻹﻋﻴﺎء. ) (165املﻐﻨﻴﺎت. ) (166اﻟﻄﻴﻮر. ) (167اﻟﻨﺴﺎء. ) (168اﻷزﻫﺮ إﺑﺮﻳﻖ اﻟﺨﻤﺮ ،ﻗﺎل ﻋﻨﱰة: رﻛﺪ اﻟﻬﻮاﺟﺮ ﺑﺎﻟﻤﺸﻮق اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻗﺮﻧﺖ ﺑﺄزﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل ﻣﻔﺪم وﻟﻘﺪ ﺷﺮﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﺪاﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑ ﺰﺟ ﺎﺟ ﺔ ﺻ ﻔ ﺮاء ذات أﺳ ﺮة أي :ﴍﺑﺖ اﻟﺨﻤﺮ ﺑﻌﺪ أن ﺳﻜﻦ ﻗﻴﻆ اﻟﻬﻮاﺟﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ ،ﺑﺎﻟﻘﺪح املﺠﻠﻮ املﻨﻘﻮش ﺑﺰﺟﺎﺟﺔ ﺻﻔﺮاء ﻣﺨﻄﻄﺔ ﻗﺮﻧﺘﻬﺎ ﺑﺈﺑﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪود اﻟﺮأس ﺑﺎﻟﻔﺪام. ) (169اﻟﻐﺮب اﻟﻔﻀﺔ أو اﻟﻘﺪح أو اﻟﺠﺎم اﻟﻔﴤ واﻟﻨﻀﺎر اﻟﺬﻫﺐ .وﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑﻴﺎت أﻧﻪ ﺣﻞ ﺑﺴﺎﺣﺔ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﻨﻔﻖ املﺎل ﻏري ﻣﺼﻴﺦ ﻟﻌﺬل اﻟﻼﺋﻤﺎت وﻳﻤﴚ ﻣﺘﺒﺨﱰًا ،وأﻧﻪ ﻧﺎدﻣﻪ وﻗﺖ اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻤﺎ أذﱠن دﻳﻚ اﻟﺼﺒﺎح ﺣﺘﻰ دارت اﻟﻜﺆوس وﻛﺎن اﻟﻨﺪاﻣﻰ ﻟﻔﺮط ﴎورﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﻤﺮ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻮﺿﻊ إﺑﺮﻳﻖ ﻣﺪاﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﱰاﻣﻮا ﺑﻪ ﻣﺘﻬﺎﻓﺘني ﻋﲆ اﻟﴩاب. ) (170ﻛﻨﻴﺔ اﻷﻋﴙ. ) (171اﻟﺨﺮف أﻓﻦ اﻟﺮأي. ) (172ﺿﻼﻟﻚ. ) (173اﻟﺨﺰر ﺿﻴﻖ اﻟﻌني. ) (174اﻷرض اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﺗﻨﺨﺮق ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح. 49 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (175اﻟﻴﺒﺎب اﻟﺨﺮاب ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ أﺣﺪ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺘني» :ﻣﺎ اﻟﺬي أﺳﺨﻂ ﻗﻮﻣﻚ ﻓﻀﺎﻗﺖ أﻋﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﻀﺐ ،واﻟﻨﻈﺮ اﻟﺸﺰر ،أﻳﻐﺎرون ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ اﻷﻋﺪاء واملﻐريﻳﻦ وﺑﻴﻨﻚ وﺑني اﻟﻨﺎس ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ إﻧﺴﺎن ،وﻫﻲ وﺣﺪﻫﺎ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻚ ﻣﻨﻬﻢ«. ) (176رﻓﻌﺘﻨﺎ. ) (177ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻧﺼﻌﺪ إﻟﻴﻪ. ) (178اﻟﻌﻔﺎرة :اﻟﺨﺒﺚ واﻟﻨﻜﺮ ،وﻫﻲ ً أﻳﻀﺎ ﺗﻠﻘﻴﺢ اﻟﻨﺨﻞ وإﺻﻼﺣﻪ .واملﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ املﻌﻨﻰ اﻷول ،أي أﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﻻﻫﻴًﺎ ﺑﺄﺿﺎﻟﻴﻠﻚ وأﻋﻤﺎﻟﻚ اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ. ) (179ﻣﻮاﻃﻨﻚ. ) (180اﻟﺼﻤﻴﻢ. ) (181ذﻛﺮ اﻟﻨﻌﺎم. ) (182ﻻ ﺗﺴري ً ﻟﻴﻼ. ) (183ﻻ ﺗﺴري ﰲ اﻟﻬﺎﺟﺮة. ) (184ﺷﺪة اﻟﺤﺮ ﰲ اﻟﻬﺎﺟﺮة. ) (185اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﻘﻴﻆ. ) (186ﻟﻌﺒﻬﺎ. ) (187ﺳﻴﺪ. ) (188ﻳﺤﺮزﻫﺎ أو ﻳﻈﻦ ﺑﻪ اﻟﻈﻨﻮن ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ. ) (189ﺟﻤﻴﻠﺔ. ) (190وﺳﻄﻬﺎ. ) (191اﻟﺤﻘﺔ :وﻋﺎء ﻣﻦ ﺧﺸﺐ أو ﻋﺎج. ) (192اﻣﺘﺰج – اﺧﺘﻠﻂ – ﻟﺼﻖ. ) (193اﻟﻌﺒري :أﺧﻼط ﻣﻦ اﻟﻄﻴﺐ. ) (194املﻼب :ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻄﺮ أو اﻟﻄﻴﺐ ،ﻗﻴﻞ ﻫﻮ اﻟﺰﻋﻔﺮان. ) (195اﻟﺘﺎﻣﻮرة :اﻟﻮﻋﺎء ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻤﺮ أو اﻹﺑﺮﻳﻖ أو اﻟﺪن. ُ ﺗﺤﻴﻨﺖ ﻏﻔﻠﺔ اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻓﺨﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻣﺎ زﻟﺖ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ) (196ﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑﻴﺎت: ﱠ ْ أﺧﺬت ﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻌﺐ ،ﻓﻄﻮﻳﺘﻬﺎ ﺗﺤﺘﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﺳﻴﺪ اﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻟﻠﻨﻮم ﺑﻌﺪ أن ُ ُ وﻣﺘﻌﺖ وﻧﻌﻤﺖ ﺑﻀﻤﻬﺎ وﻋﻨﺎﻗﻬﺎ، ﺟﻠﻴﻞ اﻟﻘﺪر ﺑﺨﻠﻴﻠﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺣﺎﻣﺖ ﺣﻮﻟﻪ اﻟﻈﻨﻮن ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ، 50 اﻟﻔﺮدوس ﻧﻔﴘ ﺑﻠﻤﺲ ﺑﻄﻨﻬﺎ وﺧﺎﴏﺗﻬﺎ ،ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ملﺴﺖ ٍّ ﺣﻘﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺎج اﻣﺘﺰج ﺑﻄﻴﺒﺔ زﻋﻔﺮاﻧﻪ ،ﺛﻢ ﺣﴬ إﺑﺮﻳﻖ اﻟﺨﻤﺮ ورﻓﻊ ﻣﺘﻬﻴﺌًﺎ ﻟﻠﴩاب. ) (197اﻟﺼﻘﻴﻊ أو اﻟﱪد اﻟﺸﺪﻳﺪ. ) (198اﻟﺼﺨﺪان :اﻟﻴﻮم اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺤﺮ. ) (199اﻟﻌﺮﺑﺪة اﻹﻳﺬاء وﺳﻮء اﻟﺨﻠﻖ. ) (200اﻟﺤﻤﻘﻰ. ) (201ﻧﺰوع إﱃ اﻟﴩ أو ﻣﴪع إﱃ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أو ﴍﻳﺮ. ) (202ﺑﺪﻟﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ. ) (203اﻟﻌﺴﻞ. ) (204ﻓﻄﺮة. ) (205ﺟﻤﻊ أﻋﻮر. ) (206أﴎ. ) (207اﻟﻌﻄﺎء. ) (208ﺑﻄﻦ ﻓﻮ وﻋﺎﻟﺰ وذات اﻟﻐﻀﺎ :أﺳﻤﺎء أﻣﺎﻛﻦ ﺑﺒﻼد اﻟﻌﺮب ،واملﴩﻓﺎت اﻟﻨﻮاﺷﺰ: اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻻرﺗﻔﺎع .وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ أن ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ ﻗﺪ أﻗﻔﺮت ﻣﻦ ﺳﻠﻴﻤﻲ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺘﻬﺎ. ) (209أﺟﻤﻊ. ) (210أﻋﻄﻲ أو أﻣﻨﺢ. ) (211ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻠﺒﻦ. ) (212اﻟﻘﺪح اﻟﻐﻠﻴﻆ اﻟﻀﺨﻢ. ) (213ﻫﺮﳾ ﺛﻨﻴﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ .وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :ﺧﺬا وﺟﻪ اﻟﺼﻮاب، ﻓﺈن ﻛﻼ اﻟﺘﺄوﻳﻠني ﺻﺤﻴﺢ. ) (214ﻟﻄﻤﻨﻲ. ) (215اﻟﺸﺠﻌﺎن اﻟﺠﺮﻳﺌﻮن ﻋﲆ اﻟﻘﺘﺎل. ) (216ﻳﺘﻀﻮرون أو ﻳﺼﻴﺤﻮن ﺻﻴﺎح اﻟﻀﻌﻔﺎء املﺴﺘﺨﺬﻳﻦ. ) (217اﻟﺪﻧﻴﺎ. ) (218ﻣﻤﻌﻨني وﻣﴪﻋني أي ﻣﻨﻐﻤﺴني ﰲ ﻟﺬاﺋﺬﻫﺎ. 51 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻓﻴﻘﻮل )اﻟﺸﻴﺦ( :أﻧﺎ أﻗﺺ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺼﺘﻲ :ملﺎ ﻧﻬﻀﺖ أﻧﺘﻔﺾ ﻣﻦ اﻟﺮﻳْﻢ 1 ،وﺣﴬت ﻋﺮﺻﺎت 2 ﱠ ْ َ ني أ َ ْﻟﻒَ ﺎن ِﻣﻘﺪَا ُر ُه ﺧﻤْ ِﺴ َ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ذﻛﺮت اﻵﻳﺔ﴿ :ﺗَﻌْ ُﺮجُ ا ْﻟﻤَ َﻼ ِﺋ َﻜ ُﺔ وَاﻟ ﱡﺮوحُ إ ِ َﻟﻴْ ِﻪ ِﰲ ﻳَ ْﻮ ٍم َﻛ َ ﻴﻼ﴾ .ﻓﻄﺎل ﻋﲇ اﻷﻣﺪ واﺷﺘﺪ اﻟﻈﻤﺄ واﻟﺤﺮ ،وأﻧﺎ رﺟﻞ ﻣﻬﻴﺎف3 ، ﺻ ْﱪًا ﺟَ ِﻤ ً ﱪ َ َﺳﻨ َ ٍﺔ * َﻓ ْ ﺎﺻ ِ ْ ﻓﺎﻓﺘﻜﺮت ﻓﺮأﻳﺖ أﻣ ًﺮا ﻷﻗﻮام ملﺜﲇ ﺑﻪ ،وﻟﻘﻴﻨﻲ املﻠﻚ اﻟﺤﻔﻴﻆ ﺑﻤﺎ َز ِﺑ َﺮ 4ﱄ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﺨري، ﻓﻮﺟﺪت ﺣﺴﻨﺎﺗﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻛﺎﻟﺮﻳﺎض ﰲ اﻟﻌﺎم اﻷرﻣﻞ 5 ،إﻻ أن اﻟﺘﻮﺑﺔ ﰲ آﺧﺮﻫﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ املﺼﺒﺎح ُرﻓﻊ ﻟﺴﺎﻟﻚ ﺳﺒﻴﻞ. ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ رﺿﻮان ﻓﻠﻤﺎ أﻗﻤﺖ ﰲ املﻮﻗﻒ زﻫﺎء ﺷﻬﺮ أو ﺷﻬﺮﻳﻦ ،وﺧﻔﺖ ﻣﻦ َ ْ زﻳﻨﺖ ﱄ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻐ َﺮق ﰲ اﻟﻌَ َﺮق، اﻟﻜﺎذﺑﺔ أن أﻧﻈﻢ أﺑﻴﺎﺗًﺎ ﰲ رﺿﻮان ﺧﺎزن اﻟﺠﻨﺎن ،ﻋﻤﻠﺘﻬﺎ ﰲ وزن» :ﻗِ ﻔﺎ ﻧَﺒْﻚِ ِﻣﻦ ذِ ْﻛﺮى ﺣﺒﻴﺐ وﻋﺮﻓﺎن« ووﺳﻤﺘﻬﺎ ﺑﺮﺿﻮان ،ﺛﻢ ﺿﺎﻧﻜﺖ 6اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ وﻗﻔﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﻤﻊ ٍ 7 وﻳﺮى ،ﻓﻤﺎ ﺣﻔﻞ ﺑﻲ ،وﻻ أﻇﻨﻪ أﺑﻪ ملﺎ أﻗﻮل ،ﻓﻐﱪت ﺑﺮﻫﺔ ﻧﺤﻮ ﻋﴩة أﻳﺎم ﻣﻦ أﻳﺎم اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻋﻤﻠﺖ أﺑﻴﺎﺗًﺎ ﰲ وزن: ﺑﺎن اﻟﺨﻠﻴﻂ وﻟﻮ ﻃﻮوﻋﺖ ﻣﺎ ﺑﺎﻧﺎ وﻗﻄﻌﻮا ﻣﻦ ﺣﺒﺎل اﻟﻮﺻﻞ أﻗﺮاﻧﺎ 8 ووﺳﻤﺘﻬﺎ ﺑﺮﺿﻮان ،ﺛﻢ دﻧﻮت ﻣﻨﻪ ﻓﻔﻌﻠﺖ ﻛﻔﻌﲇ اﻷول ،ﻓﻜﺄﻧﻲ أﺣﺮك ﺛﺒريًا 9ﻓﻠﻢ أزل أﺗﺘﺒﻊ اﻷوزان اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﺳﻢ ﺑﻬﺎ رﺿﻮان ﺣﺘﻰ أﻓﻨﻴﺘﻬﺎ ،وأﻧﺎ ﻻ أﺟﺪ ﻋﻨﺪه ﻣﻐﻮﺛﺔ، وﻻ ﻇﻨﻨﺘﻪ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ أﻗﻮل .ﻓﻠﻤﺎ اﺳﺘﻘﺼﻴﺖ اﻟﻐﺮض ﻓﻤﺎ أﻧﺠﺤﺖ ،دﻋﻮت ﺑﺄﻋﲆ ﺻﻮﺗﻲ» :ﻳﺎ رﺿﻮان! ﻳﺎ أﻣني املﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎر اﻷﻋﻈﻢ ﻋﲆ اﻟﻔﺮادﻳﺲ! أﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻧﺪاﺋﻲ ﺑﻚ واﺳﺘﻐﺎﺛﺘﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان إﻟﻴﻚ؟« ﻓﻘﺎل» :ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺘﻚ ﺗﺬﻛﺮ رﺿﻮان وﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻘﺼﺪك ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﺗﻄﻠﺒﻪ أﻳﻬﺎ ُ اﺳﺘﻄﻠﺖ ﻣﺪة اﻟﺤﺴﺎب ،وﻣﻌﻲ املﺴﻜني؟« ﻓﺄﻗﻮل» :أﻧﺎ رﺟﻞ ﻻ ﺻﱪ ﱄ ﻋﲆ اﻟﻌﻄﺶ ،وﻗﺪ ﺻﻚ 10ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،وﻫﻲ اﻟﺬﻧﻮب ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎﺣﻴﺔ ،وﻗﺪ ﻣﺪﺣﺘﻚ ﺑﺄﺷﻌﺎر ﻛﺜرية ،ووﺳﻤﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﻤﻚ«. ﻓﻘﺎل» :وﻣﺎ اﻷﺷﻌﺎر؟« ﻓﻘﻠﺖ» :اﻷﺷﻌﺎر ﺟَ ﻤْ ُﻊ ِﺷﻌﺮ ،واﻟﺸﻌﺮ ﻛﻼم ﻣﻮزون ﺗﻘﺒﻠﻪ اﻟﻐﺮﻳﺰة ﻋﲆ ﴍاﺋﻂ إن زاد أو ﻧﻘﺺ أﺑﺎﻧﻪ اﻟﺤﺲ ،وﻛﺎن أﻫﻞ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻳﺘﻘﺮﺑﻮن ﺑﻪ إﱃ املﻠﻮك ُ ُ اﺳﺘﻄﻠﺖ ﻣﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻪ، ﻓﺠﺌﺖ ﺑﴚء ﻣﻨﻪ إﻟﻴﻚ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺄذن ﱄ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ،ﻓﻘﺪ واﻟﺴﺎدات، وأﻧﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﻨني 11 ،وﻻ رﻳﺐ أﻧﻲ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﺟﻮ املﻐﻔﺮة وﺗﺼﺢﱡ ﻟﻪ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ«. ﻓﻘﺎل» :إﻧﻚ ﻟﻐﺒني اﻟﺮأي ،أﺗﺄﻣﻞ أن آذن ﻟﻚ ﺑﻐري إذن ﻣﻦ رب اﻟﻌﺰة؟ ﻫﻴﻬﺎت ﻫﻴﻬﺎت! وأﻧﻰ ﻟﻬﻢ اﻟﺘﻨﺎوش 12ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﺑﻌﻴﺪ!« ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ زﻓﺮ ُ واﻧﴫﻓﺖ ﺑﺄﻣﲇ إﱃ ﺧﺎزن آﺧﺮ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ :زﻓﺮ ،ﻓﻌﻤﻠﺖ ﻛﻠﻤﺔ ووﺳﻤﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﻤﻪ ،ﰲ ﻓﱰﻛﺘﻪ وزن ﻗﻮل ﻟﺒﻴﺪ: وﻫﻞ أﻧﺎ إﻻ ﻣﻦ رﺑﻴﻌﺔ أو ﻣﻀﺮ ﺗﻤﻨﻰ اﺑﻨﺘﺎي أن ﻳﻌﻴﺶ أﺑﻮﻫﻤﺎ ُ وﻗﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪﺗﻬﺎ ،ﻓﻜﺄﻧﻲ إﻧﻤﺎ أﺧﺎﻃﺐ رﻛﻮدًا 13ﺻﻤﺎء ﻷﺳﺘﻨﺰل أﺑﻮدا 14ﻋﺼﻤﺎء، ً ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻳﺠﻮز أن ﻳﻮﺳﻢ ﺑﺰﻓﺮ إﻻ وﺳﻤﺘﻪ ﺑﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻧﺠﻊ .ﻓﻘﻠﺖ: وﻟﻢ أﺗﺮك وزﻧًﺎ ﻣﻘﻴﺪًا وﻻ »رﺣﻤﻚ ﷲ! ﻛﻨﺎ ﰲ اﻟﺪار اﻟﺬاﻫﺒﺔ ﻧﺘﻘﺮب إﱃ اﻟﺮﺋﻴﺲ واملﻠﻚ ﺑﺎﻟﺒﻴﺘني أو اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻓﻨﺠﺪ ﻋﻨﺪه ُ ﻧﻈﻤﺖ ﻓﻴﻚ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺟُ ﻤﻊ ﻟﻜﺎن دﻳﻮاﻧًﺎ ،وﻛﺄﻧﻚ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﱄ ﻛﻠﻤﺔ!« ﻓﻘﺎل» :ﻻ ﻣﺎ ﻧﺤﺐ ،وﻗﺪ 15 َ ﻗﺼﺪت ،وأﺣﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﺠﻴﺌﻨﻲ ﺑﻪ ﻗﺮآن إﺑﻠﻴﺲ املﺎرد ،وﻻ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﲆ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬي ﱢ ﻟﻠﺠﺎن وﻋ ﱠﻠﻤﻮه وﻟﺪ آدم ،ﻓﻤﺎ ﺑﻐﻴﺘُﻚ؟« ﻓﺬﻛﺮت ﻟﻪ ﻣﺎ أرﻳﺪ ،ﻓﻘﺎل» :وﷲ املﻼﺋﻜﺔ ،إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﻔﻊ ،ﻓﻤﻦ أﻳﻦ أﻧﺖ؟« ﻓﻘﻠﺖ» :ﻣﻦ أﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ املﻄﻠﺐ«. ﻣﺎ أﻗﺪر ﻟﻚ ﻋﲆ ٍ ﻓﻘﺎل» :ﺻﺪﻗﺖ .ذﻟﻚ ﻧﺒﻲ اﻟﻌﺮب ،وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻬﺔ أﺗﻴﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺾ؛ ﻷن إﺑﻠﻴﺲ اﻟﻠﻌني ﻧﻔﺜﻪ ﰲ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﻌﺮب ،ﻓﺘﻌ ﱠﻠﻤﻪ ﻧﺴﺎء ورﺟﺎل ،وﻗﺪ وﺟﺐ ﻋﲇ ﱠ ﻧﺼﺤُ ﻚ ،ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺼﺎﺣﺒﻚ ،ﻟﻌﻠﻪ ُ َ ﻓﻴﺌﺴﺖ ﻣﻤﺎ ﻋﻨﺪه. اﺑﺘﻐﻴﺖ« ﻳﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﻣﺎ 54 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﺣﻤﺰة ﺑﻦ ﻋﺒﺪ املﻄﻠﺐ ُ ﻓﺠﻌﻠﺖ أﺗﺨﻠﻞ اﻟﻌﺎ َﻟﻢ ،ﻓﺈذا أﻧﺎ ﺑﺮﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮر ﻳﺘﻸﻷ .ﻓﻘﻠﺖ» :ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ؟« ﻓﻘﻴﻞ: »ﻫﺬا ﺣﻤﺰة ﺑﻦ ﻋﺒﺪ املﻄﻠﺐ ﴏﻳ ُﻊ وَﺣْ ﴚ ،وﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣَ ﻦ اﺳﺘﺸﻬﺪوا ﻣﻦ املﺴﻠﻤني ﰲ أُﺣُ ﺪ «.ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻨﻔﴘ اﻟﻜﺬوب :ﱢ اﻟﺠﻨﺎن؛ ﻷﻧﻪ »اﻟﺸﻌﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا أﻧﻔﻖ 16ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﺎزن ِ ﺷﺎﻋﺮ وإﺧﻮﺗﻪ ﺷﻌﺮاء ،وﻛﺬﻟﻚ أﺑﻮه وﺟَ ﺪﱡه ،وﻟﻌﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني ﻣَ ﻌْ ﺒَﺪ ﺑﻦ ﻋﺪﻧﺎن إﻻ ﻣﻦ ُ ﻓﻌﻤﻠﺖ أﺑﻴﺎﺗًﺎ ﻋﲆ ﻣﻨﻬﺞ أﺑﻴﺎت ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﺘﻲ َرﺛَﻰ ﺑﻬﺎ ﻧﻈﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﻣﻮزون«، ﺣﻤﺰة ،وأوﻟﻬﺎ: ﺻﻔﻴﺔ ُﻗﻮﻣﻲ وﻻ ﺗَﻌﺠﺰي وﺑﻜﻲ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺰة ُ وﻟﻴﺖ 17ﻣﻨﻪ ،ﻓﻨﺎدﻳﺖ» :ﻳﺎ ﺳﻴﺪ اﻟﺸﻬﺪاء! ﻳﺎ ﻋﻢ رﺳﻮل ﷲ ﷺ ﻳﺎ اﺑﻦ وﺟﺌﺖ ﺣﺘﻰ ﻋﺒﺪ املﻄﻠﺐ!« ﻓﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ ﻋﲇ ﺑﻮﺟﻬﻪ ،أﻧﺸﺪﺗﻪ اﻷﺑﻴﺎت ،ﻓﻘﺎل» :وﻳﺤﻚ! أﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا املﻮﻃﻦ ﺗﺠﻴﺌﻨﻲ ﺑﺎملﺪﻳﺢ؟ أﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ اﻵﻳﺔِ ﴿ :ﻟ ُﻜ ﱢﻞ اﻣْ ِﺮ ٍئ ﻣﱢ ﻨْﻬُ ْﻢ ﻳَﻮْﻣَ ِﺌ ٍﺬ َﺷﺄ ْ ٌن ﻳ ُْﻐﻨِﻴ ِﻪ﴾؟« ﻓﻘﻠﺖ» :ﺑﲆ ،ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ وﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ﴿ :وُﺟُ ﻮ ٌه ﻳَﻮْﻣَ ِﺌ ٍﺬ ﻣﱡ ْﺴﻔِ َﺮ ٌة * َ ﺿﺎﺣِ َﻜ ٌﺔ ﱰ ٌة *18أُو َﻟ ِﺌ َﻚ ُﻫ ُﻢ ا ْﻟ َﻜ َﻔ َﺮ ُة ا ْﻟ َﻔﺠَ َﺮ ُة﴾«. ﱪ ٌة * ﺗَ ْﺮ َﻫ ُﻘﻬَ ﺎ َﻗ َ َ ْﴩ ٌة * َووُﺟُ ﻮ ٌه ﻳَﻮْﻣَ ِﺌ ٍﺬ ﻋَ َﻠﻴْﻬَ ﺎ َﻏ َ َ ﻣﱡ ْﺴﺘَﺒ ِ َ ً رﺳﻮﻻ إﱃ اﺑﻦ أﺧﻲ ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﻓﻘﺎل» :إﻧﻲ ﻻ أﻗﺪر ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺐ ،وﻟﻜﻦ أﻧﻔﺬُ ﻣﻌﻚ ً رﺟﻼ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺺ ﻗﺼﺘﻲ ﻋﲆ أﻣري املﺆﻣﻨني، ﻟﻴﺨﺎﻃﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﰲ أﻣﺮك «.ﻓﺒﻌﺚ ﻣﻌﻲ ﻗﺎل» :أﻳﻦ ﺑَﻴﱢﻨﺘُﻚ؟« 19 ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺑﻲ ﻋﲇ اﻟﻔﺎرﳼ ً ُ ﺷﻴﺨﺎ ﻟﻨﺎ ﻛﺎن ﻳُﺪرس اﻟﻨﺤﻮ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻳُﻌ َﺮف ﺑﺄﺑﻲ ﻋﲇ وﻛﻨﺖ ﻗﺪ رأﻳﺖ ﰲ املﺤﴩ اﻟﻔﺎرﳼ ،وﻗﺪ اﻣﱰس 20ﺑﻪ ﻗﻮ ٌم ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻧﻪ وﻳﻘﻮﻟﻮن» :ﺗﺄو َ ﱠﻟﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻇﻠﻤﺘﻨﺎ «.ﻓﻠﻤﺎ رآﻧﻲ أﺷﺎر إﱄ ﱠ ﺑﻴﺪه ،ﻓﺠﺌﺘُﻪ ،ﻓﺈذا ﻋﻨﺪه ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻜﻼﺑﻲ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل» :وﻳﺤﻚ، َ أﻧﺸﺪت ﻋﻨﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﺑﺮﻓﻊ »املﺎء« ،ﻳﻌﻨﻲ ﻗﻮﻟﻪ: وﺧﻴﺮك ﻋﻨﻲ ﻣﺎ ارﺗﻮى اﻟﻤﺎءُ ﻓ ﻠ ﻴ ﺖ ﻛ ﻔ ﺎﻧ ﺎ ﻛ ﺎن ﺷ ﺮك ﻛ ﻠ ﻪ 55 ﻣﺮﺗﻮي 21 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ُ َ ﻓﺘﺤﺖ املﻴﻢ ﰲ ﻗﻮﱄ: زﻋﻤﺖ أﻧﻲ وﻟﻢ أﻗﻞ إﻻ املﺎءَ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻲ ﺧﻠﻴ ًﻼ ﺻﺎﻟﺤً ﺎ ﺑﻚ ﺗ ﺒ ﺪل ﺧ ﻠ ﻴ ًﻼ ﺑ ﻲ ﻛ ﺸ ﻜ ﻚ ﺷ ﻜ ﻠ ﻪ ﻣَ ﻘﺘﻮي 22 وإﻧﻤﺎ ﻗﻠﺖ :ﻣُﻘﺘﻮي ،ﺑﻀﻢ املﻴﻢ! وإذا ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺠﻨﺲ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ﻋﲆ ﺗﺄوﻳﻠﻪ .ﻓﻘﻠﺖ» :ﻳﺎ ﻗﻮم ،إن ﻫﺬه أﻣﻮر ﻫﻴﻨﺔ ،ﻓﻼ ﺗُﻌﻨﺘﻮا 23ﻫﺬا اﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺳﻔﻚ ﻟﻜﻢ دﻣً ﺎ ،وﻻ اﺣﺘﺠﻦ 24ﻋﻨﻜﻢ ً ﻣﺎﻻ، ﻓﺘﻔﺮﻗﻮا ﻋﻨﻪ «.وﺷﻐﻠﺖ ﺑﺨﻄﺎﺑﻬﻢ واﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﻮﻳﺮﻫﻢ 25 ،ﻓﺴﻘﻂ ﻣﻨﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻓﻴﻪ ُ ﻓﺮﺟﻌﺖ أﻃﻠﺒﻪ ﻓﻤﺎ وﺟﺪﺗﻪ. اﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﺄﻇﻬﺮت اﻟﻮﻟﻪ واﻟﺠﺰع ،ﻓﻘﺎل أﻣري املﺆﻣﻨني» :ﻻ ﻋﻠﻴﻚ 26أﻟﻚ ﺷﺎﻫﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ؟« ﻓﻘﻠﺖ» :ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﴈ ﺣﻠﺐ وﻋُ ﺪوﻟﻬﺎ« 27ﻓﻘﺎل» :ﺑﻤﻦ ﻳﻌﺮف ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ؟« ﻓﺄﻗﻮل» :ﺑﻌﺒﺪ املﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ً ﻫﺎﺗﻔﺎ ﻳﻬﺘﻒ ﰲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﴈ ﺣﻠﺐ — ﺣﺮﺳﻬﺎ ﷲ — ﰲ أﻳﺎم ِﺷﺒﻞ اﻟﺪوﻟﺔ «.ﻓﺄﻗﺎم ﻫﻨﺎك املﻮﻗﻒ» :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ املﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎﴈ ﺣﻠﺐ ﰲ زﻣﺎن ﺷﺒﻞ اﻟﺪوﻟﺔ! ﻫﻞ ﻣﻌﻚ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﺤﻠﺒﻲ؟« ﻓﻠﻢ ﻳُﺠﺒﻪ أﺣﺪ ،ﻓﺄﺧﺬﻧﻲ اﻟﻬﻠﻊ 28واﻟﺮﻋﺪة، ﺛﻢ ﻫﺘﻒ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺒﻪ ﻣﺠﻴﺐ! ﻓﻄﺮﺣﺖ إﱃ اﻷرض ،ﺛﻢ ﻧﺎدى اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻗﺎﺋﻞ ْ وﺣﴬت ﻣﺘﺎﺑﻪ ﻳﻘﻮل» :ﻧﻌﻢ ﻗﺪ ﺷﻬﺪت ﺗﻮﺑﺔ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ،وذﻟﻚ ﺑﺂﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ، ﻋﻨﺪي ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺪول وأﻧﺎ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻗﺎﴈ ﺣﻠﺐ وأﻋﻤﺎﻟﻬﺎ«. ﻓﻌﻨﺪ ذﻟﻚ ﻧﻬﻀﺖ وﻗﺪ أﺧﺬت اﻟﺮﻣﻖ 29ﻓﺬﻛﺮت ﻷﻣري املﺆﻣﻨني — ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم — ﻣﺎ أﻟﺘﻤﺲ ،ﻓﺄﻋ َﺮض ﻋﻨﻲ وﻗﺎل» :إﻧﻚ ﻟﱰوم ﻣﻤﺘﻨﻌً ﺎ ،وﻟﻚ أﺳﻮة ﺑﻮﻟﺪ أﺑﻴﻚ آدم«. ُو ُرودُه اﻟﺤﻮض ُ ُ ﻓﻜﺪت ﻻ ِ أﺻ ُﻞ إﻟﻴﻪ ،ﺛﻢ ﻧﻐﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻐﺒﺎت 30ﻻ ﻇﻤﺄ ﺑﻌﺪﻫﺎ ،وإذا اﻟﻜﻔﺮة وﻫﻤﺖ ﺑﺎﻟﺤﻮض ﻳﺤﻤﻠﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﻮرود ،ﻓﺘﺬودﻫﻢ 31اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﴢ ﺗﻀﻄﺮم ﻧﺎ ًرا ،ﻓريﺟﻊ أﺣﺪﻫﻢ وﻗﺪ اﺣﱰق وﺟﻬﻪ أو ﻳﺪه ،وﻫﻮ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻮﻳﻞ وﺛﺒﻮر32 . 56 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻓﺎﻃﻤﺔ َ ُ ُ ﻛﺘﺒﺖ ﻛﺘﺎﺑًﺎ وﻓﺮﻏﺖ ﻣﻨﻪ املﻨﺘﺨﺒني ،ﻓﻘﻠﺖ» :إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺪار اﻟﺬاﻫﺒﺔ إذا ﻓﻄﻔﺖ ﻋﲆ اﻟﻌﱰة ﻗﻠﺖ ﰲ آﺧﺮه» :وﺻﲆ ﷲ ﻋﲆ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻴني ،وﻋﲆ ﻋﱰﺗﻪ اﻷﺧﻴﺎر اﻟﻄﻴﺒني«. ٌ ﺣﺮﻣﺔ ﱄ ووﺳﻴﻠﺔ«. وﻫﺬه ِ دﺧﻠﺖ ﻓﻘﺎﻟﻮا» :وﻣﺎ ﻧﺼﻨﻊ ﺑﻚ؟« ﻓﻘﻠﺖ» :إن ﻣﻮﻻﺗﻨﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ — ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم — ﻗﺪ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻨﺬ دﻫﺮ .وإﻧﻬﺎ ﺗﺨﺮج ﰲ ﻛﻞ ﺣني ﻣﻘﺪاره أرﺑﻊ وﻋﴩون ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺘُﺴﻠﻢ ﻋﲆ أﺑﻴﻬﺎ وﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻟﺸﻬﺎدة اﻟﻘﻀﺎء ،ﺛﻢ ﺗﻌﻮد إﱃ ﻣﺴﺘﻘﺮﻫﺎ ﰲ اﻟﺠﻨﺎن، ﻓﺈذا ﻫﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻛﺎﻟﻌﺎدة ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﻫﺎ ﰲ أﻣﺮي ﺑﺄﺟﻤﻌﻜﻢ ،ﻓﻠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺴﺄل أﺑﺎﻫﺎ ﰲ ﱠ «.ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺎن ُ اﻟﻬﺎﺗﻒ ْ أن ُﻏﻀﻮا أﺑﺼﺎ َرﻛﻢ ﻳﺎ أﻫﻞ املﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ ﺗَ ُ ﻌﱪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺮوﺟﻬﺎ وﻧﺎدى ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ،اﺟﺘﻤﻊ ﻣﻦ آل أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺧﻠﻖ ﻛﺜري ﻣﻦ ذﻛﻮر وإﻧﺎث ،ﻣﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﴩب ﺧﻤ ًﺮا وﻻ ﻋَ ﺮف ﻗﻂ ﻣﻨﻜﺮا ،ﻓﻠﻘﻮﻫﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺒﻴﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ رأﺗﻬﻢ ﻗﺎﻟﺖ» :ﻣﺎ ﺑﺎل ﻫﺬه اﻟ ﱡﺰراﻓﺔ؟ 33 ً أﻟﻜﻢ ﺣﺎل ﺗُﺬﻛﺮ؟« ﻓﻘﺎﻟﻮا» :ﻧﺤﻦ ﺑﺨري ،إﻧﺎ ﻧﻠﺘﺬ ﺑﺘﺤﻒ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ .ﻏري أﻧﺎ ﻣﺤﺒﻮﺳﻮن ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻻ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺘﴪع إﱃ اﻟﺠﻨﺔ ﻗﺒﻞ املﻴﻘﺎت إذ ﻛﻨﺎ آﻣﻨني ﻧﺎﻋﻤني ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻴﺴﻬَ ۖﺎ 34 ُون * َﻻ ﻳ َْﺴﻤَ ﻌُ َ ِﻳﻦ َﺳﺒ ََﻘ ْﺖ َﻟﻬُ ﻢ ﻣﱢ ﻨﱠﺎ ا ْﻟﺤُ ْﺴﻨ َ ٰﻰ أُو َﻟ ِﺌ َﻚ ﻋَ ﻨْﻬَ ﺎ ُﻣﺒْﻌَ ﺪ َ ﻗﻮﻟﻪ﴿ :إ ِ ﱠن ا ﱠﻟﺬ َ ﻮن ﺣَ ِﺴ َ اﺷﺘَﻬَ ْﺖ أ َ ُ و َُﻫ ْﻢ ِﰲ ﻣَ ﺎ ْ ﻧﻔ ُﺴﻬُ ْﻢ َﺧﺎ ِﻟﺪ َ ُون * َﻻ ﻳَﺤْ ُﺰﻧُﻬُ ُﻢ ا ْﻟ َﻔ َﺰ ُع ْاﻷ َ ْﻛ َﱪُ َوﺗَﺘَ َﻠ ﱠﻘ ُ ﺎﻫ ُﻢ ا ْﻟﻤَ َﻼ ِﺋ َﻜ ُﺔ َﻫﺬَا ﻳَ ْﻮ ُﻣ ُﻜ ُﻢ ا ﱠﻟﺬِي ُﻛﻨﺘُ ْﻢ ﺗُﻮﻋَ ﺪ َ ُون﴾«. وﻛﺎن ﻓﻴﻬﻢ ﻋﲇ ﺑﻦ اﻟﺤﺴني واﺑﻨﺎه ﻣﺤﻤﺪ وزﻳﺪ وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ اﻷﺑﺮار اﻟﺼﺎﻟﺤني .وﻣﻊ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم اﻣﺮأة أﺧﺮى ﺗﺠﺮي ﻣﺠﺮاﻫﺎ ﰲ اﻟﴩف واﻟﺠﻼﻟﺔ ،ﻓﻘﻴﻞ» :ﻣﻦ ﻫﺬه؟« ﻓﻘﻴﻞ» :ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻮﻳﻠﺪ ﺑﻦ أﺳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌُ ﱠﺰى «.وﻣﻌﻬﺎ ﺷﺒﺎب ﻋﲆ أﻓﺮاس ﻣﻦ ﻧﻮر. ﻓﻘﻴﻞ» :ﻣﻦ ﻫﺆﻻء؟« ﻓﻘﻴﻞ» :ﻋﺒﺪ ﷲ واﻟﻘﺎﺳﻢ واﻟﻄﻴﺐ واﻟﻄﺎﻫﺮ وإﺑﺮاﻫﻴﻢ ،ﺑﻨﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ«. ْ ﺻﺤﺖ ﺗﻮﺑﺘﻪ ،وﻻ رﻳﺐ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺄﻟﺖ» :ﻫﺬا و َِﱄ ﱞ ﻣﻦ أوﻟﻴﺎﺋﻨﺎ ﻗﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ،وﻗﺪ ﱠ ﺗﻮﺳﻞ ﺑﻨﺎ إﻟﻴﻚ ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻚ — ﰲ أن ﻳﺮاح ﻣﻦ أﻫﻮال املﻮﻗﻒ وﻳﺼري إﱃ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﺘﻌﺠﻞ اﻟﻔﻮز«. ﱠ ْ َ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻷﺧﻴﻬﺎ إﺑﺮاﻫﻴﻢ — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ — »دوﻧﻚ اﻟﺮﺟﻞ «.ﻓﻘﺎل ﱄ» :ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺮﻛﺎﺑﻲ«. ْ َ اﻟﻨﺎس ،وﺗﻨﻜﺸﻒ ﻟﻬﺎ اﻷﻣﻢ واﻷﺟﻴﺎل .ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻈﻢ اﻟﺰﺣﺎم ،ﻃﺎرت وﺟﻌﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻴﻞ ﺗَﺨ ﱠﻠ ُﻞ ﰲ اﻟﻬﻮاء ،وأﻧﺎ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮﻛﺎب. 57 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻓﻘﺎل» :ﻣﻦ ﻫﺬا اﻷﺗﺎوي؟« 35ﻓﻘﺎﻟﺖ» :ﻫﺬا رﺟﻞ ﺳﺄﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻓﻼن وﻓﻼن «.وﺳﻤﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ،ﻓﻘﺎل» :ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ «.ﻓﺴﺄل ﰲ ﻋﻤﲇ ﻓﻮﺟﺪه ﰲ اﻟﺪﻳﻮان اﻷﻋﻈﻢ ،وﻗﺪ ُﺧﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﻓﺸﻔﻊ ﱄ ،ﻓﺄذن ﱄ ﰲ اﻟﺪﺧﻮل. ﻋﺒﻮر اﻟﴫاط ﻓﻠﻤﺎ ﺧﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻤﻮش 36ﻗﻴﻞ ﱄ» :ﻫﺬا اﻟﴫاط ﻓﺎﻋﱪ ﻋﻠﻴﻪ «.ﻓﻮﺟﺪﺗُﻪ ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻻ ﻋﺮﻳﺐ 37ﻋﻨﺪه ،ﻓﺒﻠﻮت ﻧﻔﴘ ﰲ اﻟﻌﺒﻮر ،ﻓﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻤﺴﻚ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟﺰﻫﺮاء — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ — ﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻮارﻳﻬﺎ» :ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ أﺟﻴﺰﻳﻪ« 38 ْ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﻤﺎرﺳﻨﻲ 39وأﻧﺎ أﺗﺴﺎﻗﻂ ِ ِ ﻋﻦ ﻳﻤني وﺷﻤﺎل. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ» :ﻳﺎ ﻫﺬه! ْ ِ أردت ﺳﻼﻣﺘﻲ ،ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﲇ ﻣﻌﻲ ﻗﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ: إن ﻓﺎﺣﻤﻠﻴﻨﻲ َزﻗﻔﻮﻧ َﻪ« ِﺳ ّﺖ ْ إن أﻋﻴﺎك أﻣﺮي ﻓﻘﺎﻟﺖ» :وﻣﺎ زﻗﻔﻮﻧﻪ؟« ﻗﻠﺖ» :أن ﻳﻄﺮح اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺪﻳﻪ ﻋﲆ ﻛﺘﻔﻲ اﻵﺧﺮ ،وﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻳﻪ ،وﻳﺤﻤﻠﻪ وﺑﻄﻨﻪ إﱃ ﻇﻬﺮه .أﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮل اﻟﺠﻠﺠﻮل ﻣﻦ أﻫﻞ ﻛﻔﺮ ﻃﺎب: ﺻ ُ ﺮت أﻣﺸﻲ إﻟﻰ اﻟﻮرى ﺻ ﻠ ﺤ ﺖ ﺣ ﺎﻟ ﺘ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟ ﺨ ﻠ ﻒ ﺣ ﺘ ﻰ زﻗﻔﻮﻧﻪ« 40 ﻓﻘﺎﻟﺖ» :ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺰﻗﻔﻮﻧﻪ وﻻ اﻟﺠﻠﺠﻮل وﻻ ﻛﻔﺮ ﻃﺎب إﻻ اﻟﺴﺎﻋﺔ!« ُ ﺟﺰت ،ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺰﻫﺮاء — ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم» :ﻗﺪ ﻓﺘﺤﻤﻠﻨﻲ وﺗﺠﻮز ﻛﺎﻟﱪق اﻟﺨﺎﻃﻒ ،ﻓﻠﻤﺎ و ََﻫﺒْﻨﺎ ﻟﻚ ﻫﺬه اﻟﺠﺎرﻳﺔُ ، ﻓﺨﺬﻫﺎ ﻛﻲ ﺗﺨﺪﻣﻚ ﰲ اﻟﺠﻨﺎن«. ﺣﻮاره ﻣﻊ رﺿﻮان ُ ﴏت إﱃ ﺑﺎب اﻟﺠﻨﺔ ،ﻗﺎل ﱄ رﺿﻮان» :ﻫﻞ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺟﻮاز؟« ﻓﻘﻠﺖ» :ﻻ «.ﻓﻘﺎل» :ﻻ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺒﻴﻞ إﱃ اﻟﺪﺧﻮل إﻻ ﺑﻪ«. 58 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻓﺒﻌﻠﺖ 41ﺑﺎﻷﻣﺮ ،وﻋﲆ ﺑﺎب اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ ﺷﺠﺮة ﺻﻔﺼﺎف .ﻓﻘﻠﺖ» :أﻋﻄﻨﻲ ورﻗﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺼﺎﻓﺔ ﺣﺘﻰ أرﺟﻊ إﱃ املﻮﻗﻒ ،ﻓﺂﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻮا ًزا« ،ﻓﻘﺎل» :ﻻ أﺧﺮج ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ إﻻ ﺑﺈذن ﻣﻦ اﻟﻌﲇ اﻷﻋﲆ — ﺗﻘﺪس وﺗﺒﺎرك«. ﻓﻠﻤﺎ دﺟﺮت 42ﺑﺎﻟﻨﺎزﻟﺔ ﻗﻠﺖ» :إﻧﺎ هلل وإﻧﺎ إﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن! ﻟﻮ أن ﻟﻸﻣري أﺑﻲ ا ُمل َﺮﺟﱠ ﻰ ﺧﺎزﻧًﺎ ﻣﺜﻠﻚ ،ملﺎ وﺻﻠﺖ أﻧﺎ وﻻ ﻏريي إﱃ درﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺰاﺋﻨﻪ!« دﺧﻮﻟﻪ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﺘﻔﺖ إﺑﺮاﻫﻴﻢ — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ — ﻓﺮآﻧﻲ وﻗﺪ ﺗﺨﻠﻔﺖ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺮﺟﻊ إﱄ ﱠ ،ﻓﺠﺬﺑﻨﻲ ﺟﺬﺑﺔ ﺣﺼﻠﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ،وﻛﺎن ﻣﻘﺎﻣﻲ 43ﰲ املﻮﻗﻒ ﻣﺪة ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﻮر اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺑﻘﻲ ﻋﲆ ﺣﻔﻈﻲ ﻣﺎ ﻧﺰﻓﺘﻪ 44اﻷﻫﻮال ،وﻻ ﻧﻬﻜﻪ ﺗﺪﻗﻴﻖ اﻟﺤﺴﺎب. ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺛﻮر ﻓﺄﻳﻜﻢ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺛﻮر؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن» :ﻫﺬا «.ﻓﻴُﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ وﻳﻘﻮل» :إﻳﻪ ﻳﺎ ﺣﻤﻴﺪ! ﻟﻘﺪ أﺣﺴﻨﺖ ﰲ ﻗﻮﻟﻚ: وﺣ ﺴ ﺒ ﻚ داء أن ﺗ ﺼ ﺢ وﺗ ﺴ ﻠ ﻤ ﺎ إذا ﻃ ﻠ ﺒ ﺎ أن ﻳ ﺪرﻛ ﺎ ﻣ ﺎ ﺗ ﻴ ﻤ ﻤ ﺎ 46 أرى ﺑﺼﺮي ﻗﺪ راﺑﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺻﺤﺔ وﻟﻦ ﻳﻠﺒﺚ اﻟﻌﺼﺮان 45ﻳﻮم وﻟﻴﻠﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﴫك اﻟﻴﻮم؟« ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻲ ﻷﻛﻮن ﰲ ﻣﻐﺎرب اﻟﺠﻨﺔ ﻓﺄملﺢ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ وﻫﻮ ﺑﻤﺸﺎرﻗﻬﺎ ،وﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ ﻣﺴرية أﻟﻮف أﻋﻮام ﻟﻠﺸﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﴎﻋﺔ ﺳريﻫﺎ ﰲ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ،ﻓﺘﻌﺎﱃ ﷲ اﻟﻘﺎدر ﻋﲆ ﻛﻞ ﺑﺪﻳﻊ«47 . ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ :ﻟﻘﺪ أﺣﺴﻨﺖ ﰲ اﻟﺪاﻟﻴﱠﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ: وأﻗﺒﻞ ﻋﺎم ،ﻳﻨﻌﺶ اﻟﻨﺎس ،واﺣﺪ ﺗ ﺘ ﺎﺑ ﻊ أﻋ ﻮام ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ ﻫ ﺰﻟ ﻨ ﻬ ﺎ ﻓﻴﻘﻮل ﺣﻤﻴﺪ» :ﻟﻘﺪ ﺷﻐﻠﺖ ﻋﻦ ﻫﺬا ﺑﻤﺎ وﻫﺐ ﱄ رﺑﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻻ ﺧﻮف ﻋﲇ وﻻ ﺣَ َﺰن، وﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻜﺮة اﻟﺴﻨﺔ واﻷﺷﻬﺮ ﰲ اﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ آﻧﺎه ﷲ اﻟﴩف واملﺎل ،ﻓﺮﺑﻤﺎ رﺟﻊ ﺑﺎﻟﺨﻴﺒﺔ وإن أﻋﻄﻰ ﻓﻌﻄﺎء زﻫﻴﺪ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﻌﺮب«. 59 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻟﺒﻴﺪ وﻳﻌﺮض ﻟﻬﻢ ﻟﺒﻴﺪ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ﻓﻴﺪﻋﻮﻫﻢ إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻪ ،وﻳُﻘﺴﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻴﺬﻫﺒﻦ ﻣﻌﻬﻢ ،ﻓﻴﻤﺸﻮن ً ﻗﻠﻴﻼ ،ﻓﺈذا ﻫﻢ ﺑﺄﺑﻴﺎت ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﻧﻈريﻫﺎ ﺑﻬﺎءً وﺣُ ﺴﻨًﺎ ،ﻓﻴﻘﻮل ﻟﺒﻴﺪ» :أﺗﻌﺮف أﻳﻬﺎ اﻷدﻳﺐ اﻟﺤﻠﺒﻲ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت؟ إﻧﻬﺎ ﻗﻮﱄ: ﱠ إن ﺗﻘﻮى 48رﺑﻨﺎ ﺧﻴﺮ أﺣ ﻤ ﺪ اﻟ ﻠ ﻪ ﻓ ﻼ ﻧ ﺪ ﻟ ﻪ ﻣﻦ ﻫﺪاه ﺳﺒﻞ اﻟﺨﻴﺮ اﻫﺘﺪى ﻧﻔﻞ 49 وﺑ ﺈذن اﻟ ﻠ ﻪ رﻳ ﺜ ﻲ وﻋ ﺠ ﻞ ﺑ ﻴ ﺪﻳ ﻪ اﻟ ﺨ ﻴ ﺮ ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء ﻓ ﻌ ﻞ ﻧﺎﻋﻢ اﻟﺒﺎل وﻣﻦ ﺷﺎء أﺿﻞ 50 ﱠ ﺻريﻫﺎ رﺑﻲ أﺑﻴﺎﺗًﺎ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ أﺳﻜﻨﻬﺎ أﺧﺮى اﻷﺑﺪ «.ﻓﻴﻌﺠﺐ ﻫﻮ وأوﻟﺌﻚ اﻟﻘﻮم، وﻳﻘﻮﻟﻮن» :إن ﷲ ﻗﺪﻳﺮ ﻋﲆ ﻣﺎ أراد!« ﻣﺄدﺑﺔ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ وﻳﺒﺪو ﻟﻪ أن ﻳﺼﻨﻊ ﻣﺄدﺑﺔ ﰲ اﻟﺠﻨﺎن ،ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﻣﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﺨﴬﻣﺔ أﺻﻠﻮا ﻛﻼم اﻟﻌﺮب ،وﺟﻌﻠﻮه ﻣﺤﻔﻮ ً واﻹﺳﻼم ،واﻟﺬﻳﻦ ﱠ ﻇﺎ ﰲ اﻟﻜﺘﺐ ،وﻏريﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﺴﺘﺄﻧﺲ ﺑﺎﻷدب ،وﻳﺨﻄﺮ ﻟﻪ أن ﺗﻜﻮن ﻛﻤﺂدب اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ،إذ ﻛﺎن اﻟﺒﺎرئ ﻻ ﻳﻌﺠﺰه — ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻪ — أن ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻷﻏﺮاض ﻣﻦ ﻏري ﻛﻠﻔﺔ وﻻ إﺑﻄﺎء ،ﻓﺘﻨﺸﺄ أ َ ْرﺣﺎء ﻋﲆ اﻟﻜﻮﺛﺮ ﺗﺠﻌﺠﻊ ﻟﻄﺤﻦ ﺑُﺮ 51اﻟﺠﻨﺔ ،وإﻧﻪ ﻷﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺑُﺮ اﻟﻬﺬﱄ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻓﻴﻪ: ﻻ دَر دري 52 إن أﻃ ﻌ ﻤ ُﺖ راﺋ ﺪﻛ ﻢ ﻗﺮف 53اﻟﺤﻨﻲ 54وﻋﻨﺪي اﻟﺒُﺮ ﻣﻜﻨﻮز 55 ﺑﻤﻘﺪار ﺗﻔﻀﻞ ﺑﻪ اﻟﺴﻤﻮات اﻷرﺿني. وﻳﺠﺲ 56ﰲ ﺻﺪره أرﺣﺎء ﺗﺪور ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ،ﻓﻴَﻤْ ﺜُﻞ ﺑني ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺠﺎر ﻣﻦ ﺟﻮاﻫﺮ اﻟﺠﻨﺔ ،ﺗﺪﻳﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺟﻤﺎل ﺗﺴﻮم ﰲ ﻋﻀﺎة 57اﻟﻔﺮدوس ،وأﻳﻨﻖ، وﺻﻨﻮف ﻣﻦ اﻟﺒﻐﺎل واﻟﺒﻘﺮ. ﱠ ﻓﺈذا اﺟﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟ ﱠ ﻄﺤﻦ ﻣﺎ ﻳُﻈﻦ أﻧﻪ ﻛﺎف ﻟﻠﻤﺄدﺑﺔ ،ﺗﻔ ﱠﺮق ﺧﺪﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﺪان املﺨﻠﺪﻳﻦ، ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة ﺑﺄﻛﻠﻬﺎِ ، ِ وﺳﻴﻘﺖ اﻟﺒﻘﺮ واﻟﻐﻨﻢ واﻹﺑﻞ ﺑﺎﻟﺠﺪاء وﴐوب اﻟﻄري اﻟﺘﻲ ﻓﺠﺎءوا ِ 60 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻟﺘﻌﺘﺒﻂ ،ﻓﺎرﺗﻔﻊ ﻳُﻌﺎر املﻌﺰ وﻧﻮاح اﻟﻀﺄن وﺻﻴﺎح اﻟﺪﻳﻜﺔ ﻟﻌﻴﺎن ا ُملﺪﻳﺔ ،وذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﺤﻤﺪ ﷲ ﻻ أﻟﻢ ﻓﻴﻪ ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﺪ ﻣﺜﻞ اﻟﻠﻌﺐ ،ﻓﻼ إﻟﻪ إﻻ ﷲ اﻟﺬي اﺑﺘﺪع ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﻏري روﻳﺔ 58 وﺻﻮره ﺑﻼ ﻣﺜﺎل. ﻓﺈذا ﺣﺼﻠﺖ اﻟﻨﺤﻮض 59ﻓﻮق اﻷوﻓﺎض 60 ،ﻗﺎل» :أﺣﴬوا ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ اﻟ ﱡ ﻄﻬﺎة اﻟﺴﺎﻛﻨني ﺑﺤﻠﺐ ﻋﲆ ﻣﻤﺮ اﻷزﻣﺎن «.ﻓﺘﺤﴬ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﺜرية ،ﻓﻴﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﺗﺨﺎذ اﻷﻃﻌﻤﺔ ،وﺗﻠﻚ ﻟﺬة ﻳﻬﺒﻬﺎ ﷲ — ﻋﺰ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ — ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪَ ﴿ :وﻓِﻴﻬَ ﺎ ﻣَ ﺎ ﺗَ ْﺸﺘَ ِﻬﻴ ِﻪ ْاﻷ َ ُ ﻧﻔ ُﺲ َوﺗَ َﻠﺬﱡ ْاﻷَﻋْ ُ ُ ني ۖ وَأَﻧﺘُ ْﻢ ُﻮﻫﺎ ِﺑﻤَ ﺎ ُﻛﻨﺘُ ْﻢ ﺗَﻌْ ﻤَ ﻠُ َ ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ َﺧﺎ ِﻟﺪ َ ورﺛْﺘُﻤ َ ﻮن * َﻟ ُﻜ ْﻢ ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ َﻓﺎﻛِﻬَ ٌﺔ َﻛ ِﺜريَ ٌة ُون * َوﺗِ ْﻠ َﻚ ا ْﻟﺠَ ﻨ ﱠ ُﺔ ا ﱠﻟﺘِﻲ أ ُ ِ ﻣﱢ ﻨْﻬَ ﺎ ﺗَﺄ ْ ُﻛﻠُ َ ﻮن﴾. ﻓﺈذا أﺗﺖ اﻷﻃﻌﻤﺔ اﻓﱰق ﻏﻠﻤﺎﻧﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟﻠﺆﻟﺆ املﻜﻨﻮن ﻹﺣﻀﺎر املﺪﻋُ ﻮﱢﻳﻦ ،ﻓﻼ ﻳﱰﻛﻮن ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﺷﺎﻋ ًﺮا إﺳﻼﻣﻴٍّﺎ وﻻ ﻣُﺨﴬﻣً ﺎ ،وﻻ ﻋﺎﻟِﻤً ﺎ ﺑﴚء ﻣﻦ أﺻﻨﺎف اﻟﻌﻠﻮم وﻻ ﻣﺘﺄ ﱢدﺑًﺎ إﻻ ﺣﴬوه ،ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ﺧﻠﻖ ﻛﺜري ،ﻓﺘُ َ ﻮﺿﻊ اﻟﺨﻮن 61ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ،واﻟﻔﻮاﺛري 62ﻣﻦ اﻟ ﱡﻠﺠني 63وﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻵﻛﻠﻮن ،وﺗُﻨﻘﻞ إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺼﺤﺎف64 . ﻣﺠﻠﺲ أُﻧْﺲ وﻏﻨﺎء ِ واملﺴﻤﻌﺎت ﺑﺎﻷﺻﻮات ﻓﺈذا ﻗﻀﻮا اﻷرب ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ،ﺟﺎءت اﻟﺴﻘﺎة ﺑﺄﺻﻨﺎف اﻷﴍﺑﺔ، املﻄﺮﺑﺔ ،وﻳﻘﻮل» :ﻋﲇ ﱠ ﺑﻤﻦ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ املﻐﻨني واملﻐﻨﻴﺎت ،ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ِ ﻓﻘﻀﻴﺖ ﻟﻪ اﻟﺘﻮﺑﺔ «.ﻓﺘﺤﴬ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﺜرية ﻣﻦ رﺟﺎل وﻧﺴﺎء ،ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻐﺮﻳﺾ وﻣﻌﺒﺪ واﺑﻦ ﴎﻳﺞ ،وإﺑﺮاﻫﻴﻢ املﻮﺻﲇ واﺑﻨﻪ إﺳﺤﻖ. ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺠﺮادﺗني 65 َ ﺣﴬن» :ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺐ أن اﻟﺠﺮادﺗني ﻓﻴﻘﻮل ﻗﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻗﺪ رأى أﴎاب 66ﻗﻴﺎن ﻗﺪ ﰲ أﻗﺎﴆ اﻟﺠﻨﺔ!« ﻓﺈذا ﺳﻤﻊ ذﻟﻚ ﻗﺎل» :ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﻀﻮرﻫﻤﺎ «.ﻓريﻛﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺪم ﻧﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﻧﻮق اﻟﺠﻨﺔ وﻳﺬﻫﺐ إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻋﲆ ﺑُﻌﺪ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ،ﻓﺘﻘﺒﻼن ﻋﲆ ﻧﺠﻴﺒني أﴎع ﻣﻦ اﻟﱪق. ﻓﺈذا ﺣﺼﻠﺘﺎ ﻋﲆ املﺠﻠﺲ ،ﺣﻴﺎﻫﻤﺎ وﺑﺶ ﺑﻬﻤﺎ ،وﻗﺎل» :ﻛﻴﻒ ﺧﻠﺼﺘﻤﺎ إﱃ دار اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺧﺒﻄﺘﻤﺎ ﰲ اﻟﻀﻼل؟!« ﻓﺘﻘﻮﻻنُ : »ﻗﺪرت ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻮﺑﺔ ،وﻣﺘﻨﺎ ﻋﲆ دﻳﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء واملﺮﺳﻠني«. 61 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻓﻴﻘﻮل» :أﺣﺴﻦ ﷲ إﻟﻴﻜﻤﺎ ،أﺳﻤﻌﺎﻧﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﺮوى ﻟﻌﺒﻴﺪ ﻣﺮة ،وﻷوس أﺧﺮى ،وﻣﺎ َﺳ ِﻤﻌﺘﻤﺎ ﻗﻂ ﺑﻌﺒﻴﺪ وﻻ أوس ﻓﺘﻠﻬﻤﺎن أن ﺗﻐﻨﻴﺎ ﺑﺎملﻄﻠﻮب، ﻓﺘﻠﺤﻨﺎن: اﻟﻼﺣﻲ 67 ﻫﻼ اﻧﺘﻈﺮت ﺑﻬﺬا اﻟﻠﻮم إﺻﺒﺎﺣﻲ! أﻧ ﻲ ﻟ ﻨ ﻔ ﺴ ﻲ إﻓ ﺴ ﺎدي وإﺻ ﻼﺣ ﻲ! ﻓ ﻼ ﻣ ﺤ ﺎﻟ ﺔ ﻳ ﻮﻣً ﺎ أﻧ ﻨ ﻲ ﺻ ﺎح أوﻓﻰ ﻣﻠﻴﻊ 69ﻛﻈﻬﺮ اﻟﺘﺮس وﺿﺎح ﻫﺒﺖ ﺗﻠﻮم وﻟﻴﺴﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻗ ﺎﺗ ﻠ ﻬ ﺎ اﻟ ﻠ ﻪ! ﺗ ﻠ ﺤ ﺎﻧ ﻲ وﻗ ﺪ ﻋ ﻠ ﻤ ﺖ أن أﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ أو أرزأ ﻟﻬﺎ ﺛﻤﻨ ًﺎ وﻻ ﻣ ﺤ ﺎﻟ ﺔ ﻣ ﻦ ﻗ ﺒ ﺮ ﺑ ﻤ ﺤ ﻨ ﻴ ﺔ 68 ﻓﺘﻄﺮﺑﺎن ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ،وﺗﺴﺘﻔﺰان اﻷﻓﺌﺪة ﺑﺎﻟﴪور ،وﻳﻜﺜﺮ ﺣﻤﺪ ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ — ﻛﻤﺎ أﻧﻌﻢ ﻋﲆ املﺆﻣﻨني واﻟﺘﺎﺋﺒني ،وﺧ ﱠﻠﺼﻬﻢ ﻣﻦ دار اﻟﺸﻘﻮة إﱃ ﻣﺤﻞ اﻟﻨﻌﻴﻢ«. ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺮان اﻟﻌﻮد اﻟﻨﻤريي اﻟﻌﻮد 70 وﻳﻠﺘﻔﺖ ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﺠﺮان أﺳﻤﻌﺎﻧﺎ ﻗﻮل ﻫﺬا املﺤﺴﻦ. اﻟﻨﻤريي ،ﻓﻴﺤﻴﻴﻪ وﻳﺮﺣﺐ ﺑﻪ ،وﻳﻘﻮل ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻘﻴﺎن: ﺗﻌﺰف 73 ﺑﻌﻠﻴﺎء 72ﻓﻲ أرﺟﺎﺋﻬﺎ اﻟﺠﻦ ﻓ ﺈﻧ ﻚ ﻣ ﺮﺟ ﻮم 74ﻏ ﺪًا أو ﻣ ﺴ ﻴّ ﻒ« 75 ﻟﻬﻦ وﻃﺎح 78اﻟﻨﻮﻓﻠﻲ 79اﻟﻤﺰﺧﺮف ﺣﻤﻠﻦ ﺟﺮان اﻟﻌَ ﻮْد 71ﺣﺘﻰ وﺿﻌﻨﻪ وﻗ ﻠ ﻦ »ﺗ ﻤ ﺘ ﻊ ﻟ ﻴ ﻠ ﺔ اﻟ ﻨ ﺄي ﻫ ﺬه وأﺣﺮزن ﻣﻨﻲ 76ﻛﻞ ﺣﺠﺰة 77ﻣﺌﺰر ﻓﺘﺼﻴﺐ اﻟﻘﻴﻨﺔ وﺗُﺠﻴﺪ. ﻓﺈذا أﻋﺠﺒﺖ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ إﺣﺴﺎﻧﻬﺎ وإﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ،ﻗﺎﻟﺖ» :أﺗﺪرون ﻣﻦ أﻧﺎ؟« ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن» :ﻻ وﷲ «.ﻓﺘﻘﻮل» :أﻧﺎ أم ﻋﻤﺮو اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻞ: وﻛﺎن اﻟﻜﺄس ﻣﺠﺮاﻫﺎ اﻟﻴﻤﻴﻨﺎ ﺑﺼﺎﺣﺒﻚ اﻟﺬي ﻻ ﺗﺼﺒﺤﻴﻨﺎ« 80 ﺗ ﺼ ﺐ اﻟ ﻜ ﺄس ﻋ ﻨ ﺎ أم ﻋ ﻤ ﺮو وﻣ ﺎ ﺷ ﺮ اﻟ ﺜ ﻼﺛ ﺔ أم ﻋ ﻤ ﺮو ﻓﻴﺰدادون ﺑﻬﺎ ﻋﺠﺒًﺎ وﻟﻬﺎ إﻛﺮاﻣً ﺎ ،وﻳﻘﻮﻟﻮن» :ملﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ؟ أﻟﻌﻤﺮو ﺑﻦ ﻋَ ﺪِي اﻟﻠﺨﻤﻲ ،أم ﻟﻌﻤﺮو ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮم اﻟﺘﻐﻠﺒﻲ؟« 62 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ً وﻋﻘﻴﻼ ،وﺻﺒﺤﺘﻬﻤﺎ اﻟﺨﻤﺮ ﻓﺘﻘﻮل» :أﻧﺎ ﺷﻬﺪت ﻧَﺪْﻣﺎﻧﻲ ﺟﺬﻳﻤﺔ ﻣﺎﻟ ًﻜﺎ ملﺎ وﺟﺪا ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺪي ،ﻓﻜﻨﺖ أﴏف اﻟﻜﺄس ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘني ،ﻓﻠﻌﻞ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮم ﺣﺴﻦ ﺑﻬﻤﺎ ﻛﻼﻣﻪ واﺳﺘﺰادﻫﻤﺎ ﰲ أﺑﻴﺎﺗﻪ«. املﺸﻌﺸﻌﺔ 81 رﻗﺺ اﻟﺤﻮر وﻳﺬﻛﺮ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺐ إﱃ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ،واﻟﺨﻠﻴﻞ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﰲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺼﻠﺢ ﻷن ﻳُﺮﻗﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﻨﺸﺊ ﷲ اﻟﻘﺎدر ﺑﻠﻄﻒ ﺣﻜﻤﺘﻪ ،ﺷﺠﺮة ﻣﻦ اﻟﺠﻮز ﻓﺘﻮﻧﻊ ﻟﻮﻗﺘﻬﺎ ،ﺛﻢ ﱡ ﺟﻮار ﻳَ ُﺮ ْﻗﻦ وﺗﻨﺸﻖ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻪ ﻋﻦ أرﺑﻊ ﺗﻨﻔﺾ ﻋﺪدًا ﻻ ﻳﺤﺼﻴﻪ إﻻ ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ — ٍ اﻟﺮاﺋني ،ﻳﺮﻗﺼﻦ ﻋﲆ اﻷﺑﻴﺎت املﻨﺴﻮﺑﺔ إﱃ اﻟﺨﻠﻴﻞ وأوﻟﻬﺎ: ﺗ ﺼ ﺪع 82 ﻓ ﻄ ﺮ ﺑ ﺪاﺋ ﻚ أو ﻗ ﻊ ﻣ ﺜ ﻞ اﻟ ﺠ ﺂزر 83أرﺑ ﻊ إذا ﺑ ﺪا ﻟ ﻚ أو دع إن اﻟ ﺨ ﻠ ﻴ ﻂ ﻟ ﻮﻻ ﺟ ﻮار ﺣ ﺴ ﺎن ﻟﻘﻠﺖ ﻟﻠﻈﺎﻋﻦ اﻇﻌﻦ 84 ﻓﺘﻬﺘﺰ أرﺟﺎء اﻟﺠﻨﺔ. وﻳﻘﻮل» :ملﻦ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ؟« ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺨﻠﻴﻞ» :ﻻ أذﻛﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻳﺠﻮز أن ﻳﻜﻮن ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ٍّ َ »أﻧﺴﻴﺖ ﻳﺎ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ وأﻧﺖ أذﻛﻰ ﺣﻘﺎ «.ﻓﻴﻘﻮل: اﻟﻌﺮب ﰲ ﻋﴫك؟« ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺨﻠﻴﻞ» :إن ﻋﺒﻮر اﻟﴫاط ﻳَﻨْﻔﺾ اﻟﺨﻠﺪ 85ﻣﻤﺎ اﺳﺘﻮدع!« وﻳﻌﱪ ﻃﺎوس ﻣﻦ ﻃﻮاوﻳﺲ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﺮوق ﻣﻦ رآه ﺣُ ﺴﻨًﺎ ،ﻓﻴﺸﺘﻬﻴﻪ أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ﻓﻴﺘﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺻﺤﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ،ﻓﺈذا ﻗﴣ ﻣﻨﻪ اﻟﻮﻃﺮ ،اﻧﻀﻤﺖ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﺑﻌﻀﻬﺎ إﱃ ً ﻃﺎوﺳﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﺪا ،ﻓﺘﻘﻮل اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ» :ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻳُﺤﻴﻲ اﻟﻌﻈﺎم وﻫﻲ رﻣﻴﻢ، ﺑﻌﺾ ﺛﻢ ﺗﺼري َ َ ْﻒ ﺗُﺤْ ِﻴﻲ ا ْﻟﻤَ ْﻮﺗَ ٰﻰ ۖ َﻗﺎ َل أ َو َﻟ ْﻢ ﺗُ ْﺆﻣِﻦ ۖ َﻗﺎ َل ﺑ ََﲆ ٰ َو َﻟﻜِﻦ ﱢﻟﻴَ ْ ﴿ َوإِذْ َﻗﺎ َل إِﺑْ َﺮاﻫِ ﻴ ُﻢ َربﱢ أ ِرﻧِﻲ َﻛﻴ َ ﻄﻤَ ِ ﱠ ﱧ َﻗ ْﻠ ِﺒﻲ ۖ َﻗﺎ َل َﻓ ُﺨﺬْ أ َ ْرﺑَﻌَ ًﺔ ﻣﱢ َﻦ اﻟ ﱠ ري َﻓ ُﴫ ُْﻫ ﱠﻦ 87إ ِ َﻟﻴْ َﻚ ﺛ ُ ﱠﻢ اﺟْ ﻌَ ْﻞ ﻋَ َﲆ ٰ ُﻛ ﱢﻞ ﺟَ ﺒ ٍَﻞ ﻣﱢ ﻨْﻬُ ﱠﻦ ﺟُ ْﺰءًا ﺛ ُ ﱠﻢ ﻄْ ِ ادْﻋُ ﻬُ ﱠﻦ ﻳَﺄْﺗِﻴﻨ َ َﻚ َﺳﻌْ ﻴًﺎ ۚ وَاﻋْ َﻠ ْﻢ أ َ ﱠن ﷲ َ ﻋَ ِﺰﻳ ٌﺰ ﺣَ ﻜِﻴﻢٌ﴾«. وﻳﻔﱰق أﻫﻞ ذﻟﻚ املﺠﻠﺲ وﻫﻢ ﻧﺎﻋﻤﻮن. ﻣﺼﻮﺻﺎ 86 ً 63 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻟﺤﻮر وﻳﺨﻠﻮ ﺑﺤُ ﻮرﻳﺘني ﻣﻦ اﻟﺤﻮر اﻟﻌني ،ﻓﺈذا ﺑﻬﺮه ﻣﺎ ﻳﺮاه ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎل ،ﻗﺎل» :أﻋﺰز ﻋﲇ ﺑﻬﻼك اﻟﻜﻨﺪى إﻧﻲ ﻷذﻛﺮ ﺑﻜﻤﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﻞ 89 ﻛ ﺪأﺑ ﻚ 88ﻣ ﻦ أم اﻟ ﺤ ﻮﻳ ﺮث ﻗ ﺒ ﻠ ﻬ ﺎ إذا ﻗ ﺎﻣ ﺘ ﺎ ﺗ ﻀ ﻮﱠع 90اﻟ ﻤ ﺴ ﻚ ﻣ ﻨ ﻬ ﻤ ﺎ وﺟ ﺎرﺗ ﻬ ﺎ أم اﻟ ﺮﺑ ﺎب ﺑ ﻤ ﺄﺳ ﻢ اﻟﺼﺒﺎ ﺟﺎءت ﺑﺮﻳﺎ 91اﻟ َﻘﺮﻧ ْ ُﻔﻞ 92 ﻧﺴﻴ َ َ وأﻳﻦ ﺻﺎﺣﺒﺘﺎه ﻣﻨﻜﻤﺎ ﻻ ﻛﺮاﻣﺔ ﻟﻬﻤﺎ وﻻ ﻧﻌﻤﺔ؟ َﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﻌﻜﻤﺎ ﺑﻤﻘﺪار دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ دﻗﺎﺋﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧري ﻣﻦ ﻣُﻠﻚ ﺑﻨﻲ آﻛﻞ املﺮار وﺑﻨﻲ اﻟﻨﴬ ﺑﺎﻟﺤرية ،وآل ﺟﻔﻨﺔ ﻣﻠﻮك اﻟﺸﺎم!« وﻳﻘﺒﻞ ﻋﲆ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﱰﺷﻒ رﺿﺎﺑﻬﺎ وﻳﻘﻮل» :إن اﻣﺮأ اﻟﻘﻴﺲ ملﺴﻜني ﻣﺴﻜني ،ﺗﺤﱰق ﻋﻈﺎﻣﻪ ﰲ اﻟﺴﻌري وأﻧﺎ أﺗﻤﺜﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ورﻳﺢ اﻟ ُﺨﺰاﻣﻰ وﻧ َ ْﺸﺮ اﻟ ُﻘ ُ ﻄﺮ ِ ﺴﺘَﺤِ ﺮ« 93 إذا ﻏ ﱠﺮد اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻟ ُﻤ ْ ﻛ ﺄن اﻟ ُﻤ ﺪام َ وﺻ ﻮْب اﻟ ﻐ ﻤ ﺎم ﻳُ ﻌَ ﻞ ﺑ ﻪ ﺑَ ْﺮد أﻧ ﻴ ﺎﺑ ﻬ ﺎ ﻓﺘﺴﺘﻐﺮب إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﺿﺤ ًﻜﺎ ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﻢ ﺗﻀﺤﻜني؟« ﻓﺘﻘﻮل» :ﻓﺮﺣً ﺎ ﺑﺘﻔﻀﻞ ﷲ! ِ أﺗﺪري ﻣﻦ أﻧﺎ ﻳﺎ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر؟« ﻓﻴﻘﻮل: »أﻧﺖ ﻣﻦ ﺣﻮر اﻟﺠﻨﺎن اﻟﻠﻮاﺗﻲ َﺧﻠﻘﻜﻦ ﷲ ُ ﺟﺰاءً ﻟﻠﻤﺘﻘني ،وﻗﺎل ﻓﻴﻜﻦَ ﴿ :ﻛﺄَﻧﱠﻬُ ﱠﻦ ا ْﻟﻴ َُﺎﻗ ُ ﻮت وَا ْﻟﻤَ ْﺮﺟَ ﺎ ُن﴾ «.ﻓﺘﻘﻮل» :أﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺈﻧﻌﺎم ﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ! ﻋﲆ أﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ أُﻋﺮف ﺑﺤﻤﺪوﻧﺔ ،وأﺳﻜﻦ ﰲ ﺑﺎب اﻟﻌﺮاق ﺑﺤﻠﺐ، ُ وأﺑﻲ ﺻﺎﺣﺐ َرﺣﻰ ،وﺗﺰوﺟﻨﻲ رﺟﻞ ﻳﺒﻴﻊ ﱠ وﻛﻨﺖ اﻟﺴﻘﻂ ،ﻓﻄﻠﻘﻨﻲ ﻟﺮاﺋﺤﺔ ﻛﺮﻫﻬﺎ ِﻣﻦ ﰲ ﱢ، ُ ُ ُ ُ وأﻛﻠﺖ ﻣﻦ وﺗﻮﻓﺮت ﻋﲆ اﻟﻌﺒﺎدة، زﻫﺪت ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻋﺮﻓﺖ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﻗﺒﺢ ﻧﺴﺎء ﺣﻠﺐ ،ﻓﻠﻤﺎ ﱠ ﻓﺼريﻧﻲ ذﻟﻚ إﱃ ﻣﺎ ﺗﺮى!« ﻣﻐﺰﱄ وﻣﺰدﻧﻲ، وﺗﻘﻮل اﻷﺧﺮى» :أﺗﺪري ﻣَ ﻦ أﻧﺎ ﻳﺎ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر؟ أﻧﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ اﻟﺴﻮداء اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺪم ﰲ دار اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺒﻐﺪاد ،ﻋﲆ زﻣﺎن أﺑﻲ ﻣﻨﺼﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ اﻟﺨﺎزن ،وﻛﻨﺖ أُﺧﺮج اﻟﻜﺘﺐ إﱃ اﻟﻨﺴﺎخ«. ِ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﷲ! ﻟﻘﺪ ِ ﻓﴫت أﻧﺼﻊ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻓﻮر!« ﻓﺘﻘﻮل :أﺗﻌﺠﺐ ﻛﻨﺖ ﺳﻮداء، ﻣﻦ ﻫﺬا واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻘﻮل ﻟﺒﻌﺾ املﺨﻠﻮﻗني: 64 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻓﻲ اﻟﺴﻮد ﻛﻠﻬﻢ ،ﻻﺑﻴﻀﺖ اﻟﺴﻮد ﻟ ﻮ أن ﻣ ﻦ ﻧ ﻮره ﻣ ﺜ ﻘ ﺎل ﺧ ﺮدﻟ ﺔ ﺣﺪاﺋﻖ اﻟﺤﻮر وﻳﻤﺮ ﻣَ َﻠ ٌﻚ ﻣﻦ املﻼﺋﻜﺔ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﷲ! أﺧﱪﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺤﻮر اﻟﻌني ،أﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب ﺎﻫ ﱠﻦ إ ِ َ اﻟﻜﺮﻳﻢ﴿ :إِﻧﱠﺎ أ َ َ ﻧﺸﺎءً * َﻓﺠَ ﻌَ ْﻠﻨ َ ُ ﻧﺸﺄْﻧ َ ُ ﺎﻫ ﱠﻦ أَﺑْ َﻜﺎ ًرا * ﻋُ ُﺮﺑًﺎ أَﺗْ َﺮاﺑًﺎ * ﱢﻷ َ ْ ني﴾«. ﺎب ا ْﻟﻴ َِﻤ ِ ﺻﺤَ ِ ﻓﻴﻘﻮل ا َمل َﻠﻚُ : وﴐب ﴐب ﺧﻠﻘﻪ ﷲ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻢ ﻳُﻌﺮف ﻏريﻫﺎْ َ ، »ﻫ ﱠﻦ ﻋﲆ ﴐﺑنيْ َ ، ﻧﻘﻠﻪ ﷲ ﻣﻦ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ملﺎ ﻋﻤﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ«. ﻓﻴﻘﻮل وﻗﺪ ﻋﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻊ» :ﻓﺄﻳﻦ اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻟﻢ ﱠ ﻳﻜﻦ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ؟ وﻛﻴﻒ ﻳﺘﻤﻴﺰن ﻣﻦ ﻏريﻫﻦ؟« ْ ُ ْ َ َ ﻓﻴﻘﻮل املﻠﻚ» :اﻗﻒ أﺛﺮي «.ﻓﻴﺘﺒﻌﻪ ﻓﻴﺠﻲء ﺑﻪ إﱃ ﺣﺪاﺋﻖ ﻻ ﻳﻌﺮف ُﻛﻨﻬَ ﻬﺎ إﻻ ﷲُ، ﻓﺎﻛﴪﻫﺎ ،ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﺸﺠﺮ ﻳُﻌﺮف ﺑﺸﺠﺮ اﻟﺤﻮر«. ﻓﻴﻘﻮل ا َمل َﻠﻚ» :ﺧﺬ ﺛﻤﺮة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺜﻤﺮ ِ ْ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﺳﻔﺮﺟﻠﺔ أو رﻣﺎﻧﺔ أو ﺗﻔﺎﺣﺔ ،أو ﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺎر ﻓﻴﻜﴪﻫﺎ ،ﻓﺘﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺎرﻳﺔ ﺣﻮراء ﻋﻴﻨﺎء ،ﺗﱪق ﻟﺤﺴﻨﻬﺎ ﺣﻮرﻳﺎت اﻟﺠﻨﺎن ،ﻓﺘﻘﻮل» :ﻣﻦ أﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﷲ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺎ ﻓﻼن اﺑﻦ ﻓﻼن «.ﻓﺘﻘﻮل» :إﻧﻲ أﻣﻨﻰ ﺑﻠﻘﺎﺋﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳَﺨﻠﻖ ﷲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄرﺑﻌﺔ آﻻف ﺳﻨﺔ «.ﻓﻌﻨﺪ ذﻟﻚ ﻳﺴﺠﺪ إﻋﻈﺎﻣً ﺎ هلل اﻟﻘﺪﻳﺮ ،وﻳﻘﻮل» :ﻫﺬا ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ :أﻋﺪدت ﻟﻌﺒﺎدي املﺆﻣﻨني ﻣﺎ ﻻ ﻋ ٌ ني رأت .ﺑَ ْﻠ َﻪ 94ﻣﺎ اﻃﻠﻌﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ«. وﻳﺨﻄﺮ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ ،أن ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺎرﻳﺔ — ﻋﲆ ﺣﺴﻨﻬﺎ — ﺿﺎوﻳﺔ 95ﻓريﻓﻊ رأﺳﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮد ،وﻗﺪ ﺻﺎر ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ردف ﻳﻀﺎﻫﻲ ﻛﺜﺒﺎن 96ﻋﺎﻟﺞ ،ﻓﻴُﻬﺎل 97ﻣﻦ ﻗﺪرة ﷲ وﻳﻘﻮل» :ﻳﺎ رازق املﴩﻗﺔ ﺳﻨﺎﻫﺎ ،و ُﻣﺒَ ﱢﻠﻎ اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ ﻣُﻨﺎﻫﺎ ،واﻟﺬي ﻓﻌﻞ ﻣﺎ أﻋﺠﺰ وﻫﺎل ،ودﻋﺎ إﱃ اﻟﺤﻠﻢ اﻟﺠﻬﺎل! أﺳﺄﻟﻚ أن ُ ﺗﻘﴫ ﺑَﻮْص 98ﻫﺬه اﻟﺤﻮرﻳﺔ«. ﱠ ﻣﺨري ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎء «.ﻓﻴﻘﺘﴫ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﲆ ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ» :أﻧﺖ اﻹرادة. 65 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻫﻮاﻣﺶ ) (1اﻟﻘﱪ. ) (2ﺳﺎﺣﺎت. ) (3ﴎﻳﻊ اﻟﻌﻄﺶ. ) (4ﻛﺘﺐ. ) (5ﻗﻠﻴﻞ املﻄﺮ. ) (6ﺿﺎﻳﻘﺖ – زاﺣﻤﺖ. ) (7ﻣﻜﺜﺖ. ) (8ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :ﻏﺎدرك اﻟﺮﻛﺐ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﻮر ﺗﺴري وﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ملﺎ ﻧﺄى ﻋﻨﻚ ﺧﻠﺼﺎؤك. ) (9اﺳﻢ ﺟﺒﻞ. ) (10إذن. ) (11واﻫﻦ اﻟﻘﻮى. ) (12اﻟﺘﻨﺎول أو اﻻﺧﺘﻼط. ) (13اﻟﺮﻛﻮد :اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻳﺪوم ﻟﺒﻨﻬﺎ وﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ. ) (14اﻷﺑﻮد اﻟﻮﺣﺶ. ) (15ﻳﺮوج. ) (16أروج – أﺟﺪى. ) (17دﻧﻮت – ﻗﺮﺑﺖ. ) (18ﻏﱪة. ) (19ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ. ) (20اﺣﺘﻚ ﺑﻪ – ﺗﻌﺮض ﻟﻪ – ﺗﻼج. ) (21ﻣﺎ ارﺗﻮى املﺎء ﻣﺮﺗﻮي ،أي :داﺋﻤً ﺎ أﺑﺪًا .وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :ﻟﻴﺖ ﺧريك ﻳﻌﺎدل ﴍك، ّ ﻓﻴﻜﻒ ﻫﺬا ﻋﻨﻲ ذاك وأُﺻﺒﺢ آﻣﻨًﺎ ﻣﻨﻚ أﺑﺪًا. ً ﺻﺪﻳﻘﺎ آﺧﺮ ﻳﺸﺒﻬﻚ وﺗﺸﺒﻬﻪ، ) (22ﻣﻘﺘﻮ أي ﻣﺘﺒﺪل ﺑﻪ .وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :اﺧﱰ ﻟﻨﻔﺴﻚ ً ﺧﻠﻴﻼ ﺻﺎﻟﺤً ﺎ. ﻓﺈﻧﻲ ﻣﺘﺒﺪل ﺑﻚ ) (23ﻻ ﺗﺮﻫﻘﻮه وﺗﺮﻓﻘﻮا ﺑﻪ. ) (24ﺿﻢ إﱃ ﻧﻔﺴﻪ. 66 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ) (25ﻣﺤﺎورﺗﻬﻢ. ) (26ﻻ ﺿري ﻋﻠﻴﻚ. ) (27ﺟﻤﻊ ﻋﺪل وﻫﻮ اﻟﻌﺎدل اﻟﺬي ﺗﺮﴇ ﺷﻬﺎدﺗﻪ. ) (28ﺷﺪة اﻟﺠﺰع. ) (29ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة. ) (30ﺟﺮﻋﺎ. ) (31ﺗﻄﺮدﻫﻢ وﺗﺪﻓﻌﻬﻢ. ) (32ﻫﻼك. ) (33اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ. ) (34ﺻﻮﺗﻬﺎ اﻟﺨﻔﻲ. ) (35اﻟﻐﺮﻳﺐ. ) (36ﺟﻤﻊ ﻃﻤﺶ وﻫﻮ اﻟﻨﺎس. ) (37ﻻ أﺣﺪ. ) (38اﺟﻌﻠﻴﻪ ﻳﺠﻮز أي ﻳﻌﱪ. ) (39ﺗﻌﺎﻟﺠﻨﻲ. ) (40ﻛﻔﺮ ﻃﺎب ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮى اﻟﺸﺎم ،وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮل أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ: وﺑﺎﻟﺲ أﻏﻨﺎﻫﺎ اﻟﻔﺮات ﻋﻦ اﻟﺤﻔﺮ وواد ﺑ ﻪ ﻓ ﻴ ﺾ ،وآﺧ ﺮ ذو ﺟ ﻔ ﺮ أرى ﻛﻔﺮ ﻃﺎب أﻋﺠﺰ اﻟﻤﺎء ﺣﻔﺮه ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺠﺮى اﻟﺮزق ،واد ﺑﻼ ﻧﺪى وﺑﺎﻟﺲ :ﻗﺮﻳﺔ أﺧﺮى ﺑﺎﻟﺸﺎم. ) (41وﺻﻠﺖ ﺣريﺗﻲ وﺧﻮﰲ وﺳﺄﻣﻲ إﱃ ﺣﺪ ﻧﺴﻴﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ أﺻﻨﻊ. ) (42ﺣﺮت. ) (43إﻗﺎﻣﺘﻲ. ) (44ﻣﺎ أذﻫﺒﺘﻪ. ) (45اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر. ) (46ﻣﺎ ﻗﺼﺪاه أو ﻣﺎ ﺗﻮﺧﻴﺎه ﻣﺎ ﺗﻌﻤﺪاه .وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺘني :ﺿﻌﻒ ﺑﴫي ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ،وﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﻣﻨﺬ ًرا ﺑﺎملﺮض ،ﻓﻘﺪ آل اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﺴﻘﻤﻦ ﻛﻞ ﺻﺤﻴﺢ ،وﻟﻴﺲ ﻳﻌﺠﺰ اﻟﺰﻣﻦ أن ﻳﺪرك ﻏﺎﻳﺘﻪ وﺷﻴ ًﻜﺎ. 67 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (47ﻣﺎ اﺧﱰع ﻋﲆ ﺧري ﻣﺜﺎل ﺳﺎﺑﻖ. ) (48ﺧﺸﻴﺔ. ) (49ﻏﻨﻴﻤﺔ. ) (50ﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑﻴﺎت :أرﺑﺢ ﻏﻨﻢ ﻳﺼﻴﺒﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻫﻮ ﺧﺸﻴﺔ ﷲ ﻣ َ ُﴫﱢف اﻷﻣﻮر ،ﻓﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ ،ﻻ ﻛﻔﻮ ﻟﻪ ،ﺑﻴﺪه اﻟﺨري ،ﻳﻬﺪي ﻣﻦ ﻳﺸﺎء وﻳﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ،وﻫﻮ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ﻗﺪﻳﺮ. ) (51ﻗﻤﺢ. ) (52ﻻ در دري ،أي ﻻ ﻛﺜﺮ ﺧريي أو ﻻ زﻛﺎ ﻋﻤﲇ. ) (53ﻗﴩ. ) (54اﻟﺮديء ﻣﻦ ﺛﻤﺎر ﺷﺠﺮة اﻟﺪوم. ) (55ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :ﻻ ﺑﺎرك ﷲ ﰲ ﻣﺎﱄ إذا أﻃﻌﻤﺖ ﻧﺎزﻟﻜﻢ ﻗﴩ اﻟﺪوم ﻣﻊ وﻓﺮة ﻣﺎ ﻟﺪي ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ اﻟﺰاﺋﺪ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻲ. ) (56ﻳﻀﻤﺮ. ) (57ﺷﺠﺮ ذو ﺷﻮك. ) (58ﻧﻈﺮ أو ﺗﻔﻜري. ) (59املﻜﺘﻨﺰ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻢ ﻛﻠﺤﻢ اﻟﻔﺨﺬ ً ﻣﺜﻼ. ) (60ﺧﺸﺐ اﻟﺠﺰارﻳﻦ ﻳﻘﻄﻌﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﺤﻢ. ) (61ﺟﻤﻊ ﺧﻮان )ﺑﻜﴪ اﻟﺨﺎء أو ﺿﻤﻬﺎ( ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻄﻌﺎم ﻟﻴﺆﻛﻞ. ) (62ﺟﻤﻊ ﻓﺎﺛﻮرة وﻫﻮ اﻟﺨﻮان أو اﻟﺒﺎﻃﻴﺔ. ) (63اﻟﻔﻀﺔ. ) (64ﺟﻤﻊ ﺻﺤﻔﺔ وﻫﻲ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﻜﺒرية. ) (65اﻟﺠﺮادﺗﺎن — ﻓﻴﻤﺎ زﻋﻤﻮه — ﻣﻐﻨﻴﺘﺎن َﻏﻨﱠﺘَﺎ ﻟﻮﻓﺪ ﻋﺎد اﻟﺠﺮﻫﻤﻲ ﺑﻤﻜﺔ ﻓﺸﻐﻠﻮا ﻋﻦ اﻟﻄﻮاف ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ،وﺳﺆال ﷲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﺪوا ﻟﻪ ،ﻓﻬﻠﻜﺖ ﻋﺎد وﻫﻢ ﻻﻫﻮن. ) (66ﺟﻤﻊ ﴎب ،أي ﻗﻄﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء. ) (67اﻟﻼﺋﻢ. ) (68ﻣﺤﻨﻴﺔ أو ﻣﺤﻨﻮة أو ﻣﺤﻨﺎة ،ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﺤﺎن وﻫﻲ ﻣﻌﺎﻃﻒ اﻷودﻳﺔ. ) (69املﻠﻴﻊ :ﻃﺮﻳﻖ ﺿﻴﻘﺔ ذاﻫﺒﺔ ﰲ اﻷرض إﱃ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ،ﻗﺎﻋﻬﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﺔ. أو ﻫﻮ ً أﻳﻀﺎ اﻷرض املﺴﺘﻮﻳﺔ أو اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺒﺎت ﻓﻴﻬﺎ. ) (70اﻟﺠﺮان ﻣﻘﺪم ﻋﻨﻖ اﻟﺒﻌري ﻣﻦ ﻣﺬﺑﺤﻪ إﱃ ﻣﻨﺤﺮه ،واﻟﻌﻮد اﻟﺒﻌري املﺴﻦ ،وﺟﺮان اﻟﻌﻮد ﻟﻘﺐ ﻫﺬا اﻟﺸﺎﻋﺮ ،وإﻧﻤﺎ ﻟُ ﱢﻘﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻣﺨﺎﻃﺒًﺎ اﻣﺮأﺗﻴﻪ وﻗﺪ أﻏﻀﺒﻨﺎه: 68 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح رأﻳﺖ ﺟﺮان اﻟﻌﻮد ﻗﺪ ﻛﺎن ﻳﺼﻠﺢ ﺧ ﺬا ﺣ ﺬ ًرا ﻳ ﺎ ﺟ ﺎرﺗ ﻲ ﻓ ﺈﻧ ﻨ ﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻗﺪ اﺗﺨﺬ ﺳﻮ ً ﻃﺎ ﻣﻦ ﺟﺮان اﻟﻌﻮد ﻳﴬب ﺑﻪ ﻧﺴﺎءه ﻓﻬﻮ ﻳﺨﻴﻔﻬﻤﺎ ً ﻣﻜﺮوﻫﺎ ﻓﻘﺎل ﰲ ذﻟﻚ أﺑﻴﺎﺗًﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ: ﺑﻪ .وﻛﺎن ﻗﺪ ﻟﻘﻲ ﻣﻨﻬﻤﺎ أﻻ ﻻ ﺗ ﻐ ﺮن اﻣ ﺮأ ﻧ ﻮﻓ ﻠ ﻴ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأس ﺑﻌﺪي أو ﺗﺮاﺋﺐ وﺿﺢ إﱃ أن ﻗﺎل: وﺑ ﻴ ﻨ ﺎ ﺑ ﺬم؛ ﻓ ﺎﻟ ﺘ ﻐ ﺮب أروح ﺧﺬ ﻧﺼﻒ ﻣﺎﻟﻲ واﺗﺮﻛﺎ ﻟﻲ ﻧﺼﻔﻪ وأوﺟﺰ ﻣﺎ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻫﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺤﺴﻦ اﻟﺘﻲ وﺻﻔﻪ ﺑﻬﺎ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ،ﻓﺈن أول ﻣﻴﺰة ﻟﺸﻌﺮه — وﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮع ﰲ دﻳﻮان ﺻﻐري ﻣﺨﻄﻮط ﺑﺪار اﻟﻜﺘﺐ — ﻫﻲ اﻹﺣﺴﺎن. ) (71اﺳﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﴍﺣﻪ. ) (72اﻟﻌﻠﻴﺎء رأس اﻟﺠﺒﻞ أو املﻜﺎن اﻟﻌﺎﱄ ،واملﻌﻨﻰ أﻧﻬﻦ وﺿﻌﻨﻨﻲ ﻣﻮﺿﻌً ﺎ ﻻ ﻳﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ. ) (73ﺗﺼﻮت. ) (74ﻣﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة. ) (75ﻣﻘﺘﻮل ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :أﻧﻬﻦ ﻗﻠﻦ ﱄ اﻧﺘﻬﺰ ﻓﺮﺻﺔ ﻫﺬه اﻟﻠﻴﻠﺔ وﺗﻤﺘﻊ ﺑﻨﺎ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ ﻟﻴﺎﻟﻴﻚ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻷﻧﻚ ﻗﺪ ﺗُﺮﺟﻢ ﻏﺪًا ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة أو ﺗﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﰲ اﻟﺤﺮب. ) (76ﻣﻨﻌﻦ ﻋﻨﻲ. ) (77اﻟﺤﺠﺰة ﻣﻌﻘﺪ اﻹزار أو ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺘﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﴪاوﻳﻞ. ) (78ﺳﻘﻂ أو ذﻫﺐ. ) (79ﳾء ﻣﻦ ﺻﻮف ﺗﺨﺘﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺴﺎء اﻟﻌﺮب ،وﻗﻴﻞ ﻫﻮ ﳾء ﻳُ ِﺪ ْرﻧﻪ ﻋﲆ رؤوﺳﻬﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﺨﻤﺎر ،وﻫﻮ ﴐب ﻣﻦ اﻟﺤﲇ .واﻟﻨﻮﻓﲇ ً أﻳﻀﺎ ﴐب ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺸﺎط ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﻫﻨﺎ ،ﻓﻴﻜﻮن املﻌﻨﻰ أن ﺷﻌﻮرﻫﻦ املﻨﺴﻘﺔ املﺰﺧﺮﻓﺔ ﺗﻬﺪﻟﺖ. وﻳﺮوى ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻗﺒﻞ ﺳﺎﺑﻘﻪ ﰲ اﻟﻨﺴﺨﺘني اﻟﺨﻄﻴﺔ واملﻄﺒﻮﻋﺔ ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان، وﻟﻜﻨﻨﺎ آﺛﺮﻧﺎ رواﻳﺔ اﻷﺑﻴﺎت ﻛﻤﺎ ُروﻳﺖ ﰲ دﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮ املﺨﻄﻮط ﺑﺪار اﻟﻜﺘﺐ؛ ﻷن املﻌﻨﻰ 69 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻳﻨﺘﻈﻢ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ،ﻓﺎﻟﻐﻮاﻧﻲ ﻳﺒﺤﻦ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﺑﺜﺘﻬﻦ ،وﻳﺸﺘﺪ املﺰح واملﻐﺎزﻟﺔ ،ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻬﺪل ﺷﻌﻮرﻫﻦ ،ﻓﺈذا أراد املﺰﻳﺪ ﻣَ ﻨَﻌْ ﻨﻪ ،ﻓﺄﺣﺮزن ﻣﻨﻪ ﺣﺠﺰ ﻣﺂزرﻫﻦ ﺑﺎﻟﻌﻔﺔ .أﻣﺎ ﺗﻔﺴري اﻷﺑﻴﺎت ﻋﲆ اﻟﺮواﻳﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﻴﺤﺘﺎج إﱃ ﺗﻜﻠﻒ. وﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻄﻮﻟﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻠﻐﺖ ﰲ اﻹﺟﺎدة ﺷﺄوًا ﺑﻌﻴﺪًا، وإذا اﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻌﺾ اﻷدﺑﺎء ﺑﺒﻀﻊ أﺑﻴﺎت ﻗﻼﺋﻞ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ رﺑﻴﻌﺔ وﺟﻤﻴﻞ وﻏريﻫﻤﺎ، ﻋﲆ وﺟﻮد ﳾء ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻌﺮب ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﻘﺼﴢ ،ﻓﺈن ﰲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة وﺣﺪﻫﺎ ً ﻣﺜﻼ واﺿﺤً ﺎ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ املﺤﺎوﻟﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻧﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺷﺒﻴﻬً ﺎ آﺧﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺮأﻧﺎه ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﻟﻌﺮب. وﺗﻨﻴﻒ أﺑﻴﺎت ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻋﲆ اﻟﺴﺒﻌني ﺑﻴﺘًﺎ .وﻧﺤﺐ أن ﻧﺤﻴﻞ اﻟﻘﺎرئ إﱃ دﻳﻮان ذﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ املﺤﺴﻦ ،وﻧﻜﺘﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﺈﻳﺮاد ﺑﻀﻊ أﺑﻴﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺗﻌﻄﻲ ﻓﻜﺮة ﻣﻮﺟﺰة ﻋﻦ أﻏﺮاض اﻟﻘﺼﻴﺪة ،وﻫﻲ: وراﺟ ﻌ ﻚ اﻟ ﺸ ﻮق اﻟ ﺬي ﻛ ﻨ ﺖ ﺗ ﻌ ﺮف ﺣ ﻤ ﺎﺋ ﻢ ورق ،ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺪﻳ ﻨ ﺔ ﻫ ﺘ ﻒ وأﺣ ﺠ ﺎﻓ ﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺠ ﻨ ﺪل اﻟ ﺼ ﻢ ﺗ ﻘ ﺬف وأﻫ ﻠ ﻚ ،ﺣ ﺘ ﻰ ﻧ ﺴ ﻤ ﻊ اﻟ ﺪﻳ ﻚ ﻳ ﻬ ﺘ ﻒ ﻟ ﻤ ﻮﻋ ﺪﻫ ﺎ ،أﻋ ﻠ ﻮ اﻷﻛ ﺎم وأﻇ ﻠ ﻒ ﻗﺼﺎر اﻟﺨﻄﺎ ،ﻣﻨﻬﻦ راب وﻣﺰﺣﻒ وﻣ ﻦ ﺣ ﻴ ﻠ ﺔ اﻹﻧ ﺴ ﺎن ﻣ ﺎ ﻳ ﺘ ﺨ ﻮف … … … ﺦ إﻟ دﺑ ﻴ ﺐ ﻗ ﻄ ﺎ اﻟ ﺒ ﻄ ﺤ ﺎء ،أوﻫ ﻦ أﻗ ﻄ ﻒ أﻗ ﺎم اﻟ ﺼ ﻼ َة اﻟ ﻌ ﺎ ِﺑ ُﺪ اﻟ ﻤ ﺘ ﺤ ﻨ ﱢ ﻒ َ اﻷرض ﺑﺎﻟﻨﺎس ﺗُﺨﺴﻒ ﺗﺮابٌ ،وﻟﻴﺖ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻴﺮ ﻳﺪﻧﻮ ﻓﻴُﺼﺮف رﻣ ﺎح اﻟ ﻌ ﺪا واﻟ ﺠ ﺎﻧ ﺐ اﻟ ُﻤ ﺘ ﺨ ﻮﱢف ﻃ ﻮﻳ ﻞ اﻟ ﻌ ﺼ ﺎ أو ﻣ ﻘ ﻌ ﺪ ﻳ ﺘ ﺰﺣ ﻒ ﻣ ﻜ ﺎﺗ ﺒ ﺔ ﺗ ﺮﻣ ﻲ اﻟ ﻜ ﻼب وﺗ ﺤ ﺬف ذﻛﺮت اﻟﺼﺒﺎ ﻓﺎﻧﻬﺎﻟﺖ اﻟﻌﻴﻦ ﺗﺬرف وﻛ ﺎن ﻓ ﺆادي ﻗ ﺪ ﺻ ﺤ ﺎ ،ﺛ ﻢ ﻫ ﺎﺟ ﻨ ﻲ وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻨﺎ واﻟﻌﻴﺲ ﺻﻌﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺮى ﻓ ﻤ ﻮﻋ ﺪك اﻟ ﺸ ﻂ اﻟ ﺬي ﺑ ﻴ ﻦ أﻫ ﻠ ﻨ ﺎ ﻓ ﻠ ﻤ ﺎ ﻋ ﻼﻧ ﺎ اﻟ ﻠ ﻴ ُﻞ أﻗ ﺒ ﻠ ﺖ ﺧ ﻔ ﻴ ﺔ ﻓ ﺄﻗ ﺒ ﻠ َﻦ ﻳ ﻤ ﺸ ﻴ َﻦ اﻟ ﻬ ﻮﻳ ﻨ ﺎ ﺗ ﻬ ﺎدﻳ ﺎ ﻓ ﻠ ﻤ ﺎ ﻫ ﺒ ﻄ َﻦ اﻟ ﺴ ﻬ ﻞ واﺣ ﺘ ﻠ ﻦ ﺣ ﻴ ﻠ ﺔ ﺣ ﻤ ﻠ ﻦ ﺟ ﺮان اﻟ ﻌ ﻮد ﺣ ﺘ ﻰ و َ َﺿ ﻌْ ﻨ ﻪ وﻟ ﻤ ﺎ رأﻳ َﻦ اﻟ ﺼ ﺒ ﺢ ،ﺑ َ ﺎدرن ﺿ ﻮءَه وأدرﻛ ﻦ أﻋ ﺠ ﺎ ًزا ﻣ ﻦ اﻟ ﻠ ﻴ ﻞ ﺑ ﻌ ﺪﻣ ﺎ وﻣ ﺎ أﺑ ﱠﻦ ﺣ ﺘ ﻰ ﻗ ﻠ َﻦ ﻳ ﺎ ﻟ ﻴ ﺖ أﻧ ﻨ ﺎ ﻓ ْ ﺈن ﻧ َﻨ ْﺞُ ﻣﻦ ﻫﺬي وﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮوا ﺑﻨﺎ ﻓﺄﺻﺒﺤ َﻦ ﺻﺮﻋﻰ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺎل وﺑﻴﻨﻨﺎ ﻳ ﺒ ﻠ ﻐ ﻬ ﻦ اﻟ ﺤ ﺎج ﻛ ﻞ ﻣ ﻜ ﺎﺗ ﺐ وﻣ ﻜ ﻤ ﻮﻧ ﺔ رﻣ ﺪاء ﻻ ﻳ ﺤ ﺬروﻧ ﻬ ﺎ وﻳﻘﻮل ﰲ ﺧﺘﺎﻣﻬﺎ: 70 ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺑ ﺸ ﻮق ،وﻟ ﻤ ﺎت اﻟ ﻤ ﺤ ﻴ ﻴ ﻦ ﺗ ﺸ ﻐ ﻒ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻏﺮﻳﺪ اﻟﻀﺤﻰ ﻗﺪ وﻣﻘﻨﻨﻲ أي أﺻﺒﺤﺖ ﻓﺮﺣً ﺎ ﻃﺮوﺑًﺎ ﻗﺪ ﺷﻐﻔﻦ ﺑﻲ واﻟﻠﻘﺎء ﻳﻬﺘﺎج اﻟﺸﻐﻒ. ) (80ﺗَﴫف اﻟﻜﺄس ﻋﻨﺎ أم ﻋﻤﺮو وﺗُﺤﻮﱢﻟﻬﺎ إﱃ ﺟﻬﺔ اﻟﻴﺴﺎر ،وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﺪور اﻟﻜﺄس إﱃ ﺟﻬﺔ اﻟﻴﻤني ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،وﻟﺴﺖ ﴍ ﻫﺆﻻء اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﺎ أم ﻋﻤﺮو ﻓﺘﺘﻐﺎﴈ ﻋﻨﻲ وﺗﺤﺮﻣﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺻﺒﻮﺣﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮﻳﻨﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﺪاﻣﻰ. ) (81املﻤﺰوﺟﺔ ﺑﺎملﺎء. ) (82ﺗﻔﺮق. ) (83ﺟﻤﻊ ﺟﺆذر وﻫﻮ وﻟﺪ اﻟﺒﻘﺮة اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻪ اﻟﺤﺴﺎن ﻟﺠﻤﺎل ﻋﻴﻨﻴﻪ. ) (84ارﺣﻞ أو ﴎ أو ﺳﺎﻓﺮ ،واملﻌﻨﻰ ﻗﺪ ﺗﻔﺮق اﻟﺠﻤﻊ ،ﻓﻤﺎذا أﻧﺎ ﺻﺎﻧﻊ ﺑﻌﺪ ﻧﺄي ﻣﻦ أﺣﺐ ،وﻟﻮ ﺧﻼ اﻟﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺤﺴﺎن اﻷرﺑﻊ ﻟﺘﺴﺎوى ﻋﻨﺪي إﻗﺎﻣﺘﻪ ورﺣﻴﻠﻪ. ) (85اﻟﻘﻠﺐ أو اﻟﺒﺎل أو اﻟﻨﻔﺲ. ) (86املﺼﻮص ﻃﻌﺎم ﻣﻦ ﻟﺤﻢ اﻟﻄري ﻳﻄﺒﺦ وﻳﻨﻘﻊ ﰲ اﻟﺨﻞ. ) (87أﺣﴬﻫﻦ وﻗﻄﻌﻬﻦ. ) (88ﻛﻌﺎدﺗﻚ. ) (89اﺳﻢ ﺟﺒﻞ. ) (90اﻧﺘﴩت راﺋﺤﺘﻪ. ) (91اﻟﺮﻳﺎﻫﻲ اﻟﺮاﺋﺤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ. ) (92املﻌﻨﻰ» :ﻋﺎدﺗﻚ ﰲ ﺣﺐ ﻫﺬه ،ﻛﻌﺎدﺗﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﰲ ﺣﺐ أم اﻟﺤﻮﻳﺮث وأم اﻟﺮﺑﺎب، وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻳﻌﺒﻖ ﻣﻨﻬﻤﺎ املﺴﻚ أﻧﻰ ذﻫﺒﺘﺎ ﻛﻤﺎ اﻧﺘﴩ ﻋﻄﺮ اﻟﻘﺮﻧﻔﻞ اﻟﺬﻛﻲ ،ﺣﻤﻠﺘﻪ رﻳﺢ اﻟﺼﺒﺎ «.وﻳﻮﺿﺢ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘني ﻗﻮﻟُﻪ ﰲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﻗﺒﻠﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻘﺘﻪ: ﻓﻬﻞ ﻋﻨﺪ رﺳﻢ دارس ﻣﻦ ﻣﻌﻮل وإن ﺷ ﻔ ﺎﺋ ﻲ ﻋ ﺒ ﺮة ﻣ ﻬ ﺮاﻗ ﺔ ) (93اﺳﺘَﺤَ ﺮ أي ﺻﺎح ﰲ اﻟﺴﺤﺮ. ) (94ﺑﻠﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ دع أو ﻛﻴﻒ. ) (95ﻧﺤﻴﻔﺔ أو ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺠﺴﻢ. ) (96ﺟﻤﻊ ﻛﺜﻴﺐ وﻫﻮ اﻟﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ. 71 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (97ﻳﻔﺰع وﻳﻌﻈﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ. ) (98ﻋﺠﺰ. 72 ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ وﻳﺒﺪو ﻟﻪ أن ﻳﻄﻠﻊ إﱃ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ،ﻓﻴﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻴﻌﻈﻢ ﺷﻜﺮه ﻋﲆ اﻟﻨﻌﻢ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ : ُﺼﺪﱢﻗِ َ ﴿ﻗﺎ َل َﻗﺎ ِﺋ ٌﻞ ﻣﱢ ﻨْﻬُ ْﻢ إِﻧﱢﻲ َﻛ َ ﺎن ِﱄ َﻗ ِﺮﻳ ٌﻦ * ﻳ َُﻘﻮ ُل أَإِﻧ ﱠ َﻚ َﻟ ِﻤ َﻦ ا ْﻟﻤ َ ني * أَإِذَا ﻮن * َﻓﺎ ﱠ ﻮن َ * 1ﻗﺎ َل َﻫ ْﻞ أَﻧﺘُﻢ ﻣﱡ ﱠ ِﻣﺘْﻨَﺎ َو ُﻛﻨﱠﺎ ﺗُ َﺮاﺑًﺎ َو ِﻋ َ ﻄﻠِﻌُ َ ﻈﺎﻣً ﺎ أَإِﻧﱠﺎ َﻟﻤَ ﺪِﻳﻨ ُ َ ﻃ َﻠ َﻊ َﻓ َﺮآ ُه ِﰲ َﺳﻮَاءِ ﴬ َ ﻳﻦ * َو َﻟﻮ َْﻻ ﻧِﻌْ ﻤَ ُﺔ َرﺑﱢﻲ َﻟ ُﻜ ُ ا ْﻟﺠَ ﺤِ ﻴ ِﻢ * َﻗﺎ َل ﺗَﺎهلل ِ إِن ﻛ ﱠ ﻳﻦ﴾. ِﺪت َﻟ ُ ْ ﻨﺖ ِﻣ َﻦ ا ْﻟﻤُﺤْ َ ِ ﱰدِ ِ ﻓريﻛﺐ ﺑﻌﺾ دواب اﻟﺠﻨﺔ وﻳﺴري! ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﻤﺪاﺋﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺪاﺋﻦ اﻟﺠﻨﺔ ،وﻻ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﻮر اﻟﺸﻌﺸﻌﺎﻧﻲ 2 ،وﻫﻲ ذات أوﺣﺎل وﻏﻤﺎﻣﻴﻞ 3 ،ﻓﻴﻘﻮل ﻟﺒﻌﺾ املﻼﺋﻜﺔ» :ﻣﺎ ﻫﺬه ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﷲ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﻫﺬه ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ اﻟﺬﻳﻦ آﻣﻨﻮا ﺑﻤﺤﻤﺪ ﷺ وذُﻛﺮوا ﰲ اﻷﺣﻘﺎف ،وﰲ ﺳﻮرة اﻟﺠﻦ ،وﻫﻢ ﻋﺪد ﻛﺜري«. ﻓﻴﻘﻮل» :ﻷﻋ ِﺪ َﻟ ﱠﻦ إﱃ ﻫﺆﻻء ،ﻓﻠﻦ أﺧﻠﻮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ أﻋﺠﻮﺑﺔ «.ﻓﻴﻌﺮج ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﺸﻴﺦ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﲆ ﺑﺎب ﻣﻐﺎرة ،ﻓﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻴﺤﺴﻦ اﻟﺮد ،وﻳﻘﻮل» :ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻚ ﻳﺎ إﻧﴘ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﺳﻤﻌﺖ أﻧﻜﻢ ﺟﻦ ﻣﺆﻣﻨﻮن ،ﻓﺠﺌﺖ أﻟﺘﻤﺲ ﻋﻨﺪﻛﻢ أﺧﺒﺎر اﻟﺠﻨﱠﺎن 4 ،وﻣﺎ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻜﻢ ﻣﻦ أﺷﻌﺎر املﺮدة «.ﻓﻴﻘﻮل ذﻟﻚ اﻟﺸﻴﺦ» :ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺒﺠﺪة 5اﻷﻣﺮ ،ﻓﺴﻞ ﻋﻤﺎ ﺑﺪا ﻟﻚ«. ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﺎ اﺳﻤﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺎ اﻟﺨﻴﺘﻌﻮر أﺣﺪ ﺑﻨﻲ اﻟﺸﻴﻄﺎن ،وﻟﺴﻨﺎ ﻣﻦ وﻟﺪ إﺑﻠﻴﺲ ،وﻟﻜﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﻜﻨﻮن اﻷرض ﻗﺒﻞ وﻟﺪ آدم — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ«. رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أﺷﻌﺎر اﻟﺠﻦ ﻓﻴﻘﻮل» :أﺧﱪﻧﻲ ﻋﻦ أﺷﻌﺎر اﻟﺠﻦ ،ﻓﻘﺪ ﺟَ ﻤَ ﻊ املﻌﺮوف ﺑﺎملﺮزﺑﺎﻧﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ «.ﻓﻴﻘﻮل ذﻟﻚ اﻟﺸﻴﺦ» :إﻧﻤﺎ ذﻟﻚ ﻫﺬﻳﺎن ﻻ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻫﻞ ﻳﻌﺮف اﻟﺒﴩ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﻴﻢ إﻻ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮف اﻟﺒﻘﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻬﻴﺌﺔ وﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷرض! وإﻧﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﴩ ً ﺟﻨﺴﺎ ﻣﻦ املﻮزون، َﻗ ﱠﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺪوﻫﺎ اﻟﻘﺎﺋﻠﻮن ،وإن ﻟﻨﺎ ﻵﻻف أوزان ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺲ ،وإﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻄﺮ ﺑﻬﻢ أﻃﻴﻔﺎل ﻣﻨﺎ ﻋﺎرﻓﻮن ،ﻓﺘﻨﻔﺚ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻘﺪار اﻟﻀﻮازة 6ﻣﻦ أراك 7ﻧﻌﻤﺎن 8 .وﻟﻘﺪ ﻧﻈﻤﺖ اﻟﺮﺟﺰ واﻟﻘﺼﻴﺪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺨﻠﻖ آدم ﺑﻜﻮر 9أو ﻛﻮرﻳﻦ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ أﻧﻜﻢ ﻣﻌﴩ اﻹﻧﺲ ﺗﻠﻬﺠﻮن ﺑﻘﺼﻴﺪة اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ: ﻗﻔﺎ ﻧﺒﻚ ﻣﻦ ذﻛﺮى ﺣﺒﻴﺐ وﻣﻨﺰل َ ﺷﺌﺖ أﻣﻠﻴﺘُﻚ أﻟﻒ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻮزن وﺗﺤﻔﻈﻮﻧﻬﺎ اﻟﺤﺰاورة 10ﰲ املﻜﺎﺗﺐ ،وإن وأﻟﻔﺎ ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﻘﺮى ﻳﺠﻲء ﻋﲆ ﻣَ ﻨ ْ ِﺰ ُل وﺣﻮﻣَ ُﻞً ، ﻣﻨﺰ ِل وﺣَ ﻮْﻣَ ِﻞً ، ً ﻣﻨﺰﻻ وأﻟﻔﺎ ﻋﲆ ﻋﲆ ﻣﺜﻞ ِ وأﻟﻔﺎ ﻋﲆ ﻣﻨﺰ َﻟﻪ وﺣﻮﻣ َﻠﻪً ، وﺣﻮﻣﻼً ، ً وأﻟﻔﺎ ﻋﲆ ﻣﻨﺰﻟِﻪ وﺣﻮﻣﻠِﻪ .وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻨﺎ ﻫﻠﻚ وﻫﻮ ﻛﺎﻓﺮ ،وﻫﻮ اﻵن ﻳﺸﺘﻐﻞ ﰲ أﻃﺒﺎق اﻟﺠﺤﻴﻢ«. ﻓﻴﻘﻮل» :أﻳﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ ،ﻟﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻔﻈﻚ!« ﻓﻴﻘﻮل» :ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺜﻠﻜﻢ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ آدم ،ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻨﺴﻴﺎن واﻟﺮﻃﻮﺑﺔ؛ ﻷﻧﻜﻢ ُﺧﻠﻘﺘﻢ ﻣﻦ ﺣﻤﺄ 11ﻣﺴﻨﻮنُ ، وﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺎرج 12ﻣﻦ ﻧﺎر«. ﻓﺘﺤﻤﻠﻪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻷدب أن ﻳﻘﻮل ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺸﻴﺦ» :أﻓﺘُﻤْ ِﻞ ﻋﲇ ﱠ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺷﻌﺎر؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﻓﺈذا ﺷﺌﺖ أﻣﻠﻠﺘُﻚ ﻣﺎ ﻻ ِ ﺗﺴﻘﻪ 13اﻟ ﱢﺮﻛﺎب 14وﻻ َ ﺗﺴﻌُ ﻪ ﺻﺤﻒ دُﻧﻴﺎك«. ﻓﻴﻬ ﱡﻢ ﺑﺄن ﻳﻜﺘﺘﺐ ﻣﻨﻪ ،ﺛﻢ ﻳﻘﻮل» :ﻟﻘﺪ ﺷﻘﻴﺖ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺑﺠﻤﻊ اﻷدب ،وﻟﻢ ﱠ أﺣ َ ُ ُ وأﻗﺒﻠﺖ أﻧﺘَ ِﺴﺦ آداب اﻟﺠﻦ ،وﻣﻌﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﺬﱠات اﻟﺠﻨﺔ ﺑﻤﻮﻓﻖ إن ﻆ ﻣﻨﻪ ﺑﻄﺎﺋﻞ ،وﻟﺴﺖ ﻣﻦ اﻷدب ﻣﺎ ﻫﻮ ٍ ﻛﺎف ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ وﻗﺪ ﺷﺎع اﻟﻨﺴﻴﺎن ﰲ أﻫﻞ أدب اﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﴫت ﻣﻦ أﻛﺜﺮﻫﻢ رواﻳﺔ وأوﺳﻌﻬﻢ ﺣﻔ ً ﻈﺎ ،وهلل اﻟﺤﻤﺪ«. وﻳﻘﻮل ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺸﻴﺦ» :ﻣﺎ ُﻛﻨْﻴﺘﻚ ﻷُﻛﺮﻣﻚ ﺑﺎﻟﺘﻜﻨﻴﺔ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﺑﻮ ﻫﺪرش ،أوﻟﺪت ﻣﻦ اﻷوﻻد ﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ ،ﻓﻬﻢ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ اﻟﻨﺎر املﻮﻗﺪة وﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ اﻟﺠﻨﺎن«. ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ أﺑﺎ ﻫﺪرش! ﻣﺎ ﱄ أراك ْ أﺷﻴَﺐ ،وأﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺷﺒﺎب؟« 74 ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ ﻓﻴﻘﻮل» :إن اﻹﻧﺲ أُﻛﺮﻣﻮا ﺑﺬﻟﻚ وﺣُ ﺮﻣﻨﺎه؛ ﻷﻧﺎ أُﻋﻄﻴﻨﺎ اﻟﺤﻮﻟﺔ 15ﰲ اﻟﺪار املﺎﺿﻴﺔ، ﻓﻜﺎن أﺣﺪﻧﺎ إن ﺷﺎء ﺻﺎر ﺣﻴﺔ رﻗﺸﺎء 16 ،وإن ﺷﺎء ﺻﺎر ﻋﺼﻔﻮ ًرا ،وإن ﺷﺎء ﺻﺎر ﺣﻤﺎﻣﺔ، ﻓﻤﻨﻌﻨﺎ اﻟﺘﺼﻮر ﰲ اﻟﺪار اﻵﺧﺮة ،وﺗُﺮﻛﻨﺎ ﻋﲆ َﺧ ْﻠﻘﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﻐري ،وﻋُ ﻮض ﺑﻨﻮ آدم ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻮر ،وﻛﺎن ﻗﺎﺋﻞ اﻹﻧﺲ ﻳﻘﻮل ﰲ اﻟﺪار اﻟﺬاﻫﺒﺔ :أُﻋﻄﻴﻨﺎ اﻟﺤﻴﻠﺔ وأُﻋﻄﻲ اﻟﺠﻦ اﻟﺤﻮﻟﺔ«. ﻗﺼﺔ اﻟﺠﻨﻲ »وﻟﻘﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ آدم ﴍٍّا ،وﻟﻘﻮا ﻣﻨﻲ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺣﺘﻰ رزق ﷲ اﻹﻧﺎﺑﺔ 17 ،وأﺛﺎب اﻟﺠﺰﻳﻞ، ﻓﻼ أﻓﺘﺄ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻣﺪﻳﻦ: ﻋ ﻨ ﻲ ،ﻓ ﺄ َ ْ ﺻ ﺒَ ﺢ ذﻧ ﺒ ﻲ اﻟ ﻴ ﻮ َم ﻣ ﻐ ﻔ ﻮرا ﺧﻮدا 18وﺑﺎﻟﺼﻴﻦ أﺧﺮى ﺑﻨﺖ ﻳَ ْﻐﺒُﻮرا 19 ﻓ ﻲ ﻟ ﻴ ﻠ ﺔ ،ﻗ ﺒ ﻞ أن أ َ ْﺳ ِﺘ ﻮ ِْﺿ ﺢَ اﻟ ﻨ ﱡ ﻮرا إﻻ وﻏ ﺎ َد ْرﺗُ ﻪ َو ْﻟ ﻬَ َ ﺎن ﻣَ ﺬْﻋُ ﻮرا أو ﻻ ،ﻓ ﺬَب 22رﻳ ﺎد 23ﺑ ﺎت ﻣ ﻐ ﺮورا ﻳ ﺰﺟﱡ ﻮن ﻋ ﻮدًا وﻣ ﺰﻣ ﺎرا وﻃ ﻨ ﺒ ﻮرا 25 ً ﻓ ﻌ ٌﻞ ﻳ ﻈ ﱡﻞ ﺑ ﻪ إﺑ ﻠ ﻴ ﺲ ﻣ ﺴ ﺮورا ﺣ ﺘ ﻰ ﻳ ﺨ ﻮن وﺣ ﺘ ﻰ ﻳ ﺸ ﻬ ﺪ اﻟ ﺰورا ﻗ ﺎﻣ ﺖ ﺗ ﻤ ﺎرس ﻟ ﻸﻃ ﻔ ﺎل ﻣ ﺴ ﺠ ﻮرا 29 ﺿﺮﺑًﺎ إﻟﻰ أن ﻏﺪا اﻟﻈﻨﺒﻮب 31ﻣﻜﺴﻮرا ﻓﻲ اﻟﺠﻮ ﺣﺘﻰ رأﻳﺖ اﻟﻤﺎء ﻣﺤﺴﻮرا 32 ﺮوﺳﺎ 35وﻓﺮﻓﻮرا 36 ﺑﺎﻟﺸﺎء 33ﻳﻨﺘﺞ 34ﻋﻤ ً إذ دك رﺑ ﻚ ﻓ ﻲ ﺗ ﻜ ﻠ ﻴ ﻤ ﻪ اﻟ ﻄ ﻮرا 37 وﺳﺮت ﻣﺴﺘﺨﻔﻴًﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﺳﺎﺑﻮرا 39 أﻳ ﺎم ﻳ ﺒ ﻨ ﻲ — ﻋ ﻠ ﻰ ﻋ ﻼﺗ ﻪ — ﺟ ﻮرا 41 ورﺑ ﻤ ﺎ أﺑ ﺼ ﺮﺗ ﻨ ﻲ ﻋ ﺼ ﻔ ﻮرا ﻮﻻ وﻻ ﻋ ﻮرا 43 وﻟ ﻢ ﻧ ﻜ ﻦ ﻗ ﻂ ﻻ ﺣ ً ْت ﻣَ ْﻦ ﺣَ ﱠ ﺣَ ﻤَ ﺪ ُ ﻂ أوزاري وﻣَ ﱠﺰﻗ ﻬ ﺎ وﻛ ﻨ ُﺖ آ َﻟ ُ ﺮاب ُﻗ ْﺮﻃ ﺒ ﺔ ﻒ ِﻣ ﻦ أﺗ ِ أزو ُر ﺗ ﻠ ﻚ وﻫ ﺬي ﻏ ﻴ ُﺮ ُﻣ ْﻜ ﺘَ ِﺮث وﻻ أ ُﻣ ﱡﺮ ﺑ ﻮَﺣْ ِﺸ ﱟﻲ وﻻ ﺑَ َﺸ ﺮ ﻣﻌْ ﺘَ ِﺴ ًﻔﺎ 21 وأ ْر َﻛﺐُ اﻟﻬﻴﻖ 20ﻓﻲ اﻟ ﱠ ﻈ ْﻠﻤﺎء ُ وأﺣ ﻀ ُﺮ اﻟ ﺸ ﺮب 24أﻋ ﺮوﻫ ﻢ ﺑ ﺂﺑ ﺪة ﻓ ﻼ أُﻓ ﺎرﻗ ﻬ ﻢ ﺣ ﺘ ﻰ ﻳ ﻜ ﻮن ﻟ ﻬ ﻢ وأﺻ ﺮف اﻟ ﻌ ﺪل 26ﺧ ﺘ ًﻼ 27ﻋ ﻦ أﻣ ﺎﻧ ﺘ ﻪ وﻛ ﻢ ﺻ ﺮﻋ ُﺖ ﻋ ﻮاﻧ ًﺎ 28ﻓ ﻲ ﻟ ﻈ ﻰ ﻟ ﻬ ﺐ وذادﻧ ﻲ 30اﻟ ﻤ ﺮء ﻧ ﻮح ﻋ ﻦ ﺳ ﻔ ﻴ ﻨ ﺘ ﻪ وﻃ ﺮت ﻓ ﻲ زﻣ ﻦ اﻟ ﻄ ﻮﻓ ﺎن ﻣ ﻌ ﺘ ﻠ ﻴً ﺎ وﻗ ﺪ ﻋ ﺮﺿ ﺖ ﻟ ﻤ ﻮﺳ ﻰ ﻓ ﻲ ﺗ ﻔ ﺮده ﻟ ﻢ أﺧ ﻠ ﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﻳ ﺚ ﻣ ﺎ ،ووﺳ ﻮﺳ ﺔ أﺿ ﻠ ﻠ ﺖ رأي أﺑ ﻲ ﺳ ﺎﺳ ﺎن 38ﻋ ﻦ رﺷ ﺪ وﺳ ﺎد ﺑ ﻬ ﺮام ﺟ ﻮر 40 ،وﻫ ﻮ ﻟ ﻲ ﺗ ﺒ ﻊ ﻓ ﺘ ﺎرة أﻧ ﺎ ﺻ ﻞ 42 ،ﻓ ﻲ ﻧ ﻜ ﺎرﺗ ﻪ، ﻧ ﻠ ﻮح ﻟ ﻺﻧ ﺲ ﺣ ً ﻮﻻ أو ذوي ﻋ ﻮر 75 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ∗∗∗ ﺛ ﻢ اﺗ ﻌ ﻈ ﺖ ،وﺻ ﺎرت ﺗ ﻮﺑ ﺘ ﻲ ﻣ ﺜ ًﻼ ﺣ ﺘ ﻰ إذا اﻧ ﻘ ﻀ ﺖ اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ وﻧ ﻮدي إﺳ ـ أﻣ ﺎﺗ ﻨ ﻲ اﻟ ﻠ ﻪ ﺷ ﻴ ﺌً ﺎ ،ﺛ ﻢ أﻳ ﻘ ﻈ ﻨ ﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻋﺸﺖ ﺑﺎﻟﻌﺼﻴﺎن ﻣﺸﻬﻮرا ـ ﺮاﻓ ﻴ ﻞ» :وﻳ ﺤ ﻚ ﻫ ﻼ ﺗ ﻨ ﻔ ﺦ اﻟ ﺼ ﻮرا« ﻟ ﻤ ﺒ ﻌ ﺜ ﻲ ﻓ ﺮزﻗ ﺖ اﻟ ﺨ ﻠ ﺪ ﻣ ﺴ ﺮورا« ﻟﻐﺔ اﻟﺠﻦ ﻓﻴﻘﻮل» :هلل درك ﻳﺎ أﺑﺎ ﻫﺪرش ،ﻓﻜﻴﻒ أﻟﺴﻨﺘﻜﻢ؟ أﻳﻜﻮن ﻓﻴﻜﻢ ﻋﺮب ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮن ﻋﻦ اﻟﺮوم، وروم ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﺮب ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﰲ أﺟﻴﺎل اﻹﻧﺲ؟« ً ﻋﺎرﻓﺎ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻫﻴﻬﺎت أﻳﻬﺎ املﺮﺣﻮم ،إﻧﺎ أﻫﻞ ذﻛﺎء وﻓﻄﻦ ،وﻻ ﺑﺪ ﻷﺣﺪﻧﺎ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻷﻟﺴﻦ اﻹﻧﺴﻴﺔ وﻟﻨﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻟﺴﺎن ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻷﻧﻴﺲ«. ﺣﺪﻳﺚ اﻟ ﱠﺮﺟﻢ »وأﻧﺎ اﻟﺬي أﻧﺬرت اﻟﺠﻦ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب املﻨ ﱠﺰل ،أدﻟﺠﺖ ﰲ رﻓﻘﺔ ﻧﺮﻳﺪ اﻟﻴﻤﻦ ،ﻓﻤﺮرﻧﺎ ﺑﻴﺜﺮب ،ﻓ َ ﴩ َك ِﺑ َﺮﺑﱢﻨَﺎ أَﺣَ ﺪًا﴾ 44 .وﻋﺪت إﱃ ﴿ﺳ ِﻤﻌْ ﻨَﺎ ُﻗ ْﺮآﻧًﺎ ﻋَ ﺠَ ﺒًﺎ * ﻳَﻬْ ﺪِي إ ِ َﱃ اﻟ ﱡﺮ ْﺷ ِﺪ َﻓﺂﻣَ ﻨﱠﺎ ِﺑ ِﻪ ۖ َو َﻟﻦ ﻧ ﱡ ْ ِ ْ ﻓﺘﴪﻋﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﻮاﺋﻒ إﱃ اﻹﻳﻤﺎن ،وﺣﺜﻬﻢ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮه أﻧﻬﻢ ﻗﻮﻣﻲ ﻓﺬﻛﺮت ﻟﻬﻢ ذﻟﻚ، رﺟﻤﻮا ﻋﻦ اﺳﱰاق اﻟﺴﻤﻊ ﺑﻜﻮاﻛﺐ ﻣﺤﺮﻗﺎت«45 . ُ ِ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ أﺑﺎ ﻫﺪرش! أﺧﱪﻧﻲ — وأﻧﺖ اﻟﺨﺒري — ﻫﻞ ﻛﺎن رﺟﻢ اﻟﻨﺠﻮم ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻓﺈن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﺣﺪث ﰲ اﻹﺳﻼم؟« ﻓﻴﻘﻮل :ﻫﻴﻬﺎت! أﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮل اﻷودي: ﻓﺎرس ﻓﻲ ﻛﻔﻪ ﻟﻠﺤﺮب ﻧﺎر ﻛﺸﻬﺎب اﻟﻘﺬف ﻳﺮﻣﻴﻜﻢ ﺑﻪ وﻗﻮل اﺑﻦ ﺣﺠﺮ: ﻓﺎﻧﺼﺎع 46ﻛﺎﻟﺪري 47ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻧﻘﻊ 48ﻳﺜﻮر ﺗﺨﺎﻟﻪ 76 ﻃﻨ ُﺒﺎ 49 ُ ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ وﻟﻜﻦ اﻟﺮﺟﻢ زاد ﰲ أوان املﺒﻌﺚ 50 ،وإن اﻟﺘﺨﺮص ﻟﻜﺜري ﰲ اﻹﻧﺲ واﻟﺠﻦ ،وإن اﻟﺼﺪق ملﻌﻮز ﻗﻠﻴﻞ ،وﻫﻨﻴﺌًﺎ ﰲ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﺼﺎدﻗني ،وﰲ ﻗﺼﺔ اﻟﺮﺟﻢ ﻗﻮل: ﺲ 52 اﻟ ﺪردﺑ ﻴ ﺲ 51 ﻓﻤﺎ ﻟﺠﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺴﻴ أزﻫ ﺮ 54ﻻ ﻳ ﻐ ﻔ ﻞ ﺣ ﻖ اﻟ ﺠ ﻠ ﻴ ﺲ أﻣ ﺮ وﻻ ﻳ ﻄ ﻠ ﻖ ﺷ ﺮب اﻟ ﻜ ﺴ ﻴ ﺲ 55 ﻳ ﻘ ﺒ ﻞ ﻓ ﻴ ﻪ ﺳ ﺆﻟ ﺔ 56ﻣ ﻦ رﺋ ﻴ ﺲ ﻣ ﻜ ﺔ أﻗ ﻮت ﻣ ﻦ ﺑ ﻨ ﻲ وﻗ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟ ﺼ ﻔ ﻮة ﻣ ﻦ ﻫ ﺎﺷ ﻳ ﺠ ﻠ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟ ﺨ ﻤ ﺮ وﻳ ﺸ ﺘ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟ ـ وﻳ ﺮﺟ ﻢ اﻟ ﺰاﻧ ﻲ ذا اﻟ ﻌِ ْﺮس ﻻ ﻢ 53 ∗∗∗ أوﺟ ﺪﻳ ﺲ 58 ﻛ ﺠ ﺮﻫ ﻢ 57ﻓ ﻲ ﻋ ﺰﻫ ﺎ ﺑ ﻮاﺷ ﻚ اﻟ ﺼ ﺮﻋ ﺔ ﻗ ﺒ ﻞ اﻟ ﻤ ﺴ ﻴ ﺲ 60 ﻣﻠﺠﻦ 62ﻓﻮق اﻟﻤﺎﺣﻞ 63اﻟﻌﺮﺑﺴﻴﺲ 64 أﻗ ﻔ ﺮ اﻷﻣ ﻦ ﻋ ﻔ ﺎرﻳ ﺖ ﻟ ﻴ ﺲ 67 ﺑ ﻞ ﻧ ﻜ ﺲ اﻟ ﺪﻳ ﻦ ،ﻓ ﻤ ﺎ إن ﻧ ﻜ ﻴ ﺲ 68 اﺛ ﻨ ﻴ ﻦ ،واﻟ ﺠ ﻤ ﻌ ﺔ ﻣ ﺜ ﻞ اﻟ ﺨ ﻤ ﻴ ﺲ 69 وﻻ ﻧ ﺼ ﺎرى ﻳ ﺒ ﺘ ﻐ ﻮن اﻟ ﻜ ﻨ ﻴ ﺲ وﻧ ﺤ ﻄ ﻢ اﻟ ﺼ ﻠ ﺒ ﺎن ،ﺣ ﻄ ﻢ اﻟ ﻴ ﺒ ﻴ ﺲ 70 وﻛ ﻢ ﻋ ﺮوس ،ﺑ ﺎت ﺣ ﺮاﺳ ﻬ ﺎ ﻏ ﺮت ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ ﻓ ﺘ ﺨ ﻠ ﺠ ﺘ ﻬ ﺎ 59 وأُدﻟ ﺞ 61اﻟ ﻈ ﻠ ﻤ ﺎء ﻓ ﻲ ﻓ ﺘ ﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻃ ﺎﺳ ﻢ 65 :ﺗ ﻌ ﺰف 66ﺟ ﻨ ّ ﺎﻧ ﻪ ﻻ ﻧ ﺴ ﻚ ﻓ ﻲ أﻳ ﺎﻣ ﻨ ﺎ ﻋ ﻨ ﺪﻧ ﺎ ﻓ ﺎﻷﺣ ﺪ اﻷﻋ ﻈ ﻢ واﻟ ﺴ ﺒ ﺖ ﻛ ﺎﻟ ـ ﻻ ُﻣ ﺠ ﺲ ﻧ ﺤ ﻦ وﻻ ﻫ ﻮﱠد ﻧ ﻤ ﺰق اﻟ ﺘ ﻮراة ﻣ ﻦ ﻫ ﻮﻧ ﻬ ﺎ ∗∗∗ ﻧ ﺰﻳ ﻦ ﻟ ﻠ ﺸ ﺎرخ 71واﻟ ﺸ ﻴ ﺦ أن وﻧ ﺨ ﺮج اﻟ ﺤ ﺴ ﻨ ﺎء ﻣ ﻄ ﺮودة ﻧ ﻘ ﻮل» :ﻻ ﺗ ﻘ ﻨ ﻊ ﺑ ﺘ ﻄ ﻠ ﻴ ﻘ ﺔ ﺣ ﺘ ﻰ إذا ﺻ ﺎرت إﻟ ﻰ ﻏ ﻴ ﺮه ﺗ ﺬﻛ ﺮه ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ،وﻗ ﺪ زوﺟ ﺖ ﻳ ﻔ ﺮغ ﻛ ﻴ ﺴ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺨ ﻨ ﺎ ﺑ ﻌ ﺪ ﻛ ﻴ ﺲ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴ ﺘ ﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﺳ ﻮء ﻇ ﻦ ﺣ ﺪﻳ ﺲ واﻗ ﺒ ﻞ ﻧ ﺼ ﻴ ﺤً ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ ﺑ ﺎﻟ ﺪﺳ ﻴ ﺲ« ﻋ ﺎد ﻣ ﻦ اﻟ ﻮﺟ ﺪ ،ﺑ ﺠَ ﺪ ﺗ ﻌ ﻴ ﺲ ﺛ ﻐ ًﺮا ﻛ ﺪر ﻓ ﻲ ُﻣ ﺪام ﻏ ﺮﻳ ﺲ ∗∗∗ وﻧ ﺴ ﺨ ﻂ اﻟ ﻤَ ْﻠ ﻚ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻤ ﺸ ﻔ ﻖ اﻟ ﻤ ـ ﻻ أﺗ ﻘ ﻲ اﻟ ﺒ ﺮ ﻷﻫ ﻮاﻟ ﻪ ﻧ ﺎدﻣ ﺖ ﻗ ﺎﺑ ﻴ ﻞ ،وﺷ ﻴ ﺘ ﺎ ،وﻫ ﺎ ـ ﻔ ﺮط ﻓ ﻲ اﻟ ﻨ ﺼ ﺢ إذا اﻟ ﻤ ﻠ ﻚ ﺳ ﻴ ﺲ وأرﻛ ﺐ اﻟ ﺒ ﺤ ﺮ أوان اﻟ ﻘ ﺮﻳ ﺲ 72 ﺑ ﻴ ﻞ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻌ ﺎﺗ ﻘ ﺔ اﻟ ﺨ ﻨ ﺪرﻳ ﺲ 73 77 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان اﻟ ﻠ ﺒ ﻴ ﺲ 74 ﻋ ﺎﺷ ﺮت ﻣ ﻦ ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﺸ ﺒ ﺎب إﻳ ﻤ ﺎن ﻳ ﻈ ﻔ ﺮ ﺑ ﺎﻟ ﺨ ﻄ ﻴ ﺮ اﻟ ﻨ ﻔ ﻴ ﺲ أُﺣ ﺪ ،وﻓ ﻲ اﻟ ﺨ ﻨ ﺪق رﻋ ﺖ اﻟ ﺮﺋ ﻴ ﺲ 75 ـﻠﻲ اﻟﻬﺎم ،ﻓﻲ اﻟﻜﺒﱠﺔ 76ﺧﻠﻲ اﻟﻠﺴﻴﺲ 77 ﺑ ﺌ ﺲ ﻧ ﺘ ﻴ ﺞ اﻟ ﻨ ﺎﻗ ﺔ اﻟ ﻌ ﻨ ﺘ ﺮﻳ ﺲ 79 ﺟ ﺮداء ،ﻣ ﺎ ﺳ ﺎﺋ ﺴ ﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻷرﻳ ﺲ 82 وﻗ ﺎذﻓ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺼ ﺨ ﺮة اﻟ ﻤ ﺮﻣ ﺮﻳ ﺲ 84 ة اﻟ ﻨ ﻬ ﺮ ﺣ ﺘ ﻰ ﻓ ﻞ ﻏ ﺮب اﻟ ﺨ ﻤ ﻴ ﺲ 85 ﻓ ﻜ ﺎﻧ ﺖ اﻟ ﻠ ﻘ ﻮة 86ﻋ ﻨ ﺪ اﻟ ﻘ ﺒ ﻴ ﺲ 87 ورﻫ ﻂ ﻟ ﻘ ﻤ ﺎن ،وأﻳ ﺴ ﺎره ﺛ ﻤ ﺖ آﻣ ﻨ ﺖ ،وﻣ ﻦ ﻳ ﺮزق اﻟ ـ ﺟ ﺎﻫ ﺪت ﻓ ﻲ ﺑ ﺪر ،وﺣ ﺎﻣ ﻴ ﺖ ﻓ ﻲ وراء ﺟ ﺒ ﺮﻳ ﻞ ،وﻣ ﻴ ﻜ ﺎل ﻧ ﺨ ـ واﻟ ﺠ ﻤ ﻞ 78اﻷﻧ ﻜ ﺪ ﺷ ﺎﻫ ﺪﺗ ﻪ وزرت ﺻ ﻔ ﻴ ﻦ 80ﻋ ﻠ ﻰ ﺷ ﻄ ﺒ ﺔ 81 ﻣ ﺠ ﺪ ًّﻻ 83ﺑ ﺎﻟ ﺴ ﻴ ﻒ أﺑ ﻄ ﺎﻟ ﻬ ﺎ وﺳ ﺮت ﻗ ﺪام ﻋ ﻠ ﻰ ﻏ ﺪا ﺻ ﺎدف ﻣ ﻨ ﻲ واﻋ ﻆ ﺗ ﻮﺑ ﺔ ﻓﻴﻌﺠﺐ ملﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺠﻨﻲ ،وﻳﻜﺮه اﻹﻃﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪه ﻓﻴﻮدﻋﻪ. ﺣﺪﻳﺚ اﻷﺳﺪ وﻳﺤُ ﻢ 88 ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﺄﺳﺪ ﻳﻔﱰس ﻣﻦ ﺻريان 89اﻟﺠﻨﺔ وﺣﺴﻴﻠﻬﺎ 90 ،ﻓﻼ ﺗﻜﻔﻴﻪ ﻣﺌﺔ وﻻ ﻣﺌﺘﺎن ،ﻓﻴﻘﻮل ﰲ ﻧﻔﺴﻪ» :ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻷﺳﺪ ﻳﻔﱰس اﻟﺸﺎة اﻟﻌﺠﻔﺎء 91ﻓﻴﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﻳﺎم، ﻻ ﻳﻄﻌﻢ ﺳﻮاﻫﺎ ﺷﻴﺌًﺎ «.ﻓﻴُ ْﻠﻬَ ﻢ اﻷﺳﺪ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ ،وﻗﺪ ﻋﺮف ﻣﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﷲ! أﻟﻴﺲ أﺣﺪﻛﻢ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﺗُﻘﺪﱠم ﻟﻪ اﻟﺼﺤﻔﺔ 92ﻓﻴﺄﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض، ﻳﻠﺘﺬ ﺑﻤﺎ أﺻﺎب ،ﻓﻼ ﻫﻮ ُﻣ ْﻜﺘَ ٍﻒ ،وﻻ ﻫﻲ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ أﻧﺎ أﻓﱰس ﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ ،ﻓﻼ ﺗﺄذى اﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﺑﻈﻔﺮ وﻻ ﻧﺎب ،وﻟﻜﻦ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﺬة ﻛﻤﺎ أﺟﺪ ،ﺑﻠﻄﻒ رﺑﻬﺎ اﻟﻌﺰﻳﺰ!« »أﺗﺪري ﻣﻦ أﻧﺎ؟ أﻧﺎ أﺳﺪ اﻟﻘﺎﺻﺪة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﴫ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺎﻓﺮ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻬﺔ ،وﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﷺ» :اﻟﻠﻬﻢ ﺳ ﱢﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﺒًﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﺑﻚ «.أُﻟﻬﻤﺖ أن أﺗﺠﻮﱠع ﻟﻪ أﻳﺎﻣً ﺎ ،وﺟﺌﺖ وﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ ﺑني اﻟﺮﻓﻘﺔ ،ﻓﺘﺨﻠﻠﺖ 93اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ إﻟﻴﻪ ،وأُدﺧِ ﻠﺖ اﻟﺠﻨﺔ ُ ﻓﻌﻠﺖ«. ﺑﻤﺎ 78 ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺤﻄﻴﺌﺔ ﻓﻴﺬﻫﺐ ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﺒﻴﺖ ﰲ أﻗﴡ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻛﺄﻧﻪ ﺣﻔﺶ 94أﻣﺔ راﻋﻴﺔ ،وﻓﻴﻪ رﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮر ﺳﻜﺎن اﻟﺠﻨﺔ ،وﻋﻨﺪه ﺷﺠﺮة ﻗﻤﻴﺌﺔ 95 ،ﺛﻤﺮﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺰاكٍ 96 . ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﷲ! ﻟﻘﺪ رﺿﻴﺖ ﺑﺤﻘري«. 97 ﻓﻴﻘﻮل» :وﷲ ﻣﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻫﻴﺎط وﻣﻴﺎط .وﻃﺮاق ﻣﻦ ﺷﻘﺎء ،وﺷﻔﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﺶ ،وددت أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ«. ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﻦ أﻧﺖ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺎ اﻟﺤﻄﻴﺌﺔ اﻟﻌﺒﴘ «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﺑﻢ وﺻﻠﺖ إﱃ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﺑﺎﻟﺼﺪق «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﰲ أي ﳾء؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﰲ ﻗﻮﱄ: ﺑﻬﺠﺮ 98 ،ﻓﻼ أدري ﻟﻤﻦ أﻧﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻓ ﻘ ﺒ ﺢ ﻣ ﻦ وﺟ ﻪ ،وﻗ ﺒ ﺢ ﺣ ﺎﻣ ﻠ ﻪ« أﺑ ﺖ ﺷ ﻔ ﺘ ﺎي اﻟ ﻴ ﻮم إﻻ ﺗ ﻜ ﻠ ﻤ ﺎ أرى ﻟ ﻲ وﺟ ﻬً ﺎ ﻗ ﺒ ﺢ اﻟ ﻠ ﻪ ﺧ ﻠ ﻘ ﻪ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﺎ ﺑﺎل ﻗﻮﻟﻚ: ﻻ ﻳﺬﻫﺐ اﻟﻌﺮف ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻣ ﻦ ﻳ ﻔ ﻌ ﻞ اﻟ ﺨ ﻴ ﺮ ﻻ ﻳ ﻌ ﺪم ﺟ ﻮازﻳ ﻪ واﻟﻨﺎس 99 َﻟ ْﻢ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﺑﻪ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﺳﺒﻘﻨﻲ إﱃ ﻣﻌﻨﺎه اﻟﺼﺎﻟﺤﻮن ،وﻧﻈﻤﺘﻪ وﻟﻢ أﻋﻤﻞ ﺑﻪ، ﻓﺤﺮﻣﺖ اﻷﺟﺮ ﻋﻠﻴﻪ «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﺎ ﺷﺄن اﻟﺰﺑﺮﻗﺎن ﺑﻦ ﺑﺪر؟« ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺤﻄﻴﺌﺔ» :ﻫﻮ رﺋﻴﺲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ،اﻧﺘﻔﻊ ﺑﻬﺠﺎﺋﻲ ،وﻟﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻏريه ﺑﻤﺪﻳﺤﻲ«. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﻣﺠﺎزون. ) (2اﻟﺒﻬﻴﺞ. ) (3ﺟﻤﻊ ُﻏﻤﻠﻮل )ﺑﻀﻢ اﻟﻐني( وﻫﻮ اﻟﻮادي اﻟﻀﻴﻖ اﻟﻜﺜري اﻟﺸﺠﺮ واﻟﻨﺒﺖ املﻠﺘﻒ، أو اﻟﻮادي ذو اﻟﺸﺠﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﻘﻠﻴﻞ اﻟﻌﺮض املﻠﺘﻒ ،أو ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ أﻇﻠﻢ وﺗﺮاﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ. ) (4اﻟﺠﻨﺎن ﺟﻤﻊ ﺟﺎن ،واﻟﺠﺎن اﺳﻢ ﺟﻤﻊ ﻟﻠﺠﻦ. ) (5أي اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺪﺧﻠﺔ اﻷﻣﺮ وﺑﺎﻃﻨﻪ. 79 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (6اﻟﺸﻈﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻮاك. ) (7اﻷراك ﺷﺠﺮ ﻳﺴﺘﺎك ﺑﻘﻀﺒﺎﻧﻪ. ) (8ﻣﻜﺎن ﻣﻌﺮوف. ) (9ﻣﺌﺔ وﺧﻤﺴﻮن أو ﻣﺌﺘﺎن ،أي ﻧﺤﻮ ﻗﺮﻧني. ) (10ﺟﻤﻊ ﺣﺰور وﻫﻮ اﻟﻐﻼم. ) (11ﻃني أﺳﻮد. ) (12ﺷﻌﻠﺔ ﺳﺎﻃﻌﺔ ذات ﻟﻬﺐ ﺷﺪﻳﺪ أو ﻧﺎر ﺑﻼ دﺧﺎن. ) (13ﻣﺎ ﻻ ﺗﺤﻤﻠﻪ. ) (14اﻹﺑﻞ. ) (15اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﺤﻮل. ) (16ﻣﻨﻘﻄﺔ ﺑﺴﻮاد وﺑﻴﺎض. ) (17اﻟﺘﻮﺑﺔ. ) (18اﻟﺨﻮد :املﺮأة اﻟﺸﺎﺑﺔ. ) (19ﻳﻐﺒﻮر :اﺳﻢ ملﻠﻚ اﻟﺼني ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﻛﴪى ملﻠﻚ ﻓﺎرس ،وﻗﻴﴫ ملﻠﻚ اﻟﺮوم. ) (20ﺟﻤﻊ أﻫﻴﻖ وﻫﻮ اﻟﻈﻠﻴﻢ ،أي ذﻛﺮ اﻟﻨﻌﺎم. ) (21ﺳﺎﺋ ًﺮا ﻋﲆ ﻏري ﻫﺪاﻳﺔ أو ﻗﺎﺻﺪًا إﱃ ﻻ ﻏﺎﻳﺔ. ) (22ﺛﻮ ًرا وﺣﺸﻴٍّﺎ. ) (23ﺟﻤﻊ رﻳﺪ وﻫﻮ اﻟﺤﺮف اﻟﻨﺎﺗﺊ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ،وﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺻﻮرة ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻳﻠﺬ ﻟﻪ أن ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺑﺮاﻋﺔ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﰲ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻔﺘﻪ أن ﻳﻼﺋﻢ ﺑني ﺳﻤﻮق اﻟﺠﻨﻲ وﻃﻮل ذﻛﺮ اﻟﻨﻌﺎم ﰲ اﻟﺸﻄﺮ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ ،وﺑني ﺿﺨﺎﻣﺘﻪ وﻋﻈﻢ اﻟﺜﻮر اﻟﻮﺣﴚ ﰲ اﻟﺸﻄﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وﻟﻴﺲ أﺑﺪع ﻣﻦ أن ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻹﻧﺴﺎن ذﻟﻚ اﻟﺠﻨﻲ راﻛﺒًﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻌﺎﻣﺔ اﻟﻬﻮﺟﺎء ذات اﻟﺴﻮق اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ أو ﻣﻤﺘﻄﻴًﺎ ذﻟﻚ اﻟﺜﻮر اﻟﻮﺣﴚ ﻣﻊ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺟﺮﻣﻪ وﻋﻨﻒ ﺟﺮﻳﻪ. ) (24ﺟﻤﻊ ﺷﺎرب. ) (25ﻧﻮع ﻣﻦ آﻻت اﻟﻄﺮب ﻟﻪ ﻋﻨﻖ ﻃﻮﻳﻞ وﺳﺘﺔ أوﺗﺎر ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس. ) (26اﻟﻌﺎدل اﻟﺬي ﺗﺮﴇ ﺷﻬﺎدﺗﻪ. ) (27ﻣﺨﺎدﻋً ﺎ إﻳﺎه. ) (28اﻟﻌﻮان املﺮأة اﻟﻨﺼﻒ. 80 ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ ) (29املﺴﺠﻮر اﻟﻠﺒﻦ اﻟﺬي ﻣﺎؤه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﻪ. ) (30ﻃﺮدﻧﻲ. ) (31ﻋﻈﻢ ﺳﺎﻗﻲ ،أي أن ﻧﻮﺣﺎ ﻇﻞ ﻳﴬﺑﻨﻲ ﻷﻏﺎدر ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﴪ ﻋﻈﻢ ﺳﺎﻗﻲ. وﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ دﻗﺔ ﻧﺤﺐ أﻻ ﺗﻔﻮت اﻟﻘﺎرئ ﰲ ﻛﻠﻤﺔ املﺮء ﻧﻮح ،ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ أن املﺘﻜﻠﻢ ﺟﻨﻲ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻹﻧﺲ ،أﻣﺎ اﻟﺼﻮرة اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻬﻲ ﻧﻈﺮﻧﺎ أوﺿﺢ ﻣﻦ أن ﻧﺸري إﻟﻴﻬﺎ. ) (32ﺣﺘﻰ اﻧﺤﴪ املﺎء ﻋﻦ اﻷرض ،أي اﻧﻜﺸﻒ. ) (33ﺟﻤﻊ ﺷﺎة. ) (34ﻳﻨﺘﺞ ،أي ﻳﲇ ﻧﺘﺎﺟﻬﺎ. ) (35اﻟﻌﻤﺮوس اﻟﺨﺮوف. ) (36اﻟﻔﺮﻓﻮر اﻟﺤﻤﻞ ،وﻫﻮ ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ ﺣﻜﺎﻳﺔ رﻋﻴﻪ اﻟﻐﻨﻢ ﻟﺸﻌﻴﺐ — ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم — وﻫﻲ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،وﻗﺪ ورد ذﻛﺮﻫﺎ ﰲ اﻟﻘﺮآن ،ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ : ﴿ﻗﺎ َل إِﻧﱢﻲ أ ُ ِرﻳ ُﺪ أ َ ْن ني ﻋَ َﲆ ٰ أَن ﺗَﺄْﺟُ َﺮﻧِﻲ ﺛَﻤَ ﺎﻧ َِﻲ ﺣِ ﺠَ ٍﺞ﴾ .وﻗﺪ أﺷﺎر ﻣﻮﳻ — ﻋﻠﻴﻪ أُﻧﻜِﺤَ َﻚ إِﺣْ ﺪَى اﺑْﻨَﺘَ ﱠﻲ َﻫﺎﺗَ ْ ِ اﻟﺴﻼم — إﱃ ذﻟﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﷲ ﻋﻦ ﻋﺼﺎه ﻓﻘﺎل﴿ :وَأ َ ُﻫ ﱡﺶ ِﺑﻬَ ﺎ ﻋَ َﲆ ٰ َﻏﻨ َ ِﻤﻲ﴾. ُﻮﳻ ﻟ ِِﻤ َ ﻴﻘﺎ ِﺗﻨَﺎ َو َﻛ ﱠﻠﻤَ ُﻪ َرﺑﱡ ُﻪ َﻗﺎ َل َربﱢ ) (37ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ﴿ :و َﻟﻤﱠ ﺎ ﺟَ ﺎءَ ﻣ َ ٰ ﻈ ْﺮ إ ِ َﻟﻴْ َﻚ َﻗﺎ َل َﻟﻦ ﺗَ َﺮاﻧِﻲ َو َﻟﻜ ِِﻦ اﻧ ُ أ َ ِرﻧِﻲ أَﻧ ُ اﺳﺘَ َﻘ ﱠﺮ ﻣَ َﻜﺎﻧ َ ُﻪ َﻓ َﺴﻮ َ ﻈ ْﺮ إ ِ َﱃ ا ْﻟﺠَ ﺒ َِﻞ َﻓ ِﺈ ِن ْ ْف ﺗَ َﺮاﻧِﻲ ﺻﻌِ ًﻘﺎ َﻓ َﻠﻤﱠ ﺎ أ َ َﻓ َ ُﻮﳻ َ ﺎق َﻗﺎ َل ُﺳﺒْﺤَ ﺎﻧ َ َﻚ ﺗُﺒ ُْﺖ إ ِ َﻟﻴْ َﻚ وَأَﻧَﺎ َﻓ َﻠﻤﱠ ﺎ ﺗَﺠَ ﱠﲆ ٰ َرﺑﱡ ُﻪ ِﻟ ْﻠﺠَ ﺒ َِﻞ ﺟَ ﻌَ َﻠ ُﻪ َد ٍّﻛﺎ و ََﺧ ﱠﺮ ﻣ َ ٰ أ َ ﱠو ُل ا ْﻟ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ِﻨ َ ني﴾. ) (38ﺳﺎﺳﺎن ﺟﺪ دوﻟﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻮك اﻟﻔﺮس املﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ. ) (39ﺳﺎﺑﻮر ﻫﻮ اﺑﻦ أزدﺷري ﺣﻔﻴﺪ ﺳﺎﺳﺎن ﺑﻦ ﺑﺎﺑﻚ ،ﺛﺎﻧﻲ ﻣﻠﻮك اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ. ) (40ﺑﻬﺮام ﺟﻮر ﻫﻮ اﺑﻦ ﻳﺰدﺟﺮد ﻣﻠﻚ اﻟﻔﺮس ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﺑﻨﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻮر ،وﺗﺎرﻳﺨﻪ ﻣﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺒﻄﻮﻟﺔ واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺠﺮﻳﺌﺔ. ً ﻓﺮﺳﺨﺎ ،وﻫﻲ ﻃﻴﺒﺔ اﻟﻨﺰﻫﺔ ) (41ﺟﻮر ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻔﺎرس ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑني ﺷرياز ﻋﴩون ﻳﺴري ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺎب ﻧﺤﻮ ﻓﺮﺳﺦ ﰲ ﺑﺴﺎﺗني وﻗﺼﻮر ،وإﻟﻴﻬﺎ ﻳُﻨﺴﺐ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻮرد ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺠﻮري ،وﻫﻮ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺤﻤﺮة ،وﻳﻌﺪ أﺟﻮد أﺻﻨﺎﻓﻪ ،وﺷﻬﺮة ﻫﺬه املﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻮرد ﻛﺸﻬﺮة ﻫﺠﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮ ،ودارﻳﻦ ﺑﺎملﺴﻚ ،وﻗﻄﺮﺑﻞ ﺑﺎﻟﺨﻤﺮ. ) (42ﺣﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﺻﻔﺮاء ﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺮﻗﻴﺔ. 81 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (43ﻳﻘﻮل :إﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﺑﺪو ﻣﺮة ﰲ ﺻﻮرة ﺻ ّﻞ ﻛﺮﻳﻪ املﻨﻈﺮ ،وأﺧﺮى ﰲ ﺻﻮرة ﻋﺼﻔﻮر ﻳﺰدﻫﻲ اﻟﻨﺎﻇﺮ ﺣﺴﻨﻪ ،وﻛﺜريًا ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻬﺮ ﻟﻺﻧﺲ ﰲ ﺻﻮرة اﻟﺤﻮل واﻟﻌﻮر ،ﻋﲆ ﺣني أﻧﻨﺎ أﺻﺤﺎء اﻟﺒﴫ ،وﻟﻜﻨﺎ ﻧﺨﺘﺎر ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺒﺪو ﻓﻴﻬﺎ. ) (44ارﺟﻊ إﱃ ﺳﻮرة اﻟﺠﻦ. اﻟﺴﻤَ ﺎءَ َﻓﻮَﺟَ ْﺪﻧ َ َ ) (45ﻳﺸري إﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺳﻮرة اﻟﺠﻦ﴿ :وَأَﻧﱠﺎ َﻟﻤَ ْﺴﻨَﺎ ﱠ ﺎﻫﺎ ُﻣ ِﻠﺌَ ْﺖ ﺣَ َﺮ ًﺳﺎ َﺷﺪِﻳﺪًا و َُﺷﻬُ ﺒًﺎ * وَأَﻧﱠﺎ ُﻛﻨﱠﺎ ﻧ َ ْﻘﻌُ ُﺪ ِﻣﻨْﻬَ ﺎ ﻣَ َﻘﺎﻋِ َﺪ ﻟ ﱠ ِﻠﺴﻤْ ِﻊ ۖ َﻓﻤَ ﻦ ﻳ َْﺴﺘَ ِﻤ ِﻊ ْاﻵ َن ﻳ َِﺠ ْﺪ َﻟ ُﻪ ِﺷﻬَ ﺎﺑًﺎ ﱠر َ ﺻﺪًا﴾. ) (46اﻧﻔﺘﻞ راﺟﻌً ﺎ ﻣﴪﻋً ﺎ وﻣﺮ. ) (47ﻛﺎﻟﻜﻮﻛﺐ اﻟﺪري. ) (48ﻏﺒﺎر. ) (49اﻟﻄﻨﺐ ﺣﺒﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻳُﺸﺪ ﺑﻪ ﴎادق اﻟﺒﻴﺖ ،واملﻌﻨﻰ أﻧﻪ اﻧﻔﺘﻞ ﺑﴪﻋﺔ اﻟﺸﻬﺎب ً ﻣﺴﺘﻄﻴﻼ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺤﺒﻞ اﻟﻄﻮﻳﻞ. اﻟﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺪ ﺧﻠﻒ وراءه ﻏﺒﺎ ًرا ) (50ﴏح أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﺑﻬﺬا اﻟﺮأي ﰲ اﻟﻠﺰوﻣﻴﺎت ﻓﻘﺎل: ﻟﺒَﻌْ ِﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻌﻠﺖ رﺟﻮﻣﺎ وﻟﺴﺖ أﻗﻮل أن اﻟﺸﻬﺐ ﻳﻮﻣً ﺎ ) (51ﺣﻲ ﻣﻦ أﺣﻴﺎء اﻟﺠﻦ. ) (52ﺻﻮت ﺧﻔﻲ. ) (53ﻗﺎم ﰲ اﻟﺼﻔﻮة ﻣﻦ ﻫﺎﺷﻢ ،أي ﻗﺎم ﻣﻦ ﻧﺨﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ،أي ﰲ ﺧريﻫﻢ. ) (54ﻣﴩق اﻟﻮﺟﻪ ،ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ. ) (55اﻟﻜﺴﻴﺲ :ﻧﺒﻴﺬ اﻟﺘﻤﺮ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ أﻧﻪ ﻳُﺤ ﱢﺮم ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﺨﻤﺮ وﻻ ﻳﺒﻴﺢ ﺣﺘﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻴﺬ. ) (56ﺷﻔﺎﻋﺔ. ) (57ﺟﺮﻫﻢ :ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺟﻬﺎت ﻣﻜﺔ ﻧﺰل ﺑﻴﻨﻬﻢ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ. ) (58ﺟﺪﻳﺲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎزﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ،وﻛﺎن ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻨﻮ ﻋﻤﻬﻢ ﻃﺴﻢ، ﻓﻄﻐﺖ ﻃﺴﻢ ﻋﲆ ﺟﺪﻳﺲ ﺣﺘﻰ ﻛﺎن رﺋﻴﺴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﻖ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﺎملﺮأة ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ زوﺟﻬﺎ .وﺣﻜﺎﻳﺔ ذﻟﻚ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ أن ﻧﺘﺼﺪى ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ،وﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮل ﻋﻔرية ،وﻫﻲ ﻣﻦ ﺳﺎدات ﺟﺪﻳﺲ ،ﺣني اﻓﺘﻀﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﻖ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﻠﻬﺎ ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺗﻮﻟﻮل ﺷﺎﻗﺔ ﺟﻴﺒﻬﺎ ﻛﺎﺷﻔﺔ ُﻗﺒُﻠﻬﺎ: 82 ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ أﻫﻜﺬا ﻳُﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﻌﺮوس؟ ﻻ أﺣﺪ أذل ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺲ وملﺎ ﻫﺎﺟﺖ ﺟﺪﻳﺲ ﻋﲆ ﻃﺴﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻊ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺪاﻟﻴﺔ املﺸﻬﻮرة اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ: وأﻧﺘﻢ رﺣﺎل ﻛﺜﺮة ﻋﺪد اﻟﺮﻣﻞ أﻳﺼﻠﺢ ﻣﺎ ﻳﺆﺗﻰ إﻟﻰ ﻓﺘﻴﺎﺗﻜﻢ اﻧﺘﴫت ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻧﻔﺮدت ﺑﺎﻟﻌﺰ ،وﻇﻠﺖ ﻛﺬﻟﻚ إﱃ أن أﺑﺎدﻫﻢ ﻣﻠﻮك اﻟﻴﻤﻦ .وﺟﺮﻫﻢ وﺟﺪﻳﺲ وﻃﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب اﻟﺒﺎﺋﺪة وﻗﺪ ذﻛﺮﻫﻢ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﺷﻌﺮه ﻣﺮا ًرا ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ وﻫﻮ اﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ راﺋﻌﺔ: ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻧﺎس »ﻣﺎﺟﺪﻳﺲ وﻣﺎ ﻃﺴﻢ« ﺳ ﻴ ﺴ ﺄل ﻧ ﺎس ﻣ ﺎ ﻗ ﺮﻳ ﺶ وﻣ ﻜ ﺔ وﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ أﺛﻨﺎء ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻦ اﻟﱰك: ﺟﺪﻳﺲ ،وﻻ ﺳﺎﺳﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻠﻚ ﺟﺮﻫﻢ ﻟﻬﻢ ﺣﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﻢ ﻣﺎ اﻫﺘﺪت ﻟﻬﺎ وﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﻣﻴﻤﻴﺘﻪ اﻟﻔﺬة اﻟﺘﻲ ﺣﺎور ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪﻳﻚ» :ورﺛﺖ ﻫﺪى اﻟﺘﺬﻛﺎر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﺮﻫﻢ«. ) (59ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﺞ. ) (60ﻗﺒﻞ أن ﻳﻤﺴﻬﺎ زوﺟﻬﺎ. ) (61أﺳري ً ﻟﻴﻼ. ) (62ﻣﻦ اﻟﺠﻦ. ) (63اﻷرض اﻟﺠﺪﺑﺔ. ) (64اﻷرض اﻟﺠﺎﻓﺔ اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ. ) (65املﻔﺎزة ﻻ أﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ. ) (66ﺗﺼﻮت. ) (67ﺷﺠﻌﺎن ،ﺟﻤﻊ أﻟﻴﺲ. ) (68ﻻ ﻧﻔﻄﻦ ،أي أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻔﻘﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﰲ أﻣﻮر اﻟﺪﻳﻦ. ) (69أﺷﺎر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء إﱃ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻓﻘﺎل: 83 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أﻃﺎﻓﺖ ﺑﻤﻮﺳﻰ ،واﻟﻨﺼﺎرى ﻟﻬﺎ اﻷﺣﺪ ﻳ ﺠ ﻠ ﻮﻧ ﻬ ﺎ ،ﻣ ﻤ ﻦ ﺗ ﻨ ﺴ ﻚ أو ﺟ ﺤ ﺪ؟ ﻟ ﻨ ﺎ ﺟ ﻤ ﻌ ﺔ ،واﻟ ﺴ ﺒ ﺖ ﻳ ﺪﻋ ﻰ ﻷﻣ ﺔ ﻓ ﻬ ﻞ ﻟ ﺒ ﻮاﻗ ﻲ اﻟ ﺴ ﺒ ﻌ ﺔ اﻟ ﺰﻫ ﺮ ﻣ ﻌ ﺸ ﺮ وﻗﺎل: ﺗﺴﺎوت ﺑﻬﺎ آﺣﺎدﻫﺎ وﺳﺒﻮﺗﻬﺎ ﻓ ﻤ ﺎ ﻫ ﺬه اﻷﻳ ﺎم إﻻ ﻧ ﻈ ﺎﺋ ﺮ ) (70اﻟﻴﺒﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﺲ ﻣﻦ اﻟﻌﺸﺐ ،واﻟﺒﻘﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ إذا ﻳﺒﺴﺖ ،أو ﻫﻮ ﻛﻞ ﻧﺒﺎت ﻳﺎﺑﺲ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :أﻧﻨﺎ ﻧﺤﻘﺮ اﻟﺘﻮراة ﻓﻨﻤﺰﻗﻬﺎ ،وﻧﻬﺰأ ﺑﺎﻟﺼﻠﺒﺎن ﻓﻨﻜﴪﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﻜﴪ اﻟﻨﺒﺖ اﻟﻴﺎﺑﺲ. ) (71ﻟﻠﺸﺎب. ) (72اﻟﱪد اﻟﺸﺪﻳﺪ. ) (73اﻟﺨﻤﺮ. ) (74أي اﻟﺬي أﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﻠﺒﺲ. ) (75ﺑﺪر وأﺣﺪ واﻟﺨﻨﺪق ﺛﻼث وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺸﻬﻮرة ﻣﻦ ﻏﺰوات اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ،وﻫﻮ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﰲ واﻗﻌﺔ اﻟﺨﻨﺪق أﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎن. ) (76اﻟﻜﺒﺔ :اﻟﺼﺪﻣﺔ ﺑني اﻟﺨﻴﻠني ﰲ اﻟﺤﺮب أو اﻟﺰﺣﻤﺔ. ) (77ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ ﻣﺎ ورد ﰲ اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ ﻣﺤﺎرﺑﺔ املﻼﺋﻜﺔ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ املﺴﻠﻤني ﰲ ﺗﻠﻚ ﴫ ُﻛ ُﻢ ﷲ ُ ِﺑﺒَﺪ ٍْر وَأَﻧﺘُ ْﻢ أَذِ ﱠﻟ ٌﺔ﴾ ،إﱃ أن ﻳﻘﻮل﴿ :إِذْ ﺗَ ُﻘﻮ ُل اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ﴿ :و َﻟ َﻘ ْﺪ ﻧ َ َ َ ف ﻣﱢ َﻦ ا ْﻟﻤَ َﻼ ِﺋ َﻜ ِﺔ ﻣُﻨ َﺰﻟِ َ ِﻟ ْﻠ ُﻤ ْﺆ ِﻣ ِﻨ َ ني أ َ َﻟﻦ ﻳَ ْﻜﻔِ ﻴَ ُﻜ ْﻢ أَن ﻳُﻤِ ﱠﺪ ُﻛ ْﻢ َرﺑﱡ ُﻜﻢ ِﺑﺜ َ َﻼﺛ َ ِﺔ َآﻻ ٍ ني * ﺑ ََﲆ ٰ ۚ إِن ﺗَ ْ ﺼ ِﱪُوا ف ﻣﱢ َﻦ ا ْﻟﻤَ َﻼ ِﺋ َﻜ ِﺔ ﻣ َُﺴ ﱢﻮ ِﻣ َ َوﺗَﺘﱠ ُﻘﻮا َوﻳَﺄْﺗُﻮ ُﻛﻢ ﻣﱢ ﻦ َﻓﻮ ِْرﻫِ ْﻢ َﻫﺬَا ﻳُﻤْ ِﺪ ْد ُﻛ ْﻢ َرﺑﱡ ُﻜﻢ ِﺑ َﺨﻤْ َﺴ ِﺔ َآﻻ ٍ ني﴾، وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل﴿ :إِذْ ﺗَ ْﺴﺘَﻐِ ﻴﺜ ُ َ ﻮن َرﺑﱠ ُﻜ ْﻢ َﻓ ْ ﺎﺳﺘَﺠَ ﺎبَ َﻟ ُﻜ ْﻢ أَﻧﱢﻲ ﻣ ُِﻤ ﱡﺪ ُﻛﻢ ِﺑﺄ َ ْﻟ ٍﻒ ﻣﱢ َﻦ ا ْﻟﻤَ َﻼ ِﺋ َﻜ ِﺔ ُﻣ ْﺮدِﻓِ َ ني﴾ ،وﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﺳﻮرة اﻷﺣﺰاب﴿ :وﺟﻨﻮدًا ﻟﻢ ﺗﺮوﻫﺎ﴾. ) (78ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﺷﺎﻫﺪ واﻗﻌﺔ اﻟﺠﻤﻞ. ) (79اﻟﻌﻨﱰﻳﺲ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ» :وﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪت ذﻟﻚ اﻟﺠﻤﻞ املﺸﺌﻮم اﻟﺬي ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﺳﻤﻪ املﻮﻗﻌﺔ ،ﻓﻼ ﻛﺎن ﻳﻮم وﻟﺪﺗﻪ أﻣﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﴍ ﻣﺎ أﻧﺘﺠﺘﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻌﻨﱰﻳﺲ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻪ«. ) (80ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺻﻔني اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑني ﻋﲇ وﻣﻌﺎوﻳﺔ. 84 ﺟﻨﺔ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ ) (81ﻓﺮس ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ اﻟﻘﻮام. ) (82اﻷرﻳﺲ اﻷﻛﺎر ،أي اﻟﺤﺮاث ،ﻳﻌﻨﻲ أن ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻐﻤﺮ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻤﺎرس أﻫﻮال اﻟﺤﺮوب. ) (83راﻣﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ أﺑﻄﺎﻟﻬﺎ إﱃ اﻷرض. ) (84املﻠﺴﺎء أو اﻟﺸﺪﻳﺪة. ) (85اﻟﺠﻴﺶ ،وﺳﻤﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﺧﻤﺲ ﻓﺮق. ) (86اﻟﻠﻘﻮة ،أي اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻠﻘﻮة ،وﻫﻲ ﻛﻞ ﻧﺎﻗﺔ ﴎﻳﻌﺔ اﻟﻘﺒﻮل ملﺎء اﻟﻔﺤﻞ. ) (87اﻟﻘﺒﻴﺲ ،أي اﻟﻔﺤﻞ اﻟﻘﺒﻴﺲ ،وﻫﻮ ﻛﻞ ﻓﺤﻞ ﴎﻳﻊ اﻹﻟﻘﺎح ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :أن اﻟﻮﻋﻆ ﺻﺎدف اﺳﺘﻤﺪادًا ﻣﻨﻪ وﻫﻮى ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﺎﻧﺘﺼﺢ ﺑﻪ وأﻗﻠﻊ ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﻼل واﻟﻐﻲ. ) (88ﻳﺴري. ) (89ﻗﻄﻌﺎن ﺑﻘﺮ اﻟﻮﺣﺶ. ) (90أوﻻد اﻟﺒﻘﺮ ﻣﻔﺮدﻫﺎ ﺣﺴﻴﻠﺔ. ) (91اﻟﻬﺰﻳﻠﺔ. ) (92اﻟﻘﺼﻌﺔ اﻟﻜﺒرية املﻨﺒﺴﻄﺔ. ) (93دﺧﻠﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ أو ﺧﻼل دﻳﺎرﻫﻢ. ) (94ﺑﻴﺖ ﺻﻐري ﺟﺪٍّا. ) (95ﺻﻐرية. ) (96ﻟﻴﺲ ﻧﺎﻣﻴًﺎ. ) (97ﻫﻴﺎط وﻣﻴﺎط ،أي اﺿﻄﺮاب وﻣﺠﻲء وذﻫﺎب ودﻓﻊ وزﺟﺮ .واﻟﻬﻴﺎط أﺷﺪ اﻟﺴﻮق ﰲ اﻟﻮرد ،واملﻴﺎط أﺷﺪ اﻟﺴﻮق ﰲ اﻟﺼﺪر. ) (98ﻓﺤﺶ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل أو ﻗﺒﻴﺢ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم. ) (99املﻌﺮوف. 85 اﳉﺤﻴﻢ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺨﻨﺴﺎء ﻓﻴﺨﻠﻔﻪ وﻳﻤﴤ ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﺎﻣﺮأة ﰲ أﻗﴡ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ امل ﱠ ﻄ َﻠﻊ إﱃ اﻟﻨﺎر ،ﻓﻴﻘﻮل: اﻟﺴﻠﻤﻴﱠﺔ ،أﺣﺒﺒﺖ أن أﻧﻈﺮ إﱃ ﺻﺨﺮ ،ﻓﺎ ﱠ ﻃ ُ »ﻣﻦ أﻧﺖ؟« ﻓﺘﻘﻮل» :أﻧﺎ اﻟﺨﻨﺴﺎء ﱡ ﻠﻌﺖ ،ﻓﺮأﻳﺘﻪ ﻛﺎﻟﺠﺒﻞ اﻟﺸﺎﻣﺦ ،واﻟﻨﺎر ﺗﻀﻄﺮم ﰲ رأﺳﻪ ،ﻓﻘﺎل» :ﻟﻘﺪ ﺻﺢ ﻣﺰﻋﻤﻚ ﰲ ﱠ« ،ﻳﻌﻨﻲ ﻗﻮﱄ: وإن ﺻﺨ ًﺮا ﻟﺘﺄﺗﻢ اﻟﻬﺪاة ﺑﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻋﻠﻢ 1ﻓﻲ رأﺳﻪ ﻧﺎر« ﺣﺪﻳﺚ إﺑﻠﻴﺲ ﻓﻴﻄﻠﻊ ﻓريى إﺑﻠﻴﺲ — ﻟﻌﻨﻪ ﷲ — وﻫﻮ ﻳﻀﻄﺮب ﰲ اﻷﻏﻼل واﻟﺴﻼﺳﻞ ،وﻣﻘﺎﻣﻊ 2اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺗﺄﺧﺬه ﻣﻦ أﻳﺪي اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻴﻘﻮل» :اﻟﺤﻤﺪ هلل اﻟﺬي أﻣﻜﻦ ﻣﻨﻚ ﻳﺎ ﻋﺪو ﷲ وﻋﺪو أوﻟﻴﺎﺋﻪ، ﻟﻘﺪ أﻫﻠﻜﺖ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ آدم ﻃﻮاﺋﻒ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﺪدﻫﺎ إﻻ ﷲ«. ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺎ ﻓﻼن ﺑﻦ ﻓﻼن ،ﻣﻦ أﻫﻞ ﺣﻠﺐ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻨﺎﻋﺘﻲ اﻷدب أﺗﻘﺮب ﺑﻪ إﱃ املﻠﻮك«. ﻓﻴﻘﻮل» :ﺑﺌﺲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ! إﻧﻬﺎ ﺗﻬﺐ ُﻏ ﱠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻴﺎل ،وإﻧﻬﺎ ملﺰﻟﺔ اﻟﻘﺪم ،وﻛﻢ أﻫﻠﻜﺖ ﻣﺜﻠﻚ ،ﻓﻬﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻚ إذ ﻧﺠﻮت ،وإن ﱄ إﻟﻴﻚ ﻟﺤﺎﺟﺔ ،ﻓﺈن ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺷﻜﺮﺗﻚ ﻳﺪ املﻨﻮن«3 . رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻲ ﻻ أﻗﺪر ﻟﻚ ﻋﲆ ﻧﻔﻊ ،ﻓﺈن اﻵﻳﺔ ﺳﺒﻘﺖ ﰲ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ،أﻋﻨﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﺻﺤَ ﺎبَ ا ْﻟﺠَ ﻨ ﱠ ِﺔ أ َ ْن أَﻓِ ُ ﺻﺤَ ﺎبُ اﻟﻨ ﱠ ِﺎر أ َ ْ ﴿ َوﻧَﺎدَىٰ أ َ ْ ﻴﻀﻮا ﻋَ َﻠﻴْﻨَﺎ ِﻣ َﻦ ا ْﻟﻤَ ﺎءِ أ َ ْو ِﻣﻤﱠ ﺎ َر َز َﻗ ُﻜ ُﻢ ﷲ ُ َﻗﺎﻟُﻮا إ ِ ﱠن ﷲ َ ﺣَ ﱠﺮﻣَ ﻬُ ﻤَ ﺎ ﻋَ َﲆ ا ْﻟ َﻜﺎﻓِ ِﺮ َ ﻳﻦ﴾«. ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻲ ﻻ اﺳﺄﻟﻚ ﰲ ﳾء ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻟﻜﻦ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﺧﱪ ﺗﺨﱪﻧﻴﻪ ،إن اﻟﺨﻤﺮ ﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وأﺣﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﰲ اﻵﺧﺮة ،ﻓﻬﻞ ﻳﻔﻌﻞ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪان املﺨﻠﺪﻳﻦ ﻓﻌﻞ أﻫﻞ اﻟﻘﺮﻳﺎت؟« 4 ﻓﻴﻘﻮل» :ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺒﻬﻠﺔ أﻣﺎ ﺷﻐﻠﻚ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻓﻴﻪ! أﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ﴿ :و َﻟﻬُ ْﻢ ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ أ َ ْزوَاجٌ ﻣﱡ َ ﻄﻬﱠ َﺮ ٌة و َُﻫ ْﻢ ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ َﺧﺎ ِﻟﺪ َ ُون﴾«. ﻓﻴﻘﻮل» :وإن ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﻷﴍﺑﺔ ﻛﺜرية ﻏري اﻟﺨﻤﺮ ،ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺸﺎر ﺑﻦ ﺑﺮد ،ﻓﺈن ﻟﻪ ﻋﻨﺪي ﻳﺪًا 5ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻐريه ﻣﻦ وﻟﺪ آدم ،ﻛﺎن ﻳﻔﻀﻠﻨﻲ دون اﻟﺸﻌﺮاء ،وﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻓ ﺘ ﺒ ﻴ ﻨ ﻮا ﻳ ﺎ ﻣ ﻌ ﺸ ﺮ اﻷﺷ ﺮار واﻟﻄﻴﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﻮ ﺳﻤﻮ اﻟﻨﺎر إﺑﻠﻴﺲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أﺑﻴﻜﻢ آدم اﻟﻨﺎر ﻋﻨﺼﺮه 6 ،وآدم ﻃﻴﻨﺔ ﻟﻘﺪ ﻗﺎل اﻟﺤﻖ ،وﻟﻢ ﻳﺰل ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻣﻦ املﻤﻘﻮﺗني«. ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﺑﺸﺎر ﻓﻼ ﻳﺴﻜﺖ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ،إﻻ ورﺟﻞ ﰲ أﺻﻨﺎف اﻟﻌﺬاب ،ﻳﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﺎ ﻧﺰل ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻢ ،ﻓﻴﻔﺘﺤﻬﻤﺎ اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﻜﻼﻟﻴﺐ 7ﻣﻦ ﻧﺎر ،وإذا ﻫﻮ ﺑﺒﺸﺎر ﺑﻦ ﺑﺮد ،ﻗﺪ أﻋﻄﻲ ﻋﻴﻨني ﺑﻌﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻟﻴﻨﻈﺮ إﱃ ﻣﺎ ﻧﺰل ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻜﺎل. ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻪ» :ﻳﺎ أﺑﺎ ﻣﻌﺎذ 8ﻟﻘﺪ أﺣﺴﻨﺖ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﻚ ،وأﺳﺄت ﰲ ﻣﻌﺘﻘﺪك ،وﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ أذﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﻗﻮﻟﻚ ،ﻓﺄﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻚ ،ﻇﻨٍّﺎ أن اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺳﺘﻠﺤﻘﻚ ،ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻚ: ذﻫ ﺐ اﻟ ﺰﻣ ﺎن وأﻧ ﺖ ﻣ ﻨ ﻔ ﺮد ﻓﻲ اﻟﺤﻲ ،ﻻ ﻳﺪرون ﻣﺎ ارﺟ ﻊ إﻟ ﻰ ﺳ ﻜ ﻦ ﺗ ﻌ ﻴ ﺶ ﺑ ﻪ ﺗ ﺮﺟ ﻮ ﻏ ﺪًا ،وﻏ ﺪًا ﺗﻠﺪ 10 ﻛ ﺤ ﺎﻣ ﻠ ﺔ 9 88 اﻟﺠﺤﻴﻢ وﻗﻮﻟﻚ: وﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﻠﺤﻒ 12ﻣﺜﻞ اﻟﺮد« اﻟﺤﺮ ﻳﻠﺤﻰ 11واﻟﻌﺼﺎ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻓﻴﻘﻮل ﺑﺸﺎر» :ﻳﺎ ﻫﺬا! دﻋﻨﻲ ﻣﻦ أﺑﺎﻃﻴﻠﻚ ،ﻓﺈﻧﻲ ملﺸﻐﻮل ﻋﻨﻚ!« ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ وﻳﺴﺄل ﻋﻦ اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﻴﻘﺎل» :ﻳﺎ أﺑﺎ ﻫﻨﺪ أﺧﱪﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﻤﻴﻂ 13املﻨﺴﻮب إﻟﻴﻚ ،أﺻﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﻋﻨﻚ؟« وﻳﻨﺸﺪه اﻟﺬي ﻳﺮوﻳﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس: إذا أﺻ ﺎب اﻟ ﻔ ﺘ ﻰ ﻳ ﺎ ﻗ ﻮم إن اﻟ ﻬ ﻮى ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﺛﻢ ارﺗﻘﻰ ﻓ ﻬ ﺪ ﺑ ﻌ ﺾ اﻟ ﻘ ﻮى ﻓ ﻘ ﺪ ﻫ ﻮى اﻟ ﺮﺟ ﻞ ﻓﻴﻘﻮل» :وﷲ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻫﺬا ﻗﻂ ،وإﻧﻪ ﻟﻘﺮى ﻟﻢ أﺳﻠﻜﻪ ،وإن اﻟﻜﺬب ﻟﻜﺜري ،وأﺣﺴﺐ ﻫﺬا ﻟﺒﻌﺾ ﺷﻌﺮاء اﻹﺳﻼم ،وﻟﻘﺪ ﻇﻠﻤﻨﻲ وأﺳﺎء إﱄ ،أﺑﻌﺪ ﻛﻠﻤﺘﻲ اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ: أﻻ ﻋ ﻢ ﺻ ﺒ ﺎﺣً ﺎ 14أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻄ ﻠ ﻞ اﻟ ﺒ ﺎﻟ ﻲ وﻫﻞ ﻳﻨﻌﻤﻦ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺨﺎﻟﻲ! وﻗﻮﱄ: ﺧﻠﻴﻠﻲ ُﻣﺮا ﺑﻲ ﻋﻠﻰ أم ﺟﻨﺪب ﻳﻘﺎل ﱄ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ،واﻟﺮﺟﺰ أﺿﻌﻒ ﻓﻴﻌﺠﺐ ملﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﻣﻦ اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ. ﻷﻗﻀﻲ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔﺆاد اﻟﻤﻌﺬب اﻟﺸﻌﺮ15 ، 89 وﻫﺬا اﻟﻮزن ﻣﻦ أﺿﻌﻒ اﻟﺮﺟﺰ!« رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻋﻨﱰة وﻳﻨﻈﺮ ،ﻓﺈذا ﻋﻨﱰة ﺑﻘﻮﻟﻚ: ﻣﺘَﻠﺪّد 16 ُ ﰲ اﻟﺴﻌري ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ أﺧﺎ ﻋﺒﺲ! ﻛﺄﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻖ رﻛﺪ اﻟﻬﻮاﺟﺮ ﺑﺎﻟﻤﺸﻮف اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻗﺮﻧﺖ ﺑﺄزﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل ﻣﻔﺪم 17 وﻟﻘﺪ ﺷﺮﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﺪاﻣﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑ ﺰﺟ ﺎﺟ ﺔ ﺻ ﻔ ﺮاء ذات أﺳ ﺮة وإﻧﻲ إذا ذﻛﺮت ﻗﻮﻟﻚ» :ﻫﻞ ﻏﺎدر اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﻦ ﻣﱰدم« 18ﻷﻗﻮل» :إﻧﻤﺎ ﻗﻴﻞ ذﻟﻚ ودﻳﻮان اﻟﺸﻌﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﺤﻔﻮظ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻵن ﻓﻠﻮ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﺒﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ — ﻟﻌﺘﺒﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ،وﻋﻠﻤﺖ أن اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ أوس: ﻗﺮت 19 ﺣ ﻴ ﺎﺿ ﻚ ﻣ ﻨ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﺼ ﻮر اﻟ ﺬواﻫ ﺐ ﺳ ﺤ ﺎﺋ ﺐ ﻣ ﻨ ﻪ أﻋ ﻘ ﺒ ﺖ ﺑ ﺴ ﺤ ﺎﺋ ﺐ« ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻳﻔﻨﻰ اﻟﺸﻌﺮ أﻓﻨﺎه ﻣﺎ وﻟ ﻜ ﻨ ﻪ ﺻ ﻮب 20اﻟ ﻌ ﻘ ﻮل ،إذا اﻧ ﺠ ﻠ ﺖ ﻓﻴﻘﻮل» :وﻣﺎ ﺣﺒﻴﺒﻜﻢ ﻫﺬا؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﺷﺎﻋﺮ ﻇﻬﺮ ﰲ اﻹﺳﻼم «.وﻳﻨﺸﺪه ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﻤﻪ ،ﻓﻴﻘﻮل» :أﻣﺎ اﻷﺻﻞ ﻓﻌﺮﺑﻲ ،وأﻣﺎ اﻟﻔﺮع ﻓﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻏﺒﻲ ،وﻟﻴﺲ ﻫﺬا املﺬﻫﺐ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻌﺮف ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮب «.ﻓﻴﻘﻮل وﻫﻮ ﺿﺎﺣﻚ ﻣﺴﺘﺒﴩ» :إﻧﻤﺎ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ املﺴﺘﻌﺎر ،وﻗﺪ ﺟﺎءت اﻟﻌﺎرﻳﺔ ﰲ أﺷﻌﺎر ﻛﺜرية ﻣﻦ املﺘﻘﺪﻣني ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ أوس21 «. »وﻟﻘﺪ ﺷﻖ ﻋﲆ دﺧﻮل ﻣﺜﻠﻚ إﱃ اﻟﺠﺤﻴﻢ ،وﻛﺄن أذﻧﻲ ﻣﺼﻐﻴﺔ إﱃ ﻗﻴﻨﺎت 22اﻟﻔﺴﻄﺎط وﻫﻲ ﺗﻐﺮد ﺑﻘﻮﻟﻚ: ﻣﻌﺮوف 24 أﻣ ﻦ ﺳ ﻤ ﻴ ﺔ 23دﻣ ﻊ اﻟ ﻌ ﻴ ﻦ ﺗ ﺬرﻳ ﻒ ﺗﺠﻠﻠﺘﻨﻲ 25إذا أﻫﻮى اﻟﻌﺼﺎ ﻗﻴﻠﻲ اﻟ ﻌ ﺒ ﺪ ﻋ ﺒ ﺪﻛ ﻢ ،واﻟ ﻤ ﺎل ﻣ ﺎﻟ ﻜ ﻢ، ﻟﻮ أن ذا ﻣﻨﻚ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم ﻛﺄﻧﻬﺎ رﺷﺄ 26ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻄﺮوف 27 ﻓﻬﻞ ﻋﺬاﺑﻚ ﻋﻨﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﺼﺮوف« 90 اﻟﺠﺤﻴﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﻟﺆﻟﺌﻚ29 ، وﻳﻨﻈﺮ ﻓﺈذا ﻋﻠﻘﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪة 28ﻓﻴﻘﻮل :أﻋﺰز ﻋﲇ ﺑﻤﻜﺎﻧﻚ! ﻣﺎ أﻏﻨﻲ ﻋﻨﻚ ﺳﻤﻄﺎ وﻟﻮ ﺷﻔﻌﺖ ﻷﺣﺪ أﺑﻴﺎت ﺻﺎدﻗﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ذﻛﺮ ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ — ﻟﺸﻔﻌﺖ ﻟﻚ أﺑﻴﺎﺗﻚ ﰲ وﺻﻒ اﻟﻨﺴﺎء ،أﻋﻨﻲ ﻗﻮﻟﻚ: ﺑ ﺼ ﻴ ﺮ ﺑ ﺄدواء اﻟ ﻨ ﺴ ﺎء ﻃ ﺒ ﻴ ﺐ ﻓ ﻠ ﻴ ﺲ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ُودّﻫ ﻦ ﻧ ﺼ ﻴ ﺐ ﺮخ 30اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻨﺪﻫﻦ ﻋﺠﻴﺐ 31 وﺷ ُ ﻓ ﺈن ﺗ ﺴ ﺄﻟ ﻮﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻟ ﻨ ﺴ ﺎء ﻓ ﺈﻧ ﻨ ﻲ إذا ﺷﺎب رأس اﻟﻤﺮء ،أو ﻗ ّﻞ ﻣﺎﻟُﻪ ﻳُ ﺮدن ﺛ ﺮاء اﻟ ﻤ ﺎل ،ﺣ ﻴ ﺚ وﺟ ﺪﻧ ﻪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮم ﻓﻠﻴﺖ ﺷﻌﺮي ﻣﺎ َﻓﻌَ ﻞ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮم ،ﻓﻴﻘﺎل» :ﻫﺎ ﻫﻮ ذا ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻚ ،إن ﺷﺌﺖ أن ﺗُﺤﺎوره ﻓﺤﺎو ْره «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻛﻴﻒ أﻧﺖ أﻳﻬﺎ ا ُملﺼﻄ ِﺒﺢ 32ﺑﺼﺤﻦ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ،وا ُملﻐﺘ ِﺒﻖ 33ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ِ 34 ُ ﻟﻮددت أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻧﺪ ﰲ ﻗﻮﻟﻚ: اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ! ﻛ ﺄن ُﻣ ﺘ ﻮﻧ ﻬ ﻦ ﻣ ﺘ ﻮن ﻏ ﺪر 35 ُ ﺗﺼﻔﻘﻬﺎ 36اﻟﺮﻳﺎح إذا ﺟﺮﻳﻨﺎ« 37 ﻓﻴﻘﻮل ﻋﻤﺮو» :إﻧﻚ ﻟﻘﺮﻳﺮ اﻟﻌني ،ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺎﺷﻐﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ ﷲ، واﺗﺮك ﻣﺎ ذﻫﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻮد ،وأﻣﺎ ذﻛﺮك ﺳﻨﺎدي ﻓﺈن اﻷﺧﻮة ﻟﻴﻜﻮﻧﻮن ﺛﻼﺛﺔ أو أرﺑﻌﺔ، وﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﻢ اﻷﻋﺮج واﻷﺑﺨﻖ 38ﻓﻼ ﻳُﻌﺎﺑﻮن ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﻜﻴﻒ إذا ﺑﻠﻐﻮا املﺌﺔ ﰲ اﻟﻌﺪد؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻋﺰز ﻋﲇ ﺑﺄﻧﻚ ﻗﴫت ﻋﲆ ﴍب ﺣﻤﻴﻢ ،وأﺧﺬت ﺑﻌﻤﻠﻚ اﻟﺬﻣﻴﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺒﺄ 39ﻟﻚ اﻟﻘﻬﻮة 40ﺗﻘﺎﺑﻠﻚ ﺑﻠﻮن اﻟﺤﺺ 41 .وﻗﺎﻟﻮا ﰲ ﻗﻮﻟﻚ ﺳﺨﻴﻨﺎ ﻗﻮﻟني :أﺣﺪﻫﻤﺎ أﻧﻪ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺎء واﻟﻨﻮن ﻧﻮن املﺘﻜﻠﻤني ،واﻵﺧﺮ أﻧﻪ ﻣﻦ املﺎء اﻟﺴﺨني ،ﻷن اﻷﻧﺪرﻳﻦ وﻗﺎﴏﻳﻦ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻠﺮوم ،وﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻢ أن ﻳﴩﺑﻮا اﻟﺨﻤﺮ ﺑﺎملﺎء اﻟﺴﺨني ﰲ ﺻﻴﻒ وﺷﺘﺎء«. 91 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻟﺤﺎرث اﻟﻴﺸﻜﺮي وﻳﻨﻈﺮ ﻓﺈذا اﻟﺤﺎرث اﻟﻴﺸﻜﺮي ،ﻓﻴﻘﻮل :ﻟﻘﺪ أﺣﺴﻨﺖ ﰲ ﻗﻮﻟﻚ: ﻻ ﺗﻜﺴﻊ 42اﻟﺸﻮل 43ﺑﺄﻏﺒﺎرﻫﺎ 44 إﻧ ﻚ ﻻ ﺗ ﺪري ﻣ ﻦ اﻟ ﻨ ﺎﺗ ﺞ 45 وﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﻜﺴﻌﻮن 46ﻧﺎﻗﺔ املﻴﺖ ﻋﲆ ﻗﱪه ،وﻳﺰﻋﻤﻮن أﻧﻪ إذا ﻧﻬﺾ ﻟﺤﴩه وﺟﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﺑُﻌﺜﺖ ﻟﻪ ﻓريﻛﺒﻬﺎ ،وﻫﻴﻬﺎت ،ﺑﻞ ﺣﴩوا ﻋﺮاة ﺣﻔﺎة. ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻃﺮﻓﺔ وﻳﻌﻤﺪ ﻟﺴﺆال ﻃﺮﻓﺔ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺪ ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ اﺑﻦ أﺧﻲ ﻳﺎ ﻃﺮﻓﺔ — ﺧﻔﻒ ﷲ ﻋﻨﻚ — أﺗﺬﻛﺮ ﻗﻮﻟﻚ: ﻛ ﺮﻳ ﻢ ﻳ ﺮوي ﻧ ﻔ ﺴ ﻪ ﻓ ﻲ ﺣ ﻴ ﺎﺗ ﻪ ﺳﺘﻌﻠﻢ إن ﻣﺘﻨﺎ ﻏﺪًا أﻳﻨﺎ اﻟﺼﺪى 47 وﻗﻮﻟﻚ: ﻣ ﻔ ﺴ ﺪ 49 أرى ﻗ ﺒ ﺮ ﻧ ﺤ ﺎم ﺑ ﺨ ﻴ ﻞ 48ﺑ ﻤ ﺎﻟ ﻪ ﻣ ﺘ ﻰ ﺗ ﺄﺗ ﻲ أﺻ ﺒ ﺤ ﻚ ﻛ ً ﺄﺳ ﺎ روﻳ ﺔ ﻛ ﻘ ﺒ ﺮ ﻏ ﻮي ﻓ ﻲ اﻟ ﺒ ﻄ ﺎﻟ ﺔ وإن ﻛﻨﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺎﻧﻴًﺎ ،ﻓﺎﻏﻦ وازدد 50 ﻓﻜﻴﻒ ﺻﺒﻮﺣﻚ اﻵن وﻏﺒﻮﻗﻚ؟ 51إﻧﻲ ﻷﺣﺴﺒﻬﻤﺎ ﺣﻤﻴﻤً ﺎ«. »وﻟﻘﺪ ﻛﺜﺮت ﰲ أﻣﺮك أﻗﺎوﻳﻞ اﻟﻨﺎس ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻚ ﰲ ﻣﻠﻚ اﻟﻨﻌﻤﺎن اﻋﺘﻘﻠﺖ. وﻗﺎل ﻗﻮم :ﺑﻞ اﻟﺬي ﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻫﻨﺪ«52 . »وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻚ أﺛﺮ ﰲ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ إﻻ ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﻋﲆ اﻟﺪال 53 ،ﻟﻜﻨﺖ ﻗﺪ أﺑﻘﻴﺖ أﺛ ًﺮا ﺣﺴﻨًﺎ«. ﻓﻴﻘﻮل ﻃﺮﻓﺔ» :وددت أﻧﻲ ﻟﻢ أﻧﻄﻖ ﻣﴫاﻋً ﺎ ،ودﺧﻠﺖ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻊ اﻟﻬﻤﺞ واﻟﻄﻐﺎم ،وﻛﻴﻒ ﺎﺳ ُ ﻮن َ 54ﻓ َﻜﺎﻧُﻮا ﻟِﺠَ ﻬَ ﻨ ﱠ َﻢ ﺣَ َ ﻄ َ ﱄ ﺑﻬﺪء وﺳﻜﻮن﴿ ،وَأَﻣﱠ ﺎ ا ْﻟ َﻘ ِ ﻄﺒًﺎ﴾«. 92 اﻟﺠﺤﻴﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ أوس ﺑﻦ ﺣﺠﺮ وﻳﻠﻔﺖ ﻋﻨﻘﻪ ﻳﺘﺄﻣﻞ ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﺄوس ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ أوس! إن أﺻﺤﺎﺑﻚ ﻻ ﻳﺠﻴﺒﻮن اﻟﺴﺎﺋﻞ ،ﻓﻬﻞ ﻋﻨﺪك ﻣﻦ ﺟﻮاب؟! ﻓﺈﻧﻲ أرﻳﺪ أن أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ: وﻗﺎرﻓﺖ 55 ،وﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﺮب ،وﺑﺎع ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟ ُﻔﺼﺎﻓﺺ 56ﺑﺎﻟﻨﻤﻰ 57ﺳﻔﺴﻴﺮ 58 ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ: ﻫﻞ ﻋﺎﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺤﻲ ﻣﻨﻈﻮر وﻳﺮوي ﰲ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺎﺑﻐﺔ اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ: ودع أﻣﺎﻣﺔ واﻟﺘﻮدﻳﻊ ﺗﻌﺬﻳﺮ وﻛﻼﻛﻤﺎ ﻣﻌﺪود ﰲ اﻟﻔﺤﻮل ،ﻓﻌﲆ أي ﳾء ﻳﺤﻤﻞ ذﻟﻚ؟!« ﻓﻴﻘﻮل أوس» :ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ أن ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ذﺑﻴﺎن ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﺎﺳﺄﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﺑﺪا ﻟﻚ ،ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻳﺨﱪك ،ﻓﺈﻧﻪ أﺟﺪر أن ﻳﻌﻲ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء .ﻓﺄﻣﺎ أﻧﺎ ،ﻓﻘﺪ ذﻫﻠﺖ :ﻧﺎر ﺗﻮﻗﺪ ،وﺑﻨﺎن ﻳﻌﻘﺪ ،إذا ﻏﻠﺐ ﻋﲇ ّ اﻟﻈﻤﺄ رﻓﻊ إﱄ ّ ﳾء ﻛﺎﻟﻨﻬﺮ ،ﻓﺈذا اﻏﱰﻓﺖ ﻣﻨﻪ ﻷﴍب ،وﺟﺪﺗﻪ ﺳﻌريًا ﻣﻀﻄﺮﻣً ﺎ .وﻟﻘﺪ دﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﴍ ﻣﻨﻲ ،وﻟﻜﻦ املﻐﻔﺮة أرزاق ،ﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟﻨﺸﺐ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ!« ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻤﺎ أردت أن آﺧﺬ ﻋﻨﻚ ﻫﺬه اﻷﻟﻔﺎظ ﻓﺄﺗﺤﻒ ﺑﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﺄﻗﻮل ﻗﺎل ﱄ أوس وأﺧﱪﻧﻲ أﺑﻮ ﴍﻳﺢ«. ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ أﺑﻲ ﻛﺒري اﻟﻬﺬﱄ وﻳﺮى ً رﺟﻼ ﰲ اﻟﻨﺎر ﻻ ﻳﻤﻴﺰه ﻣﻦ ﻏريه ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﻦ أﻧﺖ أﻳﻬﺎ اﻟﺸﻘﻲ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺎ أﺑﻮ ﻛﺒري اﻟﻬﺬﱄ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ اﻟﺤﻠﻴﺲ «.ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻚ ملﻦ أﻋﻼم ﻫﺬﻳﻞ ،وﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أوﺛﺮ ﻗﻮﻟﻚ: أزﻫﻴﺮ ﻫﻞ ﻋﻦ ﺷﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺪل 59 أم ﻻ ﺳ ﺒ ﻴ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟ ﺸ ﺒ ﺎب اﻷول 93 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وﻗﻠﺖ ﰲ اﻷﺧﺮى: أم ﻻ ﺧ ﻠ ﻮد ﻟ ﻌ ﺎﺟ ﺰ ﻣ ﺘ ﻜ ﻠ ﻒ أزﻫﻴﺮ ﻫﻞ ﻋﻦ ﺷﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺮف وﻗﻠﺖ ﰲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: أزﻫﻴﺮ ﻫﻞ ﻋﻦ ﺷﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻣَ ﻌْ ﻜﻢ 60 ﻓﻬﺬا ﻳﺪل ﻋﲆ ِﺿﻴﻖ ﻋَ َ ﻄﻨﻚ 61ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺾ ،ﻓﻬﻼ اﺑﺘﺪأت ﻛﻞ ﻗﺼﻴﺪة ﺑﻔﻦ؟ واﻷﺻﻤﻌﻲ ﻳﺮو ﻟﻚ إﻻ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺜﻼث «.ﻓﻴﻘﻮل أﺑﻮ ﻛﺒري اﻟﻬﺬﱄ» :إﻧﻤﺎ ﻛﻼم أﻫﻞ ﺳﻘﺮ وﻳﻞ ﻟﻢ ِ وﻋﻮﻳﻞ ،ﻓﺎذﻫﺐ ﻟ َ ﻄﻴﱠﺘﻚ«. ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻷﺧﻄﻞ وإذا ﻫﻮ ﺑﺮﺟﻞ ﻳﺘﻀﻮر 62ﻓﻴﻘﻮل» :ﻣﻦ ﻫﺬا؟« ﻓﻴﻘﺎل »اﻷﺧﻄﻞ اﻟﺘﻐﻠﺒﻲ «.ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻪ :ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺻﻔﺘﻚ ﻟﻠﺨﻤﺮ ،ﺣﺘﻰ ﻏﺎدرﺗﻚ أ ُ ً ﻛﻼ ﻟﻠﺠﻤﺮ! ﻓﻜﻢ ﻃﺮﺑﺖ اﻟﺴﺎدات ﻋﲆ ﻗﻮﻟﻚ: أﻧﺎﺧﻮا ،ﻓﺠﺮوا ﺷﺎﺻﻴﺎت 63ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓ ﻘ ﻠ ﺖ أﺻ ﺒ ﺤ ﻮﻧ ﻲ 64ﻻ أﺑ ﺎ ﻷﺑ ﻴ ﻜ ﻢ ﻓ ﺼ ﺒ ﻮا ﻋ ﻘ ﺎ ًرا 65ﻓ ﻲ اﻹﻧ ﺎء ﻛ ﺄﻧ ﻬ ﺎ وﺟ ﺎءوا ﺑ ﺒ ﻴ ﺴ ﺎﻧ ﻴ ﺔ ﻫ ﻲ ﺑ ﻌ ﺪ ﻣ ﺎ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻷﻳﺪي ﺳﻨﻴﺤً ﺎ 69وﺑﺎرﺣً ﺎ 70 ﻓ ﺘ ﻮﻗ ﻒ أﺣ ﻴ ﺎﻧ ً ﺎ ﻓ ﻴ ﻔ ﺼ ﻞ ﺑ ﻴ ﻨ ﻨ ﺎ ﻓ ﻠ ﺬت ﻟ ﻤ ﺮﺗ ﺎح وﻃ ﺎﺑ ﺖ ﻟ ﺸ ﺎرب ﻓ ﻤ ﺎ أﻟ ﺒ ﺘ ﺘ ﻨ ﺎ 75ﻧ ﺸ ﻮة 76ﻟ ﺤ ﻘ ﺖ ﺑ ﻨ ﺎ ﺗ ﺪب دﺑ ﻴ ﺒً ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﻈ ﺎم ﻛ ﺄﻧ ﻪ رﺟ ﺎل ﻣ ﻦ اﻟ ﺴ ﻮدان ﻟ ﻢ ﻳ ﺘ ﺴ ﺮﺑ ﻠ ﻮا وﻣ ﺎ وﺿ ﻌ ﻮا اﻷﺛ ﻘ ﺎل إﻻ ﻟ ﻴ ﻔ ﻌ ﻠ ﻮا ﻛ ﻞ 67 إذا ﻟ ﻤ ﺤ ﻮﻫ ﺎ ﺟ ﺬوة 66ﺗ ﺘ ﺄ ّ ﻳ ﻌ ﻞ 68ﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﺴ ﺎﻗ ﻲ أﻟ ﺬﱡ وأﺳ ﻬ ﻞ وﺗ ﻮﺿ ﻊ ﺑ ﺎﻟ ﻠ ﻬ ﻢ ﺣ ﻲ 71وﺗ ﺤ ﻤ ﻞ ﻏ ﻨ ﺎء ﻣ ﻐ ﻦ أو ﺷ ﻮاء ﻣ ﺮﻋ ﺒ ﻞ 72 وراﺟ ﻌ ﻨ ﻲ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ﻣ ﺮاح 73وأﺧ ﻴ ﻞ 74 ﺗ ﻮاﺑ ﻌ ﻬ ﺎ ،ﻣ ﻤ ﺎ ﻧ ﻌ ﻞ وﻧ ﻨ ﻬ ﻞ دﺑ ﻴ ﺐ ﻧ ﻤ ﺎل ﻓ ﻲ ﻧ ًﻘ ﺎ 77ﻳ ﺘ ﻬ ﻴ ﻞ 78 ﻓﻘﺎل اﻟﺘﻐﻠﺒﻲ :إﻧﻲ ﺟﺮرت اﻟﺪارع وﻟﻘﻴﺖ اﻟﺬارع ،وﻫﺠﺮت اﻵﺑﺪة ورﺟﻮت أن ﺗﺪﻋﻲ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﺎﺑﺪة ،وﻟﻜﻦ أﺑﺖ اﻷﻗﻀﻴﺔ ،ﻓﻴﻘﻮل :أﺧﻄﺄت ﰲ أﻣﺮﻳﻦ — ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﻓﻌﺠﺰت أن ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ،وﻟﺰﻣﺖ أﺧﻼق ﺳﻔﻴﻪ ،وﻋﺎﴍت ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ،وأﻃﻌﺖ ﻧﻔﺴﻚ اﻟﻐﺎوﻳﺔ، وآﺛﺮت ﻣﺎ ﻓﻨﻲ ﻋﲆ ﺑﺎق ،ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻚ ﺑﺎﻹﺑﺎق؟ 79 94 اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻓﻴﺰﻓﺮ 80اﻷﺧﻄﻞ زﻓﺮة ﺗﻌﺠﺐ ﻟﻬﺎ اﻟﺰﺑﺎﻧﻴﺔ ،وﻳﻘﻮل :آه ﻋﲆ أﻳﺎم ﻳﺰﻳﺪ أﺳﻮف 81ﻋﻨﺪه ﻋﻨﱪًا ،وأﻣﺰح ﻣﻌﻪ ﻣﺰح ﺧﻠﻴﻞ ،وﻛﺄﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎن اﻟﺼﺪﺣﺔ 82ﺑني ﻳﺪﻳﻪ ﺗﻐﻨﻴﻪ: أﻛ ﻞ اﻟ ﻨ ﻤ ﻞ اﻟ ﺬي ﺟ ﻤ ﻌ ﺎ ﺳﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺟﻠﻖ ﺑﻴﻌﺎ ﺣ ﻮﻟ ﻬ ﺎ اﻟ ﺰﻳ ﺘ ﻮن ﻗ ﺪ ﻳ ﻨ ﻌ ﺎ ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎﻟ ﺒ ﺪر ﻗ ﺪ ﻃ ﻠ ﻌ ﺎ وﻟ ﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺎﻃ ﺮون إذا ﺧ ﻠ ﻔ ﺔ ﺣ ﺘ ﻰ إذا ﻇ ﻬ ﺮت ﻓﻲ ﻗﺒﺎب ﺣﻮل دﺳﻜﺮة 83 وﻗ ﻔ ﺖ ﻟ ﻠ ﺒ ﺪر ﺗ ﺮﻗ ﺒ ﻪ وﻟﻘﺪ ﻓﺎﻛﻬﺘﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻳﺎم وأﻧﺎ ﺳﻜﺮان ﻣﻠﺘﺦ 84ﻓﻘﻠﺖ: ﺰ 85 وﺣ ﻴ ﺎك رﺑ ﻚ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻨ ﻘ ﻓﻬﻞ ﻓﻲ اﻟﺨﻨﺎﻧﻴﺺ 86ﻣﻦ ﻣﻐﻤﺰ 87 أﻻ أﺳ ﻠ ﻢ ﺳ ﻠ ﻤ ﺖ أﺑ ﺎ ﺧ ﺎﻟ ﺪ أﻛ ﻠ ﺖ اﻟ ﺪﺟ ﺎج وأﻓ ﻨ ﻴ ﺘ ﻬ ﺎ ﻓﻤﺎ زاد ﰲ ﻋﻦ اﺑﺘﺴﺎم واﻫﺘﺰ ﻟﻠﺼﻠﺔ. ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ» :ﻣﻦ ﺛﻢ أﺗﻴﺖ ،أﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أن ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﺎﻧﺪ ،ﻓﻌﻼم اﻃﻠﻌﺖ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻪ ،أﻛﺎن ﻣﻮﺣﺪًا أم ﻣﻠﺤﺪًا؟« ﻓﻴﻘﻮل اﻷﺧﻄﻞ :ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺠﺒﻪ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت: أﺳ ﺮ 89اﻟ ﺘ ﻨ ﺎﺟ ﻴ ﺎ 90 وأﻋ ﻠ ﻨ ﻲ 88 ﺣ ﺪﻳ ﺜ ﻚ إﻧ ﻲ ﻻ إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ 91 ،ﺣ ﺘ ﻰ أﻗ ﺎم اﻟ ﺒ ﻮاﻛ ﻴ ﺎ وأورﺛ ﻪ اﻟ ﺠ ﺪ 93اﻟ ﺴ ﻌ ﻴ ﺪ ﻣ ﻌ ﺎوﻳ ﺎ ﺗ ﺤ ﻠ ﺒ ﻬ ﺎ اﻟ ﻌ ﻴ ﺴ ﻰ ﻛ ﺮﻣً ﺎ 97ﺷ ﺂﻣ ﻴ ﺎ 98 وﺟ ﺪﻧ ﺎ ﺣ ً ﻼﻻ ﺷ ﺮﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﺘ ﻮاﻟ ﻴ ﺎ ﺴ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﺪﻳ ﻨ ﺔ ﺛ ﺎوﻳ ﺎ 99 ﺗ ﺒ ﻮأ رﻣ ً أﺧ ﺎﻟ ﺪ! ﻫ ﺎﺗ ﻲ ﺧ ﺒ ﺮﻳ ﻨ ﻲ ﺣ ﺪﻳ ﺚ أﺑ ﻲ ﺳ ﻔ ﻴ ﺎن ،ﻟ ﻤ ﺎ ﺳ ﻤ ﺎ ﺑ ﻬ ﺎ وﻛ ﻴ ﻒ ﺑ ﻐ ﻰ أﻣ ًﺮا 92ﻋ ﻠ ﻲ ﻓ ﻔ ﺎﺗ ﻪ وﻗﻮﻣﻲ ﻓﻌﻠﻴﻨﻲ 94ﻋﻠﻰ ذاك 95ﻗﻬﻮة 96 إذا ﻣ ﺎ ﻧ ﻈ ﺮﻧ ﺎ ﻓ ﻲ أﻣ ﻮر ﻗ ﺪﻳ ﻤ ﺔ ﻓ ﻼ ﺧ ﻠ ﻒ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻨ ﺎس ،إن ﻣ ﺤ ﻤ ﺪًا ﻓﻴﻘﻮل» :ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺒﻬﻠﺔ! ﻗﺪ ذﻫﻠﺖ اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر ،ﻋﻦ املﺪح واﻟﻨﺴﻴﺐ100 ، وﻣﺎ ُﺷﺪﻫﺖ 101ﻋﻦ ﻛﻔﺮك وﻻ إﺳﺎءﺗﻚ!« وإﺑﻠﻴﺲ ﻳﺴﻤﻊ ذﻟﻚ اﻟﺨﻄﺎب ﻛﻠﻪ ،ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻠﺰﺑﺎﻧﻴﺔ» :ﻣﺎ رأﻳﺖ أﻋﺠﺰ ﻣﻨﻜﻢ إﺧﻮان ﻣﺎﻟﻚ! أﻻ ﺗﺴﻤﻌﻮن ﻫﺬا املﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ؟ ﻓﻠﻮ أن ﻓﻴﻜﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﻧﺤﻴﺰة 102ﻗﻮﻳﺔ ،ﻟﻮﺛﺐ وﺛﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻓﻴﺠﺬﺑﻪ إﱃ ﺳﻘﺮ!« ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن» :ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻋﲆ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺳﺒﻴﻞ«. 95 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻓﺈذا ﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ إﺑﻠﻴﺲ ،أﺧﺬ ﰲ ﺷﺘﻤﻪ وﻟﻌﻨﻪ ،وإﻇﻬﺎر اﻟﺸﻤﺎﺗﺔ ﺑﻪ ،ﻓﻴﻘﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻌﻨﺔ» :أﻟﻢ ﺗﻨﻬﻮا ﻋﻦ اﻟﺸﻤﺎت ﻳﺎ ﺑﻨﻲ آدم؟ وﻟﻜﻨﻜﻢ — ﺑﺤﻤﺪ ﷲ — ﻣﺎ زﺟﺮﺗﻢ ﻋﻦ ﳾء، إﻻ ورﻛﺒﺘﻤﻮه «.ﻓﻴﻘﻮل» :أﻧﺖ اﻟﺬي ﺑﺪأت آدم ﺑﺎﻟﺸﻤﺎﺗﺔ ،واﻟﺒﺎدئ أﻇﻠﻢ«. ﺛﻢ ﻳﻌﻮد إﱃ ﻛﻼم اﻷﺧﻄﻞ ﻓﻴﻘﻮل» :أأﻧﺖ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت: وﻟ ﺴ ﺖ ﺑ ﺼ ﺎﺋ ﻢ رﻣ ﻀ ﺎن ﻃ ﻮﻋً ﺎ وﻟﺴﺖ ﺑﻘﺎﺋﻢ ﻛﺎﻟﻌَ ﻴﺮ 103أدﻋﻮ ﻮﻻ 104 وﻟ ﻜ ﻨ ﻲ ﺳ ﺄﺷ ﺮﺑ ﻬ ﺎ ﺷ ﻤ ً وﻟ ﺴ ﺖ ﺑ ﺂﻛ ﻞ ﻟ ﺤ ﻢ اﻷﺿ ﺎﺣ ﻲ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺼﺒﺢ »ﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻼح« وأﺳﺠﺪ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺒﻠﺞ 105اﻟﺼﺒﺎح ﻓﻴﻘﻮل» :أﺟﻞ! وإﻧﻲ ﻟﻨﺎدم ﺳﺎدم 106 ،وﻫﻞ أﻏﻨﺖ اﻟﻨﺪاﻣﺔ؟« وﻳﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻄﺎب أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ،ﻓﻴﻨﴫف إﱃ ﻗﴫه املﺸﻴﺪ ،ﻓﺈذا ﺻﺎر ﻋﲆ ﻣﻴﻞ أو ﻣﻴﻠني، ذﻛﺮ أﻧﻪ ﻣﺎ ﺳﺄل ﻋﻦ ﻣﻬﻠﻬﻞ اﻟﺘﻐﻠﺒﻲ وﻻ ﻋﻦ اﻟﺸﻨﻔﺮى وﺗﺄﺑﻂ ﴍٍّا ،ﻓريﺟﻊ ﻋﲆ أدراﺟﻪ، »ز ْد ﰲ اﻟﺒﻴﺎن «.ﻓﻴﻘﻮل» :اﻟﺬي ﻓﻴﻘﻒ ﺑﺬﻟﻚ املﻮﻗﻒ ﻳﻨﺎدي» :أﻳﻦ ﻋﺪي ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ؟« ﻓﻴﻘﺎلِ : ﻳَﺴﺘﺸﻬﺪ اﻟﻨﺤﻮﻳﻮن ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻳﺎ ﻋﺪﻳٍّﺎ! ﻟﻘﺪ ﺿ ﺮﺑ ﺖ ﺻ ﺪرﻫ ﺎ إﻟ ﱠﻲ وﻗ ﺎﻟ ﺖ: ﻚ 107اﻷواﻗﻲ« 108 و ََﻗﺘْ َ وﻗﺪ اﺳﺘﺸﻬﺪوا ﻟﻪ ﺑﺄﺷﻴﺎء ﻛﻘﻮﻟﻪ: وﻟﻘﺪ ﺧﺒﻄﻦ 109ﺑﻴﻮت ﻳﺸﻜﺮ ﺧﺒﻄﺔ أﺧ ﻮاﻟ ﻨ ﺎ ،وﻫ ﻢ ﺑ ﻨ ﻮ اﻷﻋ ﻤ ﺎم وﻗﻮﻟﻪ: ﻛﻠﻬﻢ ﻗﺪ ﺳﻘﻮا ﺑﻜﺄس ﻣ ﺎ أرﺟ ﻲ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻴ ﺶ ﺑ ﻌ ﺪ ﻧ ﺪاﻣ ﻰ ﺣﻼق« 110 ﻓﻴﻘﺎل» :إﻧﻚ ﻟﺘﻌﺮف ﺻﺎﺣﺒﻚ ﺑﺄﻣﺮ ﻻ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻨﻪ ،ﻣﺎ اﻟﻨﺤﻮﻳﻮن؟ وﻣﺎ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد؟ وﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﻬﺬﻳﺎن؟ ﻧﺤﻦ ﺧﺰﻧﺔ اﻟﻨﺎر ،ﻓﺒ ﱢ ْ َني ﻏﺮﺿﻚ ﺗُﺠﺐ إﻟﻴﻪ«. 96 اﻟﺠﺤﻴﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﻣﻬﻠﻬﻞ ﻓﻴﻘﻮل» :أرﻳﺪ املﻌﺮوف ﺑﻤﻬﻠﻬﻞ اﻟﺘﻐﻠﺒﻲ ،أﺧﻲ ﻛﻠﻴﺐ واﺋﻞ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳُﴬب ﺑﻪ املﺜﻞ«. ﻓﻴﻘﺎل» :ﻫﺎ ﻫﻮ ذا ﻳﺴﻤﻊ ﺣﻮارك ،ﻓﻘﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ ﻋﺪي ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ! اﻋﺰز ﻋﲇ ﺑﻮﻟﻮﺟﻚ 111ﻫﺬا املﻮﻟﺞ! ﻟﻮ ﻟﻢ آﺳﻒ ﻋﻠﻴﻚ إﻻ ﻷﺟﻞ ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ: أﻟ ﻴ ﻠ ﺘ ﻨ ﺎ ﺑ ﺬي ﺣ ﺴ ﻢ 112 إذا أﻧﺖ اﻧﻘﻀﻴﺖ 113ﻓﻼ أﻧ ﻴ ﺮي ﺗﺤﻮري 114 ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺟﺪﻳﺮة أن ﺗﻄﻴﻞ اﻷﺳﻒ ﻋﻠﻴﻚ ،وﻗﺪ ﻛﻨﺖ إذا أﻧﺸﺪت أﺑﻴﺎﺗﻚ ﰲ اﺑﻨﺘﻚ املﺰوﺟﺔ، ً ﻣﻬﻠﻬﻼ ،ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ إﻧﻚ ﺳﻤﻴﺖ ﰲ ﺟﻨﺐ 115 ،ﺗﻐﺮورق ﻣﻦ اﻟﺤﺰن ﻋﻴﻨﺎي ،ﻓﺄﺧﱪﻧﻲ ﻟﻢ ُﺳﻤﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧﻚ أول ﻣﻦ ﻫﻠﻬﻞ اﻟﺸﻌﺮ ،أي رﻗﻘﻪ؟« ﻓﻴﻘﻮل» :إن اﻟﻜﺬب ﻟﻜﺜري ،وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﱄ أخ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ اﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ ،ﻓﺄﻏﺎر ﻋﻠﻴﻨﺎ زﻫري ﺑﻦ ﺟﻨﺎب اﻟﻜﻠﺒﻲ ،ﻓﺘﺒﻌﻪ أﺧﻲ ﰲ زراﻓﺔ 116ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻘﺎل ﰲ ذﻟﻚ: ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻗﻞ 117ﻓﻲ اﻟﻜﺮاع 118ﻫﺠﻴﻨﻬﻢ 119 ﻫ ﻠ ﻬ ﻠ ﺖ 120 أﺛ ﺄر ﻣ ﺎﻟ ﻜ ﺎ أو ﺻ ﻨ ﺒ ﻼ ً ﻣﻬﻠﻬﻼ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻫﻠﻚ ﺷﺒﻬﺖ ﺑﻪ ،ﻓﻘﻴﻞ ﱄ ﻣﻬﻠﻬﻞ «.ﻓﻴﻘﻮل» :اﻵن ﺷﻔﻴﺖ ﺻﺪري ﻓﺴﻤﻲ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻴﻘني«. ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻟﺸﻨﻔﺮى وﻳﺴﺄل ﻋﻦ اﻟﺸﻨﻔﺮى اﻷزدي ﻓﻴﻠﻘﻴﻪ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺘﺸﻜﻲ 121واﻟﺘﺄﻟﻢ ملﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻴﻘﻮل» :إﻧﻲ ﻻ أراك ً ﻗﻠﻘﺎ ﻣﺜﻞ ﻗﻠﻖ أﺻﺤﺎﺑﻚ!« ﻓﻴﻘﻮل» :أﺟﻞ ،إﻧﻲ ﻗﻠﺖ ﺑﻴﺘًﺎ ﰲ اﻟﺪار اﻟﺨﺎدﻋﺔ ﻓﺄﻧﺎ أﺗﺄدب ﺑﻪ ،وذﻟﻚ ﻗﻮﱄ: ﻏﻮى ﻓﻐﻮت ،ﺛﻢ ارﻋﻮى 122ﺑﻌ ُﺪ وارﻋﻮت وﻟ ﻠ ﻘ ﺒ ﺮ إن ﻟ ﻢ ﻳ ﻨ ﻔ ﻊ اﻟ ﺸ ﻜ ﻮ أﺟ ﻤ ﻞ« 97 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﺗﺄﺑﻂ ﴍٍّا ﱞ »أﺣﻖ ﻣﺎ روى وإذا ﻫﻮ ﻗﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺗﺄﺑﻂ ﴍٍّ ا ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﰲ اﻟﺪار اﻟﻐﺮارة ،ﻓﻴﻘﻮل ﻟﺘﺄﺑﻂ ﴍٍّا: ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﻧﻜﺎح اﻟﻐﻴﻼن؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻧﺘﻘﻮل وﻧﺘﺨﺮص 123ﻓﻤﺎ ﺟﺎءك ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻜﺮه املﻌﻘﻮل ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻛﺎذﻳﺐ ،واﻟﺰﻣﻦ ﻛﻠﻪ ﻋﲆ ﺳﺠﻴﺔ واﺣﺪة ،ﻓﺎﻟﺬي ﺷﺎﻫﺪه ﻣﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺪﻧﺎن ﻛﺎﻟﺬي ﺷﺎﻫﺪه آﺧﺮ وﻟﺪ آدم «.ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ» :ﻧﻘﻠﺖ إﻟﻴﻨﺎ أﺑﻴﺎت ﺗﻨﺴﺐ إﻟﻴﻚ: ﻣﺎ ﻃﻞ 124ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻤﺎﻛﻲ وﻻ ﺟﺎدا« أﻧ ﺎ اﻟ ﺬي ﻧ ﻜ ﺢ اﻟ ﻐ ﻴ ﻼن ﻓ ﻲ ﺑ ﻠ ﺪ ﻓﻼ ﻳﺠﻴﺒﻪ ﺗﺄﺑﻂ ﴍٍّا ﺑﻄﺎﺋﻞ. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻣﺦ. ) (2ﻋﻤﺪ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻣﻔﺮدﻫﺎ ﻣﻘﻤﻌﺔ ،وﻫﻲ ﻋﻤﻮد ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻛﺎملﺤﺠﻦ ﻳﴬب ﺑﻪ رأس اﻟﻔﻴﻞ أو ﺧﺸﺒﺔ ﻳﴬب ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﺬل. ) (3داﺋﻤً ﺎ أﺑﺪًا. ) (4اﻟﻠﻌﻨﺔ. ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ أو إﺣﺴﺎﻧًﺎ. )(5 ) (6أﺻﻠﻪ. ) (7ﺟﻤﻊ ﱠ ﻛﻼب )ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ اﻟﻼم( ،وﻫﻮ ﺣﺪﻳﺪة ﻣﻌﻄﻮﻓﺔ اﻟﺮأس ،أو ﻋﻮد ﰲ رأﺳﻪ ﻋﻘﺎﻓﺔ ﻳﺠﺮ ﺑﻪ اﻟﺠﻤﺮ. ) (8ﻛﻨﻴﺔ ﺑﺸﺎر. ) (9ﻛﺤﺒﲆ. ) (10أي أن ﻏﺪا ﻣﺠﻬﻮل ﻻ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﻳﺠﻨﻴﻪ ﻟﻚ. ) (11ﻳﻼم. ) (12املﻠﺢ. ﱢ ً ) (13اﻟﺘﺴﻤﻴﻂ ﴐب ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻳﻨﻈﻢ ﻣﺴﻤﻄﺎ أي ﻣﻘﺴﻤً ﺎ ﻋﲆ أﺟﺰاء ﻋﺮوﺿﻴﺔ ﻣﻘﻔﺎة ﻋﲆ ﻏري روي اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ،وﻗﺪ ﻧﺤﻠﻮا اﻣﺮأ اﻟﻘﻴﺲ ﺗﺴﻤﻴ ً ﻄﺎ آﺧﺮ ﺑني اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺠﺎﻫﲇ ،وأوﻟﻪ: 98 اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻋﻔﺎﻫﻦ ﻃﻮل اﻟﺪﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺨﺎﻟﻲ ﺗ ﻮﻫ ﻤ ﺖ ﻣ ﻦ ﻫ ﻨ ﺪ ﻣ ﻌ ﺎﻟ ﻢ أﻃ ﻼل ∗∗∗ ﻣ ﺮاﺑ ﻊ ﻣ ﻦ ﻫ ﻨ ﺪ ﺧ ﻠ ﺖ وﻣ ﺼ ﺎﺋ ﻒ ﻳ ﺼ ﻴ ﺢ ﺑ ﻤ ﻐ ﻨ ﺎﻫ ﺎ ﺻ ﺪى وﻋ ﻮازف وﻏ ﻴ ﺮﻫ ﺎ ﻫ ﻮج اﻟ ﺮﻳ ﺎح اﻟ ﻌ ﻮاﺻ ﻒ وﻛ ﻞ ﻣ ﺴ ﻒ ،ﺛ ﻢ آﺧ ﺮ رادف ﺑ ﺄﺳ ﺤ ﻢ ﻣ ﻦ ﻧ ﻮء اﻟ ﺴ ﻤ ﺎﻛ ﻴ ﻦ ﻫ ﻄ ﺎل ) (14ﻟﻴﻜﻦ ﺻﺒﺎﺣﻜﻢ ﻧﺎﻋﻤً ﺎ. ) (15ﻫﺬا ﻫﻮ رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ اﻟﺮﺟﺰ ،وﺳﻴﻤﺮ ﺑﻚ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻨﻌﻚ ﺑﺘﺤﺎﻣﻠﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ اﻟﺮﺟﺎز واﻓﺘﻨﺎﺋﻪ ﰲ اﺣﺘﻘﺎرﻫﻢ وﺗﻨﻘﺼﻬﻢ ،وﺳﻨﻨﺒﻪ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻪ .وﻧﺠﺘﺰئ ﻫﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ أﺑﻴﺎت ﻣﻦ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ﺗﺴﺘﺸﻒ ﻣﻨﻬﺎ رأﻳﻪ ﰲ اﻟﺮﺟﺰ واﻟﺮﺟﺎز، ً ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ،وﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﺑﴫاﺣﺔ ﻻ ﺗﺪع أن اﻟ ﻘ ﺼ ﺎﺋ ﺪ ﻟ ﻢ ﻳ ﻠ ﺤ ﻖ ﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﺮﺟ ﺰ ﻗﺼﺮت أن ﺗﺪرك اﻟﻌﻠﻴﺎء ﻓﻲ ﺷﺮف وﻗﻮﻟﻪ: وﻫ ﻞ ﻳ ﺒ ﻠ ﻎ اﻟ ﺸ ﺎﻋ ﺮ اﻟ ﺮاﺟ ﺰ وﻟﻢ أرق ﻓﻲ درﺟﺎت اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻗﻮﻟﻪ: وﻣ ﺎ أﻧ ﺖ ﻣ ﻦ ﻛ ﺴ ﺐ اﻟ ﺪﻧ ﺎﻳ ﺎ ﺑ ﻌ ﺎﺟ ﺰ ﺗ ﻘ ﻨ ﻊ ﻓ ﻲ ﻧ ﻈ ﻢ ﺑ ﺮﺗ ﺒ ﺔ راﺟ ﺰ ﻋﺠﺰت ﻋﻦ اﻟﻜﺴﺐ اﻟﺬي ﻳﺠﻠﺐ اﻟﻐﻨﻰ وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳ ﻨ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﻘ ﻮل رﺗ ﺒ ﺔ ﺷ ﺎﻋ ﺮ ً وﺷﻤﺎﻻ ،وﻫﻮ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺘﻲ ﻋﻨﻘﻪ. ) (16ﻣﺘﺤري أو ﻣﺘﺒﻠﺪ ﻳﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴﻨًﺎ ) (17ارﺟﻊ إﱃ ﺗﻔﺴريﻫﻤﺎ ﰲ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﺸﺎﺟﺮة اﻟﺠﻌﺪي واﻷﻋﴙ. ) (18املﱰدم :املﻮﺿﻊ ﻳﱰﻓﻊ وﻳﺴﺘﺼﻠﺢ ملﺎ اﻋﱰاه ﻣﻦ اﻟﻮﻫﻦ واﻟﻮﻫﻰ ،أي ﻟﻢ ﻳﱰك اﻟﺸﻌﺮاء ﱄ ﻣﻌﻨﻰ ﺟﺪﻳﺪًا أﻗﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪﻫﻢ. ) (19ﻣﺎ ﺟﻤﻌﺘﻪ. ) (20ﻣﻄﺮ. 99 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (21ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ أوس ﻫﻮ أﺑﻮ ﺗﻤﺎم ،وﻫﺬا ﻫﻮ رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ ﺷﻌﺮه ،وﻗﺪ ذﻛﺮه ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻘﺎل: ﻛﺄن ﺑﻘﺎء اﻟﻤﺮء ﺷﻌﺮ ﺣﺒﻴﺐ وﺟﺪت ﻋﻮاري اﻟﺤﻴﺎة ﻛﺜﻴﺮة ) (22ﻣﻐﻨﻴﺎت. ) (23ﺳﻤﻴﺔ ﻫﻲ اﻣﺮأة أﺑﻴﻪ ،وﻛﺎن ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻓﺤﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ أﺑﺎه ذات ﻳﻮم وادﻋﺖ أن ﻋﻨﱰة راودﻫﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻐﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻀﺒًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ،وأﺧﺬ ﻳﴬﺑﻪ ﴐﺑًﺎ ﻣﱪﺣً ﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ رأت ذﻟﻚ رق ﻟﻪ ﻗﻠﺒﻬﺎ ،ﻓﺎرﺗﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺠﻠﻠﻪ وﺗﺤﻤﻴﻪ وﺑﻜﺖ ملﺎ أﺻﺎﺑﻪ ،ﻓﻔﺎﺿﺖ ﺷﺎﻋﺮﻳﺘﻪ ﺑﺘﻠﻚ اﻷﺑﻴﺎت. ) (24ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖٍّ : أﺣﻘﺎ ﺗﺬرﻓني ﻋﲇ دﻣﻮﻋﻚ وﻣﺎ ﻋﻮدﺗﻨﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟ ) (25ﻋﻠﺘﻨﻲ أو ﻧﻜﻨﻔﺘﻨﻲ. ) (26وﻟﺪ اﻟﻈﺒﻴﺔ. ) (27ﺑﺎﻛﻲ اﻟﻌني. ) (28ﻫﻮ ﻋﻠﻘﻤﺔ اﻟﻔﺤﻞ. ) (29ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﺋﻴﺘﻪ وﻣﻴﻤﻴﺘﻪ ،وﻣﻄﻠﻊ اﻷوﱃ» :ﻃﺤﺎ ﺑﻚ ﻗﻠﺐ ﰲ اﻟﺤﺴﺎن ﻃﺮوب«. وﻣﻄﻠﻊ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ» :ﻫﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ وﻣﺎ اﺳﺘﻮدﻋﺖ ﻣﻜﺘﻮم «.وﻫﻤﺎ ﻣﺸﻬﻮرﺗﺎن. ) (30ﴍخ اﻟﺸﺒﺎب رﻳﻌﺎﻧﻪ ،أي أوﻟﻪ. ) (31ﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑﻴﺎت واﺿﺢ ،واﺳﺘﺤﺴﺎن أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﻟﻬﺎ إﱃ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ﻳﺪﻟﻚ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﺻﺎدﻓﺖ ﻫﻮى ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ،وأﻧﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﺪﻳﻨﻮن ﺑﻬﺬا اﻟﺮأي ،ورﺑﻤﺎ ﻣﺜﻠﺖ ﻟﻚ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪه ﰲ اﻟﻨﺴﺎء ،ﻓﻠﻨﺬﻛﺮ ﻟﻚ ﺑﻬﺬه املﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻮﺟﺰ: رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ املﺮأة ﻓﻨﻘﻮل» :إن ﻛﺎن ﻷﺣﺪ أن ﻳﺴﺨﻂ ﻋﲆ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ،ﻓﻬﻲ املﺮأة ،ﻓﻘﺪ اﺣﺘﻘﺮﻫﺎ ،وأﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ً إﴎاﻓﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﻪ أن رأى اﻟﺴﻌﺎدة أﻛﺜﺮ ﻣﺰاﻳﺎﻫﺎ ،وأﻣﻌﻦ ﰲ إﺳﺎءة اﻟﻈﻦ ﺑﻬﺎ ،وأﴎف ﰲ ذﻟﻚ ﰲ ﺧﻠﻮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل: 100 اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻓﻬﻞ ﺗﻮد ﺟﻤﺎدى أﻧﻬﺎ رﺟﺐ؟ ﺑﺪء اﻟﺴﻌﺎدة إن ﻟﻢ ﺗﺨﻠﻖ اﻣﺮأة ً ﻣﻄﻠﻘﺎ ،وﺗَﻤَ ﺜﱠﻠﻬﺎ ﻏﺎدرة ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ﻋﲆ ﻟﺬاﺗﻬﺎ، ورأى أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻨﻬﻤﻜﺔ ﻣﺘﻔﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺷﻬﻮاﺗﻬﺎ ،ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﻮﻓﺎء ،وﻻ ﺗﺪرك ﻟﻠﺤﺐ اﻟﺼﺎدق ﻣﻌﻨﻰ ،ﺗﺘﺠﻬﻢ ﻟﻠﺮﺟﻞ إذا ﻗﻞ ﻣﺎﻟﻪ ،وﺗﺨﻮﻧﻪ ﻷﺗﻔﻪ اﻷﺳﺒﺎب. وﺑﻬﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة املﺘﻌﻨﺘﺔ ،اﻧﺪﻓﻊ ﻳﺸﺪد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺠﺎب ،وﻳﻨﻬﺎﻫﺎ ﻋﻦ دﺧﻮل اﻟﺤﻤﺎم، وﻳﺤﺮم ﻋﻠﻴﻬﺎ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ ،وﻳﺤﻈﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺼﻼة ﰲ املﺴﺠﺪ ،وﻳﻨﺼﺤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪول ﻋﻦ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺑُ ﱞﺪ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻪ ،ﻓﺤﺴﺒﻬﺎ ﻣﻨﻪ أن ﺗﺤﻔﻆ ﺑﻀﻊ أﺑﻴﺎت ﻳﻠﻘﻨﻬﺎ إﻳﺎﻫﺎ ﺷﻴﺦ أﻋﻤﻰ ،أﻧﻬﻜﻪ اﻟﻜﱪ ،ﻓﺨﺎﻧﺘﻪ ﻗﻮاه وارﺗﻌﺸﺖ ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ ﻳﺪه .وﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر اﻟﻴﺴري دون أن ﺗﺤﺎول اﻻﺳﺘﺰادة ،أو ﺗﻄﻤﺢ إﱃ اﻟﺘﻌﻤﻖ ﰲ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﻔﻈﺘﻪ ،ﻓﺈن ذﻫﻨﻬﺎ اﻟﻀﻴﻖ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﺬﻟﻚ ،وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻪ .أﻣﺎ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻔﺴﺪة ﻟﻬﺎ .وﻟﻮ ﺷﺌﻨﺎ ﴎد ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﰲ ذﻟﻚ ،ﻟﺨﺮﺟﻨﺎ ﻋﻤﺎ ﻗﺼﺪﻧﺎ إﻟﻴﻪ ،وﻟﻜﻦ ﺣﺴﺒﻨﺎ أن ﻧﺠﺘﺰئ ﻫﻨﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ن ،وﺧ ﻠ ﻮا ﻛ ﺘ ﺎﺑ ﺔ وﻗ ﺮاءة ص ،ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ وﺑﺮاءة ﻋﻠﻤﻮﻫﻦ اﻟﻨﺴﺞ واﻟﻐﺰل واﻟﺮد ﻓﺼﻼة اﻟﻔﺘﺎة ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ واﻹﺧﻼ وﻗﻮﻟﻪ: ﻳ ﻠ ﻘ ﻨ ﻬ ﻦ آﻳً ﺎ ﻣ ﺤ ﻜ ﻤ ﺎت وﻟ ﻤ ﺘ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻤ ﺘ ﺜ ّﻐ ﻤ ﺎت وﻻ ﻳﺪﻧﻴﻦ ﻣﻦ رﺟﻞ ﺿﺮﻳﺮ ﺳﻮى ﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﺮﺗﻌ ًﺸﺎ ﻳﺪاه وﻟﻴﺲ ﻷﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺔ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ﻟﻪ املﺮأة إﻻ ﺳﺨﻄﻪ ﻋﲆ وأد اﻟﺒﻨﺎت — إن ﻛﺎن ﻳﺼﺢ اﻋﺘﺒﺎر ﻫﺬا اﻟﻮاﺟﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺣﺴﻨﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎل: ﺗﺌﺪوا ،وأﻛﺮم ﺑﺎﻟﺘﺮاب ﻣﺼﺎﻫ ًﺮا ﻻ ﺗﻮﻟﺪوا ،ﻓﺈذا أﺑﻲ ﻃﺒﻊ ،ﻓﻼ ﻋﲆ أن ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻫﻮ أﻗﻞ ﻣﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮه ﻣﻦ رﺟﻞ ﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﺑﻪ اﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﺮﻳﻢ أﻛﻞ ً إﺷﻔﺎﻗﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻞ وﺻﻠﺖ إﱃ ﺣﺪ أن أﻧﻜﺮ ﻋﲆ اﻟﻨﺎس ﻗﺘﻞ اﻟﱪﻏﻮث، اﻟﺤﻴﻮان ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻘﺎل: 101 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺗﺴﺮﻳﺢ ﻛﻔﻚ ﺑﺮﻏﻮﺛ ًﺎ ﻇﻔﺮت ﺑﻪ أﺑﺮ ﻣﻦ درﻫﻢ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻣﺤﺘﺎﺟً ﺎ وأﺧﺬ ﻳﺪﻟﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻓﻘﺎل: ﻋﺰﻳﺰة — وﻳﺮوم اﻟﻌﻴﺶ ﻣﻬﺘﺎﺟً ﺎ ﻛ ﻼﻫ ﻤ ﺎ ﻳ ﺘ ﻮﻓ ﻰ — واﻟ ﺤ ﻴ ﺎة ﻻ ﻋﲆ أﻧﻚ ،إذا آﻧﺴﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺮارة اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﱪﻏﻮث ،ﰲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘني ،آملﻚ ﻣﺎ ﺗﻠﻤﺤﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻮر ،ﺣني ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ وأد اﻟﺒﻨﺎت ﰲ ﻗﻮﻟﻪ» :وأﻛﺮم ﺑﺎﻟﱰاب ﻣﺼﺎﻫ ًﺮا «.ﻓﻘﺪ ﺗﺮى ﻓﻴﻪ ﻧﻬﻴًﺎ ﻣﺸﻮﺑًﺎ ﺑﴚء ﻣﻦ اﻟﱰدد واﻟﺤﺬر ،ﺑﻞ إن ﺷﺌﺖ ﻓﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﴇ واﻟﺘﻤﺎس اﻟﻌﺬر«. وﻻ ﻳﺬﻫﺒﻦ اﻟﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎرئ ،ﻓﻴﺤﺴﺐ أن أﺑﺎ اﻟﻌﻼء ﻛﺎن ﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺎﻣﻞ ﻳﻜﺮﻫﻬﺎ أو ً ﺷﻔﻴﻘﺎ رﺣﻴﻤً ﺎ ﺑﻬﺎ ،وإﻧﻤﺎ ﻳﻘﺘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﱰة ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ،ﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ، دﻓﻌﻪ إﱃ ﺗﻨﻘﺼﻬﺎ وﺗﻤﻨﻲ ﺧﻠﻮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺣﺪﺑﻪ اﻟﻌﻤﻴﻢ ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن .وملﺎ ﻛﺎﻧﺖ املﺮأة ﰲ رأﻳﻪ ﻫﻲ أداة اﻟﻨﺴﻞ وﻣﺠﻠﺒﺘﻪ وﻫﻮ ﻻ ﻳﺮى ﰲ ﻏري اﻧﻘﺮاض اﻟﻨﺴﻞ ﺣﺎﺳﻤً ﺎ ﻟﺸﻘﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻼ ﺟﺮم ﱠ ﺧﺼﻬﺎ ﺑﺄﻛﱪ ﻗﺴﻂ ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻪ ،وﻧﻘ َﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺟﻮدﻫﺎ. وﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪه ﻋﲆ ﺳﻮء ﻇﻨﻪ ﺑﻬﺎ واﺣﺘﻘﺎره ﻣﻮاﻫﺒﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻋﴫه ﻣﻦ اﻻﻧﺤﻄﺎط اﻟﺨﻠﻘﻲ واﻟﻀﻌﻒ اﻟﻨﻔﴘ ،وﻣﺎ اﻛﺘﻈﺖ ﺑﻪ اﻵداب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ درﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻘﺺ املﺮأة واﻻﻓﺘﻨﺎن ﰲ ذﻛﺮ ﻣﺜﺎﻟﺒﻬﺎ. وﻻ ﻣﻨﺪوﺣﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﲆ أن رأي ﺷﻮﺑﻨﻬﻮر اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻷملﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜريًا ﻋﻦ رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ املﺮأة ،وﻻ ﻳﻐﻴﺒﻦ ﻋﻦ اﻟﻘﺎرئ اﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﰲ املﺰاج اﻟﺴﻮداوي اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻠﺔ ﺗﺸﺎؤﻣﻬﻤﺎ ﻣﻌً ﺎ. ) (32املﺼﻄﺒﺢ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﴩب اﻟﺼﺒﻮح أي ﺧﻤﺮ اﻟﻐﺪاة ،وﻫﻮ ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﰲ أول ﻣﻌﻠﻘﺘﻪ: أﻻ ُﻫﺒﻲ ﺑﺼﺤﻨﻚ ﻓﺎﺻﺒﺤﻴﻨﺎ وﻻ ﺗ ﺒ ﻘ ﻰ ﺧ ﻤ ﻮر اﻷﻧ ﺪرﻳ ﻨ ﺎ أي اﻧﻬﴤ ﺑﻘﺪﺣﻚ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ،واﺳﻘﻴﻨﺎ ﺧﻤﺮة اﻟﺼﺒﺎح ،وﻻ ﺗﺪﺧﺮي ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻤﺎ ﻋﻨﺪك ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻤﺮ اﻟﺘﻲ أﺣﴬت ﻣﻦ ﻗﺮى اﻷﻧﺪرﻳﻦ. 102 اﻟﺠﺤﻴﻢ ) (33املﻐﺘ ِﺒﻖ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﴩب اﻟﻐﺒﻮق ،أي ﺧﻤﺮ اﻟﻌﴚﱢ . ) (34أي ﻟﻢ ِ ﺗﺄت ﺑﺎﻟﺴﻨﺎد ﰲ ﺷﻌﺮك ،واﻟﺴﻨﺎد ﰲ اﻟﺸﻌﺮ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ ﰲ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺮوي. ) (35ﻣﺨﻔﻒ ﻏﺪُر ،ﺑﻀﻢ اﻟﺪل. ) (36ﺗﴬﺑﻬﺎ. ) (37ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :أن ﻣﺘﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺪروع ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺘﻮن اﻟﻐﺪُر إذا ﺻﻔﻘﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح أﺛﻨﺎء ﺟﺮﻳﻬﺎ. ً ﻏﻤﺼﺎ. ) (38اﻟﺒﺨﻖ أﻗﺒﺢ اﻟﻌﻮر وأﻛﺜﺮه ) (39ﺗﴩى ﻟﻚ ﻟﺘﴩﺑﻬﺎ. ) (40اﻟﺨﻤﺮ. ) (41اﻟﺤﺺ ﻫﻮ اﻟﻮرس ،ﻧﺒﺖ ﻟﻪ ﻧﻮار أﺣﻤﺮ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺰﻋﻔﺮان ،وﻗﺪ أﺷﺎر ﺑﺬﻟﻚ إﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﻣﻌﻠﻘﺘﻪ ﻳﺼﻒ اﻟﺨﻤﺮ: إذا ﻣﺎ اﻟﻤﺎء ﺧﺎﻟﻄﻬﺎ ،ﺳﺨﻴﻨ ًﺎ ﻣﺸﻌﺸﻌﺔ ﻛﺄن اﻟﺤﺺ ﻓﻴﻬﺎ واملﺸﻌﺸﻌﺔ :اﻟﺨﻤﺮ املﻤﺰوﺟﺔ ﺑﺎملﺎء. ) (42ﻛﺴﻊ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﻐﱪﻫﺎ ﺗﺮك ﰲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻦ ﻟﻴﻐﺰر. ) (43اﻟﺸﻮل :اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﺎل ﻟﺒﻨﻬﺎ ،أي ارﺗﻔﻊ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﰲ ﴐﻋﻬﺎ إﻻ ﺻﺒﺎﺑﺔ ﻣﻨﻪ. ) (44أﻏﺒﺎر ﺟﻤﻊ ﻏﱪ ،وﻫﻲ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻠﺒﻦ ﰲ اﻟﴬع. ) (45ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺞ اﻟﻨﺎﻗﺔ ،أي ﻳﲇ ﻧﺘﺎﺟﻬﺎ .وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :ﻻ ﻳﻜﻦ ﻫﻤﻚ ﺗﻐﺰﻳﺮ إﺑﻠﻚ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﻧﺴﻠﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺪري ﻣﺎ ﺗﻀﻤﺮه اﻷﻳﺎم ﻓﺮﺑﻤﺎ اﺧﺘﺺ ﺑﻨﺘﺎﺟﻬﺎ ﻏريك. وﻳﲇ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓ ﺈن ﺷ ﺮ اﻟ ﻠ ﺒ ﻦ اﻟ ﻮاﻟ ﺞ وأﺣﻠﺐ ﻷﺿﻴﺎﻓﻚ أﻟﺒﺎﻧﻬﺎ أي ﴍ اﻟﻠﺒﻦ ﻫﻮ املﻜﺴﻮع اﻟﺬي ﻳﻠﺞ ﰲ ﻇﻬﻮر اﻟﻨﻮق ﻓﺎﺣﻠﺒﻬﺎ ﻷﺿﻴﺎﻓﻚ وﻻ ﺗﻜﻦ ً ﺑﺨﻴﻼ. ) (46ﻳﻜﺴﻌﻮن ﻧﺎﻗﺔ املﻴﺖ ،أي ﻳﴬﺑﻮﻧﻬﺎ ﺑﻘﻮاﺋﻢ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ أﺳﻔﻞ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﻼم ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ اﻟﺴﺎﺑﻖ وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﻣﻦ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻧﻔﻊ وﻟﻴﺲ ﰲ ذﻛﺮﻫﺎ ﺑﺄس. 103 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (47ﻳﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺮوي ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺨﻤﺮ وﻳﻔﺨﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮت رﻳﺎن ،وأن ﻋﺎذﻟﻴﻪ ﰲ ﴍﺑﻬﺎ ﺳﻴﻈﻤﺄون ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻬﻢ. ) (48ﺑﺨﻴﻞ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﲆ ﺟﻤﻊ املﺎل وادﺧﺎره. ) (49ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :ﻻ أرى أي ﻓﺮق ﺑني ﻗﱪ اﻟﺒﺨﻴﻞ اﻟﺬي ﻋﻨﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺠﻤﻊ املﺎل وادﺧﺎره ،وﻗﱪ املﻔﺴﺪ املﺘﻼف ملﺎﻟﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻗﻴﻤﺔ املﺎل إذن ،وملﺎذا أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﻻ أﻣﺘﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻪ. ) (50إذا واﻓﻴﺘﻨﻲ ﻣﻨﺤﺘﻚ ً ﻛﺄﺳﺎ ﺗﺮوى ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ ،ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﺸﺄ ،ﻓﻼ ﺳﻘﻴﺘﻬﺎ أﺑﺪًا. ) (51اﻟﺼﺒﻮح ﴍاب اﻟﺼﺒﺎح ،واﻟﻐﺒﻮق ﴍاب املﺴﺎء. ) (52ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ اﻟﺮواﻳﺘني اﻟﺸﺎﺋﻌﺘني ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻗﺘﻠﻪ ،واﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أرﺟﺢ وأﺷﻬﺮ ،وﻓﺤﻮاﻫﺎ أن ﻃﺮﻓﺔ ﻛﺎن ﻗﺪ ﻫﺠﻰ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻫﻨﺪ ،ﻓﺄﺣﻔﻈﻪ ﺗﻠﻚ ﻋﻠﻴﻪ ،وأﴎﻫﺎ ﻟﻪ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺛﻢ أرﺳﻠﻪ ﻣﻊ املﺘﻤﻠﺲ إﱃ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،ﺑﻌﺪ أن ﺗﻠﻄﻒ ﺑﻬﻤﺎ ،وأﻋﻄﻰ ٍّ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ،أوﻫﻤﻬﻤﺎ أن ﻓﻴﻪ أﻣ ًﺮا ﺑﺼﻠﺘﻬﻤﺎ ،وإﻧﻤﺎ ﻓﻴﻪ أﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻬﻤﺎ .وارﺗﺎب املﺘﻠﻤﺲ ﰲ ﻧﻴﺔ اﺑﻦ ﻫﻨﺪ ،ﻓﺬﻫﺐ إﱃ ﻏﻼم ﻳﻘﺮأ ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ وﺟﺪ ﻓﻴﻪ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻓﺮ ،وﻧﺼﺢ ﻃﺮﻓﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺘﺼﺢ ،وذﻫﺐ ﻟﻄﻴﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻟﻘﻰ ﺣﺘﻔﻪ. ) (53ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻌﻠﻘﺘﻪ اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ و ﱢُﻓﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ إﱃ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺻﻮرة واﺿﺤﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ .املﺘﻮﺛﺒﺔ إﱃ ﻏﺎﻳﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻨﺒﻴﻞ ،اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺤﺲ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎل واﻟﺤﺴﻦ ،اﻟﻔﻴﺎﺿﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻤﺤﻬﺎ ﰲ أﻏﻠﺐ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ — إن ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﰲ ﻛﻠﻬﺎ ،وﻫﻞ ﺗﺮى أﻧﺼﺢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮرة اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣَ ﺜﱠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺣني ﻳﻘﻮل: وأن أﺷﻬﺪ اﻟﻠﺬات ،ﻫﻞ أﻧﺖ ﻣﺨﻠﺪي؟ ﻓ ﺪﻋ ﻨ ﻲ أﺑ ﺎدرﻫ ﺎ ﺑ ﻤ ﺎ ﻣ ﻠ ﻜ ﺖ ﻳ ﺪي وﺟ ﺪك ،ﻟ ﻢ أﺣ ﻔ ﻞ ﻣ ﺘ ﻰ ﻗ ﺎم ﻋ ﻮدي ﻛ ﻤ ﻴ ﺖ ،ﻣ ﺘ ﻰ ﻣ ﺎ ﺗ ﻌ ﻞ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺎء ﺗ ﺰﺑ ﺪ ﻛ ﺴ ﻴ ﺪ اﻟ ﻐ ﻀ ﺎ ،ﻧ ﺒ ﻬ ﺘ ﻪ — اﻟ ﻤ ﺘ ﻮرد ﺑ ﺒ ﻬ ﻜ ﻨ ﺔ ،ﺗ ﺤ ﺖ اﻟ ﺨ ﺒ ﺎء اﻟ ﻤ ﻌ ﻤ ﺪ أﻻ أﻳ ﻬ ﺬا اﻟ ﺰاﺟ ﺮي ،أﺣ ﻀ ﺮ اﻟ ﻮﻏ ﻰ ﻓ ﺈن ﻛ ﻨ ﺖ ﻻ ﺗ ﺴ ﺘ ﻄ ﻴ ﻊ دﻓ ﻊ ﻣ ﻨ ﻴ ﺘ ﻲ وﻟ ﻮﻻ ﺛ ﻼث ﻫ ﻦ ﻣ ﻦ ﻋ ﻴ ﺸ ﺔ اﻟ ﻔ ﺘ ﻰ ﻓ ﻤ ﻨ ﻬ ﻦ ﺳ ﺒ ﻘ ﻲ اﻟ ﻌ ﺎذﻻت ﺑ ﺸ ﺮﺑ ﺔ وﻛ ﺮي ،إذا ﻧ ﺎدى اﻟ ﻤ ﻀ ﺎف ﻣ ﺠ ﻨ ﺒً ﺎ، وﺗﻘﺼﻴﺮ ﻳﻮم اﻟﺪﺟﻦ ،واﻟﺪﺟﻦ ﻣﻌﺠﺐ، ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺪﻓﻊ ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﻳﻌﺬﻟﻪ ﰲ اﻗﺘﺤﺎﻣﻪ اﻟﻬﻴﺠﺎء وﺗﻤﺘﻌﻪ ﺑﻠﺬاﺗﻪ ،ﺑﺎﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺨﻠﻮد ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﻮﺟﻮب اﻗﺘﻨﺎص اﻟﻔﺮص ،واﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﴪات اﻟﺤﻴﺎة ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﺘﺎﻟﻪ ﻳﺪ املﻮت ،واﻧﻈﺮ إﱃ رﻏﺒﺎﺗﻪ اﻟﺜﻼث اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺮى ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻣﻌﻨﻰ ﺑﺪوﻧﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺳﺒﻘﻪ اﻟﻌﺎذﻻت 104 اﻟﺠﺤﻴﻢ ﺑﴩﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ اﻟﻜﻤﻴﺖ ،واﻧﺪﻓﺎﻋﻪ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺤﺮب ﺑﻔﺮﺳﻪ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺬﺋﺐ ﰲ ﴎﻋﺔ اﻟﻌﺪو ،ﻹﻏﺎﺛﺔ اﻟﻼﺋﺬ ﺑﻪ ،وﺗﻘﺼريه ﻳﻮم اﻟﻐﻴﻢ ،ﺑﺎﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻣﺮأة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﻐﺎزﻟﻬﺎ ،ﰲ ﴎادق ﻣﺮﻓﻮع. ) (54اﻟﺠﺎﺋﺮون أو اﻟﺤﺎﺋﺪون ﻋﻦ اﻟﺤﻖ. ) (55ﺧﺎﻟﻄﺖ اﻟﺠﺮﺑﻰ ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺮب ﻟﻘﻮﺗﻬﺎ. ) (56ﺟﻤﻊ ﻓﺼﻔﺼﺔ وﻫﻲ ﻧﺒﺎت ﺗﻌﻠﻔﻪ اﻟﺪواب. ) (57اﻟﻔﻠﻮس. ) (58ﺳﺎﺋﺲ ﺣﺎذق ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ أن ﻓﺮﺳﻪ ﺧﺎﻟﻄﺖ اﻟﺪواب اﻟﺠﺮﺑﻰ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﻬﺎ ﺟﺮب؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاس اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﴩي ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻔﻬﺎ ﺑﺎملﺎل ﺳﺎﺋﺲ ﺣﺎذق ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺄﻣﺮﻫﺎ. ) (59ﻣﴫف ،وﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻋﺪﺗﻬﺎ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وأرﺑﻌﻮن ﺑﻴﺘًﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﰲ ﺗﺄﺑﻂ ﴍٍّا ،اﺑﻦ زوﺟﻪ أﻣﻴﻤﺔ. ) (60ﻣﺤﺒﺲ. ) (61ﺿﻴﻖ ﺑﺎﻋﻚ. ) (62ﻳﺘﺄوى ﻣﻦ وﺟﻊ اﻟﴬب أو ﻣﻦ أﻟﻢ اﻟﺠﻮع. )ً (63 زﻗﺎﻗﺎ ﻣﻤﻠﻮءة ﺷﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ،أو ﻗﺮﺑًﺎ ﻣﻠﺌﺖ ﻓﺎرﺗﻔﻌﺖ ﻗﻮاﺋﻤﻬﺎ. ) (64أﺳﻘﻮﻧﻲ ﺧﻤﺮ اﻟﺼﺒﺎح. ) (65اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺨﻤﺮ ﺳﻤﻴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ملﻌﺎﻗﺮﺗﻬﺎ ،أي ملﻼزﻣﺘﻬﺎ اﻟﺪن. ) (66ﺟﻤﺮة ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ. ) (67ﺗﺤﱰق وﺗﺘﻮﻫﺞ. ) (68ﻳﺴﻘﻰ ﺑﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ. ) (69ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﻤﻦ. ) (70ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﴪ. ) (71أي أﻧﻬﻢ ﺣني ﻳﻀﻌﻮﻧﻬﺎ ﻳﻬﻠﻠﻮن ﻓﺮﺣني ﺑﻬﺎ. ) (72ﻣﻘﻄﻊ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﺎر ﻓﺘﻨﻀﺠﻪ. ) (73اﺷﺘﺪاد اﻟﻔﺮح ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺎوز اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺪه ﻓﻴﺘﺒﺨﱰ وﻳﺨﺘﺎل. ) (74ﻛﱪ. ) (75ﻟﻢ ﺗﻤﻬﻠﻨﺎ. ) (76ﺳﻜﺮة. 105 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (77ﻛﺜﻴﺐ أو ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ ﺗﻨﻘﺎد ﻣﺤﺪودﻳﺔ. ) (78ﻳﻨﻬﺎل. ) (79اﻟﻬﺮوب أو اﻟﻔﺮار وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ اﻟﻨﺠﺎة. ) (80ﻳﺨﺮج ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺪه إﻳﺎه. ) (81أﺷﻢ. ) (82اﻟﻼﺋﻲ ﻳﺮﻓﻌﻦ أﺻﻮاﺗﻬﻦ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎء. ) (83ﻗﺮﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ أو ﺑﻨﺎء ﻛﺎﻟﻘﴫ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﻴﻮت. ) (84ﻣﺨﺘﻠﻂ وﻣﻠﺘﺒﺲ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺴﻜﺮ. ) (85ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺖ ﻗﻴﻞ ﻫﻮ اﻟﻴﺎﺳﻤني. ) (86ﺟﻤﻊ ﺧﻨﻮص وﻫﻮ وﻟﺪ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ. ) (87ﻣﻄﻌﻦ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ أﻧﻚ أﻓﻨﻴﺖ اﻟﺪﺟﺎج ً أﻛﻼ ،ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻮ ﻋﻄﻔﺖ ﻋﲆ اﻟﺨﻨﺎزﻳﺮ ﻓﺄﻛﻠﺘﻬﺎ ،أﺗﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻄﻌﻨًﺎ؟ ) (88ﺟﺎﻫﺮي ﺑﻪ. ) (89ﻻ أﻛﺘﻢ. ) (90اﻟﴪ. ) (91ﻳﻌﻨﻲ ﺟﺒﻞ أﺣُ ﺪ وﻫﻮ ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ اﻧﺘﺼﺎر املﴩﻛني ﻋﲆ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﰲ واﻗﻌﺔ ً ﻣﺤﻘﻘﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني أﺣﺪ ﺳﻨﺔ )٦٢٥م( ،وﻛﺎن ﻗﺎﺋﺪ املﴩﻛني ﻓﻴﻬﺎ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ،وﻛﺎن اﻟﻨﴫ ﰲ ﺑﺪﺋﻬﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺎﻟﻔﻮا أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ واﻧﺘﻘﻠﻮا ﻣﻦ ﻣﻮاﺿﻌﻬﻢ ،ﻛ ﱠﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ املﴩﻛﻮن وﻗﺘﻠﻮا ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺪدًا ﻛﺒريًا ،ﻓﻴﻬﻢ ﺣﻤﺰة ﻋﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ،واﺳﺘﻄﺎع اﻟﻌﺪو أن ﻳﺨﻠﺺ إﱃ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓريﻣﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة ،ووﻗﻊ ﻟﺸﻘﻪ ،ﻓﺄﺻﻴﺒﺖ رﺑﺎﻋﻴﺘﻪ وﺷﺞ وﺟﻬﻪ وﻛﻠﻤﺖ ﺷﻔﺘﻪ ،ودﺧﻠﺖ ﺣﻠﻘﺘﺎن ﻣﻦ ﺣﻠﻖ املﻐﻔﺮ ﰲ وﺟﻨﺘﻪ ،وﺳﻘﻂ ﰲ إﺣﺪى اﻟﺤﻔﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮﻫﺎ املﴩﻛﻮن ﻟﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ املﺴﻠﻤﻮن ،ﻓﺄﺧﺬه ﻋﲇ ﺑﻴﺪه ،ورﻓﻌﻪ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﷲ ،وأﺣﺎط ﺑﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر واملﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ،اﺳﺘﺒﺴﻠﻮا ﰲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ ،وﰲ ﻫﺬه املﻮﻗﻌﺔ أﻇﻬﺮت أم ﻧﺴﻴﺒﺔ ﺑﻨﺖ ﻛﻌﺐ ،ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻣﺪﻫﺸﺔ وإﻗﺪاﻣً ﺎ ﻳﺴﺘﻔﺰ اﻹﻋﺠﺎب واﻟﺮوﻋﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻘﻲ املﺎء ﰲ أول اﻟﻨﻬﺎر ،ﻓﻠﻤﺎ رأت ﻫﺰﻳﻤﺔ املﺴﻠﻤني ،اﻧﺤﺎزت إﱃ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وﺗﻔﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﺬود ﻋﻨﻪ ،ﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺴﻴﻔﻬﺎ ﻣﺮة ،وراﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻗﻮﺳﻬﺎ أﺧﺮى ،ﺣﺘﻰ أﺛﺨﻨﺘﻬﺎ اﻟﺠﺮوح. وﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻌﺮﻛﺔ ﺻﻌﺪ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن رﺑﻮة ،وﻧﺎدى املﺴﻠﻤني ﺑﺄﻋﲆ ﺻﻮﺗﻪ» :أﻧﻌﻤﺖ ﻓﻌﺎل ،إن اﻟﺤﺮب ﺳﺠﺎل ،ﻳﻮم ﺑﻴﻮم ﺑﺪر ،اﻋْ ُﻞ ُﻫﺒَﻞ!« 106 اﻟﺠﺤﻴﻢ ) (92ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ أﻣﺮ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻌﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎوﻳﺔ وﻋﲇُ ، ﻓﻘﺘﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ وأﺣﺮزﻫﺎ اﻷول. ) (93اﻟﺤﻆ. ) (94اﺳﻘﻴﻨﻲ. ) (95ﻧﺨﺐ ذﻟﻚ. ) (96ﺧﻤﺮة. ) (97ﻋﻨﺒًﺎ. ) (98ﺗﻌﺎﱄ ﻓﺤﺪﺛﻴﻨﻲ وأﻋﻠﻨﻲ أﺣﺎدﻳﺜﻚ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ رأﻳﻲ ﻛﺘﻤﺎﻧﻬﺎ ،ﺣﺪﺛﻴﻨﻲ ﻋﻦ ﻫﺰﻳﻤﺔ املﺴﻠﻤني ﰲ أﺣُ ﺪ ،واﻧﺘﺼﺎر أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ووﻟﻮﻟﺔ ﺑﺎﻛﻴﺎﺗﻬﻢ ﻋﲆ ﻗﺘﻼﻫﻢ، وﺣﺪﺛﻴﻨﻲ ﻋﻦ ﻓﺸﻞ ﻋﲇ ﰲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺨﻼﻓﺔ ،واﻧﺘﺼﺎر ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،وإﺣﺮازﻫﺎ دوﻧﻪ، ﺛﻢ اﺳﻘﻴﻨﻲ ﻧﺨﺐ ﻫﺬه اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت املﺤﺒﻮﺑﺔ ﺧﻤﺮة ﻟﺬﻳﺬة ،اﻋﺘﴫﻫﺎ اﻟﻌﻴﴗ ﻣﻦ ﻋﻨﺐ ﺷﺂﻣﻲ. ) (99إذا ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ أﻗﻮال اﻟﻘﺪﻣﺎء ،ﻟﻢ ﻧﺠﺪ أﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺤﺮم اﻟﺨﻤﺮ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﺗﻔﺮد ﺑﺘﺤﺮﻳﻤﻬﺎ وﺣﺪه ،ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﻣﺎت ،ﻓﺰال ﺑﻤﻮﺗﻪ اﻟﺨﻠﻒ ﰲ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑني اﻟﻨﺎس. ) (100اﻟﺘﺸﺒﻴﺐ. ) (101ﻟﻢ ﺗﺪﻫﺶ وﻟﻢ ﺗﺘﺤري وﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﻤﺎ أﻧﺖ ﻓﻴﻪ. ) (102ﻃﺒﻴﻌﺔ. ) (103اﻟﺤﻤﺎر. ) (104ﺧﻤ ًﺮا ﺑﺎردة. ) (105ﻋﻨﺪ إﴍاق اﻟﺼﺒﺎح. ) (106ﺳﺎدم ﰲ ﻣﻌﻨﻰ ﻧﺎدم وﻫﻲ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ. ) (107ﺣﻔﻈﺘﻚ وﺻﺎﻧﺘﻚ ﻋﻦ اﻷذى. ) (108ﺟﻤﻊ واﻗﻴﺔ وﻫﻲ اﻟﴚء ﻳﺘﻘﻰ ﺑﻪ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ أﻧﻬﺎ دﻗﺖ ﺻﺪرﻫﺎ داﻋﻴﺔ أن ﻻ ﻳﺼﻴﺒﻨﻲ ﻣﻜﺮوه. ) (109ﴐﺑﻨﻬﻢ ﴐﺑًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا. ) (110اﻟﺤﻼق :املﻨﻴﺔ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :أي ﺧري ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻌﺪ أن أﻓﻨﻰ اﻟﺮدى ﻛﻞ ﻧﺪاﻣﺎي. ) (111ﺑﺪﺧﻮﻟﻚ. ) (112اﺳﻢ ﻣﻜﺎن. 107 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (113اﻧﺘﻬﻴﺖ. ) (114ﻻ ﺗﺮﺟﻌﻲ. ) (115ﻣﻨﺘﺤﻴًﺎ. ) (116ﺟﻤﺎﻋﺔ. ) (117ﺻﻌﺪ ﰲ أي ﺗﻮﻏﻞ أو رﻗﻰ ﻓﻴﻪ. ) (118اﻟﻜﺮاع :أﻧﻒ ﻳﺘﻘﺪم اﻟﺤﺮة ﻣﻤﺘﺪ ،أي ﺟﺰء ﺧﺎرج ﻣﻤﺘﺪ ﻳﺘﻘﺪم اﻟﺤﺮة ،وﻫﻲ ﻛﻞ أرض ذات ﺣﺠﺎرة ﻧﺨﺮة ﺳﻮد ﻛﺄﻧﻬﺎ أﺣﺮﻗﺖ ﺑﺎﻟﻨﺎر. ) (119ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻬﺠني زﻫري ﺑﻦ ﺟﻨﺎب. ) (120ﻗﺎرﺑﺖ وﻳﻘﺎل ﺗﻮﻓﻘﺖ. ) (121ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺘﺸﻜﻲ أي ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺘﻮﺟﻊ واﻟﺘﺄوه ،وﺑﺬﻟﻚ وﺻﻔﻪ ﻗﺮﻳﻨﻪ ﺗﺄﺑﻂ ﴍٍّا ﰲ ﻗﺼﻴﺪة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ. ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻬﻮى ﺷﺘﻲ اﻟﻨﻮى واﻟﻤﺴﺎﻟﻚ ﻗ ﻠ ﻴ ﻞ اﻟ ﺘ ﺸ ﻜ ﻲ ﻟ ﻠ ﻤ ﻬ ﻢ ﻳ ﺼ ﻴ ﺒ ﻪ أي ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺘﻮﺟﻊ ملﺎ ﻳﺤﺰﻧﻪ ،ﻛﺜري اﻟﺴﻔﺮ واﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﱃ آﺧﺮ. ) (122ﻛﻒ ورﺟﻊ. ) (123ﻧﻔﱰي وﻧﻜﺬب. ) (124ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻬﺎ اﻟﻄﻞ وﻫﻮ اﻟﺮذاذ أي املﻄﺮ اﻟﻀﻌﻴﻒ. 108 ﻋﻮدة إﱃ اﻟﻔﺮدوس ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ آدم ﻓﺈذا رأى ﻗﻠﺔ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﺗﺮﻛﻬﻢ ﰲ اﻟﺸﻘﺎء اﻟﴪﻣﺪ ،وﻋﻤﺪ ملﺤﻠﻪ ﰲ اﻟﺠﻨﺎن ،ﻓﻴﻠﻘﻰ آدم — ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم — ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻚ ،ﻗﺪ روي ﻟﻨﺎ ﻋﻨﻚ ﺷﻌﺮ، ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻚ: ﻧ ﺤ ﻦ ﺑ ﻨ ﻮ اﻷرض وﺳ ﻜ ﺎﻧ ﻬ ﺎ واﻟ ﺴ ﻌ ﺪ ﻻ ﻳ ﺒ ﻘ ﻰ ﻷﺻ ﺤ ﺎﺑ ﻪ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ُﺧ ﻠ ﻘ ﻨ ﺎ ،وإﻟ ﻴ ﻬ ﺎ ﻧ ﻌ ﻮد واﻟﻨﺤﺲ ﺗﻤﺤﻮه ﻟﻴﺎﻟﻲ اﻟﺴﻌﻮد« ﻓﻴﻘﻮل» :إن ﻫﺬا اﻟﻘﻮل ﺣﻖ ،وﻣﺎ ﻧﻄﻘﻪ إﻻ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﻤﺎء ،وﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻓﻠﻌﻠﻚ ﻳﺎ أﺑﺎﻧﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﺛﻢ ﻧﺴﻴﺖ؟ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ أن اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻣﺘﴪع إﻟﻴﻚ، وﺣﺴﺒﻚ ﺷﻬﻴﺪًا ﻋﲆ ذﻟﻚ ،اﻵﻳﺔ املﺘﻠﻮة ﰲ ﻗﺮآن ﻣﺤﻤﺪ — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪَ ﴿ :و َﻟ َﻘ ْﺪ ﻋَ ِﻬ ْﺪﻧَﺎ ﴘ َو َﻟ ْﻢ ﻧ َ ِﺠ ْﺪ َﻟ ُﻪ ﻋَ ْﺰﻣً ﺎ﴾ .وﻗﺪ زﻋﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء أﻧﻚ ﺳﻤﻴﺖ إﻧﺴﺎﻧًﺎ إ ِ َﱃ ٰ آ َد َم ِﻣﻦ َﻗﺒْ ُﻞ َﻓﻨ َ ِ َ ﻟﻨﺴﻴﺎﻧﻚ ،واﺣﺘﺞ 1ﻋﲆ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﺘﺼﻐري :أﻧﻴﺴﺎن ،وﰲ اﻟﺠﻤﻊ :أﻧﺎﳼ ،وﻗﺪ روي أن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ،وﻗﺎل اﻟﻄﺎﺋﻲ: ﻻ ﺗَﻨ ْﺴﻴ ﱠﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻬﻮد وإﻧﻤﺎ ُﺳﻤﻴﺖ إﻧﺴﺎﻧ ًﺎ ﻷﻧﻚ ﻧﺎﺳﻲ« ً ﻋﻘﻮﻗﺎ وأذﻳﺔ؟ إﻧﻤﺎ ﻛﻨﺖ أﺗﻜﻠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻴﻘﻮل آدم — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ» :أﺑﻴﺘﻢ إﻻ وأﻧﺎ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻫﺒﻄﺖ اﻷرض ﻧﻘﻞ ﻟﺴﺎﻧﻲ إﱃ اﻟﴪﻳﺎﻧﻴﺔ ﻓﻠﻢ أﻧﻄﻖ ﺑﻐريﻫﺎ إﱃ أن ﻫﻠﻜﺖ ،ﻓﻠﻤﺎ ردﻧﻲ ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ — إﱃ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﺎدت ﻋﲇ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺄي ﺣني رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻧﻈﻤﺖ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ ﰲ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ أم اﻵﺟﻠﺔ ،واﻟﺬي ﻗﺎل ذﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺎﻟﻪ وﻫﻮ ﰲ اﻟﺪار املﺎﻛﺮة ،أﻻ ﺗﺮى ﻗﻮﻟﻪ :ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎ وإﻟﻴﻬﺎ ﻧﻌﻮد؟ ﻓﻜﻴﻒ أﻗﻮل ﻫﺬا املﻘﺎل وﻟﺴﺎﻧﻲ ﴎﻳﺎﻧﻲ. وأﻣﺎ اﻟﺠﻨﺔ ﻗﺒﻞ أن أﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻠﻢ أﻛﻦ أدري ﺑﺎملﻮت ﻓﻴﻬﺎ ،وإﻧﻪ ﻣﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﻋﲆ اﻟﻌﺒﺎد .وأﻣﺎ ﺑﻌﺪ رﺟﻮﻋﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻘﻮﱄ» :وإﻟﻴﻬﺎ ﻧﻌﻮد«؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺬب ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ،وﻧﺤﻦ ﻣﻌﺎﴍ أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﻟﺪون ﻣ َ ُﺨ ﱠﻠﺪون!« ﻓﻴﻘﻮل :إن ﺑﻌﺾ أﻫﻞ ﱢ اﻟﺴ َري ﻳﺰﻋﻢ أن ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ وﺟﺪه ﻳﻌﺮب ﰲ ﻣﺘﻘﺪم اﻟﺼﺤﻒ اﻟﴪﻳﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻨﻘﻠﻪ إﱃ ﻟﺴﺎﻧﻪ ،وﻫﺬا ﻻ ﻳﻤﺘﻨﻊ أن ﻳﻜﻮن ،وﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮوون ﻟﻚ — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻚ — ملﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻫﺎﺑﻴﻞ: ﺗ ﻐ ﻴ ﺮت اﻟ ﺒ ﻼد وﻣَ ْﻦ ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ وأودي ُرﺑ ﻊ أﻫ ﻠ ﻴ ﻬ ﺎ ﻓ ﺒ ﺎﻧ ﻮا ﻓ ﻮﺟ ﻪ اﻷرض ُﻣ ﻐ ﺒَ ﺮ ﻗ ﺒ ﻴ ﺢ وﻏﻮدر ﻓﻲ اﻟﺜﺮى اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻤﻠﻴﺢ ﺑﻨﻲ! ﻓﻴﻘﻮل آدم — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ» :أﻋﺰز ﻋﲇ ﺑﻜﻢ ﻣﻌﴩ ﱠ إﻧﻜﻢ ﰲ اﻟﻀﻼﻟﺔ ﻣﺘﻬﻮﻛﻮن 2 ،آﻟﻴﺖ 3ﻣﺎ ﻧﻄﻘﺖ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﻢ وﻻ ﻧﻄﻖ ﰲ ﻋﴫي ،وإﻧﻤﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺎرﻏني ،ﻓﻼ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎهلل .ﻛﺬﺑﺘﻢ ﻋﲆ ﺧﺎﻟﻘﻜﻢ ورﺑﻜﻢ ،ﺛﻢ ﻋﲆ آدم أﺑﻴﻜﻢ ،ﺛﻢ ﻋﲆ ﺣﻮاء أﻣﻜﻢ ،وﻛﺬب ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ!« ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ذات اﻟﺼﻔﺎ ﺛﻢ ﻳﴬب ﺳﺎﺋ ًﺮا ﰲ اﻟﻔﺮدوس ﻓﺈذا ﻫﻮ ﺑﺮوﺿﺔ ﻣﺆﻧﻘﺔ ،وإذا ﻫﻮ ﺑﺤﻴﺎت ﻳﻠﻌﺒﻦ ،ﻓﻴﻘﻮل: »ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﷲ! وﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺣﻴﺔ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ؟« ﻓﻴﻨﻄﻘﻬﺎ ﷲ — ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻪ — ﺑﻌﺪ ﻣﺎ أﻟﻬﻤﻬﺎ املﻌﺮﻓﺔ ﺑﻬﺎﺟﺲ اﻟﺨﻠﺪ ،ﻓﺘﻘﻮل» :أﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﰲ ﻋﻤﺮك ﺑﺬات اﻟﺼﻔﺎ ،اﻟﻮاﻓﻴﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻣﺎ وﰲ ﱟ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺰل ﺑﻮاد ﺧﺼﻴﺐ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ إﻟﻴﻪ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﰲ ورود اﻟﻈﺎﻫﺮة 4واﻟﻐِ ﺐ .ﻓﻠﻤﺎ ﺛﻤﺮ ﺑﻮدﻫﺎ ﻣﺎﻟﻪ ،ذﻛﺮ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺛﺎره ،ووﻗﻒ ﻋﲆ ﺻﺨﺮة َ وﻫ ﱠﻢ أن ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻛﺎن أﺧﻮه ﻣﻤﻦ ﻗﺘﻠﺘﻪ — ﻓﴬﺑﻬﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ وﻗﻴﺖ ﴐﺑﺔ ﻓﺄﺳﻪ واﻟﺤﻘﺪ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻪ ،ﻧﺪم ﻋﲆ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ أﺷﺪ اﻟﻨﺪم ،وﻗﺎل ﻟﻠﺤﻴﺔ ﻣﺨﺎدﻋً ﺎ :ﻫﻞ ﻟﻚ أن ﻧﻜﻮن ﺧِ ﱠﻠ ْني ،ودﻋﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﻔﻪ إﱃ ﺣَ ﻠﻒ ﻓﻘﺎﻟﺖ» :ﻻ أﻓﻌﻞ أﻧﻰ أﺟﺪك ﻓﺎﺟ ًﺮا ﻣﺴﺤﻮ ًرا 5 ،ﺗﺄﺑﻰ ﱄ ﺻﻜﺔ 6ﻓﻮق اﻟﺮأس ،وﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻦ أرﺑﻚ ﻗﱪ ﻣﺤﻔﻮر ،وﻗﺪ وﺻﻒ ذﻟﻚ ﻧﺎﺑﻐﺔ ﺑﻨﻲ ذﺑﻴﺎن ،ﻓﻘﺎل: 110 ﻋﻮدة إﱃ اﻟﻔﺮدوس وﻣﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻦ اﻟﺒﺚ ﺳﺎﻫﺮة وﻛ ﺎﻧ ﺖ ﺗ ﺮﻳ ﻪ اﻟ ﻤ ﺎل ﻏ ﺒ ﺎ وﻇ ﺎﻫ ﺮة ﻓ ﺄﺻ ﺒ ﺢ ﻣ ﺴ ﺮورا ،وﺳ ﻴ ﺪ ﻣ ﻔ ﺎﻗ ﺮة 8 ً ﻣ ﺬﻛ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟ ﻤ ﻌ ﺎول ﺑ ﺎﺗ ﺮة ﻟ ﻴ ﻘ ﺘ ﻠ ﻬ ﺎ أو ﺗ ﺨ ﻄ ﺊ اﻟ ﻜ ﻒ ﺑ ﺎدرة وﻟ ﻠ ﺒ ﺮ ﻋ ﻴ ﻦ ﻻ ﺗ ﻐ ﻤ ﺾ ﻧ ﺎﻇ ﺮة ﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﺎﻟ ﻨ ﺎ ،أو ﺗ ﻨ ﺠ ﺰي ﻟ ﻲ آﺧ ﺮه« رأﻳ ﺘ ﻚ ﻣ ﺴ ﺤ ﻮ ًرا ،ﻳ ﻤ ﻴ ﻨ ﻚ ﻓ ﺎﺟ ﺮة وﺿ ﺮﺑ ﺔ ﻓ ﺄس ﻓ ﻮق رأس ﻓ ﺎﻗ ﺮة« 11 وإﻧﻲ ﻷﻟﻘﻰ ﻣﻦ ذوي اﻟﻀﻐﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻟﻘﻴﺖ ذات اﻟﺼﻔﺎ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﻔﻬﺎ ﻓ ﻠ ﻤ ﺎ رأى أن ﺛ ﻤ ﺮ اﻟ ﻠ ﻪ ﻣ ﺎﻟ ﻪ 7 ﻏ ﺮاﺑ ﻬ ﺎ 10 أﻛ ﺐ 9ﻋ ﻠ ﻰ ﻓ ﺄس ﺑ ﺤ ﺪ ُ وﻗ ﺎم ﻋ ﻠ ﻰ ﺟ ﺤ ﺮ ﻟ ﻬ ﺎ ﻓ ﻮق ﺻ ﺨ ﺮة ﻓ ﻠ ﻤ ﺎ وﻗ ﺎﻫ ﺎ اﻟ ﻠ ﻪ ﺿ ﺮﺑ ﺔ ﻓ ﺄﺳ ﻪ ﻓ ﻘ ﺎل ﺗ ﻌ ﺎﻟ ﻲ ،ﻧ ﺠ ﻌ ﻞ اﻟ ﻠ ﻪ ﺑ ﻴ ﻨ ﻨ ﺎ ﻓ ﻘ ﺎﻟ ﺖ» :ﻣ ﻌ ﺎذ اﻟ ﻠ ﻪ أﻓ ﻌ ﻞ أﻧ ﻨ ﻲ أﺑ ﻰ ﻟ ﻲ ﻗ ﺒ ﺮ ﻻ ﻳ ﺰال ﻣ ﻘ ﺎﺑ ﻠ ﻲ وﺗﻘﻮل ﺣﻴﺔ أﺧﺮى :إﻧﻲ ﻛﻨﺖ أﺳﻜﻦ دار اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﴫي ﻓﻴﺘﻠﻮ اﻟﻘﺮآن ً ﻟﻴﻼ ،ﻓﺘﻠﻘﻴﺖ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ أوﻟﻪ إﱃ آﺧﺮه. وﻳﻬﻜﺮ 12ﻣﻊ اﻷﺑﺮار املﺘﻘني ملﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻴﺔ ،ﻓﺘﻘﻮل» :أﻻ ﺗﻘﻴﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺮﻫﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻫﺮ! ﻓﺈﻧﻲ إذا ﺷﺌﺖ اﻧﺘﻔﻀﺖ ﻣﻦ إﻫﺎﺑﻲ 13ﻓﴫت ﻣﺜﻞ أﺣﺴﻦ ﻏﻮاﻧﻲ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻟﻮ ﺗﺮﺷﻔﺖ رﺿﺎﺑﻲ 14ﻟﻌﻠﻤﺖ أﻧﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺪرﻳﺎﻗﺔ 15اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﺑﻦ ﻣﻘﺒﻞ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﻠﻴﻦ 16ﻋﻈﺎﻣﻲ ﺳ ﻘ ﺘ ﻨ ﻲ ﺑ ﺼ ﻬ ﺒ ﺎء درﻳ ﺎﻗ ﺔ ﺗﻠﻦ 17 ً ﻓﻴﺬﻋﺮ ﻣﻨﻬﺎ وﻳﺬﻫﺐ ﻣﻬﺮوﻻ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ،وﻳﻘﻮل ﰲ ﻧﻔﺴﻪ» :ﻛﻴﻒ ﻳﺮﻛﻦ إﱃ ﺣﻴﺔ؟!« ﻓﺘﻨﺎدﻳﻪ» :ﻫﻠﻢ إن ﺷﺌﺖ اﻟﻠﺬة ،ﻟﻮ أﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ إﱃ أن ﺗﺨﱪ ودﻧﺎ وإﻧﺼﺎﻓﻨﺎ ،ﻟﻨﺪﻣﺖ إن ﻛﻨﺖ ﰲ اﻟﺪار اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻗﺘﻠﺖ ﺣﻴﺔ أو ﻋﺜﻤﺎﻧًﺎ 18 «.ﻓﻴﻘﻮل» :ﻟﻘﺪ ﺿﻴﻖ ﷲ ﻋﲆ ﻣﺮاﺷﻒ اﻟﺤﻮر اﻟﺤﺴﺎن أن رﺿﻴﺖ ﺑﱰﺷﻒ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺔ«. ﻋﻮدة إﱃ ﺣﻮرﻳﺘﻪ ﻓﺈذا ﴐب ﰲ ﻏﻴﻄﺎن ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻘﻴﺘﻪ اﻟﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻤﺮة ،ﻓﺘﻘﻮل: »إﻧﻲ ﻷﻧﺘﻈﺮك ﻣﻨﺬ ﺣني ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﺷﺠﻨﻚ 19ﻋﻦ املﺰار؟ ﻣﺎ ﻃﺎﻟﺖ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﻚ ،ﻓﺄﻣﻞ ﺑﺎملﺤﺎورة ﻣﺴﻤﻌﻚ!« ﻓﻴﻘﻮل» :ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻧﻔﴘ ﻣﺂرب ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﻴﺖ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻃ ًﺮا ﻋﺪت إﻟﻴﻚ ،ﻓﺎﺗﺒﻌﻴﻨﻲ ﺑني ﻛﺜﺐ اﻟﻌﻨﱪ وأﻧﻘﺎء 20املﺴﻚ« ،ﻓﻴﺘﺨﻠﻞ ﺑﻬﺎ أﻫﺎﺿﺐ 111 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان اﻟﻔﺮدوس ،ورﻳﺎض اﻟﺠﻨﺎن ،ﻓﻴﻘﻮل :أﻳﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪ املﺮﺣﻮم أﻇﻨﻚ ﺗﺤﺘﺬي ﺑﻲ ﻓﻌﺎل ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: اﻟﻜﻨﺪي 21 ﻞ 23 ﻋ ﻠ ﻰ أﺛ ﺮﻳ ﻨ ﺎ ذﻳ ﻞ ﻣ ﺮط 22ﻣ ﺮﺣﱠ ﺑﻨﺎ ﺑﻄﻦ 26ﺧﺒﺖ 27ذي ﺣِ ﻘﺎف 28ﻋﻘﻨﻘﻞ 29 ﺨ ﻞ 33 ﻋ ﻠ ﻰ ﻫ ﻀ ﻴ ﻢ اﻟ َﻜ ْﺸ ﺢ َ 32رﻳﱠ ﺎ اﻟ ُﻤ َﺨ ْﻠ َ ﻓ ﻘ ﻤ ﺖ ﺑ ﻬ ﺎ أﻣ ﺸ ﻲ ،ﺗ ﺠ ﺮ وراءﻧ ﺎ ﻓ ﻠ ﻤ ﺎ أﺟ ﺰﻧ ﺎ 24ﺳ ﺎﺣ ﺔ اﻟ ﺤ ﻲ 25واﻧ ﺘ ﺤ ﻰ ﻫﺼ ُ ﺮت 30ﺑ َﻔ ْﻮدِي َ رأﺳ ﻬ ﺎ 31ﻓ ﺘَ ﻤ ﺎﻳ ﻠ ْﺖ ﻓﻴﻘﻮل» :اﻟﻌﺠﺐ ﻟﻘﺪرة ﷲ! ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺖ ﻣﺎ ﺧﻄﺮ ﰲ اﻟﺴﻮﻳﺪاء 34ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻚ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻨﺪي ،وإﻧﻤﺎ ﻧﺸﺄت ﰲ ﺛﻤﺮة ﺗﺒﻌﺪك ﻣﻦ ﺟﻦ وأﻧﻴﺲ؟ ﻓﺘﻘﻮل :إن ﷲ ﻋﲆ ﻛﻞ ﳾء ﻗﺪﻳﺮ«. 35 وﻳﻌﺮض ﻟﻪ ﺣﺪﻳﺚ اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ ﰲ دارة ﺟﻠﺠﻞ ،ﻓﻴﻨﺸﺊ ﷲ — ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻪ — ﺣﻮ ًرا ﻳﺘﻤﺎﻗﻠﻦ 36ﰲ ﻧﻬﺮ ﻣﻦ أﻧﻬﺎر اﻟﺠﻨﺔ ،وﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺗﻔﻀﻠﻬﻦ ،ﻛﺼﺎﺣﺒﺔ اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ، ﻓﻴﱰاﻣني ﺑﺎﻟﺜﺮﻣﺪ ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺄﺟﻞ ﻃﻴﺐ اﻟﺠﻨﺔ — وﻳﻌﻘﺮ ﻟﻬﻦ اﻟﺮاﺣﻠﺔ 37 ،ﻓﻴﺄﻛﻞ وﻳﺄﻛﻠﻦ ﻣﻦ ﺑﻀﻴﻌﻬﺎ 38ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺗﻘﻊ اﻟﺼﻔﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻣﻦ ﻣﺘﺎع وﻟﺬاذة. ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﺎز وﻳﻤﺮ ﺑﺄﺑﻴﺎت ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺳﻤﻮق 39أﺑﻴﺎت اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻴﻘﺎل» :ﻫﺬه ﺟﻨﺔ اﻟ ّﺮﺟﺰ«. ﻓﻴﻘﻮل» :ﺗﺒﺎرك اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻮﻫﺎب! ﻟﻘﺪ ﺻﺪق اﻟﺤﺪﻳﺚ املﺮوي» :إن ﷲ ﻳﺤﺐ ﻣﻌﺎﱄ اﻷﻣﻮر وﻳﻜﺮه ﺳﻔﺎﺳﻔﻬﺎ «.وإن اﻟﺮﺟﺰ ملﻦ ﺳﻔﺴﺎف اﻟﻘﺮﻳﺾ 40ﻓﴫﺗﻢ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﻔﺮ ﻓﻘﴫ ﺑﻜﻢ«. وﻳﻌﺮض ﻟﻪ رؤﻳﺔ ﻓﻴﻘﻮل» :ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﺤﺠﺎف! ﻣﺎ ﻛﺎن أﻛﻠﻔﻚ 41ﺑﻘﻮاف ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎملﻌﺠﺒﺔ، ﺗﺼﻨﻊ رﺟ ًﺰا ﻋﲆ اﻟﻌني ورﺟ ًﺰا ﻋﲆ اﻟﻄﺎء وﻋﲆ اﻟﻈﺎء ،وﻋﲆ ﻏري ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺤﺮوف اﻟﻨﺎﻓﺮة، وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺜﻞ ﻣﺬﻛﻮر ،وﻻ ﻟﻔﻆ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ!« ﻓﻴﻐﻀﺐ رؤﺑﺔ وﻳﻘﻮل» :أﱄ ﺗﻘﻮل ﻫﺬا ،وﻋﻨﻲ أﺧﺬ اﻟﺨﻠﻴﻞ وﻛﺬﻟﻚ أﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﻼء ،وﻗﺪ ﻏﱪت 42ﰲ اﻟﺪار اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺎﻟﻠﻔﻈﺔ ﺗﻘﻊ إﻟﻴﻚ ،ﻣﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ أوﻟﺌﻚ ﻋﻨﻲ وﻋﻦ أﺷﺒﺎﻫﻲ «.ﻓﺈذا رأى ﻣﺎ ﰲ رؤﺑﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎء 43 ﻗﺎل» :ﻟﻮ ﺷﺒﻚ رﺟﺰك ورﺟﺰ أﺑﻴﻚ ﻟﻢ ﺗﺨﺮج ﻣﻨﻪ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ،وﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﺟﻮاﺋﺰ املﻠﻮك ﺑﻐري اﺳﺘﺤﻘﺎق ،وإن ﻏريك أوﱃ ﺑﺎﻷﻋﻄﻴﺔ واﻟﺼﻼت «.ﻓﻴﻘﻮل رؤﺑﺔ» :أﻟﻴﺲ رﺋﻴﺴﻜﻢ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻘﻮﱄ وﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻟﻪ ﻛﺎﻹﻣﺎم؟« ﻓﻴﻘﻮل» :ﻻ ﻓﺨﺮ ﻟﻚ أن أﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻜﻼﻣﻚ ،ﻓﻘﺪ وﺟﺪﻧﺎﻫﻢ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪون ﺑﻜﻼم أﻣﺔ وﻛﻌﺎء 44 ،وﻛﻢ روى اﻟﻨﺤﺎة ﻋﻦ ﻃﻔﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﰲ اﻷدب «.ﻓﻴﻘﻮل رؤﺑﺔ» :أﺟﺌﺖ ﻟﺨﺼﺎﻣﻨﺎ ﰲ 112 ﻋﻮدة إﱃ اﻟﻔﺮدوس ﻫﺬا املﻨﺰل؟ ﻓﺎﻣﺾ ﻟﻄﻴﺘﻚ 45ﻓﻘﺪ أﺧﺬت ﺑﻜﻼﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ!« ﻓﻴﻘﻮل» :أﻗﺴﻤﺖ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻛﻼﻣﻜﻢ ﻟﻠﺜﻨﺎء ،ﺗﺼﻜﻮن ﻣﺴﺎﻣﻊ املﻤﺘﺪح ﺑﺎﻟﺠﻨﺪل .وﻣﺘﻰ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ ﺟﻤﻞ ﺗﺮﺛﻮن ﻟﻪ ﻣﻦ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﻞ ،إﱃ ﺻﻔﺔ ﻓﺮس أو ﻛﻠﺐ ،ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻏري اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ «.ﻓﻴﻘﻮل رؤﺑﺔ» :إن ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ — ﻗﺎل﴿ :ﻳَﺘَﻨَﺎ َزﻋُ َ ﻮن ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ َﻛﺄ ْ ًﺳﺎ ﱠﻻ َﻟ ْﻐﻮ 46ﻓِ ﻴﻬَ ﺎ و ََﻻ ﺗَﺄْﺛِﻴﻢٌ﴾ 47 ،وإن ﻛﻼﻣﻚ ملﻦ اﻟﻠﻐﻮ «.ﻓﺈذا ﻃﺎﻟﺖ املﺨﺎﻃﺒﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني رؤﺑﺔ ،ﺳﻤﻊ اﻟﻌﺠﺎج ،ﻓﺠﺎء ﻳﺴﺄل املﺤﺎﺟﺰة48 . ﻧﻌﻴﻢ اﻟﺨﻠﺪ وﻳﺬﻛﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻠﺤﻖ أﺧﺎ اﻟﻨﺪام ،ﻣﻦ ﻓﺘﻮر ﰲ اﻟﺠﺴﺪ ﻣﻦ املﺪام ،ﻓﻴﺨﺘﺎر أن ﻳﻌﺮض ﻟﻪ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻏري أن ﻳﻨﺰف 49ﻟﻪ ﻟﺐ. ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻳﺨﺎل ﰲ اﻟﻌﻈﺎم اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ دﺑﻴﺐ ﻧﻤﻞ ،ﻓﻴﱰﻧﻢ ﺑﻘﻮل إﻳﺎس ﺑﻦ اﻷرت: ﻳ ﻈ ﻞ ﻟ ﻜ ﻞ أﻧ ﻤ ﻠ ﺔ دﺑ ﻴ ﺐ ﻟﻤﺎ أﺗﻠﻔﺖ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺼﻴﺐ أﻋﺎذل ﻟﻮ ﺷﺮﺑﺖ اﻟﺨﻤﺮ ﺣﺘﻰ إذن ﻟ ﻌ ﺬرﺗ ﻨ ﻲ وﻋ ﻠ ﻤ ﺖ أﻧ ﻲ وﻳﺘﻜﺊ ﻋﲆ ﻣﻔﺮش ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺪس ،وﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﻮر اﻟﻌني أن ﻳﺤﻤﻠﻦ ذﻟﻚ املﻔﺮش ﻓﻴﻀﻌﻨﻪ ﻋﲆ ﴎﻳﺮ ﻣﻦ ﴎر أﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ زﺑﺮﺟﺪ أو ﻋﺴﺠﺪ ،ﻓﻴﻜﻮن اﻟﺒﺎرئ ﻓﻴﻪ ً ﺣﻠﻘﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ﺗﻄﻴﻒ 50ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﴍاء 51ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺧﺬ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻐﻠﻤﺎن وﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺠﻮاري املﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎن 52واﺣﺪة ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻠﻖ ،ﻓﻴﺤﻤﻞ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎل إﱃ ﻣﺤﻠﻪ املﺸﻴﺪ ﺑﺪار اﻟﺨﻠﻮد ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﺸﺠﺮة ﻧﻀﺤﺘﻪ 53أﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ﺑﻤﺎء اﻟﻮرد ﻗﺪ ﺧﻠﻂ ﺑﻤﺎء اﻟﻜﺎﻓﻮر واملﺴﻚ ،وﺗﻨﺎدﻳﻪ اﻟﺜﻤﺮات ﻣﻦ ﻛﻞ أوب وﻫﻮ ﻣﺴﺘﻠﻖ ﻋﲆ اﻟﻈﻬﺮ» :ﻫﻞ ﻟﻚ ﻳﺎ أﺑﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﻫﻞ ﻟﻚ؟« ﻓﺈذا أراد ﻋﻨﻘﻮدًا ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺐ أو ﻏريه اﻧﻘﻀﺐ 54ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮة ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ ﷲ وﺣﻤﻠﺘﻪ اﻟﻘﺪرة إﱃ ﻓﻴﻪ ،وأﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﻠﻘﻮﻧﻪ ﺑﺄﺻﻨﺎف اﻟﺘﺤﻴﺔ ،وآﺧﺮ دﻋﻮاﻫﻢ أن اﻟﺤﻤﺪ هلل رب اﻟﻌﺎملني«. 113 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻫﻮاﻣﺶ ) (1أﺗﻰ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ. ) (2ﻣﺘﻬﻮرون أو ﻣﺘﺤريون ،أي أﻧﻜﻢ واﻗﻌﻮن ﰲ اﻟﻀﻼﻟﺔ ﺑﻐري ﻣﺒﺎﻻة وﻻ روﻳﺔ ،أي ﺧﺎﺑﻄﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ ﻏري ﻫﺪى. ) (3أﻗﺴﻤﺖ. ) (4اﻟﻈﺎﻫﺮة :اﻹﺑﻞ اﻟﻮاردة ﻛﻞ ﻳﻮم ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر. ) (5ﻣﻔﺴﺪًا ﻣﺨﺎدﻋً ﺎ. ) (6ﴐﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪة. ) (7ﻧﻤﺎه وﻛﺜﺮه. ) (8ﺳﺪ ﻣﻔﺎﻗﺮه ،أي اﻏﺘﻨﻰ وﺳﺪ وﺟﻮه ﻓﻘﺮه. ) (9أﻗﺒﻞ وﻟﺰﻣﻪ. ) (10ﺣﺪﻫﺎ. ) (11اﻟﻔﺎﻗﺮة :اﻟﺪاﻫﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﴪ اﻟﻔﻘﺎر ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻨﻀﺪ ﻣﻦ ﻋﻈﺎم اﻟﺼﻠﺐ ﻣﻦ ﻟﺪن اﻟﻜﺎﻫﻞ إﱃ اﻟﻌﺠﺰ ،أي ﺧﺮزات اﻟﻈﻬﺮ ،وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺷﺪﻳﺪة ﻣﺤﻄﻤﺔ. ) (12ﻳﺸﺘﺪ ﻋﺠﺒﻪ. ) (13ﺟﻠﺪي. ) (14رﻳﻘﻲ املﺮﺷﻮف. ) (15اﻟﺪرﻳﺎﻗﺔ :اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺪرﻳﺎق ،ﻟﻐﺔ ﰲ اﻟﱰﻳﺎق ،وﻫﻮ ﺷﻘﺎء اﻟﺴﻢ. ) (16ﺗﺠﻌﻞ ﻋﻈﺎﻣﻲ ﻟﻴﻨﺔ. ) (17ﻳﻘﺎلَ :ﻟﻴﱠﻨﻪ ﻓﻼن ﱄ. ) (18اﻟﻌﺜﻤﺎن ﻓﺮخ اﻟﺜﻌﺒﺎن. ) (19ﺣﺒﺴﻚ أو ﻣﻨﻌﻚ. ) (20ﺟﻤﻊ ﻧﻘﺎ ،وﻫﻲ اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ ﺗﻨﻘﺎد ﻣﺤﺪودﺑﺔ. ) (21اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ. ) (22املﺮط ﻛﺴﺎء ﻣﻦ ﺧﺰ أو ﺻﻮف ،وﻗﺪ ﺗُﺴﻤﻰ املﻼءة ﻣﺮﻃﺎً. ) (23ﻣﻨﻘﺶ ﺑﻨﻘﻮش ﺗﺸﺒﻪ رﺣﺎل اﻹﺑﻞ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ أﻧﻬﺎ ﺣني ﺻﺤﺒﺘﻨﻲ أﺧﺬت ﺗﺠﺮ ﻣﺮﻃﻬﺎ ﻋﲆ آﺛﺎر أﻗﺪاﻣﻨﺎ ﻟﺘﻌﻔﻴﻬﺎ ﺑﻪ أﺛﻨﺎء ﺳريﻧﺎ. ) (24ﻗﻄﻌﻨﺎ. 114 ﻋﻮدة إﱃ اﻟﻔﺮدوس ) (25ﻓﻨﺎء اﻟﺤﻲ أو رﺣﺒﺘﻪ. ) (26اﻟﺒﻄﻦ :ﻣﻜﺎن ﻣﻄﻤﱧ ﺣﻮﻟﻪ أﻣﻜﻦ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ. ) (27اﻟﺨﺒﺖ :اﻷرض املﻄﻤﺌﻨﺔ. ) (28ﺟﻤﻊ ﺣﻘﻒ ،وﻫﻮ رﻣﻞ ﻣﴩف ﻣﻌﻮج. ) (29اﻟﻌﻘﻨﻘﻞ :املﻨﻌﻘﺪ املﺘﻠﺒﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :ملﺎ ﺟﺎوزﻧﺎ ﻓﻨﺎء اﻟﺤﻲ وﴏﻧﺎ إﱃ أرض ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﺗﺤﻮﻃﻬﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت وﺗﻼل ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ … إﻟﺦ. ) (30ﺟﺬﺑﺖ. ) (31ﺟﺎﻧﺒﻲ رأﺳﻬﺎ. ) (32ﺿﺎﻣﺮ اﻟﻜﺸﺢ وﻫﻮ ﻣﻨﻘﻄﻊ اﻷﺿﻼع. ) (33املﺨﻠﺨﻞ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺨﻠﺨﺎل ﻣﻦ اﻟﺴﺎق ،ورﻳﺎ املﺨﻠﺨﻞ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻛﺜرية ﻟﺤﻢ اﻟﺴﺎﻗني ﻣﻤﺘﻠﺌﺘﻬﻤﺎ ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻴﺖ :أﻧﻪ ﺟﺬب إﻟﻴﻪ ذؤاﺑﺘﻴﻬﺎ ﻓﻤﺎﻟﺖ إﻟﻴﻪ ،ﺛﻢ أﺧﺬ ﰲ وﺻﻔﻬﺎ ﻓﻘﺎل :إﻧﻬﺎ ﺿﺎﻣﺮ اﻟﻜﺸﺢ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺳﺎﻗﺎﻫﺎ ﻟﺤﻤً ﺎ. ) (34ﺣﺒﺔ اﻟﻘﻠﺐ ،أي أﺻﺒﺖ ﻣﺎ ﰲ ﻧﻔﴘ. ) (35ﻳﺸري إﱃ ﺣﺎدﺛﺘﻪ ﻣﻊ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ واﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﻋﻨﻴﺰة واﻟﻨﺴﺎء ﰲ دارة ﺟﻠﺠﻞ ،وﻗﺪ ذﻛﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ ﰲ ﻣﻌﻘﻠﺘﻪ ﻓﻘﺎل: وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻳﻮم ﺑﺪارة ﺟﻠﺠﻞ أﻻ رب ﻳﻮم ﻟﻚ ﻣﻨﻬﻦ ﺻﺎﻟﺢ … إﻟﺦ. وﻗﺪ اﻣﺘﻸت ﺑﻬﺎ ﻛﺘﺐ اﻷدب ،ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ ،وأﺷﺎر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء إﱃ ﻫﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: إذ ﻣﺎل ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ اﻟﻐﺒﻴﻂ؟ أﻳﻦ اﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ واﻟﻌﺬارى ) (36ﻳﺘﻐﺎﻃﻄﻦ. ) (37اﻟﺮاﺣﻠﺔ :اﻟﻨﺠﻴﺐ اﻟﺼﺎﻟﺢ ْ ﻷن ﻳﺮﺣﻞ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ واﻟﻘﻮي ﻋﲆ اﻷﺳﻔﺎر ،وﻫﻮ ﻳﺸري ﺑﺬﻟﻚ إﱃ ﻗﻮل اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ» :وﻳﻮم ﻋﻘﺮت ﻟﻠﻌﺬارى ﻣﻄﻴﺘﻲ«. ) (38ﻟﺤﻤﻬﺎ. ) (39ارﺗﻔﺎع أو ﻃﻮل. 115 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (40ارﺟﻊ اﱃ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎص ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ ﻟﺘﺰداد اﻗﻨﺎﻋﺎ ﺑﺘﺤﺎﻣﻠﻪ ﻋﲆ اﻟﺮﺟﺎز. ) (41أي ﻣﺎ ﻛﺎن أﺷﺪ ﺣﺒﻚ ووﻟﻌﻚ. ) (42ﻣﻜﺜﺖ أو ﻇﻠﺖ. ) (43اﻟﺘﻜﱪ واﻟﺘﻌﺎﻇﻢ. ) (44ﺣﻤﻘﺎء ،وﻗﻴﻞ اﻟﻮﻛﻌﺎء ﻫﻲ اﻟﻮﺟﻌﺎء أي اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻂ وﺟﻌً ﺎ. ) (45أي :اﻣﺾ ﻟﻨﻴﺘﻚ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻮﻳﺘﻬﺎ أو اذﻫﺐ إﱃ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺼﺪﻫﺎ أو اﻣﺾ إﱃ ﺳﺒﻴﻠﻚ. ) (46اﻟﻠﻐﻮ :ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ،أو اﻟﻘﻮل اﻟﺒﺎﻃﻞ اﻟﺬي ﻳﺼﺪر ﻻ ﻋﻦ روﻳﺔ وﻓﻜﺮ. ) (47ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﻞ. ) (48املﺴﺎملﺔ. ) (49ﻣﻦ ﻏري أن ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻪ ﻋﻘﻞ. ) (50ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ. ) (51اﻷﻧﺤﺎء ،ﻣﻔﺮدﻫﺎ ﴍى. ) (52اﻟﻠﺆﻟﺆ. ) (53رﺷﺘﻪ. ) (54اﻧﻘﻄﻊ. 116 اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻨﻮ زﻣﻦ إﻻ وﻋﻨﺪي ﻣﻦ أﺧﺒﺎرﻫﻢ ﻃﺮف أﺑﻮ اﻟﻌﻼء اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻗﺪ أﻃﻠﺖ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ،وﻧﻌﻮد اﻵن إﱃ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ :ﻓﻬﻤﺖ ﻗﻮﻟﻪ» :ﺟﻌﻠﻨﻲ ﷲ ﻓﺪاءه ،ﻻ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻪ إﱃ اﻟﻨﻔﺎق «.وﺑﻌﺪ اﺑﻦ آدم ﻣﻦ اﻟﻮﻓﺎق ،وﻫﺬه ﻏﺮﻳﺰة ﺧﺺ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ دون ﻏريه ،وﺗﻌﺎﻳﺶ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺨﺪاع ،وأﺿﺤﻮا ﻣﻦ اﻟﻜﺬب ﰲ إﺑﺪاع1 . ﻟﻮ ﻗﺎﻟﺖ ﺷريﻳﻦ املﻠﻜﺔ ﻟﻜﴪى» :ﺟﻌﻠﻨﻲ ﷲ ﻓﺪاءك« َﻟ َﺨﺎﻟﺒﺘﻪ ﰲ ذﻟﻚ وﻧﺎﻓﻘﺘﻪ ،وإن راﻗﺘﻪ وواﻓﻘﺘﻪ ،ﻋﲆ أﻧﻪ أﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﺎل دﻧﻴﺔ ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻌﻤﻰ ،وﻋﺘﺒﻪ ﰲ ذﻟﻚ اﻷﺣﺒﺎء وﺟﺮت ﻟﻬﻢ ﰲ ذﻟﻚ ﻗﺼﺺ وأﻧﺒﺎء ،وﻗﻴﻞ ﻟﻪ — ﻓﻴﻤﺎ ذﻛﺮ» :ﻛﻴﻒ ﺗﻄﻴﺐ ﻧﻔﺲ املﻠﻚ ﻟﻬﺬه املﻮﻣﺲ؟« ﻓﴬب ﻟﻬﻢ املﺜﻞ ﺑﺎﻟﻘﺪح ،ﺟﻌﻞ ﰲ اﻹﻧﺎء اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺪم ،وﻗﺎل ﻟﻠﺤﺎﴐ» :ﺗﺠﻴﺐ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﴩب ﻣﺎ ﻓﻴﻪ؟« ﻓﻘﺎل» :إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﺐ وﻫﻲ ﺑﺎﻷﻧﺠﺎس«. ﻓﺄراق ذﻟﻚ اﻟﴚء وﻏﺴﻠﻪ ،وﺟﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺪاﻣً ﺎ ،وﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﺪاﻣﻰ ،ﻓﻜﻠﻬﻢ ﺑﻬﺶ 2أن ﻳﴩب ،ﻓﻘﺎل» :ﻫﺬا ﻣﺜﻞ ﺷريﻳﻦ«. ﻛﻢ ﻣﻦ ﺷﺒﻞ ﻧﺎﻓﻖ أﺳﺪًا ،وأﺿﻤﺮ ﻟﻪ ٍّ ﻏﻼ وﺣﺴﺪًا ،وﺿﻴﻐﻢ ﻧﻘﻢ ﻋﲆ ﻓﺮﻫﻮد ،وود ﻟﻮ دﻓﻨﻪ ،واﻟﻔﺮﻫﻮد وﻟﺪ اﻷﺳﺪ ،وﻫﻮ — آﻧﺲ ﷲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﻘﺮﺑﻪ — أﺟ ﱡﻞ ﻣﻦ أن ﻳﴩح ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ،وإﻧﻤﺎ أﻓﺮق ﻣﻦ وﻗﻮع ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﻳﺪ ﻏﻼم ﻣ َُﱰَﻋْ ِﺮع 3 ،ﻟﻴﺲ إﱃ َ ﴪع، اﻟﻔﻬْ ﻢ ﺑ ُﻤﺘَ َ ﱢ ﻓﺘﺴﺘﻌﺠﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻔﻈﺔ ،ﻓﻴﻈﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻴﺪ. ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ» :ﺑﺄﺑﻲ أﻧﺖ!« وإﻧﻤﺎ ﺟﺎﻣﻞ أو ﺳﺪج 4وﻟﻌﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺘﺎرف 5ﻳﻠﻔﻆ إﱃ اﻟﺒﺎﺋﻀﺔ ﺣﺒﺔ اﻟﱪ وﻳﺄﻧﺲ ﺑﻬﺎ ،وﰲ ﻓﺆاده ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻦ أﻋﺎﺟﻴﺐ. وﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮل اﻟﺨﻠﻴﻞ املﺨﻠﺺ :إن ﺣﻨﻴﻨﻪ ﺣﻨني واﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻮق ،وﻫﻲ اﻟﺬاﻫﻠﺔ أن ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺳﻮق ،وإﻧﻤﺎ ﺗﺴﺠﻊ ﺛﻼﺛًﺎ أو أرﺑﻌً ﺎ ،ﺛﻢ ﻳﻜﻮن ﺳﻠﻮﻫﺎ ﻣﺘﺒﻌً ﺎ. رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺤﻤﺎﻣﺔ اﻟﻬﺎﺗﻔﺔ ،ﻓﻘﺪ رزﻗﻬﺎ اﻟﺒﺎرئ ﺻﻴﺘًﺎ ﺷﺎﺋﻌً ﺎ ،وﻇﻞ وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﻒ ذاﺋﻌً ﺎ، ﺗﻨﻬﺾ إﱃ اﻟﺘﻘﺎط ﺣﺐ ،وﺗﻌﻮد إﱃ ﺟﻮز ﻟﻬﺎ 6ذات أب 7ﺛﺎن ﻫﻲ ﺻﺎدﻓﺘﻪ أﻛﻴﻞ ﺑﺎز ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻴﻮان ،ﻧﻤﻞ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﰲ أﻗﴫ أوان ،وﻗﺪ زﻋﻢ زاﻋﻢ ﻻ ﻳﺼﺪق ،أن اﻟﺤﻤﺎﺋﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ،ﻳﺒﻜني ﻣﻘﻌﺪًا ﻫﻠﻚ ﰲ ﻋﻬﺪ ﻧﻮح ،وأن دواﻣﻬﺎ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻮﻓﺎء8 . وﻛﻴﻒ ﻳﻌﺘﺐ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﲆ ﺗﺠﺎﻓﻴﻪ ،وإﻧﻤﺎ ﺣﴙ ﺑﴩ وﻏﺪر وﻣﺎ أﻗﻞ ﺻﺪق اﻵﻻف! إذا ﻏ ﺒ ﺖ ﻋ ﻨ ﻪ ﺑ ﺎﻋ ﻨ ﻲ ﺑ ﺨ ﻠ ﻴ ﻞ وﻟﻴﺲ ﺧﻠﻴﻠﻲ ﺑﺎﻟﻤﻠﻮل وﻻ اﻟﺬي وأﻣﺎ ﻣﺎ ذﻛﺮه ﻋﻦ ﺣﺎﱄ ،ﻓﻄﺎل ﻣﺎ أﻋﻄﻲ اﻟﻮﺳﻦ ﺳﻌﻮدا 9وأﺣﻠﻒ ﻛﻴﻤني اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ: وﻟﻮ ﻗﻄﻌﻮا رأﺳﻲ ﻟﺪﻳﻚ وأوﺻﺎﻟﻲ ﻓ ﻘ ﻠ ﺖ ﻳ ﻤ ﻴ ﻦ اﻟ ﻠ ﻪ أﺑ ﺮح ﻗ ﺎﻋ ﺪًا إﻧﻲ ملﻜﺬوب ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺬﺑﺖ اﻟﻌﺮب ﻋﲆ اﻟﻐﻮل ،وﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﺖ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺴﺎﺋﺮة ﻋﲆ اﻟﻀﺐ ،وﻛﻤﺎ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن اﻟﻀﺒﻊ وﻫﻲ ﺧﺮﺳﺎء ﻳﻈﻦ أﻧﻲ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ 10وﻣﺎ أﻧﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺣﺐ وﺗﻠﻚ ﻟﻌﻤﺮي ﺑﻠﻴﺔ ،واﻟﻌﻠﻮم ﺗﻔﺘﻘﺮ إﱃ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ،وﻳﻘﺎل إﻧﻲ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺪﻳﻦ، وﻟﻮ ﻇﻬﺮ ﻣﺎ وراء اﻟﺴﺪﻳﻦ 11 ،ﻣﺎ اﻗﺘﻨﻊ ﱄ اﻟﻮاﺻﻒ ﺑﺴﺐ. وﻛﻴﻒ ﺗﺪﻋﻲ ﻟﻠﻌﻠﺞ اﻟﻮﺣﴚ ،أن ﺗﻐﺮﻳﺪه ﰲ اﻟﺴﺤﺮ أﺷﻌﺎر ﻣﻮزوﻧﺔ ،وﻫﻞ ﻳﺼﻮر ﻟﻌﺎﻗﻞ أن اﻟﻐﺮاب اﻟﻨﺎﻋﺐ ﺻﺎج ﺑﺘﺸﺒﻴﺐ؟ ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻦ زﻋﻢ أن اﻟﺤﺠﺮ ﻣﺘﻜﻠﻢ ،وأﻧﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﴬب ﻣﺘﺄﻟﻢ. وﻟﻮ أﻧﻲ ﻻ أﺷﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﰲ ،ﻷرﺣﺖ ،وﻛﻨﺖ ﻛﺎﻟﻮﺛﻦ ﺳﻮاء ﻋﻠﻴﻪ أن وﻗﺮ وأن أوﻗﺮ، وﻛﺎﻷرض اﻟﺴﺒﺨﺔ ﻣﺎ ﻧﺤﻔﻞ أن ﻗﻴﻞ ﻫﻲ ﻣﺮﻳﻌﺔ ،أو ﻗﻴﻞ ﺑﺌﺴﺖ اﻟﺰرﻳﻌﺔ12 . َ ﺗﺨﺮص ﻋﲇ ،وﻋﺰﻳﺖ املﻌﺮﻓﺔ إﱄ ،وﻟﺴﺖ آﻣﻨًﺎ ﰲ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻀﻴﺤﺔ، وﻛﻴﻒ أﻏﺘﺒﻂ إذا ﻓﴪه ﻗﻮل اﻟﺠﻬﻠﺔ أﻧﻪ ﻟﺤﻠﻒ اﻟﻴﺴﺎر ،ﻓﻄﻠﺐ وﻣﺜﲇ إن ﺟﺬﻟﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ اﺗﻬﻢ ﺑﻤﺎل ،ﱠ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻼﻃني أن ﻳﺤﻤﻞ إﻟﻴﻪ ﺟﻤﻠﺔ واﻓﺮة ،ﻓﺼﺎدف أﻛﺬوﺑﺔ ،وﴐﺑﻪ ﻛﻲ ﻳﻘﺮ، وﻗﺘﻞ ﰲ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ،وﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﷲ أﻧﻲ أﺟﺬل ﺑﻤﻦ ﻋﺎﺑﻨﻲ؛ ﻷﻧﻪ ﺻﺪق ﻓﻴﻤﺎ راﺑﻨﻲ ،واﻫﺘﻢ ﻟﺜﻨﺎء ﻣﻜﺬوب 13ﻓﻐﻔﺮ ﷲ ملﻦ ﻇﻦ ﺣﺴﻨًﺎ ﺑﺎملﴘء ،وﻟﻮﻻ ﻛﺮاﻫﻴﺘﻲ ﺣﻀﻮ ًرا ﺑني اﻟﻨﺎس، وإﻳﺜﺎري أن أﻣﻮت ﻣﻴﺘﺔ ﻋﻠﻬﺐ 14ﰲ ﻛﻨﺎس 15 ،ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻣﻌﻲ أوﻟﺌﻚ اﻟﺠﺎﺋﻠﻮن ،ﻟﺼﺢ أﻧﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺮﺷﺪ ﺣﺎﺋﻠﻮن. وأﻣﺎ وروده ﺣﻠﺐ — ﺣﺮﺳﻬﺎ ﷲ — ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻘﻞ ،ﻟﻔﺮﺣﺖ ﺑﻪ ﻓﺮح اﻟﺸﻤﻄﺎء ﺷﺤﻂ ﺳﻠﻴﻠﻬﺎ اﻟﻮاﺣﺪ ،وﻗﺪم ﺑﻌﺪ أﻋﻮام .ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ هلل اﻟﺬي أﻋﺎد اﻟﺒﺎرق إﱃ اﻟﻐﻤﺎم اﻟﻮﺳﻤﻲ. 120 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وإﻧﻲ ﻷﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻟﺊ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻋﲆ أﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ وﻻ اﻟﻄﺎﻋﺔ ،ﻗﺪ ﻛﺪت أﻟﺤﻖ ﺑﺮﻫﻂ اﻟﻌﺪم ،ﻣﻦ ﻏري اﻷﺳﻒ وﻻ اﻟﻨﺪم ،وﻟﻜﻨﻤﺎ أرﻫﺐ ﻗﺪوﻣﻲ ﻋﲆ اﻟﺤﺒﺎر ،وﻟﻢ أﺻﻠﺢ ﻧﺨﻠﺘﻲ ﻳﺎﺑﺎر ،وﻗﻴﻞ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺤﻜﻤﺎء» :إن ﻓﻼﻧًﺎ ﺗﻠﻄﻒ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻛﺮه أن ﻳﻤﺎرس ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﴩور ،وأﺣﺐ اﻟﻨﻘﻠﺔ إﱃ ﻣﻨﺎزل اﻟﴪور «.ﻓﻘﺎل اﻟﺤﻜﻴﻢ ً ﻗﻮﻻ ﻣﻌﻨﺎه» :أﺧﻄﺄ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎب، ﻫﻼ ﺻﱪ ﻋﲆ ﴏوف اﻟﺰﻣﺎن ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﻋﻼم ﻳﻘﺪم«. وﻟﻮﻻ ﺣﻜﻤﺔ ﷲ — ﺟﻠﺖ ﻗﺪرﺗﻪ — وأﻧﻪ ﺣﺠﺰ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ املﻮت ﺑﺎﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﻌﻠﺰ 16 واﻟﻔﻮت 17ﻟﺮﻏﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ اﺣﺘﺪم ﻏﻀﺒﻪ ،وﻛ ﱠﻞ ﻋﻦ ﴐﻳﺒﺔ ﻣﻘﻀﺒﺔ ،أن ﺗﱰع 18ﻟﻪ ﻣﻦ املﻮت ﻛﺆوس19 . أﺑﻮ اﻟﻘﻄﺮان اﻷﺳﺪي وأﻣﺎ أﺑﻮ اﻟﻘﻄﺮان اﻷﺳﺪي ،ﻓﺼﺎﺣﺐ ﻏﺰل وﺗﺒ ﱡ ﻄﻞ ،وﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ وﻫﺒﻪ ﷲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﻦ وﻓﺎء ،وإﻧﻤﺎ ﻋﺎﴍ أﺑﻮ اﻟﻘﻄﺮان أﻋﺒﺪًا ﰲ اﻹﺑﻞ وآﻣﻴًﺎ ،وﻟﻌﻠﻪ ﻟﻮ ﺻﺎدف ﻏﺎﻧﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ وﺣﺸﻴﺔ ﺑﺸﻖ اﻷﺑﻠﻤﺔ 20ﻟﺴﻼﻫﺎ ،وإﻧﻤﺎ دﻳﺪن ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ وﻧﻈﺮاﺋﻪ ﺻﻔﺔ ﻧﺎﻗﺔ أو رﺑﻊ ،وﻟﻮ ﺣﴬ أﺧﻮﺗﻪ ﺣﴬﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ ،ﻟﻌﺎد ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖ ﻋﺬري اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻢ ﺗﺒﺖ ﺑﻄﻴﻨﺎ وأﻧﺴﺎك اﻟﻬﻮى ﻛﺜﺮة اﻷﻛﻞ وﻫﻮ — ﻗﺪر ﷲ ﻟﻪ ﻣﺎ أﺣﺐ — ﻗﺪ ﺟﺎﻟﺲ ﻣﻠﻮك ﻣﴫ اﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﻋﻮن: ﴫ و ََﻫ ِﺬ ِه ْاﻷَﻧْﻬَ ﺎ ُر ﺗَﺠْ ِﺮي ِﻣﻦ ﺗَﺤْ ﺘِﻲ ۖ أ َ َﻓ َﻼ ﺗُﺒ ِْﴫ َ ُون﴾ .وﻗﺪ أﻗﺎم ﴿أ َ َﻟﻴ َْﺲ ِﱄ ُﻣ ْﻠ ُﻚ ِﻣ ْ َ ً ﻃﻮﻳﻼ وﺑﺎﻟﻌﺮاق ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻓﺎرس ،وﻫﻢ أﻫﻞ اﻟﴩف واﻟﻈﺮف ،وﻻ رﻳﺐ أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮاق زﻣﻨًﺎ ﻗﺪ ﺟﺎﻟﺲ ﺑﻘﺎﻳﺎﻫﻢ ،واﺧﺘﱪ ﰲ املﻌﺎﴍة ﺳﺠﺎﻳﺎﻫﻢ ،وﻋﺎﻃﻮه اﻷﻛﺆس آﻻت اﻟﺘﺼﺎوﻳﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺤﻜﻤﻲ21 : ﺣ ﺒ ﺘ ﻬ ﺎ ﺑ ﺄﻧ ﻮاع اﻟ ﺘ ﺼ ﺎوﻳ ﺮ ﻓ ﺎرس ﻣﻬﻰ ﺗﺪرﻳﻬﺎ 22ﺑﺎﻟﻘﺴﻲ اﻟﻔﻮارس 23 ﺗ ﺪور ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ اﻟ ﻜ ﺄس ﻓ ﻲ ﻋ ﺴ ﺠ ﺪﻳ ﺔ ﻗ ﺮارﺗ ﻬ ﺎ ﻛ ﺴ ﺮى وﻓ ﻲ ﺟ ﻨ ﺒ ﺎﺗ ﻬ ﺎ وﻣﺎ أﺷﻚ أﻧﻪ — أﻣﺘﻊ ﷲ اﻵداب ﺑﺒﻘﺎﺋﻪ — ﻟﻮ رزق ﻣﺤﺎورة أﺑﻲ اﻷﺳﻮد ﻋﲆ ﻋﺮﺟﻪ وﺑﺨﻠﻪ ،ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﻘﺘﻪ ﻟﻪ أﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻣﻘﺔ ﻣﻬﺪي ﻟﻴﻼه ،وﻟﻮ ﻛﺎن أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة أزﻓﺮ اﻟﻔﻢ ،ملﺎ أﻣﻨﺖ ﻣﻊ ﻛﻠﻔﻪ 24ﺑﺎﻷﺧﺒﺎر أن ﻳﻘﺒﻠﻪ ﺷﻖ اﻟﺒﻠﺴﺔ 25 .وﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ — رﺣﻤﺔ ﷲ 121 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻋﻠﻴﻬﺎ» :ﻛﺎن رﺳﻮل ﷲ ﷺ ﻳﻘﺒﻠﻨﻲ ﺷﻖ اﻟﺘﻴﻨﺔ «.وروى ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺷﻖ اﻟﻨﻤﺮة ،وذﻟﻚ أن ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺸﻔﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﻴﺪه واﻟﺴﻔﲆ ﺑﻴﺪه اﻷﺧﺮى ،وﻳﻘﺒﻞ ﻣﺎ ﺑني اﻟﺸﻔﺘني. وأﻣﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﺪه ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء ملﺎ دﺧﻞ ﺣﻠﺐ — ﺣﺮﺳﻬﺎ ﷲ — ﻓﺘﻠﻚ ﻋﺎدة اﻟﺰﻣﻦ ،ﻳﺒﺪل ﻣﻦ اﻷﺑﻴﺎت املﺴﻜﻮﻧﺔ ﻗﺒﻮ ًرا ،وإن رﻣﺲ اﻟﻬﺎﻟﻚ ﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﻖ ،ﻋﲆ أﻧﻪ ﻳﻐﻨﻲ اﻟﺜﺎوي ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﺪم وﻳﻜﻔﻴﻪ املﺆوﻧﺔ26 . ﻗﺎل اﻟﻀﺒﻲ: ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺧﻮف ﻋﻠﻲ وﻻ ﻧﺪم ﻓﻌﻼم أﺣﻔﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮض واﻧﻬﺪم وﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄن ﻗﺒﺮي ﺣﻔﺮة ﻓﺄزور ﺑﻴﺖ اﻟﺤﻖ زورة ﻣﺎﻛﺚ وﻣﺎ زاﻟﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﺴﻤﻲ اﻟﻘﱪ ﺑﻴﺘًﺎ ،وإن ﻛﺎن املﻨﺘﻘﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﻴﺘًﺎ. ﻗﺎل اﻟﺮاﺟﺰ: اﻟ ﻴ ﻮم ﻳ ﺒ ﻨ ﻲ ﻟ ﺪوﻳ ﺪ ﺑ ﻴ ﺘ ﻪ ﻳ ﺎ رب ﺑ ﻴ ﺖ ﺣ ﺴ ﺐ ﺑ ﻨ ﻴ ﺘ ﻪ وﻣﻌﺼﻢ ذي ﺑﺮة 27ﻟﻮﻳﺘﻪ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﻠﺪﻫﺮ ﺑﻠﻰ أﺑﻠﻴﺘﻪ أو ﻛﺎن ﻗﺮﻧﻲ واﺣﺪًا ﻛﻔﻴﺘﻪ وأﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ذﻛﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻠﻴﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺳﻘﻂ ﻣﻨﻪ اﺳﻢ اﻟﺬي ﻏﻼ ﰲ 28 ،وﻣﻦ ﻛﺎن ﻓﻐﻔﺮ ﷲ ﺟﺮاﺋﻤﻪ ،ﻓﻘﺪ أﺧﻄﺄ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻤﺎ زﻋﻢ وﻋﲆ ،وإﻧﻲ ﻷﻛﺮه ﺑﺸﻬﺎدة ﷲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮى املﺒﻄﻠﺔ ﻛﺮاﻫﺔ املﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﻪ رب اﻟﻌﺰة ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ﴿ :وإِذْ َﻗﺎ َل ﷲ ُ ﻳَﺎ ﻴﴗ اﺑ َْﻦ ﻣَ ْﺮﻳَ َﻢ أَأ َ َ ﻋِ َ ُون ِ ﷲ َﻗﺎ َل ُﺳﺒْﺤَ ﺎﻧ َ َﻚ ﻣَ ﺎ ﻧﺖ ُﻗ ْﻠ َﺖ ﻟِﻠﻨ ﱠ ِ ﺎس اﺗﱠﺨِ ﺬُوﻧِﻲ وَأُﻣﱢ َﻲ إ ِ َﻟﻬَ ْ ِ ني ِﻣﻦ د ِ ﻳَ ُﻜﻮ ُن ِﱄ أ َ ْن أ َ ُﻗﻮ َل ﻣَ ﺎ َﻟﻴ َْﺲ ِﱄ ِﺑﺤَ ﱟﻖ إِن ُﻛ ُ ﻨﺖ ُﻗ ْﻠﺘُ ُﻪ َﻓ َﻘ ْﺪ ﻋَ ﻠِﻤْ ﺘَ ُﻪ ﺗَﻌْ َﻠ ُﻢ ﻣَ ﺎ ِﰲ ﻧ َ ْﻔ ِﴘ و ََﻻ أَﻋْ َﻠ ُﻢ م ا ْﻟ ُﻐﻴُﻮب﴾29 . ﻣَ ﺎ ِﰲ ﻧ َ ْﻔ ِﺴ َﻚ إِﻧ ﱠ َﻚ أ َ َ ﻧﺖ ﻋَ ﱠﻼ ُ ِ 122 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح أﻣﺜﺎل اﻟﻌﺮب وأﻣﺎ ﺣﻠﺐ — ﺣﻤﺎﻫﺎ ﷲ — ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻷم اﻟﱪة ،وﻣﺎ أﺣﺴﺒﻬﺎ — إن ﺷﺎء ﷲ — ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺬﻣﻴﻢ اﻟﻌﻘﻮق ،وﻻ ﺗﻐﻔﻞ املﻔﱰض ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق ،ووﺣﺸﻴﺔ ﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﺎﺋﺒﺔ ﻋﻤﻦ ﻓﻘﺪه ﻣﻦ اﻹﺧﻮان اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺪم ﻧﻈريﻫﻢ؟ وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺠﺮي أﻣﺜﺎل اﻟﻌﺮب ،ﻳﻜﻨﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺳﻤﺎء ،ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ أن ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺬل وﻟﻦ ﺗﻀﺎﻣﺎ ﻓﻼ ﺗﺸﻠﻞ ﻳﺪ ﻓﺘﻜﺖ ﺑﻌﻤﺮو ً رﺟﻼ ﻗﺪ ﻓﺘﻚ ﺑﻤﻦ اﺳﻤﻪ ﺣﺴﺎن أو ﻏري ذﻟﻚ ،ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﺑﻬﺬا ﻳﺠﻮز أن ﻳﺮى اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﻴﻜﻮن ﻋﻤﺮو ﻓﻴﻪ واﻗﻌً ﺎ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﺑﻪ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮل اﻟﺮاﺟﺰ :أوردﻫﺎ ﺳﻌﺪ وﺳﻌﺪ ﻣﺸﺘﻤﻞ30 . ﻣﺜﻼ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ً ﺻﺎر ذﻟﻚ ً ﻋﻤﻼ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻤﻪ ،ﻓﻴﺠﻮز أن ﻳﻘﺎل ملﻦ اﺳﻤﻪ ﺧﺎﻟﺪ أو ﺑﻜﺮ أو ﻣﺎ ﺷﺎء ﷲ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء ،وﻳﻀﻌﻮن ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب املﺆﻧﺚ ﻣﻮﺿﻊ املﺬﻛﺮ ،واملﺬﻛﺮ ﻣﻮﺿﻊ املﺆﻧﺚ ،ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن ﻟﻠﺮﺟﻞ» :اﻟﺼﻴﻒ ﺿﻴﻌﺖ اﻟﻠﺒﻦ «.وإذا أرادوا أن ﻳﺨﱪوا ﺑﺄن املﺮأة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ اﻟﺨري ﺛﻢ ﻫﻠﻜﺖ ﻓﺎﻧﻘﻄﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ،ﺟﺎز أن ﻳﻘﻮﻟﻮا» :ذﻫﺐ اﻟﺨري ﻣﻊ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺟﻤﻌﺔ «.وﻫﺬا ﻛﺜري. ﺷﻜﺎة اﻷدﺑﺎء وأﻣﺎ ﺷﻜﻮاه إﱄ ﻓﺈﻧﻲ وإﻳﺎه ﻟﻜﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﰲ املﺜﻞ» :اﻟﺜﻜﲆ ﺗﻌني اﻟﺜﻜﲆ «.وﻋﲆ ذﻟﻚ ﺣﻤﻞ اﻷﺻﻤﻌﻲ ﻗﻮل أﺑﻲ دؤاد. وﻳﺼﻴﺢ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻤﻊ املﻀﻞ دﻋﺎء ﻧﺎﺷﺪ31 : ﻧ ﺤ ﻤ ﻞ؟ وﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﻧ ﺪل؟ ﻛﻼﻧﺎ ﺑﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻀﻞ ﻓﻌﻠﻰ ﻣﻦ أﻣﺎ املﻄﻴﺔ ﻓﺂﻟﻴﺔ ،وأﻣﺎ املﺰادة ﻓﺨﺎﻟﻴﺔ: ﺻ ﺒ ﺮ ﺟ ﻤ ﻴ ﻞ ﻓ ﻜ ﻼﻧ ﺎ ﻣ ﺒ ﺘ ﻠ ﻰ ﻳﺸﻜﻮ إﻟﻰ ﺟﻤﻠﻲ ﻃﻮل اﻟﺴﺮى 123 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وﻻ أرﺗﺎب ﰲ أﻧﻪ ﻳﺤﻔﻆ ﻗﻮل اﻟﻔﺰاري ،ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴني ﺣﺠﺔ أو أﻛﺜﺮ: ﻛﻨﺖ اﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﻔﺎرغ اﻟﻌﻘﻞ واﻟ ﻤ ﺴ ﺘ ﻐ ﺎث إﻟ ﻴ ﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻐ ﻞ أﻋ ﻴ ﻴ ﻦ ﻫ ﻼ إذ ﺑ ﻠ ﻴ ﺖ ﺑ ﻬ ﺎ أﻗﺒﻠﺖ ﺗﺒﻐﻲ اﻟﻐﻮث ﻣﻦ رﺟﻞ وﻟﻢ ﻳﺰل أﻫﻞ اﻷدب ﻳﺸﻜﻮن اﻟﻐري ﰲ ﻛﻞ ﺟﻴﻞ ،وﻫﻮ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ أن ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ املﻠﻚ أوﴅ ﻷﻫﻞ اﻷدب ﺑﺠﺰء ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ،وﻗﺎل» :إﻧﻬﻢ أﻫﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺠﻔﺮة «.وأﺣﺴﺐ أﻧﻬﻢ واﻟﺤﺮﻓﺔ ﺧﻠﻘﺎ ﺗﻮأﻣني ،وإﻧﻤﺎ ﻳﻨﺠﺢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ،ﺛﻢ ﻻ ﻳﻠﺒﺚ أن ﺗﺰ ﱠل ﻗﺪﻣﻪ ،وإذا ﻛﺎن اﻷدب ﻋﲆ ﻋﻬﺪ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ ﻳﻘﺼﺪ أﻫﻠﻪ ﺑﺎﻟﺠﻔﻮة ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﻠﻤﻮن ﻣﻦ ﺑﺄس ﻋﻨﺪ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺑﻨﻲ اﻟﻌﺒﺎس؟ وإذا أﺻﺎﺑﺘﻬﻢ املﺤﻦ ﰲ أﻳﺎم اﻟﺮﺷﻴﺪ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻄﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻆ؟ وﻣﻦ ﺑﻐﻰ اﻟﺘﻜﺴﺐ ﺑﻬﺬا اﻟﻔﻦ ﻓﻘﺪ أودع ﴍاﺑﻪ ﰲ ﺷﻦ 32ﻏري ﺛﻘﺔ ﻋﲆ اﻟﻮدﻳﻌﺔ. وأﻣﺎ اﻟﺬﻳﻦ ذﻛﺮﻫﻢ ﻣﻦ املﺼﺤﻔني ،ﻓﻐري اﻟﱪرة وﻻ املﻨﺼﻔني ،وﻣﺎ زال اﻟﺘﺘﻔﻞ 33ﻳﻌﺮض ﻷذاة اﻷﺳﺪ ،وﻣﺎ أﺣﺴﺒﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﻜﺎن اﻟﺤﺴﺪ. إن رﻣ ﻰ ﻓ ﻴ ﻪ ﻏ ﻼم ﺑ ﺤ ﺠ ﺮ ﻣﺎ ﻳﻀﺮ اﻟﺒﺤﺮ أﻣﺴﻰ زاﺧ ًﺮا ∗∗∗ إن اﻟ ﺬﺑ ﺎب إذن ﻋ ﻠ ﻲ ﻛ ﺮﻳ ﻢ أوﻛ ﻠ ﻤ ﺎ ﻃ ﻦ اﻟ ﺬﺑ ﺎب أروﻋ ﻪ وإن ﺣﺴﺎد اﻟﺒﺎرع ﻟﻜﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻔﺮزدق: ﻓ ﺈن ﺗ ﻬ ﺞ آل اﻟ ﺰﺑ ﺮﻗ ﺎن ﻓ ﺈﻧ ﻤ ﺎ وﻗﺪ ﻧﺒﺢ اﻟﻜ ﻠﺐ اﻟﻨ ﺠﻮم ودوﻧ ﻬ ﺎ ﻫﺠﻮت اﻟﻄﻮال اﻟﺸﻢ ﻣﻦ آل ﻳﺬﺑﻞ ﻓ ﺮاﺳ ﺦ ﺗ ﻘ ﺼ ﻲ ﻧ ﺎﻇ ﺮ اﻟ ﻤ ﺘ ﺄﻣ ﻞ 124 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح أﺑﻮ اﻟﻄﻴﺐ املﺘﻨﺒﻲ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ذﻛﺮه ﻣﻦ ﻗﻮل أﺑﻲ اﻟﻄﻴﺐ» :أذم إﱃ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎن أﻫﻴﻠﻪ «.ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻮﻟﻌً ﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼﻐري ،ﻻ ﻳﻘﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺑﺨﻠﺴﺔ املﻐري ،ﻛﻘﻮﻟﻪ: أن ﻳﺤﺴﺐ اﻟﻬﻨﺪي ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﻟﻲ ﺑﻔﻬﻢ أﻫﻴﻞ ﻋﺼﺮ ﻳﺪﻋﻲ وﻗﻮﻟﻪ» :ﻣﻘﺎﱄ ﻟﻸﺣﻴﻤﻖ ﻳﺎ ﺣﻠﻴﻢ«. وﻗﻮﻟﻪ» :وﻧﺎم اﻟﺨﻮﻳﺪم ﻋﻦ ﻟﻴﻠﻨﺎ«. وﻗﻮﻟﻪ» :أﰲ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺗﺤﺖ ِﺿﺒﻨﻲ ُﺷ َﻮﻳْﻌﺮ«. وﻏري ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﰲ دﻳﻮاﻧﻪ ،وﻻ ﻣﻼﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ؛ إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﺎدة ﺻﺎرت ﻛﺎﻟﻄﺒﻊ، ﺗﻐﺘﻔﺮ ﻣﻊ املﺤﺎﺳﻦ ،وﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي أوﻟﻪ» :أذم إﱃ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎن أﻫﻴﻠﻪ «.إﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﰲ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺎر ﺑﺄﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻤﺪح ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ ،واﻟﺸﻌﺮاء ﻣﻄﻠﻖ ﻟﻬﻢ ذﻟﻚ؛ ﻷن اﻵﻳﺔ ﺷﻬﺪت ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺨﺮص وﻗﻮل اﻷﺑﺎﻃﻴﻞ﴿ :أ َﻟ ْﻢ ﺗَ َﺮ أَﻧﱠﻬُ ْﻢ ِﰲ ُﻛ ﱢﻞ وَادٍ ﻳ َِﻬﻴﻤ َ ُﻮن * ﻮن ﻣَ ﺎ َﻻ ﻳ َْﻔﻌَ ﻠُ َ وَأَﻧﱠﻬُ ْﻢ ﻳ َُﻘﻮﻟُ َ ﻮن﴾. وأﻣﺎ ﻣﺎ ذﻛﺮه ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻘﻄﺮﺑﲇ واﺑﻦ أﺑﻲ اﻷزﻫﺮ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺠﻮز ﻣﺜﻠﻪ ،وﻣﺎ وﺿﺢ أن ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﺣﺒﺲ ﺑﺎﻟﻌﺮاق ،ﻓﺄﻣﺎ ﺑﺎﻟﺸﺎم ﻓﺤﺒﺴﻪ ﻣﺸﻬﻮر ،وﺣﺪﺛﺖ أﻧﻪ ﻛﺎن إذا ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺐ ﻗﺎل» :ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻮة «.أي املﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻷرض ،وﻛﺎن ﻗﺪ ﻃﻤﻊ ﰲ ﳾء ﻗﺪ ﻃﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻣَ ْﻦ ﻫﻮ دوﻧﻪ ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻘﺎدﻳﺮ ،ﻳﻈﻔﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ وُﻓﻖ ،وﻻ ﻳﺮاع ﺑﺎملﺠﺘﻬﺪ أن ﻳﺨﻔﻖ ،وﻗﺪ دﻟﺖ أﺷﻴﺎء ﰲ دﻳﻮاﻧﻪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺘﺄﻟﻬً ﺎ 34ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ» :وﻻ ﻗﺎﺑﻼ إﻻ ﻟﺨﺎﻟﻘﻪ ﺣﻜﻤً ﺎ« وﻗﻮﻟﻪ: ﻣ ﺎ أﻗ ﺪر اﻟ ﻠ ﻪ أن ﻳُ ﺨ ﺰي ﺑَ ِﺮﻳﱠ ﺘ ﻪ وﻻ ﻳﺼﺪق ﻗﻮﻣً ﺎ ﻓﻲ اﻟﺬي زﻋﻤﻮا وإذا رﺟﻊ إﱃ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ،ﻓﻨُﻄﻖ اﻟﻠﺴﺎن ﻻ ﻳﻨﺒﺊ ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎد اﻹﻧﺴﺎن؛ ﻷن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺠﺒﻮل ﻋﲆ اﻟﻜﺬب واﻟﻨﻔﺎق 35 ،وﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮل ﺗﺪﻳﻨًﺎ ،وإﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺼﻞ ﺑﻪ إﱃ ﺛﻨﺎء أو ﻏﺮض 36 ،وﻟﻌﻠﻪ ﻗﺪ ذﻫﺐ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻫﻢ ﰲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﺘﻌﺒﺪون ،وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻄﻦ ﻣﻠﺤﺪون. 125 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان دﻋﺒﻞ ﺑﻦ ﻋﲇ وﻣﺎ ﻳﻠﺤﻘﻨﻲ اﻟﺸﻚ ﰲ أن دﻋﺒﻞ ﺑﻦ ﻋﲇ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ دﻳﻦ ،وﻛﺎن ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺘﺸﻴﻊ ،وإﻧﻤﺎ ً دﻋﺒﻼ ﻛﺎن ﻋﲆ رأي اﻟﺤﻜﻤﻲ وﻃﺒﻘﺘﻪ ،واﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﻏﺮﺿﻪ اﻟﺘﻜﺴﺐ ،وﻻ أرﺗﺎب ﰲ أن ﻓﺎﺷﻴﺔ وﻣﻦ دﻳﺎرﻫﻢ ﻧﺎﺷﻴﺔ. أﺑﻮ ﻧﻮاس وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﰲ أﺑﻲ ﻧﻮاس ،ادﻋﻲ ﻟﻪ اﻟﺘﺄﻟﻪ ،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻘﴤ ﺻﻠﻮات ﻧﻬﺎره ﰲ ﻟﻴﻠﻪ، واﻟﺼﺤﻴﺢ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﲆ ﻣﺬﻫﺐ ﻏريه ﻣﻦ أﻫﻞ زﻣﺎﻧﻪ. ﺳﺬاﺟﺔ اﻟﻌﺮب وذﻟﻚ أن اﻟﻌﺮب ﺟﺎءﻫﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وﻫﻲ ﺗﺮﻏﺐ إﱃ اﻟﻘﺼﻴﺪ ،وﺗﻘﴫ ﻫﻤﻤﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪ، ﻓﺎﺗﺒﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺘﺒﻌﻮن ،وﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﻋﻮن ،ﻓﻠﻤﺎ ﴐب اﻹﺳﻼم ﺑﺠﺮاﻧﻪ واﺗﺴﻖ ﻣﻠﻜﻪ، ﻣﺎزج اﻟﻌﺮب ﻏريﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ،وﺳﻤﻌﻮا ﻛﻼم اﻷﻃﺒﺎء وأﺻﺤﺎب اﻟﻬﻴﺌﺔ وأﻫﻞ املﻨﻄﻖ، ﻓﻤﺎﻟﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻛﺜرية. رﺳﺎﻟﺔ آدم وﻟﻢ ﻳﺰل اﻹﻟﺤﺎد ﰲ ﺑﻨﻲ آدم ﻋﲆ ﻣﻤﺮ اﻟﺪﻫﻮر ،ﺣﺘﻰ إن أﺻﺤﺎب اﻟﺴري ﻳﺰﻋﻤﻮن أن آدم — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ — ﺑﻌﺚ إﱃ أوﻻده ،ﻓﺄﻧﺬرﻫﻢ ﺑﺎﻵﺧﺮة ،وﺧﻮﱠﻓﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب، ﻓﻜﺬﺑﻮه وردوا ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ،ﺛﻢ ﻋﲆ ذﻟﻚ املﻨﻬﺎج إﱃ اﻟﻴﻮم. زﻧﺪﻗﺔ ﻗﺮﻳﺶ وﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﻘﻮل» :إن ﺳﺎدات ﻗﺮﻳﺶ ﻛﺎﻧﻮا زﻧﺎدﻗﺔ ،وﻣﺎ أﺟﺪرﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ! وﻗﺎل ﺷﺎﻋﺮﻫﻢ ﻳﺮﺛﻲ ﻗﺘﲆ ﺑﺪر ،وﺗﺮوى ﻟﺸﺪاد ﺑﻦ اﻷﺳﻮد اﻟﻠﻴﺜﻲ: ﻓ ﺤ ﻴ ﻮا أم ﺑ ﻜ ﺮ ﺑ ﺎﻟ ﺴ ﻼم أﻟ ﻤ ﺖ ﺑ ﺎﻟ ﺘ ﺤ ﻴ ﺔ أم ﺑ ﻜ ﺮ 126 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﺴ ﺎب واﻟ ﻘ ﻮم اﻟ ﻜ ﺮام ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻜ ﺄس ﺑ ﻌ ﺪ أﺧ ﻲ ﻫ ﺸ ﺎم ﻣ ﻦ اﻷﻗ ﺮام ﺷ ﺮاب اﻟ ﻤ ﺪام ﺑ ﺄﻧ ﻲ ﺗ ﺎرك ﺷ ﻬ ﺮ اﻟ ﺼ ﻴ ﺎم ﻓﻘﺪ ﺷﺒﻊ اﻷﻧﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم وﻛ ﻴ ﻒ ﺣ ﻴ ﺎة أﺻ ﺪاء 39وﻫ ﺎم وﺗ ﺤ ﻴ ﻴ ﻨ ﻲ إذا ﺑ ﻠ ﻴ ﺖ ﻋ ﻈ ﺎﻣ ﻲ وﻛ ﺎﺋ ﻦ ﺑ ﺎﻟ ﻄ ﻮى ﻃ ﻮى ﺑ ﺪر أﻻ ﻳ ﺎ أم ﺑ ﻜ ﺮ ﻻ ﺗ ﻜ ﺮي وﺑ ﻌ ﺪ أﺧ ﻲ أﺑ ﻴ ﻪ وﻛ ﺎن ﻗﺮﻣ ﺎ 37 أﻻ ﻣ ﻦ ﺑ ﻠ ﻎ اﻟ ﺮﺣ ﻤ ﻦ ﻋ ﻨ ﻲ إذا ﻣ ﺎ اﻟ ﺮأس زاﻳ ﻞ ﻣ ﻨ ﻜ ﺒ ﻴ ﻪ أﻳﻮﻋﺪﻧﺎ اﺑﻦ ﻛﺒﺸﺔ 38أن ﺳﻨﺤﻴﺎ أﺗ ﺘ ﺮك أن ﺗ ﺮد اﻟ ﻤ ﻮت ﻋ ﻨ ﻲ وﻻ ﻳﺪﻋﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺪﻋﺎوى إﻻ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺒﺴﻞ وراءﻫﺎ ﻟﻠﺤﻤﺎم ،وﻻ ﻳﺄﺳﻒ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ املﺎم«. ﻋﻮدة إﱃ أﺑﻲ اﻟﻄﻴﺐ املﺘﻨﺒﻲ وﺣﺪﺛﺖ أن أﺑﺎ اﻟﻄﻴﺐ ،ملﺎ ﺣﺼﻞ ﰲ ﺑﻨﻲ ﻋﺪي وﺣﺎول أن ﻳﺨﺮج ﻓﻴﻬﻢ ،ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ وﻗﺪ ﺗﺒﻴﻨﻮا دﻋﻮاه :ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻧﺎﻗﺔ ﺻﻌﺒﺔ ،ﻓﺈن ﻗﺪرت ﻋﲆ رﻛﻮﺑﻬﺎ أﻗﺮرﻧﺎ أﻧﻚ ﻣﺮﺳﻞ ،وأﻧﻪ ﻣﴣ إﱃ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺎﻗﺔ وﻫﻲ راﺋﺤﺔ ﰲ اﻹﺑﻞ ،ﻓﺘﺤﻴﻞ ﺣﺘﻰ وﺛﺐ ﻋﲆ ﻇﻬﺮﻫﺎ ،ﻓﻨﻔﺮت ﺳﺎﻋﺔ ،وﺗﻨﻜﺮت ﺑﺮﻫﺔ ،ﺛﻢ ﺳﻜﻦ ﻧﻔﺎرﻫﺎ ،وﻣﺸﺖ ﻣﴚ املﺴﻤﺤﺔ 40 ،وأﻧﻪ ورد ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻠﺔ وﻫﻮ راﻛﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻌﺠﺒﻮا ﻟﻪ ﻛﻞ اﻟﻌﺠﺐ ،وﺻﺎر ذﻟﻚ ﻣﻦ دﻻﺋﻠﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ. وﺣﺪﺛﺖ ً أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﰲ دﻳﻮان اﻟﻼذﻗﻴﺔ ،وأن ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺎب اﻧﻘﻠﺒﺖ ﻋﲆ ﻳﺪه ﺳﻜني اﻷﻗﻼم ،ﻓﺠﺮﺣﺘﻪ ﺟﺮﺣً ﺎ ﻣﻔﺮ ً ﻃﺎ ،وأن أﺑﺎ اﻟﻄﻴﺐ ﻧﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ رﻳﻘﻪ ،وﺷﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏري ﻣﻨﺘﻈﺮ ﻟﻮﻗﺘﻪ ،وﻗﺎل ﻟﻠﻤﺠﺮوح» :ﻻ ﺗﺤﻠﻬﺎ ﰲ ﻳﻮﻣﻚ .وﻋﺪ ﻟﻪ أﻳﺎﻣً ﺎ وﻟﻴﺎﱄ ،وأن ذﻟﻚ اﻟﻜﺎﺗﺐ َﻗ ِﺒ َﻞ ﻣﻨﻪ ،ﻓﱪئ اﻟﺠﺮح ،ﻓﺼﺎروا ﻳﻌﺘﻘﺪون ﰲ أﺑﻲ اﻟﻄﻴﺐ أﻋﻈﻢ اﻋﺘﻘﺎد ،وﻳﻘﻮﻟﻮن ﻫﻮ ﻛﻤﺤﺒﻲ اﻷﻣﻮات«. وﺣﺪث رﺟﻞ ﻛﺎن أﺑﻮ اﻟﻄﻴﺐ ﻗﺪ اﺳﺘﺨﻔﻰ ﻋﻨﺪه ﰲ اﻟﻼذﻗﻴﺔ أو ﰲ ﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻮاﺣﻞ ،أﻧﻪ أراد اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ إﱃ ﻣﻮﺿﻊ ،ﻓﺨﺮج ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ وﻣﻌﻪ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ، وﻟﻘﻴﻬﻤﺎ ﻛﻠﺐ أﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﰲ اﻟﻨﺒﺎح ،ﺛﻢ اﻧﴫف ﻓﻘﺎل أﺑﻮ اﻟﻄﻴﺐ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ وﻫﻮ ﻋﺎﺋﺪ، إﻧﻚ ﺳﺘﺠﺪ ذﻟﻚ اﻟﻜﻠﺐ ﻗﺪ ﻣﺎت ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺎد اﻟﺮﺟﻞ أﻟﻔﻰ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ﻣﺎ ذﻛﺮ. وﻻ ﻳﻤﺘﻨﻊ أن ﻳﻜﻮن أﻋﺪ ﻟﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ املﻄﺎﻋﻢ ﻣﺴﻤﻮﻣً ﺎ ،وأﻟﻘﺎه ﻟﻪ وﻫﻮ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ. 127 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان واﻟﺬﻳﻦ رووا دﻳﻮان أﺑﻲ اﻟﻄﻴﺐ ،ﻳﺤﻜﻮن أﻧﻪ وﻟﺪ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺛﻤﺌﺔ وﺛﻼث ،وﻛﺎن ﻃﻠﻮﻋﻪ إﱃ اﻟﺸﺎم ﺳﻨﺔ إﺣﺪى وﻋﴩﻳﻦ ،ﻓﺄﻗﺎم ﻓﻴﻪ ﺑﺮﻫﺔ ﺛﻢ ﻋﺎد إﱃ اﻟﻌﺮاق ،وﻟﻢ ﺗﻄﻞ ﻣﺪﺗﻪ ﻫﻨﺎك، واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ﺻﺤﺔ ﻫﺬا اﻟﺨﱪ أن ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﰲ ﺻﺒﺎه إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﰲ أﻫﻞ اﻟﺸﺎم ،إﻻ ﻗﻮﻟﻪ: ﻛﻔﻰ ،أراﻧﻲ — وﻳﻚ — ﻟﻮﻣﻚ اﻟﻮﻣﺎ اﻟﺪﻫﺮ وأﻣﺎ ﺷﻜﻴﺘﻪ أﻫﻞ اﻟﺰﻣﺎن إﻟﻴﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻠﻚ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻨﻬﺎج املﺘﻘﺪﻣني ،وﻗﺪ ﻛﺜﺮ املﻘﺎل ﰲ ذم اﻟﺪﻫﺮ 41ﺣﺘﻰ ﺟﺎء اﻟﺤﺪﻳﺚ» :ﻻ ﺗﺴﺒﻮا اﻟﺪﻫﺮ ،ﻓﺈن ﷲ ﻫﻮ اﻟﺪﻫﺮ «.وﻗﺪ ﻋﺮف ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ،وأن ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻈﺎﻫﺮه؛ إذ ﻛﺎن اﻷﻧﺒﻴﺎء — ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم — ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ إﱃ أن اﻟﺪﻫﺮ ﻫﻮ اﻟﺨﺎﻟﻖ وﻻ املﻌﺒﻮد ،وﻗﺪ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻜﺮﻳﻢ﴿ :وَﻣَ ﺎ ﻳُﻬْ ِﻠ ُﻜﻨَﺎ إ ِ ﱠﻻ اﻟﺪ ْﱠﻫ ُﺮ﴾. وﻗﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس» :اﻟﺰﻣﺎن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻔﻠﻚ؛ ﻟﻔﻆ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ .وﰲ ﻛﺘﺎب ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﲆ أن اﻟﺰﻣﺎن ﻋﻨﺪه ﻣﴤ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر ،وﻗﺪ ﺣﺪدﺗﻪ ﺣﺪٍّا ﻣﺎ أﺟﺪره أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺳﺒﻖ إﻟﻴﻪ إﻻ أﻧﻲ ﻟﻢ أﺳﻤﻌﻪ ،وﻫﻮ أن ﻳﻘﺎل :اﻟﺰﻣﺎن ﳾء أﻗﻞ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ املﺪرﻛﺎت ،وﻫﻮ ﰲ ذﻟﻚ ﺿﺪ املﻜﺎن؛ ﻷن أﻗﻞ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ ﳾء ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻈﺮوف .ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻜﻮن ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺸﺒﺜﻪ ﺑﻤﺎ ﻗﻞ وﻛﺜﺮ«42 . وﻛﺬاك ﻓﺮق ﺑﻴﻨﻨﺎ اﻟﺪﻫﺮ اﻟ ﺪﻫ ﺮ ﻻءم ﺑ ﻴ ﻦ أﻟ ﻔ ﺘ ﻨ ﺎ وﻗﻮل أﺑﻲ ﺻﺨﺮ: ﻋﺠﺒﺖ ﻟﺴﻌﻲ اﻟﺪﻫﺮ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ اﻧﻘﻀﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺳﻜﻦ اﻟﺪﻫﺮ ﻟﻢ ﻳﺪع أن أﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎن ﻳﻘﺮب ﻟﻸﻓﻼك اﻟﻘﺮاﺑني ،وﻻ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻘﻞ ،وإﻧﻤﺎ ذﻟﻚ ﳾء ﻳﺘﻮارﺛﻪ اﻷﻣﻢ ﰲ زﻣﺎن ﺑﻌﺪ زﻣﺎن. 128 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻛﺎن ﰲ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﻴﺲ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ﺷﺎﺗﻢ اﻟﺪﻫﺮ ،وﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ: وأﺑ ﺪى ﻟ ﻨ ﺎ وﺟ ﻬً ﺎ أزب ﻣ ﺠ ﺪﻋ ﺎ وأﻧ ًﻔ ﺎ وﻟ ﺮى ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﺜ ﺎﻧ ﻴ ﻦ أﺧ ﺪﻋ ﺎ وﻗ ﻠ ﺖ ﻟ ﻌ ﻤ ﺮو واﻟ ﺤ ﺴ ﺎم أﻻ دﻋ ﺎ وﻟ ﻤ ﺎ رأﻳ ﺖ اﻟ ﺪﻫ ﺮ وﻋ ًﺮا ﺳ ﺒ ﻴ ﻠ ﻪ وﺟ ﺒ ﻬ ﺔ ﻗ ﺮد ﻛ ﺎﻟ ﺸ ﺮاك ﺿ ﺌ ﻴ ﻠ ﺔ ذﻛﺮت اﻟﻜﺮام اﻟﺬاﻫﺒﻴﻦ أوﻟﻲ اﻟﻨﺪى اﻟﺰﻧﺪﻗﺔ واﻟﺰﻧﺎدﻗﺔ وأﻣﺎ ﻏﻴﻈﻪ ﻋﲆ اﻟﺰﻧﺎدﻗﺔ واملﻠﺤﺪﻳﻦ ،ﻓﺄﺟﺮه ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﻤﺎ أﺟﺮه ﻋﲆ اﻟﻈﻤﺄ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ، واﺻﻄﻼء اﻟﺸﻤﺲ ﺑﻌﺮﻓﺔ ،وﻣﺒﻴﺘﻪ ﺑﺎملﺰدﻟﻔﺔ ،وﻻ رﻳﺐ أﻧﻪ اﺑﺘﻬﻞ إﱃ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ اﻷﻳﺎم املﻌﺪودات ،أن ﻳﺜﺒﺖ ﻫﻀﺎب اﻹﺳﻼم. وﻟﻜﻦ اﻟﺰﻧﺪﻗﺔ داء ﻗﺪﻳﻢ ،وﻗﺪ رأى ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻬﺎء أن اﻟﺮﺟﻞ إذا ﻇﻬﺮت زﻧﺪﻗﺘﻪ، ﺛﻢ ﺗﺎب ﻓﺰﻋً ﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ ،ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻪ ،وﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻏريﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر؛ ﻷن املﺮﺗﺪ إذا رﺟﻊ ،ﻗﺒﻞ ﻣﻨﻪ اﻟﺮﺟﻮع ،وﻻ ﻣﻠﺔ إﻻ وﻟﻬﺎ ﻗﻮم ﻣﻠﺤﺪون ،وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻮك اﻟﻔﺮس ﺗﻘﺘﻞ ﻋﲆ اﻟﺰﻧﺪﻗﺔ .واﻟﺰﻧﺎدﻗﺔ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﻮن اﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ،وﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﻨﺒﻮة وﻻ ﻛﺘﺎب. ﺑﺸﺎر ﺑﻦ ﺑﺮد وﺑﺸﺎر إﻧﻤﺎ أﺧﺬ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﻏريه ،وﻗﺪ روي أﻧﻪ وﺟﺪ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ رﻗﻌﺔ ﻣﻜﺘﻮب ﻓﻴﻬﺎ» :إﻧﻲ أردت أن أﻫﺠﻮ ﻓﻼن ﺑﻦ ﻓﻼن اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ،ﻓﺼﻔﺤﺖ ﻋﻨﻪ ﻟﻘﺮاﺑﺘﻪ ﻣﻦ رﺳﻮل ﷲ ﷺ«. وزﻋﻤﻮا أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺸﺎر ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ،وأﻧﻪ ﺣﴬ ﻳﻮﻣً ﺎ ﺣﻠﻘﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ،ﻓﻘﺎل: »ﻫﻞ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺮﻓﻊ ﺧﱪًا؟« ﻓﻘﺎﻟﻮا» :ﻻ «.ﻓﺄﻧﺸﺪﻫﻢ: ﺑ ﻨ ﻲ أﻣ ﻴ ﺔ ُﻫ ﺒ ﻮا ﻣ ﻦ رﻗ ﺎدﻛ ﻢ ﻟﻴﺲ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﻮا إن اﻟ ﺨ ﻠ ﻴ ﻔ ﺔ ﻳ ﻌ ﻘ ﻮب ﺑ ﻦ داود ﺧ ﻠ ﻴ ﻔ ﺔ اﻟ ﻠ ﻪ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻨ ﺎي واﻟ ﻌ ﻮد وﻛﺎن ﰲ اﻟﺤﻠﻘﺔ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ،ﻓﻴﺪﻋﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس أﻧﻪ وﳽ ﺑﻪ ،وﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﻓﻴﻤﺎ أﺣﺴﺐ ﻛﺎن أﺟﻞ ﻣﻮﺿﻌً ﺎ ﻣﻦ أن ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎت. 129 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وذﻛﺮ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ أﺧﺒﺎر ﺑﺸﺎر؛ أﻧﻪ ﺗﻮﻋﺪ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﺑﺎﻟﻬﺠﺎء ،وأﻧﻪ ﺗﻼﻓﺎه واﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﺸﻌﺮه ،وﻳﺠﻮز أن ﻳﻜﻮن اﺳﺘﺸﻬﺎده ﺑﻪ ،ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮه املﺘﺬاﻛﺮون ﰲ املﺠﺎﻟﺲ وﻣﺠﺎﻣﻊ اﻟﻘﻮم. وأﺻﺤﺎب ﺑﺸﺎر ﻳﺮوون ﻟﻪ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ: وﻣ ﺎ ﻛ ﻞ ﻣ ﺆت ﻧ ﺼ ﺤ ﻪ ﺑ ﻠ ﺒ ﻴ ﺐ وﻣﺎ ﻛﻞ ذي ﻟﺐ ﺑﻤﺆﺗﻴﻚ ﻧﺼﺤﻪ وﰲ ﻛﺘﺎب ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ ﻧﺼﻒ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻵﺧﺮ ،وﻫﻮ ﰲ ﺑﺎب اﻹدﻏﺎم ﻟﻢ ﻳﺴﻢ ﻗﺎﺋﻠﻪ، وزﻋﻢ ﻏريه أﻧﻪ ﻷﺑﻲ اﻷﺳﻮد اﻟﺪؤﱄ. وﻳﻘﺎل :إن ﻳﻌﻘﻮب ﺑﻦ داود وزﻳﺮ املﻬﺪي ،ﺗﺤﺎﻣﻞ ﻋﲆ ﺑﺸﺎر ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ .واﺧﺘﻠﻒ ﰲ ﺳﻨﻪ ،ﻓﻘﻴﻞ :ﻛﺎن ﻳﻮﻣﺌﺬ اﺑﻦ ﺛﻤﺎﻧني ﺳﻨﺔ ،وﻗﻴﻞ أﻛﺜﺮ ،وﷲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ. وﻻ أﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ،وإﻧﻤﺎ ذﻛﺮت ﻣﺎ ذﻛﺮت ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪم؛ 43ﻷﻧﻲ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ ﷲ ،وإن ﷲ ﻟﺤﻠﻴﻢ وﻫﺎب. وذﻛﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب اﻟﻮرﻗﺔ ،ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ﰲ ﻃﺒﻘﺔ أﺑﻲ ﻧﻮاس وﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ،ووﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﺬﻧﺪﻗﺔ ،وﴎاﺋﺮ اﻟﻨﺎس ﻣﻐﻴﺒﺔ ،وإﻧﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻼم اﻟﻐﻴﻮب ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎل ﺗﻜﺘﻢ ً ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻒ ،ﻓﺎﻵن ﻇﻬﺮ ﻧﺠﻴﺚ 44اﻟﻘﻮم واﻧﻘﺎﺿﺖ اﻟﱰﻳﻜﺔ 45ﻋﻦ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن أﺧﺒﺚ رأل46 . ﻋﻮدة إﱃ أﺑﻲ ﻧﻮاس أﻣﺎ ﻗﻮل اﻟﺤﻜﻤﻲ» :ﺗﻴﻪ ﻣﻐﻦ وﻇﺮف زﻧﺪﻳﻖ« ﻓﻘﺪ ﻋﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ،وﻗﻴﻞ إﻧﻪ أراد ً ً ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺑﺎﻟﺰﻧﺪﻗﺔ واﻟﻈﺮف ،وﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎن. رﺟﻼ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ اﻟﺤﺎرث ﻛﺎن ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس وأﻣﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس؛ ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺮ ﺑﺎﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮت ﻋﻨﻪ ﻣﻘﺎﻻت ﺗﻮﺟﺐ ذﻟﻚ .وﻳﺮوي ﻷﺑﻴﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس: 130 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺧ ﺮﺑ ﻬ ﺎ اﻟ ﻠ ﻪ وأﺑ ﻴ ﺎﺗ ﻬ ﺎ وأﺷﻮت اﻟﺮﺣﻤﺔ أﻣﻮاﺗﻬﺎ ﻛﻢ أﻫﻠﻜﺖ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ زاﺋﺮ ﻻ رزق اﻟﺮﺣﻤﻦ أﺣﻴﺎءﻫﺎ ً ً ﻃﻮﻳﻼ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺮوى ﻟﻪ: ﺣﺒﺴﺎ وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺼﺎﻟﺢ اﺑ ٌﻦ ،ﺣﺒﺲ ﻋﲆ اﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻓﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺎﻷﻣﻮات ﻓﻴﻬﺎ وﻻ اﻷﺣﻴﺎ ﻓﺮﺣﻨﺎ ،وﻗﻠﻨﺎ :ﺟﺎء ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻧﺤﻦ ﻣﻦ أﻫﻠﻬﺎ إذا ﻣ ﺎ أﺗ ﺎﻧ ﺎ زاﺋ ﺮ ﻣ ﺘ ﻔ ﻘ ﺪ وأﻣﺎ رﺟﻮﻋﻪ ﻋﻦ اﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ملﺎ أﺣﺲ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ،ﻓﺈﻧﻤﺎ ذﻟﻚ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺨﺘﻞ ،ﻓﺼﲆ ﷲ ﻋﲆ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ،ﻓﻘﺪ روي ﻋﻨﻪ أﻧﻪ ﻗﺎل» :ﺑُﻌﺜﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ،واﻟﺨري ﻣﻊ اﻟﺴﻴﻒ ،واﻟﺨري ﰲ اﻟﺴﻴﻒ ،واﻟﺨري ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ «.وﰲ ﺣﺪﻳﺚ آﺧﺮ» :ﻻ ﺗﺰال أﻣﺘﻲ ﺑﺨري ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ اﻟﺴﻴﻒ«. واﻟﺴﻴﻒ ﺣﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤً ﺎ 47ﻋﲆ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ،ووده ﻋﻦ رأي اﻟﺰﻧﺪﻳﻖ48 . اﻟﺼﻨﺎدﻳﻘﻲ وأﻣﺎ املﻨﺴﻮب إﱃ اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ ،ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺤﺴﺐ ﻣﻦ اﻟﺰﻧﺎدﻳﻖ ،وأﺣﺴﺒﻪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﺑﺎملﻨﺼﻮر ،ﻇﻬﺮ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻌني وﻣﺌﺘني ،وأﻗﺎم ﺑﺮﻫﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ،وﰲ زﻣﺎﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﺎن ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺪف ،وﺗﻘﻮل: وﺑ ﺜ ﻲ ﻓ ﻀ ﺎﺋ ﻞ ﻫ ﺬا اﻟ ﻨ ﺒ ﻲ وﻗ ﺎم ﻧ ﺒ ﻲ ﺑ ﻨ ﻲ ﻳ ﻌ ﺮب وﻻ زورة اﻟ ﻘ ﺒ ﺮ ﻓ ﻲ ﻳ ﺜ ﺮب وأن ﺻﻮﻣﻮا ،ﻓﻜﻠﻲ واﺷﺮﺑﻲ ﺧ ﺬي اﻟ ﺪف ﻳ ﺎ ﻫ ﺬه واﻟ ﻌ ﺒ ﻲ ﺗ ﻮﻟ ﻰ ﻧ ﺒ ﻲ ﺑ ﻨ ﻲ ﻫ ﺎﺷ ﻢ ﻓﻤﺎ ﺗﺒﺘﻐﻲ اﻟﺴﻌﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻔﺎ إذا اﻟﻘﻮم ﺻﻠﻮا ،ﻓﻼ ﺗﻨﻬﻀﻲ ∗∗∗ أﺟ ﻨ ﺒ ﻲ 49 ﻣ ﻦ أﻗ ﺮﺑ ﻴ ﻦ وﻣ ﻦ ـ ﺐ وﺻ ﺮت ﻣ ﺤ ﺮﻣ ﺔ ﻟ ﻸب ورواه ﻓ ﻲ ﻋ ﺎﻣ ﻪ اﻟ ﻤ ﺠ ﺪب ب ﻃﻠﻖ ،ﻓﻘﺪﺳﺖ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ وﻻ ﺗﺤﺮﻣﻲ ﻧﻔﺴﻚ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓ ﻜ ﻴ ﻒ ﺣ ﻠ ﻠ ﺖ ﻟ ﺬاك اﻟ ﻐ ﺮﻳ ـ أﻟ ﻴ ﺲ اﻟ ﻐ ﺮاس ﻟ ﻤ ﻦ رﺑ ﻪ وﻣ ﺎ اﻟ ﺨ ﻤ ﺮ إﻻ ﻛ ﻤ ﺎء اﻟ ﺴ ﺤ ﺎ ﻓﻌﲆ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﻫﺬه املﻘﺎﻟﺔ ﺑﻬﻠﺔ املﺒﺘﻬﻠني. 131 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ — ﻟﻌﻨﻬﺎ ﷲ — ﺗﺴﺘﻌﺒﺪ اﻟﻄﻐﺎم ﺑﺄﺻﻨﺎف ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ رﺟﻞ ﻳﺤﺘﺠﺐ ﰲ ﺣﺼﻦ ﻟﻪ ،وﻳﻜﻮن اﻟﻮاﺳﻄﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻨﺎس ﺧﺎدﻣً ﺎ ﻟﻪ أﺳﻮد؛ ﻗﺪ أﺳﻤﺎه ﺟﱪﻳﻞ ،ﻓﻘﺘﻠﻪ اﻟﺨﺎدم ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻳﺎم واﻧﴫف ،ﻓﻘﺎل ﺑﻌﺾ املﺠﺎن: ﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﻖ ﺟﺒﺮﺋﻴﻞ وﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﻗﺘﻴﻞ ﺗ ﺒ ﺎرك اﻟ ﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻋ ﻼه وﺿﻞ ﻣﻦ ﺗﺰﻋﻤﻮن رﺑﺎ وﻳﻘﺎل إﻧﻪ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻜﻠﻔﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﻖ ،وإذا ﻃﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻء ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻨﻊ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ،وﻻ اﻟﻨﺒﻮة ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻌﺪًا ﰲ اﻟﻜﺬب. وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻌﺮب ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪم ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﻌﻈﺎﺋﻢ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺗﺠﻨﺢ إﱃ رأي اﻟﺤﻜﻤﺎء ،وﻣﺎ ﺳﻠﻒ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻟﻘﺪﻣﺎء إذ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﻨﺒﻲ ،وﻳﻨﻈﺮون إﱃ ذﻟﻚ ﺑﻌني اﻟﻐﺒﻲ. رﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺠﺤﻤﻲ وﻛﺎن رﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺠﺤﻤﻲ ﺟﺮى ﻟﻪ ﻣﻊ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ — رﺣﻤﻪ ﷲ — ﺧﻄﺐ ،ﻓﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺮوم ،وﻳﺮوى أﻧﻪ ﻗﺎل: ﺑ ﺘ ﺮك ﺻ ﻼة ﻣ ﻦ ﻋ ﺸ ﺎء وﻻ ﻇ ﻬ ﺮ ﻓﻤﺎ ﺣﺮم اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻼف 50ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ ﻓﻼ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ أرض اﻟﺤﺠﺎز وﻻ ﻣﺼﺮ ﻓ ﺈﻧ ﻲ ﻗ ﺪ ﺧ ﻠ ﻴ ﺘ ﻪ ﻷﺑ ﻲ ﺑ ﻜ ﺮ ﻟ ﺤ ﻘ ﺖ ﺑ ﺄرض اﻟ ﺮوم ﻏ ﻴ ﺮ ﻣ ﻔ ﻜ ﺮ ﻓ ﻼ ﺗ ﺘ ﺮﻛ ﻮﻧ ﻲ ﻣ ﻦ ﺻ ﺒ ﻮح ﻣ ﺪاﻣ ﺔ إذا أﻣ ﺮت 51ﺗ ﻴ ﻢ ﺑ ﻦ ﻣ ﺮة ﻓ ﻴ ﻜ ﻢ ﻓ ﺈن ﻳ ﻚ إﺳ ﻼﻣ ﻲ ﻫ ﻮ اﻟ ﺤ ﻖ واﻟ ﻬ ﺪى ً واﻓﺘﻦ اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﻀﻼﻟﺔ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﺠﺎزوا دﻋﻮى اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ ﺗﻨﻄﺴﺎ ﰲ اﻟﻜﻔﺮ، وﺟﻤﻌً ﺎ ﻟﻠﻤﻌﺼﻴﺔ ،وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن أﻫﻞ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﺪﻓﻌﻮن اﻟﻨﺒﻮة وﻻ ﻳﺠﺎوزون ذﻟﻚ إﱃ ﺳﻮاه. 132 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺳﻤري ﺑﻦ أدﻛﻦ وملﺎ أﺟﲆ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب — رﺣﻤﺔ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ — أﻫﻞ اﻟﺬﻣﺔ ﻋﻦ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب ،ﺷﻖ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻟني ،ﻓﻴﻘﺎل :إن ً رﺟﻼ ﻣﻦ ﻳﻬﻮد ﺑﻨﻲ ﺧﻴﱪ ،ﻳﻌﺮف ﺑﺴﻤري ﺑﻦ أدﻛﻦ ،ﻗﺎل ﰲ ذﻟﻚ: ﺑ ﺪرة 52 روﻳ ﺪك ،إن اﻟ ﻤ ﺮء ﻳ ﻄ ﻔ ﻮ وﻳ ﺮﺳ ﺐ ﻟ ﺘ ﺸ ﺒ ﻊ ،إن اﻟ ﺰاد ﺷ ﻲء ﻣ ﺤ ﺒ ﺐ ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ ،وﻟ ﻜ ﻦ دوﻟ ﺔ ﺛ ﻢ ﺗ ﺬﻫ ﺐ ﻟ ﻨ ﺎ رﺗ ﺒ ﺔ اﻟ ﺒ ﺎدي اﻟ ﺬي ﻫ ﻮ أﻛ ﺬب وﺑﻐﻴﺘﻜﻢ ﻓﻲ أن ﺗﺴﻮدوا وﺗﺮﻫﺒﻮا ﻳ ﺼ ﻮل أﺑ ﻮ ﺣ ﻔ ﺺ ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ ﻛ ﺄﻧ ﻚ ﻟ ﻢ ﺗ ﺘ ﺒ ﻊ ﺣ ﻤ ﻮﻟ ﺔ ﻣ ﺄﻗ ﻂ ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻣﻮﺳﻰ ﺻ ً ﺎدﻗﺎ ﻣﺎ ﻇﻬﺮﺗﻢ وﻧﺤﻦ ﺳﺒﻘﻨﺎﻛﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﻦ ،ﻓﺎﻋﺮﻓﻮا ﻣ ﺸ ﻴ ﺘ ﻢ ﻋ ﻠ ﻰ آﺛ ﺎرﻧ ﺎ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮﻳ ﻘ ﻨ ﺎ وﻣﺎ زال اﻟﻴﻤﻦ ﻣﻨﺬ ﻛﺎن ﻣﻌﺪﻧًﺎ ﻟﻠﻤﺘﻜﺴﺒني ﺑﺎﻟﺘﺪﻳﻦ ،واملﺤﺘﺎﻟني ﻋﲆ اﻟﺴﺤﺖ ،وﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﻦ ﺳﺎﻓﺮ إﱃ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ أن ﺑﻪ اﻟﻴﻮم ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻪ اﻟﻘﺎﺋﻢ املﻨﺘﻈﺮ ،ﻓﻼ ﻳﻌﺪم ﺟﺒﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺎل ،ﻳﺼﻞ ﺑﻬﺎ إﱃ ﺧﺴﻴﺲ اﻵﻣﺎل. اﻟﻘﺮاﻣﻄﺔ وﺣﻜﻲ ﱄ أن ﻟﻠﻘﺮاﻣﻄﺔ ﺑﺎﻷﺣﺴﺎء ﺑﻴﺘًﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن إﻣﺎﻣﻬﻢ ﻳﺨﺮج ﻣﻨﻪ ،وﻳُﻘﻴﻤﻮن ﻋﲆ ﺑﺎب ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ ً ﻓﺮﺳﺎ ﺑﴪج وﻟﺠﺎم ،وﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻠﻬﻤﺞ واﻟﻄﻐﺎم» :ﻫﺬا اﻟﻔﺮس ﻟﺮﻛﺎب املﻬﺪي، 53 ﻳﺮﻛﺒﻪ ﻣﺘﻰ ﻇﻬﺮ «.وإﻧﻤﺎ ﻏﺮﺿﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﺪع وﺗﻌﻠﻴﻞ ،وﺗَﻮ ﱡ َﺻﻞ إﱃ املﻤﻠﻜﺔ وﺗﻀﻠﻴﻞ. وﻣﻦ أﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ أن ﺑﻌﺾ رؤﺳﺎء اﻟﻘﺮاﻣﻄﺔ ﰲ اﻟﺪﻫﺮ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ملﺎ ﺣﴬﺗﻪ املﻨﻴﺔ، ﺟﻤﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ،وﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ ملﺎ أﺣﺲ ﺑﺎملﻮت» :إﻧﻲ ﻗﺪ ﻋﺰﻣﺖ ﻋﲆ اﻟﻨﻘﻠﺔ ،وﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﺜﺖ ﻣﻮﳻ وﻋﻴﴗ وﻣﺤﻤﺪًا ،وﻻ ﺑﺪ ﱄ أن أﺑﻌﺚ ﻏري ﻫﺆﻻء «.ﻓﻌﻠﻴﻪ اﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻟﻘﺪ ﻛﻔﺮ أﻋﻈﻢ اﻟﻜﻔﺮ ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺐ أن ﻳﺆﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮ ،وﻳﺆوب إﱃ آﺧﺮﺗﻪ املﺴﺎﻓﺮ. 133 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ وأﻣﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ،ﻓﻜﺎن ﻋﻘﻠﻪ ﻋﻘﻞ وﻟﻴﺪ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺳﻦ اﻟﻜﻬﻞ .وﻗﺪ روﻳﺖ ﻟﻪ أﺷﻌﺎر، ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎر ،ﻛﻘﻮﻟﻪ: ﻋ ﺒ ﺪ ﻻ ،دون اﻹزار ﻏ ﻴ ﺮ ﻣ ﺒ ﻌ ﻮث ﻟ ﻨ ﺎر ﻳ ﺴ ﻌ ﻰ ﻓ ﻲ ﺧ ﺴ ﺎر ﻳ ﺮﻛ ﺒ ﻮا دﻳ ﻦ اﻟ ﺤ ﻤ ﺎر ادﻧ ﻴ ﺎ ﻣ ﻨ ﻲ ﺧ ﻠ ﻴ ﻠ ﻲ ﻓ ﻠ ﻘ ﺪ أﻳ ﻘ ﻨ ﺖ أﻧ ﻲ واﺗﺮﻛﺎ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺠﻨﺔ ﺳ ﺄ ُ َروﱢض اﻟ ﻨ ﺎس ﺣ ﺘ ﻰ ﻓﺎﻟﻌﺠﺐ ﻟﺰﻣﺎن ﺻﺎر ﻣﺜﻠﻪ إﻣﺎﻣً ﺎ ،وﻟﻌﻞ ﻏريه ﻣﻤﻦ ﻣﻠﻚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﺜﻠﻪ أو ﻗﺮﻳﺒًﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻳﺴﺎﻳﺮ وﻳﺨﺎف ﺗﺜﺮﻳﺒًﺎ .وﻣﻤﺎ ﻳﺮوى ﻟﻪ: أﻧ ﺎ اﻹﻣ ﺎم اﻟ ﻮﻟ ﻴ ﺪ ﻣ ﻔ ﺘ ﺨِ ًﺮا أﺳ ﺤ ﺐ ذﻳ ﻠ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣ ﻨ ﺎزﻟ ﻪ ﻣ ﺎ اﻟ ﻌ ﻴ ﺶ إﻻ ﺳ ﻤ ﺎع ﻣ ﺤ ﺴ ﻨ ﺔ ﻻ أرﺗﺠﻲ اﻟﺤﻮر ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻮد ،وﻫﻞ إذا ﺣَ ﺒ ﺘ ﻚ اﻟ ﻮﺻ ﺎل ﻏ ﺎﻧ ﻴ ﺔ أﺟ ﱡﺮ ﺑُ ﺮدي ،وأﺳ ﻤ ﻊ اﻟ ﻐ ﺰﻻ وﻻ أﺑ ﺎﻟ ﻲ ﻣ ﻦ ﻻم أو ﻋ ﺬﻻ وﻗ ﻬ ﻮة ﺗ ﺘ ﺮك اﻟ ﻔ ﺘ ﻰ ﺛ ﻤ ﻼ ﻳ ﺄﻣ ﻞ ﺣ ﻮر اﻟ ﺠ ﻨ ﺎن ﻣَ ﻦ ﻋ ﻘ ﻼ؟ ﻓ ﺠ ﺎزﻫ ﺎ ﺑ ﺬﻟ ﻬ ﺎ ﻛ ﻤ ﻦ وﺻ ﻼ وﻳﻘﺎل إﻧﻪ ملﺎ أﺣﻴﻂ ﺑﻪ — دﺧﻞ اﻟﻘﴫ وأﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻪ وﻗﺎل: دﻋﻮا ﻟﻲ ﻫﻨﺪًا واﻟﺮﺑﺎب َ وﻓ ْﺮﺗَﻨﻲ ﺧﺬوا ﻣﻠﻜﻜﻢ ،ﻻ ﺛ َﺒﱠﺖ اﻟﻠﻪ ﻣﻠﻜﻜﻢ وﺧ ﱡﻠﻮا ﺳﺒﻴﻠﻲ ﻗﺒﻞ ﻋﻴﺮ وﻣﺎ ﺟﺮى وﻣ ﺴ ﻤ ﻌ ﺔ ،ﺣ ﺴ ﺒ ﻲ ﺑ ﺬﻟ ﻚ ﻣ ﺎﻻ ﻓ ﻠ ﻴ ﺲ ﻳ ﺴ ﺎوي ﺑ ﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻘ ﺎﻻ وﻻ ﺗ ﺤ ﻤ ﺪوﻧ ﻲ أن أﻣ ﻮت ﻫ ﺰاﻻ ﻓﺄُﻟﺐ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ املﻨﺰﻟﺔ أي أﻟﺐ ،ورؤي رأﺳﻪ ﰲ ﻓﻢ ﻛﻠﺐ ،ﻛﺎن ﺣﻖ اﻟﺨﻼﻓﺔ أن ﺗﻔﴤ إﱃ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺑﻨﺴﻚ ﻣﻌﺮوف ،ﻻ ﺗﴫﻓﻪ ﻋﻦ اﻟﺮﺷﺪ ﴏوف ،وﻟﻜﻦ اﻟﺒﻠﻴﺔ ﺧﻠﻘﺖ ﻣﻊ اﻟﺸﻤﺲ ،ﻓﻬﻞ ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺳﻜﻦ ﰲ رﻣﺲ؟ 134 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح أﺑﻮ ﻋﻴﴗ ﺑﻦ اﻟﺮﺷﻴﺪ وأﻣﺎ أﺑﻮ ﻋﻴﴗ ﺑﻦ اﻟﺮﺷﻴﺪ ،ﻓﺈن ﺻﺢ ﻣﺎ روي ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﺑﺎﻳﻦ ﺑﺬﻟﻚ أﺳﻼﻓﻪ ،وﻣﺎ ﻳﺤﻔﻞ رﺑﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﻴﺪ ،ﺻﺎﺋﻤني ﻟﻠﺨﻴﻔﺔ وﻻ ﻣﻔﻄﺮﻳﻦ؛ 54وﻛﺎن ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺷﻌﺮه ﰲ اﻟﺒﻴﺘني واﻟﺜﻼﺛﺔ. وأﻧﺸﺪ ﱄ اﻟﺼﻮﱄ ﰲ ﻧﻮادره: ودﻣ ﻌ ﻲ ﻧ ﻤ ﻮم ﺑ ﺴ ﺮي ﻣ ﺬﻳ ﻊ وﻟﻮﻻ اﻟﻬﻮى ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻲ دﻣﻮع ﻟ ﺴ ﺎﻧ ﻲ ﻛ ﺘ ﻮم ﻷﺳ ﺮاره وﻟ ﻮﻻ دﻣ ﻮﻋ ﻲ ﻛ ﺘ ﻤ ﺖ اﻟ ﻬ ﻮى ﻓﺈن ﻛﺎن ﻓﺮ ﻣﻦ ﺻﻴﺎم ﺷﻬﺮ؛ ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺗﻌﺬﻳﺐ اﻟﺪﻫﺮ. اﻟﺠﻨﺎﺑﻲ وأﻣﺎ اﻟﺠﻨﺎﺑﻲ 55 ،ﻓﻠﻮ ﻋﻮﻗﺐ ﺑﻠﺪ ﺑﻤﻦ ﻳﺴﻜﻨﻪ ،ﻟﺠﺎز أن ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻪ ﺟﻨﺎﺑﺔ وﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻟﻬﺎ إﻧﺎﺑﺔ، وﻟﻜﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﻜﺘﺎب املﻨﺰل أﺟﺪر وأﺣﺮى ،أن ﻻ ﺗﺰر وازرة وزر أﺧﺮى ،ﻓﻌﻠﻴﻪ اﻟﻠﻌﻨﺔ. اﻟﻌﻠﻮي اﻟﺒﴫي وأﻣﺎ اﻟﻌﻠﻮي اﻟﺒﴫي ،ﻓﻘﺪ روﻳﺖ ﻟﻪ أﺑﻴﺎت ﺗﺪل ﻋﲆ ﺗﺄ ﱡﻟ ٍﻪ ،وﻣﺎ أدﻓﻊ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻴﻠﺖ ﻋﲆ ﻟﺴﺎﻧﻪ ،واﻷﺑﻴﺎت: ﻗ ﺘ ﻠ ُﺖ اﻟ ﻨ ﺎس إﺷ ﻔ ًﺎﻗ ﺎ وﺣﺰت اﻟﻤﺎل ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻓ ﻤ ﻦ أﺑ ﺼ ﺮ ﻣ ﺜ ﻮاي ﻓ ﻮاوﻳ ﻠ ﻲ إذا ﻣ ﺎ أﺧ ﻠ ﺪًا ﻓ ﻲ ﺟ ﻮار اﻟ ﻠ ﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﻟ ﻜ ﻲ أﻧ ﻌ ﻢ ﻻ أﺷ ﻘ ﻰ ﻓ ﻼ ﻳ ﻈ ﻠ ﻢ إذن ﺧ ﻠ ﻘ ﺎ ﻣﺖ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ أﻟﻘﻰ أم ﻓ ﻲ ﻧ ﺎره أﻟ ﻘ ﻰ وأﻧﺸﺪﻧﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ أﺑﻴﺎﺗًﺎ ﻗﺎﻓﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻟﻮزن ،وﻗﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻗﺪ ﻧﺴﺒﺖ إﱃ ﻋﻀﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻗﻴﻞ إﻧﻪ أﻓﺎق ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻳﺎم ﻓﻜﺘﺒﻬﺎ ﻋﲆ ﺟﺪار املﻨﺰل اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ،وﻗﺪ ﻧﺤﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﺑﻴﺎت اﻟﺒﴫي وأﺷﻬﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﻜ ﱠﻠﻔﺔ ،ﺻﻨﻌﻬﺎ رﻗﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم ،وأن ﻋﻀﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﻗﻂ. 135 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وأﻣﺎ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺤﺪﻳﺚ أﻧﻬﻢ ﺻﺤﻔﻮا رﺧﻤﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا :رﺣﻤﺔ ،ﻓﻼ أﺻﺪق ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮي ﻣﺠﺮاﻫﺎ ،واﻟﻜﺬب ﻏﺎﻟﺐ ﻇﺎﻫﺮ ،واﻟﺼﺪق ﺧﻔﻲ ﻣﺘﻀﺎﺋﻞ56 . وﻛﺬﻟﻚ ادﻋﺎء ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ أن ﻋﻠﻴٍّﺎ — ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم — ﻗﺎل» :ﺗﻬﻠﻚ اﻟﺒﴫة ﺑﺎﻟﺰﻧﺞ«. ﻓﺼﺤﱠ ﻔﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﺮﻳﺢ .ﻻ أوﻣﻦ ﺑﴚء ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﲇ ﱞ — ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم — ﻣﻤﻦ ﻳُﻜﺸﻒ ﻟﻪ اﻟﻐﻴﺐ ،وﰲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ ﱠ اﻟﺴﻤَ ﺎو ِ ﴿ﻻ ﻳَﻌْ َﻠ ُﻢ ﻣَ ﻦ ِﰲ ﱠ َات و َْاﻷ َ ْر ِض ا ْﻟ َﻐﻴْﺐَ إ ِ ﱠﻻ ﷲُ﴾ .وﰲ اﻟﺤﺪﻳﺚ املﺄﺛﻮر» :ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﰲ ﻏﺪ إﻻ ﷲ«. ُﺨﱪ ﻣﻨﺬ ﻣﺌﺔ ﺳﻨﺔ أن أﻣري ﺣﻠﺐ — ﺣﺮﺳﻬﺎ ﷲ — ﰲ ﺳﻨﺔ وﻻ ﻳﺠﻮز أن ﻳُﺨﱪ ﻣ ِ أرﺑﻊ وﻋﴩﻳﻦ وأرﺑﻌﻤﺌﺔ 57اﺳﻤﻪ ﻓﻼن ﺑﻦ ﻓﻼن وﺻﻔﺘﻪ ﻛﺬا ،ﻓﺈن ادﻋﻰ ذﻟﻚ ُﻣﺪ ٍﱠع ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺨ ﱢﺮص ﻛﺎذب. اﻟﻨﺠﻮم وأﻣﺎ اﻟﻨﺠﻮم ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﺗﻠﻮﻳﺢ ﻻ ﺗﴫﻳﺢ ،وﺣُ ﻜﻲ أن اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻛﺜريًا ﺑﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺰ: ﻟﺌﻦ ﻧﺠﻮت وﻧﺠﺖ رﻛﺎﺋﺒﻲ ﻣﻦ ﻏﺎﻟﺐ وﻣﻦ ﻟﻔﻴﻒ ﻏﺎﻟﺐ إﻧ ﻲ ﻟ ﻨ ﺠ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟ ﻜ ﺮاﺋ ﺐ وإن ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻛﺎن ﰲ ﻣَ ﻦ ﻗﺘﻠﻪ ،ﻓﻬﺬا ﻳﺘﻔﻖ ﻣﺜﻠﻪ ،وأﺟﺪر ﺑﻬﺬه اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ،ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﻓﻐري ﻣﺴﺘﻨ َﻜﺮ. ورﺑﻤﺎ اﺗﻔﻖ أن ﻳﻜﻮن ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﺴﻤﻮن ﺑﻬﺬا ،ﻓﻴﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﱰن ﻣﻌﻨﻰ ﺑﻠﻔﻆ، ﻋﲆ أن ﰲ اﻷﻳﺎم ﻋﺠﺎﺋﺐ ،وﻓﻮق ﻛﻞ ذي ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻴﻢ. اﻷملﻌﻲ وﻗﺪ ﺣﻜﻲ أن إﻳﺎس ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ اﻟﻘﺎﴈ ﻛﺎن ﻳﻈﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﺘﻜﻮن ﻛﻤﺎ ﻇﻦ ،وﻟﻬﺬه اﻟﻌﻠﺔ ﻗﺎﻟﻮا رﺟﻞ ﻧﻘﺎب 58وأملﻌﻲ ،ﻗﺎل أوس: ﻛ ﺄن ﻗ ﺪ رأى وﻗ ﺪ ﺳ ﻤ ﻌ ﺎ اﻷﻟﻤﻌﻲ اﻟﺬي ﻳﻈﻦ ﺑﻚ اﻟﻈﻦ 136 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح اﻟﺤﻼج وﻛﻢ اﻓﱰي ﻟﻠﺤﻼج 59 ،واﻟﻜﺬب ﻛﺜري .وﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻨﺴﺐ إﻟﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺮ اﻟﻌﺎدة ﺑﻤﺜﻠﻪ، ﻓﺈﻧﻪ املني ﻻ أﺻﺪق ﺑﻪ .وﻣﻤﺎ ﻳُﻔﺘﻌﻞ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ ﻗﺎل ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮه :أﺗﻈﻨﻮن أﻧﻜﻢ إﻳﺎي ﺗﻘﺘﻠﻮن ،إﻧﻤﺎ ﺗﻘﺘﻠﻮن ﺑﻐﻠﺔ املﺎدراﻧﻲ ،وإن اﻟﺒﻐﻠﺔ وﺟﺪت ﰲ اﺻﻄﺒﻠﻬﺎ ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ. وﰲ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ إﱃ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﻳﺮﻓﻊ ﺷﺄﻧﻪ ،وﺑﻠﻐﻨﻲ أن ﺑﺒﻐﺪاد ﻗﻮﻣً ﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﺧﺮوﺟﻪ، وأﻧﻬﻢ ﻳﻘﻔﻮن ﺑﺤﻴﺚ ُ ﺻﻠﺐ ﻋﲆ دﺟﻠﺔ ،ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن ﻇﻬﻮره 60 ،وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﺑﺒﺪع ﻣﻦ ﺟﻬﻞ اﻟﻨﺎس. ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ وﻗﺪ روي أن ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻗﺮد ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻋﲆ أﺗﺎن وﺣﺸﻴﺔ وﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺨﻴﻞ ﰲ اﻟﺤﻠﺒﺔ. ﱠ اﻟﺤﻼج رﺟﻌﺔ إﱃ وأﻣﺎ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﲆ اﻟﻴﺎء: ﻳﺠﻞ ﻋﻦ وﺻﻒ ﻛﻞ ﺣﻲ ﻣ ﻦ ﻛ ﻞ ﺷ ﻲء ﻟ ﻜ ﻞ ﺷ ﻲ ﻓ ﻤ ﺎ اﻋ ﺘ ﺬاري إذن إﻟ ﻲ ﻳ ﺎ ﺳ ﺮ ﺳ ﺮ ﻳ ﺪق ﺣ ﺘ ﻰ وﻇ ﺎﻫ ًﺮا ﺑ ﺎﻃ ﻨ ً ﺎ ﺗ ﺒ ﺪّى ﻳﺎ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻜﻞ ﻟﺴﺖ ﻏﻴﺮي ﻓﻼ ﺑﺄس ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﰲ اﻟﻘﻮة ،وﻟﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ »إﱄ« ﻋﺎﻫﺔ ﰲ اﻷﺑﻴﺎت ،وﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ »اﻟﻜﻞ«، ﻓﺈن إدﺧﺎﻟﻪ اﻷﻟﻒ واﻟﻼم ﻣﻜﺮوه. ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺤﻠﻮل وﻳﻨﺸﺪ ﻟﻔﺘﻰ ﻛﺎن ﰲ زﻣﻦ اﻟﺤﻼج: إن ﻳﻜﻦ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺤﻠﻮل 61ﺻﺤﻴﺤً ﺎ ﻓ ﺈﻟ ﻬ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣ ﺮﻣ ﺔ اﻟ ﺰﺟ ﺎج 137 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺑ ﻴ ﻦ دار اﻟ ﻌ ﻄ ﺎر واﻟ ﺜ ﻼج ﻫ ﻮ ﻣ ﻦ إﻓ ﻚ ﺷ ﻴ ﺨ ﻨ ﺎ اﻟ ﺤ ﻼج ﻋ ﺮﺿ ﺖ ﻓ ﻲ ﻏ ﻼﻟ ﺔ ﺑ ﻄ ﺮاز زﻋ ﻤ ﻮا ﻟ ﻲ أﻣ ًﺮا وﻣ ﺎ ﺻ ﺢ ﻟ ﻜ ﻦ وﻫﺬه املﺬاﻫﺐ ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﺗﻨﺘﻘﻞ ﰲ ﻋﴫ ﺑﻌﺪ ﻋﴫ .وﻳﻘﺎل :إن ﻓﺮﻋﻮن ﻛﺎن ﻋﲆ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺤﻠﻮﻟﻴﺔ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ادﻋﻰ أﻧﻪ رب اﻟﻌﺰة. وﺣﻜﻲ ﻋﻦ رﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻘﻮل ﰲ ﺗﺴﺒﻴﺤﻪ» :ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺳﺒﺤﺎﻧﻲ ،ﻏﻔﺮاﻧﻚ ﻏﻔﺮاﻧﻲ «.وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺠﻨﻮن ،إﻧﻤﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﻫﺬا اﻟﻘﻮل ﻣﻌﺪود ﰲ اﻷﻧﻌﺎم .وﻗﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻓ ﺴ ﺒ ﺤ ﺎﻧ ﻚ ﺳ ﺒ ﺤ ﺎﻧ ﻲ وﻏ ﻔ ﺮاﻧ ﻚ ﻏ ﻔ ﺮاﻧ ﻲ إذا ﻗﻴﻞ ﻫﻮ اﻟﺰاﻧﻲ؟ أﻧ ﺎ أﻧ ﺖ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ وإﺳﺨﺎﻃﻚ إﺳﺨﺎﻃﻲ وﻟ ﻢ أﺧ ﻠ ﺪ ﻳ ﺎ رب وﺑﻨﻮ آدم ﺑﻼ ﻋﻘﻮل ،وﻫﺬا أﻣﺮ ﻳﻠﻘﻨﻪ ﺻﻐري ﻋﻦ ﻛﺒري﴿ :أ َ ْم ﺗَﺤْ َﺴﺐُ أ َ ﱠن أ َ ْﻛﺜ َ َﺮ ُﻫ ْﻢ ﺿ ﱡﻞ َﺳ ِﺒ ً ﻮن ۚ إ ِ ْن ُﻫ ْﻢ إ ِ ﱠﻻ َﻛ ْﺎﻷَﻧْﻌَ ﺎ ِم ۖ ﺑَ ْﻞ ُﻫ ْﻢ أ َ َ ﻮن أ َ ْو ﻳَﻌْ ﻘِ ﻠُ َ ﻳ َْﺴﻤَ ﻌُ َ ﻴﻼ﴾ .وﻳﺮوى ﻟﺒﻌﺾ أﻫﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺤﻠﺔ: رأﻳ ﺖ رﺑ ﻲ ﻳ ﻤ ﺸ ﻲ ﺑ ﻼ ﻟ ﻜ ﻪ ﻓﻘﻠﺖ» :ﻫﻞ ﻓﻲ اﺗﺼﺎﻟﻨﺎ ﻃﻤﻊ« وﻟ ﻮ ﻗ ﻀ ﻰ اﻟ ﻠ ﻪ أﻟ ﻔ ﺔ ﺑ ﻬ ﻮى ﻓﻲ ﺳﻮق ﻳﺤﻴﻰ ،ﻓﻜﺪت أﻧﻔﻄﺮ ﻓﻘﺎل» :ﻫﻴﻬﺎت ،ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺤﺬر« ﻟ ﻢ ﻳ ﻚ إﻻ اﻟ ﺴ ﺠ ﻮد واﻟ ﻨ ﻈ ﺮ اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ وﺗﺆدي ﻫﺬه اﻟﻨﺤﻠﺔ إﱃ اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ 62 ،وﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻋﺘﻴﻖ ﻳﻘﻮل ﺑﻪ أﻫﻞ اﻟﻬﻨﺪ ،وﻗﺪ ﻛﺜﺮ ﰲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﻧﺴﺄل اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ واﻟﻜﻔﺎﻳﺔ .وﻳﻨﺸﺪ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺼريﻳﺔ: ﺟ ﻌ ﻠ ْﺖ أﺧ ﺘَﻨ ﺎ ﺳ ﻜ ﻴ ﻨ ﺔ ﻗ ﺎره واﺗﺮﻛﻴﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﻀﻢ اﻟﻐﺮاره أﻋﺠﺒﻲ أﻣّ ﻨﺎ ﻟﺼﺮف اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻓﺎزﺟﺮي ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺎﻧﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ 138 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻗﺎل آﺧﺮ ﻣﻨﻬﻢ: ﻓ ﻘ ﺪ أراﻧ ﺎ ﻋ ﺠ ﺎﺋ ﺐ اﻟ ﺰﻣ ﻦ ﺻ ﻴ ﺮه ﺟ ﺎرﻧ ﺎ أﺑ ﻮ اﻟ ﺴ ﻜ ﻦ ﻣﺸﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺰام واﻟﺮﺳﻦ 63 ﺗ ﺒ ﺎرك اﻟ ﻠ ﻪ ﻛ ﺎﺷ ﻒ اﻟ ﻤ ﺤ ﻦ ﺣﻤﺎر ﺷﻴﺒﺎن ،ﺷﻴﺦ ﺑﻠﺪﺗﻨﺎ، ﺑ ﺪل ﻣ ﻦ ﻣ ﺸ ﻴ ﺔ ﺑ ﺤ ﻠ ﺘ ﻪ وﻳﺼﻮر ﻟﻬﻢ اﻟﺮأي اﻟﻔﺎﺳﺪ ﻣﺸﺒﻬﺎت ﻓﻴﺴﻠﻜﻮن ﰲ اﻟﱰﻫﺎت. ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﰲ اﻟﻬﻨﺪ وﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻠﻮك اﻟﻬﻨﺪ ،وﻛﺎن ﺷﺎﺑٍّﺎ ﺣﺴﻨًﺎ ،أﻧﻪ ﺟﺪر ،ﻓﻨﻈﺮ إﱃ وﺟﻬﻪ ﰲ املﺮآة وﻗﺪ ﺗﻐري ،ﻓﺄﺣﺮق ﻧﻔﺴﻪ ،وﻗﺎل» :أرﻳﺪ أن ﻳﻨﻘﻠﻨﻲ ﷲ إﱃ ﺻﻮرة أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬه«. وﺣﺪﺛﻨﻲ ﻗﻮم ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻣﺎ ﻫﻢ ﰲ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺑﻜﺎذﺑني ،إﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ ﺑﻼد ﻣﺤﻤﻮد، وﻛﺎن ﻣﻌﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ ،ﻗﺪ وﺛﻖ ﺑﺼﻔﺎﺋﻬﻢ ،ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷﻋﻄﻴﺔ ﻟﻮﻓﺎﺋﻬﻢ ،وﻳﻜﻮﻧﻮن ً رﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺎﻓﺮ ﰲ ﺟﻴﺶ ﺟﻬﺰه ،ﻓﺠﺎء ﺧﱪه أﻗﺮب اﻟﺠﻨﺪ إﻟﻴﻪ إذا ﺣﻞ أو ارﺗﺤﻞ ،وأن أﻧﻪ ﻗﺪ ﻫﻠﻚ ،ﻓﺠﻤﻌﺖ اﻣﺮأﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﺣﻄﺒًﺎ ﻛﺜريًا ،وأوﻗﺪت ﻧﺎ ًرا ﻋﻈﻴﻤﺔ ،واﻗﺘﺤﻤﺘﻬﺎ ،واﻟﻨﺎس ً ﺑﺎﻃﻼ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪم اﻟﺰوج ،أوﻗﺪ ﻟﻪ ﻧﺎ ًرا ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻴﺤﺮق ﻧﻔﺴﻪ، ﻳﻨﻈﺮون ،وﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﺨﱪ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺼﺎﺣﺒﺘﻪ ،ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺧﻠﻖ ﻛﺜري ﻟﻠﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ،وأن أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﻴﺌﻮن إﻟﻴﻪ ﻓﻴﻮﺻﻮﻧﻪ ﺑﺄﺷﻴﺎء إﱃ أﻣﻮاﺗﻬﻢ 64ﻫﺬا إﱃ أﺑﻴﻪ ،وﻫﺬا إﱃ أﺧﻴﻪ ،وﺟﺎءه إﻧﺴﺎن ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻮردة وﻗﺎل» :أﻋﻂ ﻫﺬه ﻓﻼﻧًﺎ« ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻴﺘًﺎ ﻟﻪ ،وﻗﺬف ﻧﻔﺴﻪ ﰲ اﻟﻨﺎر. وﺣﺪث ﻣﻦ ﺷﺎﻫﺪ إﺣﺮاﻗﻬﻢ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ،أﻧﻬﻢ إذا ﻟﺪﻏﺘﻬﻢ اﻟﻨﺎر أرادوا اﻟﺨﺮوج ،ﻓﻴﺪﻓﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﴬ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﴢ واﻟﺨﺸﺐ ،ﻓﻼ إﻟﻪ إﻻ ﷲ؛ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻢ ﺷﻴﺌًﺎ إدٍّا. اﺑﻦ ﻫﺎﻧﺊ اﻷﻧﺪﻟﴘ وﰲ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎملﺬﻫﺐ وﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪه ،ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ إﱃ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ 65 ،وﻛﺎن ﻟﻬﻢ ﰲ املﻐﺮب رﺟﻞ ﻳُﻌﺮف ﺑﺎﺑﻦ ﻫﺎﻧﺊ ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﻌﺮاﺋﻬﻢ املﺠﻴﺪﻳﻦ ،ﻓﻜﺎن ﻳﻐﻠﻮ ﰲ ﻣﺪح املﻌﺰ ﻏﻠﻮٍّا ﻋﻈﻴﻤً ﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻗﺎل ﻓﻴﻪ وﻗﺪ ﻧﺰل ﺑﻤﻮﺿﻊ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ رﻗﺎدة: 139 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺣ ﻞ ﺑ ﻬ ﺎ آدم وﻧ ﻮح وﻛ ﻞ ﺷ ﻲء ﺳ ﻮاه رﻳ ﺢ ﺣ ﻞ ﺑ ﺮﻗ ﺎدة اﻟ ﻤ ﺴ ﻴ ﺢ ﺣﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻠﻪ ذو اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﻋﻮدة إﱃ اﻟﺤﻼج وأدل ُرﺗﺐ اﻟﺤﻼج أن ﻳﻜﻮن ﺷﻌﻮذﻳٍّﺎ ﻻ ﺛﺎﻗﺐ اﻟﻔﻬﻢ ،ﻋﲆ أن اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺗﻌﻈﻤﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ،ﻣﺎ ﻫﻲ ﻷﻣﺮه ﺷﺎﻳﻔﺔ. اﺑﻦ أﺑﻲ ﻋﻮن ً ﺣﺎذﻗﺎ ﰲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔً ، ﺑﻠﻴﻐﺎ وأﻣﺎ اﺑﻦ أﺑﻲ ﻋﻮن ،ﻓﺈﻧﻪ أﺧﺬ ﰲ ﻟﻮن ﺑﻌﺪ ﻟﻮن ،وﻗﺪ ﺗﺠﺪ اﻟﺮﺟﻞ ﰲ اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺤﺠﺔ ،ﻓﺈذا رﺟﻊ إﱃ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ أﻟﻔﻲ ﻛﺄﻧﻪ ﻏري ﻣﻘﺘﺎد ،وإﻧﻤﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺎد، واﻟﺘﺄﻟﻪ ﻣﻮﺟﻮد ﰲ اﻟﻐﺮاﺋﺰ ،وﻳﻠﻘﻦ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻪ ،ﻓﻴﻠﺒﺚ ﻣﻌﻪ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻜﻨﻮن ﰲ اﻟﺼﻮاﻣﻊ ،واملﺘﻌﺒﺪون ﰲ اﻟﺠﻮاﻣﻊ ،ﻳﺄﺧﺬون ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﻨﻘﻞ اﻟﺨﱪ ﻋﻦ املﺨﱪ ﻻ ﻳﻤﻴﺰون املﺼﺪق ﻣﻦ املﻜﺬب ،ﻓﻠﻮ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ أﻟﻔﻰ أﴎة ﻣﻦ املﺠﻮس ﻟﺨﺮج ﻣﺠﻮﺳﻴٍّﺎ66 ، وإذا ﺟﻌﻞ املﻌﻘﻮل ﻫﺎدﻳًﺎ ،ﻧﻘﻊ ﺑﺮﻳﻪ ﺻﺎدﻳًﺎ ،وﻟﻜﻦ أﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﺼﱪ ﻋﲆ أﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﻞ؟ 67 ﻫﻴﻬﺎت! ﻋُ ﺪم ذﻟﻚ ﰲ ﻣﻦ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﻤﺲ ،وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻪ ﰲ اﻟﺮﻣﻢ رﻣﺲ ،إﻻ أن ﻳﺸﺬ رﺟﻞ ﰲ اﻷﻣﻢ ،ﻳﺨﺺ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺑﻌﻤﻢ. ورﺑﻤﺎ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﻛﺘﺐ اﻟﺤﻜﻤﺎء ،ﻓﺄﻟﻔﻴﻨﺎه ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻗﺒﻴﺢ اﻷﻣﻮر ،إن ﻗﺪر ﻋﲆ ﻓﻈﻴﻊ ارﺗﻜﺒﻪ ،وإن ﻋﺮف واﺟﺒًﺎ ﻧﻜﺒﻪ ،وإن أُودع ودﻳﻌﺔ ﺧﺎن ،وإن ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺷﻬﺎدة ﻣﺎن ،وإن وﺻﻒ ﻟﻌﻠﻴﻞ ﺻﻔﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺤﻔﻞ أ َ َﻗﺘَ َﻠ ُﻪ أم ﺿﺎﻋﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺛﻘﺎل ،ﺑﻞ ﻏﺮﺿﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻜﺘﺴﺐ ،و ُرب زار ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ﻋﲆ أﻫﻞ ﻣﻠﺔ ،وﻋﻠﺘﻪ اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ أدﻫﻰ ﻋﻠﺔ. 68 وإن اﻟﺒﴩ ﻟﻜﻤﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰُ ﴿ :ﻛ ﱡﻞ ﺣِ ْﺰ ٍب ِﺑﻤَ ﺎ َﻟ َﺪﻳ ِْﻬ ْﻢ َﻓ ِﺮﺣُ َ ﻮن﴾ .وﻳﺤﴬ املﺠﺎﻟﺲ أﻧﺎس ﻃﺎﻏﻮن ،ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻟﻠﺮﺷﺪ ﺑﺎﻏﻮن ،وأوﻟﺌﻚ ﻋﻠﻢ ﷲ أﺻﺤﺎب اﻟﺒﺪع واملﻜﺮ. ﻛﻢ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻋﺘﺰال ،ﻳﺰﻋﻢ أن رﺑﻪ ﻋﲆ اﻟﺬﱠ ﱠرة ﻳُﺨ ﱢﻠﺪ ﰲ اﻟﻨﺎر 69 ،ﺑﻠﻪ اﻟﺪرﻫﻢ وﺑﻠﻪ اﻟﺪﻳﻨﺎر ،وﻣﺎ ﻳﻨﻔﻚ ﻳﺤﺘﻘﺐ ﻣﻦ املﺂﺛﻢ ﻋﻈﺎﺋﻢ ،وﻳﻨﻬﻤﻚ ﻋﲆ اﻟﻌﻬﺎر واﻟﻔﺴﻖ ،ﻗﺪ ﺻري اﻟﺠﺪل ﻣﺼﻴﺪة؛ ﻳﻨﻈﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻐﻲ ﻗﺼﻴﺪة70 . 140 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﺣﺪﺛﺖ ﻋﻦ إﻣﺎم ﻟﻬﻢ ،ﻳﻮﻗﺮ وﻳﺘﺒﻊ؛ أﻧﻪ ﻛﺎن إذا ﺟﻠﺲ ﰲ اﻟﴩب ،ودارت ﻋﻠﻴﻬﻢ املﺴﻜﺮة، وﺟﺎءه اﻟﻘﺪح؛ ﴍﺑﻪ ،ﻓﺎﺳﺘﻮﻓﺎه ،وأﺷﻬﺪ ﻣﻦ ﺣﴬه ﻋﲆ اﻟﺘﻮﺑﺔ. ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮن اﻟﻘﺪاح واﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮن اﻟﻘﺪاح ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﻫﻠﺔ ،ﻛﺎن ﻣﻦ ﻋﻠﻴﺔ أﺻﺤﺎب ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ،وروى ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻛﺜريًا ،ﺛﻢ ارﺗﺪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻓﺤﺪﺛﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﺷﻴﻮﺧﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﻳﺮوون ﻋﻨﻪ وﻳﻘﻮﻟﻮن» :ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮن اﻟﻘﺪاح ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﺮﺗﺪ «.وﻳﺮوون ﻟﻪ: ﻓ ﻠ ﻴ ﺲ ﻋ ﻨ ﺪي أﻧ ﻨ ﻲ أﻧ ﺸ ﺮ ﻳ ﻐ ﺮﻫ ﺎ ﻣ ﻦ دﻳ ﻨ ﻬ ﺎ ﺟ ﻌ ﻔ ﺮ ﺛ ﻢ ﺑ ﺪا ﻟ ﻲ ﺧ ﺒ ﺮ ﻳ ﺴ ﺘ ﺮ ﻫﺎت اﺳﻘﻨﻲ اﻟﺨﻤﺮة ﻳﺎ ﺳﻨﺒﺮ أﻣ ﺎ ﺗ ﺮى اﻟ ﺸ ﻴ ﻌ ﺔ ﻓ ﻲ ﻓ ﺘ ﻨ ﺔ ﻗ ﺪ ﻛ ﻨ ﺖ ﻣ ﻐ ﺮو ًرا ﺑ ﻪ ﺑ ﺮﻫ ﺔ وﻣﺎ ﻳﻨﺴﺐ إﻟﻴﻪ: ﻓ ﺄﻟ ﻔ ﻴ ﺘ ﻪ ﺧ ﺎدﻋً ﺎ ﻳ ﺨ ﻠ ﺐ وﻛ ﻞ إﻟ ﻰ ﺣ ﺒ ﻠ ﻪ ﻳ ﺠ ﺬب ﻟﻤﺎ ﻇﻞ ﻣﻘﺘﻮﻟﻜﻢ ﻳُﺴﺤﺐ ﺳﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﻓﻮﻗﻜﻢ ﻳﺨﻄﺐ ﻣﺸﻴﺖ إﻟﻰ ﺟﻌﻔﺮ ﺣﻘﺒﺔ ﻳ ﺠ ﺮ اﻟ ﻌ ﻼء إﻟ ﻰ ﻧ ﻔ ﺴ ﻪ ﻓ ﻠ ﻮ ﻛ ﺎن أﻣ ﺮﻛ ﻢ ﺻ ً ﺎدﻗ ﺎ وﻻ ﻏﺾ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﺘﻴﻖ ،وﻻ واﻟﺤﻠﻮﻟﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ،وﺣﺪﺛﺖ ﻋﻦ رﺟﻞ ﻣﻦ رؤﺳﺎء املﻨﺠﻤني 71ﻣﻦ أﻫﻞ ﺣﺮان ،أﻗﺎم ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ زﻣﺎﻧًﺎ ،ﻓﺨﺮج ﻣﺮة ﻣﻊ ﻗﻮم ﻳﺘﻨﺰﻫﻮن ،ﻓﻤﺮ واﻟﺜﻮر ﻳﻜﺮب ،ﻓﻘﺎل ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ» :ﻻ ﺷﻚ ﰲ أن ﻫﺬا اﻟﺜﻮر رﺟﻞ ﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﺑﺨﻠﻒ ،ﺑﺤﺮان «.وﺟﻌﻞ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ: »ﻳﺎ ﺧﻠﻒ «.ﻓﻴﺘﻔﻖ أن ﻳﺨﻮر ذﻟﻚ اﻟﺜﻮر ،ﻓﻴﻘﻮل ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ» :أﻻ ﺗﺮون ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﺧﱪﺗُﻜﻢ ﺑﻪ؟« وﺣﻜﻲ ﱄ ﻋﻦ رﺟﻞ آﺧﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﻘﻮل ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ أﻧﻪ ﻗﺎل :رأﻳﺖ ﰲ اﻟﻨﻮم أﺑﻲ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل» :اﺑﻨﻲ إن روﺣﻲ ﻗﺪ ﻧُﻘﻠﺖ إﱃ ﺟﻤﻞ أﻋﻮر ﰲ ﻗﻄﺎر ﻓﻼن ،وإﻧﻲ ﻗﺪ اﺷﺘﻬﻴﺖ ﻓﺄﺧﺬت ﺑﻄﻴﺨﺔ ،وﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻘﻄﺎر ،ﻓﻮﺟﺪت ﻓﻴﻪ ً ُ ﺟﻤﻼ أﻋﻮر ،ﻓﺪﻧﻮت ﻣﻨﻪ ﺑﻄﻴﺨﺔ«. 141 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺑﺎﻟﺒﻄﻴﺨﺔ ،ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ْ أﺧﺬَ ﻣُﺮﻳﺪ ﻣ ُْﺸﺘَ ٍﻪ ،أﻓﻼ ﻳﺮى ﻣﻮﻻي اﻟﺸﻴﺦ إﱃ ﻣﺎ رﻣﻰ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﺒﴩ ﻣﻦ ﺳﻮء اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ! اﺑﻦ اﻟﺮاوﻧﺪي وأﻣﺎ اﺑﻦ اﻟﺮاوﻧﺪي 72 ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ إﱃ املﺼﻠﺤﺔ ﺑﻤﻬﺪي ،وأﻣﺎ ﺗﺎﺟﻪ ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ أن ﻳﻜﻮن ً ﻧﻌﻼ، وﻫﻞ ﺗﺎﺟﻪ إﻻ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻜﺎﻫﻨﺔ» :أف وﺗﻒ« إﻧﻤﺎ ﻫﺘﻚ ﻗﻤﻴﺼﻪ ،وأﺑﺎن ﻟﻠﻤﻨﺎﻇﺮ ﺧﻤﻴﺼﻪ. اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وأﺟﻤﻊ ﻣﻠﺤﺪ وﻣﻬﺘﺪ ،أن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﷺ ﻛﺘﺎب ﺑﻬﺮ ﺑﺎﻹﻋﺠﺎز ،ﻣﺎ ﺣﺬي ﻋﲆ ﻣﺜﺎل وﻻ أﺷﺒﻪ ﻏﺮﻳﺐ اﻷﻣﺜﺎل ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺪ املﻮزون وﻻ اﻟﺮﺟﺰ ،وﻻ ﺷﺎﻛﻞ ﺧﻄﺎﺑﺔ اﻟﻌﺮب وﻻ َﺳﺠْ ﻊ اﻟﻜﻬﻨﺔ ،وﺟﺎء ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ،ﻟﻮ ﻓﻬﻤﻪ اﻟﻬﻀﺐ ﻟﺘَ َ ﺼﺪﱠع .وإن اﻵﻳﺔ ﻣﻨﻪ أو ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺔ ﻟﺘﻌﱰض ﰲ أﻓﺼﺢ ﻛﻠﻢ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻴﻪ املﺨﻠﻮﻗﻮن ﻓﺘﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻟﺸﻬﺎب املﺘﻸﻟﺊ ﰲ ﺟﻨﺢ ﻏﺴﻖ ،واﻟﺰﻫﺮة اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﰲ ﺟﺪوب. اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ وأﻣﺎ اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﻓﻬﻮ أﺣﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﺎل إن أدﺑﻪ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻪ ،وﻛﺎن ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، واﻟﺒﻐﺪادﻳﻮن ﻳﺪﻋﻮن أﻧﻪ ﻣﺘﺸﻴﻊ ،وﻳﺴﺘﺸﻬﺪون ﻋﲆ ذﻟﻚ ﺑﻘﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺠﻴﻤﻴﺔ ،وﻣﺎ أراه إﻻ ﻋﲆ ﻣﺬﻫﺐ ﻏريه ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ،وﻣﻦ أوﻟﻊ ﺑﺎﻟﻄرية 73 ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﴍ ﻣﺴﺘﻌﺠﻞ ،وﻟﻸﻧﻔﺲ أﺟَ ٌﻞ ،وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺣﺬر ﻣﻦ املﻮت اﻟﺬي ﻫﻮ رﺑﻖ ﰲ أﻋﻨﺎق اﻟﺤﻴﻮان. وﰲ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﻈﻦ أن اﻟﴚء إذا ﻗﻴﻞ ،ﺟﺎز أن ﻳﻘﻊ! 74وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﺎﻣﺔ: اﻹرﺟﺎف أول اﻟﻜﻮن ،وﻳﻘﺎل إن اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ وﻟﻢ ﻳُﺘْ ِﻤﻤْ ﻪ: ﻳﻘﺎل ﻟﺸﻲء ﻛﺎن ،إﻻ ﺗﺤﻘﻘﺎ ﺗﻔﺎءل ﺑﻤﺎ ﺗﻬﻮى ﻳﻜﻦ ،ﻓﻠﻘﻠﻤﺎ 142 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻣﻬﻤﺎ ذﻫﺐ إﻟﻴﻪ اﻟﻠﺒﻴﺐ ،ﻓﺎﻟﺨري ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪٍّا 75واﻟﴩ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﺟﺰاء ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎملﺤﺼﺎة ،وﻗﺎل ﻋﻠﻘﻤﺔ: ﻋ ﻠ ﻰ ﺳ ﻼﻣ ﺘ ﻪ ،ﻻ ﺑ ﺪ ﻣ ﺸ ﺌ ﻮم وﻣﻦ ﺗﻌﺮض ﻟﻠﻐﺮﺑﺎن ﻳﺰﺟﺮﻫﺎ ً ﱡ ﺑﺎﻟﺘﻄري ،وﻣﻦ ذا اﻟﺬي أﺟﺮى ﻋﲆ اﻟﺘﺨري ،وﻗﺪ ﺟﺎءت ﻋﻦ ﻣﻌﺮوﻓﺎ وﻛﺎن اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ أﺧﺒﺎر ﻛﺜرية ،ﺗﺪل ﻋﲆ ﻛﺮاﻫﺔ اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺴﻦ ﻣﺜﻞُ :ﻣ ﱠﺮة ،وﺷﻬﺎب. وﻧﺤﻮ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ 76 ،ﻣﺎ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ اﻣﺮأة ﻣﻦ اﻟﻌﺮب أﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻸﺧﺮى: ً رﺟﻼ ﻛﺎن »ﺳﻤﺎﻧﻲ أﺑﻲ ﻏﺎﺿﺒﺔ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﻧﺎر ذات ﻏﴣ ،وﺗﺰوﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻤﺮة اﺳﻤﻪ ﺗﻮرﺑﺎ ،وإﻧﻤﺎ ذﻟﻚ ﺗﺮاب ،ﻓﺸﻤﺘﺖ ﺑﻲ اﻷﺗﺮاب ،وﻛﺎن اﺳﻢ أﻣﻪ ﺳﻮارة ،ﻓﻠﻢ ﺗﺰل ﺗﺴﺎورﻧﻲ ﰲ اﻟﺨﺼﺎم«. ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻷﺧﺮى» :ﻟﻜﻦ ﺳﻤﺎﻧﻲ أﺑﻲ ﺻﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﺼﻔﻮت ،وزوﺟﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ،ﻓﺒﻜﺮ ﻋﲆ اﻟﺴﻌﺪ ،واﺳﻢ زوﺟﻲ ﻣﺤﺎﺳﻦ ،ﺟﺰى اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣﺎﺳﻦ وﻣﺎ ﻻﺳﻦ، ْ رﺿﻴﺖ واﺳﻢ أﺑﻴﻪ و ﱠَﻗﺎف — رﻋﺎه ﷲ — ﻓﻘﺪ وﻗﻒ ﻋﲆ ﺧريه ،واﺳﻢ أﻣﻪ راﺿﻴﺔ، أﺧﻼﻗﻲ «.وإذا ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﺧﺜﺎ رﻣﺎ 77 ،ﻟﻢ ﻳﺰل أن رأى ﺣﻤﺎﻣﺔ ﻓﺮق ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎم 78ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻄﺎﺋﻲ: ﻫﻦ اﻟﺤﻤﺎم ،ﻓﺈن ﻛﺜﺮت ﻋﻴﺎﻓﺔ 79 ﻣ ﻦ ﺣ ﺎﺋ ﻬ ﻦ ﻓ ﺈﻧ ﻬ ﻦ ﺣ ﻤ ﺎم وإن آﻧﺲ ﻧﻌﺎﻣﺔ ﻓﻤﺎ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻴﻢ ،وﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﻠﻜﺔ ،ﻳﻘﻮل ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺪ 80أوﻟﻬﺎ ﻧﻌﻲ .وإن ﻧﻈﺮ إﱃ ﻋﺼﻔﻮر ،ﻗﺎل :ﻋﺼﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث ﺑﻮﻓﻮر ،ﻓﻬﻮ ﻃﻮل أﺑﺪه ﰲ ﻋﻨﺎء. وﻟﻬﺬه اﻟﻄﻮﻳﺔ ﺟﻌﻞ اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﺟﻌﻔﺮا ﻣﻦ اﻟﺠﻮع واﻟﻔﺮار ،وﻟﻮ ﻫﺪي ﴏﻓﻪ إﱃ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺠﺮار ،وﻟﻜﻦ إﺧﻮان ﻫﺬه اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻮاردة ﻋﲆ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ81 . وأراد ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺴﻔﺮ ﰲ أول اﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﻘﺎل» :إن ﺳﺎﻓﺮت ﰲ املﺤﺮم ،ﻛﻨﺖ ﺟﺪﻳ ًﺮا أن أُﺣﺮم ،وإن رﺣﻠﺖ ﰲ ﺻﻔﺮ ،ﺧﺸﻴﺖ ﻋﲆ ﻳﺪي أن ﺗﺼﻔﺮ «.ﱠ ﻓﺄﺧﺮ ﺳﻔﺮه إﱃ ﺷﻬﺮ رﺑﻴﻊ، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﺮض ﻓﻠﻢ ﻳﺤﻆ ﺑﻄﺎﺋﻞ ،ﻓﻘﺎل» :ﻇﻨﻨﺘﻪ ﻣﻦ رﺑﻴﻊ اﻟﺮﻳﺎض ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻣﻦ رﺑﻊ 82اﻷﻣﺮاض«. وأﻣﺎ إﻋﺪاده املﺎء املﺜﻠﻮج ﻓﺘﻌﻠﺔ ،وﻣﺎ ﺗﻨﻘﻊ ﺑﺎﻟﺤﻴﻞ ﻏﻠﺔ ،وﺗﻘﺮﻳﺒﻪ اﻟﺨﻨﺠﺮ ﺗﺤﺮز ﻣﻦ ﺟﺎن ،ﻓﻜﻢ ﺗﻨﻘﺾ اﻷﻗﻀﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻨﻲ اﻟﺒﺎن ،ورب رﺟﻞ ﻳﺤﺘﻔﺮ ﻟﻪ ﻗﱪًا ﺑﺎﻟﺸﺎم ،ﺛﻢ ﻳﺠﺸﻤﻪ 143 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان اﻟﻘﺪر ،ﻓﻴﻤﻮت ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ أو ﺑﺎﻟﻬﻨﺪ﴿ :وَﻣَ ﺎ ﺗَﺪ ِْري ﻧ َ ْﻔ ٌﺲ ِﺑﺄَيﱢ أ َ ْر ٍض ﺗَﻤ ُ ُﻮت ۚ إ ِ ﱠن ﷲ َ ﻋَ ﻠِﻴ ٌﻢ َﺧ ِﺒريٌ﴾. وﻛﻤﺎ أن اﻟﻨﻔﺲ ﺟﻬﻠﺖ ﻣﺪﻓﻦ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﺔ ﻟﻨﻈﺎﻣﻬﺎ ،ﻛﻢ ﻇﺎن أﻧﻪ ﻳﻬﻠﻚ ﺑﺴﻴﻒ ﻓﻬﻠﻚ ﺑﺤﺠﺮ. واﻟﺒﻴﺘﺎن اﻟﻠﺬان رواﻫﻤﺎ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﻣﻘﻴﺪان ،وﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﺟﺎء ﻋﻦ اﻟﻔﺼﺤﺎء ﻫﺬا اﻟﻮزن ﻣﻘﻴﺪًا ،إﻻ ﰲ ﺑﻴﺖ واﺣﺪ ،ﻳﺘﺪاوﻟﻪ رواة اﻟﻠﻐﺔ ،واﻟﺒﻴﺖ: ﻓﻬﻢ ﻧﻌﺠﻮن 83ﻗﺪ ﻣﺎﻟﺖ ﻃﻼﻫﻢ ﻛ ﺄن اﻟ ﻘ ﻮم ﻋ ﺸ ﻮا ﻟ ﺤ ﻢ ﺿ ﺄن وﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻣﺆﺳﺲ ،واﻟﺬي ﻗﺎﻟﻪ اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﻣﻦ ﻏري ﺗﺄﺳﻴﺲ ،وﻣﺎ ﻳﺪري وﻟﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ راﺟﻢ أﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﺣﺼﻞ ذﻟﻚ اﻟﺸﻴﺦ أم ﰲ اﻟﺴﻌري. اﻟﻨﺎﺟﻢ 84 أﺑﻮ ﺗﻤﺎم وأﻣﺎ أﺑﻮ ﺗﻤﺎم 85 ،ﻓﻤﺎ أﻣﺴﻚ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺰﻣﺎم ،ﻓﺈن ﻗﺬف ﰲ اﻟﻨﺎر ﺣﺒﻴﺐ ،ﻓﻤﺎ ﺗﻐﻨﻰ املﺪح وﻻ اﻟﺘﺸﺒﻴﺐ. ﻣﻨﺎﺣﺔ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ وﻟﻮ أن اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻢ وﺗﺄﺳﻒ ،ﻷﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ املﻤﺪودﺗﺎن اﻟﻠﺘﺎن ﰲ أول دﻳﻮاﻧﻪ ﻣﺄﺗﻤً ﺎ، ﻓﻨﺎﺣﺘﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﺑﻨﺘﻲ ﻟﺒﻴﺪ ،وﻗﺎﻟﺘﺎ ﻣﺎ زﻋﻤﻪ اﻟﻜﻼﺑﻲ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: أﺿﺎع وﻻ ﺧﺎن اﻟﺼﺪﻳﻖ وﻻ ﻏﺪر وﻣﻦ ﻳﺒﻚ ﺣ ً ﻮﻻ ﻛﺎﻣ ًﻼ ﻓﻘﺪ اﻋﺘﺬر وﻗﻮﻻ ﻫﻮ اﻟﻤﻴﺖ اﻟﺬي ﻻ ﺣﺮﻳﻤﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﻮل ﺛﻢ اﺳﻢ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻤﺎ وﻛﺄﻧﻲ ﺑﻬﻤﺎ ،ﻟﻮ ﻗﴤ ذﻟﻚ — ﻻﺟﺘﻤﻌﺖ إﻟﻴﻬﻤﺎ املﻤﺪودات ،ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻧﺴﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ أوب ،وﻟﻮ ﻓﻌﻠﻦ ذﻟﻚ ﻟﺒﺎرﺗﻬﻦ اﻟﺒﺎﺋﻴﺎت ﺑﻤﺄﺗﻢ أﻋﻈﻢ رﻧﻴﻨًﺎ ،وإذا ﻛﺎن ﻣﺄﺗﻢ املﻤﺪودات ﰲ ﻣﺌﺔ ﻣﻤﱠ ﻦ ﻳﺴﻌﺪﻫﻦ ،وﺟﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺄﺗﻢ اﻟﺒﺎﺋﻴﺎت ﰲ آﻻف؛ ﻷن اﻟﺒﺎء ﻃﺮﻳﻖ رﻛﻮب، واملﺪ ﰲ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻨﻜﻮب ،وﻣﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﻋﲆ اﻟﺘﺎء ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻹﻳﺘﺎء ،وﺗﺠﻲء 144 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح اﻟﺘﺎﺋﻴﺘﺎن ﰲ ﺣﺎﻟﻚ اﻟﻠﻮن ،وإن اﻟﺘﺎء ﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﺷﻌﺮ اﻟﻌﺮب ،إﻻ أﻧﻬﻤﺎ ﺗﺴﺘﻌﻴﻨﺎن ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺜري: ﻓﺴﻘﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﺟﺪدًا أو رﻣﺎﺛ ًﺎ ﺣﺒﺎل ﺳﻼﻣﺔ أﺿﺤﺖ رﺛﺎﺛﺎ وﺑﺄراﺟﻴﺰ رؤﺑﺔ ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﰲ املﺘﻜﻠﻔﺔ ،واﻷﺷﻌﺎر املﺘﻌﺴﻔﺔ ،وﻟﻬﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻈﻢ اﺑﻦ درﻳﺪ أﻋﻮان. ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺪاﻟﻴﺎت واﻟﺮاﺋﻴﺎت وﻣﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﲆ اﻟﺤﺮوف اﻟﺬﻟﻞ ،ﻛﺎملﻴﻢ واﻟﻌني واﻟﻼم وﻣﺎ ﺟﺮى ﻣﺠﺮاﻫﻦ ،ﻓﻠﻮ اﺟﺘﻤﻊ ﻛﻞ ﺣﻴﺰ ﻣﻨﻬﻦ ،ﻟﻀﺎق ﻋﻨﻬﻦ اﻟﺼﺪر واﻷﺑﺮاد ،وزدن ﻋﲆ ﻣﺎ ذﻛﺮ أﻧﻪ اﺟﺘﻤﻊ ﰲ ﺟﻨﺎزة أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺮﺟﺎل. وﻳﻘﺎل إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ وﻻ اﻹﺳﻼم ﺟَ ﻤْ ٌﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ اﺟﺘﻤﻊ ﰲ ﻣﻮت أﺣﻤﺪ، ﺣﺮز اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺄﻟﻒ أﻟﻒ ،واﻟﻨﺴﺎء ﺑﺴﺘﻤﺌﺔ أﻟﻒ ،وﷲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﻘني اﻷﺷﻴﺎء. وإن ﻛﺎن ﺣﺒﻴﺐ ﺿﻴﻊ ﺻﻠﻮاﺗﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻀﺎل ،ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﺪ اﻟﻌﺪاة ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ إﻫﻤﺎل ﻏﺪاة .وإﻧﻲ ﻷﺿﻦ ﺑﺘﻠﻚ اﻷوﺻﺎل ،أن ﻳﻈﻞ ﺟﺴﺪﻫﺎ وﻫﻮ ﺑﺎملﻮﻗﺪة ﺻﺎل؛ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ ،وﻣﻌﺎن ﻛﺎﻟﻠﺆﻟﺆ ﻳﺴﺘﺨﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﺎﻣﺾ ﺑﺤﺎر ،وﻳﻔﺾ ﻋﻨﻬﺎ املﺴﺘﻐﻠﻖ ﻣﻦ املﺤﺎر ،ﻓﻠﻴﺘﻪ ﻛﺎﻟﺠﻌﺪي ،أو ﻟﻴﺘﻪ ﻟﺤﻖ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻬﻠﻬﻞ ،ﻓﻘﺪ وﻓﺪ ﻋﲆ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وﻃﺮح ﻋﻨﻪ ﺛﻮب اﻟﻐﺒﻰ. أﺑﻮ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ واﻟﻌﺠﺐ ﻷﺑﻲ ﻣﺴﻠﻢ ،ﺣﻄﺐ ﻟﻨﺎر أﻛﻠﺘﻪ ،وﻗﺘﻞ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ وﻻة ﻗﺘﻠﺘﻪ ،وﻟﻴﺲ ﺑﺄول ﻣﻦ دأب ﻟﺴﻮاه ،وأﻏﻮاه اﻟﻄﻤﻊ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﺒﻊ ﴎاﺑًﺎ ﰲ ﻗﻔﺮ ﻓﻮﺟﺪ ذﻧﺒﻪ ﻏري املﻐﺘﻔﺮ ،ﻋﻨﺪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪوﻟﺔ أﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ ،وﻛﻞ ﺳﺎع ﻟﻠﻔﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺪم ،وﻣﺎ آﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻵﺧﺮة ﺑﺄرزاق 86 ،ﻋﲆ أن اﻟﴪ ﻣﻐﻴﺐ ،واﻟﺠﺎﻫﻞ وﻓﻮق اﻟﺠﺎﻫﻞ ﻣﻦ ادﻋﻰ املﻌﺮﻓﺔ ،واﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﲆ اﻟﻜﺎذﺑني. 145 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ أﻣﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن ﰲ ﻋﲇ — 87ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم — ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮن ،ﻓﺘﻠﻚ ﺿﻼﻟﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ. دﻋﻮى اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ وﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ أن ً رﺟﻼ ﺑﺎﻟﺒﴫة ﻳﻌﺮف ﺑﺸﺎﺑﺎس ،ﺗﺰﻋﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﺜرية أﻧﻪ رب اﻟﻌﺰة ،وﺗﺠﺒﻰ إﻟﻴﻪ اﻷﻣﻮال اﻟﺠﻤﺔ ،وﻳُﺤﻤﻞ إﱃ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺴﻤً ﺎ واﻓ ًﺮا ،ﻟﻴﻜﻮن ﺑﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻇﺎﻓ ًﺮا ،وﻫﻮ ﺳﺎﻗﻂ .وﺣﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻣﺮأة ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ ﻳﺪﻋﻰ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ. رﺟﻌﺔ إﱃ اﺑﻦ اﻟﺮاوﻧﺪي وﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﻳﺨﱪ أن ﻻﺑﻦ اﻟﺮاوﻧﺪي ﻣﻌﺎﴍ ﺗﺬﻛﺮ أن اﻟﻼﻫﻮت ﺳﻜﻨﻪ؛ وﻳﺨﱰﺻﻮن ﻟﻪ ﻓﻀﺎﺋﻞ ،ﻳﺸﻬﺪ اﻟﺨﺎﻟﻖ وأﻫﻞ املﻌﻘﻮل ،أن ﻛﺬﺑﻬﺎ ﻏري ﻣﺼﻘﻮل؛ وﻫﻮ ﰲ ﻫﺬا أﺣﺪ اﻟﻜﻔﺮة، وﻗﺪ أﻧﺸﺪ ﻟﻪ ﻣﻨﺸﺪ: ﻗ ﺴ ﻤ ﺔ ﺳ ﻜ ﺮان ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﻐ ﻠ ﻂ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻗﺪ ﺟﻨﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻂ 88 ﻗﺴﻤﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﻮرى ﺣﻈﻮﻇﻬﻢ ﻟ ﻮ ﻗ ﺴ ﻢ اﻟ ﺮزق ﻫ ﻜ ﺬا رﺟ ﻞ وﻟﻮ ﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬان اﻟﺒﻴﺘﺎن ،ﻛﺎﻧﺎ ﰲ اﻹﴏ ،ﻳﻄﻮﻻن أرﻣﻲ ﻣﴫ89 . أﺑﻮ ﺟﻮف وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﰲ اﻟﻀﻴﻌﺔ املﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟﻨريب ،رﺟﻞ ﻳﻌﺮف ﺑﺄﺑﻲ ﺟﻮف ،ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻲ اﻟﻨﺒﻮة، وﻳﺨﱪ ﺑﺄﺧﺒﺎر ﻣﻀﺤﻜﺔ ،وﻛﺎن ﻟﻪ ﻗﻄﻦ ﰲ ﺑﻴﺖ ،ﻓﻘﺎل إن ﻗﻄﻨﻲ ﻻ ﻳﺤﱰق ،وأﻣﺮ اﺑﻨﻪ أن ﻳﺪﻧﻲ ﴎاﺟً ﺎ إﻟﻴﻪ ،ﻓﺄﺧﺬ ﰲ اﻟﻘﻄﻦ ،وﴏﺧﺖ اﻟﻨﺴﺎء ،واﺟﺘﻤﻌﺖ اﻟﺠرية. وﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﺎﻫﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻜﺜﺮ اﻟﻀﺤﻚ ﻣﻦ ﻏري ﻣﻮﺟﺐ ،وﻻ ﻋﻨﺪ ﺣﺎدث ﻣﻌﺠﺐ ،ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪِ » :ﻟ َﻢ ﺗﻀﺤﻚ؟« ﻓﻘﺎل ﻛﻼﻣً ﺎ ﻣﻌﻨﺎه» :إن اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﻔﺮح ﺑﻬني ﻗﻠﻴﻞ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻣﻦ وﺻﻞ إﱃ اﻟﻌﻄﺎء اﻟﺠﻠﻴﻞ؟!« وﻛﺎن ﺑني اﻟﺠﻨﻮن ،ﻓﺎﺗﺒﻌﻪ اﻷﻏﺒﻴﺎء ،ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﻪ واﱄ ﺣﻠﺐ. 146 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻋﻮدة إﱃ ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ وﺑﻌﺾ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺤﺪث أن ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻔﺎرﳼ ﻛﺎن ﰲ ﻧﻔﺮ ﺟﺎءوا ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ — ﺳﻼم ﷲ ﻋﻠﻴﻪ — ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪوه ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ،ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺟﺎءت ﺑﺎرﻗﺔ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ راﻋﺪة ،وإذا ﻋﲇ ﱞ ﻗﺪ ﻧﺰل ﻋﲆ أﺟﺎر اﻟﺒﻴﺖ ﰲ ﻳﺪه ﺳﻴﻒ ﻣﺨﻀﻮب ﺑﺎﻟﺪم. »ﻓﻘﺎل» :وﻗﻊ ﺷﺠﺎر ﺑني ﻓﺌﺘني ﻣﻦ املﻼﺋﻜﺔ ،ﻓﺼﻌﺪت ﻷﺻﻠﺢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. أﻓﻼ ﻳﺮى ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﻛﻴﻒ اﻓﺘﺘﻨﺖ ﰲ اﻟﻀﻼﻟﺔ! وﻟﻠﻜﺬب ﺳﻮرة ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﺼﺪق! وأﻣﺎ اﻟﺬي ذﻛﺮه ﻣﻦ ﺑﻠﻮغ اﻟﺴﻦ ،ﻓﺈن ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ — ﺧﻠﻖ ﻣﻘ ٍّﺮا وﺷﻬﺪًا ،ورﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ وزﻫﺪًا ،وإذا اﻟﻠﺒﻴﺐ أﻧﻌﻢ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻢ ﻳﺮ اﻟﺤﻴﺎة إﻻ ﺗﺠﺬﺑﻪ إﱃ اﻟﻀري ،ﺻﺒﺢ ﻳﺘﺒﺴﻢ وأﻣﺴﺎء ،ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﺳﻴﺪ إﴐاء ،واﻟﻌﻤﺮ ﺛﻠﺔ ،وﻫﻤﺎ ﻋﲆ اﻟﺴﺎرح ﻳﻐريان ،ﻓﻴﻨﻔﻴﺎن اﻟﺴﺎﺋﻤﺔ90 . اﻟﺰواج وﻗﺪ ﺗﺤﺪث ﺑﻌﺾ ﻃﻼب اﻷدب ،أﻧﻪ ذﻛﺮ اﻟﺘﺰوﻳﺞ — ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺨﺪﻣﺔ — ﻓﴪﻧﻲ ذﻟﻚ؛ ﻷﻧﻪ دل ﻋﲆ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ،وﰲ ﻗﺮﺑﻪ اﻟﻔﺮﺣﺔ ،إذ ﻛﺎن اﻟﺸﺠﺮة اﻟﻮارف ﻇﻼﻟﻬﺎ ﰲ اﻟﻬﻮاﺟﺮ، اﻟﻄﻴﺐ ﺛﻤﺮﻫﺎ ،واﻷرج ﻧﺴﻴﻤﻬﺎ وﻫﻮ ﻳﻌﺮف ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺤﻠﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﺮب ،إذا ﺑﻠﻎ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺴﺘني ﻓﺈﻳﺎه وإﻳﺎ اﻟﺸﻮاب ،وﻟﻜﻦ اﻟﻨﺼﻒ91 . وﻟﻮ ﻧﺸﻂ ﻟﻬﺬه املﺄرﺑﺔ ،ﻟﺘﻨﺎﻓﺴﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺠﺰ واملﻜﺘﻬﻼت ،وﻫﻞ ﻫﻮ إﻻ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻷول: وﻗ ﺪ ﻳ ﻜ ﻮن ﺷ ﺒ ﺎب ﻏ ﻴ ﺮ ﻓ ﺘ ﻴ ﺎن ﻳﺎ ﻋﺰ ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻴﺦ ﻓﺘﻲ أﺑﺪًا ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺄول ﻣﻦ ﺗﺰوج ﻋﺠﻮ ًزا ﻛﻤﺎ ﻗﺎل: ﻓﻤﻦ ﻟﻲ أن ﺗﺴﺎﻋﻔﻨﻲ ﻋﺠﻮز إذا ﺣﺴﺮت ﻋﻦ اﻟﻌﺮﻧﻴﻦ ﻛﻮز إذا ﻣﺎ أﻋﺮض اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻋﻨﻲ ﻛ ﺄن ﻣ ﺠ ﺎﻣ ﻊ اﻟ ﻠ ﺤ ﻴ ﻴ ﻦ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ 147 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وﻳﺮوى ﻟﻠﺤﺎرث ﺑﻦ ﺣﻠﺰة ،وﻟﻢ أﺟﺪه ﰲ دﻳﻮاﻧﻪ: ﻋ ﺠ ﻮ ًزا ﻣ ﻦ ﻋ ﺮﻳ ﻨ ﺔ ذات ﻣ ﺎل ﻛﺬاك اﻟﺒﻴﻊ ،ﻣﺮﺗﺨﺺ وﻏﺎل 92 وﻗﺎﻟﻮا ﻣﺎ ﻧﻜﺤﺖ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﺧﻴ ًﺮا ﻧ ﻜ ﺤ ﺖ ﻛ ﺒ ﻴ ﺮة وﻏ ﺮﻣ ﺖ ﻣ ًﺎﻻ وأﻋﻮذ ﺑﺎهلل ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻵﺧﺮ: ﻟ ﻤ ﺎ ﺗ ﺮﻛ ﺘ ﻨ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﻴ ﺎه ﻧ ﺠ ﻮز ﻋﺠﻮز ﻟﻮ أن اﻟﻤﺎء ﻳﺴﻘﻰ ﺑﻜﻔﻬﺎ وﻣﺎ زاﻟﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﺤﻤﺪ اﻟﺤﻴﺰﺑﻮن واﻟﺸﻬﻠﺔ. زواج اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺨﺪﻳﺠﺔ وﻗﺪ ﺗﺰوج اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻮﻳﻠﺪ ،وﻫﻮ ﺷﺎب ،وﻫﻲ ﻃﺎﻋﻨﺔ ﰲ اﻟﺴﻦ ،وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ أم ﺳﻠﻤﺔ اﺑﻨﺔ أﺑﻲ أﻣﻴﺔ :ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ ،إﻧﻲ اﻣﺮأة ﻗﺪ ﻛﱪت وﻣﺎ أﻃﻴﻖ اﻟﻐرية .ﻓﻘﺎل :أﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻗﺪ ﻛﱪت ،ﻓﺄﻧﺎ أﻛﱪ ﻣﻨﻚ ،وأﻣﺎ اﻟﻐرية ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻮف أدﻋﻮ ﷲ أن ﻳﺰﻳﻠﻬﺎ ﻋﻨﻚ. ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺸﻴﺦ إﱃ اﻟﺰواج وﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ ﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪم ﰲ ﻣﴫ أﺻﻨﺎف ﺟﻮار ،وﻟﻮﻻ أن أﺧﺎ اﻟﻜﱪة ﻳﻔﺘﻘﺮ إﱃ ﻣﻌني، ﻟﻜﺎﻧﺖ اﻟﺤﺰاﻣﺔ أن ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﻮرد املﻌني ،ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮف ﻗﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻣﺎ اﻟﻌﻴﺶ إﻻ اﻟﻘﻔﻞ واﻟﻤﻔﺘﺎح وﻏ ﺮﻓ ﺔ ﺗ ﺨ ﺮﻗ ﻬ ﺎ اﻟ ﺮﻳ ﺎح ﻻ ﺻ ﺨ ﺐ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ وﻻ ﺻ ﻴ ﺎح اﻟﺘﻮﺑﺔ وأﻣﺎ إﺷﻔﺎق اﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﺘﻠﻚ ﺳﺠﻴﺔ اﻷﻧﻴﺲ؛ ﻻ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ أﺧﻮ اﻟﺠﺒﻦ ﻋﻦ اﻟﺸﺠﺎع ،وﻣﻦ اﻟﻘﺴﻮط ﺗﻌﺮض ﺑﺎﻟﻘﻨﻮطُ : ﴎ ُﻓﻮا ﻋَ َﲆ ٰ أ َ ُ ﻧﻔ ِﺴ ِﻬ ْﻢ َﻻ ﺗَ ْﻘﻨ َ ُ ﴿ﻗ ْﻞ ﻳَﺎ ﻋِ ﺒَﺎدِيَ ا ﱠﻟﺬ َ ﻄﻮا ِﻣﻦ ِﻳﻦ أ َ ْ َ ﱠرﺣْ ﻤَ ِﺔ ﷲِ﴾. 148 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻛﻢ ﻣﻦ أدﻳﺐ ﴍب وﻃﺮب ﺛﻢ ﺗﺎب ،ﻓﻘﺪ ﻳﻀﻞ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﰲ ﺿﻮء اﻟﻘﻤﺮ ،ﺛﻢ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﷲ، وﻛﻢ اﺳﺘﻨﻘﺬ ﻣﻦ اﻟﻠﺞ ﻏﺮﻳﻖ ﻓﺴﻠﻢ. اﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎض وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎض ،ﻳﺴﻴﻢ ﰲ أوﺑﻞ رﻳﺎض ،ﺛﻢ ﺣُ ﺴﺐ ﰲ اﻟﺰﻫﺎد ،وﺟُ ﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻻﺟﺘﻬﺎد ،ورب ﺧﻠﻴﻊ وﻫﻮ ﻓﺘﻰ ،ﺗﺼﺪر ملﺎ ﻛﱪ وأﻓﺘﻰ ،وﻣﻐﻦ ﺑﻄﻨﺒﻮر أو ﻋﻮد ،ﻗﺪر ﻟﻪ ﺗﻮﱄ اﻟﺴﻌﻮد ،ﻓﺮﻗﻰ ﻣﻨﱪًا ﻟﻠﻌﻈﺎت. ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ وﻟﻌﻠﻪ ﻗﺪ ﻧﻈﺮ ﰲ ﻃﺒﻘﺎت املﻐﻨني ،ﻓﺮأى ﻓﻴﻬﻢ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ وﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ أﻧﺲ؛ ﻫﻜﺬا ذﻛﺮ اﺑﻦ ﺧﺮداذﻳﻪ ،ﻓﺈن ﻳﻚ ﻛﺎذﺑًﺎ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻛﺬﺑﻪ. أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ وﺣﻤﺎد ﻋﺠﺮد واﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،أن أﺑﺎ ﺣﺬﻳﻔﺔ 93ﻛﺎن ﻳﺸﺎرب ﺣﻤﺎد ﻋﺠﺮد وﻳﻨﺎدﻣﻪ ،ﻓﻨﺴﻚ أﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ، وأﻗﺎم ﺣﻤﺎد ﰲ اﻟﻐﻲ ،ﻓﺒﻠﻐﻪ أن أﺑﺎ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻳﺬﻣﻪ وﻳﻌﻴﺒﻪ ،ﻓﻜﺘﺐ إﻟﻴﻪ ﺣﻤﺎد: ـ ُﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺷﺘﻤﻲ واﻧﺘﻘﺎﺻﻲ ـﺖ ﻣﻊ اﻷداﻧﻲ واﻷﻗﺎﺻﻲ وأﻧﺎ اﻟﻤﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺧﺬ ﻓﻲ أﺑﺎرﻳﻖ اﻟﺮﺻﺎص إن ﻛ ﺎن ﻧ ﺴ ﻜ ﻚ ﻻ ﻳ ﺘ ﻤ ـ ﻓﺎﻗﻌﺪ وﻗﻢ ﺑﻲ ﻛﻴﻒ ﺷﺌـ ﻓ ﻠ ﻄ ﺎﻟ ﻤ ﺎ رﻛ ﻴ ﺘ ﻨ ﻲ أﻳ ﺎم ﺗ ﻌ ﻄ ﻴ ﻨ ﻲ وﺗ ﺄ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب أﻟﻴﺲ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ — ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺿﻮان ﷲ — ﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎن ﻋﲆ ﺿﻼل ،ﺛﻢ ﺗﺪارﻛﻬﻢ املﻘﺘﺪِر ذو اﻟﺠﻼل؟ 149 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت ،أن ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺠﻤﻌً ﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﺘﻤﻌﻮن ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻘﻤﺎر ،ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ أﺣﺪًا ،ﻓﻘﺎل :ﻷذﻫﺒﻦ إﱃ اﻟﺨﻤﺎر ﻟﻌﲇ أﺟﺪ ﻋﻨﺪه ﺧﻤ ًﺮا ،ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻋﻨﺪه ﺷﻴﺌًﺎ ،ﻓﻘﺎل :ﻷذﻫﺒﻦ وﻷ ُ ْﺳﻠِﻤﻦ ،واﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻳﺠﻲء ﻣﻦ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ. ﻋﻮدة إﱃ اﻟﻨﺒﻲ وﻓﻴﻤﺎ ُﺧﻮﻃﺐ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﴿ َووَﺟَ َﺪ َك َ ﺿ ٍّﺎﻻ َﻓﻬَ ﺪَىٰ ﴾. وذﻛﺮ أﺑﻮ ﻣﻌﴩ املﺪﻧﻲ ،ﰲ ﻛﺘﺎب املﺒﻌﺚ ،ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻣﻌﻨﺎه :أن اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ذﺑﺢ ذﺑﻴﺤﺔ ﻟﻸﺻﻨﺎم ،ﻓﺄﺧﺬ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻄﺒﺦ ﻟﻪ ،وﺣﻤﻠﻪ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ،وﻣﻀﻴَﺎ ﻟﻴﺄﻛﻼه ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺎب ،ﻓﻠﻘﻴﻬﻤﺎ زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ،وﻛﺎن ﻣﻦ املﺘﺄﻟﻬني ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻓﺪﻋﺎه اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻟﻴﺄﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ،ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﺎل» :ﻫﻮ ﳾء ذﺑﺤﻨﺎه ﻵﻟﻬﺘﻨﺎ «.ﻓﻘﺎل زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو» :إﻧﻲ ﻻ آﻛﻞ ﻣﻦ ﳾء ذُﺑﺢ ﻟﻸﺻﻨﺎم ،وإﻧﻲ ﻋﲆ دﻳﻦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ — ﺻﲆ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ «.ﻓﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻣﺎ ﻣﻌﻪ. ﺗﻤﻴﻢ ﺑﻦ أوس اﻟﺪاري وﰲ ﺣﺪﻳﺚ آﺧﺮ ،وﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﺑﺈﺳﻨﺎد ،أن ﺗﻤﻴﻢ ﺑﻦ أوس اﻟﺪاري 94ﻛﺎن ﻳﻬﺪي إﱃ اﻟﻨﺒﻲ، ﰲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ،راوﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻤﺮ ،ﻓﺠﺎء ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻨني ،وﻗﺪ ﺣﺮﻣﺖ اﻟﺨﻤﺮ ،ﻓﺄراﻗﻬﺎ. أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ وﻗﺪ ذﻛﺮ ﻋﻨﺪ ﺛﻌﻠﺐ ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ،إن ﻛﺎن ﴍب اﻟﻨﺒﻴﺬ ﻗﻂ ،واﻟﻨﺒﻴﺬ — ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻘﻬﺎء — ﻏري اﻟﺨﻤﺮ ،ﻓﻘﺎل ﺛﻌﻠﺐ» :أﻧﺎ ﺳﻘﻴﺘﻪ ﺑﻴﺪي«. اﻟﺨﻤﺮ وإﻧﻤﺎ ﻟﺬة اﻟﴩب ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮض ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺮ ،وﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ،ﻟﻜﺎن ﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﴍﺑﺔ أﻋﺬب وأدﻓﺄ 95 ،وإن ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﴍب ﻓﻠﻪ أﺳﻮة ﺑﺸﻴﺦ اﻷزد ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ،إذ ﻗﺎل: ﺑ ﻨ ﺖ ﺛ ﻤ ﺎﻧ ﻴ ﻦ ﻋ ﺮوس ﺗ ﺠ ﺘ ﻠ ﻰ ﺑﻞ رب ﻟﻴﻞ ﺟﻤﻌﺖ ﻗﻄﺮﻳﻪ ﻟﻲ 150 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺛﻢ ﻗﺎل ﰲ آﺧﺮ اﻟﻘﺼﻴﺪة96 : وﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﻠﻎ اﻟﺤﺪ اﻧﺘﻬﻰ ﻓﺈن أﻣﺖ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻫﺖ ﻟﺬﺗﻲ وﻣﺎ أﺧﺘﺎر ﻟﻪ أن ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻘﻮل اﻟﺤﻜﻤﻲ: ﻋﻦ أن ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻓﻤﻲ ﻗﺎﻟﻮا :ﻛﺒﺮت ،ﻓﻘﻠﺖ :ﻣﺎ ﻛﺒﺮت ﻳﺪي ﺑﺎﻟﻜﺎس 97 وﻗﺪ آن ملﻮﻻي اﻟﺸﻴﺦ أن ﻳﺰﻫﺪ ﰲ ﺷﻴﻌﺔ ﺣﻤﻴﺪ اﻷﻣﺠﻲ ،ﻗﺎﺋﻞ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت: وﻋ ﻮﺗ ﺒ ﺖ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ،ﻓ ﻠ ﻢ أرﺟ ﻊ أﺧﻮ اﻟﺨﻤﺮ ،ذو اﻟﺸﻴﺒﺔ اﻷﺻﻠﻊ وﻛ ﺎن ﻛ ﺮﻳ ﻤً ﺎ ﻓ ﻠ ﻢ ﻳ ﻨ ﺰع ﺷ ﺮﺑ ﺖ اﻟ ﻤ ﺪام ﻓ ﻠ ﻢ أﻗ ﻠ ﻊ ﺣ ﻤ ﻴ ﺪ اﻟ ﺬي أﻣ ﺞ داره ﻋ ﻼه اﻟ ﻤ ﺸ ﻴ ﺐ ﻋ ﻠ ﻰ ﺣ ﺒ ﻬ ﺎ وﻗﺎل آﺧﺮ: وﻣﺎ ﻗﻮﻟﻬﺎ — ﻓﻴﻤﺎ أراه — ﻣﺼﻴﺐ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮزق ﺗ ﻤ ﺮ ﻣ ﻜ ﺜ ﺐ وزﺑ ﻴ ﺐ؟« وﻟ ﻴ ﺲ ﻟ ﺘ ﻤ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻌ ﻈ ﺎم دﺑ ﻴ ﺐ وﻟﻢ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻻح ﻣﺸﻴﺐ« ﺗ ﻌ ﺎﺗ ﺒ ﻨ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮاح أم ﻛ ﺒ ﻴ ﺮة ﺗﻘﻮل» :أﻻ ﺗﺠﻔﻮ اﻟﻤﺪام ،ﻓﻌﻨﺪﻧﺎ ﻓﻘﻠﺖ» :روﻳﺪًا ﻣﺎ اﻟﺰﺑﻴﺐ ﻣﻔﺮﺣﻲ ﻓ ﺈن ﺣ ﻤ ﻴ ﺪًا ﻋ ﻠ ﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﺒ ﺎﺑ ﻪ ﺗﻮﺑﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وإذا ﺗﺴﺎﻣﻌﺖ املﺤﺎﻓﻞ ﺑﺘﻮﺑﺘﻪ ،اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﺒﺎن املﻘﺘﺒﻠﻮن ،واﻷدﺑﺎء املﻜﺘﻬﻠﻮن ،وﻛﻞ أﺷﻴﺐ ،ﻓﻴﻘﺘﺒﺴﻮن ﻣﻦ آداﺑﻪ ،وﻳﺼﻐﻮن املﺴﺎﻣﻊ ﻟﺨﻄﺎﺑﻪ .وﺟﻠﺲ ﻟﻬﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ املﺴﺎﺟﺪ ﺑﺤﻠﺐ — ﺣﺮﺳﻬﺎ ﷲ — ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ أﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﻮﻳﻪ ﻋﻄﻠﺖ ﻣﻦ اﻷدب. 151 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻋﻮدة إﱃ اﻟﺤﻮر وإذا ﺻﺤﺖ اﻷﺧﺒﺎر املﻨﻘﻮﻟﺔ ﺑﺄن أﻫﻞ اﻵﺧﺮة ﻳﻌﻠﻤﻮن أﺧﺒﺎر أﻫﻞ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ،ﻓﻠﻌﻞ ﺟﻮارﻳﻪ املﻌﺪات ﻟﻪ ﰲ اﻟﺨﻠﺪ ،ﻳﺴﺄﻟﻦ ﻋﻦ أﺧﺒﺎر ﻣﻦ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻠﺤﺎء ،ﻓﻴﺴﻤﻌﻦ ﻣﺮة أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﺴﻄﺎط ،وﻣﺮة أﻧﻪ ﺑﺎﻟﺒﴫة ،وﻣﺮة أﻧﻪ ﺑﺒﻐﺪاد ،وﺧﻄﺮة أﻧﻪ ﺑﺤﻠﺐ ،ﻓﺈذا ﺷﺎع أﻣﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ ،وﻣﺎت ﻧﺎﺳﻚ ﻣﻦ أﻫﻞ ﺣﻠﺐ ،أﺧﱪﻫﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﴪرن واﺑﺘﻬﺠﻦ ،وﻫﻨﺄﻫﻦ ﺟﺎراﺗﻬﻦ. وﻻ رﻳﺐ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺘني اﻟﺘﺎﻟﻴني ،ﰲ ﻛﺘﺐ اﻻﻋﺘﺒﺎر: وﺑ ﻤ ﺴ ﺮاك ﻳ ﺎ أﻣ ﻴ ﻢ إﻟ ﻴ ﻨ ﺎ ـ ﺪ وﻣ ﻦ ﻇ ﻠ ﻤ ﺔ اﻟ ﻘ ﺒ ﻮر ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ أﻧ ﻌ ﻢ اﻟ ﻠ ﻪ ﺑ ﺎﻟ ﺨ ﻴ ﺎﻟ ﻴ ﻦ ﻋ ﻴ ﻨ ﺎ ﻋﺠﺒًﺎ! ﻣﺎ ﺟﺰﻋﺖ ﻣﻦ وﺣﺸﺔ اﻟﻠﺤـ رﺟﻌﺔ إﱃ اﻟﺨﻤﺮ أﻋﻮذ ﺑﺎهلل ﻣﻦ ﻗﻮم ﻳﺤﺜﻬﻢ املﺸﻴﺐ ﻋﲆ أن ﻳﺴﺘﻜﺜﺮوا ﻣﻦ أم زﻧﺒﻖ 98 ،ﻗﺎل ﺣﺎﺗﻢ: وﻗ ﺪ ﻋ ﻠ ﻢ اﻷﻗ ﻮام ﻟ ﻮ أن ﺣ ﺎﺗ ﻤً ﺎ ﻳ ﻔ ﻚ ﺑ ﻪ اﻟ ﻌ ﺎﻧ ﻲ وﻳ ﺆﻛ ﻞ ﻃ ﻴ ﺒً ﺎ أﻣﺎوي أن ﻳﺼﺒﺢ ﺻﺪاي ﺑﻘﻔﺮة ﺗﺮى أن ﻣﺎ أﻫﻠﻜﺖ ﻟﻢ ﻳﻚ ﺿﺮﻧﻲ أراد ﺛ ﺮاء اﻟ ﻤ ﺎل ﻛ ﺎن ﻟ ﻪ وﻓ ﺮ وﻟﻴﺴﺖ ﺗﻌﺮﻳﻪ اﻟﻘﺪاح وﻻ اﻟﻴﺴﺮ ﻣﻦ اﻷرض ﻻ ﻣﺎء ﻟﺪي وﻻ ﺧﻤﺮ وأن ﻳ ﺪي ﻣ ﻤ ﺎ ﺑ ﺨ ﻠ ﺖ ﺑ ﻪ ﺻ ﻔ ﺮ وﻗﺎل ﻃﺮﻓﺔ: ﻓﺪﻋﻨﻲ أﺑﺎدرﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﻳﺪي ﻓﺈن ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ دﻓﻊ ﻣﻨﻴﺘﻲ وﻗﺎل اﺑﻦ املﻌﺘﺰ: ﻻ ﺗ ﻄ ﻞ ﺑ ﺎﻟ ﻜ ﺆوس ﻣ ﻄ ﻠ ﻲ وﺣ ﺒ ﻲ ﻟﻴﺲ ﻳﻮﻣﻲ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻣﺜﻞ أﻣﺴﻲ 152 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻣﺬ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ أﻧﻜﺮت ﻧﻔﺴﻲ ﻻ ﺗ ﺴ ﻠ ﻨ ﻲ واﺳ ﺄل ﻣ ﺸ ﻴ ﺒ ﻲ ﻋ ﻨ ﻲ ﻓﻬﺬا ﺣﺜﺘﻪ ﻛﺜﺮة ﺳﻨﻴﻪ ﻋﲆ أن ﻳﺴﺘﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻓﺔ ،وﻣﺎ ﺣﻔﻆ ﺣﻖ اﻟﺨﻼﻓﺔ ،وأﻧﺎ أﺿﻦ ﺑﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻛﺄﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎن املﺎزﻧﻲ ،ﻋﻮﺗﺐ ﰲ اﻟﴩاب ﻓﻘﺎل» :إذا ﺻﺎر أﻛﱪ ذﻧﻮﺑﻲ ﺗﺮﻛﺘﻪ!« املﻌﺘﺼﻢ وإﺑﺮاﻫﻴﻢ املﻬﺪي وﻗﺪ روي أن املﻌﺘﺼﻢ دﻋﺎ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻛﻌﺎدﺗﻪ ،ﻓﻐﻨﺎه وﺑﻜﻰ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ املﻌﺘﺼﻢ :ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﻓﻘﺎل :ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻫﺪت ﷲ إذا ﺑﻠﻐﺖ ﺳﺘني ﺳﻨﺔ أن أﺗﻮب ،وﻗﺪ ﺑﻠﻐﺘﻬﺎ ،ﻓﺄﻋﻔﺎه املﻌﺘﺼﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎء وﺣﻀﻮر اﻟﴩاب. اﻟﻬﻴﺎم ﺑﺎﻟﺨﻤﺮ وﻛﺎن ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ رﺟﻞ ﻣُﻐ َﺮم ﺑﺎﻟﻘﻬﻮة 99ﻓﻠﻤﺎ ﻛﱪ رﻏﺐ ﰲ املﻄﺒﻮخ وﻛﺎن ﻳﺤﴬ ﻣﻊ ﻧﺪاﻣﺎه، وﻋﻨﺪﻫﻢ ﻗﺪح واﺣﺪ ،ﻓﻴﴩب ﻫﻮ ﻣﻦ املﻄﺒﻮخ وﻳﴩب أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺊ ،ﻓﺈذا ﺟﺎء اﻟﻘﺪح إﻟﻴﻪ ﻟﻴﴩب ،ﻏﺴﻠﻪ ﻣﻦ أﺛﺮ اﻟﺨﻤﺮ وﴍب ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈذا ﻓﺮغ املﻄﺒﻮخ ،رﺟﻊ ﻓﴩب ﻣﻦ ﴍاب إﺧﻮاﻧﻪ. وأﻣﺎ ﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻪ ﻏريه ،وﻫﻮ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻛﻘﻮﻟﻬﻢ ﰲ املﺜﻞ» :إﻳﺎك أﻋﻨﻲ واﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺟﺎرة «.وﻻ ﻋﻨﺪه ﻋﻦ اﻟﺠﺒﻠﺔ ،ﻳﺮﻳﺪ املﺘﻨﺴﻚ ،أن ﻳﻨﴫف ﺣﺒﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻳﻘﺪر ُﻮﺳ ُ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﻘﺪر اﻟﻈﺒﻴﺔ أن ﺗﺼري ﻟﺒﺆة وﻻ اﻟﺤﺼﺎة أن ﺗُﺘﺼﻮر ﻟﺆﻟﺆة﴿ 100 :ﻳ ُ ﻒ أَﻋْ ِﺮ ْ ﺎﻃ ِﺌ َ ﻨﺖ ِﻣ َﻦ ا ْﻟ َﺨ ِ َاﺳﺘَ ْﻐﻔِ ِﺮي ِﻟﺬَﻧ ِﺒﻚِ إِﻧﱠﻚِ ُﻛ ِ ض ﻋَ ْﻦ َﻫ ٰـﺬَا و ْ ني﴾. وﻗﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ: أﻻ ﻳﻜﻮن اﻣﺮؤ إﻻ ﻛﻤﺎ ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ،وﻣﺎ أﻧﻬﺎك ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﺧﻠﻘﺎ 101 وﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻮن اﻵﻳﺔ﴿ :ﻣﱠ ﺜ َ ُﻞ ا ﱠﻟﺬ َ ِﻳﻦ ﻳُﻨﻔِ ُﻘ َ ﻴﻞ ِ ﷲ َﻛﻤَ ﺜ َ ِﻞ ﺣَ ﺒﱠ ٍﺔ ﻮن أَﻣْ ﻮَا َﻟﻬُ ْﻢ ِﰲ َﺳ ِﺒ ِ أَﻧﺒَﺘَ ْﺖ َﺳﺒْ َﻊ َﺳﻨَﺎ ِﺑ َﻞ ِﰲ ُﻛ ﱢﻞ ُﺳﻨﺒُ َﻠ ٍﺔ ﻣﱢ ﺎﺋَ ُﺔ ﺣَ ﺒﱠ ٍﺔ َوﷲ ُ ﻳ َُﻀﺎﻋِ ُ ﻒ ﻟِﻤَ ﻦ ﻳ ََﺸﺎءُ َوﷲ ُ و ِ َاﺳ ٌﻊ ﻋَ ﻠِﻴﻢٌ﴾. وﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﺼﺪﻗﻮن ،وﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ إﻟﻬﻤﻢ ﻣﺸﻔﻘﻮن ،ﻳﻀﻨﻮن ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎﻓﻪ وﻻ ﻳﺴﻤﺤﻮن ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ 102 ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻜﻮن ﺣﺎل ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺠﺰاء ،وﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻦ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﺣﺴﻦ اﻟﻌﺰاء. 153 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ واﻟﻴﻬﻮدي وﻗﺪ ﻣﺮ ﺣﺪﻳﺚ أﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ ،أو أﺑﻲ ﻗﺘﺎدة ،وﻣﻌﻨﺎه :أﻧﻪ ﺧﺎﺻﻢ ﻳﻬﻮدﻳٍّﺎ إﱃ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ وﻛﺎن ﻷﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻧﺨﻞ ،وﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻴﻬﻮدي ﺧﻠﻒ ﰲ ﻧﺨﻠﻪ واﺣﺪة ،ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻟﻠﻴﻬﻮدي :أﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ﺣﺘﻰ أﺿﻤﻦ ﻟﻚ ﻧﺨﻠﺔ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ،وﻧﻌﺘﻬﺎ رﺳﻮل ﷲ ﷺ ً ﻋﺎﺟﻼ ﺑﺂﺟﻞ .ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ :أﺗﻀﻤﻦ ﺑﻨﻌﻮت أﺷﺠﺎر اﻟﺠﻨﺔ .ﻓﻘﺎل اﻟﻴﻬﻮدي :ﻻ أﺑﻴﻊ ﱄ ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ ﻛﻤﺎ ﺿﻤﻨﺖ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ أﻋﻄﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ؟ ﻓﻘﺎل» :ﻧﻌﻢ «.ﻓﺮﴈ أﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﺬﻟﻚ وأﺧﺬ اﻟﻴﻬﻮدي وذﻫﺐ إﱃ ﺣﺪﻳﻘﺘﻪ ،ﻓﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻣﺮأﺗﻪ وأﺑﻨﺎءه ،وﻫﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮن ﻣﻦ ﺟﻨﺎﻫﺎ ،ﻓﺠﻌﻞ ﻳُﺪﺧﻞ أﺻﺒﻌﻪ ﰲ أﻓﻮاﻫﻬﻢ ﻓﻴُﺨﺮج ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻣﺮأﺗﻪِ » :ﻟ َﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬا ﺑﺒﻨِﻴﻚ؟!« ﻓﻘﺎل :إﻧﻲ ﻗﺪ ﺑﻌﺖ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ .ﻓﻘﺎﻟﺖ» :إن ﻛﻨﺖ ﺑﻌﺘﻬﺎ ﺑﻌﺎﺟﻞ ﻓﺒﺌﺲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ!« ﻓﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺨﱪ ،ﻓﻔﺮﺣﺖ ﺑﺬﻟﻚ. وﻟﻮ ﻗﻴﻞ ﻟﺒﻌﺾ ﻋﺒﺎد ﻫﺬا اﻟﻌﴫ» :أﻋﻂ ﻟﺒﻨﺔ ﻟﺘُﻌﻄﻰ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻟﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ «.ملﺎ أﺟﺎب، وﻟﻮ ﺳﺌﻞ أﻣَ ًﺔ ﻋﻮراء ﻳُﻌﻮض ﻣﻨﻬﺎ ﰲ اﻵﺧﺮة ﺑﺤﻮراء َﻟﻤَ ﺎ َﻓﻌَ ﻞ ،ﻋﲆ أﻧﻪ ﻣﻦ املﺼﺪﻗني، ﻓﻜﻴﻒ ﻣﻦ ﻏﺬي ﺑﺎﻟﺘﻜﺬﻳﺐ وﺟﺤﺪ وﻗﻮع اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ؟ أﺑﻮ ﻫﺬﻳﻞ اﻟﻌﻼف وﻳﺤﻜﻰ ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﻬﺬﻳﻞ اﻟﻌﻼف ،أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻤﺮ ﰲ اﻷﺳﻮاق ﻋﲆ ﺣﻤﺎر وﻳﻘﻮل» :ﻳﺎ ﻗﻮم، اﺣﺬروا ﺗﻮﺑﺔ ﻏﻼﻣﻲ «.وﻛﺎن ﻟﻪ ﻏﻼم ﻳَﻌِ ُﺪ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ آﺟﺮة ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ. ﺑﺪء اﻟﺘﻌﺎرف ﺑني املﻌﺮي واﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وأول ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺄﺧﺒﺎر اﻟﺸﻴﺦ ،ﻣﻦ رﺟﻞ واﺳﻄﻲ ،ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻌﺮوض ،ذﻛﺮ أﻧﻪ ﺷﺎﻫﺪه ﺑﻨﺼﻴﺒني وﻓﻴﻬﺎ رﺟﻞ ﻳُﻌﺮف ﺑﺄﺑﻲ اﻟﺤﺴني اﻟﺒﴫي ﻣﻌﻠﻤً ﺎ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ .وﻛﺎن ﻏﻼم ﻳﺨﺘﻠﻒ إﻟﻴﻪ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺑﻦ اﻟﺪان ،وﻗﺪ اﺟﺘﺎز اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺒﻠﺪﻧﺎ ،واﻟﻮاﺳﻄﻲ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻓﻴﻪ، وﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪت ﻋﻨﺪ أﺑﻲ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم — رﺣﻤﻪ ﷲ — ﻛﺘﺒًﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻤﺎح ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ أﻫﻞ ﺣﻠﺐ ،وﻣﺎ أﺷﻚ أﻧﻪ اﻟﺸﻴﺦ ،وﻫﻮ ﻻ ﻳﻔﺘﻘﺮ إﱃ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺾ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻄﺎﺋﻲ: ﺗ ﺤ ﻤ ﻴ ﻪ ﻷﻻؤه أو ﻟ ﻮذﻋ ﻴ ﺘ ﻪ ﻣﻦ أن ﻳﺬال ﺑﻤﻦ ،أو ﻣﻤﻦ اﻟﺮﺟﻞ 154 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺣﺠﺞ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وأﻣﺎ ﺣﺠﺠﻪ اﻟﺨﻤﺲ ﻓﻬﻮ — إن ﺷﺎء ﷲ — ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﰲ املﺤﴩ ﺑﺎﻷوﱃ ﻣﻨﻬﻦ ،وﻳﻨﻈﺮ ﰲ املﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻓﻼ رﻳﺐ أﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺠﺞ ،ﻓﻴﺘﺼﺪق ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻷرﺑﻊ .وﻛﺄﻧﻲ ﺑﻪ ،وﻋﻤﺎﻋﻢ اﻟﺤﺠﻴﺞ ﻳﺮﻓﻌﻮن اﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺎت اﻟﻌﺮب ،وأﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻋﲆ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع :ﻣﺴﺠﻮع ﻻ وزن ﻟﻪ ،وﻣﻨﻬﻮك ،وﻣﺸﻄﻮر. وﻛﺄﻧﻲ ﺑﻪ ملﺎ اﻋﺘﺰم ﻋﲆ اﺳﺘﻼم اﻟﺮﻛﻦ ،وﻗﺪ ذﻛﺮ ﻗﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺑﻤﻜﺔ ،واﻟﻘﻠﻮب ﻟﻬﺎ وﺟﻴﺐ ﺑ ﻪ ﻟ ﻠ ﻪ أﺧ ﻠ ﺼ ﺖ اﻟ ﻘ ﻠ ﻮب: ﺟﻨﻴﺖ ﻓﻘﺪ ﺗﻈﺎﻫﺮت اﻟﺬﻧﻮب زﻳ ﺎرﺗ ﻬ ﺎ ،ﻓ ﺈﻧ ﻲ ﻻ أﺗ ﻮب« ذﻛﺮﺗﻚ واﻟﺤﺠﻴﺞ ﻟﻪ ﻋﺠﻴﺞ ﻓﻘﻠﺖ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺣﺮام »أﺗ ﻮب إﻟ ﻴ ﻚ ﻳ ﺎ رﺑ ﺎه ﻣ ﻤ ﺎ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﻮى ﻟﻴﻠﻲ وﺣﺒﻲ وﻟﻌﻠﻪ ﻗﺪ ذﻛﺮ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت ﰲ اﻟﻄﻮاف: وأرﻓ ﻊ ﻣ ﺌ ﺰري اﻟ ﻤ ﺴ ﺒ ﻞ ح وأﺗ ﻠ ﻮ ﻣ ﻦ اﻟ ﻤ ﺤ ﻜ ﻢ اﻟ ﻤ ﻨ ﺰل ﻳ ﺴ ﺨ ﺮ ﻟ ﻲ رﺑ ﺔ اﻟ ﻤ ﺤ ﻤ ﻞ أﻃ ﻮف ﺑ ﺎﻟ ﺒ ﻴ ﺖ ﻓ ﻴ ﻤ ﻦ ﻳ ﻄ ﻮف وأﺳ ﺠ ﺪ ﺑ ﺎﻟ ﻠ ﻴ ﻞ ﺣ ﺘ ﻰ اﻟ ﺼ ﺒ ﺎ ﻋﺴﻰ ﻓﺎرج اﻟﻜﺮب ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ وذﻛﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺮق اﻟﻨﺎس ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘني: ﻟ ﻤ ﺤ ﺐ ﻓ ﺮاﻗ ﻪ ﻗ ﺪ أﺣ ﻤ ﺎ أن ﻳ ﺮدوا ﺟ ﻤ ﺎﻟ ﻬ ﻢ ﻓ ﺘ ﺰﻣ ﺎ ودﱢﻋﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﻳﺎ ﻗﺮﻳﺐ ،وﺟﻮدي ﻟ ﻴ ﺲ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎة واﻟ ﻤ ﻮت إﻻ وﻛﺄﻧﻲ ﺑﻪ وﻗﺪ ﻣﺮ ﺑﺄﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ،ﻓﺬﻛﺮ ﻗﻮل اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ: ﻛﺠﺮﻣﺔ ﻧﺤﻞ ،أو ﻛﺠﻨﺔ ﻳﺜﺮب ﻋﻠﻮن ﺑﺄﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻓﻮق ﻋﻘﻤﺔ 155 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أﺑﻮ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﻠﻐﻮي وأﻣﺎ أﺑﻮ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﻠﻐﻮي ،واﺳﻤﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ ،ﻓﻼ أﺷﻚ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺿﺎع ﻛﺜري ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ وﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻪ؛ ﻷن اﻟﺮوم ﻗﺘﻠﻮه وأﺑﺎه ،ﰲ ﻓﺘﺢ ﺣﻠﺐ .وﻛﺎن اﺑﻦ ﺧﺎﻟﻮﻳﻪ ﻳﻠﻘﺒﻪ :دﺣﺮوﺟﺔ اﻟﺠﺒﻞ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻗﺼريًا .وﻗﺪ ﻛﺎن أﺑﻮ اﻟﻄﻴﺐ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﻢ ،وﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﷲ أﻧﻨﻲ ﻻ ﰲ اﻟﻌري وﻻ ﰲ اﻟﻨﻔري ،ﻛﻠﻤﺎ رﻏﺒﺖ ﰲ اﻟﺨﻤﻮل ﻗﺪر ﱄ ﻏري املﺄﻣﻮل .ﻛﺎن ﺣﻖ اﻟﺸﻴﺦ إذ أﻗﺎم ﰲ ﻣﻌﺮة اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺳﻨﺔ ،أن ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﱄ ﺑﺬﻛﺮ ،وﻻ أﺧﻄﺮ ﻟﻪ ﻋﲆ ﻓﻜﺮ ،واﻵن ﻗﺪ ﻏﻤﺮ أﻓﻀﺎﻟﻪ ،وأﻇﻠﻨﻲ أدﺑﻪ ،وﻫﻮ ﻛﺮﻳﻢ اﻟﻄﺒﻊ ،واﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺨﺪع ،وﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺟﺎز أن ﻳﺨﺎل. اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﰲ ﻣﴫ وأﻣﺎ ﻣﺎ ذﻛﺮه ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻪ ﰲ ﻣﴫ إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﺬات ،ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮف اﻟﺤﺪﻳﺚ :أرﻳﺤﻮا اﻟﻘﻠﻮب ﺗَ ِﻊ اﻟﺬﱢﻛ َﺮ .وﻗﺎل أﺣﻴﺤﺔ ﺑﻦ اﻟﺠﻼح: وﻧ ﻔ ﺲ اﻟ ﻤ ﺮء آوﻧ ﺔ ﻣ ﻠ ﻮل ﺻﺤﻮت ﻋﻦ اﻟﺼﺒﺎ ،واﻟﻠﻬﻮ ﻏﻮل وﻗﺪ ﻋﺎﴍ ﻣﻠﻮ ًﻛﺎ ووزراء ،وﻗﺪ ﺳﻤﻊ أﻧﺒﺎء اﻟﻨﻌﻤﺎن اﻷﻛﱪ؛ إذ ﻓﺎرق ﻣﻠﻜﻪ ،وﺗﻌﻮض ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺮ املﺴﻮح ،وإﻳﺎه ﻋﻨﻰ اﻟﻌﺒﺎدي ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ـ ﺮ ﻳ ﻮﻣً ﺎ ،وﻟ ﻠ ﻬ ﺪى ﺗ ﻔ ﻜ ﻴ ﺮ ـﻠﻚ ،واﻟﺒﺤﺮ ﻣﻌ ً ﺮﺿﺎ ،واﻟﺴﺪﻳﺮ ـﻄﺔ ﺣﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻤﺎت ﻳﺼﻴﺮ؟« وﺗ ﺬﻛ ﺮ رب اﻟ ﺨ ﻮرﻧ ﻖ إذ ﻓ ﻜ ـ ﺳ ﺮه ﻣ ﻠ ﻜ ﻪ وﻛ ﺜ ﺮة ﻣ ﺎ ﻳ ﻤ ـ ﻓﺎرﻋﻮى ﺟﻬﻠﻪ ،ﻓﻘﺎل» :وﻣﺎ ﻏﺒـ اﻟﻬﻨﻮد واﻟﺨﻤﺮ واﻟﺴﻜﺮ ﻣﺤﺮم ﰲ ﻛﻞ املﻠﻞ ،وﻳﻘﺎل إن اﻟﻬﻨﺪ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ ً رﺟﻼ ﻳﴩب ﻣﺴﻜ ًﺮا؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺮوﻧﻪ ﻣﻨﻜ ًﺮا .وﻳﻘﻮﻟﻮن» :ﻳﺠﻮز أن ﻳﺤﺪث ﰲ املﻤﻠﻜﺔ ﻧﺒﺄ واملﻠﻚ ﺳﻜﺮان «.ﻟﻌﻨﺖ اﻟﻘﻬﻮة! 156 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺰﻫﺪه ﰲ اﻟﺼﻬﺒﺎء أن ﻧﺪاﻣﺎه اﻷﻛﺮﻣني أﺻﺒﺤﻮا ﰲ اﻷﺟﺪاث اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ،ﻛﻢ ﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﻓﺘﻴﺎن أﺗﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻓﻜﺎن ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺠﻌﺪي: وﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻤﺤﺰون أن ﻳﺘﺬﻛﺮا ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻨﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮ اﻷرض ﻣﻘﻔﺮا ﺗﺬﻛﺮت واﻟﺬﻛﺮى ﺗﻬﻴﺞ ﻟﻲ اﻟﻬﻮى ﻧ ﺪاﻣ ﺎي ﻋ ﻨ ﺪ اﻟ ﻤ ﻨ ﺬر ﺑ ﻦ ﻣ ﺤ ﺮق وﻫﻮ ﻳﻌﺮف اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ: أﺟ ﺪﻛ ﻤ ﺎ ﻻ ﺗ ﻘ ﻀ ﻴ ﺎن ﻛ ﺮاﻛ ﻤ ﺎ ﺧﻠﻴﻠﻲ ﻫﺒﺎ ،ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ رﻗﺪﺗﻤﺎ وﻫﻞ ﻳﻌﺠﺰ أن ﻳﻜﻮن ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻵﺧﺮ: ﺣﺘﻰ أﻻﻗﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت ﺟﺒﺎرا أﻣﺎ اﻟﻄﻼء ﻓﺈﻧﻲ ﻟﺴﺖ ذاﺋﻘﻬﺎ دﻧﺎﻧري اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﴎﺗﻨﻲ ﻓﻴﺌﺔ 103اﻟﺪﻧﺎﻧري اﻟﻴﺔ ،ﻓﺘﻠﻚ أﻋﻮان ،وﻟﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﺎس ﺣﻘﻮق ،ﺗﱪ إن ﺧﻴﻒ ﻋﻘﻮق. ﻗﺎل ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ملﻌﺎوﻳﺔ» :رأﻳﺖ ﰲ اﻟﻨﻮم أن اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ وﺟﻲء ﺑﻚ وﻗﺪ أﻟﺠﻤﻚ اﻟﻌﺮق!« ﻓﻘﺎل ﻣﻌﺎوﻳﺔ» :ﻫﻞ رأﻳﺖ ﺛ َ ﱠﻢ ﻣﻦ دﻧﺎﻧري ﻣﴫ ﺷﻴﺌًﺎ؟« وﻫﺬه ﻻ رﻳﺐ ﻣﻦ دﻧﺎﻧري ﻣﴫ ،ﻟﻢ ﺗﺠﺊ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻮق ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ املﻠﻮك، ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ هلل اﻟﺬي ﺳﻠﻤﻬﺎ إﱃ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺬﻫﺐ ﺻﺎر إﱃ اﻟﺨﻤﺎرة ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل: ﺗﺮى اﻟﺰق ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺷﺎﺋ ًﻼ ﻓ ﻜ ﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻨ ﺎ ذﻫ ﺒً ﺎ ﺳ ﺎﺋ ًﻼ وﺧﻤﺎرة ﻣﻦ ﺑﻨﺎت اﻟﻤﺠﻮس وزﻧ ﺎ ﻟ ﻬ ﺎ ذﻫ ﺒً ﺎ ﺟ ﺎﻣ ﺪًا وﻫﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻠﻪ واﻟﻜﻴﺲ ،أﺟﻮد ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺗﻢ ذﻛﺮه ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ،ﻓﻘﺎل: ﻛ ﻤ ﺎ ﺗ ﺠ ﻮز اﻟ ﻌ ﺒ ﺪﻳ ﺔ اﻟ ﻌ ﺘ ﻖ إن ﺧﺘﻤﺖ ﺣﺎز ﻃﻴﻦ ﺧﺎﺗﻤﻬﺎ أراد ﺑﺎﻟﻌﺒﺪﻳﺔ دﻧﺎﻧري ﻧﺴﺒﻬﺎ إﱃ ﻋﺒﺪ املﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮوان ،وﻳﻘﺎل إﻧﻪ أول ﻣﻦ ﴐب اﻟﺪﻧﺎﻧري ﰲ اﻹﺳﻼم. 157 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ودﻧﺎﻧريه ﺑﺈذن ﷲ ﻣﻘﺪﺳﺎت ،وإن ﻛﺎﻧﺖ زاﺋﺪة ﻋﲆ اﻟﺜﻤﺎﻧني ،ﻓﻘﺪ أوﻓﺖ ﻋﲆ ﻋﺪة أﺻﺤﺎب ني َرﺟُ ًﻼ ﱢﻟ ِﻤ َ ﻣﻮﳻ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﻢ﴿ :و ْ ُﻮﳻ َﻗﻮْﻣَ ُﻪ َﺳﺒْﻌِ َ ﻴﻘﺎ ِﺗﻨَﺎ﴾ ،وﻋﲆ ﻋﺪة َاﺧﺘَﺎ َر ﻣ َ ٰ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﰲ ﻗﻮﻟﻪ﴿ :إِن ﺗَ ْﺴﺘَ ْﻐﻔِ ْﺮ َﻟﻬُ ْﻢ َﺳﺒْﻌِ َ ني ﻣَ ﱠﺮ ًة َﻓ َﻠﻦ ﻳ َْﻐﻔِ َﺮ ﷲ ُ َﻟﻬُ ﻢْ﴾ ،وﻋﲆ ﻋﺪة أذرع ﴿ﰲ ِﺳ ْﻠ ِﺴ َﻠ ٍﺔ ذَ ْرﻋُ ﻬَ ﺎ َﺳﺒْﻌُ َ ﻮن ذِ َراﻋً ﺎ َﻓ ْ ﺎﺳﻠُ ُﻜﻮهُ﴾. ﰲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃِ : وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻨﻮ زﻫري ﻣﺜﻠﻬﺎ ملﺎ وﺻﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺂﻣﺔ ،وﻟﻮ أدرﻛﻪ ﻋﺮوة ﺑﻦ ﺣﺰام وﻫﻮ ﻳﻘﻮل: وﻣﺎﻟﻲ ﻳﺎ ﻋﻔﺮاء ﻏﻴﺮ ﺛﻤﺎن ﻳﻜﻠﻔﻨﻲ ﻋﻤﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻧﺎﻗﺔ ﻟﺠﺎز أن ﻳﺮق ﻟﻪ ﻓﻴﻐﻴﺜﻪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺜﻤﺎﻧني ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ،أو ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﻜﻠﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺮﻳﻢ ﻃﺒﻊ .وﻟﻮ ﺻﺎرت ﰲ ﻳﺪ ﻋﺮوة ﻫﺬه اﻟﺜﻤﺎﻧﻮن ،ﻟﺒﻠﻎ ﺑﻬﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ؛ ﻷن اﻟﻨﺎﻗﺔ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ﻛﺎﻧﺖ رﺑﻤﺎ ُ ً رﺟﻼ ﻣﻦ ﻣﻠﻮك ﺑﻨﻲ اﺷﱰﻳﺖ ﺑﻌﴩة دراﻫﻢ .وﰲ ﺑﻌﺾ أﺧﺒﺎر اﻟﻔﺮزدق ،أن أﻣﻴﺔ أﻋﻄﺎه ﻣﺌﺔ ﻣﻦ إﺑﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ ،ﻓﺒﺎﻋﻬﺎ ﺑﺄﻟﻒ وﺧﻤﺴﻤﺌﺔ درﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻋﻨﻲ ﺑﻪ وزﻳﺪ ﰲ اﻟﺜﻤﻦ. اﻟﺠَ ﻤﻞ ﰲ زﻣﻦ املﻨﺼﻮر وﻗﺪ ﻣﺮت ﺑﻪ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ أﺻﺤﺎب اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،أن اﻟﺠَ ﻤﻞ ﻛﺎن ﻳﺒﺎع ﰲ زﻣﻦ أﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ املﻨﺼﻮر ﺑﺪرﻫﻢ ،وأﻧﻪ ﺻﺎدر ﻗﻮﻣً ﺎ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻧﻌﺎج ،ﻓﺒﺎﻋﻮﻫﺎ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻧﻌﺎج ﺑﺪرﻫﻢ؛ ﻫﺬا ﻣﺎ وﺟﺪ ﺑﺨﻂ املﺮزﺑﺎﻧﻲ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﺑﻦ ﺷﺠﺮة. ﻓﻀﻞ اﻟﺬﻫﺐ وﻫﻲ أﻧﴬ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺎﻧني اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﻟﻌﻠﻮي اﻟﺒﴫي ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻋﺒﺮت إﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻓ ً ﺎرﺳﺎ ﻓﺄدرﻛﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻐﻴﺘﻲ وﻣﺮادﻳﺎ هلل در اﻟﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﻞ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻲء ﺑﻈﻞ ﻇﻠﻴﻞ ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﻐريه ﺑﺎل ،واﻟﺪر إذا ﻛﴪ ذﻫﺒﺖ ﻗﻴﻤﺘﻪ ،ورب ذﻫﺐ ﰲ ﺳﻮار ،ﺟﻌﻞ ﰲ ﺧﻠﺨﺎل ﺛﻢ ﻧﻘﻞ إﱃ ﺟﺎم أو ﻛﺎس ،وﻫﻮ ﺑﺤﺴﻨﻪ ﻣﺎ ﺗﻐري ﻟﺒﺸﺎر اﻟﻨريان. 158 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺸﺒﲇ وأﻣﺎ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺸﺒﲇ — رﺣﻤﻪ ﷲ — ﻓﻼ رﻳﺐ أﻧﻪ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻔﻀﻞ ،وأرﺟﻮ أن ﻳﻜﻮن ﺳﺎ ًملﺎ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺤﻠﻮﻟﻴﺔ ،وأﻧﺸﺪﻧﻲ ﻟﻪ ﻣﻨﺸﺪ: وﻛ ﺘ ﻤ ﺖ اﻟ ﻬ ﻮى ﻓ ﻔ ﺰت ﺑ ﻮﺟ ﺪي أﻳﻦ أﻫﻞ اﻟﻬﻮى؟ ﺗﻘﺪﻣﺖ وﺣﺪي ﺑ ﺎح ﻣ ﺠ ﻨ ﻮن ﻋ ﺎﻣ ﺮ ﺑ ﻬ ﻮاه وإذا ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟ ﻘ ﻴ ﺎﻣ ﺔ ﻧ ﻮدي ﻓﺈن ﺻﺢ أن ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘني ﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﻤﺘﻨﻊ أن ﻳﻌﱰض ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻞ ،ﻓﻴﻘﻮل :إن ادﻋﺎءه اﻻﻧﻔﺮاد ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻻ ﻳﺴﻠﻤﻪ إﻟﻴﻪ اﻟﺒﴩ؛ إن ﻛﺎن ﻫﻮاه ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻗني أو اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﻠﻪ ﰲ اﻷﻣﻢ ﻧﻈﺮاء ﻛﺜري. ﺧﺘﺎم اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وأﻧﺎ أﻋﺘﺬر إﱃ ﻣﻮﻻي اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺠﻠﻴﻞ ،ﻣﻦ ﺗﺄﺧري اﻹﺟﺎﺑﺔ؛ ﻓﺈن ﻋﻮاﺋﻖ اﻟﺰﻣﻦ ﻣﻨﻌﺖ ﻣﻦ إﻣﻼء اﻟﺴﻮداء ،وأﻧﺎ ﻣﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻐريي ،ﻓﺈذا ﻏﺎب اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﻼ إﻣﻼء ،وﻻ ﻳﻨﻜﺮ اﻹﻃﺎﻟﺔ ﻋﲇ؛ ﻓﺈن اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺎر ﻃﺎملﺎ اﺷﱰى ﺑﺄﺿﻌﺎﻓﻪ ﰲ اﻟﺰﻧﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺠني ،ﻓﻜﻴﻒ إذا ﻛﺎن اﻟﺜﻤﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻴﺎت 104 ،اﻟﻼﺋﻲ ﻳﻮﺟَ ﺪن ﰲ اﻟﻄﺮق ﻣﺮﻣﻴﺎت؟ وﻋﲆ ﺣﴬﺗﻪ اﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺳﻼم ،ﻳﺘﺒﻊ ﻗﺮوﻣﻪ 105إﻓﺎﻟﻪ 106 ،وﺗﻠﺤﻖ ﺑﻌﻮذه 107أﻃﻔﺎﻟﻪ. ﻫﻮاﻣﺶ ) (1أي ﰲ اﻓﺘﻨﺎن ،وﻗﺪ اﻣﺘﻸ ﺷﻌﺮ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء وﻧﺜﺮه ﺑﻬﺬا املﻌﻨﻰ وأﺷﺒﺎﻫﻪ ،وﻣﻦ أدق ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﰲ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ: ﺣﺘﻰ أﺑﺎﻧﻮا إﻟﻰ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻃﺮﻗﺎ ﻣﻴﻦ ﻳﺮدد ،ﻟﻢ ﻳﺮﺿﻮا ﺑﺒﻄﺎﻟﻪ ) (2ارﺗﺎح ﻟﻪ وﺧﻒ إﻟﻴﻪ. ) (3ﻧﺎش أو ﺷﺎب. ) (4ﻛﺬب وﺗﻘﻮﱠل اﻷﺑﺎﻃﻴﻞ. ) (5ﺟﻤﻊ ﻋﱰوف أو ﻋﱰﻳﻒ ،وﻫﻮ اﻟﺨﺒﻴﺚ اﻟﻔﺎﺟﺮ اﻟﺠﺮيء. 159 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (6اﻟﺠﻮزل :ﻓﺮخ اﻟﺤﻤﺎم ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺒﺖ رﻳﺸﻪ ،ﻗﻴﻞ :وﺑﻌﺪ أن ﻳﻨﺒﺖ رﻳﺸﻪ ً أﻳﻀﺎ. ) (7ﻛﺮر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﺑﺼﻮر ﺷﺘﻰ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻈﺒﻲ: ﻻﻗ ﺖ ﺟ ﻨ ﻮد ﻣ ﻨ ﺎﻳ ﺎ ﻻ ﺗ ﻨ ﺎﺧ ﻴ ﻬ ﺎ وﻣ ﺎل ﺑ ﻌ ﺪ إﻟ ﻰ أﺧ ﺮى ﻳ ﻮاﺧ ﻴ ﻬ ﺎ إﻻ وﻣ ﺮ ﻟ ﻴ ﺎﻟ ﻴ ﻪ ﻳ ﺮاﺧ ﻴ ﻬ ﺎ ﻋﺠﺒﺖ ﻟﻠﻈﺒﻲ ﺑﺎﻧﺖ ﻋﻨﻪ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻓ ﺎرﺗ ﺎع ﻳ ﻮﻣً ﺎ ،وﻳ ﻮﻣً ﺎ ،ﺛ ﻢ ﺛ ﺎﻟ ﺜ ﻪ ﻣﺎ ﺷﺪ ﺻﺮف زﻣﺎن ﻋﻘﺪة ﻷذى ) (8أﺷﺎر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء إﱃ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺳﻘﻂ اﻟﺰﻧﺪ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ن ﻗ ﻠ ﻴ ﻞ اﻟ ﻌ ﺰاء ﺑ ﺎﻷﺳ ﻌ ﺎد ﺗ ﻲ ﺗ ﺤ ﺴ ﻦ ﺣ ﻔ ﻆ اﻟ ﻮداد ـﺨﺎل أودى ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻠﻚ إﻳﺎد أﺑ ﻨ ﺎت اﻟ ﻬ ﺪﻳ ﻞ أﺳ ﻌ ﺪن أوﻋ ﺪ إﻳ ﻪ ﻟ ﻠ ﻪ درﻛ ﻦ ﻓ ﺄﻧ ﺘ ﻦ اﻟ ﻠ ﻮا ﻣﺎ ﻧﺴﻴﺘﻦ ﻫﺎﻟ ًﻜﺎ ﻓﻲ اﻷوان اﻟـ ) (9اﻟﻮﺛﻦ اﻟﺼﻨﻢ ،وﻣﻤﺎ ﻧﺨﺘﺎره ﻣﻦ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ: وﻋﻈﻤﺖ اﻟﻌﺰى ،وأﻛﺮم ﺑﺎﺟﺮ وﺑﺎﻟﺠﺪ زار اﻟﻼت أﻫﻞ ﺿﻼﻟﺔ وﻫﻲ أﺳﻤﺎء أﺻﻨﺎم ﺛﻼﺛﺔ :أوﻟﻬﻤﺎ ﻟﺜﻘﻴﻒ وﻛﺎن ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ ،وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﻟﻘﺮﻳﺶ وﻛﻨﺎﻧﺔ، وﺛﺎﻟﺜﻬﻤﺎ ﻟﻘﻀﺎﻋﺔ وﻣﻦ واﻻﻫﻢ. ) (10ﺗﱪأ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻛﺜرية ﻣﻦ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،ﻣﻦ ﻣﻈﻨﺔ اﻟﻌﻠﻢ ،وﻣﻦ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻧﺨﺘﺎره ﻟﻪ ﰲ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ: ﻗ ﻮم ،ﻓ ﺄﻣ ﺮي وأﻣ ﺮﻫ ﻢ ﻋ ﺠ ﺐ ﻟ ﺴ ﺖ ﻧ ﺠ ﻴ ﺒً ﺎ ،وﻻ ﻫ ﻢ ﻧ ﺠ ﺐ أﻗﺮرت ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ،وادﻋﻰ ﻓﻬﻤﻲ واﻟ ﺤ ﻖ ،أﻧ ﻲ وأﻧ ﻬ ﻢ ﻫ ﺪر وﻗﻮﻟﻪ: اﻟ ﻠ ﻪ ﻳ ﺸ ﻬ ﺪ أﻧ ﻲ ﺟ ﺎﻫ ﻞ ورع ﻓﻠﻴﺤﻀﺮ اﻟﻨﺎس إﻗﺮاري وإﺷﻬﺎدي ورع ،أي ﺟﺒﺎن. 160 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ) (11اﻟﺴﺪﻳﻦ ﻫﻮ اﻟﺴﱰ. ) (12ﻣﻦ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻧﺨﺘﺎره ﻷﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ: ﻣﺎ ﻳﺤﺲ اﻟﺘﺮاب ﺛﻘ ًﻼ إذا دﻳـ ـﺲ وﻻ اﻟﻤﺎء ﻳﺘﻌﺐ اﻟﺠﺮﻳﺎن وﻗﻮﻟﻪ: إذ ﻟ ﻴ ﺲ ﻳ ﻌ ﻠ ﻢ إﻣ ﺎ زاد أو ﻣ ﺤ ﻘ ﺎ ﻓﻴﻪ ،وﻻ اﻷﺻﻬﺐ اﻟﺪاري إذا ﺳﺤﻘﺎ أﻣ ﺎ اﻟ ﺠ ﻤ ﺎد ﻓ ﺈﻧ ﻲ ﺑ ﺖ أﻏ ﺒ ﻄ ﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻌﻮد ﺑﺎﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ أﺧﺬت وﻗﻮﻟﻪ: ﺣ ﺠ ًﺮا ﻳ ﻐ ﺺ ﺑ ﻤ ﺄﻛ ﻞ أو ﻳ ﺸ ﺮق ﻣ ﺎ رﻳ ﻊ ﻗ ﻂ ﻟ ﻤ ﻠ ﺒ ﺲ ﻳ ﺘ ﺨ ﺮق إن راح ﻳﻀﺮب ﻣﻠﻄﺲ أو ﻣﻄﺮق ﻋﺰ اﻟﺬي أﻋﻔﻰ اﻟﺠﻤﺎد ﻓﻤﺎ ﺗﺮى ﻣ ﺘ ﻌ ﺮﻳً ﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﻴ ﻔ ﻪ وﺷ ﺘ ﺎﺋ ﻪ ﻻ ﺣ ﺲ ﻳ ﺆﻟ ﻤ ﻪ ،ﻓ ﻴ ﻈ ﻬ ﺮ ﻣ ﺠ ﺰﻋً ﺎ إﱃ أن ﻳﻘﻮل: ذﻧﺒًﺎ ،وﻻ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎء ﻣﻄﺮق واﻟﺼﺨﺮ ﻳﻠﺒﺚ ﻻ ﻳﻘﺎرف ﻣﺮة وﻟﻌﻞ ﻫﺬه املﻴﺰة اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎد ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧري ،ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻘﻮل: ﻻ ﺗﻈﻠﻢ اﻟﻨﺎس وﻻ ﺗﻜﺬب أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أﻓﻀﻠﻬﻢ ﺻﺨﺮة ) (13ﻣﻤﺎ ﻧﺨﺘﺎره ﻷﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ: ﻓ ﻜ ﻴ ﻒ ﻗ ﺒ ﻮﻟ ﻲ ﻛ ﺎذﺑ ﺎت اﻟ ﻤ ﺪاﺋ ﺢ وأزﻫﺪ ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﻔﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﺻﺪﻗﻪ وﻗﻮﻟﻪ: 161 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻓﺄﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻣﺪاﺋﺤﻨﺎ اﻟﺘﻬﺎﺟﻲ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻘﺎوض ﻣﻦ ﻣﺤﺎل ) (14اﻟﻌﻠﻬﺐ اﻟﻈﺒﻲ. ) (15اﻟﻜﻨﺎس ﺑﻴﺖ اﻟﻈﺒﻲ ﰲ اﻟﺸﺠﺮ ﻳﺴﺘﱰ ﻓﻴﻪ ،وإﻳﺜﺎر أﺑﻲ اﻟﻌﻼء اﻟﻌﺰﻟﺔ ﻣﻌﺮوف ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻟﺰم ﺻﻔﺎﺗﻪ ،وﺣﺴﺒﻚ ً دﻟﻴﻼ ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﻣﺎ ﻟﻘﺐ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ أن رﻫﻦ املﺤﺒﺴني. واﻹﻓﺎﺿﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﰲ اﻟﱰﻏﻴﺐ ﰲ اﻟﻌﺰﻟﺔ ،واﻟﺤﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،إﻃﺎﻟﺔ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻠﻨﻜﺘﻒ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﰲ ﻓﺼﻠﻬﺎ: وﻗ ﺮﺑ ﻬ ﻢ ﻟ ﻠ ﺤ ﺠ ﻰ واﻟ ﺪﻳ ﻦ أدواء وﻻ ﺳ ﻨ ﺎد ،وﻻ ﻓ ﻲ اﻟ ﻠ ﻔ ﻆ إﻗ ﻮاء ﺑﻌﺪي ﻋﻦ اﻟﻨﺎس ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻟﻘﺎﺋﻬﻢ ﻛ ﺎﻟ ﺒ ﻴ ﺖ أﻓ ﺮد ،ﻻ إﻳ ﻄ ﺎء ﻳ ﺪﺧ ﻠ ﻪ وﻗﻮﻟﻪ ﻣﺘﻀﺠ ًﺮا ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻤﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺧﺘﻼط ﺑﺎﻟﻨﺎس: إﻟﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﺠﻤﻞ واﻟﻨﻔﺎق ﻟﻘﺎء اﻟﻨﺎس أﻟﺠﺄﻧﻲ ﺑﺮﻏﻤﻲ وﻧﺤﺐ أن ﻻ ﻳﻔﻮت اﻟﻘﺎري ﺟﻤﺎل ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺮاﺋﻊ ،وﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﺤﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺎزة ﻟﻠﻐﺮﻳﺐ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻨﻲ أﺟﻠﻲ ﺑﺄرﺿﻲ ) (16اﻟﺮﻋﺪة أو اﻻﺿﻄﺮاب واﻟﻘﻠﻖ واﻟﺨﻔﺔ واﻟﻬﻠﻊ. ) (17اﻟﻀﻴﺎع. ) (18ﺗﻤﻸ. ) (19أﺑﺪع أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﺻﻮغ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻣ ﺨ ﺸ ﻴ ﺔ ،ﻻﻋ ﺘ ﺮاﻫ ﺎ اﻟ ﻘ ﻮم أﻓ ﻮﺟ ﺎ ﻳ ﺆﻣ ﻬ ﺎ ﺗ ﺎر ًﻛ ﺎ ﻟ ﻠ ﻌ ﻴ ﺶ أﻣ ﻮاﺟ ﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻃﺮق ﻫﺬا اﻟﻤﻮت ﻣﻮﺣﺸﺔ وﻛ ﺎن ﻣ ﻦ أﻟ ﻘ ﺖ اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ إﻟ ﻴ ﻪ أذى ) (20اﻷﺑﻠﻤﺔ ﺑﻘﻠﺔ ،وﺷﻖ اﻷﺑﻠﻤﺔ أي ﻧﺼﻔﻬﺎ. ) (21ﻫﻮ أﺑﻮ ﻧﻮاس وﻗﺪ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه. ) (22ﺗﺨﺘﻠﻬﺎ. ) (23ﻫﺬان اﻟﺒﻴﺘﺎن ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة أﺑﻲ ﻧﻮاس اﻟﺴﻴﻨﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ أوﻟﻬﺎ: 162 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺑﻬﺎ أﺛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺟﺪﻳﺪ ودارس ودار ﻧﺪاﻣﻰ ﻋﻄﻠﻮﻫﺎ ،وأدﻟﺠﻮا وﻳﻠﻴﻬﻤﺎ ﻗﻮﻟﻪ: وﻟﻠﻤﺎء ﻣﺎ دارت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻼﻧﺲ ﻓﻠﻠﺨﻤﺮ ﻣﺎ زرت ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻴﻮﺑﻬﺎ ) (24ﺷﺪة ﺣﺒﻪ. ) (25اﻟﺘﻴﻨﺔ. )(26 رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ املﻮت ﻫﺬه ﻫﻲ أﻛﱪة ﻣﻴﺰة ﻟﻠﻤﻮت ،ﻋﻨﺪ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ،وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺣﺒﺒﺘﻪ ﻓﻴﻪ ،ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن أول ﻣﺎ ﻳﺴﱰﻋﻲ اﻧﺘﺒﺎﻫﺘﻚ ﰲ ﺷﻌﺮه ،ﺗﺸﺎؤﻣﻪ ،وﻧﻈﺮﺗﻪ إﱃ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﻨﻈﺎر ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺴﻮاد ،وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﺳﺨﻄﻪ ﻋﲆ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺗﱪﻣﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ،اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺘﻪ إﻟﻴﻬﺎ املﻘﺎدﻳﺮ ﺑﺮﻏﻤﻪ ،ﻓﻼﻗﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻨﻮف اﻷذى واﻟﻌﺬاب ،ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻜﻔﻲ ﺑﻌﻀﻪ ،ﻟﺘﺒﻐﻴﻀﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻧﻘﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﺳﻠﺴﻠﺔ آﻻم ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ اﻟﺤﻠﻘﺎت ،ﺗﺒﺪأ ،ﻻ ﺑﻮﻻدة اﻟﻄﻔﻞ ،ﻛﻤﺎ زﻋﻢ اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻜﻮن ﺑﻜﺎء اﻟﻄﻔﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻮﻟﺪ ﻷوﺳ ﻊ ﻣ ﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﻓ ﻴ ﻪ وأرﻏ ﺪ ﻟﻤﺎ ﺗﺆذن اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﺮوﻓﻬﺎ وإﻻ ﻓ ﻤ ﺎ ﻳ ﺒ ﻜ ﻴ ﻪ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ،وإﻧ ﻬ ﺎ ﺑﻞ ﻣﻨﺬ ﻛﺎن ﺟﻨﻴﻨًﺎ ﰲ ﺑﻄﻦ أﻣﻪ … ﺑﻪ اﻟﺮوح ،ﻻ ﻣﺎزال ﻋﻦ رأﺳﻪ اﻟﻐﺮس وﻣﺎ ﺑﺮح اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﺆس ﻣﺬ ﺟﺮت ﺛﻢ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺗﻠﻚ اﻵﻻم إﻻ ﺑﻤﻮﺗﻪ — وﰲ ﻫﺬه اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﺷﻚ ﻛﺒري ﻋﻨﺪ أﺑﻲ اﻟﻌﻼء، ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴﻨﻪ ،ﻓﻼ ﻏﺮو إذا ﺧﺺ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﺑﺄوﻓﺮ ﻗﺴﻂ ﻣﻦ اﻟﺬم ،وأﻧﺘﻦ ﰲ ﺗﻘﺒﻴﺤﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺒﻬﺎ ﺑﺄم دﻓﺮ — أي أم ﻧﺘﻦ — ﰲ أﻛﺜﺮ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎﺗﻪ إﻳﺎﻫﺎ ،وﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺰاﺟﻪ اﻟﺴﻮداوي 163 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻳﺮى اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺄﺳﺎة ﻣﻔﺠﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺤﴪة واﻟﺒﻜﺎء ،وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ واﺣﺪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﴪور .وﰲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل أﺷﻌﺎ ًرا ﻛﺜرية ،ﻧﺠﺘﺰئ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ: أﻋ ﻦ ﺑ ﺎﻛ ﻴً ﺎ ﻟ ﺞ ﻓ ﻲ ﺣ ﺰﻧ ﻪ وﺳﻞ ﺿﺎﺣﻚ اﻟﻘﻮم ﻣﻢ اﺑﺘﻬﺞ وﻗﻮﻟﻪ: ﺑﻐﻴﺔ اﻟﺒﺮى ﻫﻞ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن ﺳﺮور؟ ﻳ ﺴ ﻤ ﻰ ﺳ ﺮو ًرا ﺟ ﺎﻫ ﻞ ﻣ ﺘ ﺨ ﺮص وﻗﺪ أﻛﺜﺮ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ املﻮت ،ﻓﻼ ﺗﻜﺎد ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ذﻛﺮه ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻷﺻﺒﺢ ﻣﻦ أوﻟﻴﺎت املﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺪور ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺤﻮر ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ،وﻻ ﻧﻌﺮف ﻟﻪ ﺷﺒﻴﻬً ﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺨﻠﺔ ،ﺳﻮى أﺑﻲ اﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ اﻟﺬي ﻧﻌﺪه ﻣﻘﴫًا — رﻏﻢ إﻛﺜﺎره — ﻋﻦ ﺷﺄو أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﺗﻘﺼريًا ﺑﻴﻨًﺎ .واﻟﻔﺮق ﺑني اﻟﺮﺟﻠني ﰲ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻫﻮ ﻓﺮق ﻣﺎ ﺑني اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﺼﺎدق اﻟ ﱠﺰﻫِ ﺪ ،واﻟﻮاﻋﻆ اﻟﺬي اﺗﺨﺬ اﻟﻮﻋﻆ دﻳﺪﻧًﺎ ﻟﻪ. وﻳﻤﻜﻦ اﻹملﺎم ﺑﺂراء أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ املﻮت ،رﻏﻢ ﺗﻨﺎﻗﻀﻬﺎ ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﱃ ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﲇ: ) (١ﻓﺘﺎرة ﻛﺎن ﻳﺼﻞ ﺟﺰﻋﻪ ﻣﻦ املﻮت إﱃ أﻗﺼﺎه ،وﻳﺮﺗﺎع ﻣﻨﻪ ،ﻓﺘﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﻴﺤﺔ ﻣﻔﺰﻋﺔ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﺨﻠﻊ ﻟﻬﺎ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻓﻴﻘﻮل: ﻓ ﺂه ﻣ ﻦ اﻟ ﻨ ﺒ ﺄ اﻟ ﻬ ﺎﺋ ﻞ ﻳﻬﺎل اﻟﺘﺮاب ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺛﻮى ﺛﻢ ﻳﴫخ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﻧﻔﺴﻪ ،وﻗﺪ ﺗﻮﻻه اﻟﺬﻫﻮل: ﻓﺎﻟﻐﻮث ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ذاك اﻟﻨﺒﺄ أﻧ ﺒ ﺄﻧ ﺎ اﻟ ﻠ ﺐ ﺑ ﻠ ﻘ ﻴ ﺎ اﻟ ﺮدى أو ﻳﻘﻮل: ﻛ ﻢ ﺟ ﺮ ﻋ ﻴ ًﺮا ﺑ ﺄﺣ ﻤ ﺎﻟ ﻬ ﺎ ﻓﻮﻳﻬﺎ رواﻫﺎ اﻟﺴﻴﻞ اﻟﻤﻨﻮن ً ﺧﺎﺋﻔﺎ ،ﻓﻴﻘﻮل: أو ﺗﻨﺒﻬﻪ ﻓﻜﺮة ﻃﺎرﺋﺔ ،ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﻓﺠﺄة ،ﻓﻴﻬﺐ ﻣﺬﻋﻮ ًرا 164 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﺗ ﻠ ﻚ ﻣ ﺼ ﺎرع اﻷﻗ ﻮام ﺣ ﻮﻟ ﻲ وﻗﺪ أﺧﺬوا اﻟﻤﻌﺎول واﻧﺘﺤﻮا ﻟﻲ ﺑ ﻜ ﺮ اﻟ ﺤ ﻮل ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﺤ ﻮل ﻋ ﻨ ﻲ ﻛ ﺄﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻟ ﻰ ﺣ ﻔ ﺮوا ﻟ ﺤ ﺎري وﰲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺻﻮرة ﻣﻔﺰﻋﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺎ أﻟ ﱠﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﻠﻊ واﻟﺮﻋﺐ! ) (٢وﺣﻴﻨﺎ ﻳﺬﻛﺮ املﻮت ﻓﻴﺘﻤﻨﺎه ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﴙ أﻻ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ اﻟﻠﺘني أﺧﻄﺄﻫﻤﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﻴﱰدد ﰲ ﺗﻤﻨﻴﻪ وﻳﻘﻮل: ﺧﻴﺮ ،وأرﺣﺐ ،ﻓﺎﻧﻘﻠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﺷ ٍّﺮا وأﺿﻴﻖ ،ﻓﺎﻧﺴﺄ رب ﻓﻲ اﻷﺟﻞ إن ﻛﺎن ﻧﻘﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻜﻮن إﻟﻰ وإن ﻋ ﻠ ﻤ ﺖ ﻣ ﺂﻟ ﻲ ﻋ ﻨ ﺪ آﺧ ﺮﺗ ﻲ وﺗﺰداد ﺑﻪ اﻟﺤرية واﻻرﺗﺒﺎك ،ﻓﻴﻘﻮل: وإن ﻧﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻧﻌﻤﻲ ﻓﻄﻮﺑﻰ ﻟﻲ ﻓﺈن ﺧﺮﺟﺖ إﻟﻰ ﺑﺆس ﻓﻮاﺣﺮﺑﻲ ورﺑﻤﺎ ﺧﴚ أن ﻳﺴﻠﺒﻪ ﺣﺴﻪ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺰ ﺑﻪ ،وﻳﺘﻀﺎءل ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس إﻟﻴﻪ ﻛﻞ اﻋﺘﺒﺎر آﺧﺮ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﺣﺮم ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺨﻤﺮ ﺿﻨٍّﺎ أن ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﺳﻮرﺗﻬﺎ — ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴﻨﻪ ﰲ ﺣﻴﻨﻪ — ﻓﻴﻘﻮل: ﻵﻟ ﻴ ﺖ أن اﻟ ﻤ ﻮت ﻓ ﻲ اﻟ ﻔ ﻢ أﻋ ﺬب وﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺤﺲ ﻓﻲ ﻓﻢ ﻣﻴﺖ وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺮى ﺣﻨﻴﻨﻪ إﱃ املﻮت ﻣﻘﺮوﻧًﺎ ﺑﴚء ﻣﻦ اﻟﺠﺰع واﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻨﻪ ،ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﻧﻮﺑﺎت ﻓﺠﺎﺋﻴﺔ ،ﺗﻌﺮض ﻟﻪ ،ﻓﺘﻨﻄﻘﻪ ﺑﻤﺎ اﺳﺘﺸﻬﺪﻧﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ. ) (٣ﻓﺄﻣﺎ ﻳﻘﻴﻨﻪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻔﺘﺄ ﻳﺮدده ،وﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻪ ﰲ أﻛﺜﺮ أﺣﺎﻳﻴﻨﻪ ،ﻓﻬﻮ اﻟﻨﺰوع إﱃ ﺗﻔﻀﻴﻞ املﻮت؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺮى ﻓﻴﻪ املﻨﻘﺬ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ آﻻم اﻟﺤﻴﺎة وأوﺻﺎﺑﻬﺎ .وإﻟﻴﻚ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﺗﺰﻳﺪك اﻗﺘﻨﺎﻋً ﺎ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ اﻟﺜﺎﺑﺖ ،ﺑﻤﺎ ذﻛﺮه ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺮﻣﺲ ،ﻣﻦ أﻧﻪ ﻳﻐﻨﻲ اﻟﺜﺎوي ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﺪم وﻳﻜﻔﻴﻪ املﺆوﻧﺔ: ﻓ ﻬ ﻴ ﺠ ﻴ ﻨ ﻲ ،ﻓ ﺈﻧ ﻲ ﻏ ﻴ ﺮ ﻣ ﻬ ﺘ ﺎج واﻟ ﻤ ﻮت أﻏ ﻨ ﻰ ﺑ ﺤ ﻖ ﻛ ﻞ ﻣ ﺤ ﺘ ﺎج ﻣ ﺎ أﻋ ﺪل اﻟ ﻤ ﻮت ﻣ ﻦ آت وأﺳ ﺘ ﺮه اﻟ ﻌ ﻴ ﺶ أﻓ ﻘ ﺮ ﻣ ﻨ ﺎ ،ﻛ ﻞ ذات ﻏ ﻨ ﻰ 165 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺑ ﺎﺑً ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸ ﺮ ،ﻻﻗ ﺎه ﺑ ﺈرﺗ ﺎج إذا ﺣ ﻴ ﺎة ﻋ ﻠ ﻴ ﻨ ﺎ ﻟ ﻸذى ﻓ ﺘ ﺤ ﺖ ∗∗∗ وﺗ ﻨ ﻘ ﺢ اﻟ ﺮوح ﻓ ﻲ ﻃ ﻔ ﻞ ﻓ ﻴ ﻔ ﺘ ﻘ ﺮ ﻳ ﻐ ﻨ ﻲ اﻟ ﻔ ﺘ ﻰ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﻨ ﺎﻳ ﺎ ﻋ ﻦ ﻣ ﺂرﺑ ﻪ ∗∗∗ ﻣ ﻦ أن أﻛ ﺎﺑ ﺪ إﺛ ﺮاء وأﺣ ﻮاﺟ ﺎ ﻛ ﺄس اﻟ ﻤ ﻨ ﻴ ﺔ أوﻟ ﻰ ﺑ ﻲ ،وأروح ﻟ ﻲ ∗∗∗ ﻣ ﻦ أن ﻳ ﻜ ﻮن ﻣ ﻠ ﻴ ًﻜ ﺎ ﻋ ﺎﻗ ﺪ اﻟ ﺘ ﺎج واﻟ ﻤ ﻴ ﺖ ﻟ ﻴ ﺲ إﻟ ﻰ ﺧ ﻠ ﻖ ﺑ ﻤ ﺤ ﺘ ﺎج ﻟ ﻜ ﻮن ﺧ ﻠ ﻚ ﻓ ﻲ رﻣ ﺲ أﻋ ﺰ ﻟ ﻪ اﻟ ﻤ ﻠ ﻚ ﻳ ﺤ ﺘ ﺎج ً أﻻﻓ ﺎ ﺗ ﻨ ﺎﺻ ﺮه ∗∗∗ ﻟ ﺴ ﺖ إﻟ ﻰ اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ ﺑ ﻤ ﺤ ﺘ ﺎج ﺧ ﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﺘ ﻤ ﻠ ﻴ ﻚ واﻟ ﺘ ﺎج أﺻ ﺒ ﺢ ﻓ ﻲ ﻟ ﺤ ﺪي ﻋ ﻠ ﻰ وﺣ ﺪﺗ ﻲ ﻛ ﺸ ﻔ ﻲ رأﺳ ﻲ واﻓ ﺘ ﻘ ﺎري ﺑ ﻬ ﺎ ∗∗∗ ﻓ ﻌ ﻦ ﻗ ﻀ ﺎء ﻟ ﻢ ﻳ ﻔ ﻮض إﻟ ﻲ أن ﻳ ﺮﺣ ﻞ اﻟ ﻨ ﺎس وﻟ ﻢ أرﺗ ﺤ ﻞ ∗∗∗ أﺧ ﺒ ﺮﻫ ﻢ أﻧ ﻲ ﺧ ﻠ ﺼ ﺖ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺮ ﻣ ﺘ ﻰ أﻟ ﻖ ﻣ ﻦ ﺑ ﻌ ﺪ اﻟ ﻤ ﻨ ﻴ ﺔ أﺳ ﺮﺗ ﻲ ∗∗∗ ـ ﻤ ﻮت ﻳ ﺴ ﻌ ﻰ إﻟ ﻴ ﻪ ﺳ ﻤ ﻴً ﺎ ﺳ ﺮﻳ ﺤ ﺎ وﻣ ﻀ ﻰ ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﺎﺑ ﺪ اﻟ ﺘ ﺒ ﺮﻳ ﺤ ﺎ وﻣ ﻦ اﻟ ﻴ ﻤ ﻦ ﻟ ﻠ ﻔ ﺘ ﻰ أن ﻳ ﺠ ﻲء اﻟ ـ ﻟ ﻢ ﻳ ﻤ ﺎرس ﻣ ﻦ اﻟ ﺴ ﻘ ﺎم ﻃ ﻮﻳ ًﻼ ∗∗∗ ـﺴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ واﻟﻌﻴﺶ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻬﺎد ـ ﺐ إﻻ ﻣ ﻦ راﻏ ﺐ ﻓ ﻲ ازدﻳ ﺎد رﻗﺪة اﻟﻤﻮت ﺿﺠﻤﺔ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ اﻟﺠـ ﺗ ﻌ ﺐ ﻛ ﻠ ﻬ ﺎ اﻟ ﺤ ﻴ ﺎة ﻓ ﻤ ﺎ أﻋ ﺠ ـ 166 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ∗∗∗ ﻟ ﻤ ﻦ ﺗ ﻨ ﺎﻫ ﻰ اﻟ ﻘ ﻠ ﺐ ﻓ ﻲ وده وﻛ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳ ﻜ ﺮه ﻓ ﻲ ﻣ ﺪه ﺗ ﺪﻋ ﻮ ﺑ ﻄ ﻮل اﻟ ﻌ ﻤ ﺮ أﻓ ﻮاﻫ ﻨ ﺎ ﻳ ﺴ ﺮ إن ﻣ ﺪ ﺑ ﻘ ﺎء ﻟ ﻪ ∗∗∗ روﻳ ﺪك إﻧ ﻤ ﺎ ﺗ ﺪﻋ ﻮ ﻋ ﻠ ﻴ ﺎ ﻟ ﻮ أن اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﺮدود إﻟ ﻴ ﺎ دﻋ ﺎ ﻟ ﻲ ﺑ ﺎﻟ ﺤ ﻴ ﺎة ،أﺧ ﻮ وداد وﻣ ﺎ ﻛ ﺎن اﻟ ﺒ ﻘ ﺎء ﻟ ﻲ اﺧ ﺘ ﻴ ﺎ ًرا ∗∗∗ ﺣ ﺘ ﻰ ﻳ ﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﻗ ﺪﻳ ﻢ اﻟ ﻌ ﻨ ﺼ ﺮ آﻟ ﻴ ﺖ ﻻ ﻳ ﻨ ﻔ ﻚ ﺟ ﺴ ﻤ ﻲ ﻓ ﻲ أذى ∗∗∗ ﻓﺎﻟﻤﺴﻚ ﻳﺰداد ﻣﻦ ﻃﻴﺐ إذا ﺳﺤﻘﺎ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺒ ﻠ ﻰ ﺳ ﻴ ﻔ ﻴ ﺪ اﻟ ﻤ ﺮء ﻓ ﺎﺋ ﺪة ∗∗∗ وإﻧ ﻤ ﺎ ﻳ ﻨ ﻈ ﺮ اﻟ ﻌ ﺒ ﻮر ﻃ ﺎل وﻗ ﻮﻓ ﻲ وراء ﺟ ﺴ ﺮ ∗∗∗ ﻓ ﺸ ﻤ ﺮ اﻵن ﻟ ﻜ ﻲ ﻧ ﻌ ﺒ ﺮه ﻋ ﺸ ﻨ ﺎ وﺣ ﺴ ﺮ اﻟ ﻤ ﻮت ﻗ ﺪاﻣ ﻨ ﺎ ∗∗∗ ﺑ ﺮاض إذا أﻟ ﻔ ﺘ ﻪ اﻟ ﻮﻛ ﻮن أﻗ ﻤ ﺖ ﺑ ﺮﻏ ﻤ ﻲ وﻣ ﺎ ﻃ ﺎﺋ ﺮي ∗∗∗ وإن ﺧ ﺎﻓ ﻮا اﻟ ﺮدى وﺗ ﻬ ﻴ ﺒ ﻮه ﻟ ﻌ ﻞ اﻟ ﻤ ﻮت ﺧ ﻴ ﺮ ﻟ ﻠ ﺒ ﺮاﻳ ﺎ ∗∗∗ وﺗ ﻠ ﺤ ﻖ ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻨ ﺼ ﺮ اﻟ ﻄ ﺎﻫ ﺮ ﺗ ﻌ ﻮد إﻟ ﻰ اﻷرض أﺟ ﺴ ﺎﻣ ﻨ ﺎ 167 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻳ ﻤ ﺮ اﻟ ﻴ ﺪﻳ ﻦ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﻈ ﺎﻫ ﺮ وﻳ ﻘ ﻀ ﻲ ﺑ ﻨ ﺎ ﻓ ﺮﺿ ﻪ ﻧ ﺎﺳ ﻚ ∗∗∗ ﻟﻌﻞ ﻣﻮﺗًﺎ ﻳﺮﻳﺢ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ ﻧﺼﺐ إن اﻟ ﻌ ﻨ ﺎء ﺑ ﻬ ﺬا اﻟ ﻌ ﻴ ﺶ ﻣ ﻘ ﺘ ﺮن ∗∗∗ ﻣﺘﻰ ﻏﺪوت ﺑﺒﻄﻦ اﻷرض ﻣﻀﻄﺠﻌً ﺎ ﻓ ﺜ ﻢ أﻓ ﻘ ﺪ أوﺻ ﺎﺑ ﻲ وأﻣ ﺮاﺿ ﻲ ∗∗∗ وذﻟ ﻚ ﺧ ﻴ ﺮ ﻃ ﺮﻳ ﻖ ﺳ ﻠ ﻚ وﻣ ﺂل أﺿ ﻴ ﻊ ،وﻣ ﺎل ﻣ ﻠ ﻚ ﻓ ﻤ ﺎﻟ ﻲ أﺧ ﺎف ﻃ ﺮﻳ ﻖ اﻟ ﺮدى ﻳ ﺮﻳ ﺤ ﻚ ﻣ ﻦ ﻋ ﻴ ﺸ ﺔ ﻣ ﺮة ∗∗∗ ﻓ ﻮدع ﻣ ﻦ ﻗ ﺒ ﻞ اﻟ ﺘ ﻌ ﺎرف ﻇ ﺎﻋ ﻨ ً ﺎ ﻫ ﻨ ﻴ ﺌً ﺎ ﻟ ﻄ ﻔ ﻞ أزﻣ ﻊ اﻟ ﺴ ﻴ ﺮ ﻋ ﻨ ﻬ ﻢ ∗∗∗ وﺑ ﻴ ﻨ ﻬ ﺎ ﻋ ﻨ ﻪ ﻣ ﻦ ﺳ ﻘ ﻢ ﻳ ﻌ ﺎﻓ ﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮب ﺗﺴﻘﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﺎﺑﻲ ﺳﻮاﻗﻴﻪ ﺿ ﺪ ﺗ ﻌ ﺎدﻳ ﻪ ،أو ﺧ ﻠ ﻢ ﺗ ﺼ ﺎﻓ ﻴ ﻪ وﻣﺴﻜﻦ اﻟﺮوح ﻓﻲ اﻟﺠﺜﻤﺎن أﺳﻘﻤﻪ وﻣ ﺎ ﻳ ﺤ ﺲ إذا ﻣ ﺎ ﻋ ﺎد ﻣ ﺘ ﺼ ًﻼ وﺣ ﺒ ﺬا اﻷرض ﻗ ﻔ ًﺮا ﻻ ﻳ ﺤ ﻞ ﺑ ﻬ ﺎ اﻟﻬﺎﺑﻲ :ﺗﺮاب اﻟﻘﱪ. ﻫ ﻮ وﺣ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣ ﺮض اﻟ ﻌ ﻨ ﺎء اﻟ ﻤ ﻜ ﻤ ﺪ أو ﻛ ﻨ ﺖ ﻣ ﻦ ﻧ ﺎر ،ﻓ ﻴ ﺎ ﻧ ﺎر اﺧ ﻤ ﺪي روح إذا اﺗ ﺼ ﻠ ﺖ ﺑ ﺠ ﺴ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰل إن ﻛ ﻨ ﺖ ﻣ ﻦ رﻳ ﺢ ﻓ ﻴ ﺎ رﻳ ﺢ اﺳ ﻜ ﻨ ﻲ ∗∗∗ ﻓ ﻮﺳ ﻌ ﺎ ﻟ ﻲ ،اﻫ ﺮب ﻣ ﻦ ﺳ ﻌ ﺎﻟ ﻴ ﻬ ﺎ ﺑ ﻄ ﻦ اﻟ ﺒ ﺴ ﻴ ﻄ ﺔ أﻋ ﻔ ﻰ ﻣ ﻦ ﻇ ﻮاﻫ ﺮﻫ ﺎ ∗∗∗ 168 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وأﻓﻀﻞ اﻟﻠﺒﺲ — ﻓﻴﻤﺎ أﻋﻠﻢ — اﻟﻜﻔﻦ أﻋ ﻔ ﻰ اﻟ ﻤ ﻨ ﺎزل ﻗ ﺒ ﺮ ﻳ ﺴ ﺘ ﺮاح ﺑ ﻪ وﻧﺨﺘﻢ ﻫﺬا املﺨﺘﺎر ﺑﺘﻠﻚ املﺸﺎﺟﺮة اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وأﺣﺴﻦ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺒﻴﺘني اﻟﺘﺎﻟﻴني: ﻟ ﻢ أﺧ ﻞ ﻣ ﻦ إﺛ ﻢ وﻣ ﻦ ﺣ ﻮب ﻓ ﻘ ﺎﻟ ﺖ اذﻫ ﺐ ﻏ ﻴ ﺮ ﻣ ﺼ ﺤ ﻮب أف ﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎي ﻓ ﺈﻧ ﻲ ﺑ ﻬ ﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ اﻣﻀﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ) (27اﻟﱪة :اﻟﺨﻠﺨﺎل. ) (28أي اﻟﺬي ﻏﻼ ﰲ ﻣﺪﺣﻲ. ) (29أﺷﺎر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء إﱃ ذﻟﻚ ﰲ ﻣﻮﺿﻌني ﻣﻦ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،أوﻟﻬﻤﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﺗ ﻮﺧ ﺘ ﻪ اﻟ ﻴ ﻬ ﻮد ﻟ ﻴ ﺼ ﻠ ﺒ ﻮه ﻟ ﺌ ﻼ ﻳ ﻨ ﻘ ﺼ ﻮه وﻳ ﺠ ﺪﺑ ﻮه وﻗﺪ ﺷﻬﺪ اﻟﻨﺼﺎرى أن ﻋﻴﺴﻰ وﻣ ﺎ أﺑ ﻬ ﻮا وﻗ ﺪ ﺟ ﻌ ﻠ ﻮه رﺑ ﺎ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻋ ﺠ ﺒً ﺎ ﻟ ﻠ ﻤ ﺴ ﻴ ﺢ ﺑ ﻴ ﻦ أﻧ ﺎس أﺳ ﻠ ﻤ ﺘ ﻪ ،إﻟ ﻰ اﻟ ﻴ ﻬ ﻮد اﻟ ﻨ ﺼ ﺎرى ﻳﺸﻔﻖ اﻟﺤﺎزم اﻟﻠﺒﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻔـ وإذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻓﻲ ﻋﻴﺴـ ﻛ ﻴ ﻒ ﺧ ﻠ ﻰ وﻟ ﻴ ﺪه ﻟ ﻸﻋ ﺎدي؟ وإﻟ ﻰ اﻟ ﻠ ﻪ واﻟ ﺪ ﻧ ﺴ ﺒ ﻮه وأﻗ ﺮوا ﺑ ﺄﻧ ﻬ ﻢ ﺻ ﻠ ﺒ ﻮه ـ ﻞ إذا ﻣ ﺎ ﻟ ﺪاﺗ ﻪ ﺿ ﺮﺑ ﻮه ـ ﻰ ﺻ ﺤ ﻴ ﺤً ﺎ ﻓ ﺄﻳ ﻦ ﻛ ﺎن أﺑ ﻮه؟ أم ﻳ ﻈ ﻨ ﻮن أﻧ ﻬ ﻢ ﻏ ﻠ ﺒ ﻮه؟ ) (30ﻋﺠُ ﺰ اﻟﺒﻴﺖ ﻫﻮ» :ﻣﺎ ﻫﻜﺬا ﺗﻮرد ﻳﺎ ﺳﻌﺪ اﻹﺑﻞ«. ) (31اﻟﻨﺎﺷﺪ :اﻟﻄﺎﻟﺐ ،وﻫﻮ ﻫﻨﺎ اﻟﻀﺎل اﻟﺬي ﻳﻨﺸﺪ اﻟﺴﺒﻴﻞ. ) (32اﻟﺸﻦ :اﻟﻘﺮﺑﺔ اﻟﺨﻠﻖ اﻟﺼﻐرية. ) (33اﻟﺜﻌﻠﺐ. ) (34ﻣﺘﻌﺒﺪًا أو ﻣﺘﻨﺴ ًﻜﺎ أو ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺑﺎهلل. 169 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان )(35 أﻣﺴﻰ اﻟﻨﻔﺎق دروﻋً ﺎ ﻳﺴﺘﺠﻦ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻷذى؛ وﻳﻘﻮي ﺳﺮدﻫﺎ اﻟﺤﻠﻒ ) (36ﺷﻨﻊ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ أﺑﻴﺎت ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ اﻟﺪﻳﻦ داﺋﻤً ﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﻴﻞ أﻋﺮاض اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻧﺠﺘﺰئ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻓ ﻜ ﻠ ﻬ ﻢ ﻳ ﺘ ﻮﺧ ﻰ اﻟ ﺘ ﺒ ﺮ واﻟ ﻮرﻗ ﺎ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﻄﻪ اﻷرﻗﺎ إذا ﻛ ﺸ ﻔ ﺖ ﻋ ﻦ اﻟ ﺮﻫ ﺒ ﺎن ﺣ ﺎﻟ ﻬ ﻢ ﻣ ﺬاﻫ ﺐ ﺟ ﻌ ﻠ ﻮﻫ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣ ﻌ ﺎﺋ ﺸ ﻬ ﻢ وﻗﻮﻟﻪ: ﻛﺴﺐ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻻ ﺣﺐ اﻟﺘﻼوات وإﻧ ﻤ ﺎ ﺣ ﻤ ﻞ اﻟ ﺘ ﻮراة ﻗ ﺎرﺋ ﻬ ﺎ وﻗﻮﻟﻪ: ﻛ ﺬب ﻻ ﻳ ﺰال ﻳ ﻄ ﻌ ﻢ ﺧ ﺒ ًﺰا ﻳﻤﺘﺮﻳﻪ ﺟﺬﻻن ﻣﻬﺘﺒﻞ اﻟﻔـ ﻧ ﺺ ﻋ ﻦ آدم وﻋ ﻦ ﻗ ﺎﺑ ﻴ ﻞ ـﺮة ﻳﺒﺪي ﺣﺰﻧ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺑﻴﻞ ) (37ﺳﻴﺪًا ﻋﻈﻴﻤً ﺎ. ) (38ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ. ) (39ﻣﻮﺗﻰ أو أﺟﺴﺎد ﻣﻴﺘﺔ. ) (40اﻟﺘﻲ ﺗﻠني ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺼﻌﺎب. ) (41اﻟﺪﻫﺮ :أﺷﻌﺎر أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ اﻟﺪﻫﺮ ﻛﺜرية ﺗﻤﻸ ﻋﺪة ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻠﻨﺠﺘﺰئ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﺜري ،ﻹﻇﻬﺎر ﻣﻨﺎﺣﻲ رأﻳﻪ املﺘﻌﺪدة ﰲ اﻟﺪﻫﺮ ،وإﻧﻤﺎ ﻧﴪدﻫﺎ ﺑﻼ ﺗﻌﻠﻴﻖ رﻏﺒﺔ ﰲ اﻹﻳﺠﺎز وﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓ ﻜ ﻠ ﻨ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺪﻫ ﺮ ﻣ ﺮﺗ ﺎب إن راﺑﻨﺎ اﻟﺪﻫﺮ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ وﻗﻮﻟﻪ: 170 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح إذا ﻗﻴﻞ ﻏﺎل اﻟﺪﻫﺮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺮاد إﻟﻪ اﻟﺪﻫﺮ واﻟﺪﻫﺮ ﺧﺎدم وﻗﻮﻟﻪ: ﻓ ﻜ ﻴ ﻒ ﻳ ﻌ ﺎﺗ ﺐ أن أذﻧ ﺒ ﺎ وﻻ ﻋﻘﻞ ﻟﻠﺪﻫﺮ ﻓﻴﻤﺎ أرى وﻗﻮﻟﻪ: ﻛﻤﺎ ﺗﺮاﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺴﺎن ﻳﺸﻜﻮﻧﻪ ﻓ ﻠ ﻮ ﺗ ﻜ ﻠ ﻢ دﻫ ﺮ ﻛ ﺎن ﺷ ﺎﻛ ﻴ ﻬ ﻢ وﻗﻮﻟﻪ: رأى اﻟ ﻔ ﻀ ﻼء أﻻ ﻳ ﺼ ﺤ ﺒ ﻮه ﻓ ﻌ ﺬب ﺳ ﺎﻛ ﻨ ﻴ ﻪ وﻋ ﺬﺑ ﻮه ﻏ ﺪاة أن ﻳ ﻘ ﻞ ﻣ ﻬ ﺬﺑ ﻮه ﻓ ﻬ ﻞ ﻣ ﻦ ﺣ ﻴ ﻠ ﺔ ﻓ ﻴ ﺆدﺑ ﻮه وﻻ ﻳ ﺮﻋ ﻰ اﻟ ﻌ ﺘ ﺎب ﻓ ﻴ ﻌ ﺘ ﺒ ﻮه ﺻﺤﺒﻨﺎ دﻫﺮﻧﺎ دﻫ ًﺮا ،وﻗﺪﻣﺎ وﻏﻴﻆ ﺑﻨﻮه ﻣﻨﻪ ،وﻏﻴﻆ ﻣﻨﻬﻢ وﻣ ﻦ ﻋ ﺎداﺗ ﻪ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ ﺟ ﻴ ﻞ أﺳ ﺎء ﺑ ﺠ ﻬ ﻠ ﻪ أدﺑً ﺎ ﻋ ﻠ ﻴ ﻬ ﻢ وﻣﺎ ﻳﺨﺸﻰ اﻟﻮﻋﻴﺪ ﻓﻴﻮﻋﺪوه وﻗﻮﻟﻪ: إن َﺧ ِﺮف اﻟﺪﻫﺮ ﻓﻬﻮ ﺷﻴﺦ أﺿ ﺤ ﻰ ﺳ ﻠ ﻴ ﻤً ﺎ ﺑ ﻐ ﻴ ﺮ داء أﻋ ﺠ ﻢ ﻗ ﺪ ﺑ ﻴ ﻦ اﻟ ﺮزاﻳ ﺎ ﻳُ ﺤَ ﱡﻖ ﺑ ﺎﻟ ﻬَ ﺘ ِﺮ واﻟ ّﺰﻣ ﺎﻧ َ ْﻪ ﻟﻢ ﺗﺒﺪ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ﺿﻤﺎﻧﻪ أو ﺟ ﻌ ﻞ اﻟ ﺸ ﺮ ﺗ ﺮﺟ ﻤ ﺎﻧ ﻪ وﻗﻮﻟﻪ: ﻣ ﺎ ﻫ ﻨ ﺄت ﻓ ﺮﺣ ﺎﻧ ﻚ وﻳﺎ دﻫﺮ ﻟﺤﺎك اﻟﻠﻪ ) (42اﻟﺰﻣﺎن :ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻫﻮ ﰲ اﻋﺘﻘﺎدﻧﺎ أدق ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﺮﻓﻨﺎه ﻟﻠﺰﻣﻦ ،وﻗﺪ ذﻛﺮه أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺎل: 171 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وأﻳﺴﺮ ﻛﻮن ﺗﺤﺘﻪ ﻛﻞ ﻋﺎﻟﻢ واﺳﱰﺳﻞ ﰲ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﰲ اﻟﺸﻄﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﱠ ﻓﺒني ﴎﻋﺔ اﻟﺰﻣﺎن ،ﻓﻘﺎل» :وﻻ ﺗﺪرك اﻷﻛﻮان ﺟﺮد ﺻﻼدم «.ﺛﻢ ﻗﺴﻢ اﻷزﻣﺎن ﰲ اﻟﺒﻴﺘني اﻟﺘﺎﻟﻴني ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة إﱃ ﻣﺎض اﻧﺪﺛﺮ ﻓﺎﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻋﻮدﺗﻪ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ٍ آت ﺳﻴﻨﺪﺛﺮ ﺑﻌﺪ ﺣني ،ﻓﻘﺎل: ٍ ﻧ ﻈ ﺎﺋ ﺮ ،واﻷوﻗ ﺎت ﻣ ﺎض وﻗ ﺎدم وﻻ ﻳ ﻌ ﺪم اﻟ ﺤ ﻴ ﻦ اﻟ ﻤ ﺠ ﺪد ﻋ ﺎدم إذا ﻫ ﻲ ﻣ ﺮت ﻟ ﻢ ﺗ ﻌ ﺪ ،ووراءﻫ ﺎ ﻓﻤﺎ آب ﻣﻨﻬﺎ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻏﺎب ،ﻏﺎﺋﺐ وﻗﺪ ذﻛﺮ ﺷﻄﺮ ﻫﺬا اﻟﺮأي ﰲ ﺳﻘﻂ اﻟﺰﻧﺪ ﻓﻘﺎل: ﻳﻌﺠﺰ أﻫﻞ اﻷرض ﻋﻦ رده أﻣﺲ اﻟﺬي ﻣﺮ ،ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺑﻪ وذﻛﺮ اﻟﺸﻄﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ اﻵﺧﺮ وﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ: أرى اﻟ ﻮﻗ ﺖ ﻳ ﻔ ﻨ ﻰ أﻧ ﻔ ًﺴ ﺎ ﺑ ﻔ ﻨ ﺎﺋ ﻪ وﻳﻤﺤﻮ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺒﻘﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ وﻻ اﻟﺮﺳﻢ وﻫﺬا اﻟﺮأي ﻻ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻗﻮﻟﻪ ﰲ اﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ﻗﺪم اﻟﺰﻣﻦ: أرى زﻣ ﻨ ً ﺎ ﺗ ﻘ ﺎدم ﻏ ﻴ ﺮ ﻓ ﺎن ﻓﺴﺒﺤﺎن اﻟﻤﻬﻴﻤﻦ ذي اﻟﻜﻤﺎل وﺑني أن اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن )املﺴﺘﻘﺒﻞ( ﻣﺠﻬﻮل ﻻ ﻳﻌﺮف إﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻐﻄﺎء ﻋﻦ أﴎاره ،ﻓﻘﺎل: ﻟﻢ ﻳﺒﺪ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻛﺸﻒ ﻏﻄﺎﺋﻬﺎ اﻟﺴﺎع آﻧﻴﺔ اﻟﺤﻮادث ،ﻣﺎ ﺣﻮت وﻗﺪ ذﻛﺮ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ »ﺑﻮب« اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ،ﺑﺼﻴﻐﺔ أﺧﺮى ،وﺗﺮﺟﻤﻪ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻘﺎد ،وﻫﻮ: ﻋﻦ ﻋﻴﻮن اﻟﺨﻠﻖ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ إﻧ ﻤ ﺎ اﻟ ﻐ ﻴ ﺐ ﻛ ﺘ ﺎب ﺻ ﺎﻧ ﻪ 172 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﺻﻔﺤﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﺣﻴﻨ ًﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﻟ ﻴ ﺲ ﻳ ﺒ ﺪو ﻣ ﻨ ﻪ ﻟ ﻠ ﻨ ﺎس ﺳ ﻮى وﻛﺜريًا ﻣﺎ ﺷﺒﻪ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء اﻟﺰﻣﺎن ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮ ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓ ﺒ ﺎدره إذ ﻛ ﻞ اﻟ ﻨ ﻬ ﻲ ﻓ ﻲ ﺑ ﺪاره وﻣﺎ اﻟﻮﻗﺖ إﻻ ﻃﺎﺋ ًﺮا ﻳﻘﻄﻊ اﻟﻤﺪى وﻗﻮﻟﻪ: ﻫﻴﻬﺎت ﻣﺎ اﻟﻮﻗﺖ إﻻ ﻃﺎﺋﺮ ﻃﺎرا ﻳﺒﻐﻲ اﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻷوﻗﺎت ﺟﺎﺋﺰﻫﺎ ) (43ارﺟﻊ إﱃ ﺟﺰء ».«١ ) (44أي ﺑﺪا ﴎﻫﻢ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺨﻔﻮﻧﻪ. ) (45ﺑﻴﻀﺔ اﻟﻨﻌﺎم ﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﺮخ. ) (46وﻟﺪ اﻟﻨﻌﺎم. ) (47ﻫﻮ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس اﻟﺬي ﻣﺮ ذﻛﺮه. ) (48ﻛﺮر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻄﺮق ﺷﺘﻰ ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺴﻴﻮف إذا ﻣﺎ أﻟﺤﺪت أﻣﻢ ﺑﺠﻬﻞ وﻗﻮﻟﻪ: ﺗﻤﺎدوا ﻓﻲ اﻟﻀﻼل وﻟﻢ ﻳﺘﻮﺑﻮا وﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮا ﺻﻠﻴﻞ اﻟﺴﻴﻒ ﺗﺎﺑﻮا وﻗﻮﻟﻪ: وﺗﺎب ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻋﺘﺒﻪ ن أن ﻳ ﻐ ﺮق ﻛ ﺘ ﺒ ﻪ أﺑﺪى اﻟﻌﺘﺎﻫﻲ ﻧﺴﻜﺎ واﻟﺨﻮف أﻟﺰم ﺳﻔﻴﺎ وأﻣﻌﻦ ﰲ اﻟﺘﻬﻜﻢ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: 173 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﺗ ﻠ ﻮا ﺑ ﺎﻃ ًﻼ ،وﺟ ﻠ ﻮا ﺻ ﺎرﻣً ﺎ وﻗﺎﻟﻮا »ﺻﺪﻗﻨﺎ؟« ﻓﻘﻠﻨﺎ »ﻧﻌﻢ!« ) (49املﺰدﻛﻴﺔ :ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻫﻮ رأي ﺟﻤﺎﻋﺔ املﺰدﻛﻴﺔ ،وﻫﻢ أﺗﺒﺎع املﺬﻫﺐ املﺰدﻛﻲ املﻨﺴﻮب إﱃ ﻣﺰدك ،وﻫﻮ رﺟﻞ ادﻋﻰ اﻟﻨﺒﻮة ﻋﲆ ﻋﻬﺪ ﺧﴪو ﻗﺒﺎذ واﻟﺪ أﻧﻮ ﴍوان ،وزﻋﻢ أن ﷲ ﺑﻌﺜﻪ ﻟﻴﺄﻣﺮ ﺑﺸﻴﻮع اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻣﻮال ﺑني اﻟﻨﺎس ﻛﺎﻓﺔ ،ﻛﺎﺷﱰاﻛﻬﻢ ﰲ املﺎء واﻟﻨﺎر واﻟﻜﻸ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﻠﻬﻢ أﺧﻮة أوﻻد أب واﺣﺪ ،وﻛﺎن ﻳﺘﻮﻫﻢ أن ذﻟﻚ ﻳﺤﺴﻢ أﺳﺒﺎب املﻨﺎزﻋﺎت ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ؛ ﻷﻧﻬﺎ إﻧﻤﺎ ﺗﺤﺪث ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻨﺴﺎء واملﺎل ،ﻓﺎﻧﻘﺎد ﻗﺒﺎذ إﱃ ﻣﺬﻫﺒﻪ وأﺑﺎح ﻟﻪ أن ً ﻣﺘﻮﺳﻼ إﻟﻴﻪ؛ ﻟﻴﻌﺪل ﻳﺨﻠﻮ ﺑﺎملﻠﻜﺔ زوﺟﻪ ،ﻓﱰاﻣﻰ اﺑﻨﻪ أﻧﻮ ﴍوان ﻋﲆ ﻗﺪﻣﻲ ﻗﺒﺎذ ﺑﺎﻛﻴًﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،وﻣﺎ زال ﺑﻪ ﺣﺘﻰ رﺟﻊ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺗﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ وﱄ املﻠﻚ ﺑﺪأ ﻳﻘﺘﻠﻪ اﻧﺘﻘﺎﻣً ﺎ ﻣﻨﻪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺗﻮﺳﻼﺗﻪ إﻟﻴﻪ ،وﻗﺎل ﻟﻪ» :ﻟﻦ أﻧﴗ ﻧﺘﻦ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﺣني ﻗﺒﻠﺘﻬﻤﺎ «.ﺛﻢ اﺳﺘﺄﺻﻞ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﺷﻴﻌﺘﻪ. وﰲ ﻛﺘﺎب املﻠﻞ واﻟﻨﺤﻞ ﻟﻠﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ ﻧﺒﺬة ﻣﻔﻴﺪة ﰲ ﺑﻴﺎن ﻫﺬا املﺬﻫﺐ ،ﻓﻠريﺟﻊ إﻟﻴﻬﺎ ﻣَ ﻦ ﺷﺎء. واملﻨﺼﻮر اﻟﺼﻨﺎدﻳﻘﻲ ﻫﺬا ﻫﻮ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻋﺘﻨﻘﻮا ذﻟﻚ املﺬﻫﺐ ودﻋﺎ إﻟﻴﻪ ،وﺳﻴﻤﺮ ذﻛﺮه ﰲ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ،وﺗﺮى ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻳﺠﻤﻊ إﱃ دار ﺧﺎﺻﺔ ،ﻧﺴﺎء اﻟﺒﻠﺪ ورﺟﺎﻟﻬﺎ ً ﻟﻴﻼ، وﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼط ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﺎل ﻣﻦ ﻣﺎل وﻻ وﻟﺪ ﻣﻦ وﻟﺪ. ) (50ﻣﺎ ﺗﺤﻠﺐ وﺳﺎل ﻗﺒﻞ اﻟﻌﴫ ،وﻫﻮ أﻓﻀﻞ اﻟﺨﻤﺮ. ) (51ﺻﺎرت أﻣرية. ) (52ﺳﻮط ﻳﴬب ﺑﻪ. ) (53وﰲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل أﺑﻮ اﻟﻌﻼء: ﻧ ﺎﻃ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟ ﻜ ﺘ ﻴ ﺒ ﺔ اﻟ ﺨ ﺮﺳ ﺎء ـ ﻞ ﻣ ﺸ ﻴ ًﺮا ﻓ ﻲ ﺻ ﺒ ﺤ ﻪ واﻟ ﻤ ﺴ ﺎء ـ ﻤ ﺔ ﻋ ﻨ ﺪ اﻟ ﻤ ﺴ ﻴ ﺮ واﻹرﺳ ﺎء ب ﻟ ﺠ ﺬب اﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ﺮؤﺳ ﺎء ـ ﺮة واﻟ ﻘ ﺮﻣ ﻄ ﻲ ﺑ ﺎﻹﺣ ﺴ ﺎء دق ﻳ ﻀ ﺤ ﻰ ﺛ ﻘ ًﻼ ﻋ ﻠ ﻰ اﻟ ﺠ ﻠ ﺴ ﺎء ﻳ ﺮﻗ ﺐ اﻟ ﻨ ﺎس أن ﻳ ﻘ ﻮم إﻣ ﺎم ﻛﺬب اﻟﻈﻦ ﻻ إﻣﺎم ﺳﻮى اﻟﻌﻘـ ﻓ ﺈذا ﻣ ﺎ أﻃ ﻌ ﺘ ﻪ ﺟ ﻠ ﺐ اﻟ ﺮﺣ ـ إﻧ ﻤ ﺎ ﻫ ﺬه اﻟ ﻤ ﺬاﻫ ﺐ أﺳ ﺒ ﺎ ﻛﺎﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺠﻤﻊ اﻟﺰﻧﺞ ﺑﺎﻟﺒﺼـ ﻓﺎﻧﻔﺮد ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﻞ اﻟﺼﺎ ) (54ذﻛﺮ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ: 174 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻓﻤﺎ ﻟﻜﻢ ﻋﻨﺪ رب ﺻﺎﻏﻜﻢ ﺧﻄﺮ ﺗﻮرﻋﻮا ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺣﻮاء ﻋﻦ ﻛﺬب ) (55اﺳﻤﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺑﻬﺮام اﻟﻘﺮﻣﻄﻲ ،ﺑﻠﺪه ﺟﻨﺎﺑﺔ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﻓﺎرس ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،وﻛﻨﻴﺘﻪ أﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ،وﻗﺪ اﻣﺘﻸت ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺨﺮوج اﻟﻘﺮاﻣﻄﺔ ﻋﲆ اﻟﺨﻠﻔﺎء واملﻠﻮك وﺣﺮوﺑﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ ،ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ اﻹﻓﺎﺿﺔ ﰲ ذﻟﻚ ،وﺣﺴﺒﻨﺎ ُﻮﺟﺰﻳﻦ :ﻇﻬﺮ ﰲ ﺳﻨﺔ ٢٨٦ﻫ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ،واﻧﻀﻢ إﻟﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻋﺮاب أن ﻧﻠﻢ ﺑﺘﺎرﻳﺨﻪ ﻣ ِ واﻟﻘﺮاﻣﻄﺔ ،ﺛﻢ ارﺗﻔﻊ ﺷﺄﻧﻪ وﻗﻮﻳﺖ ﺷﻮﻛﺘﻪ ،ﻓﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ أﻫﺎﱄ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮى ،وملﺎ ً ﺟﻴﺸﺎ ﻓﻬﺰﻣﻪ اﻟﺠﻨﺎﺑﻲ ،وﻗﺘﻞ اﻷﴎى ﻗﺮب ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﺒﴫة ،ﺟﻬﺰ إﻟﻴﻪ املﻌﺘﻀﺪ ﺑﺎهلل وأﺣﺮﻗﻬﻢ ،واﺳﺘﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﺪه ﺛﻢ أﻃﻠﻘﻪ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ،وﻗﺎل ﻟﻪ» :اﻣﺾ إﱃ ﺻﺎﺣﺒﻚ ،وﻋَ ﱢﺮﻓﻪ ﻣﺎ رأﻳﺖ« ،ﻓﺪﺧﻞ ﺑﻐﺪاد ﰲ رﻣﻀﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ ،وﺣﴬ ﺑني ﻳﺪي املﻌﺘﻀﺪ ،ﻓﺨﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ودﺧﻞ اﻟﻘﺮاﻣﻄﺔ اﻟﺸﺎم ﺳﻨﺔ ٢٨٩ﻫ وﺟﺮت وﻗﺎﺋﻊ ﺑني اﻟﻔﺮﻳﻘني ،ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻪ ﺧﺎدﻣﻪ ﺳﻨﺔ ٣٣١ﰲ اﻟﺤﻤﺎم ،وﺳﺘﺠﺪ ﰲ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح إﺷﺎرة ﻧﺎﻓﻌﺔ إﻟﻴﻪ. ) (56ﻳﻘﻮل أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ: وﻳﻘﺎم ﻟﻠﺴﻮآت ﻣﻨﺒﺮ واﻟﺤﻖ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﻳﻘﻮل: وإن ﻗﻠﺖ اﻟﻴﻘﻴﻦ أﻃﻠﺖ ﻫﻤﺴﻲ إذا ﻗﻠﺖ اﻟﻤﺤﺎل رﻓﻌﺖ ﺻﻮﺗﻲ ) (57ﻣﻦ ﻫﺬا ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻛﺘﺒﺖ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ. ) (58اﻟﻨﻘﺎب اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﺑﺎﻟﻐﺎﺋﺐ. ) (59اﺳﻤﻪ اﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ،ﻛﻨﻴﺘﻪ أﺑﻮ ﻣﻐﻴﺚ ،وﺟَ ﺪﱡه ﻣﺠﻮﳼ ،وﺑﻠﺪه اﻟﺒﻴﻀﺎء، إﺣﺪى ﺑﻼد ﻓﺎرس ،وﻛﺎﻧﺖ وﻓﺎﺗﻪ ﺳﻨﺔ ٣٠٩ﻫ. ﻧﺸﺄ ﺑﻮاﺳﻂ واﻟﻌﺮاق ،واﺷﺘﻬﺮ ﺑﺼﺤﺒﺘﻪ ﻷﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺠﻨﻴﺪ ،وﻣَ ﻦ ﰲ ﻃﺒﻘﺘﻪ ،ﻛﻤﺎ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﻜﻔﺮه ،وإن ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس .وﻣﻦ ﺷﻌﺮه ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﻛﻨﺖ إن ﻛﻨﺖ أدري ﻛﻴﻒ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻻ ﻛﻨﺖ إن ﻛﻨﺖ أدري ﻛﻴﻒ ﻛﻨﺖ ،وﻻ وﻗﻮﻟﻪ املﺸﻬﻮر: 175 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أﻟﻘﺎه ﻓﻲ اﻟﻴﻢ ﻣﻜﺘ ً ﻮﻓﺎ وﻗﺎل ﻟﻪ إﻳ ﺎك إﻳ ﺎك أن ﺗ ﺒ ﺘ ﻞ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺎء وﻛﺎن ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ» :ﻣﺎ ﰲ اﻟﺠﺒﺔ إﻻ ﷲ «.ﻓﺴﻤﻲ اﻟﺠﺒﺎﺋﻲ ﻟﺬﻟﻚ ،وﻛﺎن ﻳﻘﻮل: »ﻣﻌﺒﻮدﻛﻢ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻲ ﻫﺬا !«.وﻗﺪ ﺗﺼﺪى اﻹﻣﺎم اﻟﻐﺰاﱄ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ ﰲ ﻓﺼﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻋﻘﺪه ﰲ ﻛﺘﺎب )ﻣﺸﻜﺎة اﻷﻧﻮار( اﻋﺘﺬر ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺻﺪرت ﻣﻨﻪ، وﻋﺰاﻫﺎ إﱃ إﻓﺮاﻃﻪ ﰲ ﻣﺤﺒﺔ ﷲ ،واﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻘﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻧ ﺤ ﻦ روﺣ ﺎن ،ﺣ ﻠ ﻠ ﻨ ﺎ ﺑ ﺪﻧ ﺎ وإذا أﺑ ﺼ ﺮﺗ ﻪ أﺑ ﺼ ﺮﺗ ﻨ ﺎ أﻧﺎ ﻣﻦ أﻫﻮى ،وﻣﻦ أﻫﻮى أﻧﺎ ﻓ ﺈذا أﺑ ﺼ ﺮﺗ ﻨ ﻲ أﺑ ﺼ ﺮﺗ ﻪ وﺳﻴﻤﺮ ﺑﻚ ﻃﺮف ﻣﻦ أﺧﺒﺎره ﰲ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح. ) (60ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺻﻠﺒﻪ ،ﻛﻼم ﺟﺮى ﻣﻨﻪ ﰲ ﻣﺠﻠﺲ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺎس وزﻳﺮ املﻘﺘﺪر ﺑﺤﴬة اﻟﻘﺎﴈ أﺑﻲ ﻋﻤﺮ ،ﻓﺄﻓﺘﻰ ﺑﺤﻞ دﻣﻪ ،وﻛﺘﺐ ﺑﺨﻄﻪ ذﻟﻚ ،وﻛﺘﺐ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﴬ املﺠﻠﺲ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ اﻟﺤﻼج» :ﻇﻬﺮي ﺣﻤﻰ ،ودﻣﻲ ﺣﺮام ،وﻣﺎ ﻳﺤﻞ ﻟﻜﻢ أن ﺗﺘﻘﻮﻟﻮا ﻋﲇﱠ ،وأﻧﺎ اﻋﺘﻘﺎدي اﻹﺳﻼم ،وﻣﺬﻫﺒﻲ اﻟﺴﻨﺔ ،وﺗﻔﻀﻴﻞ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ،اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ،وﱄ ُﻛﺘﺐ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﺎهلل ﷲ ﰲ دﻣﻲ« ،وﻟﻢ ﻳﺰل ﻳﺮدد ﻫﺬا اﻟﻘﻮل ،وﻫﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮن ﺣﺘﻰ أﺗﻤﻮا ﻣﺎ اﺣﺘﺎﺟﻮا إﻟﻴﻪ .وﻧﻬﻀﻮا ﻣﻦ املﺠﻠﺲ وﺣﻤﻠﻮا اﻟﺤﻼج إﱃ اﻟﺴﺠﻦ ،ﺛﻢ ﺟُ ﻠﺪ أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻗﻄﻌﺖ أﻃﺮاﻓﻪ ،وﺟُ ﺰت رأﺳﻪ ،وأﺣﺮﻗﺖ ﺟﺜﺘﻪ ،ﺛﻢ أﻟﻘﻴﺖ ﰲ دﺟﻠﺔ .واﺗﻔﻖ أن زادت ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ زﻳﺎدة واﻓﺮة ،ﻓﺎدﻋﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ أن ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺳﺨﻂ اﻟﺤﻼج. ) (61اﻟﺤﻠﻮﻟﻴﺔ أو ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺤﻠﻮل ﻫﻲ اﻻدﻋﺎء ﺑﺤﻠﻮل ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ — ﰲ اﻷﺷﺨﺎص ،وملﻌﺘﻨﻘﻲ ﻫﺬا املﺬﻫﺐ ادﻋﺎءات ﻻ ﻳﺤﺼﻴﻬﺎ اﻟﻌﺪﱡ ،ﻓﻘﺪ ادﻋﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ أن روح ﷲ ﺣﻠﺖ ﰲ اﻷﻧﺒﻴﺎء ،واﺣﺪًا ﺑﻌﺪ اﻵﺧﺮ ،ﺣﺘﻰ ﺣﻠﺖ ﰲ أﺑﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ ،وادﻋﻰ ﻏريﻫﻢ أﻧﻬﺎ ﺣﻠﺖ ﰲ أﺑﻲ ﻣﺴﻠﻢ ،وادﻋﻰ آﺧﺮون ﺣﻠﻮل ﷲ ﰲ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺤﺴﻨﺔ ،ﻓﻜﺎن اﻟﺤﻠﻤﺎﻧﻴﺔ إذا رأوا ﺻﻮرة ﺣﺴﻨﺔ ،ﺳﺠﺪوا ﻟﻬﺎ ،واﻫﻤني أن ﷲ ﺣﻞ ﻓﻴﻬﺎ، واﺳﺘﺪل ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻء ﻋﲆ ﺟﻮاز ﺣﻠﻮل ﷲ ﰲ اﻷﺟﺴﺎد ،ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﰲ آدم: َ ﺎﺟﺪ َ ِﻳﻦ﴾ ،وزﻋﻤﻮا أن ﷲ إﻧﻤﺎ أﻣﺮ ﴿ﻓ ِﺈذَا َﺳ ﱠﻮﻳْﺘُ ُﻪ َوﻧ َ َﻔ ْﺨ ُﺖ ﻓِ ﻴ ِﻪ ِﻣﻦ ﱡروﺣِ ﻲ َﻓ َﻘﻌُ ﻮا َﻟ ُﻪ َﺳ ِ املﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮد ﻵدم؛ ﻷﻧﻪ ﺧﻠﻘﻪ ﰲ أﺣﺴﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ﴿ :ﻟ َﻘ ْﺪ َﺧ َﻠ ْﻘﻨَﺎ ﻧﺴ َ اﻹ َ ﺎن ِﰲ أَﺣْ َﺴ ِﻦ ﺗَ ْﻘ ِﻮﻳ ٍﻢ﴾. ِْ وزﻋﻢ اﻟﺤﻼج أن ﻣﻦ ﻫﺬب ﻧﻔﺴﻪ ﰲ اﻟﻄﺎﻋﺔ ،وﺻﱪ ﻋﲆ اﻟﻠﺬات واﻟﺸﻬﻮات ،ارﺗﻘﻰ 176 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح إﱃ ﻣﻘﺎم املﻘﺮﺑني ،وﻻ ﻳﺰال ﻳﺼﻔﻮ وﻳﺮﺗﻘﻲ ﰲ درﺟﺎت املﺼﺎﻓﺎة ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﺒﴩﻳﺔ، ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻆ ،ﺣﻞ ﻓﻴﻪ روح ﷲ ،اﻟﺬي ﺣﻞ ﰲ ﻋﻴﴗ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ،وﻟﻢ ﻳﺮد ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺷﻴﺌًﺎ إﻻ ﻛﺎن ﻛﻤﺎ أراد ،وﻛﺎن ﺟﻤﻴﻊ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻌﻞ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ. وﻟﻨﺠﺘﺰئ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر ﻓﺈن ﻓﻴﻤﺎ أورده أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ واﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ. ) (62اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ :ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻘﺎﺋﻠني ﺑﺎﻧﺘﻘﺎل اﻷرواح ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎدرة أﺟﺴﺎدﻫﺎ ،إﱃ أﺟﺴﺎد أﺧﺮى .وﻳﺮى ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ذﻟﻚ ﻳﺤﺪث وﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﺴﺎد ﻣﻦ ﻧﻮع اﻷﺟﺴﺎد اﻟﺘﻲ ﻓﺎرﻗﺘﻬﺎ اﻟﺮوح .وﺑﻬﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﻳﺪﻳﻦ اﻟﻜﺜريون ،ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻘﺮاﻣﻄﺔ ،وأﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺋﻂ، وﺗﻠﻤﻴﺬه أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﻧﻮس ،وأﺑﻮ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ ،وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زﻛﺮﻳﺎ اﻟﺮازي اﻟﻄﺒﻴﺐ. وﻣﻤﺎ ذﻛﺮه اﻷﺧري ﰲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺒﻪ ﻗﻮﻟﻪ» :ﻟﻮﻻ أﻧﻪ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ إﱃ ﺗﺨﻠﻴﺺ اﻷرواح ﻋﻦ اﻷﺟﺴﺎد املﺘﺼﻮرة ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺒﻬﻴﻤﻴﺔ ،إﱃ اﻷﺟﺴﺎد املﺘﺼﻮرة ﺑﺼﻮر اﻹﻧﺴﺎن ،إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ واﻟﺬﺑﺢَ ،ﻟﻤَ ﺎ ﺟﺎز ذﺑﺢ ﳾء ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮان اﻟﺒﺘﺔ«. وﻳﺰﻋﻤﻮن أن اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب واﻟﺜﻮاب ،ﻓﺎﻟﻔﺎﺳﻖ اﻟﺴﻴﺊ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﺑﺄن ﺗﻨﺘﻘﻞ روﺣﻪ إﱃ أﺟﺴﺎد اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ املﺮﺗﻄﻤﺔ ﰲ اﻷﻗﺬار ،واملﺴﺨﺮة املﻤﺘﻬﻨﺔ ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ. وزﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ — أﺑﺪع ﺧﻠﻘﻪ أﺻﺤﺎء ﺳﺎملني ﻋﻘﻼء ﺑﺎﻟﻐني ،ﰲ دار ﺳﻮى ﻫﺬه اﻟﺪار اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺧﻠﻖ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ،واﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ،وأﺳﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻌﻤﻪ ،ﻓﺎﺑﺘﺪأﻫﻢ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﺷﻜﺮه ،ﻓﺄﻃﺎﻋﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ أﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ ،وﻋﺼﺎه ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ذﻟﻚ، وأﻃﺎﻋﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ اﻟﺒﻌﺾ دون اﻵﺧﺮ ،ﻓﻤﻦ أﻃﺎﻋﻪ ﰲ اﻟﻜﻞ ،أﻗﺮه دار اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﺪأﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻣﻦ ﻋﺼﺎه ﰲ اﻟﻜﻞ أﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪار إﱃ دار اﻟﻌﺬاب ،وﻫﻲ اﻟﻨﺎر، وﻣﻦ أﻃﺎﻋﻪ ﰲ اﻟﺒﻌﺾ وﻋﺼﺎه ﰲ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ،أﺧﺮﺟﻪ إﱃ دار اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺄﻟﺒﺴﻪ ﻫﺬه اﻷﺟﺴﺎد اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ،واﺑﺘﻼه ﺑﺎﻟﺒﺄﺳﺎء واﻟﴬاء ،واﻟﺸﺪة واﻟﺮﺧﺎء ،واﻵﻻم واﻟﻠﺬات ،ﻋﲆ ﺻﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻨﺎس ،وﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ،ﻋﲆ ﻗﺪر ذﻧﻮﺑﻬﻢ .ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﺻﻴﻪ أﻗﻞ، وﻃﺎﻋﺘﻪ أﻛﺜﺮ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮرﺗﻪ أﺣﺴﻦ وآﻻﻣﻪ أﻗﻞ ،وﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ذﻧﻮﺑﻪ أﻛﺜﺮ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮرﺗﻪ أﻗﺒﺢ ،وآﻻﻣﻪ أﻛﺜﺮ ،ﺛﻢ ﻻ ﻳﺰال ﻳﻜﻮن ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺮة ﺑﻌﺪ ﻛﺮة ،وﺻﻮرة ﺑﻌﺪ أﺧﺮى ،ﻣﺎ داﻣﺖ ﻣﻌﻪ ذﻧﻮﺑﻪ وﻃﺎﻋﺎﺗﻪ. 177 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان واﺳﺘﺪل ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻣﻦ املﺴﻠﻤني ،ﻋﲆ ﺻﺤﺔ زﻋﻤﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ﴿ :ﻳَﺎ أَﻳﱡﻬَ ﺎ ﻧﺴﺎ ُن ﻣَ ﺎ َﻏ ﱠﺮ َك ِﺑ َﺮﺑﱢ َﻚ ا ْﻟ َﻜ ِﺮﻳ ِﻢ * ا ﱠﻟﺬِي َﺧ َﻠ َﻘ َﻚ َﻓ َﺴﻮﱠا َك َﻓﻌَ َﺪ َﻟ َﻚ * ِﰲ أَيﱢ ُ اﻹ َ ﺻﻮ َر ٍة ﻣﱠ ﺎ َﺷﺎءَ ِْ َر ﱠﻛﺒَ َﻚ﴾ ،وﺑﺎﻵﻳﺔ اﻷﺧﺮى﴿ :ﺟَ ﻌَ َﻞ َﻟ ُﻜﻢ ﻣﱢ ْﻦ أ َ ُ ﻧﻔ ِﺴ ُﻜ ْﻢ أ َ ْزوَاﺟً ﺎ َوﻣ َِﻦ ْاﻷَﻧْﻌَ ﺎ ِم أ َ ْزوَاﺟً ﺎ ۖ ﻳَﺬْ َر ُؤ ُﻛ ْﻢ ﻓِ ﻴ ِﻪ﴾. واﺳﺘﺪل ﻏري املﺴﻠﻤني ﻣﻨﻬﻢ ﻋﲆ ﺻﺤﺔ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ،ﺑﺄن اﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻫﻰ واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ ﻷﻣﺪ ،ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﻣﻨﺘﻘﻠﺔ أﺑﺪًا ،وﻟﻴﺲ اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ إﱃ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﺑﺄوﱃ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ إﱃ ﻏري ﻧﻮﻋﻬﺎ. وأﻧﻜﺮت ﻃﺎﺋﻔﺔ أﺧﺮى ،اﻧﺘﻘﺎل اﻷرواح إﱃ ﻏري أﻧﻮاع أﺟﺴﺎدﻫﺎ اﻟﺘﻲ ﻓﺎرﻗﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن أﻗﺮت اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ إﱃ أﻧﻮاع أﺟﺴﺎدﻫﺎ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ» :ﺑﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻨﺎﻫﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﻮﺟﺐ أن ﺗﱰدد اﻟﻨﻔﺲ ﰲ اﻷﺟﺴﺎد أﺑﺪًا ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﻮز أن ﺗﻨﺘﻘﻞ إﱃ ﻏري اﻟﻨﻮع اﻟﺬي أوﺟﺐ ﻟﻬﺎ ﻃﺒﻌﻬﺎ اﻹﴍاف ﻋﻠﻴﻪ ،وﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﻪ«. وﰲ ﻛﺘﺎﺑﻲ املﻠﻞ واﻟﻨﺤﻞ ﻻﺑﻦ ﺣﺰم واﻟﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ ،ﻓﺼﻼن ﻧﺎﻓﻌﺎن ،ملﻦ ﺷﺎء اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﻤﺎ ،وﻗﺪ ﻋﻨﻲ اﺑﻦ ﺣﺰم ﺑﺘﻔﻨﻴﺪ ﻛﺜري ﻣﻦ ﻫﺬه اﻵراء ودﺣﻀﻬﺎ. ﺷﺎع ﰲ اﻟﻬﻨﺪ ﻫﺬا املﺬﻫﺐ ،ﻛﻤﺎ ﺷﺎع ﻓﻴﻬﺎ ﻏريه ،ﻣﻨﺬ إﻗﺪام أزﻣﻨﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺛﻢ ﻋﺮﻓﻪ اﻟﻌﺮب ﰲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻷول ،ودان ﺑﻪ اﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﻛﻤﺎ داﻧﻮا ﺑﻤﺬﻫﺐ اﻟﺤﻠﻮل واﻟﺮﺟﻌﺔ وﻏري ذﻟﻚ ﻣﻦ املﺬاﻫﺐ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،وﻟﻢ ﻳﺄت اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﴩت ﺗﻠﻚ املﺬاﻫﺐ ،وذاع أﻣﺮﻫﺎ ،وﺳﺎﻋﺪ ﻋﲆ اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﻓﺘﺢ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ ﺳﻜﺘﻜني ﺑﻼد اﻟﻬﻨﺪ ،اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺒﺒًﺎ ﰲ ﺗﻮﺛﻖ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑني املﺴﻠﻤني واﻟﻬﻨﻮد ،ﻓﻜﺜﺮ ﺗﺒﺎدل اﻵراء ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ووﻓﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻬﻨﻮد إﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻼم ،واﻧﺘﴩت ﺗﺠﺎرة اﻟﻬﻨﺪ ﺑﺎﻟﻌﺮاق. رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﻓﺈذا ﺷﺌﺖ أن ﺗﻌﺮف رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ،أﻣﻜﻨﻚ أن ﺗﻠﻤﺤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺮؤه ﻟﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ،ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ واﻟﺘﱪم. وﻻ رﻳﺐ أن أﺑﺎ اﻟﻌﻼء درس ﻫﺬا املﺬﻫﺐ دراﺳﺔ ﺣﻘﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ،وأﺑﺪى ارﺗﻴﺎﺑﻪ ﻓﻴﻪ ،ﺛﻢ ﺷﻔﻊ ﻫﺬا اﻻرﺗﻴﺎب ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ اﻟﴫﻳﺢ. ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﰲ ﺻﺒﺎه ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻬﻮ واﻟﺘﻨﺪر ،وإن ﻟﻢ ﻳﻔﺘﻪ أن ﻳﻈﻬﺮ 178 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ارﺗﻴﺎﺑﻪ ﻓﻴﻪ ،ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻟﻪ ،ﰲ ﺳﻘﻂ اﻟﺰﻧﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ إﱃ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ إﺳﺤﻖ ﻣﺪﺣً ﺎ ﻓﻴﻪ ،وﺟﻮاﺑًﺎ ﻋﲆ ﻗﺼﻴﺪة ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻪ ،واﻟﺒﻴﺖ: وﻛ ﺎن أﺑ ﻮك إﺳ ﺤ ﻖ اﻟ ﺬﺑ ﻴ ﺤ ﺎ ﻓﻠﻮ ﺻﺢ اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ،ﻛﻨﺖ ﻣﻮﺳﻰ ﺛﻢ أﻧﻜﺮه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة إﻧﻜﺎ ًرا ﴏﻳﺤً ﺎ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺎل :ﻳﻘﻮﻟﻮن: إﻟﻰ ﻏﻴﺮه؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺬﺑﻪ اﻟﻨﻘﻞ« إذا ﻟﻢ ﻳﺆﻳﺪ ﻣﺎ أﺗﻮك ﺑﻪ اﻟﻌﻘﻞ »إن اﻟ ﺠ ﺴ ﻢ ﻳ ﻨ ﻘ ﻞ روﺣ ﻪ ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻠﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﺒﺮوﻧﻚ ،ﺿﻠﺔ؛ وﺗﻬﻜﻢ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠني ﺑﻬﺬا املﺬﻫﺐ ،وأﻣﻌﻦ ﰲ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻓﻘﺎل: وﻻ ﻳ ﻘ ﻢ ﻳ ﻮم ردى ﺛ ﺎﻛ ﻠ ﻚ ﻓﺎﺳﻤﻊ ،وﺷﺠﻊ ﻳﺎ أﺧﻲ ﻧﺎﻛﻠﻚ وﻛ ﺎن ﺗ ﻔ ﺎﺣ ﻚ ذا آﻛ ﻠ ﻚ وﻃ ﺎﻟ ﻤ ﺎ ﺗ ﺸ ﻜ ﻠ ﻪ ﺷ ﺎﻛ ﻠ ﻚ« ﻳ ﺎ آﻛ ﻞ اﻟ ﺘ ﻔ ﺎح ﻻ ﺗ ﺒ ﻌ ﺪن ﻗ ﺎل اﻟ ﻨ ﺼ ﻴ ﺮي ،وﻣ ﺎ ﻗ ﻠ ﺘ ﻪ، »ﻗ ﺪ ﻛ ﻨ ﺖ ﻓ ﻲ دﻫ ﺮك ﺗ ﻔ ﺎﺣ ﺔ وﺣﺮف ﻫﺎج ﻟﺤﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ واﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧري ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻘﺎﺋﻠني — وﻣﻨﻬﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻌﺠﲇ ،وﻫﻮ أﺣﺪ ﻣﻦ ادﻋﻰ أﻧﻪ املﻬﺪي املﻨﺘﻈﺮ — أن اﻷﻋﻀﺎء ﻋﲆ ﺻﻮر ﺣﺮوف اﻟﻬﺠﺎء ،وأن اﻷﻟﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﺎل اﻟﻘﺪم ،واﻟﻌني ﻋﲆ ﺻﻮرة اﻟﻌني … إﻟﺦ .وﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ وﻣﻤﻦ ﻳﺪﻳﻨﻮن ﺑﻪ ،ﰲ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ ،ﻓﻘﺎل: ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺦ ،إن ﻛﺎﻧﺖ ﻳﻬﻮد رأت ﻣﺴ ًﺨﺎ ﻏﻠﻮا ،ﻓﺄﺟﺎزوا اﻟﻔﺴﺦ ﻓﻲ ذاك واﻟﺮﺳﺨﺎ ﻓ ﻤ ﺎ ﺑ ﺎل ﻫ ﺬا اﻟ ﻌ ﺼ ﺮ ،ﻣ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ آﻳ ﺔ وﻗ ﺎل ﺑ ﺄﺣ ﻜ ﺎم اﻟ ﺘ ﻨ ﺎﺳ ﺦ ﻣ ﻌ ﺸ ﺮ ﻓﻘﺪ ﻗﺴﻤﻮا اﻟﺘﻨﺎﺳﺦ إﱃ أرﺑﻌﺔ أﻗﺴﺎم :ﻧﺴﺦ ،وﻣﺴﺦ ،وﻓﺴﺦ ،ورﺳﺦ .وﻗﺎﻟﻮا ﻋﻦ اﻷول إﻧﻪ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺮوح ﻣﻦ ﺟﺴﻢ إﻧﺴﺎﻧﻲ إﱃ آﺧﺮ ،أو ﻣﻦ ﺟﺴﻢ إﻧﺴﺎﻧﻲ إﱃ ﺟﺴﻢ أرﻓﻊ ﻣﻨﻪ ،وﻋﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ إﻧﻪ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺮوح إﱃ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ،وﻋﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ إﱃ أﻧﻪ اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ إﱃ اﻟﺤﴩات، وﻋﻦ اﻟﺮاﺑﻊ إﻧﻪ اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ إﱃ اﻟﻨﺒﺎت أو اﻟﺠﻤﺎد. ) (63أي أن روح ﺟﺎرﻫﻢ ﺗﻘﻤﺼﺖ ﰲ ﺣﻤﺎر ﺷﻴﺦ اﻟﺒﻠﺪة ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ذﻟﻚ اﻟﺠﺎر ﻳﻤﴚ ﰲ اﻟﺤﺰام واﻟﺮﺳﻦ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻳﺨﺘﺎل ﰲ ﺣﻠﺘﻪ. 179 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ) (64أﺷﺎر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء إﱃ ذﻟﻚ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺎل: ﻟ ﻨ ﺎ ،ﻓ ﺴ ﺮى إﻟ ﻴ ﻪ ﻣ ﺨ ﺒ ﺒ ﻮه« وﻳ ﺸ ﻌ ﺮه ﻟ ﺒ ﺎﻧ ً ﺎ ﻣ ﻠ ﻬ ﺒ ﻮه ﺗﻘﻮل اﻟﻬﻨﺪ» :آدم ﻛﺎن ﻗﻨﺎ أوﻟﺌﻚ ﻳﺤﺮﻗﻮن اﻟﻤﻴﺖ ﻧﺴ ًﻜﺎ وﻧﺬﻛﺮ ﺑﻬﺬه املﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﺗﺤﺒﻴﺬ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﻬﻨﺪ ﻣﻦ إﺣﺮاق ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ: وذاك أروح ﻣ ﻦ ﻃ ﻮل اﻟ ﺘ ﺒ ﺎرﻳ ﺢ ﺗ ﺴ ﺮي إﻟ ﻴ ﻪ وﻻ ﺧ ﻔ ﻲ وﺗ ﻄ ﺮﻳ ﺢ ﻏ ﺒٍّ ﺎ ،واذﻫ ﺐ ﻟ ﻠ ﻨ ﻜ ﺮاء واﻟ ﺮﻳ ﺢ ﻓﺄﻋﺠﺐ ﻟﺘﺤﺮﻳﻖ أﻫﻞ اﻟﻬﻨﺪ ﻣﻴﺘﻬﻢ أن ﺣﺮﻗﻮه ﻓﻤﺎ ﻳﺨﺸﻮن ﻣﻦ ﺿﺒﻊ واﻟ ﻨ ﺎر أﻃ ﻴ ﺐ ﻣ ﻦ ﻛ ﺎﻓ ﻮر ﻣ ﻴ ﺘ ﻨ ﺎ واﻟﺨﻔﻲ :ﻧﺒﺶ املﻴﺖ .وﻗﻮﻟﻪ: روه ﻓ ﻲ روﺣ ﺔ وﻻ ﺗ ﻔ ﻜ ﻴ ﺮ وﺳ ﺆال ﻟ ﻤ ﻨ ﻜ ﺮ وﻧ ﻜ ﻴ ﺮ ﺣ ﺮق اﻟ ﻬ ﻨ ﺪ ﻣ ﻦ ﻳ ﻤ ﻮت ﻓ ﻤ ﺎ زا واﺳﺘﺮاﺣﻮا ﻣﻦ ﺿﻐﻄﺔ اﻟﻘﺒﺮ ﻣﻴﺘًﺎ ) (65ردد أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﺑﺼﻮر ﺷﺘﻰ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ أﺷﻌﺎره ،وأﻧﺤﻰ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬت اﻟﺪﻳﻦ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻜﺴﺐ واﻟﻨﻔﻊ ،وﻗﺪ أﺗﻴﻨﺎ ﺑﺒﻀﻊ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ،وإﻟﻴﻚ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﺑﺪع ﻣﺎ ﻧﺨﺘﺎره ﻟﻪ ﰲ ذﻟﻚ: وأﻧ ﺖ ﻋ ﻴ ﻦ اﻟ ﻈ ﺎﻟ ﻢ اﻟ ﻼﻫ ﻲ ـ ﺎ وﻣ ﺎ ﻫ ﻤ ﻚ إﻻ ﻫ ﻲ ﺑ ﺨ ﻴ ﻔ ﺔ اﻟ ﻠ ﻪ ﺗ ﻌ ﺒ ﺪﺗ ﻨ ﺎ ﺗ ﺄﻣ ﺮﻧ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﺰﻫ ﺪ ﻓ ﻲ ﻫ ﺬه اﻟ ﺪﻧ ﻴ ـ ∗∗∗ وﻟ ﻜ ﻦ ﻟ ﻜ ﻢ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﺘ ﻜ ﺎﺛ ﺮ واﻟ ﻜ ﺒ ﺮ ﺗ ﻼوﺗ ﻜ ﻢ ﻟ ﻴ ﺴ ﺖ ﻟ ﺮﺷ ﺪ وﻻ ﻫ ﺪى ∗∗∗ إن ﺳ ﺎم ﻧ ﻔ ﻌً ﺎ ﺑ ﺄﺧ ﺒ ﺎر ﺗ ﻘ ﻮﻟ ﻬ ﺎ ﺑ ﻤ ﺎ اﻓ ﺘ ﺮاه وأﻣ ً ﻮاﻻ ﺗ ﻤ ﻮﻟ ﻬ ﺎ ﺑ ﺨ ﻄ ﺒ ﺔ زان ﻣ ﻌ ﻨ ﺎﻫ ﺎ وﻃ ﻮﻟ ﻬ ﺎ وﻟ ﻴ ﺲ ﺣ ﺒ ﺮ ﺑ ﺒ ﺪع ﻓ ﻲ ﺻ ﺤ ﺎﺑ ﺘ ﻪ وإﻧ ﻤ ﺎ رام ﻧ ﺴ ﻮاﻧ ﺎ ﺗ ﺰوﺟ ﻬ ﺎ ﻻ ﻳ ﺨ ﺪﻋ ﻨ ﻚ داع ﻗ ﺎم ﻓ ﻲ ﻣ ﻸ 180 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻣ ﻦ ذي ﻣ ﻘ ﺎل ﻋ ﻠ ﻰ ﻧ ﺎس ﺗ ﺤ ﻮﻟ ﻬ ﺎ ﻓﻤﺎ اﻟﻌﻈﺎت ،وإن راﻋﺖ ،ﺳﻮى ﺣﻴﻞ ∗∗∗ ﺑ ﺼ ﺎﺣ ﺐ ﺣ ﻴ ﻠ ﺔ ﻳ ﻌ ﻆ اﻟ ﻨ ﺴ ﺎء وﻳ ﺸ ﺮﺑ ﻬ ﺎ ﻋ ﻠ ﻰ ﻋ ﻤ ﺪ ﻣ ﺴ ﺎء وﻓ ﻲ ﻟ ﺬاﺗ ﻬ ﺎ رﻫ ﻦ اﻟ ﻜ ﺴ ﺎء روﻳ ﺪك ﻗ ﺪ ﻏ ﺮرت ،وأﻧ ﺖ ﺣ ﺮ، ﻳ ﺤ ﺮم ﻓ ﻴ ﻜ ﻢ اﻟ ﺼ ﻬ ﺒ ﺎء ﺻ ﺒ ﺤً ﺎ ﻳ ﻘ ﻮل» :ﻟ ﻘ ﺪ ﻏ ﺪوت ﺑ ﻼ ﻛ ﺴ ﺎء« ∗∗∗ ﻳ ﺼ ﻒ اﻟ ﺤ ﺴ ﺎب ﻷﻣ ﺔ ﻟ ﻴ ﻬ ﻮﻟ ﻬ ﺎ أﻣ ﺴ ﻰ ﺑ ﻤ ﺜ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨ ﻔ ﻮس ذﻫ ﻮﻟ ﻬ ﺎ ﻃ ﻠ ﺐ اﻟ ﺨ ﺴ ﺎﺋ ﺲ وارﺗ ﻘ ﻰ ﻓ ﻲ ﻣ ﻨ ﺒ ﺮ وﻳ ﻜ ﻮن ﻏ ﻴ ﺮ ﻣ ﺼ ﺪق ﺑ ﻘ ﻴ ﺎﻣ ﻪ ∗∗∗ وﺣ ﺠ ﺘ ﻪ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﻜ ﺘ ﺎب اﻟ ﻤ ﻨ ﺰل ﻓ ﺂض — ﻛ ﻤ ﺎ ﻏ ﻨ ﻰ ﻟ ﻴ ﻜ ﺴ ﺐ زﻟ ﺰل وﻛ ﻢ ﻣ ﻦ ﻓ ﻘ ﻴ ﻪ ﺧ ﺎﺑ ﻂ ﻓ ﻲ ﺿ ﻼﻟ ﺔ وﻗ ﺎرﺋ ﻜ ﻢ ﻳ ﺮﺟ ﻮ ﺑ ﺘ ﻄ ﺮﻳ ﺒ ﻪ اﻟ ﻐ ﻨ ﻰ وزﻟﺰل ﻫﺬا ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻳُﴬب ﺑﻪ املﺜﻞ ﰲ إﺗﻘﺎن اﻟﻌﻮد. ) (66ﻣﻦ أﺑﺪع ﻣﺎ ﻧﺨﺘﺎره ﻷﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ: ﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻋ ﻮﱠده أﺑ ﻮه ﻳ ﻌ ﻠ ﻤ ﻪ اﻟ ﺘ ﺪﻳ ﻦ أﻗ ﺮﺑ ﻮه ﺑ ﺄﻓ ﻌ ﺎل اﻟ ﺘ ﻤ ﺠ ﺲ درﺑ ﻮه وﻳ ﻨ ﺸ ﺄ ﻧ ﺎﺷ ﺊ اﻟ ﻔ ﺘ ﻴ ﺎن ﻣ ﻨ ﺎ وﻣﺎ دان اﻟﻔﺘﻰ ﺑﺤﺠﺎ ،وﻟﻜﻦ وﻃ ﻔ ﻞ اﻟ ﻔ ﺎرﺳ ﻲ ،ﻟ ﻪ وﻻة ) (67ﻟﻮ ﺷﺌﻨﺎ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ اﻟﻨﻌﻲ ﻋﲆ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ،واﻟﺤﺚ ً ﺻﺤﻔﺎ ﻋﺪﻳﺪة، ﻋﲆ ﺗﻤﺠﻴﺪ اﻟﻌﻘﻞ ،واﻻﻋﺘﺰاز ﺑﻪ ،واﻟﺪﻋﻮة إﱃ ﺗﺤﻜﻴﻤﻪ ﰲ ﻛﻞ ﳾء ،ملﻸﻧﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺼﻐري ،ﻓﻠﻨﺠﺘﺰئ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻜﺜري ،وإﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﻧﺨﺘﺎره ﻟﻪ: ﻓ ﻴ ﻪ ﺗ ﺪﺑ ﺮ ﻛ ﻠ ﻬ ﺎ وﺗ ﺪار اﻟ ﻠ ﺐ ﻗ ﻄ ﺐ واﻷﻣ ﻮر رﺣ ﻰ ∗∗∗ 181 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ـ ﻚ ﻣ ﻨ ﻬ ﺠً ﺎ ﻓ ﺎﺣْ ﺬُ ﺣ ﺬوه وﻓ ﻴ ﻪ ﻟ ﻠ ﺐ ﺟ ﺬوة اﻟ ﻌ ﻘ ﻞ ﻳ ﻮﺿ ﺢ ﻟ ﻠ ﻨ ﺴ ـ وﻟ ﻴ ﺲ ﻳ ﻈ ﻠ ﻢ ﻗ ﻠ ﺐ ∗∗∗ ـ ﻞ ﻣ ﺸ ﻴ ًﺮا ﻓ ﻲ ﺻ ﺒ ﺤ ﻪ واﻟ ﻤ ﺴ ﺎء ـ ﺔ ﻋ ﻨ ﺪ اﻟ ﻤ ﺴ ﻴ ﺮ واﻹرﺳ ﺎء ﻛ ﺬب اﻟ ﻨ ﺎس ﻻ إﻣ ﺎم ﺳ ﻮى اﻟ ﻌ ﻘ ـ ﻓ ﺈذا ﻣ ﺎ أﻃ ﻌ ﺘ ﻪ ﺟ ﻠ ﺐ اﻟ ﺮﺣ ﻤ ـ ∗∗∗ ﺻ ﺎغ اﻷﺣ ﺎدﻳ ﺚ إﻓ ًﻜ ﺎ أو ﺗ ﺄوﻟ ﻬ ﺎ ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﻋﻘﻞ ،ﻓﻠﻴﺒﻌﺪ أﺧﻮ ﺳﻔﻪ ∗∗∗ إذا ﻟ ﻢ ﻳ ﺆﻳ ﺪ ﻣ ﺎ أﺗ ﻮك ﺑ ﻪ اﻟ ﻌ ﻘ ﻞ ﻓ ﻼ ﺗ ﻘ ﺒ ﻠ ﻦ ﻣ ﺎ ﻳ ﺨ ﺒ ﺮوﻧ ﻚ ﺿ ﻠ ﺔ ∗∗∗ ﻧ ُﻜﺬﱢب اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻛﺎذﺑﻬﻢ واﻟ ﻌ ﻘ ﻞ أوﻟ ﻰ ﺑ ﺈﻛ ﺮام وﺗ ﺼ ﺪﻳ ﻖ ∗∗∗ وﻳ ﻨ ﻔ ﺮ ﻋ ﻘ ﻠ ﻲ ﻣ ﻐ ﻀ ﺒً ﺎ إن ﺗ ﺮﻛ ﺘ ﻪ ﺳ ﺪى ،واﺗ ﺒ ﻌ ﺖ اﻟ ﺸ ﺎﻓ ﻌ ﻲ وﻣ ﺎﻟ ﻜ ﺎ ∗∗∗ ﺧ ﺒ ﺮ ﻳ ﻘ ﻠ ﺪ ﻟ ﻢ ﻳ ﻘ ﺴ ﻪ ﻗ ﺎﺋ ﺲ ﻋ ﻘ ﻠ ﻴ ﺔ ،ﺧ ﻄ ﺊ اﻟ ﺼ ﻮاب اﻟ ﺴ ﺎﺋ ﺲ واﻟ ﻌ ﻘ ﻞ ﻳ ﻌ ﺠ ﺐ واﻟ ﺸ ﺮاﺋ ﻊ ﻛ ﻠ ﻬ ﺎ وإذا اﻟ ﺮﺋ ﺎﺳ ﺔ ﻟ ﻢ ﺗ ﻌ ﻦ ﺑ ﺴ ﻴ ﺎﺳ ﺔ ∗∗∗ إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎس ،أﺑﺎﻧﻮا اﻟﻌﺠﺰ واﻋﺘﺮﻓﻮا ﻗ ﺎﻟ ﻮا ،ﻓ ﻤ ﺎﻧ ﻮا ،ﻓ ﻠ ﻤ ﺎ أن ﺣ ﺪوﺗ ﻬ ﻢ ∗∗∗ ﻏ ﻴ ﺮوا ﺑ ﺎﻟ ﻘ ﻴ ﺎس ﻣ ﺎ رﺗ ﺒ ﻮه ﺑ ﺄﺑ ﺎﻃ ﻴ ﻞ زﺧ ﺮف ﻛ ﺬﺑ ﻮه وإذا ﻣ ﺎ ﺳ ﺄﻟ ﺖ أﺻ ﺤ ﺎب دﻳ ﻦ ﻻ ﻳ ﺪﻳ ﻨ ﻮن ﺑ ﺎﻟ ﻌ ﻘ ﻮل ،وﻟ ﻜ ﻦ 182 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ∗∗∗ ﻋ ﻠ ﻰ آﺛ ﺎر ﺷ ﻲء رﺗ ﺒ ﻮه وأﺑ ﻄ ﻠ ﺖ اﻟ ﻨ ﻬ ﻰ ﻣ ﺎ أوﺟ ﺒ ﻮه وﺟ ﺎءﺗ ﻨ ﺎ ﺷ ﺮاﺋ ﻊ ﻛ ﻞ ﻗ ﻮم وﻏ ﻴ ﺮ ﺑ ﻌ ﻀ ﻬ ﻢ أﻗ ﻮال ﺑ ﻌ ﺾ ∗∗∗ واﻧ ﻈ ﺮ ﺑ ﻘ ﻠ ﺐ ﻣ ﻔ ﻜ ﺮ ﻣ ﺘ ﺒ ﺼ ﺮ ﻓ ﺎﺣ ﺬر وﻻ ﺗ ﺪع اﻷﻣ ﻮر ﻣ ﻀ ﺎﻋ ﺔ ∗∗∗ وﻣ ﺎ ﻳ ﻜ ﺸ ﻒ اﻟ ﻨ ﻬ ﺞ ﻏ ﻴ ﺮ اﻟ ﻔ ﻜ ﺮ ﺗ ﻔ ﻜ ﺮ ﻓ ﻘ ﺪ ﺣ ﺎر ﻫ ﺬا اﻟ ﺪﻟ ﻴ ﻞ ∗∗∗ ﻣ ﻨ ﻪ ،ﻳ ﻨ ﻂ ﺑ ﺎﻟ ﺜ ﺮﻳ ﺎ ذﻟ ﻚ اﻟ ﻄ ﺮف اﻟﻔﻜﺮ ﺣﺒﻞ ﻣﺘﻰ ﻳﻤﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺮف ∗∗∗ ـ ﺾ اﻟ ﺬي ﺗ ﺠ ﻬ ﻠ ﻮن ﺑ ﺎﻟ ﺘ ﻔ ﻜ ﻴ ﺮ ﻓﻜﺮوا ﻓﻲ اﻷﻣﻮر ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻜﻢ ﺑﻌـ ∗∗∗ ﻓ ﻜ ﺮي أﻧ ﺖ رﺑ ﻤ ﺎ ُﻫ ﺪي اﻹﻧ ـ ـ ﺴ ﺎن ﻟ ﻠ ﻤ ﺸ ﻜ ﻼت ﺑ ﺎﻟ ﺘ ﻔ ﻜ ﻴ ﺮ ∗∗∗ ﻓ ﺄﻋ ﻴ ﺎر اﻟ ﻤ ﺬﻟ ﺔ أﺗ ﻘ ﻴ ﺎء إذا ﻛ ﺎن اﻟ ﺘ ﻘ ﻲ ﺑ ﻠ ﻬ ﺎ وﻋ ﻴ ﺎ ∗∗∗ ﻓ ﺎﺟ ﻌ ﻞ ﻟ ﻨ ﻔ ﺴ ﻚ ﻣ ﺮآة ﻣ ﻦ اﻟ ﻔ ﻜ ﺮ وﻣ ﺎ ﺗ ﺮﻳ ﻚ ﻣ ﺮاﺑ ﻲ اﻟ ﻌ ﻴ ﻦ ﺻ ﺎدﻗ ﺔ ∗∗∗ وﺟ ﺪت إﻳ ﺎك ﻣ ﻔ ﺘ ﺮﻳً ﺎ ﺣ ﺪﻳ ﺜ ً ﺎ ﻓ ﺄﻧ ﺖ ﻋ ﻠ ﻰ ﻣ ﻘ ﺺ اﻟ ﺸ ﻴ ﺦ ﺗ ﻔ ﺮي ∗∗∗ 183 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وأورﺛ ﻮا اﻟ ﺪﻳ ﻦ ﺗ ﻘ ﻠ ﻴ ﺪًا ﻛ ﻤ ﺎ وﺟ ﺪوا وﻻ ﻳ ﺒ ﺎﻟ ﻮن ﻣ ﻦ ﻏ ﻲ ﻟ ﻤ ﻦ ﺳ ﺠ ﺪوا ﻋﺎﺷﻮا ،ﻛﻤﺎ ﻋﺎش آﺑﺎء ﻟﻬﻢ ﺳﻠﻔﻮا ﻓﻤﺎ ﻳﺮاﻋﻮن ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا أو ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻮا ∗∗∗ ﺣ ﺘ ﻰ ﻣ ﻘ ﺎﻟ ﻚ رﺑ ﻲ واﺣ ﺪ أﺣ ﺪ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ أﻣ ﺮك ﺗ ﻘ ﻠ ﻴ ﺪ رﺿ ﻴ ﺖ ﺑ ﻪ ∗∗∗ ﺷ ﺄﻧ ًﺎ ،وﻟ ﻜ ﻦ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﺿ ﻌ ﻒ إﺳ ﻨ ﺎد ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﺸﻴﺮ ﺿﻤﻪ اﻟﻨﺎدي ﺟﺎءت أﺣﺎدﻳﺚ إن ﺻﺤﺖ ﻓﺈن ﻟﻬﺎ ﻓﺸﺎور اﻟﻌﻘﻞ ،واﺗﺮك ﻏﻴﺮه ﻫﺪ ًرا ∗∗∗ ﺗ ﻬ ﺎون ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺬاﻫ ﺐ وازدراﻫ ﺎ وﻻ ﻳ ﻐ ﻤ ﺴ ﻚ ﺟ ﻬ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣ ﺮاﻫ ﺎ ﻓ ﻬ ﻞ ﻋ ﻘ ﻞ ﻳ ﺸ ﺪ ﺑ ﻪ ﻋ ﺮاﻫ ﺎ إذا رﺟ ﻊ اﻟ ﺤ ﺼ ﻴ ﻒ إﻟ ﻰ ﺣ ﺠ ﺎه ﻓ ﺨ ﺬ ﻣ ﻨ ﻬ ﺎ ﺑ ﻤ ﺎ أداه ﻟ ﺐ وﻫ ﺖ أدﻳ ﺎﻧ ﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻛ ﻞ وﺟ ﻪ ) (68وﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ أﻧﻬﻢ ﺛﻘﻔﻮا. ) (69ذﻛﺮ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻘﺎل: أن اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﺗﺠﻨﻲ اﻟﺨﻠﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﺟ ﻨ ﻮا ﻛ ﺒ ﺎﺋ ﺮ آﺛ ﺎم ،وﻗ ﺪ زﻋ ﻤ ﻮا ) (70ارﺟﻊ اﱃ ﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء. ) (71ﻷﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ املﻨﺠﻤني أﺳﻮأ رأي ،وﻧﺠﺘﺰئ ﻟﻚ ﻣﻦ أﺷﻌﺎره اﻟﻜﺜرية ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻇﻬﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻨﺠﻢ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﻲ أﻣﺮ ﻳﻄﺎوع ﻟﻢ ﻳﺸﻦ ) (72اﺳﻤﻪ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ إﺳﺤﻖ اﻟﺮاوﻧﺪي ،ﻛﻨﻴﺘﻪ أﺑﻮ اﻟﺤﺴني ،وﻫﻮ ﻳﻨﺴﺐ إﱃ راوﻧﺪ إﺣﺪى ﻗﺮى أﺻﺒﻬﺎن .ﻣﺎت ﰲ ﺳﻦ اﻷرﺑﻌني ﰲ ﺳﻨﺔ ٢٤٥ﻫ ،وﻛﺎن أﺑﻮه ﻳﻬﻮدﻳٍّﺎ ﻓﺄﺳﻠﻢ ،ﻓﻜﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻠﻤﺴﻠﻤني» :ﻟﻴُﻔﺴﺪن ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻫﺬا ﻛﺘﺎﺑَﻜﻢ ،ﻛﻤﺎ أﻓﺴﺪ أﺑﻮه اﻟﺘﻮراة ﻋﻠﻴﻨﺎ«. 184 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻛﺎن ﻣﻦ ﻣﺘﻜﻠﻤﻲ املﻌﺘﺰﻟﺔ ،واﻧﻔﺮد ﺑﻤﺬاﻫﺐ ﻧﻘﻠﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﻜﻼم ﻋﻨﻪ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ،ﻗﺎﻟﻮا: »وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ زﻣﺎﻧﻪ أﺣﺬق ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﻼم ،وﻻ أﻋﺮف ﺑﺪﻗﻴﻘﻪ وﺟﻠﻴﻠﻪ «.وﻛﺎن ﻳﻼزم أﻫﻞ ً زﻧﺪﻳﻘﺎ. اﻹﻟﺤﺎد؛ ﻓﺈذا ﻋﻮﺗﺐ ﰲ ذﻟﻚ ،ادﻋﻰ أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺬاﻫﺒﻬﻢ ،ﺛﻢ ﺻﺎر ﺑﻌ ُﺪ ﻣﻠﺤﺪًا وأوﺟﺰ ﻣﺎ ﻧﻨﻌﺘﻪ ﺑﻪ ،أﻧﻪ رﺟﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺒﺎدئ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪه ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺴﻠﻤً ﺎ ،وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻪ أن ﻳﺼﻨﻒ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﺼرية ﻟﻠﻴﻬﻮد ،ردٍّا ﻋﲆ اﻹﺳﻼم، ﻧﻈري أرﺑﻌﻤﺌﺔ درﻫﻢ دﻓﻌﻮﻫﺎ ﻟﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺒﺾ املﺎل ،رام ﻧﻘﻀﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ أﻋﻄﻮه ﻣﺌﺔ درﻫﻢ أﺧﺮى ﻋﺪل ﻋﻦ ذﻟﻚ .وﻛﺎن ﻣﻦ ﻣﺘﻜﻠﻤﻲ املﻌﺘﺰﻟﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻪ ذﻟﻚ ﻣﻦ أن ﻳﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺬي ﺳﻤﺎه :ﻓﻀﻴﺤﺔ املﻌﺘﺰﻟﺔ .وﻗﺪ أﻟﻒ ﻛﺘﺒًﺎ أﺧﺮى ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ،وﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮﻫﺎ ﻛﺎن إﻟﺤﺎدﻳٍّﺎ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺠﺮأة ،وﻗﺪ ﻧِﻴﻔﺖ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﲆ املﺌﺔ ،ذﻛﺮ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح أﻫﻤﻬﺎ وأﺷﻨﻌﻬﺎ ،ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ. وﻛﺎن ﻟﻪ ذوق ﺧﺎص ﰲ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻛﺘﺒﻪ ،ﻓﻘﺪ أﻃﻠﻖ اﺳﻢ اﻟﺰﻣﺮدة ﻋﲆ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺬي دﻟﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﲆ ﻓﺴﺎد اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺮﺳﻞ ،وازدرى ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮات ،وﻋﻠﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﺄن ﻣﻦ ﺧﺎﺻﻴﺔ اﻟﺰﻣﺮد ،أن اﻟﺤﻴﺔ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻪ ذاﺑﺖ ،وﺳﺎﻟﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻷﺧﺼﺎﻣﻪ ﺣني ﻳﻘﺮءون ﻛﺘﺎﺑﻪ ،وﻣﻤﺎ زﻋﻤﻪ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ» :إﻧﺎ ﻧﺠﺪ ﰲ ﻛﻼم أﻛﺜﻢ ﺑﻦ ﺻﻴﻔﻲ ﺷﻴﺌًﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﴿إِﻧﱠﺎ أَﻋْ َ ﻄﻴْﻨَﺎ َك ا ْﻟ َﻜ ْﻮﺛ َ َﺮ﴾ ،وإن اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻌﺒﺪون اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻄﻼﺳﻢ … إﻟﺦ«! وﻗﺪ ذﻛﺮ ﰲ ﻛﺘﺒﻪ اﻷﺧﺮى آراء ﻻ ﺗﻘ ﱡﻞ ﻋﻦ ﻫﺬه ﺟﺮأة وﺷﻨﺎﻋﺔ ،ﻋﲆ اﻷﻧﺒﻴﺎء واﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﻋﲆ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )اﻟﻔﺮﻳﺪ( وﻃﻌﻦ ﻋﲆ اﻟﻘﺮآن ،وﻋﺎب ﻧﻈﻤﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺪاﻣﻎ ،وﻣﻤﺎ ورد ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ» :إن ﷲ — ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ — ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪه ﻣﻦ اﻟﺪواء إﻻ اﻟﻘﺘﻞ ،ﻓﻌﻞ اﻟﻌﺪو اﻟﺤﻨﻖ اﻟﻐﻀﻮب ،ﻓﻤﺎ ﺣﺎﺟﺘﻪ إﱃ ﻛﺘﺎب ورﺳﻮل … وﻗﺎل ﰲ وﺻﻒ ري َ ﻃﻌْ ُﻤﻪُ﴾ وﻫﻮ اﻟﺤﻠﻴﺐ ،وﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ إﻻ اﻟﺠﺎﺋﻊ، اﻟﺠﻨﺔ﴿ :وَأَﻧْﻬَ ﺎ ٌر ﻣﱢ ﻦ ﱠﻟﺒ ٍَﻦ ﱠﻟ ْﻢ ﻳَﺘَ َﻐ ﱠ ْ وذﻛﺮ اﻟﻌﺴﻞ ،وﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﴏﻓﺎ ،واﻟﺰﻧﺠﺒﻴﻞ ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻟﺬﻳﺬ اﻷﴍﺑﺔ ،واﻟﺴﻨﺪس ﻳﻔﱰش وﻻ ﻳﻠﺒﺲ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻹﺳﺘﱪق؛ وﻫﻮ اﻟﻐﻠﻴﻆ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﺒﺎج ،وﻣﻦ ﺗﺨﺎﻳﻞ أﻧﻪ ﰲ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﻠﺒﺲ ﻫﺬا اﻟﻐﻠﻴﻆ ،وﻳﴩب اﻟﺤﻠﻴﺐ واﻟﺰﻧﺠﺒﻴﻞ ،ﺻﺎر ﻛﻌﺮوس اﻷﻛﺮاد واﻟﻨﺒﻂ«. وﺳﻴﻤﺮ ﺑﻚ ﻃﺮف ﻣﻦ أﺧﺒﺎره ﰲ ﻓﺼﻞ آﺧﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،وﰲ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح، ﻓﻠﻨﻜﺘﻒ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر ،ﻋﲆ إﻳﺠﺎزه اﻵن. ) (73اﻟﻄرية واﻟﺘﺸﺎؤم :أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻣﺘﺸﺎﺋﻢ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﺸﺎؤم ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ أﺷﺪ ﻣَ ﻦ ﱢ املﺘﻄريﻳﻦ، ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﻢ ﺗﺸﺎؤﻣً ﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺗﺸﺎؤﻣﻪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻞ ﻫﻢ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﻢ ،ﻋﻦ اﻟﺘﻄري. وإﻧﻤﺎ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎؤم ذﻟﻚ املﺬﻫﺐ اﻟﺬي ﻳﺴﻤﻴﻪ اﻹﻓﺮﻧﺞ ) (Pessimismeوﻧﺮﻳﺪ 185 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان أن ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﺨ ً ﻄﺎ ،وﻧﺴﻤﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺳﺎﺧﻄني ،وﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺟﻤﺎﻋﺔ املﺘﱪﻣني ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮون ﻓﻴﻪ إﻻ ﴍٍّا ﻣﺴﺘﻄريًا ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن دﻓﻌﻪ ،وﻻ أﻣﻞ ﻟﻬﻢ ﰲ إزاﻟﺘﻪ أو ﺗﺤﺴﻴﻨﻪ ،وﻻ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ إﻻ ﺑﻤﻨﻈﺎر ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺴﻮاد .وﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺮﴇ ،وﻳﺴﻤﻴﻪ اﻹﻓﺮﻧﺞ ) ،(Optimismeوﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻳﺤﺴﻨﻮن اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻷﻳﺎم، وﻳﻨﻈﺮون إﱃ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﻨﻈﺎر راﺋﻖ ﻧﺎﺻﻊ اﻟﺒﻴﺎض ،ﻓريون ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺪﻋﻮ إﱃ اﻟﻐﺒﻄﺔ، وﻳﺮوﻧﻪ ﺳﺎﺋ ًﺮا ﰲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻘﺪم واﻟﻜﻤﺎل ،وﰲ ﻫﺬا ﻣﺠﻠﺒﺔ رﺿﺎﻫﻢ وارﺗﻴﺎﺣﻬﻢ ،وﻗﺪ ً وﺗﻌﻨﻴﻔﺎ ،ورﻣﺎﻫﻢ ﺑﻨﻘﺺ ﰲ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ، أﺷﺒﻊ ﻣﺎﻛﺲ ﺗﻮرداو ،ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺧﻄني ،ﺳﺨﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﺨﻂ واﻟﺮﴇ ) (Pessimisme & Optimismeﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﺬي ﺳﻤﺎه )اﻟﻐﺮاﺋﺐ ،(Paradoxesوﻫﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ اﻹﻣﺘﺎع واﻟﻠﺬة ،ﻧﺤﺐ أﻻ ﺗﻔﻮت اﻟﻘﺎرئ ،وﻗﺪ ﻟﺨﺼﺘﻬﺎ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﻴﺎن ﰲ ﺳﻨﺘﻬﺎ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﰲ ﻋﺪدﻳﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﺎﻟﺚ، ً ﺗﻠﺨﻴﺼﺎ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺋﺪة واﻟﻨﻔﻊ ،ملﻦ ﻻ ﺗﺘﺎح ﻟﻪ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﻟﻜﺘﺐ اﻹﻓﺮﻧﺠﻴﺔ، وﰲ ﻛﺘﺎب )اﻟﻔﺼﻮل( ﻟﻸﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻘﺎد ،ﻓﺼﻞ ﻣﻤﺘﻊ — ﻋﲆ إﻳﺠﺎزه — ﰲ )ص ٥و (٦ﻋﻦ اﻟﺘﺸﺎؤم ،وﻓﻴﻪ رد ﻣﻘﻨﻊ ،ﻋﲆ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺒﻮن ﻋﲆ اﻟﺴﺎﺧﻄني ﺳﺨﻄﻬﻢ وﻧﻘﻤﺘﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة. أﻣﺎ اﻟﻄرية ) ،(Mauvais Augureوﻧﻘﻴﻀﻬﺎ اﻟﻔﺄل أو اﻟﺘﻴﻤﻦ ) ،(Bon Augureﻓﻤﺬﻫﺐ آﺧﺮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﰲ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺴﺨﻂ واﻟﺮﴇ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻼف؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﺳﺎﺧ ً ﻄﺎ أو راﺿﻴًﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﻄري وﻻ ﻳﺘﻔﺎءل .وﻋﲆ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ املﺘﻄريﻳﻦ واملﺘﻔﺎﺋﻠني ،وﻟﻜﻨﻪ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺎﺧﻂ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة أو راض ﻋﻨﻬﺎ. وإﻧﻤﺎ اﻟﻄرية ﻣﺬﻫﺐ أﺳﺎﺳﻪ رﺑﻂ اﻟﺤﻮادث ﺑﻐري أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،وﺗﻤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ،وﺗﺮﻗﺐ املﻨﺎﺳﺒﺎت واملﺼﺎدﻓﺎت ،ﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﳾء وﻫﻤﻲ ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ ،وﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻼء .وإﻧﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ ،ﰲ ﻧﻈﺮﻧﺎ ،ﻋﺪم اﻃﻤﺌﻨﺎن اﻟﻘﻠﺐ ،وﺧﻔﺔ اﻟﻌﻘﻞ، ورﺑﻤﺎ ﻟﻮ رﺟﻊ اﻹﻧﺴﺎن إﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺴﺎﺋﻠﻬﺎ ﰲ أي ﺳﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ﺗﻤﻴﻞ إﱃ اﻟﺘﻌﻠﻞ ﺑﺄﺷﺒﺎه ﻫﺬه اﻟﺨﺮاﻓﺎت ،ﻟﺮأى أن ذﻟﻚ ﻛﺜريًا ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ أوﻗﺎت اﻟﻬﻠﻊ واﻟﺬﻋﺮ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻣﺼﺎب ﻓﺎدح ﻣﺬﻫﻞ ،ﺗﻤﻠﻚ ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن ﻗﻠﺒﻪ ،وأﻃﺎر ﻟﺒﻪ ،وﺣﺮﻣﻪ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺘﻪ ،ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻛﺎﻟﻐﺮﻳﻖ ﻳﺘﻠﻤﺲ أﺗﻔﻪ اﻷﺳﺒﺎب وأﻗﻠﻬﺎ ﻏﻨﺎء ،ﻟﻴﻨﻘﺬ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﻼك .ﻓﺄﻣﺎ ﰲ ﺳﺎﻋﺎت اﻃﻤﺌﻨﺎﻧﻪ ﻓﻘﻠﻤﺎ ﻳﺄﺑﻪ ﻟﺬﻟﻚ ،اﻟﻠﻬﻢ إﻻ إن ﻛﺎن ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻟﻪ اﻟﺘﻄري دﻳﺪﻧًﺎ وﻃﺒﻌً ﺎ. وﻫﺬا ﻏري اﻟﺴﺨﻂ ،اﻟﺬي أﺳﺎﺳﻪ ﺳﻮء اﻟﻈﻦ وﺷﺪة اﻟﺤﺬر واﻟﻨﻘﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ اﻷﺳﻮد. 186 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح إذا أﻗﺮرﻧﺎ ذﻟﻚ ،ﺳﻬﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺪرك ،ﻛﻴﻒ ﻛﺎن أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﺳﺎﺧ ً ﻄﺎ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻄريًا. أﻣﺎ اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺴﺨﻂ ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن — ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ — إﻣﺎﻣً ﺎ ﻣﻦ أﺋﻤﺔ املﺘﻄريﻳﻦ ،وﺳﻴﻤﺮ ﺑﻚ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ وﰲ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪك اﻗﺘﻨﺎﻋً ﺎ ﺑﻄريﺗﻪ ،وﺣﺴﺒﻚ أن ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻻ ﻳﻠﺒﺲ ﺛﻴﺎﺑﻪ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺘﻌﻮذ، ﻓﺈذا وﺻﻞ إﱃ اﻟﺒﺎب ﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻘﺐ املﻔﺘﺎح ،ﻓﺈذا رأى ذﻟﻚ اﻷﺣﺪب اﻟﺬي ﺗﻌﻮد ً ﺟﺎﻟﺴﺎ ،ﺟﺒﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮج ،وﺧﻠﻊ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،وﻗﺪ ﻋﺮف ذﻟﻚ اﻷﺣﺪب ﻛﻴﻒ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻪ، ﻳﻨﻐﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻴﺸﻪ ،وإن ﻋﺮف اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻪ وﻳﺜﺄر ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﺑﺒﻴﺘﻴﻪ اﻟﻠﺬﻳﻦ وﺳﻤﻪ ﺑﻬﻤﺎ آﺧﺮ اﻷﺑﺪ ،وﻫﻤﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓ ﻜ ﺄﻧ ﻪ ﻣ ﺘ ﺮﺑ ﺺ أن ﻳ ﺼ ﻔ ﻌ ﺎ وأﺣ ﺲ ﺛ ﺎﻧ ﻴ ﺔ ﻟ ﻬ ﺎ ﻓ ﺘ ﺠ ﻤ ﻌ ﺎ ﻗﺼﺮت أﺧﺎدﻋﻪ ،وﻃﺎل ﻗﺬاﻟﻪ وﻛ ﺄﻧ ﻤ ﺎ ﺻ ﻔ ﻌ ﺖ ﻗ ﻔ ﺎه ﻣ ﺮة وﻻﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﰲ ﺗﻄريه أﺧﺒﺎر ﺷﺘﻰ ،ﻣﻨﻬﺎ أن أﺑﺎ اﻟﺤﺴﻦ اﻷﺧﻔﺶ؛ ﻏﻼم املﱪد ،ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻔﴪا ،أﺟﺎﺑﻪ» :ﻣﺮة اﺑﻦ ﺣﻨﻈﻠﺔ«! ﻛﺜريًا ﻣﺎ ﻳﻘﺮع ﺑﺎﺑﻪ ،ﻓﺈذا رد ﻋﻠﻴﻪ اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ً ﻓﻴﺘﻄري ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻻ ﻳﺠﴪ ﻋﲆ اﻟﺨﺮوج ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻮﻣﻪ. وملﺎ ﻛﺎن ﻫﺬا املﻘﺎم أﺿﻴﻖ ﻣﻦ أن ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻹﺳﻬﺎب ﰲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺰﻋﺎت وﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ واملﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر ﻋﲆ ﺷﺪة إﻳﺠﺎزه ،وﻧﺸري إﱃ رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻣﺬﻫﺐ املﺘﻄريﻳﻦ واملﺘﻔﺎﺋﻠني ،وﺗﻬﻜﻤﻪ اﻟﻼذع ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ،وﺳﺨﺮﻳﺘﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻣﻨﻬﻢ .وﺳﻴﻤﺮ ﺑﻚ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﺎ ﻳﺒﻬﺮك ﻣﻦ ﺣﺠﺠﻪ وﺑﺮاﻫﻴﻨﻪ اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ دﻟﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﲆ ﻓﺴﺎد ذﻟﻚ املﺬﻫﺐ .وإﻟﻴﻚ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﰲ ذﻟﻚ: ﺗ ﺮوم ﻗ ﻴ ً ﺎﺳ ﺎ ﻟ ﻠ ﺤ ﻮادث ﺿ ﻠ ﺔ وﺗﻠﻚ أﺻﻮل ﻟﻴﺲ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ اﻟﺤﺼﺮ ∗∗∗ أﻣ ﺎﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﻋ ﻘ ﻞ ﻳ ﻜ ﻔ ﻚ زاﺟ ﺮ ﺗ ﻌ ﺮض ﻟ ﻠ ﻄ ﻴ ﺮ اﻟ ﺴ ﻮاﻧ ﺢ زاﺟ ًﺮا ∗∗∗ ﺳﻮاﻧﺢ؟ أم ﻣﺮت ﺣﻤﺎﺋﻤ ﻚ اﻟﻮرق؟ أﻏﺮﺑﺎﻧﻚ اﻟﺴﺤﻢ اﺳﺘﻘﻠﺖ ﻣﻊ اﻟﻀﺤﻰ 187 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ∗∗∗ وﻻ ﺗ ﻄ ﻴ ﺮ ،إذا ﻣ ﺎ ﻧ ﺎﻋ ﺐ ﻧ ﻌ ﻴ ﺎ واﻷﻣ ﺮ أﻳ ﺴ ﺮ ﻣ ﻦ أن ﺗ ﻀ ﻤ ﺮ اﻟ ﺮﻋ ﺒ ﺎ ﻻ ﺗ ﻔ ﺮﺣ ﻦ ﺑ ﻔ ﺄل ،إن ﺳ ﻤ ﻌ ﺖ ﺑ ﻪ ﻓ ﺎﻟ ﺨ ﻄ ﺐ أﻓ ﻈ ﻊ ﻣ ﻦ ﺳ ﺮاء ﺗ ﺄﻣ ﻠ ﻬ ﺎ ∗∗∗ ﻣ ﺘ ﻔ ﺎﺋ ﻞ ﺑ ﺎﻷﻣ ﺮ أو ﻣ ﺘ ﻄ ﻴ ﺮ ﻓ ﺜ ﻮوا ﺑ ﻬ ﺎ ،وﺗ ﺤ ﻤ ﻞ اﻟ ﻤ ﺘ ﺪﺑ ﺮ آﻟ ﻴ ﺖ ﻻ ﻳ ﺪري ﺑ ﻤ ﺎ ﻫ ﻮ ﻛ ﺎﺋ ﻦ ﻛ ﺎﻟ ﺪار ﺻ ﺒ ﺤ ﻬ ﺎ ﺳ ﻮى ﺳ ﻜ ﺎﻧ ﻬ ﺎ ∗∗∗ دﻳ ﻚ ﻷﻫ ﻞ اﻟ ﺪار أﺑ ﻴ ﺾ أﻓ ﺮق زﺟ ﺮ اﻟ ﻐ ﺮاب ﺗ ﻄ ﻴ ًﺮا ،وﻧ ﻘ ﻴ ﻀ ﻪ ∗∗∗ ﻣ ﺎ ﻛ ﻞ ﻣ ﻴ ﺖ — ﻻ أﺑ ﺎ ﻟ ﻚ — ﻳ ﻘ ﺒ ﺮ ﺷ ﺎﻫ ﺪت ﻗ ﺒ ﺮة ﻓ ﺨ ﻔ ﺖ ﺗ ﻄ ﻴ ًﺮا ∗∗∗ ﻓ ﻜ ﻞ ﻣ ﺎ ﺷ ﺎﻫ ﺪ اﻟ ﻔ ﺘ ﻰ ﻃ ﻴ ﺮه ﻻ ﻳ ﺘ ﻄ ﻴ ﺮ ﺑ ﻨ ﺎﻋ ﺐ أﺣ ﺪ ∗∗∗ ﻓ ﺄﺧ ﺸ ﻰ اﻟ ﻬ ﻢ ﻣ ﻦ ﻃ ﻴ ﺮ اﻟ ﺸ ﻤ ﺎل وﻣ ﺎ ﻃ ﻴ ﺮ اﻟ ﻴ ﻤ ﻴ ﻦ ﺑ ﻤ ﺒ ﻬ ﺠ ﺎﺗ ﻲ ∗∗∗ وﻗ ﺪ ﺳ ﻤ ﻲ اﻟ ﻤ ﺮء اﻟ ﻬ ﺰﺑ ﺮ ﺗ ﻔ ً ﺎؤﻻ وﻟ ﻴ ﺲ ﺑ ﺒ ﺎق ﻓ ﻲ اﻟ ﻠ ﻴ ﺎﻟ ﻲ ﻫ ﺰﺑ ﺮﻫ ﺎ ∗∗∗ وﻻ أﺑ ﻜ ﻲ ﺧ ﻠ ﻴ ً ﻄ ﺎ ﺣ ﻞ ﻧ ﺸ ﺎرا ﻣ ﺎ أﺳ ﺮ ﻟ ﺘ ﻌ ﺸ ﻴ ﺮ اﻟ ﻐ ﺮاب أﺳ ﻰ 188 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻻ ﻇ ﻨ ﻨ ﺖ ﺳ ﻬ ﻴ ًﻼ ﻛ ﺎن ﻋ ﺸ ﺎرا وﻻ ﺗ ﻮﻫ ﻤ ﺖ أﻧ ﺜ ﻰ اﻷﻧ ﺠ ﻢ اﻣ ﺮأة أي ﻻ أﺿﻤﺮ ﺣﺰﻧًﺎ إذا ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻐﺮاب ﻳﺼﻴﺢ ﻋﴩة أﺻﻮات ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ،وﻻ أﺑﻜﻲ ﺟﻤﻌً ﺎ ذﻫﺐ إﱃ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ املﺴﻤﻰ ﻧﺸﺎ ًرا ،وﻻ أﺗﻮﻫﻢ أن اﻟﺰﻫﺮة اﻣﺮأة ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻌﺮب، ً ﺳﻬﻴﻼ ﻛﺎن ﻋﺸﺎرا ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ. وﻻ أن ﻣﻦ اﻟﻨﺎس؟ ﻻ ،ﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﺮﺟﺎل ﻏﺒﺎء ﻓ ﻤ ﺎ ﻓ ﻴ ﻪ إﻻ ﻣ ﻌ ﺸ ﺮ ﻧ ﺠ ﺒ ﺎء وﻫ ﻞ ﻟ ﺤ ﻖ اﻟ ﺘ ﺜ ﺮﻳ ﺐ ﺳ ﻜ ﺎن ﻳ ﺜ ﺮب وذو ﻧﺠﺐ؛ إن ﻛﺎن ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﺻ ً ﺎدﻗﺎ ) (74وﰲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﰲ ﻧﻮﻧﻴﺘﻪ اﻟﺮاﺋﻌﺔ: رب ﺷ ﺮ ﻳ ﻘ ﻴ ﻨ ﻪ ﻣ ﻈ ﻨ ﻮﻧ ﻪ وإذا ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺖ ﺷ ٍّﺮا ،ﻓﺨﻔﻪ ) (75وﰲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل أﺑﻮ اﻟﻌﻼء: ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ واﻷﺟﺰاء ﺑﻌﺪ ﺷﺮور ﻧﻌﻢ ﺛﻢ ﺟﺰء ﻣﻦ أﻟﻮف ﻛﺜﻴﺮة ﻋﲆ أﻧﻪ أﻧﻜﺮ ﺣﺘﻰ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪٍّا ﻣﻦ اﻟﺨري ﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ،ﻓﻘﺎل: ﻻ أزﻋﻢ اﻟﺨﺒﺮ ﻣﺎزﺟً ﺎ ﻛﺪ ًرا ﺑ ﻞ ﻣ ﺰﻋ ﻤ ﻲ أن ﻛ ﻠ ﻪ ﻛ ﺪر ) (76ﺳﺘﻤﺮ ﺑﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ املﻤﺘﻌﺔ ﰲ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح. ) (77ﻣﺘﻄريًا. ) (78اﻟﱰاب. ) (79اﻟﻌﻴﺎﻓﺔ زﺟﺮ اﻟﻄري.وإن أﻧﺲ ﻧﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻴﻢ وﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﻠﻜﺔ ،ﻳﻘﻮل. ) (80اﻟﺨﺮف أو اﻟﻌﺠﺰ. ) (81وﻣﻤﺎ ﻳﺮووﻧﻪ ﻋﻦ ﺗﻄري اﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ً أﻳﻀﺎ ،ﻣﺎ ﺣﻜﺎه ﻋﻨﻪ ﻋﲇ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ املﺴﻴﺐ ،ﻗﺎل :دﺧﻞ ﻋﲇ ،ﻳﻮم املﻬﺮﺟﺎن ،وﻗﺪ أﻫﺪى إﱄ ﻋﺪة ﻣﻦ ﺟﻮاري اﻟﻘﻴﺎن ،وﻛﺎﻧﺖ ﱠ ﻓﺘﻄري ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ إﱃ أﻣﺮه، ﻓﻴﻬﻦ ﺻﺒﻴﺔ ﺣﻮﻻء وﻋﺠﻮز ﰲ إﺣﺪى ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻧﻜﺘﺔ، 189 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان وأﻧﺎم ﺑﺎﻗﻲ ﻳﻮﻣﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﻌﺪ ﻣﺪة ﻳﺴرية ﺳﻘﻄﺖ اﺑﻨﺔ ﱄ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻄﻮح ﻓﻤﺎﺗﺖ، وﺟﻔﺎه اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﻮزﻳﺮ ﻓﺠﻌﻞ ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ املﻐﻨﻴﺘني ،وﻛﺘﺐ إﱄ: أﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﻚ اﻟﻮﺟﻮه اﻟﺤﺴﺎن ـﻮر ،أراﻧﺎ ﻣﺎ أﻋﻘﺐ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ـ ﺮة ﻣ ﺼ ﺒ ﻮﻏ ﺔ ﺑ ﻬ ﺎ اﻷﺟ ﻔ ﺎن ﻟ ﺞ ﻓ ﻴ ﻪ اﻟ ﺠ ﻔ ﺎء واﻟ ﻬ ﺠ ﺮان أﻳ ﻬ ﺎ اﻟ ﻤ ﺘ ﺤ ﻔ ﻲ ﺑ ﺤ ﻮل وﻋ ﻮر ﻓﺘﺤﻚ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺑﺎﻟﺤﻮر واﻟﻌـ ﻛﺎن ﻣﻦ ذاك ﻓﻘﺪك اﺑﻨﺘﻚ اﻟﺤـ وﺗ ﺠ ﺎﻓ ﻰ ﻣ ﺆﻣ ﻞ ﻟ ﻲ ﺧ ﻠ ﻴ ﻞ إﱃ أن ﻳﻘﻮل: ر وأﻋ ﻠ ﻢ ﺑ ﺄﻧ ﻬ ﺎ ﻋ ﻨ ﻮان واﺳﺘﻤﻊ ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺰﻣﺎن ن ﻣ ﺒ ﻴ ﻦ ،وﻟ ﻠ ﺰﻣ ﺎن ﻟ ﺴ ﺎن ﻻ ﺗﺘﻬﺎون ﺑﻄﻴﺮة أﻳﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎ ﻗﻒ إذا ﻃﻴﺮة ﺗﻠﻘﺘﻚ واﻧﻈﺮ ﻗﻠﻤﺎ ﻏﺎب ﻣﻦ أﻣﻮرك ﻋﻨﻮا إﱃ أن ﻳﻘﻮل: ﻧﺖ ﻟﻘﻮم ،وﺧﺒﺮ اﻟﻘﺮآن ﺧﺒﺮ اﻟﻠﻪ أن ﻣﺸﺄﻣﻪ ﻛﺎ ) (82ﺣﻤﻰ ﺗﻨﻮب ﻳﻮﻣً ﺎ وﺗﱰك ﻳﻮﻣني ،وذﻟﻚ أﻧﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﰲ اﻷﻳﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻋﴩة ﺳﺎﻋﺔ وﻫﻲ رﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻓﺴﻤﻴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﺴﺎﻋﺎت. ) (83ﻣﻔﺮدﻫﺎ ﻧﻌﺞ وﻫﻮ اﻟﺴﻤني أو اﻟﺬي أﻛﻞ ﻟﺤﻢ اﻟﻀﺄن ﺣﺘﻰ ﺛﻘﻞ ﻋﲆ ﻗﻠﺒﻪ. ) (84ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻪ أﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎن اﻟﻨﺎﺟﻢ. ) (85ارﺟﻊ إﱃ اﻟﺠﺰء أﻷول. ) (86اﻟﺠﺪ :ذﻛﺮ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن أوس ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،وذﻛﺮه ﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻘﺎل: وﻟ ﻴ ﺲ ﻓ ﻲ آﺧ ﺮة ﺑ ﺨ ﺖ ﻳ ﺒ ﻴ ﻦ ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﺠ ﺰل واﻟ ﺸ ﺨ ﺖ واﻟﺒﺨﺖ ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ أﻧﺎل اﻟﻌﻼ ﻛ ﺬﻟ ﻚ ﻗ ﺎﻟ ﻮا ،وأﺣ ﺎدﻳ ﺜ ﻬ ﻢ وﻛﺮره ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: 190 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻗﺪ ﻋﺸﺖ ﻋﻴﺶ اﻟﻤﺴﺘﻀﺎم اﻟﻤﻌﺬب ﻳ ﻬ ﺬب ﻣ ﻦ دﻧ ﻴ ﺎه ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﻬ ﺬب أأﺧ ﺸ ﻰ ﻋ ﺬاب اﻟ ﻠ ﻪ ،واﻟ ﻠ ﻪ ﻋ ﺎدل ﻧ ﻌ ﻢ! إﻧ ﻬ ﺎ اﻷرزاق ،واﻟ ﻤ ﺮء ﺟ ﺎﻫ ﻞ وﻷﺑﻲ اﻟﻌﻼء أﺷﻌﺎر أﺧﺮى ﻛﺜرية ﰲ اﻟﺠﺪ ،ﻧﺠﺘﺰئ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻛ ﻤ ﻬ ﺎ ،وﻋ ﻤ ﺮ أﻛ ﻤ ﻬ ﺎ ﺑ ﺸ ﺎر واﻟﺤﻆ ﻳﻘﺴﻢ ،ﻋﺎش ﺑﺸﺮ ﻣﺎ اﺷﺘﻜﻰ ∗∗∗ واﻟ ﺴ ﻌ ﺪ ﻳ ﺪرك أﻗ ﻮاﻣً ﺎ ﻓ ﻴ ﺮﻓ ﻌ ﻬ ﻢ وﺷ ﺮﻓ ﺖ ذات أﻧ ﻮاط ﻗ ﺒ ﺎﺋ ﻠ ﻬ ﺎ وﻗ ﺪ ﻳ ﻨ ﺎل إﻟ ﻰ أن ﻳ ﻌ ﺒ ﺪ اﻟ ﺤ ﺠ ﺮا وﻟ ﻢ ﺗ ﺒ ﺎﻳ ﻦ ﻋ ﻠ ﻰ ﻋ ﻼﺗ ﻬ ﺎ اﻟ ﺸ ﺠ ﺮا ∗∗∗ ﻟ ﻤ ﺎ زاد ،واﻟ ﺪﻧ ﻴ ﺎ ﺣ ﻈ ﻮظ وإﻗ ﺒ ﺎل ﺳ ﻴ ﻄ ﻠ ﺒ ﻨ ﻲ رزﻗ ﻲ اﻟ ﺬي ﻟ ﻮ ﻃ ﻠ ﺒ ﺘ ﻪ ∗∗∗ ﻗ ﻠ ﻢ اﻷدﻳ ﺐ ،ﺑ ﻐ ﻴ ﺮ ﺣ ﻆ ،ﻣ ﻐ ﺰل ﻫ ﺬا ﻟ ﻪ رﻣ ﺢ وﻫ ﺬا أﻋ ﺰل ﻻ ﺗ ﻄ ﻠ ﺒ ﻦ ﺑ ﺂﻟ ﺔ ﻟ ﻚ رﺗ ﺒ ﺔ ﺳ ﻜ ﻦ اﻟ ﺴ ﻤ ﺎ ﻛ ﺎن اﻟ ﺴ ﻤ ﺎء ﻛ ﻼﻫ ﻤ ﺎ ∗∗∗ ﻣﻜﺎرم ﻻ ﺗﺤﺼﻰ وإن ﻛﺬب اﻟﺨﺎل إذا ﺻ ﺪق اﻟ ﺠ ﺪ اﻓ ﺘ ﺮى اﻟ ﻌ ﻢ ﻟ ﻠ ﻔﺘ ﻰ اﻟﻌﻢ أي اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،وﻻ ﺗﻜﺮى أي ﻻ ﺗﻨﻔﺪ ،واﻟﺨﺎل املﺨﻴﻠﺔ. ﻣﻮﺟﺰ رأي اﻟﺸﻌﺮاء ﰲ اﻟﺠﺪ وﻧﻨﺘﻬﺰ ﻫﺬه املﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻨﺬﻛﺮ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ آراء اﻟﺸﻌﺮاء ﰲ اﻟﺠﺪ ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن آراءﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﺗﻜﺎد ﺗﺠﻤﻊ ﻋﲆ أﻧﻪ ﺣﻠﻴﻒ اﻟﻐﺒﺎء ،ﻗﺎل املﺘﻨﺒﻲ: وﺣ ﺘ ﻰ ﻳ ﺼ ﻴ ﺮ اﻟ ﻴ ﻮم ﻟ ﻠ ﻴ ﻮم ﺳ ﻴ ﺪا ﻫﻮ اﻟﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﻌﻴﻦ أﺧﺘﻬﺎ 191 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ∗∗∗ ﺑﺄﺻﻌﺐ ﻣﻦ أن أﺟﻤﻊ اﻟﺠﺪ وأﻟﻔﻬﻤﺎ وﻣﺎ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎء واﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻳﺪ وﻗﺎل أﺑﻮ ﺗﻤﺎم: وﻳﻜﺪي اﻟﻔﺘﻰ ﻣﻦ دﻫﺮه ،وﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ إذن ﻫ ﻠ ﻜ ﺖ ﻣ ﻦ ﺟ ﻬ ﻠ ﻬ ﻦ اﻟ ﺒ ﻬ ﺎﺋ ﻢ ﻳﻨﺎل اﻟﻔﺘﻰ ﻣﻦ دﻫﺮه ،وﻫﻮ ﺟﺎﻫﻞ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻷرزاق ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺎ وﻗﺎل اﻟﻀﺎﱄ: ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ أن ﺗﺪري اﻟﺬي ﻫﻮ أﺣﺪق ﺑ ﻪ ﻟ ﻬ ﻤ ﺎ اﻷرزاق ﺣ ﻴ ﻦ ﺗ ﻔ ﺮق وﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺎﻟﺮزق ﺿﻴﻖ إذا ﺟ ﻤ ﻌ ﺖ ﺑ ﻴ ﻦ اﻣ ﺮﺋ ﻴ ﻦ ﺻ ﻨ ﺎﻋ ﺔ ﻓ ﻼ ﺗ ﺘ ﻔ ﻘ ﺪ ﻣ ﻨ ﻬ ﻤ ﺎ ﻏ ﻴ ﺮ ﻣ ﺎ ﺟ ﺮت ﻓﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻬﻞ ﻓﺎﻟﺮزق واﺳﻊ وﻗﺎل اﺑﻦ وﻫﺒﻮن: ﻓﺜﻢ ﺗﺮى زﻧﺪ اﻟﺴﻌﺎدة ﻛﺎﺑﻲ وﺣﻴﺚ ﺗﺮى زﻧﺪ اﻟﻨﺠﺎﺑﺔ وارﻳﺎ وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺨﻴﺎط: ﻛ ﻔ ﻴ ًﻼ ﺑ ﺒ ﻌ ﺪ اﻟ ﻤ ﻄ ﻠ ﺐ اﻟ ﻤ ﺘ ﺪاﻧ ﻲ وﻳ ﻌ ﻄ ﻰ ﻣ ﻨ ﺎه اﻟ ﻌ ﺎﺟ ﺰ اﻟ ﻤ ﺘ ﻮاﻧ ﻲ وﻣﺎ زال ﺷﺆم اﻟﺤﻆ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ وﻗﺪ ﻳﺤﺮم اﻟﺠﻠﺪ اﻟﺤﺮﻳﺺ ﻣﺮاﻣﻪ وﻗﺎل املﺮوزي اﻟﴬﻳﺮ: ﻓﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﻜﻞ وﻣﺎل ﺣﻴﺚ ﻻ ﻋﻘﻞ ﺗﻨﺎﻓﻰ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻤﺎل ﻓﻌﻘﻞ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻣﺎل وﻗﺎل اﻟﻘﺎﴈ اﻟﻔﺎﺿﻞ: 192 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح زﻳ ﺎدة ﻓ ﻲ ﻧ ﻘ ﺺ رزﻗ ﻲ وزﻳﺎدﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺬق ﻓﻬﻲ وﻗﺎل اﺑﻦ ﺳﻨﺎء املﻠﻚ: وﻻ ﺗﻄﻠﺐ اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻣﺒﻬﻢ ﻫﻮ اﻟﺠﺪ ﺧﺬه إن أردت ﻣﺴﻠﻤﺎ وﻧﺨﺘﻢ ﻫﺬا املﺨﺘﺎر ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻜﻴﻬﺎ ﻟﻨﺎ أﺣﺪ اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، وﻫﻲ: وﻟﻢ ﻳﺼﻒ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺑﺤﺮه اﻟﻌﺬب ﻣﺸﺮب ﻓ ﺰوﺟ ﻨ ﻴ ﻬ ﺎ اﻟ ﻔ ﻘ ﺮ إذ ﺟ ﺌ ﺖ أﺧ ﻄ ﺐ ﻋ ﻠ ﻰ اﻷرض ﻏ ﻴ ﺮي واﻟ ﺪ ،ﺣ ﻴ ﻦ ﻳ ﻨ ﺴ ﺐ ﻋ ﻠ ﻰ ﺟ ﻨ ﺎﺣ ﻴ ﻪ ،ﻟ ﻤ ﺎ ﻻح ﻛ ﻮﻛ ﺐ ﻻ ﻗﺒﻞ ﺿﻮء اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻐﺮب ﻟ ﺮﺣ ﺖ إﻟ ﻰ رﺣ ﻠ ﻲ وﻓ ﻲ اﻟ ﻜ ﻒ ﻋ ﻘ ﺮب ﺑ ﺸ ﻲء ﺳ ﻮى اﻟ ﺤ ﺼ ﺎء رأﺳ ﻲ ﻳ ﺤ ﺼ ﺐ ﻓ ﺈن ﺑ ﺮأﺳ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟ ﺬﻧ ﺐ ﻳ ﻌ ﺼ ﺐ وإن أر ﺷ ٍّﺮا ﻓ ﻬ ﻮ ﻣ ﻨ ﻲ ﻣ ﻘ ﺮب وﻣ ﻨ ﻪ وراﺋ ﻲ ﺟ ﺤ ﻔ ﻞ ﺣ ﻴ ﻦ أرﻛ ﺐ وﻟ ﻤ ﺎ ﻟ ﻤ ﺴ ﺖ اﻟ ﺮزق ﻓ ﺎﻧ ﺠ ﺬ ﺣ ﺒ ﻠ ﻪ ﺧ ﻄ ﺒ ﺖ إﻟ ﻰ اﻹﻋ ﺪام إﺣ ﺪى ﺑ ﻨ ﺎﺗ ﻪ ﻓ ﺄوﻟ ﺪﺗ ﻬ ﺎ اﻟ ﺤ ﺰن اﻟ ﺸ ﻘ ﻲ ،ﻓ ﻤ ﺎ ﻟ ﻪ ﻓ ﻠ ﻮ ﺗ ﻬ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒ ﻴ ﺪاء ،واﻟ ﻠ ﻴ ﻞ ﻣ ﺴ ﺒ ﻞ وﻟ ﻮ ﺧ ﻔ ﺖ ﺷ ٍّﺮا ﻓ ﺎﺳ ﺘ ﺘ ﺮت ﺑ ﻈ ﻠ ﺔ وﻟ ﻮ ﺟ ﺎد إﻧ ﺴ ﺎن ﻋ ﻠ ﻲ ﺑ ﺪرﻫ ﻢ وﻟ ﻮ ﻳ ﻤ ﻄ ﺮ اﻟ ﻨ ﺎس اﻟ ﺪﻧ ﺎﻧ ﻴ ﺮ ،ﻟ ﻢ ﻳ ﻜ ﻦ وإن ﻳ ﻘ ﺘ ﺮف ذﻧ ﺒً ﺎ ﺑ ﻴ ﺮﻗ ﺔ ﻣ ﺬﻧ ﺐ وإن أر ﺧ ﻴ ًﺮا ﻓ ﻲ اﻟ ﻤ ﻨ ﺎم ﻓ ﻨ ﺎزح أﻣ ﺎﻣ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺤ ﺮﻣ ﺎن ﺟ ﻴ ﺶ ﻋ ﺮﻣ ﺮم ) (87ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ آراء ﻣﻀﺤﻜﺔ ﰲ ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ — رﴈ ﷲ ﻋﻨﻪ — ودﻋﺎوى ﻻ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ،وﻗﺪ ادﻋﻰ ﻗﻮم أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ،وإﻧﻤﺎ اﻟﺬي ﻗﺘﻠﻪ اﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ ﻫﻮ ﺷﻴﻄﺎن ﺗﺼﻮر ﻟﻠﻨﺎس ﰲ ﺻﻮرﺗﻪ .أﻣﺎ ﻋﲇ ﻓﻘﺪ ﺻﻌﺪ اﻟﺴﻤﺎء ،وﺳﻴﻨﺰل إﱃ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ أﻋﺪاﺋﻪ ،وﻫﻲ دﻋﻮى ﺗﺸﺒﻪ ﻣﺎ ادﻋﻮه ﰲ ﻋﻴﴗ. وادﻋﻰ ﻗﻮم أن ﷲ أرﺳﻞ ﺟﱪﻳﻞ إﱃ ﻋﲇ ،ﻓﺬﻫﺐ إﱃ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻄﺄ ﻟﺸﺪة اﻟﺸﺒﻪ ﺑني اﻟﻨﺒﻲ واﻹﻣﺎم ﻋﲇ ،وﻫﺬه اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺗﻘﻮل» :اﻟﻌﻨﻮا ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺮﻳﺶ« أي ﺟﱪﻳﻞ! وادﻋﻰ آﺧﺮون أن ﷲ ﺧﻠﻖ ﻣﺤﻤﺪًا ﺛﻢ ﻓﻮض إﻟﻴﻪ ﺗﺪﺑري اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺗﺪﺑريه ،ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ اﻟﻌﺎﻟﻢ دون ﷲ ،ﺛﻢ ﻓﻮض ﻣﺤﻤ ٌﺪ ﺗﺪﺑري اﻟﻌﺎﻟﻢ إﱃ ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ،ﻓﻬﻮ املﺪﺑﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وزﻋﻢ ﻏريﻫﻢ أن ﻋﻠﻴٍّﺎ ﻫﻮ ﷲ ،وﺷﺘﻤﻮا ﻣﺤﻤﺪًا ،وزﻋﻤﻮا أن ﻋﻠﻴٍّﺎ ﺑﻌﺜﻪ ﻟﻴﺜﻨﻲ ﻋﻨﻪ، 193 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻓﺎدﻋﻰ اﻷﻣﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،وﻳﺪﻋﻲ ﻓﻴﻪ ﻗﻮم آﺧﺮون أن اﻟﺮﻋﺪ واﻟﱪق ﺻﻮﺗﻪ ،وﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺻﻮت اﻟﺮﻋﺪ ،ﻗﺎل» :ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺴﻼم ﻳﺎ أﻣري املﺆﻣﻨني «.وﰲ ﻫﺬه اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﻮل أﺑﻮ إﺳﺤﻖ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ اﻟﻌﺎﻣﺮي: ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎج ﻣﻨﻬﻢ واﺑﻦ ﺑﺎب ﻳﺮدون اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺤﺎب ﺑﺮﺋﺖ ﻣﻦ اﻟﺨﻮارج ﻟﺴﺖ ﻣﻨﻬﻢ وﻣ ﻦ ﻗ ﻮم إذا ذﻛ ﺮوا ﻋ ﻠ ﻴٍّ ﺎ وﻻ ﻳﺰال ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪ إﱃ اﻟﻴﻮم أن ﻋﻠﻴٍّﺎ راﻛﺐ ﻧﺎﻗﺔ ﻳﻄري ﺑﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﺴﺤﺎب .وﻣﻤﺎ ﻧﺬﻛﺮه ﺑﻬﺬه املﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻨﺪر واﻟﻔﻜﺎﻫﺔ ،أن أﺣﺪ أﺷﻴﺎﺧﻨﺎ املﻌﻤﻤني ،املﺸﺘﻐﻠني ﺑﻨﻈﻢ اﻟﻜﻼم ،أراد أن ﻳﺒﺘﻜﺮ ﻟﻴﻘﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﻧﻪ ﻏري ﻋﺎﻛﻒ ﻋﲆ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻔﻜري اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻳﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﺮة اﻟﺠﻤﻮد واﻟﺠﻬﻞ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺤﻲ، اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ املﻤﻠﻮء ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة واﻟﺘﻔﻜري .ﻓﺤﺴﺐ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ذﻟﻚ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮي اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻫﻮ أن ﻳﺴﺘﺒﺪل وﺻﻒ اﻟﻨﻮق واﻟﺠﻴﺎد ﺑﻮﺻﻒ ﻗﻄﺮ اﻟﺒﺨﺎر واﻟﻄﻴﺎرات ،ﻓﻮرط ﻧﻔﺴﻪ ﰲ اﻷﺧﺬ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺨﺮاﻓﺔ ،ودﻋﺎ ﷲ أن ﻳﻬﺒﻪ ﻃﻴﺎرة ﻳﺴﻤﻮ ﺑﻬﺎ إﱃ اﻟﺴﺤﺎب ،ﺣﺘﻰ إذا ﺑﻠﻐﻪ ﺣﻈﻰ ﺑﻠﻘﻴﺎ ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ،ﻓﻘﺎل: ﻓﻬﺐ ﻟﻲ ذات أﺟﻨﺤﺔ ،ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻬﺎ أﻟﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺤﺐ اﻹﻣﺎﻣﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺰد اﻗﺘﻨﺎﻋﻨﺎ ﺑﺠﻤﻮده ،وﻟﻜﻨﻪ وﻓﻖ إﱃ إﺛﺒﺎت ﻓﻨﺪه وﺧﺮﻓﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺮاﺋﻊ! وﻗﺪ ﻧﺴﺒﻮا إﱃ ﻋﲇ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻔﺮ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻘﻮﻧﻪ ﻋﲆ اﻟﻌﻠﻢ اﻹﺟﻤﺎﱄ ﺑﻠﻮح اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻘﺪر ،املﺤﺘﻮى ﻋﲆ ﻣﺎ ﻛﺎن وﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻛﻠﻴٍّﺎ وﺟﺰﺋﻴٍّﺎ .وﺗﺪﻋﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ أﻧﻪ وﺿﻊ اﻟﺤﺮوف اﻟﻬﺠﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺟﻠﺪ اﻟﺠﻔﺮ ،وأﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﺳﺘﺨﺮاج ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ اﻟﻐﻴﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻳﺪﻋﻮن أن ﻫﺬا ﻋﻠﻢ اﻧﻔﺮد ﺑﻪ آل اﻟﺒﻴﺖ وﻣﻦ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﻢ ،وأﻧﻬﻢ ﻳﺘﻮارﺛﻮﻧﻪ، وادﻋﻰ آﺧﺮون أن ﻓﻬﻢ أﴎار ﻫﺬا اﻟﺠﻔﺮ ﻗﺎﴏة ﻋﲆ املﻬﺪي املﻨﺘﻈﺮ ،وأﻧﻪ — دون ﻏريه — ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﻘﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺳﻤﻮه ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ؛ ﻷن ﻋﻠﻴٍّﺎ ﻛﺘﺒﻪ ً ﺣﺮوﻓﺎ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﰲ ورق ﻣﺼﺒﻮغ ﻣﻦ ﺟﻠﺪ اﻟﺒﻌري ،وﻗﺪ اﺷﺘﻬﺮ ﺑني اﻟﻨﺎس ،ﻻﺣﺘﻮاﺋﻪ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻸوﻟني واﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﻻ ﻳﺰال ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﺨﺮاﻓﺎت وأﺷﺒﺎﻫﻬﺎ ،ﺑﻼ ﺗﺪﺑﺮ وﻻ روﻳﺔ .وﻧﺤﻮ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﺮاﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺮووﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﺨﴬ ،وﻋﻦ املﺴﻴﺦ اﻟﺪﺟﺎل، 194 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﻏري ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﱰﻫﺎت .وﻗﺪ وﻗﻒ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻗﺴﻤً ﺎ ﻛﺒريًا ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان واﻟﻠﺰوﻣﻴﺎت ملﺤﺎرﺑﺔ أﺷﺒﺎه ﻫﺬه اﻟﺒﺪع ،واﻟﺘﺸﻨﻴﻊ ﻋﲆ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﻬﺎ .وﺣﺴﺒﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﺪل ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻣﻨﺪدًا ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺨﺮاﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻴﻌﻮﻧﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺨﴬ: ﻋﻔﺎء ،ﻧﻌﻢ ﻟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻦ اﺧﻀﺮا ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺳﻔﺎر ،أﺷﻌﺚ ﻣﻐﺒﺮا وﻳ ﻌ ﺬر ﻓ ﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺗ ﻜ ﺴ ﺐ ﻣ ﻀ ﻄ ﺮا ﻳﻘﻮل اﻟﻐﻮاة اﻟﺨﻀﺮ ﺣﻲ ،ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻟﻮ ﺻﺪﻗﻮا ﻣﺎ اﻧﻔﻚ ﻓﻲ ﺷﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﺟ ﻨ ﻰ ﻗ ﺎﺋ ﻞ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﻴ ﻦ ،ﻳ ﻄ ﻠ ﺐ ﺛ ﺮوة وﻗﻮﻟﻪ ﻣﻨﺪدًا ﺑﺎملﻬﺪي املﻨﺘﻈﺮ: وﻧ ﺼ ﺮاﻧ ﻴ ﺔ وﻳ ﻬ ﻮدﻳ ﺔ م ﻓﺘﻠﻘﻰ إﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﻣﻬﺪﻳﺔ ﻣ ﺠ ﻮﺳ ﻴ ﺔ وﺣ ﻨ ﻴ ﻔ ﻴ ﺔ ﺗ ﺮاﻗ ﺐ ﻣ ﻬ ﺪﻳ ﻬ ﺎ أن ﻳ ﻘ ﻮ وﻧﺪد ﺑﻈﻬﻮره ﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ،ﻓﻠريﺟﻊ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺎء. ) (88أي أدﺧﻞ اﻟﺴﻌﻮط ﰲ أﻧﻔﻚ ﻟﺘﻔﻴﻖ ،واﻟﺴﻌﻮط ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻷﻧﻒ ﻣﻦ ﻣﺴﺤﻮق دﻗﻴﻖ اﻟﺘﺒﻎ .وﻻﺑﻦ اﻟﺮاوﻧﺪي ﰲ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ،ﺑﻴﺘﺎن آﺧﺮان ،أﻗﻞ ﺷﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻴﺘني، وﻫﻤﺎ: وﺟﺎﻫﻞ ﺟﺎﻫﻞ ،ﺗﻠﻘﺎه ﻣ ً ﺮزوﻗﺎ وﺻﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﺤﺮﻳﺮ زﻧﺪﻳ ًﻘﺎ ﻛﻢ ﻋﺎﻗﻞ ﻋﺎﻗﻞ ،أﻋﻴﺖ ﻣﺬاﻫﺒﻪ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﺮك اﻷوﻫﺎم ﺣﺎﺋﺮة ) (89أي ﻫﺮﻣﻲ ﻣﴫ. )(90 وآﺟ ﺎﻟ ﻬ ﻢ أﺳ ﺪ ﺗ ﻔ ﺘ ﺮس ﻫﻞ اﻟﻌﻤﺮ إﻻ ﻧﻈﻴﺮ اﻟﺴﻮام ) (91ﻛﺮر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ: إﻟ ﻴ ﻪ ﻓ ﻘ ﺪ ﺣ ﻠ ﺖ اﻟ ﺒ ﻬ ﻠ ﻪ وﻟ ﻢ ﻳ ﺮض ﻓ ﻲ ﻓ ﻌ ﻠ ﻪ أﻫ ﻠ ﻪ إذا ﻣﺎ اﺑﻦ ﺳﺘﻴﻦ ﺿﻢ اﻟﻜﻌﺎب ﻫ ﻮ اﻟ ﺸ ﻴ ﺦ ،ﻟ ﻢ ﻳ ﺮﺿ ﻪ أﻫ ﻠ ﻪ 195 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان إﻻ ﻣ ﺠ ﺮﺑ ﺔ ﻛ ﻬ ﻠ ﻪ ـ ﻦ ﻓ ﻨ ﻌ ﻢ اﻟ ﻘ ﺮﻳ ﻦ ﻟ ﻪ اﻟ ﺸ ﻬ ﻠ ﻪ ﻓ ﻼ ﻳ ﺘ ﺰوج أﺧ ﻮ اﻷرﺑ ﻌ ﻴ ﻦ رأى اﻟﺸﻴﺐ ﻓﻲ ﻋﺎرﺿﻴﻪ اﻟﻤﺴـ وﻗﻮﻟﻪ: ﻓ ﺄﻳ ﺎﻣ ﻬ ﺎ ﺻ ﻦ ﻋ ﻠ ﻴ ﻚ وﺻ ﻨ ﺒ ﺮ ﻟ ﻤ ﻮﻟ ﺪك ،اﻟ ﺒ ﻨ ﺎء ،دﻧ ﺎ ﻟ ﻴ ﻬ ﻮى ﻻ ﺧﻴﺐ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﻣﻬﻮ إذا أﻧﺖ زوﺟﺖ اﻟﻌﺠﻮز ،ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﺎ ﻛ ﺄﻧ ﻚ ﺑ ﻌ ﺪ ﺧ ﻤ ﺴ ﻴ ﻦ اﺳ ﺘ ﻘ ﻠ ﺖ وأﻧ ﻚ إن ﺗ ﺰوج ﺑ ﻨ ﺖ ﻋ ﺸ ﺮ وﺣﻜﺎﻳﺔ ﺷﻴﺦ ﻣﻬﻮ ﻣﺸﻬﻮرة ،ﻻ ﻧﺤﺐ أن ﻧﺬﻛﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ ،ﻓﻠريﺟﻊ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺎء ،ﰲ )ص ٣٥٨ﺟﺰء (٢اﻟﻠﺰوﻣﻴﺎت. ) (92ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻬﺬه املﻨﺎﺳﺒﺔ ﻗﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮاء: ﻻ ﺗﻨﻜﺤﻦ ﻋﺠﻮ ًزا ،إن دﻋﻴﺖ ﻟﻬﺎ ﻓ ﺈن أﺗ ﻮك وﻗ ﺎﻟ ﻮا إﻧ ﻬ ﺎ ﻧ ﺼ ﻒ وإن ﺣﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻜﻴﺤﻬﺎ اﻟﺬﻫﺒﺎ ﻓﺈن أﻃﻴﺐ ﻧﺼﻔﻴﻬﺎ اﻟﺬي ذﻫﺒﺎ ) (93ﻫﻮ واﺻﻞ ﺑﻦ ﻋﻄﺎء ،ﺗﻠﻤﻴﺬ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﴫي ،وﺻﺎﺣﺐ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻮاﺻﻠﻴﺔ، ورﺋﻴﺲ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ املﻌﺮوﻓﺔ املﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻴﻪ ،وﻛﺎن ﰲ زﻣﻦ ﻋﺒﺪ املﻠﻚ وﻫﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﺒﺪ املﻠﻚ ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﰲ ﻛﺘﺎب املﻠﻞ واﻟﻨﺤﻞ ﻟﻠﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ. ) (94ﻧﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺪار وﻫﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﺨﻢ. ) (95رأي أﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﰲ اﻟﺨﻤﺮ :ﻻ ﻳﺠﻬﻞ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻣﺰاﻳﺎ اﻟﺨﻤﺮ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻋﺮف اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺰاﻳﺎﻫﺎ ،وإن ﻛﺎن ﻟﻢ ﻳﺬق ﻟﻬﺎ ﻃﻌﻤً ﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺮأ ﺟﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﺎﻫﻠﻴني وإﺳﻼﻣﻴني وﻋﺒﺎﺳﻴني ،ودرﺳﻪ ﻛﻤﺎ درس ﻏريه ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻦ أﻋﻠﻢ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺎ ،وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑًﺎ ،ﻓﻘﺪ أﺗﻰ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ أﺷﻌﺎره ﺑﻜﺜري ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺒﻴﻬﺎت اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﺒﴫ ﻗﺒﻞ ﻏريه .وﺣﺴﺒﻚ ﻣﺎ أﺗﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻷوﺻﺎف اﻟﻜﺜرية اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ،ﰲ ً ﺳﻬﻴﻼ ﰲ وﺻﻒ اﻟﺪروع وﻏريﻫﺎ ،وﻧﻜﺘﻔﻲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﺒﻴﺘﻪ املﺸﻬﻮر ،اﻟﺬي وﺻﻒ ﺑﻪ ﻗﻮﻟﻪ: 196 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح ن وﻗﻠﺐ اﻟﻤﺤﺐ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﻘﺎن وﺳﻬﻴﻞ ﻛﻮﺟﻨﺔ اﻟﺤﺐ ﻓﻲ اﻟﻠﻮ وﻟﻢ ﻳﻘﴫ ﺑﺸﺎر ،ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺷﺄو املﺒﴫﻳﻦ ،وإﺟﺎدة اﻷوﺻﺎف اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ أن ﻳﻨﻔﺮدوا ﺑﻬﺎ دون ﺳﻮاﻫﻢ ،وآﻳﺔ ذﻟﻚ ﺑﻴﺘﻪ اﻟﺮاﺋﻊ املﺸﻬﻮر: وأﺳﻴﺎﻓﻨﺎ ﻟﻴﻞ ﺗﻬﺎوى ﻛﻮاﻛﺒﻪ ﻛﺄن ﻣﺜﺎر اﻟﻨﻘﻊ ﻓﻮق رؤوﺳﻨﺎ إذن ﻓﻘﺪ ﻛﺎن أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻳﻌﺮف اﻟﺨﻤﺮ وﻳﺪرك ﻣﺰاﻳﺎﻫﺎ ﺗﻤﺎﻣً ﺎ ،وﻗﺪ ﺗﻤﻨﻰ ﴍﺑﻬﺎ ﰲ ﻛﺜري ﻣﻦ أﺷﻌﺎره ،وود ﻟﻮ أﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻃﻠﻘﺔ ﻣﺤﻠﻠﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﻪ أن ﻳﻌﻘﺐ — ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻤﻨﺎﻫﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ — ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﴘ اﻟﺬي ﻳﺪﻓﻌﻪ إﱃ اﻟﻌﺰوف ﻋﻨﻬﺎ ،واﻹﺣﺠﺎم ﻋﻦ ﴍﺑﻬﺎ ،وﻫﻮ إزراؤﻫﺎ ﺑﺎﻟﻠﺐ .وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ أن أﺑﺎ اﻟﻌﻼء ﻛﺎن ﻳﻌﺘﺰ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻛﻞ اﻻﻋﺘﺰاز وﻳﺠﻠﻪ ،وﻳﻔﺘﻦ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺴﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﻟﻴﺘﻀﺎءل أﻣﺎﻣﻪ ﻛﻞ اﻋﺘﺒﺎر إذا ﻗﻴﺲ إﻟﻴﻪ .وﻗﺪ أﻇﻬﺮﻧﺎ أن ﻣﻦ أﻛﱪ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ أزﻋﺠﺘﻪ ﻣﻦ ﻟﻘﺎء املﻮت — رﻏﻢ ﺣﻨﻴﻨﻪ اﻟﺪاﺋﻢ إﻟﻴﻪ — ﻫﻮ ﺧﻮﻓﻪ أن ﻳﺴﻠﺒﻪ اﻟﺮدى ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻴﻪ وﻳﻀﻦ ﺑﻪ ،وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻧﻔﺴﻪ ارﺗﺎع ﻣﻦ اﻟﻜﱪ ،ﻓﻘﺎل: ﻣﻦ اﻟﺪﻫﺮ إﻻ أن ﻳﺤﻞ ﺑﻲ اﻟﻬﺘﺮ وﻣ ﺎ أﺗ ﻮﻗ ﻰ واﻟ ﺨ ﻄ ﻮب ﻛ ﺜ ﻴ ﺮة وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﺨﺬ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺘﺎﱄ ﻣﻔﺘﺎح ﻓﻠﺴﺘﻪ ﰲ اﻟﺨﻤﺮ وﻫﻮ: ﻟﻜﻨﺖ أﺧﺎ اﻟﻨﺪاﻣﺔ واﻟﻨﺪﻳﻢ وﻟ ﻮﻻ أﻧ ﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟ ﻠ ﺐ ﺗ ﺰري وﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺪرك اﻟﴪ ﰲ رﻏﺒﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ — ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻤﻨﻴﻪ إﻳﺎﻫﺎ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻻﻣﻴﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ — وﻫﻮ ﺑﺎﻟﻌﺮاق ،وأﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻨﻴﻨﻪ ووَﺟْ ﺪه اﻟﺸﺪﻳﺪ إﱃ ﺑﻠﺪه )املﻌﺮة( ﻓﻘﺎل: ﺗ ﻤ ﻨ ﻴ ﺖ أن اﻟ ﺨ ﻤ ﺮ ﺣ ﻠ ﺖ ﻟ ﻨ ﺸ ﻮة ﻓﺄذﻫﻞ أﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮاق ،ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺗﺠﻬﻠﻨﻲ ﻛﻴﻒ اﻃﻤﺄﻧﺖ ﺑﻲ اﻟﺤﺎل رزى اﻷﻣ ﺎﻧ ﻲ ﻻ أﻧ ﻴ ﺲ وﻻ ﻣ ﺎل 197 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ﻛ ﻔ ﻰ ﺣ ﺰﻧ ًﺎ ﺑ ﻴ ﺖ ﻣ ﺸ ﺖ وإﻗ ﻼل ﻣ ﻘ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻫ ﻠ ﻴ ﻦ ،ﻳ ﺴ ﺮ وأﺳ ﺮة ﻋﲆ أﻧﻬﺎ أﻣﻨﻴﺔ اﻟﻴﺎﺋﺲ اﻟﺬي ﻳﻔﻀﻞ املﻮت ﻋﲆ اﻟﺤﻴﺎة .وإﻟﻴﻚ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﰲ اﻟﺨﻤﺮ ،ﻧﺴﺘﺪل ﺑﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺎ ذﻫﺒﻨﺎ إﻟﻴﻪ: ﻓﺘﺤﻤﻞ ﺛﻘ ًﻼ ﻣﻦ ﻫﻤﻮﻣﻲ وأﺣﺰاﻧﻲ ﻣ ﺨ ﻔ ﻔ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺤ ﻠ ﻢ ،ﻛ ﻔ ﺔ ﻣ ﻴ ﺰاﻧ ﻲ أﻳ ﺄﺗ ﻲ ﻧ ﺒ ﻲ ﻳ ﺠ ﻌ ﻞ اﻟ ﺨ ﻤ ﺮ ﻃ ﻠ ﻘ ﻪ وﻫﻴﻬﺎت! ﻟﻮ ﺣﻠﺖ ،ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺷﺎرﺑًﺎ ∗∗∗ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺨﻤﺮ ﺣ ٍّﻼ ،ﻣﺎ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﻬﺎ ﻟ ﻨ ﻔ ﺴ ﻲ اﻟ ﺪﻫ ﺮ ﻻ ﺳ ٍّﺮا وﻻ ﻋ ﻠ ﻨ ﺎ ∗∗∗ وﻳﻬﺠﺮ ﻃﻴﺐ اﻟﺮاح ﺧ ً ﻮﻓﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺮ ∗∗∗ ﻫ ﻲ اﻟ ﺮاح أﻫ ًﻼ ﻟ ﻄ ﻮل اﻟ ﻬ ﺠ ﺎء ﻓ ﻼ ﺗ ﻌ ﺠ ﺒ ﻨ ﻚ ﻋ ﺮوس اﻟ ﻤ ﺪام وﻣ ﻦ ﻳ ﻔ ﺘ ﻘ ﺪ ﻟ ﺒ ﻪ ﺳ ﺎﻋ ﺔ وإن ﺧ ﺼ ﻬ ﺎ ﻣ ﻌ ﺸ ﺮ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﺪح وﻻ ﻳ ﻄ ﺮﺑ ﻨ ﻚ ﻣ ﻐ ﻦ ﺻ ﺪح ﻓ ﻘ ﺪ ﻣ ﺎت ﻓ ﻴ ﻬ ﺎ ﺑ ﺨ ﻄ ﺐ ﻓ ﺪح وﻗﺪ ﴍح ﰲ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ اﻟﺬﻫﻮل اﻟﺬي ﺗﺤﺪﺛﻪ اﻟﺨﻤﺮ ﰲ ﻧﻔﻮس ﺷﺎرﺑﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل: ﻓ ﺘ ﻮﻗ ﻴ ﻦ ﻫ ﺠ ﻮم ذاك اﻟ ﺒ ﺎب وأذى اﻟ ﻨ ﺪﻳ ﻢ ،وﻓ ﺮﻗ ﺔ اﻷﺣ ﺒ ﺎب ﻣ ﻬ ﻦ اﻟ ﻌ ﺒ ﻴ ﺪ ﺗ ﻬ ﻀ ﻢ اﻷرﺑ ﺎب ﻟ ﺒ ﺴ ﻮا ،ﻋ ﻠ ﻰ ﻛ ﺒ ﺮ ،ﺑ ﺮود ﺷ ﺒ ﺎب ﺻ ﻬ ﺐ اﻟ ﺪﻧ ﺎن أﻋ ﺎدي اﻷﻟ ﺒ ﺎب اﻟ ﺒ ﺎﺑ ﻠ ﻴ ﺔ ﺑ ﺎب ﻛ ﻞ ﺑ ﻠ ﻴ ﺔ ﺟ ﺮت ﻣ ﻼﺣ ﺎة اﻟ ﺼ ﺪﻳ ﻖ وﻫ ﺠ ﺮه ﻫﺘﻜﺖ ﺣﺠﺎب اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت ،وﺟﺸﻤﺖ وﺗ ﻮﻫ ﻢ اﻟ ﺸ ﻴ ﺐ اﻟ ﻤ ﺪاﻟ ﻒ ،أﻧ ﻬ ﻢ وإذا ﺗ ﺄﻣ ﻠ ﺖ اﻟ ﺤ ﻮادث ،أﻟ ﻔ ﻴ ﺖ 198 اﻟﺮد ﻋﲆ رﺳﺎﻟﺔ اﺑﻦ اﻟﻘﺎرح وﺟﻤﺎع اﻟﻘﻮل :إن أﺑﺎ اﻟﻌﻼء أﻛﺜﺮ ِﻣﻦ ذﻛﺮ اﻟﺨﻤﺮ واﻟﺘﺸﻨﻴﻊ ﺑﻬﺎ ﰲ أﺷﻌﺎره ،وﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻔﺮد ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮاء — ﻣﺜﻞ أﺑﻲ ﻧﻮاس — دﻳﻮاﻧًﺎ ﰲ ﻣﺪح اﻟﺨﻤﺮ ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أﻧﺖ أن ﺗﻔﺮد ﻷﺑﻲ اﻟﻌﻼء ﻛﺬﻟﻚ ،دﻳﻮاﻧًﺎ ﰲ ذﻣﻬﺎ. ) (96ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻘﺼﻮرة اﺑﻦ درﻳﺪ ،وﻫﻲ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ أن ﻧﺸري إﻟﻴﻬﺎ ،وأوﻟﻬﺎ: ﺗﺮﻋﻰ اﻟﺨﺰاﻣﻰ ﺑﻴﻦ أﺷﺠﺎر اﻟﻨﻘﺎ ﻳ ﺎ ﻇ ﺒ ﻴ ﺔ أﺷ ﺒ ﻪ ﺷ ﻲء ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﻬ ﺎ ) (97وﻳﲇ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﻠﻬﺎ اﻟﻤﻬﺬب ﻣﻦ ﺛﻨﺎء اﻟﻜﺎس ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ،ﻳﻜﺮع ﻓﻲ ﺳﻨﺎ ﻣﻘﺒﺎس إﻻ ﺑ ﻄ ﻴ ﺐ ﺧ ﻼﺋ ﻖ اﻟ ﺠ ﻼس ﺻﻔﺮاء ،زان رواءﻫﺎ ﻣﺨﺒﻮرﻫﺎ وﻛﺄن ﺷﺎرﺑﻬﺎ ﻟﻔﺮط ﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ﻓ ﺎﻟﺮاح ﻃﻴﺒ ﺔ ،وﻟﻴ ﺲ ﺗﻤﺎﻣ ﻬﺎ ) (98ﻫﻲ اﻟﺨﻤﺮ. ) (99اﻟﺨﻤﺮ. ) (100اﻟﺠﱪ :ﻛﺮر أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ﰲ ﻟﺰوﻣﻴﺎﺗﻪ وﻫﻮ ﺑﻼ رﻳﺐ أول ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﱪ ،وﻧﺠﺘﺰئ ﻣﻦ أﺷﻌﺎره اﻟﻜﺜرية ﺑﺎﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﻼﺳﺘﺪﻻل ﺑﻬﺎ ﻋﲆ ﻳﻘﻴﻨﻪ اﻟﺜﺎﺑﺖ وإﻳﻤﺎﻧﻪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﺰﻋﺰع ﺑﻤﺬﻫﺐ اﻟﺠﱪ وإذﻋﺎﻧﻪ ﻟﻠﻘﻀﺎء واﻟﻘﺪر ،وﻫﻲ: وﻟ ﻜ ﻦ ﺑ ﺄﻣ ﺮ ﺳ ﺒ ﺒ ﺘ ﻪ اﻟ ﻤ ﻘ ﺎدر وﻛ ﻴ ﻒ وﻓ ﺎء اﻟ ﻨ ﺠ ﻞ ،واﻷب ﻏ ﺎدر؟ ﻛ ﺤ ﺎﻻﺗ ﻬ ﺎ ،أﻓ ﻌ ﺎﻟ ﻬ ﺎ واﻟ ﻤ ﺼ ﺎدر »أأﻧ ﺖ ﻋ ﻠ ﻰ ﺗ ﻐ ﻴ ﻴ ﺮ ﻟ ﻮﻧ ﻚ ﻗ ﺎدر؟« وﻣ ﺎ ﻓ ﺴ ﺪت أﺧ ﻼﻗ ﻨ ﺎ ﺑ ﺎﺧ ﺘ ﻴ ﺎرﻧ ﺎ وﻓ ﻲ اﻷﺻ ﻞ ﻏ ﺶ ،واﻟ ﻔ ﺮوع ﺗ ﻮاﺑ ﻊ إذا اﻋ ﺘ ﻠ ﺖ اﻷﻓ ﻌ ﺎل ﺟ ﺎءت ﻋ ﻠ ﻴ ﻠ ﺔ ﻓﻘﻞ ﻟﻠﻐﺮاب اﻟﺠﻮن ،إن ﻛﺎن ﺳﺎﻣﻌً ﺎ ∗∗∗ ﻓ ﻤ ﺎ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﺑ ﺘ ﻐ ﺎء اﻟ ﺮزق ﺗ ﻘ ﺪﻳ ﺮ واﻟ ﻌ ﻘ ﻞ زﻳ ﻦ ،وﻟ ﻜ ﻦ ﻓ ﻮﻗ ﻪ ﻗ ﺪر ∗∗∗ ﻓ ﺄﻟ ﻘ ﻮا إﻟ ﻰ ﻣ ﻮﻻﻛ ﻢ ﺑ ﺎﻟ ﻤ ﻘ ﺎﻟ ﺪ وﻳ ﺠ ﺮي ﻗ ﻀ ﺎء ﻣ ﺎﻟ ﻜ ﻢ ﻋ ﻨ ﻪ ﺣ ﺎﺟ ﺰ 199 رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻐﻔﺮان ∗∗∗ ﻋ ﻠ ﻰ ﻋ ﻨ ﺖ ،ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﻏ ﺮﻳ ﻦ ﻗ ﻤ ﺎء! ﻧ ﻬ ﺎب أﻣ ﻮ ًرا ،ﺛ ﻢ ﻧ ﺮﻛ ﺐ ﻫ ﻮﻟ ﻬ ﺎ ∗∗∗ أﻻ ﻳ ﺮد اﻟ ﻜ ﺎﺋ ﻨ ﺎت ﺣ ﺬار وﻧ ﺤ ﺎذر اﻷﺷ ﻴ ﺎء ﺑ ﻌ ﺪ ﻳ ﻘ ﻴ ﻨ ﻨ ﺎ ∗∗∗ ﻳ ﺴ ﻤ ﻮ ﺑ ﺤ ﻜ ﻤ ﺘ ﻪ إﻟ ﻰ ﺗ ﻬ ﺬﻳ ﻬ ﺎ وﺟ ﺒ ﻠ ﺔ اﻟ ﻨ ﺎس اﻟ ﻔ ﺴ ﺎد ،ﻓ ﻀ ﻞ ﻣ ﻦ ∗∗∗ ﻣ ﻬ ﺞ اﻷﻧ ﺎم ،وﻋ ﻘ ﻠ ﻬ ﻢ ﻓ ﻴ ﻔ ﻠ ﻪ ﻳ ﺘ ﺤ ﺎرب اﻟ ﻄ ﺒ ﻊ اﻟ ﺬي ﻣ ﺰﺟ ﺖ ﺑ ﻪ ) (101ﻳﺸﺒﻪ ﻗﻮل ذي اﻷﺻﺒﻊ اﻟﻌﺪواﻧﻲ: وإن ﺗﺨﻠﻖ أﺧ ً ﻼﻓﺎ إﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻛﻞ اﻣﺮئ ﺻﺎﺋﺮ ﻳﻮﻣً ﺎ ﻟﺸﻴﻤﺘﻪ ) (102اﻓﺘﻦ أﺑﻮ اﻟﻌﻼء ﰲ ﻧﻈﻢ ﻫﺬا املﻌﻨﻰ ،ﻓﻘﺎل: ﻓﻤﺎ ﻷﻓﻌﺎﻟﻜﻢ أﻓﻌﺎل إﻫﻤﺎل دﻧﺘﻢ ﺑﺄن ﺳﻴﺠﺎزﻳﻜﻢ إﻟﻬﻜﻢ ) (103ﻋﻮدة أو رﺟﻌﺔ. ) (104ﺟﻤﻊ ﻧﻔﻴﺔ وﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻴﻪ اﻟﺤﻮاﻓﺰ ﻣﻦ ﺣﴢ وﻏريﻫﺎ .وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺤﻘرية اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ. ) (105ﺟﻤﻊ ﻗﺮم وﻫﻮ اﻟﺒﻌري أو اﻟﻔﺤﻞ. ) (106ﺟﻤﻊ أﻓﻴﻞ وﻫﻮ ﺻﻐري اﻹﺑﻞ. ) (107ﺟﻤﻊ ﻋﺎﺋﺬ وﻫﻲ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎج. 200