محاضرات في أنثروبولوجيا القرابة Kinship Anthropology م .سناء صالح الجامعة المستنصرية /كلية اآلداب /قسم االنثروبولوجيا التطبيقية المرحلة الثالثة الدراسة الصباحية والمسائية مقدمة: تتناول المحاضرات التي بين أيدينا موضوعات في أنثروبولوجيا القرابة ، Kinship Anthropology التي حرصت عند وضعها مع معرفتي سعة هذا العلم وتعدد جوانبه ،وتشعب ما يتناوله من موضوعات، أن أعطي الطلبة فكرة عامة عن انثروبولوجيا القرابة والموضوعات الرئيسية بضمن المنهاج الدراسي المقرر للعام الدراسي بفصليه الدراسيين. قد اعتمدت في عرض المادة على خطة جمعت فيها ما بين التفصيل واإلياا مع الوضوح مع دعم المواضيع بالمخططات والرسوم التوضيحية وعروض تقديميه ،فعرضت الموضوعات الرئيسية المهمة مع بعض الموضوعات الفرعية الداعمة للمنهج المقرر لهذه المادة على أهميتها بهدف تعريف الطالب 1 على مفهوم انثروبولوجيا القرابة ومفرداتها والمااالت التي تدرسها كالقرابة الوصفية والتصنيفية والنسب والمصاهرة...إلخ ،فضالً عن التعرف على اصطالحات القرابة وانماط السلوك ونظـريـات القرابـة مع رؤى بعض العلماء في نظم القرابة وتفصيالتها ودالالت المخططات القرابية والرسوم التوضيحية. إذ يدرس الطالب في هذه المرحلة مفاهيم واصطالحات االنثروبولوجيا القرابية مع التعريف بمكونات الماتمعين المتحضر وتفصيالته والتقليدي وتفصيالتها كالقبيلة – العشيرة – الفخذ – البدنة -البطن- الحمولة -واالسرة ،مع نقاط التمييز بين الماتمعين ،إضافة الى توضيح دور العصبية القبلية ودور إبن خلدون ومقدمته الشهيرة في العمران البشري وماجاء فيها من دور التعصب القرابي وانعكاساته الحالية المتنوعة في ماتمعنا كالحزبية والقومية واالثنية ..إلخ ،على مختلف االصعدة السيما اجتماعيا ً والسلطة السياسية ،مع توضيح مفهوم النسب والحسب وعالقتهما ببعضهما مع التراتب الماتمعي والطبقي مع امثلة ودراسات ماتمعية ،وتوضيح أنواع االنساب وإنعكاس تطبيقاتها في ك ٍل من الماتمع العراقي والعربي ،ولم يفتنا االلتفات الى توضيح النظرة االجتماعية نحو االبناء بدون نسب (اللقطاء) والمتبنى من غير نسب ،في القرابة ومعطياتها ،بعد توضيح المااالت العلمية والمعرفية ونظريات القرابة ودور القرابة في البناء االجتماعي وسلطة الحكم في الماتمعات البشرية المتنوعة مع االمثلة ،باإلضافة الى نظم القرابة وفئآتها وانماطها وخطوط األنساب المتنوعة كالنسب االحادي والفردي (النسب األبوي واألمي) والنسب المتعدد والمشترك والنسب المزدوج والثنائي ومخططاتهم مع األمثله وعلماؤها والباحثين بضمن مفردات المنهج. علي أن أضع نصب عيني فائدة الطالب ومصلحة القارئ معا بعد إكمال تلك المحاضرات أصبح لزاما ً وتحقيق الغرض األول يقتضي إعطاء الطالب مادة مفيدة بهذا الاانب ،تأخذ بيده في طريق ممهدة مع الفروع والنقاط التفصيلية الداعمة لها. أما تحقيق الغرض الثاني فيقتضي أن تهيأ للقارئ كل فرصة متيسرة لالستزادة واإلطالع الواسع ،من عدة مصادر عربية ومترجمة. اذ يتوقع من الطلبة في نهاية المنهج أن ان يكونوا قد استوضحوا وألموا باالتي : مفهوم انثروبولوجيا القرابة وأهميتها في حياة الماتمعات. التعريف بإالصطالحات القرابية وانماط السلوك المتنوعة وانواع القرابة (الدموية والمصاهرة سر والزياات (الشرعية وغير الشرعية) والتبني) ،مع مخططات داللية ورسوم تبين انواع االُ َّ ومكونات البناء االجتماعي للماتمع ونوع الترابط القرابي . مفردات القرابة والمااالت التي تدرسها كالقرابة الوصفية والتصنيفية والنسب ووحدات البناء االجتماعي للماتمع كالقبيلة والعشيرة ..إلخ. اذ ان القرابة : Kinshipهي عالقة اجتماعية تعتمد على الروابط الدموية الحقيقية ،وال تعني القرابة في االنثروبولوجيا وعلم االجتماع عالقات العائلة والزواج فقط ،وإنما تعني أيضا ً عالقات المصاهرة ،فالقرابة هي عالقة دموية والمصاهرة عالقة واجية ،فعالقة األب بابنه عالقة قرابية ،وعالقة الزوج بزوجته هي عالقة مصاهرة. 2 أما من الناحيه االجتماعيه فتعتبر ماموعه من العالقات المعقدة المتشابكه الى أبعد حدود التعقد والتشابك ,كما ان كل مصطلح قرابي يعبر عن عده أنساق للعالقات القرابيه التي تشارك في الضيق او االتساع حسب االشخاص الذين يدخلون في كل نسق منها . اذ اثبتت من خالل الدراسات الميدانية انه ألجل فهم الترابط االجتماعي البد من التعرف على االنواع القرابية التي تربط الناس ببعضهم ومدى قوتها وتماسكها او ضعفها وعدم اهميتها في ماتمعٍ دون غيره. رغم عدم وجود كتب منهاية تختص بهذه المادة اال أننا إعتمدنا سلسلة من المحاضرات في االنثروبولوجيا القرابية باالعتماد على عدة مصادر بحسب االتي: .1النسق القرابي /اطروحة دكتوراه /ماجد علي العنبكي /دراسة انثروبولوجية بقضاء الخالص- ديالى/جامعة بغداد2013/ .2المدخل لالنثروبولوجيا االجتماعية/أ.د.عبدعلي سلمان المالكي /ط . 2007 .3العشيرة في الماتمع الخلياي العربي /أ.م.د .فو ية العطية /بحث مقدم في مؤتمر دول الخليج. .4البنائية عند ليفي شتراوس(نظرية القرابة) /د.فادية فؤاد ومحمد الاواهري /دار المعرفة الاامعية/ طبعة .2006 .5النظام األبوي وإشكالية الانس عند العرب /إبراهيم الحيدري /مطبعة دار الساقي /ط.2003 /1 .6المدخل الى االنثروبولوجيا االجتماعية /لويس مير /ترجمة:د.مصطفى سليم. 1983 / .7قاموس االنثروبولوجيا /د.شاكر مصطفى سليم:جامعة الكويت /ط.1981 /1 .8البناء االجتماعي /مدخل لدراسة الماتمع /الازء /2االنساق /د.أحمد أبو يد /ط .1967 3 المحاضرة األولى تضمن الفصل مدخالً عاما ً لموضوع الدراسة وبين مالمحها الرئيسة من حيث االطار العام، والمفاهيم االساسية المستعملة في الدراسة ،وتعد هذه المحاولة األساسية للدخول في تحديد اهم الرؤى النظرية ذات الصلة المباشرة بموضوع الدراسة. واخيراً ،فالبناء القرابي – الذي هو موضوع الدراسة -في اي ماتمع يتكون من عدد من العالقات الثنائية كالعالقة بين األب واالبن ،أو بين الخال وابن االخت ،أو بين أفراد العائلة الواحدة ،أو بين ابناء الفندة أو بين ابناء الفخذ أو بين ابناء العشيرة وهكذا ،كما أن البناء االجتماعي نفسه يقوم بالمثل على شبكة من مثل هذه العالقات الثنائية التي تنشأ عن طريق روابط النسب والمصاهرة، كذلك يتضمن مفهوم البناء االجتماعي التمايز القائم بين األفراد والطبقات بحسب ادوارهم االجتماعية. فاختالف المركز االجتماعي بين الرجل والمرأة ،أو بين الرئيس والعامة ،أو بين صاحب العمل والعمال أمر ال يقل أهمية في تحديد العالقات االجتماعية عن اختالف العشيرة أو الدولة التي ينتمي إليها ،بمعنى اخر فإن البناء االجتماعي يشمل الماموعات االجتماعية التي تتمتع بدرجة عالية من القدرة على البقاء لفترات طويلة من الزمن ،مثل األمم ،والقبائل ،والعشائر التي تستطيع أن تحتفظ بذاتها وكيانها كاماعات متمايزة على الرغم مما قد طرأ على اعضائها من تغيرات، ودراسة العالقات القائمة بين هذه الماموعات االجتماعية ،هذه العالقات المتاددة والمتغيرة نتياة لما يطرأ عليها من تغيرات نتياة الوالدة ،والموت ،والهارة ،والزواج ،واالصدقاء الذين يتعادون ،واالعداء الذين يتصافحون ،ويصبحون اصدقاء ،وهذا معناه أن (البناء الواقعي) يتغير على عكس (الصورة البنائية) التي تحتفظ بخصائصها ومالمحها االساسية بدون تغيرات لفترات اطول من الزمن ،التي تتمتع بدرجة عالية نسبيا ً من الثبات ،مثال على ذلك أن الماتمع الريفي العراقي قبل خمسين عاما ً ليس كما هو اليوم في واقعه من حيث االشخاص ،فكثير من الناس قد ماتوا ،وكثيرا ً قد ولدوا ،وكثيرا قد انتقلوا غلى مكان اخر ،وتغيرت المراكز االجتماعية التي يحتلونها ،ولكن انواع أو انماط العالقات ما الت تحتفظ ببعض الصفات أي إن الصورة البنائية للماتمع العراقي وأن كانت قد تغيرت تدريايا ً إال إنها ما الت تحمل بعض المالمح االصلية. والواقع ان االستمرار في الوجود ياعلنا أمام بعض المصاعب لفهم البناء االجتماعي وانساقه، فاألمة ،والقبيلة ،والعشيرة ،يمكن أن تستمر في البناء بوصفها ترتيبا ً لالشخاص على الرغم من كل ما يطرأ عليها ،وهذا ما جعل بعض العلماء وخصوصا ً البنائيين الوظيفيين امثال راكدلف براون يشبهوا استمرار البناء االجتماعي باستمرار الاسم البشري على الرغم من تغير جزيئاته باستمرار . وهناك قسم من علماء االجتماع واالنثروبولوجيا يختلفون بعض الشيء في تعريف البناء االجتماعي ،مثل ايفانز برتيشارد الذي يرى أن البناء االجتماعي يتألف من العالقات التي تقوم بين جماعات من األشخاص ضمن نسق متكامل يضم هذه الاماعات كلها ،وهو يقول صراحة أن البناء االجتماعي هو عالقة بين جماعات وليس بين أفراد .والمقصود بالاماعة عند بريتشارد هم 4 االشخاص الذين يعدون انفسهم وحدة متمايزة من غيرها من الوحدات ،وينظر إليهم اعضاء الوحدات االخرى بهذه النظرة نفسها ،كما تقوم بينهم جميعا ً التزامات متبادلة بفضل عضويتهم في تلك الوحدة ،وبهذا المعنى تعد القبيلة ،والعشيرة ،والبدنة هي جماعات ،ألنها تستمر في الوجود اجياالً كثيرة على الرغم من بعض التغيرات فيها ،مثل موت الكثير من اعضائها ،أو انتقالهم إلى مكان آخر ،أو حتى وال أجيال باكملها فإنها تظل تحتفظ بكيانها ومالمحها االصلية ،وتفرعاتها، وصلة هذه الفروع باألقسام أي إنها تعكس دائما ً النمط نفسه من العالقات االجتماعية. وقد تتغير الصورة البنائية في ظروف معينة بالتدرج ،أو بشكل مفاجئ كما يحدث في حالة الثورات مثالً ،أو الغزو العسكري ،ومع ذلك يظل البناء االجتماعي متماسكا ً ومحتفظا ً بمعظم مالمحه ألنه أساسا ً مرتب ،وإال فالناس ال يستطيعون االتااه نحو شؤونهم ،إال إنهم يعرفون نوع السلوك الذي يترقبه االخرون منهم ،وكذلك نوع التصرفات التي يتوقعونها هم انفسهم من االخرين في مختلف مواقف الحياة االجتماعية ،كما أنهم ينظمون نشاطهم تبعا ً لقواعد مرسومة بحسب قيم معينة يتعارف عليها ،فهم يستطيعون التنبؤ والتكهن باألحداث ،وبذلك يمكنهم ترتيب حياتهم بما يتفق ويتماشى مع حياة االخرين سواء كانوا أقرباء ،أو غير ذلك. .1نظام الزواج : The marriage system ليس هناك تعريف وافٍ وشامل لنظام الزواج يمكن االعتماد عليه في تحليل مفهومه االجتماعي واالخالقين وتوضيح انماطه وتفرعاته ،واستيعاب اسبابه ومضامينه الحضارية واالنسانية ،لكن المعنى الدقيق للزواج أنه مؤسسة اجتماعية مهمة ،لها نصوصها واحكامها وقوانينها وقيمها التي تختلف من حضارة غلى أخرى. والزواج عالقة جنسية تقع بين شخصين مختلفين في الانس (رجل وامرأة) يشرعها ويسوغ وجودها الماتمع ،ويستمر لفترة طويلة من الزمن يستطيع خاللها المتزوجان البالغان انااب االطفال ،وتربيتهم تربية اجتماعية واخالقية ودينية يقرها الماتمع ،ويعترف بوجودها واهميتها. وقوانين الزواج تنص على ضرورة ترسيخ العالقات االجتماعية والانسية بين الشخصين المتزوجين واستمرارها ن في حين ال تكون العالقات الانسية التي تقع خارج نظام الزواج شرعية ،ومدعومة من قبل الدين والقانون ،واالخالق ،لذا فهي عالقات محرمة ،ومحظورة، وعالقات غير ثابتة وال مستمرة. ويستلزم نظام الزواج انااب االطفال وتربيتهم تربية اجتماعية واخالقية يقرها الماتمع ويعترف بها ومثل هذه التربية تحتاج الى جهود معينة ووقت طويل ،ويؤدي الوالدان الدور المباشر في هذه التربية ،إذ يقومان بتدريب اطفالهم على االقتداء بالسلوك السوي والقيم واالعتقاد بالمثل والقيم واالهداف الكبرى التي يعتقد بها الماتمع. إن الزواج من الناحية البايولوجية واالجتماعية هو معاشرة جنسية بين رجل وامرأة تتبعها مسؤوليات ابوية وتربوية مهمة ،تتوالها العائلة الاديدة ،وتكون مهيئة للقيام بها وتنفيذها؛ لهذا يعتقد البروفسور وسترمارك بأن الزواج متأصل بالعائلة أي أنه أساس تكوين العائلة ونشوئها ،أما 5 المضمون االجتماعي للزواج ،فإنه يتعلق بالموافقة االجتماعية التي تكون على شكل عقد شرعي توقعه االطراف المعنية التي تدخل في إطار الزواج ،والزواج هو الذي يحدد العالقة االجتماعية والانسية التي تقع بين الزوجين ،وهو الذي يحدد العالقة االجتماعية والروحية التي تقع بين االبوين واالطفال. وغالبا ً ما يرافق الزواج حفل اجتماعي عام تشهد وتؤيد وقوع الزواج بين الرجل والمرأة ،وهذا الحفل إلى جانب كونه اجتماعي فإنه ديني وشرعي وقانوني موقر له صفاته االجتماعية واالخالقية التي يقرها الماتمع ،ويتمسك بها. والزواج ظاهرة اجتماعية تال م أي ماتمع بشري ،وال خالف على وجوده في كل الماتمعات القديمة والحديثة ،الفقيرة والغنية ،المختلفة والمتقدمة ،إال أن الخالف االساسي يكمن في كثير من األمور المتبعة في اجرائه ،والسن القانونية للزوجين ،والتكافؤ بين الزوجين ...الخ. .2نظام االسرة : the family system األسرة هي عبارة عن منظمة اجتماعية تتكون من أفراد يرتبطون ببعضهم بروابط اجتماعية واخالقية ودموية ،وروحية ،وهذه الروابط هي التي جعلت العائلة البشرية تتميز من العائلة الحيوانية ،وتعد األسرة من اكثر المؤسسات االجتماعية وضوحا ً في الماتمع ،من حيث إنها اقدم التشكيالت االجتماعية في الحياة البشرية من حيث عموميتها ،ووجودها في مختلف الماتمعات البدائية ،والقديمة ،والمعاصرة ،فهي موجودة في كل اال مان ،وجميع المناطق الاغرافية التي عاش فيها االنسان. واألسرة بحسب تعريف أو كبرن ونيمكوف عبارة عن منظمة دائمة نسبياً ،تتكون من وج وجة مع اطفال أو من دونهم ،وينص تعريف األسرة التقليدي عند ميردوك على أنها (جماعة اجتماعية تتميز بمكان إقامة مشترك وتعاون اقتصادي ووظيفة تكاثرية ،ويوجد بين اثنين من اعضائها في األقل عالقة جنسية يعترف بها الماتمع ،وتتكون االسرة في األقل من ذكر بالغ وأنثى بالغة ،وطفل سواء كان من نسلهما أو عن طريق التبني ،وتنقسم االسرة إلى عدة انواع ،منها االسرة النووية، والتعددية ،والممتدة ،ولكل منها خصائص تميزها من غيرها ،ولألسرة وظائف كثيرة أيضاً ،مثل الوظيفة الانسية ،واالقتصادية ،والتكاثرية والوظيفية ،التربوية. .-3القرابة : kinship القرابة :هي عالقة اجتماعية تعتمد على الروابط الدموية الحقيقية ،وال تعني القرابة في االنثروبولوجيا وعلم االجتماع عالقات العائلة والزواج فقط ،وإنما تعني أيضا ً عالقات المصاهرة، فالقرابة هي عالقة دموية والمصاهرة عالقة واجية ،فعالقة األب بابنه عالقة قرابية ،وعالقة الزوج بزوجته هي عالقة مصاهرة. -4التغير االجتماعي :social change 6 التغير في اللغة يقال (تغير) الشيء (عن حاله) ،أي تحول أو جعله على غير ما كان عليهن أو حركة وبدلهن كما يعني التغير االختالف ما بين الحالة الاديدة والحالة القديمة ،أو اختالف الشيء عما كان عليه في خالل مدة محددة من الزمن ،وحيثما تضاف كلمة اجتماعي التي تعني كل ما يتعلق بالماتمع ،فيصبح التغير االجتماعي هو التغير الذي يحدث داخل الماتمع ،أو التحول ،أو التبدل الذي يطرأ على جوانب الماتمع ،والتحول الذي يطرأ على البناء االجتماعي خالل مدة من الزمن. .5الثقافة :culture اعطي العالم تايلور في عام 1871تعريفا ً للثقافة بصورة عامة ما ال محتفظا ً بقيمته ومعناه ،والتي هي مامل معقد يضم العلوم ،والمعتقدات ،والفن ،والطبائع والقانون والتقاليد ،وهي – أيضا ً -كل تصرف أو ممارسة يكتسبها االنسان الذي يعيش في الماتمع ،وهكذا تكون الثقافة أمرا ً متال م الوجود مع الوضع االنساني الاماعي ،إال إن االنثروبولوجيا الثقافية لم تكتف بتوضيح التعريف التاريبي لتايلور ،بل أولت اهتمامها ألحدى الميزات االساسية للثقافة هي قابليتها للتناقل ،وهكذا اكتسبت كلمة ثقافة معنى قريبا ً من معنى حضارة ،أما بشأن فكرة التناقل، فإنها تتوضح بسهولة عبر استعمال كلمات وتعابير مثل تراث ،تقليد ،تراث ثقافي...الخ ،وتظهر الثقافة كرأسمال روحاني يكون الماتمع مستودعه ،والدولة في العالم الحديث حارسهن وليس هناك من ثقافة منعزلة ،وال تنشأ الديناميكية الثقافية من تطورات داخلية ،بل من تفاعل دائم بين الثقافات ،إال إن كل ثقافة تتأرجح بين رغبة االنفتاح على ثقافات أخرى ،والتوق إلى االنغالق على نفسها. وقد تأثرت نظريات الثقافة بشدة بالتطورات الالحقة بعلوم أخرى غير االنثروبولوجية ويستعمل االنثروبولوجيون اليوم كلمة ثقافة في اصطالحات كثيرة منها: أ- القدرة على الترميز الخاص بالانس البشري. ب- حالة من االبتكارية واالبداع (التكنولوجيا). ت -نظام اجتماعي من رمو وإشارات ،ودالالت خاصة بماتمعات كثيرة بحسب الشكليات المختلفة لالندماج . وللثقافة عناصر حددها العلماء ،أهمها اللغة ،ثم العناصر المادية ،ومنها عادات الطعام والمسكن، ووسائل النقل والملبس ،واالدوات واالالت ،والمهن ،والصناعات ،والعنصر االخر ،هو الفنن ويشمل النحت والرسم والموسيقى ،وما إلى ذلك ثم تأتي التصرفات الدينية بوصفها عنصر من عناصر الثقافة مثل االشكال الطقوسية طقوس المرض وطقوس الموت .والعنصر االخر ،هو االسرة والنظم االجتماعية ،ومنها اشكال الزواج ،ونظام التسلسل القرابين والميراث ،والضبط االجتماعي ،وااللعاب. 7 أما ثقافة القرابة فهي الطريقة ،التي يتكامل بها أألقرباء سواء كانوا أقرباء من ناحية الدم أو المصاهرة ،وما يترتب عليها من التزامات. وتأتي الملكية ومستويات القيمة ،والتبادل عنصرا ً مهما ً من عناصر الثقافة ،ويمكن عد االشكال السياسية ،والحرب من عناصر الثقافة . واالنثروبولوجي يتخذ من عناصر الثقافة مااالً الهتمامه ،ويقوم بمالحظة اشكال السلوك ،وتحليل مضمون ذلك السلوك ،وربطه بغيره من عناصر الثقافة ،وغير ذلك من الموضوعات التي يهتم بها االنثروبولوجي ،كدراسات التغير الثقافي ،واالتصال الثقافي ،كما ظهرت أهمية البعد الثقافي وفهمه عند تناول مشكالت الماتمعات ،فمعظمها مشكالت ثقافية في المقام االول . -6 القبيلة : trible وهي وحدة اجتماعية متماسكة تتكون من ماموعة افراد تقطن بقعة جغرافية معينة ،تتمتع بدرجة من االستقالل السياسي ،وفي بعض االحيان تنشطر القبيلة إلى أقسام مختلفة ،السيما إذا كانت البقعة الاغرافية التي تعيش عليها واسعة بالنسبة لعدد السكان ،ويتكلم افراد القبيلة لغة واحدة ،ولها لهاة معينة تختلف عن لهاات القبائل االخرى التي تتكلم اللغة نفسها ،وبحسب التقسيمات المعروفة فإن القبيلة تتكون من ماموعة من العشائر. -7 العشيرة : clan العشيرة هي ماموعة من االفراد ينحدرون من نسب واحد ،ولها جد مشترك ،واالنتماء لها يكون إما عن طريق النسب االبوي ،أو النسب األمي ،وال يكون عن طريق النسبين ،واصطالح عشيرة مشتق من اللغة الالتينية ومعناه االطفال المنحدرون من نسب واحد ،خصوصا ً نسب األب، واستعمل هذا االصطالح بكثرة علماء االنثروبولوجيا الذين كانوا يعنون به االنحدار من جد مشترك ،غير إن علماء االنثروبولوجيا االمريكيين استعملوه في حالة الاماعة المنحدرة من نسب األم ،في حين استعمل علماء االنثروبولوجيا االنكليز هذا االصطالح للاماعة المنحدرة أما من نسب االب أو من نسب األم ،والتي تتكون من اثنين وعشرين جيالً لهم جد مشترك. 8 المحاضرة الثانية مصطلحات القرابة: ان اي نسق من انساق القرابه البد ان يوجد فيه فئه معينه من االلفاظ التي تستخدم في مخاطبه االقارب اثناء الحديث اليهم وجها لوجه ,او االشارة اليهم في حاله غيابهم .وتعتبر هذا االلفاظ التي تعرف عموما باسم مصطلحات القرابه . kinship terminology kinship nomenclature من اهم و اول المسائل التي يعنى علماء االنثروبولوجيا االجتماعيه بامعها ودراستها للتعرف على الطريقة التي تستخدم بها في الحياه اليوميه من ناحيه. ثم بعد ذلك للتعرف على الدالله االجتماعيه لهذا المصطلحات والعالقه بينها و بين بقيه نسق القرابه , بخاصه الطريقه التي يعامل بها الشخص الواحد االشخاص الذين يناديهم بنفس اللفظ ,والعالقه بين اختالف مصطلحات القرابه التي يستخدمها لمختلف االقارب وطريقة سلوكه و تصرفه نحوهم . وتتفاوت انساق المصطلحات القرابيه بساطه او تعقدا باختالف الماتمعات .و لكن المالحظ على العموم ان الاماعات القبليه البسيطه تستخدم مصطلحات القرابه بطريقه معقدهة الى حد كبير ,بل ان ذلك يصل في بعض الماتمعات ((البدائيه التكنولوجيا)) الى ابعد حدود التعقيد .ولكن هذا التعقيد يكشف في الوقت ذاته عن عدد كبير من الدالالت االجتماعيه التي يصعب الوصول الى كنهها بغير تحيل تلك المصطلحات. يمكن على العموم تقسيم االلفاظ و المصطلحات التي تستخدم في االشارة الى االقارب الى ثالث فئات رئيسيه ,و ان لم يكن من الضروري ان توجد كلها في كل ماتمع من الماتمعات . أوالً /الفئه االولى من مصطلحات القرابه هي مصطلحات خاصة أومحددة بالذات (:)specific terms تستخدم بالنسبه ألشخاص معينين بالذات ,هم في االغلب أعضاء العائله الصغيرة البسيط هاو االسرة , مثل كلمه أب او ام و اخ واخت و وج و وجة و ابن وابنه .وال تستخدم هذه المصطلحات لغير هؤالء االفراد المعنيين و يحمل كل منها في حد ذاته معنى واضحا محددا تمام التحديد و لذا فانها تعرف باسم . specific termsوتعتبر هذا المصطلحات البسيطه المحدده والخاصه ،العناصر االوليه التي يقوم عليها كل نسق مصطلحات القرابه ,كما انها تدخل بشكل او باخر في تكوين مصطلحات القرابه التي تؤلف الفئتين االخريين االكثر تعقيدا . ثانيا ً /الفئه الثانيه من المصطلحات تعرف باسم : المصطلحات الوصفيه ( :(descriptive termsتنشا عن طريق اضافه المصطلحات النوعيه المحدده احداها الى االخرى بحيث يصف لنا المصطلح الاديد بكل دقه درجه القرابه والخطوات الوسيطه التي تفصل بين اي اثنين من االقارب .و تستخدم هذا المصطلحات في العاده لوصف جميع درجات القرابه 9 خارج االسرة .و تلاأ الدراسات العلميه الدقيقه الى استخدام هذا النوع من المصطلحات نظرا لما يتميز به من دقه على الرغم مما قد تعترضه من صعوبات . فالدراسات االنثربولوجيه حين تتعرض لنظام القرابه ال تكتفي في الكالم عن العم او ابن الخاله و الاد , و انما تستخدم بدال من ذلك :اخو االب او ابن اخت االم اوابو االب (او ابو االم) وهكذا وبهذا الطريقه يمكن توضيح درجه القرابه بكل دقه مهما كانت هذه القرابه بعيده ,و قد ياد غير المتخصص صعوبه كبرى في استخدام وتتبع هذه المصطلحات حين تكون درجه القرابه بعيده جدا كالقرابه من الدرجه الرابعه والخامسه مثال .فمن الصعب على الرجل العادى ان يتكلم عن ((ابن اخوابو وجه اخو ام وجه االخ)) او عن ((ابن ابن بنت اخو وج اخت االم)) وما الى ذلك من القرابه ,البعيده .مع انها كلها مصطلحات شائعه في الكتابات االنثربولوجيه و يمكن التعبير عنها بالرسومات و االشكال ,كما انها كلها تفيد ليس فقط في تتبع درجات القرابه بل و ايضا في التعرف على نسق الحقوق و الواجبات و انماط السلوك السائد في الماتمع. الواقع ان مصطلحات القرابه الوصفيه هي النظام السائد استخدامه في البالد العربيه على العموم .ففيها عدا المصطلحات النوعيه التي تستخدم داخل االسره مع بعض المصطلحات االخرى ,كالعم و الخال و العمه و الخاله ,ناد ان بقيه المصطلحات المستخدمه مصطلحات وصفيه بحته تحدد درجه القرابه و نوعها بكل دقه ,حيث تفرق بين ابن االخت و ابن االخ مثال ,وبين ابن العم و ابن العمه و ابن الخال وابن الخاله في الوقت الذي الناد مثل هذا التفرقه الدقيقه في اللغات االجنبيه التي تستخدم كلمه واحده الكثر من فئه واحدة من فئات االقارب مثل كلمه cousinفي االناليزيه التي تغطي كل ابناء و بنات العمومه و الخؤوله . ثالثاً /الفئه الثالثه و االخيرة هي مصطلحات القرابه التصنيفيه classifieatory termsتشيع هذه االصطالحات اكثر ما تشيع بين القبائل ((البدائيه)) و فيها يستخدم مصطلح القرابه الواحد من المصطلحات النوعيه ألشخاص يرتبطون في حقيقه االمر بروابط قرابيه مختلفه بالشخص الذي يستخدم ذلك المصطلح .و بما كان اقرب مثل لألذهان يبين خصائص هذا النوع من المصطلحات هو كلمه uncieاالناليزيه التي تستخدم للعم و الخال و وج العمه و وج الخاله على السواء ,وإن كان االمر يتعدى هذا الحدود في الماتمعات ((البدائيه)) و الخاصيه االساسيه التي تميز نظام القرابه التصنيفي على العموم هي ان المصطلحات التي تستخدم لألقارب الذين يرتبطون بعضهم ببعض بروابط قرابيه في نفس الخط الطولي او الراس(اي االصول والفروع بالنسبه للشخص) تستخدم ايضا بالنسبه للحواشي collateraisبحيث ان الكلمه الواحده تطلق على جميع االشخاص الذين ينتمون الى جيل واحد بغض النظر عن مدى قرابتهم الفعليه لذلك الشخص . على ذلك ناد ان كلمه ((اب)) تطلق على العم من الدرجه االولى و الدرجه الثانيه والثالثه على السواء , كما ان كلمه ام تطلق ايضا على الخاله و على وجات االعمام المختلفين بغض النظر عن درجه العمومه ,كما ان اوالد االعمام على اختالف درجات قرابهم للشخص يعتبرون اخوه و اخوات ,بينما ابناوهم جميعا و ابناء االخوة .يعتبرون ابناء الشخص او بنات له و هكذا ,تستخدم مصطلحات أخرى مختلفه للعمه (اخت االب) و للخال (اخى االم) و يمكن ان نتبين مدى االختالف بين هذا النظام التصنيفي 10 و نظام مصطلحات القرابه الوصفيه بكل تعقيداتها عن طريق مقارنه الشكلين اللذين يبينان نفس درجات القرابه. (يوجد مخططين توضيحيين عن ك ٍل من مصطلحات القرابه التصنيفيه والوصفية) التفاصيل او التغاضي عنها ,وهي عمليه تؤدي في اخر االمر الى تماسك الاماعه القرابيه الكبيره عن طريق التقريب بين أفرادها .وربما كان اول من انتبه الى وجود نظام القرابه التصنيفي هو الرحالة الفرنسي جو يف فرانسوا الفيتو في القرن الثامن عشر .فقد الحظ ان الناس عند بعض قبائل الهنود الحمر مثل اليرو كواى و الهيرون ينادون خاالتهم بنفس الكلمه التي ينادون بها االم ,كما يستخدمون لألب و االعمام كلمه واحدة ,و يعتبرون اوالد خاالتهم و اوالد اعمامهم ( اي اوالد العمومه و الخؤوله المتوا يه) أخوة و اخوات لهم و ذلك بعكس الحال بالنسبه الى اوالد اخوالهم و اوالد عماتهم ( اي اوالد العمومه و الخؤوله المتقاطعه ) و منذو ذلك الحين بدأ االهتمام يتزايد بامع المعلومات المتعلقه بهذا النظام ,وبخاصه بين الهنود الحمر ,حتى جاء لويس مورجان الذي اعطى الموضوع كله كثيرا من عنايته حين درس قبائل االيروكواى بنفسه و اخذ يامع المعلومات الخاصه بهذا النوع من مصطلحات القرابه من جميع انحاء العالم ى ,ونشر جانبا كبيرا من هذا المعلومات في كتابه عن ((أنساق روابط الدم و المصاهره)) الذي سبقت االشاره اليه اكثر من مره .و لقد الحظ مورجان على الخصوص و هو يتابع هذا النظام بين قبائل الهنود في شمال امريكا و ان الشوكتو يذهبون الى أبعد من ذلك حيث ان كلمه ((اب)) عندهم تستخدم ليس فقط للعم بل و ايضا البن العمه ,ان اوالد ابن العمه (االب التصنيفي) يعتبرون تبعا لذلك اخوة و اخوات بينما بنات العمه يعتبرون عمات (تصنيفيات) و ان اوالدهن يعتبرون بالتالي اباء وعمات تصنيفيين وهكذا .وواضح من ذلك (كما يظهر في الشكل) ان المبدأ الذي سبقت االشاره اليه ,وهو مبدأ اطالق مصطلح قرابى واحد على االقارب الذين ينتمون الى نفس الايل وهو الشكل المألوف في نظام القرابه التصنيفي ال يتبع هنا بدقه فهناك (اباء ) تصنيفيون ينتمون الى اجيال اصغر من جيل الشخص نفسه و مع ذلك يناديهم و يشير اليهم بكلمه (اب) و يقف منهم موقف االبن من ابيه و يلتزم نحوهم بنفس االلتزامات التي يلتزمها نحو ابيه الحقيقي. ويقابل ذلك نظام مصطلحات القرابه عند قبيله اوماها التي ذكرها مورجان ايضا في معرض راسه النظام التصنيفي ,و تسير االمور فيها على عكس الحال عند الشوكتو حيث ناد ان المصطلحات التصنيفيه تستخدم لالقارب من ناحيه االم و ليس لالقارب من ناحيه االب ،فالخاله يستخدم لها نفس المصطلح الذي يطلق على االم بينما اوالد الخال يكونون اخو اال او امهات وهكذا ,و اوالد هؤالء االمهات (التصنيفيات) يكونون دائما اخوه و اخوات .فهنا ايضا ناد ان مبدأ التساوي في الايل اليصدق تماما ,وان هناك امهات تصنيفيات اصغر بكثير من ااشخص نفسه كما يظهر في الشكل و هذا كله يحتاج بغير شك الى تفسير . المحاضرة الثالثة 11 النسق القرابي : يتكون النسق القرابي من نظم القرابة والنسب أو االنحدار ،والجماعات القرابية وهي العائلة والزواج عالوة على الجماعات العشائرية (الفخذ والعشيرة والقبيلة) في المجتمعات القبلية أو العشائرية ،ويمكن تناول هذا النسق بخمسة مباحث هي أوالا( :النظم القرابية) يوضح فيه مفهوم القرابة واهميتها وخصائص العالقات وتصنيف نظم القرابة والمصاهرة ونعوت القرابة والنسب ،وثانيا ا (الرموز القرابية) وثالثا ا (الجماعات العشائرية) ورابعا (العائلة) ،وخامسا ا (الزواج) ،واالتي عرض موجز لهذه المباحث .لقد اهتم االنثروبولوجيون اهتماما ا خاصا ا بالقرابة اكثر من غيرهم من العلماء االجتماعيين ،وهذا ما دفع بعض العلماء إلى القول بأنه ال يوجد موضوع قد التصق باالنثروبولوجيا االجتماعية مثلما التصقت به القرابة ،بل إذا سأل عما يفعله االنثروبولوجيون االجتماعيون لكانت دراسة القرابة ،هي االجابة حتماا. ي رجع اهتمام االنثروبولوجيون بالقرابة إلى عدة أسباب فالقرابة هي المبدأ الرئيس الذي ترتكز عليه االبنية االجتماعية للمجتمعات التي اهتموا بدراستها ،واغلب المجتمعات يتداخل النسق القرابي مع بقية النظم واالنساق االجتماعية التي يتألف منها البناء االجتماعي تداخالا قويا ا إلى درجة االندماج .وقد حاول بعض التطوريين االجتماعيين من امثال باخوفن ،وماكلينان ،وموركان التركيز في دراستهم للقرابة على تتبع أصل االنساق القرابية وتطورها وصياغة بعض النظريات الجزئية التي تصدق على انماط معينة من انساق القرابة ،التي وجهت عددا ا من الدراسات الحقلية ،مثل نظرية ايفانز بريتشارد عن البدانة االنقسامية ،ونظرية رادكلف براون عن الخال ،وتعد نظرية ايفي ستروس هي المحاولة الجادة لوضع نظرية عامة في القرابة ،واألمر الجدير بالذكر أن ابن خلدون قد وضع في القرن الرابع عشر نظرية عن القرابة في مجال معالجته للعصبية ،والتي تعد النظرية االولى في تاريخ التفكير السسيولوجي واالنثروبولوجي. ابن خلدون والقرابة : يبدأ ابن خلدون دراسته (المقدمة) بالتأكيد اهمية اشباع حاجتين اساسيتين لدى االنسان قبل كل شيء، هما الحاجة الى الطعام والحاجة الى االمن والحماية ،ويؤكد ابن خلدون أن التعاون المتبادل الذي يتمثل في نظام تقسيم العمل ،والتخصص أمر ضروري بصرف النظر عن تأخر المجتمع أو تقدمه بحسب تعبيره في مختلف انماط العمران البدوي ،والعمران الحضري. أن التعاون وتوجيهه ،وتنظيمه يعني توافر (القوت للغذاء ،والسالح للمدافعة) مما يترتب عليه ضرورة تنظيم سياسي لضبط العالقات بين االفراد والجماعات في المجتمع ،لقد جعل ابن خلدون هذه القضايا نقطة البداية التي ترتكز عليها دراسته وتفسيراته للحقائق االجتماعية ،وتطورها خالل التاريخ ،والتنبؤ بمستقبلها. وادى نهجه هذا إلى أن يركز على الجماعة واهميتها ،واستعمال مصطلح (العصبة) :عصبة الرجل بنوه وقرابته البيه ،وقيل العصبة هم االقارب من جهة االب ،النهم يعصبونه ويتعصب بهم اي يحيطون به، ويشتد بهم .في اإلشارة إلى هذه الجماعة ،وهي من الناحية النظرية عبارة عن جماعة أبوية ،واستعمال هذا المصطلح -أيضا ا -لإلشارة إلى كل الجماعات الكبيرة الحجم والصغيرة. 12 كذلك وضع ابن خلدون مفهوما ا سسيولوجيا ا وانثروبولوجيا ا هاما ا هو (العصبية) الذي يعد مفهوما ا رئيسا ا ومحوريا ا لكل دراساته ،ولكنه يختلف مع السسيولوجيين واالنثروبولوجيين االوائل في القرن التاسع عشرن في كيفية تناوله لموضوع القرابة. مصطلحات القرابه وانماط السلوك: ربما كانت مطلحات القرابه و تحليلها بقصد االستدالل منها على انماط السلوك السائدة في الماتمع وبخاصه داخل الاماعات القرابيه الكبيرة و بين الاماعات المتصاهرة و عالقه ذلك كله بنسق القرابه وبالبناء االجتماعي الشامل من اشق_ وفي الوقت ذاته من اطراف _ الموضوعات التي يهتم بها علماء االنثروبولوجيا االجتماعيه في دراستهم للماتمعات التقليديه و البسيطه 0ويعتبر هذا الموضوع جديدا تماما على الدراسات االجتماعيه في مصر و العالم العربي اجمع ,مع ان االهتمام به كفيل بان يفتح مااالت جديدة في البحث العلمي الرصين و بخاصة في ميدان االبحاث المتعلقة بالماتمعات المحليه المنعزله نسبيأ ,او التي لها طابع ثقافي متميز ,او التي لها بناء اجتماعي خاص يختلف عن البناء االجتماعي العام السائد في الماتمع الكبير الذي تدخل تلك الماتمعات المحليه في تكوينه .ومع ان مصطلحات القرابه المستخدمه في البالد العربيه قليله في العدد نسبيا و تستخدم في معظم االحوال بطريقه محددة بحيث تبين درجه القرابه بدقة ,فان المصطلح الواحد قد يستخدم في بعض االحيان لعدد من االشخاص المختلفين الذين تربطهم بالشخص الواحد عالقات قرابه مختلفة ,مثل استخدام كلمه ((ابن العم)) ألبناء العمومه من الدرجه االولى و الثانيه و هكذا . يزيد االمر تعقيدا في بعض الاماعات القبليه التي تعيش في الصحراء مثال او الاماعات التي لها ثقافاتها الخاصه و لها لغتها او لهاتها الخاصه مثل بعض القبائل البربريه في شمال افريقيا كالطوارق او بعض قبائل السودان الشمالي كالهدندوة في الغرب او عند النوبيين في مصر ,و ذلك عالوه على الاماعات القبليه الكثيرة التي تعيش في جنوب السودان مثال .فدراسة مصطلحات القرابه في هذا الماتمعات المحليه والاماعات القبليه التي تعيش في العالم العربي كفيله بان تكشف لنا على جوانب كثيرة من الحياه االجتماعيه ,وان نصل منها الى فهم اعمق و ادق لكثير من العادات و التقاليد وانماط السلوك و نسق الحقوق وااللتزامات التي تربط بين االقارب . واذا كان المشتغلون باألبحاث االجتماعيه واالنثروبولوجية عندنا قد اغفلو حتى االن هذا الاانب الهام من البحث العلمي ,اما لصعوبته و اما لعدم ادراكهم الهميته وجدواه ,فان الهدف االساسي منه التعريف بهذا الموضوع (ربما بشىء من التفصيل نظرا لادته بالنسبه الينا) والدعوة الى التعمق في دراسته و فهمه واإلفاده من بعض النتائج التي وصل اليها العلماء في الخارج من دراستهم للماتمعات القبليه وبخاصه في افريقيا . 13 المحاضرة الرابعة ان اهتمام لويس مورجان بموضوع مصطلحات القرابه التصنيفية (وهو الذي اطلق عليه هذا االسم ) كان جزءا من خطه نبتت في فكره في االصل عن امكان الكشف عن العالقات التاريخيه بين هنود امريكا و شعوب اسيا عن طريق دراسه مصطلحات القرابه التي يستخدمها الهنود الحمر في شمال امريكا .و قام مورجان على هذا االساس بامع مقادير كبيره من هذا المصطلحات و عكف مقارنتها بعضها ببعض ,اي ان اهتمامه بمصطلحات القرابه عموما لم يكن موجها اليه اغراض اجتماعيه في االصل و انما كان يهتم بها من الناحيه االثنولوجيه البحته .وأوقعه ذلك _كما هو الحال مع مورجان دائما في كل نظرياته_ في االعتماد على التاريخ الظني و افتراض االفتراضات التي التاها سندا من الواقع و هو يحاول الكشف عن العالقات التريخيه بين شعوب االرض عن طريق مقارنه مصطلحات القرابه .وحين تطرق مورجان الى تفسير هذا المصطلحات التي تطلق على اكثر من شخص واحد يمثلون من حيث الواقع درجات مختلفه من القرابه لاأ كما هو شأنه دائما الى واج الاماعه. ولقد وجد مورجان من بين العلماء في القرن التاسع عشر من حاول التدليل على صحه أرائه والدفاع عنها ,ولكنهم جميعا لاأو في ذلك الى التاريخ الظني و اعتمدوا اعتمادا كبيرا على مصطلحات القرابه عند الشوكتو و االوماها اللذين أشار اليهما مورجان ,وهي كلها نظريات تقوم على اساس محاوله ايااد عالقه منطقيه بين شكل الزواج والمصطلحات السائده في الماتمع فاذا كان الرجل عند الشوكتو يطلق على اوالد خاله نفس المصطلحات التي يطلقها على اوالده هو نفسه (اي ابن او ابنه) فان ذلك يرجع في راي هؤالء العلماء الى ان الرجل الحق في ذلك الماتمع والماتمعات االخرى التي تتبع نفس النظام في ان يتزوج ارمله خاله ,وبذلك فان اوالد خاله من تلك المراه التي سوف يتزوجها هو بعد وفاه خاله يكونون بمنزله اوالده هو منها .واذا كان الشخص عند االوماها يطلق على بنت خاله نفس االصطالح الذي يستخدمه المه فان ذلك يرجع الى ان الرجل الحق هناك في ان يتزوج من ابنه اخ وجته ,وعلى ذلك فان بنت اخ الزوجه تكون بالنسبه له بمنزله الزوجه نفسها ولما كان اخو الزوجه هو خال االوالد , وابنته هي بنت خال االوالد فانها تكون بالنسبه لهم في الوقت ذاته بمنزله االم مادام البيهم الحق في 14 الزواج منها ,كما ان االوالد الذين تنابهم من اي رجل يكونون بمنزله االخوه بالنسبه اليهم مادام ذلك الحق قائما ولقد رأى شتاركه من الخطا ان نحاول اعاده تركيب الماتمعات السابقه باستخدام مصطلحات القرابه ,وان نستدل منها على نوع النظم االجتماعيه واشكال الزواج التي كانت سائده في الماضي على ما كان يفعل مورجان .و لم يكن شتاركه ينكر بذلك وجود عالقه قويه بين مصطلحات القرابه السائده في اي ماتمع من الماتمعات و العادات و التقاليد و بعض النظم الموجودة في ذلك الماتمع ,وان ثمه تال ما في الوقوع بين نوع معين من المصطلحات و نوع معين بالذات من انماط السلوك بل ومن النظم القانونيه بالذات بل وانه ذهب في ذلك الى حد القول بأن نظم مصطلحات القرابه هو مقياس دقيق يعكس العالقات القانونيه القائمه بين االقارب االقربين داخل القبيله ,وان االجدى على الباحث هو ان يبحث عن العالقات القائمه بين نظام المصطلحات القرابيه وتلك العالقات القانونيه في الماتمعات االنسانيه المختلفه . ومع ان اسم شتاركه كاد يطوي في ثنايا النسيان فأن اراءه أثرت تأثير كبيرأ في عدد من العلماء في كل من امريكاو بريطانيه مثل كروبر و راد كلف بروان و ان كان هذا ال يعني انهما _ و بخاصه كروبر _يقبالن كل ارائه قبوال تاما .فلقد اتفق كربر معه في وجهه النظر القائله بعدم جدوى محاوله اعاده تركيب الماضي من دراسه مصطلحات الفرابه المستخدمه عند الشعوب ((البدائيه)) و مع ادراكه بوجود عالقه ما بين مصطلحات القرابه و نظم الزواج و انماط السلوك والعادات و التقاليد ,فانه كان ليذهب الى ان من الخطا القول بوجود عالقه دائمه وال مه بين التشابه واالختالف في مصطلحات القرابه من ناحيه .وتشابه او اختالف النظم االجتماعيه و بخاصه العادات و الممارسات المتعلقه بالزواج واالنااب والوراثه من الناحيه االخرى ,اي انه كان يرفض القول بأن وجود مصطلحات معينه (تحتم) وجود نوع معين من الزواج .فقد ناد مثل هذا التال م في بعض قبائل استراليا ,و لكنه ال يوجد عند قبائل الهنود الحمر الذين يسكنون في كاليفورنيا و قد عارض راد كلف بروان راي كروبر صراحة و ذهب الى انه ((في كل انحاء العالم )) البد من وجود عالقه تال م قويه بين نظام مصطلحات القرابه وبين العادات و االوضاع االجتماعيه ,وانه اذا كان كروبر لم يعثر على هذا التال م في كاليفورنيا فذلك راجع الى اثنتين :اما انه لم يهتم بالبحث عنه ,واما ان من البحث عن مثل هذا التال م قد فات و انقضى نظرا للتغيرات التي حدثت عند فلول قبائل كاليفورنيا .و مع ذلك فقد حرص راد كلف بروان على ان يبين بوضوح انه اليمكن افتراض وجود مثل هذا العالقات و استنادا الى التفكير النظري المنطقي وحده ,وانما البد من محاوله التدليل على وجودها فال في طريق الدراسات و ألبحاث الحقليه ثم التحليالت المقارنه . وقد يكون لهذا التحفظات االخيره التي وضعها راد كلف بروان مايبررها ,اذ منم الخطر محاوله التعميم من بعض التعميم من بعض حاالت قليله على الماتمع البشري بأسره و االنسياق وراء التفكير النظري المارد الن ذلك خليق بأن ياعلنا نصل الى اراء و نظريات تعسفيه مادام ذلك التفكير ال يستند الى المعلومات اليقينيه المستمده من الدراسات الحقليه .و الواقع انه على الرغم من معارضه راد كلف بروان لكروبر فأن رأى كروبر اقرب الى الدقه العلميه .فليس من الضروري بحال ان يكون هناك تال م في الوقوع بين نظام الزواج من ارمله الخال و تسميه اوالد الخال بنفس الكلمات التي تطلق على االبن و االبنه كما هو الحال عند الشوكتو و بعض القبائل االخرى التي يوجد فيها ذلك التال م كذلك ليس ثمه ما يستوجب اطالق كلمه ((ام))على بنت الخال و كلمه (( وجه)) على ابنة اخى الزوج ه حيثما وجد نظام الزواج من ابنه اخى الزوجه الن هذا هو ما يحدث عند االوماها و بعض القبائل االخرى .ففي كثير من الماتمعات التي تبيح للرجل الزواج من ارمله خاله ال ينادى الرجل هذا المرة قبل الزواج منها 15 باسم ( وجه)) وال يطلق على اوالدها من خاله _ قبل ان يتزوج هو منها بالفعل _ االلفاظ التي يستخدمها الوالده ,و انما يعتبرها قبل هذا الزواج (( وجه خاله )) فقط و يتصرف نحوها و نحو اوالدها على هذا االساس .بل ان سلوكه تزاء اوالد الخال في هذا الحاله يكون أقرب الى نمط السلوك القائم بين االخوه و االخوات و ليس بين االب و اوالده .كذلك ناد انه في بعض الماتمعات _ و بخاصه الماتمعات االفريقيا _ التي تعترف بنظام الزواج من ابنه اخى الزوجه المتوفاه او العاقر وال يستخدم الرجل لهذا المراة نفس الكلمه التي يستخدمها لزوجته على الرغم من وجود االحتمال بالزواج منها .و انما يستخدم لها مصطلحا قرابيا مختلفا .فليس ثمه عالقه عليه اذن بين مصطلح القرابه و نظام الزواج , كما انه ليس ثمه ما يدعو الى الظن بأن عادة الزواج من ارمله الخال او من بنت اخى الزوجه تؤدي بالضروره الى قيام مصطلحات القرابه التصنيفيه و الى ان يشير الرجل الى كل من هاتين المرأتين على انها وجته باعتبار ما قد يحدث .و اصدق مثل لذلك هو ماناده عندنا نحن حيث يباح للرجل ان يتزوج من ارمله خاله و من اخت وجته المتوفاه او من ابنهاخيها دون ان يستخدم الى منهن قبل ان يتم الزواج بالفعل كلمه (( وجه)) او يعاملها على اساس انه من المحتما ان تصبح وجه له في يوم من االيام .و اكبر خطا يمكن ان يقع فيه الباحث في دراسته للماتمع هو ان يذهب الى ان وجود ظاهره معينه متلرتب بالضروره على وجود ظاهره معينه اخرى الن هذا هي الحتميه في اسوء صورها ,كما ان فيها اغفاال تاما لبقيه النظم التي تدخل في تكوين البناء االجتماعي .و الواقع ان راد كلف بروان نفسه لم يغفل هذا المساله رغم كل ما قاله عن وجود عالقه التال م بين مصطلحات القرابه و العادات الخاصه بالزواج . فالماتمعات التي تعرف نظام مصطلحات القرابه التصنيفيه تتميز بنوع خاص من البناء االجتماعي . وعلى ذلك فأن االقرب الى الواقع و المنطق ان نقول ان اباحه الزواج من ارمله الخال او من اخت الزوجه المتوفاه او من ابنه اخيها ال ترتبط بظهور مصطلحات القرابه التصنيفي هاال اذا توفر نوع معين بالذات من البناء االجتماعي .وهذا يستدعي محاوله ايااد تفسيرات اخرى لنظام مصطلحات القرابه التصنيفيه . 16 المحاضرة الخامسة خصائص نظام القرابه: من اهم خصائص نظام القرابه انه يساعد على تاميع اقارب الشخص على اختالفهم و تعددهم في عدد قليل من الفئات او الزمر المتمايزه بالنسبه اليه فالعالقه او الرابطه االجتماعيه التي التي تقوم بين ذلك الشخص و اي شخص اخر من اقاربه و التي تنعكس في انماط السلوك و في الحقوق و الواجبات و االلتزامات االجتماعيه تتأثر الى حد كبير جدا بنوع الفئه أو الزمره التي ينتمي ذلك الشخص القريب اليها .و من هذا الناحيه يعتبر نظام مصطلحات القرابه و اداه ووسيله لتحديد هذا الفئات او الزمر القرابيه و تعيينها .فهناك تمييز قاطع بين فئه االخوة مثال و فئه ابناء العموم ,كما ان هناك تمييزات واضحه بعد ذلك بين فئه ابناء العمومه من الدرجه االولى و الفئه التي تضم ابناء العموم من الدرجه الثانيه و هكذا .و قد يستخدم لفظ واحد و مصطلح قرابي واحد لالشاره الى كل فئ هاو مره من هذا الفئاات التي تضم كل االقارب من نفس النوع و نفس الدرجه (ابناء العمومه ككل ثم ابناء العمومه من الدرجه االولى و الدرجه الثانيه و هكذا) و هذا معناه بالتالي انه يمكن التمييز بين الفئات المختلفه من االقارب عن طريق استخدام مصطلحات قرابه مختلفه .فأخو االب و اخو االم في انالترا مثال ينتميان الى نفس الماموع هاو الزمره من االقارب و يستخدم لهما كلمه قرابيه واحده هي uncieالتي كانت تستخدم في االصل للحال . avuncuiusوينعكس ذلك في التزام الشخص نحو عمه و خاله هناك بعقواعد سلوكيه معينه فيبدى نحوهما نفس االحترام و يتصرف بنفس الطريقه ,كما ينعكس في العالقات القانونيه و بخاصه في مسائل الوراثيه ماعدا الممتلكات الموقوفه ووراثه االلقاب .و بصدق هذا الى حد كبير على ابن و ابنه العم و ابن و ابنه الخال اللذين يطلق عليهم أيضا مصطلح قرابي واحد ( . )cousinوهكذا يختلف االمر اختالفا ً واضحا عن الوضع في مصر وفي الماتمعات العربيه عموما حيث ناد لكل من اخى االب و اخى االم مصطلحا قرابيا ً خاصا به (العم و الخال) ,كما ان الموقف القانوني مختلف و كذلك العالقات االجتماعيه التي تقوم بين الشخص من ناحيه و العم و الخال من ناحيه اخرى .فالعم يعتبر اقرب في الماتمع العاصب الى الشخص من الخال ,كما ان نمط الحقوق و الواجبات و االلتزامات و المسئوليات تختلف اختالفا ً بينا .فكان هناك اذن صله وثيقه البد من البحث عنها بين نوع مصطلح القرابه و نوع العالقات االجتماعيه و ما يتصل بذلك من الحقوق و الواجباتو كذلك االلتزامات االقتصاديه و انماط السلوك المختلفه .و في هذا بالذات تتركز اهميه الدراسات القرابيه .و القرابيه و على ذلك فاذا كان شتاركه قد نبه االذهان الى ان نظام مصطلحات القرابه هو مقياس يعكس العالقات القانونيه فان هذا يعتبر في الحقيقه جانبا ً واحدا من المشكله وال يمكن االكتفاء به او الوقوف عنده ,و انما البد من دراسته العالقه بين القرابه و غيرها من النظم كي نتبين الى حد تعكسر هذا المصطلحات اوجه االختالف او الشبه بين هذا الحقوق و االلتزامات في شتى الميادين . 17 وبناء على ذلك فاذا قبلنا هذا الراي فانه يمكن القول بصفه مبدئي هان استخدام مصطلحات القرابه التصنيفيه الكثر من فئه واحده من االقارب يستوجب وجود نفس االلتزامات و الواجبات و الحقوق وبالنسبه لكل تلك الفئات التي يطلق عليها ذلك المصطلح القرابه الواحد .ولكن هذا ياعلنا نتسال في الوقت نفسه عن مبدا الذي تقوم عليه مصطلحات القرابه على العموم و المصطلحات التصنيفيه على الخصوص ,و ما يتصل بذلك من خضوع تلك الفئات او الزمره القرابيه التصنيفيه لقواعد و انماط سلوكيه معينه ال توجد في ماتمعات اخرى .و بقول اخر :لماذا تطلق بعض الماتمعات دون البعض االخر على اخت الزوجه و بنت اخيها كلمه (( وجه )) رغم ان كال النوعين من الماتعات يبيح الزواج بهاتين الفئتين من النساء. على الرغم من انهما تنتميان الى جيلين مختلفين و تربطهما بالزوجه االصليه درجات قرابه مختلفه و لماذا يطلق على بعض االقارب في بعض الماتمعات كلمه((اب)) او (ام) رغم ان هؤالء االشخاص ينتمون الى جيل اصغر من جيل الشخص نفسه بينما اليصدق ذلك على مامعات اخرى ؟ و ما هو نوع الماتمعات التي يصدق عليها ذلك ؟ و ما انواع التنظيم االجتماعي الذي يرتبط بهذا المصطلحات القرابيه و الذي يستوجب قيام هذا النوع من المصطلحات ؟ من الصعب ان نرد ذلك كله الى سبب واحد او الى عامل واحد فقط ،والواقع ان هناك عدة نظريات تسلم كلها بوجود عالقات متبادله بين نظام مصطلحات القرابه بعامه والمصطلحات التصنيفيه بخاصه و بين النظم االجتماعيه االخرى السائده في الماتمع بحيث يقوم بينها جميعا ً نوع من التفاعل او التساند الوظيفي .وقد يكون بعض هذا النظريات خارجا ً عن نطاق وجهه النظر البنائيه التي يعبر عنها و يتخذها كمدخل لدراسه الماتمع ,مثال النظريه اللغويه التي ترد اختالف المصطلحات الى االختالفات المورفولوجيا في اللغه ,او النظريه السيكولوجية التي ترد مصطلحات القرابه الى بعض العمليات السيكولوجي او المنطقيه وانها بذلك تعكس نفسيه الفرد و ليس الماتمع على ما يقول كروبر ,او النظريات التاريخيه التي ترد ظهور المصطلحات القرابيه الى عدد من التأثيرات التاريخيه المعقدة المتشابكه و ان كانت ال تنكر في الوقت ذاته تأثير البناء االجتماعي .ولن ندخل في تفاصيل هذا النظريات وغيرها و نكتفي بأن نذكر انها كلها التذكر تأثير العوامل االجتماعيه والبناء االجتماعي في مصطلحات القرابه . ومع اننا نسلم بأن في كل نظريه من هذا النظريات جانبا ً اليستهان به من الصدق فانها ال تكفي بذاتها لتفسير ظهور المصطلحات القرابيه و نوع تلك المصطلحات في الماتمعات المختلفه .و ربما كانت النظريه االجتماعيه أقرب الى الواقع في ذلك ,على اعتبار انها تحاول منذ البدايه ان تبحث من العوامل االجتماعيه التي تؤثر في تلك المصطلحات :تلك العوامل التي يسميها راد كلف بروان ((المبادىء االجتماعيه الكليه)) و لعل اول و اهم وماياب ان ننبه اليه االذهان هنا هو ضرورة رفض كل التفسيرات العلميه ,على اعتبار انه من الخطأ البين االعتقاد بأن هذا المصطلحات (نتات) عن نظام اجتماعي معين .فكل ما يمكن قوله هو وجود عالقه تضايف بين االثنين و انهما جميعا ينشأن من مبدأ اجتماعي واحد . فما هو اذن هذا المبدأ االجتماعي ؟ 18 المحاضرة السادسة من وجهة النظر البنائيه الوظيفيه _ تفسير مصطلحات القرابه بالمبدأ العام الذي يستعين به العلماء الوظيفيون في دراستهم للنظم االجتماعيه و البناء االجتماعي ,وهو مبدأ المحافظه على التكامل االجتماعي .فعلى الرغم من كل ما يقوله خصوم هذه المدرسة او المعارضون لها فأن مبدأ المحافظه على التكامل االجتماعي يعتبر هو العامل االساسي في قيام النظم االجتماعيه ,على اعتبار ان وظيفه هذا النظم هي في اخر االمر المحافظه على تماسك الماتمع . ويظهر ذلك بأوضح صوره في مصطلحات القرابه التصنيفيه ،فهذا النوع من المصطلحات يوجد بين الاماعات القبليه البسيطه ,و المعتقد على العموم ان معظم هذه الماتمعات لها نظم قرابه تصنيفيه وليس نظما ً وصفيه . لقد حاول مالينوفسكي في كتاباته عن القرابه ان يرد المصطلحات كلها بما فيها المصطلحات التصنيفيه الى نفس تركيب االسرة او العائله الصغيرة التي يعتبرها نواة كل تنظيم اجتماعي وقبلي .وقد عرض مالينوفسكي لهذا الموضوع في االصل اثناء الادل الطويل الذي كان يدور اثناء العشرينات و الثالثينات من هذا القرن حول اذا ما كانت القرابه تستمد اصولها من الفرد او الماتمع ,اي اذا ما كانت اصول القرابه فرديه او جماعيه و اذا ما كانت بالتالي نشأت في العائله او العشيرة .و لم يتردد في ان يذهب الى انها نشأت أوال في االسره ثم اخذت تمتد وتتسع خارج نطاق االسره الصغيره المحدوده بنمو الشخص و دخوله في عالقات قرابيه جديدة عن طريق الزواج و المصاهره . واعتمد مالينوفسكي في ذلك على المشاهدات الواضحه من انه بينما توجد االسره و العائله في كثير جدا ً من الماتمعات وحدها فان العشيره ال يمكن ان تحل محلها تماما ً ,و انما هي توجد كنظام اضافي فقط كذلك مع ان القبيله ككل تستخدم مصطلحات القرابه بمعنى واسع جدا ً فانها تستخدم هذا المصطلحات ايضا في الوقت ذاته بمعناها الضيق الدقيق الذي ينطبق على اعضاء العائله في لمحل االول .فكأن وجود الناحيه ((الاماعيه)) في القرابه الينفي وجود ((ناحيه)) الفرديه ,و سواء وجدت العشيره والقبيلة 19 او لم توجد فأن عائله الفرد تظل بالنسبه له دائما ً وحدة ثابته مستقره طيله حياته .ومصطلحات القرابه ليست في نظره ال عالمه مميزه للعالقات االجتماعيه . فالقرابه :تعتبر من الناحيه االجتماعيه ماموعه من العالقات المعقده المتشابكه الى أبعد حدود التعقد والتشابك ,كما ان كل مصطلح قرابى يعبر عن عده أنساق للعالقات القرابيه التي تشارك في الضيق او االتساع حسب االشخاص الذين يدخلون في كل نسق منها .فهناك مثالً :نسق من العالقات القرابيه خاص بأفراد االسره و يعتبر بذلك أضيق هذا االنساق بحكم طبيعه االسره و قله عدد افرادها و بالتالي قله العالقات التي تقوم بينهم . ثم هناك نسق اخر اوسع من ذلك :يشمل دائرة االقارب الخارجين عن دائرة األسرة مباشره مثل العم والعمه من جهة االب و الخال و الخاله من جهة االم مع ذريتهم و كذلك االجداد االربعه . ثم ياتي بعد ذلك نسق نموذج ثالث من المصطلحات :يستخدم لدائره اوسع من ذلك مباشرة بحيث تشمل االقارب الذين يعيشون في نفس المنطقه او الايره. ثم هناك أخيرا المصطلحات التصنيفيه بمعنى الكلمه و هي تقوم الى حد كبير على التمايزات واالختالفات القائمه في العشيره . اال ان مالينوفسكي يالحظ في كل ذلك ان على الرغم مما يبدو من ان الكلمه الواحدة تستخدم بطريقه واحدة في كل ذلك المستويات او الدوائر القرابيه (كأن تستخدم كلمه ام الالم الحقيقيه والخالة وابنه اخ االم و ما الى ذلك) فالواقع غير ذلك تماما .فالحقيقة هي ان استعمال الكلمه في تلك الماتمعات يختلف من دائره الى اخرى .و قد يكون ذلك االختالف ضئيالً جدا ً و قد يعتمد على الناحيه الصوتي او طريقة النطق بالكلمه و العاده أن هذا االختالفات ال تظهر واضحه امام الشخص الغريب الول وهله ,و من هنا كان علماء االنثروبولوجيا يعتقدون خطأ ان المصطلح القرابي الواحد يستخدم لعده فئات أو مره من االقارب ينتمون الى دوائر و مستويات قرابيه مختلفه . والنتياه الطبيعيه من هذا كله هي ان مالينوفسكي يشكك في وجود ما يسمى بمصطلحات القرابه التصنيفيه بالمعنى السائد في الدراسات االنثروبولوجيه و االجتماعيه ,وقد يكون في هذا الرأي من المغاالت والتطرف ولكن المهم في ذلك كله هو ان مالينوفسكي يذهب الى ان البيت هو ((المعمل)) الذي تصنع فيه عالقات القرابه وتصاغ ,كما ان تركيب االسره هو النموذج او النمط الذي تقام عليه هذا العالقات .بيد ان البيت ال يقدممون اال المعنى االولى لمصطلحات القرابه التي التلبث ان تتسع بالتدريج بحيث تشمل البيوت االخرى التي تدخل الفرد في عالقه مع اعضائها بتقدمه في العمر واحتالله مراكز اجتماعيه جديده و قيامه بنشاطات اجتماعيه واقتصاديه لم يكن يمارسها من قبل . هذا معناه أنه كما قلنا ان القرابه تبدأ دائما ً باالسره ثم تتسع باتساع دائره العالقات االجتماعيه التي يدخل فيها الطفل ,فياد في المحل االول اباء و اخوة و اخوات (بديلين) في هذا الييوت ,ثم يتصل تدريايا ً بأجداده و اخواله و عماته و ابناء العمومة و الخؤوله المتقاطعه .و بعد االبلوغ يدخل عن طريق التكريس في دائره قرابيه اوسع تستخدم لها مصطلحات قرابيه اوسه و اشمل ايضا ,ثم يدخل في دائره قرابيه مختلفه عن ذلك كله عن طريق الزواج و هكذا .و هذا كله يستتبع قبول و تمثل عالقات جديده بالتدريج و خلق مصالح جديده ايضا دون ايضا دون ان تزول العالقات و المصالح القديم او تختفي تماما ً ,و بذلك ياد الفرد نفسه في اخر االمر ليس أمام عدد كبير من االقارب من حيث هم اقارب فحسب ,بل 20 و ايضا أمام عدة دوائر قرابيه متفاوته في االتساع التدرياي بحيث تشمل على التوالي :االسره ثم االقارب الحواشي ثم االقارب في نفس الايره ثم افراد العشيره ثم االقارب في القبيله و اخيرا االقارب عن طريق المصاهره .فالدوائر القرابيه االكثر اتساعا عي في حقيقة االمر مارد امتداد للتماسك القرابى الموجود في العائله .و بذلك يمكن وضع مصطلحات القرابه الوصفيه التي تستخدم في االسره و المصطلحات (( التصنيفيه )) (ان امكن قبول هذا التسميه) _ وهي التي تستخدم في العشيره _ جنباًالى جنب بحيث نشير المصطلحات الوصفيه الى الاانب الفردي للقرابه و المصطلحات ((التصنيفيه)) الى الاانب الاماعي ,اي المتعلق بالعشيره و ما شابهها من الاماعات القرابيه الكبيره . هذا التعارض بين ما يسميه مالينوفسكي بالاانب الفردي و الاانب الاماعي للقرابه ناد مثيالً له في معظم النظريات االجتماعيه التي تعرضت للعالقه بين مصطلحات القرابه والبناء االجتماعي . ربما كان راد كلف بروان هو اهم من تعرض لهذا المشكله وان كان اتخذ في ذلك سبيالً اخر غير تلك التي اتبعها مالينوفسكي ,كما ان نظريته تعتبر اكثر عمقا ً و فهما ً لطبيعه مصطلحات القرابه و نسق القرابه ذاته على العموم .و الواقع ان جزءا ً كبيرا ً جدا ً من اهتمام راد كلف براون كان دائما منصرفا الى دراسه القرابه و ما يتصل بها من موضوعات بعكس مالينوفسكي الذي لم يعط القرابه في ذاتها نصيبا ً كبيرا ً من عنايته رغم كل ما كتبه عن الزواج و العائله و الحياه الانسيه عند الشعوب البدائيه . المحاضرة السابعة حاول راد كلف براون في نظريته _ التي تاد قبوال واسعا االن بين علماء االجتماع واالنثروبولوجيا و إن أدخلو عليها كثيرا من التعديل _ ان يستعين في دراسته لنظام مصطلحات القرابه عموما ً و المصطلحات التصنيفيه على الخصوص بالمبدأ الذي سبقت االشاره اليه .و هو (مبدأ وحدة الجماعه القرابيه) ,ولكن بعد تحويره بحيث يتالئم مع موضوع مصطلحات القرابه .وبذلك ذهب راد كلف بروان الى القول بما أسماه ( مبدأ وحدة االخوه االشقاء) و تماسك هذا الوحده و تضامنها ,وذلك على اعتبار ان الروابط التي تربط االخوه و االخوات في جماعه او مره اجتماعيه واحده تعتبر من اهم الروابط في كل الماتمعات االنسانيه ,وان كانت االهميه تزداد و تظهر واضحه وفعاله ببعض الماتمعات بشكل أقوى منه في ماتمعات اخرى و كما هو الحال فيها يتعلق بوحده الاماعه القرابيه يحصل فيها من الداخل كثير من اسباب النزاع و الخالف و التي قد تقسم الى أقسام متمايزة تنقسم بدورها الى اقسام اصغر فأصغر و مع ذلك فانها تعتبر من الخارج وحده متكامله ومتماسكه وتتصرف هي ذاتها على هذا االساس تااه الاماعات القرابيه المتماثله فأن ((جماعه االخوة)) نؤخذ هي ايضا ً في كل االحوال كوحده متماسكه و متضامنه ومتحده حين ينظر اليها من الخارج ,بغض النظر عما قد يكون هناك من خالف او من تمايز و تفاضل بين افرادها .فليس المهم هنا هو االتحاد الداخلي الذي يظهر في سلوك افراد هذا الوحدة او الاماعه بعضهم ا اء بعض ,و انما المهم هو وحدتهم بالنسبه لالشخاص االخرين الخارجين عن تلك الاماعه حتى و ان كانت تقوم بينهم عالقات قرابيه قويه او حتى مباشره . فالمبدأ االساسي الذي يرتكز عليه النظام التصنيفي هو ان اي شخص يقف خارج جماعه االخوه ،يرى نفسه داخالً في عالقه معينه بالذات بالنسبه لكل افراد هذا الاماعه نظرا الن الاماعه تؤلف بالنسبه له وحده متكامله( .يوجد مخطط توضيح) 21 فاذا كان ا ,ب ح ,ء ,ه (في المخطط السابق) اخوه و اخوات و كأن س هو ابن احد الرجال الثالثه (ا أو ح أوه ) اي انه يقف بالنسبه الحدهم فقط _ و ليكن هو موقف االبن من ابيه ,فإن هذا العالقه ذاتها تربطه بنفس الطريقه بكل من ح ,ه ,بل ان كثيرا من عناصر هذا العالقه تنعكس في موقفه من ب ,ء ,اي ان عالقته مع اخوه و اخوات االب تعتبر في نظره من نفس نوع العالقه التي تربطه بأبيه و بظهر تشابه العالقه في هذا الحاله في استخدام كلمه واحدة او مصطلح قرابي واحد االفراد الاماعه من نفس الانس ,و بذلك تطلق كلمه ((اب)) على االعمام .بل ان الشخص (س) و قد يراعي في كثير من الماتمعات نفس قواعد السلوك ا اء أخت االب ( العمه ) و يعتبر العالقه التي تربطه بها من نفس نوع العالقه التي تربطه باالب ,و لذا ناد ان المصطلح القرابي الذي يطلق على أخت االب في تلك الماتمعات هو ((االب االنثى )) فيناديها و يشير اليها بهذا االسم او قد يستخدم اي مصطلح احر مشتق من الكلمه التي يستخدمها الألب .و ليس في ذلك كثيرا من الغرابة فاالمر اشبه بما يوجد عندنا حيث نطلق على اخت االب كلمه (عمه) اي العم االنثى .هذا المبدأ البسيط يمكن تطبيقه هو نفسه خارج نطاق العائله بحيث يشمل جميع درجات القرابه ,و بذلك يعتبر اخو ابي االب (اي عم االب ) كما لو كان جدا مباشرا( ابو االب ) و بالتالي يطلق على ابنه كلمه ((اب ))( انظر الشكل صفحه ) 384و يحدث نفس الشي بالنسبه لاماعه اخوة االم ,بحيث تعامل اخوات االم ( الحاالت ) معامله االم الحقيقيه ذاتها من حيث استخدام نفس المصطلح القرابي او اتباع نفس انماط و قواعد السلوك .بل ان هذا قد يصدق في كثير من الماتمعات على اخى االم ( الخال ) الذي يعامل بنفس معامله االم و يطلق عليه كلمه ( االم للذكر ) كما هو الحال عند قبائل البانتو في افريقيا و قبائل التوناا في المحيط الهادى ،فواضح اذن أن نظره الشخص الى جماعه االخوه _ايا كانت _ من خارج كوحدة متماسكه متكامله تاعله يقف من جميع افراد هذا الاماعه موقفا ً موحدا ً بغض النظر عن اعتبارات الانس او السن ,و ان كان ذلك الينفي ان هذا االعتبارات تؤخذ في الحساب في كثير من االحيان .و في ضوء هذا الموقف نستطيع ان نفسر المصطلحات القرابيه التصنيفيه التي تستخدم في نظام االوماها مثالً (انظر صفحه )387حيث ناد انه بالنسبه لموقف الشخص من جماعه االخوه التي تنتمي اليها االم يعتبر كل اخوات االم امهات و كل اخوتها ( ,اخواال) و بذلك فان اوالد هؤالء االمهات التصنيفيات (الخاالت ) يعتبرون اخوه و اخوات له تماما ً بنفس الطريقه التي يعتبر االوالد الذين تنابهم امه الحقيقيه اخوه و اخوات له ,و بذلك فانه يطلق على ابناء خالته كلمه ا خاو اخت .فاذا وسعنا نطاق هذا الدائره القرابيه فاننا ناد نفس المبدأ بحذافيره , بحيث ان ابناء الخال تنطبق عليهم نفس المصطلحات التي تنطبق على افراد جماعه اخوة االم ذاتها . فانهم يطلقون كلمه ((ام)) على كل االناث ,و كلمه ((خال))على كل الذكور .و تتكرر هذا العمليه جيالً بعد جيل بالنسبه لنفس الشخص .ومن هذا يتضح لنا ان مصطلحات القرابه ال تشير بشكل مباشرا الى عالقات و روابط الدم القائمه فالً على ما يذهب اليه لويس مورجان ,او التي كانت قائمه في الماضي , مما ادى به الى افتراض وجودنظام الاماعه على ما ذكرنا ,نظرا ً الن الشخص ال يعرف من يكون ابوه _ او على االصح _والده_ في مثل هذا النظام فيطلق علك كل جماعه اال واج كلمه ((اب)) .و الواقع ان كثير من الماتمعات التي تتبع نظام القرابه التصنيفي اليداخلها اي شك في التاكيد من شخص الوالد و تعامل ذلك الوالد بطريقه تختلف بعض الشي عن بقيه االشخاص الذين يطلق عليهم (و عليه ايضا ) كلمه (اب) .و حتى اذا سلمنا بأن الزعم الذي ذهب اليه مورجان بعض الوجاهه فيما يتعلق بتحديد (الوالد) من بين جماعه اال واج لتخصيص صفه االبوه له ,فان ذلك ال يمكن ان يكون هو الوضع بالنسبه لألم .فأن الشخص تكون معروفة دائما في كل الماتمعات و مع ذلك فأن كلمه (ام) تستخدم هي ايضا استخداما تصنيفيا ً بحيث تطلق على عدد من النساء عالوة على االم الحقيقيه كما رأينا .وعلى ذلك كان البد من 22 البحث على مبدأ اخر غير المبدا الاينالوجي المتعلق بقرابه الدم المباشرة لتفسير القرابه التصنيفيه .واذا كان راد كلف بروان يقدم لنا تفسيره القائم على ما يسميه مبدأ وحده االخواة فان هذا المبدأ نفسه دخله كثير من التعديالت و التحويرات واالضافات على أيدي كثير من العلماء من بعده .وعلى الرغم من انه يظهر تحت اسماء اخرى كثيرة ,فالعناصر االساسيه التي يرتكز عليها تفسير راد كلف بروان موجودة في هذا التفسيرات الاديده و ان كانت تختفي تحت بعض التسميات المعقد او الغامضه و يكاد العلماء االن يامعون على ان مصطلحات القرابه هي في حقيقه االمر مصطلحات تشير الى المنزله االجتماعيه .و ليست هذا نظره جديده على اي حال ,فقد ظهرت بشكل او باخر في كتابات بعض علماء القرن التاسع عشر تحت اسماء مختلفه و كذلك عند عدد من العلماء في أوائل هذا القرن .و هذا النظره ال ننكر امكان وجود عالقه الدم الحقيقيه مع العالقه االجتماعيه في وقت واحد . المحاضرة الثامنة نظرية القرابة : يحتل موضوع القرابة ومل يتصل به من مشكالت تتعلق بالزواج والعائلة مركزا رئيسيا في الدراسات االجتماعية وبخاصة االنثروبولوجيا التي تعنى في المحل االول بدراسة الماتمعات التقليدية او الماتمعات القبل الصناعية وربما .كان السبب في اهتمام العلماء بدراسة القرابة وهو الهام الذي تلعبه عالقات وروابط القرابة في حياتنا اليومية عالوة على طرافة الموضوع ذاته وبخاصة بما يتعلق بعادات الزواج المختلفة واشكال العائلة في مختلف الماتمعات مما ياعل موضوع القرابة من اكثر موضوعات علم االجتماع واالنثروبولوجيا جذبا واسترعاء ألنتباه العلماء واهتمامهم .ولكن على الرغم من كثرة ماكتب حول القرابة موضوع وخاصة حول نظم الزواج واشكال العائلة وتطورها ومشكالتها فال يزال ميدان الدراسات القرابية يفتقر بشكل ملحوظ الى نظرية يمكن في ضوئها تحليل وفهم وتقسير انساق القرابة المختلفة وليس من شك في ان ذلك يرجع من ناحية الى كثرة هذه األنساق وأختالفها وتنوعها الى حد كبير ومن جهة الخرى الى تقدم نسق القرابة ذات في اي ماتمع من الماتمعات وأتصاله الوثيق ببقية االنساق والنظم االجتماعية في ذلك الماتمع بحيث 23 يصعب فهمه أال بدراسة أألنساق والنظم ذاتها ومن هنا كان موضوع القرابة من أشد الموضوعات أبهاما وغموضا واستغالقا على الفهم رغم كثرة ماكتب عنه وعلى اي حال ان االهتمام بموضوع عالقات القرابة اهتمام حديث نسبيا على عكس الحال بالنسبة الى الزواج والعائلة على الرغم من أن دراسة الزواج والعائلة تعتبر المدخل الطبيعي لدراسة انساق القرابة .ومن المالحظ مثال ان كتب علم االجتماع فب اللغة العربية التشير العالقات القرابة من قريب او بعيد بأعتبارها تؤلف نسقا متكامال يندرج تحته كثير من النظم والعالقات الفرعية وتكتفي كلها بدراسة الزواج والعائلة .والغريب في ذلك ان بن خلدون سبق له بفكره الثاقب ان انتبه الى نسق القرابة في ماال حديثه عن العصبية ووضع بذور نظرية متماسكة نقلها عنه كثير من المستشرقين وبخاصة روبرتسون سميث لكى تنتقل بعد ذلك الى علماء األنثروبولوجيا البريطانيين وبخاصة ايفانز بريتشارد وتالميذه الذين اهتموا بدراسة انساق القرابة في أفريقيا والعالم العربي .ولكن لم ينتج لنظرية بن خلدون وأرائه ان تاد من يهتم بها ويعمل على تطورها نظرا ألكتفاء المشتغلين بالعلوم االجتماعية في العالم العربي بالكتابة عن نظم الزواج واشكال العائلة وترديد التقسيمات والتصنيفات التي تمتلئ بها كتب علم االجتماع أألمريكي بوجه خاص وقد يكون العلماء الغرب عذرهم في أغفال الكالم عن نظم القرابة والعالقات القرابية وأالكتفاء بدراسة العائلة والزواج على أعتبار أن القرابة بمعناها الواسع ال تلعب دورهما في الحياة اليومية في الماتمعات الغربية وذلك بعكس الحال في ماتمعاتنا وبخاصة في الماتمعات الريفية والبدوية ذات التنظيم القبلي .والواقع ان اهتمام علماء الغرب بدراسة أنساق القرابة يقتصر على علماء االنثروبولوجيا الذين يوجهون اهتمامهم الى الماتمعات التقليدية حيث يدرسون فيها االنساق أالجتماعية المختلفة بما فيها النسق القرابي وما يقوم بين هذه أالنساق من تفاعل وتتداخل وتشابك بقصد فهم البناء أالجتماعي العام لتلك الماتمعات .وال يزال معظم المشتغلين بالعلوم أالجتماعية عندنا يشفقون من تطبيق المنهج االنثروبولوجي في دراستهم نظرا لمل يتطلبه ذلك من وقت طويل يقضيه الباحث في الدراسة الحقلية المركزة عالوة على الماهود الكبير الذي يحتاجه التحليل األنثروبولوجي للبناء أالجتماعي بكل تعقيداته .ومهما يكن من شي فأنه من الصعوبة بإمكان الفصل بين القرابة من ناحية الزواج والعائلة والعائلة من الناحية أألخرى حين ندرس الماتمع التقليدي ,كما أن فهم نسق القرابة لن يتيسر للباحث أال بتحليل نظام الزواج في الماتمع نظرا ألن نسق القرابة يقوم في اساسه على نوعين من العالقات هما عالقات الدم وعالقات المصاهرة ,وهما الموضوعات االساسيات المتعلقات بالعائلة والزواج .ويرجع معظم الفضل في تنبيه أالذهان الى ضرورة أالهتمام بدراسة االنساق القرابية الى العالم أألمر يكي لويس مورجان في القرن التاسع عشر .وهذا الينفى بالطبع في وجود عدد من الكتابات أألخرى التي ظهرت في ذلك الوقت او قبله بقليل والتي كانت تدور حول الموضوع نفسه مثل كتابات باخوفن وماكلينان وغيرهما من علماء النصف الثاني من القرن التاسع عشر .ولكن كتابات مورجان تمتا على كل تلك الدراسات ألنها كانت الى حد كبير على 24 المعلومات والحقائق التي قام مورجان نفسه بامعها من عدد من قبائل الهنود الحمر وبخاصة القبائل االيروكواي التي اتصل بها اتصال مباش لهذا الغرض وضمن تلك المعلومات كتابه عن (أنساق روابط الدم والمصاهرة في العائلة البشرية ثم حاول تطويرها بعد ذلك في كتاباته التالية وبخاصة في كتابه المشهور عن الماتمع القديم ولقد كان من الطبيعي ان يتاه هؤالء العلماء في نظرياتهم عن القرابة اتااها تطوريا ,وذلك تماشيا مع التيار الفكري العام السائد في ذلك الوقت في دراسة النظم أالجتماعية عن طريق البحث عن البداية االولى لتلك النظم ثم تتبع المراحل المختلفة التي مرت بها واالشكال أتخذتها تلك النظم في مختلف المراحل وعلى ذلك ناد مورجان يضع في كتابه نظرية تقوم في اساسها على تطور الحياة العائلية والزواج من البساطة الى التعقيد حسب نسق عقلي تصور ان البشرية سارت تبعا له في تطورها وتقدمها .وتقوم هذه النظرية على اساس ان كل ماهو مختلف عن النظم األوربية يمثل مرحلة تطورية سابقة في الزمن واكثر تأخرا او تخلفا من تلك النظم التي كانت تعتبر في نظر العلماء حينذاك قمة التقدم والتطور . المحاضرة التاسعة سبق ان رأينا كيف أن مورجان في دراسته للحياة أالقتصادية ذهب الى القول بتطور طرق المعيشة وانماط الحياة األقتصادية حسب خطوات مرسومة بدقة .والواقع انه كان يحاول دائما أن يربط تلك التغيرات والتطورات في ماال طريقة العيش بتغييرات معينة في شكل العائلة ونظام القرابة وشكل الحكومة ,ولكنه كان يعطي أهتماما خاص الموضوع تطور اشكال العائلة بأعتبارها األساس األول الذي تقوم عليه بقية النظم اإلجتماعية ،وال يزال كثير من علماء اإلجتماع المحدثين يعتبرون نظرية مورجان عن تطور العائلة ونسق القرابة هي أهم نقطة في نظريته في التطور اإلجتماعي .وتتضمن نظرية مورجان في انه كان يرى الماتمع البشري في البداية عبارة عن مرة أجتماعية بسيطة تعيش في حالة بدائية التحكمها ضوابط أو قوانين أو قواعد خلقية كان افرادها يحيون حياة أباحية متحررة .والمعلومات بشكل لم يتوفر في كتابات غيره من العلماء المعاصرين له .ولم تكن نظرية مورجان هي 25 النظرية الوحيدة في هذا الصدد ،فقد كانت هناك عدة نظريات لم تكن تقل عنها تماسكا من الناحية المنطقية الصورية على األقل وأن لم يقدر لهذه النظريات أن تنتشر وتشيع من نظرية مورجان لسبب أو ألخر ومع أن هذه النظريات تختلف فيما بينها في بعض التفاصيل المتعلقة بالمعلومات التي يستشهد بها أصحابها بأنها تتفق فيما بينها حول طبيعة المبدأ الذي تقوم عليه وهو مرور األنسانية بعدد من المراحل التي تتميز بأشكال معينة من الزواج والعائلة والقرابة ,وتتفق الى حد كبير أيضا في خصائص بعض هذه المراحل وبخاصة المراحل األكثر تقدما وتطورا . وتعتبر نظرية باخوفن المعروفة بأسم ((حق األم)) من أهم هذه النظريات .وقد لعبت دورا هاما في توجيه الفكر األجتماعي في القرن التاسع عشر وجهة معينة بالذات حين أفترضت أن الشكل أألول للعائلة هو العائلة أألموية وأن نسق القرابة عن طريق النساء كان أسبق في الظهور على نسق القرابة األبوي نظرا ألنتساب أألبناء الى أمهاتهم ,مما أضفى على المرأة مكانة أجتماعية وأقتصادية وسياسية أعلى بكثير مما كانت ومركز الرجل . وقد استند باخوفن في نظريته عن سبق األنتماء األم الى ان طبيعة أألشياء تحتم ذلك . فالقانون الطبيعي يقضي بأهمية أألم بينما لم تذهب سيطرة االب وحقوقه األ بعد ذلك بكثير ذلك أن أألنسانية في بدايتها تحتاج الى كثير من الرعاية والعناية وهو مايمكن للمرأة توفيره من دون الرجل كما أن المرأة اقدر من الرجل على توفير السالم وتحقيق المحبة وبذر بذور الخير .ولكن الى جانب األراء او الشخصية يستشهد باخوفن في التدليل على نظريته بكثير من الشواهد واألدلة التي يستمدها على الخصوص من العصور الكالسيكية .وكذلك منبعض الماتمعات البدائية التي كانت معروفة في ذلك الحين .فالشعوب ذات الحضارة القديمة وبخاصة السابقة على الحضارة الهليلية ،كانت تمنح المرأة مكانة عالية مرموقة . فلقد ذكر هيرودت مثال أن الليقين كانوا يتبعون نظام األنتساب لألم بحيث بحيث كان األبناء يحملون أسماء أمهاتهم كما كانت األم هي التي تتولى شؤون البيت والدولة على السواء . ويالحظ باخوفن أن كثيرا من أألساطير القديمة تشير الى المكانة العالية التي تتمتع بها المرأة في العصور القديمة ,وفسر ذلك بأن هذه األساطير تعكس في الواقع النظام األمومي الذي كان سائدا في تلك األحقاب السحيقة ,كما هو الحال مثال في أسطورة ايزيس المصرية التي يستدل منها على الماتمع المصري المبكر كان ماتمعا أموميا وأن أألسطورة هي أحدى رواسب تلك الحقبة .بل أن لفكرة أسبقية حق األم أساسا دينيا أيضا .ففكرة ((األم األرض)) التي منها خرجنا واليها نعود قديمة وراسخة في معظم األديان ,بل أن ((اله)) األرض يظهر في معظم األساطير على أنه أنثى وليس ذكر ,كما أن أول مظهر للعبادة كان دائما عبادة االلهة األنثى في كل ماتمعات القديمة المعروفة .ومهما يكن من شئ فثمة كثير من الماتمعات البدائية وبخاصة في افريقيا ال تزال تعترف لألن بنظام األنتساب الى أألم ,وهذه 26 تمثل في رأيه ورأى العلماء التطوريين على العموم مرحلة سابقة قديمة من تطور الماتمع البشري .فكأن األوضاع السائدة اذن في الماتمعات البدائية والكالسيكية على السواء (وهي تمثل في رأس العلماء التطوريين مرحلة دنيا سابقة في تطور الحياة االجتماعية ) تؤيد أسبقية سيطرة األم على األب في الزمن .بيد أن باخوفن كان يرى رغم هذا أن (حق األم) وسيطرتها ومركزها العالي الممتا في الماتمع لم يكن في واقع األمر هو المرحلة األولى في تاريخ البشرية وتطور النسق القرابي ,وانما سبقتها مرحلة أخرى هي مرحلة التحرر الانسي المطلق أو األباحية الانسية ولكن هذه أألباحية لم تظهر_ في رأيه _نتياة ألغراق الناس في الشهوات واألنقياد ألهوائهم ,وأنما هي عنده مارد فكرة منهاية تعتمد على ألرأي القائل بأن المرأة لم تخلق في األصل لكي تدفن نفسها بين ذراعي رجل واحد وقد انتقل باخوفن من ذلك الى القول بأن ملكية الرجل الواحد ألمرأة معينة كان يعتبر خروجا على ارادة األلهة .وهذه النتياة منطقية تتبع من المقدمات التي بدأ منها . ومع ذلك فقد ثارت ثائرة النساء في مرحلة تالية من تطور الماتمع البشري على ذلك الوضع المزري المهين ,وكانت هذه الثورة أيذانا بظهور الزواج كنظام أجتماعي ينظم العالقات الانسية بين الرجل والمرأة .ولقد كان من الطبيعي أن تتمسك المرأة الثائرة على أالوضاع بالسلطة والسيطرة في يدها ,وظهر بذلك (حق األم)ولقد كرست المرأة المسيطرة نفسها لألغراض السلمية ,فأخترعت الزراعة .ومع ذلك فلم يكن الماتمع يرضى في البداية لألمر عن هذا الوضع وكان ينظر الى الزواج على انه ثورة على القانون الطبيعي وخروج على أرادة األلهة وبذلك كانت الماتمعات المبكرة ,وكذلك بعض الماتمعات البدائية الحالية ,تبيح للمرأة في مواسم معينة أن تتصل جنسيا بأي رجل تشاء فيما يعرف بأسم (الزنا الموسمي)الذي يعتبره باخوفن تكفيرا من الماتمع القديم المبكر والماتمع البدائي عن (جريمة الزواج) ومع ذلك فقد سار النظام في طريقه التطوري وترتب على ذلك ظهور اشكال جديدة مختلفة هي أألصل فيما نراه األن من أختالف في نظم القاربة والزواج والعائلة .ذلك أن المرأة فقدت سلطانها وسيطرتها في بعض الماتمعات فيما يتعلق بشؤون العائلة بينما فقدت مكانتها السياسية فقط في الماتمعات اخرى ,وأدى ذلك على العموم نظام األنتساب الى األب واألعتراف بالقرابة في خط الذكور وسيطرة الرجل في شؤون السياسة واألقتصاد. 27 المحاضرة العاشرة الظاهر أن فكرة شيوع األباحية الانسية (أو الشيوعية الانسية أو شيوعية النساء كما تسمى في بعض األحيان ) في بداية الظهور للماتمع البشري وماترتب عليها من ظهور األنتساب الى األم والقرابة في خط الذكور كانت تلقى كثيرا من التأييد من علماء األجتماع واألنثروبولوجيا في ذلك الحين تاد النظرية ذاتها معروضة بشكل أو بأخر في كثير من الكتب القيمة مثل كتاب بريفولت عن األمهات وكتابات ماكلينان وبخاصة كتابه عن (الزواج البدائي) وهي كلها كتب ودراسات ظهرت ظهرت في أوقات متقاربة وان كان كتاب بريفولت ظهر متأخرا بعض الشئ .وقد تمكن ماكلينان على الخصوص من الوصول الى نتائج مشابهة الى حد كبير النتائج التي توصل أليها باخوفن رغم انه ابتدأ من بدايات مختلفة. وقد كان ماكلينان مهتما في األصل بالبحث عن اصل الزواج الداخلي أو األندوجامي Endogamyوالزواج الخارجي أو األغترابي أو األكسوجامي ,Exogamyولقد أفلح ماكلينان كمعظم علماء عصره في وضع نظريته في قالب منطقي نظري متماسك .ولقد ابتدأ ماكلينان من أفتراض أن األنسانية في مرحلتها األولى كانت تعيش في حالة فوضى خلقية وأباحية جنسية مطلقة ,وكانت الاماعات القبلية القديمة تعيش في حالة حرب دائمة وأغارات مستمرة ومتبادلة .وقد أستلزمت الحرب منهم أن يتخلصوا من البنات الالتي كن يعبرن عامال معوقا في الحرب في ناحية ,وخشية وقوعهن في األسر من ناحية اخرى ,وبذلك 28 ظهر وأد البنات في تلك الماتمعات القبلية المتحاربة .إال ان وأد البنات خلق امام هذه القبائل صعوبة بالغة فيما يتعلق بالزواج حيث تقدمت الماتمعات االنسانية وتخلصت من حالة اإلباحية األولى ,فلم يكن لدى اي جماعة منها مايكفي لزواج جميع افرادها البالغين من الذكور وعلى ذلك كان النظام السائد هو سرقة النساء وخطفهن بالقوة والغصب في اول األمر .وظل األمر كذلك حتى تقدمت األنسانية مرة اخرى واصبحت العالقات بين الاماعات المختلفة اقل عنفا ً واكثر مودة ,ومع ذلك ظل الرجل يتزوج من خارج جماعته مما يعني ان الزواج االكسوجامي Endogamyكان اسبق في الظهور على الزواج الداخلي او األندوجامي ,Endogamyكما ظل خطف الزوجة قائما ولكنه اصبح مارد عملية رمزية فقط تشير في الوقت نفسه الى النظام المتبع في الماضي وفي تلك المرحلة القديمة حيث كان يصعب العثور على نساء و وجات لكل رجال الاماعة الواحدة ,كما كان يحدث كثيرا ً ,كان البد من أن يشترك عدد من الرجال في إمرأة واحدة ,واألغلب ان هؤالء الرجال كانوا في اول األمر من األغراب ,وظهرت بذلك مرحلة تعدد األ واج القديمة المندثرة أو كما يسميها ماكليتان بالبولياندرية (تعدد األ واج) العتيقة . Archaic polyandryوقد دخل على هذا الشكل بعض التغيير والتهذيب بتقدم الماتمع ,وذلك حين اصبح األ واج الذين يشتركون في امرأة واحدة هم من األخوة . ويطلق ماكلينان على هذا الشكل اسم البولياندرية األخوية fraternal polyandryوعلى اي حال فأنه في كال النوعين من البولياندرية (تعدد األ واج) كان البد أن ينتسب األبناء الى األم مادامت األبوة غير مؤكدة أو غير صريحة على األقل .وكانت الزوجة في البولياندرية العتيقة الزائلة تعيش هي واطفالها مع امها وأخواتها كما كان األطفال يحملون اسم عائلتها , ثم اخذت الزوجة تستقل بعد ذلك عن عائلتها في بيت مستقل بحيث يزورها األ واج كل بدوره حسب نظام مرسوم لهم ولكن ظل األطفال يعيشون معها ايضا ً . اما في البولياندرية األخوية فأن الزوجة كانت تنفصل عن عائلتها وتنتقل لتعيش مع عائلة األخوة األ واج ,كما كان أبناؤها يعيشون هناك ايضا ً .وبمرور الزمن وتقدم الماتمع وانفصال الزوجة شيئا ً فشيئا ً عن اهلها اخذ الميل يزداد نحو انتماء األوالد الى عائلة األ واج األخوة ويحملون على الخصوص اسم األخ األكبر ,فكأن األنتساب الى األب ظهر في مرحلة متأخرة نسبيا ً ونتج عن السكنى واألقامة مع األخوة األ واج واهلهم . patrilocalityوقد حاول ماكلينان ان يستدل على صحة نظريته باألستعانة بمزيد من النظم األجتماعية األخرى مثل نظام الزواج الليفيراتي ( )leviratic marriage, levirateالذي يتحتم على الرجل بمقتضاة الزواج من ارملة اخيه ,وهو نظام متفشي بكثرة في عدد كبير من الماتماعات ويعتبرها ماكلينان جزءا ً طبيعيا من النظام البولياندري واحد مخلفات هذا النظام الهامة وكذلك استدل ماكلينان على ذلك ببعض مصطلحات القرابة الشائعة عند عدد من قبائل الهنود 29 الحمر حيث يستخدم الرجل مصطلحا ً قرابيا ً واحدا ألبيه وأعمامه على السواء .ولم يظهر الزواج األحادي اال في مرحلة تالية على ما قال موجان . تكتفي هذه األمثلة للكشف عن األتااه العام الذي سارت فيه نظرية القرابة في القرن التاسع عشر ,وهو نفس األتااه الذي حاول علماء األجتماع واألنثروبولوجيا في ذلك الحين االستعانة به لتفسير النظم األجتماعية عموما ً على مارأينا حين تكلمنا عن النسق األقتصادي, والذي يفرض وجود مراحل محددة بدقة يمر فيها النظام األجتماعي الواحد بحيث يتحذ شكالً معينا ً بالذات في كل مرحلة وبحيث يرتكز كل شكل منها على األشكال التي سبقته في الظهور ويمهد الطريق لظهور شكل تال اكثر منه تطورا ً .وتصدق هذه المراحل التطورية في نظر علماء القرن التاسع عشر على الماتمع البشري برمته وعلى كل ماتمع حدة . واختالف النظريات التطورية في تحديد هذه المراحل وأشكال الزواج والقرابة وترتيبها دليل على ان هذه النظريات كانت تعتمد في المحل األول على التفكير النظري المارد ,فهي جهود شخصية تعكس وجهة نظر أصحابها قبل كل شيء مع محاولة تدعيم هذه اآلراء ببعض القرائن واألدلة التي كثيرا ً ماكان يساء فهمها وتأويلها كما هو الحال في اعتبار استخدام كلمة واحدة لألب واألعمام دليالً على اشتراك اإلخوة في امرأة واحدة ,وهي مسألة سوف نعرض لها فيما بعد في ضوء المعلومات اإلثنوجغرافية المتوفرة األن بكثرة وذلك في معرض كالمنا عن مصطلحات القرابة . ولم تسلم النظرية التطورية وبخاصة آراء مورجان من النقد والتاريح .ومعظم األنتقادات التي وجهت إليها قامت على اساس اخفاقها في األستعانة بالحقائق والوقائع اليقينية في التدليل على صحة وجود تلك المراحل التطورية بالفعل وبخاصة المراحل المبكرة .فليس هناك مايدل بشكل قاطع على وجود مرحلة اإلباحية أو الشيوعية الانسية التي قال بها هؤالء العلماء والتي قبلها انالز ENGELSبعد ذلك .فهذه مرحلة افتراضية بحتة لاأ اليها العلماء التطوريون الستكمال النسق الذهني النظري بحيث تبدو عملية التطور من البسيط الى المعقد عملية متكاملة .وهذا نفسه يصدق الى حد كبير على ما يسميه مورجان بزواج الاماعة . وافتراض قيام هاتين المرحلتين مسألة طبيعية ومنطقية ال مة من نفس المقدمات التي بدأ منها هؤالء العلماء والتي تفترض انه مادام األنسان قد تطور من بعض األشكال الحيوانية األدنى منه فال بد من أن يكون قد مر في حياته المبكرة بمرحلة حيوانية لم يكن يخضع فيها ألي مقاييس أو معايير أو ضوابط خلقية تحكم سلوكه وتصرفاته وأن ذلك انعكس بالصورة في حياته وعالقاته الانسية قبل ان تخضع للقيود والتحريمات التي صاحبت المراحل التالية من تطوره الفيزبقي .وليس أدل على تهافت النظرية التطورية في هذا الصدد بالذات من انه في الوقت الذي كان باخوفن وماكلينان يناديان بنظرية سبق نظام القرابة األمومي كان سير هنري مين sir henry Maineينادي من ناحية اخرى بسبق ظهور نظام القرابة األبوي 30 وذلك في كتابه عن ((القانون القديم , ))ancient lawوقد اعتمد مين في ذلك على ان الغريزة الطبيعية في األنسان تاعله يأبى مشاركة شخص اخر في وجته .وقد تكون هناك من القرائن ما يكذب رأى مين حيث ان البولياندرية تمارس في الحقيقة في بعض ماتمعات قليلة مثل التودا todasولكن الذي يهمنا هنا هو ان العلماء التطوريين في ذلك القرن لم يكونوا يستندون دائما ً على معلومات اكيدة في اقامة نظرياتهم. كذلك اعترض بعض العلماء من أمثال وسترمارك Westermarckعلى الزعم بظهور نظم الزواج التعددي قبل الزواج األحادي استنادا ً الى تشابه حياة األنسان المبكر وأنماط الحياة الحيوانية األخرى وذهبوا الى أن الزواج األحادي كان اسبق في الظهور .ومن الطريف أن وسترمارك اعتمد في ذلك على المعلومات المؤكدة عن الحياة الانسية لدى القردة العليا أو بعضها على األقل ,حيث يكتفي الذكر باألتصال جنسيا ً بأنثى واحدة يدافع عنها ويضل مخلصا ً لها ,وعلى ذلك ذهب وسترمارك الى ان الزواج األحادي او المونوجامي monogamousليس هو الشكل األول للزواج فحسب بل والشكل الطبيعي ايضا ً بينما صور الزواج األخرى ليست سوى تطورات استثنائية في تاريخ البشرية .ففي كل الماتمعات التي تعترف بنظام التعدد ناد هناك ميالً ولو رمزيا ً الى وحدانية الزواج .فحيث يوجد تعدد الزوجات توجد في األغلب وجة كبرى مفضلة ,بينما تنزل الزوجات األخريات منزلة ثانوية بالنسبة اليها .كما انه حيث يوجد تعدد األ واج فأنه يوجد غالبا ً وج رئيسي هو في العادة األخ األكبر الذي ينسب األوالد اليه كما هو الحال عند التودا . كذلك خضعت مرحلة ((العائلة الدموية)) التي قال بها مورجان للنقد والتسفيه .وتقوم هذه األنتقادات على ان مورجان رغم كل جهوده في تبيين الدالالت األجتماعية لمصطلحات القرابة وقع في نفس األخطاء التي كان يعمل على تصحيحها .فقد استدل مورجان على وجود هذا النوع من العائلة من تحليله لمصطلحات القرابة الشائعة في جزر هاواي على ما ذكرنا ,وأخطأ في اعتباره ان استحدام المصطلح الواحد لعدد من األشخاص يشير بالضرورة الى وجود عالقات جنسية من نوع ما ,وأن جميع األشخاص الذين يطلق عليهم كلمة ((أب)) هم في واقع األمر أشخاص يتصلون جنسيا ً باألم أو على األقل لهم الحق في األتصال بها جنسيا ً والواقع ان العلماء المحدثين يرفضون هذا الرأي بشدة ويميزون بين نوعين من القرابة هما القرابة الفيريقية والقرابة األجتماعية ,فقد يحتل الرجل من شخص معين منزلة األب وينادي بتلك الكلمة دون أن يكون أبا ً حقيقيا ً له ودون ان يكون له حق األتصال جنسيا ً باألم على ما سنرى فيما بعد . المحاضرة الحادية عشرة 31 مع ان النظرية التطورية في القرابة كما كانت تظهر في كتابات القرن التاسع عشر لم تعد تحتل مركزا ً محترما األن في الكتابات الحديثة ولم تعد تاد لها أنصارا ً من بين العلماء المحدثين نظرا ً للمأخذ التي تؤخذ عليها ,فهناك بعض المحاوالت في امريكا يتزعمها األن بعض علماء األنثربولوجيا الذين يحاولون بعث النظرية التطورية ولكن في قالب اخر مع ادخال تعديالت جوهرية عليها .ويسلم هؤالء العلماء من امثال هوايت بأن نظم العائلة والزواج والقرابة مرت باشكال مختلفة تمثل مراحل تطورية ,ولكن هذا يصدق على الماتمع البشري بأجمعه وفي تأريخه ككل دون ان يستتبع ذلك مرور كل ماتمع على حدة بتلك المراحل ,أو ان الزواج في عائلة في اي ماتمع معين بالذات البد ان يمر بكل تلك المراحل .فلكل ماتمع ظروفه التي تهيئ لظهور شكل معين وللعائلة والقرابة يمثل مرحلة معينة من مراحل تطور النظام ككل ,كما ان كل النظم ماتمعة يمكن ان ترتب من البساطة الى التعقيد بحيث تعطينا فكرة واضحة عن تطور ذلك النظام ككل خالل التأريخ .وهذا الرأي في مامله ال يختلف اختالفا كبيرا عما يعتنقه على اي حال العلماء الوظيفيون المحدثون فيما عدا فكرة ترتيب األشكال األجتماعية في سلسلة تطورية واحدة متماسكة ,وان كل اشكال منها يمثل مرحلة معينة من مراحل التطور . ولقد كان ألتساع معرفة العلماء المحدثين بالماتمعات المختلفة واتصالهم المباشر بتلك الماتمعات وتعرفهم على مختلف أنماط النسق القرابي واهتمامهم بوجه خاص بتحليل تلك األنساق الى مكوناتها البسيطة من ناحية ,وتحليل العالقات المتبادلة المتشابكة التي تربطها ببقية األنساق السائدة في تلك الماتمعات كل على حدة ,اثره الكبير الواضح في تخلص النظرية الحديثة من شوائب االتااه التطوري. فالعلماء المحدثون يرون ان نفس الوظيفة الطبيعية للعائلة هي التي تحدد بناءها .فبدون الزواج البد من ان يضمحل الماتمع ويزول ,وكان لهذا أثره بالضرورة على الزواج .وعلى ذلك فاختالف اشكال الزواج واشكال العائلة وأنماط النسق القرابي ال يمكن ان يكون مرجعها الى درجة التطور ,وانما مرجعها هو باألحرى الى الظروف األجتماعية السائدة في كل شعب او في كل ماتمع من تلك الماتمعات على حدة .اي ان الظروف والمالبسات المحلية السائددة في الماتمع هي التي تتضافر على ايااد نظام معين للزواج وللعائلة ويؤكد من ذلك أن نظام الزواج األحادي أو المونوجامي الذي يامع العلماء التطوريون على اعتباره أرقى أشكال الزواج واخرها في الظهور (على ااعتبار انه الشكل الشائع في الماتمعات الغربية .يوجد في الوقت ذاته في كثير من اكثر الماتمعات تأخرا وبساطة من حيث التنظيم االجتماعي والحياة والحياة االقتصادية ,مثل سكان جزر األندمان في المحيط الهندي الذين ينظرون الى تعدد الزوجات بخوف وفزع ومثل الفيدا والناجا البدائية البسيطة .فكأن الزواج أألحادي والعائلة البسيطة أو األولية التي تقوم وترتكز عليه توجد في ماتمعات عديدة تنتمي الى مستويات حضارية واجتماعية مختلفة ووجودها اذن ال يتعلق بمراحل التطور . وكان معنى ذلك كله ان العلماء ان العلماء المحدثين ,وبخاصة علماء االنثروبولوجيا الذين يهتمون بدراسة الماتمع التقليدي والماتمعات األكثر بساطة على العموم ,حين يدرسون نسق القرابة في تلك الماتمعات ينظرون من حيث هو صورة من صور التنظيم األجتماعي ,وانه يقسم الماتمع الى فئات أو جماعات متمايزة من الناس ,ولكنه يربط في الوقت ذاته افراد كل جماعة بروابط من نوع هي التي 32 نسميها روابط القرابة ,كما ان هذه الاماعات ذاتها قد ترتبط احداها باألخرى بروابط من نفس النوع . فتو ع الناس اذن في جماعات عائلية يعتبر عامال من الهم العوامل للبناء االجتماعي .وتتفاوت هذه الاماعات العائلية في الحام ,اي من حيث عدد الشخاص واالجيال الذين يدخلون في تكوينها بحيث يبدو بعضها على درجة جدا من التعقيد ,وتحتاج الى درجة عالية جدا ايضا من المهارة والمثابرة لتحليلها وتفهم طريقة عملها ومعرفة بناءها الداخلي ,اي العالقات التي تقوم بين األفراد الذين يدخلون في تكوينهم .ومع ان كثيرا كم جهود العلماء المحدثين تنصرف نحو تصنيف تلك الاماعات العائلية والتمييز بينها ,فأن ذلك يتم بقصد الوصول الى فهم أعمق لبناءها ووظيفتها في الماتمع ,وليس بقصد أقامة اية نظريات عن تصورها عبر التأريخ .وهذا ال يعني أن العلماء الوظيفيين يقفون موقفا معاديا من الدراسة لتأريخ العائلة او أألنساق القرابة ذاتها ,وانما ينصب عداؤهم على الناحية الظنية أو التخمينية أو أالفتراضية التي كانت تشيع في نظريات علماء القرن التاسع عشر وتخرج نظرياتهم بذلك من نطاق العلم الصحيح ومن هنا يقتصر العلماء المحدثون في دراستهم ألنساق القرابة على تحليل كل منها الى مكوناته ,وتتبع العالقات المتبادلة بينه وبين بقية أألنساق التي تشترك في تكوين البناء األجتماعي . المحاضرة الثانية عشرة سبق ان ذكرنا أن العلماء للقرن التاسع عشر استدلوا من بعض مصطلحات القرابة المستخدمة في عدد من الماتمعات القبلية البدائية والتي تطلق على عدد كبير من األشخاص في الوقت نفسه على مرور االنسانية بمرحلة من التحرر الانسي المطلق ثم بمرحلة واج الاماعة ,وأن نظام األنتساب لألم سبق على هذا األساس نظام االنتساب لألب .فأستخدام كلمة قرابية واحدة أو مصطلحها قرابيا واحدا لعدد من االشخاص (مثل استخدام كلمة ((أب)) لألعمام كان يعني عندهم أذن وجود عالقة جنسية بين هذه الفئة من االشخاص وامرأة واحدة أو عدة نساء ,وبالتالي فأن مصطلح القرابة يشير بالضرورة الى وجود رابطة دم وقيام بيولوجية بالفعل وعلى الرغم من ان للقرابة جانبين متكاملين هما الاانب البيولوجي والاانب االجتماعي فأن تمسك علماء القرن الماضي بهذا المبدأ ومحاولتهم تطبيقه في كل األحوال وعلى كل النظم أدى الى وقوعهم في كثير من األخطاء ,وترتب عليه ظهور تلك التفسيرات والنظريات التي التستند في واقع األمر الى اية حقائق أو معلومات مؤكدة .ويبدو هذا األتااه واضحا من نفس عنوان كتاب مورجان الذي الذي سبقت األشارة اليه وهو ((أنساق روابط الدم والمصاهرة في العدالة األنسانية )) وكان يقصد بروابط الدم .مانقصده االن من كلمة (قرابة) ,وفي ذلك مايدل بوضوح على اعتقاده واعتقاد غيره من العلماء من أن القرابة تستند بالضرورة الى روابط الدم وأن العنصر البيولوجي هو بالتالي عنصر جوهري في قيام العالقات القرابية .ومع التسليم بوجود العنصر البيولوجي في القرابة في معظم األحوال فقد دلت األبحاث والدراسات األنثروبولوجية التي أجريت في عدد كبير من الماتمعات البدائية والاماعات القبلية في افريقيا وأستراليا وغيرها وغيرها على أن هناك بعض نظم القرابة التي التعترف بوجود ذلك العنصر البيولوجي ,وان الماتمع كثيرا مايعتبر بعض األشخاص أقارب دون ان تكون بينهم اي صلة أو رابطة من روابط الدم ,كما انه في أحيان اخرى ال يعترف الماتمع بوجود روابط وعالقات قرابية بين أشخاص تقوم بينهم روابط الدم .ومن هنا ناد ان الرأي السائد االن بين العلماء المحدثين هو أسقاط كلمة (رابطة الدم) تماما من كتاباتهم واستخدام كلمة قرابة بدال منها ,على اعتبار أن للكلمة األولى بعض الدالالت الخطرة ,كما انهم في معالاتهم ألنساق القرابة 33 يغفلون تماما الناحية البيولوجية ويركزون اهتمامهم على الدالالت األجتماعية لتلك األنساق فالقرابة تعالج االن في الدراسات األجتماعية واألنثروبولوجيا على انها نظام اجتماعي بحت ينظم العالقات األجتماعية بين أفراد معينين في الماتمع يعرفون بأنهم أقارب حتى وان لم توجد بينهم صالت بيولوجية والواقع ان بعض الماتمعات البدائية اليدرك في مسألة القرابة ,وبخاصة العالقة بين أألب واألبن وجود الصلة البيولوجية .فكثير من الاماعات القبلية األمومية في أستراليا رغم معرفتها نظام الزواج التدرك الصلة بين المباشرة الانسية واألنااب وانما ترد األنااب الى تسلسل ارواح األجداد أو االسالف الى رحم المرأة (المتزوجة).وهذا االعتقاد نفسي يشيع عند التروبرياند ويذكر لنا مالينوفسكي أن فكرة األبوة الفسيولوجية غير معروفة لديهم وأن (كل عملية ظهور أي حياة جديدة في الماتمع تتركز في العالقة بين عالم األرواح وأعضاء المرأة التناسلية ,وانه ليس ثمة مكان من اي نوع االبوة الفيزيقية)) .صحيح ان الفتاة العذراء التحمل والتلد ولكن ذلك راجع في رأي التروبو يانديين أال ان رحم الفتاة العذراء مغلق امام االرواح فال تستطيع التسلل اليه فالزواج والعالقة الانسية هما الوسيلة الوحيدة التي يمكن بها أ الة العوائق التي تعترض سبيل تلك أالرواح دون ان يكون لهما هما نفسها دخل في عملية األنااب . وليس هذا األمر قاصر على الماتمعات االمومية التي يرد نسب الطفل فيها الى االم ويسود فيها نظام القرابة االمومي واليحتل فيها االب سوى مكانة اجتماعية ثانوية بالنسبة لمكانة االم وانما هناك أمثلة اخرى كثيرة في الماتعات االبوية التي ترتكز السلطة فيها بيد الرجال كما يرد النسب فيها في خط الذكور ولكنها مع ذلك التعطي اهمية كبيرة في بعض الحاالت على أألقل الناحية البيولوجية وأن كانت تعترف بوجودها فقد يكون من االفضل ان نذكر هنا بعض األمثلة المستمدة على الخصوص من الماتمعات القبلية في أفريقيا لتوضيح التفرقة التي يقيمها العلماء المحدثون بين الناحيتين البيولوجية واألجتماعية للقرابة. ان التمييز بين نوعي األبوة من أفضل االمثلة التي تلعب دورا هاما في فهم األنساق القرابية في كثير من الماتمعات وعالقات القرابة المعقدة التي تربط أفرادها ,وتعني بذلك التفرقة بين االب الفيزيقي واالب األجتماعي والمقصود باألب الفيزيقي هو األب الذي أناب الطفل واألب األجتماعي هو األب الذي ينتسب اليه الطفل بالفعل فيحمل اسمه ويرث مكانته ومركزه األجتماعي كما يرث ثروته .ومع األبوة المثالية هي تلك التي يكون فيها األب الفيزيقي (أو الوالد المناب) واألب أألجتماعي شخصا واحدا ,فأن ذلك ليس هو الحال دائما فعند النوير نرى أنه عندما يقتل شخصا غير متزوج في احد المعارك فأن اهل القاتل يقدمون ألهل القتيل لكي يتم الصلح بين الاماعتين أحدى فتياتهم ليزوجوها الى (اسم القتيل) نفسه ,ويقوم احد اهل القتيل العاصبين بأألتصال بها جنسيا بأعتراف الماتمع واقراره ,على ان ينتسب األطفال الذين تنابهم تلك المرأة الى القتيل نفسه ,فيعتبرون أبناء شرعيين له يحملون أسمه ويرثون مكانته األجتماعية ويتمتعون بكل الحقوق واألمتيا ات التي كانت ستؤول اليهم فيما لو كان القتيل نفسه قد أنابهم بالفعل ويعرف هذا النوع من الزواج بأسم ( واج الشبح) ,وفي هذا النوع من الزواج ناد أن القتيل يقوم بدور أالب (أألب األجتماعي) بينما قريبه العاصب بدور الوالد (االب االفيزيقي) .النظام ناشئ من تطور البناء األجتماعي القبلي عند النوير .فالماتمع النويري يقوم اساسه على ضرورة تماسك القبيلة عبر الزمن ولذا فأنهم يحرصون على تذكر اسماء االشخاص الذين ماتوا ويفخرون بهم على اساس ان عدد أفراد القبيلة له أهمية في حياتهم اليومية .ولمل كانت أفضل طريقة لذلك هي أن يترك المرء من خلفه من يحمل اسمه فأن الماتمع يعمل على تعويض الشخص الذي يموت قبل أن يناب عن الطريق نظام واج الشبح ,حتى يحرم ذلك الشخص من القرابين وأألضحيات التي تقدم الى روحه 34 وحتى يستمر في حياته متمثال في شخص ابناءه الذين انابهم قريبه العاصب بأسمه .ومن ناحية اخرى يمارس النوير الزواج الليفراتي الذي يمارس الرجل بمقتضاه حق االتصال جنسيا بأرملة أخيه ليناب له اطفال يحملون اسمه .فكان الشخص الميت في هاتين الحالتين يعتبر أبا ألبناء لم ينابهم ,في الوقت الذي يحرم فيه الوالد الحقيقي لهؤالء األبناء من حق األبوة. ويوجد نظام واج الشبح عند بعض قبائل جنوب أفريقيا وبخاصة عند الزولو لكنه يتخذ هناك شكلين اساسيين أو على األصح فأنه يمارس في حالتين ائتيين :االولى حين يموت الرجل بعد ان تكون خطبته تمت على فتاة معينة دون ان يدخل بها فتتزوج الفتاة من أحد أقاربه العاصبين لتناب للميت أوالد يحملون أسمه ,وفي الحالة الثانية تشبه ماناده عند النوير ,حين يموت الرجل قبل أن يتزوج فأن أحد أقاربه يقوم بعملية (ايقاظ) الميت بأن يتزوج [اسمه أمرأة تناب له اطفال .ولكن كثيرا ما عند الزولو أيضا أن األرملة حين يموت وجها تتخذ لنفسها (عشيقا) وليس وجا اخر من أقارب وجها المتوفى , ويعرف ذلك بأسم (المحظية األرملة) وفيه ينتمي االوالد الذين يأتون نتياة لهذه العالقة الى الزوج االصلي ايضا .ولكن هذا نادر الحدوث ,ألن األرملة ال تستطيع من الناحية العملية أن تلاأ الى رجل من غير أهل وجها الميت وأأل عرضته لألضطهاد والتهديد واأليذاء من الماتمع ,وعلى الرغم من أن احد ملوك الزولو وهو املك امباندا أباح ذلك الشرط أن ينتسب األوالد الى (األب األجتماعي ) وان يعطي للوالد حين تتزوج احدى البنات الألتي أنابن من هذه العالقة .وتعرف هذه البقرة (بقرة الركبتين)نظرا ألن الرجل يركع على ركبتيه وهو يناب الفتاة (اشارة الى العملية الانسية) .بل أن األمر يذهب الى أبعد من ذلك عند الزولو ,اذ كثيرا مايتزوج الرجل الغني ذو المركز الممتا من عدد كبير من النساء ويسمح ألفراد جماعته القرابية العاصبة باألتصال الانسي بهن نيابة عنه بقصد الخلفة واالنااب على ان ينتسب جميع االطفال له .فهنا أيضا ناد التفرقة واضحة بين الوالد (األب الفيزيقي) واألب األجتماعي .والواقع أن هناك من نظم الزواج أشكاال تذهب الى حد التطرف في توكيد وابرا اهمية الناحية االجتماعية وأغفال أو حتى انكار الناحية البيولوجية في عالقة االبوة والبنوة وبالتالي في نسق القرابة ككل ,بحيث ناد أن االبوة التي يفترض فيها انها من صفات وخصائص الرجل الذكر كثيرا ماتنسب الى االنثى . وهذا النظام الذي يناقض االوضاع المنطقية القائمة على الفوارق الطبيعية بين الانسين يوجد عند النوير والزولو ايضا وغيرهما من شعوب أفريقيا .ففي هذه الشعوب ناد أن المرأة الغنية التي تنتمي الى عائلة قوية كثيرا ماتريد أن تلعب في الحياة االجتماعية دور الرجل فتتزوج من أمرأة أخرى وتدفع لها مهرا من الماشية ثم تنيب عنها أحد أقاربها من الرجال للقام بوظيفة االنااب بأسمها لكي تصبح هب (أبا) اجتماعيا لألطفال الذين تنابهم تلك (الزوجة) وبذلك ينتمي االطفال الى بدنة (المرأة المتزوجة) كما لو كانت رجال .ومن الناحية أخرى كثيرا مايحدث في الحاالت التي يموت فيها احد الزعماء او الرؤؤساء او أحد الرجال المهين ممن يحتلون مركزا ممتا ا في الماتمع دون انت يترك وراءه ابنا ذكرا أن تقوم االبنة الكبرى بالزواج من امرأة اخرى بنفس الطريقة على أن ينتسب االطفال الى الزعيم او الرئيس المتوفى ,وبذلك يحملون اسمه مثلما تحمله هي نفسها ,وبذلك باالضافة الى انهم يعتبرون في الوقت نفسه أبناءها (بحكم واجها الرسمي) من المهم .وبذلك تكون المرأة (األب) واالبناء الذين (أنابتهم) بهذه الطريقة اخوة بعضهم لبعض .والدافع االساسي الى قيام هذا الشكل من الزواج هو الخوف من لعنة األسالف حين اليادون من يقدم ألرواحهم القرابين وكذلك الرغبة في استمرار الاماعة العاصبة . 35 المحاضرة الثالثة عشرة المثال الثاني الذي نستشهد به على ضرورة التفرقة بين القرابة الفيزيقية والبيولوجية والقرابة االجتماعية مستمد من نظام اجتماعي اخر قد يبدو بعيدا كل البعد عن نسق القرابة ,ونقصد بذلك النظام المعروف بأسم (طبقات العمر) ويوجد هذا النظام في عدد من الماتمعات القبلية في افريقيا وعند الهنود وبعض جزر المحيط الهندي وبعض قبائل استراليا ,وهو يقوم اساسه على محاولة ترتيب أعضاء الماتمع- وبخاصة الذكور منهم على اساس السن او العمر ,اي تقسيم أعضاء الماتمع الى جماعات طبقية تنتظم كل جماعة منها جميع االفراد الذين ينتمون الى سن معينة ,بحيث يترتب السكان جميعا في النهاية في طبقات التي تعلوها او تأتي دونها في السلم االجتماعي ,كما تعمل الطبقة الواحدة وتتصرف في كل شؤون الحياة االجتماعية كوحدة متماسكة .وتمتا كل الماتمعات التي تعرف نظام طبقات العمر بأنها ماتمعات انقسامية بمعنى أن االرض للقبيلة تنقسم الى عدد من الوحدات االقليمية المنقسمة بحيث تعكس كل وحدة منها نفس بناء ووظائف الوحدة الكبيرة التي هي جزء منها ولكن دون أن تفقد هذه الوحدات الصغيرة شخصيتها تماما حين تتحد لتؤلف الوحدة الكبيرة الشاملة .كذلك تنقسم العشيرة وكل الزمر االجتماعية االخرى التي تقوم على روابط الدم الى وحدات قرابية منقسمة هي ايضا .وليس ألى من هذه الوحدات القرابية دور واضح في اجداث الحياة اليومية العادية اال في قليل من االحوال وذلك نظرا لتو ع افرادها وتبعثرهم كما انه ال توجد حكومة او سلطة مركزية تشرف على شؤون الضبط والقانون في الماتمع :ومن هنا فأن نظام طبقات العمر يقوم بمهمة التنظيم والضبط والتكامل االجتماعي كما يعمل على حفظ وحدة الماتمع وتماسكه في تلك الماتمعات االنقسامية التي ال تتمتع بسلطة مركزية او هيئة أدارية تنفيذية وتتألف طبقة العمر الواحدة في العادة من جميع الذكور الذين يكرسون معا في وقت واحد فالتكريس يعتبر عنصرا هاما في تكوين طبقة العمر كما أن (أفراد الطبقة يعطون اسما واحدا مشتركا يعرفون به ويشغلون جميعا نفس المركز االجتماعي ويتتبعون نفس أنماط السلوك في معاملتهم بعضهم بعضا ويتخذون موقفا واحدا أ اء غيرهم من الناس ممن ينتسبون الى طبقات العمر طبقتهم او التي تكون ادنى منها في المنزلة وتكريس الرجل في طبقة عمرية معينة معناه انتماؤه أليها طيلة حيانه بحيث ال يستطيع ان يغيرها على االطالق فطبقة واعمال معينة مرسومة كما تتمتع كلها كوحدة بحقوق وامتيا ات محددة وتؤدي كوحده ايضا وظائف معينة في الحياة االجتماعية بشكل ال يتوفر في مرحلة العمر .اي ان لطبقة العمر معنى اجتماعيا وذلك بعكس المفهوم من كلمة (مرحلة العمر) التي تصطبغ بصبغة فيسيولوجية غالبة. وتكتب طبقة العمر وجودها المستقل وكيانها المتماسك بعد ان يتم بالفعل تكريس كل االفراد الذين تتألف منهم ,اي النظهر كوحدة وظيفية اال بعد التكريس .وليس هنا ماال تفصيل القول في شعائر التكريس, ولذا يكفي ان نشير هنا الى أن معظم حفالت التكريس تقام على مستوى الاماعي على اساس اكبر الوحدات السياسية االقليمية .ويعتبر الختان اهم عنصر في تلك الشعائر ,كما كما أن الفتيان الذين تمارس 36 عليهم هذه الشعائر والذين تتراوح اعمارهم مابين الخامسة عشر وسن العشرين يتعرضون الى جانب ذلك الى انواع اخرى كثيرة من التعذيب والمحن والمتاعب التي تختلف في الشدة والقسوة من ماتمع الى اخر مثل خلع بعض االسنان او تشليخ الابهة والرأس أو الوخز باالشواك والشايرات الشوكية او الالد بالسياط وهكذا. تهدف كل هذه العمليات الى اختبار قوة احتمال الشبان على مالقاة الصعاب على اعتبار ان تكريس هو والرخصة التي بمقتضاها يعتبر الفرد ألول مرة في حياته عضوا في الماتمع ويحتل مركزا اجتماعيا محددا هو مركز المحاربين االبطال ,ويحق له مباشرة وظيفته الانسية وترتبط كل طبقة بمرتبة اجتماعية معينة ارتباطا مؤقتا ثم تنتقل بعد ذلك كوحدة الى مرتبة اخرى اعلى منها حيث تمارس وظائف اخرى جديدة وهكذا .وبذلك فان النظام يتيح لكل فرد في الماتمع المشاركة في وظائف الحياة االجتماعية الكبرى حسب نظام محكم دقيق في جملته وتبعا لقدراتهم الاسمانية وكفايتهم الذهنية وما يكتسبون من خبرة وتاربة نتياة لتقدمهم في السن . اذا كان هذا النظام يعمل كمبدأ للتمايز أو التفاضل أالجتماعي نظرا ألن السكان يتو عون بين عدد من المستويات والمراتب االجتماعية بحيث تعتبر كل طبقة وحدة مستقلة ومتمايزة عن غيرها من الوحدات وتسلك في نفس الوقت ا اء تلك الوحدات االخرى سلوك معين يمليه عليها مركزها في ذلك السلم االجتماعي .فان افراد كل طبقة يشعرون بتماسكهم الداخلي الشديد ويعتبرون انفسهم متساوون بالمركز وفي االمر االجتماعي على السواء .وتمثل ذلك التماسك في ارتباط افراد الطبقة الواحدة ببعض الروابط القوية التي تقوم على وحدة الشعوب والنشاط المشترك والتعاون في الحياة اليومية والتساوي في الحقوق واالمتيا ات والواجبات وهي كلها امور تلعب في الحياة اليومية دور اهم بكثير من اسم العشيرة او البدنة. ان االنتماء الى طبقة واحدة والمرور بفترة تكريس .والخضوع لشعائر التكريس القاسية العنيفة التي تتضمن عزلة افراد الطبقة لفترة منية محددة عن بقية الماتمع تخلق بينهم نوعا من االخوة (األخوة االجتماعية) التي التعتمد على روابط الدم (نظرا ألنتماء افراد الطبقة الى العشائر المختلفة) ولكنها مع ذلك تفرض عليهم كثيرا من القيود والواجبات واأللتزامات ,وبخاصة فيما يتعلق بالحياة الانسية والزواج ,تشبه تلك التي يفرضها الماتمع على األخوة الحقيقين ويساعد على خلق عالقة (األخوة االجتماعية نفس عملية الختان أو التشليخ الاماعية حيث يمارسها على جميع افراد الطبقة شخص واحد في وقت مستخدما في ذلك سالحا واحدا اليقوم بتنظيفه بعد كل عملية فتختلط الدماء تبعا لذلك مما يوجد نوعا من الرابطة بينهم. وتتمثل هذه القيود والحقوق والواجبات وااللتزامات -في ماال القرابة وحدها -في تحريم واج الرجل من بنات (أخوانه) في الطبقة نظرا ألنهن يعتبرن بنات له هو نفسه ,والزواج منهن يكون على هذا االساس أقرب الى الزنا المحارم _ اي ان األخوة الروحية أو أالجتماعية تعتبر مماثلة لروابط القرابة الدموية .والواقع أن افراد افراد الطبقة الواحدة يستعملون بالفعل كله (أخ) في االشارة الى بعضهم لبعض ,كما انهم يعتبرون اباء (اجتماعيين) ألوالد (اخوانهم) في الطبقة وينادونهم بأسم األب .يضاف الى ذلك ان أفراد الطبقة الواحدة يسهمون في دفع المهر الذي يقدمه الواحد منهم لعروسه حين الزواج , وهذا في حد ذاته يؤدي الى ظهور تلك التحريمات على العالقات الانسية وعلى الزوج من ناحية , وكذلك الى قيام عالقة األبوة والبنوة بين اي احد منهم وابناء االخرين .فالعادة أن الذين يشتركون في 37 دفع المهر هم أفراد العائلة ,وان المهر يفرض التزامات معينة بين الذين قاموا بدفعه واألبناء الذين أتوا نتياة لذلك الزواج حيث يعتبرون أبناء (اجتماعيين) لهم .فكأن القرابه االجتماعيه تمتد اذن الى العالقه بين افراد طبقه العمر وابناء بعضهم بعضا على الرقم من عدم وجود عالقه قرابيه فيزيقيه . والواقع ان هذا النوع من القرابه االجتماعيه التي تقوم بين االشخاص ال يرتبطون بعضهم ببعض بروابط قرابه فيزيقيه او دمويه تنشأ في الماتمعات البدائيه نتياه لكثير من النظم االجتماعيه االخرى وتفرض على أفرادها كثيرا من القيود والحقوق والواجبات التي لم تكن لتوجد لوال هذه الروابط االجتماعيه البحته .وهذا هو الحال فيما يتعلق باالشخاص الذين ينتمون الى طوطم totemواحد قد يكون حيوانا ( وهذا هو االغلب) او نباتا او احدى القوى الطبيعيه (وهذا نادر الحدوث) ويعتبرون انفسهم من ساللة ذلك الطوطم الذي يحملون اسمه ,وبذلك يعتبرون اخوه وأخوات ويحرم عليهم الزواج فيما بينهم بالتالي .على اعتبار ان الزواج بين االخوه واالخوات هو نوع من الزنا والمحارم .ومع ان افراد الطوطم الواحد يكونون في العادة مبعثرين اشد التبعثر وال تكاد توجد بينهم روابط قرابه دمويه فان ذلك اليقلل بحال من قوه الروابط القرابيه االجتماعيه ,ويشير معظم الكتاب المتحدثين الى هذا النوع من القرابه باسم القرابه االجتماعيه . ويشير المتوهم fictitiousنظرا لعدم وجود روابط فيزيقيه حقيقيه تربط بين الناس والطوطم من ناحيه وبين كثير من افراد الاماعه الطوطميه أنفسهم ولكننا نفضل استخدام كلمه (( القرابه االجتماعيه )) لذلك ,لما تتضمنه من الدالالت . 38 المحاضرة الرابعة عشرة يعتبر نظام التبنى ايضا الذي يشيع في معظم الماتمعات القبليه من اهم النظم التي تؤدي الى ظهور القرابه االجتماعيه .فحتى في الحاالت التي ال يسمح للشخص الذي تبنته القبيله او العشيره ان يتزوج من احدى بناتها فان اوالده يعتبرون اوالدا لهم بحيث يتنادون فيما بينهم بنفس مصطلحات القرابه التي يستخدمها االقارب الحقيقين ومن الطريف في هذا الصدد ان تاد التنوير حين يأسرون او يخطفون احد االشخاص من الدنكا فيعيش بينهم دون ان يقوموا نحوه بشعائر التبني (وذلك يظل غريبا عنهم تماما ) فانهم اليسمحون له في الغالب بالزواج من نفس عشيره الشخص قام باسره او اختطافه ,فان قواعد الزواج االكسوجامي تتطبق عليه كما لوكان عضوا في العشيره يضاف الى ذلك انهم يعتبرون اوالدا لهم فيحرم عليهم الزواج مثال من بناته ,ليس فقط النه يعيش بينهم بل وايضا النه الذين قاموا بدفع مهر عروسه وقت الزواج ,وبذلك اصبحت لهم حقوق والتزامات وقيود معينه نحو اوالده .وتتمثل هذه الاقوق والواجبات والقيود في تحريم التزاوج معهم واستخدام مصطلحات القرابه الشائعه في الماتمع بالنسبه لهم .وواضح من هذا الى اي حد تتعقد أمور القرابة وتتشابك في الماتمعات التي يعتبرها علماء االنثروبولوجيين واألجتماع ماتمعات بسيطة ,وكيف تدخل عناصر وعوامل كثيرة متنوعة تؤدي الى ظهور نظم وعالقات بعيدة كل البعد عن تلك النظم والعالقات المألوفة في الماتمعات الحديثة .والوسيلة الوحيدة للكشف عن هذه العوامل والعناصر وتحليل وفهم العالقات والنظم المترتبة عليها هي الدراسة المركزة التي تستغرق فترات طويلة من الزمن والتي تحاول ات تتبع هذه العالقات في تشابكها وتفرعها وتداخلها مع بقية النظم االجتماعية .وان لم يكن لعلماء القرن التاسع عشر كل تلك المعلومات المتوفرة االن العلماء البيولوجية والقرابة الحقيقية التي تنشأ عنها ,وبين أنماط القرابة االجتماعية التي تنشأ من أسباب بعيدة كل البعد عن روابط الدم ووجود عالقات جنسية واقعية .ومن هنا كان وقوعهم في خطأ الخلط وعدم تمييز بين نوعي القرابة ,وبالتالي في ظهور تلك النظريات التي ال تستند الحقائق الواقعية , وكذلك ظهور المراحل االفتراضية الناشئة عن انتهاج منهج التاريخ الظني أو التأريخ التخميني لملئ الثغرات التي كانت تعترض قيام نظريات متماسكة متكاملة .والمهم االن هو أن العلماء األنثروبولوجيا واألجتماع المحدثين ,وبخاصة الفريق األول من العلماء في دراستهم ألنساق القرابة في الماتمعات القبلية البسيطة والتقليدية يضعون نصب أعينهم التفرقة بين الناحيتين البيولوجية واالجتماعية ويهتمون بالتعرف بوجه خاص على الدالالت االجتماعية التي تنطوي عليها أنساق القرابة .فنسق القرابة نسق اجتماعي كغيره من األنساق وليس نسقا بيولوجيا ,ولن يمكن فهم هذا النسق أال في عالقته ببقية األنساق الداخلية في تكوين البناء االجتماعي بل الواقع ان علماء األنثروبولوجيا االن يذهبون الى أنه من العسير فهم نسق القرابة في ذاته بعيدا عن األنساق االخرى ,وان مثل هذا المحاولة لن تؤذي اال الى أقامة مثل تلك التصنيفات والتقسيمات التي اغرم بها العلماء للقرن التاسع عشر وانتقلت الى كثير من الكتابات المعاصرة دون التغلغل في فهم المعنى الحقيقي لهذا النسق .فالقرابة مزيج من روابط الدم وااللتزامات األقتصادية والحقوق والواجبات االجتماعية والسياسة والشعائر الدينية والمعايير الخلقية .ودراسة القرابة تقتضي منا األهتمام بكل هذه االمور. وعلى الرغم من أن بعض علماء القرن التاسع عشر وبخاصة مورجان وماكلينان أدركوا حقيقة تعقد روابط القرابة وحاولوا تبين العناصر والعوامل االجتماعية المختلفة التي تتشابك معها فقد جاءت محاوالتهم على درجة كبيرة جدا من السذاجة والبساطة اذا استثنينا لويس مورجان .فلم يكن األتااه الوظيفي في دراسة النظم واألنساق االجدتماعية تطور الى الحد الذي بلغه ابتداء من الربع الثاني من 39 القرن العشرين رغم ظهور بوادر ذلك االتااه في كتابات هؤالء العلماء .وقد اد من سذاجة تحليالتهم أيمانهم بتطور النظم وأنشغالهم في محاولة التعرف على اصل النظام ونشأته والمراحل التي مر بها . وعلى ذلك فالفضل في وضع األسس القوية لدراسة نسق القرابة بأعتباره نسقا اجتماعيا يتأثر ببقية األنساق السائدة في الماتمع ويتأثر بها يرجع في المحل االول الى علماء األنثروبولوجيا المحدثين الذين اتاهوا على الخصوص في دراساتهم اتااها بنائيا واضطروا في سبيل ذلك الى القيام بأبحاث حقلية بين الاماعات قبلية صغيرة الحام نسبيا وعلى درجة عالية من البساطة ,ففي الغالبية العظمى من تلك الاماعات القبلية تلعب روابط القرابة دورا جوهريا في الحياة االجتماعية اليومية سواء في تنظيم المناشط األقتصادية أو تحقيق الضبط األجتماعي أو القيام بالشعائر الدينية وغير ذلك .وظهرت في ربع القرن األخير على الخصوص دراسات حقلية كثيرة اهتم أصحابها بدراسة وتحليل األنساق القرابية السائدة في الماتمعات التي درسوها تحليال بنائيا وظيفيا اد من عمق فهمنا لهذه األنساق المعينة ولنسق القرابة على العموم ولكن على الرغم من كثرة هذه الدراسات فال يزال ميدان االبحاث القرابية مفتقرا الى وجود نظرية عامة كما ذكرنا من قبل .صحيح ان بعض علماء األنثروبولوجيا امكنهم صياغة بعض النظريات التي أمكن األستعانة بها في دراسة بعض نظم القرابة مثل نظرية أيفانز بريتشارد في البداية االنقسامية ونظرية راد كليف براون عن (مكانة الخال) وكذلك نظريته عن (عالقات التحاشي )وصحيح أيضا أن هذه النظريات أثارت كثيرا من الادل والمناقشات في األوساط العلمية كما وجهت عددا من الدراسات الحقلية التي قام بها شباب العلماء من تالميذ أيفانز بريتشارد وراد كليف براون وفورتس في بريطانيا وفريد اياان وكروبر ولوي وغيرهم في امريكا ,ولكنها كلها مع ذلك نظريات جزئية تصدق على انماط معينة من نسق القرابة فحسب ,وان كان هذا ال يقل بطبيعة الحال من قيمتها العملية .وربما كانت المحاولة الاادة حقا لوضع نظرية علمة في القرابة هي محاولة العلم الفرنسي كلود ليفي ستروس ضمنها كتابه الضخم عن (األبنية األولية للقرلبة) .ويقصد ليفي ستروس باألبنية األولية ,كما يقول في مقدمة كتابه ,األنساق التي يمكن عن طريقها أن نحدد ألول وهلة نطاق األقارب ونطاق األصهار ,وهذا يتعلق بما يعرف االن على الخصوص باسم ( الزواج المفضل ) .والكتاب يهدف على العموم الى تبين ان القواعد الخاصة بالزواج ومصطلحا القرابه ونسق االلتزامات والتحريمات هي كلها مظاهر مختلفه لحقيقه واحدة وال يمكن فصلها بعضها عن بعض ,وهذه الحقيقه الواحده او الكيان الواحد هو النسق الذي يقوم الباحث بدراسته ،فاالبنيه االوليه للقرابه تظهر على العموم من تفضيل الزواج من اشخاص تقوم بينهم روابط الدم كما هو الحال بوجه خاص في الزواج بين ابناء العمومه او الخوؤله المتقاطعه ,اي ان لها اساسا بيولوجيه بينما الزواج من اشخاص التقوم بينهم روابط دم من قبل ويكون الدافع عليها اسباب اجتماعيه او اقتصاديه او سياسيه فتنتمي الى ما يسميه باالبنيه المعقده للقرابه structures . complexes de la parentedويعطى ليفي ستروس معظم اهتمامه لدراسه النوع االول من االنساق القرابه في ماتمعات تنتمي الى مستويات مختلفه بنظريه التبادل والهدايا الملزمه التي وضعها مارسيل موس في مقاله عن الهدية الذي سبقت االشاره اليه .ويعتبر كتاب ليفي ستروس اهم كتاب في نظريه القرابة من كتب مورجان كتابه عن االبنيه االوليه للقرابة ( انساق روابط الدم والمصاهره ) ,وقد وجهت انتقادات عنيفه لذلك الكتاب وجدت بدورها من يتصدى لها بالنقد والتاريح من العلماء الذين قاموا فعال بدراسات حقليه بين بعض الاماعات القبليه التي تعتبر الزواج بين ابناء العمومه والخؤوله المتقاطعه من االشكال المفضله وامكنهم بذلك اختبار مدى صحه نظريه ليفي ستروس .ومهما يكن من شي فال يزال الدارسون والباحثون في ميدان االنثر بولوجيا – والى حد اقل ميدان علم االجتماع – يواصلون جهودهم لدراسة المزيد من انساق القرابه في مختلف الماتمعات القبليه البسيطه والتقليدية في 40 ضوء النظريات الازئيه المختلفه التي وضعها االساتذه وكبار العلماء .وهذه الاهود كلها سوف تؤدي في وقت من االوقات بغير شك الى صياغه نظريه عامه للقرابه باالضافه الى المعلومات االثنوجرافيه الهائله التي تزودنا بها ,والتي يمكن ان تكون اساسا متينا للدراسات المقارنه التي ال تزال قليله بشكل واضح في ميدان القرابه على الخصوص . المحاضرة الخامسة عشرة نظم القرابة (مفهوم القرابة ،وأهميتها ،وتصنيفها ،ونعوتها ،والنسب ،والرمو ) القرابة ( kinidhipمفهومها واهميتها) 41 إن رابطتي الزواج ورابطتي االبوة واالخوة التي تربط افراد العائلة االبتدائية [االولية] بعضهم مع البعض االخر تتسبب في خلق شبكة من عالقات القرابة الدموية consanguinityوشبكة من عالقات المصاهرة .affinity والتعريف االنثروبولوجي للقرابة هو (العالقة التي تقام ،بصورة حقيقية أو مفترضة ،على صلة االب واالوالد وصلة االخوة بعضهم مع البعض االخر ،ويعترف بها ألغراض اجتماعية). ويذهب االنثروبولوجيون في دراسة (القرابة) وبيان أهميتها مذاهب شتى ،إذ يعتبرها البعض أهم أنساق البناء االجتماعي في الماتمعات البدائية والقبلية ألن هذا البناء هو بناء قرابي يقوم على العالقات القرابية بدرجة رئيسة ،وال يخلو هذا االعتقاد من الصحة إذ أن هذه الماتمعات (هيقبل كل شيء ماتمعات تعتمد حياتها على وحدة النسب وتالحم االفراد في شبكة من العالقات القرابية الدموية) .لذا يلعب النسق القرابي دورا ً أساسيا ً في البناء االجتماعي لهذه الماتمعات ،إذ أنه ينظم االنحدار أو النسب والميراث والزواج والسكن ،ويقرر بذلك طبيعة الحقوق والواجبات المتبادلة الخاصة باالفراد والاماعات الذين يرتبطون بقرابة الدم والمصاهرة .كما أنه العامل االساسي في تحقيق وحدة الاماعة القرابية وتماسكها، واإلطار الذي من خالله يعهد الماتمع إلى الفرد بوظائف اقتصادية وسياسية ،ويمنحه حقوقه ويطالبه باداء التزاماته ويمده بالمساعدات المختلفة .لذا احتلت القرابة أهمية كبيرة في الماتمعات المحلية التقليدية. ولبيان أهمية القرابة للفرد والاماعة في الماتمعات البدائية والقبلية التقليدية نورد بعض االمثلة التي توضح ذلك من الدراسات االنثروبولوجية الميدانية. يقول العالمة ايفانز بريتشارد في وصف قبيلة (النوير) بالسودان : ((إذا اردت أن تعيش بين ماتمع النوير عليك أن تحترم النظم التي تسمح لك بذلك ،وتنص تلك النظم على معاملتهم كأقارب لك وهم يعاملوك كأحد اقاربهم ،ويترتب على تلك العالقات القرابية حقوق وواجبات ومميزات .وفي ذلك الماتمع يكون الفرد أما قريبا ً لاميع أفراده وإما غريبا ً ويعامل معاملة االعداء)). يتبين من تلك الفقرة االهمية الكبرى للنظام القرابي في ذلك الماتمع البدائي فإن أي فرد في العالم أما قريب لهم أو عدوهم ،وال يمكن ألحد أن يبقى في ماتمعهم إال إذا كان قريبا ً لهم ،وطبعا ً ليس من الال م أن تكون قرابة بيولوجية (حقيقية) فكثيرا ً ما تكون قرابة اجتماعية ،وعن طريقها يصبح الفرد قريبا ً ألفراد الماتمع بعد اداء طقوس معينة .وقد اظهرت الدراسات الميدانية اهتمام الماتمعات على لسان أحد الهنود الحمر من قبيلة (بومو) بكاليفورنيا ،وهو رجل عاو أخذ يناجي نفسه وقد تعرض لذلك الموضوع باسلوب بسيط يتفق مع ماتمعه فيقول: ((ما هو الرجل؟ الرجل ال شيء ،فهو بدون اسرته وأهله يصبح أقل أهمية من بقة تافهة ،بل أقل أهمية من بصفة! فعلى االقل يمكن استخدام األهل في المساعدة في وضع السم للعدو ،أما إذا كان الرجل بدون أهل فلن توافق امرأة على الزواج منه ...وسيصبح أفقر [أي أضعف] من طفل حديث الوالدة وحتى أفقر من دودة .أما عند الرجل االبيض (في الواليات المتحدة االمريكية) فاالسرة واألهل ليسوا بذات االهمية، حيث يقوم البوليس والايش بحماية الفرد ،وتعطيه المحاكم الحكم العادل .وتقوم مكاتب البريد بتوصيل 42 رسائله ،وتوجد المدرسة التي تعلمه هو واوالده كل شيء يعتنى به حتى االطفال بعد موت ابيهم ،أما هنا تقوم االسرة بكل تلك االعمال. يوجد النظام القرابي في كل ماتمع انساني وكل حضارة ولذلك يعتبر نظاما ً عالمياً ،فال يوجد ماتمع انساني بدون نظام يحدد العالقات القرابية بين أفراده ،وتعرف الاماعات االنسانية التي تقوم على أساس الصالت القرابية باصطالح الاماعات القرابية king groupsوتقسم إلى قسمين هما ((االسرة الزواجية)) conjigul familyوالاماعات القرابية الدموية consanguineal kin groupsوالفرق بينهما أن القسم االول يتميز بالسكنى معا ً في مسكن مشترك ولذلك تسمى جماعة قرابية سكنية ،أما الاماعات القرابية الدموية فال تتميز بالمسكن المشترك ،وكذلك يتميز القسم االول بوجود عالقة قرابية اساسها الزواج بينما ال توجد تلك العالقة في القسم الثاني. خصائص العالقة القرابية : تتضح طبيعة القرابة االجتماعية المعقدة في الماتمعات [البدائية والقبلية التقليدية] في مفهوم االلتزام المتبادل المبني على أساس العالقات القرابية ،ومن العناصر الرئيسة التي يشترط لهذه العالقات أن تحتويها بشكل أو آخر هي ما يأتي: -1العالقات القرابية هي عالقات تقوم على التفاعل المباشر اي أن االفراد يحتكون ببعضهم وجها ً لوجه دون حاجة إلى وسطاء. -2هذه العالقات تعتبر هدفا ً وليست وسيلة أي أن األقارب ينظرون إلى اقاربهم كثروة كبرى تعلو على باقي الثروات وأنهم يلتزمون بواجباتهم تااههم قبل التزامهم بباقي الواجبات ،هذه الحقيقة تبر بوضوح في الماتمعات البدائية والقبلية التي تاسد المثل النموذجي لقوة القرابة. -3العالقات القرابية في الماتمعات البسيطة وغير المتطورة تمتد إلى المااالت االساسية في الحياة خصوصا ً الماال االقتصادي والسياسي والزواجي والعقيدي وحتى الترفيهي .وهكذا يمكن القول أن ماال العالقات القرابية ينطوي على الحياة بكل ابعادها في هذا الصنف من الماتمعات .وهذا ياعل وظيفتها في واقع هذه الاماعات وظيفة بالغة التعقيد. -4القرابة في هذه الماتمعات على عدة انواع هي القرابة الدموية وقرابة المصاهرة والقرابة الطقوسية أو العشائرية التي تعتمد على اعتبارات عقيدية واسطورية .كما في اعتقاد بعض الاماعات االسترالية القديمة [ذات الديانة التوتمية] بانحدارها في االصل من الحيوانات. -5القرابة في الماتمعات البدائية والقبلية تمارس تأثيرا ً ضبطيا ً ضخما ً في مختلف الميادين باعتبار اعضاء هذا الصنف من الماتمعات ال يفصلون حياتهم وحياة ابنائهم عن حياة اقاربهم االمر الذي يبيح لهؤالء حق التدخل في شؤونهم واالشراف على ما يتعلق بقضاياهم وقضايا اسرهم. وخير دليل على هذه الحقيقة هو أن الطفل يتلقى توجيهه التربوي ليس من أبويه فحسب بل ومن اقارب والديه على مستوى الثواب والعقاب واالرضاء العاطفي والتعليم الفكري. -6ألن النسب له و ن هائل في مامل الحياة البدائية والقبلية فإن الصالت القرابية تعتمد على خلفيات مرتبطة بالماضي وباحداثه المختلفة األمر الذي ياعل حصة الماضي في مامل التفكير والطقوس والمواقف االجتماعية وتقييم االعتبار اكبر من حصة الحاضر والمستقبل. 43 -7بسبب التعصب الشديد للروابط القرابية فإن الماتمعات البدائية هي ماتمعات مغلقة يصعب على الغرباء االندماج فيها أو الحصول على مكانة رفيعة في تنظيمها االجتماعي .أو إشغال بعض المراكز االجتماعية التي تشترط القرابة الدموية اساسا ً الشغالها. -8القرابة البدائية هي ذات طبيعة غيبية تتعدى االحياء إلى األموات ويتضح هذا الاانب منها في االدوار التي تسند الى الموتى من االقارب في الحياة االجتماعية للاماعة بشكليها االياابي والسلبي ،ففي كثير من الاماعات في أفريقيا واوقيانوسيا يشترك االجداد الموتى في الضبط االجتماعي حيث يخشى االهالي عقابهم الروحي عند االنحراف عن القواعد االجتماعية المعمول بها .كما تعتقد هذه الاماعات أن أجدادها يشتركون في حركات التحرر االجتماعية والسياسي من االستعمار كما يالحظ في (الحركات االهلية) nativistic movementsعند جماعات غينيا الاديدة ،أو في بعض القبائل الهندية في أمريكا الشمالية أو بعض القبائل االفريقية. تصنيف نظم القرابة: تصنف نظم القرابة الى ثالثة: -1القرابة االبوية ( )patrilincal kinshipأو ( )agnatickinishipوهي التي تقوم على اساس القرابة عن طريق الرجال فقط. -2القرابة االمية ( )matrilincal kinshipأو ( )uterine kinshipوهي التي تقوم على اساس القرابة عن طريق النساء فقط. -3قرابة االهل ( )cognatic kinshipوهي التي تقوم على اساس القرابة بين جميع االفراد المنحدرين من جد واحد بغض النظر عن كون ذلك االنحدار عن طريق الرجال أو النساء. أما عالقة المصاهرة ( )affinal relationshipفهي التي تنام عن الزواج فتربط الزوج باهل وجته والزوجة باهل وجها ،كما تربط الشخص باهل المرأة التي يتزوجها أحد اقربائه ،كأهل وج العمة، ويسمى من تربطهم هذه العالقة اصهارا ً (.)affines وللقرابة نعوت من حيث استعمالها: -1النعوت التي يستعملها المتكلم حيث يصف قريبه أو قريبته عندما يتحدث عنه أو عنها ،وتسمى نعوت الوصف ()terms of reference -2النعوت التي يستعملها المتكلم حيث يتحدث إلى قريبه أو قريبته ،وتسمى نعوت النداء ( terms of .)address كما تقسم نعوت القرابة من حيث دالالتها إلى: -1نعوت تصنيفية ( :)classificatory termsوهي النعوت التي تطلق على أقارب معينين ،وتعم في الوقت عينة فتطلق على كل من هم من جنس اولئك االقارب واعمارهم ،رغم عدم ارتباطهم مع المتكلم بصلة القرابة .مثل إطالق نعب االب على كل رجل من عمره وإطالق لقب االم على كل امرأة من عمرها وهكذا. 44 -2نعوت وصفية ( )descriptive termsوهي النعوت التي يستعمل فيها نعت واحد ليدل على قريب واحد فقط ( ) . النسب [ descentمفهومه وانواعه] وهو الرابطة المعترف بينها بين االفراد واسالفه ( )ancestorsوالسلف (هو الشخص الذي ينحدر منه الفرد أما عن طريق االب أو عن طريق االم). ويقسم النسب الى: -1نسب ابوي ( )patrilineal decentوهو النسب الذي يعترف به الفرد بعالقته القرابية عن طريق الذكور. -2نسب امي ( )matrilineal decentوهو النسب الذي يعترف به الفرد بعالقته القرابية عن طريق االناث. -3نسب ثنائي ( )bilateral decentوهو النسب الذي يعترف به الفرد بعالقته القرابية عن طريق الذكور واالناث لعدد معين من االقارب وبدون اعطاء جانب اهمية اكثر من الاانب االخر. -4نسب مزدوج الخط ( )double unilineal decentوينتسب الفرد فيه في الوقت نفسه إلى ماموعتين قرابيتين احداهما االخرى ،هما ماموعة ابيه االبوية ،وماموعة امه االموية ،لتحقيق اغراض اجتماعية معينة ،كأن ينتسب الفرد فيما يخص االرض والزراعة إلى ماموعة ابيه االبوية، وفيما يخص الدين والسحر إلى ماموعة امه االمية ،ويأخذ هذا النوع من النسب شكالً اخر في بعض الماتمعات البدائية ،وهو أن ينتسب االوالد والبنات ذوو التسلسل الفردي من حيث ترتيب والدتهم إلى األب وذوو التسلسل الزوجي إلى االم. الرمو القرابية : قبل أن ندرس مكونات البناء االجتماعي يستحسن أن نلم ببعض الرمو المتفق على استعمالها في كتب االنثروبولوجيا االجتماعية .وهي رمو تستعمل أما لتبين اشكال العوائل وانواع الزواج وتكوين الفخذ والعشيرة والقبيلة في الشعوب البدائية ،أو لضبط العالقات القرابية في الماتمع المدروس[ .عالوة على هذه االهمية الستعمال الرمو القرابية فإن لها أهمية كبيرة في استخدام الطريقة القرابية أو النسبية، أحدى طرق البحث في الدراسة الميدانية والتي ستدرس في (طرق البحث في االنثروبولوجيا االجتماعية)]. الرمو االنثروبولوجية للنوع والقرابة رســـــــــــــــــــــــــــــــــم مخطط النواع العائلة الاماعات العشائرية ( :الفخذ والعشيرة والقبيلة) الفخذ : lineageماموعة قرابية اكبر من العائلة ينحدر كل افراده عن خط نسب واحد ،أبوي أو أمي، من شخص معين ،وإلى عدد من االجيال يتراوح بين خمسة وسبعة اجيال وإلى اكثر من ذلك في حاالت 45 قليلة ،ويرتبطون بعالئق قرابية حقيقية وليست مفترضة ،وبوجود تماسك وتعاون بين افراده ،وتصرفهم كوحدة اجتماعية واقتصادية ،وله قابلية على االنشطار لتكوين افخاذ جديدة ،وهو جزء من العشيرة ، وعادة يحدث هذا االنشطار بعد الايل الخامس أو السادس والفخذ كوحدة قرابية اجتماعية واقتصادية متعاونة ومتماسكة محدودة االقامة بمكان محلي واحد ،ونادرا ً ما توجد مبعثرة على اكثر من مكان. ويتمتع اعضاء كافة بحقوق وواجبات متبادلة تخص افراد الفخذ دون غيرهم .إذ يكتسب الفرد تلقائيا ً من خالل عضويته في الفخذ (كافة حقوقه وواجباته ومكانته االجتماعية والسياسية على المستوى المحلي أو مستوى العشيرة والقبيلة .وذلك مرتبط باستمرارية وديمومة ماموعة النسب [أي الفخذ] كتامع محلي اكثر واشمل من االسرة والعائلة ،وبواسطتها تتحدد الحيا ة والملكية وتورث اجتماعياً ،وكذلك الوظائف االجتماعية والقيادية والعسكرية والدينية وااللقاب المختلفة). ويصنف الفخذ إلى نوعين: -1الفخذ االبوي ( )patrilineal lineageويدعى أيضا ً ( )patrilineageويتكون من كل االفراد المنحدرين عن طريق الذكور من جد معين. -2الفخذ االمي ( )matrilineal lineageويدعى أيضا ً ( )matrlineageويتكون من جميع االفراد المنحدرين عن طريق االناث من جدة أنثى معينة. ومن اهم خصائص الفخذ: -1 أن يكون الزواج فيه خارجياً ،ويعتبر الفخذان العربي والبوليزي استثنائين لهذه القاعدة. -2 أن يحتكر تخصصا ً فنيا ً [أي حرفيا ً] أو وظيفة دينية أو مركزا ً مدنيا ً. ويتميز الفخذ عن العشيرة بحقيقتين هامتين هما: -1يستطيع افراد الفخذ كافة أن ينسبوا أنفسهم إلى بعضهم البعض بصورة واقعية ال متخيلة ،ألن الفخذ محدد بعدد من االجيال ،فإن نما واتسع نتياة لقدمه وعمقه بحيث أصبح متعذرا ً على افراده معرفة درجة قرابة كل واحد منهم لالخر ،انقسم بصورة تلقائية [إلى افخاذ صغيرة] فانقلب رأسه إلى رأس عشيرة ،واصبح كل ولد من اوالد ذلك الرأس رأسا ً لفخذ منفصل. -2يشعر افراد الفخذ نتياة لما تقدم بترابط اوثقن وبروح جماعة اقوى ،ويبر ون ذلك الترابط بالتعاون االقتصادي والتساند االجتماعية والمشاركة الفعلية في كل االحداث وبخاصة فيما يتعلق بالدفاع عن أفراد الفخذ. العشيرة ()clan (وهي ماموعة من االشخاص من الانسين تتعين عضوية الفرد فيها على أساس النسب وحيد الخط ( )unilineal decentبصورة واقعية أو متخيلة ،مع ما يترتب على تلك العضوية بصورة تبعية من التزامات تفرض على أعضاء العشيرة دون غيرهم)( ) فهي ماموعة من االفخاذ تنحدر من أصل واحد مشترك سواء كان حقيقيا ً أو افتراضيا ً ورغم ذلك األصل فهي تضم الكثير من االفخاذ تنحدر من أصل واحد مشترك سواء كان حقيقيا ً أو افتراضيا ً ورغم ذلك االصل فهي تضم الكثير من الغرباء الذين 46 انضموا عضوية العشيرة خالل تاريخها الطويل السباب كثيرة منها الغزو أو طلب الحماية أو الرغبة في تدعيم العشيرة عدديا ً بقبول افراد أو افخاذ مختلفة االصل إليها. وتصنف العشيرة وفقا ً لنظام القرابة والنسب إلى نوعين هما :العشيرة االبوية وتتكون من كل االفراد المنحدرين عن طريق الذكور من جد ذكر معين ،والعشيرة االموية وتتكون من كل االفراد المنحدرين عن طريق االناث من جدة أنثى معينة ،والعشيرة في أغلب الشعوب البدائية (خارجية الزواج) ،وقد تقطن اقليما ً واحدا ً أو عدة اقاليم وقد تكون طوطمية حيث نعتقد العشيرة الطوطمية بأن مؤسسها ،أي طوطمها ،كل احد المظاهر غير الطبيعية أو الطبيعية في بيئتها ،وترتبط اسماء هذه العشائر بالطواطم، التي تعتقد أنها سبب وجودها وبقائها ،مثالً ،عشيرة القط أو االسد ،او نوع من الطيور أو االسماك ،أو النبات او روح من باطن االرض أو النهر أو البحر ،أو السماء نزلت وتزاوجت مع احدى النساء [ومن هذا التزاوج انابت تلك المرأة ذريتها التي شكلت العشيرة في عصور قديمة] .ويقام للطوطلم احتفال طقسي في مكان معينوله رمو أو شواهد أو اضرحة في مكان معين أو عدة اماكن وغالبا ً تحرم العشيرة صيد الحيوان أو قطع النبات الذي تعتقده طوطمها ،أو استخدام فرائه أو ريشه أو اوراقه ،وكثيرا ً ما يعزى للطوطم قوى فوق طبيعية تساعد اعضاء العشيرة في حياتهم وبذلك يمكن أن يكون الطوطم راعي للعشيرة. وال تظهر العشيرة كنظام اجتماعي في كل الماتمعات فهناك ماتمعات غير عشائرية أي ال توجد فيها عشائر .ويمكن أن تتعرض العشائر لالنقراض وتنشأ عشائر جديدة في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة والموارد المحدودة بينما تعمر العشائر في مناطق الموارد االقتصادية الغنية واالعداد السكانية الكبيرة .ففي الماتمعات التي يقوم اقتصادها على جمع الغذاء ينتشر افرادها انتشارا ً واسعا ً في مساحات شاسعة من االرض .لذا تقوم تنظيمات الماتمع على اساس االفخاذ الصغيرة قليلة العدد لفقر الموارد أو لتخلف تكنولوجيا االنتاج أو لكليهما معا ً لهذا فإن دور العشيرة عند هذه الماتمعات يكون محدودا ً .وعلى عكس ذلك يكون دور التنظيم العشائري هو الركيزة االساسية في القبائل الزراعية والرعوية حيث تشتد الحاجة إلى تساند وتعاضد ماموعة كبيرة من الناس اكبر من الفخذ للدفاع عن مصالح الماتمع وارضه ومااله الحيوي ،ومن ثم تظهر التنظيمات العشائرية كضرورة حيوية لبقاء الماتمع. هذا وهناك اعتقاد سائد بين افراد العشيرة بأنهم جميعا ً ينحدرون من جد واحد ولهذا يعتبرون انفسهم اقارب ،وينعت بعضهم البعض االخر بنعوت القرابة . وظائف العشيرة: وتقوم العشيرة بعدة وظائف تظهر أهميتها للفرد والاماعة والماتمع المحلي ،اهمها االتي: التضامن االجتماعي ،العشيرة وحدة اجتماعية يسودها التماسك والتضامن االجتماعي فيسارع -1 جميع افراد العشيرة إلى مساعدة العضو الذي يحتاج إلى العون ،والذي من أهم انواعه حماية حياة الفرد من أي اعتداء وأخذ الثأر له إذا اعتدي عليه ،ويترتب على هذا التضامن شعور افراد العشيرة باالمن واالستقرار والمسؤولية الاماعية. األمن الداخلي والخارجي ،تقوم العشيرة بعملية الضبط االجتماعي وتوفير األمن الداخلي -2 ألعضائها ،ويتولى ذلك رئيس العشيرة وأعوانه بتطبيق قانون العشيرة الذي يتمثل بماموعة من التقاليد واألعراف ،ويشرف الرئيس على تنفيذ العقاب على من يخالف تلك التقاليد واألعراف. 47 تنظيم الزواج ،تقوم العشيرة الطوطمية بتنظيم (الزواج الخارجي) وتحريمها (الزواج الداخلي) -3 ويلعب الزواج الخارجي دورا ً هاما ً في توفير عالقات الود والتعاون [واألمن] بين العشائر التي يامع الزواج بين بعض افرادها. تنظيم النشاط االقتصادي ،تملك العشيرة األرض التي تعيش عليها ملكية جماعية ،ويتولى رئيس -4 العشيرة تقسيم هذه األرض على عوائل عشيرته وتو يع االعمال بينها ،ويحق لكل اعضاء العشيرة استغالل ارضها [بالسكن والزراعة والرعي والصيد ومصادر المياه وجمع الحطب] ولكن ال يحق ألي منهم ملكيتها ملكية خاصة. إجراء الطقوس الدينية ،يكون رئيس العشيرة في معظم االحيان رئيس الكهنة ،وينظر له على أنه -5 الواسطة بين افراد العشيرة االحياء واجدادهم الموتى الذين يشغلون منزلة مقدسة .وفي حالة تامع عشائر القبيلة الواحدة تقوم كل عشيرة بطقوس دينية معينة في االحتفاالت العامة والخاصة بالقبيلة، ويشرف الكاهن ومساعدوه على اجراء هذه الطقوس واحترامها ومعاقبة المخالفين. تنظيم النشاط السياسي ،للقبيلة مالس قبلي يضم رؤساء عشائرها ويتولى المالس تنظيم النشاط -6 السياسي لتلك العشائر ،مثل عمليات اختيار أو انتخاب رؤساء العشائر واعالن الحرب وإنهائها وتنظيم شؤون الدفاع [وفض النزاعات عن طريق التحكيم ودفع التعويضات] ،وقد تصبح عشيرة رئيس القبيلة هي العشيرة الملكية فتحظى بامتيا ات خاصة ومن أمثلة ذلك قبائل (التروبرياند) في ميالنزيا وقبائل (الداهومي) و(األشانتي) في أفريقيا. القبيلة Tribe القبيلة هي أكبر الوحدات القرابية وتتكون من ماموعة من العشائر التي ترتبط بوحدة النسب ،وقد تتواجد العشائر في أقاليم متااورة أو قد يقطن بعضها في اقاليم بعيدة نسبياً ،إن القبيلة تظل واحدة ما دامت العشائر التي تتألف منها تنتظم في بناء أحادي للقرابة الدموية النابعة من النسب المشترك .وتتميز القبيلة بالخصائص التالية: [األرض واللغة والثقافة المشتركة] ،حيث يشغل أفراد الماتمعات المحلية التي تتكون منها -1 القبيلة قطعة أرض مشتركة ويتكلمون لغة واحدة ويطبقون أنماط حضارية مشتركة ،ويترتب على ذلك سهولة التفاعل االجتماعي بين اعضاء القبيلة الواحدة الشتراكهم في المكان واللغة والحضارة ،ولذلك يشعرون بانتمائهم جميعا ً إلى ماتمع واحد وتسود بينهم مظاهر التعاون والود والتماسك االجتماعي. ويتضح هذا التماسك في المناسبات الدينية حيث تقام طقوس قبائلية يشترك فيها ممثلون عن جميع الوحدات االجتماعية الفرعية ،وكذلك في حالة الخطر فعندما يتعرض أي جزء من القبيلة للخطر تهب القبيلة كلها للدفاع. [وجود تنظيمات شكلية أهمها التنظيم السياسي] ،توجد تنظيمات شكلية في القبيلة تعمل على -2 تأكيد وحدتها وتماسكها االجتماعي وبالتالي تحافظ على كيانها واستمرار وجودها ،أهم تلك التنظيمات التنظيم السياسي ،يمثل القبيلة رئيس يحظى باحترام الاميع ،ويشاركه في رعاية شؤون القبيلة مالس يسمى ((مالس القبيلة)) ويتكون في الغالب من رؤساء العشائر إذا كانت القبيلة تتكون من عشائر ،أو من رؤساء المعاشر إذا كانت القبيلة بدون عشائر. 48 ويتعلم أعضاء القبيلة منذ صغرهم ومن خالل تاوالهم في أنحاء القبيلة التنظيمات الرسمية مثل كيفية االشتراك في مالس القبيلة وكذلك أنماط السلوك غير الرسمي مثل كيفية التعرف على اعضاء القبيلة وماذا يتوقعون منهم في الظروف المختلفة ومتى يقدم لهم العون وكرم الضيافة ،وهكذا تستمر القبيلة من جيل إلى جيل حيث يعلم الايل القديم الايل الاديد تقاليد القبيلة ونظمها. [تنظيم شؤون الدفاع والحرب] ،أهم وظائف القبيلة هي تنيم شؤون الدفاع والحرب ،ففي حالة -3 الخطر يظهر بوضوح تماسك القبيلة كوحدة اجتماعية وتظهر أهميتها وفائدتها ،ويترتب على قوة الشعور الاماعي بوحدة القبيلة إلى أن يسرع كل اعضاء القبيلة للدفاع في حالة تعرض أي جزء من القبيلة للغزو وكأن هذا الغزو قد شملهم جميعا ً .ونالحظ فرقا ً كبيرا ً بين معاملة اعضاء القبيلة لبعضهم ومعاملتهم ألعضاء القبائل األخرى ،ففي الغالب يعاملون الغرباء كما يعاملون الحيوانات التي يصيدونها ،وهكذا يتحول الفرد الذي يعامل اعضاء قبيلته بكل رفق وحب وتعاون إلى شخصية أخرى عندما يتعامل مع الغرباء (من خارج القبيلة) فيصبح قاسي عنيف. ونالحظ أنه بينما تقوم القبيلة بوظيفة هامة في شؤون الحرب والدفاع نادها ضعيفة التأثير في ظواهر اجتماعية أخرى مثل التربية والضبط االجتماعي والزواج ،فهذه الشؤون يقوم بتنظيمها االسرة والماتمع المحلي. خالصة القول أن القبيلة تقوم بوظيفتين أساسيتين األولى تتعلق بالتنظيم السياسي لألقسام الفرعية بحيث تظهر كوحدة اجتماعية ،والوظيفة الثانية هي تنظيم شؤون الدفاع والحرب ،أما في حالة السلم فإن وحدة القبيلة تكون أضعف وأقل وضوحا ً وذلك ألن كل قسم في القبيلة يكون مهتما ً بشؤونه الداخلية ،فالعشيرة هي وحدة اجتماعية شبه مستقلة اقتصاديا ً واجتماعيا ً .ويترتب على ذلك أن القيادة في القبيلة اضعف في تأثيرها على سلوك االفراد من القيادة في العشيرة .وذلك ألن اساس الحياة االجتماعية في العشيرة تقوم على االتصاالت الشخصية ،أي وجها ً لوجه ،اما الحياة االجتماعية بالنسبة للقبيلة كلها فإنها ال تتوافر إال في فترات موسمية مثل المناسبات واالعياد الدينية أو في فترات مؤقتة مثل الحرب .لهذا تكون العالقات داخل العشيرة اكثر التصاقا ً ووثوقا ً والتزاما ً بالقياس بالعالقات في القبيلة إال إنها أقل تماسكا ً وتعلقا ً إذا ما قورنت بعالقات افراد االسرة والفخذ. يظهر من ذلك أن القبيلة تمثل مفهوم قرابيا ً وسياسيا ً في الوقت نفسه ومعروف تأريخيا ً أن بعض القبائل قد قامت بدور الدولة قبل ظهور الدولة الحديثة ،وقد اتحدت في العصور القبلية بعض القبائل في أحالف سياسية لزيادة قوتها الحربية ضد القبائل األخرى التي شعرت بتهديد المنها ،ويالحظ أن القبائل التي بلغت درجات عالية من الطموح السياسي في المااالت االقتصادية لزيادة ثرواتها كثيرا ً ما اعتمدت اسلوب التوسع على حساب الاماعات الغريبة المااورة لها واستمر توسعها حتى تحولت عبر الزمن الطويل إلى دول ،وتنطبق هذه الحقيقة على الكثير من القبائل الهندية االمريكية في أمريكا الوسطى وامريكا الانوبية التي تنشأ عن حركاتها الحربية التوسعية دول قوية وامبراطوريات كامبراطورية انكا ( )INCAفي بيرو (اال تكس) في المكسيك ،على أن القبائل التي استطاعت من التوسع العسكري وضم األراضي غالبا ً ما اتسمت بتنظيم سياسي ونظم اقتصادية تااو ت الكفاف إلى درجات محدودة من الفائض االنتاجي في مااالت الغذاء. العائلة 49 (مفهومها وانواعها ووظائفها) العائلة ( The familyمفهومها وانواعها) هي أصغر وحدة اجتماعية وهي الماموعة االجتماعية االساسية المنتشرة بين كل النوع البشري. وتعرف اعتياديا ً بأنها (ماموعة اجتماعية تتميز بمسكن عام وتعاون اقتصادي وتتادد باالنااب). وتتكون العائلة في أبسط حاالتها من االب واالم واوالدهما .وتقوم فيها العالقتان القرابيتان :عالقة االبوة وعالقة االخوة إضافة لعالقة االرتباط بالزواج بين الزوج والزوجة. وتعد العائلة في كل الماتمعات المحور االساسي لتنظيم الماتمع ،فهي القاعدة التي ينبني عليها أي ماتمع وتركيباته الحضارية المختلفة ،وعلى رأسها نظم القرابة ،وهي نظام عالمي ،وإنها ليست ثابتة بل يعتريها التغير في الشكل والمضمون كاي نظام حضاري آخر .ويرى الكثير من االنثروبولوجيين أن الزوجين دون االطفال ال يكونون عائلة .ويصنف االنثروبولوجيون العائلة بصورة عامة إلى أربعة انواع رئيسية هي: -1االبتدائية أو البسيطة ([ )elementary or simple familyوتسمى أيضا ً العائلة االولية أو النواة أو الزواجية] وتتكون من االب واالم واوالدهما. -2 المركبة ( ))compound familyوتتكون أما من الزوج و وجته واوالدهن وتدعي (( )polygynous familyالعائلة المركبة المتعددة أ- الزوجات). ب -أو من الزوجة وا واجها واوالدها وتدعى ( )polyandrous familyالعائلة المركبة المتعددة اال واج. ت -أو من واج رجل له اوالد من وجته المتوفاة أو المطلقة أو من واج امرأة لها اوالد من وجها المتوفى أو من مطلقها ،مع ما ينابه الزواج الاديد من اوالد. -3 المشتركة أو المتحدة (:)joint family وتتكون من الزوج و وجته أو وجاته واوالده المتزوجين و وجاتهم واطفالهم ،يعيشون في أ- مكان واحد كوحدة اجتماعية واقتصادية تحت رئاسة رجل واحد هو اكبرهم سنا ً. ب -أو تتكون من اثنين أو اكثر من األقارب المنحدرين من نسب واحد ومن جنس واحد كاالخوة واالخوات وا واجهم واطفالهم ،ويعيشون كوحدة اجتماعية واقتصادية في بيت واحد تحت رئاسة اكبر افرادها سنا ً. -4الممتدة ( )extended familyوهي العائلة المشتركة حيث تسكن اماكن متفرقة [بيوت متااورة أو متباعدة]. وتقسم العائلة من حيث عالقة الفرد بها إلى: -1الحياتية ( )biological familyوهي العائلة التي ينتمي إليها الفرد نتياة الرتباطه بها حياتيا ً اي نتياة كونه حصيلة واج أبيه بأمه. 50 -2 االجتماعية ( )sociological familyوهي العائلة التي يتربى فيها الفرد نتياة تبنيها له. كما يعيش الفرد في حياته في عائلتين: -1العائلة التي يترعرع فيها ويعد اجتماعيا ً تحت كنفها ،وهي بالنسبة له حالة العائلة التوجيهية ()family of orientation -2العائلة التي يكونها هو حين يتزوج ويناب اطفاالً وتدعى العائلة االناابية ( procreation ) family وظائف العائلة : االسرة أو العائلة تمارس وظائف محددة وهي تنحصر فيما يأتي: -1 الوظيفة البايولوجية ال تفوتنا االشارة إلى إن الماتمعات البشرية تحدد العالقات بين الذكور واالناث وتنظمها لكي تؤدي وظائفها الرئيسة ،ومن أبر هذه الوظائف الوظيفة البايولوجية التي تنشأ بين الزوج والزوجة عن طريق الزواج ،وابر نتاجها االنااب procreation أي الحصول على االطفال بواسطة العملية الزواجية البايولوجية ،ومن المتفق عليه أن افتراضات رجال الفكر االنثروبولوجي واالثنولوجي القديم للعائلة باالباحية الانسية في الماتمعات البائدة هي افتراضات ال تستند إلى أسس واقعية .ألن الماتمعات كما هو واضح من البحوث المقارنة التي تناولتها على كافة المستويات التطورية تضع قواعد تحرم بعض الصالت الانسية بين االقارب من الدرجة االولى وبعض اقارب الدرجة الثانية. وعلى هذا األساس يصبح امتيا االتصال الانسي في األسرة النواة nuclear familyحقا ً مسموحا ً به فقط بني الزوج والزوجة أو األب واألم دون باقي األعضاء من األبناء من الانسين ،وتتفق الماتمعات البشرية عموما ً على هذا التحديد بشكل دقيق. ويالحظ بعض المختصين أن تحريم الانس خارج نطاق عالقة الوالدين يعود إلى حقيقة بايولوجية فحواها أن األطفال يشعرون فطريا ً باالشمئزا من الانس من االبوين واالقارب االوليين ،غير أن التفسير يفتقر إلى االسانيد العملية لعدم وجود برهان بايولوجي على هذا االشمئزا في اي من الفصائل الحيوانية .ومعلوم أن العالقة الانسية بين الصغار وامهاتهم تاري في بعض هذه الفصائل .االمر الذي يفسق هذا التفسير الغريزي لالشمئزا الانسي بين الصغار وابويهم والرأي االصوب حول الموضوع هو الذي يستند إلى تأثير قيم الماتمع في شخصية الفرد منذ الطفولة المبكرة ،هذا التأثير الذي يحدد موافقة االياابية والسلبية تااه كل تفصيالت واقعه االجتماعي داخل األسرة وخارجها .وعلى هذا األساس فالقيم واستبطانها من قبل األشخاص هي التي تولد الشعور باالشمئزا من الانس الحرام ومن المحرمات األخرى .كما ال ياو القول أن واقع الانس هو السبب الوحيد للزوج حيث أن الزواج موجود حتى في الماتمعات البسيطة التي تعطي افرادها حريات جنسية كبيرة. وإلى جانب هذه الوظيفة تؤدي األسرة وظيفة أخرى هامة متصلة بها وهي انااب االطفال .وبديهي إن لعملية االنااب أثر إياابي كبير يعتمد عليه بقاء الماتمع ،فوجود السكان الذي يمثل أهم دعامة يرتكز 51 عليها الماتمع البشري هو نتياة طبيعية النااب الصغار .وفي كثير من الاماعات االنسانية يمثل انااب الصغار معيارا ً يعتمد عليه تقدير االنسان حيث إن منزلته ترتفع مع يادة عدد اطفاله وتنزل بنزوله وغالبا ً ما تكون مكانة االنسان العا ب أو المتزوج العقيم الذي ليس لديه اطفال واطئة ،ولالنااب وظيفة أخرى في نظر هذه الاماعات وهي أنه وسيلة لضمان استمرارية الساللة القرابية التي تستند إلى توالي الحلقات القرابية للنسب .ويضاف إلى ذلك أن بعض الاماعات ترى في الزواج واالنااب الوفاء بالتزام ديني أو روحي يكمل شخصية االنسان ويسهم في إنضاج مواقفه االنسانية واالخالقية. -2 الوظيفة التربوية األسرة كما هو واضح تمثل اقدم وحدة اجتماعية وحضارية مارست وتمارس عليه المؤانسة االجتماعية أو التنشئة االجتماعية socializationفاالطفال الذين يولدون في األسرة يمرون منذ أسابيع الرضاعة األولى وعبر طفولتهم في سلسلة من التأثيرات المادية الغذائية والاسمية المتعددة والفكرية الذوقية والمعرفية والعقيدية والعملية .هذه التأثيرات مع تعاقب السنين تتراكم في نفوس الصغار وتكون عندهم ما يسمى بنظام الشخصية أو بناء الشخصية .أن نظام الشخصية بما يتضمنه من مواقف واتااهات نفسية وعقلية يتصف بدرجة عالية من االستقرار والديمومة على الرغم مما يطرأ من تبديل أو تغير عليها في السنوات الالحقة .يضاف إلى ذلك إن حضارة الماتمع تؤكد قوتها عن طريق ترسيخ قيمها ومعاييرها في شخصية االطفال بشكل منسق ويتم ذلك على اساس وحدة القيم وتماثلها .كل هذا ياعل شخصية افراد الماتمع الواحد تشترك بالكثير من الخصائص الفكرية والسلوكية المتماثلة .وعليه فالوظيفة التربوية هي عامل أساسي في توحيد المواقف وخلق العوامل الذهنية والنفسية التي تدعم وحدة الماتمع واستقراره نتياة التشديد على األنماط التربوية المتماثلة. ومع ذلك فالعملية التربوية تحتوي على عناصر الضبط التي يتطلبها غرس المعايير والقيم في الشخصية وتكون اساليب الضبط في سنوات الطفولة االولى خارجة معتمدة على الوعيد والعقاب أو االيحاء بهما وغير ذلك من طرق السيطرة التي يمارسها المربون لكي يشعر الطفل الصغير باحترام القيم ويدرك سلطانها على السلوك .على السلوك .غير أن الضبط يتحول مع تقدم االنسان في السن بدون الحاجة إلى الرقباء والموجهين ويطلق على ماموع الدوافع التلقائية ذات المضمون االخالقي والروحي التي تحقق التزام الفرد بالقيم االساسية في ماتمعه بالضمير .conscience -3 الوظيفة االقتصادية االسرة البشرية في الماتمعات البسيطة المعتمدة على الصيد والرعي والزراعة تمثل ابسط انواع االسرة .واهم سماتها التعاون االقتصادي .ويرجع ذلك إلى اهمية هذا التعاون في ماال ضمان الغذاء في ظروف هذه الماتمعات .حيث تكون الوسائل التكنولوجية [في ابسط اشكالها] وتكون الحاجة إلى االعتماد على العضالت أمرا ً حتميا ً ،مما ياعل اشتراك عدة اشخاص في إناا المهام المعاشية في حقل الصيد أو الرعي أو الزراعة أمرا ً ضروريا ً الدامة حياة الاماعة .والمعروف إن عبء صيد الحيوانات خصوصا ً الكبيرة منها يقع على عاتق اال واج ،أما الزوجات فتعفى من هذه المهمة وينسبن إلى االعمال المنزلية المحددة .أما في الماتمعات الزراعية فتقدم الزوجات اعماالً تكميلية في الحقل الزراعي حيث تكون المرأة عامالً مساعدا ً يعمل إلى جانب الزوج .ومع ذلك فالاانب االكبر من نشاط النساء في الماتمعات الرعوية والزراعية وماتمعات الصيد يرتكز حول رعاية الصغار والنهوض بالواجبات المنزلية. 52 وال يفوتنا أن نشير إلى مبدأ بسيط في الماتمعات البدائية ذلك هو تقسيم العمل division of labour الذي تو ع من خالله االعباء والمسؤوليات على كل من الذكور واالناث في األسرة بصورة تخلو من التصادم والغموض .وال يخفى أن األسرة الريفية والقروية تعتبر االطفال نعمة كبيرة وتضع عليهم اماالً عالية في ميادين الخدمات واالعمال االقتصادية وغيرها .ويؤدي التعاون االقتصادي في هذه الماتمعات [إلى تقوية العالقة بين أفراد األسرة بما] يدعم وحدتها وحمايتها من التفكك .كما تدرب األسرة (خصوصا ً في الماتمعات الريفية والقروية) اعضاءها على الحرف األساسية التي يكسبون بها معيشتهم. -4 الوظيفة النفسية األسرة في الماتمعات البسيطة (الرعوية والزراعية) بصورة خاصة والماتمعات المعقدة بصورة عامة تخدم أفرادها عن طريق تحقيق الرعاية النفسية وتوفير الطمأنينة الذهنية ألفرادها .فالكائن البشري في الاماعة االنسانية بصرف النظر عن طبيعة النظام السياسي واالجتماعي أو االقتصادي ودرجة التقدم التقني يشعر بحاجات عاطفية وذهنية [ينبغي اشباعها] وتعتبر االسرة افضل المؤسسات الحضارية شخصية االنسان منذ الطفولة المبكرة وأن الرضاءها ،فالحاجة للعطف مثالً تفرض وجودها في األم هي اكثر االفراد لياقة الرضائها في نفس طفلها ،وكذلك االب يؤدي دورا ً مماثالً ا اء ابناءه في إشباع حاجاتهم للعطف والثقة بالنفس ومعروف لدى الباحثين االنثروبولوجيين والنفسيين أن الكثير من العقد النفسية والعقلية التي يعاني منها االفراد غالبا ً ما ترجع إلى خلل في بعض الممارسات التي تعتمدها العائلة في تربية صغارها خصوصا ً ما يتصل منها بالتعامل مع حاجات ودوافع الصغار النفسية .وابر اشكال هذا الخلل التربوي تتخذ صورة سطحية عاطفة االمومة واالبوة تااه الصغار أو ممارسة بعض اساليب القسوة في تنشئتهم. -5 الوظيفة الروحية في كل اسرة توجد عقائد دينية وطقوس وشعائر تعبر عنها ويكتسب االطفال مواقفهم واتااهاتهم الروحية من ابويهم عن طريق التلقين والمحاكاة في الطفولة المبكرة حتى تستحيل هذه المواقف إلى معتقدات راسخة .وهناك مناسبات دينية تنتهزها االسرة فتحتفل بها كما ياري في احتفاالت االسرة االسالمية بعيدي الفطر واالضحى ،واالسرة المسيحية بعيد رأس السنة .وتعمل المناسبات الروحية على تقوية االواصر الروحية والعاطفية بين افراد األسرة ،كما تسهم في دعم التراث االخالقي واالنساني في الماتمع االوسع .إن لألسرة أثرا ً كبيرا ً في خلق الضمير لدى اعضائها بواسطة التشديد على المعايير االخالقي التي ترتبط بالعقائد الدينية التي تعتنقها وبهذا فهي تساعد على تقوية الضوابط الذاتية التي يحتاجها الماتمع للسيطرة على تصرفات االفراد دون الحاجة إلى االعتماد على الضبط الخارجي المعتمد على الرقابة الخارجية. -6 الوظيفة الترفيهية االسرة تقدم خدمة كبيرة أخرى للماتمع وهي توفير المااالت األساسية ألفرادها لتمضية اوقات الفراغ واالستمتاع بما توفره من وسائل واساليب اللعب واللهوة ،والمعروف عن الطفل البشري أن دافع اللعب عنده في طفولته المبكرة يتسم بالقوة والعنفوان وهو يتطلب تهيئة المناخ الترفيهي المناسب لكي يسهل التعبير عن هذا الدافع .وال ننسى أن مااالت اللعب تتنوع بتنوع النظام االجتماعية والحضارية التي تنظم حياة االسرة وأن ذلك يؤدي بالضرورة إلى تفاوت امكانيات التنفيس عن الميل إلى اللعب . 53 والشك أن جميع الماتمعات البشرية حتى المحافظة والمتزمتة منها تسمح بدرجات معينة من حرية اللعب واالستمتاع ببعض وسائل اللهو والتسلية لصغارها بل وحتى لكبارها .فأوقات الفراغ والحاجة إلى استثمارها بأساليب الترفيه تمثل حقيقة تواجه البشر صغارا ً وكبارا ً والبد لألسرة والماتمع من وضع األساليب والحلول المناسبة لمواجهتها. [ومن وسائل الترفيه وتمضية اوقات الفراغ تبادل الزيارات العائلية ،وتوفير االجهزة المنزلية ،كالراديو والتلفزيون والحاسوب واالنترنت والمكتبة في البيت ،إضافة إلى ما يوفره الماتمع من نوادي اجتماعية ورياضية ،ودور سينما ،ومسرح ومكتبات وحدائق عامة...الخ]. الزواج (مفهومه ودالالته ،والمحارم وانواعه) الزواج ( marriageمفهومه ودالالته) (وهو رابطة بين امرأة ورجل تاعل االوالد الذين يولدون للمرأة نتياة لتلك الرابطة نسالً شرعيا ً معترفا ً به لكل واحد من الوالدين ،المرأة والرجل ،والزواج نظام اجتماعي معترف به يقصد منه تكوين العائلة) الزواج هو الرابطة المعقدة التي تربط رجالً بامرأة وتمنحها حقوقا ً جنسية واجتماعية وقانونية واقتصادية وروحية متبادلة ومحددة كما تلزمهما بماموعة من االلتزامات العائلية تااه بعضهما بعضا ً وتااه اطفالهما والوحدات القرابية التي ينتميان إليها .والزواج قديم قدم الحضارة البشرية ألن االنسان في عصور ما قبل التاريخ عاش حياته في إكار االسرة والتنظيم االجتماعي على الرغم من بساطة اشكال المؤسسات التي نظمت عالقاته باالخرين. والزواج ذو طبيعة حضارية بحكم ارتكا ه على القيم أو المعايير االخالقية والروحية .وهو في عين الوقت يستند إلى االساس الشرعي الذي يميز عالقاته بما فيها من واجبات وحقوق عن العالقات التي تقع خارج مااله .ويتصف الزواج أيضا ً بالديمومة أي ان العالقة التي يخلقها تتمتع باالستمرارية والثبات على الرغم من أن الطالق يمثل الخطر االكبر الذي يهدد هذه العالقة .غير إن الماتمعات التقليدية تضع الكثير من الضوابط لمنع وقوع الطالق وحل العالقة الزوجية. كذلك يخلق الزواج قرابة بين الاماعات التي ال تربطها روابط قرابة الدم ،وتسمى هذه القرابة بالمصاهرة affinityوهي تعتمد على كون االطفال الذي ينتاون عن الزواج ينتمون إلى االعمام واالخوال ويشكلون همزة وصل بين هذين الصنفين من االقارب. وهناك قواعد خاصة تحدد مااالت اختيار اال واج بحيث أن االفراد ال يستطيعون الزواج إال من بعض الناس ،أما اآلخرون منهم فيصبحون محرمين عليهم بسبب قواعد الانس الحرام. ومن اهم خصائص الزواج أنه يتصف بالشمولية ،حيث إن الرابطة الزوجية تعني مشاركة الزوجين في كافة المااالت الحياتية لألسرة .فالزواج يهدف إلى خلق االسرة ،وهو في هذا يوجد األسس المتينة لكل أصناف التعاون بين شريكي الحياة وبين ابنائهما .وخير مثل على اهمية الزواج من هذه الزاوية هو مبدأ تقسيم العمل الذي ياري بين الزوج والزوجة بصورة خاصة وبين الذكور واالناث في الاماعة بصورة عامة ( ). نظم اختيار الشريك والمحارم 54 ال يترك الماتمع الفرد حرا ً في اختيار شريكة حياته ،وإنما يضع له النظم التي ياب أن يسير عليها، وأهم تلك النظم ما يأتي -1 نظام المحارم incest taboos وهو النظام الذي يحرم الزواج من أشخاص او فئات أو ماتمعات معينة بسبب وجود عالقة قرابة ، وتختلف الماتمعات في نطاق المحارم الذي تفرضه ،والشك أن أضيق نطاق هو منع الزواج بين الشخص واصوله (والديه) وفروعه (اطفاله) واخوته ،وهو نظام عالمي في كل الماتمعات االنسانية الحالية ،وقد دفع هذا االنتشار العالمي بعض كبار االنثروبولوجيين .إلى االعتقاد في وجود غريزة تحتم نظام المحارم هذا وياب مالحظة وجود عدد قليل جدا ً من الماتمعات القديمة التي كانت تبيح الزواج بين االخ واالخت بالنسبة للعائلة المالكة فقط وليس لعامة الشعب ،وذلك لالعتقاد أن العائلة المالكة عائلة مقدسة وخالدة ال تموت .تلك الماتمعات هي مصر الفرعونية وماتمع هاواي القديم وماتمع االنكا من الهنود الحمر .وفي ماتمع (بالينير )baliniereيبيحون الزواج بين التوأمين إذا اختلف نوعهم على اساس إنهما قد تزوجا في داخل رحم االم قبل الوالدة .كما تبيح بعض الماتمعات المعاصرة واج التوأمين في جزيرة (بالي) االندنوسية العتقادهم أنهما كان جنينا ً واحداً ،ولكن البد من اجراء حفلة طقسية للتطهير قبل السماح لهما بحياة وجية طبيعية وسط الماتمع ،رغم أن قوانين (بالي) تمنع واج االخوة منعا ً باتاً ،وتسمح قبيلة (االمت) في الهند الصينية بزواج االخوة إذا كان كل منهما قد نشأ في منزل مختلف باعتبار أنهما مختلفان اجتماعيا ً بحكم النشأة المنفصلة .ومقابل ذلك هناك الكثير من الماتمعات تحدد بشدة ووضوح انواع المحارم في في عالقات الانس ،ويبلغ االسالم درجة كبيرة في التحريم ليشمل اخوة الرضاعة أيضا . (ويتسع نطاق المحارم في الماتمعات البدائية بحيث يشمل جميع اقارب العصبة التي ينتمي إليها الفرد وكثيرا ً ما يتسع لتشمل جميع افراد العشيرة التي ينتمي إليها االفراد .وذلك ألن الفرد ينظر إلى أفراد عشيرته كاقربائه) [المقربين االصول والفروع وتتبع مثل هذه العشائر لزوم الزواج الخارجي] وتوضح لهذه االمثلة اختالف نظام المحارم باختالف الحضارات ،وهذا االختالف يؤكد إنها ليست نظاما ً غريزيا ً بل نظام حضاري بحت ،فما تحرمه حضارة تبيحه حضارة أخرى .وقد حاول الكثير من االنثروبولوجيين مثل (لويس موجان) و(ووستر مارك) أن يفسروا ظاهرة المحارم على اسس بيولوجية بحتة ،بارجاع اسبابها إلى ضعف النسل عالوة على التربية والنشأة المشتركة .ولم يثبت صحة ذلك بعد أن مثل هذا النوع من الزواج يؤدي إلى ضعف النسل إال في الحاالت المرضية .فإذا افترض إن غالبية ملوك مصر الفرعونية والبطلمية كانوا نسل واج االخوة ،فلم يظهر أي ضعف بايولوجي أو ذهني عند هؤالء الملوك. ويتفق أغلب االنثروبولوجيين مع مالينوفسكي على أن قيام نظام المحارم خاصة بين االخوة واالبناء واالباء يؤدي إلى حفظ كيان العائلة ،إذ ال يمكن السماح بعالقات بايولوجية متعارضة وتنافس في العالقات الانسية داخل العائلة ألن ذلك يهدم كيانها .لهذا فإن أغلب الماتمعات تفرض العقوبات على مرتكبي مثل هذه الارائم [الزنا بالمحارم] تتراوح بين التحقير وبين القتل أو النفي خارج الماتمع. فمثالً (مخالفة نظام المحارم عند قبائل سكان استراليا االصليين وماتمعات اخرى كثيرة يعاقب المخالف باالعدام ،وتفسر قبيلة االشانتي بالسودان سبب فرضها عقوبة االعدام على مخالفة نظام المحارم بأن 55 ترك تلك الاريمة بغير عقاب سيؤدي إلى عدم قدرة الرجال على صيد الحيوانات وستصاب جميع النساء بالعقم ولن تثمر االشاار وستغضب ارواح الموتى وكذلك االلهة وستموت وتختفي قبيلتهم. وتطبق معظم الماتمعات االنسانية أقصى العقوبات عند مخالفة نظام المحارم ،وفي ماتمعات قليلة جدا ً يكون العقاب بسيطا ً مثل عند قبائل الهنود الحمر المعروفة باسم (قبائل السهول )plain indianخالصة القول أن نظام المحارم يحتم الزواج من خارج دائرة معينة من االقارب exogamy -2 اختالف الطبقة أو الدين أو المركز االجتماعي تحتم معظم الماتمعات أن يتزوج الفرد من داخل فئة معينة ،ويعرف هذا الزواج من داخل فئة معينة [الزواج الداخلي] endogamyوقد تكون الفئة القبيلة التي ينتمي إليها الفرد أو الماتمع القومي (األمة) أو الاماعات الدينية ،وقد تكون الطبقة االجتماعية التي تتفق مع مركزه االجتماعي ،فمثالً لوحظ أن كثيرا ً من الماتمعات البدائية تمنع الزواج من االوربيين وفي الماتمعات المتقدمة يهتمون بضرورة وحدة الدين والطبقة االجتماعية للزوجين. انواع الزواج التصنيف العام للزواج هناك اشكال وطر عدة للزواج يمكن تصنيفها بصورة عامة على النحو االتي: -1 -2 واحدة. الزواج االحادي ()monogamous marriageوهو واج رجل واحد بامرأة واحدة. واج متعدد الزوجات ( )polygynous marriageوهو واج رجل واحد باكثر من امرأة واج متعدد اال واج ( )polyandrous marriageوهو واج امرأة واحدة باكثر من رجل -3 واحد في الوقت نفسه. -4 الزواج الداخلي ( )endogamous marriageوهو الزواج داخل الماموعة القرابية. -5 الزواج الخارجي ( )exogamous marriageوهو الزواج خارج الماموعة القرابية. -6الزواج المفضل ( )preferential marriageوهو ميل الماتمع للزواج بنساء قريبات معينات، مثل الزواج ببنات العم. -7الزواج بالمحارم ( )incestuous marriageوهو اعطاء الماتمع رجال فئة معينة منه مثل الرؤساء وبعض الرجال من ذوي المراكز االجتماعية الرفيعة ،الحق أن يتزوجو بقريبات يحرم على بقية الماتمع الزواج بهن. واج االطفال ( )child marriageوهو الزواج الذي يقع في سن مبكرة جداً ،بغض النظر عن -8 وصول الزوج أو الزوجة مرحلة البلوغ الانسي ،وهذا النوع من الزواج منتشر بين بعض الشعوب البدائية في ماليزيا واستراليا والهند. 56 -9الزواج الاماعي ( )group marriageوهو واج عدد من الرجال بعدد من النساء ،وهو من طر الزواج القديم الذي كان يمارس كمرحلة بين مرحلتي الخلط الانسي وتعدد اال واج وهو نادر الحدوث في الوقت الحاضر. -10الزواج بالتبادل ( )marriage by exchangeوهو أن يتزوج رجالن كل باخت أو ابنة االخر. -11الزواج باالسر ( )marriage by captureوهو الزواج بفتاة تؤسر من ماموعة غريبة ،بغض النظر عن كون األسر حقيقيا ً للحصول على وجة من ماموعة معادية ،أو صوريا ً كازء من احتفاالت الزواج وطقوسه. -12الزواج المحدد بزمن ( )term marriageوهو الزواج الذي يعقد لفترة منية متفق عليها .وهو موجود في اثيوبيا والتبت واجزاء من الشرق االوسط. -13الزواج الثانوي ( )secondary marriageوهو الزواج الذي يقع بعد أن ينتهي الزواج االول الذي يسمى (الزواج االولي *)primary marriageبموت أو طالق الزوج أو الزوجة. ويشمل الزواج الثانوي الزواج باخت الزوجة ( )sororate marriageوهو واج االرمل باخت وجته المتوفاة أ- لضمان رعاية اوالده وهو مفضل لدى اغلب الشعوب البدائية. ب -الزواج باخ الزوج ( )levirate marriageوهو واج االرملة باخ وجها المتوفي لضمان رعاية اوالدها .وهو مفضل لدى اغلب الشعوب البدائية. ت -الزواج بأي وجة ثانية ،غريبة أو قريبة ،وفق ما يقره الماتمع من قواعد واعراف غير اخت الزوجة المتوفاة أو ارملة االخ المتوفي المذكورتين في (أ) و(ب). ث -الزواج بالميت ( )marriage with the deadوهو نظام موجود في عديد من الشعوب البدائية. فإذا توفي االخ االكبر قبل ان يتزوج فعلى أخيه االصغر أن يتزوج نيابة عنه ثم يتزوج لنفسه ،ويعتبر االوالد المولودين لالخ االصغر من واجه نيابة عن أخيه اوالد لالخ المتوفي ومن نسله ويحملون اسمه وال يعتبرون اوالد ابيهم الحقيقي وهو االخر االصغر الحي. [هذا ويمكن اختزال انواع الزواج االربعة عشر ذكرها إلى عدد أقل باتباع أسس معينة تعتمد كاساس لتصنيف الزواج فيندرج كل نوع من انواع الزواج السابقة ضمن األساس الذي ينطبق عليه لذا يمكن تصنيف انواع الزواج وفقا ً ألساسين رئيسين هما تصنيف الزواج على اساس العالقة القرابية بين الزوجين أوالً ،وتصنيف الزواج على أساس عدد اطراف العالقة الزواجية ثانياً ،واالتي توضيح لهذين التصنيفين]. الزواج (انواعه ونظم االقامة والطالق) تصنيف الزواج على أساس العالقة القرابية بين الزوجين [يقوم هذا التصنيف للزواج على اساس] درجة االنتماء القرابي للشريك الذي يتم اختياره كزوج أو وجة ومن هذه الزاوية ينقسم الزواج إلى األصناف التالية: 57 -1 الزواج الداخلي (الزواج باالقارب) ويتم نتياة تفضيل الاماعة تزويج اعضائها من الرجال واالناث والمثل المعروف عن هذا النمط هو واج ابناء العمومة .والزواج الداخلي هذا قد تعرض لكثير من التفسيرات لتحديد انعكاساته االجتماعية والحضارية والنفسية في البناء االجتماعي وشبكة العالقات وتركيب القيم وغيرها من المااالت التي تهم طلبة االنثروبولوجيا. إن أبر دالالت الزواج الداخلي كما يراها بعض الباحثين هو التعصب العرقي أو التمركز الحضاري، أو التانب الطقوسي الذي ال يبيح في بعض الحاالت اختالط الاماعات مع بعضها .ان أعلى درجات هذا التانب تظهر في الطوائف الهندوسية حيث يسود الزواج الداخلي بين اعضاء الطائفة الواحدة .وقد تصبح اختالفات العرق أو العنصر عامالً معوقا ً لالختالط الزواجي بين الاماعات العرقية المختلفة كما يالحظ في الماتمعات العنصرية كانوبي افريقيا مثالً. أن تقدم الماتمعات نتياة النتشار التعليم العالي واتساع مفاهيم الديمقراطية وا دهار الروح الوطنية والقومية التي تقلل من المسافات النفسية بين الاماعات داخل الوطن الواحد كلها قد اسهمت في تشايع الزواج المتداخل الااري بينها على الرغم من بينها من اختالفات عقائدية وطقوسية وعرفية وطبقية. -2 الزواج الخارجي هذا الصنف من الزواج يعتمد – كما يراه معظم الباحثين -مبدأ التحريم الانسي بين االقارب في الوحدة القرابية التي تتخذ شكل الفخذ ( )lineageأو العشيرة clanفي كثير من االحيان ونتياة للتمسك بهذا التحريم الشامل لكل اعضاء هذه الوحدات القرابية يصبح من المحتم أن يبحث هؤالء االعضاء عن شريك الحياة في الاماعات االخرى االبعد قرابيا ً .وباستثناء بعض الحاالت القليلة [العرب والبولينيزريون] فإن اكثرية الاماعات القرابية ذات النسب االحادي unilineal descent group تلتزم بقاعدة الزواج الخارجي خصوصا ً االفخاذ منها. ويعمل الزواج الخارجي على خلق ظاهرة االقامة الزواجية المرتبطة بنظام النسب ،فبالنظر لخروج احد الانسين للزواج خارج جماعتهم اي ذهاب الذكور واالناث للسكنى مع اهل ا واجهم فإنه يصبح من الضروري على اعضاء هذا الانس أو ذلك االستمرار في السكنى مع عائلتهم في جماعتهم القرابية التي يرتبطون بها برابطة النسب. تصنيف الزواج على أساس عدد اطراف العالقة الزواجية [يقوم هذا التصنيف على اساس] تعدد الزوجات أو اال واج أو عدمه تظهر لدينا االصناف التالية: -1 الزواج بواحدة وهذا هو الصنف الغالب في معظم الماتمعات حيث لوحظ من خالل البحوث االثنوغرافية أن النسبة الكبرى من األفراد تكتفي بواحدة حتى إذا اسمحت القواعد االجتماعية بتعدد الزوجات .ومع ذلك فهناك ماتمعات تحرم تعدد الزوجات وتفيد االشخاص بالزواج بواحدة .بينما توجد ماتمعات اخرى تسمح بتعدد الزوجات polygynyوهي على االكثر في االصل ماتمعات روعوية و راعية مما دفع االثنوغرافيين إلى التفسير القائل بأن تعدد الزوجات يرجع في االصل إلى عوامل اقتصادية يتقدمها الحاجة إلى االيدي العاملة في األسرة وهذا يتحقق من واج رئيس االسرة بعدة وجات ليناب عددا ً 58 كافيا ً من االطفال ليسهموا في اناا االعمال االقتصادية المتعددة المطلوبة لتنمية الثروة الحيوانية والزراعية وادامتها .ومع ذلك فقد لوحظ أنه حتى في الماتمعات التي تنبئ قاعدة تعدد الزوجات تكون اكثرية األسر مؤلفة من وجة واحدة و وجها واطفالها .وقد اظهرت دراسات االستاذ مردوك المشار إليها سابقا ً أن من بين الـ 250ماتمعا ً بشريا ً تضمنتها العينة االثنوغرافية التي اختارها 43ماتمعا ً تقيد افرادها بالزواج بزوجة واحدة وتمنع تعدد الزوجات .بينما 195من هذه الماتمعات تسمح بتعدد الزوجات. -2 تعدد الزوجات هذا الصنف يعني اقتران الرجل بعدد من النساء في الوقت نفسه وحقه باالحتفاظ بهن كزوجات معترف بهن اجتماعياً ،أما إذا تعاقب واج الفرد بحيث أن وجته االولى قد توفيت أو طلقت عنه وتزوج بغيرها بعد طالقه فإن مفهوم تعدد الزوجات ال ينطبق عليه .وتعدد الزوجات يصبح قاعدة اجتماعية وحضارية إذا قابل تأييدا ً اجتماعياً ،وبالعكس يصبح فعالً شاذا ً إذا اصطدم بالمعايير االجتماعية واثار سخطا ً ونقدا ً. وليس صحيحا ً القول ان المعيار الموجود لقاعدة تعدد الزوجات في الماتمع هو وجوب تغلب النسبة العددية لالسر التي تعتمد على هذا الصنف بالقياس لنسبة األسر ذات الزوجة الواحدة .فقد يمارس الماتمع قاعدة تعدد الزوجات ومع ذلك تكون نسبة اال واج الذين لديهم اكثر من وجة أقل من نسبة اال واج المتزوجين من وجة واحدة .وعلى الرغم من أن تعدد الزوجات قد يكون مثالً أعلى يطمح إليه اغلبية الرجال إال أن القادرين منهم على تحقيق هذا المثل نتياة الظروف االقتصادية وضرورات النضج االجتماعي ال يشكلون في العادة إال نسبة قليلة. وفي نظام تعدد الزوجات يبر صنفان فرعيان هما: -1 الزواج االولي primary marriageوهو عقد القران االول. -2 االول. الزواج الثانوي secondary marriageوهو يمثال أيا ً من الزياات التالية التي تعقب الزواج وفي كثير من الماتمعات هناك تمييز بين هذين الصنفين الفرعيين فالزواج االولي يخضع إلى قيود في االختيار اكثر وادق بينما تقل هذه القيود بالنسبة للزواج الثانوي .كأن يكون الزواج االولي مشروطا ً باختيار الرجل لبنت العم او بنت الخال..الخ ،بينما يترك له حرية االختيار على نطاق اوسع في يحاته الالحقة. وهناك ضوابط تفرض بعض الواجبات التي تسهم في خلق نماذج من الزواج المتعدد ،ومن هذه التزام الرجل بالزواج من أرملة أخيه المتوفي ( )levirateفإذا كان الرجل متزوجا ً فإن التزامه باضافة ارملة أحيه كزوجة ثانية يؤدي بوضوح إلى خلق اسرة متعددة الزوجات. والضابط االخر الذي تتبناه بعض الاماعات تناولها االثنوغرافيون بالدراسة والذي يؤدي إلى تشايع على تعدد الزوجات هو قاعدة الزواج باخت الزوجة كزواج ثان منفصل. ومعروف أن األسرة المتعددة الزوجات تخلق مشكالت معينة تتطلب من األفراد أن يتكيفوا معها ،ومن هذه المشكالت الغيرة الناشئة بين الزوجات وما تولده من صراع بينهن ،كذلك تنشأ مشكلة تو يع العمل على الزوجات وما يستدعيه ذلك من موا نة وعدالة لمنع الشعور بالتحيز. 59 -3 تعدد اال واج توجد ماتمعات قليلة جدا ً في العالم تسمح للمرأة بالزواج باكثر من رجل في الوقت نفسه وهذا ما عثر عليه الباحثون االثنوغرافيون بين جماعات هضبة التبت التقليدية .وبعض قبائل الهند كقبيلة تودا toda وغالبا ً ما يكون اال واج المشتركون بهذا الزواج أخوة ،ويطلق على العائلة التي تعتمد على هذا الصنف (األسرة االخوية المتصلة) ومع ان تحديد أبوة االطفال من الوجهة العلمية والموضوعية في هذا الزواج يعتبر مشكلة في نظر الماتمعات المتطورة والمتعلمة إال إن الماتمعات المتخلفة التي مارسته حسمت هذه المشكلة طقوسيا ً. فاالطفال تحدد بنوتهم عن طريق الطقوس بحيث ان الانين يحسب على الزوج الذي ياري الطقس المحدد قبل والدة الزوجة له. وقد فسرت ظاهرة تعدد اال واج على انها نتياة لقلة عدد النساء بالقياس لعدد الرجال خصوصا ً عندما يكون عدم التوا ن بين الاسين كبيرا ً كما حصل في الاماعات التي اختل فيها توا ن تركيب السكان لصالح الذكور بسبب ممارستها لتقليد وأد بعض االناث عند الوالدة. -4 الزواج الاماعي group marriage الصنف النادر االخر الذي كشفت البحوث االثنوغرافية النقاب عنه هو احتواء االسرة على عدة ا واج يعيشون مع عدة وجات في عالقات واجية مشتركة. وتشير التقارير الميدانية إلى وجود هذا النمط من الزواج في جزر ماركيسز ( )marquesesفي ماموعة جزر بولينيريا ( )Polynesiaفي المحيط الهادي وتعتمد هذه الاماعات على الزراعة وصيد السمك .وتحدد الثروة مكانة االسرة .فكلما اد تراكم الممتلكات العائلية ارتفعت مكانتها بين أسر القرية. وبتأثير من هذا التركيب القيمي القائم على ارتباط المستوى االقتصادي بمنزلة السرة أصبحت احاام االسرة عامالً هاما ً في يادة انتاجها .مما دفع كل اسرة إلى يادة عدد أفرادها ليس عن طريق االكتفاء بتعدد الزوجات فقط بل وباسلوب يتضمن اضافة ا واج يتمتعون بمركز ثانوي إلى جانب اال واج االصليين وهكذا يكون في كل عائلة ا واج اوليون مع وجاتهم وا واج ثانويون يساعدون اال واج االوليين والزوجات في اعمال االسرة االقتصادية المختلفة. ومع وحدة االسرة هذه فإنها تتشكل من ماموعات داخلية كل ماموعة تتكون من وج اولي و وجتين او اكثر و وجين ثانويين على األقل وترتبط هذه الماموعات مع بعضها في مصلحة مشتركة هي مصلحة االسرة وهمزة الوصل بينها هو الزوج االولي الذي ينظمها ويشرف عليها جميعا ً. ومع ذلك فإن هذا الصنف النادر والغريب من الزواج ينطوي على مشكالت معقدة أبر ها الغيرة والنزاع بين اال واج وضياع المسؤولية في تنشئة الصغار وصعوبة تحديد الزعامة االسرية وتصاعد شعور القلق بسبب تسابق األسر في ماال تراكم الثورة للحصول على الااه والمركز االجتماعي المرموق مما جعل هذا التراكم هدفا ً وليس وسيلة لتحقيق الرفاه .كذلك تبر مشكلة ضعف الحنان األمومي النشغال المرأة باال واج المتعددين وعدم توفر الوقت الكافي لرعاية الصغار .ويبدو أن معظم اال واج الثانويين هم شباب صغار السن يتعرضون لالضطهاد واالهمال في أسرهم ويضطرون إلى 60 مغادرتها واالنضمام إلى أسر أخرى في صيغة أ واج ثانويين ،حيث يخضعون إلى سيطرة رؤساء تلك األسر الذين يشغلون مركز اال واج االوليين. وقد اعتبر بعض االنثروبولوجيين الزواج الاماعي في جماعات الماركيسز وغيرها من الاماعات دليالً على صحة فرضية العالم مورغان morganالقائلة بأن الماتمعات البشرية القديمة في العصور الحارية السابقة النبالج عصر الحضارات كانت تحيا حياة إباحية جنسية sexual promiscultyوقال هؤالء أن الزواج الاماعي في صورته الموصوفة اعاله ما هو إال أحد مخلفات الماضي الحضاري المتخلف هذا االفتراض على أية حال لم يثبت علميا ً لعدم وجود تطابق بين نوع الزواج وبين مستوى تطور المؤسسات االقتصادية والتكنولوجية والسياسية والقانونية وغيرها في الماتمع .كما ادعى التطوريون الواقفون إلى جانب فرضية مورغان الزواجية المشار إليها. نظم االقامة بعد الزواج وتتخذ السكنى بعد الزواج اشكاالً هي: -1 السكنى االبوية ( )patrilocal residenceوهي سكنى الزوج والزوجة مع والدي الزوج. -2 السكنى االمية ( )matrilocal residenceوهي سكنى الزوج والزوجة مع والدي الزوجة. -3السكنى االمية – االبوية ( )matri- patrilocal residenceوهي سكنى الزوج والزوجة لفترة معينة مع والدي الزوجة أوالً ،ثم السكنى بعد ذلك مع والدي الزوج بصورة مستمرة. -4السكنى الثنائية ( )bilocal residenceوهي نظام يملك بمقتضاه الزوج والزوجة حرية السكنى مع والدي الزوج أو الزوجة. -5السكنى الاديدة ( )neolocal residenceوهي سكنى الزوج والزوجة في مسكن جديد مستقل في منطقة إقامة والدي الزوج أو في منطقة إقامة والدي الزوجة. -6 الزوج. السكنى مع خال الزوج ( )avnculocal residenceوهي لزوم سكنى الزوج والزوجة مع خال الطالق divorce الطالق هو (حل أو انهاء قانوني للزواج) وكان شائعا ً في بعض الماتمعات القديمة ،وأنه ما يزال كثير الحدوث بين بعض الشعوب البدائية ،هذا وتختلف الماتمعات االنسانية في تحديد مدى قوى عالقة الزواج .وقد لوحظ أن الماتمعات البدائية التي ال تعطي اهمية للعالقات العاطفية بين الفتى والفتاة قبل الزواج ال تنظر للزواج على أنه عالقة ابدية بين الزوج والزوجة ولذلك ناد غالبية العظمى منها تبيح الطالق .فقد جمع العالمة (هوبهرس) و ميليه معلومات عن 271قبيلة فوجدوا أن %4فقط من تلك القبائل تمنع الطالق وتاعل الزواج عالقة دائمة مدى الحياة ،أما الغالبية العظمى فتبيح الطالق بشروط مختلفة .وتختلف الماتمعات البدائية في اعطاء حق الطالق للزوج أو الزوجة وال يمكن القول بأن معظم الماتمعات البدائية تعطي ذلك الحق للزوج إذ يوجد الكثير من الماتمعات التي تعطي ذلك الحق للزوجة. وفي الماتمعات التي تطبق (التسلسل القرابي االمي) ونظام (السكنى مع أهل الزوجة) تتمتع المرأة بسلطة واسعة وتستطيع تطليق وجها بسهولة .ففي قبائل (الهوبى) و(الزوني) تطلق الزوجة وجها 61 باجراء بسيط وهو وضع حاجياته خارج الكوخ .فعندما يعود من الخارج ياد حاجياته بالخارج يفهم أنه قد طلق فيأخذ حاجياته ويعود إلى ميكن أمه .وتختلف أسباب طلب الطالق في الماتمعات االنسانية وقد لوحظ أن االسباب االقتصادية والعاطفية التي ترجع إليها معظم حاالت الطالق في الماتمعات المتمدينة ال توجد بصورة قوية في الماتمعات البدائية ،وإنما توجد أسباب أخرى تتعلق بالعالقة بين عائلة الزوج والزوجة فمثالً بعض القبائل البدائية يتم الطالق عندما يحتد الخالف بين عائلتي الزوج والزوجة أو في حالة اعتداء احد افراد عائلة الزوجة على الزوج بالضرب أو السب .وتلعب ظاهرة (التطير) دورا ً هاما ً في الطالق فكثيرا ً ما يرجع الطالق لحدوث حادثة ما تعد نذير شؤم في الماتمع ،وتبيح الكثير من الماتمعات الطالق في حالة عقم الزوجة وفي حالة موت االطفال والعاز الانسي . (وبغض النظر عن المشكالت المادية المعقدة المرتبطة بالطالق عند ماتمعات واج الصداق ،فإن الطالق ال يخلف وراءه مشاكل عاطفية .ففي الغالب يذهب االبناء مع األم ويصبح الزوج الاديد أبا ً لالوالد السابقين ،وهذا يؤكد قوة االبوة االجتماعية .والمرأة المطلقة ال تكون مشكلة في الماتمعات البدائية ألنها تتزوج مرة أخرى ،وال يكاد يوجد ماتمع بدائي يعاني من وجود فتيات او مطلقات غير متزوجات) النسق االقتصادي (االنثروبولوجيا واالقتصاد ،ومبادئ عامة ،وانواع االقتصادي ،وتقسيم العمل والتخصص) االنثروبولوجيا وعلم االقتصاد النسق االقتصادي economic systemهو الكيان االقتصادي للماتمع فهو (شبكة الفعاليات االقتصادية التي تسيطر عليها وتنظمها النظم االقتصادية التي تتعلق باالنتاج والتو يع واالستهالك ألفراد الاماعة االجتماعية .اما النظم االقتصادية ( )economic institutionفهي (القواعد والتطبيقات االجتماعية التي تتعلق بملكية الثروة وبانتاج وتو يع واستهالك البضائع). ويعرف علم االقتصاد economicبأنه (دراسة الاوانب الواسعة للفعاليات البشرية المتعلقة باالستفادة من المصادر الطبيعية ،وتنظيمها بشكل يتفق واحتياجاتها االنسان، المحاضرة السادسة عشرة المحاضرة السابعة عشرة: المحاضرة التاسعة عشرة : 62 المحاضرة العشرون: المحاضرة الحادية والعشرون: المحاضرة الثانية والعشرون: المحاضرة الثالثة والعشرون: المحاضرة الرابعة والعشرون: العالقات القرابية والبناء االجتماعي لألسرة عند بارسونز: أشار بارسونز بتحفظ إلى إمكانية اتخاذ تحليل المصطلحات القرابية كمنهج له فائدته في الدراسة الوظيفية للبناء االجتماعي ،وقد قصر بارسونز دراسته على األسرة األمريكية وأشار إلى التباين المحدود بين مصطلحات القرابة بين اللغة اإلناليزية واللغات األوربية ،كما أن االختالف بين المصطلحات القرابية في الواليات المتحدة وإنالترا ليست له أية داللة ،كما بين أن العالقة القرابية الممتدة آخذة في االنحسار نتياة لوطأة التصنيع والتحضر ،كما سيساعد على انتشار األسر النووية وانعزالها عن وحدات األسر التي تفرعت منها ،وبذلك فإن نمط األسرة النووية المنعزلة قد أدى انفصال 63 العالقات القرابية الممتدة خاصة أن الزواج القائم على أساسه هذا النمط ال تتخذ قاعدة تفضيل الزواج على أساس قرابي فالتصاهر يكون بين جماعتين ليس بينهما صلة قرابة تمام. وقد اختزل بارسونز شكل العالقات القرابية في شكل هندسي أوضح فيه أن وحدة األسرة األحادية المكونة من الوالدين واألبناء أحد المعالم الرئيسية للنسق القرابي في ماتمعه وأن نسق األسرة األمريكي نسق مفتوح له خط انتساب متعدد فضال عن كونه نسقا واجيا صغيرا. وقد أوضح بارسونز أنماط األسر التي تربط أي شخص بأسرته التناسلية وأسرته الموجهة فهناك غير هذين النمطين أسر األجداد من الدرجة األولى ثم أسر المصاهرة إلخوة أو أخوات الشخص ،ثم أسر أبناء الشخص من الدرجة األولى وأسر أصهاره (والدي الزوجة) ثم أسر أجداده من الدرجة الثانية وأحفاده وأخيرا أسر الحواشي أو الكاللة وكأسر أبناء العمومة أو أبناء ابن األخ أو األخت. وقع وضع أسرتي الشخص الموجهة والتناسلية في الدائرة الداخلية للشكل الهندسي الذي يحتل مركزها الشخص نفسه ،وأسر أجداد الدرجة األولى وأسر المصاهرة ألخواته وإخواته وأسر أبناءه التناسلية وأسر أصهاره (والدي الزوجة) في الدائرة الخارجية أما أنماط األسر الباقية فهي في دوائر تالية للدائرة السابقة ،وتبين في هذا الشكل كيف يمتد خط التسمية تصاعديا من ابن الحفيد إلى الحفيد إلى االبن إلى الشخص نفسه ،ثم إلى األب فالاد ثم الاد األكبر بعد ذلك. ويتلخص هذا الشكل الهندسي المالمح البنائية لنسق األسرة األمريكية ومعنى هذا أن النسق المفتوح هو عدم االعتماد على قاعدة الزواج المتقبل بين األقارب ،ومن ثم ال يرتبط الزوجات ألي أسر واجية من الناحية البنائية باألسرة الموجهة . كما أنه ليس ممكن رسم أو وصف النسق القرابي في كلمات محدودة من خطوط القرابة ،فإذا حاولنا ذلك فسنصل إلى نتياة غير محددة وذلك لتشتت خطوط القرابة ،وهذا أيضا بالنسبة للشكل الهندسي ألنه سيحتاج إلى عدد ال نهاية له من الدوائر مما يستحيل تحقيقه في أي مساحة . وأفضل ما يمكن تحقيقه في هذا الصدد هو استخدام بعدين األول وضع الشخص كنقطة مرجعية ، والثاني توضيح عالقته القرابية الهامة ،إذ أن هناك يادة هندسية مطردة في عدد خطوط أقارب كل إنسان في كل جيل ينبثق منه الشخص ذاته حيث يصعب التمييز بين المصطلحات لهذا العدد المتزايد إلى ما ال نهاية . ويعتبر أن الشواهد التي يمكن أن يستدل بها على الوحدات هما الزوجان في كل وحدة قرابية ،حيث يوجد في كل واحدة منهما عضو مشترك ومما له داللة من الناحية االصطالحية أن كلمة األسرة تشير إلى الوحدة الزوجية وكلمة األقارب ال تشير إلى أي وحدة منفردة ولكن ألي شخص لديه قريب من األقارب. فالعائلة األمريكية هي النسق السائد في الماتمع األمريكي ،فنسق هذه األسر نسق واجي يقوم على مبدأ العالقات البنائية المستند على مبدأ عدم الزواج من المحارم. 64 فإذا كان الشخص ينتمي إلى أسرتين األولى موجهة واألخرى تناسلية فإن النسق القرابي من وجهة نظر أي شخص هو األسرة الموجهة واألسرة التناسلية التي تعتبر هي حلقة االتصال بين األسرتين ،ففي األسرة الموجهة يوجد األب واألم واإلخوة واألخوات وفي األسرة التناسلية يوجد الزوج والزوجة واألبناء والبنات. وينعكس الزواج األحادي في تماثل المصطلحات الخاصة بالوالدين والزوج كذلك ينعكس على إطالق مصطلحات (األب ـ األم ـ الزوج ـ الزوجة ) على شخص واحد فقط كما أن مصطلحات األخوة تنطبق عليهم جميعا بغض النظر عن ترتيبهم ولكن ياب االنتباه إلى حقيقة هامة وهي أن المصطلحات المطلقة على سبعة أشخاص في األسرتين الموجهة والتناسلية وال تتماثل مع أي قريب خارج األسرة الزواجية التي يوجد بها الشخص فاألخ يتميز بوجه خاص على أبناء عمومته واألب عن أي من األعمام أو األخوال وتتميز األم عن العمة أو الخالة وهكذا . ويمكن اعتبار هاتين األسرتين الزوجيتين مكونتين للدائرة القرابية الداخلية للشخص هو حلقة االتصال بأسرة واجية أخرى يتعارف عليها اصطالحيا ،فهذا العضو يربط بين األسرة الموجهة أو التناسلية ( حسب الحالة ) بأسرة واجية واحدة فقط ويرتبط كل فرد بأسرة منفصلة عن األخرى وعلى أية حال فإن الشخصيات القرابية للدائرة الخارجية ال ينفصلون من الناحية االصطالحية. وتعتبر األسرتان الموجهتان للوالدين في الدائرة الخارجية وهي أسرتا السلف األولى وتشمل كل أسرة منهما على أربع شخصيات قرابية الادة ـ الادة العم (الخال) العمة (الخالة) وثمة قصور في المصطلحات المميزة بين أفراد األب الموجهة واألم الموجهة كاألجداد واألعمام واألخوال والعمات والخاالت فكلهم فئة تتماثل اصطالحيا بغض النظر عن الاانب الذي تستند عليه مراتبهم . وتحتل أسرة المصاهرة للشخص نفسه في الدائرة الخارجية أهمية خاصة في أنها هي الوحيدة التي تربط بالدائرة الداخلية للشخص التي به يصبح االرتباط ال عن طريق القرابة أو الدم بل عن طريق النسب والمصاهرة. 65 المحاضرة الخامسة والعشرون العشيرة في الماتمع الخلياي العربي المقدمة الخليج العربي اللسان المائي المقيد من المحيط الهندي من بحر العرب داخل اسيا في المنطقة التي تفصل اليوم بين الوطن العربي وبالد فارس بطول حوالي الف كم 2وعرض يتراوح بين -60 300كم ويستمد مصطلح الخليج العربي مشر وعية من كون الخليج العربي منذ القدم يخضع لسيطرة وسيادة القبائـــل والعشائر العربية الوافدة من الازيرة العربية الى سواحل الخليج العربي هذا فضال عن المعارك الحربي المتعدد التي أخاضها العرب ضد الفرس بسبب محاوالتهم التي كانت تسعى الى فرض السيادة على بعض اجزائه . وتشكل منطقة الخليج العربي من الوجهتين البشرية والاغرافية منطقة واحدة فالعشائر العربية التي تقطنها من طرف الى اخر دونما ،حدود او قيود .األمر الذي ادى الى تداخل هذه العشائر وأنتشار أفخاذها وحمائلها على طول شواطئ الخليج العربي بأعتبارها أبناء عمومة وتشمل منطقة الخليج العربي في الوقت الحاضر -1العراق ،ويقع عند رأس الخليج العربي من ناحية الشمال . -2الكويت ،وتقع عند رأس الخليج العربي في الاانب الشمالي الغربي . -3المملكة العربية السعودية ،وتطل على الساحل الغربي للخليج العربي . -4البحرين ،وتقع وسط الخليج العربي في مدخل رئيسي من خلاانه (دوحة سلوى) -5قطر ،تقع وسط الخليج العربي من الزاوية الانوبية الغربية -6االمارات وتقع في الانوب الغربي من الخليج العربي . -7عمان ،وتقع عند اقصى الطرف الانوبي الغربي وتشرف على مدخل الخليج العربي عند خليج عمان .ولتشابه البناء االجنماعي في عموم الوطن العربي .سنتناول في المبحث االول اصول العشائر العربية عموما" وفي الماتمع الخلياي العربي بخاصة وفي المبحث الثاني نتناول مورفولوجيا الماتمع العشائري .أما المبحث الثالث فيختص لدراسة صفات الشخصية وعوامل التغير في الماتمع العشائري . اصول العشائر في الماتمع العربي والخليج العربي : كان العرب قبل االسالم ينقسمون الى ماموعتين كبيرتين هما البدو ،سكان الصحارى والحضر ،سكان المدن .وقــــــد تغيرت احوال الماموعتين بعد ظهور االسالم. وتعتبر البادية المصدر الرئيسي للسكان في الوطن العربي عموما" ،حيث تنزح منها ماموعات سكانية بدوية بصورة مستمرة لتستقر في الريف او المدينة .والماتمع البدوي ماتمع عشائري .وتحدد بناؤه 66 االجتماعي ونسق حضارته في ضوء الظروف البيئية الصحراوية القاسية ،التي اصبحت جزء مـــــن الحضارة السائدة في الماتمع الخلياي العربي .وتوصف الحضارة العامة في الماتمع الخلياي العربي التي وجهت منذ اكثر من ثالثة أالف عام ،وتكيفت بشكل مفيد ومتوا ن وفقا " للطبيعة االيكولوجية ، والتي توصف غالبا " بالثالثية االيكولوجية ( . )3وهي عبارة عن نظـــــام يتضمن ثالثة انماط من الماتمعات المتكاملة .وهي الماتمع البدوي ،والريفي والحضري لكل منـــــــها طريقة في الحياة ونمط المعيشة ،اال ان هنالك تأثير ودعم متبادل بينها كما ان التغير قد يشمل البناء االجتماعي اسرع واسهل من النسق الحضاري فالقيم والعادات والتقاليد والمعتقدات السائدة في الماتمع العشائري البدوي او الريفي قـــــد تبقى مستمرة حتى في الماتمع الحضري . وبناء على ما تقدم فأن سكان الوطن العربي عموما والماتمع الخلياي العربي بخاصة يشكلون وحدة اجتماعية حضارية . ويمكن تقسيم سكان الوطن العربي الى ثالثة اقسام رئيسية يتداخل بعضها في البعض االخر ويؤثر فيه وهي -: -1البدو -:ويمثلون السكان الذي لم يستقروا بعد في ارض معينة بل هم في ترحال وتنقل دائم بحثا ، عن المراعي ،ويعتبر البدو اكثر الفئات االجتماعية نقاوة ونبال " في الماتمع العربي .وال تزال حياتهم تتميز بالبساطة فهي حياة تقليدية ،تمثل حالة حضارية اقل تقدما " من حضارة الاماعات الريفية او الحضرية . ويسكنها حوالي 30 وتقدر االرض الصحراوية بحوالي %80من ارض الماتمع العربي ... %من السكان كما يتمثل في المملكة العربية السعودية ودولة االمارات العربية المتحدة وجنوب العراق والصحراء السورية وليبيا والسودان والصومال .ويقدر حام البداوة بحوالي 10ماليين نسمة أربعة ماليين منهم في شبه الازيرة العربية ،ومليونان في العراق وسوريا واالردن او ثالثة ماليين في السودان وربع المليون في ليبيا وخمس وسبعون الف نسمة في الصحراء الغربية والازائر ومصر (. )1 ويصنف البدو وفق اسس ومعايير مختلفة .فيمكن تصنيفهم وفقا " لنمط الحياة الحياة الغالب على معيشتهم او تبعا" لنوع الحيوان السائد ،الذي يشكل اساس حياتهم واسلوب معيشتهم ،واستنادا " لمواسم التنقل والترحال اما تصنيفهم وفقا" للحياة الغالبة على معيشتهم فهو ()2 -1البداوة الرعوية ،وهؤالء ينتظمون في عشائر وقبائل كبيرة في المملكة العربية السعودية وسيناء والصحاري السورية والصحراء الكبرى خاصة في المغرب (العاوارق) .كما ينتشر رعاة البقر في الازيرة الغربية والســـــــــــــــــــودان . -2بداوة البحر أو بـــداءة الصيد ،وتنتشر في الكويت وعمان وبقية الماتمع الخليج العربي وشواطئ شبه الازيرة سينــــــــــــــــــــــــــاء وهذه الفئة تعتمد الرعي والزرعة في معيشتها. -3بداوة النخيل ،وتوجد هذه الفئة في ساحل عمان ،وهذه الفئات تقوم جماعية في البحر بعد جني ثمار النخيل. -4بــداوة الطير،وهذه الفئة في تنقل وترحال دائم لقنص الطير 67 أما تصنيفهم تبعا لنوع الحيواني فهم. -1رعاة الامل ،وهذه الاماعات تنتظم في عشائر وقبائل كبيرة ترتبط بروابط قرابية ،وتامعها العصبية القرابية.ويشكل الامل عصب حياتها االقتصادي . -2رعاة البقر،وتوجد هذه الفئة في الازيرة العربية ،والسودان وهي تمثل صغار الفالحين يربون البقر لغايات أستهالكية. -3رعاة الغنم،كما في بالد الشام نوهم اكثر اتصاال،بالحضر لمرورهم بأماكن قريبة من المدن. وتعتبر القبيلة في الماتمع البدوي وحدة البناء االجتماعي وهي تتألف من عدد من العشائر ال يشترط فيها ان تكون ذات صلة دمويه ا وان ترتكز على نسق قرابي مشترك فقد تندمج عائلة او عشيرة من العشائر في قبيلة قوية عن طريق (الكتبة) لتحتمي بها .او قد تتفق ماموعه من العشائر والقبائل نتياة الستقرارها وممارستها الزراعية .كما قد تخرج عشيرة من قبيلة معين لتنضوي تحت والية قبيلة اخرى تمتا بالثروة والقوة والحياة وتدفع لها (الخوة). نظير حمايتها .وتعتبر العائلة هي النواة التي يرتكز عليها الماتمع العشائري .والعوائل المرتبطة بروابط النسب حتى الاد الخامس تكون الفخذ .والعشيرة مكونة من عدة افخاذ .ومن اهم القيم االجتماعية للبدو الوالء للاماعة والشااعة والضيافة واالخذ بالثأر .كما يتميز البدو بالفردية والنفور من السلطة عدا سلطة القبيلة او العشيرة .واهم ثالث خصائص في الماتمع البدو ،العصبية القبيلية والشااعة والغزو .ويمثاللغزو قيمة اجتماعية ،وذلك بسبب الطبيعة الصحراوية القاسية التي تهدد بالمااعة احيانا " والعصبية ال تكون اال على اساس الدم فحسب ،بل يمكن ان تكون على اساس الحلف ولمواالة (قرابة اجتماعية صورية )فهي يمكن ان تقوم على اساس النسب او األنتماء. )2الـــــريفيون : تستق بعض موجات البدو في الريف وتمتهن الزراعة وقد اخذة هذه الظاهرة تتزايد بعد الحرب العالمية الثانية .وشكل الريفيون حتى ظهور النفط ،أهم قطاع سكاني واقتصادي وتتااو نسبة السكان الرئيسي في الوطن العربي ثلثي البشرية المنتاة . وتتأثر الحياة االجتماعية في الماتمع الريفي بالظروف المناخية نظرا لتأثيرها في الزراعة .ويتميز الماتمع الريفي بقلة الكثافة السكانية أما التفاعل االجتماعي فيتميز بكونه شديدا وخاضعا للعالقات القرابية ،والعائلة الممتدة هي الوحدة االجتماعية األساسية فيه .أما النظام االقتصادي فيرتكز على الزراعة لغرض األستهالك المباشر ويعاني الماتمع الريفي من سوء االحوال المعاشية وصحية والسكانية . وتستمر القيم البدوية في الماتمع الريفي كما يتمثل ذلك في العالقات االجتماعية وعملت الدول االستعمارية على تقوية النظام القبلي في بعض االقطار العربية مثل األردن والعراق وسورية , كما عملت على خلق نظام طبقي شبه اقطاعي لضمان مصالحها االقتصادية في المنطقة وتشير التقديرات الى أن نسبة سكان الريف ينخفض عام 200الى حوالي %42من نسبة السكان في الماتمع العربي ,وأن كانت االرقام المطلقة لسكان الريف ,حيث من يتوقع أن تصل الى حوالي 162,4مليون نسمة في عام 2000مقابل 85,3مليون نسمة عام )2(1975كما أن الهارة نحو المدن ال تخفف من مشكالت الريف نظرا لسوء االحوال المعيشية لنسبة عالية الذين لم يقطعوا 68 عالقاتهم مع الريف بسبب ذلك .وبذلك فأن هذه الفئات من السكان تكون فئات نصف او شبه ريفية . )3الحضـــــــــــــــــــر -: ال تتااو نسبة السكان الحضر %40من السكان في الوطن العربي .ويركز هؤالء في المدن ويعملون في التاارة او االدارة او المهن الحرة والخدمات .ولم تنقطع العالقات االجتماعية الريفية او البدوية بسبب عدم تمركز صنعات متطورة في المدن .عندما تحول البدو" سكان للصحاري " الى فالحين حافظوا على تقاليدهم وعاداتهم العشائرية ,وبقية العقلية البدوية قائمة حتى لدى الفئات االجتماعية التي نزحت نحو المدن واستقرت فيها .وذلك الن العقلية وتبقى قائمة حتى بعد تغير الماتمع وبنائه .وهذا يدعوا الى ضرورة دراسة هذه الظاهرة ومعالاتها عن طريق تحويل الوالء القبلي الى والء قومي او وطني ,عن طريق التوعية والتنشئة االجتماعية بشكل خاص التنشئة السياسية . وتركز بعض الدراسات الغربية على جوانب السلبية من هذه القيم ,ويتسائل بعض الباحثين مقل لويس ورث فيما اذا كان السكان في الماتمعات النامية قادرون على دفع ثمن النخبة معنويا " او روحيأ" أي قادرين على التخلي عن العادات والتقاليد والتكييف مع الماتمع الحضري . أن االصل االسطوري لامع القبائل العربية يرجع الى الشقيقين بين عدنان وقحطان فالاماعات التي دخلت عمان الكبرئ على طول االرض الحدودية للمناطق التي أستوطنتها القبائل في شبه الازيرة العربية تنتمي الى قحطان ,اما الاماعات التي دخلت عن طريق المناطق الشمالية ( واحة البريمي ) فهي عد ثانية االصل . وتشير االدلة الى أن الهارة من شبه الازيرة العربية بدأت في القرنين االول والثاني والميالد . وقد كشفت البعثات االثرية في الخليج العربي عن أثار مهمة تربط تاريخ الخليج العربي بتاريخ السومريين في العراق .والكنعانيون اول من سكن سواحل الخليج العربي ثم الفينيقيون .كما أستوطنت في منطقة الخليج العربي قبائل عربية اخرى ,وهي فضاعة وربيعيه وأياد ,واستقرت في عمان قبائل اال د من كهالن التي نزحت من اليمن بعد انهيار سد مأرب عام 120ق.م أننا على الساحل الشرقي العربي ( عربستان ) فقد سكنتها قبائل منذ أقدم العصور . ان القاسم المشترك ألصول الماتمعات البشرية في الخليج العربي كونها عربية بدوية المنشأ، تتميز بعالقات قبلية وروابط عائلية قوية فأسرة اسعود لها قرابة باالسرى الحاكمة والبحرين (عنترة).وتنتشر قبيلتا عنترة وشمر في العراق والكويت والسعودية .كما تنتشر عشائر العلمي والعوامل وربيع والقواسم وبني ياس والزعاب والمناصير في االمارات العربية المتحدة . لقد استمرت منطقة الخليج العربي خاضعة الى سيطرة القبائل العربية التي تنتمي الى ثالث تامعات قبلية كبرى نزحت من شبه الازيرة العربية وهي القواسم وبني عباس والعقوب ،وقد حافظة على عالقتها القبلية واحتفظت بظواهر نشاطها االقتصادي التي من أهمها الرعي والزراعة والتاارة والغوص لصيد اللؤلؤ (.)2 69 المحاضرة السادسة والعشرون: مورفولوجيا المجتمع العشائري -: وتتميز أنماط الوحدات االجتماعية التي يتكون منها الماتمع العشائري البدوي او الريف ,يصغر الحام وتشتت السكن .ويختلف الباحثون فيما يتعلق بشكل وعدد وحدات البناء االجتماعي في الماتمعات العشائرية . يرى ايفانز بريتشارد ,أن وحدة البناء االجتماعي في الماتمع البدوي هي العشيرة وليس االسرة .نظرا لما تتميز به من استمرار وتماسك اجتماعي وعلى الرغم ما يطرأ عليها من تغيير بسبب هارة او وفاة عدد من اعضائها ,او انضمام اعضاء جدد فيها . والعشيرة جزء من وحدة اجتماعية اكبر هي القبلية ولكون العشيرة اهم واكبر وحده تنقسم اليها القبلية عند العرب يستعمل غالبا مفهوم القبلية والعشيرة في معن واحد. ويرى بعض الباحثين أن العشائر يشمل النواة للماتمعات البدوية ,ويعبر عن أبسط وحدة اجتماعية ويرى اخرون ان الماتمعات البدوية خاصة العربية منها انقسمت انسابها على عشر طبقات شي . الازم هو االصل والامهور والشعب والقبيلة والعمارة والبطن والفخذ والعشيرة او االهل ( اهل الرجل ) ,والرهط ( اسرة الرجل وللرهط او االسرة معنى واحد منها يدالن على اهل الرجل والفرق بينهما في الحام فقط . وفي الماتمعات البدوية عموما تعتبر العائلة هي الوحدة السكنية وهي مكونة من الرجل و وجة واوالدهما غير المتزوجين فقط ,وترتبط العائلة بروابط قربى مع ماموعات عائلية اخرى تعيش في منام متقاربة وتمارس نشاطا " اقتصاديا" واحد .وتشكل ماموعة العوائل المتقاربة الحمولة وماموعة الحمائل تتكون الفخذ فالبطن فالعشيرة فالقبلية ( . )2أنظر المخطط التالي القبيلــــــــــــــــــــــة العشيرة العشيرة 70 العشائر البطون األفخاذ الحمائل العوائل الممتدة العوائل الممتدة البطون األفخاذ الحمائل العوائل الممتدة العوائل الممتدة البطون األفخاذ الحمائل العوائل الممتدة العوائل الممتدة فالقبلية عبارة عن ماموعة من العشائر ,وهي رابطة اجتماعية وليست طبيعية فالماتمع البدوي والريفي يحددان هذه الرابطة حسب النسب الذي يكون القلب في الماتمع العربي , وهي عالقة سياسية وقد تحدث ابن خلدون عن العصبية القبلية التي تعبر عن التماسك االجتماعي في الماتمع العشائري وتؤدى الى تضامنه ,والتضامن في الماتمع العشائري الشعوري تفرضه رابطة القرابة والدم بخالف التضامن القومي او الوطني الذي يرتكز على اساس الوعي بالحقوق والواجبات والروابط القومية التي تحددهما النظم والقوانين وهذا ما يميز االمة عن القبيلة .والرابطة القبلية الصق بحياة البداوة في حين ان رابطة القومية تفترض مستوى حضاريا ارقى. صفات الشخصية وعوامل التغير في المجتمع العشائري ان تنوع الماتمعات العشائرية بأعتبارها ماموعات حضارية محتلفة تؤدي الى التشكك في افتراض انماط شخصية مشتركة .لذلك يفضل دراسة بنلء الشخصية المنوالية ()1 الماموعة بشرية تشترك بالظروف الطبيعية والبيئية واالقتصادية والسياسية ... وال يمكن تحديد الشخصية اال من خالل تفاعلها مع الاماعة والماتمع فالشخصية تتابع تفاعل دينامي بين عوامل متعددة ,وهي العوامل الوراثية والبيولوجية والعوامل والظروف الطبيعية والبيئية وانماط التنشئة االجتماعية ونوع القيم االجتماعية والمؤثرات التاريخية والدينية .. ويقسم لويس كامل الكتابات التي تناولت الشخصية البدوية الى ثالثة انواع ,النوع االول , يتمثل في كتابات موظفي الدول االستعمارية امثال لورانس وجارفيكس وتيسار وديسون . وتتناول معظم كتاباتهم نمط الحياة البدوية والبناء القبلي وبناء السلطة واالتااهات النفسية نحو الموضوعات والظواهر االجتماعية والغزوات والموقف من السلطة . النوع الثاني ,فيتمثل في دراسات محي الدين صابر ومكي الامل ورمزي الرا ي ,حيث يقدم هذا الفريق من الباحثين عددا من المفاهيم المتصلة بالماتمع البدوي والشخصية البدوية على اساس استقراء الماضي والحاضر .ويعتبر ما قدمه هؤالء الباحثون نواة البناء نظرية في علم االجتماع البدوي والشخصية العشائرية .. 71 اما النوع الثالث ,فيتمثل في عدد الباحثين ممن اعتمدوا المنهج التاريبي بدرجات متفاوته من الدقة فحددوا خصائص واستعملوا ادوات علمية لامع البيانات يمكن االعتماد على موضوعيتها وتفسيرها من هؤالء ليرمز وديقوس . وخالصة هذه الدراسات تبين ان الاماعات البدوية وشخصية اعضائها تأثرت الى حد كبير بالظروف البيئية واالقتصادية للماتمع الصحراوي ,فالظروف القاسية وشحة المصادر االقتصادية اثرت في الحياة االجتماعية وفي شخصية سكان البادية وفرضت العشائر قيم واعراف وعادات وتقاليد تأهلت في الشخصية وتمثل صفات الكرم والضيافة احد مظاهر االئتالف االجتماعي في الماتمع البدوي ,فالعشائر تهتم بـأنسابها لتأكيد وحدتها والتعصب لقبليها واالعتزا والتفاخر بها ,كمل تميل العشائر الى كثرة االوالد وخاصة من الذكور النهم يرثونها ويحفظون اسماؤها . وتنبت من صلة الرحم داخل القبيلة صلة ( الخمسة ) أي أقارب االفراد الى الشيخ المفوض. ويقوم الشيخ رئيس العشيرة شؤون عشيرته وحل المشكالت بين اعضائها ,او بينهم وبين القبائل االخرى وفقا للعرف العشائري والبدوي مخلص لعشيرته يدافع عنها برغبته وهو يخدم شيم العشيرة ولكنه ال يحتمل استبداده .وقد يعتزل ماتمعه اذا لم يقتنع بحكم من االحكام دون ان يلومه احد او يتعرض لعقاب ومن صفات البدوى الحرية في القول والكرم والصدق والصراحة واالدب ويحل الخالف والنزاع بالقسم باالولياء والسادة وتقوم الماتمعات البدوية عموما" على (اللحمة) و (العصبية) و (الوالء) اما الوضع االقتصادي للبدو ،فهو يعتمد على الطبيعة اي انه ال وجود لرأس مال او التنظيم وحياته قائمة على ابسط طرق التعامل ،وهو نادرا ما يتعامل بالنقود والبدوي ال يذكر اال بيومه وال يهمه المستقبل . وهو لو أتيح له مكانا "خصبا" لما فكر في الترحال والتنقل . وتحدد الموارد االقتصادية للبدو بمواسم المطر ,فأن كثر اد انتاجه وكثرت مواشيه ونتاجها ,وان قل شح نتاجها .وكما ان االقتصاد البدوي بسيــــط ,فأن طعامه وسكنه ولباسه بسيــط أيضا" ,فطعامه يعتمد على الخبز والتمر واللبن ,ومالبسه من القماش القطني ,وهي عبارة عن دشداشة وكوفيه وعقال ,وعباءة صوفية . أما ميسور الحال فقد يلبس الزبون والسترة .أما الوضع الصحي والثقافي ,فأن البادية على الرغم من نور الشمس ونقاوة الهواء ,لم تسلم من بعض االمراض مثال الزهري والسيالن, وأمراض الكلى واليرقان ,وذلك بسبب تلوث مياه بعض اآلبار .... وتنتشر األمية بين سكان البادية بشكل مطلق ,حيث ال يوجد فيها تعليم ديني ومدني .وقد حتمت البادية على سكانها ان يكونوا فرسانا " محاربين بسبب غزو بعضهم بعضا " إال إن البدوي يحافظ على عهوده ,وينقل الهدنة والصلح .وال يقسوا على األسرى أو يمس النساء 72 واألطفال والشيوخ بأذى .وللمحارب عند البدو منزلة عظيمة وقتيل الحرب يزيد العشيرة عزا وفخرا ،ويعيش أوالده مكرمون وتستطيع العشيرة المغلوبة التي تبتغي السالم أن تلائ إلى العشائر أو القبائل األخرى ،لتقوم بدور الوساطة ،فان فشلت فأنها تشد األ ر العشيرة المظلومة . وللحرب تقاليدها وآدابها الخاصة .فال بد من إعالن الغزو أو الحرب قبل بدئها .أما موضوع المرأة فهي مسؤولة عن شؤون األسرى عند غياب الزوج ،تشارك بل الرعي باإلضافة إلى إعمالها المنزلية إال إن الرجل هو صاحب القرار .والحياة حرة في البادية .يتزوج البدو عن حب إال أنهم اجل عفة واطهر .أما الوضع الديني فقد انتشر الدين اإلسالمي منذ بداية ظهوره في شبه الازيرة العربية والماتمع الخلياي العربي .ودخلت القبائل العربية تحت راية اإلسالم .وقد ساهمت مبادئ الدين اإلسالمي بشكل كبير في توا ن البناء االجتماعي ،مما أدى إلى عدم ارتكاب المحرمات والوفاء بالدين ورفض القائد وتخفيف االستغالل :وان كان اإليمان بالغيبيات والتفاؤل بأشياء والتشاؤم من أشياء أخرى بقي مستمر ،والبدو يتميز باإليمان العميق ،وان ال يمارس الطقوس الدينية وهو يؤمن بوحدانية هللا واليوم األخر. وقد استطاع الغرب بمساعدة الدين اإلسالمي تأكيد الشخصية العربية في الخليج العربي ،وتمكنوا في العصر اإلسالمي من مواجهة األخطار والمحاوالت المحلية منها والدولية ،مثل المحاوالت الفارسية ( )1أما في الماتمع الريفي ،فقد اخذ يتزايد الخاتمة العشيرة هي جماعة ذات طبيعة سياسية وعائلية معا وتتميز العشيرة بشدة التماسك االجتماعي والوالء القبلي ,الذي يزيد عضوية االفراد في عشيرتهم .ويشتد تأثير العشيرة في الماتمع البدوي نظرا لظروف الصحراء القاسية وشحة الموارد االقتصادية والماتمع العربي الخلياي يتميز بخصائص سكانية خاصة فغالبية السكان هم من اصل عشائري ,وقد بقيت العقلية القبلية سائدة بين غالبية الفئات السكانية حتى بعد انتقال الماتمع من البداوة الى الريف فالحضارة. وقد حاولت بعض النظم تقوية وتعزيز النظام القبلي العشائري بشكل ال ينسام مع الصالح العام للماتمع .لذلك ال بد من العمل على تحويل الوالء القبلي الى الدولة كخطوة اساسية في بناء الوحدة الوطنية والقرابية .والعمل على تكثيف الدراسات للماتمعات العشائرية لتعميق وتعزيز بعض القيم االياابية وتوجيهها لخدمة الاماعة والماتمع والعمل على اضعاف القيم االجتماعية السلبية فيها. 73