Telechargé par KENZO TECH

مدخل للمؤسسة العامة

publicité
‫الخطة‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل لممؤسسة العامة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسة العامة‬
‫المطمب األول‪ :‬نبذة تاريخية عن المؤسسة العامة‬
‫الفرع األول‪ :‬نشأة المؤسسة العامة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطور المؤسسة العامة‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف المؤسسة العامة‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف القانوني‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف الفقهي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المؤسسة العامة‬
‫المطمب األول‪ :‬خصائص المؤسسسة العامة‬
‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االستقل ل االداري و المالي‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الخضوع لنظام الوصاية‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التخصص‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أنواع المؤسسة العامة‬
‫الفرع األول‪ :‬المؤسسة العامة (ذات الطابع االداري)‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسة العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و التكنموجي‬
‫الفرع الرابع‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و الثقافي و المهني‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل لممؤسسة العامة‪.‬‬
‫مقدمة الفصل األول‪:‬‬
‫لقد شغمت المؤسسة االقتصادية حي از معتب ار في كتابات و أعماؿ االقتصادييف بمختمؼ اتجاىاتيـ‪،‬‬
‫باعتبارىا النواة األساسية في النشاط االقتصادي‪ ،‬لممجتمع‪ ،‬كما أنيا تعبر عف العالقات االجتماعية ألف‬
‫العممية اإلنتاجية بشكؿ عاـ يتـ نشاطيا ضمف مجموعة مف العناصر البشرية متعاممة فيما بينيا مف‬
‫جية و فيما بينيا و العناصر المادية و عناصر أخرى معنوية مف جية أخرى‪.1‬‬
‫وقد رأينا ىنا أنو ال يمكف التطرؽ إلى موضوع المؤسسة إال مرو ار عمى مدخؿ يشمؿ نشأة المؤسسة‬
‫وتطورىا وكذا خصائصيا و أنواعيا‪.‬‬
‫لذلؾ سنتناوؿ في ىذا الفصؿ المبحثيف اآلتييف‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األوؿ‪ :‬مفيوـ المؤسسة العامة‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬ماىية المؤسسة العامة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسة العامة‪.‬‬
‫إف صناعة مفيوـ وتاريخ المؤسسة العامة كاف نتيجة الظروؼ السياسية و االجتماعية التي عايشتيا‬
‫الدولة الجزائرية‪ ،‬فبعد االستقالؿ خرجت الجزائر مف الحرب واقتصادىا شبو مدمر حيث غادر العامميف‬
‫(معمريف وأجانب) مناصبيـ تاركيف المراكز الحساسة‪ ،‬وأصبحت المؤسسات و االدارات ميممة‪ ،‬وكاف‬
‫القصد مف وراء ىذا اليروب لخمؽ مشاكؿ أماـ الدولة الجزائرية المستقمة حديثا‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬نبذة تاريخية عن المؤسسة العامة‪.‬‬
‫لتحديد المراحؿ التاريخية التي تمر بيا المؤسسة العامة البد مف التطرؽ لنشأتيا وتطورىا‪ ،‬بغية‬
‫الوصوؿ إلى تعريفيا لذلؾ سنتناوؿ ىذا المطمب مف خالؿ الفرعيف اآلتيتيف‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األوؿ‪ :‬نشأة المؤسسة العامة‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬تطور المؤسسة العامة‬
‫الفرع األول‪ :‬نشأة المؤسسة العامة‬
‫في البداية لـ تكف موجودة إال فئة واحدة تتمتع بقدرة مف االستقاللية نتيجة االعتراؼ ليا بالشخصية‬
‫المعنوية إلدارة عدد مف المرافؽ العامة‪ ،‬ىذه الفئة ىي المؤسسة العامة‪ :‬أي شخص معنوي يخضع لمقانوف‬
‫العمومي يتكفؿ بتسير مرفؽ عمومي‪.2‬‬
‫‪ 1‬فتيحة عوشاش وآخروف‪ ،‬المؤسسات العامة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬قانوف إداري‪ ،‬باتنة ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر باتنة ‪.2018/2017 ،1‬ص‪6:‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬سطيؼ‪ ،‬دار المجدد لمنشر و التوزيع ‪.2010،‬ص‪214 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫وقد تبمور ىذا التعريؼ خاصة بعد النصؼ الثاني مف القرف التاسع عشر ألف قبؿ ىذا التاريخ كانت‬
‫عبارة "المؤسسة العمومية" تستعمؿ بدوف تمييز لتعييف األشخاص العمومية أو االشخاص الخاصة ذات‬
‫النفع العاـ‪.1‬‬
‫وفي القرف التاسع عشر بدأت معالـ المؤسسة العامة كمفيوـ يتضح ويتميز عف غيره مف الكيانات‬
‫المش ابية ليا‪ ،‬وقد اختمؼ الفقياء حوؿ معنى المؤسسات العامة وحوؿ أركانيا وكذا كثرة التطبيقات و‬
‫التسميات لفكرة المؤسسات العامة في كؿ بمد و في كؿ تصنيؼ في العالـ‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطور المؤسسة العامة‪.‬‬
‫عرفت المؤسسة العامة في ظؿ النظاـ االشتراكي مرحمتيف أساسيتيف وىما‪ :‬مرحمة التسييير الذاتي و‬
‫مرحمة التسيير االشتراكي لممؤسسات‪ ،‬كما عرفت المؤسسة العامة تغييرات جذرية في ظؿ االصالحات‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫أوال‪ /‬المؤسسة العامة في ظل النظام االشتراكي‪:‬‬
‫مرت المؤسسة العامة في ظؿ النظاـ االشتراكي بمرحمتيف ىما‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحمة التسيير الذاتي‪:‬‬
‫التسيير الذاتي أسموب يضع إدارة المؤسسة بيف أيدي العماؿ أنفسيـ وقد طبؽ في يوغسالفيا وبعض‬
‫الدوؿ اإلشتراكية األخرى‪ ،‬وأعتمد في الجزائر رسميا منذ مراسيـ مارس ‪ 1963‬و أصبح أحد المبادئ‬
‫القاعدية لمبناء االشتراكي‪.3‬‬
‫عرؼ التسسير الذاتي بأنو‪ ":‬تجربة اشتراكية في ميداف االنتاج و االستغالؿ الجماعي لموحدات‬
‫االنتاجية و االشتراكية في امتالؾ وسائؿ االنتاج واقتساـ النتائج بيف أفراد الجماعة"‪.4‬‬
‫‪ -1-1‬والدة التسيير الذاتي‪ :‬ظير التسيير الذاتي في البداية بطريقة غير واضحة وعفوية وذلؾ عندما‬
‫شرع العماؿ في القاعدة بتشغيؿ الوحدات الزراعية أو الصناعية التي تركيا مالكوىا مف‬
‫األوروبييوف خالؿ ىجرة صيؼ ‪.51962‬‬
‫‪1‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪214 . 215 :‬‬
‫‪2‬‬
‫فتيحة عوشاش و آخروف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪1:‬‬
‫‪ 3‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،2006 ،‬ص‪470:‬‬
‫‪ 4‬بوزيد غالبي ‪ ،‬مفيوـ المؤسسة العمومية‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانوف العاـ‪ ،‬قانوف االدارة العامة‪ ،‬أـ البواقي‪ ،‬كمية الحقوؽ‬
‫و العموـ السياسية‪ ،‬جامعة العربي بف مييدي أـ البواقي‪ ،2011/2010 ،‬ص‪ :‬ب‪.‬ر‪.‬ص‬
‫‪5‬‬
‫أحمد محيو‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪471 – 470 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫ولما أصبحت ىذه األمالؾ الشاغرة‪ ،‬نظمت لممرة األولى بموجب المرسوـ المؤرخ في ‪ 24‬أوت ‪( 1962‬ج‬
‫‪ ،‬ر ‪ ،‬د ‪ ،‬جػ ‪ ،‬ص ‪ )138‬ثـ أخذت حركة التسيير الذاتي تعبر عف نفسيا شيئا فشيئا‪ ،‬وبدأت تتشكؿ‬
‫لجاف تسير بصورة واقعية مف المؤسسات و ظير التشريع في البداية بمراسيـ ‪ 22‬أكتوبر ‪( 1962‬خاص‬
‫بالمؤسسات الصناعية و الحرفية والمنجمية)‪ ،‬وأضير إتساع الحركة ضرورة إيجاد نظاـ قانوني أكثر دقة‪،‬‬
‫و أدى لصدور مراسيـ ‪ 18‬و ‪ 22‬مارس ‪ 1963‬الشييرة (جػ‪ ،‬ر‪ ،‬ص ‪ 298‬و ‪ )300‬التي أسست‬
‫المؤسسات المسيرة ذاتيا‪.‬‬
‫وليذا لـ تكف تجربة التسيير الذاتي في الجزائر تطبيقا إليديولوجية واضحة المعالـ بقدر ما كانت أم ار‬
‫واقعيا مفروضا أممتو مجموعة مف العوامؿ و الضروؼ سيما ظاىرة األمالؾ الشاغرة التي سشكمت فكرة‬
‫عمى المستوى القانوني وذلؾ لمنع انتقاؿ أمواؿ االروبيف ومؤسساتيـ إلى ممكية االفراد حفاظا عمى‬
‫االقتصاد الوطني وركيزتو القطاع العاـ‪.1‬‬
‫‪ -2-1‬النظام القانوني لممؤسسة المسيرة ذاتيا‪:‬‬
‫لتحديد النظاـ القانوني لممؤسسة المسيرة ذاتيا سنتناوؿ مبدأ التسيير الذاتي العمالي‪.‬‬
‫‪ – 1 -2 -1‬مبدأ التسيير الذاتي العمالي‪ :‬ويرتكز عمى فكرة تولي العماؿ لتسيير المؤسسة وتصرفيـ‪،‬‬
‫ليذه الغاية بعدد مف األجيزة‪ :‬المجمس العاـ لمعماؿ‪ ،‬مجمس العماؿ‪ ،‬لجنة التسيير ورئيس لجنة التسيير‪.‬‬
‫أ‪ -‬المجمس العام لمعمال (‪ :)A.G.T‬ويضـ جميع العماؿ الدائميف و ىو الجياز األعمى في‬
‫المؤسسة ويتولى بصورة خاصة االختصاصات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬انتخاب مجمس العماؿ و رئيس لجنة التسيير‪.‬‬
‫‪ -‬اقرار خطة التنمية في المؤسسة أي تحديد سيايساتيا العامة‪.‬‬
‫‪ -‬م ارقبة األجيزة األخرى لمتسيير الذاتي و التصديؽ عمى الحسابات في نياية السنة المالية‪.2‬‬
‫ب‪ -‬مجمس العمال‪ :‬تنتخبو الجمعية العامة لمدة ثالث سنوات يتراوح عدد أعضائو مف ‪ 10‬أعضاء‬
‫عمى االقؿ إلى ‪ 100‬عضو عمى األكثر‪ ،‬مع وجوب كوف ثمثي االعضاء مف العماؿ الذيف‬
‫يباشروف العمؿ في االنتاج حتى ال تييمف االطارات التقنية و االدارية عمى المجمس‪.3‬‬
‫‪ 1‬بوزيد غالبي ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ :‬ب‪.‬ر‪.‬ص‬
‫‪ 2‬أحمد محيو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪474 :‬‬
‫‪ 3‬رشيد واضح‪ ،‬المؤسسة في التشريع بيف النظرية و التطبيؽ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار ىومة‪ ،2002 ،‬ص‪60:‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫ومف حيث االختصاص فيو (مجمس العماؿ) يتمتع بالصالحيات التالية‪:1‬‬
‫‪ -‬انتخاب لجنة التسيير‬
‫ التقرير و النظر في النظاـ الداخمي لممؤسسة وارتباطاتيا الخارجية مثؿ‪ :‬وضع النظاـ الداخمي‪،‬‬‫شراء وبيع عتاد التجييز‪ ،‬القروض‪ ،‬التوضيؼ وطرد العماؿ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة لجنة التسيير خاصة بالنظر في حسابات نياية السنة قبؿ عرضيا عمى الجمعية العامة‪.‬‬
‫ج‪ -‬لجنة التسيير‪ :‬تعتبر الجياز التنفيذي لمتسيير الذاتي تتكوف مف ‪ 3‬إلى ‪ 11‬عضو يتـ انتخابيـ‬
‫مف طرؼ مجمس العماؿ لمدة ثالث سنوات يكوف ثمثيـ مف العماؿ المباشريف لمعمؿ في االنتاج‬
‫ويتجدد الثمث سنويا‪.2‬‬
‫و‪ -‬رئيس لجنة التسيير‪ :‬ينتخب مف قبؿ المجمس العاـ لمدة ثالث سنوات‪ ،‬ويمثؿ قانونيا المؤسسة‬
‫وباسميا يتصرؼ و يرأس ويقود اجتماعات األجيزة الثالثة السابؽ ذكرىا ويؤمف تنفيذ الق اررات‪ ،‬ويقود‬
‫‪-2‬‬
‫الوحدة‪.3‬‬
‫التسيير االشتراكي لممؤسسات‪:‬‬
‫تبدأ ىذه المرحمة مع سنة ‪ 1971‬في محاولة لبعث الديمقراطية في مجاؿ العمؿ إلى غاية سنة‬
‫‪ 1988‬بداية استقاللية المؤسسات‪ ،‬و الحقيقة أف تنظيـ المؤسسات االقتصادية العامة في المرحمة السابقة‬
‫(التسيير الذاتي) قد نجـ عنو إقامة عالقات إنتاجية تتسـ بعدـ االنسجاـ‪ ،‬بؿ و التناقض في بعض‬
‫األحياف مع ما تصرح بو المواثيؽ االساسية لمجزائر‪ ،‬عبر مختمؼ المراحؿ‪ ،‬مف ضرورة تحقيؽ‪ ،‬و إنجاز‬
‫الديمقراطية‪.4‬‬
‫إف التسيير االشتراكي لممؤسسات في أبسط تعريؼ لو ىو مشاركة العماؿ في تسيير شؤوف المؤسسات‬
‫في جميع مجاالتيا واىتماماتيا‪ ،‬كما يعبر عف عالقات انتاجية متقدمة نحو الديمق ارطية المسؤولة في‬
‫مجاؿ التسيير‪ ،‬وىو نظاـ نقابي يشارؾ بفعالية في حياة المؤسسة أو الوحدة أو الورشة‪.5‬‬
‫وقد عرؼ الدكتور زغدود عمي المؤسسة االشتراكية عمى أنيا‪ ":‬مجموعة مف األدوات و األمواؿ ممؾ‬
‫لمدولة تدار إدارة مشتركة مف ممثمي الدولة و العماؿ المنتجيف وفقا لمبادئ التسيير االشتراكي الجماعي"‪.‬‬
‫وىذا التعريؼ حسب االستاذ يشمؿ كافة أنواع المؤسسات سواء تمؾ المتعمقة بالنشاط االقتصادي أو تمؾ‬
‫‪ 1‬منية غريب ‪ ،‬عالقات العمؿ و التعمـ الثقافي بالمؤسسة الصناعية الجزائرية‪ :‬الدراسة الميدانية بمركب أسميداؿ عنابة‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬عمـ االجتماع‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬كمية العموـ االنسانية و االجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري‪،2007/2006 ،‬‬
‫ص‪:‬ب‪.‬ر‪.‬ص‬
‫‪ 2‬بوزيد غالبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ :‬ب‪.‬ر‪.‬ص‬
‫‪ 3‬أحمد محيو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪475 :‬‬
‫‪4‬‬
‫منية غريب ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ :‬ب‪.‬ر‪.‬ص‬
‫‪ 5‬منية غريب ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪ :‬ب‪.‬ر‪.‬ص‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫المتعمقة بالنشاط االجتماعي"‪ .1‬عمى الرغـ مف أف اصالح التعميـ العالي لسنة ‪ 1971‬صادؼ صدور‬
‫ميثاؽ التسيير االشتراكي لممؤسسات وضيور رغبة صريحة لمقائميف عمى تسيير ىذا المرفؽ خالؿ‬
‫تصريح الوزير السيد محمد الصديؽ بف يحي مف أف‪":‬ىياكؿ المشاركة ستكوف مأسسة مف خالؿ العاـ‬
‫الجامعي وسوؼ تقوـ عمى أساس المؤسسات االشتراكية"‪.2‬‬
‫إال أف تطبيؽ ىذاالنوع مف التسيير عمى المؤسسات الجامعية لـ يتـ عكس المؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع االقتصادي بالرغـ مف أف المؤسسة االشتراكية كما يقوؿ األستاذ بوسماح‪":‬كانت قابمة لمتوسع إلى‬
‫كؿ النشاطات العمومية ميما كاف طابعيا (اقتصادي‪ ،‬اجتماعي أو ثقافي)‪.3‬‬
‫‪ 1-2‬أجهزة التسيير االشتراكي‪ :‬محاولة إقامة التوازف بيف مجمس العماؿ ومجمس المديرية‬
‫يرتكز أسموب التسيير االشتراكي عمى مشاركة ومساىمة العماؿ في تسيير و إدارة المؤسسة عف‬
‫طريؽ انتخاب "مجمس العماؿ" وعميو فإف التنظيـ االشتراكي لممؤسسات حاوؿ إقامة نوع مف التوازف بيف‬
‫جياز المديرية ومجمس العماؿ‪.‬‬
‫‪ 1-1-2‬مجمس العمال‪ :‬يعتبر مجمس العماؿ حجر الزاوية في التنظيـ االشتراكي‪ ،‬يشارؾ عف طريؽ‬
‫مجموع العماؿ في تسيير شؤوف المؤسسة لمدة ‪ 3‬سنوات ينتخبوف بدورىـ رئيسا ليـ لمدة سنة قابمة‬
‫لمتجديد‪ ،‬حيث يعتبر اشراؾ العماؿ في التسيير مف المبادئ االساسية لمنظاـ االشتراكي الذي اختارتو‬
‫الجزائر طريقا ليا بعكس النظاـ الرأسمالي المذي ال يسمح فيو لمعماؿ بالمشاركة في تسيير المؤسسة‪.4‬‬
‫وفي ىذا الصدد يقوؿ عبد المطيؼ بف أشنيوا "أف التسيير االشتراكي لممؤسسات ليس تسيي ار ذاتيا وال‬
‫تسيي ار مشتركا‪ ،‬وانما ىو محاولة ابراز السمطة االقتصادية لمعماؿ داخؿ المؤسسة‪ ،‬حددت الحكومة فييا‬
‫أعماؿ الت نمية‪ ،‬وىذا التصور لمتسيير االشتراكي يجعؿ منو نقطة ميمة لمصالح المجتمع‪ ،‬المتمثؿ في‬
‫الدولة بواسطة اإلطارات المسييريف الذيف تقوـ بتعينيـ"‪.5‬‬
‫‪1‬‬
‫حميد محديد ‪ ،‬النظاـ القانوني لممؤسسة العمومية االقتصادية في الجزائر‪ :‬دراسة حالة المؤسسة الجزائرية لتكييؼ اليواء‬
‫‪ ،SALCA‬أطروحة الدكتوراه في القانوف‪ ،‬فرع االدارة و المالية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 1‬بف يوسؼ بف‬
‫خدة‪ ،2016-2015 ، ،‬ص‪23 :‬‬
‫‪ 2‬رشيد بوبكر‪ ،‬المؤسسات العمومية ذات الطابع العممي و الثقافي و الميني‪ :‬المؤسسات الجامعية‪ ،‬رسالة ماجستير فرع‬
‫الدولة ة المؤسسات العمومية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬سعيد حمديف‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 1‬بف يوسؼ بف خدة‪،2016-2015 ،‬‬
‫ص‪11 :‬‬
‫‪ 3‬رشيد بوبكر‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪12 :‬‬
‫‪ 4‬حميد محديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪26 :‬‬
‫‪5‬‬
‫عبد المطيؼ بف أشنيوا‪ ،‬التجربة الجزائرية في التنمية و التخطيط‪ ،1980 -1962 ،‬الجزائر‪ ،‬ديواف المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪ 26 :‬إلى ‪27‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫وتتمثؿ صالحيات ىذا المجمس أساسا في تقديـ اآلراء و التوصيات سواء بتقارير حوؿ المؤسسة‬
‫وتسييرىا ومراقبة تنفيذ المخطط أو تعديؿ ىياكؿ المؤسسة لتوسيع نشاطيا االقتصادي‪ ،‬والحسابات‬
‫التقديرية إليرادات ومصاريؼ المؤسسة ومشروع برنامج االستثمار‪ ،‬وأيضا مشاركة مجمس المديرية في‬
‫بعض الصالحيات المتعمقة بالتوظيؼ و التكويف ووضع النضاـ الداخمي‪ ،‬و المساىمة في تسيير وتنظيـ‬
‫الخدمات االجتماعية و الثقافية‪ ،‬ولو سمطة البت والتقرير في بعض المسائؿ الخاصة بتوزيع حصة مف‬
‫األرباح المخصصة لمعماؿ عمى جميع الوحدات‪ ،‬وبناءا عمى ىذا فإف اختصاصات مجمس العماؿ تمثمت‬
‫أساسا في المراقبة ألف دوره في التسيير و التقرير بقي محدودا وشكميا بسبب ضعؼ المستوى التكويني‬
‫والثقافي لممنتخبيف يقابميا صالحيات واسعة وفعمية مزودة بإمكانيات مادية إلنجازىا و الممنوحة لمجمس‬
‫المديرية‪.‬‬
‫لكف مف الناحية العممية فإف مجالس العماؿ ال تمارس اختصاصاتيا التي تطرقنا إلييا سابقا عمى‬
‫أكمؿ وجو بسبب عدـ إنسجاـ بعض المسييريف المعينيف مف قبؿ الو ازرة مع مجالس عماؿ المؤسسات‪،‬‬
‫باإلضافة إلى عدـ حضور بعض أعضاء المجالس العمالية لمجمسات المقررة بحجة عدـ تزويدىـ بالوثائؽ‬
‫التي تعتبر أساسية ألعماليـ‪.1‬‬
‫‪ 2-1-2‬مجمس المديرية‪ :‬ىيمنة الوصاية عمى المجمس‬
‫يحدث في كؿ مؤسسة مجمس مديرية يتراسو المدير العاـ ويتألؼ مف عدد معيف مف النواب المباشريف‬
‫لممدير‪ ،‬ومف ممثؿ أو ممثميف ينتخبيما مجمس العماؿ لمدة ثالث أعواـ‪ ،‬ويكوف تاليؼ مجمس المديرية‬
‫موضوع قرار مف السمطة الوصية‪ ،‬يتألؼ ىذا المجمس مف ‪ 09‬إلى ‪ 11‬عضو حسب أىمية المؤسسة‬
‫عمى أف يكوف بينيـ ممثالف ينتخبيما مجمس العماؿ مف بيف أعضائو‪ ،‬أما باقي االعضاء فيتـ تعيينيـ‬
‫كما قمت بموجب قرار صادر عف سمطة الوصاية‪.2‬‬
‫يفيـ مف مدلوؿ كممة المديرية عمى أف تسسيرىا جماعي‪ ،‬إال أف الواقع أثبت أف الجماعية مسألة‬
‫ظاىرية أكثر منيا حقيقية لعدـ وجود تناوب في الرئاسة وعدـ االعتماد عمى أسموب االنتخاب لتعييف‬
‫الرئيس‪ ،‬وعدـ وجود مساواة بيف األعضاء وىو ما يفرغ اإلدارة الجماعية في جوىرىا‪.‬‬
‫وتتمثؿ صالحيات مجمس المديرية في إدارة وتسيير المؤسسة‪ ،‬ويبت في البرامج العامة لنشاط‬
‫المؤسسة ومشاريع برامج البيع و االنتاج و التمويف وأيضا مشاريع توسيع نشاطات المؤسسة في نطاؽ‬
‫ىدفيا غمى قطاعات جديدة وأيضا في مشاريع المخططات ومشروع برنامج استثمارات المؤسسة‪ ،‬ويبت‬
‫في الميزانيات وحساب االستغالؿ وحسابات الخسائر و األرباح وحسابات تخصيص النتائج و التقرير‬
‫السنوي المتعمؽ بنشاط السنة المالية المنصرمة‪ ،‬ويوجو سياسة االنتاج مف خالؿ السير عمى تنفيذ مخطط‬
‫‪ 1‬حميد محديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪27 :‬‬
‫‪ 2‬حميد محديد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪27 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫المؤسسة ومتابعة نشاطيا االقتصادي‪ ،‬كما أنو يساىـ في إعداد القانوف األساسي لممؤسسة المستخدمة‪،‬‬
‫وسياسة األجور وىو قيد المؤسسة مف حيث حريتيا في تحديد األجور‪.‬‬
‫وبيذه الصالحيات المنوطة بو اساسا يعتبر مجمس المديرية الجياز الرئيسي لممؤسسة‪ ،‬إال أف ىذا‬
‫الجياز ليس مستقال في عممو فيو مرتبط بسمطة الوصايا وكثرة تدخالتيا وامالءاتيا عميو وأيضا يحد مف‬
‫سمطة ومكانة رئيس مجمس المديرية الذي يشغؿ في نفس الوقت منصب المدير العاـ لممؤسسة مما يفرض‬
‫االدارة الجماعية مف محتواىا ويطغى بالتالي صفة المدير العاـ عمى صفة رئيس المجمس‪ ،‬وفي األخير‬
‫فإف مجمس المديرية بصفتو ىيئة جماعية قد قضي عميو بإعتبار أف الحكومة ىي األداة السياسية و‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتكوف المؤسسة تابعة بصرامة لمدولة‪.‬‬
‫أما المدير العاـ لممؤسسة يعيف بموجب قرار يصدر عف الييئة الوصية‪ ،‬وتنتيي ميامو بنفس الشكؿ‪،‬‬
‫ويتولى المدير العاـ تسيير المؤسسة تحت سمطة الوزير الوصي‪ ،‬حيث يكمؼ بالتسيير العاـ لممؤسسة في‬
‫إطار إختصاصاتو المحددة وفؽ النصوص التشريعية و التنظيمية‪ ،‬وبمراعات االختصاصات الموكمة‬
‫لمجمس العماؿ‪.1‬‬
‫وقد برزت سمطة الوصاية عمى المدير العاـ مف خالؿ التعميمات التي يتمقاىا منيا‪ ،‬غيـ أدات في‬
‫يدىا وىو مأكده أكثر األمر‪ 76-75 :‬المؤرخ في‪ 29 :‬نوفمبر ‪ 1975‬المتضمف تحديد العالقة بيف‬
‫المؤسسة االشتراكية وسمطة الوصايا واالدرات االخرى التابعة لمدولة‪ ،‬حيث خوؿ لموصايا و االدارات‬
‫التابعة لمدولة إتجاه المؤسسة إلى اختصاصات التوجيو والمراقبة طبقا لما جاء في الفصؿ السابؽ و‬
‫بالضبط في المواد ‪ 79‬و ‪ 80‬و ‪ 81‬مف األمر ‪ ،74 – 71‬حيث أكد عمى أف سمطة الوصايا تسير عمى‬
‫توافؽ نشاط المؤسسات معالسياسة العامة لمدولة و التوجييات الصادرة مف مختمؼ اإلدارات المخصصة‬
‫لممؤسسة التابعة لمقطاع الذي ىي مكمفة بو‪.‬‬
‫كما بيف مرسوـ ‪ 76 – 75‬سطمة الوصايا المتمثمة في التوجيو و الرقابة التي توضع لكؿ مؤسسة‬
‫محتوى أىداؼ القطاعات وذلؾ طبقا لممخطط الوطني‪ ،‬كما ليا ميمة اعداد وتحضير مخطط التنمية‪ ،‬و‬
‫أف تضع تحت تصرؼ المؤسسة الوسائؿ التي تسمح بتحقيؽ األىداؼ المخصصة ليا‪ ،‬كما تقوـ بتعييف‬
‫المديريف العاميف المساعديف و مديري المؤسسة ومديري الوحدات‪ ،‬كما تستمـ مف المؤسسة جميع التقارير‬
‫و الحسابات و الجداوؿ والمحاضر‪ ،‬كما يمكنيا في اي وقت أف تكمفؽ لجنة تحقيؽ مف أجؿ مراقبة‬
‫التطبيؽ الحسف لمتوجييات‪ ،‬وتعتبر ميمة الوصابا بيذا الشكؿ نوع مف الرقابة عمى أعماؿ وتصرفات‬
‫‪1‬‬
‫مختارية حشماوي ‪ ،‬تكويف اإلطارات المسيرة الجزائرية‪ ،‬رسالة الماجستير‪ ،‬عمـ االجتماع العمؿ و التنظيـ‪ ،‬وىراف‪ ،‬كمية‬
‫العموـ االجتماعية‪ ،‬جامعة وىراف‪ ،2012/2011 ،‬ص‪44 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫المؤسسة في مختمؼ المجاالت‪ ،1‬ويكوف الغرض مف ذلؾ ىو الدفاع عف المصمحة العامة‪ ،‬وكذلؾ التحكـ‬
‫في النزاعات الناشئة عف تعارض المصالح الجماعية داخؿ المؤسسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المؤسسة العامة في ظل االصلحات االقتصادية‪:‬‬
‫يقصد باالصالح‪ :‬الجيد المبذوؿ في سبيؿ تغيير أوضاع قائمة نحو األفضؿ بتحديد أىداؼ يراد‬
‫ادراكيا‪ ،‬انطالقا مف أرضية معيارية وخمفية معينة‪.2‬‬
‫إذ يمكف القوؿ أف االصالح االقتصادي ماىو إال عممية متكاممة ومجموعة مركبة مف السياسات و‬
‫االجراءات االقتصادية و االجتماعية التي تيدؼ إلى تغيير الوضع االقتصادي مف السياسات و‬
‫االجراءات االقتصادية و االجتماعية التي تيدؼ إلى تغيير الوضع االقتصادي مف حاؿ غير مرغوب فيو‬
‫إلى حؿ أفضؿ بقصد القضاء أو التخفيؼ عمى األقؿ مف حدة االختالالت االقتصادية مما يؤدي إلى‬
‫تحسيف معدالت اآلداء االقتصادي‪.3‬‬
‫إف المطمع عمى القانوف و المراسيـ الحديثة التي خصت فئة المؤسسات العمومية تجدىا تستعمؿ‬
‫مصطمح "مؤسسة" في تقسيماتيا‪ ،‬لذا تعتبر أف القانوف التوجييي ‪ 01 – 88‬ىو القانوف الوحيد الذي‬
‫اسعمؿ عبارة "ىيئة"‪ ،‬وجاء ذلؾ مف خالؿ الباب الثالث‪ ،‬فإنما تجد كممة "ىيئة" عوض "مؤسسة"‪.4‬‬
‫و الييئات المنصوص عمييا ىي‪:‬‬
‫‪ -‬الييئة العمومية ذات الطابع االداري‬
‫ الييئات العمومية ذات الطابع الصناعي التجاري‬‫‪ -‬الييئات العمومية ذات التسيير الخاص‬
‫في ضؿ االصالحات االقتصادية أصبح ىناؾ تمييز بيف القطاع االقتصادي و المرفؽ العاـ الذي‬
‫كاف محؿ تداخؿ وغموض في المرحمة االشتراكية وذلؾ مف خالؿ اجراء مقارنة بسيطة بيف المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية و الييئات العمومية‪.‬‬
‫و قبؿ أف تميز بينيما البد أف تقوـ بتعريؼ المؤسسة العمومية (الييئة العمومية) ثـ نعرؼ المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 1‬سميماف أحمية‪ ،‬مكانت الوصايا االدارية ودورىا في العالقات التعاقدية بيف المؤسسات االقتصادية عمى وضء النصوص‬
‫االسايسية السابقة و النصوص الخاصة‪ ،‬الستقاللية المؤسسات‪ ،‬مجمة الفكر القانوني‪ ،‬العدد ‪ 4‬نوفمبر ‪ ، 1987‬ص‪46 :‬‬
‫‪ 2‬راضية ناصري‪ ،‬تقييـ سياسة الخوصصة لممؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير فرع نقود ومالية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة بف يوسؼ بف خدة‪ ،2009 – 2008 ،‬ص‪03 :‬‬
‫‪ 3‬راضية ناصري ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪4 :‬‬
‫‪ 4‬يوسؼ مداح ‪ ،‬فئات المؤسسات العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬قانوف اداري‪ ،‬المسيمة‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوضياؼ‪ ،2016/2015 ،‬ص‪15 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫‪-1‬تعريف المؤسسة العمومية (الهيئة العمومية)‬
‫اليوجد في النصوص التشريعية الجزائرية تعريؼ لممؤسسة العمومية (الييئة العمومية) باستشناء ما‬
‫نصت عميع الفقرة ‪ 01‬مف المادة ‪ 04‬مف القانوف رقـ‪" :01-88:‬تتميز المؤسسة العمومية االقتصادية في‬
‫مفيوـ ىذا القانوف عف الييئات العمومية بصفتيا أشخاص معنوية خاضعة لمقانوف العاـ مكمفة بتسسير‬
‫الخدمات العمومية"‪.‬‬
‫باسقارائنا ليذه المادة نالحظ أف المشروع وضع معياريف يمكف تحديد المؤسسة العمومية (الييئة‬
‫العمومية) مف خالليا‪:‬‬
‫ معيار شكمي‪ :‬يتمثؿ في التمتع بالشخصية المعنوية العامة‪.‬‬‫‪ -‬معيار موضوعي‪ :‬يتمثؿ في تسيير الخدمات العمومية واستعماؿ المشرع لمصطمح الخدمات العمومية‬
‫كمقابؿ لمصطمح ‪ public Service‬بالمغة الفرنسية يعبر عف المرفؽ العاـ بمفيومو المادي أي النشاط‪.1‬‬
‫‪ 1-1‬المعيار الشكمي‪:‬‬
‫يتمثؿ في تمتع المنظمة أو الجياز بالشخصية المعنوية العامة‪ ،‬وبالتالي تثور مسألة‬
‫التمييز بيف‬
‫أشخاص القانوف العاـ وأشخاص القانوف الخاص‪ ،‬في الحقيقة ال يوجد في التشريع الجزائري نص عاـ‬
‫يبف ويعيف األشخاص المعنوية العامة فنص المادة ‪ 49‬مف القانوف المدني‪ " :‬األشخاص االعتبارية ىي‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البمدية‪.‬‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫ الشركات المدنية والتجارية‪.‬‬‫ الجمعيات والمؤسسات‪.‬‬‫‪ -‬الوقؼ‪.‬‬
‫كؿ مجموعة مف أشخاص أو أمواؿ يمنحيا القانوف شخصية قانونية " ‪.‬‬
‫يستشؼ مف ىذه المادة أف المشرع أورد األشخاص االعتبارية عمى سبيؿ التمثيؿ ال الحصر‪ ،‬ودوف‬
‫تمييز بيف أشخاص القانوف العاـ وأشخاص القانوف الخاص‪.‬‬
‫في‪:‬‬
‫إال أنو باستقرائنا لمنصوص القانونية المختمفة نستنتج‪ :‬أف األشخاص المعنوية العامة تتمثؿ أساسا‬
‫أ‪ /‬األشخاص المعنوية اإلقميمية المتمثمة في‪ :‬الدولة‪ ،‬الجماعات اإلقميمية (البمدية‪ ،‬الوالية)‬
‫‪ 1‬بوزيد غالبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ :‬ب‪،‬ر‪،‬ص‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫الفصل األول‬
‫ب‪ /‬األشخاص المعنوية المصمحية المتمثمة أساسا في المؤسسة العمومية اإلدارية وىو األمر الذي غالبا‬
‫ما تنص عميو النصوص األساسية لتمؾ المؤسسات‪.‬‬
‫أما بالنسبة لممؤسسات العمومية الصناعية والتجارية‪ ،‬فإنيا طبقا لممادة ‪ 02‬مف القانوف رقـ‪—88 :‬‬
‫‪ 01‬تعتبر شخصا معنويا عاما خاضعا لمقانوف العاـ‪ ،‬إال أنو بالرجوع إلى المادة ‪ 800‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية (تقابميا المادة ‪ 07‬مف قانوف اإلجراءات المدنية السابؽ) فإنيا ليست أشخاص‬
‫عمومية (أي إدارية) مف الناحية اإلجرائية لذا يرى األستاذ ‪ :‬بوسماح " أف ىذا ال يشكؿ عنصر غموض‬
‫بالنسبة إلييا فيو يبيف فقط أنيا شخص عمومي ربما شخص عمومي مف نوع خاص‪ ،‬شخص اعتباري لو‬
‫طابع مميز خاضع لمقانوف العاـ‪.1‬‬
‫إف التمتع بالشخصية المعنوية العامة لو أىمية كبيرة في تحديد نوعية وطبيعة النظاـ القانوني الذي ينظـ‬
‫ويحكـ الشخص المعنوي‪ ،‬فاألشخاص المعنوية العامة تخضع في تنظيميا ألحكاـ وقواعد القانوف العاـ‬
‫ويختص بقضاياىا ومنازعاتيا القضاء البات في المادة اإلدارية‪.‬‬
‫كما أف لمشخصية المعنوية العامة أىمية فعالة وناجعة في تحديد طبيعة وصفة األعماؿ والتصرفات‬
‫اإلدارية وتكييؼ وتحديد طبيعة أمواؿ وعماؿ الشخص المعنوي العاـ‪.2‬‬
‫‪ 2-1‬المعيار الموضوعي‪:‬‬
‫إف المعيار الشكمي وحده ال يكفي لتحديد المؤسسة العمومية (الييئة العمومية) نظ ار لوجود العديد مف‬
‫األشخاص المعنوية العامة اإلقميمية و المصمحية مف ىنا نصت المادة ‪ 04‬مف القانوف رقـ‪01—88 :‬‬
‫عمى أف اليدؼ والغاية التي تسعى إلى تحقيقيا المؤسسة العمومية (الييئة العمومية) ىي تسيير الخدمات‬
‫العمومية وكما قمنا سابقا فإف اصطالح الخدمة العمومية ىو تعبير عف المرفؽ العاـ بمفيومو المادي‪ ،‬أي‬
‫كؿ نشاط تباشره سمطة عامة بقصد الوفاء بحاجة ذات نفع عاـ‪.3‬‬
‫إذف نشاط المرفؽ العاـ يتميز عف النشاط الخاص بأنو يستيدؼ تحقيؽ المنفعة أو المصمحة العامة‬
‫‪ l'intérêt général‬وبالتالي فيو يتميز عف النشاط الخاص التي تحركو المصمحة الخاصة لتحقيؽ الربج‪.‬‬
‫إف فكرة المنفعة العامة تبرز في جميع التعاريؼ التي تتناوؿ المرفؽ العاـ وتعتبر ركنا وعنص ار أساسيا‬
‫مف أركانو‪.‬‬
‫وىذه الفكرة تثير التساؤؿ عمى أي أساس تعتبر المنفعة العامة مف العناصر المميزة لممرفؽ العاـ إذ‬
‫نجد أف المنفعة العامة تحكـ جميع النشاطات العمومية‪ ،‬سواء كانت ىذه األخيرة مرافؽ عمومية أـ ال‪ ،‬كما‬
‫‪ 1‬محمد أميف بوسماح‪ ،‬المرفؽ العاـ في الجزائر‪ ،‬ترجمة‪ :‬رحاؿ بف عمر‪ ،‬رحاؿ موالي ادريس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديواف المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،2005 ،‬ص‪137 :‬‬
‫‪ 2‬بوزيد غالبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ :‬ب‪،‬ر‪،‬ص‬
‫‪André DE LAUBADERE, op.cit, p 868‬‬
‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫أف المنفعة العمومية ليست حك ار عمى الدولة وجماعاتيا بؿ إف نشاطات األشخاص الخاصة ىي كذلؾ‬
‫ترمي إلى تحقيؽ المنفعة العامة مع تحقيؽ الربح‪.1‬‬
‫إف الشيء الذي يميز المرفؽ العاـ مف ىذا المنظور ىو أف تحقيؽ المصمحة العامة يعتبر اليدؼ‬
‫الوحيد مف إنشائو‪ ،‬وأف تدخؿ الحكاـ لمقياـ بيذا النشاط نظ ار ألىميتو وعدـ إمكانية تأديتو عمى الوجو‬
‫األكمؿ دوف تدخميـ‪.‬‬
‫وبالجمع بيف المعياريف الشكمي والموضوعي نستنتج أف المشرع اعتبر المؤسسة العمومية (الييئة‬
‫العمومية) أسموب لتسيير المرافؽ العامة وىو المفيوـ التقميدي الميبرالي لممؤسسة العمومية فيي عبارة عف‬
‫مرفؽ عاـ مشخص حسب تعبير ليوف دوجي ‪.L .DUGUIT‬‬
‫إذف فإلى جانب األشخاص العمومية التي تتمثؿ في الجماعات اإلقميمية البمدية والوالية في الجزائر‪،‬‬
‫المتاف تمنحاف األساس الذي ترتكز عميو الالمركزية اإلقميمية فإف المؤسسة العمومية كشخص عمومي‬
‫يقوـ بنشاط متخصص تعتبر األداة الالمركزية المر فقية "‪.‬‬
‫إف اعتبار المؤسسة العمومية (الييئة العمومية) أداة الالمركزية المرفقية يجعميا تدخؿ ضمف التعريؼ‬
‫الذي قدمناه لممؤسسة العمومية باعتبارىا منظمة عامة تنشئيا الدولة إلدارة نشاط متخصص باألسموب‬
‫الالمركزي‪.‬‬
‫‪ -2‬التعريف الواسع لممؤسسة العمومية اإلقتصادية‪:‬‬
‫يمكف حصر المفيوـ الواسع لممؤسسة العمومية اإلقتصادية ضمف إطاريف ‪ :‬إطار سمبي و إطار‬
‫ايجابي‪.‬‬
‫‪ 1-2‬اإلطار السمبي لتعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪:‬‬
‫لجأ المشرع في سبيؿ تحديد مفيوـ المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬إلى طريقة سمبية تتمثؿ في تمييزىا‬
‫عف المؤسسات والييئات المشابية األخرى والعاممة في القطاع سواء اإلداري منو أو االقتصادي حيث‬
‫تنص المادة ‪ 04‬مف القانوف رقـ‪ 01—88 :‬عمى ما يمي‪:‬‬
‫"تتميز المؤسسة العمومية اإلقتصادية في مفيوـ ىذا القانوف عف"‪:‬‬
‫ الييئات العمومية بصفتيا أشخاص معنوية خاضعة لمقانوف العاـ ومكمفة بتسيير الخدمات‬‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬الجمعيات والتعاونيات والتجمعات األخرى‪.‬‬
‫‪ 2-2‬اإلطار االيجابي الموسع لتعريف المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫يحتوي اإلطار االيجابي الموسع لتعريؼ المؤسسة العمومية عمى نظرتيف ىما‪:1‬‬
‫‪ 1‬سميماف الطماوي‪ ،‬مبادئ القانوف الداري‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،1979 ،‬ص‪24:‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫ نظرة المشرع‬‫‪ -‬نظرة الفقياء‬
‫‪ 1-2-1‬النظرة الموسعة لممشرع إلى المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫ورد التعريؼ التشريعي الموسع لممؤسسة العمومية اإلقتصادية في نص المادة ‪ 03‬مف القانوف رقـ‪:‬‬
‫‪ 01—88‬والتي تنص "تشكؿ المؤسسة الوسيمة المفضمة إلنتاج المواد والخدمات وتراكـ رأسماؿ وتعمؿ‬
‫ىذه المؤسسة في خدمة األمة والتنمية وفؽ الدور والمياـ المنوطة بيا‪ ،‬وتتمتع بالشخصية المعنوية التي‬
‫تسري عمييا قواعد القانوف التجاري إال إذا نص صراحة عمى أحكاـ قانونية خاصة"‪.‬‬
‫ما يالحظ عمى ىذا النص أف المشرع اعتمد في تعريؼ المؤسسة عمى المزاوجة بيف معياريف‪.‬‬
‫ معيار موضوعي‪ :‬يتمثؿ في الوظيفة والغرض األساسي المستيدؼ مف وراء انشاء المؤسسة وىو‬‫المشاركة في عممية التنمية‪ ،‬وبالتالي يمكف القوؿ أف تحديد المؤسسة بموجب بياف غرضيا إنما‬
‫ىو تعييف وابراز الطبيعة االقتصادية لنشاطيا المتمثؿ في إنتاج المواد أو تقديـ الخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬معيار شكمي‪ :‬يتمثؿ في مدى تمتع المؤسسة بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫باعتبارىا األساس القانوني الستقاللية المؤسسة وذلؾ خالفا لمتجمعات اإلقتصادية األخرى‪.2‬‬
‫‪ 2-2-1‬النظرة الموسعة لمفقه إلى المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫اختمفت اآلراء الفقيية في تعريؼ المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬حيث يعرفيا األستاذ‪ :‬محمد الصغير‬
‫بعمي أنيا " مشروع أو تنظيـ يتمتع بالشخصية المعنوية ويتولى القياـ بنشاط اقتصادي صناعي أو تجاري‬
‫مستعمال في ذلؾ وسائؿ القانوف التجاري‪.3‬‬
‫يؤخذ عمى ىذا التعريؼ استعماؿ الكاتب لمصطمح المشروع‪ ،‬ىذا المصطمح الذي ينطبؽ أيضا عمى‬
‫المرافؽ العامة‪ ،‬وأيضا حصره النشاط االقتصادي لممؤسسة في المجاليف التجاري أو الصناعي وىو حصر‬
‫يتجاىؿ قطاع الخدمات كما قيد المؤسسة العمومية اإلقتصادية مف حيث القانوف الواجب التطبيؽ بالقانوف‬
‫التجاري‪ ،‬في حيف أف صمب نص المادة ‪ 02‬مف القانوف رقـ‪ 01—88 :‬تقضي بإمكانية خضوع المؤسسة‬
‫ألحكاـ قانونية خاصة‪.4‬‬
‫بينما يعرفيا األستاذ‪ :‬محمد بوسماح " المؤسسة العمومية اإلقتصادية ذات مفيوـ شمولي أو عاـ‬
‫يغطي كؿ أشكاؿ المؤسسات العمومية الموجودة في الجزائر التي منيا المؤسسات التي تممؾ الدولة كؿ‬
‫‪ 1‬عجة الجيالي‪ ،‬قانوف المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر و التوزيع‪ ،2006 ،‬ص‪39 :‬‬
‫‪ 2‬بوزيد غالبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ :‬ب‪،‬ر‪،‬ص‬
‫‪ 3‬بوزيد غالبي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪ :‬ب‪،‬ر‪،‬ص‬
‫‪ 4‬عجة الجياللي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.185:‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫رأسماليا‪ ،‬الييئات العمومية ذات الطابع الصناعي أو التجاري‪ .‬وأخي ار المؤسسات المنظمة في شكؿ‬
‫شركات تجارية مساىمة أو ذات مسؤولية محدودة‪.1‬‬
‫إف مثؿ ىذا المفيوـ الواسع لممؤسسة الذي طرحو األستاذ‪ :‬بوسماح يختمؼ في بعض أجزائو عف إرادة‬
‫المشرع فحسب القانوف التوجييي رقـ‪ 01—88 :‬فإف المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‬
‫ليا نظاميا الخاص المتميز عف المؤسسة العمومية اإلقتصادية‪ ،‬خصوصا إذا أدركنا أف المؤسسة‬
‫العمومية الصناعية والتجارية أسموب مف أساليب إدارة المرفؽ العاـ‪ ،‬وىي بذلؾ تختمؼ عف المؤسسة‬
‫العمومية اإلقتصادية‪ ،‬فإذا كاف ىدؼ ىذه األخيرة ىو تحقيؽ التراكـ المالي الذي يعني تحقيؽ األرباح‪،‬‬
‫فإف ىدؼ المؤسسة العمومية الصناعية و التجارية يتأرجح بيف الجانبيف‪ :‬االجتماعي المتمثؿ في تقديـ‬
‫الخدمة واالقتصادي المتمثؿ في تحقيؽ التوازف المالي‪.2‬‬
‫‪-3‬المفهوم الضيق لممؤسسة العمومية اإلقتصادية‬
‫تنص المادة ‪ 05‬مف القانوف رقـ‪ " :01—88 :‬المؤسسات العمومية اإلقتصادية ىي شركات مساىمة‬
‫أو شركات محدودة المسؤولية تممؾ الدولة و‪/‬أو الجماعات المحمية فييا مباشرة أو بصفة غير مباشرة‬
‫جميع األسيـ ‪/‬أو الحصص"‪.‬‬
‫وبالتالي يمكننا تعريؼ المؤسسة العمومية اإلقتصادية حسب المفيوـ الضيؽ "عمى أنيا شركة تجارية‬
‫تتخذ شكؿ شركات المساىمة أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة "‪.‬‬
‫وقد أكد فيما بعد ىذا الطابع التجاري لممؤسسات العمومية اإلقتصادية األمر رقـ ‪ 20-95‬المؤرخ في‪:‬‬
‫‪ 25‬سبتمبر ‪ 1995‬المتعمؽ بتسيير رؤوس األمواؿ التجارية التابعة لمدولة‪.‬‬
‫حيث جاء في المادة ‪ 23‬منو " تعتبر المؤسسات العمومية اإلقتصادية التي تراقبيا الشركات القابضة‬
‫العمومية أو التي تممؾ فييا مساىمات شركات تجارية تخضع لمقانوف العاـ‪.3‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 25‬فقرة ‪ 01‬مف نفس األمر"يخضع إنشاء المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتنظيميا‬
‫وسيرىا لألشكاؿ الخاصة بشركات رؤوس األمواؿ المنصوص عمييا في القانوف التجاري"‪.‬‬
‫وقد أكد كذلؾ ىذا الطابع التجاري لممؤسسات العمومية اإلقتصادية األمر رقـ‪ 04-01 :‬المؤرخ في‪:‬‬
‫‪ 20‬أوت ‪ 2001‬المتعمؽ بتنظيـ المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرىا وخوصصتيا الذي ألغى األمر‬
‫رقـ‪.95-25 :‬‬
‫‪Mohammed BOUSSOUMAH, la nation d’entreprise publique en droit algérien, op.cit, p52‬‬
‫‪ 2‬عجة الجياللي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.188:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫العبارة المقابمة لمقانوف العاـ بالمغة الفرنسية ‪ droit commun :‬المقصود بيا حسب رأينا القواعد العامة في القانوف‬
‫الخاص‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫فنصت المادة ‪ 02‬منو " المؤسسات العمومية اإلقتصادية ىي شركات تجارية تحوز فييا الدولة أو أي‬
‫شخص معنوي آخر خاضع لمقانوف العاـ أغمبية رأس الماؿ االجتماعي مباشرة أو غير مباشرة وىي‬
‫تخضع لمقانوف العاـ‪.‬‬
‫ومف خالؿ ماسبؽ‪،‬يمكف التمييز بيف المؤسسة العمومية االقتصادية و الييئات العمومية في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ت نشأة المؤسسة العمومية االقتصادية بعقد توثيقي طبقا لما جاء في المادة ‪ 05‬مف األمر ‪– 01‬‬
‫‪ 04‬بينما تنشأ الييئات العمومية بمرسوـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المؤسسة العمومية االقتصادية تمتاز بخصائص مختمفة (المتاجرة‪ ،‬العمومية) فإنيا تخضع ألحكاـ‬
‫ومبادئ مستمدة مف القانوف التجاري كتاجر وكشخص عاـ تستمد بعض األحكاـ و المبادئ مف‬
‫القانوف العاـ حسب المادة ‪ 02‬مف األمر ‪ 04- 01‬ومنو فيي تخضع تارة ألحكاـ القانوف‬
‫التجاري وتارة أخرى ألحكاـ القانوف العاـ بينما الييئات العمومية لمقانوف المختمط‪.‬‬
‫‪ -3‬المؤسة العمومية االقتصادية ال تسير مرفؽ عاـ بينما الييئة العمومية تسير مرفؽ عاـ‪.‬‬
‫ومف خالؿ التميز البسيط بيف المؤسسة العمومية االقتصادية و الييئة العمومية يمكننا استخالص أف‬
‫مصطمح مؤسسة يطمؽ فقط عمى المؤسسة العمومية االقتصادية وباقي التصنيفات ىي عبارة عف ىيئات‬
‫عمومية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف المؤسسة العامة‬
‫لقد تعددت تعاريؼ المؤسسة العامة سواء مف الناحية القانونية أو مف الناحية الفقيية رغـ الغموض‬
‫الذي كاف ينتابيا ألنو يستخدـ في أطر مختمفة وذلؾ يبدو أف ىذا المصطمح يحتوي عمى كثير مف‬
‫المرونة وتؤثر عمييا الضروؼ البيئية والمفاىيـ المحمية‪.‬‬
‫ورغـ ذلؾ سنقوـ بتعريؼ المؤسسة العامة تعريفا قانونيا (الفرع االوؿ) ثـ نستعرض مختمؼ المفاىيـ‬
‫الفقيية ليا (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي‪:‬‬
‫يقصد بالمؤسسة لغة‪ :‬جمعية أو معيد أو شركة أسست لغاية عممية أو خيرية أو اقتصادية‪.‬‬
‫يقاؿ مؤسسة عممية‪ ،‬مؤسسة صناعية‪.1‬‬
‫وعـ القوـ بالعطية‬
‫عـ المطر االرض‪ ،‬أي شمميا‪َ ،‬‬
‫عـ‪ ،‬عموما‪ ،‬يقاؿ‪َ :‬‬
‫أما كممة عمومية فيي مف فعؿ َ‬
‫أي شمميـ‪.‬‬
‫خصص‪.‬‬
‫وعمـ ضد َ‬
‫َ‬
‫والعاـ خالؼ الخاص‪.‬‬
‫‪ 1‬المنجد في المغة العربية‪ ،‬الطبعة الحادية و الثالثوف‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المشرؽ‪ ،1991 ،‬ص‪10 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫يقاؿ" جاء القوـ عامة"‪ ،‬أي جميعا‪.‬‬
‫والعمـ – الكثرة – االجتماع‪ ،‬اسـ جمع لمعامة‪.‬‬
‫وىي خالؼ الخاصة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف القانوني‪:‬‬
‫نصت المادة‪ 153 :‬مف القانوف البمدي عمى ما يمي‪ ":‬يمكف لمبمدية أف تنشىء مؤسسات عمومية‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية و الذمة المالية المستقمة مف أجؿ تسيير مصالحيا‪.2‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 146‬مف قانوف الوالية عمى مايمي‪ ":‬يمكف المجمس الوالئي أف ينشئ مؤسسات‬
‫عمومية والئية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالؿ المالي قصد تسيير المصالح العمومية‪"3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المحاوالت الفقهية لتعريف المؤسسة العامة‬
‫يعرؼ الدكتور محمد الصغير يعمي المؤسسة العامة بأنيا‪" :‬مرفؽ عاـ مشخص قانونيا‪"4‬‬
‫كما يعرؼ الدكتور ناصر لباد المؤسسة العامة بأنيا‪" :‬شخص معنوي‪ ،‬اليدؼ مف إنشائيا ىو‬
‫التسسير المستقؿ لمرافؽ عمومية تابعة لمدولة‪ ،‬و المجموعات المحمية‪"5‬‬
‫ويعرؼ الدكتور خالد خميؿ الطاىر المؤسسة العمومية بانيا '' اشخاص عامة تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية‪ ،‬تنشؤىا الدولة إلدارة مرؽ عاـ‪ ،‬ويمنحيا القانوف قد ار كبي ار مف االستقالؿ المالي و االداري‪ ،‬وىي‬
‫صورة مف صور الالمركزية المرفقية"‪.6‬‬
‫وقد عرؼ األستاذ عوابدي عمار المؤسسة العامة بأنيا‪":‬منظمة إدارية عامة تتمتع بالشخصية القانونية‬
‫ومعنوية عامة‪ ،‬و االستقالؿ المالي و االداري‪ ،‬وتربط بالسمطات االدارية المركزية المتخصصة بعالقات‬
‫التبعية و الخضوع لمرقابة اإلدارية و الوصائية‪ ،‬وىي تدار وتسير بأسموب اإلداري الالمركزي‪ ،‬لتحديد‬
‫أىداؼ محددة في نظاميا القانوني‪."7‬‬
‫كما يعرؼ الدكتور عبود صموئيؿ المؤسسة العمومية االقتصادية بأنيا "الوحدة االنتاجية التي تقوـ‬
‫عمى أساس العمؿ الجماعي لمعامميف فييا و المزوديف بالموجودات المادية (االصوؿ المادية) و‬
‫الموجودات المالية و التي تعود ممكيتيا لمشعبوالمؤسسة تكوف الوحدة االساسية في االقتصاد الوطني‬
‫‪1‬‬
‫المنجد في المغة العربية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪528 :‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 153‬مف القانوف البمدي‪ ،‬ص‪140 :‬‬
‫‪ 3‬أنضر المادة ‪ 146‬مف القنوف الوالئي‪ ،‬ص‪46 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫محمد الصغير بعمي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬عنابة‪ ،‬دار العموـ لمنشر و التوزيع ‪ ،2013 ،‬ص‪271 :‬‬
‫ناصر لباد المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪213 :‬‬
‫‪ 6‬كماؿ بغداد ‪ ،‬النظاـ القانوني لممؤسسة العامة المينية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير في الحقوؽ‪ ،‬قانوف المؤسسات‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬بف يوسؼ بف خدة‪ ،2012-2011 ،‬ص‪20:‬‬
‫‪ 7‬عمار عوابدي‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬الطبعة ‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،2005 ،‬ص‪305 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫وتعمؿ عمى إنجاز الميمة المخصصة ليا وفؽ خطتيا المنبثقة عمى خطة الدولة العامة و التي تيدفر إلى‬
‫مزاولة االنتاج واعادة االنتاج الموسع‪ ،‬كما تقوـ بدور المنتج السمعي االشتراكي الذي يقوـ بتزويد‬
‫المواطنيف باحتياجاتيـ‪ ،‬ويتـ إقامتيا مف قبؿ الدولة‪ ،‬إال أنيا تتمتع بإستقالليا مف الناحية القانونية و‬
‫اإلقتصادية"‪.1‬‬
‫ومف بيف التعريفات التقميدية التي يكاد يتفؽ عمييا جؿ فقو القانوف االداري لتحديد معنى المؤسسة‬
‫العامة ىي‪":‬عبارة عف مرفؽ عاـ يدار عف طريؽ منظمة عامة تتمتع بالشخصية المعنوية مع خضوعيا‬
‫لمرقابة االدارية الوصائية وتتخصص في أعماؿ معينة طبقا لقاعدة التخصص الوظيفي"‪.2‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المؤسسة العامة‪:‬‬
‫إف أىـ خصائص المؤسسة العامة يمكف حصرىا في‪ :‬الشخصية المعنوية (الفرع األوؿ)‪،‬االستقاللية‬
‫االدارية و المالية (الفرع الثاني)‪ ،‬الخضوع لنظاـ الوصاية الفرع الثالث)‪ ،‬التخصص (الفرع الرابع)‬
‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية‪:‬‬
‫يعتبر أسموب المؤسسة العامة وسيمة مف وسائؿ ادارة المرفؽ العاـ و أكثرىا شيوعا وانتشا ار وتتميز‬
‫عف األسموب األوؿ أف المؤسسة العمومية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالؿ المالي وتعتبر ق ارراتيا‬
‫ق اررات ادارية وعماليا موظفوف عموميوف ال أجراء وأمواليا أمواؿ عامة‪ ،‬وقت أطمؽ الفقو عمييا‬
‫بالالمركزية المرفقية كمقابؿ الالمركزية االقميمية‪.3‬‬
‫ويترتب عمى استقاللية المؤسسة عف الدولة ما يمي‪:4‬‬
‫ أف تكوف ليا ذمة مالية مستقمة عف الدولة‬‫‪ -‬أف يكوف ليا حؽ قبوؿ اليبات و الوصايا‬
‫ أف يكوف ليا حؽ التعاقد دوف الحصوؿ عمى رخصة‬‫‪ -‬أف يكوف ليا حؽ التقاضي‬
‫‪ -‬أف تتحمؿ نتائج أعماليا وتسأؿ عف األفعاؿ الضارة التي تمحؽ بالغير‬
‫‪1‬‬
‫صموئيؿ عبدود‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الديواف الوطني لممطبوعات الجامعي‪ ، 1988 ،‬ص‪59 :‬‬
‫‪ 2‬كماؿ بغداد ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪17:‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز قي القانوف االداري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جسور لمنشر و التوزيع‪ ،2018 ،‬ص‪471:‬‬
‫‪ 4‬عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪471 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االستقلل المالي و االداري‪:‬‬
‫تتمتع المؤسسة العامة باستقالؿ مالي واداري عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪-1‬االستقلل المالي‪( :‬الذمة المالية ‪ :)patrimoine‬تتمتع المؤسسة العامة بذمة مالية‬
‫مستقمة عف الذمة الماليية لمجية أوؿ الشخص الذي أنشأىا‪ ،‬حيث تكوف تمؾ الذمة وعاء لحقوقيا‬
‫والتزاماتيا الخاصة بيا و المترتبة عمى نشاطيا‪.1‬‬
‫مثل‪ :‬المؤسسة العامة التي تنشئيا البمدية تتمتع بذمة مالية مستقمة عف ذمة البمديية بحيث تكوف ضمانا‬
‫لدائنييا وتعد وسيمة بمياـ وتسيير شؤونيا‪.‬‬
‫‪-2‬االستقلل االداري (األجهزة)‪ :‬حتى تعمؿ بصورة منتظمة ومستمرة‪ ،‬تقوـ المؤسسة العامة‬
‫عمى أجيزة وتنضيمات وىيئات خاصة بو "‪ "organes‬سواء لممداولة أو لمتنفيذ‪.2‬‬
‫مثل‪ :‬ا لجامعة فيي تمتمؾ أجيزة وىيئات إدارية تستقؿ بيا عف و ازرة التعميـ العالي‪ :‬مجمس التوجيو‪،‬‬
‫المجمس العممي لمجامعة‪ ،‬رئيس الجامعة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الخضوع لنظام الوصاية‪:‬‬
‫إذا كانت المؤسسة العامة تشكؿ صورة مف الالمركزية في جانبيا المرفقي فإف ذلؾ ال يعني قطع كؿ‬
‫عالقة بينيا وبيف سمطة الوصايا بؿ تظؿ المؤسسة خاضعة لنظاـ الوصايا‪ ،‬فمف حؽ االدارة العامة‬
‫المركزية أف تراقب نشاطيا بيدؼ التأكد مف عدـ خروجيا عف المجاؿ المحدد ليا‪.‬‬
‫وىذا أمر تفرضو مقتضيات المصمحة العامة إذ القوؿ بخالؼ ذلؾ يعني ببساطة اطالؽ يد المرفؽ‬
‫لمقياـ بكؿ االعماؿ وىو ما يؤدي في النياية الى إساءة استعماؿ الحرية‪.3‬‬
‫ونظ ار ألىمية أسموب المؤسسة العامة فقد لقيت اىتماـ رجاؿ الفقو في كؿ الدوؿ‪ ،‬فيذا المؤتمر العربي‬
‫الثاني لمعموـ االدارية الذي عقد في الرباط في الفطرة بيف ‪ 21‬جانفي إلى ‪ 04‬فبراير ‪ 1960‬اعترؼ‬
‫بالفوائد المترتبة عمى إنشاء المؤسسات العامة و التخفيؼ مف األعباء عف االدارة المركزية خاصة وأف‬
‫نشاط الدولة في إزدياد وتطور واتفؽ المؤتمروف أف استقالؿ المؤسسة ىو األصؿ و الوصاية ىي‬
‫االستثناء كما اتفقوا عمى ضرورة مراعات طبييعة نشاط المؤسسة عند صياغة نشاطيا القانوني‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التخصص‪.‬‬
‫معنى ذلؾ اف المؤسسة العمومية أنشأت مف أجؿ إدارة و تسيير مرفؽ عاـ معيف بالذات فميس ليا أف‬
‫تخرج عميو فيي مقيدة بعدـ الخروج عف الغرض الذي انشات مف أجمو‪.1‬‬
‫‪ 1‬محمد الصغير بعلي المرجع السابق‪ ،‬ص‪272 :‬‬
‫‪ 2‬محمد الصغير بعلي المرجع نفسه‪ ،‬ص‪272 :‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.272:‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫فعمييا االحتراـ الصارـ لمجاؿ تدخميا فال يمكنيا تجاوز مجاؿ نشاطيا واستعماؿ ذمتيا لمياـ اخرى‬
‫وفي البدء كاف ينظر الى مبدأ التخصص بطريقة صارمة لكنو بمرور الوقت أخذ نوعا مف المرونة و‬
‫المؤسسة العمومية ماىي إال شخص معنوي عاـ متخصص مرتبط بشخص معنوي عاـ اي الدولة او‬
‫الجماعات المحمية‪.2‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أنواع المؤسسات العامة‬
‫إف الدارس لمتشريع الجزائري خاصة ابتداء مف ‪ 1988‬ثـ اصالحو وىيكمة ‪ 1999‬يالحظ مدى‬
‫التظور الكبير الذي عرؼ أسموب المؤسسات والتصنيفات التي طرأت عمييا و التي يمكف ارجاعيا إلى‬
‫أربعة اصناؼ أساسية ىي كمايمي‪:‬‬
‫‪ -‬المؤسسة العامة االدارية (ذات الطابع االداري)‬
‫‪ -‬المؤسسة العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري‬
‫ المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و التكنموجي‬‫‪ -‬المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي‪ ،‬الثقافي و الميني‬
‫وىو التقسيـ المكرس بموجب المادة ‪ 02‬مف األمر ‪ 03 – 06‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2006‬المتعمؽ‬
‫بالقانوف االساسي لموظيفة العمومية‪ ،‬ومكرس ايضا في المادة ‪ 02‬مف المرسوـ الرئاسي ‪250 – 02‬‬
‫المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمومية الممغى‪ ،‬وثابت أيضا في المرسوـ الرئاسي ‪ 236 – 10‬المتضمف‬
‫تنظيـ الصفقات المعدؿ و المتمـ مف خالؿ نص المادة ‪ 02‬منو‪.‬‬
‫يتضح مما سبؽ ذكره‪ ،‬اف المؤسسات العامة تنقسـ الى اربعة أقساـ وىي‪ :‬المؤسسة العامة اإلدارية‬
‫ذات الطابع اإلداري‪( ,‬الفرع االوؿ) والمؤسسة العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري (الفرع الثاني) او‬
‫المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و التكنولوجي (الفرع الثالث) و المؤسسة العمومية ذات الطابع‬
‫الثقافي و الميني (الفرع الرابع)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المؤسسة العامة اإلدارية (ذات الطابع اإلداري)‬
‫إف المؤسسات العامة اإلدارية ىي عبارة عف مرافؽ عامة إدارية او منظمات إدارية ذات النشاط‬
‫االداري مزودة بالشخصية المعنوية حيث ترتبط بالسمطات اإلدارية المركزية الوصية بعالقة الوصاية‬
‫اإلدارية و تتخصص في أىداؼ إدارية بطبيعتيا تتمثؿ عادة في إدارة وتسيير مرفؽ عاـ و تقديـ الخدمات‬
‫‪ 1‬حسان تواتي و آخرون‪ ،‬االطار القانوني لميزانية المؤسسة العمومية ذات الطابع االداري الخاضعة لألحكام االساسية‬
‫المشتركة‪ .‬مذكرة ماستر في القانون‪ ،‬ادارة ومالية‪ ،‬البويرة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة آكلي محند والحاج‬
‫البويرة‪ ،2102 ، ،‬ص‪.02:‬‬
‫‪ 2‬حسان تواتي وآخرون‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.02:‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫العامة الالزمة الشباع الحاجات العامة‪ 1‬ويمكف اعتبار ىذه ىذه المؤسسات إحدى صور المرافؽ العامة‬
‫التقميدية وىذا النوع مف المؤسسات يتميز بعنصريف‪:2‬‬
‫أ‪ -‬طبيعة النشاط‪ :‬المؤسسة العامة االدارية تقوـ عمى نشاط ذو طبيعة ادارية و خدماتية مجانية او‬
‫شبو مجانية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوسائل المستخدمة‪ :‬تتمثؿ الوسائؿ في استخداميا إلمتيازات السمطة‪ ،‬او إمتيازات القانوف العاـ‬
‫مثؿ إصدار أوامر وق اررات ممزمة لألفراد دوف رضاىـ قد تمنحيـ حقا وكثي ار ما تضع عمييـ‬
‫واجبات و تكاليؼ‪.‬‬
‫‪ ‬وتخضع المؤسسات العامة ذات الصبغة االدارية – مبدئيا‪ -‬إلى قواعد القانوف االداري‪ ،‬سواء مف‬
‫حيث‪:‬‬
‫ العامموف بيا‪ :‬اذ ىـ موضفوف عموميوف يخضعوف لقانوف الوظيؼ العمومي‪ ،‬باستثناء المتعاقديف‬‫معيا‪،‬‬
‫ أو تصرفالتيا‪ :‬حيث تخضع لمنظاـ القانوني لمق اررات االدارية‪ ،‬وكذا نظاـ العقود االدارية‬‫(الصفقات العمومية)‪،‬‬
‫ أو أمواليا‪ :‬حيث تعتبر مف األمواؿ العامة التي تحضى بحماية مدنية وجنائية متميزة‪،‬‬‫ أو منازعاتيا‪ :‬القاعدة العامة أف منازعات المؤسسات العامة االدارية ىي مف قبيؿ المنازعات‬‫االدارية‪ ،‬التي يختص القضاء االداري (المحاكـ االدارية) بالفصؿ فييا‪ ،‬طبقا لممادة ‪ 801‬مف‬
‫ؽ‪،‬إ‪،‬ـ‪،‬إ‪.3‬‬
‫ومف أمثمة ىذا النوع مف المؤسسسات‪:‬‬
‫ الوكالة الوطنية لحماية البيئة المنشأة بموجب المرسوـ رقـ ‪ 457 – 83‬المؤرخ في ‪ 23‬جويمية‬‫‪1983‬‬
‫ المدرسة الوطنية لحماية البيئة المنشأة بموجب المرسوـ رقـ ‪ 457 – 83‬المؤرخ في ‪ 23‬جويمية‬‫‪1983‬‬
‫وقد تتخذ ىذه المؤسسات طابع المؤسسة العمومية الوطنية أو المحمية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري‪:‬‬
‫تعتبر المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري أكثر األشكاؿ شيوعا لتدخؿ الدولة في‬
‫الميداف االقتصادي‪ ،‬وىو شكؿ ورثتو الجزائر عف النظاـ االستعماري‪.‬‬
‫‪ 1‬كمال بغداد ‪ ،‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.5:‬‬
‫‪ 2‬كمال بغداد ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 3‬محمد الصغير بعلي المرجع السابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫عرفتيا المادة ‪ 44‬مف القانوف رقـ‪ 01-88 :‬بأنيا‪:‬‬
‫"الييئة العمومية التي تتمكف مف تحويؿ اعبائيا االستغاللية جزئيا أو كميا عف طريؽ عائد بيع انتاج‬
‫تجاري ينجز طبقا لتعريفة معدة مسبقا ولدفتر الشروط العامة الذي يحدد األعباء و التقيدات وكذا عدد‬
‫االقتضاء‪ ،‬حقوؽ وواجبات المستعمميف"‬
‫وسمتيا الييئة العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري ‪ Epic‬إذف فالمؤسسة العمومية ذات الطابع‬
‫الصناعي و التجاري تتميز بثالث عناصر‪ :‬انتاج تجاري‪ ،‬تسعير مسبؽ‪ ،‬وجود دفتر البنود العامة‪.1‬‬
‫وتتمثؿ ىذه المؤسسات العمومية الصناعية و التجارية فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬الغرؼ الفالحية المنشأة بالمرسوـ التنفيذي رقـ‪ 38-91 :‬المؤرخ في‪ 16 :‬فبراير‪.21991‬‬
‫ الغرؼ التجارية و الصناعية المنشأة بالمرسوـ التنفيذي رقـ‪ 93-96 :‬المؤرخ في‪ 03 :‬مارس‬‫‪.31996‬‬
‫ غرؼ الصناعة التقميدية و الحرؼ المنشأة بالمرسوـ التنفيذي رقـ‪ 100-97 :‬المؤرخ في‪19 :‬‬‫مارس ‪.41997‬‬
‫ الغرفة الوطنية لمصيد البحري وتربية المائيات المنشأة بالمرسوـ التنفيذي رقـ‪ 304-02 :‬المؤرخ‬‫في‪ 28 :‬سبتمبر ‪.52002‬‬
‫‪ ‬تخضع المؤسسات العامة الصناعية التجارية – مبدئيا – إلى قواعد القانوف الخاص (التجاري)‬
‫سواء مف حيث‪:‬‬
‫ العامموف بيا‪ :‬ىـ عماؿ يخضعوف لقانوف العمؿ‪ ،‬باستثناء بعض اطاراتيا المسيرة حسب قانونيا‬‫اآلساسي‪،‬‬
‫ أو تصرفاتيا‪ :‬حيث تخضع مف حيث الوصاية إلى قواعد القانوف االداري‪ ،‬أما في عالقاتيا مع‬‫الغير (المتعامميف معيا‪ :‬المنتفعيف و المورديف)‪ ،‬فإنيا تخضع لمقانوف التجاري‪ :‬عقود تجارية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫محمد أميف بوسماح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪54:‬‬
‫‪ 2‬المرسوـ التنفيذي رقـ‪ 38-91 :‬المؤرخ في ‪ 16‬فبراير ‪ ،1991‬المتعمؽ بالغرؼ الفالحية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪،08:‬‬
‫الصادرة بتاريخ‪ 20 :‬فبراير ‪ ،1991‬ص‪268 :‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ‪ 93-96 :‬المؤرخ في ‪ 03‬مارس ‪ ،1996‬المتعمؽ بالغرؼ التجارية و الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،16:‬الصادرة بتاريخ‪ 06 :‬مارس ‪ ،1996‬ص‪10 :‬‬
‫‪ 4‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 100-97‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ ،1997‬المتعمؽ بغرؼ الصناعة التقميدية و الحرؼ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،18:‬الصادرة بتاريخ‪ 30 :‬مارس ‪ ،1997‬ص‪17 :‬‬
‫‪ 5‬المرسوـ التنفيذي رقـ‪ 304-02 :‬المؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر ‪ ،2002‬المتعمؽ بالغرؼ الوطنية لمصيد البحري وتربية‬
‫المائيات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،64:‬الصادرة بتاريخ ‪ 29 :‬سبتمبر ‪ ،2002‬ص‪18 :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫ أمواليا‪ :‬ليست مف األمواؿ العامة بالمعنى الضيؽ لذلؾ‪ ،‬إذ أنيا ال تحضى بحماية مدنية وجنائية‬‫متميزة‪ ،‬شأنيا شأف األمواؿ الخاصة‪،‬‬
‫‪ -‬منازعاتيا‪ :‬عادية وليست ادارية‪ ،‬اذ يختص القضاء العادي في الفصؿ فييا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و التكنموجي‪:‬‬
‫نتيجة لمتطورات السياسية و االقتصادية واالجتماعية لجأ المشرع إلى التوسع في مفيوـ المؤسسة‬
‫العمومية تبعا لطبيعة النشاط الذي تقوـ بو‪ ،‬فضيرت المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي والتكنموجي‬
‫بموجب القانوف رقـ‪ 11-98 :‬المؤرخ في‪ 22 :‬أوت ‪ 1998‬المتضمف القانوف التوجييي و البرنامج‬
‫الخماسي حوؿ البحث العممي والتكنموجي ‪.12002-1998‬‬
‫ومف خالؿ نص المادة‪ 17 :‬مف القانوف رقـ‪ 11-98 :‬يمكف تعريؼ المؤسسة العمومية ذات الطابع‬
‫العممي و التكنموجي بأنيا‪" :‬مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالؿ المالي تنشأ لتحقيؽ‬
‫نشاطات البحث العممي والتكنموجي مف خالؿ تنفيذ برامج البحث العممي و التقرير التكنموجي في المياديف‬
‫المحددة في النص المتضمف إنشائيا"‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و الثقافي والمهني‪:‬‬
‫وىي مؤسسة حديثة العيد في الجزائر مف حيث التصنيؼ وقد ورد تعريفيا في المادة‪ 32 :‬مف القانوف‬
‫‪ 05-99‬المؤرخ في‪ 4 :‬أفريؿ ‪ 1989‬المتضمف القانوف التوجييي لمتعميـ العالي بالصيغة التالية‪:‬‬
‫"المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و الثاقفي و الميني ىي مؤسسة وطنية لمتعميـ تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية و االستقالؿ المالي‪ ،‬وبينت المادة‪ 38:‬مف القانوف المذكور أشكاليا‪ :‬الجامعة‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي‪،‬المدارس و المعاىد"‪.‬‬
‫يبدو أف المشرع الجزائري تدارؾ الوضع في القانوف التوجييي‪ 05-99 :‬واعتبر أف الجامعة مؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع عممي وثقافي وميني‪ ،‬تعتبر ىيئة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالؿ‬
‫المالي‪ ،‬يمكف أف تتحصؿ عمى وضعيات مييمنة تضمف تمويميا عف طريؽ اعتمادات التسيير و التجييز‬
‫الموضوعة تحت تصرفيا مف قبؿ الدولة باالضافة إلى االيرادات الناتجة عف الييئات و الوصايا‬
‫واشتراكات المستعمميف في تمويؿ التكويف المتواصؿ‪ ،‬عائدات المنتجات‪ ،‬االشتراكات وحقوؽ التسجيؿ‪ ،‬كـ‬
‫اتخضع لمحاسبة عمومية‪.2‬‬
‫‪ 1‬القانوف رقـ ‪ 11 – 98 :‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ،1998‬المتضمف القانوف التوجييي و البرنامج الخماسي حوؿ البحث‬
‫العممي و التكنموجي‪،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،62:‬الصادرة بتاريخ‪ 24 :‬أوت ‪ ،1998‬ص‪03 :‬‬
‫‪2‬‬
‫رشيد بوبكر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪ :‬مف ‪ 17‬إلى ‪18‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫وصدر بتاريخ ‪ 24‬نوفمبر ‪ 2011‬مرسوما تنفيذيا تحت رقـ ‪ 297-11‬يتعمؽ بالقواعد الخاصة بسير‬
‫المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و الثقافي و الميني‪ ،‬وأكدت المادة ‪ 03‬منو عمى إجراءات المراقبة‬
‫المالية البعدية لممؤسسة‪ ،‬وأعمنت عف إلغاء المرسوـ التنفيذي ‪.1258 – 99‬‬
‫ونسوؽ عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر المرسوـ التنفيذي ‪ 203-08‬في ‪ 9‬يوليو ‪ 2008‬المتضمف‬
‫انشاء المركز الجامعي بتسمسيمت و المنشور في الجريدة الرسمية ‪ 39‬لسنة ‪ 2008‬حيث اعترفت المادة‬
‫األولى منو أف المركز الجامعي لتيسمسيمت ىو مؤسسة عمومية ذات طابع عممي وثقافي وميني وكذلؾ‬
‫أشار و في نفس العدد المرسوـ التنفيذي ‪ 204 – 08‬المؤرخ في ‪ 09‬يوليو ‪ ،2008‬المتضمف إنشاء‬
‫المركز الجامعي بميمة ألنو مؤسسة عمومية ذات طابع عممي وثقافي وميني‪ ،‬وذات األمر أػشار إليو‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 205 – 08‬المؤرخ في ‪ 09‬يوليو ‪ ،2008‬المتضمف إنشاء المركز الجامعي بعيف‬
‫تيموشنت و المرسوـ التنفيذي ‪ 206 – 08‬المؤرخ في ‪ 09‬يوليو ‪ ،2008‬المتضف انشاء المركز الجامعي‬
‫بغيميزاف‪.‬‬
‫ومف المفيد اإلشارة أف الفقو و القضاء وجدا صعوبة كبيرة في تحديد الطبيعة القانونية لممرفؽ العاـ‬
‫خاصة عندما يكتفي المشرع بإحداث المرفؽ دوف ذكر لطبيعتو‪ ،‬ولمخروج مف ىذه اإلشكالية تبنى القضاء‬
‫االداري فكرة النشاط الغالب‪ ،‬فإذا كانت المؤسسة تغمب عمييا مظاىر القانوف العاـ فيي تعبر ذات صبغة‬
‫ادارية أما إذا كانت تغمب عمييا مظاىر القانوف الخاص فإف المؤسسة تعتبر ذات صبغة تجارية أو‬
‫صناعية‪.‬‬
‫ولـ يقتنع الفقو فب بعض الحاالت بالوصؼ الذي يضيفو المشرع عمى مرفؽ ما يخالؼ حقيقتو‬
‫وطبيعتو كاف يعتبر المشرع مؤسسة ما بأنيا ذات صبغة تجارية أو صناعية في حيف أف نشاطيا في واقع‬
‫األمر إداري‪.‬‬
‫‪ 1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪. :‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل للمؤسسة العامة‬
‫خلصة الفصل األول‪:‬‬
‫لقد تناولنا في ىذا الفصؿ نشأة المؤسسة العامة وتطورىا التاريخي في ضؿ النضاـ االشتراكي‬
‫باالعتماد عمى مرحمة التسيير الذاتي مرو ار بالمؤسسة االشتراكية‪ ،‬كذلؾ عرفت المؤسسة العمومية تحوالت‬
‫واسعة في ظؿ االصالحات االقتصادية وذلؾ مف خالؿ تمييزىا بيف نوعيف مف المؤسسات العمومية‪:‬‬
‫‪ -1‬المؤسسة العمومية االقتصادية‪ :‬وىي شركة تجارية تخضع لمقانوف التجاري مف حيث قواعد‬
‫انشائيا وتنظيميا وسيرىا وأشكاليا‪.‬‬
‫‪ -2‬المؤسسات العمومية األخرى‪ :‬وتسمى الييئات العمومية و ىي أشخاص معنوية عامة مكمفة‬
‫بتسيير المرافؽ العامة‪.‬‬
‫ثـ تطرقنا أيضا في موضوعنا ىذا إلى تعريؼ المؤسسة العامة و ذكر خصائصيا كما ىدفت دراستنا‬
‫إلى التعرؼ و الكشؼ عف أنواع المؤسسات العامة‪.‬‬
Téléchargement