Telechargé par education education

الصعوبات والاضطرابات التعلمية والسلوكية لدى التلميذ

publicité
‫الصعوبات واالضطرابات التعلمية‬
‫والسلوكية لدى التلميذ‬
‫تطرح من قبل المعلمات والمعلمين والعاملين في الحقل التربوي تساؤالت عدة‬
‫َ‬
‫ي الصعوبات التعلمية (‪ )learning disabilities‬واالضطرابات التعلمية‬
‫حول‬
‫موضوع ْ‬
‫(‪ )learning disorders‬لدى التالميذ في الحلقتين األولى والثانية األساسيتين‬
‫بشكل خاص وفي باقي الحلقات والمراحل بشكل عام‪ ،‬ولإلجابة عن هذه‬
‫التساؤالت نضع بين أيدي القارئ الكريم هذا المقال الذي استندنا في كتابته إلى‬
‫أساسين‪ :‬األول نظري والثاني عملي واقعي ينطلق من مشاهداتنا ومتابعتنا لهذا‬
‫الموضوع من خالل التفتيش التربوي ومن معاناة المعلمين مع تالمذتهم ذوي‬
‫الصعوبات واالضطرابات التعلمية والسلوكية وتجربتهم في هذا المجال‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬في الصعوبات التعلمية‪)Learning Disabilities( :‬‬
‫‪- 1‬التعريف‬
‫إن مفهوم الصعوبات التعلّمية كما ورد في مقالة للسيدة ليلى عاقوري ديراني في‬
‫كتاب "الصعوبات التعلمية" واسع جداً يطول كل إنسان في مشواره مع المعرفة‪،‬‬
‫إذ إن كل فرد لديه صعوبات تعلّمية في مرحلة من المراحل(‪" .)١‬وعندما تكون هذه‬
‫الصعوبات عابرة"‪ ،‬تقول السيدة ريم نشابة معوض في كتابها "الولد المختلف"‪،‬‬
‫فهي ال تحتاج إال إلى تدخل ظرفي‪ ،‬أما إذا كانت ثابتة وعميقة فهي بحاجة إلى‬
‫مساعدة مختصة (‪.)٢‬‬
‫وجاء في تعريف اللجنة الوطنية في الواليات المتحدة لمصطلح "الصعوبات‬
‫التعلمية" أنها‪" :‬مجموعة متباينة من االضطرابات التي تظهر من خالل صعوبة في‬
‫اكتساب القدرات السمعية والكالمية والقرائية والكتابية التحليلية والحسابية وفي‬
‫استخدام هذه القدرات" (‪.)٣‬‬
‫"وكما اختلفت التعاريف اختلفت التسميات‪ ،‬فقد بدأ األمر بتسمية الولد الذي‬
‫يعاني من اضطرابات إدراكية أساسية بالولد "ذي الخلل الوظيفي الدماغي‬
‫البسيط" (‪ ،)minimal brain dysfunction‬ثم اعتمدت تسمية "المتعلم البطيء"‪،‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تعسر كان‬
‫المتعسر في القراءة" (‪ ،)dyslexa‬وهو‬
‫(‪ ،)slow learner‬و"المتعلم‬
‫يشمل فئة معينة فقط‪ .‬واعتمدت أيضاً تسمية "اإلعاقة في اإلدراك" قبل أن تُعتمد‬
‫حالياً هذه التسمية‪" :‬ذو الصعوبات التعلمية" التسمية األساسية والشاملة" (‪.)٤‬‬
‫أفراد هذه الفئة هم أناس أسوياء ال يختلفون عن غيرهم من التالميذ سوى في‬
‫االستيعاب والتعلّم واكتساب المهارات المدرسية‪.‬‬
‫هي حالة ينتج عنها ٍّ‬
‫تدن مستمر في التحصيل األكاديمي للتلميذ مقارنة مع زمالئه في الصف‬
‫الدراسي‪ ،‬وال يعود السبب في ذلك إلى وجود إعاقة بصرية‪ ،‬أو حركية‪ ،‬أو سمعية‪ ،‬أو اإلصابة‬
‫بالتخلف العقلي‪ ،‬أو عدم االستقرار النفسي‪ ،‬أو وجود الظروف األسرية واالجتماعية‪ .‬يظهر‬
‫التدني في مهارة أو أكثر من مهارات التعلم المختلفة كالمهارات األساسية للقراءة‪ ،‬والكتابة أو‬
‫المهارات الحسابية‪ ،‬أو العمليٍّات الفكريٍّة (الذاكرة‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والتركيز)‪ ،‬أو القدرة على الكالم‪،‬‬
‫أو االستماع‪ ،‬أو اإلدراك والتفكير‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع الصعوبات التعلمية‪:‬‬
‫تقسم الصعوبات التعلمية إلى قسمين‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصعوبات التعلمية النمائية‪،‬‬
‫ب‪ -‬الصعوبات التعلمية األكاديمية‪.‬‬
‫تنتج عن كال النوعين وترتبط بهما الصعوبات في المجال االجتماعي ونورد في ما‬
‫يأتي‪ ،‬ووفقاً للمصادر المعتمدة‪ ،‬لوائح تفصيلية لكل من هذه الصعوبات‪.‬‬
‫* الصعوبات التعلمية النمائية‬
‫صعوبات في صعوبات في‬
‫اللغة‬
‫التفكير‬
‫صعوبات في‬
‫التركيز‬
‫ضعف القدرة‬
‫تأخر في اللغة‬
‫على تنظيم‬
‫األفكار‪ ،‬وبالتالي المحكية بالنسبة‬
‫يحتاج إلى وقت لألقران‪.‬‬
‫كبير للقيام بذلك‪.‬‬
‫صعوبة في اإلدراك البصري‪:‬‬
‫بعض التالميذ الذين‬
‫صعوبة في تمييز اإلتجاهات‪،‬‬
‫اضطراب في الذاكرة‪ :‬ال‬
‫يعانون صعوبات‬
‫واإلنتقال من الشمال إلى‬
‫يتذكر ما اكتسبه في‬
‫تعلمية قد يعانون‬
‫المدرسة‪ ،‬ال يتذكر وظائفه‪ ،‬اليمين‪ ،‬وتمييز األشكال واألرقام‬
‫إضافة إلى ذلك‬
‫س َ‬
‫والحروف وصعوبة َ‬
‫لسلة‬
‫اضطراب كثرة الحركة إلخ‪...‬‬
‫األرقام بترتيبها الصحيح‪.‬‬
‫وقلّة اإلنتباه (‪.)ADHD‬‬
‫‪-----------------‬‬‫محدودية في‬
‫عملية التفكير‬
‫‪------------------‬‬
‫‪-----------------‬‬‫ضعف التخطيط‬
‫لح ّ‬
‫ل المشكالت‬
‫ضعف المعارف‬
‫العامة‬
‫صعوبات في التذكر‬
‫‪-----------------‬‬‫‪------------------‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫‪----------‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫‪------------------‬‬
‫صعوبات في اإلدراك‬
‫صعوبة في اإلدراك السمعي‪:‬‬
‫يحتاج إلى وقت أطول الكتساب‬
‫المعلومات السمعية‪ ،‬صعوبة‬
‫في تمييز الكلمات واألحرف‬
‫المشابهة صوتياً‪.‬‬
‫صعوبة في التناسق الجسدي‬
‫ومشاكل في قدرات العضالت‬
‫ينتج عنها صعوبة في االدراك‬
‫الحسي الحركي‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫‪----------‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫‪------------------‬‬
‫‪------------------‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------‬‬
‫‪------------------‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪------------------‬‬
‫*الصعوبات التعلمية األكاديمية‬
‫الته ّ‬
‫جي‬
‫القراءة‬
‫ضعف القدرة على‬
‫اكتساب قوانين‬
‫التهجي‪.‬‬
‫الخط‪ :‬بطء في الكتابة‬
‫وأخطاء في النسخ وخط‬
‫سيىء غير واضح‪ .‬قد‬
‫يعكس كتابة الحروف‬
‫صعوبة في ربط األحرف‬
‫صعوبة في القدرات اإلدراكية‪:‬‬
‫باألصوات بسبب عدم قدرته فتبدو كما في المرآة؛ قد‬
‫تمييز األرقام وكتابتها‪ ،‬عكس‬
‫على التمييز السمعي بين يخلط بين االتجاهات‬
‫األرقام‪.‬‬
‫ً‬
‫فيبدأ من اليسار بدال من‬
‫هذه األصوات‪.‬‬
‫اليمين؛ صعوبة في‬
‫اإللتزام بالكتابة على خط‬
‫واحد‪.‬‬
‫صعوبة في ربط األحرف أو‬
‫فصلها بسبب ضعفه في‬
‫التمييز البصري‪.‬‬
‫الكتابة‬
‫الحساب‬
‫صعوبة في إتقان مفاهيم‬
‫اإلمالء‪ :‬أخطاء إمالئية‬
‫عديدة بسبب صعوبة في الجمع والطرح والضرب‬
‫والقسمة الخاصة بالعمليات‬
‫اإلدراك السمعي أو‬
‫الحسابية األساسية‪ ،‬وإتقان‬
‫البصري لألصوات‬
‫جدول الضرب‪.‬‬
‫والحروف‪.‬‬
‫صعوبة في إدراك الكلمات‬
‫بسبب عدم قدرته على‬
‫تحويل األحرف إلى كلمات‬
‫ذات معنى‪.‬‬
‫اإلنشاء‪ :‬صعوبة في‬
‫تأليف الجمل الجديدة وال‬
‫سيما المفصلة منها‪,‬‬
‫كل هذه الصعوبات تؤدي إلى وفي اإلتيان باألفكار‬
‫المناسبة للموضوع وال‬
‫ارتكاب التلميذ أخطاء في‬
‫سيما المبتكرة منها‬
‫القراءة وما يعرف بـ‬
‫وباإلضافة إلى صعوبة‬
‫‪ ))Dyslexia‬منها‪:‬‬
‫في تنظيم األفكار‬
‫عدم تمييزالتلميذ للكلمات‬
‫وسلسلتها‪.‬‬
‫ويكون ذلك بادخاله أحرفاً أو‬
‫حذفها أو قلبها‪.‬‬
‫عدم فهم التلميذ الكلمات أو‬
‫النص المعطى للقراءة‪ ،‬ويكون‬
‫ذلك بسبب عدم قدرته على‬
‫ربط األحرف‪.‬‬
‫قراءة الجمل بطريقة سريعة‬
‫وغير واضحة‪.‬‬
‫قراءة الجمل بطريقة بطيئة‪,‬‬
‫كلمة فكلمة أخرى وهكذا‪.‬‬
‫صعوبة لغوية‪ :‬صعوبة في‬
‫تسمية العمليات وتحويل‬
‫الكمات إلى إشارات حسابية‬
‫وفهم مسائل حسابية‪.‬‬
‫صعوبة حسابية‪ :‬التسلسل‪،‬‬
‫التحليل‪.‬‬
‫تكرار بعض الكلمات أكثر من‬
‫مرة دون مبرر‪.‬‬
‫صعوبة في تتبع مكان الوصول‬
‫في القراءة‪.‬‬
‫*صعوبات تعلمية متعلقة بقناة التعبير اللفظي وقناة التعبير‬
‫الكتابي‬
‫قناة التعبير اللفظي‬
‫قناة التعبير الكتابي‬
‫يتكلم بلهجة مترددة وخجولة‪.‬‬
‫يضغط بشدة على القلم‪.‬‬
‫يستمتع بالموضوعات غير اللفظية كالفن‬
‫والتربية والرياضة‪.‬‬
‫يخرج الحروف عن مسارها التتابعي‪.‬‬
‫يجد صعوبة في اإلجابة على السؤال شفهياً‪.‬‬
‫يضل في تسلسل حروف الكلمة‪.‬‬
‫يواجه صعوبة في إعادة قصة سمعها أو قرأها‪ .‬ال يميز بين الحروف الصغيرة والكبيرة‪.‬‬
‫يبدو وكانه ال يجد الكلمات المناسبة للتعبير‪.‬‬
‫يجد صعوبة في تسلسل أيام األسبوع وتتابع‬
‫األشهر‪.‬‬
‫يرتكب أخطاء متكررة في التهجئة‪.‬‬
‫تكون أفكاره غير واضحة وغير مترابطة أثناء كتابة‬
‫قصة‪.‬‬
‫يعاني في معاني الكلمات والجمل‪.‬‬
‫يفتقر إلى التنويع في بناء الجمل‪.‬‬
‫نادراً ما يستخدم الجمل التي تعبر عن موضوع‬
‫يجد صعوبة في اإلجابة على أسئلة اإلستنتاج‪.‬‬
‫الفقرة أثناء الكتابة‪.‬‬
‫قدرة منخفضة في الكتابة عندما يقع تحت ضغط‬
‫يجد صعوبة في التواصل مع زمالئه في النقاش‪.‬‬
‫تحديد الزمن‪.‬‬
‫يفقد الرغبة في الدروس ذات النمط الحواري‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫يستخدم اإلشارات بصورة متكررة لإلشارة إلى‬
‫اإلجابات الصحيحة‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫ّ‬
‫التعسر في القراءة والكتابة (‪)Dyslexia‬‬
‫مالحظة‪ :‬تجدر اإلشارة إلى أن مشكلة‬
‫هي مشكلة شائعة ال تعكس مستوى الذكاء الحقيقي لدى الطفل ويمكن‬
‫تعريفها بأن العمر القرائي للطفل (‪ )reading age‬يكون دون العمر الزمني‬
‫(‪ )chronological age‬بـ ‪ ١٨‬شهراً تقريباً‪ ،‬وهي ليست مرضاً وليس لها دواء‪.‬‬
‫نتيجة للصعوبات التعلمية النمائية واألكاديمية‪ ،‬يعاني التلميذ صعوبات اجتماعية‬
‫نفسية تؤثر في تطوره كشخص سوي فاعل في مجتمعه‪ ،‬قادر على التواصل‬
‫واإلنتاج‪ .‬من هذه الصعوبات المفهوم المتدني للذات أي قلة الثقة بالنفس‬
‫واالتكالية‪ ،‬أي االعتماد على اآلخرين واالنسحاب االجتماعي‪ ،‬إضافة إلى السلوك‬
‫المضطرب بشكل عام‪.‬‬
‫كما وتجدر اإلشارة إلى أن توافر واحدة أو أكثر من هذه الصفات عند تلميذ ما‪ ،‬ال‬
‫يعني ببساطة أنه من ذوي الصعوبات التعلمية‪ ،‬بل يجب إجراء اختبارات عدة‬
‫متخصصة للتأكد من ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬البرامج المعتمدة للمعالجة‪:‬‬
‫هنالك مدرستان على هذا الصعيد‪ :‬الفلسفة الذهنية (‪ )Cognitive Theory‬تعتمد‬
‫التدريب الذهني طريقاً للمعالجة‪ ،‬نظراً ألن التالميذ ذوي الصعوبات التعلمية‬
‫يحتاجون إلى تعلّم طرائق خاصة الكتساب المعلومات والوصول إلى استقاللية‬
‫ذاتية‪ ،‬ويعطى ذلك من خالل ثالث نقاط أساسية‪ :‬تغيير طريقة تفكيرهم‪،‬‬
‫اعطاؤهم خططاً للتعليم وتعليمهم المبادرة الذاتية‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬هنالك الفلسفة السلوكية (‪ )Behavioral Theory‬التي تقوم‬
‫على تغيير سلوك ظاهر عند التلميذ‪ ،‬ثم العمل على سلوك آخر‪ ،‬وذلك حتى يتم‬
‫تحقيق األهداف المتوخاة‪.‬‬
‫استناداً إلى ذلك‪ ،‬هنالك برامج متخصصة تعالج مختلف الحاالت‪ ،‬وهي على‬
‫الشكل اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬برامج التدريب الذاتي‪:‬‬
‫تعالج صعوبات عدم القدرة على اكتساب المعلومات وعدم تنظيم الوقت والدرس‬
‫وعدم التحليل‪.‬‬
‫من هذه البرامج‪:‬‬
‫ برنامج التفكير بصوت عال‪ :‬يعتمد على التفكير المتسلسل للوصول إلى النتيجة‬‫الصحيحة (عند إعطاء أي عمل للتلميذ‪ ،‬يجب عليه التوصل إلى الهدف خالل‬
‫المراحل اآلتية‪ :‬ما المشكلة؟ كيف أحلّها؟ هل أستعمل خطتي؟ كيف كان‬
‫أدائي؟)‪.‬‬
‫ برنامج التنظيم الذاتي‪ :‬ترتكز هذه الطريقة على المراحل اآلتية‪ :‬أفكر‪ ،‬أخطط‪،‬‬‫أقرأ‪ ،‬أحلّل‪ ،‬أكتب‪ ،‬أكافىء نفسي‪.‬‬
‫ برنامج ح ّ‬‫ل المسائل‪ :‬يعتمد طريقة تعليم التلميذ حل مسائل حسابية من خالل‬
‫المراحل اآلتية‪ :‬قراءة المسألة‪ ،‬وضع دائرة حول كل رقم‪ ،‬وضع خط تحت كل فعل‪،‬‬
‫رسم المسألة بجمع االسم والرقم‪ ،‬كتابة الجملة الحسابية‪ ،‬ح ّ‬
‫ل المسألة‪.‬‬
‫ب‪ -‬برنامج الخطط التنظيمية‪:‬‬
‫هو عبارة عن مجموعة خطط تساعد التلميذ على تذكر الكلمات أو األحرف أو‬
‫الجمل من خالل ربطها بصور حسية ملموسة أو رموز الفتة أو ربطها بعبارة معينة‬
‫مثل كلمة "عمم صكبنرع" (األحرف األولى لسلسة جبال لبنان الغربية) أو‬
‫"دفرونميا" (األحرف األولى ألسماء المتصرفين في لبنان)‪.‬‬
‫ج ‪ -‬برنامج التدريب المباشر‪:‬‬
‫يعتمد على تغيير سلوك معين عند التلميذ‪ .‬تبدأ العملية بخطوات عدة إلحداث‬
‫التغيير المطلوب في سلوك بسيط‪ ،‬وعند تحقق الهدف ومكأفاة التلميذ‪ ،‬يبدأ‬
‫العمل على سلوك آخر لديه‪ ،‬وهكذا دواليك‪.‬‬
‫د‪ -‬بعض البرامج السلوكية األخرى‪:‬‬
‫ برنامج تعليم المفاهيم بشكل فردي ومختص بالحاسوب‪ :‬تعليم مفهوم األرقام‬‫أو الرموز أو القياس أو األشكال‪،‬‬
‫ البرنامج اإلدراكي الحركي‪ :‬يركّز على التمييز البصري من خالل التدريب على‬‫االتجاهات والرموز‪،‬‬
‫ البرنامج اللغوي الفونولوجي‪ :‬يركّز على التمييز السمعي بين األحرف والكلمات‬‫ُّ‬
‫حث األطفال لالنتباه إلى األصوات في اللغة‪،‬‬
‫واستيعاب معنى الكلمات والجمل‪،‬‬
‫القراءة بصوت عال من كتب جيدة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الحسي‪ :‬يركّز على تحسس الولد األحرف واألرقام والرموز ليكشف‬
‫ البرنامج‬‫اتجاهها الصحيح‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬في االضطرابات التواصلية ( ‪Communicative‬‬
‫‪)Disorders‬‬
‫‪ -1‬التعريف‪:‬‬
‫عرّفت الحكومة االتحادية في الواليات المتحدة هذه االضطرابات على أنها‬
‫"اضطرابات في التعبير أو في اللفظ أو في قواعد اللغة أو في الصوت‪ ...‬كلها تؤثر‬
‫سلباً في واجبات الولد األكاديمية وقدرته على التعلّم" (‪ ..)٥‬أسباب هذه‬
‫االضطرابات قد تكون عضوية (تأخر عقلي ‪ -‬شلل دماغي ‪ -‬توحد ‪ -‬صعوبة محددة‬
‫في اللغة ‪ -‬خلل دماغي ‪ -‬ضعف في السمع) أو مكتسبة (إهمال‬
‫بيئي‪ -‬اضطرابات عاطفية أو سلوكية أو مرض معين)‪..‬‬
‫‪ -2‬أنواع االضطرابات التواصلية‪:‬‬
‫هنالك ثالثة أنواع من االضطرابات التواصلية‪ ،‬وهي اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬اضطراب في اللغة وهو اضطراب في القدرة على استيعاب المعلومات وتركيب‬
‫الجمل‪.‬‬
‫ب‪ -‬اضطراب في النطق وهو اضطراب في القدرة على إرسال المعلومات بسبب‬
‫صعوبة في اللفظ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اضطراب في اللغة والنطق معاً‪.‬‬
‫بالنسبة لذوي االضطرابات اللغوية‪ ،‬فقد تتمثّل في واحد أو أكثر من االضطرابات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬االضطرابات في األصوات ‪ )phonology(:‬حذف بعض األحرف من كلمة أو إدخال‬
‫بعضها عليها أو تبديل األحرف‪.‬‬
‫ب‪ -‬االضطرابات في الصرف (‪ )morphology:‬تشمل قواعد اللغة مثل تصريف‬
‫األفعال‪ ،‬المثنى والجمع والمفرد‪ ،‬المذكر والمؤنث‪.‬‬
‫ج‪ -‬االضطرابات في النحو (‪ )syntax:‬جمع الكلمات لتأليف جمل‪ .‬تعتبر هذه من‬
‫أعقد العمليات في التطور اللغوي‪.‬‬
‫د‪ -‬االضطرابات في داللة األلفاظ (‪ )semantics:‬إيجاد معنى للكلمات والعبارات‬
‫المستعملة‪/‬معرفة طريقة استعمال االستفهام والنفي وكلمات الربط وتسلسل‬
‫األفكار خالل التعبير‪.‬‬
‫هـ‪ -‬االضطرابات البرغماتية‪ :‬اضطرابات في النواحي العملية واالجتماعية والحياتية‬
‫عند استعمال اللغة (مواجهة صعوبة في التعبير عن ظروف حياته)‪..‬‬
‫أما على صعيد االضطرابات النطقية‪ ،‬فهي تتمثل في واحد أو اكثر من االضطرابات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬االضطرابات في اللفظ ‪ )articulation disorders(:‬وهذه شائعة في المدارس‬
‫تتراوح بين اضطراب خفيف بحرف أو حرفين إلى اضطراب شديد‪ ،‬بحيث يكون لفظ‬
‫معظم األحرف في الكلمات غير واضح‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى انزعاج الولد ويؤثر على‬
‫ثقته بنفسه‪.‬‬
‫ب‪ -‬االضطرابات في الصوت ‪ )voice disorders(:‬تشمل درجة الصوت ورنينه‬
‫ونوعيته‪.‬‬
‫ج‪ -‬االضطرابات في الطالقة ‪ )fluency disorders(:‬التأتأة إحدى أهم أنواع هذه‬
‫االضطرابات‪.‬‬
‫‪ -3‬البرامج المعتمدة للمعالجة‪:‬‬
‫البرامج المعتمدة للمعالجة هي اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬البرنامج الطبيعي‪ :‬التدريب في البيت أو المطعم أو أي مكان عام‪،‬‬
‫ب‪ -‬برنامج التواصل البديلي‪ :‬استخدام صور أو إشارات للتعبير أو لوحات تواصل‪،‬‬
‫ج‪ -‬البرنامج الحاسوبي‪ :‬استخدام الحاسوب للتدريب على النطق واللغة‪،‬‬
‫د‪ -‬البرنامج االجتماعي التواصلي‪ :‬يتعلم التلميذ من خالله مهارات تواصلية مثل‬
‫المبادرة والمحادثة‪،‬‬
‫هـ‪ -‬البرنامج الفردي غير المباشر‪ :‬استخدام اللعب‪ ،‬البطاقات وغيرها من الوسائل‬
‫والتحدث عنها‪..‬‬
‫ثالثاً‪ :‬هل البرامج وحدها كافية للمعالجة‪ ،‬وما هو دور‬
‫المربي واألهل؟ إرشادات لمعالجة الصعوبات التعلمية‬
‫واالضطرابات التواصلية‪.‬‬
‫مما ال شك فيه أن البرامج كافة التي أدرجت أعاله لمعالجة الصعوبات التعلمية‬
‫دة وتق ّ‬
‫واالضطرابات التواصلية مهمة ويتحقق للتلميذ بفضلها مهارات ع ّ‬
‫دم ملموس‪،‬‬
‫إنما يكون ذلك كله من خالل العمل التكاملي بين المربي واألهل والمختص‪ ،‬وهذا‬
‫ما تؤكده األبحاث والنظريات كافة‪ .‬ومن المهم تشخيص حالة التالميذ في‬
‫السنوات المبكرة (من الوالدة حتى ‪ ٥‬سنوات) ومحاولة التخفيف من صعوباتهم‪.‬‬
‫واألهم من ذلك إعطاؤهم الثقة بقدراتهم وتشجيعهم على المثابرة بشتى‬
‫الوسائل اإليجابية‪ ،‬ألن الكثير من ذوي الصعوبات التعلّمية يعانون حالة اكتئاب‬
‫وخمول إذا فقدوا دوافعهم للتقدم"(‪.)٦‬‬
‫يلعب المعلم‪ ،‬قبل االخصائيين‪ ،‬دوراً مهماً في معالجة الصعوبات التعلمية‬
‫واالضطرابات التواصلية‪ ،‬ومن المهم على هذا الصعيد أن يشترك المعلم‬
‫واألخصائي في المعالجة‪ ،‬ومن المهم أيضاً أن يعي المعلم بعض المبادىء‬
‫األساسية في عمله على صعيد اللغة والحساب‪ .‬في مقالتها بعنوان "صعوبات‬
‫النطق واللغة‪ :‬المؤشرات التحذيرية والوسائل المبكرة" تورد السيدة سلمى جبر‬
‫مولوي المبادىء اآلتية‪:‬‬
‫ "إعطاء نموذج لغوي سليم لألطفال‪ .‬لذلك عليهن (أي المعلمات) أن يستعملن‬‫في أحاديثهن إلى األطفال جمال ً قصيرة وسليمة‪ .‬وعليهن أيضاً أن يعدن ما قاله‬
‫األطفال بصيغة أفضل من دون أن يغيرن المعاني الموجودة‪ .‬يمكنهن إضافة معلومة‬
‫واحدة لجملة الطفل (كلمة جديدة‪ ،‬صفة‪)...‬‬
‫ إيجاد سبل إلثارة اهتمام األطفال باللغة عبر ألعاب وقصص طريفة مأخوذة من‬‫عالمهم‪.‬‬
‫ تقديم اللغة بجو ترفيهي مس ّ‬‫ل وليس بأسلوب "أعد"‪ .‬فاللغة هدفها التواصل ال‬
‫اإلعادة‪.‬‬
‫ مكافأة كل محاولة تعبير شفهية ولو لم تكن سليمة‪ .‬في هذه الحالة إعادة‬‫الجملة باألسلوب الموصوف أعاله من دون طلب اإلعادة‪.‬‬
‫ االستماع إلى مضمون الكالم بحاالت التأتأة وليس إلى الشكل‪.‬‬‫ إعطاء الطفل الوقت الكافي للتعبير عن فكرته من دون مقاطعته أو استعجاله‪.‬‬‫كما يطلب من التالمذة اإللتزام بهذه القواعد وآداب الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬عدم السماح لآلخرين بالسخرية‪.‬‬
‫ عدم نطق الكلمة بطريقة خاطئة (بتصرف)‪.‬‬‫ عدم إظهار االنزعاج عند تلعثم الولد في الصف بل قبول الكالم كما هو‪..‬‬‫ عدم معاقبة الطفل إذا تلعثم‪.‬‬‫ عدم مكافأة الطفل باعطائه أهمية زائدة إذا تلعثم‪.‬‬‫ عدم إعفاء الطفل من التسميع إذا تلعثم بل التسميع له أوال ً قبل أن يبدأ بالتوتر‪.‬‬‫ عدم إعطاء نصائح مثل "تكلم ببطء" أو"خذ نفس"(‪.)٧‬‬‫ إعطاء مادة الرياضيات بشكل ممتع ومس ّ‬‫ل (عدم العمل على الكتاب صفحة‬
‫صفحة وترك المجال لإلبداع والربط بين الرياضيات والحياة اليومية‪ ،‬تجنّب الروتين‬
‫واإلكثار من البطاقات واأللعاب والوسائل والتشويق)‪.‬‬
‫ عدم إحباط التلميذ باعطائه عالمات منخفضة بل العمل على إعطائه فرصاً‬‫للنجاح‪.‬‬
‫ التنبه إلى أنواع الذكاء المختلفة‪ :‬وفقاً للنظرة الحديثة في الذكاء‪ ،‬هنالك أنواع‬‫عدة منه أوردها الكاتب جون غراي على الشكل اآلتي‪ :‬الذكاء األكاديمي‪،‬‬
‫العاطفي‪ ،‬الجسدي‪ ،‬الفني‪ ،‬اإلبداعي‪ ،‬العملي‪ ،‬الحدسي والمتفوق‪.‬‬
‫أهم هذه األنواع الذكاء العاطفي الذي ي ّعرف بأنه "القدرة على خلق عالقات‬
‫سليمة مع اآلخرين والمحافظة عليها‪ ،‬فاإلنسان الذي يتحلّى بنسبة عالية من‬
‫الذكاء العاطفي يدرك كيف يفكر اآلخرون‪ .‬كيف يشعرون‪ ،‬ويستطيع أن يضع نفسه‬
‫مكانهم وأن يتفهم وجهة نظرهم‪ .‬إنها قدرة لالتصال والتواصل وللعطف على‬
‫اآلخرين‪ ،‬وهذه القدرة تفيدهم كثيراً ليس فقط في عالقاتهم الشخصية بل أيضاً‬
‫في مجال عملهم" (‪.)٨‬‬
‫تقول السيدة ريتا مرهج في دراستها عن "النظرة الجديدة في الذكاء والتعليم"‬
‫المنشورة في كتاب "الصعوبات التعلمية" أنه مؤخراً بدأت مدارس عدة في الواليات‬
‫المتحدة األميركية إدخال مادة تنمية الذكاء العاطفي ضمن المناهج الدراسية من‬
‫خالل "حصص يومية أطلق عليها أسماء مختلفة مثل (‪ )Self Science‬أو ( ‪Social‬‬
‫‪ )Development‬أو (‪ )Social and Emotional Learning‬تهدف إلى شيء واحد‪،‬‬
‫وهو تطوير الكفاءة االجتماعية والعاطفية عند الطفل كجزء ال يتجزأ من التربية‬
‫االعتيادية"(‪.)٩‬‬
‫ إشراك األهل‪ :‬يجب مساعدة الوالدين على تقب ّل وتف ّ‬‫هم طبيعة صعوبات التعلّم‬
‫وتأثيرها على الطفل‪ ،‬كما يجب إشراكهم في البرامج المعتمدة مع التلميذ‬
‫لمعالجة وضعه وتدريبه وتعليمه‪ .‬في هذا المجال‪ ،‬يترتب على األهل تشجيع‬
‫ولدهم لتحقيق هدف ولو بسيط وقراءة القصص معه وتشجيعه على االختالط‬
‫باآلخرين والتركيز على نقاط قوته وإعطاؤه فرصاً إلكتشاف مواهبه‪.‬‬
‫ التنّبه إلى التنمية النفس حركية للطفل (‪ )Psychomotor development‬وهذه‬‫عبارة عن "مجموعة نشاطات تساعد على تنمية الجسد من خالل الحركة‪.‬‬
‫هدفها معرفة حسية ودقيقة للجسم وتنظيم عالقته مع التوجه الزماني‬
‫والمكاني"(‪.)١٠‬‬
‫رابعاً‪ :‬االضطرابات العاطفية أو السلوكية‬
‫‪ -1‬التعريف‪:‬‬
‫األشخاص الذين يعانون اضطرابات عاطفية أو سلوكية هم أولئك الذين "يعانون‬
‫حالة االضطراب العاطفي أو السلوكي غير المالئم لعمر الشخص الزمني‬
‫ومجتمعه وساللته‪ .‬هذا االضطراب يؤثر سلباً في تطوره التربوي‪ ،‬وتتضمن مهاراته‬
‫التربوية مهارات أكاديمية ومهنية واجتماعية وشخصية"(‪.)١١‬‬
‫‪ -٢‬أنواع االضطرابات العاطفية أو السلوكية‪:‬‬
‫أ‪ -‬االضطرابات الخارجية ‪disorders(:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪*)external‬‬
‫االضطراب في التصرف ‪ )conduct disorder(:‬يرفض التلميذ ما يطلب منه‬
‫ويزعج اآلخرين بالضرب أو الصراخ أو الغضب‪.‬‬
‫العدوانية االجتماعية (االنحراف) ‪ *)socialized aggression (.‬النشاط‬
‫المفرط وقلة االنتباه (‪ ،)ADHD‬وتقسم إلى فئتين‪:‬‬
‫‪ -١‬النشاط المفرط وقلة االنتباه‪ :‬يعاني التلميذ في هذه الحالة جملة من‬
‫السلوكيات مثل كثرة الحركة والكالم وقلة التركيز وعدم إنهاء العمل في الوقت‬
‫المطلوب‪ ،‬إضافة إلى الغضب السريع‪ ،‬مقاطعة اآلخرين وحب المغامرات‪ ،‬مزاجي‬
‫وعشوائي في تصرفاته‪ ،‬قد يكون اتكالياً‪.‬‬
‫‪ -٢‬قلة االنتباه ‪ )ADHD(:‬يعاني التلميذ حالة من الشرود وعدم التركيز في العمل‪،‬‬
‫وينسى ويضيّع األشياء‪ .‬هو دائماً بحاجة للمتابعة إلنهاء عمله في الوقت المحدد‪.‬‬
‫ب‪ -‬االضطرابات الداخلية ( ‪disorders‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪*:)internal‬‬
‫القلق ‪ )anxiety(:‬يكون التلميذ خائفاً قلقاً‪ ،‬قليل الثقة بالنفس‪ ،‬يبكي‬
‫بسرعة وبال مبرر‪ .‬قد يشعر برفض أهله له فيحزن ويكتئب ألنه ال يشعر‬
‫باالستقرار‪.‬‬
‫االنعزال (‪ )withdrawal‬يكون الولد غير اجتماعي‪ ،‬وال يحب االختالط‬
‫باآلخرين‪.‬‬
‫السلوك الذهاني ‪ )psychotic behavior(:‬وهو من الحاالت الشديدة‪،‬‬
‫ويشمل حالة انفصام الشخصية (‪ )schizophrenia‬وحالة التو ّ‬
‫حد (‪)autism‬‬
‫"اضطراب شامل تطوّري يؤثر في التواصل الشفهي وغير الشفهي وفي‬
‫العالقات االجتماعية"‪ .‬غالباً ما يظهر قبل عمر الثالث سنوات ويؤثر في‬
‫التطور التربوي للتلميذ(‪.)١٢‬‬
‫‪ -2‬البرامج المعتمدة للمعالجة‪:‬‬
‫أ‪ -‬برامج السيطرة الذاتية‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫عال‪ :‬للتوصل إلى سيطرة ذاتية (الع ّ‬
‫د)‪.‬‬
‫ٍ‬
‫برنامج التفكير بصوتٍ‬
‫برنامج المراقبة الذاتية‪ :‬يراقب التلميذ سلوكه السيء ويكتشف نسبته‬
‫ويحاول السيطرة عليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬برامج المهارات االجتماعية‪ :‬برامج تعلّم مهارات اجتماعية عديدة مثل التواصل‬
‫والمشاركة والحوار وأخذ أدوار‪.‬‬
‫ج‪ -‬برامج االسترخاء‪.‬‬
‫د‪ -‬البرامج السلوكية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬برنامج ح ّ‬
‫ل الصراعات‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬إرشادات للمربين بالنسبة لذوي قلة االنتباه‬
‫والنشاط الدائم‪:‬‬
‫‪ -1‬التدريب على تركيز االنتباه‪ :‬أي توجيه انتباه التلميذ نحو المثيرات المهمة‬
‫ذات الصلة بموضوع الدرس وترك باقي المثيرات‪ ،‬ويتضمن ذلك‪:‬‬
‫ لفت انتباه التلميذ إلى المثيرات المهمة حتى يركز عليها‪ ،‬وذلك من طريق‬‫تلوينها أو وضع خطوط تحتها‪.‬‬
‫ اختيار المثيرات غير المألوفة مع تقليل عددها وإزالة تعقيداتها حتى ينتبه التلميذ‬‫إليها ويستوعبها‪،‬‬
‫ توظيف أكثر من حاسة ونشاط في االنتباه‪ ،‬مثل االستعانة بالعين والسمع في‬‫تعلم القراءة والكتابة وإضافة اللمس في الدروس العملية والفنية‪،‬‬
‫ عرض المواد العلمية على شكل مجموعات متجانسة‪،‬‬‫ االستعانة بالخبرات السابقة للتلميذ واالنطالق منها لتقديم خبرات تربوية‬‫جديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة مدة اإلنتباه‪ :‬وذلك بطريقة تدريجية باإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫ تحديد هدف إجرائي يسهل تنفيذه وتقويمه وقياسه (شرح درس لمدة نصف‬‫ساعة)‪،‬‬
‫ استخدام ساعة توقيت لقياس مدة االنتباه لدى التلميذ‪،‬‬‫‪ -‬توفير فترات راحة بين مهام التدريب على تركيز االنتباه (المذكور أعاله)‪،‬‬
‫ تعزيز ومكافأة الزيادة في مدة االنتباه بالتشجيع‪.‬‬‫‪ -3‬زيادة المرونة في نقل االنتباه‪ :‬يتضمن ذلك اتخاذ اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫ إعطاء وقت كاف النتقال التلميذ من مثير إلى آخر بعد أن يستوعب األول‪،‬‬‫ التقليل التدريجي من مدة انتقال االنتباه من مثير إلى آخر‪.‬‬‫‪ -4‬تحسين تسلسل عملية االنتباه‪:‬‬
‫ زيادة عدد الفقرات التعليمية التي ينتبه إليها التلميذ تدريجياً‪،‬‬‫ وضع عناصر المهمة العالجية (الفقرات التعليمية المطلوب زيادة مدة االنتباه‬‫إليها) في شكل وحدات يسهل تعلمها مثل الحروف المتجانسة مع بعضها‬
‫(ب‪،‬ت‪،‬ث) إلخ‪ ،‬أي إخضاعها لمبادىء تداعي المعاني الخمسة التي وضعها‬
‫أرسطو وهي‪ :‬التشابه‪ /‬التضاد‪ /‬التجاور في الزمان والمكان‪ ،/‬فيسهل الربط‬
‫السريع بينها واالنتباه إليها كمجموعة‪.‬‬
‫ التكرار والتدريب حتى يسيطر التلميذ على المهمة التعليمية‪.‬‬‫‪-5‬استراتيجيات عالج النشاط الزائد‪:‬‬
‫ تعديل السلوك غير المرغوب فيه من طريق استخدام مبدأ الثواب والعقاب‪،‬‬‫ تقديم النموذج السلوكي المتزن‪،‬‬‫ الهدوء والثبات االنفعالي مع التلميذ وعدم الثورة في وجهه‪،‬‬‫ اللجوء إلى التوجيه البسيط‪،‬‬‫ إفساح المجال أمام التلميذ لتفريغ انفعاالته في لعب مفيد وهادىء‪،‬‬‫ تجزئة المهام التربوية والدراسية‪،‬‬‫ استشارة الطبيب في نوعية الغذاء للتلميذ‪.‬‬‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يتم التاكيد على التعامل مع التلميذ كفرد له خصائصه الجسدية‬
‫وقدراته العقلية وسماته الخاصة واحترام إمكانياته واعتماد مبدأ التشجيع‬
‫المستمر وتدريبه على مراقبة سلوكه وأدائه ذاتياً‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫أوالدنا أكبادنا تمشي على األرض‪ ،‬من المهم أن نؤمن لهم حاجتهم من الرعاية‬
‫واأللفة والمحبة كي نضمن إيصالهم إلى شط األمان نفسياً واجتماعياً وتربوياً‪ .‬إن‬
‫األدوار التي يلعبها األهلون كما المربون في حياة التالميذ هي على قدر بالغ من‬
‫األهمية وتصل بالمجتمع إما إلى اإلنحدار واإلنهيار وإما إلى تكوين الذات الفردية‬
‫واالجتماعية فيكون بذلك انتصار لألوطان والشعوب‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ .١‬ريم نشابة معوض‪ ،‬الولد المختلف‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪٢٠٠٤ ،‬‬
‫‪ .٢‬د‪ .‬ليلى عاقوري ديراني‪ ،‬الصعوبات التعلمية‪ ،‬مؤسسة الحريري‪ ،‬بيروت ‪،٢٠٠٢‬‬
‫‪ .٣‬د‪ .‬محمود‪ ،‬أمان‪ .‬د‪ .‬صابر‪ ،‬سامية‪ .‬بعض الخصائص النفسية والسلوكية للتالميذ ذوي صعوبات التعلم‪.‬‬
‫مجلة الطفولة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،١٩‬حزيران ‪.٢٠٠٤‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ -١‬د‪ .‬ليلي عاقوري ديراني‪ ،‬الصعوبات التعلمية‪ ،‬مؤسسة الحريري‪ ،‬بيروت ‪ ،٢٠٠٢‬ص ‪،٢٠‬‬
‫‪ -٢‬ريم نشابة معوض‪ ،‬الولد المختلف‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،٢٠٠٤‬ص ‪،٤٥‬‬
‫‪ -٣‬المرجع السابق ص‪٤٦ .‬‬
‫‪ -٤‬المرجع السابق ص‪٤٦ .‬‬
‫‪ -٥‬المرجع السابق ص‪ - ٦١١٠١ .‬المرجع السابق ص‪٦٣ .‬‬
‫‪ -٧‬الصعوبات التعلمية‪ ،‬ص‪٨٩ .‬‬
‫‪ -٨‬المرجع السابق ص‪١٤٢ .‬‬
‫‪ -٩‬المرجع السابق ص‪١٤٣ .‬‬
‫‪ ١٠‬المرجع السابق ص‪١٩٨ .‬‬
‫‪ -١١‬الولد المختلف‪ ،‬ص‪٧٢ .‬‬
‫‪ -١٢‬المرجع السابق ص‪١٧٥ .‬‬
‫‪ -١٣‬هذه االرشادات وردت في مقالة للكاتب قيس ابراهيم المقدادي قي كتاب "الصعوبات التعلمية"‬
Téléchargement