Telechargé par Lazhar Ouazani

تعليمية الترجمة

publicité
‫إذل األستاذ الدكتور احملًتـ‪ :‬سعادة الشيخ حسين أمين سر المجلس‬
‫ادلوضوع‪ :‬طلب التفضل بإرساؿ دعوة المشاركة بالبريد اإللكتروني‬
‫أعرب لسيادتكم عن سعاديت دلراسلتكم بشأف تأكيد ادلشاركة يف أعماؿ ادلؤسبر ‪.‬ذبدوف طي‬
‫الرسالة نص الدراسة في نسختها النهائية ‪.‬‬
‫أود إف مسحتم أف تتفضلوا بإرساؿ دعوة رمسية عرب الربيد اإللكًتوين يف أقرب وقت شلكن لقرب انعقاد‬
‫ادلؤسبر ألهنا الوثيقة الوحيدة اليت تسمح رل باحلصوؿ على تأشَتة الدخوؿ إذل لبناف واحلجز بعد ذلك‬
‫وأسبٌت من اهلل أف يسمح رل بزيارتكم ‪.‬‬
‫سعادة الشيخ حسُت سأعتمد على نبل مشائلكم يف الرد على طليب وسأخربكم بتاريخ الوصوؿ إف أرسلتم‬
‫رل غدا الدعوة وتيسرت أمور التأشَتة و احلجز ‪.‬‬
‫ويف انتظار كرمي ردكم تقبلوا مٍت كل التقدير واالمتناف‬
‫د‪/‬سعيدة كحيل‬
‫‪1‬‬
‫ترجمة الكت ػ ػػاب العربي‬
‫واقع الحاؿ واستشراؼ المآؿ‬
‫إعداد د‪/‬سعيدة كحيل‬
‫قسم الًتصبة‬
‫جامعة عنابة ‪،‬اجلزائر‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫للًتصبة العربية دور ريادي يف البناء احلضاري بشكل عاـ ‪،‬و نسج حوار عادلي من خبلؿ إنتاج‬
‫ترصبة الكتب من العربية وإليها يف عادل ـتداخل من اللغات واإل يديولوجيات والقيم ‪.‬ومن ىنا يظهر أنو‬
‫ليس من السهل الدفع بالعربية لغة للًتصبة إذل ساحة مواجهة غَت متكافئة مع لغات أخرى تسيطر على‬
‫حلبة الصراع الثقايف وادلعريف والتكنولوجي شلا يتحتم على الذات العربية أف تعيد بناء قدرهتا الذاتية‬
‫دلواجهة اآلخر دبنافستو موضوعيا مع احلةافظة على خصوصيتها احلضارية‪ ،‬ومن ىنا ؽلكن أف نشرع لسؤاؿ‬
‫مهم ىو‪ :‬كيف السبيل إذل إحداث قفزة نوعية لًتقية اللغة العربية عرب الًتصبة وجعلها لغة عادلية يف ظل‬
‫ّ‬
‫التحديات العادلية ؟يف ضوء ىذا اإلطار ادلفهومي تتنزؿ رؤيتنا احملاورة لوصف واقع حاؿ ترصبة الكتاب‬
‫إذل العربية ومنها ‪،‬وذبلياتو ادلشهدية يف الراىن الثقايف واالقتصادي ادلنجز ونطرح ىذه ادلعطيات ‪:‬‬
‫أعلية الًتصبة من و إذل العربية‪.‬‬‫ لغة الكتاب العريب بُت العادلية والعودلة وصناعة اذلوية ‪.‬‬‫وصف واقع احلاؿ‪.‬‬‫استشراؼ ادلآؿ‪.‬‬‫ذبربة ميدانية يف صناعة كفاءة ترصبة الكتاب العريب‬‫نتغيأمن ىذه الدراسة جس نبض حركية ترصبة الكتب من العربية و إليها باإلجابة على أسئلة ىامة‪ .‬ماذا‬
‫و كيف و دلاذا نًتجم بالعربية و ماىي احلصيلة ادلعرفية احلقيقية ذلذا العقل الًتصبي؟ كيف نعد كفاءات‬
‫الًتصبة لكي نربح رىاف السوؽ‪ .‬ما دور ادلنظمات يف ىذا الفعل احلضاري‪.‬‬
‫و يقودنا ىذا البحث إذل السرب يف ىوية اللغة العربية و عادليتها‪.‬‬
‫ليس جديدا التصريح بأعلية الًتصبة يف صنع اذلوية يف عادل تشابكت فيو العبلقات و تداخلي ادلصاحل و‬
‫تواشجت ادلشاعر و تكاثفت ادلؤامرات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إف مشروع اذلوية العربية يقوـ مرة أخرى مع الًتصبة على شرط توفر بيئة عمل للمًتجم‪ ،‬توجهو و تشجعو‬
‫و ربًتمو‪ ،‬كما ػلتاج األمر إذل تسويق حقيقي و تأمُت إعبلمي ذلذا ادلشروع يؤسس لبيت حكمة ثاف يف‬
‫لبناف – بيئة الًتصبة الفضلى‪.‬‬
‫يشهد العادل اليوـ ربوالت جذرية يف التفكَت والبحث العلمي وأفق الًتويج للمعرفة يف صبيع‬
‫نواحي احلياة البشرية والكونية تتجو بو ضلو فلسفة وجودية وحيدة ادلسلك والغاية‪ ،‬زلاولة صياغتو‬
‫وقولبتو بطريقة واحدة‪، 1‬سعيا إذل خرؽ فكري منظم لبنية اذلُويو ‪ 2‬وأنساقها الثقافية واألخبلقية واللغوية‬
‫والنفسية واالجتماعية‪،3‬وشبة مسألة جد مهمة تتعلق خبطورة عدـ التمييز بُت ادلنظور اللغوي للهوية‬
‫وادلنظور الثقايف ذلا ‪،‬فقد كرس اخللط بينهما مشكبلت اجتماعية وإيديولوجية ال ؽلكن ذباىلها يف كثَت‬
‫من الببلد العربية‪ ،‬شلا غلب أف نعيد النظر فيو‪ ،‬ذلك أف ادلعادلة الكبلسيكية اليت ربدد تشكل الدولة‬
‫بالشعب واللساف ال تلقي باال لتلك ادلتغَتات الثقافية الداخلية يف اجلسم الواحد‪ ،‬وردبا نزعم أف فشل‬
‫بعض البلداف يف تعميم التعريب إذل ىذا العامل بالذات فتحولت العملية من مسارىا العلمي(ترصبة‬
‫وتأليفا وإبداعا)إذل مشكلة إثنية مستعصية احلل‪.‬‬
‫‪-1‬اللغة والترجمة ‪:‬‬
‫من الواضح أف أفراد اجملتمع الذي يتكلموف لغة واحدة يشًتكوف يف النظرة الكونية ‪ ،‬فلكل لغة‬
‫طريقتها يف تقطيع العادل اخلارجي كما يشَت إذل ذلك اللساين الداظلاركي لويس هيلمسليف يف‬
‫استشهاده بألواف قوس قزح من حيث اختبلؼ اللغات يف ربديد عددىا ومن مث التعبَت عنا بوسائط‬
‫عبلمية سلتلفة‪ ،4‬غَت أنو من ادلمكن أف تشًتؾ صباعات سلتلفة ثقافيا يف لغة واحدة‪ ،‬كما ؽلكن أف توجد‬
‫لغات سلتلفة ظلطا ثقافيا مهيمنا يف صباعات سلتلفة ‪ ،‬لقد ذكر سابير يف أوائل القرف العشرين ‪ ،‬أف اللغة‬
‫واجلنس والثقافة‪ 5‬ليست بالضرورة متبلزمة ‪ ،‬إالّ أف ىذا ال يعٌت أف ال تتبلزـ أبدا ‪،6‬وكتب سومارفليت‬
‫يف ىذا فقاؿ‪:‬إف اللغة ظاىرة اجتماعية ‪ ،‬والتغَتات اليت تعرفها ىي أيضا ذات طابع اجتماعي لكن ىذا‬
‫ال يعٍت أف ىناؾ تقاببل بُت البنية اللغوية واجملتمع الذي يستخدـ ىذه البنيات كوسيلة للتواصل ‪،‬إف البنية‬
‫اللغوية ؽلكن أف تبقى على حاذلا من غَت تغيَت بالرغم من التغَتات الثورية اليت ؽلكن أف ربدث يف‬
‫األظلاط الثقافية واالجتماعية‪ ،7‬كما يقررسابير يف سياؽ آخر أف العادل احلقيقي للفرد يتحدد بتلك‬
‫العادات اللغوية ادلختلفة بالضرورة عن أخرى يف أنظمة اجتماعية سلتلفة لغويا عن نظامو اخلاص ‪،‬ويف‬
‫ىذا السياؽ يستوقفنا رأي وورؼ األمريكي الذي يقرر أف اللغة ليست رلرد وسيلة للتعبَت عن األفكار‬
‫بل ىي نفسها اليت تشكل تلك األفكار‪، 8‬ولعل ىذه الفكرة ىي نفسها اليت عرب عنها جوزيف‬
‫فندريس بقولو ‪:‬إف الكبلـ يفتح العادل ادلغلق يف حياتنا الداخلية ‪ ،‬ويسمح لنا باخلروج عنو؛إنو مبدع‬
‫وصانع احلياة االجتماعية‪ ،9‬واللغة نفسها ىي ادلرشد إذل الواقع االجتماعي ‪ ،‬إهنا تؤطر بالقوة تفكَتنا‬
‫صبيعا‪ ،10‬كما تشَت رلموعة اآلراء اللسانية ادلنسوبة للتيار الوظيفي يف اللسانيات احلديثة إذل عمق الصلة‬
‫‪3‬‬
‫بُت اللغة والسياؽ الثقايف واالجتماعية إذ ال ؽلكن أف ربلل الظواىر اللغوية نفسها دبعزؿ عن العامل‬
‫االجتماعي ‪ ،‬كما ال ؽلكن التكهن باألدوار اللغوية للعبارات وادللفوظات يف التخاطب اليومي باالكتفاء‬
‫بالوصف البنيوي الشكلي أو التوزيعي ‪ ،‬لقد ذىب ماثسيوس رائد حلقة براغ اللسانية إذل أف جذور‬
‫اللغة سبتد إذل البٌت االجتماعية بكافة أشكاذلا من ذلك مثبل أساليب احلديث ادلختلفة واليت تشي يف‬
‫اختبلفها بتنوع ادلستوى االجتماعي والثقايف والفكري واأليديولوجي للمتحدثُت ‪ ،‬كما أف اللغة هتدؼ‬
‫باألساس إذل نقل ادلشاعر والرغبات اخلاصة اليت تغلف العبارات ادلنطوقة حبكم االنتماء إذل البيئة ادلائجة‬
‫بشىت ادلعطيات الثقافية والدينية والفلسفية‪،11‬فمن إفرازات البيئة االجتماعية العربية‪-‬مثبل‪-‬قوؿ العريب‬
‫واصفا حالة االنبساط النفسي الناذبة عن الطمأنينة ‪ :‬ىذا حدث أثلج الصدور ‪ ،‬بينما يواجو الفرنسي‬
‫احلالة النفسية نفسها بتعبَت مغاير سباما‪.‬وعلى صعيد البحث األنثروبولوجي يشَت مالينوفسكي العادل‬
‫البولندي الذي كاف لو التأثَت الكبَت يف نظرية فيرث السياقية يف كتابو الشهَت احلدائق الساحلية وسحرىا‬
‫)‪ (Coral gardens and their magic‬أنو من الصعوبة دبكاف ترصبة ما يتعلق بالعادات‬
‫والتقاليد من مفاىيم وتصورات خاصة إذل لغة أخرى‪ ،‬فهي أنساؽ تند عن التعبَت اللغوي خلصوصيتها‬
‫ادلطلقة ‪،12‬كما صلد تأكيدا على سبازج البنية اللغوية وادلكوف الثقايف عند مؤسس النحو‬
‫النظامي)‪ (systemic grammar‬مايكل هاليدي وخبلصة رأيو ‪:‬أف االختيارات اللسانية‬
‫المتاحة في نظاـ لغوي ما هي التي يعوؿ عليها المتكلموف للتعبير عن أفكارهم وأحاسيسهم‬
‫المرتهنة بالثقافة االجتماعية السائدة ‪ ،13‬كما يؤطر احلدث اللغوي بالعادات واألعراؼ االجتماعية‬
‫وادلوروث الشعيب حبسب وجهة نظر ديل هايمز‪.‬‬
‫‪-2‬اللغة والهىٌة‬
‫أحاوؿ االبتداء يف ىذا السياؽ بطرح سؤاؿ مهم كاف قد طرحو أحد الغربيُت يف كتاب عنوانو‬
‫هستريا الهوية ‪،‬وىو ‪ :‬من أنا ؟ومن الطريف أف يسعى يف اإلجابة على سؤالو إذل تأكيد ادلفارقة بُت‬
‫غَت موضوعو بفعل مد العودلة من ادلساواة والعدالة اليت‬
‫ادلساواة والتميز ‪،‬مشَتا إذل أف الفكر األوريب قد ّ‬
‫طادلا حبث عنها خبلؿ عصر النهضة إذل الرغبة يف أف يستقل الفرد عن غَته بعدما كاف علو السعي إذل‬
‫أف يكوف مثل غَته ‪ ،‬وىذا سباما جوىر اذلوية ‪ ،‬واليت تبدو بنية موروثة يف الضمَت اجلمعي ‪ ،‬متجذرة يف‬
‫الذات بعمق على حد تعبَت ديوؿ ريكور إال أف ىذا البعد الوراثي للهوية يف عبلقتها مع الذات ال غلب‬
‫على اإلطبلؽ أف ػلجبها عن الواقع مث يأسرىا بقيود ادلاضي فتنغمس فيو بعيد عن اللحظة الراىنة ذلك‬
‫‪،‬أف استناد إذل ادلقوـ الًتاثي بأبعاده الثقافية واللغوية غلب أف يكوف دافعا إذل العمل ادلستقبلي وادلشاركة‬
‫الفاعلة يف صناعة احلضارة العادلية ‪ ، 14‬وبالتارل سيكوف ادلثقف العريب مطالبا بالتمييز بُت موقفُت‬
‫متناظرين أحدعلا يشي باالتكاء على احلمولة الثقافية ادلاضوية ‪ ،‬اتكاء سلبيا ‪،‬وثانيهما مستند إليها‬
‫استنادا إغلابيا ليصوغ منها حاضره وغده بوعي أصيل‪،‬لقد وقعت األجياؿ يف مأزؽ صعب دل تسطع‬
‫‪4‬‬
‫الفكاؾ منو ‪ ،‬ال أجد لو صياغة لغوية تعرب عنو غَت استحضار النص الًتاثي نفسو ‪ ،‬فقد عرب التوحيدي‬
‫عن مأزؽ االستبلب والتبعية لآلخر‪ :‬لقد أشكل على اإلنساف اإلنساف‪ ،‬فما كاف منا إال أف جردنا‬
‫سبلحنا األخَت ‪،‬متّخذينو مًتاسا يف اآلف نفسو‪ ،‬وقلعة ضلتمي هبا ذلكم ىو الًتاث الذي احتمينا بو منذ‬
‫سقوط األندلس وسقوط بغداد وسقوط اخلبلفة!!‪ ،‬فما كاف من ىذا االحتماء القصيب إال أصلعل الذات‬
‫العربية زبسر حاضرىا ومستقبلها وماضيها يف اآلف نفسو‪ ،‬غَت أف ىذا ال يعٍت إحداث انقبلب على‬
‫الذات دبهاصبة ىذه القلعة التعيسة اليت احتمى هبا كل نادب ومندوب‪ ،‬وزلاولة ىدمو من الداخل ‪،‬أو‬
‫نقبها سرا كما فعلت يأجوج ومأجوج نتيجة شعور مستلب بالذنب‪ ،‬كما فعلت طلب التجديد احلديث‬
‫يف وطننا حبجة االندماج يف احلداثة مث أخَتا العودلة‪ ،‬مزينة ذلا اذلبلؾ يف صورة تضحية أو فناء يف الذات‬
‫الغربية‬
‫‪-3‬عالمٍة اللغة العربٍة‪ :‬بناء الهىٌة والتحاور مع لغة اَخر ‪:‬‬
‫إف احلديث عن اللغة العربية العادلية يتنزؿ يف سياؽ معايشتها للغات أجنبية تنافسها يف العطاء‬
‫احلضاري بوجهيو الثقايف والتكنولوجي ‪ ،‬وىذا يتطلب منها احتواء لكثَت من األنساؽ الصوتية والًتكيبية‬
‫ضمانا لتحقق التكيّف البنوي وادلعريف يف وسط راىن متعدد الثقافات تؤطره فلسفة العودلة ‪ 15‬اليت تقضي‬
‫يف مسارىا احلتمي باستيعاب كل األنساؽ غَت القادرة على اإلسهاـ يف احلراؾ احلضاري العادلي ‪،‬ودلا‬
‫كاف القرف احلارل تراكما دلنجزات معلوماتية رىيبة تعاين اللغة العربية ربديات جد معقدة ال ينفع معها‬
‫إعداد متكلم عريب أحادي اللغة ‪ ،‬بل البد أف تنصرؼ جهود ادلؤسسات العلمية والتعليمية إذل نشر‬
‫معرفة لسانية متعددة تعرب عن االختبلؼ اللساين ادلعيش ‪ .‬والربط بُت الغرض التبليغي للغات والبعد‬
‫التداورل ذلا فتتحوؿ اللغة العربية جبهود العاملُت إذل وسيلة نقل معريف يف إطار حركة الًتصبة اآللية العادلية‬
‫‪،‬وترقية الكفاية اللسانية بالقدر الذي يؤىلها إذل أف تكوف قادرة على اإلنتاج واإلبداع ‪، 16‬وسيكوف ىذا‬
‫الضماف الوحيد الستمراريتها يف العادل احلديث كلغة حية ذبمع بُت الوظيفتُت التواصلية ‪-‬وىذا أمر‬
‫تشاركو فيها صبيع اللغات ‪-‬والوظيفة احلضارية كوعاء إلنتاج الثقافة وادلعرفة واستقباذلما يف إطار حوار‬
‫األنا مع اآلخر ‪،‬ذلك أف العودلة يف رأي بعض ادلفكرين ليست قسرا على األمريكاف واللغة اإلصلليزية فقط‬
‫إذا كاف للغات األخرى حضور فعلي فالعودلة وقائع واصلازات وإمكانات موضوعة برسم البشر أصبعُت‬
‫‪،‬ؼ‬
‫‪،17‬وأىم ما ؽليّزىا كوهنا عملية مستمرة من التغيَت احليوي يف رلاالت عديدة ‪،18‬وىذا التصور يقود إذل‬
‫إمكاف احلديث عن شراكة لسانية بعيدا عن روح اذليمنة و االحتواء اليت سبارسها العودلة اجلديدة‬
‫ادلكرسة لسياسة التحويل اؿؽسري لؤللسن ضلو لساف واحد ورفضا دلبد أ التنوع اللساين يف العادل ‪ ،‬وسعيا‬
‫حثيثا ضلو تنميط الفكر اإلنساين ليقبع خالدا يف سجن العبودية األمريكية وادلركزية الغربية‪،‬وردبا ىذا ما‬
‫قصده رئيس صبهورية فرنسا يف خطاب ألقاه يوـ ‪ 14‬يوليو ‪ 1998‬دعا فيو إذل ضرورة انفتاح‬
‫ادلؤسسات التعليمية على التعدد اللغوي دبا يضمنو من تنوع ثقايف ؽلكن أف يكوف ضمانا مهما‬
‫‪5‬‬
‫للتصدي دلخاطر العودلة الثقافية‪،‬ويف ىذا اإلطار سخرت احلكومة الفرنسية إمكانيات ىائلة لتحقيق‬
‫صلاعة تعليم ونشر الفرنسية برعاية األكادؽلية الفرنسية واللجنة العليا لحماية الفرنسية ‪،19‬كما دعا‬
‫االرباد األوريب إذل العناية بتعليم اللغات بشكل جدي ‪،‬متخذا سنة ‪ 2001‬سنة للّغات يف كامل أوربا‬
‫تكريسا للغاية نفسها ‪ ،20‬بل ضمنت السياسة األمريكية العناية بالتعليم متعدد اللغات يف قانوف‬
‫ب ظة لو ‪21،‬ويف ظل مد العودلة أضحت العربية ادلستهدؼ األوؿ يف‬
‫‪ 1968‬على الرغم من التكلفة اؿاه‬
‫ىذه اذلجمة خباصة وأ ّف دعاة العودلة األمريكية الينفكوف يقرنوف اإلرىاب بالثقافة اإلسبلمية اليت سبثل‬
‫العربية وعاءىا ‪ ،‬والتعريب وسيلتها األساسة‪. 22‬‬
‫إف مواجهة ىذا التحدي يكوف بالتّفعيل داخل منظومة العودلة ذاهتا دوف التخلي عن‬
‫اخلصوصية احلضارية ‪23‬بدءًا بإصبلح منظومة التعليم العريب وتعليم اللغات ويف مقدمتها العربية للناطقُت‬
‫هبا وكذا لؤلجانب مث إنتاج الكتاب العريب لقرائو يف لغتو وترصبتو كمرحلة الحقة أي البدء ببناء الذات‬
‫اللغوية زلليا وخلق روح احلوار اإلغلايب مع اللغات يف بيئة اللغة العربية مث االنفتاح على الغَت وفق‬
‫استَتاجيات بناء الذات دوف الذوباف يف اآلخر وذلك وفق منطلقُت أساسُت أوذلما ‪:‬‬
‫التخلص تدرغليا من ضبولة ادلاضي يف الطريقة واذلدؼ وبعض ادلمارسات التنظَتية ‪،‬ولعل أسلم طريق‬‫أف يندمج التفكَت النحوي الًتاثي يف النظرية اللسانية احلديثة فيكوف جزاء أساسيا منها ورافدا ال ينضب‬
‫جملراىا السريع وترسيخ ىذا االساس يف األذىاف ‪.‬‬
‫أما ثانيهما فضرورة الدخوؿ بقوة يف اإلبداع اللغوي من خبلؿ التأليف أوال مث الًتويج للكتاب يف لغة‬‫التأليف مث الًتصبة باستحداث وسائل نوعية يف الًتصبة العربية ونشر ثقافتها ‪،‬والًتويج ذلا بوصفها لغة‬
‫تقل كفاءة عن غَتىا من اللغات ‪،‬وىذا ما ؽلكن ع ّده عن طريق‬
‫مهمة يف التواصل ادلعلومايت احلديث ال ّ‬
‫القياس اللغوي عوربة ‪،‬ويف سبيل ذلك غلب أف تبذؿ أمواؿ طائلة وبسخاء إلصلاز ادلشاريع اللسانية اليت‬
‫ذبمع الذخَتة اللسانية ‪ 24‬العربية وتطورىا وهتذيبها دبا يساير التدفق اذلائل للمعرفة اإلنسانية ‪،‬بعيدا عن‬
‫ثقافة إنشاء ادلؤسسات يف مناسبات بعينها ال زبتلف كثَتا عن مقامات التأبُت والتّشييع اجلنائزي‪.‬‬
‫إف البعد التطبيقي يف ادلمارسة الًتصبية للكتاب العريب بلغتو العربية يف شراكتها اللّسانية للغات‬
‫عادلية أخرى كاإلصلليزية والفرنسية واألدلانية والروسية واليابانية واإليطالية غلب أف يكوف مدعما برؤية‬
‫مستقبلية متجددة ومطلعة على عدد من التجارب التعليمية الرائدة يف العادل بعيدا عن الدوافع‬
‫األيديولوجي يكوف علها األساس الًتكيز على ربط الوجود اللساين العريب بالوجود احلضاري لؤلمة سعيا‬
‫ة‬
‫لتحقيق الوعي بالذات ومعرفة اآلخر وإمكانات التعايش معو ‪،‬وربقيقا ذلذا التصور الب ّد من ضرورة‬
‫االستفادة من الوسائل احلاسوبية والتنسيق مع اجلامعات وادلراكز الثقافية داخل الوطن العريب وخارجو‬
‫‪6‬‬
‫بدرجة أكثر تأكيدا على تيسَت وتعميم وترقية استعماؿ ىذه اللغة على أف تكوف ىناؾ إرادة جادة من‬
‫لدف اجلميع ليتحوؿ ىذا ادلطمح الوجودي وادلصَتي بكثَت من التضحيات إذل حقيقة معيشة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الكتاب العربً والمتغٍر الحضار ي‬
‫إف الوقوؼ على أزمة اللغة العربية يف عبلقتها بالثقافة والًتاث والواقع يف تأليف الكتاب وترصبتو‬
‫ينطلق من زلاولة اإلجابة على تساؤلُت مهمُت علا‪:‬‬
‫أ‪-‬ما ىو مصَت اللغة العربية يف ظل عودلة الثقافة وثقافة العودلة ؟‬
‫ب‪-‬كيف السبيل إذل إحداث قفزة نوعية لًتقية ترصبة الكتاب يف لغتو العربية وجعلها لغة عادلية يف ظل‬
‫ىذه التحديات الكربى ؟ وينطوي ربت ىذا السؤاؿ األصورل سؤاؿ ثانوي ىو ‪:‬ىل ؽلكن أف نعد العربية‬
‫اليوـ لغة عادلية حقا؟وبين العالمية والعولمة بوف شاسع‪.‬‬
‫وقبل اإلجابة على ىذين السؤالُت البد من اإلقرار بأ ّف اللغة العربية اليوـ تعاين غربة اجتماعية بُت‬
‫الناطقُت هبا عن قصد وغَت قصد ‪،‬وكاف من نتاج ىذه الغربة االجتماعية ظهور غربة ثقافية للذات‬
‫العربية وأزمة يف تفكَت اإلنساف العريب ‪،‬وطريقة رؤيتو لآلخر ‪25‬يف عادل متداخل من اللغات‬
‫واإلديولوجيات والقيم ‪،‬وبات من القدر احملتوـ أف يعاين الناطقوف هبذه اللغة من ويبلت التهميش يف‬
‫ركب التقدـ العلمي الزاحف ‪،26‬ومن ىنا يظهر أنو ليس من السهل الدفع بالعربية إذل ساحة مواجهة‬
‫غَت متكافئة مع لغات أخرى تسيطر على حلبة الصراع الثقايف وادلعريف والتكنولوجي لذلك يتحتم على‬
‫النخب أف تعمل على إغلاد حلوؿ جريئة لبعض ادلشكبلت ادلبدئية تتعلق ب‪:‬‬
‫‪-1‬كذا اإلسراع يف ضبط خطة تنموية صارمة مهمتها تنقيح اجملموع من ألفاط احلضارة وادلصطلحات‬
‫ادلختلفة وإغلاد آلية إجرائية تعمل على تعميم استعماؿ ىذه الثروة يف التعليم والتكوين ‪ -‬إ ّف بقاء وعطاء‬
‫العربيةمن خبلؿ كتب ادلعرفة على اختبلؼ مصادرىا يقتضي أوال تفعيل اجلهود الفردية اإلبداعية‬
‫وتشجيعها صباعيا‪.‬‬
‫إف احلالة اللغوية للجالية العربية يف الببلد الغربية اإلسبلمية من خبلؿ إنتاج وترصبة الكتاب يسمح‬‫بإعطاء صورة مشرقة عن عن عادلية اللغة العربية يف زليط خليط من اللغات ادلتباينة ‪، 27‬والثقافات اخلاصة‬
‫‪،‬والظاىر أف حاجات ىذه الفئة زلكومة بضرورتُت أوالعلا دينية وثانيهما حضارية ‪،‬وردبا سبكنا بروح‬
‫متفائلة من ربويل احمليط العريب واإلسبلمي إذل ظلوذج ناجح لعوربة اللغات بأف يعمل الناطقوف بالعربية‬
‫يف تلك الببلد على تثبيت العربية ونشرىا بإنتاج الكتاب العريب وترصبتو من وإذل اللغات األخرى ‪.‬‬
‫احلل مرجعها األساس حالة الضياع اليت تعيشها‬
‫إف صبلة من العقبات غَت اللسانية تن ّد عن ّ‬
‫األمة يف صبيع ادلستويات‪ ،‬لعل أعلها ادلشكلة االقتصادية ‪،‬وما ترتب عنا من تبعية لآلخر الذي استغل‬
‫‪7‬‬
‫الوضع الراىن إذل أبعد حد فراح ؽللي شروطو ببل ىوادة إمعانا منو يف اذليمنة وبسط النفوذ‪ ،‬واحلقيقة أف‬
‫سلفنا تنبو إذل ماغفلنا عنو زمنا إذل ارتباط اللغة بالعمراف والغلبة فهذا ابن حزـ األندلسي (ت ‪ 654‬هػ)‬
‫يربط الوجود اإلنساين بالوجود اللغوي ‪،‬مقررا أف اللّغة يَسقط أكثرىا ويػَْبطل بسقوط دولة أىلها ودخوؿ‬
‫أخبارىا قوةُ دولتها ونشاط أىلها وفراغهم‪ ،‬وأما من‬
‫غَتىم عليهم (‪ )...‬فإظلا يقيّد لغة األمة َ‬
‫وعلومها و َ‬
‫عدوىم (‪ )...‬فمضمو ٌف منهم موت اخلواطر‪ ،‬وردبا كاف ذلك سببا لذىاب‬
‫تلفت دولتهم وغلب عليهم ّ‬
‫لغتهم (‪، )...‬وىذا موجود بادلشاىدة ومعلوـ بالعقل ضرورة ‪.28‬ويف السياؽ نفسو يتنزؿ موقف ابن‬
‫خلدوف (ت ‪ 808‬ىػ) الذي صاغو قانونا كونيا ثابتا إذل حد بعيد من خبلؿ ربطو بُت اللغة والعمراف‬
‫البشري ؛فغلبة اللغة بغلبة أىلها‪ ،‬وأف منزلتها بُت اللغات صورة دلنزلة دولتها بُت األمم‪.‬ومن ىذا ادلنطلق‬
‫الًتاثي ندلف إذل احلقيقة احلاضرة‪.‬‬
‫أما مسألة الهوية فهي األكثر تعقيدا فبعضهم دل يفصل فيها إذل اآلف ‪ ،‬بل الغريب أننا أصبحنا‬
‫حل زلل اذلوية الوطنية تغذيو بعض اآلراء ادلتطرفة الداعية إذل اهتاـ التاريخ ‪،‬‬
‫نشاىد صراعا طائفيا ّ‬
‫والتشكيك يف الكفاءة اللغوية للعربية لصاحل اللهجات احمللية والدعوة إذل االرسباء بُت أحضاف اآلخر دوف‬
‫قيد أو شرط ‪،‬فاتسع الشرخ بُت الذات وىويتها اللغوية‪، .‬وىنا البد من التذكَت بنقطة مهمة أفادنا هبا‬
‫د‪.‬عبد السالـ المسدي ملخصها رفض عد العاميات وسيطا ثقافيا موازيا للغة العربية باؿرغم من كوهنا‬
‫شقيقا طبيعيا مايلبث أف يتحوؿ إذل عدو إيديولوجي بكل قيمو السلبية الناسفة ‪ 29‬وكذا اللغات العادلية‬
‫ادلستعملة يف نفس النطاؽ اجلغرايف ‪،‬وجعل ادلتكلمُت يركزوف على اللغة العربية احلية شلثلة يف العاميات‬
‫ادلنتشرة ىنا وىناؾ إذل درجة توظيف ىذه األنظمة يف ادلمارسة الرمسية يف الصحافة والكتابة والتدريس‬
‫دبختلف مستوياتو من اإلعدادي إذل اجلامعي‪،‬باإلضافة إذل انتشار األمية خباصة بُت الباؿغُت‪ 30‬لذا‬
‫اليتوقع أف يتعلم اآلخر العربية والذات العربية عاجزة عن ربقيق ذلك لنفسها ‪،‬ناىيك عن حالة‬
‫االستبلب احلضاري والشعور باذلزؽلة أماـ اآلخر وزلاولة ازباذ ذلك مربرا للتبعية الثقافية واللسانية‬
‫واإلدعاء الواىم بالسقوط يف ىوة العودلة ‪.‬‬
‫إ ّف اإلشكالية اللغوية يف الوطن العريب ملخصة يف ربييد العربية عن أداء دورىا التواصلي يف‬
‫التنمية ومعادالت األرقاـ يف عادل ادلاؿ واألعماؿ وىذا ظاىر من واقع الًتصبة و التعريب يف‬
‫االقتصاديات العربية صبلة ‪،‬وىذا ما أسس لذىنية سلبية ترى يف العربية رلرد واقع اجتماعي قائم‬
‫المناص منو‪،‬بل نذىب بعيدا إذل حد ع ّدىا مَتاثا تركو اآلباء واألجداد ال ؽلكن أف ؽلثل عادل اليوـ‬
‫بإصلازاتو وابتكاراتو وذباوزا لكثَت من التناقضات يف إطار ترقية التعليم اللغوي البد من استثمار مناىج‬
‫وطرائق التدريس احلديثة يف اللسانيات التطبيقية يف تعليم العربية أل ّف ىذه الطرائق تأخذ بعُت العناية‬
‫االختبلفات اجلوىرية بُت ادلتعلمُت ورغباهتم وميوذلم وكفاءاهتم ومهاراهتم وثقافاهتم ‪،‬وألهناا تركز عما‬
‫يسمى بادلتكلم ادلفًتض ‪،‬كما أف ىذه الطرائق احلديثة تسعى إذل بناء أشكاؿ اتصالية بُت ادلتعلم للغة‬
‫‪8‬‬
‫وادلعلم ذلا من خبلؿ الًتكيز على كفايات ومهارات ادلتعلم نفسو ‪،31‬باإلضافة إذل ضرورة اإلفادة من‬
‫‪32‬‬
‫اللسانيات لئلجابة عن كثَت من األسئلة ادلتعلقة خبصائص النظاـ اللغوي وإمكاف تداخلو مع آخر‬
‫وكيفية االستفادة من ىذا التداخل وتوجيهو وجهة الشراكة ال التناقض يف عملية تعليم اللغة العربية‬
‫واللغات األجنبية يف اآلف نفسو‪، 33‬ويف ىذا اإلطار ؽلكن اإلشارة إذل أنو ومن بداية القرف العشرين اذل‬
‫مز األبلغ يف معضلة اللقاء بُت األنا واآلخر ‪،‬وشبرة ذلك أف‬
‫الر َ‬
‫هنايتو كانت ادلسألة اللّغوية يف الفكر العريب ّ‬
‫انربى بعض اللغويُت يصاىروف بُت الًتاث والعلم اجلديد ادلعروؼ يف الغرب باللسانيات‪ ،‬ىذا العلم‬
‫يدرس يف ادلؤسسات العلمية اجلامعية بوصفو أىم ميداف لدراسة اللغة العربية دراسة علمية نظرية‬
‫وتطبيقية ‪،‬وكانت األزمة يف كيفية التوفيق بُت الًتاث وما جاءت بو اللّسانيات ادلعاصرة ‪،‬وىذا مظهر‬
‫آخر من مظاىر انشطار الذات على نفسها يف ضوء موقفها من اآلخر وعبلقة ذلك باذلوية اليت تلبست‬
‫بالًتاث فأصبح ىو ىي عند السواد األعظم من الناس ‪ 34‬ويف ىذا السياؽ أرى أنو من الضرورة ادللحة أ ف‬
‫زبلص الرؤية العربية واإلسبلمية من وىم الصفاء الذي عكر صفو العبلقة مع اللغات األخرى على‬
‫الرغم من أف القرآف ظلوذج العربية الراقي يستوعب التعدد اللغوي واخلصوصيات الثقافية يف ضوء مبدأ‬
‫العادلية‪، 35‬كما أف القدماء أنفسهم رفضوا ىذا الوىم وقد نص ابن حزـ األندلسي على ىذا بقولو ‪:‬‬
‫‪...‬وقد توىهم قوـ يف لغتهم أهنا أفضل اللغات‪،‬وىذا ال معٌت لو ألف جوه الفضل معروفة‪،‬وإظلا ىي بعمل‬
‫أو اختصاص ‪،36...‬وىذا التصور ىوا لذي ضمن بقاءىا متعايشة مع لغات أخرى ‪. 37‬إف البحوث‬
‫العلمية أثبتت بطريقة جلية انو كلما كانت لغة من اللغات متمكنة يف أىلها وحافرة يف أعماؽ أىلها‬
‫االنتماء الذي الػليد كلما كاف تفتحهم على لغات غَتىم سببا يف تقوية عبلقتهم مع لغتهم وكلما‬
‫كانت ىذه العبلقة مبنية على التعصب غَت ادلدفوع بأىداؼ خدمة اللغة كلما ىوت ىذه العبلقة وكاف‬
‫االنصراؼ عنها إذل غَتىا والتنصل منها أسرع وكاف تسرب الضعف إليها وإذل غَتىا من اللغات أمكن‬
‫وىو حاؿ أجياؿ العربية اليوـ فبل العربية أتقنوىا والغَتىا من اللغات سبكنوا منها ‪.‬‬
‫‪ -5‬الهىٌة اللغىٌة العربٍة ودور الترجمة فً تفعٍلها‬
‫إف الًتاجع عن اختيار الًتاث العيب يف استَتاذبيات ترصبة الكتاب يف الفًتة األخَتة‪-‬يف نظري‪-‬‬
‫حلساب التأليف ادلعاصر ادلتشبع بروح الغرب يف ميادين اللغة واألدب والثقافة بوجو عاـ ذلو دليل ىزؽلة‬
‫وقبوؿ دبنطق اآلخر الداعي إذل تغييب الذات بدعوى اإلصبلح‪،‬علما أنو ‪-‬أي اآلخر‪ -‬كاف قد امتلك‬
‫ناصية تراثو فحاوره ونقد أنساقو الداخلية ربليبل وتركيبا ‪ ،‬مث صاغ وجوده احلديث معرفيا ومنهجيا اعتمادا‬
‫عليو يف عبلقة ضبيمة مع متطلبات اللحظة الراىنة ‪،‬وردبا ال أكوف مغاليا إذا قلت بأف اللحظة الغربية‬
‫‪9‬‬
‫الراىنة دبا ربيل عليو من منجزات يف صبيع األصعدة ويف مقدمتها األنظار اللسانية ادلختلفة ذلي وليدة‬
‫عملية تفريعية واشتقاقية من اللحظة الًتاثية شلثلة يف الفكر األرسطي واألفبلطوين والتيار العقبلين يف‬
‫القروف الوسطى‪،38‬إال أف أصنافا من الباحثُت يف الضفة الشرقية ألوربا رأوا أف النجاة كلها يف اقتفاء أثر‬
‫ىذه اإليديولوجيا اجلديدة وما تطرحو من أفكار ومناىج ونظريات‪،‬دوف رعاية لبلختبلفات ادلتكررة واليت‬
‫تصل إذل حد التناقض بُت مكونات ىذه اإليديولوجيا ‪،‬وشلا أسفر عنو يف درسنا اللغوي ادلعاصر –مثبل‪-‬‬
‫االقتبلع اخلاطئ للنظريات اللسانية الغربية وأفكارىا النظرية ومناىجها التحليلية ‪ ،‬وزلاولة زرعها يف تربة‬
‫غَت سلصبة ‪ ،‬ليست تربتها األصلية بدعوى أف ادلناىج ال تعرؼ احلدود اجلغرافية وأهنا عادلية كعادلية‬
‫الفكر البشري ىكذا تًتاءى رل دعوات بعض اللغويُت العرب يف ادلشرؽ وادلغرب العربيُت يف ىذا السياؽ‬
‫‪.‬‬
‫‪-6‬مستقبل الترجمة إلى اللغة العربٍة‬
‫إ ّف النظر إذل اللغة العربية يف زحاـ العودلة بالقدر الذي يأسف فيو على تراجعها احلضاري‬
‫‪،‬ولذلك أسباب مستقلة عنها من حيث ىي لغة طبيعية ال يفارقو التفاؤؿ وىو يتطلع إذل اآلفاؽ‬
‫ادلستقبلية بإمكاف اللحاؽ بركاب اللغات العادلية يف إنتاج ادلعرفة هبا مث انتشارىا و ترصبتها‪ ،‬على أ ّف‬
‫واقعها الراىن يعكس احتبلذلا دلوقع مقبوؿ نوعا ما إذا قيس بالتدين االجتماعي لؤلمة ؛فهي مستعملة‬
‫رمسيا يف التعليم دبختلف أطواره يف أغلب الدوؿ العربية ويف زبصصات دقيقة وعلمية ويف احملافل الدولية‬
‫تروج ذلا ‪ ،‬كما‬
‫‪،‬وذلا مواقع مهمة على الشبكة الدولية للمعلوميات‪ ،‬وذلا وسائل إعبلمية وأقمار فضائية ّ‬
‫أف الثّقافة العادلية يف إطار حركة الًتصبة ال تنفك تعتٍت بًتصبة اآلداب ادلكتوبة هبا ‪،‬واستماذلا وسيلة‬
‫تبليغية يف ادلسرح والسينما والصحافة ادلكتوبة وادلرئية احمللية منها والعادلية وىذا أمر يبعث على التفاؤؿ‬
‫دوما ‪.‬‬
‫‪-7‬و صف واقع حاؿ ترجمة الكتاب العربي‪:‬‬
‫ إف حركة ترصبة الكتب من و إذل العربية تغلب عليها العفوية و ال ينظمها التخطيط احملكم‪ ،‬أي ليس‬‫ىناؾ سياسة زلكمة للغايات و األىداؼ ‪ ،‬فأي مشروع إنتاجي يصاحبو تصور ابستمولوجي غلدد‬
‫ادلسار و اذلدؼ‪.‬‬
‫ قاعدة العمل الًتصبي تبٌت على تكوين كفاءات يف ترصبة الكتاب العريب وفق تقنيات و معايَت دقيقة‬‫‪10‬‬
‫ضخامة اإلنتاج ‪ ،‬فنحن نًتجم كل شيء و أي شيء و األحرى بنا أف طلتار ما نًتجم و ذلذا نطرح‬‫حبدة مسألة معايَت اختيار الكتاب العريب يف إطار عادليتو و نبدأ بػ‪:‬‬
‫ترصبة أمهات الكتب للتعريف بالًتاث العريب من خبلؿ خطة عادلية الكتاب العريب‪.‬‬‫ترصبة كتب السياسة للتعريف بالقضايا احلساسة للوطن العريب (فلسطُت مثبل)‬‫باعتبار الًتصبة جسر عبور الثقايف و سند حضاري ىاـ ندعو إذل تسخَت الًتصبة خلدمة ىذا ادلطمح‪.‬‬‫مرت الًتصبة العربية دبراحل ىامة تقع بُت التأسيس و ادلباشرة‪.‬‬‫تنفيذا دلبادئ ميثاؽ اجلامعة العربية منذ عاـ ‪( 1945‬يف رلاؿ ادلعاىدة الثقافية) حيث ربيلنا على مادة‬‫تؤكد تنشيط اجلهود العربية لًتصبة عيوف الكتب األجنبية القدؽلة و احلديثة و تنظيم اجلهود و تنشيط‬
‫اإلنتاج الفكري يف الببلد العربية دبختلف الوسائل و من ىنا نبلحظ أف دور الًتصبة يكمن يف التأليف و‬
‫إعادة الكتابة و منذ أنشأت اللجنة الثقافية و ىي دبثابة مؤسبر ثقايف يقوـ على مؤسسات الًتصبة اليت‬
‫اىتمت من البداية بالتأليف و الًتصبة و النشر و ىذا الثالوث مكمل لبعضو ال يقوـ عمود من دوف‬
‫اآلخر و فعبل فقد ذبسد ىذا التكامل بنشأة وحدة الًتصبة يف ادلنظمة العربية للًتبية و الثقافة و العلوـ‬
‫اليت ربركت يف ثبلث اذباىات‪:‬‬
‫ التنسيق و التخطيط‪( :‬و نتج عنها اخلطة القدؽلة للًتصبة)‬‫تكوين ادلًتصبُت (و يرعاه ادلعهد العريب للًتصبة)‬‫إنتاج الًتصبات(برعاية ادلركز العريب للتعريب و الًتصبة و التأليف و النشر)‬‫و نظرا دلكانة اللغة العربية و اعًتاؼ األمم ادلتحدة بعادليتها إقرارا بالدور الذي أدتو و تؤديو يف صنع‬
‫احلضارة اإلنسانية من خبلؿ الًتصبة قدؽلا و حديثا حيث قالت زغريد ىونكة كانت الًتصبة العماد الثاين‬
‫للحضارة اإلسبلمية‪ .‬توجو التفكَت اجلاد إذل تفصيل دورىا زلليا للرنو هبا إذل ادلشاركة احلضارية و إعادة‬
‫البناء احلضاري‪.‬‬
‫‪-8‬دور الترجمة في عالمية اللغة العربية ‪:‬‬
‫إذا كاف من أعلية للًتصبة بالقياس إذل اللغة العربية إضافة إذل فوائدىا ادلعرفية فهي زلك كفاءة ىذه اللغة‬
‫يف نقل األفكار و ابتكار آليات النقل‪.‬‬
‫و من مساءلة اللغات اإلنسانية يف سابق عهدىا و راىنو غلزـ على دور الًتصبة يف إيضاح قوة تأثَت‬
‫العربية و عمقو‪.‬إف مشكلة عادلية اللغة العربية ليست لغوية و إظلا حضارية ىي مشكلة مفاىيمية عادلية و‬
‫"تتضح الصلة بُت اللغة و احلضارة يف رلاؿ التأليف و الًتصبة" ( ‪)39‬‬
‫‪11‬‬
‫وليس أصدؽ من ادلستشرؽ يوىاف فك" حُت قاؿ‪:‬‬
‫"إف العربية الفصحى لتدين حىت يومنا ىذا دبركزىا العادلي أساسيا ذلذه احلقيقة الثابتة و ىي أهنا قامت يف‬
‫صبيع البلداف العربية و ما عداىا من األقاليم الداخلة يف احمليط اإلسبلمي رمزا لغويا لوحدة عادل اإلسبلـ‬
‫يف الثقافة و ادلدينة‪ .‬و لقد برىن جربوت الًتاث العريب اخلالد على أنو أقوى من كل زلاولة يقصد هبا إذل‬
‫زحزحة العربية الفصحى عن مقامها ادلسيطر و إذا صدقت البوادر و دل زبطئ الدالئل فسنحتفظ أيضا‬
‫هبذا ادلقاـ العتيد من حيث ىي لغة ادلدينة اإلسبلمية ما بقيت ىناؾ مدينة إسبلمية‪)40 (...‬‬
‫‪ -9‬فاعلية األثر الترجمي في إحياء اللغة العربية‪:‬‬
‫ال نقصد أبدا أف اللغة العربية ميتة و أف فضل إحيائها يعود إذل الًتصبة إذ ىي مشعل دائم التوىج دلن‬
‫أثار تأثَت الًتصبة على اللغة العريب"أهنا جددت ملكة الكتاب و ادلثقفُت بأف تغلبوا على اللغة‬
‫العادلية"(‪)41‬‬
‫الًتصبة يف التاريخ العريب "موقف ثقايف اجتماعي من ادلعرفة انتاجا و ابداعا و ربصيبل و تأصيبل و‬
‫توظيفا و تداوال‪)42( ".‬‬
‫و السؤاؿ ادلطروح ‪ ،‬ما ىو نصيبنا من الفكر العلمي العادلي (الًتصبة العلمية) ذلك أف الًتصبة تواصل حر‬
‫بُت احلضارات و من منبع ميداين للكتب ادلًتصبة من دليل الكتاب ادلصري لعاـ ‪ 1993‬نأخذ ىذا‬
‫الرقم ‪ 3500‬مؤلف ترجم منها ‪ 25‬يف العلوـ التطبيقية ‪.‬‬
‫ىي جهد ذىٍت للعقل‬‫عدـ االىتماـ باللغات‪.‬‬‫األمية العلمية‪.‬‬‫عدـ وضع خطة لبناء الذات و الرنو إذل العادلية و ربطها بالواقع االقتصادي العادلي‪.‬‬‫مهاـ مؤسسات الًتصبة العربية ‪:‬‬‫ يف اإلمارات العربية ادلتحدة‪ :‬ترصبة الوثائق الرمسية للمحاكم و التوثيق‪.‬‬‫ البحرين‪ :‬الًتصبة العربية اإلصلليزية للخطب و ادلوضوعات الرمسية‪.‬د‬‫ السعودية‪:‬‬‫ترصبة الوثائق احلكومية إذل اإلصلليزية‬‫ترصبة الكتب العربية‬‫‪12‬‬
‫ الكويت‪ :‬عادل ادلعرفة و عادل الفكر رللة العلوـ‪ ،‬قواميس علمية‪.‬‬‫لبناف‪:‬‬‫الًتصبة العلمية يف الصحف اليومية و النشر للقاع اخلاص (الفكري و اإليديولوجي)‬‫ترصبة كتب العلوـ اإلنسانية و األدب و الطب‬‫ترصبة كتب احلاسوب‬‫صناعة قواميس الًتصبة‪.‬‬‫مصر‪:‬‬‫ترصبة ادلعاجم‬‫ترصبة العلوـ االجتماعية( رلبلت اليونسكو)‬‫اجمللس القومي للًتصبة= ألف كتاب يف السنة الشرع يف العمل‬‫ مركز األىراـ (ترصبة و ثقافة األمم ادلتحدة)‬‫سوريا‪ :‬ادلركز العريب للتعريب و الًتصبة و التأليف و النشر (ترصبة ادلخطوطات العربية‪ ،‬ترصبة العلوـ‬
‫التطبيقية)‬
‫توثيق اجلمعية ادلعجمية للعربية لبيت احلكمة‪.‬‬‫ ادلغرب‪:‬‬‫مكتب تنسيق التعريب‬‫مدرسة ادللك فهد العليا للًتصبة ‪ ،‬إعداد كفاءة الًتصبة (تكوين مًتصبُت)‬‫ اجلزائر‪:‬‬‫ادلعهد العارل للًتصبة‬‫كفاءة الًتصبة‪ 100 -‬كتب سنويا‬
‫ندعو إذل إنتاج ادلعرفة (ذبربة الياباف و إسرائيل)‬‫وصف عاـ‪:‬‬
‫‪1970‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪1980‬‬
‫‪13‬‬
‫‪1991‬‬
‫كتب‬
‫سكاف‬
‫كتب‬
‫سكاف‬
‫كتب‬
‫سكاف‬
‫كتب‬
‫سكاف‬
‫إفريقيا‬
‫‪1.5‬‬
‫‪12.4‬‬
‫‪1.7‬‬
‫‪10.9‬‬
‫‪1.5‬‬
‫‪12.1‬‬
‫‪1.5‬‬
‫‪12.3‬‬
‫أسيا‬
‫‪14.4‬‬
‫‪43.2‬‬
‫‪19.3‬‬
‫‪57.8‬‬
‫‪27.1‬‬
‫‪58.8‬‬
‫‪24.9‬‬
‫‪58.9‬‬
‫الدوؿ‬
‫النامية‬
‫‪13.4‬‬
‫‪61.5‬‬
‫‪21.4‬‬
‫‪74.1‬‬
‫‪28.7‬‬
‫‪76.9‬‬
‫‪26.4‬‬
‫‪77.0‬‬
‫أوروبا‬
‫‪47.2‬‬
‫‪16.1‬‬
‫‪46.2‬‬
‫‪10.9‬‬
‫‪43.6‬‬
‫‪9.0‬‬
‫‪46.7‬‬
‫‪9.3‬‬
‫البلداف‬
‫العربية‬
‫‪0.9‬‬
‫‪4.4‬‬
‫‪0.9‬‬
‫‪3.7‬‬
‫‪0.8‬‬
‫‪4.2‬‬
‫‪0.8‬‬
‫‪4.2‬‬
‫جدوؿ (‪ )1‬النسب ادلئوية من توزيع إنتاج الكتب مقرونة بالنسبة ادلئوية من السكاف إذل إصبارل‬
‫العادل‪)43(.‬‬
‫السنة‬
‫إصبارل‬
‫علوـ حبتة‬
‫‪1981‬‬
‫‪225‬‬
‫‪15‬‬
‫‪1982‬‬
‫‪( 72‬دل ترد مصر و‬
‫العراؽ)‬
‫‪-‬‬
‫‪1983‬‬
‫‪(70‬دل ترد مصر و العراؽ)‬
‫‪1‬‬
‫‪1984‬‬
‫‪459‬‬
‫‪26‬‬
‫‪1985‬‬
‫‪( 272‬دل ترد الغراؽ)‬
‫‪23‬‬
‫‪1986‬‬
‫‪(268‬دل ترد العراؽ)‬
‫حوارل كتاب واحد لكل‬
‫مليوف نسمة‬
‫جدوؿ (‪ :)2‬إصبارل الًتصبة يف الوطن العريب ( ‪ 250‬مليوف نسمة)‬
‫إحصاء اليونسكو عاـ‬
‫‪1992‬‬
‫( ‪)44‬‬
‫‪-10‬نحو عالمية ترجمة الكتاب العربي‪:‬‬
‫إف االستجابة دلطلب عادلية الكتاب العريب تقتضي تسطَت خطة دعم معريف يف البلداف العربية و تأسس‬
‫على ما يأيت‪:‬‬
‫أف يكوف للبلداف العربية بناء على تنسيق و تعاوف حقيقي اسهاـ واضح و شليز و قابل للتكامل مع‬‫النسق العادلي للمعرفة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ذبسيد االتفاقيات الثقافية و التعليمية العربية دلختلف ادلنظمات و ادلؤسسات ادلضطلعة بالتأليف و‬‫الًتصبة و حرية انتقاؿ الكتاب‪.‬‬
‫تضافر اجلهود دلواجهة االحتكار العادلي يف إنتاج الكتاب أوال مث توزيعو و ترصبتو‪.‬‬‫الوعي بتمايز عادلية الفكر و عادلية التحوالت و اإلصلازات عن عودلة اذليمنة لصاحل الواحد‪.‬‬‫ضباية االستهبلؾ ادلعريف للكتاب و ذلك باختيار نوع الكتب ادلًتصبة اليت ال زبضع الختيارات فردية‬‫بل تبٌت على رؤية اسًتاتيجية تنموية شاملة‪.‬‬
‫إف اخلوؼ من العادلية يقضي إذل االنغبلؽ و اجلمود ذلذا نرى أف الدعوة إذل تفعيل دور الًتصبة مهم جدا‬
‫و لكن غلب أف يصاحبو اإلجابة على عدد من األسئلة من مثل‪ :‬نًتجم ماذا و دلاذا و كيف؟‬
‫‪-11‬استشراؼ مآؿ ترجمة الكتاب العربي‪:‬‬
‫يرتسم استشراؼ مآؿ الًتصبة استجابة دلتطلبات العصر ادلتزامن مع االنفجار ادلعلومايت و العودلة حيث‬
‫تنبو الساسة و رجاؿ االقتصاد و اجلامعيوف إذل أعلية ربط اأفق ترصبة الكتب بالعربية بتخصصات العصر‬
‫و ىي مهن الًتصبة‪ .‬و من ىذا ادلنطلق نفتح ملف التكوين كفاءة مهن الًتصبة وىو الرىاف الوحيد‬
‫لئلجابة على األسئلة ادلطروحة سابقا ذلك أف التقدـ االقتصادي ىو نتيجة البحث والتكوين‬
‫إف ملف تكوين ادلًتجم يف كفاءاتو ؽلتد إذل عهد الفراعنة و مدارس بغداد و طليطلة إذل غاية انتهاء‬
‫احلرب )‪(FIT‬العادلية الثانية بظهور برنامج التكوين األوؿ عندما تأسست ادلؤسسة الفيدرالية الدولية‬
‫للمًتصبُت‬
‫حيث توصلت إذل وضع اسًتاتيجيات تربط الوضعية االقتصادية و السياسية ادلتغَتة بتغَت مهن الًتصبة‪ ،‬مث‬
‫تطور التنافس األكادؽلي و الثقايف يف مستوى البحث اجلامعي مقًتنا بتكوين مًتصبُت و تراصبة يف‬
‫مستوى خبليا البحث و اإلعداد اجلامعي يف كل من أدلانيا و إسبانيا مث كندا و الواليات ادلتحدة‬
‫األمريكية و إصللًتا‪ ،‬خاصة يف مستوى اصلاز الوسائل ادلساعدة على الًتصبة عرب االنًتنت‪.‬‬
‫لقد قاـ " مايكل كرونن" بتأليف كتاب عنوانو " الًتصبة و العودلة" تطرؽ فيو إذل الدور اجلديد للمًتجم‬
‫و طرؽ إعداده دلهامو يف سوؽ الشغل و استَتاذبيات العمل لربح معركة التفاعل احلضاري‪.‬‬
‫و ذىب " جَتؽلي مينداي " إذل تصور آخر دلستقبل دراسات الًتصبة باعتبارىا نظاما حبثيا متداخبل مع‬
‫أنظمة لغوية و ثقافية غَت زلدودة شلا غلعل فعل االرتقاء بالعمل الًتصبي حقيقة زبرجو من دائرة الحرفية‬
‫و األمانة و العمل المعجمي و المصطلحي إذل البراغماتية و المقبولية و المردودية‪ .‬و قد دعمت‬
‫‪15‬‬
‫ىذا االذباه "سنيل ىورميب" حيث حددت رؤى علم الًتصبة ادلوجهة ضلو ادلنهج ادلدمج ادلشكل لنسيج‬
‫فريد من نوعو يف ظل ادلستجدات الكونية دلهن الًتصبة‪ .‬و من صميم ادلمارسة توصلت النظرية الغائية إذل‬
‫جعل دور ادلًتجم موجها ضلو ادلتلقي و ىو يف حالة مهن الًتصبة ‪ ،‬عرض الزبوف‪.‬‬
‫يف ظبلؿ ذلك تقوؿ " مارلين روز" ‪ " :‬إف الًتصبة و عرض ادلهن يعززاف اإلبداع و مدارستو‪ ،‬باعتبارعلا‬
‫وحدة ضرورية و متكاملة فكبلعلا يقدـ الربح للمًتجم"‪.‬‬
‫إف الشروط اليت تكوف فيها الًتصبة برزخا شفافا جغرافيتو النص و السوؽ‪ ،‬يلتقي فيهما زمنا القراءة و‬
‫الكتابة بالتمثل و ادلنح ىي ذاهتا اليت ذبعل ادلًتجم يسعى إذل تكوين كفاءاتو‪ ،‬لكنو يف صبيع األحواؿ‬
‫يستحضر معارؼ و لغات العمل من أقاصي اآلفاؽ ليشكل هبا خطابات ناجحة تتفاعل مع السوؽ‬
‫لتكوف بعد ذلك الًتصبة شريانا شلتدا ػلمل ادلزج العلمي اجلامعي فيفجر النشاط ادلهٍت‪.‬‬
‫إهنا فعل إضاءة للمشاىد الثقافية الفكرية و مرتع االستهبلؾ اخلبلؽ للثراء و النفع‪.‬‬
‫نتوسم من خبلؿ استشراؼ مآؿ ترصبة الكتاب العريب البدء بألفة البحث يف صباليات الكفاءة الًتصبية‬
‫و توصيفها و تفريعها و اسًتاتيجيات تنميتها و تفعيل دور تشكيل ىذه الكفاءات مث ذبلياهتا يف مهن‬
‫تعرضها السوؽ يف إطار مشاريع تفعيل ترصبة الكتاب العريب وضلتاج فيو باالساس على الوعي الفردي قبل‬
‫اجلماعي ‪..‬‬
‫‪ -‬جماليات ممارسة الترجمػػة‪:‬‬
‫إف طبيعة العمل الًتصبي القائم على ادلمارسة ؼلتلف عن أي نوع آخر إال أنو يتشابو مع احلرؼ يف‬
‫انصهار صاحبها يف التجربة‪.‬فالنحت مثبل يصدر من ذات النفس قبل مادة العمل‪.‬‬
‫لقد قاؿ "جاؾ داريدا"‪ " :‬ما أقبح النصوص دوف ترصبة‪ "...‬إف الثراء و النماء عرب ادلهنة ىو الذي غلعل‬
‫ىذه النصوص صبيلة منصهرة جبماليات التصور و اإلبداع الًتصبي‪.‬‬
‫إف صباليات مهن الًتصبة قرينة بفعل ربويل اإلبداع و تلقيو و صنع تلق آخر‪ ،‬و لن ػلصل كل ىذا إال‬
‫حبصوؿ كفاءة تبٌت عادة يف أربعة حقوؿ من ادلهارات و ىي ( الكفاءة القواعدية و االجتماعية و‬
‫الخطابية و االستراتيجية) ( ‪)45‬‬
‫إذا فصلنا الكبلـ يف صباليات الكفاءة األوذل‪ ،‬فإننا نربطها بالقدرة على التحليل و التركيب أي التشفير‬
‫و فكه‪ .‬أما الثانية فهي قرينة فهم اللغة في سياقها الحالي‪ ،‬و الثالثة وليدة القدرة على بناء وحدة‬
‫الشكل و المضموف يف إنتاج النصوص ادلنطوقة و ادلكتوبة يف إطار السبك و الحبك و التضاـ‬
‫النصي و نقلها إذل مستوى التواصل‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫و تتمثل الكفاءة االسًتاتيجية يف فعل ممارسة المهنة أي التمكن من صباليات التواصل و ربسُت التبليغ‬
‫و تعويض القطيعة مع األصل بسبب نقص كفاءة اللغة حبيث تتحقق معقولية‬
‫الًتصبة بأفعاؿ التواصل يف مستوى فٍت عاؿ و مقبولية ‪.‬‬
‫‪ -‬جماليات التواصل بالترجمة‪:‬‬
‫وزبص مراعاة االستعماؿ حبسب )‪(usage et use‬قاـ " ويدوسن" بالتمييز بُت مصطلحي‬
‫النظاـ اللغوي ( القدرة اللغوية) أما الثاين فَتتبط باالستعماؿ السياؽ االجتماعي و الثقايف‪.‬‬
‫إف اجلانب األوؿ تتحقق صبالياتو بدقة مساعدة اآللة‪ ،‬أما الثاين فشرطو حضور األطراؼ ادلتفاعلة يف‬
‫السياؽ‪ ،‬فقد استمد منظرو الًتصبة مفهوـ التكافؤ بشىت أنواعو من ىذا االختبلؼ بُت ادلصطلحُت‬
‫(‪.)46‬‬
‫‪ -‬الكفاءة المهنية‪: compétence professionnelle‬‬
‫من الشروط ادلسبقة ذلذه الكفاءة التمكن من لغيت ادلهنة دبراجعة براغماتية أي القدرة على توظيف اللغة‬
‫ادلناسبة للمهنة و ىذا يقود إذل الكفاءة العليا للتفكَت و ىي ضرورة حيازة مستوى عاؿ من الذكاء‪:‬‬
‫اخلربة يف ادلمارسة بنسبة ‪ 50‬أسبوعا أي سنتُت يف ترصبة كتب من نوع واحد كالرواية أو الكتاب‬‫العلمي أو اإلشهار‪..‬‬
‫ كفاءة المردودية ‪:a compétence de la rentabilité‬‬‫إف مهنة ترصبة الكتاب ككل ادلهن ذلا قواعد عمل دقيقة أهمها ربط الوقت بكم العمل المنجز‬
‫والجودة والمردودية ‪.‬فكلما اىتم ادلًتجم بالدقة ادلعرفية واللغوية واستغل الوقت ادلطلوب كلما كاف‬
‫بإمكانو قياس خبرته في المهنة وىذا األمر لو انعكاس على زيادة العرض فمعيار كفاءة ادلردودية مرتبط‬
‫بنجاح استعماؿ العمل في السوؽ ‪.‬‬
‫" على أف الكفاءة الًتصبية دل تعد مبنية على ا لموضوعية وإظلا على المردودية‪ Gouadec.‬لقد أكد"‬
‫غواديك ومن أسس ىذه الكفاءة نذكر ‪:‬‬
‫احتراـ عرض الزبوف‪،‬بدقة العمل ومراجعته بوسائل المساعدة اإللكترونية‪.‬‬‫قدرة االندماج في فريق العمل المتخصص وحيازة مهارة إدارة المشاريع‪.‬‬‫‪-‬تطويع العرض للطلب والتفاوض مع العارض على االلتزاـ بالوقت وجودة المنتوج‪.‬‬
‫ استراتجيات تشكيل كفاءة ترجمة الكتاب العربي ومتطلبات السوؽ‪:‬‬‫‪17‬‬
‫يطرح واقع مهن الًتصبة يف اإلجابة على سؤاؿ من يًتجم ربليل إشكالية التوفيق يف التوظيف بُت‬
‫خريجي الجامعات ومدارس الًتصبة احلائزين على شهادة التخصص وبُت ممارسيها خارج ىتا اإلطار‬
‫والدخالء على ادلهنة واحلل يف الغالب للحائز على ا لكفاءة المتغيرة بتغَت معطيات السوؽ فهل ىناؾ‬
‫عالقة بين الدراسة الجامعية ومتطلبات السوؽ وما نوع الكفاءة التي نشكلها ؟ (‪)47‬‬
‫‪:‬‬
‫‪« Les compétences acquises dans une formation à la traduction‬‬
‫‪dépassent largement la stricte compétence linguistique et même‬‬
‫» ‪la sémiotique différentielle des textes..‬‬
‫أما "جاف دوليل فيعتقد بأف ادلًتجم اجليد ىو الذي ػلوز على أربعكفاءات وىي‪:‬‬
‫الكفاءة اللسانية دبعرفة قواعد النظاـ اللغوي‪.‬‬‫الكفاءة الموسوعية دبعرفة العادل ومكوناتو الفيزيائية والفكرية‪.‬‬‫كفاءة الفهم بالقدرة على تأويل مادة الكتاب وتفسَتىا‪.‬‬‫كفاءة إعادة التعبير بالقدرة على التحكـ يف تقنيات التعبَت والتحرير‪.‬ويف ىذا الطرح كبلـ يف كيف‬‫وكم الًتصبة بالعربية ‪.‬‬
‫و من مشهد توصيفي للمًتجم ادلختص يف مهنة مستقبلية طلطط لكفاءة الترجمية المتعددة عبر هذا‬
‫الجدوؿ ‪:‬‬
‫الكفاءات الًتصبية ادلتعددة‬
‫كفاءة لسانية و نصية‬
‫معرفة ادلراجع اللغوية‬
‫الكفاءة ادلعرفية‬
‫كفاءة معرفة الًتصبة‬
‫معرفة تقنيات الًتصبة‬
‫القدرة على التحرير (ادللخص‪،‬‬
‫ادلعرفة العامة و ادلتخصصة‬
‫تطبيق اسًتاتيجيات الًتصبة‬
‫احلصيلة)‬
‫معرفة أنواع النصوص‬
‫معرفة تنظيم ادلعارؼ‬
‫القدرة على القراءة الًتصبية‬
‫القدرة على التوثيق‬
‫التحكم يف آليات التعبَت‬
‫‪18‬‬
‫الكفاءة ادلركبة‬
‫معرفة وسائل العمل‬
‫وتقوـ خطة الًتصبة العملية على‪:‬‬
‫انتقاء أنواع الكتب من العرض العادلي‬
‫تحديد العرض و أهميته‬‫الحصوؿ على المراجع المطلوبة‬‫اختيار طريقة عمل و منهجية ترجمة‬‫تحديد تقنيات العمل‬‫ تدعيم الكفاءة بتسطير استراتيجيات العمل‬‫ مباشرة القراءة الترجمية بأنواعها في فريق العمل أوال ثم نقل التجربة إلى ورشة الترجمة ‪(.‬ورشة‬‫افتراضية)‬
‫المزاوجة بين القراءة و التحرير في تمارين التحليل و التركيب و الحصيلة و الملخص و البطاقة‬‫المصطلحية وترجمة الوحدات الدالة ـع العمل في مجموعة دائما‪.‬‬
‫مراجعة العمل و عرضه على مجموعة ثانية قبل المؤسسة ‪.‬‬‫تحويل العمل إلى مذكرة تنجز بجانبها المنهجي و التطبيقي‬‫ تشكيل كفاءة المهنة‬‫إتباع أسلوب العمل ذاته التركيز على المنهجية و عناصرها بالتوظيف العلمي الدقيق ‪...‬‬‫التركيز على الترجمة التحريرية‪.‬‬
‫و لكل مهنة كفاءاهتا اخلاصة حبيث زبتلف كفاءات مهنة ادلًتجم في المؤتمرات عن مًتجم األعماؿ‬
‫الصحفية ‪ ،‬عن مًتجم السًتجة و الدبلجة و اللوحات اإلشهارية والكتب العلمية واألدبية إخل‪ ،‬إال أف‬
‫الكل يشًتؾ يف قاعدة التجربة أساس التعلم‪.‬‬
‫‪« En traduction, on reconnaît que l’expérience est à la base de‬‬
‫‪l’apprentissage : plus on traduit, plus on l’améliore’ cent fois sur‬‬
‫)‪le métier remettez votre ouvrage… »(48‬‬
‫وإذا أخذنا دبقولة اعترب دبن كاف قبلك فإف تاريخ ترصبة الكتاب إذل العربية جد مشرؽ ولنا بعد ىذا أف‬
‫نعترب بتجربة الياباف اليت اضطرت إذل اللجوء لًتصبة اإلنتاج العلمي والتقٍت من وإذل لغتها ومن لغات‬
‫‪19‬‬
‫أخرى ذلذا صلدىا تًتجم سنويا ‪30‬مليوف صفحة وتشًتي حقوؽ نشر وترصبة رللة "علوـ" األمريكية‬
‫ليقرأىا أوال الياباين وىذا تعامل ذكي مع احلاجات ادلتزايدة إف دور الًتصبة اليوـ غَت الذي كاف باألمس‬
‫وذلذا علينا رفع ربد جديد بكل أبعاده ‪.‬‬
‫خات ػػمة‪:‬‬
‫لقد تغَتت النظرة إذل دور الًتجمة يف رسم حدود عادلية الكتاب العريب حبيث أصبحت تعرؼ تنافسا‬
‫كبَتا يتطلب تشكيل كفاءات حرفية وتسطير استراتجيات واضحة في انتقاء ماذا نترجم وكيف‬
‫نترجم ولماذا نترجم ‪.‬‬
‫يف األخَت علينا يف إطار التكوين والتفعيل أف نزاوج بُت النقل ادلعريف و ادلمارسة و تكييف احملتويات و‬
‫األىداؼ و الطرائق و التقومي حلاجات السوؽ فنحن النًتجم إال لنبيع ونربح ماديا ومعرفيا وال نؤؿؼ إال‬
‫لغاية الًتصبة كما ىي األعماؿ الناجحة المُت معلوؼ اليت أنقذ فيها ركود سوؽ التأليف يف فرنسا يف‬
‫التسعينيات إف العمل يف نظاـ مبٍت على التخطيط والتنفيذ سينقل ذبربة ترصبة الكتاب العريب إذل أفق‬
‫العادلية علينا باألساس التخطيط لنوع الكتاب واذلدؼ من ترصبتو ‪.‬‬
‫المراج ػ ػػع‪:‬‬
‫ ؽلكن أف أشَت إذل تعريف ادلفكر اجلزائري أضبد بن نعماف للهوية يف كتابو اشهدي ياجزائر؛ اذلوية لفظة مركبة من ىو الضمَت وادلضاؼ إليو ياء النسبة لتدؿ اللفظة‬‫على ماىية الشخص ‪ ،‬أو الشخص ادلعٍت كما ىو يف الواقع‪ ،‬واذلوية اسم الكياف بناء على مقومات ومواصفات معينة سبكن من معرفة صاحب اذلوية بعينو دوف اشتباه‬
‫مع أمثالو من األشياء ‪ ،‬دار األمة ‪ ،‬اجلزائر ‪ ،‬طبعة ‪.‬‬
‫انظر يف سياؽ شلاثل ‪ ،‬زلمود الطناحي ‪ ،‬القرآف الكرمي وتفسَت العواـ ‪ ،‬رللة اذلبلؿ ‪ ،‬عدد يناير‪ ،1999،‬ص‪.75‬‬‫زلمد احلناش‪ ،‬البنيوية يف اللسانيات ‪ ،‬ص ‪ 214‬كما ؽلكن أف يشار ىنا إذل موقف البنيوية األمريكية من العبلقة القائمة بُت النسقُت اللغوي واالجتماعي الثقايف‬‫وىي قائمة على التغاير عند ىوكيت ماداـ التطور ؽلس النسقُت بشكل مستقل ويف اعتقاده أف زلاولة الربط بينهما زلاولة يائسة الغرض منها احلط من لغات معينة‬
‫تنعت ثقافتها بعدـ النضج أو التخلف فيحكم على رداءة اللغة هبذا العامل ‪،‬زلمد احلناش ‪،‬البنيوية يف اللسانيات ‪ ،‬ص‪148‬‬
‫ ولعل من أىم التعريفات احملدثة دلصطلح الثقافة ذلك الذي صاغو يف بدايات القرف العشرين إدوارد برنت ؛حُت قرر أف الثقافة دبعناىا اإلثنوغرايف الواسع ىي ذلك‬‫الكل ادلركب الذي يشمل ادلعرفة وادلعتقدات والفن واألخبلؽ والقانوف والعرؼ وكل ادلقدرات والعادات األخرى ‪،‬واليت يكتسبها اإلنساف االجتماعي‪ ،‬ويتسق ىذا‬
‫‪20‬‬
‫التصور مع كثَت من اآلراء النظرية العربية اليت تشيد دببدأ اخلصوصية يف ادلكوف الثقايف ‪ ،‬ولعل الدراسة اليت قدمها‬
‫أحمد أبو زيد وادلوسومة هبوية الثقافة العربية من‬
‫النماذج اجلديرة بالتنويو يف سياؽ توصيف خطاب احلداثة الثقافية العربية‪ ،‬ناىيك عن اتصالو بالبعد اللساين العريب والذي ؽلثل أىم الركائز اليت تقوـ عليها الذات‬
‫العربية‪ ،‬يف إثبات خصوصيتها باإلضافة إذل ركيزتُت أخريُت ال تنفصماف عن بعضهما علا الدين والًتاث‪ ،‬لقد باتت ىذه ادلكونات الثبلث بتبلضبها ىوية للعريب يف كل‬
‫زماف ومكاف‪.‬‬
‫سابَت ‪،‬اللغة‪،‬ص‪68‬و‪75‬‬‫‪-A.Sommerfelt,structures linguistique de groupes sociaux,p13‬‬
‫ميشاؿ زكريا ‪،‬األلسنية علم اللغة احلديث ‪ ،‬ص‪223‬‬‫‪-j.vendryes,langage orale et langage par jeste,1950,p05‬‬
‫ إيدجر بولوـ ‪ ،‬اللغة والسلوؾ ضمن ادلوسوعة اللغوية‪،‬منشورات جامعة ادللك سعود ‪ ،460/3 ،‬من ادلعلوـ أف بنيامُت رل وورؼ صاغ فرضيتو حوؿ النسبية اللغوية‬‫يف مقابل التصور العادلي دلا ىو مشًتؾ من قواعد لغوية كلية ‪.‬‬
‫ ػلي أضبد ‪ ،‬االذباه الوظيفي ودوره يف ربليل اللغة ‪ ،‬رللة عادل الفكر ‪ ،‬رللد ‪ ،20‬عدد‪ ،3‬ص‪.75‬‬‫ ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.76‬‬‫ ادلرجع نفسو‪ ،‬ص‪.89‬‬‫كاف ىذا ادلوضوع إشكاال أكادؽليا يف مؤسبرات عدة عقدت يف اجلامعات اجلزائرية لعل أعلها مؤسبر دورل عقد باجلزائر العاصمة بتاريخ ‪ ،2004/5/13-12‬وكاف‬‫موضوعو ‪ :‬العودلة وأثرىا على الثقافة اإلسبلمية وكاف من بُت احملاور ‪ :‬اذلوية الثقافية يف زمن العودلة‪.‬وكذا مؤسبر اجمللس األعلى للغة العربية ‪ ،‬اللغة العربية ومكانتها بُت‬
‫اللغات العادلية ‪،‬شارؾ فيو لفيف من الباحثُت العرب‪،‬من أمثاؿ هناد ادلوسى وسباـ حساف وأضبد حساين ‪,‬وغَتكم بتاريخ‪2003‬‬
‫ العودلة أوما يسمى ب‪ GLOBALISATION :‬يف الثقافة اإلصلليزية و ‪ MONDIALISATION‬يف الثقافة الفرنسية‪،‬الشائع كوهنا رديفا للثقافة‬‫الشمولية والنزعة إذل تعميم الظاىرة اخلاصة على العادل كلو ألغراض زلددة سلفا ‪،‬والدعوة إذل االقتصاد احلر من خبلؿ ىيمنة مطلقة للشركات متعددة اجلنسيات اليت‬
‫ال تعًتؼ باحلدود القارية بل تنظر إذل العادل نظرة رقمية حبتة ‪،‬سلتزلة التعددية الثقافية واخلصوصيات احلضارية يف إيديولوجيا واحدة ىي العودلة‪.‬‬
‫منظمة اليونسكو ‪ ،‬الًتبية ذلك الكنز ادلكنوف ‪ ،‬رللة الًتبية ‪ ،‬الدوحة ‪ ،‬قطر ‪ ،‬عدد ‪ ،120‬سنة ‪1997‬ص‪ 38‬بتصرؼ‬‫علي حرب ‪ ،‬حديث النهايات ‪،‬فتوحات العودلة ومآزؽ اذلوية ‪،‬بَتوت ‪،2000،‬‬‫السيد يسن ‪ ،‬العرب والعودلة ‪ ،‬ص‪.24‬‬‫فلورياف كودلاس ‪،‬اللغة واالقتصاد ‪ ،‬سلسلة عادل ادلعرفة ‪ ،‬ص‪.140‬‬‫زكا صليب ‪ ،‬رحلة اللغة والثقا فة العربية إذل فرنسا تعليمها يف ادلعاىد العليا واجلامعات ‪ ،‬أعماؿ ندوة ‪ 8-6‬نوفمرب ‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2000،‬ص‪470‬ومابعدىا ‪.‬‬‫فلورياف كودلاس ‪،‬اللغة واالقتصاد ‪ ،‬ترصبة أضبد عوض ‪ ،‬عادل ادلعرفة ‪ ،‬عدد‪ ،263‬سنة ‪ ،2000‬ص ‪.130‬‬‫عبد السبلـ ادلسدي ‪،‬العودلة والعودلة ادلضادة ‪،‬كتاب سطور ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاىرة ‪ ،2000،‬ص‪. 393‬‬‫عبد اذلادي التازي ‪ ،‬ىل يف استطاعة العودلة أف هتدر اذلوية ؟ رللة األكادؽلية ادللكية ‪ ،‬الرباط ‪ ،1997 ،‬عدد العودلة والثقافة ‪ ،‬ص‪ 67‬بتصرؼ ‪.‬‬‫انظر تصور الذخَتة اللغوية وأىدافو وآلياتو فيما وضعو عبد الرضبن احلاج صاحل الذي أوصى بضرورة ترشيد العامية بتقريبها إذل العربية عن طريق البحث يف أصوؿ‬‫الكلمات وإدماج ذلك كلو يف الذخَتة ونشرىا عن طريق وسائل اإلعبلـ وادلؤسسات العلمية والًتبوية ‪،‬وكذا بناء ادلناىج الدراسية اخلاصة بتعلم العربية على أسس‬
‫علمية ولسانية ‪ ،‬أنظر مقالتو يف ندوة بناء ادلناىج التعليمية ‪ ،‬جامعة زلمد بن سعود ‪ ،‬الرياض ‪،‬‬
‫‪،‬ص‪.30-11‬‬
‫‪ ،1985‬نشر يف اجمللة العربية للًتبية ‪ ،‬رللد ‪ ،5‬عدد ‪1985 ،02‬‬
‫نعماف بوقرة ‪ ،‬صناعة ادلصطلح عند الفارايب ‪،‬رللة اللغة العربية ف اجمللس األعلى للّغة العربية ‪ ،‬عدد‪، 08‬سنة ‪ ،2003‬ص‪.177‬‬‫سعيد السرػلي ‪،‬شجاعة العربية ربية‪8-6،‬نوفمرب ف‪ ،2000‬اجلزائر ‪.105،‬‬‫نبيل علي ‪،‬الثقافة العربية وعصر ادلعلومات ‪،‬عادل ادلعرفة ‪،‬عدد‪، 276،2001‬ص‪.270‬‬‫ابن حزـ األندلسي ‪ ،‬اإلحكاـ يف أصوؿ األحكاـ ‪13/1‬‬‫عبد السبلـ ادلسدي ‪ ،‬العودلة والعودلة ادلضادة ‪ ،‬ص‪.409‬‬‫موجز اسًتاتيجية تطوير العلوـ والثقافة يف الوطن العريب ‪،‬اجمللة العربية للعلوـ ‪،‬عدد‪ ،1990 ،15‬ص‪ 16‬وما بعدىا ‪.‬‬‫ميلود حبييب ‪،‬االتصاؿ الًتبوي وتدريس األدب ‪،‬دراسة وصفية تصنيفية للنماذج واألنساؽ ‪ ،‬ادلركز الثقايف العريب ‪،‬ط‪،01‬الدار البيضاء ‪،‬ص‪73‬‬‫دلزيد من التفصيل يف أعلية ادلنهج اللساين يف تعليم اللغات بعامة‬‫العربية‪،‬رللة اللسانيات ‪ ،‬عدد‪،04‬سنة ‪ ، 1974‬اجلزائر ‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫والعربية خباصة أنظر عبد الرضبن احلاج صاحل ‪،‬أثر اللسانيات يف النهوض دبستوى مدرسي اللغة‬
‫‪ -Denis Girard ,linguistique applique et didactique des langues,Paris ,Armand Colin ,1972 ,p19.‬ويف ىذا‬
‫اإلطار غلب الًتكيز على الدافع الرباغمايت يف اختيار اللغات اليت نعلمها ونتعلمها يف سياؽ تعليم العربية وفق أسس ثبلث ىي ‪:‬‬
‫عادلية اللغة وعلميتها‬‫التمل االقتصادي والتكنولوجي والثقايف أنظر تفصيبل صاحل بلعيد ‪،‬رأي يف تعميم استعماؿ اللغة العربية ‪ ،‬رللة التعريب ‪ ،‬سوريا ‪،‬ادلركز العريب للتعريب والًتصبة‬
‫ أ‬‫والتأليف والنشر‪ ،‬سنة ‪،1998،‬عدد ‪. 16‬بتصرؼ‬
‫‪-‬عبد السبلـ ادلسدي‪ ،‬اذلوية اللغوية ورياح السياسة ‪ ،‬أفكار ‪ ،‬رللة فكرية إلكًتونية ‪[email protected] ،‬‬
‫‪21‬‬
‫‪-‬سعيد السرػلي ‪ ،‬شجاعة العربية وأوىاـ النقاء‪،‬ص ‪ 106‬بتصرؼ‪:.‬ما ينظر مقاؿ علي القامسي‪،‬شروط عادلية اللغة العربية وكيفية توفَتىا للغة العربية ‪ ،‬الذي خلّص فيو‬
‫شروط عادلية اللغة ‪،‬مركزا على الشروط التارؼلية والثقافية واالقتصادية والسياسية والعسكرية ‪ ،‬دوف التقليل من دور التقدـ التكنولوجي وادلوقع اجلغرايف والتوزيع اجلغرايف‬
‫للناطقُت باللغة ‪،‬ص‪200‬ومابعدىا‬
‫ابن حزـ ‪ ،‬اإلحكاـ يف أصوؿ األحكاـ ‪ ،‬ربقيق ‪.32/1،‬‬‫علي القامسي اذباىات حديثة يف تعليم العربية للناطقُت باللغات األخرى ‪،‬جامعة الرياض ‪ ،‬الرياض ‪، 1979،‬ص‪ 15‬وما بعدىا ‪.‬‬‫كاف جاؾ دريدا مؤسس مذىب التفكيك من أوائل ادلفكرين الغربيُت الذين حاولوا قراءة الًتاث الغريب ادلتمركز حوؿ اللوغوس زلاوال ىدـ أنساقو ادلعرفية لصاحل‬‫مركزية الكتابة اليت تعرب عن الوجود الغريب اجلديد يف قطيعة مع أصوؿ التفكَت ادلاضوي‪.‬‬
‫ د‪ /‬أضبد مطلوب ‪ ،‬دور اللغة العريب يف اإلشعاع احلضاري‪.‬‬‫ندوة مكانة اللغة العربية بُت اللغات العادلية ‪ ،‬اجمللس األعلى للغة العربية‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2001‬ص‪.51‬‬
‫ العربية يوىاف فك‪ ،‬ترصبة د‪ /‬عبد احلليم النجار‪ ،‬القاىرة ‪ ،1951‬ص ‪.20‬‬‫ سادل العبسي‪ -‬الًتصبة يف خدمة الثقافة اجلماىَتية ‪ ،‬ارباد الكتاب العريب‪ ،‬دمشق‪ ،1999 ،‬ص ‪.103‬‬‫ شوقي جبلؿ زلمد‪ ،‬تقرير اجملمع ادليداين‪ ،‬وضع الًتصبة الراىن يف الوطن العريب‪ ،‬ندوة فكرية حوؿ الًتصبة يف الوطن العريب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بَتوت لبناف‬‫‪2000‬ص ‪.75‬‬
‫ إدوين غينتسلر‪ ،‬يف نظرية الًتضبة‪ ،‬اذباىات معاصرة تر‪ -‬سعد مصلوح‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بَتوت ‪ 2007‬ص ‪.168‬‬‫‪-Derrida. J. Margins of philosophy, trans. A. RASS, Chicago, press 1982.‬‬
‫ عبد السبلـ عشَت‪ ،‬عندما نتواصل نغَت ‪ ،‬ص ‪.197‬‬‫‪-‬مارتن فورستنر وزلمد العلوي‪،‬نظرية الًتصبة ومتابعة السوؽ كركنُت أساسيُت جلودة الًتصبة –األعداد والتخصصات وادلهنة‪،-‬جامعة القديس يوسف ‪،‬بَتوت‬‫‪.2004‬‬
‫‪- Jean .R.Ladmiral,Marie .Mériaud,.Former, les traducteurs pour qui pourquoi ?,Meta,L,1,2005,p4.‬‬
‫‪-Jean Delisle, l’analyse de discours comme méthode de traduction p 41-42.‬‬
‫? ‪-Jeanne Dancette, l’enseignement de la traduction peut-on dépasser l’empirisme‬‬
‫‪22‬‬
Téléchargement