ﺑﺤﺚ ﻋـﺎم ﻗﺴﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﻌﻠﻮم ا�ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ 24أﺑﺮﻳﻞ 2017 النظرية االنقسامية: األصول والمفاهيم يونس الغاب باحث مغربي ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ © 2017 All rights reserved © 2017 امللخص التنفيذي يعالج هذا البحث واحدة من النظريات األنثروبولوجية التي ّ شكلت في مرحلة معينة المفتاح الرئيس لفهم مجتمعات ما قبل الرأسمالية ،من خالل نحتها لمجموعة من المفاهيم التي تشكلت نتيجة السجال الذي وسم الوضع الفكري بأوروبا خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر ،خاصة مع عالم االجتماع الفرنسي إميل دوركايم ،الذي ساهم في إخراج المفاهيم المميزة للمجتمعات البسيطة أو االنقسامية مستنبطاً إيّاها من األبحاث اإلثنوغرافية المنجزة حول الجزائر وأمريكا خالل القرن التاسع عشر .غير ّ أن الدراسات التي قام بها أو التي أشرف عليها الباحث البريطاني إيفانس بريتشارد خاصة حول قبائل النوير السودانيةُ ،تع ّد يخص مفاهيم األساس الذي قامت عليه النظرية االنقسامية بعد ذلك ،نظراً لإلضافات التي ق ّدمها في ما ّ االنصهار واالنشطار والتحكيم. 2 www.mominoun.com تقديم انطلقت النظرية االنقسامية من إشكالية مركزية عبّر عنها إرنست غيلنر Ernest Gellnerبشكل ّ الحل القبلي منتشراً على الشواطئ الجنوبية الشرقية من المتوسط، واضح من خالل هذا التساؤل« :لماذا كان بينما كان البديل اإلقطاعي الذي يفصل المقاتلين/الحكام عن الفالحين منتشراً في الشمال؟» في نظره يتعلق األمر باختالف في األنشطة؛ بين مجتمع هرمي اختار الزراعة ،ومجتمع متحرك يقوم على الرعي ويتميز بالمساواة. وباعتبار هذه النظرية ما تزال تق ّدم أجوبة ،وتثير تساؤالت كثيرة حول طبيعة المجتمع المغربي، واألنساق المتحكمة فيه ،يتطلب األمر ضرورة كشف هذا الرصيد النظري والتطبيقي من طرف الباحثين في العلوم اإلنسانية ،إال ّ أن أسبقية القيام بنقد هذه النظرية ،يفترض باألساس التجرّ د من مجموع المقوالت التي تبناها ٌّ كل من الطرح الوطني (المؤامرة) ،والطرح الكولونيالي ،وما بعد الكولونيالي (النظرة األورمركزية). ثم أخذ المسافة الكافية من أجل تالفي السقوط في تبني قوالب جاهزة ومغلقة .أساساً ،عبر الوعي باالختالف المنهجي ،والفارق الزمني بين ٍّ كل من المدرسة الكولونيالية واالنقسامية ،رغم إعطاء هذه األخيرة أهمية كبرى لإلرث الكولونيالي ،عبر توظيفه في مجموعة من الدراسات االنقسامية .وأخيراً عبر العودة إلى أصولها ومفاهيمها المهيكلة للخطاب الذي أنتجته مجموعة من الباحثين في مناطق مختلفة من العالم ،باالعتماد على هذه المقاربة التي اختلفت تسميتها بين االنقسامية والتجزيئية واالنشطارية. يعالج هذا المقال إشكالية األصول والمفاهيم المؤطرة للنظرية االنقسامية ،باعتبارها خطوة أساسية لكل بحث أو دراسة تعالج أيّة مقاربة أنثروبولوجية ،من أجل استحضار أه ّم المحطات التي ساهمت في إخراج النموذج من طور التنظير مع إميل دوركايم ،Émile Durkheimإلى طور التطبيق خاصة مع الباحث البريطاني إيفانس بريتشارد ،Evans-Pritchardومن بعده مع إرنست غلنر ،ودافيد هارت ،David Hartوجون واتربوري ،... John Waterburyفكيف كان التقاء اإلرث الدوركايمي باألنثروبولوجيا اإلنغلوساكسونية؟ وما انعكاسات ذلك على أبحاث إيفانس بريتشارد؟ .1أصول النظرية االنقسامية أ -القرن التاسع عشر والسياق الفكري لظهور النظرية االنقسامية: كان للتغيرات االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي شهدتها أوروبا نتيجة الثورة الصناعية خالل جسدتها أعمال ّ كل من كارل ماركس Karl القرن التاسع عشر ،وقع كبير على اإلنتاجات الفكرية التي ّ 3 www.mominoun.com ،Marxوماكس فيبر ،Max Weberوإميل دوركايم .أعمال وحدتها فكرة كون المجتمع الغربي الحديث هو مجتمع مختلف جذرياً عن ّ كل ما جاء قبله .فبالنسبة إلى فريق ماركس الذي ض ّم كذلك فردريك إنجلز ،Friedrich Engelsكان هذا االختالف نذيراً بقدوم فترة تاريخية ثورية ،يقوم فيها نوع جديد من البنية االجتماعية ،1أمّا بالنسبة إلى ماكس فيبر وإميل دوركايم فقد كان المجتمع الحديث شيئاً فريداً ،ألنّه ورغم والدته من التاريخ األوروبي إال أنّه تطلب طريقة مختلفة جذرياً للتفكير والعمل والتنظيم كمجتمع. 2 ويعود هذا النشاط الفكري في هذه المرحلة بالضبط إلى كون هؤالء المنظرين شاهدوا المجتمع األوروبي ،والنقلة الحادة من الطرق «التقليدية» في الحياة إلى الطرق «الحديثة» ،ووثقوا االنهيار في الروابط والمؤسسات التي حكمت تلك المجتمعات «التقليدية» .3األمر الذي فسح المجال أمام بروز قضايا ومفاهيم جديدة أثّرت بشكل كبير في بناء مجموعة من النظريات تمحورت حول مفهومين مركزيين :الدولة والمجتمع .وهي المفاهيم التي اشتغلت عليها األنثروبولوجيا الحقاً ّ وأطرت أبرز أعمالها. لقد جاءت تحليالت ٍّ كل من كارل ماركس وماكس فيبر وإميل دوركايم لتركز بصورة أساسية على التغيرات المصاحبة للثورة الصناعية ،ومن أه ّم هذه التغيرات دراسة اآلثار الناتجة عن تحول الطبقات العاملة الزراعية ،وتركها للعمل في القطاع الزراعي ،ثم توجهها للعمل في المؤسسات والشركات الصناعية الجديدة .4باإلضافة إلى الثورة العلمية التي أدت إلى نشأة علم االجتماع قبل ذلك مع الوضعية الكالسيكية في تحليالت أوغست كونت ،Auguste Comteأو تصورات هربرت سبنسر Herbert Spencerالعضوية.5 إال ّ أن ما يهمنا في هذا الجانب ‑ الغني بالدراسات التي يمكن العودة إليها بالرجوع إلى عدد من األعمال والدراسات‑ 6هو دراسة إميل دوركايم ،التي هي في األصل أطروحة للدكتوراه نوقشت سنة 1893 وتمحورت حول تقسيم العمل في المجتمع الذي أ ّدى في نظره إلى االنتقال من التضامن اآللي إلى التضامن ّ تصب في موضوع االنقسامية في العرض التالي. العضوي .ويمكن تلخيص أبرز نقاطها التي ‑1روبيرتس (تيمونز) ‑ هايتي (أيمي)« ،من الحداثة إلى العولمة :رؤى ووجهات نظر في قضية التطور والتغير االجتماعي» ،الجزء األول ،ترجمة سمير الشكيكلي ،منشورات عالم المعرفة ،الطبعة األولى ،الكويت ،2004 ،ص.12 : -2المرجع السابق ،ص.13 : ­­-3نفسه ،ص.13 : ‑4عبد هللا (محمد عبد الرحمن)« ،النظرية في علم االجتماع :النظرية الكالسيكية» ،دار المعرفة الجامعية ،الطبعة األولى ،اإلسكندرية،2006 ، ص.22 : ‑5المرجع السابق ،ص.23 : ‑6بالنسبة إلى كارل ماركس وفردريك إنجلز" :العمل المغرب (« ،»)1844بيان الحزب الشيوعي (« ،»)1848أصل العائلة والملكية الخاصة يخص ماكس فيبر« :األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية (« ،»)1905رسالة العلم (« ،»)1919سمات البيروقراطية ّ والدولة» .وفي ما (»)1920 4 www.mominoun.com يح ّدد إميل دوركايم منذ البداية الهدف من دراسته هذه بالقول« :أمّا المسألة التي كانت الباعث لهذه الدراسة فهي العالقات بين الشخصية الفردية والتعاون االجتماعي .فكيف حدث أن أصبح الفرد أش ّد خضوعاً ً للمجتمع ،في حين يكون أكثر استقالال؟ وكيف يصبح في آن واحد أكثر فردية وأش ّد تبعية؟.»7 يقترح إميل دوركايم لفهم هذه المفارقة مفهومين سيكون لهما تأثير كبير في األنثروبولوجيا الوظيفية، هما مفهوما :التعاون اآللي ،أو التعاون عن طريق التشابه ،ثم التعاون العضوي .باإلضافة إلى المفهوم المح ّدد لهما ،وهو تقسيم العمل ،الذي ال يتردد دوركايم في نسبته إلى آدم سميث Adam Smithالذي ابتكر هذه الكلمة ،التي أعارها العلم االجتماعي في ما بعد إلى علم الحياة (البيولوجيا).8 غير ّ أن ما يجب التركيز عليه في هذا الصدد ،هو المجتمعات ذات التعاون اآللي التي وصفها دوركايم باالنقسامية ،9أو المجتمعات األدنى المشابهة للهورد « .»LE HORDفما هي خصائص هذه المجتمعات؟ يقول دوركايم« :نقول عن هذه المجتمعات إنّها عديدة األجزاء (انقسامية) لكي نشير إلى أنّها تتألف من كتل متشابهة في ما بينها كحلقات الدود ،ونقول عن هذه المجموعة عشيرة (ّ )Clan ألن هذه الكلمة تعبّر أن ّ تعبيراً جيداً عن طبيعتها المختلفة العائلية والسياسية معاً .إنّها عائلة ،بمعنى ّ كل األفراد الذين يؤلفونها يعتبرون أنفسهم أقرباء لبعضهم بعضاً ،وهم في الحقيقة في أكثريتهم أقرباء بالدم ،وهذه الوشائج التي تنشئها وحدة الدم هي األساس الذي يجمع بينهم» ،10ويستشهد دوركايم في وصف هذه المجتمعات بما كتب حول القبيلة في ّ كل من أمريكا مع لويس هنري مورغان ،L.H.MORGANأو ما كتب حول الجزائر بالعودة إلى كتابات هانوتو ولوتورنو ( Hanoteau (A) et Letouneux (Aحول منطقة القبائل بالجزائر، باإلضافة إلى دراسة إميل ماسكيراي E.Masquerayحول األوراس والمزاب والقبائل بالجزائر كذلك. ولتوضيح الصورة بشكل كبير ،يرى دوركايم ّ «أن القبيلة بإفريقيا الشمالية هي العشيرة المستوطنة في شكل القرية (الجماعة أو ،)Thadartوتؤلف بضعة من هذه الجماعات ،عشيرة (،)Tribu, arch كما تؤلف جملة من القبائل اتحاداً هو (Thak’ebilt) K :وهذا االتحاد هو أرقى جماعة سياسية تعرفها هذه القبائل».11 ‑7دوركايم (إميل)" ،في تقسيم العمل االجتماعي» ،ترجمة :حافظ الجمالي ،مجموعة الروائع اإلنسانية ،األونيسكو (السلسلة العربية) ،الطبعة الثانية، ،1986ص.49 : ‑8المرجع السابق ،ص.50 : ‑9يستعمل المترجم كلمة مقطعية في مقابل Segmentaritéفي كامل فصول الكتاب ،للداللة على مفهوم االنقسامية. ‑10دوركايم (إميل)" ،في تقسيم العمل االجتماعي» ،م .س ،ص.203‑202 : ‑11المرجع السابق ،ص.206 : 5 www.mominoun.com باإلضافة إلى الخصائص السابقة التي تسم المجتمعات االنقسامية كما ح ّددها إميل دوركايم يمكن أن نضيف سمات أخرى موجزة في النقاط اآلتية: كل شيء ،وهو يشمل في خليط غامض ّ يشكل الدين بالنسبة إلى المجتمعات االنقسامية ّ ّكل األخالق والحقوق ،ومبادئ التنظيم السياسي ،وحتى العلم أو ما يقوم مقامه على األقل.12 كلما كانت المجتمعات أقرب إلى البداوة كان التشابه بين األفراد أعظم ،وكان الوعي الجمعي أش ّد تأثيراً. النموذج االنقسامي ينمحي كلما تق ّدمنا في التطور االجتماعي ،إذ يقتضي مزيداً من التخصص،وتحرير الوجدان الفردي ،فتنفلت بذلك الطبائع الفردية من تأثير الجماعة وتأثير الوراثة.13 يتبين من خالل هذا العرض الوجيز أله ّم خصائص المجتمعات االنقسامية كما وضعها إميل دوركايم، تأثره بالتغيرات التي شهدها القرن التاسع عشر ،القرن الذي الحظ فيه قوة النقلة التي عرفها المجتمع األوروبي بسبب التصنيع ،والتي ح ّولت المجتمع من البساطة واالتساق إلى التخصص واالختالف .14األمر ّ الذي جعله يقترح نموذجاً نظرياً وجهازاً مفاهيمياً لفهم الظاهرة االجتماعية ،باعتبارها ليست معبّرة عن طبيعة فردية فقط ،بل عن وعي جمعي وضرب من السلوك ،15متأثراً في ذلك ٍّ بكل من أوغست كونت في ما يخص الطبيعة البشرية ،وهربرت سبنسر من حيث المماثلة بين المجتمع والحياة العضوية .16وهو ما ّ الحظناه من خالل قراءتنا لدراسته حول تقسيم العمل ،إذ غالباً ما يشبّه المجتمعات االنقسامية بحلقات الدود أو كائنات المستعمرات إذ يقول ...« :في العلم الحيواني تنشأ فردانية ،وهي شبيهة بفردانية المجتمعات التي سميناها (انقسامية) .وال يقتصر األمر على ّ أن مخطط البنية واحد ،بل التعاون هو من النوع نفسه .والحق أن األجزاء التي تؤلف مستعمرة حيوانية ما ،تكون ملتحمة في ما بينها بصورة آلية ،....كما ّ ّ أن النموذج االنقسامي يزول كلما تقدمنا في التطور االجتماعي ،وكذلك ّ فإن النموذج االستعماري عند بعض الحشرات يتبدد كلما ارتقينا في السلم الحيواني.»17 غير ّ أن هذا التمييز الذي وضعه إميل دوركايم ،والذي أفضى به إلى تبيان صفات المجتمعات االنقسامية، تعرض النتقادات كبيرة ،خاصة من قبل باحثين اشتغلوا حول موضوع النظرية االنقسامية بشمال إفريقيا، ‑12نفسه ،ص.157 : ‑13المرجع السابق ،ص.453 : ‑14روبيرتس (تيمونز) وهايتي (أيمي)" ،من الحداثة إلى العولمة :رؤى ووجهات نظر في قضية التطور والتغير االجتماعي» ،م .س ،ص61 : ‑15القصير (أحمد)" ،منهجية علم االجتماع بين الماركسية والوظيفية والبنيوية» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،الطبعة األولى ،القاهرة،2012 ، ص.34 : ‑16المرجع السابق ،ص.36 : ‑17دوركايم (إميل)" ،في تقسيم العمل االجتماعي» ،م .س ،ص‑ص.221‑220 : 6 www.mominoun.com وأبرزها نقد روبرت هيغ Roberts Hugh18الذي تمحور حول التأويل الخاطئ الذي سقط فيه دوركايم عند قراءته للمصادر اإلثنوغرافية التي اعتمدها ،خاصة المتعلقة ٍّ بكل من لوتورنو وماسكراي ،19والتي أ ّدت به إلى وضع العشيرة ،Clanمحل القرية Villageمن أجل تبرير وجود تضامن ميكانيكي (آلي) عند سكان القبايل بالجزائر.20 بعد أن بيّنا السياق الفكري الذي أ ّدى في نهاية القرن التاسع عاشر إلى نحت مفاهيم إميل دوركايم حول قضية التطور والتغيير االجتماعي التي يُع ّد محورها تقسيم العمل ،تجدر اإلشارة إلى مفاهيم أخرى كان لها تأثير كبير على العلوم االجتماعية ،منها المتعلقة بالمادية التاريخية كالصراع الطبقي ونمط اإلنتاج اآلسيوي بالنسبة إلى كارل ماركس وفريدريك إنجلز ،ث ّم المفاهيم التي عكستها أعمال ماكس فيبر حول البيروقراطية والدولة والشرعية. ً ّ وصوال إن هذه المفاهيم واألعمال أثّرت بشكل كبير في خيارات األنثروبولوجية من الوظيفية إلى البنيوية، إلى التأويلية مع كليفورد غيرتز .Clifford Geertzغير ّ أن األساس من هذا التأطير ألطروحة دوركايم، هو بيان التأثير الذي مارسته الحقاً على األنثروبولوجيا اإلنغلوساكسونية خاصة النظرية االنقسامية .فكيف كان لقاء األنثروبولوجيا مع مفاهيم إميل دوركايم خاصة المتعلقة بالمجتمعات ذات السمات االنقسامية؟ ب -األنثروبولوجيا الوظيفية 21وبدايات النظرية االنقسامية: لقد أوحى إميل دوركايم ،في نظر الباحثة التونسية ليليا بنسالم ،لمحللي المجتمعات المغاربية باتجاه جديد في البحث األنثروبولوجي ،حيث أشار إلى المجتمع القبائلي كنموذج للمجتمع االنقسامي العشائري، وذلك مباشرة بعد أن أصدر هانوتو ولوتورنو كتاب :القبايل واألعراف القبايلية ( ،)1872وبعد أن أصدر ماسكري دراسته نشأة الحواضر لدى السكان المستقرين بالجزائر ( .22)1886لكن ورغم هذه اإلشارات، لم يت ّم التطرق لمفاهيم إميل دوركايم إال عند اكتشافها من قبل األنثروبولوجيا اإلنغلوساكسونية .فكان بذلك 18‑ Hugh Roberts, Perspectives sur les systèmes politiques berbères: à propos de Gellner et de Masqueray, ou l’erreur de Durkheim, trad. ; Abderrezak Dourari, Insaniyat n°27, janvier – mars 2005, pp. 29-54 19‑ Ibid. P: 44. 20‑ Ibid. P: 50. ‑21تبلور االتجاه الوظيفي في مجال األنثروبولوجيا على يد كل من العالمين البريطانيين برونسلو مالينوفسكي ( )1942‑1884ورادكليف براون ( ،)1955‑1881من خالل تبنّي أفكار الفرنسي إميل دوركايم ،ونقد المنهج التاريخي عند التطوريين واالنتشاريين .باعتبار األنثروبولوجيا ال تهت ّم بتاريخ الظاهرة التي تبحثها بقدر ما تركز على الكشف عن العالقات القائمة بين عناصر تلك الظاهرة ككل ،وعالقتها بغيرها من الظواهر األخرى ،إذ يؤدي هذا في النهاية إلى الوصول إلى القوانين التي تحكم الظاهرة من ناحية تكوينها وأدائها لوظيفتها .انظر« :فهيم (حسين)« ،قصة األنثروبولوجيا فصول في تاريخ علم اإلنسان» ،سلسلة عالم المعرفة ،العدد 1986 ،89ص».128 : ‑22بنسالم (ليليا)" ،التحليل االنقسامي لمجتمعات المغرب الكبير :حصيلة وتقويم» ،في :األنثروبولوجيا والتاريخ (حالة المغرب العربي) ،ترجمة عبد األحد السبتي وعبد اللطيف الفلق ،دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء ،1988 ،ص.12 : 7 www.mominoun.com رادكليف براون Radclife-Brownأول من تطرق لمفهوم «البنية» الدوركايمي أثناء قيامه بتأسيس نظرية القرابة (هذه النظرية التي انتقدها كلود ليفي ستروس فيما بعد وعارضها بنظرية المصاهرة) ،23كما ّ أن إيفانس برتشارد ناشر أعمال دوركايم باإلنجليزية ومساعد راد كليف براون هو أول من عاين ،من خالل أبحاثه الميدانية ،أمثلة من المجتمعات االنقسامية ،والتي استطاع من خاللها أن يم ّد األنثروبولوجيا بمنظومة نظرية متكاملة ،وضع دوركايم فيما قبل خطوطها العريضة.24 كان إذن تأثير دوركايم على األنثروبولوجيا الوظيفية جليّاً ،إال ّ أن هذا التأثير لن تتضح صورته إال من خالل إبراز سياق تطور هذا الفرع من األنثروبولوجيا ببريطانيا ،وأه ّم اإلضافات التي قامت بها في مجال النظرية االنقسامية ،علماً ّ أن النظرية الوظيفية كما يرى الباحث أحمد القصير ترتبط بشكل دقيق بأعمال دوركايم التي طرحت التفسير الوظيفي .25باعتبارها تركت تقاطعات كبيرة بين األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ،من جهة ،وعلم االجتماع من جهة أخرى.26 ومن أجل فهم هذه العالقة بين علم االجتماع الفرنسي واألنثروبولوجيا اإلنغلوساكسونية ،ال ب ّد من العودة إلى ٍّ كل من برونيسالف مالينوفسكي ،Bronisław Malinowskiوألفرد رادكليف براون ،أبرز رواد االتجاه الوظيفي« .الرجالن اللذان يعتبران مؤسسي التراث البريطاني في األنثروبولوجيا االجتماعية،27 التي كانت تستم ّد من نظريات دوركايم ،الذي إلى جانب ارتباط النشأة األكاديمية لعلم االجتماع بإسهاماته النظرية ّ فإن كتاباته النظرية ما تزال هي الموجّ ه الفكري والنظري للوظيفية.28 كان ارتباط ظهور األنثروبولوجيا بشكل عام والوظيفية بشكل خاص بسياق فكري اشتدت فيه أزمة الحضارة األوروبية ،فإلى جانب دوركايم كان هناك أولئك الذين أطلق عليهم بول ريكور Paul Ricœur سادة الشك :كارل ماركس ونيتشه وفرويد .حيث أ ّدى الشعور المتزايد بهذه األزمة إلى ارتفاع حمّى علم ّ ولكن األنثروبولوجيا ،التي أخذت في التعريف بنفسها ،والبحث عن مكان لها في مؤسسات التعليم والبحث. أحد أسباب ذلك االزدهار ،بين عامي 1880و ،1960كان حتماً هو التوسع االستعماري .29باإلضافة إلى ّ أن هذا العلم كان في البداية عبارة عن بحث مقارن ومتعاكس مرتبط بتساؤل ذي طابع فلسفي حول مصير وقيمة ‑23المرجع السابق ،ص.13 : ‑24المرجع السابق ،ص.13 : ‑25القصير (أحمد)" ،منهجية علم االجتماع بين الماركسية والوظيفية والبنيوية» ،مرجع سابق ،ص.122 : ‑26يتيم عبد الرحمن (عبد هللا)" ،إميل دوركايم :ملمح من حياته وفكره األنتروبولوجي» ،مجلة إضافات ،العدد ،20شتاء ،2013ص.28 : -27الجوهري (محمد) ومجموعة من الباحثين“ ،األنثروبولوجيا االجتماعية قضايا الموضوع والمنهج» ،دار المعرفة الجامعية ،الطبعة األولى، اإلسكندرية ،2003 ،ص.15 : -28عبد هللا (محمد عبد الرحمن) “النظرية في علم االجتماع :النظرية الكالسيكية» ،م.س ،ص.30 : -29فيليب (البورت) وآخرون“ ،إثنولوجيا أنتروبولوجيا» ،ترجمة مصباح الصمد ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى 2004 ،بيروت‑ لبنان ،ص .29 8 www.mominoun.com ً جدال حول طبيعة المجتمعات التي الحضارات .30وكان من نتائج ذلك أن عرفت األنثروبولوجيا ،منذ نشأتها، تدرسها ،حيث ُسميّت تلك المجتمعات بأسماء مختلفة؛ ما قبل الصناعية ،أو البدائية ،أو الشفوية ،أو مجتمعات ما قبل الدولة ،...وكلّها تسميات ال تخلو من أغراض إيديولوجية ،السيما ّ أن األنثروبولوجيا حقل دراسي من صناعة الغرب ،ومؤسساته العلمية ،ما يعني ّ أن هذه المجتمعات كانت موضوعاً بحثياً خارجياً .31ومن أبرز هذه الدراسات القريبة إلى موضوعنا حول الوظيفية يمكن أن ندرج: - Malinowski, B., Argountes of the western Pasifique, New York, E.P. Dutton, 1922. هذا الكتاب هو عبارة عن دراسة لشبكة من الهبات والهبات المضادة ،المعروفة باسم “كوال” ،بين سكان أرخبيل تروبريان الميالنيزي .وتمثل هذه الدراسة األحادية نموذجاً للعمل اإلثنوغرافي الطويل النفس، والناتج عن المالحظة من خالل المشاركة .وتتجلى أهمية هذا الباحث بالنسبة إلى رواد االنقسامية في االحتفال المئوي الذي أقيم له سنة ،1984والذي يقول إرنست غيلنر إنّه أتاح له الفرصة ولمجموعة من الباحثين لنشر عدة بحوث أعادت توجيه مسار األنثروبولوجيا.32 - A.R. Radclife-Brown, structure and function in primitive society, 1952. يعتبر رادكليف براون أحد أبرز أعالم األنثروبولوجيا الوظيفية ،حيث توزعت مهمته ،حسب ما أورده جيرارد ليكلرك في كتابه «األنثروبولوجيا واالستعمار» ،في ثالثة اتجاهات رئيسة :انتزاع األنثروبولوجيا من التاريخ وعلم االجتماع عبر اعتبار التاريخ مجرّ د خادم للعلم الجديد ،ووضع منهجية خاصة باألنثروبولوجيا أساسها البحث الميداني ،ثم أخيراً استقاللية غرض األنثروبولوجيا .33غير أنّه يبدو أكثر تأثراً في أبحاثه بآراء إميل دوركايم خاصة ،من حيث المماثلة بين الحياة العضوية والمجتمع. - Evans-Pritchard E.E., The Nuer; a description of the Modes of Livelihood and Political Institutions of a Nilotic People, Oxford, Clarendon, 1940 -30المرجع السابق ،ص.30 : -31الوكيلي (يونس) “في منهج دراسة المعتقدات السحرية من منظور إميل دوركايم» ،ضمن ملف بحثي حول الدين والمجتمع ونظرية المعرفة: قراءات معاصرة في أعمال إميل دوركهايم ،تنسيق يونس الوكيلي ،منشورات مؤمنون بال حدود 2015 ،ص.87 32ـ فهيم (حسين) "قصة األنثروبولوجيا ،فصول في تاريخ علم اإلنسان» ،م .س ،ص .27 -33لكلرك (جيرار) “األثروبولوجيا واالستعمار» ،ترجمة جورج كنتورة ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية، بيروت‑ لبنان ،1990 ،ص‑ص.71‑67 : 9 www.mominoun.com - Evans-Pritchard E.E., the Sansui of Cyrenaica, The Clarendon press, Oxford, 1949. يقوم إيفانس بريتشارد في هذه الدراسات بتحليل االقتصاد الرعوي وبيئته المكانية والزمانية عند قبائل النوير التي تعيش في السودان على رعي البقر ،باإلضافة إلى دراسته للطريقة السنوسية في عالقتها مع بدو برقة ،من خالل التركيز على البنى السياسية واألنساب وفئات السن ،والوظائف التي تقوم بها .حيث اهتدى إلى حالة من التنظيم االنقسامي ،34التي نظر لها إميل دوركايم ،35الذي تُع ّد أبحاثه حسب إيفانس بريتشارد حلقة أساسية في تط ّور علم األناسة بسبب نظرياته االجتماعية.36 وتعتبر في هذا السياق مساهمة إيفانس بريتشارد حول قبائل النوير بالسودان البداية الفعلية للنظرية االنقسامية التي تبنّاها مجموعة من الباحثين لدراسة المجتمعات في شمال إفريقيا وآسيا ،غير ّ أن هذه الدراسة ،كما يرى جيرار لكلرك ،Gérard Leclercال تخرج عن إطار الدراسات المؤسساتية التي كانت ال تختلف مع اإلدارة غير المباشرة للمستعمرات البريطانية بإفريقيا ،باعتبارها ضرورية وممكنة من جانب االستعمار الليبرالي المتن ّور.37 إال ّ أن جديّة هذه الدراسات التي قام بها إيفانس بريتشارد تتجلّى في دعوة صاحبها إلى عدم إغفال الجانب التاريخي للمجتمعات المدروسة في المقاربة الوظيفية ،عندما بين ّ أن صلة اإلناسة االجتماعية بالتاريخ أقوى من صلتها بالعلوم الطبيعية ،باعتبارها تبحث في المجتمعات بكونها نظماً رمزية وليست ً بوصفها نظماً طبيعية ،وبالتالي تق ّدم تأويال وليس تفسيراً علمياً .38فكيف ساهم إذن إيفانس بريتشارد في نحت مفهوم االنقسامية؟ -34فيليب (البورت) وآخرون“ ،إثنولوجيا أنتروبولوجيا» ،م .س ،ص.31 : -35باإلضافة إلى هذه الدراسات ،ظهرت مجموعة من األبحاث األخرى ،التي أسست فعلياً للنظرية االنقسامية خاصة بإفريقيا أبرزها: - Meyer Fortes and E. E. Evans-Pritchard, African Political Systems, Oxford University Press, 1940. - M.G Smith, Segmentary Lineage Systems, The Journal of the Royal Anthropological Institute, 86, part 2, 1956. - J. Middleton et D. Tait, Tribes Without Rules, Studies in African Segmentary Systems, Routlege et Kegan Paul, London, 1958. - Marshall D. Sahlins, the segmentary Lineage: An organization of Predatory Expansion, American Anthropologist, 63, 1961. -36إيفانس (بريتشارد) “اإلناسة المجتمعية :ديانة البدائيين في نظريات اإلناسيين» ،ترجمة حسن قبيسي ،دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة األولى ،لبنان ‑ بيروت ،1986 ،ص.64 : ‑37لكلرك (جيرار) "األنثروبولوجيا واالستعمار» ،مرجع سابق ،ص.136 : -38فولف (كريستوف) “علم اإلناسة :التاريخ والثقافة والفلسفة» ،ترجمة أبو يعرب مرزوق ،الدار المتوسطية للنشر ،الطبعة األولى ،أبو ظبي، ،2009ص.131 : 10 www.mominoun.com .2املفاهيم املهيكلة للنظرية االنقسامية أ -مفهوم المجتمع االنقسامي: ال يمكن اليوم الحديث عن هذا المفهوم من قبل الباحثين دون الرجوع إلى التعريف الذي وضعه إميل دوركايم ،لكن يبقى اإلسهام الميداني لـ «إيفانس بريتشارد» هو األساس ،والمرجع الذي تبنّاه معظم رواد النظرية االنقسامية ليس بدول المغارب فقط ،بل حتى في التعريفات الموسوعية ،حيث نجد في قاموس األنثروبولوجيا التعريف التالي« :مجتمع انقسامي Segmentarity society؛ مجتمع ينقسم إلى وحدات تنتسب إلى سلف بعيد ،ويرتبط بعضها ببعض بروابط القرابة .فالقبيلة الكبيرة تنقسم إلى عشائر ،Clanالتي تنقسم بدورها إلى أفخاذ .Lineagesوتعيش ّ كل وحدة في إقليم خاص بها ،وتمارس فعاليتها االقتصادية بحريّة ،فهي مستقلة عن الوحدات األخرى ،وال تخضع في حياتها السياسية إال لسلطة رئيسها المباشر .ولذلك فليس في المجتمع االنقسامي سلطة موحدة ،ويعتبر شعب النوير القاطن في جنوب السودان نموذجاً لهذه المجتمعات.»39 واألمر نفسه بالنسبة إلى مراجع أخرى ،مثل موسوعة علم اإلنسان ،حيث «يستخدم مصطلح انقسامي ّ ليدل على نظام القبيلة التي تح ّدد االنحدار القرابي على أساس تتبع Segmentaryفي األنثروبولوجيا عالقاتهم بأسالفهم األعلى البعيدين .وعلى ضوء هذا ،يفهم البناء االجتماعي على أنّه نظام متدرّ ج يشبه الشجرة ذات المستويات المختلفة من الوحدة والتعارض ،فالوحدات المنقسمة عند المستوى األدنى تتجمع معاً داخل وحدات أكبر عند مستوى أعلى .ومن هنا يربط إيفانس بريتشارد البناء االنقسامي بالمسافة القرابية (الجينيالوجيا).»40 نجد كذلك من خالل عودتنا لكتاب إيفانس بريتشارد حول قبائل النوير وصفاً دقيقاً للمجتمعات االنقسامية من خالل عدة نصوص أو أشكال رسومية تبيّن البناء االنقسامي عند قبيلة النوير ،هذه الرسوم التي هي إمّا عبارة عن جداول وتشجيرات سنورد بعض األمثلة عنها في سياق حديثنا عن مفهومي االنصهار واالنشطار، اللذين ّ شكال اإلضافة النظرية المهمة لبريتشارد في إضافاته للبناء النظري للمقاربة االنقسامية ،والتي حاول فيما بعد ٌّ كل من إرنست غيلنر ودافيد هارت ولوسيت فالنسي وجون واتربوري توظيفها في سعيهم إلى تحديد -39مصطفى سليم (شاكر) “قاموس األنثروبولوجيا» ،جامعة الكويت ،الطبعة األولى ،1981 ،ص.860 : -40سيمور‑ شميت (شارلوت)“ ،موسوعة علم اإلنسان المفاهيم والمصطلحات االنثروبولوجية» ،ترجمة مجموعة من الباحثين بإشراف محمد الجوهري ،المشروع القومي للترجمة ،الطبعة األولى ،القاهرة ،1998 ،ص.126 : 11 www.mominoun.com طبيعة البنية االجتماعية في المجتمعات المغاربية ،41باعتبار ّ أن النظام االنقسامي ينبغي أن تتوفر فيه ،حسب الباحث علي صدقي أزايكو ،الشروط اآلتية: انعدام أيّ تجميع للسلطة بين يدي شخص واحد بصفة عامة. الغياب التام للمؤسسات السياسية المتخصصة. التوزيع المتوازن للسلطة بين مختلف المجموعات ،وعلى جميع المستويات ،وهذا يكفي لضماناستتباب النظام.42 ب -االنشطارFission : يُع ّد مفهوم االنشطار من المفاهيم األساسية في النموذج االنقسامي ،وقد صاغ إيفانس بريتشار هذا المفهوم في سياق بحثه حول النظام السياسي لقبائل النوير السودانية ،حيث أكد ّ أن قبائل النوير تنقسم إلى قسمات ،ويمكن تسمية القسمات الكبيرة ،بفروع القبيلة ،Tribal sectionsالتي تتجزأ حتى المستوى الثالث (األدنى) من القبيلة .وهذه الفروع تتكون من مجموعة من المداشر ،التي تتكون بدورها من مجموعات تربط بينها عالقة القرابة .43مثل قبيلة اللو ( ،)Lou tribeالتي تنقسم إلى فرعين :جين Gunومور ،Morثم وحسها إلى فروع ثانية وثالثة ،44حيث تتّسم هذه الفروع ،في نظر إيفانس بريتشارد ،بنفس صفات القبيلة، ّ المشترك ،واتجاه مواردها االقتصادية ،وانتمائها لمجال ترابي معين.45 ّ ّ التجزؤ يجعلها متعارضة فيما بينها ،وأعضاء وكل قسمة حسب بريتشارد ،مجزأة في الوقت نفسه ،وهذا ّ كل قسمة هم في استعداد للتصارع مع قسمة أخرى من الفرع نفسه ،كما أنّهم في استعداد للتوحد من أجل محاربة عدو آخر .46إال ّ أن ما يهمنا في هذا السياق هو حالة االنشطار ،والتي ال يمكن فهمها إال إذا تجاوزنا مع إيفانس بريتشارد مستوى النظام السياسي عند قبائل النوير الذي تمثله القبيلة وفروعها إلى مستوى نظام -41الهراس (المختار)“ ،القبيلة والسلطة تطور البنيات االجتماعية في شمال المغرب» ،المركز الوطني لتنسيق وتخطيط البحث العلمي والتقني، الطبعة األولى ،الرباط ،1988 ،ص.17 : -42أزايكو (علي صدقي)“ ،حول النظرية التجزئية مطبقة على المغرب» ،مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط ،العدد الرابع عشر،1988 ، ص.10 : 43‑ Evans-Pritchard E.E., The Nuer; a description of the modes of livelihood and political institutions of a nilotic people, Oxford, Clarendon Press, 1940, P: 139. 44‑ Ibid; P: 139-142. 45‑ Ibidem 46‑ Evans-Pritchard E.E., The Nuer; a description of the modes of livelihood and political institutions of a nilotic people, op.cit, P: 143. 12 www.mominoun.com خط النسب THE LINEAGE SYSTEMالذي يبرز مدى تجزؤ القبيلة ،والذي يمكن توضيحه حسب الشكل التالي:47 الرسم :1تفرعات ومستويات القبيلة ينطلق إيفانس بريتشارد من كون العشيرة عند قبائل النوير هي بمثابة مجموعة من األفراد الذين ينتمون بنسبهم إلى ج ٍّد مشترك ،كما ّ أن العشيرة نظام لخطوط من األنساب ،وهذه الخطوط هي جنيالوجيا تمثل قسمات العشيرة .48حيث نجد العشيرة Aتنقسم إلى خطوط نسب عليا هي Bو ،Cوالتي تنقسم بدورها إلى خطوط نسب رئيسة F ، E ، Dو .Gأمّا القسمات الثانوية ،Hو ،Iو Jو Kلخطي النسب Gو ،Dفتتجزأ لخطوط نسب دنيا هي ،L :و ،Mو Nو .Oاألمر الذي يبرّ ر في نظر الباحث كون هذه المجتمعات هي باألساس مجتمعات انقسامية. إلى جانب األشكال المتعددة والكثيرة التي أوردها ر ّواد المقاربة االنقسامية ،في سياق حديثهم عن قابلية ً شكال آخر للباحثة جان فافري Jeanne المجتمعات ذات الصفات االنقسامية لالنشطار ،يمكن أن ندرج Favretحول موقع الفرد في المجتمع االنقسامي. 47‑ Ibid,P: 193. 48‑ Ibid,P: 192. 13 www.mominoun.com الرسم :2تمثيل تخطيطي للمجتمع االنقسامي من وجهة نظر الفرد 49 ترى جان فافري ّ Jeanne Favret أن النظام االنقسامي يمكن أن يمثل في شكلين مختلفين :مثل شجرة عندما نأخذ في عين االعتبار وجهة نظر الجماعة ‑­ كما هو الحال للرسم الذي استقيناه من إيفانس بريتشارد‑ أو على شكل دوائر متداخلة تبرز موقع الفرد وموقفه .50غير ّ أن هذه األشكال تبقى مع ذلك مضللة ،في نظر الباحثة نفسها ،باعتبار وجود مجتمع قائم على تعارض القسمات المكونة له ،ال يعني أنّه يتجزأ إلى ما ال نهاية .51خاصة ّ وأن صورة الشجرة التي تبرز صيرورة ( )Processusاالنشطار واالنصهار تنذر بحدود هذه الصيرورة حيث يستحيل االنشطار. أمام هذه اإلشكالية تقترح الباحثة جان فافري الدوائر المتداخلة (انظر الرسم السابق) ،والتي يمكن تصنيفها إلى ثالثة مستويات: 49‑ Jeanne Favret-Saada, La SegmentaritéAu Maghreb, In: L’Homme, 1966, tome 6, n °2. P 108. 50‑ Jeanne Favret-Saada, op.cit, P: 107. 51‑ Ibid. P: 107 14 www.mominoun.com المستوى األول :يتجلى هذا المستوى في الدائرة المركزيةّ ،وكل ما يتعلق بالحياة اليومية ،وتسوية النزاعات الخاصة بها ،صراع حول الحقل أو مياه الري بين الفرد وأبناء عمومته. المستوى الثاني :تشكله الدوائر ،2و ،3و 4يت ّم عبره تحقيق توازن السلطة في القرية أو المدشر،باالرتكاز إلى جينيالوجيا حقيقية (بيولوجية). المستوى الثالث :يتمثل في الدوائر الخارجية التي تتكلف فيها القسمات بالدفاع عن الموارد االقتصاديةالمتمثلة خاصة في األراضي الجماعية ،باعتماد إيديولوجية جينيالوجية أسطورية.52 ج -االنصهارFusion : بالنسبة إلى المفهوم الثاني؛ االنصهار يتطلب األمر وجود خطر خارجي ،األمر الذي يؤدي إلى استنفار ً وصوال إلى االتحاد القبلي في بعض األحيان ،من مجموع القبيلة من الفرد ،األسرة ،خط النسب ،المدشر،... أجل مواجهة هذا اآلخر الذي يهدد وجود القبيلة أو مواردها االقتصادية .ويشير االنقساميون إلى هذه الحالة عبر جدول االنصهار والمثل العربي. -جدول االنصهار: الرسم :3تعارض قسمات القبيلة وانصهارها في مواجهة قبيلة أخرى 53 52‑ Ibidem 53‑ Evans-Pritchard E.E., The Nuer; a description of the modes of livelihood and political institutions of a nilotic people, op.cit, P: 143. 15 www.mominoun.com يجسد هذا الرسم حسب إيفانس بريتشارد حالة افتراضية ،يبين من خاللها لعبة القسمات من خالل ّ تعارضها ،أو انصهارها في حالة وجود حرب بين قبيلة من النوير وقبيلة أخرى من الدنكا ،حيث يت ّم تحالف فئات على مستوى العشائر لمواجهة خطر خارجي (حالة االنصهار) ،عبر االفتراض التالي: عندما تتصارع Z1و Z2ال تشارك أيّة قسمة في هذا الصراع. عندما تتصارع Z1و Y1تتحالف Z1و Z2واألمر نفسه ينطبق على Y1و.Y2 أمّا عندما تتحارب Y1وّ ،Z1فإن Y1و Y2تتحد ،وكذلك Z1و.Z2 يؤدي الصراع بين X1و ،Aإلى توحد X1، X2، Y1و ،Y2في إطار.B عندما تتورط Aفي صراع مع قبيلة من الدنكا ،يمكن أن تتوحد Aو Bلمواجهة الخطر الخارجي. المثل العربي:غالباً ما يلجأ الباحث في النظرية االنقسامية ،أو المهتم بها إلى استحضار المثل العربي الذي ق ّدم شهادة كبيرة للنموذج االنقسامي ،خاصة عند تطبيقه على المجاالت المغاربية من أجل تعريف المجتمعات االنقسامية .من خالل القول« :أنا ض ّد إخوتي ،أنا وإخوتي ضد أبناء عمي ،أنا وإخوتي وأبناء عمي ض ّد اآلخر» .54يـُفعل االنصهار في نظر إرنست غيلنر بمجرد حدوث التهديدات واألخطار التي قد ّ تخل بتوازن مجموعات متشابهة ومتعارضة في الوقت نفسه .55ولجعل هذا المثل أكثر خدمة لصورة التنظيم االنقسامي، يقترح إرنست غيلنر تطويره ليصبح« :أنا ض ّد إخواني ،أنا وإخواني ض ّد أبناء عمي ،إخواني وأبناء عمي ض ّد أبناء عمومتنا ،إخواني وأبناء عمي وأبناء عمومتنا ض ّد العشيرة المنافسة داخل القريةّ ، كل أفراد القرية ض ّد القرية المجاورة ،مجموعة من القرى أو بلدة Le cantonض ّد بلدة أخرى...إلخ».56 يتضح من خالل ما سبق ّ أن االنقساميين قاموا بتطوير هذا المثل العربي من أجل خدمة النموذج الذي وضعوه ،والذي يؤكد نزعة المجتمعات االنقسامية إلى االنصهار ،أو تكتل مجموع القسمات كلما تهددها خطر خارجي .57كما صاحب هذا التطوير تعديالت منهجية أثارت إشكالية الزواج ،هل هو داخلي أم 54‑ Jeanne Favret-Saada, La SegmentaritéAu Maghreb, op, cit. P: 108. 55‑ Alain Mahé, Violence et médiation. Theorie de la segmentarité ou pratique juridique en kabylie, in: Geneses, 32, 1998, p: 57. 56‑ Alain Mahé, Violence et médiation. Théorie de la segmentarité ou pratique juridique en Kabylie, op.cit, P: 57. ‑57بنسالم (ليليا) "التحليل االنقسامي لمجتمعات المغرب الكبير :حصيلة وتقويم» ،م .س ،ص.18 : 16 www.mominoun.com خارجي؟ األمر الذي اختلف حوله أغلب الباحثين ،من مؤيد لمقولة الزواج الداخلي ،وآخر معارض لها. باإلضافة إلى من يقول بإمكانية وجود مجتمع انقسامي بصورة كاملة دون أن يفرز فكرة العشيرة التي تتبنّى الزواج الخارجي.58 وبالعودة إلى المثل العربي نجد أنّه يخدم إلى جانب تأكيده على مفهومي االنشطار واالنصهار ،قضايا ال ّ تقل أهمية كذلك ،باعتبارها ّ تشكل مركز النظرية التي تتمحور في جانب كبير منها حول إشكالية السلطة في المجتمعات االنقسامية ،أو كيف تحكم هذه المجتمعات؟ خامتة يبدو من خالل ما سبق ّ أن المجتمع االنقسامي أو القبيلة ،حسب تصور إيفانس بريتشارد وأغلب من جاء بعده ،تشبه في تكوينها «شجرة» لها أصل واحدّ ، لكن هناك عملية مستمرة لتوالد الفروع تؤدي إلى خلق إوالية ميكانيزم االنشطار ،والتي ترافقها في الوقت نفسه إوالية معاكسة هي :إوالية االنصهار كلما كان هناك تهديد خارجي .59األمر الذي أ ّدى بهذه النظرية إلى تبنّي مقولة عدم تمركز السلطة بالمجتمعات االنقسامية، إضافة إلى مقولة المساواة المطلقة التي تفضي إلى غياب التراتب االجتماعي إال في حاالت استثنائية ،األمر الذي جعلهم يتصورون حياة خالية من الصراع والتراتبية .60إذا كان األمر على هذه الشاكلة ،فكيف تدبر القبيلة أمورها إذن؟ يت ّم في هذه الحالة اللجوء إلى شخص ينتمي إلى بعض السالالت المعينة ،وهو الذي يقوم بدور الوساطة في حالة القتل ،بالنسبة إلى قبائل النوير« :الرئيس ذو فروة الفهد» ،61أمّا بالنسبة إلى القبيلة المغربية ،وكما أشار إلى ذلك إرنست غيلنر ،فيت ّم عبر قناة داخلية إلدارة شؤون القبيلة ،وقناة خارجية يشكلها في نظره الصلحاء ،عبر ممارسة التحكيم ،62الذي تقوم به بعض السالالت المبجلة والتي تعود من خالل شجرة أنسابها إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول. ختاماً وجب أن نشير إلى ّ أن أيّ نظرية أنثروبولوجية كيف ما كانت ،هي نتاج لصيرورة من الدراسات التي تضيف وتع ّدل النموذج وفق شروط ّ كل دراسة ،وهو ما يتبيّن من خالل أبحاث إرنست غيلنر حول القبيلة في األطلس الكبير بالمغرب ،والتي حاول فيها المزج بين المنهج الوظيفي والبنيوي من أجل تجاوز -58المرجع السابق ،ص.18 : -59ضريف (محمد) "مؤسسة الزوايا بالمغرب» ،منشورات المجلة المغربية لعلم االجتماع السياسي ،الطبعة األولى ،1992 ،ص.75 : -60شرقي (محمد) “التحوالت االجتماعية بالمغرب من التضامن القبلي إلى الفردانية» ،إفريقيا الشرق ،الطبعة األولى ،الدار البيضاء ،2009 ،ص.40 : -61بنسالم (ليليا) "التحليل االنقسامي لمجتمعات المغرب الكبير :حصيلة وتقويم» ،م .س ،ص.15 : -62كلنر (إرنست) "السلطة السياسية والوظيفة الدينية في البوادي المغربية» ،في األنثروبولوجيا والتاريخ حالة المغرب العربي ،م .س ،ص49 : 17 www.mominoun.com أزمة المنهج االنقسامي ،األمر الذي تمحور حوله نقد عبد هللا حمودي .أو من خالل دراسات أخرى ،طبقت النموذج االنقسامي ،ولم ُ تخل من نقد مؤسس ،إمّا على خلفية تاريخية أو سوسيولوجية أو أنثروبولوجية ،وهو تجسده بشكل كبير التعديالت المنهجية واإلبستيمولوجية التي قامت بها المدرسة التأويلية بدءاً بالتركيز ما ّ ً وصوال إلى تجديد الكتابة األنثروبولوجية من خالل إبداع أشكال جديدة ،لعل على األنساق الثقافية والرموز، أبرزها السيرة االجتماعية بوصفها وثيقة اجتماعية ،وهو الورش الذي برز فيه ديل أيكلمان D.Eickelmann الذي عاب على االنقسامية تهميش الجانب التاريخي ،حيث يقول في هذا الصدد...« :إن نحن قمنا بمقارنة مؤلف مارك بلوك ـ المجتمع الفيودالي‑ الذي يشرح فيه الكيفية التي ظهر بها مفهوم الالمساواة الذي نسميه بالفيودالية ،في القرنين الحادي عشر والثاني عشر في أوروبا ،وكذلك انعكاسات هذا المفهوم على العالقات بين الدين والسلطة السياسية وبين السادة واألقنان ،وانعكاساته في مفاهيم األسرة والمكان والوالء‑ أقول إن نحن قارنا هذا المؤلف بدراسة مثل دراسة إرنست غيلنر عن ‑ صلحاء األطلس ‑ فإنّه سيصعب علينا أن أن كثيراً نجزم القول في أيّ العملين ننسبه إلى المؤرخ ،وفي أي منهما ننسبه إلى األنثروبولوجي .والواقع ّ أن مارك بلوك هو أكثر االثنين جدارة بلقب األنثروبولوجيّ ، من القرّ اء سيخلص إلى ّ ألن التفسيرات التي يعطيها لمفاهيمه أكثر إقناعاً في ربطها بما هو متوافر لديه من أدلة».63 ّ إن استحضار هذه القولة لـ «ديل أيكلمان» ال يجب القفز عنه دون اإلشارة إلى دفاع األنثروبولوجيين الجدد منذ دافيد هارت عن أهمية القراءة التاريخية في أي عمل أنثروبولوجي ،من أجل تجاوز عقد األنثروبولوجيا الكالسيكية ،وهو ما حاول بالفعل ديل أيكلمان تداركه في دراساته المتميزة حول المغرب من خالل االشتغال على مفاهيم السلطة والمعرفة واإلسالم ،مؤكداً على قصور النظرية االنقسامية في فهم اإلنسان المغربي، نظراً إلقصائها شبكة الرموز الثقافية ،التي يدرك من خاللها هذا األخير تجربته االجتماعية. ‑63أيكلمان (ديل)« ،األنثروبولوجيا والتاريخ ووضعها في المجال األكاديمي» ،مجلة كليّة اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط ،العدد الثامن عشر، ،1993ص.118 : 18 www.mominoun.com الئحة املراجع املعتمدة •باللغة العربية: −أزايكو (علي صدقي)« ،حول النظرية التجزئية مطبقة على المغرب» ،مجلة كليّة اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط، العدد الرابع عشر.1988 ، −إيفانس (بريتشارد)« ،االناسة المجتمعية :ديانة البدائيين في نظريات اإلناسيين» ،ترجمة حسن قبيسي ،دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،لبنان‑ بيروت.1986 ، −أيكلمان (ديل)« ،األنثروبولوجيا والتاريخ ووضعها في المجال األكاديمي» ،مجلة كليّة اآلداب والعلوم اإلنسانية، الرباط ،العدد الثامن عشر.1993 ، −بنسالم (ليليا)« ،التحليل االنقسامي لمجتمعات المغرب الكبير :حصيلة وتقويم» ،في :األنثروبولوجيا والتاريخ (حالة المغرب العربي) ،ترجمة عبد األحد السبتي وعبد اللطيف الفلق ،دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء.1988 ، −الجوهري (محمد) ومجموعة من الباحثين« ،األنثروبولوجيا االجتماعية قضايا الموضوع والمنهج» ،دار المعرفة الجامعية ،الطبعة األولى ،اإلسكندرية.2003 ، −دوركايم (إميل)« ،في تقسيم العمل االجتماعي» ،ترجمة :حافظ الجمالي ،مجموعة الروائع اإلنسانية ،األونيسكو (السلسلة العربية) ،الطبعة الثانية.1986 ، −روبيرتس (تيمونز) ‑ هايتي (أيمي)« ،من الحداثة إلى العولمة :رؤى ووجهات نظر في قضية التطور والتغير االجتماعي» ،الجزء األول ،ترجمة سمير الشكيكلي ،منشورات عالم المعرفة ،الطبعة األولى ،الكويت.2004 ، −سيمور‑ شميت (شارلوت)« ،موسوعة علم اإلنسان المفاهيم والمصطلحات األنثروبولوجية» ،ترجمة مجموعة من الباحثين بإشراف محمد الجوهري ،المشروع القومي للترجمة ،الطبعة األولى ،القاهرة.1998 ، −شرقي (محمد)« ،التحوالت االجتماعية بالمغرب من التضامن القبلي إلى الفردانية» ،إفريقيا الشرق ،الطبعة األولى، الدار البيضاء.2009 ، −ضريف (محمد)« ،مؤسسة الزوايا بالمغرب» ،منشورات المجلة المغربية لعلم االجتماع السياسي ،الطبعة األولى، .1992 −عبد هللا (محمد عبد الرحمن)« ،النظرية في علم االجتماع :النظرية الكالسيكية» ،دار المعرفة الجامعية ،الطبعة األولى ،اإلسكندرية.2006 ، −فهيم (حسين)« ،قصة األنثروبولوجيا فصول في تاريخ علم اإلنسان» ،سلسلة عالم المعرفة ،العدد .1986 ،89 −فولف (كريستوف)« ،علم االناسة :التاريخ والثقافة والفلسفة» ،ترجمة أبو يعرب مرزوق ،الدار المتوسطية للنشر، الطبعة األولى ،أبو ظبي.2009 ، −فيليب (البورت) وآخرون« ،إثنولوجيا أنتروبولوجيا» ،ترجمة مصباح الصمد ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى 2004 ،بيروت ‑ لبنان. −القصير (أحمد)« ،منهجية علم االجتماع بين الماركسية والوظيفية والبنيوية» ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،الطبعة األولى ،القاهرة.2012 ، 19 www.mominoun.com −كلنر (إرنست)« ،السلطة السياسية والوظيفة الدينية في البوادي المغربية» ،في األنثروبولوجيا والتاريخ ،حالة المغرب العربي ،ترجمة عبد األحد السبتي وعبد اللطيف الفلق ،دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء.1988 ، −لكلرك (جيرار)« ،األنثروبولوجيا واالستعمار» ،ترجمة جورج كنتورة ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،بيروت ‑ لبنان.1990 ، −مصطفى (شاكر)« ،قاموس األنثروبولوجيا» ،جامعة الكويت ،الطبعة األولى.1981 ، −الهراس (المختار)« ،القبيلة والسلطة تطور البنيات االجتماعية في شمال المغرب» ،المركز الوطني لتنسيق وتخطيط البحث العلمي والتقني ،الطبعة األولى ،الرباط.1988 ، −الوكيلي (يونس)« ،في منهج دراسة المعتقدات السحرية من منظور إميل دوركايم» ،ضمن ملف بحثي حول الدين والمجتمع ونظرية المعرفة :قراءات معاصرة في أعمال إميل دوركهايم ،تنسيق يونس الوكيلي ،منشورات مؤمنون بال حدود.2015 ، −يتيم عبد الرحمن (عبد هللا)« ،إميل دوركايم :ملمح من حياته وفكره األنتروبولوجي» ،مجلة إضافات ،العدد ،20شتاء .2013 •باللغة األجنبية: − Alain Mahé, Violence et médiation. Theorie de la segmentarité ou pratique juridique en kabylie, in: Geneses, 32, 1998. − Evans-Pritchard E.E., The Nuer; a description of the modes of livelihood and political institutions of a nilotic people, Oxford, Clarendon Press, 1940. − Hugh Roberts, Perspectives sur les systèmes politiques berbères: à propos de Gellner et de Masqueray, ou l’erreur de Durkheim, trad. ; Abderrezak Dourari, Insaniyat n°27, janvier – mars 2005. − Jeanne Favret-Saada, La SegmentaritéAu Maghreb, In: L’Homme, 1966, tome 6, n °2. 20 www.mominoun.com MominounWithoutBorders Mominoun @ Mominoun_sm اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ. أﻛﺪال- اﻟﺮﺑﺎط : صب +212 537 77 99 54 : اﻟﻬﺎﺗﻒ +212 537 77 88 27 : اﻟﻔﺎﻛﺲ 10569 [email protected] www.mominoun.com All rights reserved © 2017 2017 © ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ