Telechargé par belaouedj laid

السنة

publicité
‫بين الشيعة وأهل السنة‬
‫تم تنزيل هذا الكتاب من موقع البرهان على شبكة النترنت‬
‫‪http://www.albrhan.com‬‬
‫تأليف ‪ /‬إحسان إلهي ظهير‬
‫رئيس تحرير مجلة "ترجمان الحديث" لهور – باكستان‬
‫والمين العام لجمعية أهل الحديث – باكستان‬
‫مقدمة‬
‫الحمممد للممه رب العممالمين‪ ،‬والصمملةا والسمملم علممى خمماتم‬
‫المعصممومين‪ ،‬وأشممرف المرسمملين‪ ،‬وعلممى آلممه وأصممحابه الغممر‬
‫الميامين‪ ،‬ومن سلك مسلكهم واهتدى بهممديهم إلممى يمموم الممدين‪،‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫إن مصر قلعة من قلعا السمملم وحصممن مممن حصممونه‪ ،‬وإنهمما‬
‫لمهد للحضارةا السلمية‪ ،‬معهد للعلوم والفنون‪ ،‬وهي بلد الزأهر‪،‬‬
‫وموطن العلماء‪ ،‬وإنها لمحط أنظار المسلمين‪ ،‬ومهمموى أفئممدتهم‬
‫وقلوبهم‪ ،‬كما أنهمما كممانت ول زأالممت كعبممة عشمماق العلممم وطلبممه‪،‬‬
‫ومممورد رواد الفكممر ومشممتاقي الدراك والمعرفممة‪ ،‬وهممي مقممر‬
‫الكتاب‪ ،‬ومستقر الدعاةا‪ ،‬وموطن الفقهاء‪ ،‬ومنبت المحدثين‪ ،‬لهمما‬
‫ماضيها المجيد وحاضرها الحميد‪ ،‬ينظر إليها المسمملمون فممي كممل‬
‫قطر من أقطار الرض‪ ،‬وبقعة من بقاعها‪ . .‬نظرةا إكبممار وتقممدير‬
‫لما لها من أياد بيضاء في إنارةا الفكر السمملمي وإضمماءةا الطممرق‬
‫أمام منتهجيها وسالكيها‪ ،‬فينظرون إلى كل ما صممدر منهمما نظممرةا‬
‫الثقة والعتماد والتصديق لصالة علومها‪ ،‬ورسوخ علمائها فيهمما‪،‬‬
‫ولتحملهم أعباء الممدعوةا بوجوههمما الصممحيحة‪ .‬وأسسممها الصمميلة‪.‬‬
‫وقواعدها المتينة الرزأينة‪ . .‬بالمانة العلمية والمسئولية الدينيممة‪،‬‬
‫مع اعتقادهم أن ل عصمة لحمد بعمد نمبي اللمه خماتم المعصمومين‬
‫وسيد المرسملين‪ ،‬ول بمد للعمالم ممن زألممة وهفموةا‪ ،‬كممما أنممه ل بمد‬
‫للفارس من كبوةا‪ ،‬فغفر اللممه لمقترفيهمما بغيممر قصممد‪ ،‬ومرتكبيهمما‬
‫بدون تعمممد‪  :‬ربن ا ل تؤاخممذنا إن نسممينا أو أخطأنمما ‪]  . . .‬س ورةا‬
‫البقرةا‪ :‬الية ‪.[286‬‬
‫ا‬
‫ولكن لم يكن ليخطممر علممى بممال أحممد أن علممما مممن أعلمهمما‪،‬‬
‫ورجل ا من رجالتها‪ ،‬يحمل قلما ا في يمموم مممن اليممام‪ ،‬ليكتممب فممي‬
‫موضوعا حساس عويص‪ ،‬له أبعاده وأخطمماره – وهممو ل يعممرف عنممه‬
‫شيئا ا – وعفا الله عنه إن لم يكن يعرف – ول أظنه يعممرف – لنممه ل‬
‫يتصور من أمثاله أن يخاطر بنفسه‪ ،‬ويقع في مثل هممذه المزالممق‪،‬‬
‫التي قد تممذهب بممه وبآثمماره الماضممية فممي مكممان سممحيق ل يتوقممع‬
‫النجاةا منه‪ ،‬ويهدم به ما بناه من أمجاد وممما أداه مممن خممدمات إلممى‬
‫حيث ل يرجى استرجاعها‪ ،‬ويا ليتني لم أقممرأ لممه هممذه الرسممالة أو‬
‫يقع نظري على تلك الفقرةا‪ ،‬التي يقرر فيها‪ :‬أنه لم يممدخر وسممعا ا‬
‫في بحثه‪ ،‬في تحري الحقيقة! مع أنه لم يتحر الحقيقة‪ ،‬ولم يبذل‬
‫وسعه في البحث‪ ،‬وإن كان هذا هو وسعه‪ ،‬أظهره في كتيبه‪ ،‬الذي‬
‫نحن بصدد ذكره الن‪ ،‬فما أظنه على سعة وسممعه الممذي بممذله فممي‬
‫كتبه الكثيرةا التي نشرت قممائمته فممي آخممر كممتيبه‪ ،‬مفخممرةا لعلمممه‬
‫وشرفا ا لثاره‪!. .‬‬
‫وإذا كممان هممذا هممو مفهمموم تحممري الحقيقممة عنممده فممي هممذه‬
‫الرسممالة فل بممد أن تتلشممى الحقممائق عنممد مممن يقممف علممى كتبممه‬
‫ومنشوراته!‬
‫لقد سمعت الكثير عن علم الدكتور علممي عبممد الواحممد وافممي‬
‫وحدثني عنه العديد من الصدقاء حتى دفعني الشوق إلممى لقممائه‪،‬‬
‫فإذا أنا أطرق باب مصر وأدخلها طالبا ا للعلم‪ ،‬ومكتسبا ا فضممائلها‪،‬‬
‫ومغترفا ا من بحارهمما‪ ،‬ممنيمما ا النفممس باقتنمماء طممرف مممن علومهمما‬
‫ومعارفها‪ ،‬متشوقا ا إلممى آثارهما ومعالمهمما‪ ،‬وإلمى كتبهما وكتتابهما‪،‬‬
‫ومبتغيا ا طرائفها ونفائسها‪ ،‬وأثنمماء تمرددي علممى مكتباتهمما‪ ،‬باحثمما ا‬
‫عممن الكتممب الفاطميممة وعممن الوثممائق السممماعيلية الممتي أشممتغل‬
‫بالكتابة عنها‪ ،‬التفت إلى كتيب صادر منذ فترةا وجيزةا لذلك الشيخ‬
‫الذي تحدث عنه المتحدثون‪ ،‬وسمع بممه السممامعون‪ ،‬تحممت عنمموان‪:‬‬
‫"بين الشيعة وأهل السنة"‪.‬‬
‫ولقد جذبني عنمموان الكممتيب إليممه‪ ،‬لممما ابتليممت بممالقوم ابتلء‬
‫طوي ا‬
‫ل‪ ،‬كما زأادني انجذابا ا إليه‪ . .‬اسم كاتبه‪ ،‬فمممؤلفه دكتممور فممي‬
‫الداب من جامعة باريس‪ ،‬وعضو المجمع الممدولي لعلممم الجتممماعا‪،‬‬
‫وعميد كلية العلوم بجامعة أم درمان‪ ،‬وعميد كلية التربيممة بجامعممة‬
‫الزأهممر‪ ،‬ووكيممل كليممة الداب‪ ،‬ورئيممس قسممم الجتممماعا بجامعممة‬
‫القاهرةا سابقا ا – عفا اللممه عممما سمملف – فنسمميت كتممب الفاطميممة‬
‫والفاطميين‪ ،‬واشتغلت بتقليب أوراق الكتيب‪ ،‬ولممم أبخممل بشممراء‬
‫نسختين منممه‪ ،‬ظنمما ا منممي أن مثممل فضمميلته ل يكتممب إل بعممد إلمممام‬
‫بالموضوعا إلمامة كاملة‪ ،‬وإدراكممه لممه حممق الدراك‪ ،‬وبعممد معرفتممه‬
‫بجوانبه كله‪ ،‬وتعمقه في سبر أغواره‪ ،‬وزأيادةا على ذلك دعواه في‬
‫بداية مقدمته بأنه لممم يممدخر وسممعا ا فممي بحثممه هممذا‪ . .‬فممي تحممري‬
‫الحقيقة‪ ،‬وأيضاا‪ . .‬فقد سمعت من قبل من بعض المحبين له ولي‬
‫أنه شرعا في كتابة هذا الموضمموعا!‪ . .‬فعممدت بنسممختين مممن كتممابه‬
‫إلى الفندق الذي نزلت به‪ ،‬عمماج ا‬
‫ل‪ . .‬شمموقا ا إلممى لقيمماه مممن خلل‬
‫كتيبه هذا‪ ،‬الذي يعد بالنسبة لي أول تصنيف له أطالعه وأقرأ فيممه‬
‫– فيا لحسرتي‪ ،‬وأسممفا ا لشمموقي‪ ،‬وتسمممع بالمعيممدي خيممر مممن أن‬
‫تممراه – ولقممد خمماب أملممي فممي السممتفادةا منممه‪ ،‬بممل انقلبممت إلممى‬
‫التأسف والندم‪ ..‬فيمما ليتنممي لممم أقممرأ شمميئا ا لفضمميلته‪ ،‬واكتفيممت‬
‫بالسماعا عنه بدل اللتقاء به من خلل رسممالته هممذه ‪ ،‬ولكممن ليممس‬
‫السمع كالمعاينة‪ ،‬وليس من راء كمن سمعا‪ ،‬ولعممل كتممب فضمميلته‬
‫الخرى ل تكون على شماكلة هممذا المؤلمف‪ ،‬مممن بمذل الوسمع فمي‬
‫البحث تحريا ا للحقيقة مثممل هممذه الرسممالة‪ ،‬واللممه غممافر السمميئات‬
‫ومكفر الخطايا‪ ،‬وإنه لستار العيوب‪.‬‬
‫‪ . .‬وإني لعلى يقين‪ ،‬بأن فضيلة الدكتور كلف نفسه عناء لممم‬
‫يستطع حمل أعبائه في هذا العمر الخيممر‪ ،‬حيممث تضممعف القمموى‪،‬‬
‫وتتوانى الهمم‪ ،‬وتكممل العزائممم‪ ،‬وينفلممت زأمممام المبممادرةا مممن يممد‬
‫الفارس المغوار‪ ،‬كما ينفلت زأمام العلم والفكر‪ . .‬مممن يممد العممالم‬
‫المبصر‪ ،‬فهو لطول حياته قد خانه البصر الحسير الكليممل‪ ،‬وأعيمماه‬
‫الزمان‪ ،‬وأقعده الدهر‪ ،‬وخانته الذاكرةا‪ ،‬وله العذر‪ !..‬ولول هذا لما‬
‫كتب ما كتب‪ ،‬ولما ألف ما ألف‪ ،‬ولم يبد فيه ما أبدى مممن العجممائب‬
‫والغرائب‪ ،‬ومممن المضممحكات والمبكيممات‪ ،‬مممن الخطمماء الصممريحة‬
‫والغلطا الفاحشة‪ ،‬ولم يصل إلى ما وصل إليه من الحكم والممرأي‬
‫وله بممدون علممم وبممدون‬
‫في الشيعة ومعتقداتهم‪ ،‬ولم يرض ما تقمم و‬
‫معرفة‪ .‬ونحن مأمورون بممأل نقممول بممدون علممم‪ ،‬ول نتكلممم بممدون‬
‫معرفة‪  :‬ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصممر والفممؤاد‬
‫كل أولئك كان عنه مسئول ا ‪] ‬سورةا السراء الية ‪.[36‬‬
‫وخاصة في مثل هذه المباحث التي تسبب تضممليل كممثير مممن‬
‫النماس‪ ،‬وإيقمماعهم فمي المتاهمات والضمللت‪ ،‬بسممبب زألممة عمالم‬
‫وهفوةا كاتب‪ ،‬اعتمادا ا على من قرءوا له‪ ،‬وثقة لما سمعوا به عنه‪،‬‬
‫وعلى ذلك يخاف أخوف ما يخاف من غلطة عالم وزألتممه – سممامحه‬
‫الله على ما كتب وغفر لنا وله إنه لغفور رحيم وعفو كريم ‪.-‬‬
‫هذا ول أدري ما هممي السممباب الممتي دفعممت فضمميلة الممدكتور‬
‫وافي إلى أن يكتب هذه الرسالة؟ وكان في غنممى عممن أن يكتبهمما‪،‬‬
‫حيث أنه يجهل أصول مذهب الشيعة الثنى عشرية وأسسممه الممتي‬
‫قام عليها‪ ،‬وليس عنده مممن كتممب القمموم شمميء – كممما يظهممر مممن‬
‫قراءةا رسالته هذه – حتى يستطيع أن يعلم ما جهل‪ ،‬ويعرف ما لم‬
‫يعرف‪ ،‬ثم يصل إلى الحكم فيهم‪ ،‬وفي عقائدهم ومذهبهم – ‪ ‬ول‬
‫يكلف الله نفسا ا إل وسعها ‪]  ..‬سورةا البقممرةا اليممة ‪ – [286‬لن ه‬
‫في كتيبه هذا‪ ..‬لم ينقل عبارةا واحممدةا مممن كتممب القمموم أنفسممهم‬
‫رأسا ا وبل واسطة‪ ،‬اللهم إل ما نقله من الممذين كتبمموا عنهممم‪ ،‬نقل ا‬
‫محضا ا بدون تعقل ول تبصر‪ ،‬مع ادعائه بأنه حقق آراءهم من أوثق‬
‫المصادر لممديهم ]بيممن الشمميعة وأهممل السممنة ص ‪ 20‬تحممت عنمموان‬
‫"موضوعا البحث وأغراضه"[‪.‬‬
‫فإن كان قصده النقل المحض عن الخرين الممذين كتبمموا عممن‬
‫الشيعة‪ ،‬فما فائدةا كتاباته إذن‪ ،‬وكفى الله المؤمنين القتال؟‬
‫ومن غرائب الشياء أن فضيلته يضع فممي آخممر هممذه الرسممالة‬
‫قائمة لهم المراجع عن الشيعة‪ ،‬يذكر فيها كتبمما ا كممثيرةا مممع أنممه –‬
‫حفظه الله – لم ينقل عن واحد منها عبارةا واحدةا بل واسطة‪ ،‬كما‬
‫لم يرد ذكر لكثير منها في الكتيب ولو بواسطة‪ ،‬ولول حسن ظنممي‬
‫به حسمب مما أمرنما النممبي عليممه أفضمل الصملةا والسمملم " ظنموا‬
‫بالمؤمنين خيرا ا " ]وقممد قيممل‪ :‬إنممه مممن قممول عمممر بممن الخطمماب‪.‬‬
‫انظر‪ :‬كتاب خطبه ووصاياه للممدكتور محمممد عاشممور[‪ .‬لممذهب بممي‬
‫الخيال إلى افتراض دوافع كثيرةا إجابة لسئلة محيممرةا‪ ..‬ممما الممذي‬
‫جعل الشيخ يكتب كتيباا‪ ،‬ربما يقضي على كل ما كتبممه سممابقا ا مممن‬
‫الكتممب القيمممة – حسممب رجممائي وتمنيمماتي – وتركممه مممن الثممار‬
‫الطيبة؟‪ ،‬وما الدوافع إلى أن يهدم في عمره الخيممر كممل ممما بنمماه‬
‫في ماضيه وسالف أيامه وهو يعلم ما نبه الله المؤمنين العمماملين‬
‫عليه بقوله‪  :‬ول تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوةا أنكاثا ا ‪..‬‬
‫‪] ‬سورةا النحل الية ‪.[92‬‬
‫وهذا هو حسممن ظنممي بممه والممذي يجعلنممي أقممف منممه موقممف‬
‫المعتذر عنه أن ما ذهب إليه في رسالته كلهمما‪ ،‬ممما صممدر منممه‪ ..‬إل‬
‫لعممدم المعرفممة والعلممم بأشممياء‪ ،‬هممي ثابتممة فممي كتممب القمموم‬
‫وعقائممدهم‪ ،‬وإن فضمميلة الممدكتور لممم يممبرئ سمماحة الشمميعة عممن‬
‫العقائد التي يعتقدونها‪ ،‬وعمن الراء المتي يحملونهما‪ ،‬ولمم يمدافع‬
‫عنهم إل عن جهل ل لشيء آخر – وإنممي لعتممذر عممن هممذه الكلمممة‬
‫الشديدةا – لنه ل يدفع الوهام عنه إل هذه الكلمة التي وإن كممانت‬
‫لكبيرةا‪ ،‬فهي التي تدفع عنه الظنون والشبهات‪ .‬في زأمان كممثرت‬
‫فيممه القلم المسممتأجرةا وشمماعا فيممه الكلم المممأجور‪ ،‬وإل فهممل‬
‫يتصور مممن عممالم يعلممم أصممول مممذهب الشمميعة الثنممى عشممرية أو‬
‫الجعفرية كما يسميهم الدكتور وافي‪ ،‬ويعلم أسممس شممريعة اللممه‬
‫الممتي جمماء بهمما محمممد صمملوات اللممه وسمملمه عليممه ويعتقممد بهمما‬
‫المسلمون أي أهل السممنة بالممذات‪ .‬ثممم يكتممب "بممأن الخلف بيننمما‬
‫وبينهم – مهما بدا في ظاهره كبيرا ا – ل يخممرج فممي أهممم أوضمماعه‬
‫عنممدنا وعنممدهم عممن حيممز الجتهمماد – المسممموح بممه" ]الرسممالة‬
‫المذكورةا ص ‪.![4‬‬
‫فيا للسذاجة والطيبة‪ ،‬ويا للجهل وعدم معرفممة المممور‪ ،‬مممن‬
‫رجل ذاعا صيته وعمت شهرته‪ ،‬فمتى كانت الحكام بهذه السذاجة‬
‫وبهذه الطيبة؟ فهل يمكن لفضيلة الدكتور أو لغيره أن يثبممت مممن‬
‫كتاب واحد مممن كتممب الشمميعة‪ ،‬الممتي كتبممت لبيممان مممذهب السممنة‪،‬‬
‫وتعريفه للشيعة‪ ،‬أن يكون الحكممم فيمه كهممذا أو شممبيهه فمي أهمل‬
‫السنة؟‬
‫كل ورب الكعبة لم يصدر مثل هذا الحكم عن أهل السممنة فممي‬
‫كتاب شيعي على مر الزمان ومممدى التاريممخ‪ ،‬حممتى ول فممي كتمماب‬
‫دعاية كتب على التقية والمداراةا والمسايرةا!!‪.‬‬
‫فما الذي دفع فضيلة الدكتور علي عبممد الواحممد وافممي عضممو‬
‫المجمع الدولي لعلم الجتماعا‪ ،‬بممأن يكممون اجتماعيمما ا مممع الممذين ل‬
‫يؤمنون بالجتماعا‪ ،‬وأن يدافع عنهممم فممي بلممدةا سممنية صممانها اللممه‬
‫وأهلهمما مممن النيممل مممن كرامممة خلفمماء النممبي الراشممدين‪ ،‬الهممداةا‬
‫المهممديين‪ ،‬رفمماقه الخيممرةا وأصممحابه الممبررةا‪ ،‬وأزأواجممه أمهممات‬
‫المؤمنين؟ البلد التي وقاهمما اللممه وحفظهمما وطهرهمما مممن أنمماس‬
‫طالما وقعوا في أسلف هذه المممة وقادتهمما وزأعمائهمما‪ ،‬وطعنمموا‬
‫وما يزالممون يطعنممون فممي خيممار خلممق اللممه وصممفوته‪ ،‬حملممة هممذه‬
‫الشريعة المطهرةا‪ ،‬ونقلة هممذا الممدين الحنيممف‪ ،‬وحفظممة القممرآن‪،‬‬
‫ورواةا سنة نبينا المختار صلوات الله وسلمه عليه‪ ،‬نعم ممماذا يريممد‬
‫فضيلته بدفاعه عن هذه الطائفممة‪ ،‬الممذين جعلمموا القممرآن عضممين‪،‬‬
‫ونبذوه وراء ظهورهم‪ ،‬واتخذوه مهجوراا؟ واعتقدوا بعممدم حفظممه‬
‫وصيانته من وقوعا التغيير والتحريف فيه‪ ،‬وكفروا جميع من نقلوا‬
‫أخبار الرسول ‪ ‬إلى الناس وحملوها إلينمما‪ ،‬وجعلمموا الكممذب شممعاار‬
‫وديناا‪.‬‬
‫وكيممف يسمموغ لممه أن يممبرئ سمماحتهم مممن العتقممادات الممتي‬
‫يحملونها‪ ،‬ويممدينون بهمما‪ ،‬وهممي أسمماس مممذهبهم وديممانتهم‪ ،‬بكممل‬
‫سذاجة وبكل طيبة‪ ،‬وبكل جممرأةا؛ ملتمسمما ا لهممم العممذار الممتي لممم‬
‫يلتمسوها لنفسهم قط‪ ،‬ومخترعا ا لهم المعاذير التي لم يرضمموها‬
‫لهم‪ ،‬في بلممدةا سممنية خاليمة مممن الشميعة والتشميع بعممد مما ذاقمت‬
‫المريممن فممي عصممر مممن ماضمميها أيمما تسمملط طائفممة ]أي أيممام‬
‫الفاطميين الذين يذكرهم الدكتور وافي فممي كممتيبه هممذا بممأنه لممم‬
‫يكن مذهبهم بعيدا ا كل البعد عممن مممذاهب أهممل السممنة‪ ،‬ولممم تكممن‬
‫وجوه الخلف بينه وبينهم لتزيد كثيرا ا عن وجوه الخلف بيممن أهممل‬
‫السنة بعضهم ممع بعمض )ص ‪ (15‬وسميأتي بيمان ذلمك قريبما ا ف ي‬
‫محله إن شاء اللممه[ منهممم عليهمما‪ ،‬وشممهدت مسمماجدها وجوامعهمما‬
‫المجالس العديدةا التي كانت تمموجه فيهمما للسممباب والشممتائم إلممى‬
‫سادةا أصحاب محمد ‪ ، ‬ووزأرائممه وخلفممائه علممى مل مممن الشممهاد‪،‬‬
‫وعلى مرأى من المسلمين ومسمعهم؟‬
‫هل عن قصد أو تعمد؟ – ل جعلنا الله نعتقد فيه هذا العتقمماد‬
‫– أم عن عدم فهم ومعرفة؟ – وهذا هو الظن الغالب – ولكممن كممان‬
‫عليه أن يتعقل قبل القممدام مممن عممواقبه الوخيمممة‪ ،‬ويتبصممر فممي‬
‫نتائجها السيئة حيث أن كثيرا ا من الشباب الممذين يجهلممون التشمميع‬
‫كلياا‪ ،‬ول يعرفون حقيقته قليل ا أو كثيرا ا – سيقعون فممي شممراكهم‬
‫وحبممائلهم الممممدةا والمنصمموبة مممن كممل ناحيممة وفممي كممل جممانب‬
‫ليقاعهم فيها ولصطيادهم‪ ،‬وخاصة في هذه الونة الحرجة التي‬
‫كثرت فيهمما الممدعايات المممزورةا‪ ،‬ونشممط فيهمما التبشممير الشمميعي‪،‬‬
‫وازأداد غزوه للبلد السنية المسلمة وأهاليها‪ ،‬وكثرت فيها القلم‬
‫المممأجورةا‪ ،‬وانتشممرت فيهمما الكتممب المشممبوهة‪ ،‬مممثيرةا الشممبهات‬
‫والشكوك في عقيمدةا أهمل السمنة والجماعممة‪ ،‬العقيمدةا المنقولمة‬
‫المتوارثة عن رسول الله ‪ ، ‬وعن أصحابه نقل ا متواترا ا إلممى يومنمما‬
‫هذا‪.‬‬
‫نعم! ماذا يقصد من وراء هذه الكتيبات والرسائل وأمثالها؟‪..‬‬
‫لقد كان المفروض أن يتنبممه المسمملمون‪ ،‬وشممبابهم بالممذات‪ ،‬إلممى‬
‫مفاسد هؤلء الناس‪ ،‬وقبائحهم‪ ،‬وشممنائع عقيممدتهم‪ ،‬وفضممائحهم‬
‫التي ارتكبوها ضد المسلمين في مختلممف العصممور والممدهور‪ ،‬وإن‬
‫ممما يجممري الن ضممد المسمملمين السممنة فممي إيممران مممن المظممالم‬
‫والضممطهادات راجممع إلممى أنهممم ل يؤمنممون بممما يعتقممده القمموم‪،‬‬
‫ومخممالفتهم عقائممدهم وأفكممارهم الممتي يحملونهمما تجمماه القممرآن‬
‫وحفظتممه‪ ،‬ونقلممة سممنته‪ ،‬وحمماملي رايممات السمملم المظفممرةا‬
‫المنصورةا‪.‬‬
‫نعم! ينبغي أن يكون هذا هممو مقصممد علممماء السممنة وكت تممابهم‬
‫ل‪ ،‬ويعلموا من كان جاه ا‬
‫لينبهوا من كان غاف ا‬
‫ل‪ ،‬ويزيدوا معرفة من‬
‫كممان بصمميراا‪ ،‬بممدل أن يقربمموا إليهممم عقائممدهم‪ ،‬وليهونمموا عليهممم‬
‫مساويهم‪ ،‬ويحيبوا إليهم أضاليلهم وأباطيلهم‪ ،‬بل أنه يجممب علممى‬
‫علماء مصر عامة‪ ،‬وعلى علماء الزأهر خاصة – لما لهممم مممن مكممان‬
‫القيادةا الفكرية؛ والصدارةا العلمية في العالم العربي بالذات – أن‬
‫يقوموا بتبصير الناس بأمر الشيعة الذين بدأ خطرهم يزداد ويكبر‪،‬‬
‫بعممد تربممع التشمميع علممى عممرش إيممران‪ ،‬ووضممع جميممع المكانممات‬
‫والوسائل في سبيل نشره وتصديره خممارج إيممران‪ ،‬وإلممى البلممدان‬
‫السلمية السنية خاصة‪ ،‬وبعد انخداعا كممثير مممن الشممباب المسمملم‬
‫بثورتهم لعمدم معرفتهمم بحقمائق المممور وخفاياهمما‪ ،‬وأنهما ثممورةا‬
‫التشمميع ل ثممورةا السمملم‪ ،‬وأنهمما ثممورةا شمميعية ل ثممورةا إسمملمية‪،‬‬
‫وبتعبير صحيح وصريح أكثر‪ :‬إنها ثورةا شيعية على السمملم‪ ،‬تريممد‬
‫ابتلعا المسلمين خارج إيمران‪ ،‬وإذابتهممم داخلهمما‪ ،‬وكممل مممن يتتبممع‬
‫أحداث إيران اليوم ووقائعهمما‪ ،‬يممدرك تماممما ا ممماذا يقصممده القمموم‪،‬‬
‫وإلى ماذا يهدفون‪.‬‬
‫فالمظالم التي تصب على الكممراد‪ ،‬والفضممائح الممتي ترتكممب‬
‫في بلو شستان‪ ،‬والدماء التي تراق فممي عربسممتان‪ ،‬والعتقممادات‬
‫الواسعة التي تجري في تبريز وما حولها‪ ،‬ليست إل وسيلة لبممادةا‬
‫أهل السنة نهائياا‪ ،‬أو لدمجهم في صفوف الشيعة دمجا ا كام ا‬
‫ل‪.‬‬
‫ولم يأت على أهل السنة من المسلمين في إيران زأمان أشد‬
‫وطأةا وأثقل ضربة من هذا الزمان‪ ،‬ول أصعب وأعسر في الحفاظ‬
‫على دينهم ومعتقداتهم‪ ،‬إل ما نقل عن الصفويين‪ ،‬ولعله لم يكممن‬
‫ذاك الزمان يضاهي هذا الزمان ويوازأيه‪ ،‬في ظلمه وقسوته‪ ،‬حيث‬
‫لم يكن آنذاك وسائل البادةا والتدمير كهممذه‪ ،‬كممما لممم يكممن سمملب‬
‫البناء من الباء ليداعهم المدارس الشيعية ومراكممز التشمميع مممن‬
‫الصممغر‪ ،‬كممي ل يبقممى عنممدهم أدنممى معرفممة وإلمممام بمممذهبهم‪،‬‬
‫ومعتقداتهم‪.‬‬
‫وما أشد بؤسهم وأسوأ حالهم لن العممالم السمملمي السممني‬
‫في غفلة عما يجري على إخوانهم في إيران‪ ،‬وإنهم لصممم وعمممي‬
‫عن صيحاتهم ونداءاتهم المتكررةا لنصممرتهم وإغمماثتهم‪ ،‬وذلممك أن‬
‫القوم اجترءوا على غزو السنة خارج إيران‪ ،‬وفي بلدانهم‪ ،‬وعقممر‬
‫دارهممم‪ ،‬وملئمموا مممدنهم وقراهممم بمنشمموراتهم الزائفممة وكتبهممم‬
‫المزيفة‪ ،‬وزأاد الطين بلة أنهممم بممدل أن يجممدوا مواجهممة مممن قبممل‬
‫علمائهم‪ ،‬لصد تيارهم الجممارف‪ ،‬وصممد هجممومهم السممافر‪ ،‬وجممدوا‬
‫ضمائر مبيعة‪ ،‬وأقلما ا رخيصة‪ ،‬وعقول ا مخدوعة إل من رحم ربممك‪،‬‬
‫فطاروا مرحا ا ونشاطا ا وفرحا ا وسروراا‪ ،‬وسهلت عليهم مهمتهممم‪،‬‬
‫وقربت إليهم أمنيتهممم‪ ،‬فشمممروا عممن سمماق الجممد‪ ،‬واأسممفا علممى‬
‫تحقيق باطلهم‪ ،‬وتقاعس أهل الحق لتثبيت حقهممم‪ ،‬والممدفاعا عممن‬
‫حوزأةا حرماتهم وعقائدهم‪.‬‬
‫فهل من مبصممر يتبصممر‪ ،‬وعاقممل يتعقممل‪ ،‬وعممالم يعلممم أنممه ل‬
‫يوجد في إيران كلها شخص واحممد يسممتطيع أن يممدعو النمماس إلممى‬
‫السنة وعقائدهم‪ ،‬ول من يقدر أن يمنع الشيعة عن غلمموائهم فممي‬
‫القممدح والطعممن فممي القممرآن والسممنة‪ ،‬وأصممحاب رسممول اللممه‬
‫المبشرين بالجنة‪ ،‬وأزأواجه أمهات المؤمنين بشهادةا القرآن‪ ،‬بدل‬
‫أن يممدعوهم إلممى التقممارب والتحممابب إلممى أهممل السممنة‪ ،‬وإظهممار‬
‫القول بأن مذهبهم ل يخرج في أهممم أوضمماعه عممن حيممز الجتهمماد‬
‫المسموح به؟!‬
‫فيا علماء مصر! رحمكم اللممه – أل تخممبرون النمماس بممما يكنممه‬
‫القوم في صدورهم من حقممد وضممغن وغممل لهممذه المممة المجيممدةا‬
‫وأسلفها؟ وممما يكتمممونه ممن البغضمماء والعمداء لتعمماليم شمريعتها‬
‫الصحيحة‪ ،‬وإرشاداتها المسممتقيمة‪ ،‬الخاليممة مممن شمموائب الشممرك‬
‫والوثنية‪ ،‬والصافية من أدران المجوسية واليهودية؟‪.‬‬
‫فهبوا يا علماء الزأهر‪ ..‬بالواجب الديني والعلمي‪ ،‬الذي يحتم‬
‫عليكممم تنمموير الممرأي العممام‪ ،‬وتبصممير فكممر المسمملمين‪ ،‬بحقممائق‪..‬‬
‫طالما خفيت على كثير من الناس‪ ،‬في زأمن قمم ت‬
‫ل فيممه المخلصممون‬
‫الغيورون‪ ،‬وعتز فيه الوفاء‪ ،‬ورخص فيه بيع الضمائر والولء‪.‬‬
‫أليممس مممن المعقممول أن يممدعى إلممى التقممارب قمموم جعلمموا‬
‫الشتائم والسممباب دينمماا‪ ،‬واللعممائن والمطمماعن مممذهباا‪ ،‬بممدل نمماس‬
‫يرونها من أفسق الفسوق‪ ،‬وأفجر الفجور‪ ،‬وخاصة فممي أكممابرهم‬
‫وأئمتهم حيث أنهم ل يراعون – إل ت ول ذمة في أئمتنا وأسلفنا؟‪.‬‬
‫أليس من المحتم أن تكتب كتممب‪ ،‬وينشممر بينهمم فمي بلدهممم‬
‫تبين لهم حقيقة المذهب السمملمي السممني‪ ،‬وقواعممده وأسسممه‪،‬‬
‫التي عليها تركهممم نممبيهم وقائمدهم محمممد صملوات اللممه وسمملمه‬
‫عليه‪ ،‬ومن بعده خلفاؤه الراشدون المهديون؟‪.‬‬
‫وإنه لمن المؤسف حقمما ا أنهممم بممدل ا ممن أن يمدعوا إلممى تمرك‬
‫السممباب والشممتائم لحملممة هممذا الممدين ورواده وقممادةا جيوشممه‬
‫المظفرةا‪ ،‬وعسمماكره المنصممورةا الميمونممة‪ ،‬والعتقمماد بالدسممتور‬
‫السلمي‪ ،‬والناموس اللهي‪ ،‬ورسممالة اللممه الخيممرةا إلممى النمماس‬
‫كافة‪ ،‬والتمسك بسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسمملمه عليممه‪،‬‬
‫أقممواله وأفعمماله وتقريراتممه‪ ،‬المنقولممة عنممه بواسممطة أصممحابه‬
‫العدول‪ ،‬وتلمذته الصادقين المخلصين‪ ،‬وتجنب الهانممة والسمماءةا‬
‫والقول الزور – بدل ا من هذا كله يدعى المسلمون أهل السنة إلى‬
‫تمرك عقائمدهم ومعتقممداتهم المسممتقاةا ممن كتمماب ربهممم‪ ،‬وسمنة‬
‫نبيهم‪ ،‬وترك الدفاعا عن أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين‪ ،‬وعن‬
‫السلف الصالح‪ ،‬وعن بلدهممم‪ ،‬لكممي يفتحمموا أحضممانهم لسممتقبال‬
‫التشيع البشع‪ ،‬والشمميعة الحاقممدين الحممانقين‪ ،‬ويممدفعوا شممبابهم‬
‫وأبناءهم إلى السبئية الماكرةا‪ ،‬واليهودية الثيمة‪.‬‬
‫وأما نحن‪:‬‬
‫ول نلومهم إن لم يحبونا‬
‫فالله يشهد إنا ل نحبهم‬
‫ول جعلنا الله من الذين يحبون مممن يبغضممون أصممحاب حممبيب‬
‫الله ‪ ‬القائل فيهم‪" :‬مممن أحبهممم فبحممبي أحبهممم‪ ،‬ومممن أبغضممهم‬
‫فببغضممي أبغضممهم" ]رواه أحمممد‪ ،‬قممال صمماحب الفتممح الربمماني )‬
‫‪ :(22/169‬أخرجممه الترمممذي‪ ،‬وقممال‪ :‬هممذا حممديث حسممن غريممب ل‬
‫نعرفه إل من هذا الوجه[‪.‬‬
‫ول مممن الممذين يشممترون الحيمماةا الممدنيا وزأخارفهمما‪ ،‬وأموالهمما‬
‫الفانية‪ ،‬وشهرتها البائدةا‪ ،‬ومديح طائفة منهمما‪ ،‬ورضمماهم بممالخرةا‬
‫الباقية الدائمة‪ ،‬والضللة بالهدى‪ ،‬والعذاب بالمغفرةا‪.‬‬
‫فالحمد لله‪ ..‬لقد أدينا بعض ما يوجب علينا ديننا‪ ،‬ويحتم علينا‬
‫ضميرنا‪ ،‬ويفرض علينمما علمنمما الضممئيل‪ ،‬مممع قلممة حيلتنمما‪ ،‬وقصممور‬
‫باعنا‪ ،‬وضعف إمكانياتنا‪ ،‬وبعدنا عن بلد العروبة مهممد الحضممارات‪،‬‬
‫وأيضا ا من منزل الرسالة ومهبط الوحي‪ ،‬وفي بلد أعجميممة‪ ،‬رغممم‬
‫المتاعب والمشممكلت المتي نواجههمما فمي الحصمول علممى العلمموم‬
‫والمعارف وكتبها وخزائنها‪ ،‬فكتبنا أول كتاب فممي هممذا الموضمموعا‬
‫بعنوان )الشيعة والسنة( عام ‪1973‬م بعد ما ظهرت طلئع الغممزو‬
‫الشمميعي الجديممد فممي بلد المسمملمين آنممذاك‪ ،‬فشممكرا ا للممه علممى‬
‫نعمائه‪ ،‬فقد لقي ذلك الكتاب‪ ،‬مع صممغر حجمممه‪ ،‬الممرواج والقبممول‬
‫من أمة محمد ‪ ‬منقطع النظير‪ ،‬حيث صدر منه حتى الن أكثر مممن‬
‫نصف مليون نسخة باللغة العربيممة‪ ،‬ثممم ترجممم إلممى جميممع اللغممات‬
‫الحيمة المتي ينطمق بهما المسملمون ]مثمل النجليزيمة والفارسمية‬
‫والندونيسية والتايلنديممة والهوسمما‪ ،‬ولقممد قممامت إدارةا ترجمممان‬
‫السممنة بطبعهمما باللغممة النجليزيممة والفارسممية بالضممافة إلممى‬
‫العربية[‪.‬‬
‫ثم لما استولى التشيع المتعصب المحض على عممرش إيممران‪،‬‬
‫استبشر المسلمون خيرا ا في كثير مممن أقطممار الرض وأطرافهمما‪،‬‬
‫لعدم معرفتهم بحقيقة معتقممدات القمموم ونوايمماهم‪ ،‬ولكننمما نحممن‬
‫بحمد الله وفقنا في حينه بوضع كتاب آخممر جممامع باسممم )الشمميعة‬
‫وأهل البيت( تعرضنا فيه لبيان أهم معتقممدات القمموم مممن كتبهممم‬
‫الموثوقة‪ ،‬ومصممادرهم المعتمممدةا‪ ،‬بممذكر عبمماراتهم أنفسممهم دون‬
‫أدنى تغيير‪ ..‬أو تبديل‪ ..‬أو حذف‪ ..‬أو نقصان‪ ..‬متجنبين أبعاد هممذه‬
‫الثورةا السياسية‪ ،‬قاصدين تبيين الحقيقة وتوضمميحها‪ ،‬فممي إطممار‬
‫علمي بحت؟‪ ،‬وقصد هذا الكتاب أن يقوم بسرد الروايات الشمميعية‬
‫من كتب القوم أنفسهم‪ ،‬والقتصار عليها دون الرجوعا إلممى كتممب‬
‫السنة‪ ،‬وإيراد أية رواية منهمما للسممتدلل والسممتنباطا‪ ،‬كممي نكممون‬
‫منصممفين فممي الحكممم‪ ،‬عممادلين فممي السممتنباطا والسممتنتاج‪،‬‬
‫فاستبشر به الغيورون من أمة محمد ‪ ، ‬والمحبون له خيراا‪.‬‬
‫ولما ازأداد الخطر‪ ،‬واستفحل المر‪ ،‬وزأاد القوم في غلوائهم‬
‫وعنترتهم والهجوم على عقائد السلف‪ ،‬والطعن في أسلف هممذه‬
‫المة‪ ،‬كان علينا نحن أن نهب لخدمة العقيدةا الصحيحة والتشممرف‬
‫بالدفاعا عن الدين وعنهم فأضفنا إلممى الكتممابين كتابمما ا ثالثمما ا تحممت‬
‫عنوان )الشيعة والقرآن( لتبصير المسلمين‪ ،‬وتنوير رأيهممم حممول‬
‫عقيممدةا الشمميعة المتوارثممة المنقولممة عنهممم‪ ،‬جيل ا بعممد جيممل‪ ،‬فممي‬
‫القممرآن المنممزل مممن السممماء‪ ،‬علممى قلممب سمميد البشممر‪ ،‬بنفممس‬
‫السلوب وبنفس المنهج‪ ،‬الذي اخترناه فممي الممرد عليهممم‪ ،‬وعلممى‬
‫غيرهم من الفئات الباطلممة المنحرفممة‪ ،‬أي إدانممة القمموم بممما فممي‬
‫كتبهممم أنفسممهم وبعبمماراتهم هممم‪ ،‬نقل ا عممن مراجعهممم الصمميلة‪،‬‬
‫ومصادرهم الساسية نقل ا مباشرا ا ]ل كما فعله دكتورنمما الفاضممل‬
‫عبد الواحد وافي؛ لنه لم ينقل مجرد عبارةا واحدةا عن كتب القوم‬
‫رأساا‪ ،‬بل كل ما نقله نقله عن الخرين )دون تمحيمص أو بصمميرةا(‪،‬‬
‫كما سنثبته إن شاء الله في محله[‪ ،‬فأوردنا في هممذا الكتمماب أكممثر‬
‫من ألف حديث شيعي من مختلف مصممادره ومنممابعه وتعممدد رواتممه‬
‫ونقلته‪ ،‬كل هذه الحاديث الكممثيرةا الكممثيرةا تنممبئ وتنممص علممى أن‬
‫القرآن الموجود بأيدي الناس محترف ومغتير فيه‪ ،‬زأيد فيممه ونقممص‬
‫منه كثير‪ ،‬ثم انتظرنا برهة من الزمن أن يشاركنا أحممد مممن العممرب‬
‫وخاصة من مصر‪ ،‬بلد العلم والعلماء‪ ،‬ومممن الزأهممر بالممذات‪ ،‬أكممبر‬
‫جامعممة إسمملمية وأم الجامعممات الدينيممة‪ ،‬ولكممن يمما لهفممتي علممى‬
‫الجامعة الزأهرية التي أعقمت أن تنجب واحداا‪ ،‬نعم واحدا ا يتصدى‬
‫للرد على الهجوم الذي يشنه الشيعة‪ ،‬ويا لهفتي علممى مصممر أنهمما‬
‫لم تلد واحدا ا يقممف فممي سممبيل غزوهممم القممارةا الفريقيممة‪ ،‬الممتي‬
‫تحتل بموقعها الجغرافي والعلمي مكان الصدارةا على بابها‪ ،‬ولممذا‬
‫فممإن العبممء الملقممى علممى كواهلهمما لثقيممل‪ ،‬والمسممئولية عليهمما‬
‫لكبيرةا‪ ،‬لم أجد هذا‪ ،‬حتى بلغ السميل الزبمى‪ ،‬بمل وجمدت ممن بيمن‬
‫أبنائها‪ ،‬ورجالت فكرها مممن ينممادي بعكممس ذلممك‪ ،‬ينممادي بالوحممدةا‬
‫معهم‪ ،‬والتقريممب بيممن معتقممداتهم وبيممن معتقممدات أهممل السممنة‪،‬‬
‫غافل ا عن خطورةا الممر وأض راره الجسميمة‪ ،‬وعمواقبه الوخيممة‪،‬‬
‫ناسيا ا ما يترتب عليه مممن المهادنممة والهمموان فممي سممبيل العقيممدةا‬
‫والدين‪ ،‬وجاهل ا بمما تخفيمه همذه المدعوةا ممن الضمرب والنقصمان‬
‫للطائفة الحقة المنصورةا‪ ..‬أهممل السممنة والجماعممة‪ .." :‬يمما ليتنممي‬
‫مت قبل هذا وكنت نسيا ا منسياا" ]سورةا مرين الية ‪.[23‬‬
‫وعممن أمثممال هممؤلء الطيممبين الكممارم اشممتكى شمماعر عربممي‬
‫قديم‪:‬‬
‫بنو اللقيطة من ذهل بن‬
‫لو كنت من مازأن لم تستبح إبلي‬
‫شيبانا‬
‫عند الحفيظة إن ذو‬
‫إذن لقام بنصري معش خشن‬
‫لوثة لنا‬
‫ليسمموا مممن الشممر فممي‬
‫لكن قممومي وإن كممانوا ذوي عممدد‬
‫شيء وإن هانا‬
‫وعممن إسمماءةا أهممل‬
‫يجزون عن ظلممم أهممل الظلممم مغفممرةا‬
‫السوء إحسانا‬
‫سممواهم مممن جميممع النمماس‬
‫كأن ربك لم يخلق لخشيته‬
‫إنسانا‬
‫وتمنى أن يكون له قوم بدل قومه‪:‬‬
‫" شنوا الغارةا فرسانا ا وركبانا ا "‪.‬‬
‫فهل يخبرني أحد من سادةا الزأهر وعلمممائه‪ ،‬ورجممالت مصممر‬
‫ومفكريهمما وكتابهمما‪ ،‬ومؤرخيهمما وباحثيهمما! هممل هنمماك كتمماب فممي‬
‫إيرانهم وعراقهم‪ ،‬أو في مجامعهم وجامعاتهم‪ ..‬أعني الشمميعة‪..‬‬
‫كتاب واحد كتب لتقريب الشيعة إلى أهل السنة ولتحريضهم على‬
‫حبهم وودادهم؟‪..‬‬
‫هل من مجيب يجيب؟!!‬
‫ولقد كتبممت فممي كتممابي الول عنهممم أعنممي كتمماب‪) :‬الشمميعة‬
‫والسنة( سالف الذكر "ولقد بدأ الشيعة منذ قريب ينشممرون كتبمما ا‬
‫ملفقة مزورةا في بلد السلم‪ ،‬يمدعون فيهما التقريمب إلمى أه ل‬
‫السنة‪ ،‬ولكن بتعبير صحيح يريدون بها تقريب السنة إليهممم بممترك‬
‫عقائدهم ومعتقداتهم فممي اللممه‪ ،‬وفممي رسمموله‪ ،‬وأصممحابه الممذين‬
‫جاهممدوا تحممت رايتممه‪ ،‬وأزأواجممه الطمماهرات اللئممي صمماحبنه فممي‬
‫معروف‪ ،‬وفي الكتاب الذي أنزله الله عليه مممن اللمموح المحفمموظ‪،‬‬
‫نعم يريدون أن يترك المسلمون كل هذا‪ ،‬ويعتنقوا ما نسجته أيدي‬
‫اليهودية الثيمة من الخرافات والترهات في الله‪ ،‬بأنه يحصممل لممه‬
‫"البدا" وفي كتاب الله بأنه محرف‪ ،‬ومغير فيه‪ ،‬وفي رسول اللممه‪،‬‬
‫بأن عليا ا وأولده أفضل منه‪ ،‬وفي أصحابه حملة هذا الممدين‪ ،‬أنهممم‬
‫كانوا خونممة‪ ،‬مرتممدين‪ ،‬مممع مممن فيهممم أبممو بكممر‪ ،‬وعمممر‪ ،‬وعثمممان‪،‬‬
‫وأزأواج النبي‪ ،‬أمهات المؤمنين‪ ،‬مع من فيهن الطيبممة‪ ،‬الطمماهرةا‪،‬‬
‫بشهادةا من الله في كتابه‪ ،‬بأنهن خممن اللممه ورسمموله‪ ،‬وفممي أئمممة‬
‫الدين‪ ،‬من مالممك‪ ،‬وأبممي حنيفممة‪ ،‬والشممافعي‪ ،‬وأحمممد‪ ،‬والبخمماري‪،‬‬
‫أنهم كانوا كفرةا ملعونين – رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين ‪.-‬‬
‫نعممم يريممدون هممذا‪ ،‬وممما اللممه بغافممل عممما يعملممون ]الشمميعة‬
‫والسنة ص ‪-7 ،6‬طا إدارةا ترجمان السنة – لهور باكستان[‪.‬‬
‫ولكن تغيرت المقاييس الن وانقلبت المفمماهيم‪ ،‬فبممدأ بعممض‬
‫علماء أهل السنة ينادون بهذه الدعوةا‪ ..‬أعني التقريممب بيممن أهممل‬
‫السممنة والشمميعة‪ ..‬ويرفعممون شممعارها‪ ،‬بممدل ا مممن أن يممردوا علممى‬
‫ترهاتهم وخزعبلتهم‪ ..‬بل طالبوا بإقامة دور التقريب في مدنهم‬
‫وبلممدانهم‪ ،‬فمموا عجبمما ا مممن اجتممماعا أهممل الباطممل علممى بمماطلهم‬
‫والخلص لممه‪ ،‬وتقمماعس أهممل الحممق عممن حقهممم‪ ،‬وتخمماذلهم عممن‬
‫نصرته‪ ..‬ووا أسفا على محاماةا أهل الحق عممن آراء أهممل الباطممل‪،‬‬
‫والدفاعا عن عقائدهم الفاسدةا‪ ،‬والتحمممس فممي التممماس العممذار‬
‫لهم تطوعاا‪ ،‬أو بغير تطوعا‪ ،‬وبأخممذ البممديل والجممرةا‪ ،‬أم دون أخممذه‬
‫تصدقا ا عنهم‪ ،‬وتطوعا ا ‪ ،‬وما الله بغافل عما يعمل الظالمون‪.‬‬
‫هذا بالضافة إلممى أن الشمميعة قممادةا وشممعباا‪ ،‬عامممة وزأعامممة‪،‬‬
‫جهال ا وعلماء‪ ..‬ل يخفون بغضهم لهؤلء الطيبين وسادتهم‪ ،‬كلممما‬
‫سنحت لهم الفرصة‪ ،‬أو أتيح لم المجال‪ ،‬لن مممذهبهم ليممس مبنيمما ا‬
‫إل على مخالفة أهل السممنة‪ ،‬نعممم! إل علممى مخالفممة أهممل السممنة‬
‫وعقائدهم وآرائهم‪ ،‬ومخالفة السس التي عليها يقوم مممذهبهم‪،‬‬
‫وشريعتهم التي جاء بها محمد صلوات الله وسلمه عليه‪.‬‬
‫ومن أجل هممذا فممالقرآن أنكممروه‪ ،‬لن أهممل السممنة يعتقممدونه‬
‫ويؤمنون به‪.‬‬
‫سنة النبي الكريم أنكروها‪ ،‬لن أهل السنة يتمسكون بها‪.‬‬
‫وأصحاب محمد يكفرونهم‪ ،‬لن أهل السنة يحبونهم‪.‬‬
‫وأزأواج النمممبي يشمممتمونهن‪ ،‬لن أهمممل السمممنة يعظممممونهن‬
‫ويجلونهن ويفضلونهن علممى أمهمماتهن‪ ،‬لنهممن أمهممات المممؤمنين‬
‫بنص القرآن‪.‬‬
‫ومكة والمدينة يكرهونهما‪ ،‬لن أهل السنة يعتبرونهما أقدس‬
‫بقاعا الرض وأطهرها في الكون‪.‬‬
‫والكذب يقدسونه‪ ،‬لن أهل السنة يكرهونه ويهجرونه‪.‬‬
‫والمتعة يحلونها‪ ،‬لن أهل السنة يحرمونها‪.‬‬
‫والرجعة يقرونها‪ ،‬لن أهل السنة ينكرونها‪.‬‬
‫والبداء لله بمعنممى الجهممل يثبتممونه‪ ،‬لن أهممل السممنة يممبرئون‬
‫منها جنابه وجلله‪.‬‬
‫والوهممام والخرافممات والبممدعا والثونيممات والشممرك بممالله‬
‫كالسممتغاثة بممالقبور‪ ،‬والصمملةا إلممى الضممرحة‪ ،‬والنممداء للممموات‪،‬‬
‫والستغاثة بممالقبور‪ ،‬والطممواف حولهمما والسممجود عليهمما‪ ،‬وإقامممة‬
‫الضممرحة والقبمماب عليهمما وإقامممة المممآتم والمجممالس‪ ..‬كممل تلممك‬
‫الفعال الشركية يتشممبثون بهمما‪ ،‬لن أهممل السممنة يتممبرءون منهمما‪،‬‬
‫ويتنزهون عنها‪ ،‬ويجحدونها‪.‬‬
‫وسيأتي بيان هذه الشياء كلها‪ ،‬إن شاء الله‪ ،‬مفصممل ا مممدعما ا‬
‫بالدلة الواضحة والبراهين الساطعة‪ ،‬مممن كتممب القمموم أنفسممهم‪،‬‬
‫كل هذه العمال يأتون بها ويعملونها لنها مخالفة لممما يعتقممد بممه‬
‫أهل السنة‪ ،‬الذين يعتبرونهم العامة في اصطلحهم – فعل اليهود‬
‫حيممث يعممدون أنفسممهم خاصممة وغيرهممم عامممة – لن الصممل فممي‬
‫مذهبهم هو مخالفممة المسمملمين‪ .‬وعليهمما قممامت ديممانتهم‪ .‬وإليممك‬
‫بعض النصوص دليل ا على ما ذكرنا‪:‬‬
‫يذكر الكليني أبو جعفر محمد بن يعقمموب فممي صممحيحه الممذي‬
‫قيل فيه‪ :‬هو أج ت‬
‫ل أربعة الكتب الصول المعتمد عليها‪ ،‬والممذي لممم‬
‫يكتب مثله في المنقول من آل الرسول ]الذريعة للطهراني ج ‪17‬‬
‫ص ‪– 245‬طا إيران[‪.‬‬
‫والممذي قممال فيممه قممائمهم الغممائب‪ :‬كمماف لشمميعتنا ]مقدمممة‬
‫الكافي ص ‪.[25‬‬
‫يذكر فيه عن جعفر بن محمد أن سائل ا سأله‪:‬‬
‫"جعلت فداك‪ ،‬أرأيت إن كان فقيهان عرفا حكما ا مممن الكتمماب‬
‫والسنة ووجدنا أحد الخبرين موافقا ا للعامة والخممر مخالفمما ا لهممم‪،‬‬
‫بأي الخبرين يؤخذ؟‬
‫قال‪ :‬ما خالف العامة ففيه الرشاد )وليس هذا فحسب(‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فإن وافقهما الخبران جميعاا؟‬
‫قال‪ :‬ينظر إلى ما هم إليه أميل‪ ،‬حكامهم وقضائهم‪ ،‬فيممترك‬
‫ويؤخذ بالخر ]الكافي للكليني في الصممول‪ ،‬كتمماب فضممل العلممم‪،‬‬
‫باب اختلف الحديث ج ‪ 1‬ص ‪.[68‬‬
‫فهذا هو مذهبهم‪ ،‬وهذه هي كراهيتهم للمسلمين‪ ،‬وهم على‬
‫ذلك قائمون‪ ،‬وعلى نفس المنهممج سممالكون‪ ،‬ولكممن بعممض سممفهاء‬
‫أهل السنة يخدعون بل سبب‪ ،‬ويطيلون بل طلب‪ ،‬ولجل ذلك كتب‬
‫السيد الخميني‪ ،‬زأعيم شيعة إيران اليوم مصرحا ا بعد ذكر الروايات‬
‫الكثيرةا الكثيرةا بخصوص مخالفة المسمملمين مثممل ممما رواهمما ابممن‬
‫بابويه القمي في كتابه عن علي بن أسباطا‪ ،‬قممال‪ :‬قلممت للرضمما –‬
‫المام الثامن عند القوم – عليه السلم‪ :‬يحدث المر ل أجد بدا ا من‬
‫معرفته‪ ،‬وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أسممتفتيه مممن مواليممك؟‬
‫قال‪ :‬ائت فقيه البلد فاستفته من أمرك‪ ،‬فإذا أفتاك بشمميء فخممذ‬
‫بخلفه‪ ،‬فإن الحق فيه" ]رسالة التعادل والترجيح للسيد الخمينمي‬
‫ص ‪ -82‬طا إيران[‪.‬‬
‫ورواية أخرى عن المام المعصوم أنه قال‪:‬‬
‫"ما أنتم على شيء مما هم فيه‪ ،‬ول هم عليه شيء مما أنتممم‬
‫فيه‪ ،‬فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء" ]رسالة التعادل‬
‫والترجيح للسيد الخميني أيضا ا من ‪.[83‬‬
‫ومثله ما رواه عن جعفر أنه قال في جممواب مممن سممأله‪ :‬يممرد‬
‫علينا حديثان‪ :‬واحد يأمرنا بالخذ به‪ ،‬والخممر ينهانمما عنممه‪ ،‬قممال‪ :‬ل‬
‫تعمل بواحد منهما حممتى تلقممى صمماحبك فتسممأله‪ .‬قلممت‪ :‬ل بممد أن‬
‫نعمممل بواحممد منهممما‪ .‬قممال‪ :‬خممذ بممما فيممه خلف العامممة" ]رسممالة‬
‫التعادل والترجيح للسيد الخميني ص ‪.[83‬‬
‫هذا‪ ..‬ومثل هذا‪ ..‬كثيرا!!‪..‬‬
‫قال هذا‪ ..‬وهو رجل سياسي‪ ،‬والسياسممة تتطلممب المماشمماةا‬
‫والمممداراةا ولكنممه يقممول لطممما ا خممدود الطيممبين‪ ،‬محممبي الوحممدةا‪،‬‬
‫ومنادي التقريب‪ ،‬ليفيقوا من سكرتهم‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫"فتحصل من جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن مرجح‬
‫النصوص ينحصر في أمرين‪ :‬موافقممة الكتمماب والسممنة‪ ،‬ومخالفممة‬
‫العامة" ]رسالة التعادل والترجيح للخميني ص ‪.[83‬‬
‫فهل من مستفيد يستفيد؟ وهل من مسممتفيق يسممتفيق؟ أم‬
‫هم في غفلة يعمهون؟!‬
‫وأما نحن يا علماء مصر! ويا علماء الزأهر! فلسممنا مممن قمموم‬
‫عيسى بأن نقدم الخد اليسر لمن يصفع الخد اليمممن‪ ،‬فهممل أنتممم‬
‫منتهون؟‪:‬‬
‫فنجهل فوق جهل الجاهلينا‬
‫أل ل يجهلن أحد علينا‬
‫‪ ‬وكتبنمما عليهممم فيهمما أن النفممس بممالنفس والعيممن بممالعين‬
‫والنمف بمالنف والذن بمالذن والسمن بالسمن والجمروح قصماص‬
‫فمن تصدق به فهو كفارةا له ومن لم يحكم بما أنزل اللممه فأولئممك‬
‫هم الظالمون ‪] ‬سورةا المائدةا الية ‪.[45‬‬
‫وأنت يا فضيلة الدكتور! عليك أن تفهم أن التوادد والتحممابب‬
‫والتقارب من باب التفاعل‪ ،‬والذي يلزم حصوله من الطرفين‪ ،‬ول‬
‫يحصل من طرف واحد‪ ،‬وكيف وهم ينصممون علممى أن الحممب‪ ،‬أيهمما‬
‫الطيبون‪ ،‬ل ينبغي أن يكون إل من طرفكم أنتم‪ ،‬وأمما نحمن ففمي‬
‫طرف على رأسه لفتة "ممنوعا الدخول‪ ،‬اتجاه واحد"‪.‬‬
‫فل تتمن أن تصل إلى قلمموبهم وتممدخل فممي أعممماقهم‪ ،‬وأممما‬
‫أنت فلك الخيار فتفتح قدر ما تشاء وتوصلهم إلى ممما تشمماء‪ ،‬ولممو‬
‫إلى سويدائها‪.‬‬
‫وما انشغالك بهم يا طيب القلب؟‬
‫أتريد أن ترضيهم بحبك لهم‪ ،‬وبموافقتك إياهم في أباطيلهم‬
‫وأضاليلهم‪ ،‬والدفاعا عن أكاذيبهم وافتراءاتهم على الله والقممرآن‬
‫والرسول‪ ،‬وهم مع ذلك ل يريدون إل مخالفتك في كل ما تعتقممده‬
‫وتؤمن به‪ ،‬وما أظنك كنت تدري هذا‪ ،‬وإل ممما جممرى قلمممك ليقلممب‬
‫الصدق كذباا‪ ،‬والكذب صدقاا‪ ،‬وليكتب الحق باط ا‬
‫ل‪ ،‬والباطل حقاا‪:‬‬
‫أو كنممت تممدري فالمصمميبة‬
‫فإن كنت ل تدري فتلممك مصمميبة‬
‫أعظم!!‬
‫فسامحكم الله أيها الخمموةا الطيبممون‪ ،‬وإن كنتممم لممم تقممرءوا‬
‫كتبي الثلثة المذكورةا آنفا ا وكتابي الجديد )الشيعة والتشيع فممرق‬
‫وتاريخ( الذي بينت فيه عقائد الشيعة الثنى عشممرية‪ ،‬الممذين فممي‬
‫أمثالهم قال علي رضي الله عنممه أميممر المممؤمنين‪ ،‬والروايممة فممي‬
‫أصح الكتب عندهم‪:‬‬
‫"لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إل واصفة‪ ،‬ولو امتحنتهممم لممما‬
‫وجدتهم إل مرتدين‪ ،‬ولو تمحصممتهم لمما خلمص مممن اللمف واحمد"‬
‫]الكافي للكليني‪ ،‬كتاب الروضة ج ‪ 8‬ص ‪ 338‬طا إيران[‪.‬‬
‫والكتاب لذي وضح للنمماس موقممف الشمميعة مممن المسمملمين‪،‬‬
‫واعتناقهم عين تلك الراء والفكار التي روجها ابن سبأ اليهممودي‬
‫الماكر الخبيث بفممرض إمامممة علممي‪ ،‬وإظهممار الممبراءةا مممن أعممدائه‬
‫المزعومين‪ ،‬من أبي بكر وعمممر وعثمممان وكافممة أصممحاب النممبي ‪‬‬
‫ورضوان الله عليهم أجمعيممن‪ ،‬وتكفيممره إيمماهم‪ ،‬وقمموله بالوصمماية‬
‫والولية والغيبة والرجعة وغير ذلك من الخرافات والترهمات‪ ،‬كمما‬
‫أوضح الكتاب لكثير مممن الغممافلين أن كممل ممما كممان يعممد غلمموا ا فممي‬
‫الماضي صممار مممن لمموازأم مممذهب الشمميعة الثنممى عشممرية اليمموم‪،‬‬
‫وحتى الدكتور وافي الذي يخطئ شيخ السلم ابن تيميممة ]انظممر‪:‬‬
‫رسالته ص ‪ [11‬لعدم معرفته للمور ووضعها في نصابها‪ ،‬ل يعلممم‬
‫أن كل ما ذكره شيخ السلم حق ل محيص عنه كما سنبينه مفصل ا‬
‫عند ذكر أخطاء فضيلته‪.‬‬
‫نعم! كان من الواجب عليكم أن تقرءوا ما كتبممه بنممو جلممدتكم‬
‫وسلفكم أمثال السمميد الجليممل الشمميخ محمممد رشمميد رضمما منشممئ‬
‫"المنار"‪ ،‬والبحاثة المحقق السمميد محممب الممدين الخطيممب صمماحب‬
‫"الفتممح" تغمممدهما اللممه برحمتممه وغفرانممه‪ ،‬والرسممالة الخيممرةا‬
‫مشممهورةا معروفممة‪ ،‬وموجممودةا منتشممرةا فممي مصممر وخارجهمما‬
‫)الخطوطا العريضة(‪.‬‬
‫وإليكم ما كتبه السيد محمد رشيد رضا‪:‬‬
‫"إني شديد الحرص على هذا التفاق )بيممن السممنة والشمميعة(‬
‫وقد جاهدت في سممبله أكممثر مممن ثلممث قممرن ول أعممرف أحممدا ا مممن‬
‫المسلمين أو أظن أنه أشد مني رغبة وحرصا ا على ذلك‪ ،‬وقد ظهر‬
‫لي باختياري الطويل أن أكثر علممماء الشمميعة يممأبون هممذا التفمماق‬
‫أشد الباء إذ يعتقممدون أنممه ينممافي منممافعهم الشخصممية مممن مممال‬
‫وجاه‪ ،‬وقد تكلمت في هذا مع كثيرين فممي مصممر وسممورية والهنممد‬
‫والعممراق‪ ،‬مممما علمتممه بممالخبر والتجربممة أن الشمميعة أشممد تعصممبا ا‬
‫وشقاقا ا لهل السنة‪ ..‬وقد نشطوا في هذا العهممد لتممأليف الكتممب‬
‫والرسممائل فممي الطعممن علممى السممنة والخلفمماء الراشممدين الممذين‬
‫فتحوا المصار ونشروا السلم في القطار‪ ،‬والطعن على حفاظ‬
‫السنة وأئمتها وفي المة العربية بجملتها" ]مجلة المنار نقل ا عممن‬
‫تاريخ الصحافة السمملمية لنممور الجنممدي الجممزء الول ص ‪ 139‬طا‬
‫دار النصار بالقاهرةا[‪.‬‬
‫ويقممول أيضمماا‪" :‬إننمما ل نعممرف أحممدا ا مممن علممماء أهممل السممنة‬
‫المتقدمين‪ ،‬ول المعاصممرين يطعممن فممي أحممد مممن أئمممة آل الممبيت‬
‫عليهم السلم كما يطعن هؤلء الروافض في الصحابة الكممرام ول‬
‫سيما أبي بكر وعمر وفي أئمة حفاظ السممنة كالبخمماري والممذهبي‬
‫وابن حجر وغيرهم فإنهم يعدونهم من النواصب لعدم ممموافقتهم‬
‫لجهلة الروافض على ما يفترونه من الغلو فممي منمماقب آل الممبيت‬
‫وقممد أغنمماهم اللممه عممن اختلق المنمماقب لهممم لكممثرةا منمماقبهم‬
‫الصحيحة الثابتة بالنقل الصحيح‪ ،‬أما النواصب فهم أولئك الخوارج‬
‫اللذين يبرءون من علي كرم اللممه وجهممه" ]مجلممة المنممار م ‪ 31‬ص‬
‫‪ ،290‬نقل ا عن تاريخ الصحافة السلمية لنور الجندي الجزء الول‬
‫الفصل الرابع ص ‪ – 140‬طا دار النصار بالقاهرةا[‪.‬‬
‫فما أصدق السيد! وما أعرفه بهم!‪.‬‬
‫وأخيرا ا يتحدث عن الشيعة بقوله‪:‬‬
‫"إنهم كانوا أشد النقم والدواهي الممتي أصمميب بهمما السمملم‪،‬‬
‫فهم مبتدعو أكثر البدعا الفاسدةا التي شوهت نقاءه‪ ،‬وهممم الممذين‬
‫صممدعوا وحممدته‪ ،‬وأضممعفوا شمموكته‪ ،‬وشمموهوا جممماله‪ ،‬وانتقصمموا‬
‫كماله‪ ،‬وجعلوا توحيده وثنية‪ ،‬وأخوته عداوةا وبغضاء‪ ،‬وبثمموا فيهممم‬
‫فتنة عبادةا أناس لجمل أنسمابه‪ ،‬وتقمديس عمداوةا وبغضماء‪ ،‬وبثموا‬
‫فيهم فتنة عبادةا أناس لجل أنسابهم‪ ،‬وتقديس أناس لحسممابهم‬
‫وجعل سعادةا الدنيا والدين بوسمماطتهم عنممد اللممه‪ ،‬وتممأثيرهم فممي‬
‫علمه وإرادته علممى ضممد عقيممدةا القممرآن مممن كممون الخممالق تبممارك‬
‫وتعالى ل يطرأ على صممفاته تممأثير مممن المخلمموق‪ ،‬وجميممع الفممرق‬
‫التي ارتممدت عممن السمملم مممن القممرون السممابقة كممانت مممن غلةا‬
‫الشيعة ]ملحوظة‪ :‬إن السيد رشيد رضمما يقصممد مممن الغلةا الثنممى‬
‫عشرية‪ ،‬كما يقصد مممن المعتممدلين الزيديممة )المصممدر السممابق ص‬
‫‪ [(144‬فمنهم جميع الفرق الباطنية الممذين كممانوا يلبسممون لبمماس‬
‫المسلمين ويظهرون التمسك به لتقبل دعايتهم‪ ..‬كذلك كان غلةا‬
‫الشيعة مثارا ا لفظع الكوارث التي هدت قمموى السمملم وزأعزعممت‬
‫الخلفة العباسية ودمرت الحضارةا العربية التي كانت زأينممة الرض‬
‫وفخار أهلها‪ ،‬وهي كارثة التتار‪ ،‬كما كانوا أوليمماء وأنصممارا ا لعممداء‬
‫المسلمين وإنهمم أشمد عمداوةا لهمم وفتكما ا بهمم لسملمهم حمتى‬
‫الصليبيين‪.‬‬
‫ووجهت العداوةا الشيعية إلى أهل السممنة خاصممة‪ ،‬وزأال ملممك‬
‫العرب من بلد الفرس‪ ،‬وصار السمملطان فيممه للممترك‪ ،‬فاتصممل ممما‬
‫كان من عممداوتهم للعممرب إلممى الممترك‪ ،‬علممى اختلف طمموائفهم‪..‬‬
‫وصارت السنة في بلد إيممران أضممعف مممن المجوسممية‪ ،‬وقممد ثبممت‬
‫شيعة إيران مذهبهم في عرب العراف حتى كاد يكممون أكممثر البممدو‬
‫لهم يقيمون مآتم المام حسين ويلعنممون أبمما بكممر وعمممر عليهممما‬
‫أفضل الرضوان‪ ..‬فالشيعة كلهم دعاةا إلى مذهبهم حتى النسمماء"‬
‫]المنار نقل ا عن تاريخ الصحافة السلمية لنممور الجنممدي ص ‪،141‬‬
‫‪.[142‬‬
‫هذا ما كتبه علم شامخ من أعلم مصممر فممي مجلتممه الشممهيرةا‬
‫التي طبممق صمميتها الفمماق‪ ،‬فليتأمممل فيهمما الكمماتبون المصممريون‪،‬‬
‫ولينظروا ما كتب أسلفهم في هذا المضمممار قبممل القممدام علممى‬
‫الكتابة عنهم دون علم أو بصيرةا‪ ،‬ودون فقممه أو معرفممة أو إدراك‪،‬‬
‫غفر الله خطايانا وخطاياهم‪.‬‬
‫وكل ما كتبه السيد ليس بجديد ول بعجيب‪ ،‬بل هو الحق وعين‬
‫الحق تنضح به كتبهم ومصادرهم‪ ،‬والفقممرةا الخيممرةا هممو عيممن ممما‬
‫كتبه شيخ السلم ابن تيمية رحمة الله عليممه فممي فتمماواه ]انظممر‪:‬‬
‫لذلك فتاوى شيخ السلم ج ‪ 28‬ص ‪.[479 ،478‬‬
‫اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم‪.‬‬
‫ول أدري كيف خفي كل هذا على من ينادي بممدعوةا التقريممب‬
‫من أهل السنة وفي بلد السنة‪ ،‬ويدافع عنهم‪ ،‬ويحبب إلى النمماس‬
‫مذهبهم‪ ،‬ويزينه في قلوبهم‪ ،‬وكيف خفي هذا كله على من يدعي‬
‫بأنه حقق موسوعة بن خلدون التاريخية وعلق عليها‪  :‬ربنا ل تزغ‬
‫قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لممدنك رحمممة إنممك أنممت الوهمماب ‪‬‬
‫]سورةا آل عمران الية ‪.[8‬‬
‫ربنا ل تهلكنا‪ . .  :‬بما فعل السممفهاء منمما إن هممي إل فتنتممك‬
‫تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فمماغفر لنمما وارحمنمما‬
‫وأنت خير الغافرين‪ ،‬واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الخممرةا‬
‫إنا هدنا إليك‪]  ..‬سورةا العراف الية ‪.[156 ،155‬‬
‫ول يخطر ببال أحد أننا من دعاةا الطائفية أو التفرقة‪ ،‬وحاشا‬
‫لله أن نكون كذلك‪ ،‬لننا لم نقصد بهذا الكمماب ول بممالكتب الخممرى‬
‫التي كتبناها سواء عن الشيعة‪ ،‬أو عمن الف رق الباطلمة المنحرفمة‬
‫الخرى‪ ..‬أن نثير عواطف الناس ونحرضممهم علممى قتممال بعضممهم‬
‫بعضاا‪ ،‬ومحاربة الواحد الخر‪ ،‬كما لم نرد أن نفرق كلمة جامعة‪ ،‬بل‬
‫كل ما قصدنا من هذا أن نكون على بينة من المر وأن نعطممي كممل‬
‫ذي حق حقه‪ ،‬وأن ل نخدعا ول نبمماغت مممن أحممد لننمما نعلممم ونممدرك‬
‫يقينا ا بأن الحق ل يتعممدد‪ ،‬وإن التعممدد مممن لمموازأم الباطممل‪ ،‬فممالحق‬
‫واحد وهو ما كان عليه رسول الله ‪ ‬وأصحابه رضوان اللممه عليهممم‬
‫أجمعيممن‪ ،‬حسممب ممما ذكممره رسممول اللممه ‪ ‬فممي حممديثه المشممهور‪:‬‬
‫"سممتفترق أمممتي إلممى ثلثممة وسممبعين فرقممة‪ ،‬كلهمما فممي النممار إل‬
‫واحممدةا‪ .‬قممالوا‪ :‬ومممن هممم يمما رسممول اللممه؟ قممال‪ :‬ممما أنمما عليممه‬
‫وأصحابي" ]أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم[‪.‬‬
‫فليتنا أن ل نغرق في الدعوات الزائفة والشعارات المزيفممة‪،‬‬
‫وأن نتمسك بكتاب ربنا جل جلله وعم نواله وسنة نبينا ‪ ‬وأصحابه‬
‫وسلم‪ ،‬متمثلين بقوله‪" :‬تركت فيكم أمرين لن تضلوا ممما مسممكتم‬
‫بهما‪ ،‬كتاب الله وسنة نبيه" ]انظر‪ :‬موطممأ المممام مالممك والحمماكم‬
‫في مستدركه واللفظ للموطأ[‪.‬‬
‫إننا لسنا بدعاةا تفرقة أو طائفية‪ ،‬ولكننا ضد الطائفيمة كلهما‪،‬‬
‫داعين الناس أن يتركوا كل العصبيات وكل التحزبات إل حزب الله‬
‫وحممزب رسمموله‪ . .  :‬أل إن حممزب اللممه هممم المفلحممون ‪] ‬س ورةا‬
‫المجادلة الية ‪ ،[22‬وإل العصبية لكتاب الله وسنة رسمموله ‪ ، ‬وأن‬
‫نعرض جميع خلفاتنا على كتاب الله وسممنة رسمموله عليممه الصمملةا‬
‫والسلم‪ ،‬فمن يمموافقه الكتمماب أو تناصممره السممنة نؤيممده ونتبعممه‪،‬‬
‫ومن يخالفه الكتاب وتخممذله السممنة‪ ،‬نخممالفه ونخممذله‪ ،‬وهممذه هممي‬
‫الدعوةا الحقة التي لجلها أرسل الرسممل وأنزلممت الرسممالة‪ ،‬وهممذا‬
‫هو الصراطا المستقيم الذي دعا إليممه رسممول اللممه ‪ ‬النمماس كافممة‬
‫بأمر من الله عز وجل‪  ،‬ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عممن سممبيله‬
‫ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ‪] ‬سورةا النعام الية ‪.[153‬‬
‫فمنع الناس عن اتباعا السممبل ليممس بتفرقممة‪ ،‬ودعمموتهم إلممى‬
‫الصممراطا المسممتقيم ليسممت بطائفيممة‪ ،‬بممل هممذه هممي سممبيل اللممه‬
‫المختارةا التي أمر الله نبيه وأتباعه بالدعوةا إليها‪.‬‬
‫وإن اختلممف بهمما المختلفممون‪ ،‬وانزجممر عنهمما المنزجممرون‪،‬‬
‫واعترض عليها المعترضون‪ ،‬وعاب عليها العائبون والمنتقدون‪.‬‬
‫‪ ‬قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةا أنا ومن ابتعنممي‬
‫وسبحان الله وما أنا من المشركين ‪] ‬سورةا يوسف الية ‪.108‬‬
‫‪ ‬فاصدعا بما تؤمر وأعرض عممن المشممركين ‪] ‬س ورةا الحجممر‬
‫الية ‪.[94‬‬
‫‪ ‬ودوا لو تدهن فيدهنون * ول تطع كل حلف مهين * همممازأ‬
‫مشاء بنميم * مناعا للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زأنيم * أن كممان‬
‫ذا مال وبنين * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الوليممن ‪] ‬س ورةا‬
‫القلم الية ‪.[15-9‬‬
‫‪ ‬وإن تطع أكثر من فممي الرض يضمملوك عممن سممبيل اللممه إن‬
‫يتبعون إل الظممن وإن هممم إل يخرصممون * إن ربممك هممو أعلممم بمممن‬
‫يضل عن سبيل وهو أعلم بالمهتدين ‪] ‬سورةا النعممام اليممة ‪-116‬‬
‫‪.[117‬‬
‫فنحممن دعمماةا الوحممدةا الممتي ل تحصممل بالكلمممات الفارغممة‪،‬‬
‫والنعمممرات الرنانمممة الطنانمممة‪ ،‬والقلم الممممأجورةا‪ ،‬واللسمممنة‬
‫المستأجرةا‪ ،‬والضمممائر المشممتراةا‪ ،‬والراء المسممتعارةا‪ ،‬ول تتممأتى‬
‫بالحلم الوهمية والمنيات الخياليمة‪ ،‬بمل تتمأتى وتحصمل بتحكيمم‬
‫شرعا الله في الخلفات والنزاعات‪ ،‬وفي المناقشات والمناظرات‬
‫‪ . . ‬فإن تنازأعتم في شيء فممردوه إلممى اللممه والرسممول إن كنتممم‬
‫تؤمنون بالله واليوم الخر ذلك خير وأحسن تأويل ‪] ‬سورةا النساء‬
‫الية ‪.[59‬‬
‫فعندئذ يكمل اليمان‪ ،‬ويحسم النزاعا‪ ،‬ويرتفممع الخلف‪  :‬فل‬
‫وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثممم ل يجممدوا فممي‬
‫أنسهم حرجا ا مما قضيت ويسلموا تسليما ا ‪] ‬س ورةا النسمماء اليممة‬
‫‪.[65‬‬
‫ومن علئم اليمان أل يكون عصبية لحزب وجماعممة‪ ،‬وتحممزب‬
‫لطائفة وفرقة بعد حصول قضاء الله وثبوت حكممم رسممول اللممه‪ :‬‬
‫وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى اللممه ورسمموله أمممرا ا أن يكممون‬
‫لهم الخيرةا من أمرهم ‪] ‬سورةا الحزاب الية ‪.[36‬‬
‫هممذه هممي الوحممدةا الحقيقيممة الممتي تحصممل بوحممدةا الفكممر‬
‫والعقيدةا‪ ،‬وبوحدةا الصول والقواعد المبنية على كتاب الله وسنة‬
‫رسول الله ‪. ‬‬
‫وعن آخذيها والمشبثين بها عبر القرآن فممي قمموله تعممالى‪ :‬‬
‫إن هذه أمتكم أمة واحدةا وأنا ربكم فاعبدون ‪] ‬سورةا النبياء الية‬
‫‪.[92‬‬
‫وأما فيما دون ذلك فلن تتحقق تلك المنية‪ ،‬ولن نصل إليها‪.‬‬
‫فنحن دعاةا الحق إن شاء الله‪ ،‬لدعوتنا إلى كتمماب ربنمما وسممنة‬
‫نبينا ‪ ، ‬ل إلى أقوال العلماء وآراء الرجال‪ ،‬أيا ا كانوا‪ ،‬وأينما كممانوا‪،‬‬
‫ومهما بلغو من المكانة السامية والشأن الرفيع‪ ،‬فكل مممأخوذ مممن‬
‫قوله ومردود عليه‪ ،‬إل الناطق بالوحي صلوات الله وسلمه عليممه‪،‬‬
‫وهو الذي تركنا على المحجة البيضاء‪ ،‬التي ليلها كنهارها‪ ،‬ل يضممل‬
‫سالكها ول يهتدي تاركها‪ ،‬والسالكون علممى هممذا المنهممج القممويم‪،‬‬
‫والمنتهجون هذا الصراطا المستقيم هم الطائفة المنصورةا الممتي‬
‫أخممبر عنهمما الرسممول ‪" : ‬ل تممزال طائفممة مممن أمممتي منصممورين ل‬
‫يضرهم خذلن من خذلهم حتى تقوم الساعة" ]مسلم وأحمد وأبو‬
‫داود والحاكم وابن ماجة وابن حبان والسيوطي في الفتح الكممبير‬
‫واللفظ له[‪.‬‬
‫فالطائفي هو الذي يدعو إلى طائفته وحزبممه‪ ،‬ويممأمر النمماس‬
‫باتباعا رجال لم ينزل الله بهم من سلطان‪.‬‬
‫والفرقي هو الذي ينمادي النماس إلممى فرقتمه ونحلتمه ويمأمر‬
‫الناس بترك الجماعة‪.‬‬
‫وأما الذي يدعو إلى الجماعة‪ ،‬وإلى الصراطا المستقيم‪ ،‬وإلى‬
‫كتاب الله وهدي رسول الله‪ ،‬ويحذرهم من التفرقة واتبمماعا سمبيل‬
‫غير سبيل المؤمنين‪ ،‬ويمنعهم عن التفممرق فممي السممبل الملتويممة‬
‫المعوجة كي ل يضلوا فيهمما‪ ،‬ويخممبرهم عممن سمموء العممواقب وشممر‬
‫النتائج‪ ..‬أما مثل هذا الداعي فليس منهممم‪ ،‬وبممالرغم مممن أنممه هممو‬
‫الداعي إلى الجماعة‪ ،‬الذي من شذ عنها شذ في النار‪.‬‬
‫فيجب تصحيح المفاهيم والنتباه إليها فمرب كلممة حمق أريمد‬
‫بها الباطل‪ ،‬ولنممه لممو كممانت التفرقممة بيممن الحممق والباطممل شمميئا ا‬
‫مذموماا‪ ،‬وتبين الرشد من الغي شيئا ا منكممرا ا لممما أخبرنمما اللممه عممن‬
‫أنبيممائهم بممأنهم كلممما جمماهروا بممالحق‪ ،‬وأبطلمموا الباطممل اختلممف‬
‫الناس‪  :‬ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا ا أن اعبدوا الله فممإذا‬
‫هم فريقان يختصمون ‪] ‬سورةا النمل الية ‪.[45‬‬
‫و ‪ . . . ‬ق د تممبين الرشممد مممن الغممي فمممن يكفممر بالطمماغوت‬
‫ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروةا الوثقى ل انفصممام لهمما واللممه‬
‫سميع عليم ‪] ‬سورةا البقرةا الية ‪.[256‬‬
‫وبين سبب بعثة رسله بقوله‪ . . .  :‬ليهلك من هلك عن بينممة‬
‫ويحيى من حي عن بينة ‪]  . .‬سورةا النفال الية ‪.[42‬‬
‫وأمر نبيه أن يقول‪  :‬لكم دينكم ولي دين ‪] ‬سورةا الكافرون‬
‫الية ‪.[6‬‬
‫فممالمفرقون والطممائفيون هممم الممذين يسمملكون سممبيل ا غيممر‬
‫سبيل المؤمنين‪ ،‬وينهجون منهجا ا غير منهممج المممؤمنين‪ ،‬ويممدعون‬
‫الناس إلى ولية أشممخاص وتقليممد أنمماس لممم يأمرنمما اللممه بممه فممي‬
‫صميم كتابه‪ ،‬ول النبي ‪ ‬في الثابت من سنته!!‪..‬‬
‫وأممما الممدعاةا إلممى اللممه وحممده‪ ،‬والتوحيممد الخممالص‪ ،‬ونفممي‬
‫الشراك بالله صغيرا ا أم كبيراا‪ ،‬جليا ا أم خفيمماا‪ ،‬وإلممى اتبمماعا رسممول‬
‫الله في كل ما ثبت عنه من قمموله وفعلممه وتقريممره‪ ،‬فهممم الممدعاةا‬
‫إلممى الوحممدةا الحقيقيممون مهممما تقممول المتقولممون‪ ،‬وتطممول‬
‫المتطاولون‪.‬‬
‫فهذا آخر ما كنا نريد التنبيه عليه في هذا المضمار‪.‬‬
‫ولقممد طممال بممي الكلم وتشممعب بممي الحممديث والحممديث ذو‬
‫شجون‪ ،‬والسبب في هذا تلك الرسالة )بين الشيعة وأهل السممنة(‬
‫للدكتور علي عبد الواحد التي وقع نظممري عليهمما – ويمما ليتنممي لممم‬
‫أرها – لقد قرأت هذا الكتيب – ويمما ليتنممي لممم أقممرأه – ولممم أتركممه‬
‫حتى انتهيت منه‪ ،‬فتألمت كثيرا ا لما فيممه مممن الخطمماء الفاحشممة‪،‬‬
‫والمغالطات الظاهرةا‪ ،‬والعوار الممبين‪ ،‬والممزلت الكممثيرةا‪ ،‬والحكممم‬
‫غير الصحيح‪ ،‬المبني على نهج غير موضوعي ول علمي‪ ،‬اللهممم إل‬
‫ما يبدو بأن فيه إغضابا ا لجهممة تممأذى منهمما مممؤلفه‪ ،‬أو إرضمماء جممان‬
‫رضي عنه‪ .‬اللهم ل تجعلنا من الذين يسيئون الظن بعبممادك – وإن‬
‫بعض الظن إثم – ول تجعلنا من الظممالمين فممي الحكممم‪ ،‬فشممغلني‬
‫هذا الكتيب وألهاني عما كنت في صدده من البحث والتنقيب فممي‬
‫الكتممب السممماعيلية والوثممائق الفاطميممة‪ ،‬ولممم يبممق بينممي وبيممن‬
‫المغادرةا من مصمر إل ليلممة واحممدةا حيممث أنمموي السممفر منهمما إلممى‬
‫تونس‪ ،‬ومن تونس إلى المغرب‪ ،‬مممارا ا علممى اسممكوريال بأسممبانيا‪،‬‬
‫وباريس بفرنسا إلى لندن بإنجلترا‪ ،‬وراء مقصدي وهدفي‪.‬‬
‫ولكنني لم أشأ أن أخرج من مصر ول أفي بحقها‪ ،‬ول أتطرق‬
‫إلى هذه الرسالة التي أرى من الواجب الممديني والمحتممم العلمممي‬
‫بأن أتطرق إليها ولو تطرقا ا طفيفا ا يسيراا‪ ،‬وأن لم بها ولو إلمامة‬
‫خفيفة سريعة‪ ،‬فأجلت سفري يممومين لعممل اللممه أن يمموفقني لن‬
‫أوفي للدكتور وافي حقممه‪ ،‬وأنبممه علممى أخطممائه الممتي وقممع فيهمما‬
‫فضمميلته بمدون قصممد ول عممد منممه – إن شماء اللمه ‪ .-‬ولمو أننمي ل‬
‫يحضرني في هذه الغربة كثير من المراجع والمصممادر إل أن أملمي‬
‫وثقتي بالله كبيران بأنه ل ينقصني في الرد عليه شيء أحتاج إليه‬
‫بفضله ومنه وإحسانه‪.‬‬
‫وإنني لحاول في هذه العجالممة أل ينفلممت زأمممام قلمممي مممن‬
‫يدي‪ ،‬وأل أكون إل واقعيا ا موضوعيا ا في تحممري الحقيقممة وتبيينهمما‬
‫لفضمميلة الممدكتور‪ ،‬ولمممن قممرأ رسممالته‪ ،‬وللنمماس أجمعيممن‪ ،‬بممدون‬
‫تعصب ول تحيز‪ ،‬وسوف أقسم البحث حسب تقسيم الدكتور فممي‬
‫رسممالته‪ ،‬وأضمميف قبلممه فصممل ا واحممدا ا أبيممن فيممه أخطمماء فضمميلته‬
‫البديهية التي وقع فيها‪ ،‬وإنني لمستغرب فعل ا كيف أنهمما صممدرت‬
‫عنه‪ .‬وسبحان الذي ل ينسى‪ ،‬وما من كاتب إل وقد أخطأ‪ ،‬وما مممن‬
‫قائل غل وقد غلط ولغا‪ ،‬وما من ناطق إل وقد ضل واهتدى‪ ،‬اللهم‬
‫إل المعصومين من خلقه‪ ،‬أنبياء الله ورسله‪ ،‬الذين ختمهممم بخمماتم‬
‫المعصومين‪ ،‬سيد المرسلين محمد بممن عبممد اللممه ‪ ، ‬المشممهود لممه‬
‫بالعصمة في قوله تعالى‪  :‬وما ينطق عن الهوى إن هممو إل وحممي‬
‫يوحى ‪] ‬سورةا النجم الية ‪. 4 ،3‬‬
‫وأدعو الله العلي القدير أن يوفقني لداء هممذه المهمممة خلل‬
‫يومين قبل مغادرتي مصر الطيبة‪ ،‬وأن يلهمني الرشد والصواب‪.‬‬
‫وأخيرا ا أتوجه إلممى علمماء مصمر والزأهممر خاصمة‪ ،‬مهيبمما ا بهمم‬
‫داعيا ا إياهم أن يقوموا بواجبهم الديني ودورهم الذي تحتم عليهم‬
‫دفاعا ا عمن شمريعة اللمه ودينمه المذي ارتضماه لنفسمه‪ ،‬ديمن الحمق‬
‫ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون‪.‬‬
‫لقد قدمنا ما كان في وسعنا وذخرنا مع أننمما جئنمما إلممى مصممر‬
‫ببضاعة مزجاةا‪ ،‬فعليهم أن يوفوا الكيل ويتصممدقوا بعلمهممم علممى‬
‫المسلمين‪ ،‬ويردوا عنهممم كيممد المبطليممن المنتحليممن‪ ،‬واللممه ولممي‬
‫النعم وهو ملهم التوفيممق‪ ،‬وصمملى اللممه علممى رسمموله خيممر خلقممه‬
‫محمد‪ ،‬وعلى آله وأزأواجه وأصحابه الخيار ومممن تبعهممم إلممى يمموم‬
‫الدين‪.‬‬
‫إحسان إلهي ظهير‬
‫القاهرةا ليلة الخميس ‪ 26‬ذي القعدةا سنة ‪1404‬ه‬
‫الموافق ‪ 24‬أغسطس سنة ‪1984‬م‬
‫الباب الول‬
‫مغالطات الدكتور وافي وأغلطه‬
‫قبممل أن نممدخل فممي صممميم الموضمموعا وننمماقش الراء الممتي‬
‫أظهرها الدكتور علي عبد الواحد وافي في رسالته )بيممن الشمميعة‬
‫وأهممل السممنة( نريممد أن نلفممت أنظممار القممراء والبمماحثين إلممى أن‬
‫الدكتور أخطأ فيها أخطاء فاحشة ل يتصور صدورها عن مثله غممي‬
‫ما بدر منه الخطأ في الفهم‪ ،‬ثم بناء على ذلك الخطأ فممي الحكممم‪.‬‬
‫ولعله لم يكتب هذه الرسالة بعد المطالعممة والسممتقراء‪ ،‬والتعمممق‬
‫في البحث‪ ،‬والتروي في التفكيممر‪ ،‬والمتريث قبمل الحكممم‪ .‬ولجممل‬
‫ذلك ظهرت وكلها خطأ على خطأ‪ ،‬بل لقد تضمنت بعممض الخطمماء‬
‫البديهية التي ل يقع فيها من لممه إلمامممة بسمميطة بالتاريممخ بخلف‬
‫سقطاته في العقائد‪ .‬فكيف يقع فيها شخص حقق "مقدمممة ابممن‬
‫خلدون وتاريخه ثلثة أجزاء بها نحو ثلثة آلف تعليق وتمهيممد فممي‬
‫نحو ثلث مائة صفحة من القطع الكبير" حسب ممما ذكممره فضمميلته‬
‫في آخر رسالته‪ ،‬وكما أشار إليه داخل الكتمماب أثنمماء تعليقممه علممى‬
‫بعض الفقرات؟‬
‫ولقد أخبرت من بعض المحبين لي وله‪ ،‬ممن أثق في صممدقه‬
‫ودينه‪ ،‬بأنه رأى الدكتور وهو يشممتغل بهممذا الكممتيب ولممول ذلممك ممما‬
‫كنت لثق بأن الكتاب من تأليفه‪ ،‬وتيقنممت بممأن شخصمما ا لممه أطممماعا‬
‫وأغممراض أو مقاصممد ومطممالب‪ . .‬اسممتغل اسممم فضمميلته الكممبير‪،‬‬
‫ووضعه على هذا الكتيب‪ ،‬وإل فكيممف يعلممل هممذه الغلطا الكممبيرةا‬
‫التي ازأدانت بها كل صفحة من صفحات هذا الكتيب الصغير؟! وإن‬
‫لله عجائب في خلقه وقدرته وقضائه وقدره‪.‬‬
‫فمثل ا يقول الشمميخ فممي تمهيممد الكممتيب عنممدما يلقممي نظممرةا‬
‫مجملة في التعريف بالشيعة الجعفرية‪.‬‬
‫"النممص علممى المممام الول وهممو المممام علممي قممد جمماء فممي‬
‫اعتقادهم بوصية الرسول عليه الصلةا والسلم‪ ،‬وأما الحممد عشممر‬
‫إماما ا من بعده فقد استحق كل منهم الخلفممة بوصممية مممن المممام‬
‫السابق له‪ ،‬وكان كل منهممم البممن الكممبر للمممام السممابق ممما عممدا‬
‫الحسين‪ . . .‬وما عدا موسى الكاظم فإنه كان البن الثاني للمممام‬
‫السابق له وهو جعفر الصادق‪ ،‬واستحق الخلفة لموت أخيه الكبر‬
‫إسماعيل قبل وفاةا أبيه" ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[7 ،6‬‬
‫ومحل الشاهد أن موسى الكماظم كمان البمن الثماني لجعفمر‬
‫الصادق‪.‬‬
‫ومن ل يدري غير فضيلة الدكتور أن موسى الكاظم لممم يكممن‬
‫البن الثاني لجعفر بن الباقر‪ ،‬ولم يكن هو الكبر بعممد أخيممه الممذي‬
‫توفي في حياةا أبيه الجعفر‪ ،‬بل كان هناك من يكبره من إخوته‪.‬‬
‫وإليكم الشهادةا على صممحة ذلممك مممن الشمميعة أنفسممهم‪ ،‬بممل‬
‫ومن كبار الشيعة وقادتهم وأئمتهم في الرجال والتاريممخ‪ ،‬فيممذكر‬
‫الكشي أبممو عمممرو ومحمممد بممن عمممر ابممن عبممد العزيممز فممي كتممابه‬
‫)معرفة الناقلين عن الئمة الصادقين( المعروف برجممال الكشممي‬
‫تحت عنوان الفطحية‪:‬‬
‫"هم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد ‪ . . .‬والذين‬
‫قالوا بإمامته عامممة مشممائخ العصممابة وفقهائهمما‪ ،‬مممالوا إلممى هممذه‬
‫المقالة‪ ،‬فممدخلت عليهممم الشممبهة لممما روى عنممه )يعنممي أئمتهممم(‬
‫عليهم السلم أنهم قالوا‪ :‬المامة في الولد الكبر مممن المممام إذا‬
‫مضى إمام" ]رجال الكشي ص ‪ 219‬طا كربلء[‪.‬‬
‫هذا ولقد يذكر مثله محمممد بممن محمممد بممن النعمممان العكممبري‬
‫المتمموفى سممنة ‪413‬ه الملقممب بالمفيممد‪ ،‬الممذي يقولممون عنممه‪ :‬إن‬
‫غائبهم المزعوم هو الذي لقبممه بممه ]معممالم العلممماء ص ‪ – 101‬طا‬
‫إيران[ وإليه انتهمت رئاسمة الماممة ف ي وقتمه ]روضمات الجنمات‬
‫للخوانساري ج ‪ 9‬ص ‪– 153‬طا إيران[ وكان له لقاءات مع غممائبهم‬
‫الموهوم ]مقدممة الرشمماد ص ‪– 4‬طا إيمران[ يقممول هممذا الممؤرخ‬
‫الشيعي الكبير في كتابه الذي كتبه في ذكر أئمته‪:‬‬
‫"وكممان عبممد اللممه بممن جعفممر أكممبر إخمموته بعممد إسممماعيل‪. . .‬‬
‫وادعى بعد أبيه المامة‪ ،‬واحتج بأنه أكممبر الخمموةا البمماقين‪ ،‬فمماتبعه‬
‫على قمموله جماعمة مممن أصممحاب أبمي عبممد اللمه )أي جعفممر( عليمه‬
‫السلم‪ . . .‬ودانوا بإمامة عبممد اللممه بممن جعفممر‪ ،‬الطائفممة الملقبممة‬
‫بالفطحية" ]الرشاد للمفيد ص ‪.[286 ،285‬‬
‫وهذا المر ل يختلف فيه اثنان‪ ،‬ول يتناطح فيه كبشممان‪ ،‬وهممو‬
‫متفق عليه بين الشيعة والسنة‪ ،‬وكل كتب التاريخ تنص على ذلك‪،‬‬
‫ولكن ل ندري من أين جاء الدكتور الفاضل بمعلوماته الجديدةا "أن‬
‫موسى الكاظم كان البن الثاني للمام السابق لممه‪ ،‬وقممد اسممتحق‬
‫المامة لكبره بعد موت أخيه إسماعيل" وقد أعاد نفس هذا الكلم‬
‫في رسالته في الباب الرابع صفحة ‪ 73‬و ‪.74‬‬
‫هذا ما لم يستطع الشيعة أنفسهم التقول بممه مممع تضممايقهم‬
‫وتحرجهم من مواجهممة هممذا اليممراد والعممتراض‪" :‬كيممف تحولممون‬
‫المامة من عبد الله بن جعفر بعد موت المام جعفر الصادق وهممو‬
‫أكبر أبنائه بعده‪ ،‬مع زأعمكم بأن المامة في أكبر البناء؟ كما روى‬
‫الكليني فممي كممافيه عممن جعفممر أنممه قممال‪ :‬إن المممر فممي الكممبير"‬
‫]الكافي في الصول‪ ،‬كتاب الحجة ج ‪ 6‬ص ‪– 357‬طا إيران[‪.‬‬
‫وبذلك احتج عبد الله على مخالفيه بأنه أكبر الخمموةا البمماقي‪،‬‬
‫فاتبعه على قوله جماعة من أصحاب جعفر كممما ذكرنمماه آنفمما ا نقل ا‬
‫عن الشيعة أنفسهم‪.‬‬
‫وهممذا هممو اليممراد الممذي أوردنمماه نحممن فممي كتبنمما "الشمميعة‬
‫والتشيع فرق وتاريخ" ]ص ‪ [228 ،227‬ولممم يسممتطيعوا الجممواب‬
‫عليه‪ ،‬ولعلي ل أخطئ حسب ما أتذكر دون المراجعة لكتب الشيعة‬
‫لعدم وجودها عندي ههنا إذا قلت‪ :‬إن موسى هذا كان البن الرابع‬
‫لجعفر بن الباقر‪ ،‬وكان يكبره أيضا ا بعد إسماعيل وعبد الله‪ ،‬محمد‬
‫بن جعفر الذي خرج أيام المأمون ودعا الناس إلى نفسه وبايع لممه‬
‫أهل المدينة بإمرةا المؤمنين" ]مقاتممل الطممالبين للصممفهاني ص‬
‫‪ ،357‬تاريخ بغداد للخطيب ج ‪ 2‬ص ‪ ،114‬الرشاد المفيد وغيرهمما‬
‫من الكتب[‪.‬‬
‫همممذا‪ . .‬ومثمممل همممذا مممما ذكمممره فضممميلته فمممي الكلم عمممن‬
‫السماعيلية‪:‬‬
‫"وقد انتهت رئاسة الشيعة السماعيلية إلى أغمما خممان وإلممى‬
‫ولديه من بعده" ]انظر‪ :‬ص ‪ 16‬مممن رسممالته "بيممن الشمميعة وأهممل‬
‫السنة"[‪.‬‬
‫مع أن كل من يعلم ومن ل يعلم يعرف أن أغا خان حرم ولديه‬
‫"علي" و"صدر الدين" من رئاسة السماعيلية وإمامتها‪ ،‬ووضممعها‬
‫في حفيده كريم خان زأعيم السماعيلية الحالي الموجود‪ ،‬ونفذت‬
‫وصيته عند وفاته وكان ذلك في حياةا ابنممه علممي خممان والممد كريممم‬
‫خان الذي مات بعده بسنوات في حادث اصطدام سيارته مع إحدى‬
‫الممثلت الراقصات‪ ،‬وابنه الثاني صدر الدين عم كريم خان الممذي‬
‫ل زأال حيا ا موجوداا‪.‬‬
‫وكذلك قول فضيلته‪:‬‬
‫"اسم الرافضة‪ ،‬وهممو لقممب تطلقممه الفممرق الخممرى عليهممم‪،‬‬
‫وخاصة أهل السنة‪ ،‬وهو الذي يستخدمه شيخ السمملم ابممن تيميممة‬
‫في مؤلفاته" ]الرسالة المذكورةا ص ‪.[10 ،9‬‬
‫يدل أيضا ا على عدم معرفة الكاتب لكتب الشيعة أنفسهم لن‬
‫الفرق الخرى لم تسمهم بهذا السم وخاصة أهل السمنة‪ ،‬وأخمص‬
‫بالذكر شيخ السلم ابن تيميممة فمي كتبمه‪ ،‬بمل اللممه سممماهم بهمذا‬
‫السم كما ورد في بخاري القوم‪:‬‬
‫"عن محمد بن سليمان عن أبيه أنه قال‪ :‬قلت لبي عبد الله –‬
‫جعفر المام السادس المعصوم حسب زأعم القوم ‪ :-‬جعلت فداك‬
‫فإنا قد نبزنمما نممبزا ا ]النممبز‪ :‬أن تنممادي أخمماك بلقممب يكرهممه[ أثقممل‬
‫ظهورنا‪ ،‬وممماتت لممه أفئممدتنا‪ ،‬واسممتحلت لممه الممموالةا دماءنمما فممي‬
‫حديث رواه لهم فقهاؤهم‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد الله عليه السلم‪:‬‬
‫الرافضة؟‬
‫قلت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل والله ممما هممم سممموكم ‪ . . .‬ولكممن اللممه سممماكم بممه"‬
‫]الكافي للكليني كتاب الروضة ج ‪ 5‬ص ‪ – 34‬طا طهران[‪.‬‬
‫وأعود لسأل‪ :‬وماذا يقصد فضيلته من قوله‪:‬‬
‫"ويرجع السبب في إطلق هذا اللقممب عليهممم أنهممم رفضمموا‬
‫المام زأيد بن علي بن زأين العابدين لمخالفته لهممم فممي بعممض ممما‬
‫يذهبون إليه في شؤون السياسة" ]بين الشيعة وأهممل السممنة ص‬
‫‪[10‬؟!‬
‫هل هذه محاولة عن قصد وعمد لتبرئممة القمموم مممن الشممناعة‬
‫التي لزمتهم بأن الشيعة لم يرفضوه لمخالفته لهم فمي بعمض مما‬
‫يذهبون إليه في شئون السياسممة‪ ،‬بممل رفضمموه لنممه لممم يممرض أن‬
‫يشتم ويطعن في أبي بكر وعمممر؟! إذن إليممك ممما يرويممه الشمميعي‬
‫مرزأا تقي خان في كتابه الكبير في التاريخ بالفارسية‪:‬‬
‫"إن ناسا ا من رؤسمماء الكوفممة وأشممرافها الممذين بممايعوا زأيممدا ا‬
‫حضروا يوما ا عنده وقالوا له‪:‬‬
‫رحمك الله ‪ . .‬ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟‬
‫قال‪ :‬ما أقول فيهما إل خيراا‪ ،‬كما لم أسمع فيهممما مممن أهممل‬
‫بيتي )بيت النبوةا( إل خيراا‪ ،‬ما ظلمانا ول أحدا ا غيرنا‪ ،‬وعمل بكتاب‬
‫الله وسنة رسوله‪.‬‬
‫فلما سمع منه أهل الكوفة هذه المقالة رفضوه‪.‬‬
‫فقال زأيممد‪ :‬رفضممونا اليمموم‪ ،‬ولجممل ذلممك سممموا بالرافضممة"‬
‫]ناسممخ التواريممخ للميممرزأا تقممي خممان الشمميعي ج ‪ 2‬ص ‪ 590‬تحممت‬
‫عنوان أحوال المام زأين العابدين[‪.‬‬
‫فلم يرفضوه يا سيدي الدكتور لمخممالفته لهممم فممي بعممض ممما‬
‫يذهبون إليه في شئون السياسة كما أردت إفهام ذلك للناس!!‪.‬‬
‫أو فهمته خطأ بغير عمد ول قصد‪ ،‬فسامحك الله إذن‪.‬‬
‫وما أكثر ما أخطأ فهمك‪ ،‬وضل عنممك رشممدك‪ ،‬وخانممك علمممك‬
‫في هذا الكتيب الصغير‪ ،‬فرحماك يا رب!‬
‫ا‬
‫وزأيد بن علي هذا لم يكن رجل ا عاديا حتى فممي نظممر الشمميعة‬
‫أنفسهم حيث يلقبونه "بحليف القرآن" ]انظممر‪ :‬الرشمماد للمفيممد‬
‫ص ‪ 268‬تحت عنوان ذكر أخوةا الباقر[‪.‬‬
‫وأكثر من ذلك أن المام السادس المعصوم عندهم الذي إليه‬
‫ينسبون مذهبهم في الفروعا جعفر بن محمد البمماقر كممان يعظمممه‬
‫ويجله إلى حد كبير كما ذكر أبو الفرج الصفهاني الشيعي ]هو أبو‬
‫الفرج علممي بممن الحسممين‪ ،‬ولممد بأصممفهان سممنة ‪ 284‬ومممات سممنة‬
‫‪356‬ه‪ ،‬وقممد ذكممره محسممن الميممن فممي طبقممات شممعراء الشمميعة‬
‫وطبقة المؤرخن – أعيان الشيعة ج ‪ 1‬ص ‪ [175‬نقل ا عن الشناني‬
‫عن عبد الله بن جرير أنه قال‪:‬‬
‫"رأيت جعفر بن محمد يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسمموي‬
‫ثيابه على السرج" ]مقاتل الطالبين للصفهاني ص ‪– 129‬طا دار‬
‫المعرفة بيروت[‪.‬‬
‫ثم إن رفض الشيعة زأيد بن علي لم يكممن شمميئا ا مسممتغربا ا ول‬
‫جديداا‪ ،‬بل ذلك خلممق تمموارثه البنمماء عممن آبممائهم مممن قممديم‪ ،‬فممإنه‬
‫لزمهم من أول يوم وجدوا فيه‪ ،‬فقد اشتكى منهم فمي ذلمك كمثير‬
‫مممن أئمتهممم الممذين يعتقممدون بعصمممتهم وأنهممم ل ينطقممون عممن‬
‫الهوى‪ ،‬وأولهم علي بن أبي طالب رضممي اللممه عنممه حيممث خممذلوه‬
‫ورفضوا نصرته وتأييده في عديد ممن المعمارك والحمروب بعمد مما‬
‫بايعوه‪ ،‬وحلفمموا علممى طمماعته والممولء لممه‪ ،‬وتسممتروا وراء اسمممه‪،‬‬
‫ولكن كلما دعاهم إلى المناصرةا والمساعدةا بدأوا يتسممللون منهمما‬
‫ملتمسين العممذار‪ ،‬وبممدون التماسممها أيضمماا‪ ..‬حممتى قممال مخاطبمما ا‬
‫إياهم‪:‬‬
‫"يا أشباه الرجال ول رجال‪ ،‬حلمموم الطفممال‪ ،‬وعقممول ربممات‬
‫الحجال‪ ،‬لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم‪ ،‬معرفة – واللممه – جممترت‬
‫ندماا‪ ،‬وأعقبت صدماا‪ ..‬قاتلكم الله لقد ملتم قلبي قبحاا‪ ،‬وشحنتم‬
‫صدري غيظاا‪ ،‬وجرعتموني نغب التهمام أنفاسمماا‪ ،‬وأفسممدتم علممي‬
‫رأيي بالعصيان والخذلن‪ ،‬حممتى لقممد قممالت قريممش‪ :‬إن ابممن أبممي‬
‫طالب رجل شجاعا ولكن ل علممم لمه بممالحرب‪ ،‬ولكممن ل رأي لممن ل‬
‫يطاعا" ]نهج البلغة ص ‪– 71 ،70‬طا بيروت[‪.‬‬
‫وفي معركة أخرى ارتكبوا نفس العمل الذي تعودوه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"أل وإني دعوتكم لقتممال هممؤلء ليل ا ونهممارا ا وسممرا ا وإعلنمماا‪..‬‬
‫فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت الغارات‪ ،‬وملكت عليكم الوطممان‪..‬‬
‫ثم انصرفوا وافرين‪ ،‬ما نممال رجل ا منهممم كلممم‪ ،‬ول أريممق لهممم دم‪،‬‬
‫فلو أن امرأ مسلما ا مات من بعد هذا أسفا ا ما كممان بممه ملوممماا‪ ،‬بممل‬
‫كان به عندي جديراا‪ ..‬فقبحا ا لكم وترحاا‪ ،‬حين صرتم غرضا ا يرمممى‪،‬‬
‫يغممار عليكممم ول تغيممرون‪ ،‬وتغممزون ول تغممزون‪ ،‬ويعصممى اللممه‬
‫وترضون‪.‬‬
‫فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحممر قلتممم‪ :‬هممذه حمممارةا‬
‫القيظ‪ ،‬أمهلنما يسمبخ عنما الحمر‪ ،‬وإذا أمرتكمم بالسمير إليهمم فمي‬
‫الشتاء قلتم‪ :‬هذه صبارةا القر‪ ،‬أمهلنا ينسلخ عنمما الممبرد‪ ،‬كممل هممذا‬
‫فرارا ا من الحر والقر‪ ،‬فإذا كنتممم مممن الحممر والقممر تفممرون فممأنتم‬
‫والله من السيف أفر" ]نهج البلغة ص ‪ 72 ،71‬طا بيروت[‪.‬‬
‫ومرةا أخرى حتى قال‪:‬‬
‫"ولقد أصبحت المم تخاف ظلم رعاتها‪ ،‬وأصبحت أخاف ظلم‬
‫رعيتي‪ ،‬استنفرتكم للجها فلم تنفروا‪ ،‬وأسممعتكم فلممم تسمممعوا‪،‬‬
‫ودعوتكم سرا ا وجهرا ا فلم تستجيبوا‪ ،‬ونصممحت لكممم فلممم تقبلمموا‪،‬‬
‫شهود كغياب‪ ،‬وعبيد كأرباب‪ ،‬وأحثكم على جهاد أهممل البغممي فممما‬
‫آتي على آخر قولي حتى أراكم عني متفرقين أيادي سبأ‪ ..‬منيممت‬
‫منكم بثلث واثنتين‪ ،‬صم ذوو أسماعا وبكممم ذوو كلم‪ ،‬وعمممي ذوو‬
‫أبصار‪ ،‬ل أحرار صدق عند اللقاء‪ ،‬ول إخوان ثقة عند البلء‪ ..‬واللممه‬
‫لكأني بكم فيما إخالكم‪ :‬أن لو حمس الوغاء‪ ،‬وحمممي الضممراب قممد‬
‫انفرجتم عممن ابممن أبممي طممالب انفممراج المممرأةا عممن قبلهمما" ]نهممج‬
‫البلغة ص ‪.[142 ،141‬‬
‫ولم ي‪ :‬خذلنهم‪ ،‬وترك نصرتهم‪ ،‬ورفض تأييدهم للحسن بن‬
‫علي أقل من أبيه‪ ،‬فهم الذين تركوه في خضممم المعممارك‪ ،‬وأرادوا‬
‫تسليمه إلى معاوية رضي اللممه تعممالى عنهممما‪ ،‬وانتبهمموا مضمماربه‪،‬‬
‫وجرحوه بمعول في فخذه ]انظر لذلك‪ :‬تاريخ اليعقوبي لحمد بن‬
‫أبممي يعقمموب الكمماتب العباسممي ج ‪ 2‬ص ‪ 215‬الشمميعي المشممهور‪،‬‬
‫ذكره العباسي القمي في الكنى واللقاب ج ‪ 3‬ص ‪ ،246‬ومحسن‬
‫المين في أعيان الشيعة‪ ،‬وانظر أيضا ا مممروج الممذهب للمسممعودي‬
‫الشيعي ج ‪ 2‬ص ‪ ،431‬الرشاد للمفيد الشمميعي ص ‪ ،190‬كشممف‬
‫الغمممة للربممل الشمميعي ص ‪ ،54‬الفصممول الهمممة ص ‪ -162‬طا‬
‫طهران‪ ،‬ورجال الكشممي ص ‪ 103‬وغيرهمما[‪ .‬حممتى اضممطر إلممى أن‬
‫يقول‪:‬‬
‫"أرى والله معاوية خيرا ا لممي مممن هممؤلء‪ ،‬يزعمممون أنهممم لممي‬
‫شيعة‪ ،‬ابتغوا قتلي‪ ،‬وأخذوا مالي‪ ،‬واللممه لن آخممذ مممن معاويممة ممما‬
‫أحقن به دمي‪ ،‬وآمن به في أهلممي خيممر مممن أن يقتلمموني فيضمميع‬
‫أهل بيتي وأهلي‪ ،‬واللممه لممو قمماتلت معاويممة لخممذوا بعنقممي حممتى‬
‫يدفعوا بي إليه سمملماا‪ ،‬واللممه لن أسممالمه وأنمما عزيممز خيممر مممن أن‬
‫يقتلني وأنا أسير" ]الحتجاج للطبرسي ص ‪.[148‬‬
‫وأما الحسين رضي اللممه عنممه فممأمره وخممذلن الشمميعة إيمماه‪،‬‬
‫ورفضهم نصرته لمر مشهور غني عن الذكر‪ ،‬كما خذلوا ابن عمممه‬
‫وسفيره إليهم‪ ،‬مسلم بن عقيل‪ ،‬ونذكر ههنا عبارةا صغيرةا ذكرها‬
‫محسممن الميممن الشمميعي المشممهور فممي موسمموعته‪" ،‬ثممم بممايع‬
‫الحسين من أهل العراق عشممرون ألفمما ا غممدروا بممه وخرجمموا عليممه‬
‫وبيعته في أعناقهم‪ ،‬وقتلمموه" ]أعيممان الشمميعة القسممم الول ص‬
‫‪.[34‬‬
‫وخطبة الحسين مشهورةا معروفة ومنقولة في كتممب القمموم‬
‫حينما خاطبهم بقوله‪:‬‬
‫"تبا ا لكممم أيتهمما الجماعممة! وترحمما ا وبؤسمما ا لكممم وتعسمماا‪ ،‬حيممن‬
‫استصرختمونا ولهين فأصرخناكم موجفين‪ ،‬فشحذتم علينا سيفا ا‬
‫كممان فممي أيممدينا‪ ،‬وحششممتم علينمما نممارا ا أضممرمناها علممى عممدوكم‬
‫وعدونا‪ ،‬فأصبحتم ألبا ا على أوليائكم ويدا ا على أعممدائكم مممن غيممر‬
‫عدل أفشوه فيكم‪ ،‬ول أمل أصممبح لكممم فيهممم‪ ،‬ول ذنممب كممان منمما‬
‫فيكم‪ ،‬فهل لكم الويلت‪ ،‬إذا كرهتمونا والسمميف مشمميم‪ ،‬والجممأش‬
‫طممامن‪ ،‬والممرأي لممم تستخصممف‪ ،‬ولكنكممم استسممرعتم إلممى بيعتنمما‬
‫كطيرةا الدبا‪ ،‬وتهافتم كتهممافت الفمراش؛ ثممم نقضممتموها‪ ،‬سممفها ا‬
‫بعدا ا وسحقا ا لطواغيت هذه المة وبقية الحزاب ونبذةا الكتاب‪ ،‬ثم‬
‫أنتم هؤلء تتخاذلون عنا وتقتلوننا‪ ،‬أل لعنة اللممه علممى الظممالمين"‬
‫]كشمممف الغممممة للربمممل الشممميعي ج ‪ 2‬ص ‪ ،19 ،18‬الحتجممماج‬
‫للطبرسي الشيعي ص ‪.[145‬‬
‫ودعممماؤه عليهمممم أيضممما ا مشمممهور معمممروف ذكمممره المفيمممد‬
‫والطبرسي وغيرهما أنه قبل استشهاده رفع يديه ودعا‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاا‪ ،‬واجعلهم طرائق‬
‫قدداا‪ ،‬ول ترضي الولةا عنهم أبداا‪ ،‬فإنهم دعونا لينصرونا ثم عممدوا‬
‫علينا فقتلونا" ]الرشاد ص ‪ ،241‬أيضمما ا إعلم الممورى للطبرسممي‬
‫ص ‪.[949‬‬
‫وخذلنهم لعلي بن الحسممين الملقممب بزيممن العابممدين أشممهر‬
‫وأعرف من خذلنهم أباه حتى اضطر إلى أن يقممر بعبمموديته ليزيممد‬
‫بن معاوية كما رواه بخارى القوم الكليني في صحيحه الكممافي أن‬
‫علي بن الحسين قال ليزيد بن معاوية‪:‬‬
‫"قد أقررت لك بما سألت‪ ،‬أنا عبد مكره‪ ،‬فإن شئت فأمسممك‪،‬‬
‫وإن شئت فبع" ]الكافي للكليني كتاب الروضممة ج ‪ 8‬ص ‪– 235‬طا‬
‫طهران[‪.‬‬
‫لنه حسب قوله على زأعم الشيعة‪:‬‬
‫"إن جميع الناس ارتدوا بعد قتل الحسين إل خمسة‪ :‬أبو خالد‬
‫الكابلي‪ ،‬ويحيى بن أم الطويل‪ ،‬وجبير بن مطيممع‪ ،‬وجممابر بممن عبممد‬
‫الله‪ ،‬والشبكة زأوجممة الحسممين" ]مجممالس المممؤمنين للشوسممتري‬
‫الملقممب بالشممهيد عنممد الشمميعة‪ ،‬المجلممس الخممامس ص ‪-144‬طا‬
‫طهران‪ ،‬ومثله في رجممال الكشممي ص ‪-111‬طا كممربلء بممدون ذكممر‬
‫الشبكة[‪.‬‬
‫ا‬
‫وأما محمد بن علي الباقر فكان بائسا ممن شمميعته الروافمض‬
‫إلى حد أنه كان يقول‪:‬‬
‫"لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلثة أرباعهم لنا شممكاكاا‪،‬‬
‫والربع الخر أحمق" ]رجال الكشي ص ‪.[79‬‬
‫وأما جعفر فكان أكثرهم شكاية من أبيه عن الروافض هممؤلء‬
‫حتى كان يقول مخاطبا ا إياهم‪:‬‬
‫"أما والله لممو أجممد منكممم ثلثممة مممؤمنين يكتمممون حممديثي ممما‬
‫استحللت أن أكتمهم حديثاا" ]الصول من الكممافي ج ‪ 1‬ص ‪-496‬طا‬
‫الهند[‪.‬‬
‫وعبممد الممه بممن يعفممور أحممد تلمممذته المخلصممين ومريممديه‬
‫المطيعين‪ ،‬الذي قممال فيممه جعفممر نفسممه‪ :‬ممما وجممدت أحممدا ا يقبممل‬
‫وصيتي ويطيع أمري إل عبد اللمه بمن يعفمور" ]رجمال الكشمي ص‬
‫‪-213‬طا كربلء[‪.‬‬
‫يأتيه يوما ا ويشكو إليه مساوئ الشيعة وخممذلنهم‪ ،‬ورفضممهم‬
‫مناصرةا الئمممة‪ ،‬واتبمماعهم أوامرهممم‪ ،‬وعممدم وفممائهم وإخلصممهم‬
‫لهم‪ ،‬فيقول كما رواه الكليني في الكافي أن عبد الله بممن يعفممور‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد الله )جعفر( عليه السلم‪:‬‬
‫إنممي أخممالط النمماس فيكممثر عجممبي مممن أقمموام ل يتولممونكم‪،‬‬
‫ويتولون فلنا ا وفلناا‪ ،‬لهم أمانة وصدق ووفاء‪ ،‬وأقمموام يتولممونكم‬
‫ليس لهم تلك المانة ول الوفاء ول الصدق" ]الكافي في الصممول‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪-375‬طا طهران[‪.‬‬
‫وبذلك روى ابن جعفر بن محمد موسى الملقب بالكاظم عن‬
‫جده الول أنه قال‪:‬‬
‫"لو ميزت شيعتي لم أجدهم غل واصفة‪ ،‬ولممو امتحنتهممم لممما‬
‫وجدتهم إل مرتدين‪ ،‬ولو تمحصتهم لما خلص من اللف واحد‪ ،‬ولممو‬
‫غربلتهم غربلة لم يبق منهم إل ممما كممان لممي‪ ،‬إنهممم طالممما اتكئمموا‬
‫على الرائك فقالوا‪ :‬نحن شمميعة علممي" ]الكممافي للكلينممي كتمماب‬
‫الروضة ج ‪ 8‬ص ‪.[338‬‬
‫فهؤلء هم الشيعة ]مممن أراد السممتزادةا فممي هممذا الموضمموعا‬
‫فليرجع إلى كتابنا "الشيعة وأهل البيت" باب ذم الشمميعة واللعممن‬
‫عليهممم ص ‪ ،202-195‬وكتابنمما "الشمميعة والتشمميع فممرق وتاريممخ"‬
‫الباب السادس من ص ‪ 269‬إلى ما بعد‪ .‬كلها طبعة إدارةا ترجمممان‬
‫السنة لهور باكسممتان[ – أيهمما السميد المدكتور وافممي – المذين مما‬
‫أطلق عليهم لقب الرافضة لمخالفة زأيد بن علي لهم في بعض ما‬
‫يذهبون إليه في شممئون السياسممة كممما أردت أن تصمموره للنمماس –‬
‫شئت أم أبيت – من فهم وقصد‪ ،‬أم بدون فهم وعمممد‪ ،‬جعلممك اللممه‬
‫من القسم الثاني‪ ،‬ولممم يجعلممك مممن الممذين يعرفممون ثممم يكتمممون‬
‫ليضلوا عباد الله عن سواء السبيل‪.‬‬
‫وأما قول الدكتور وافي "أنه قممد يطلممق عليهمما "أي الشمميعة"‬
‫كذلك اسم الواقفية لنها تقف بالمامة عند المممام الثمماني عشممر‬
‫وتعتقد أنه ل يستحق الخلفة أحد من بعممده" ]بيممن الشمميعة وأهممل‬
‫السنة ص ‪ [9‬فهو أيضا ا من عدم معرفته بعقائد الشيعة وتاريخهمما‪،‬‬
‫وتاريخ الفممرق الممتي انبثقممت منهمما وتفرعممت فممي مختلممف اليممام‬
‫والدهور‪.‬‬
‫أو ا‬
‫ل‪ :‬إن اسممم الواقفيممة ]وهممذا هممو السممم الصممحيح كممما‬
‫استعمله أصحاب الفرق من الشيعة[ لم يستعمل في كتب الفممرق‬
‫والرجال على الثني عشرية قط‪ ،‬ل في الكتممب الشمميعية ول فممي‬
‫الكتب السنية‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬إنما استعمل هذا اللقب في كتممب الشمميعة وفممي كتممب‬
‫السنة على من توقف على إمامة جعفر بممن البمماقر أو مممن توقممف‬
‫علممى موسممى الملقممب بالكمماظم‪ ،‬انظممر لممذلك مممن كتبهممم‪ :‬فممرق‬
‫الشيعة للنوبختي‪ ،‬والمقالت والفرق لسعد بن عبد اللممه القمممي‪،‬‬
‫وكتاب الرجال للكشي‪ ،‬والرشاد للمفيد‪ ،‬وأعيان الشيعة لمحسن‬
‫الميممن‪ ،‬ومممن كتممب أهممل السممنة الملممل والنحممل للشهرسممتاني‪،‬‬
‫ومقممالت السمملميين للشممعري‪ ،‬واعتقممادات فممرق المسمملمين‬
‫للممرازأي‪ ،‬والفممرق بيممن الفممرق للبغممدادي والتبصممير للسممفرائيني‬
‫وغيرها من الكتب‪.‬‬
‫ثم استعمال لفظة الخلفة في قول الدكتور أيضا ا خطممأ‪ ،‬وإن‬
‫ل هذا على شيء د ت‬
‫د ت‬
‫ل على عدم معرفته باصطلحات الشيعة‪ ،‬لن‬
‫الكتب التي تبحث عن الفرق والرجال عند الشيعة‪ ،‬وعندنا أيضمما ا ل‬
‫تستعمل هذه الكلمة إطلقاا‪ ،‬بل تسممتعمل لفممظ "المامممة" فقممط‬
‫عند ذكر أئمتهم وعقائدهم‪ ،‬وإنني أشك فممي أن مثممل هممذا يخفممى‬
‫على واحد ممن يشتغل بالكتابة عن الفرق‪ ،‬حممتى المبتممدئ فيهمما‪،‬‬
‫وإن الفرق بين المام والخليفة‪ ،‬والمامة والخلفممة‪ ،‬فممرق ظمماهر‬
‫بتين‪ ،‬يكاد أن يعد من البديهيات بالنسبة لطلبة العلم دون أن يكون‬
‫الكاتب ممن قضى عمممره وأفنمماه فممي الممدرس والتممدريس‪ ،‬وفممي‬
‫التعلم والتعليم‪ ،‬ويحمل شهادات كبرى؛ زأيادةا على أنه حقق كتاب‬
‫تاريخ عظيم كتاريخ ابن خلدون وعلق عليه‪.‬‬
‫وإن الشيعة أنفسهم يقرون بمبايعة أئمتهممم للخلفمماء سممواء‬
‫كانوا من الراشدين الثلثة أو بعدهم من بني أمية وبنممي العبمماس‪،‬‬
‫فهؤلء الشيعة يذكرون إمامهم الول المعصمموم عليمما ا رضممي اللممه‬
‫عنه أنه ذكر الحداث بعد وفاةا رسول الله ‪ ‬في رسالة أرسلها إلى‬
‫أصحابه بمصر بعد مقتل محمد بن أبي بكر‪ ،‬فذكر فيممما ذكممر فيهمما‬
‫انثيال الناس إلى أبي بكر وإسراعهم إليه ليبايعوه‪ ،‬ثم كتب‪:‬‬
‫"فمشيت عند ذلك إلى أبممي بكممر فبممايعته ونهضممت فممي تلممك‬
‫الحداث حتى زأاغ الباطل وزأهق وكانت كلمة الله هممي العليمما ولممو‬
‫كره الكافرون‪ ،‬فتولى أبو بكر تلك المور فيسر‪ ،‬وسممدد‪ ،‬وقممارب‪،‬‬
‫واقتصممد‪ ،‬فصممحبته مناصممحاا‪ ،‬وأطعتممه فيممما أطمماعا اللممه جاهممداا"‬
‫]الغممارت لبممي إسممحاق إبراهيممم الثقفممي الكمموفي الصممبهاني‬
‫الشمميعي المتمموفى سممنة ‪283‬ه ج ‪ 1‬ص ‪-307‬طا طهممران‪ ،‬و"منممار‬
‫الهدى" لعلي البحرانممي الشمميعي ص ‪ ،373‬أيضمما ا ناسممخ التواريممخ‬
‫للميرزأا تقي ج ‪ 3‬ص ‪-532‬طا طهران[‪.‬‬
‫وكذلك ذكر الطوسي الملقب عند الشيعة بشيخ الطائفة في‬
‫أماليه أن عليا ا رضممي اللممه عنممه ذكممر مبممايعته لعمممر مخاطبمما ا أهممل‬
‫الشام‪:‬‬
‫"فبايعت عمر كما بايعتموه‪ ،‬فوفيت له بيعته‪ ،‬حمتى لمما قتمل‬
‫جعلني سادس ستة‪ ،‬فدخلت حيث أدخلني" ]المممالي للطوسممي ج‬
‫‪ 2‬ص ‪-121‬طا نجف[‪.‬‬
‫كما يذكر مبايعة علي رضي الله عنه لعثمان بن عفممان رضممي‬
‫الله عنه‪ ،‬ومن لسان علي رضي اللممه عنممه وإقممراره بنفسممه حيممث‬
‫قال‪:‬‬
‫"كرهت أن أفرق جماعة المسلمين وأشق عصمماهم‪ ،‬فبممايعتم‬
‫عثمان فبايعته" ]المالي للطوسي ج ‪ 2‬الجزء ‪ 18‬ص ‪.[121‬‬
‫وكان من أول المبايعين له بعد عبممد الرحمممن بممن عمموف كممما‬
‫ذكره البخاري في صحيحه‪ ،‬وابممن سممعد فممي طبقمماته مممن السممنة‪،‬‬
‫وابن أبي الحديد من الشيعة فممي شممرحه للنهممج تحممت قممول علممي‬
‫رضي الله عنه‪:‬‬
‫والله لسلمن ما سلمت أمور المسلمين‪ ،‬ولم يكن فيها جممور‬
‫ي خاصة التماسا ا لجمر ذلممك وفضمله" ]نهممج البلغممة تحقيمق‬
‫إل عل و‬
‫صبحي صالح ص ‪-102‬طا بيروت[‪.‬‬
‫"ثم مدت يده فبايعه" ]شرح النهج لبن أبي الحديد[‪.‬‬
‫ومث ذلك ذكر الميممرزأا تقممي مممن الشمميعة أيضمما ا فممي تمماريخه‬
‫]ناسخ التواريخ ج ‪ 2‬كتاب ‪ 2‬ص ‪-449‬طا إيران[‪.‬‬
‫ومبايعة حسن بممن علمي رضممي اللمه عنهمما معاويمة بممن أبمي‬
‫سفيان رضي الله عنهما‪ ،‬وكذلك مبايعة أخيه الحسين لشهر مممن‬
‫أن يذكر ولكن رغبة في إقناعا سمميادةا الممدكتور والخمموةا البمماحثين‬
‫نثبت ههنا عبارةا من كتب الشمميعة أنفسممهم‪ ،‬فلقممد ذكممر كممل مممن‬
‫الكشي والمجلسي – يلقبه الشيعة بخاتمممة المحممدثين – والعبمماس‬
‫القمي عن جبريل بن أحمد وأبي إسحاق حمدويه وإبراهيممم ابنممي‬
‫نصير‪ ،‬عنهم جميعا ا أنهم قالوا‪:‬‬
‫حدثنا عبد الحميد العطار الكوفي عن يونس بممن يعقمموب عممن‬
‫فضل غلم محمد بن راشد قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد الله عليه السلم يقول‪ :‬إن معاويمة كتمب إلمى‬
‫الحسن بن علي )بعد الصلح( صمملوات اللممه عليهممما أن أقممدم أنممت‬
‫والحسين وأصحاب علي‪ ،‬فخرج معهم قيممس بممن سممعد بممن عبممادةا‬
‫النصاري وقدموا الشام‪ ،‬فأذن لهم معاوية وأعد لهم الخطباء‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا حسن قم فبايع‪.‬‬
‫فقام فبايع‪.‬‬
‫ثم قال للحسين‪ :‬قم فبايع‪.‬‬
‫ثم قال لقيس )وكان قائد عساكر الحسن( ‪:‬‬
‫قم فبايع‪.‬‬
‫فالتفت إلى الحسين عليه السلم ينظر ما يأمره؟‬
‫فقال‪ :‬يا قيس! إنه إمامي – وفي رواية –‬
‫فقام إليه الحسن‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫بايع يا قيس! فبايعه" ]رجممال الكشممي‪ ،‬واللفممظ لممه ص ‪،102‬‬
‫جلء العيون للمجلسي بالفارسية ج ‪ 1‬ص ‪ 395‬طا طهران‪ ،‬منتهى‬
‫المال بالفارسية أيضا ا للعباسي القمي ص ‪-316‬طا طهران[‪.‬‬
‫وقبل ذلك جعل الحسن رضي الله عنه أحد شروطا الصلح مممع‬
‫معاوية رضي الله عنه‪:‬‬
‫"أن يعمممل بيممن النمماس بكتمماب اللممه‪ ،‬وسممنة رسمموله‪ ،‬وسمميرةا‬
‫الخلفاء الراشدين‪ ..‬وأخذ علممى هممذه الشممروطا‪ ،‬العهممود المغلظممة‬
‫بممماليمين" ]جلء العيمممون للمجلسمممي ج ‪ 1‬ص ‪-393‬طا طهمممران‬
‫‪1398‬ه‪ ،‬منتهمممى الممممال للعبممماس القممممي ص ‪-314‬طا إيمممران‪،‬‬
‫والفصول المهمة في معرفة أحوال الئمة ص ‪-163‬طا طهران[‪.‬‬
‫وخبر علي بن الحسين زأين العابدين قممد ذكرنمماه فيممما سممبق‬
‫من الكلينممي فممي كممافيه الممذي قممال فيممه محممدث الشمميعة النمموري‬
‫الطبرسي‪:‬‬
‫"هو أحد الكتممب الممتي عليهمما تممدور رحممى الفرقممة الماميممة‪..‬‬
‫وكتاب الكافي بينها كالشمس بين نجوم السماء‪ ..‬وإذا تأمممل فيممه‬
‫المنصف يستغني عممن ملحظممة حممال آحمماد رجممال سممند الحمماديث‬
‫المودعة فيه‪ ،‬وتممورثه الوثمموق‪ ،‬ويحصممل لممه الطمئنممان بصممدورها‬
‫وثبوتها وصحتها" ]مسممتدرك الوسممائل ج ‪ 3‬ص ‪-546‬طا مكتبممة دار‬
‫الخلفة طهران ‪1321‬ه[‪.‬‬
‫وأمر الخرين السبعة ممن يزعمهممم الشمميعة أئمممة لهممم أمممر‬
‫مشهور‪ ،‬ونذكر فقط عن واحد منهم – وهو جعفر بن الباقر الممذي‬
‫إليه ينسب الشيعة الثنا عشرية مذهبهم – أنه في يوم مممن اليممام‬
‫"أحضره المنصور وقال له‪:‬‬
‫قتلني الله إن لم أقتلك‪ ،‬أتلحد في سلطاني؟‬
‫فقال لممه الصمماقد )عا( ‪ :‬واللممه ممما فعلممت ول أردت‪ ،‬وإن كممان‬
‫بلغك فمن كاذب" ]الشيعة في التاريممخ لمحمممد حسممين الزيممن ص‬
‫‪-108 ،107‬طا بيروت سنة ‪1399‬ه[‪.‬‬
‫ولجل ذلك لم يبايع عمه عبد الله بن الحسن المثنى ول ابنممه‬
‫بعده محمد بن عبد الله الملقممب بممالنفس الزكيممة الممذي كتممب عنممه‬
‫الصفهاني الشيعي‪:‬‬
‫وكان محمد بن عبد اللممه بممن الحسممن مممن أفضممل أهممل بيتممه‪،‬‬
‫وأكبر أهل زأمانه في زأمانه‪ ،‬فمي علممه بكتماب اللمه‪ ،‬وحفظمه لمه‪،‬‬
‫وفقهه في الدين‪ ،‬وشممجاعته‪ ،‬وجمموده‪ ،‬وبأسممه‪ ،‬وكممل أمممر يجمممل‬
‫بمثله‪ ،‬حتى لم يشك أحد أنه المهدي‪ ،‬وشاعا ذلممك لممه فممي العامممة‪،‬‬
‫وبايعه رجال من بني هاشم جميعاا‪ ،‬مممن آل أبممي طممالب‪ ،‬وآل بنممي‬
‫العباس‪ ،‬وسممائر بنممي هاشممم" ]مقاتممل الطممالبين للصممفهاني ص‬
‫‪.[233‬‬
‫مع هذا كله لم يبايعه‪ ،‬كما لم يبايع أباه من قبل ]انظر لممذلك‪:‬‬
‫الكافي للكليني كتاب الحجة ج ‪ 1‬ص ‪ 358‬وغيره من الكتب[‪.‬‬
‫وإنني لرى بعد ذلك كله أنني لم أقصر فممي تفهيممم المسممألة‬
‫وتبيين القضية‪ ،‬ومن لم يفهم بعد ذلك فممإن ربممك لسممتار العيمموب‬
‫وغفار الذنوب‪.‬‬
‫وأما ترجيح سيادته اسم الجعفرية واقتصاره على اسممتعماله‬
‫]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪ – [8‬لو لم تكن عن سوء نية – فأيضا ا‬
‫خطأ‪ ،‬حيث أن هناك كثيرا ا من فممرق الشمميعة غيممر الثنممى عشممرية‬
‫تدخل تحت هذا السم‪ ،‬لن كل فرق الشيعة الموجودةا اليمموم غيممر‬
‫الزيدية تعتقد بإمامة جعفر وتنسب إليه فقهها مممن السممماعيلية‪،‬‬
‫والنزاريممة منهمما والمسممتعلية‪ ،‬والنصمميرية‪ ،‬والممدروزأ‪ ،‬والقرامطممة‬
‫وغيرهم الكثيرين الكثيرين‪.‬‬
‫فل أدري أسباب ترجيح هذا السم عنده دون غيممره مممع عممدم‬
‫رضائه لختيار اسممم الماميممة لشممتراك غيرهممم معهممم تحممت هممذا‬
‫السم ]انظر لذلك رسالته‪ :‬بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[9‬‬
‫وإليك سبب تركه هذا السم بألفاظه‪:‬‬
‫"وقد يطلق عليها كذلك اسم المامية‪ ..‬ومممع أن هممذا اللقممب‬
‫هو الذي يكثر إطلقه عليهم لدى عامتهم ويكممثر اسممتعماله كممذلك‬
‫في مؤلفات علمائهم فإنه ليس مقصورا ا عليهم‪ ،‬بل ينطبق علممى‬
‫فرق الشيعة الخرى تذهب في موضوعا المامممة إلممى ممما يممذهبون‬
‫إليه‪ ،‬وخاصة فرقة الشيعة السماعيلية" ]انظر لذلك رسالته‪ :‬بين‬
‫الشيعة وأهل السنة ص ‪.[9‬‬
‫غ عن تممي إلممى السميد المحمترم بمأن اسممم الجعفريممة‬
‫مبلم غ‬
‫وممن م‬
‫م‬
‫ا‬
‫يشمل السماعيلية وغير السماعيلية أيضمما كممما ذكرنممه آنفمما‪ ،‬إن‬
‫كان هذا هو سبب تركه!‪.‬‬
‫ومن يخبر شيخا ا ل يعرف عن الثنى عشرية شيئا ا مع انتشممار‬
‫كتبهممم وتواجممدهم فممي أكممثر البلممدان السمملمية أن كتممب الفقممه‬
‫السماعيلي وكتممب الحممديث السمماعيلية كلهمما تمدور حممول الراء‬
‫المنسوبة والروايات الموصولة إلى جعفر بن البمماقر‪ ،‬زأيممادةا علممى‬
‫ذلك أن كتب الفرق التي لممم يكلممف السمميد الممدكتور نفسممه العنمماء‬
‫بإلقاء النظرةا عليها‪ ،‬شيعية كانت أم سنية‪ ،‬تسممتعمل هممذا اللقممب‬
‫علممى الفممرق الشمميعية الممتي وجممدت قبممل وجممود الشمميعة الثنممى‬
‫عشممرية‪ ،‬وممما أظممن أن مكتبتممه ينقصممها كتمماب "الملممل والنحممل‬
‫للشهرستاني" من السممنة‪ ،‬فليمسممح الغبممار عنممه ويقلممب أوراقممه‬
‫ويلقي نظرةا ولو خاطفة في مبحممث الشمميعة بعممد عنمموان "رجممال‬
‫المرجئة" فيجد أن اسم الجعفريممة قممد يطلممق علممى قمموم توقفمموا‬
‫بالقول على إمامة جعفر ولم يجروها في أولده‪ ،‬أي لممم يعتقممدوا‬
‫ببقيممة الئمممة الممذين آمممن بهممم الشمميعة الثنمما عشممرية واعتقممدوا‬
‫بإمامته‪ ،‬فعلى ذلمك فممإن السممم الجمامع المممانع لهممذه الفئممة مممن‬
‫الشيعة هو الثنا عشرية‪ ،‬لن غيرهم ل يعتقدون بمن يعتقممد بهممم‬
‫هممؤلء ولممو جممازأ إطلق كممل السممماء مممن الماميممة والجعفريممة‬
‫والروافض عليهم‪ ،‬كما بيناه مفصل ا في كتابنمما )الشميعة والتشميع‬
‫فرق وتاريخ( فمن أراد الستزادةا فليرجع إليمه ]وستصمدر طبعتمه‬
‫السادسة في مصر إن شاء الله[‪.‬‬
‫ولكننا أردنا التنبيه هنا بأن اختياره وترجيحه اسممم الجعفريممة‬
‫علممى غيممره واقتصمماره عليممه ليممس نابعمما ا إل مممن عممدم معرفتممه‬
‫بالموضوعا‪.‬‬
‫وكذلك قوله بأن هذه الفرقممة تسمممى الجعفريممة "لعتمادهمما‬
‫في جميع ما تذهب إليه من عقيممدةا وشممريعة علممى آراء ينسممبونها‬
‫إلى جعفر الصادق" ]"بين الشيعة وأهل السنة" ص ‪ [8‬يممدل أيضمما ا‬
‫على عدم علمه بالقوم وعقائدهم‪ .‬ونذكر هنا عبارةا واحممدةا لبيممان‬
‫تحري السيد الممدكتور الحقيقممة مممن أهممم مصممادر الشمميعة‪ ،‬يقممول‬
‫السيد محسن الميممن – وهممو يعممد مممن كبممار علممماء الشمميعة وأهممم‬
‫كتتابهم في الماضممي القريممب – يكتممب فممي موسمموعته وهممو يممذكر‬
‫سبب تسمية الثنى عشرية بالجعفرية‪:‬‬
‫"الجعفرية باعتبار أن مذهبهم في الفروعا هو مممذهب المممام‬
‫جعفر بممن محمممد الصممادق عليهممما السمملم‪ ،‬ونسممب مممذهبهم فممي‬
‫الفروعا إليه باعتبار أن أكثره مأخوذ عنممه" ]أعيممان الشمميعة الجممزء‬
‫الول‪ ،‬القسم الول ص ‪-20‬طا بيروت[‪.‬‬
‫وأما العقيدةا والشريعة فلممم يأخممذها الشمميعة عممن جعفممر ول‬
‫غيره‪ ،‬بل أخذوها عن اليهوديممة الثيمممة‪ ،‬الجريحممة الممتي انسممكرت‬
‫فلولها‪ ،‬واندحرت شوكتها‪ ،‬وزألزلت أركانها‪ ،‬واستؤصلت شأفتها‪،‬‬
‫وهممدمت قلعهمما‪ ،‬ودمممرت ديارهمما علممى يممد رسممول اللممه الصممادق‬
‫المين‪ ،‬وخلفائه الراشدين‪ ،‬الصديق‪ ،‬والفمماروق‪ ،‬وأفلممت نجومهمما‬
‫أيام ذي النورين رضي الله عنهم أجمعين‪ ،‬فترقبت لثأرها‪ ،‬ودبرت‬
‫لنتقامها‪ ،‬وخططممت مؤامرتهمما وأحكممم نسمميجها‪ ،‬فأرسمملت ابنهمما‬
‫البار بها عبد الله بن سبأ ]راجع‪ :‬لمعرفة التفاصيل عممن شخصمميته‬
‫الخبيثة وأنها حقيقية كتابنا "الشمميعة وأهممل الممبيت"[ مممن صممنعاء‬
‫اليمن ليكيد للسلم كيداا‪ ،‬ويزرعا في المسلمين فتناا‪ ،‬ويدس لهممم‬
‫دسائس‪ ،‬ويروج فيهم عقائممد ل أسمماس لهمما فممي القممرآن ول فممي‬
‫السنة‪ ،‬لتنتشر البلبلة‪ ،‬ويفشو الفساد‪ ،‬وتعم القلقل‪ ،‬وتضممطرب‬
‫المور‪ ،‬وتقف القوافل‪ ،‬قوافمل النصمر والظفممر‪ ،‬قوافمل الجهمماد‬
‫والبطممال‪ ،‬كممي ل يحيممط نممور اللممه بممالمعمورةا‪ ،‬وفعل ا حصمملت ممما‬
‫أرادت ولله عاقبة المور‪ ،‬وهو عليممم بحكمهمما وعللهمما‪ ،‬فجمماء ذلممك‬
‫اللعيممن إلممى المدينممة‪ ،‬ودخممل فممي زأمممرةا المسمملمين وهممو يعممتزم‬
‫اليقاعا بدينهم‪ ،‬وتقويض جماعتهم‪ ،‬وفي قلبه حفيظة عليهم‪ ،‬ثم‬
‫ذهب إلى مصر‪ ،‬ثم إلى الكوفممة‪ ،‬ثممم إلممى الشممام‪ ،‬محمماول ا إضمملل‬
‫العقول الضعيفة‪ ،‬والقلوب المريضة‪ ،‬وأصحاب الغراض الذين لم‬
‫يدخلوا في دين الله إل طمعا ا وحرصا ا فممي زأخممارف الحيمماةا ومتمماعا‬
‫الدنيا‪ ،‬فأتى مصر‪ ،‬فوجد المرتع الخصب‪ ،‬والرض القابلممة للفتممن‪،‬‬
‫فأقام بين أهلها يتنقل من مدينة إلممى مدينممة‪ ،‬وقريممة إلممى قريممة‪،‬‬
‫حممتى اسممتطاعا بزخممرف القممول أن يمموغر صممدورهم علممى خليفممة‬
‫رسول الله‪ ،‬وزأوج ابنتيه‪ ،‬ذي النورين‪ ،‬صاحب الجود والحياء‪ ،‬أميممر‬
‫المممؤمنين وخليفممة المسمملمين‪ ،‬كممما اسممتطاعا أن ينشممئ فممي‬
‫عقائممدهم خل ا‬
‫ل‪ ،‬ويزيممن لهممم مممن القممول ممما حملممه مممن اليهوديممة‬
‫المممدبرةا مممن ورائممه‪ ،‬وأن يزحزحهممم عممن العقيممدةا الصممحيحة‬
‫المستقيمة‪ ،‬حتى جرهم إلى قتممل عثمممان ]انظممر‪ :‬لتفصمميل هممذه‬
‫الحوادث كتابنا "الشيعة والتشيع فرق وتاريخ"[ مع من وجده مممن‬
‫النصممار والمغممترين بممه مممن مختلممف المصممار السمملمية‪ ،‬وبممذلك‬
‫اسممتطاعا قلممب الحكممم السمملمي‪ ،‬وأوجممد ثلمممة فممي صممفوف‬
‫المسلمين‪ ،‬وفتقا ا لم يرتق إلى يومنا هذا‪ ،‬كما اسممتطاعا أن ينشممئ‬
‫جماعة كاملة تحمممل أفكمماره وآراءه باسممم العقيممدةا الممتي أتحفهمما‬
‫إياهم من اليهودية الجريحة رمزا ا لنتقامها وشعارا ا لثأرها‪ ،‬عقيدةا‬
‫وشريعة ل تمت إلى السلم بصلة قريبة أو بعيممدةا‪ ،‬وشممريعة اللممه‬
‫السماوية الحقة بريئة منها كل البراءةا‪.‬‬
‫وها هي تلك العقيدةا من أوثق كتب الشيعة أنفسهم مع بعض‬
‫تحركاته يذكرها مؤرخ شيعي إيراني في تاريخه الفارسي الكبير‪:‬‬
‫"إن عبد الله بن سبأ توجه إلى مصر عنممدما علممم أن مخممالفيه‬
‫)أي عثمان ذي النورين( كثيرون هناك‪ ،‬فتظاهر بممالعلم والتقمموى‬
‫وافتتن به الناس‪ ،‬وبعد الرسوخ فيهم بممدأ يممروج مممذهبه ومسمملكه‬
‫بأن لكل نممبي وصممياا‪ ،‬ووصممي رسممول اللممه علممى المتحلممي بممالعلم‬
‫والفتمموى‪ ،‬والمممتزين بممالكرم والشممجاعة‪ ،‬والمتصممف بالمانممة‬
‫والتقى‪ ،‬وإن المة ظلممموا عليمما ا وغصممبته حممق الخلفممة والوليممة‪،‬‬
‫ويلزم الجميع مناصممرته ومعاضممدته وخلممع طاعممة عثمممان‪ ،‬وبيعتممه‬
‫كفارةا لذنب ارتكبوه‪ ،‬وجريمممة اقترفوهمما لعطممائهم حقممه غيممره‪،‬‬
‫فتأثر كثير من المصريين بأقواله‪ ،‬وخرجوا على الخليفممة عثمممان"‬
‫]روضة الصفا ج ‪ 3‬ص ‪-292‬طا طهران[‪.‬‬
‫وما كتبممه أقممدم مممؤرخ شمميعي‪ ،‬وأول كمماتب فممي الفمرق مممن‬
‫الشيعة النوبختي أبو محمد الحسن بن موسممى مممن أعلم الشمميعة‬
‫فممي القممرن الثممالث للهجممرةا‪ ،‬ومممن تله بعممده سممعد بممن عبممد اللممه‬
‫القمي‪ ،‬وأقدم من كتب في الرجال منهم أبو عمرو بن عبد العزيز‬
‫الكشي من علماء القرن الرابع‪ ،‬لجدير بالعناية والهتمام‪.‬‬
‫فيممذكر كممل واحممد منهممم روايممة متقاربممة اللفمماظ والمعنممى‬
‫بتقممديم لفممظ وتممأخير آخممر‪ ،‬واللفممظ للنوبخممتي تحممت عنمموان‬
‫"السبئية"‪:‬‬
‫"عبد الله بن سبأ‪ ،‬وكان ممممن أظهممر الطعممن علممى أبممي بكممر‬
‫وعمممر وعثمممان والصممحابة‪ ،‬وتممبرأ منهممم‪ ،‬وقممال‪ :‬إن عليمما ا – عليممه‬
‫السلم – أمره بذلك‪ ،‬فأخذه علي فسأله عن قوله هممذا‪ ،‬فممأقتر بممه‪،‬‬
‫فأمر بقتله‪ ،‬فصاح النمماس إليممه‪ :‬يمما أميممر المممؤمنين! أتقتممل رجل ا‬
‫يدعو إلى حبكم أهل البيت‪ ،‬وإلممى وليتممك والممبراءةا مممن أعممدائك؟‬
‫فصيره إلى المدائن‪.‬‬
‫وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي – عليه السمملم‬
‫– أن عبد اللممه بممن سممبأ كممان يهوديمما ا فأسمملم ووالممى عليمما ا – عليممه‬
‫السلم – وكان يقول وهو على يهوديته فممي يوشممع بممن نممون بعممد‬
‫موسى – عليه السلم – بهذه المقالة‪ ،‬فقال بعد إسلمه في علممي‬
‫– عليه السلم – بمثل ذلك‪ ،‬وهو أول من شهر القول بفرض إمامة‬
‫علي – عليه السلم – وأظهر البراءةا من أعدائه وكاشممف مخممالفيه‬
‫فمن هناك قال من خالف الشمميعة‪ :‬إن أصممل الرفممض مممأخوذ مممن‬
‫اليهودية‪ ،‬ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعى علي بالمدائن قممال للممذي‬
‫نعاه‪ :‬كذبت‪ ،‬لو جئتنا بدماغه في سبعين صرةا وأقممت علمى قتلمه‬
‫سبعين عدل ا لعلمنا أنمه لمم يقتمل‪ ،‬ول يمموت حمتى يملمك الرض"‬
‫]فرق الشيعة للنوبختي الشيعي ص ‪-42 ،41‬طا المطبعة الحيدرية‬
‫نجف بتعليق آل بحممر العلمموم‪-‬طا سممنة ‪ ،1959‬المقممالت والفممرق‬
‫لسممعد بممن عبممد اللممه الشممعري القمممي ص ‪-21‬طا طهممران سممنة‬
‫‪1963‬م‪ ،‬رجال الكشي ص ‪-101-100‬طا كربلء وغيرها من الكتممب‬
‫الكثيرةا[‪.‬‬
‫فهذه هي العقائد‪ ،‬وهذه هي الشريعة توارثتهمما الشمميعة جيل ا‬
‫بعد جيل‪ ،‬وتناقلها علماؤهم وعممامتهم قرنمما ا بعممد قممرن‪ ،‬وذاك هممو‬
‫واضعها ومؤسسممها وبانيهمما‪ ،‬فمنممه أخممذوا‪ ،‬وعليممه اعتمممدوا‪ ،‬كممما‬
‫سيأتي بيانه مفصل ا في محله إن شاء الله مدعما ا بالدلة الصريحة‬
‫والبراهين القاطعة من كتب القوم أنفسممهم بممأن عقائممد الشمميعة‬
‫الثنممى عشممرية اليمموم هممي عيممن تلممك العقائممد الممتي خططتهمما‬
‫اليهودية‪ ،‬وروجها اليهودي الماكر الخبيث‪.‬‬
‫فهذه هي الحقيقة‪ ،‬ل كما تخيلها الدكتور الفاضل‪.‬‬
‫وكذلك قوله‪:‬‬
‫وهي آراء يتصل سند معظمها في نظرهم بالمممام علممي بممن‬
‫أبي طالب – فبالرسول" ]بين الشيعة وأهل السنة[‪.‬‬
‫وحضممرته ل يممدرك بكلمممه هممذا أن المممام فممي نظممر الشمميعة‬
‫يتحلى بالعصمممة مثلممما يتحلممى بهمما النبيمماء‪ ،‬ويحمممل علممما ا مثلممما‬
‫يحمله الرسل‪ ،‬بل وأكثر‪ ،‬فمن كان هذا شأنه ومكانته ل يحتاج‪ ،‬ول‬
‫يطالب باتصممال كلمممه وإسممناده إلممى الرسممول‪ ،‬وعلممى ذلممك أورد‬
‫محدثو الشيعة الثنممى عشممرية أحمماديث كممثيرةا بلغممت حممد التممواتر‪،‬‬
‫وجاوزأت عنه‪ ،‬أن النبياء والئمة فمي العصممة والعلمم سمواء‪ ،‬بمل‬
‫الئمة يزيممدون علممى أنبيمماء اللممه ورسممله ول ينقصممونهم‪ ،‬كممما أن‬
‫محدثهم الكبير صاحب موسوعة كبرى في الحديث الشيعي‪" ،‬الحر‬
‫وب بابمما ا مسممتقل ا فممي كتممابه‬
‫العممالمي" المتمموفى سممنة ‪1104‬ه بمم ت‬
‫"الفصول المهمة" بعنوان "الئمة الثنمما عشممر أفضممل مممن سممائر‬
‫المخلوقات من النبياء والوصياء السممابقين والملئكممة وغيرهممم‪،‬‬
‫وأن النبياء أفضل من الملئكة"‪.‬‬
‫وأورد تحت هذا الباب روايات كثيرةا ننقل منها روايممة واحممدةا‬
‫رواها عن جعفر بن الباقر أنه قال‪:‬‬
‫إن اللممه خلممق أولممي العممزم مممن الرسممل‪ ،‬وفضمملهم بممالعلم‪،‬‬
‫وأورثنا علمهم‪ ،‬وفضلنا عليهم في علمهم‪ ،‬وعلم رسول الله ‪ ‬ممما‬
‫لم يعلمهم‪ ،‬وعلمنا علم الرسول وعلمهم" ]الفصول المهمة فممي‬
‫أصول الئمة للحر العاملي ص ‪ 152‬طا إيران[‪.‬‬
‫ومن كان هذا شأنه بممأنه يفمموق الرسممل وسمميد الرسممل حيممث‬
‫يعلم علومهم وعلم ما أعطي له لنفسه لماذا يحتاج أن يسند قوله‬
‫إلى نبي أو رأيه إلى رسول؟‬
‫ولجل ذلك يقول السيد الخميني زأعيم إيران اليوم في كتابه‬
‫"ولية الفقيه" ما نصه‪:‬‬
‫"إن مممن ضممروريات مممذهبنا أل ينممال أحممد مقامممات الئمممة‬
‫المعنوية الروحية‪ ،‬ل ملك مقرب ول نبي مرسممل‪ ،‬كممما وردت فممي‬
‫روايتنا أن الئمة كانوا أنوارا ا تحممت العممرش قبممل تكمموين العممالم‪..‬‬
‫وعنهم نقممل أنهممم قممالوا‪ :‬إن لنمما مممع اللممه أحمموال ا ل يسممعها ملممك‬
‫مقرب ول نبي مرسل‪ ،‬وهذه المعتقممدات مممن القواعممد والسممس‬
‫الممتي عليهمما قممام مممذهبنا" ]"وليممت فيممه در خصمموص حكممومت‬
‫إسلمي" لنائب المام السيد الخميني تحت باب "وليت تكممويني"‬
‫من الصل الفارسي ص ‪-58‬طا طهران[‪.‬‬
‫وأخيرا ا نورد في هذا الموضوعا رواية أخرى من الصحيح الممذي‬
‫قال فيه غائبهم‪ :‬كاف لشيعتنا ]انظر‪ :‬مستدرك الوسممائل ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ ،533 ،532‬الصافي ج ‪ 1‬ص ‪ ،4‬منتهممى المممال ص ‪ ،298‬نهايممة‬
‫الدرايممة ص ‪ ،219‬روضممات الجنممات ص ‪ 553‬نقل ا عممن معاشممر –‬
‫الصول ص ‪.[31‬‬
‫أورد فيه الكليني عن جعفر أنه قال‪:‬‬
‫ما جاء به علي عليه السلم آخذ به‪ ،‬وما نهى عنه انتهى عنممه‪،‬‬
‫جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد ‪ ،‬ولمحمد ‪ ‬وآلممه الفضممل‬
‫على جميع من خلق الله عز وجل‪ ،‬المتعقب عليممه فممي شمميء مممن‬
‫أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله‪ ،‬والراد عليه في صغيرةا‬
‫أو كبيرةا على حد الشرك بالله‪ ،‬كان أمير المممؤمنين عليممه السمملم‬
‫باب اللممه ل يممؤتى إل منممه‪ ،‬وسممبيله الممذي مممن سمملك بغيممره هلممك‪،‬‬
‫وكذلك يجري لئمممة الهممدى واحممدا ا بعممد واحممد جعلهممم اللممه أركممان‬
‫الرض أن تميد بأهلها‪ ،‬وحجته البالغة على ممن فمموق الرض ومممن‬
‫تحت الثرى‪ ،‬وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيرا ا ما يقول‪:‬‬
‫أنا قسيم الله بين الجنة والنار‪ ،‬وأنا الفاروق الكممبر‪ ،‬وأنمما صمماحب‬
‫العصا والميسم ولقد أقرت لي جميممع الملئكممة والممروح والرسممل‬
‫بمثل ما أقروا به لمحمد ‪ ،‬ولقد حملممت علممى مثممل حمممولته وهممي‬
‫حمولة الرب‪ ،‬وأن رسول الله ‪ ‬يدعي فيكسممى‪ ،‬وأدعممى فأكسممى‪،‬‬
‫ويستنطق واستنطق على حد منطقممه‪ ،‬ولقممد أعطيممت خصممال ا ممما‬
‫سبقني إليها أحد قبلي‪ ،‬علمت المنايا والبليا‪ ،‬والنسمماب وفصممل‬
‫الخطاب‪ ،‬فلم يفتني ما سبقني‪ ،‬ولم يعزب عنممي ممما غمماب عنممي"‬
‫]الصول من الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ 197 ،196‬طا إيران[‪.‬‬
‫وأما قول الدكتور بأن الشيعة يطلقون علممى جعفممر والبمماقر‬
‫اسم "الشيخين" فلم نسمع هذا من أحد قبله‪.‬‬
‫وأما تعريضه بشيخ السلم ابن تيمية حيث ادعى عليه أنه قد‬
‫خلط بين الشيعة الجعفرية وبين غيرها من فرق الشمميعة‪ ،‬فنسممب‬
‫إلى الجعفرية عقائممد وآراء ليسممت مممن عقائممدهم ول مممن آرائهممم‬
‫شيء ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪ .[11‬فقد جازأ بممه حمد الخطممأ –‬
‫ولول الساءةا – لقلت‪ :‬بلغ حد الجهممل‪ ،‬والجهممل المركممب‪ ،‬الممذي ل‬
‫يدري صاحبه‪ ،‬ول يدري بأنه ل يدري‪.‬‬
‫ول أدري كيممف استسمماغ مممن ل يعممرف البممديهيات والشممياء‬
‫البدائية التافهة عن الشعة أن يتهكم بكود شامخ كابن تيمية‪ .‬بممدل‬
‫أن يغترف من بحره الزاخر‪ ،‬ويستفيد من علمه الوافر؟‪.‬‬
‫كيف جممازأ لممه أن يتهمممه بعممدم معرفتممه مممن الثنممى عشممرية؟‬
‫وعدم تفريقه بينهم وبين مممن عممداهم فممي كتممابه "منهمماج السممنة‬
‫النبوية" الكتاب الذي ل زأال مرجعا ا أساسياا‪ ،‬ومصدرا ا فياضمما ا لكممل‬
‫من يريد أن يعرف الشيعة على حقيقتهم‪ ،‬ومساوئهم ومخازأيهم؟‬
‫وحضممرةا الممدكتور مممع تعمماليه وتفمماخره كممثيرا ا خلل الفقممرات‬
‫والتعليقات في هذه الرسالة لم يثبت لنفسه‪ ،‬ل العقل ول معرفة‬
‫النقل‪ ،‬كأن سيادته ل يفرق بين الشرق والغرب‪ ،‬ول بين الشمممال‬
‫والجنوب‪ ،‬وأنه ل يعرف الحابل من النابل‪ ،‬ول الليل مممن النهممار‪ :‬‬
‫وما يستوي العمى والبصير ول الظلمات ول النممور ول الظممل ول‬
‫الحرور وما يستوي الحياء ول الممموات إن اللممه يسمممع مممن يشمماء‬
‫وما أنت بمسمع من في القبور ‪] ‬سورةا فاطر الية ‪.[22-19‬‬
‫وهل يجوزأ لعالم أو منتسب إلى العلممم أن يحكممم علممى شمميء‬
‫بدون معرفته؟‪ ،‬وأن يصدر قضاءه بدون أدنممى علممم منممه بالقضمماء‬
‫والقضية‪،‬؟ ولول حسن ظني بالسمميد الممدكتور وأنممه ل يعممرف عممن‬
‫حقيقة الشيعة شيئا ا كما يبدو لول وهلممة لمممن يلقممي نظممرةا ولممو‬
‫طارئة على كتيبه‪ ،‬وكممما بينمماه نحممن آنفمما م بالوثممائق والمسممتندات‪،‬‬
‫لذهب بي الخيال إلى ظنون كثيرةا وبعيدةا‪.‬‬
‫فقد أوقع الدكتور نفسه في مأزأق حرج بكتابة هممذه الرسممالة‬
‫التي لم يكن لها مبرر أن يكتبها‪ ،‬ويندفع إلى تبرئة الشيعة إلى حد‬
‫يخطئ ابن تيميممة وآراءه فيهممم‪ ،‬وهممو ل يكتممب سممطرا ا فيهممم‪ ،‬ول‬
‫كلمة عنهم إل ويتدفق قلمه خطأ‪.‬‬
‫وينبغي أن يعرف الجميع أن كل ما نسب إلى الشمميعة الثنممى‬
‫عشرية من الغلو في الئمة واتصمافهم بأوصماف اللمه وامتلكهمم‬
‫قدرته‪ ،‬وسلطانه واختياراته التي ل يشاركه فيهمما أحممد ممممن فممي‬
‫السماوات وممن في الرض‪ ،‬وتفضيلهم إيمماهم علممى أنبيمماء اللممه‬
‫ورسله‪ ،‬وإنكارهم القرآن واعتقممادهم التحريممف فيممه‪ ،‬وتكفيرهممم‬
‫المسمملمين وعلممى رأسممهم أصممحاب رسممول اللممه ‪ ‬والخلفمماء‬
‫الراشدون مع بقية العشرةا المبشرةا غيممر علممي‪ ،‬وأزأواج الرسممول‬
‫أمهات المؤمنين‪ ،‬ومن بعدهم من تبعهم من الئمة بإحسممان إلممى‬
‫يوم الدين‪ ،‬وإيمانهم بالرجعة والتناسخ والحلو‪ ،‬ونسبة الجهل إلى‬
‫الله جل وعل‪ ،‬وجعل الكذب دينمما ا وديممدنا ا وشممعاراا‪ ،‬وتفريممق كلمممة‬
‫المسلمين‪ ،‬والكراهية لهم‪ ،‬والوقوف ضدهم مع أعدائهم‪ ،‬كل هذا‬
‫حق وثابت من كتممب الشمميعة الثنممى عشممرية أنفسممهم‪ ،‬المعتمممدةا‬
‫لديهم والموثوقة عندهم‪ ،‬كما ذكرنا بعضا ا منها في هممذا المبحممث‪،‬‬
‫وكما سنبين البقية الباقية فيما يأتي من هممذه العجالممة‪ ،‬وإن كممان‬
‫إنكار هذه الحقائق الثابتة ليس إل إنكار الشمس وهي طالعة‪ ،‬كما‬
‫أنه ليس إل سخرية بالعقول‪ ،‬وتحكما ا بالحلم‪ ،‬وتجنيا ا على العلم‪،‬‬
‫وكتمانا ا للحق‪ ،‬ونكاية بنفسه‪.‬‬
‫وأما كون الثنممى عشممرية ينكممرون هممذه العقائممد فعليهممم أن‬
‫ينكروا قبل كل شيء كتبهم‪ ،‬وما كتب فيها من التفسير والحديث‬
‫والفقه والصول والعقائد‪.‬‬
‫ثم ل أدري‪ ،‬ولسممت أخممال أدري!! هممل العقائممد والمعتقممدات‬
‫يحكم على وجودها وعدمها بنمماء علممى أقمموال أشممخاص ومقممولت‬
‫رجال ليس لهم خيار صنعها وإنكارها؟ ومقولت لم يتقولوا بها إل‬
‫فرارا ا من العار الذي لحقهم حيث ل يجدون عنها مخرجاا‪ ،‬وهذا ممع‬
‫دعممواهم بممأن مممذهبهم مبنممي علممى أقمموال المعصممومين – حسممب‬
‫زأعمهم – من أهل البيت ]ل أهل بيت النبي كما يزعمممه بعممض غيممر‬
‫العارفين بمذهبهم لن الشيعة أنفسهم يصممرحون بممأن المقصممود‬
‫من أهمل الممبيت أهممل بيممت علممي ل النممبي[ علممي رضممي اللممه عنممه‬
‫وآرائهم‪ ،‬ومستقاةا من أفعالهم وتقريراتهم‪ ،‬فتمشيا ا مع أصولهم‬
‫وقواعممدهم يسمماءلون‪ :‬هممل هممم المعصممومون أم أئمتهممم الممذين‬
‫آخرهم غاب في سامراء – حسب زأعمهم –؟‬
‫فإن كان الحجة أولئك فليسممتندوا لنكممارهم بروايممات أولئممك‬
‫القوم مقابل الروايات الكثيرةا الكثيرةا الي بلغ بعضها حممد التممواتر‬
‫في إثبات ممما يلزمهممم خصمممهم مممن العقائممد اليهوديممة‪ ،‬والفكممار‬
‫الوثنيممة‪ ،‬والراء المجوسممية – معمماذ اللممه أن تكممون صممادرةا مممن‬
‫الطيبين من أولد علي رضي الله عنه‪.‬‬
‫نعممم! عليهممم أن يثبتمموا كممل هممذا مممن أئمتهممم المعصممومين‪،‬‬
‫ويبرهنوا على إنكارهم بأقوالهم المنقولة عن كتبهم أنفسهم‪.‬‬
‫وأما مجرد النكار فل يعد إل تهربا ا من الحقممائق وفممرارا ا مممن‬
‫النتائممج‪ ،‬وتمسممكا ا بالكممذب الممذي أعطمموه صممبغة التقممديس باسممم‬
‫التقية‪ ،‬ل ينخدعا به إل المغفلون‪ ،‬أو من أراد خداعا نفسه عن قصد‬
‫أو سموء نيمة‪ .‬ف افهم فمإنه دقيمق‪ ،‬وعليمه يمترتب فهمم كمثير ممن‬
‫المسائل وحل كثير من الغوامض واللغازأ والمشاكل‪ ،‬وليتدبر فيه‬
‫حضرةا الدكتور الذي لم يبن آراءه فممي رسممالته الممتي كتبهمما – كممما‬
‫يظهر – إل على السمعيات ألقيت في مسامعه‪ ،‬ولمم يمدر أنمه ممن‬
‫زأخرف القممول غممرورا ا يمموحي بممه بعضممهم إلممى بعممض‪ ،‬ويلقممي بممه‬
‫بعضهم إلى بعض معرضا ا عن المرئيات والبصريات‪ ،‬ومنكممرا ا علممى‬
‫من اعتمد عليها‪ ،‬ثم تسلل عنه من أوقعه في هذا المممأزأق الزلممق‪،‬‬
‫وألقى عليه مثل هذا القول الزور‪ ،‬وتركممه وحيممدا ا مستصممرخا ا هممو‬
‫وأمثاله قائ ا‬
‫ل‪ . . .  :‬وما كان لي عليكم من سلطان إل أن دعوتكم‬
‫فاستجبتم لي فل تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصممرخكم وممما‬
‫أنتم بمصرخي ‪]  . .‬سورةا إبراهيم الية ‪.[22‬‬
‫ولو لم يك هذا ما كان له أن يكتب‪" :‬أن كثيرا ا من مؤلفينا قممد‬
‫خلط بين الشيعة الجعفرية وغيرها من فرق الشمميعة‪ ..‬تبممدو هممذه‬
‫الظاهرةا حتى في مؤلفات العلمة ابن تيمية‪ ،‬انظممر كتممابه منهمماج‬
‫السنة" ]ص ‪ 11‬من رسالة الدكتور[ بل وجد عكس ذلك فإن كتممب‬
‫القوم في الحديث وفي التفسير تشهد بصدق ما كتبه ابممن تيميممة‬
‫وغيره ممممن سمملك مسمملكه وتبممع خطممواته فممي الممرد علممى هممؤلء‬
‫المنحرفين المبتدعين‪ ،‬المنتحلين المبطلين ‪ -،‬غفممر اللممه للرجممل‬
‫ولمثاله ‪.-‬‬
‫وكذلك قول الدكتور في تمهيده‪:‬‬
‫"وقد بلغ كل إمام من هؤلء الئمة )الثنى عشر( سن الرشد‬
‫وكانت له رسالة في قومه‪ ..‬ما عدا المام الثاني عشر" ]رسممالته‬
‫المذكورةا ص ‪ .[7‬جهل محض لنه ل يعرف ماذا يقصد به؟‬
‫إن كان قصده أن كل إمام منهم نصب إماما ا بعممد بلمموغه سممن‬
‫الرشد فهذا من أخطاء سيادته الكثيرةا الكثيرةا الموجودةا فممي كممل‬
‫صفحة مممن صممفحات هممذا الكممتيب الصممغير‪ ،‬وفممي كممل سممطر مممن‬
‫سطوره كما يلحظه القممارئ لن البعممض منهممم اعتقممدوا بإمممامته‬
‫ولم يكن يعقل شيئا ا عن أمور دنياه‪ ،‬فضممل ا عممن أمممور دينممه وديممن‬
‫الخرين‪ ،‬فمثل ا إمام الثنى عشرية العاشر علي بن محمد المكنى‬
‫بأبي الحسن والملقب بالهادي أو النقي أنه لما مممات أبمموه محمممد‬
‫بن علي بن موسى بن جعفر تركه هو وأخاه موسممى وكممان الكمبر‬
‫منهما لم يتجاوزأ الثامنة مممن العمممر حسممب قممول الشمميعة ]انظممر‪:‬‬
‫الرشاد للمفيمد‪ ،‬إعلم المورى للطبرسمي‪ ،‬كش ف الغممة للربمل‪،‬‬
‫جلء العيون للمجلسي‪ ،‬منتهى المال للعباس القمي‪ ،‬والفصممول‬
‫المهمة لبن الصائغ[‪.‬‬
‫وكانا من الصغر في العمر إلى حممد أن "أوصممى أبوهممما علممى‬
‫تركته من الضياعا والموال والنفقات والرقيق إلممى عبممد اللممه بممن‬
‫المساور إلى أن يبلغا الحلم" ]صحيح الكافي للكليني ج ‪ 1‬ص ‪125‬‬
‫طا إيران[‪.‬‬
‫هممذا وأبمموه محمممد المكنممى بممأبي جعفممر الملقممب بممالجواد أو‬
‫التقي المام التاسع للشيعة الثنى عشرية أيضمما ا لممم يممك قممد بلممغ‬
‫سن الرشد وقت وفاةا أبيه‪ ،‬بل كان في سن أصغر من ولممده علممي‬
‫وقت وفاته‪ :‬ومضى الرضا علي بن موسممى عليهممما السمملم ولممم‬
‫يترك ولدا ا نعلمه إل المام بعده أبا جعفر محمد بن علممي – عليهممما‬
‫السلم‪ ،‬وكانت سنه يوم وفاةا أبيه سممبع سممنين وأشممهراا" ]انظمر‪:‬‬
‫الرشاد للمفيد ص ‪ ،304‬إعلم الورى للطبرسي ص ‪ ،313‬كشف‬
‫الغمة للربل ج ‪ 3‬ص ‪ ،72‬جلء العيون للمجلسممي بالفارسممية ج ‪2‬‬
‫ص ‪ ،345‬ومنتهى المال للقمممي بالفارسممية ص ‪ ،1049‬وعيممون‬
‫أخبار الرضا لبن بابويه القمي ج ‪ 3‬ص ‪ 347‬طا إيران[‪.‬‬
‫وعلى ذلك اختلف الشيعة في إمامته‪ ،‬كما اختلفوا بعممده فممي‬
‫إمامة ابنه‪ ،‬وتركوا التشيع لعدم ثقتهم بالذي لم يبلغ سممن الرشممد‬
‫والتمييز في أمور دينهم‪ ،‬والذي لم يعتمممد عليممه والممده فممي أمممور‬
‫دنياه‪ ،‬كيف لهم أن يطلبوا الرشد في المور الدينيممة ممممن يحتمماج‬
‫الرشد وتسييره في أمور دنياه؟ كما ذكر النوبختي الشيعي نفسه‬
‫مقولتهم التي قالوها وقت تفرقهم عن محمد الجواد واختلفهممم‬
‫فيه‪:‬‬
‫ا‬
‫ل يجوزأ المام إل بالغا‪ ،‬ولو جازأ أن يأمر الله بطاعة غيممر بممالغ‬
‫لجازأ أن يكلف الله غير بالغ‪ ،‬فكما ل يعقل أن يحتمل التكليف غيممر‬
‫بالغ فكذلك ل يفهم القضاء بين الناس ودقيقممه وجليلممه‪ ،‬وغمامض‬
‫الحكام وشرائع الدين وجميع ما أتى به النبي ‪ ، ‬وممما تحتمماج إليممه‬
‫المة إلى يوم القيامة من أمر دينها ودنياها‪ ..‬طفل غير بالغ‪ ،‬ولممو‬
‫جازأ أن يفهم ذلك من قد نزل عن حد البلوغ درجة‪ ..‬لجازأ أن يفهم‬
‫ذلك من قد نزل عن حد البلوغ درجممتين وثلثمما ا وأربعمما ا راجعمما ا إلممى‬
‫الطفولية! حتى يجوزأ أن يفهم ذلك من طفل في المهد والخرق!‬
‫وذلممك غيممر معقممول ول مفهمموم ول متعممارف" ]فممرق الشمميعة‬
‫للنوبختي ص ‪.[110‬‬
‫فتفكروا يا عباد الله! هل من المعقول أن يعتمد علممى صممبي‬
‫في أمور الدين من لم يعتمد عليه أبوه – وهممو إمممام معصمموم عنممد‬
‫الشيعة – في أمر دنياه كما مر سابقا ا بأن محمد الجممواد هممذا جعممل‬
‫وصيته على ابنيه عبد الله بممن المسمماور علممى تركتممه مممن الضممياعا‬
‫والموال والنفقات والرقيق‪ ،‬فعممدل ا عممدل ا أيتهمما الشمميعة! أليممس‬
‫منكم رجل رشيد؟‬
‫هذا إن كان مراد الدكتور بأن كل ا من أئمممة الشمميعة بلممغ سممن‬
‫الرشد وقت نصبه علممى عممرش المامممة وهممو لممم يكممن كممذلك كممما‬
‫أثبتناه من كتب الشيعة أنفسهم‪ ،‬وإن كان مقصوده بأن كل ا منهم‬
‫قد بلغ سن الرشد قبل موته ووفاته – وهو عبث ليس لذكره معنى‬
‫– فلم الستثناء للثاني عشر لنه لم يمت بعممد حسممب زأعممم الممذين‬
‫اعتقدوا ولدته؟‬
‫وأممما نحممن فل نعتقممد بممولدةا غممائبهم الموهمموم‪ ،‬ونجممزم أن‬
‫الحسن العسكري لم يتزوج ولم يولد له ولد‪ ،‬ل في حيمماته ول بعممد‬
‫وفاته بشهادةا الشيعة أنفسهم‪ ،‬وهما همو النوبخمتي كمبير الشميعة‬
‫في الفرق يصرح عن الحسن العسكري‪:‬‬
‫"أنه توفى ولم يعرف له ولممد ظمماهر‪ ،‬فاقتسممم ميراثممه أخمموه‬
‫جعفر وأمه" ]فرق الشيعة للنوبختي ص ‪.[119 ،118‬‬
‫وأكثر من ذلك وأظهر‪ ،‬وأصممرح منممه وأوثممق‪ ،‬ممما رواه محممدثو‬
‫الشيعة ومؤرخوهم في كتبهم من الكلينممي والمفيممد والطبرسممي‬
‫والربلي والمجلسي والقمي وغيرهم عن أحمد بن عبيد اللممه بممن‬
‫خاقان الشيعي المشممهور‪ ،‬والمعلممن لتشمميعه وممموالته للمحسممن‬
‫العسكري‪ ،‬أن الحسن العسكري‪:‬‬
‫"لما اعتل بعث السلطان إلممى أبيممه أن ابممن الرضمما قممد اعتممل‬
‫فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلفة ثم رجممع مسممتعجل ا ومعممه‬
‫خمسة من خدم أمير المممؤمنين كلهممم مممن ثقمماته وخاصممة‪ ،‬فيهممم‬
‫"تحرير" فأمرهم بلزوم دار الحسن تعرف خبره وحاله‪ ،‬وبعث إلى‬
‫نفممر مممن المتطبممبين فممأمرهم بممالختلف إليممه وتعاهممده صممباحا ا‬
‫ومساء‪ ،‬فلما كان بعد ذلمك بيمومين أو ثلثمة أخمبر أنمه قمد ضمعف‪،‬‬
‫فأمر المتطببين بلزوم داره‪ ،‬وبعث إلى قاضممي القضمماةا فأحضممره‬
‫مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشرةا ممن يوثق به فممي دينممه‬
‫وأمانته وورعه‪ ،‬فأحضرهم فبعمث بهممم إلممى دار الحسمن وأمرهممم‬
‫بلزومه ليل ا ونهاراا‪ ،‬فلم يزالمموا هنمماك حممتى تمموفى عليممه السمملم‪،‬‬
‫فصارت "سر من رأى" ]مدينة مممن مممدن العممراق المشممهرةا الممتي‬
‫تسمى الن سامراء[ ضجة واحدةا‪ ،‬وبعث السمملطان إلممى داره مممن‬
‫فتشها وفتش حجرها‪ ،‬وختم على جميع ما فيها‪ ،‬وطلبوا أثر ولممده‬
‫وجاءوا بنساء يعرفن الحمل‪ ،‬فدخلن إلى جممواريه ينظممرن إليهممن‪،‬‬
‫فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل‪ ،‬فجعلت في حجممرةا ووكممل‬
‫بها تحرير الخادم وأصحابه ونسوةا معهم‪ ،‬ثم أخممذوا بعممد ذلممك فممي‬
‫تهيئة وعطلت السواق وركبت بنو هاشممم والقممواد وأبممي وسممائر‬
‫الناس إلى جنازأته‪ ،‬فكانت "سر من رأى" يومئذ شممبيها ا بالقيامممة‪،‬‬
‫فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل‬
‫فأمره بالصلةا عليه‪ ،‬فلممما وضممعت الجنممازأةا للصمملةا عليممه دنمما أبممو‬
‫عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية‬
‫والعباسية والقواد‪ ،‬والكتاب والقضاةا والمعدلين وقال‪:‬‬
‫هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه علممى‬
‫فراشه حضره من حضمره ممن خمدم أميمر الممؤمنين وثقماته فلن‬
‫وفلن ومن القضاةا فلن وفلن ومن المتطببين فلن وفلن‪ ،‬ثممم‬
‫غطى وجهه وأمر بحمله من وسممط داره ودفممن فممي الممبيت الممذي‬
‫دفن فيه أبوه‪.‬‬
‫ولممما دفممن أخممذ السمملطان والنمماس فممي طلممب ولممده وكممثر‬
‫التفتيش في المنازأل والدور‪ ،‬وتوقفمموا عممن قسمممة ميراثممه ولممم‬
‫يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليهمما الحمممل لزأميممن‬
‫حتى تبين بطلن الحمل‪ ،‬فلما بطممل الحمممل عنهممن قسممم ميراثممه‬
‫بين أمه وأخيه جعفر‪ ،‬وادعت أمه وصيته‪ ،‬وثبت ذلك عند القاضي"‬
‫]كتاب الحجة من الكافي ص ‪ ،505‬الرشاد للمفيد ص ‪ ،339‬إعلم‬
‫الممورى للطبرسممي ص ‪ ،378 ،377‬كشممف الغمممة للربممل ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ ،199 ،198‬جلء العيون للمجلسي تحت ذكر المهممدي‪ ،‬الفصممول‬
‫المهمممة تحممت ذكممر المهممدي‪ ،‬ومنتهممى المممال للقمممي تحممت ذكممر‬
‫المهدي[‪.‬‬
‫فهممذه هممي الحقيقممة الناصممعة‪ ،‬والروايممة الصممريحة الثابتممة‪،‬‬
‫الناطقة بالحق‪ ،‬والقاطعممة فممي الموضمموعا‪ ،‬والمنقولممة مممن كتممب‬
‫الشيعة أنفسهم‪ ،‬اعترفوا بها أم لم يعممترفوا‪ ،‬وسمملموا بهمما أو لممم‬
‫يسلموا‪ ،‬شاءوا أم أبوا‪ ،‬ليهلك من هلك عن بينممة ويحيممى مممن حممي‬
‫عن بينة وإن الله لسميع عليم‪.‬‬
‫‪ . . ‬أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من ل يهدي إل أن‬
‫يهدى فما لكم كيف تحكمون * وما يتبع أكثرهم إل ظنمما ا إن الظممن‬
‫ل يغني من الحق شيئا ا إن الله عليم بما يفعلممون ‪] ‬س ورةا يممونس‬
‫الية ‪.[36 ،35‬‬
‫والعجب العجاب أن الشيعة مع هذا كلممه ينسممجون السمماطير‬
‫من الخيال‪ ،‬ويؤمنون بالمعدوم ويعتقممدون وجمموده‪ ،‬وهممذه كتبهممم‬
‫تشهد عليهم وهم عنها معرضون‪  :‬إن يتبعون إل الظن وما تهوى‬
‫النفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ‪] ‬سورةا النجم الية ‪.[23‬‬
‫ثم يأتي السيد الدكتور عبد الواحممد وافممي‪ ،‬ويسممرد حكممايتهم‬
‫الخيالية دون أدنى تعرض لبيان حقيقتها مع إعلنه تحري الحقيقة‬
‫قدر وسعه وعلمه‪  .‬ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلممم بمممن‬
‫ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ‪] ‬سورةا النجم الية ‪.[30‬‬
‫ثم يخبممط الممدكتور وافممي خبممط عشممواء عنممد ذكممره الزيديممة‪،‬‬
‫وخلط الحابل بالنابل حيث ذكممر رأي بعممض الزيديممة فممي الخلفممة‪،‬‬
‫ونسبها إلى زأيد بن علي مع البون الشاسع والفرق البتين الواضممح‬
‫بين رأيه الذي كان يراه من ثبوت الخلفة لبي بكر وعمر وصممحتها‬
‫لهم‪ ،‬ورأي الجارودية من الزيدية‪ ،‬والذين ل يجيزونهمما لغيممر علممي‬
‫وأولده‪ ،‬ومن أراد معرفة ذلك فليراجع كتب الفرق‪.‬‬
‫وهكذا نسب إلى زأيد أنه كان يرى مممن شممروطا صممحة المامممة‬
‫أن يبايعه المسلمون مع أن كتب الفممرق والتاريممخ خاليممة عممن هممذا‬
‫الشرطا تماماا‪.‬‬
‫ولممول خمموف الطالممة‪ ،‬والخممروج عممن الموضمموعا الصمملي‪..‬‬
‫لسردت النصوص في ذلك من السنة والشيعة والزيدية أنفسممهم‪،‬‬
‫ومن أراد الستزادةا والتحقيق فليرجع إلى هذه الكتب‪.‬‬
‫وكممذلك قمموله‪" :‬مممذهبهم )أي الزيديممة( هممو أقممرب مممذاهب‬
‫الشيعة إلى مذهب السنة" على إطلقه غير صحيح أيضا ا لن فيهم‬
‫من هم أبعد الناس عن السنة ومذاهبها‪.‬‬
‫وكلمه عن السماعيلية ]في صفحة ‪ 13‬وممما بعممدها[ ل يقممل‬
‫خطأ عن كلمه في الزيدية‪ ،‬بل يزداد تطرفا ا وبعدا ا عن الصواب‪.‬‬
‫فيأخذ فكرةا من ابن خلدون في مقدمته ويترك أخرى‪.‬‬
‫يأخذ من ابن خلدون "أن إسماعيل مات في حياةا أبيممه ولكممن‬
‫الخلفة انتقلت إلى ابنه الكبر قياسا ا على انتقال وظائف هارون‬
‫إلممى نسممله بعممد وفمماته" مممع اتفمماق أكممثر السممماعيلية اليمموم أن‬
‫إسماعيل لم يمت إل أن جعفر أظهر موته تقيممة عليممه مممن خلفمماء‬
‫بنممي العبمماس ]انظممر‪ :‬الملممل والنحممل للشهرسممتاني ص ‪ 5‬علممى‬
‫همموامش الفصممل وغيممره مممن الكتممب السممنية والشمميعية‪ ،‬وعيممون‬
‫الخبممار‪ ،‬وافتتمماح الممدعوةا‪ ،‬واسممتتار المممام‪ ،‬وتاريممخ الممدعوةا‬
‫السماعيلية‪ ،‬والنور المبين‪ ،‬وغيرها من الكتب السماعيلية[‪.‬‬
‫وعلممى كممل فهنمماك رأيممان وموقفممان فممي الموضمموعا‪ ،‬ولكممن‬
‫الغريب في المر أن السيد الدكتور يذكر هذا عن ابن خلممدون‪ ،‬ثممم‬
‫ينسممى أمممرا ا آخممر وهممو قممول ابممن خلممدون‪ :‬أن هممؤلء يسمممون‬
‫بالباطنية‪ ،‬كما يسمون أيضا ا الملحدةا لما في ضمن مقممالتهم مممن‬
‫اللحاد" ]انظر‪ :‬مقدمة ابن خلدون ص ‪-201‬طا مصر[‪.‬‬
‫ولكن السيد الدكتور يقول‪ :‬إن مممذهبهم فمي همذا العهممد )أي‬
‫أيام حكمهم بمصممر( لممم يكممن بعيممدا ا كممل البعممد عممن مممذاهب أهممل‬
‫السممنة‪ ..‬ولكممن بعممد أن تقوضممت خلفتهممم اسممتحال المممذهب‬
‫السماعيلي إلى مذهب باطني" ]صفحة ‪ 15‬من رسالته[‪.‬‬
‫مع أن المر لم يكن كذلك‪ ،‬بل كان كما قال ابن خلدون‪ :‬إنهم‬
‫كانوا باطنيين قبل أن يظهر عبيدهم في المغرب‪ ،‬وكانوا باطنيين‬
‫بعد أن ظهر‪ ،‬وكانوا باطنيين في عهد المعز عندما اسممتولى علممى‬
‫مصممر‪ ،‬كممما كممانوا بمماطنيين إلممى أن قضممى عليهممم صمملح الممدين‬
‫اليوبي‪ .‬وهذا مما ل يختلف فيه أحد من المؤرخين القدامى‪.‬‬
‫وأما قوله‪" :‬إنه بعد تقويض خلفتهممم دخممل فيهممم كممثير مممن‬
‫الديان والنحل غير السلمية" فصممحيح مممن وجممه‪ ،‬ولكممن الديانممة‬
‫السماعيلية كلها مبنية على عقائد الديان والملل غير السلمية‪.‬‬
‫ثم ل ندري بعد تعميم سيادته الحكم لماذا يستثني منه فرقممة‬
‫"البوهرةا" مع أنها هي الوريثة الحقيقية للمذهب السماعيلي بما‬
‫فيه من علت‪ .‬فما السباب التي تجعل الدكتور يحكم عليها بممذلك‬
‫الحكم‪:‬‬
‫ألحاجة في نفس يعقوب قضاها؟ أم لشيء آخر؟‬
‫بالله خبروني إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع؟‬
‫وتلك إذا ا قسمة ضيزى‪.‬‬
‫ولقممد أثبتنمما نحممن فممي كتابنمما الممذي نحممن بصممدد طبعممه الن‬
‫]سيصدر الكتاب قريبا ا عاجل ا إن شاء الله بباكستان ومصر فممي آن‬
‫واحد‪ ،‬ويشتمل على بيممان السممماعيلية القديمممة والجديممدةا[ عممن‬
‫السممماعيلية أن السممماعيلية بجميممع طوائفهمما حاملممة عقائممد‬
‫ومعتقدات تخرجها عممن الملممة السمملمية قطعمماا‪ ،‬سممواء تظمماهرت‬
‫بالتمسك بالشريعة كالبوهرةا‪ ،‬أو تجاهرت بتركها كالغاخانية‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن مدعي زأعامة البوهرةا داعي الدعاةا يممدعي‬
‫بأن له اختيارات يملكها‪ ،‬وأوصافا م يتحلممى بهمما إن لممم تجعلممه فمموق‬
‫الرب فل تجعله دونه‪ ،‬تعالى الله عما يقولون علوا ا كبيراا‪.‬‬
‫ولقد أثبتنا نص البيممان الممذي قممدمه إلممى المحكمممة القضممائية‬
‫ببومبي والد الزعيم الحالي‪ ،‬طاهر سميف المدين ]وممن المؤسمف‬
‫أن الزأهر الشريف منحه شهادةا الدكتوراه الفخرية[ عممام ‪1920‬م‬
‫جوابا ا للدعوى التي أقيمت عليه من قبممل جمعيممة أحممرار البمموهرةا‬
‫حدا ا لختياراته وغلوائه‪ ،‬والذي قال فيه‪" :‬ل يسأل عما يفعممل لن‬
‫اختياراته ل تقل عن اختيارات الرب جل وعل"‪.‬‬
‫وأما ما كتبه الدكتور وافي وقرر فيه أن مذهب السممماعيلية‬
‫أيام حكمهم لم يكن بعيدا ا كل البعد عن مذاهب أهممل السممنة‪ ،‬ولممم‬
‫تكن لتزيد عن وجوه الخلف بين مذاهب أهل السنة نفسها بعضها‬
‫عن بعض‪ ..‬فلي إل حكممما ا عاطفيمما ا ظالممماا‪ ،‬وإل فممما رأي الممدكتور‬
‫في كتابة الشتائم على محاريب المساجد‪ ،‬والقذائف على منائرها‬
‫ضد الخلفاء الراشدين الثلثة‪ ،‬وأزأواج النبي أمهممات المممؤمنين‪ ،‬أل‬
‫يعتبر هذا من وجوه الخلف بين الشيعة وبين مذاهب أهل السنة؟‬
‫وأن ادعاء نسخ الشريعة وتعطيلها والعتقاد بها أيضمما ا أليممس مممن‬
‫المور توسع هوةا الخلف بينهم وبين أهل السنة؟‬
‫وكذلك جعل محمد بن إسماعيل‪ ،‬سممابع النطقمماء ومتمممم دور‬
‫السممبعة أيعتممبر هممذا مممن الخلفممات اليسمميرةا بيممن القمموم وبيممن‬
‫المسلمين؟‬
‫كما أن عين السخط تبدي‬
‫وعين الرضا عن كل عيب كليلة‬
‫المساويا‬
‫وتجنبا ا للطالة‪ ،‬وتحرزأا ا عن التطويل نورد هنمما روايممة واحممدةا‬
‫عن المعز نفسه‪ ،‬مؤسس الدولة الفاطمية‪ ،‬ومنشئ السممماعيلية‬
‫بمصر‪.‬‬
‫يقممول المعممز لممدين اللممه الفمماطمي فممي دعممائه المشممهور‬
‫المنقممول مممن أدعيممة اليممام السممبعة بعممد الصمملةا علممى آدم ونمموح‬
‫وإبراهيم وموسى وعيسى‪:‬‬
‫"وأخصص اللهم محمد بن عبد الله مممن ولممد إسممماعيل الممذي‬
‫شرفته وكرمته وعطلت به ظاهر شريعة عيسى‪ ،‬وصمميره سممادس‬
‫النطقاء‪ – "..‬إلى أن قال ‪" :-‬وص ت‬
‫ل علممى القممائم بممالحق‪ ،‬النمماطق‬
‫بالصدق‪ ،‬التاسع من جده الرسول‪ ،‬الثامن من أبيه الكوثر‪ ،‬السممابع‬
‫من آبائه الئمة‪ ،‬سابع الرسل من آدم‪ ،‬وسابع الوصياء من شمميث‪،‬‬
‫وسابع الئمة من البررةا صلوات الله عليهممم كممما قلممت سممبحانك ‪‬‬
‫ولقد خلقنا السماوات والرض وما بينهما فممي سممتة أيممام ‪ ‬سممواء‬
‫للسممائلين ثممم اسممتوى إلممى السممماء" وهممو اسممتواء أمممر النطقمماء‬
‫بالسابع القائم صلوات الله عليه كما ذكرنمما آنفمماا‪" ،‬الممذي شممرفته‪،‬‬
‫وكرمته وعظمته‪ ،‬وختمت به عالم الطبائع‪ ،‬وعطلت بقيامه ظاهر‬
‫شريعة محمد ‪ .. ‬وهو يوم القيامة والبعث والنشممور يمموم ل ينفممع‬
‫الظالمين معذرتهم‪ ..‬وص ت‬
‫ل على خلفائه الراشدين الذين يقضممون‬
‫بالحق وبه يعدلون" ]"أدعيممة اليممام السممبعة لمولنمما المعممز لممدين‬
‫الله"[‪.‬‬
‫فهذه هي حقيقة التقارب بين السماعيلية المسممتولية علممى‬
‫مصر‪ ،‬وحقيقة تقاربهم من مممذاهب أهممل السممنة‪ ،‬الممتي ل تعلمهمما‬
‫أيها السيد الدكتور! مع كونك من مصر‪ ،‬ومحققا ا الكتاب التاريخي‬
‫الكبير‪ ،‬ومعلقا ا عليه بثلث آلف تعليقة‪.‬‬
‫فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون‪.‬‬
‫ولقد أعلن هممذه الحقيقممة الناصممعة الكممثيرون الكممثيرون مممن‬
‫أئمة الفاطميين ودعاتهم‪ ،‬كما تناقلوا دعاء المعممز هممذا وتوارثمموه‬
‫جيل ا بعد آخر‪.‬‬
‫ولقممد شممهد بممذلك الممداعي المطلممق إبراهيممم بممن الحسممين‬
‫الحامدي الذي كان موجودا ا ف عهد المر بأحكام الله‪ ،‬حمماكم مصممر‬
‫في كتابه "كنز الولممد" الممذي طبممع فممي مصممر وفممي بيممروت أيضمما ا‬
‫بقوله‪:‬‬
‫"وأما محمد بن إسماعيل فهو متم شممريعته )شممريعة محمممد(‬
‫وموفيها حقوقها وحدودها‪ ،‬وهو السممابع مممن الرسممل‪ ،‬بيممان ذلممك‬
‫في أدعيممة مولنمما المعممز السممبعة‪ ،‬وهممو الممذي يشممهد )النممبي( لممه‬
‫وللقائم محمد بن عبد الله المهدي لنه قممائم القيامممة الوسممطى‪،‬‬
‫وقمائم القيامممة الولممى أميممر الممؤمنين‪ ،‬وقممائم القياممة الكمبرى‬
‫رسول الله صاحب الكشممف فممي قمموله "اشممهد أن محمممدا ا رسممول‬
‫اللممه" و"أشممهد أن محمممدا ا رسممول اللممه" لن الخلممق يشممهدون‬
‫برسالته وهممو يشممهد لمتممم دورةا شممريعته ومنهمماجه" ]كنممز الولممد‬
‫لبراهيم بن الحسين الحامدي ص ‪-211‬طا بيروت[‪.‬‬
‫فممما هممو رأيممك أيهمما السمميد الوقممور! فممي السممماعيلية أيممام‬
‫تسلطهم على مصر‪ ،‬والبوهرةا ورثتهم الذين يعدون المعممز إماممما ا‬
‫من أئمتهم المعصومين‪ ،‬ويدعون بدعائه‪ ،‬والذين يعممدون إبراهيممم‬
‫الحامدي هذا الداعي المطلق الثاني من دعاةا أيام الستر‪ ،‬وقد بلغ‬
‫العدد عندهم واحدا ا وخمسين؟‬
‫هل تعيد نظرتمك فمي رسمالتك همذه؟ ولمول حرصمنا علمى أل‬
‫ينخدعا بها الشباب المسمملم والغفلممة مممن المسمملمين لممما تصممدينا‬
‫بالرد عليهمما وصممرف المموقت فيهمما لمتلئهمما بالخطمماء الفاحشممة‪،‬‬
‫والغمماليط الواضممحة الصممريحة‪ ،‬والممتي ل تخفممى علممى ذي علممم‬
‫وبصيرةا‪.‬‬
‫ومن أراد الستزادةا فممي هممذا الموضمموعا فيراجممع كتابنمما عممن‬
‫السماعيلية فسوق تتجلى له الحقائق الكثيرةا الكثيرةا التي طالما‬
‫خفيت على كثير مممن عبمماد اللممه بسممبب قراءتهممم لقلم مممأجورةا‬
‫وكتب رخيصة لم تصدر من كتابها إل كصناعة وحرفة‪ ،‬وما أكثر ممما‬
‫صار في هذا الزمان من المهن والحرف! وما أكثر من يتعاطونهمما‬
‫أعني الكتابة حرفة وصناعة‪ ،‬ل دينا ا ول إصلحاا‪ ،‬ول رشدا ا ول غاية‪،‬‬
‫اللهم ل تجعل أعمالنا كلها إل لبتغاء مرضاتك‪ ،‬ول توفقنمما إل لممما‬
‫ترضاه لوجهك الكريم‪ ،‬وخدمة لدينك القويم‪ ،‬ودفاعا ا عن رسممولك‬
‫الرؤوف الرحيم‪ ،‬وعن شريعتك التي ل تبممدل ول تنسممخ إلممى يمموم‬
‫الدين‪.‬‬
‫هذا ول زألنا حتى الن في تمهيدات الدكتور وفي المشممحونة‬
‫بالخطمماء والغلطا‪ ،‬ومممما يزيممد السممتغراب والسممتعجاب‪ ،‬ويممثير‬
‫الحيرةا والدهشة أن سيادته حاول في تمهيداته التي أخذت قريبمما ا‬
‫من نصف الكتيب إيقاعا القارئ فممي مغالطممات كممثيرةا‪ ،‬ول أعممرف‬
‫تماما ا أهذه المحاولة مقصودةا أم غير مقصودةا؟‬
‫ل أعممرف كممل هممذا ولكنممه مممن المضممحك المبكممي أنممه يجعممل‬
‫الخلف بين‪ ،‬المسلمين أهل السممنة وبينهممم أعنممي الشمميعة مبنيمما ا‬
‫على الجتهاد‪ ،‬ويطالبنا بأل نحكممم عليهممم بممالزيغ والنحممراف لن‬
‫للمجتهد رأيه ويجوزأ العمممل بممه‪ ،‬ولممه أجمره أخطممأ أم أصمماب‪ ،‬فممإن‬
‫أخطأ فله أجر‪ ،‬وإن أصماب فلمه أج ران ]انظ ر صمفحة ص ‪ 22‬ممن‬
‫رسالته[‪.‬‬
‫وأكثر من ذلك يقممرر‪ :‬أن ممما ذهبمموا إليممه يكممون هممو الصممواب‬
‫ويحتمل أن ما ذهبنمما إليممه هممو الخطممأ" ]انظممر صممفحة ص ‪ 22‬مممن‬
‫رسالته[‪.‬‬
‫وإن كان المر كذلك فعلى السلم السلم‪.‬‬
‫وهكذا تقلب الموازأين ويحق الباطل ويبطل الحق!!‪.‬‬
‫ويبلغ السيل الزبى حيث يحكم الممدكتور بكممل قسمموةا وظلممم‪،‬‬
‫وبكل تعسف وتعنت "بممأن القضمماء المصممري أخممذ بممآراء انفممرد بممه‬
‫المذهب الجعفري‪ ،‬منها وقمموعا الطلق المقممترن بالعممدد لفظمما ا أو‬
‫إشارةا طلقة واحدةا" ]صفحة ‪ 23‬من رسالته[‪.‬‬
‫ثم يعلق بأن القضاء المصري أخذ هذا الرأي مممن ابممن تيميممة‪،‬‬
‫وابن تيمية من الشيعة" ]تعليقة رقم ‪ 16‬نفس الصفحة[‪.‬‬
‫ومعاذ الله أن يكون المر كذلك‪ ،‬وأعيذ علماء مصممر بممالله أن‬
‫يكممون ظنهممم ظنممك‪ ،‬ومممن ل يعممرف غيممر الممدكتور أن عامممة أهممل‬
‫الحممديث فممي سممالف الزمممان وحاضممره يممذهبون هممذا المممذهب‬
‫ويأخذون بهذا الرأي قبل ابن تيمية وبعده؟ وابن تيمية أشد الناس‬
‫حذرا ا من الشيعة‪ ،‬ومما يرد عممن طريقهممم وبواسممطتهم‪ ،‬ومممذهب‬
‫أهل الحديث مبني على عمل رسول الله ‪ ‬ومأخوذ من سممنته بممأنه‬
‫عليه الصلةا والسلم – فداه أبواي وروحي – كان يعممد التطليقممات‬
‫الثلثة في مجلس واحد مرةا واحدةا تطليقة واحدةا‪ ،‬وأمر مممن أتممى‬
‫بها إليه أن يجعلها واحدةا كما رواه المام أحمد عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬طتلق ركانة امرأته في مجلس واحد‪،‬‬
‫فحزن عليها حزنا ا شديداا‪ ،‬فسأله رسول اللممه ‪ : ‬كي ف طلقتهمما؟‪..‬‬
‫قال‪ :‬ثلثا ا فقال‪ :‬في مجلس واحد؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قممال‪ :‬فإنممما تلممك‬
‫واحدةا‪ ،‬فأرجعها إن شئت فراجعها" ]أخرجه أحمممد )‪) 17/6‬الفتممح‬
‫الرباني(([‪.‬‬
‫وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفممة الراشممد الثمماني‬
‫والملقب بالفاروق من النبي ‪ ‬يصرح بقوله ما معناه أن الطلقات‬
‫الثلث كانت تعد في زأمن النبي والصديق طلقا ا واحداا‪ .‬كممما رواه‬
‫مسلم في صحيحه‪:‬‬
‫قال أبو الصهباء لبن عباس‪ :‬ألم تعلم أن الثلث كانت تجعممل‬
‫واحدةا على عهد رسول الله ‪ ‬وأبي بكر وصدرا ا من خلفة عمممر؟‪..‬‬
‫قال‪ :‬نعم ]مسلم )‪ (3/669‬وغيره[‪.‬‬
‫وروي عنه أيضا ا أنه قال‪ :‬كان الطلق على عهد رسول اللممه ‪‬‬
‫وأبي بكر وسنتين من خلفة عمر طلق الثلث واحدةا‪ ،‬فقال عمممر‬
‫بن الخطاب‪ :‬إن الناس قد استعجلوا في أممر قمد كممانت لهممم فيممه‬
‫أناةا فلو أمضينا عليهم فأمضاه عليهمم ]مسملم )‪ (3/668‬وأحممد )‬
‫‪ -17/7‬الفتح الرباني( وغيره[‪.‬‬
‫وعليه الفتوى حتى اليوم في بلد الهند وباكستان عنممد أهممل‬
‫الحديث السملفيين‪ ،‬وبمذلك يفمتي السملفيون فمي البلد العربيمة‪،‬‬
‫البعيدون كممل البعممد عممن الشمميعة وروايمماته‪ ،‬والممذين ل يتمسممكون‬
‫بأقوال الرجال وآرائهم ولو كممانوا مممن أهممل السممنة كيممف يتصممور‬
‫منهم التمسك بآراء الرجال وأقوالهم وهم من الشيعة أو ينسبون‬
‫إلى التشيع؟‬
‫فهممل هممي محاولممة مقصممودةا أم غيممر مقصممودةا؟ وهممل هممي‬
‫مغالطممة متربصممة أم غيممر متربصممة؟ فممي كل الحتمممالين ل يغممض‬
‫الطرف عن خطورته ول يصرف النظر عن عظم فساده‪ ،‬وما أكثر‬
‫ما أورده من المغالطات في كتيبه والتي تجعممل غيممر الشمماك فممي‬
‫نية الدكتور وإخلصه يبدأ يرتاب فيه ويشك في مقاصده ومراميه‪.‬‬
‫والله يعلم السرائر‪ ،‬وهو ‪ ‬يعلم ما يسرون ومما يعلنمون إنمه عليمم‬
‫بذات الصدور ‪] ‬سورةا هود الية ‪.[5‬‬
‫و ‪ ‬يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور ‪] ‬سورةا غافر اليممة‬
‫‪.[19‬‬
‫ومغالطات كهذه الخافية منها والظاهرةا هي الصفة المميزةا‬
‫لهذه الرسالة التي سممنأتي ببيانهمما والممرد عليهمما بعممد دخولنمما فممي‬
‫المباحث الصلية‪ ،‬ولم يكن قصدنا ههنا إل ذكر الغاليط التي وقع‬
‫فيها الدكتور وافي في مختصره هذا‪ ،‬والتي قممدمنا نموذجمما ا منهمما‬
‫من تمهيداته ومن صفحاته الولى فقط‪ .‬وهذا قليل من كثير مممن‬
‫بحره الزاخر ومائه الوافر‪ ،‬وما أعرضنا عنها نظراا‪ ،‬وصممفحنا عنهمما‬
‫جنبا ا فهي كثيرةا كثيرةا ل تسعها هذه العجالة‪ ،‬مثممل ذكممره الشمميعة‬
‫في المدينة باسم النخلية ]صفحة رقممم ‪ 11‬مممن رسممالته[‪ ،‬مممع أن‬
‫كل من عاش المدينة المنورةا لبضعة أيام أو تطرق إلى معرفة من‬
‫يعايشها عرف أنهم نخاولة‪ ،‬وليسوا نخلية‪.‬‬
‫وكذلك عند ذكره القليممات السممنية فممي إيممران يقتصممر علممى‬
‫الكراد مع أن سكان إقليم بلوشستان كلهم أهممل السممنة‪ ،‬وكممذلك‬
‫طائفة من عرب عربستان‪ ،‬وغيرها من الشياء الكثيرةا نسأل الله‬
‫أن يلهمنا وإياه الصواب والرشاد‪.‬‬
‫فمن يكون حاله هكذا ل يحق له أن يتطرق إلى موضوعا ليممس‬
‫له به صلة‪ ،‬من قريب أو بعيد‪ .‬ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فممي‬
‫أمرنا‪ ،‬واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين‬
‫هداهم الله‪ ،‬وأولئك هم أولو اللباب‪.‬‬
‫اللهم أرنا الحق حقا ا وارزأقنا اتباعه‪.‬‬
‫واللهم أرنا الباطل باطل ا وارزأقنا اجتنابه‪.‬‬
‫الباب الثاني‬
‫الشيعة الثنا عشرية والقرآن الكريم‬
‫الخلف الذي يقع بين الناس ينقسم إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫خلف منشؤه الختلف في الفهم‪ ،‬يفهم شممخص مممن عبممارةا‬
‫أو كلمة مفهوماا‪ .‬ويفهم منها الثاني مفهوما ا آخر‪.‬‬
‫والثاني منشؤه الجهممل‪ :‬إنسممان يعلممم شمميئا ا ويعرفممه‪ ،‬وآخممر‬
‫يجهله ول يعرفه‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬اختلف مبني على العناد بقطع النظممر عممن علممم واحممد‬
‫وجهل آخر‪ .‬أو عن الخطأ في فهم عبارةا أو كلمة أو تعبير‪.‬‬
‫فهذه هي القسام الثلثة للخلف الذي يقع فيه الناس‪.‬‬
‫وأما القسم الول والثاني من الخلف فيمكممن رفعممه ونزعممه‬
‫والقضاء عليه لنه حينما يعلم الجاهل ويعرف غير العممارف يرتفممع‬
‫الخلف‪ ،‬وكذلك حينما يصح الفهم ويستقيم‪.‬‬
‫وأما الخلف الذي منشؤه العناد فل يمكن نزعممه ورفعممه لنممه‬
‫مبني على المكابرةا والنكار‪ ،‬والمنكر ل يمكن أن يحاج بشمميء ول‬
‫يحصل منه على نتيجة‪ .‬لنه ليممس لممه قواعممد وأسممس يرجممع إليهمما‬
‫وقممت الخلف والنممزاعا بخلف الول والثمماني فممإنه يرجممع وقممت‬
‫الخلف إلممى القواعممد الثابتممة والسممس الراسممخة‪ .‬وعلممى ذلممك‬
‫فالخلف الموجود بين مختلف طوائف المسلمين وفرقهممم يرجممع‬
‫سببه إما إلى القسم الول أو إلى القسم الثمماني ولكممن لعممتراف‬
‫الجميع بالقواعد الثابتة والسس المعتمدةا يرتفع الخلف ويممزول‬
‫النزاعا‪ ،‬ويرجى بذلك أن يأتي يوم تذوب فيه الجماعممات المختلفممة‬
‫والطوائف المتعددةا‪ .‬لنه إذا ما رجع أصحاب الفكر وأهل البصيرةا‬
‫من كل طائفة إلى السممس الصمملية والقواعممد الساسممية انتهممت‬
‫الحزبية وقضي على التعدد والتفرق‪ .‬وبهذا أمروا في كتمماب اللممه‬
‫عز وجل‪  :‬ي ا أيهمما الممذين آمنمموا أطيعمموا اللممه وأطيعمموا الرسممول‬
‫وأولممي المممر منكممم فممإن تنممازأعتم فممي شمميء فممردوه إلممى اللممه‬
‫والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الخممر ذلممك خيممر وأحسممن‬
‫تأويل ا ‪] ‬سورةا النساء الية ‪.[59‬‬
‫وأما الخلف الذي بينهم وبين غيرهم فل يمكممن رفعممه وحلممه‬
‫لنه مبني على النكار والمكابرةا‪ ،‬إنكار المبادئ والسس ومكابرةا‬
‫الحق وبطره ورفضه وإبطاله‪.‬‬
‫وهنمماك مممن فرقمموا كلمممة المسمملمين‪ ،‬وشممقوا عصمما طاعممة‬
‫جممماعتهم‪ ،‬وخممالفوا عممن كلمتهممم‪ ،‬ومزقمموا جمعهممم‪ ،‬وأنشممئوا‬
‫جماعات ورسخوا في قلمموبهم وعقممولهم الراء والعقائممد الممتي ل‬
‫تمت إلى السلم بصلة وهؤلء ل يمكن دمج عقائممدهم مممع عقائممد‬
‫المسلمين‪ ،‬حيث وضعوا مخططمما ا يشممتمل علممى النكممار المحممض‪،‬‬
‫والمكابرةا الصرفة‪ ،‬وعلى عدم العتماد على القرآن‪ ،‬وسنة النبي‬
‫‪ ‬لنه مع القرار بهذين الصلين يمكن أن تتممأتى الوحممدةا ويحصممل‬
‫التفاق‪ ،‬ولكن عند افتقادهم وإنكارهما ل يمكن أن تحصممل وحممدةا‬
‫في زأمن من الزأمممان أو يمموم مممن اليممام‪ ،‬فأبعممد رؤسمماء الشمميعة‬
‫اتباعهم عن المسلمين إلى حد أن جعلمموا فممي مخممالفتهم‪ ،‬الحممق‪،‬‬
‫كما مر بيانه سابقاا‪.‬‬
‫وبعد هذا كله كيف يتصور أن يحصل الوئممام‪ ،‬ويتممأتى الوفمماق‬
‫والخلفات الموجودةا بين أهل السممنة والشمميعة خلفممات ل يمكممن‬
‫نزعها‪ ،‬ول يحتمل رفعها‪.‬‬
‫ونتساءل‪ :‬علممى أي شمميء تعممرض معتقممداتهم؟ أعلممى كتمماب‬
‫اللممه؟ هممم ل يؤمنممون بممه‪ ،‬أم علممى سممنة رسممول اللممه؟ هممم ل‬
‫يعتقدونها‪ ،‬لن القرآن الموجود بأيدي الناس هو من جمع وترتيب‬
‫ي وأهممل بيتممه‪ ،‬وغاصممبي‬
‫وتأليف أبي بكر وعمر وعثمان‪ ،‬أعداء عل ت‬
‫الخلفة‪ ،‬وظالمي أهل البيت – حسب زأعم القوم – فكيممف يممؤتمن‬
‫اللذين غصبوا حق علي وأولده؟‪.‬‬
‫ألم يحذفوا من القرآن ما كان لثبممات أحقيممة علممي بالخلفممة‬
‫وأولده بعده‪ ،‬وما كان له من فضائل ومناقب ومحامد؟‪.‬‬
‫بل كيف نصممدق أنهممم لممم يحممذفوا مممن القمرآن ممما نمزل فممي‬
‫مساوئهم‪ ،‬وبيان نفاقهم وفسادهم – عياذا ا بالله – والطعن فيهم‬
‫والتعريض بهم؟ فالقرآن والحال هذه غيممر مصممون مممن تلعبهممم‪،‬‬
‫وغير محفوظ‪ ،‬إذا ا فل يعتمد عليممه ول يوثممق فيممه‪ .‬ومممن كممان هممذا‬
‫شأنه أي لم يسلم مممن الحممذف والتغييممر بأيممدي المخممالفين كيممف‬
‫يرجمممع إليمممه لرفمممع المنازأعمممات وحمممل الخلفمممات‪ ،‬وممممع أولئمممك‬
‫المخالفين؟!‪.‬‬
‫هذا في القرآن‪ ،‬وأما السنة فهي منقولممة مرويممة مممن أنمماس‬
‫ارتدوا بعد رسمول اللمه ‪ - ‬عي اذا ا بمالله – وغيمروا أحكمامه‪ ،‬وبمدلوا‬
‫تعاليمه‪ ،‬ونبمذوا إرشماداته وراء أظهرهممم‪ ،‬ونكثمموا بيعتمه ونقضمموا‬
‫ميثاقه الذي أخذه عليهممم‪ ،‬والممذين ظلممموا أهممل بيتممه‪ ،‬وآذوا ابنتممه‬
‫واضممطهدوا وصمميه‪ ،‬وطممردوا خليفتممه‪ ،‬واغتصممبوا ممماله وانتهكمموا‬
‫حرمته‪ ،‬وحرموا أهله من إرثه‪ ،‬واقتحممموا عليهممم بيتهممم‪ ،‬وضممربوا‬
‫بضعته ولحمه ودمه – إلى غير ذلك من الباطيل والضاليل – فمن‬
‫كان هذا شأنهم فكيف يوثممق بهممم‪ ،‬ويعتمممد علممى روايمماتهم الممتي‬
‫ينقلونها عن رسول الله ‪ ‬؟‬
‫ولذلك تراهم ل يلجئون إلى كتاب الله‪ ،‬وإلى سنة نبينمما عليممه‬
‫الصلةا والسلم عند الحتجاج واللجاج‪ ،‬بممل يلجئممون إلممى أسمماطير‬
‫وقصص اخترعوهمما واختلقوهمما لحقمماق بمماطلهم وإبطممال الحممق‪،‬‬
‫ونسبوها إلى أهل علي رضي الله عنه‪ ،‬وهم منها براء‪.‬‬
‫والنتيجة إنكار القممرآن الموجممود بأيممدي النمماس وسممنة النممبي‬
‫الثابتة‪ ،‬أو بتعبير أصح منه‪ :‬اعتقاد التحريف في القرآن بممأنه غتيممر‬
‫دل‪ ،‬وكممذلك السممنة النبويممة‪ ،‬إنهمما منقولممة بطريممق المغيريممن‬
‫وبمم ت‬
‫والمبدلين والمرتدين‪.‬‬
‫تلك بعض أسس المذهب الثنى عشرية وبممدون ذلممك ل يثبممت‬
‫مذهبهم‪.‬‬
‫ولجل ذلك قممال السمميد هاشممم البحرانممي المفسممر الشمميعي‬
‫الكبير في مقدمة تفسيره "البرهان"‪:‬‬
‫وعنممدي فممي وضمموح صممحة هممذا القممول )بتحريممف القممرآن‬
‫وتغييره( بعد تتبع الخبار وتفحص الثار بحيث يمكن الحكم بكممونه‬
‫من ضروريات مذهب التشيع‪ ،‬وإنه من أكبر مقاصد غصب الخلفممة‬
‫فتدبر" ]البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬مقدمة الفصل الرابع ص ‪49‬‬
‫طا إيران[‪.‬‬
‫ومثل هذا ما نقله النوري عن خاتمة محدثي الشيعة مل بمماقر‬
‫الملجسي‪ ،‬وزأاد بعد سرد رواية تنص على تغيير القممرآن وتحريفممه‬
‫قوله‪:‬‬
‫"ل يخفى أن هذا الخبر وكثيرا ا من الخبار صريحة فممي نقممص‬
‫القممرآن وتغييممره‪ ،‬متممواترةا معنممى‪ ،‬وطممرح جميعهمما يمموجب رفممع‬
‫العتماد عن الخبار رأساا‪ ،‬بل أظممن أن الخبممار فممي هممذا البمماب ل‬
‫تقصر عن أخبار المامة‪ ،‬فكيف يثبتونهمما بممالخبر" ]مممرآةا العقممول‬
‫للمل بمماقر المجلسممي بمماب إن القممرآن كلممه لممم يجمعممه إل الئمممة‬
‫عليهممم السمملم نقل ا عممن فصممل الخطمماب فممي تحريممف كتمماب رب‬
‫الرباب للنوري الطبرسي الشيعي ص ‪.[253‬‬
‫وبذلك قال المحدث الشيعي المشهور نعمت اللممه الجزائممري‬
‫ردا ا على من يقول بعدم التحريف في القرآن‪:‬‬
‫"إن تسليم تواتره عن الوحي اللهي‪ ،‬وكون الكل قد نزل بممه‬
‫الروح المين يفضي إلى طرح الخبار المستفيضة‪ ،‬بل المتممواترةا‬
‫الدالة بصريحها علممى وقمموعا التحريممف فممي القممرآن كلممما ا ومممادةا‬
‫وإعراباا‪ ،‬مع أن أصحابنا قد أطبقوا علممى صممحتها والتصممديق بهمما"‬
‫]النوار النعمانية للجزائري ج ‪ 2‬ص ‪ 357‬طبعة جديدةا[‪.‬‬
‫إن الخبار الدالة على هذا )التحريف( تزيد على ألفي حممديث‬
‫وادعى استفاضتها جماعممة كالمفيممد والمحقممق الممداماد والعلمممة‬
‫المجلسي وغيره‪ ،‬بل الشيخ )الطوسي( أيضا ا صرح في )التبيممان(‬
‫بكثرتها‪ ،‬بل ادعى تواترها جماعة" ]أيضا ا نقل ا عن فصل الخطمماب‬
‫للنوري الطبرسي ص ‪.[251‬‬
‫وأما الطبرسي فقال‪:‬‬
‫واعلم أن تلك الخبار منقولة من الكتب المعتبرةا التي عليهمما‬
‫معول أصحابنا في إثبات الحكام الشرعية والثار النبوية" ]فصممل‬
‫الخطاب ص ‪.[252‬‬
‫وقال خاتمة محدثي القمموم المل بمماقر المجلسممي فممي كتممابه‬
‫"حياةا القلوب" إن رسول الله ‪ ‬أعلن يوم الغدير‪:‬‬
‫إن علي بن أبممي طممالب ولممي ووصممي وخليفممتي مممن بعممدي‪،‬‬
‫ولكن أصحابه عملوا عمل قوم موسممى فمماتبعوا عجممل هممذه المممة‬
‫وسامريها أعني أبا بكر وعمر‪ ..‬فغصب المنافقون خلفته‪ ،‬خلفممة‬
‫رسول الله من خليفته‪ ،‬وتجاوزأوا إلى خليفة اللممه أي كتمماب اللممه‪،‬‬
‫فحرفوه‪ ،‬وغيروه‪ ،‬وعملوا به ما أرادوه" ]حياةا القلوب للمجلسممي‬
‫الفارسي ص ‪ 554‬وما بعده – طا إيران[‪.‬‬
‫ومثل هذا كثير‪ ،‬ومن أراد الستزادةا في معرفممة أقمموال أئممة‬
‫القمموم وأعلمهممم فمي هممذا البمماب‪ ،‬فليرجممع إلممى كتابنمما )الشمميعة‬
‫والقرآن( حيث قد فصلنا القول فيه‪ ،‬وبينا هنالك أن أمممر تحريممف‬
‫الصحابة للقرآن عقيدةا عند الشيعة متواترةا منقولمة مممن سملفهم‬
‫غير الصالح إلى خلفهم في جميع العصور والدوار‪ ،‬وإنها لعقيممدةا‬
‫القمموم أجمعهممم بل اسممتثناء‪ ،‬اللهممم إل مممن تظمماهر بعممدم القممول‬
‫بمممالتحريف تقيمممة وتهربممما ا ممممن إيمممرادات المعترضمممين وأدلمممة‬
‫اعتراضاتهم‪.‬‬
‫ومن الغرائب أن المتظاهرين هؤلء لم يزد عددهم أيضا ا على‬
‫الربعممة‪ ،‬مممن بيممن المتقممدمين‪ ،‬كممما ذكرهممم محممدثو الشمميعة‪،‬‬
‫ومفسممروهم فممي كتبهممم‪ ،‬وهممم‪ ،‬ابممن بممابويه القمممي الملقممب‬
‫بالصدوق وأسمتاذ الفقيممه محمممد بمن النعمممان العكممبري البغمدادي‬
‫الملقب بالمفيد المتوفى سنة ‪381‬ه‪ .‬والسيد المرتضى الملقممب‬
‫بعلم الهممدى المتمموفى سممنة ‪436‬ه‪ ،‬وأبممو جعفممر الطوسممي تلميممذ‬
‫الشمميخ المفيممد المتمموفى سممنة ‪460‬ه‪ .‬وأبممو علممي الطبرسممي‬
‫المتوفى سنة ‪548‬ه‪.‬‬
‫فهؤلء الربعة من المتقدمين الذين تظمماهروا بعممدم اعتقمماد‬
‫التحريف فممي القممرآن ل خممامس لهممم إطلقمما ا مممن بيممن متقممدمي‬
‫الشيعة من مفسرين ومحدثيهم وفقهائهم‪ .‬وبذلك صرح المحدث‬
‫الغوري الطبرسي أن القائلين بعدم التحريف‪:‬‬
‫"هو الصدوق في عقائده‪ ،‬والسيد المرتضى‪ ،‬وشيخ الطائفممة‬
‫)الطوسي( ولم يعرف من القدماء موافق لهم‪ ..‬وممن صرح بهذا‬
‫القول أبو علي الطبرسي‪ ..‬وإلى طبقته لم يعرف الخلف صريحا ا‬
‫إل من هؤلء المشائخ الربعة" ]فصل الخطاب ص ‪.[34 ،33‬‬
‫وإن هؤلء الربعة لم يلجئوا إلى التظاهر بإنكار هذه العقيممدةا‬
‫الممتي عليهمما أسمماس المممذهب الشمميعي وبنمماؤه إل خممداعا ا ومكممراا‪،‬‬
‫وتقية وكممذبا ا كممما أثبتنمماه فممي كتابنمما )الشمميعة والقممرآن( بالدلممة‬
‫القاطعة والبراهين الساطعة والحجج اللمعة‪ ،‬ومن كتممب الربعممة‬
‫أنفسممهم‪ ،‬وكممما صممرح بممذلك علممماء الشمميعة أنفسممهم‪ ،‬فهمما هممو‬
‫المحدث الشيعي المشهور السيد نعمت الله الجزائري يقممول بعممد‬
‫إثبات التحريف في القرآن بالخبار المستفيضة والمتواترةا‪:‬‬
‫نعم! قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسممي‪،‬‬
‫وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل ل غير‪،‬‬
‫ولم يقع فيه تغيير ول تبديل‪ ..‬والظاهر أن هذا القممول إنممما صممدر‬
‫منهم لجل مصالح كثيرةا‪ ،‬منها‪ :‬سد باب الطعن عليها بأنه إذا جازأ‬
‫هذا في القرآن فكيممف جممازأ العمممل بقواعممده وأحكممامه مممع جمموازأ‬
‫لحوق التحريف لها‪ ،‬وسيأتي الجواب عن هذا كيف وهممؤلء العلم‬
‫رووا في مؤلفاتهم أخبارا ا كثيرةا تشتمل على وقمموعا تلممك المممور‬
‫ف ي القمرآن ]وقمد أثبتنما بفضمل اللمه وتموفيقه ممن كتمب همؤلء‬
‫أنفسهم في كتابنا )الشمميعة والقممرآن( أنهممم يعتقممدون التحريممف‬
‫في القرآن أيضمما ا حيممث يسمموقون روايممات عديممدةا تممدل عليممه‪ ،‬ول‬
‫يسمموقونها فحسممب‪ ،‬بممل يسممتدلون بهمما ويبنممون عليهمما الحكممام‬
‫ويستنبطون منها المسائل‪ ،‬فممارجع إليممه فممإنه نفيممس[ وإن اليممة‬
‫هكذا أنزلت ثم غيرت‪ ..‬وإنه قد استفاض فممي الخبممار أن القممرآن‬
‫كما أنزل لم يممؤلفه إل أميممر المممؤمنين عليممه السمملم بوصممية مممن‬
‫النبي ‪ ،‬فبقي بعد موته ستة أشهر مشممتغل ا بجمعممه‪ ،‬فلممما جمعممه‬
‫كما أنزل‪ ،‬أتى به إلى المتخلفين بعممد رسممول اللممه ‪ ،‬فقممال لهممم‪:‬‬
‫هذا كتاب الله كما أنزل‪ ،‬فقال له عمر بممن الخطمماب‪ :‬ل حاجممة بنمما‬
‫إليك ول إلى قرآنك؛ عندنا قممرآن كتبممه عثمممان‪ ،‬فقممال لهممم علممي‬
‫عليه السلم‪ :‬لن تروه بعد هممذا اليمموم‪ ،‬ول يممراه أحممد حممتى يظهممر‬
‫ولدي المهدي عليه السلم‪ ،‬وفي ذلك القرآن زأيادات كثيرةا‪ ،‬وهممو‬
‫خال من التحريممف‪ ،‬وذلممك أن عثمممان قممد كممان مممن كتمماب المموحي‬
‫لمصلحة رآها ‪ ، ‬وهي أل يكذبون في أمر القرآن‪ ،‬بأن يقولوا‪ :‬إنممه‬
‫مفترى‪ ،‬أو إنه لم ينزل به الروح المين‪ ،‬كممما قمماله أسمملفهم‪ ،‬بممل‬
‫قالوه هم أيضاا‪ ،‬وكذلك جعل معاوية من الكت تمماب قبممل ممموته بسممتة‬
‫أشممهر لمثممل هممذه المصمملحة أيضمماا‪ ،‬وعثمممان وأضممرابه ممما كممانوا‬
‫يحضرون إل في المسجد مع جماعة الناس‪ ،‬فما يكتبون إل ما نزل‬
‫به جبريل عليه السلم بين المل‪.‬‬
‫أما الذي كان يأتي بممه داخممل بيتممه ‪ ‬فلممم يكممن يكتبممه إل أميممر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ ،‬لن لممه المحرميممة دخممول ا وخروجمماا‪ ،‬فكممان‬
‫يتفرد بكتابة مثل هذا‪ ،‬وهذا القرآن الموجود الن في أيدي الناس‬
‫هو خط عثمان‪ ،‬وسموه المام وأحرقوا ما ساه أو أخفوه‪ ،‬وبعثمموا‬
‫به زأمن تخلفه )توليه الخلفة( إلممى القطممار والمصممار‪ .‬ومممن ثممم‬
‫ترى قواعد خطه تخالف قواعد العربية مثل كتابممة اللممف بعممد واو‬
‫المفرد وعدمها بعد واو الجمممع وغيممر ذلممك‪ ،‬وسممموه رسممم الخممط‬
‫القرآني ولم يعلموا أنه من عدم إطلعا عثمان على قواعد العربية‬
‫والخط‪.‬‬
‫وقد أرسل عمممر بممن الخطمماب زأمممن تخلفممه إلممى علممي عليممه‬
‫السلم بأن يبعث له القرآن الصلي الذي كممان ألفممه‪ ،‬وكممان عليممه‬
‫السلم يعلممم أنممه طلبممه لجممل أن يحرقممه كقممرآن ابممن مسممعود أو‬
‫يخفيه عنده حتى يقول الناس‪ :‬إن القمرآن همو همذا الكتمماب المذي‬
‫كتبه عثمان ل غير‪ ،‬فلم يبعث به إليه وهو الن موجود عنممد مولنمما‬
‫المهدي عليه السلم مع الكتب السماوية ومواريث النبيمماء‪ ،‬ولممما‬
‫جلس أمير المؤمنين عليه السلم على سمرير الخلفمة لمم يتمكمن‬
‫من إظهار ذلك القرآن‪ ،‬وإخفاؤه هممذا راجممع لممما فيممه مممن إظهممار‬
‫الشنعة علممى مممن سممبقه‪ ،‬كممما لممم يقممدر علممى النهممي عممن صمملةا‬
‫الضحى‪ ،‬وكما لم يقدر على إجراء المتمتعيممن‪ ،‬متعممة الحممج ومتعممة‬
‫النساء‪ ،‬حتى قال عليه السلم‪ :‬لول ممما سممبقني بنممو الخطمماب ممما‬
‫زأنى إل شفاا‪ ،‬يعني إل جماعة قليلة‪ ،‬لباحة المتعة‪ ،‬وكما لم يقممدر‬
‫علممى عممزل شممريح عممن القضمماء ومعاويممة عممن المممارةا" ]النمموار‬
‫النعمانية لنعمت الله الجزائري ج ‪ 2‬ص ‪ 357‬وما بعد[‪.‬‬
‫وبمثممل ذلممك ذكممر علمممة الشمميعة فممي الهنممد السمميد محمممد‬
‫اللكنوي‪ ،‬ردا ا على من قال بعدم التحريف في القرآن‪ ،‬وهممذه هممي‬
‫عبارته‪:‬‬
‫"أما ادعاء عدم التحريف في القرآن الموجممود بأيممدي النمماس‬
‫فهو محل النظر‪ ،‬بل هو ظاهر الفساد‪ ،‬لن الروايممات الممتي بلغممت‬
‫حد التواتر تممدل علممى أن علممي بممن أبممي طممالب هممو الممذي اشممتغل‬
‫بالقرآن بعد وفاةا النبي ‪ ‬وإل فتبقى هذه الروايات لغوا ا محضماا‪ ،‬ل‬
‫قيمة لها‪ .‬وهممذا مممع أن الروايممات قممد كممثرت عممن المعصممومين أن‬
‫القرآن الحقيقي مخممزون مممودعا مممودعا عنممد صماحب العصممر عليممه‬
‫الصلةا والسلم" ]ضرب حيدري ج ‪ 2‬ص ‪-78‬طا الهند[‪.‬‬
‫ومثل هذا لكثير‪.‬‬
‫ومن الغرائب أن السمميد الممدكتور وافممي‪ ،‬الممذي ل يعممرف عممن‬
‫عقائد الشيعة شيئاا‪ ،‬أو يعرف ويتجاهل‪ ،‬كيف استساغ أن يرد على‬
‫من يتهم الشيعة باعتقادهم التحريف في القرآن الموجود بأيممدي‬
‫الناس‪ ،‬والمضمون حفظه وسلمته من أي تغيير وتبديل‪ ،‬وصيانته‬
‫من نقص وزأيادةا من قبل الله عز وجل؟ كيف يجيز لنفسه أن يممرد‬
‫على من يقول في الشمميعة‪ :‬بممأنهم ل يؤمنممون بهممذا الكتمماب؟ بممل‬
‫يعتقدون وقوعا التغيير والتبديل والتحريف فيه؟ ول يقولممونه مممن‬
‫عند أنفسهم‪ ،‬بل يعتقدون وقوعا التغيير والتبديل والتحريف فيه؟‬
‫ول يقولونه من عند أنفسهم‪ ،‬بل بنقل الروايات الكثيرةا الكممثيرةا‪،‬‬
‫التي بلغت حد الستفاضممة والتممواتر‪ ،‬وكلهمما منقولممة مممن أئمتهممم‬
‫حسب زأعمهم برواية الثقات عن الثقات‪ ،‬والعممدول عممن العممدول‪،‬‬
‫في صحاحهم وكتب الحديث التي تعممد مممن الصممول‪ ،‬وكممذلك فممي‬
‫كتب التفسير والفقه‪ ،‬وحتى كتب العقائد؟!‬
‫ومن أين له أن يختلق لهم العذار التي لم يعتذر بهمما الشمميعة‬
‫أنفسهم‪ ،‬بنقل آراء الحاد منهم‪ ،‬وفي النقل خيانة أيضا ا – حسممبنا‬
‫الله –؟ وما كان في ظني أن أمثال الدكتور يأتون بها‪ ،‬ولممول لعبممة‬
‫واضحة لعب بها السيد الدكتور في كتيبه ممما اسممتعملت فممي حقممه‬
‫هذه الكلمات غير المناسممبة‪ ،‬فممي شممأنه ومقممامه‪ ،‬ولكممن علممى أي‬
‫شيء أحمل كلمه في الممدفاعا عممن الشمميعة حممول اعتقممادهم فممي‬
‫القرآن؟!‬
‫"وقد تصدى كثير من الشيعة الجعفريممة أنفسممهم للممرد علممى‬
‫هذه الخبار الكاذبة وبيان بطلنها‪ ،‬وبطلن نسممبتها إلممى أئمتهممم‪،‬‬
‫وأنها ليست من مذهبهم في شمميء" ]بيممن الشمميعة وأهممل السممنة‬
‫للدكتور وافي ص ‪.[38‬‬
‫ولم يستطع بعد هممذا الدعمماء العريممض أن يممبرهن علممى ذلممك‬
‫بالدليل‪ ،‬ويستدل بالحجممة‪ ،‬ويسممتند ولممو بروايممة واحممدةا عممن أئمممة‬
‫القوم؟؟ وأنى له هذا؟ فقممد عجممز عنممه الشمميعة قاطبممة بممأن يممأتوا‬
‫برواية واحدةا عممن أئمتهممم المعصممومين بطرقهممم أنفسممهم تنممص‬
‫وتدل على أن القرآن الموجود بأيدي الناس هو قرآن كامل سممالم‬
‫من لحوق أي تغيير وتحريف فيه!‪.‬‬
‫نعم! قد ذكر السيد الدكتور بعد هذا الدعاء الفممارغ بممأنه جمماء‬
‫في تفسير الصافي‪:‬‬
‫"وأما الشيخ أبو علي الطوسي فإنه قال فممي مجمممع البيممان‪:‬‬
‫أما الزيادةا فيه فمجمع على بطلنها‪ ،‬وأما النقصان والتغيير فقممد‬
‫روى عن جماعة من أصحابنا وجمع من حشموية العاممة‪ ،‬والصمحيح‬
‫من مذهبنا خلفه‪ ..‬إلخ" ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[39 ،38‬‬
‫وأغرب ما يكون في المر هو تحمس الدكتور في الدفاعا عممن‬
‫الشيعة حيث أنه عقب بعد هذه العبارةا الطويلة ما نصه‪:‬‬
‫وجاء في كتاب مجمع البيان )للطوسي(‬
‫وأما الكلم في زأيادته‪ ..‬إلخ ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪،38‬‬
‫‪.[39‬‬
‫يعني أعاد نفس الكلم الذي ذكره مقدماا‪ ،‬وعن نفس الرجممل‬
‫ونفس الكتمماب بفممرق أنممه أول ا نقممل كلمممه مممن تفسممير الصممافي‬
‫بواسممطة‪ ،‬ثممم عنممه بل واسممطة‪ ،‬وبنفممس المعنممى والمفهمموم‪ ،‬فل‬
‫ندري ما فائدةا التكرار؟ أيكون لحاجة في نفس يعقوب قضاها؟‪..‬‬
‫أم لماذا؟‪..‬‬
‫والظاهر أنه أورد هذا لفتقاره وإفلسه بأن يجممد دليل ا علممى‬
‫ما ادعاه‪ ،‬وبرهانا ا علممى دعممواه‪" ،‬إن كممثيرا ا مممن الشمميعة أنفسممهم‬
‫تصدى لرد هذه الخبار الكاذبة وبيان بطلنها"‪.‬‬
‫فمن هم الكثيرون يا ترى؟‬
‫فاضمطر لن يعمدد الواحمد ويمذكر عبمارةا واحمدةا عمن كتمابين‬
‫مختلفين والصادرةا عن شخص واحد‪.‬‬
‫فهل هناك خطأ أكبر من هذا الخطأ؟‬
‫نعم! هنالك‪ ،‬حيث ادعى أن كثيرا ا من أئمممة الشمميعة أنفسممهم‬
‫ردوا هممذا العتقمماد‪ ،‬ولقممد أوهممم بممأن صمماحب تفسممير الصممافي‬
‫وصاحب مجمع البيان أبا علي الطوسي من أئمممة الشمميعة‪ ،‬وليممس‬
‫المر كذلك إطلقاا‪ ،‬لن كل ا منهما ليس بإمام‪.‬‬
‫ثم خطأ آخر هو أنه أوهم بنقل هذه العبارةا عممن الصممافي؛ أن‬
‫صاحبه أي السيد المحسن الملقب بالفيض الكاشاني يعتقممد بهممذا‬
‫العتقاد حسب ما ينقل عن أبي علي الطوسي‪ ،‬مع أن الكاشمماني‬
‫في تفسيره لم ينقل كلم الطوسي إل للرد عليه والجممواب علممى‬
‫مقولته‪ ،‬وبين اعتقاده واضحا ا صريحا ا مثل الخرين مممن مفسممري‬
‫الشيعة ومحدثيهم وفقهائهم ومتكلميهم‪ ،‬ولممذلك قممال بعممد نقممل‬
‫كلمه‪:‬‬
‫أقول لقائل أن يقول‪ :‬كما أن الدواعي كممانت متمموفرةا علممى‬
‫نقل القرآن وحراسته من المممؤمنين‪ ،‬كممذلك كممانت متمموفرةا علممى‬
‫تغييممره مممن المنممافقين المبممدلين للوصممية‪ ،‬المغيريممن للخلفممة‬
‫لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم‪ ،‬والتغيير فيه إن وقممع فإنممما وقممع‬
‫قبممل انتشمماره فممي البلممدان واسممتقراره علممى ممما هممو عليممه الن‪،‬‬
‫والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك‪ ،‬فل تنافي بينهما‪ ،‬بل لقائل أن‬
‫يقول‪:‬‬
‫إنممه ممما تغيممر فممي نفسممه‪ ،‬وإنممما التغييممر فممي كتممابتهم إيمماه‪،‬‬
‫وتلفظهم به‪ ،‬فإنهم ما حرفوا إل عند نسخهم من الصممل‪ ،‬وبقممي‬
‫الصل على ما هو عليه عند أهلممه وهمم العلممماء بمه‪ .‬فمما هممو عنممد‬
‫العلماء به ليس بمحرف‪ ،‬وإنما المحرف ما أظهروه لتباعهم‪.‬‬
‫وأما كونه مجموعا ا في عهد النبي ‪ ‬على ما هو عليه الن فلم‬
‫يثبت‪ ،‬وكيف كان مجموعا ا وإنما كان ينزل نجوماا؟ وكممان ل يتممم إل‬
‫بتمام عمره؟ وأما درسه وختمه فإنما كانوا يدرسون ويختمون ممما‬
‫كان عندهم منه لتمامه" ]تفسير الصممافي لفيممض الكاشمماني ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،36 ،35‬المقدمة السادسة –طا إيران[‪.‬‬
‫وأطممراف مممن هممذا كلممه أن السمميد الممدكتور نقممل عممن أحممد‬
‫المحامين ببغداد الستاذ الفكيكي أنه قال‪ :‬إن الخبار الواردةا في‬
‫نقصه وتحريفه ضعيفة شاذةا‪ ،‬وأن مشائخ فقهاء الماميممة ضممربوا‬
‫بها عرض الجدار‪ ،‬بل لقد كفروا من دعاهمما" ]بيممن الشمميعة وأهممل‬
‫السنة ص ‪.[40‬‬
‫أقوم آل حصن أم نساء؟‬
‫ول أدري ولست إخال أدري‬
‫من يسأل الدكتور الناقمل المحمض بمدون تمدبر وتعقمل‪ :‬همل‬
‫هذه هممي الدلممة علممى ثبمموت دعممواه بممأن أئمممة الشمميعة ردوا هممذه‬
‫الخبار الكاذبة وبينوا بطلنها؟ ولم يسممتطع سمميادةا الممدكتور فممي‬
‫كتيبه كله أن ينقممل تضممعيف هممذه الخبممار إل مممن محممام ببغممداد ل‬
‫نعرف من هو‪ ،‬وما مقامه في العلم ومكانته لدى الشيعة؟‬
‫ثممم إن هممذا المحممامي أيضمما ا لممم يضممعف الروايممات ولممم ييممن‬
‫شمذوذها بطريقممة علميمة معروفمة‪ ،‬بممل ادعمى أن مشمائخ فقهمماء‬
‫المامية ضربوا بها عرض الجدار‪.‬‬
‫فمن هم أولئك المشائخ؟‪ ،‬وفي أي عصر كممانوا؟ وبممأي دليممل‬
‫قالوا؟ وأين وجدوا‪ ..‬في أي أرض وفي أي قطر؟ وفممي أي كتمماب‬
‫وأية صحيفة؟‬
‫دعوى بل بينة‪ ،‬وكلم بل برهان‪.‬‬
‫وزأاد الطين بلممة أن المحممامي المممذكور‪ ،‬ذكممر كممما نقممل عنممه‬
‫الدكتور بخط مكبر جداا‪ ،‬بل لقد كفروا من ادعاهمما ]انظممر‪ :‬صممفحة‬
‫‪ 40‬من كتيبه[‪.‬‬
‫وإن كان المر كذلك فمن كان مممن أعيممان الشمميعة وعلمائهمما‬
‫مسلماا‪ ..‬بالله خبروا! أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني‪ ،‬صماحب‬
‫كتاب الكافي‪ ،‬إمممام محممدثي الشمميعة وعمممدتهم فممي الحممديث‪ ،‬أم‬
‫أستاذه علممي بممن إبراهيممم القمممي‪ ،‬صمماحب تفسممير القمممي شمميخ‬
‫مشائخ الشيعة في التفسممير وشمميخ الكلينممي أيضمماا‪ ،‬أم محمممد بممن‬
‫مسعود العياشي‪ ،‬عيممن عيممون الطائفممة الشمميعية‪ ،‬وصمماحب أقممدم‬
‫تفسممير شمميعي‪ ،‬أم محمممد بممن الحسممن الصممغار‪ ،‬صممحابي الحسممن‬
‫العسكري المام المعصوم عندهم‪ ،‬وأستاذ الكليني أيضاا‪ ،‬أم فرات‬
‫بن إبراهيم الكوفي‪ ،‬المفسر الشيعي القممديم‪ ،‬وأسممتاذ والممد ابممن‬
‫بابويه القمي‪ ،‬وشيخ شيخه‪ ،‬أم محمد بن النعمان الملقب بالشمميخ‬
‫المفيممد‪ ،‬أسممتاذ شمميخ الطائفممة الطوسممي‪ ،‬أم محمممد بممن إبراهيممم‬
‫النعماني‪ ،‬تلمي الكليني وصاحب كتاب الغيبة‪ ،‬أم المفسممر محمممد‬
‫بن العباس الماهيار‪ ،‬أم شيخ المتكلمين أبممو سممهل إسممماعيل بممن‬
‫علي‪ ،‬أم الفيلسوف أبو محمد حسن بن موسى‪ ،‬أم الشيخ الجليممل‬
‫إسحاق بن إبراهيمم‪ ،‬أم إسمحاق الكماتب‪ ،‬أم رئيمس الشميعة المذي‬
‫ربما قيل بعصمته أبو القاسم حسين بن روح السفير الثممالث بيممن‬
‫الشيعة والغائب‪ ،‬أم شيخ القدمين فضل بن زأاذان‪ ،‬أم محمممد بممن‬
‫الحسن الشيباني الشيعي صاحب تفسير نهج البيان‪ ،‬أم محمد بممن‬
‫خالد البرقي‪ ،‬أم علي بن الحسن الفضممال‪ ،‬أم محمممد بممن الحسممن‬
‫الصيرفي‪ ،‬أم أحمد بن محمد السيار من المتقدمين؟!‬
‫ومن المتممأخرين الكممثيرون ممممن ل يعممدون ول يحصممون مممن‬
‫مفسري الشيعة‪ ،‬ومحدثيهم‪ ،‬وفقهائهم‪ ،‬ومتكلميهم‪ ،‬ممن ذكرنمما‬
‫أسماء الكثيرين منهم في كتابنا )الشيعة والقرآن(‪.‬‬
‫وهؤلء هم عمممدةا مممذهب الشمميعة وقممدوتهم‪ ،‬نممواب أئمتهممم‬
‫المعصومين‪ ،‬ومبلغو أخبارهم‪ ،‬وحفظة أحاديثهم‪ ،‬ونقلممة آثممارهم‪،‬‬
‫وكلهم صممرحوا بممالتحريف والتبممديل والتغييممر فممي القممرآن بممدون‬
‫إبهام ول غموض‪ .‬وقممد صممنف بعممض منهممم كتبمما ا مسممتقلة‪ ،‬وألممف‬
‫البعض الخر أجممزاء منفصمملة لبيممان عقيممدةا الشمميعة فممي القممرآن‬
‫وإثبات التبديل والتغيير فيه‪.‬‬
‫فإن كان هؤلء كلهم كفرةا‪ ،‬فمن كان من القوم مسلم؟!‬
‫ول يهمنا ذلك ونحن نعلن علممى مل الشممهاد بممأن الشمميعة لممو‬
‫أعلنوا بهذا العتقاد‪ ،‬ووافق علماؤهم على هذا القول بأن كل من‬
‫يقول بالتحريف والتغيير فممي القممرآن أو يعتقممد الحممذف والنقممص‬
‫فيه فهو كافر‪ ،‬أيا ا من كان‪ ،‬فنحن نمموافقهم علممى ذلممك‪ ،‬ونهنئهممم‬
‫ونبارك لهم بأن الله هداهم إلى سواء السبيل‪ ،‬فليعملوا مع أولئك‬
‫العلم معاملممة ممما يقممرون ويعلنممون‪ ،‬ويرممموا كتبهممم فممي النممار‪،‬‬
‫ويتبرءوا منهم ومن كتبهم‪ ،‬ونحن نتممبرأ مممما قلنمماه عنهممم‪ ،‬ومممما‬
‫نقوله‪ ،‬ونتوب إلى الله ونستغفره‪.‬‬
‫فهل من مقممدم يقممدم؟ وهممل مممن مجيممب يجيممب؟ وهممل مممن‬
‫سامع يسمع ويستجيب؟ ‪ ‬وما أنت بمسمع من في القبور ‪.‬‬
‫تجري الريمماح بممما ل تشممتهي‬
‫ما كل ما يتمنى المرء يدركه‬
‫السفن‬
‫ثم إن الممدكتور وافممي ل يممدري بممأن هممذا القممول – أي القممول‬
‫بتحريف القرآن وتغييره وتبديله – ليس بقول شاذ‪ ،‬بل هو القممول‬
‫المعمول به فممي جميممع الجيممال الشمميعية وعنممد جميممع الطبقممات‬
‫قديما ا وحديثاا‪ ،‬وهو مبنممي علممى أقمموال المعصممومين حسممب زأعممم‬
‫القوم‪ ،‬وهم الحجة عندهم ل غيرهم؛ لنهممم ل يعتقممدون العصمممة‬
‫في غيرهم ومن سواهم‪ ،‬ولم يخرج عن هذا العتقمماد إل مممن شممذ‬
‫ونمد‪ ،‬ولمم يخمرج همؤلء الحماد الشمذاذ إل تهربما ا ممن العمار المذي‬
‫لحقهم‪ ،‬والفضمميحة الممتي لزمتهممم‪ ،‬ولممم يكممن رأيهممم مبنيمما ا علممى‬
‫أصول شيعية ول مستنبطا ا من أقول المعصومين‪.‬‬
‫ولذلك قمال سملطان علمماء الشميعة – كمما يلقبمونه – السميد‬
‫محمد دلدار علي‪ ..‬بعد ذكر كلم المرتضى في عدم التحريف فممي‬
‫القرآن‪:‬‬
‫"فإن الحق أحق بالتباعا‪ ،‬ولم يكن السيد علم الهدى معصوما ا‬
‫حتى يكون من الواجب أن يطاعا‪ ،‬ولو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة‬
‫مطلقا ا لم يلزمنا اتباعه ول ضير فيه" ]ضربت حيدري ج ‪ 2‬ص ‪-81‬‬
‫طا الهند[‪.‬‬
‫وقال المحدث النوري‪:‬‬
‫اعلم أن تلك الخبار منقولة من الكتب المعتبرةا الممتي عليهمما‬
‫معول أصحابنا في إثبات الحكام الشرعية والثار النبوية" ]فصممل‬
‫الخطاب للنوري الطبرسي ص ‪-252‬طا إيران[‪.‬‬
‫وقال خاتمة المحدثين لدى الشيعة المل باقر المجلسي‪:‬‬
‫"ل يخفى أن كثيرا ا من الخبار الصممحيحة صممريحة فممي نقممص‬
‫القرآن وتغييره‪ ،‬وعندي أن الخبار في هذا الباب متممواترةا معنممى‪،‬‬
‫وطرح جميعها يوجب رفع العتممماد عليهمما رأسمماا" ]مممرآةا العقممول‬
‫للمجلسي نقل ا عن فصل الخطاب ص ‪.[353‬‬
‫وقال الجزائري‪:‬‬
‫"إن الخبار الدالة على هذا تزيد علممى ألفممي حممديث‪ ،‬وادعممى‬
‫استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد والعلمة المجلسممي‬
‫وغيره‪ ،‬بل إن الشيخ الطوسي أيضا ا ذكر في التبيممان كثرتهمما‪ ،‬بممل‬
‫ادعى تواترها جماعة" ]مرآةا العقممول للمجلسممي نقل ا عممن فصممل‬
‫الخطاب ص ‪.[253‬‬
‫والجدير بالذكر أننا أوردنا في كتابنا )الشيعة والقرآن( أكممثر‬
‫مممن ألممف حممديث شمميعي مممن مختلممف الطممرق ومختلممف الممرواةا‬
‫ومختلف الكتب‪ ،‬كلها تنص وتصرح بأن القرآن مغير ومحرف‪ ،‬زأيممد‬
‫فيه ونقص منه كثير‪ ،‬غير ما ذكرناه في كتابنا )الشمميعة والسممنة(‪.‬‬
‫من السباب التي جعلممت الشمميعة يعتقممدون هممذا العتقمماد الزائممغ‬
‫الخبيث بنقل روايات كثيرةا كثيرةا من أمهات كتب القوم‪.‬‬
‫وبعد هذا كلممه ل نممدري كيممف يجممرؤ أحممد ويجسممر علممى خممداعا‬
‫المسلمين بأن الروايات الشيعية التي تخبر وتممدل علممى التحريممف‬
‫في القرآن روايات شاةا وضعيفة‪.‬‬
‫فهل يحكم على المتواتر بالشذوذ والضعف؟‬
‫وأهكذا تقلب الحقائق؟ ويكذب الصدق؟‬
‫أو كنممت تممدري فالمصمميبة‬
‫إن كنت ل تممدري فتلممك مصمميبة‬
‫أعظم!‬
‫ومع ذلك فليس من يتظاهر بإنكار التحريف في القممرآن مممن‬
‫الشيعة‪ ،‬ول من يدافع عنهم بدون علم ول هدى ول كتاب منير من‬
‫غير الشيعة‪ ،‬يستطيع أن يورد ولو رواية واحممدةا ضممعيفة أو شمماذةا‬
‫مروية عن المعصممومين لممدى الشمميعة تنممص وتصممرح بممأن القممرآن‬
‫الموجود بأيدي الناس هو المنزل من السماء‪ ،‬ومحفظ بحفظ الله‬
‫له‪ ،‬غير مغير ول مبدل فيه‪ ،‬ل يعتريه نقص ول تلحقه زأيادةا‪.‬‬
‫فكيف يحق للشيعة والمناصممرين لهممم والمسممتميتين الممدفاعا‬
‫عنهم والتأييممد لهممم‪ ،‬أن يقولمموا‪ :‬إن روايممات بلغممت التممواتر تثبممت‬
‫التحريف‪ ..‬هي روايات شاذةا؟‬
‫ثم من يخبر سعادةا الدكتور وافي‪ ،‬أن الرواية ل يحكممم عليهمما‬
‫بالضعف والشذوذ إل بمكانة الراوي الممذي رواهمما‪ ،‬ومكانممة الكتمماب‬
‫الذي وردت فيه‪ ،‬ل كما قاله هو‪:‬‬
‫"ولو وردت عن شيخ من شيوخهم أو في مؤلممف مممن أمهممات‬
‫مراجعهم‪ ،‬ولممو أسممندها هممذا الشمميخ أو هممذا المؤلممف إلممى المممام‬
‫الصممادق نفسممه‪ ،‬فمممن ذلممك مثل ا ممما ينسممبه الكلينممي فممي كتممابه‬
‫)الكافي( إلى المام الصادق من القول بأن القرآن الذي نممزل بممه‬
‫الوحي على محمد يزيد على سبعمائة وسبع وسبعين آية عن الذي‬
‫نقوله‪ ،‬وأن الباقي مخزون عند آل الممبيت‪ ..‬فعلممى الرغممم مممن أن‬
‫راوي هذه القوال ومدعي نسبتها إلممى الممام الصممادق هممو شمميخ‬
‫من أكبر شيوخهم وهممو أبممو جعفممر الكلينممي‪ ،‬والممذي يعممد الروايممة‬
‫الول لخبارهم‪ ،‬وعلى الرغم من أن الكتاب الذي وردت فيه هممذه‬
‫الخبار‪ ،‬وهو كتاب )الكافي( هو أحد الكتب الربعمة المتي يعمدونها‬
‫الصول لمذهبهم‪ ،‬وينزلممه كممثير منهممم منزلممة البخمماري عنممد أهممل‬
‫السنة على الرغم من هذا كله فإنهم يحكمون ببطلن ما ورد فممي‬
‫هذا الكتاب من أقوال عن القرآن الكريممم‪ ،‬فل يصممح أن نحاسممبهم‬
‫على رأي قد حكموا هم ببطلنممه ول أن نعممده مممن مممذهبهم مهممما‬
‫كانت مكانة راويممه عنممدهم ومكانممة الكتمماب الممذي ورد فيممه" ]بيممن‬
‫الشيعة وأهل السنة ص ‪) 30 ،29‬م ‪ -6‬بين الشيعة وأهل السنة([‪.‬‬
‫وإننا ل نكثر الستغراب حينما نسمع رأيا ا مثل هذا الممرأي عممن‬
‫شيخ جاوزأ الثمانين من عممره‪ ،‬وقمد أفنماه فمي التعلمم والتعليممم‪،‬‬
‫والدرس والتدريس – اللهم إنا نعوذ بممك أن نممرد إلممى أرذل العمممر‪،‬‬
‫وعن الجهل بعد العلم‪.‬‬
‫فلعل سيادته يريد أن يبتكر مصطلحا ا جديدا ا فممي الحممديث لن‬
‫كل واحد سممواه‪ ،‬ممممن لممه إلمامممة بسمميطة بالمصممطلح‪ ،‬يعممرف أن‬
‫الحكم على الحديث والرواية ل يكون إل بالسناد‪ ،‬فالحممديث الممذي‬
‫رواه الثقات العدول الضباطا واحدا ا بعد واحد يحكم عليممه بالصممحة‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬وكذلك كممل روايممة وردت فممي البخمماري أو مسمملم‬
‫عنممد السممنة ل يلتفممت إلممى سممنده حيممث أن مؤلفيهممما قممد ألزممما‬
‫نفسيهما بإيراد الصحيح في كتابيهما ل غير خلفا ا لمن لممم يلممتزم‬
‫بذلك‪.‬‬
‫وكذلك الكافي عند الشمميعة فممإن ورد حممديث فيممه فل يلتفممت‬
‫إلى سنده ورواته‪ ،‬لنه مجرد وروده في الكافي يكفي للحكم على‬
‫صحته وتموثيقه‪ ،‬كمما ص رح بمذلك الكمثيرون ممن محمدثي الشميعة‬
‫وعلمممائهم‪ ،‬ومنهممم المحممدث النمموري الطبرسممي فممي آخممر كتممابه‬
‫الكبير )مسممتدرك الوسممائل( ]مسممتدرك الوسممائل ج ‪ 3‬ص ‪-532‬طا‬
‫إيران[‪.‬‬
‫هذا ولقد أكثر الشيعة الكلم فممي تمجيممده والثنمماء عليممه فممي‬
‫كتب الرجال والمصطلح والشممروح‪ ،‬وقممد أوردنمما بعضمما ا منهمما فممي‬
‫كتابنا )الشيعة والقرآن(‪.‬‬
‫ونكتفي بذكر عبممارةا واحممدةا عممن الرجممال المشممهور العبمماس‬
‫القمي‪ ،‬أنه قال في الكافي‪:‬‬
‫هو أجل الكتب السلمية وأعظم المصنفات الماميممة والممذي‬
‫لم يعمل للمامية مثله‪ ،‬قال المولى محمد أمين الستر آبادي في‬
‫محكى فوائده‪ :‬سمعنا عن مشائخنا وعلمائنمما أنممه لممم يصممنف فمي‬
‫السلم كتاب يمموازأيه أو يممدانيه" ]الكنممى واللقمماب ج ‪ 3‬ص ‪-98‬طا‬
‫إيران[‪.‬‬
‫وفوق ذلك أنه موثق من قبل المعصوم – الغممائب الموهمموم –‬
‫الذي ل يخطئ ول يغلط" ]روضممات الجنممات ج ‪ 6‬ص ‪ ،116‬مقدمممة‬
‫الكافي ص ‪.[25‬‬
‫ثم لم ينفرد بسرد هذه الروايات الكلينمي وحممده‪ ،‬بممل شماركه‬
‫فممي ذلممك أسمماطين الشمميعة وكممبراؤهم فممي الحممديث والتفسممير‬
‫والفقممه والكلم قبلممه وبعممده كممما ذكرنمماه سممابقاا‪ ،‬بممل إن الممذين‬
‫تظمماهروا بالنكممار أوردوا روايممات التحريممف كتبهممم كممما وضممعنا‬
‫النقمماطا علممى الحممروف فممي كتابنمما )الشمميعة والسممنة( و)الشمميعة‬
‫والقممرآن( وعلممى ذلممك تناقممل هممذه العقيممدةا جيممل بعممد جيممل مممن‬
‫الشيعة‪ ،‬ولم يقتصر ذكرها في كتممب الروايممات بممل أوردوهمما فممي‬
‫كتب العقائد أيضاا‪ ،‬فهذا هو شيخهم المفيد‪ ،‬الذي يقولون فيه‪:‬‬
‫إنه أج ت‬
‫ل مشائخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم‪ ،‬وإنه أوثق أهممل‬
‫زأمانه فممي الحممديث‪ ،‬وإنممه كممان متقممدما ا فممي علممم الكلم والفقممه‬
‫]مقدمة أوائل المقالت في المذاهب والمختارات ص ‪-25 ،24‬طا‬
‫مكتبة الداورى – طا إيران[‪.‬‬
‫وإنه هو الذي سن طريق الكلم لمن بعده إلى اليمموم ]أعيممان‬
‫الشيعة ص ‪ 237‬الطبعة الولى بدمشق[‪.‬‬
‫وقال فيه ابن النديم الشيعي‪:‬‬
‫انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة‪ ،‬مقدم فممي صممناعة الكلم‬
‫]الفهرست لبن النديم ص ‪ – 252‬طا مصر[‪.‬‬
‫وإنه كان وحيممد دهممره فممي كممل العلمموم‪ ،‬انتهممت إليممه رئاسممة‬
‫الشمميعة ]تأسمميس الشمميعة العلمموم للمحسممن الصممدر ص ‪-312‬طا‬
‫العراق[‪.‬‬
‫وهممو تلميممذ لبممن بممابويه القمممي الملقممب الصممدوق وأسممتاذ‬
‫للشريف الرضى‪ ،‬والشريف المرتضى الملقب بعلم الهدى‪ ،‬وأبممي‬
‫جعفر الطوسممي الملقممب بشمميخ الطائفممة ]وهممذان أي المرتضممى‬
‫والطوسممي هممما اللممذان تظمماهرا بإنكممار التحريممف فممي القممرآن[‪،‬‬
‫والنجاشي ]انظر‪ :‬كتب الرجال للشيعة[‪.‬‬
‫المفيممد هممذا يممذكر فممي كتممابه العقائممدي المشممهور )أوائممل‬
‫المقالت في المذاهب والمختارات( عند سرد عقائد الشيعة فممي‬
‫الرجعة‪ ،‬والبداء‪ ،‬وتحريف القرآن‪:‬‬
‫"واتفقت المامية علممى وجمموب الرجعممة‪ ..‬واتفقمموا علممى أن‬
‫أئمة الضلل خممالفوا فممي كممثير مممن تممأليف القممرآن‪ ،‬وعممدلوا فيممه‬
‫بممموجب التنزيممل وسممنة النممبي ‪ ، ‬وأجمعممت المعتزلممة والخمموارج‬
‫والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلف المامية" ]أوائممل‬
‫المقالت ص ‪.[52‬‬
‫هذا في التأليف أما الزيادةا فيه والنقصان فقال‪:‬‬
‫"أقول‪ :‬إن الخبار د جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى مممن آل‬
‫محمد ‪ ‬باختلف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف‬
‫والنقصان‪ ،‬فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقممديم‬
‫المتأخر وتأخير المتقدم‪ ،‬ومن عرف الناسممخ والمنسمموخ والمكممي‬
‫والمدني لم يرتب بما ذكرناه‪.‬‬
‫وأما النقصان فإن العقول ل تحيله ول تمنع من وقوعه‪ ،‬وقد‬
‫امتحنت مقالممة مممن ادعمماء وكلمممت عليممه المعتزلممة وغيرهممم فلممم‬
‫أظفر منهم بحجة أعتمدها فممي فسمماده – ثممم يممرد علممى مممن قممال‬
‫بحذف التأويل والتفسير‪ ،‬ل نفممس القممرآن – فيقممول‪ :‬مممن ادعممى‬
‫نقصان كلم من نفممس القممرآن علممى الحقيقممة إليممه أميممل‪ ..‬وأممما‬
‫الزيادةا فيه فمقطوعا على فسادها من وجممه‪ ،‬ويجمموزأ صممحتها مممن‬
‫وجه‪ ..‬ولست أقطع على كون ذلك بممل أميممل إلممى عممدمه وسمملمة‬
‫القرآن عنه‪ ،‬وهذا المذهب خلف ما سمعناه من بني نوبخت )قادةا‬
‫الشيعة وزأعمائهم فممي عصممرهم( رحمهممم اللممه مممن الزيممادةا فممي‬
‫القرآن والنقصان فيه‪ ،‬وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي المامية‬
‫وأهل الفقه منهم والعتبار" ]أوائل المقالت لمحمممد بممن نعمممان‬
‫العكبري الملقب بالمفيد ص ‪ 93‬وما بعدها[‪.‬‬
‫فهممذه هممي عقيممدةا الماميممة‪ ،‬المثبتممة فممي كتممب العقائممد أن‬
‫القرآن على خلف التنزيل‪ ،‬وأنممه محممرف منقمموص‪ ،‬وأممما الزيممادةا‬
‫عليه‪ ..‬فإليه ذهب بنو نوبخت وجماعة من متكلمي المامية وأهممل‬
‫الفقه منهم والعتبممار‪ ،‬كممما صممرح بممذلك مممن انتهممت إليممه رئاسممة‬
‫الشيعة‪ :‬شيخ علم الهدى وشمميخ الطائفممة الطوسممي وتلميممذ ابممن‬
‫بابويه القمي في كتابه الذي وضعه لبيممان عقائممد الشمميعة الثنممى‬
‫عشرية‪ ،‬بعد تصريحه بأن الخبار قد وردت مستفيضممة عممن الئمممة‬
‫المعصممومين بمماختلف القممرآن‪ ،‬وممما أحممدثه بعممض الظممالمين مممن‬
‫الحذف فيه والنقصان‪.‬‬
‫ا‬
‫ولقممد تنمماول الشمميعة هممذه العقيممدةا‪ ،‬وتوارثوهمما‪ ،‬خلفمما عممن‬
‫سملف‪ ،‬وأثبتوهمما فمي كتممب العقائمد وجعلوهما ممن لمموازأم مممذهب‬
‫الشيعة كما صرح بذلك الكثيرون الكثيرون‪ ،‬منهمم مفسمر الشميعة‬
‫الكبير السيد هاشم البحراني حيث قال‪:‬‬
‫"اعلم أن الحق الذي ل محيص عنه بحسب الخبممار المتممواترةا‬
‫التية وغيرها أن هذا القرآن الممذي فممي أيممدينا قممد وقممع فيممه بعممد‬
‫رسول الله ‪ ‬شيء مممن التغييممرات‪ ،‬وأسممقط الممذين جمعمموه بعممده‬
‫كثيرا ا من الكلمممات واليممات‪ ،‬وأن القممرآن‪ ..‬المحفمموظ عممما ذكممر‪،‬‬
‫الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلم‪ ،‬وحفظه‬
‫إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلم‪ ،‬وهكذا إلممى أن انتهممى‬
‫إلى القائم عليه السلم‪ ،‬وهو اليوم عنده صلوات الله عليه"‪.‬‬
‫"ولهذا كما قد ورد صرحا ا في حديث سنذكره أن الله عز وجل‬
‫كان قد سبق في علمه الكامل صممدور تلممك الفعممال الشممنيعة مممن‬
‫المفسدين في الدين‪ ،‬إذ أنهم كلما اطلعمموا علممى تصممريح فيممه ممما‬
‫يضر لهم‪ ،‬ويزيد في شأن علي عليممه السمملم وذريتممه الطمماهرين‪،‬‬
‫حاولوا إسقاطا ذلك رأسا ا أو تغييره محرفين‪ ،‬فكممان فممي مشمميئته‬
‫الكاملممة مممن الطاقممة الشمماملة المحافظممة علممى أوامممر المامممة‬
‫والولية‪ ،‬وممارسة مظاهر فضائل النبي ‪ ‬والئمممة‪ ،‬بحيممث تسمملم‬
‫من تغيير أهل التضييع والتحريف‪ ،‬ويبقى لهل الحق مفادها‪ ،‬مممع‬
‫بقاء التكليمف‪ ،‬لمم يكتمف بمما كمان مصمرحا ا بمه منهمما فمي كتمابه‬
‫الشريف‪ ،‬بل جعل جل بيانها بحسب البطون‪ ،‬وعلى نهج التأويممل‪،‬‬
‫وفي ضمن بيان ما تدل عليه ظواهر التنزيل‪ ،‬وأشار إلى جمل من‬
‫برهانهمما بطريممق المجممازأ والتعريممض‪ ،‬والتعممبير عنهمما بممالرموزأ‬
‫والتورية‪ ،‬وسائر ما هممو مممن همذا القبيممل‪ ،‬حممتى تتممم حججمه علممى‬
‫الخلئق جميعاا‪ ،‬ولو بعد إسقاطا المسقطين ما يدل عليهمما صممريحا ا‬
‫بأحسممن وجممه وأجمممل سممبيل" البرهممان‪ ،‬مقدمممة تحممت عنمموان‬
‫"المقدمة الثانية في بيان ما يوضح وقوعا بعض تغيير في القممرآن‪،‬‬
‫وإنه السر في جعل الرشاد إلى أمممر الوليممة والمامممة والشممارةا‬
‫إلى فضائل أهل البيت وفرض طاعة الئمة بحسممب بطممن القممرآن‬
‫وتأويله ص ‪-36‬طا إيران[‪.‬‬
‫ثم قال بعد نقل هذه العقيدةا عن كبار القوم وذكر أسمائهم‪:‬‬
‫"وعنممدي يقيممن مممن وضمموح صممحة هممذا القممول )أي القممول‬
‫بتحريف القرآن وتغييره( بعد تتبع الخبار‪ ،‬وتفحص الثممار‪ ،‬بحيممث‬
‫يمكن الحكم بكونه من ضروريات مممذهب التشمميع" ]البرهممان فممي‬
‫تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني‪ ،‬الفصل الرابع من المقدمة‬
‫ص ‪-49‬طا إيران[‪.‬‬
‫وقال مثممل ذلممك الشمميخ علممي أصممغر الممبروجردي مممن أعيممان‬
‫الشيعة في القرن الثالث عشر في الكتاب العقائدي‪:‬‬
‫"وواجب علينا أن نعتقد أن القرآن الصلي لم يغير ولم يبدل‬
‫وهو موجود عند إممام العص ر )الغمائب( عجمل اللمه فرجمه‪ ،‬ل عنمد‬
‫غيره‪ ،‬وإن المنافقين قد غيروا وبدلوا القممرآن الموجممود عنممدهم"‬
‫]كتاب عقائد الشيعة فارسي ص ‪-27‬طا إيران[‪.‬‬
‫وبمثل ذلك كتب المل محمد تقي الكاشاني في كتممابه هدايممة‬
‫الطممالبين ]ص ‪-368‬طا إيممران[ وزأيممن العابممدين الكرممماني فممي‬
‫رسالته تذييل ]ص ‪ 13‬وما بعد – طا مطبعة سعادةا بكرمان إيممران[‪،‬‬
‫وأخوه في كتابه حسام الدين‪ ،‬وقبلهما أبوهمما محممد كريمم خمان‬
‫المتوفى سنة ‪1288‬ه‪ ،‬صرح بذلك في كتممابه نصممرةا الممدين وأيضمما ا‬
‫في كتابه إرشاد العوام الذي ألفه في العقائممد‪ ،‬والسمميد علممي بممن‬
‫نقي الرضوى مجتهد الشيعة بالهنممد فممي كتممابه إسممعاف المممأمول‬
‫]ص ‪– 115‬طا مطبعممة اثنمما عشممرى لكنممؤ الهنممد سممنة ‪1312‬ه[‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫هذا ولقد ذكرنمما فممي كتابنمما )الشمميعة والقممرآن( وقبلممه فممي‬
‫)الشيعة والسنة( بأن علماء الشيعة ألفوا كتبا ا ورسممائل مسممتقلة‬
‫في إثبات التحريف في القرآن في كل عصر وبلد وجدوا فيممه‪ ،‬ول‬
‫يخلو مكان أو زأمممان لمم تصمنف فيمه مثممل هممذه الكتمب كممما أثبتنمما‬
‫أسممماءهم وأسممماء كتبهممم فممي كتبنمما المممذكورةا‪ ،‬ولممم ينكممر هممذه‬
‫العقيدةا‪ ،‬من أنكممر منهممم‪ ،‬إل مممداراةا للمسمملمين‪ ،‬وتقيممة وخممداعا ا‬
‫لهل السنة‪ ،‬وسدا ا لباب المطاعن‪ ،‬ولم يبنمموا إنكممارهم هممذا علممى‬
‫رواية من أئمتهممم المعصممومين حيممث يزعمممون أن مممذهبهم قممائم‬
‫على آرائهم وأفكارهم‪ ،‬ول على أصول مطر موجود‪.‬‬
‫رغم أن القائلين بهذه المقولة‪ ،‬المتجاهرين بهممذه العقيممدةا‪،‬‬
‫بينوا أسبابا ا ألجأتهم إلى اعتناقها والعتقاد بها‪ .‬وأصول المذهب‬
‫وأسسه التي وضع عليها‪ ..‬تقتضي ذلك أيضاا‪ ،‬وسمماندها وناصممرها‬
‫رجال من الشيعة‪ ،‬لولهم لما قام لديانتهم عود‪ ،‬ول اسممتقام لهمما‬
‫عمود‪.‬‬
‫وهمممذا واضمممح وجلمممي‪ ،‬ل نظمممن أنمممه يخفمممى علمممى عاقمممل‬
‫وبصير]نظرةا على ما كتبه البهنساوي‪:‬‬
‫من الغريب والمؤسف حقا ا أن بعض مممن ينتسممب إلممى العلممم‬
‫من أهل السنة انخدعا بأباطيل الشيعة وأكاذيبهم فكيممف انخممدعا؟‪،‬‬
‫وكيف خطف بصره بريق عقائدهم المزورةا الكاذبة؟‪ ،‬وكيف سمح‬
‫لممه علمممه قبممل ضممميره ودينممه أن يتصممدى للممدفاعا عنهممم‪ ،‬وعممن‬
‫عقائدهم الخبيثة الملتويممة‪ ،‬وعممن آرائهممم – المعوجممة‪ ،‬وأفكممارهم‬
‫الزائغة عن سواء السبيل؟‪ ،[.‬إل من أضله اللممه علممى علممم‪ ،‬وختممم‬
‫على سمعه وقلبه‪ ،‬وجعل على بصره غشاوةا‪ ،‬فمن يهديه من بعممد‬
‫الله؟!‬
‫كيف يكتب بدون معرفة وعلممم‪ ،‬وبممدون فقممه وبصمميرةا؟ لقممد‬
‫ظهر جهله الكلي بأصول مذهب الشيعة الثنى عشممرية والسممس‬
‫الممتي قممام عليهمما‪ ،‬بسممبب عممدم اطلعممه علممى كتبهممم الصمملية‪،‬‬
‫ومراجعهممم القديمممة والحديثممة الصمميلة‪ ،‬فممي التفسممير والحممديث‬
‫والفقه والكلم والتاريخ‪ ،‬مثممل السمميد الممدكتور علممي عبممد الواحممد‬
‫وافي في كتابه )بين الشيعة وأهل السنة( والسممتاذ سممالم علممي‬
‫البهنساوي في كتابه )السنة المفترى عليها(‪ ،‬والدكتور عز الممدين‬
‫إبراهيممم فممي كتممابه )ل أسمماس للخلف بيممن السممنة والشمميعة(‬
‫وغيرهم من المخدوعين والمغممترين بل علممم‪ ،‬وإن اللممه عممز وجممل‬
‫يقول في كتابه‪  :‬ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصممر‬
‫والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئول ‪] ‬سورةا السراء الية ‪.[36‬‬
‫وقال جل وعل‪ ..  :‬ول تكن للخائنين خصيماا‪ ،‬واستغفر اللممه‬
‫إن الله كان غفورا ا رحيماا‪ .‬ول تجادل عن الذين يختانون أنفسممهم‬
‫إن الله ل يحب من كمان خوانما ا أثيمما ا * يسمتخفون ممن النماس ول‬
‫يستخفون من الله وهو معهم إذ يمبيتون مما ل يرضمى ممن القمول‬
‫وكان الله بما يعملون محيطا ا * ها أنتم هممؤلء جممادلتم عنهممم فممي‬
‫الحياةا الدنيا فممن يجممادل اللممه عنهممم يموم القياممة أم ممن يكممون‬
‫عليهم وكيل ‪] ‬سورةا النساء الية ‪ 105‬إلى ‪.[109‬‬
‫ولقممد بينمما فيممما سممبق أغلوطممات السمميد الممدكتور وفممي‬
‫ومغالطاته وجهله‪ ،‬أو تجاهله لكتب الشيعة وعقائممدهم‪ ،‬ونريممد أن‬
‫نذيل بحثنا هذا بنظرةا خاطفة علمى مما كتبمه السمتاذ سمالم علمي‬
‫البهنساوي في كتابه )السنة المفترى عليها( حيث تعرض سيادته‬
‫لما كتبنا عن الشيعة وعممن عقائممدهم وآرائهممم حممول القمرآن فمي‬
‫كتابنمما )الشمميعة والسممنة( فوقممف موقممف المممدافع عممن الشمميعة‪،‬‬
‫والمكذب لما قلناه عنهم جمماهل ا قواعممد البحممث‪ ،‬ومبممادئ الخلف‪،‬‬
‫وأصول المناقشة‪ ،‬كما أثبت على نفسه أنه ل يعرف عن معتقدات‬
‫الشيعة وكتبهم التي تبحث فيها‪ ،‬كثيرا ا ول قلي ا‬
‫ل‪.‬‬
‫فإن السيد الستاذ البهنساوي عقد فصل ا مستقل ا في كتممابه‬
‫بعنوان )حوار حول دعوى تحريف الشيعة للقرآن( ]صممفحة ‪-26‬طا‬
‫دار البحوث العلمية الكويت الطبعة الولممى سممنة ‪1979‬م[‪ ،‬فكتممب‬
‫يقول‪:‬‬
‫"لقممد وجممدنا بيممن أهممل السممنة ومممن ينشممر كتبمما ا تتضمممن أن‬
‫الدعوةا إلى التقريب بين السنة والشيعة يممراد بهمما تقريممب السممنة‬
‫إلى معتقدات الشيعة التي تزعم أن القرآن الكريم محرف‪ ،‬وهممذه‬
‫وغيرها من البدعا الممتي تنسممجها اليممدي اليهوديممة الممتي هممي وراء‬
‫الشيعة المامية"‪.‬‬
‫وما جاء فممي هممذه الكتممب عممن تحريممف القممرآن )أممما الشمميعة‬
‫فممإنهم ل يعتقممدون بهممذا القممرآن الموجممود بيممن أيممدي النمماس‬
‫والمحفمموظ مممن قبممل اللممه العظيممم‪ ..‬مكممابرين للحممق وتمماركين‬
‫للصواب‪.‬‬
‫فهذا هو الختلف الحقيقي الساسي بين السنة والشيعة أو‬
‫بالتعبير الصحيح بين المسمملمين والشمميعة لنممه ل يكممون النسممان‬
‫مسلما ا إل باعتقماد أن القمرآن هممو الممذي بلغمه رسممول اللممه ‪ ‬إلممى‬
‫المسلمين بأمر من الله عز وجل(‪.‬‬
‫واستند هممذا الكتمماب وغيممره إلممى روايممات للمحممدث الشمميعي‬
‫الكليني في )الكافي في الصممول( واعتمبره كالبخمماري عنمد أهمل‬
‫الشيعة‪ .‬كما نقل الكاتب هذا عن ابن بابويه القمي‪ ،‬ووصممفه بممأنه‬
‫صدوق الشيعة" ]السنة المفترى عليهمما لسممالم علممي البهنسمماوي‬
‫ص ‪-66‬طا دار البحوث العلمية سنة ‪1979‬م[‪.‬‬
‫وبدل ا من أن يبحث في الروايممات ويتحقممق مممن نسممبتها إلممى‬
‫الكتب التي عزونا إليها‪ ،‬أو نقدها نقدا ا علميا ا معقو ا‬
‫ل‪ ،‬بدل هذا كله‬
‫كتب مقيما ا الحجة عليه وعلى عدم علمه ومعرفته فقال‪:‬‬
‫"ولما كان البحث في كتب إخواننا الشيعة لكل من قممرأ كتممب‬
‫إحسان ظهير ومحب الدين الخطيب وغيرهممما ليممس يسمميرا ا فقممد‬
‫جمعت ما تضمنته هممذه الكتممب وقرنممه بالمصممادر والمراجممع الممتي‬
‫نقلت عنها مممن كتممب الشمميعة‪ ،‬وعرضممت ذلممك علممى الخ الصممديق‬
‫المام محمد مهدي الصفي ليبين رأي أئمتهم في هذا الموضوعا"‬
‫]السنة المفترى عليها ص ‪.[67‬‬
‫فمن كان هذا مبلغ علمه أله أن يحكم بين النمماس؟ وأن يممبين‬
‫الحق من الباطل؟ وأن يفصل في القضية؟ أو يبممدي رأيمما حاسممما ا‬
‫للنزاعا بالترجيح أو التكذيب؟‬
‫وهل في العالم شخص يقر على نفسه وعلممى أهلممه بالخطممأ‬
‫والغلط؟ ويعترف بقصوره وجريمته؟‬
‫وهل ذكرنا كلما ا منقول ا عن غير أئمتهم حممتى يسممأل شمميعيا ا‬
‫عن رأي أئمته في الموضوعا؟‬
‫ثم ماذا كان رد العالم الشيعي غير الكلم الفارغ والدعوى بل‬
‫دليل أو بهان‪ ،‬دون التطرق إلى نقد الروايات الممتي أوردناهمما فممي‬
‫كتابنمما وأرسمملها إليممه السممتاذ البهنسمماوي حسممب قمموله‪ ،‬وبيممان‬
‫منطوقها ومفهومها‪ ،‬ودون بطلن نسبتها إلى قائليها‪ ،‬أو تجريممح‬
‫الكتب التي وردت فيها وغير ذلك من المور التي يتطلبها البحممث‬
‫العلمي والنقد الموضوعي‪ ،‬اللهم إل ما ذكممر عممن السمميد الخمموئي‬
‫ومحمممد رضمما المظفممر والبلغممي وكاشممف الغطمماء والطباطبممائي‬
‫بأنهم أنكروا التحريف في القرآن ]انظر‪ :‬صفحة ‪ 68‬وما بعممد مممن‬
‫الكتاب المذكور[‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أو ا‬
‫ل‪ :‬أن هؤلء الخمسة كلهم مممن المتممأخرين‬
‫ومن عصرنا هذا‪ ،‬وليسوا من العمدةا في المذهب‪ ،‬ول يعممدون مممن‬
‫أئمة التشيع‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬أن بعضا ا منهم كتبوا مقولتهم هذه في كتب دعائية لم‬
‫تكتب للشيعة بل كتبت لخداعا المسلمين أهممل السممنة‪ ،‬ولسممد بمماب‬
‫المطاعن عليهم‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬أن جميع المذكورين ممن يدينون بدين التشمميع‪ ،‬الممدين‬
‫الذي قالوا فيه نقل ا عن جعفر أنه قال‪:‬‬
‫"إنكم على دين من كتمه أعزه اللممه‪ ،‬ومممن أذاعممه أذلممه اللممه"‬
‫]الكافي للكليني ج ‪ 2‬ص ‪-222‬طا إيران وج ‪ 1‬ص ‪-485‬طا الهند[‪.‬‬
‫و"إن تسعة أعشار الدين في التقية‪ ،‬ول دين لمن ل تقية له"‬
‫]الكممافي فممي الصممول ج ‪ 2‬ص ‪-217‬طا إيممران وج ‪ 1‬ص ‪-482‬طا‬
‫الهند[‪.‬‬
‫سوف نذكر هذا البحث في محله من هذا الكتاب إن شاء الله‪.‬‬
‫رابعاا‪ :‬أن كل واحد من هؤلء لممم يفصممح عممن سممبب اعتقمماده‬
‫عدم التحريف في القرآن‪ ،‬ول الجممواب علممى ممما ورد عممن أئمتهممم‬
‫ورودا ا مستفيضا ا متواتراا‪.‬‬
‫خامساا‪ :‬لم يدعا واحد من هؤلء أن مذهب التشيع مبني علممى‬
‫آرائه وأقواله‪ ،‬كما لم يدعا العصمة لنفسه مممع إقممراره وإعلنممه أن‬
‫مذهبه مأخوذ من أئمته المعصومين الثنى عشر من علي وأولده‪،‬‬
‫ومبني على أقوالهم‪ ،‬وأفكارهم‪ ،‬وهذه الراء والفكممار لممم تنقممل‬
‫إل مممن كتممب الصممول الربعممة‪ ،‬أهمهمما وأجلهمما الكممافي للكلينممي‪،‬‬
‫والكتب الخرى التي نقلنا منها تلك المرويات الممتي تممدل صممراحة‬
‫على التحريف في القرآن‪.‬‬
‫سادساا‪ :‬أن ليس أحد من هؤلء يسمماوي أو يضمماهي أو يممداني‬
‫واحدا ا ممن جاهر بالقول بالتحريف مممن المتقممدمين والمتممأخرين‬
‫من المحدثين والمفسرين والفقهاء والمتكلمين‪ ،‬ولم يذكر هؤلء‬
‫الخمسة أولئك المجاهرين بممالتحريف إل بكممل التعظيممم والتكريممم‬
‫والجلل والتفخيمم وتلقيبهمم إيماهم بالئممة والكمبراء والزعمماء‬
‫والقممادةا‪ ،‬فممأين الخمموئي مممن الصممفار؟ والبلغممي مممن الكلينممي؟‬
‫والطباطبائي من القمي والعياشي والفرات الكوفي؟ والمظفممر‬
‫وكاشف الغطاء من المفيد‪ ،‬والطبرسي؟ أين هؤلء من أولئك؟‬
‫سابعاا‪ :‬لم يستطع هؤلء التقول بأنهم لممم يكونمموا معتقممدين‬
‫التحريف في القرآن‪.‬‬
‫ثامناا‪ :‬لم يبنوا فساد مقولتهم وسبب ضممعف أقمموالهم وعلممة‬
‫الضعف؟‪.‬‬
‫تاسممعاا‪ :‬بعممض هممؤلء أنفسممهم أوردوا فممي كتبهممم نفممس‬
‫الروايات التي تنص على التحريف فممي القمرآن دون التعممرض لهمما‬
‫بالنقد والجرح‪.‬‬
‫عاشراا‪ :‬لم يتجرأ واحممد منهممم علممى أن يكتممب كتابمما ا أو جممزءا ا‬
‫مستقل ا أو رسالة مستقلة لثبات عدم التحريف في القرآن والرد‬
‫على قائليه مع بيان بطلن ما ذهبوا إليه‪.‬‬
‫‪ ‬تلك عشرةا كاملة ‪]  ..‬سورةا البقرةا اليمة ‪  ،[196‬إن فمي‬
‫ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ‪] ‬س ورةا‬
‫ق~ في الية ‪.[37‬‬
‫‪ .. ‬قل هل يستوي الممذين يعلمممون والممذين ل يعلمممون إنممما‬
‫يتذكر أولوا اللباب ‪] ‬سورةا الزمر الية ‪.[9‬‬
‫ولو كان مجمرد النكممار يكفممي فل يلمزم خصممم مممن العمالمين‬
‫بشيء لنه أنكر‪ ،‬ووجد من ينكر معه مممن جممماعته اثنيممن أو ثلثممة‪،‬‬
‫فالسني مثل ا ل يلزم بشيء ورد في الصممحيحين‪ ،‬أو فممي الصممحاح‬
‫الخممرى غيرهممما‪ ،‬أو المجمماميع والمسممانيد‪ ،‬ولممو بطريممق الثقمماةا‬
‫الضباطا العدول؛ لنه ينكر صحته‪ !.‬دون الرجوعا إلممى قواعممد ثابتممة‬
‫وأسس متينة‪ ،‬وكممذلك الشممافعي والحنفممي والمممالكي والحنبلممي‪،‬‬
‫وأكثر من ذلك اليهودي والنصممراني والبمموذي وغيرهممم‪ ،‬يمكممن أن‬
‫يتظاهر الواحد منهم بإنكممار أي شميء ل يجممد الجمواب عنممه‪ ،‬ويجممد‬
‫نفسه في مأزأق ضيق حرج‪ ..‬مع إقرار قادتهم وسادتهم وأئمتهممم‬
‫وزأعممممائهم وعممممدائهم‪ ،‬وحججهمممم‪ ،‬وممممع إقرارهمممم بممممذهبهم‬
‫ودياناتهم‪.‬‬
‫نعم! يمكن القرار بممالتبرؤ مممن ذلممك المممذهب وتلممك الديانممة‬
‫بأني ل أؤمن بالمذهب الذي هذه تعليماته وإرشاداته‪ ،‬وتلك الديانة‬
‫التي هذه آراؤها‪ ،‬وأفكارها وتلك قواعدها وأسسها‪.‬‬
‫فكل من ينتسب إلى أهل السممنة ل يسممعه إنكممار ممما ورد مممن‬
‫سنة النبي الكريم ‪ ‬الثابتة عنه وما كان عليه أصحابه ما دام سنياا‪.‬‬
‫وأما إذا أراد ذلك )النكار( فله‪ ،‬ولكن ليس لممه أن يعممد نفسممه‬
‫من أهل السنة‪.‬‬
‫فعلى هذا ليس على الشيعة الثنى عشرية أن ينكروا ما ثبت‬
‫من عقائممدهم وممما تفممرعا وقممام عليممه مممذهبهم ممما داممموا يممدعون‬
‫التشيع‪.‬‬
‫ولهممم أن ينكممروا كممل ممما يرونممه مخالفمما ا للسمملم ومنافيمما ا‬
‫للفطرةا والعقل ممع ثبموته فمي ممذهبهم ومسملكهم‪ ،‬وكمونه ممن‬
‫العقائممد الساسممية لممديانتهم ولكممن مممع التممبرؤ مممن هممذه الديانممة‬
‫الزائفة التي تشتمل على مثل تلك العقائد الفاسدةا الواهية‪.‬‬
‫وإننا لنرحب بكل من يقدم علممى هممذا‪ ،‬ويقممول بهممذا القممول‪،‬‬
‫ويعلن بهممذا العتقمماد‪ ،‬وبممذلك سمميرتفع الخلف‪ ،‬ويحسممم النممزاعا‪،‬‬
‫ونكون عباد الله إخواناا‪ ،‬وإخوةا فممي العقيممدةا‪ ،‬يؤمنممون كلهممم بممما‬
‫نزل على محمد صلوات اللممه وسمملمه عليممه‪ ،‬وتممولى اللممه حفظممه‬
‫وصيانته من التغيير والتحريف بقوله‪  :‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له‬
‫لحافظون ‪] ‬صورةا الحجر‪.[9 :‬‬
‫وبقوله جل وعل‪  :‬ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد ‪] ‬سورةا فصلت‪.[42 :‬‬
‫ولقد أدرك خطر هذا العتقاد أي اعتقاد عممدم التحريممف فممي‬
‫القرآن محدثو الشيعة ومفسممروهم وأهممل الكلم والفقممه منهممم‪،‬‬
‫فلذلك قال قائلهم‪:‬‬
‫"اعلم أن تلك الخبار منقولة من الكتب المعتبرةا التي عليهمما‬
‫معممول أصممحابنا فممي إثبممات الحكممام الشممرعية والثممار النبويممة"‬
‫]المحدث النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب ص ‪.[252‬‬
‫و"إن الخبار في هذا الباب متممواترةا معنممى‪ ،‬وطممرح جميعهمما‬
‫يوجب رفع العتماد على الخبار رأساا‪ ،‬بممل ظنممي أن الخبممار فممي‬
‫همذا البماب ل يقص ر عمن أخبمار الماممة فكيمف يثبتونهما بمالخبر"‬
‫]خاتمة محممدثي الشمميعة الملك بمماقر المجلسممي فمي كتممابه ممرآةا‬
‫العقول نقل ا عن فصل الخطاب ص ‪.[353‬‬
‫و"إن هذه العقيدةا لمن ضروريات مذهب التشمميع" ]المفسممر‬
‫الشيعي المشهور في مقدمة تفسيره البرهان الفصل الرابممع ص‬
‫‪.[52‬‬
‫وإن كان من ينكر هممذا العتقمماد مممع انتسممابه إلممى الشمميعة ل‬
‫ينكر إل تقية‪ ،‬وقد نممص علممى ذلممك الكممثيرون مممن علممماء الشمميعة‪،‬‬
‫ومنهم السيد أحمد سلطان أحد أعيان القوم في الهند‪:‬‬
‫"إن علماء الشيعة الذين أنكروا التحريف في القرآن ل يحمل‬
‫إنكارهم إل على التقية" ]تصحيف كاتبين ص ‪-18‬طا الهند[‪.‬‬
‫وهذه العبارةا نص في المسألة‪.‬‬
‫وقبل أن ننتقل إلى موضوعا آخر نريد أن نذكر ههنا أن السيد‬
‫الصفي الذي أرسممل إليممه السمميد البهنسمماوي – حسممب مقممولته –‬
‫الروايات التي أرودناها في كتابنا )الشيعة والسنة( لبيممان عقيممدةا‬
‫الشيعة في القرآن‪ ،‬والتي تزيد على ستين رواية لم يممبين العممالم‬
‫الشيعي المذكور فيها رأيه حسب البحث العلمي السليم‪ ،‬كممما لممم‬
‫يتكلم في قيمة الكتب التي وردت فيها هذه الروايات‪ ،‬وكممذلك لممم‬
‫يستطع أن ينكر علينا قولنا بممأن الكلينممي عنممد الشمميعة كالبخمماري‬
‫عندنا‪ ،‬وابمن بمابويه القممي همو الملقمب بالصمدوق عنمد الشميعة‪،‬‬
‫اللهم إل ما ذكر عن رواية أوردناها في كتابنا عن علي بن إبراهيم‬
‫القمممي فممي تفسمميره عممن أبيممه عممن الحسممين بممن خالممد فممي آيممة‬
‫الكرسي‪:‬‬
‫إن أبا الحسن علمي بمن موسمى الرضما – الممام الثمامن عنمد‬
‫الشيعة‪ -‬قرأ آية الكرسي هكذا‪" :‬الله ل إله إل هو الحي القيمموم ل‬
‫تأخذه سنة ول نوم له ما في السماوات وما في الرض وما بينهما‬
‫وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادةا‪ ،‬الرحمن الرحيممم" ]تفسممير‬
‫القمي ج ‪ 1‬ص ‪ 84‬طا إيران[‪.‬‬
‫فقال بعد ذكر هذه الرواية‪ :‬إنها رواية غيمر معتمبرةا وضمعيفة‬
‫لن الحسين بن خالد الصيرفي أحد الرواةا في سلسلة الحديث لم‬
‫تثبت وثاقته ]السنة المفترى عليها للبهنساوي ص ‪.[73‬‬
‫ويا ليته عمل هذا العمل في جميع الروايممات الممتي أوردناهمما‪،‬‬
‫وانتقممدها انتقممادا ا علميمماا‪ ،‬حممتى يعلممم الجميممع ويعممرف الكممل‪ ،‬أن‬
‫الروايات التي وردت في هذا الموضوعا ضعيفة فعل ا لدى الشمميعة‪،‬‬
‫ومجروحة‪ ،‬فليس لمخالف في الرأي والعقيممدةا أن يلزمهممم بمثممل‬
‫هذه الروايات الواهيات‪ ،‬ولكن أنى له ولغيره أن يتجرأ علممى هممذا؟‬
‫لن الحاديث في هذا الموضوعا جاوزأت ألفي حديث وخبر‪.‬‬
‫ثم من يشجع السيد الصفي ومن يسلك مسمملكه ويطمئنهممم‬
‫على أن أهل السنة ل يعرفون عن رواةا الشمميعة شمميئاا‪ ،‬ويجهلممون‬
‫كتب رجال القوم‪ ،‬من يضمن لهم كل هذا؟!‪ .‬فلذلك ترى أنهم عند‬
‫تهربهم من مثل هذه المآزأق وتسللهم بعيدا ا عممن هممذه البحمماث ل‬
‫يلتجئون إلى البحممث الموضمموعي والنقممد العلمممي إل إلممى النكممار‬
‫المحض الذي ل يشبع ول يغني من جوعا‪.‬‬
‫فحمدا ا لله أن السيد المذكور تجاسر وأقممدم علممى هممذا حممتى‬
‫وجده الستاذ البهنساوي والدكتور عز الدين إبراهيممم كافيمما ا للممرد‬
‫علينا وعلى محب الدين الخطيب‪.‬‬
‫لكن ما هي الحقيقة؟ وما هممو الصممدق؟ تعممالوا انظمروا معممي‬
‫لكي ينجلي الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون‪.‬‬
‫فالسيد الصفي على دأب أسلفه الذين جعلمموا الكممذب دينممه‬
‫وديدنه‪ ،‬فإنه يدعي‪ ،‬نقل ا عن أحممد المعاصممرين‪ ،‬أن أحممد رواةا هممذه‬
‫الرواية‪ ،‬وهو الحسين بن خالد الصيرفي لم تثبت وثمماقته‪ ،‬مممع أنممه‬
‫من أصحاب موسى الكاظم – المام السابع المعصوم عند الشمميعة‬
‫– وعلي بن موسى الرضا – المام الثامن المعصوم عندهم – ولقممد‬
‫صرح بذلك الطوسي الملقب بشيخ الطائفة الشيعية فممي رجمماله‪،‬‬
‫فذكر أنه من أصحاب الكاظم ]رجممال الطوسممي ص ‪ – 347‬طا قممم‬
‫إيران[‪ ،‬وأنه من أصحاب الرضا ]ص ‪.[373‬‬
‫ده‬
‫وكذلك الرجالي الشيعي القديم أبو جعفر أحمد البرقي عمم ت‬
‫من أصحاب موسى الكاظم ]انظر‪ :‬كتاب الرجممال للممبرقي ص ‪-53‬‬
‫طا طهران[‪.‬‬
‫وكذلك الردبيلي الحائري في كتابه )جامع الرواةا( ]انظممر‪ :‬ج‬
‫‪ 1‬ص ‪-238‬طا قم إيران[‪.‬‬
‫وقال فيه آية الله الزنجاني‪ ،‬الذي يلقبونه بممالفقيه المحقممق‬
‫المدقق سماحة الحجة آية الله الشيخ موسى‪:‬‬
‫ده الشمميخ مممن أصممحاب الرضمما‬
‫الحسين بن خالد الصيرفي عمم ت‬
‫عليه السلم وقبله من أصممحاب الكمماظم‪ ،‬ثممم ذكممر بعممض مرويمماته‬
‫ومن روى عنه‪ ،‬ومن يروي عنهم‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫وجل رواياته دالة على حسن اعتقاده‪ ،‬أحمماديثه علممى كثرتهمما‬
‫وجودتها في غاية السممتقامة‪ ،‬والغممالب روايتممه عممن الرضمما عليممه‬
‫السلم‪ ،‬والكثر رواية عنه علي بن معبد‪ ،‬ل أحسب الرجل إل ثقممة‬
‫جلي ا‬
‫ل‪ ،‬وأعد ممما رواه فممي الصممحيح" ]الجممامع فممي الرجممال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪-594‬طا قم إيران سنة ‪1394‬ه[‪.‬‬
‫فهذا هو الرجممل الممذي قممال عنممه السمميد الصممفي‪ :‬لممم تثبممت‬
‫وثاقته‪ ،‬والذي لجله ضعف الرواية‪.‬‬
‫فماذا يقممول المنصممفون فيممه بعممد ثبمموت صممحابيته لمممامهم‬
‫ووثاقته؟‬
‫زأد على ذلك أن هذه الرواية ليست بفريدةا في موضوعها‪ ،‬بل‬
‫ز‬
‫لها شواهد ومتابعات في تفسير القمي وغير القمي‪.‬‬
‫والسيد الصفي معذور في ذلك‪ ،‬حيممث اختممار روايممة واحممدةا‪،‬‬
‫من روايات كثيرةا أوردناها من تفسير القمي في هممذا الموضمموعا‪،‬‬
‫وهذه حقيقة نقده وجرحه‪ ،‬وجرأته على مثل هذا القدام‪.‬‬
‫ثمم اختمار السميد الممذكور روايمة واحمدةا كمذلك ممن الكمافي‬
‫للكليني‪ ،‬وتكلم على أحد رواتها مع أنه أئمتممه فممي الرجممال ذكممروا‬
‫بأن ذلك الراوي وهو معلي بن محمد يعتمد عليه شمماهداا‪ ،‬ولكممي ل‬
‫يطول بنا الحديث نسأله هو‪ ،‬وليفهم البهنساوي وغيره‪:‬‬
‫لممماذا لممم يتكلممم علممى أول روايممة أوردناهمما فممي كتابنمما مممن‬
‫الكليني في كافيه لثبات عقيدةا التحريف والحذف والنقصان في‬
‫القممرآن؟ هممي روايممة مشممهورةا معروفممة‪ ،‬ونممص فممي الموضمموعا‬
‫نسوقها فيما يلي‪:‬‬
‫"عن علي بن الحكم عن هشام بن سممالم عممن أبممي عبممد اللممه‬
‫)جعفر( عليه السلم قال‪ :‬إن القرآن الممذي جمماء بممه جبريممل عليممه‬
‫السمملم إلممى محمممد ‪ ‬يزيممد سممبعة عشممر آلمف آيممة" ]الكممافي فمي‬
‫الصول للكليني‪ ،‬كتاب فضل القرآن ج ‪ 2‬ص ‪-634‬طا إيران[‪.‬‬
‫مممع أن القممرآن الموجممود بأيممدي النمماس آيمماته سممتة آلف آيممة‬
‫وكسر" ]وقد أخطأ الدكتور وافممي فممي هممذا أيضمما ا حيممث قممال‪ :‬إن‬
‫الكليني ينسب إلى المام الصممادق مممن القممول‪ :‬إن القممرآن الممذي‬
‫نزل على محمد ‪ ‬يزيد سبعمائة وسممبع وثلثيممن آيممة علممى القممرآن‬
‫الذي نتلوه[‪.‬‬
‫فماذا يقول الصفي ومن دونه مممن علممماء الشمميعة أجمعيممن‬
‫في هذه الرواية ورواتها حيث أنهمما صممريحة فممي معناهمما‪ ،‬واضممحة‬
‫في مفهومها‪ ،‬ل تحتمل التأويل والتفسير‪ ،‬وإن رواتها لمعدودون‬
‫على النامل‪ ،‬معروفون مشهورون لدى الشيعة؟‬
‫أما محمد بن يعقوب الكليني فهو هو‪ ،‬وأممما علممي بممن الحكممم‬
‫فقد كتب عنه الردبيلي الحائري بعممد ممما ذكممر أنممه هممو الممذي روى‬
‫الرواية المذكورةا في باب فضل القرآن وفي باب النوادر‪:‬‬
‫"ثقة جليل القدر" ]جامع الرواةا ج ‪ 1‬ص ‪.[575‬‬
‫والتفرشي في كتابه نقد الرجال ]ص ‪-234‬طا قم إيران[‪.‬‬
‫وأما هشام بن سالم فقد ذكره شيخ الطائفة الطوسممي فممي‬
‫أصحاب جعفر الصادق ]رجال الطوسي ص ‪.[329‬‬
‫وكذلك في أصحاب موسى الكاظم ]ص ‪.[363‬‬
‫وقال الرجالي الشيعي القديم النجاشي‪:‬‬
‫هشام بن سالم الجواليقي‪ ..‬روى عممن أبممي عبممد اللممه وأبممي‬
‫الحسن عليهما السلم‪ .‬ثقة ثقة ]رجال النجاشممي ص ‪-305‬طا قممم‬
‫إيران[‪.‬‬
‫ونقممل الحممائري بعممد ذكممر هممذا كلممه عممن شمميخ الطائفممة فممي‬
‫فهرسته أنه صحيح العقيممدةا معممروف الوليممة غيممر مممدافع ]جممامع‬
‫الرواةا ج ‪ 2‬ص ‪.[315‬‬
‫وقممد ذكممر الكشممي فممي مممدحه روايممات ]انظممر لممذلك‪ :‬رجممال‬
‫الكشي ص ‪.[239‬‬
‫وأمما أب عبممد اللمه جعفمر بمن البمماقر فمقممامه معممروف لمدى‬
‫الشيعة حيث يعدونه معصوما ا ل يخطئ‪ .‬فهذه هي الرواية الولممى‬
‫التي أوردناها في مبحثنا‪ :‬الشيعة والقرآن‪ :‬فممي كتابنمما )الشمميعة‬
‫والسنة( الذي أرسله الستاذ البهنساوي إلى السيد الصممفي‪ ،‬فل‬
‫ندري لماذا تخطى السيد الصفي هذه الرواية والروايات الكممثيرةا‬
‫الخرى المنقولة في الكافي أيضا ا إلى الرواية التي جعلها غرضمما ا‬
‫لنقده وجرحه؟ إل أنه لم يجد في رواةا بقية الروايات من يستطيع‬
‫أن يتكلم فيهم؟‬
‫وها نحن نعلن بأننا نرحب بكل عالم شمميعي ينممبري ويتصممدى‬
‫لتضعيف روايات أوردناها في كتبنا حول هذا الموضوعا من أمهات‬
‫كتممب الشمميعة وأهممم مراجعهممم سممالكا ا مسمملك النقممد والجممرح‬
‫المعروف‪ ،‬وملتزما ا القواعد الثابتة والسممس المعروفممة فممي هممذا‬
‫الشأن‪.‬‬
‫فهذه حقيقة رد الشيعة علينا‪ ،‬وهذه حقيقة الحوار المزعمموم‬
‫حول عقيدةا الشيعة في القرآن‪.‬‬
‫ولممو كممان السممتاذ البهنسمماوي متحريمما ا عممن الحممق وطالبمما ا‬
‫الحقيقة لكان عليه أن يتثبت من الموضوعا ويرسل بيممان الصممفي‬
‫إلينا قبل إدراجه في كتابه‪ ،‬سامحنا الله وإياه وغفر له ما بدر منممه‬
‫على إضلله كثيرا ا من المسلمين أهل السنة‪.‬‬
‫وقبل أن نختم الكلم في هذا الموضوعا نريممد أن نمبين شممبهة‬
‫سمم و‬
‫ذج أهممل السممنة بهممذا‬
‫أخرى يثيرها الشيعة‪ ،‬ويقع فيها كثير من م‬
‫الخصوص‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أن الشيعة ل يقرءون إل هذا القممرآن ول يتنمماقلون بينهممم إل‬
‫هذا نفسه‪ ،‬وإن كان لهم قرآن غير هذا فأين هو؟‬
‫فإن لم يكونوا يؤمنون به‪ ،‬ويعتقدون فيه التحريممف والحممذف‬
‫والنقصان فلماذا يقرءونه؟‬
‫فالجواب‪ :‬إن من يقول بهذا الكلم من أهممل السممنة ل يقمموله‬
‫إل جهل ا بمعتقات الشيعة ومروياتهم ومممن يقمموله مممن الشمميعة ل‬
‫يقمموله إل خممداعا ا للمسمملمين أهممل السممنة وتغطيممة للحممق وتعميممة‬
‫للبصار‪ ،‬لن القوم نصوا على ذلك وصرحوا بممأن القممرآن الصمملي‬
‫المحفوظ هو عند القائم من ولد علي رضي الله عنه‪ ،‬وأن الشيعة‬
‫أمروا بقراءةا هذا القرآن إلى أن يخرج القائم كما يممروي الكلينممي‬
‫في كافيه عن سالم بن سلمة أنه قال‪:‬‬
‫قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السمملم وأنمما أسمممع حروفمما ا‬
‫من القرآن ليس على ما يقرأه النمماس فقممال أبممو عبممد اللممه عليممه‬
‫ف عن هذه القراءةا اقرأ كما يقممرأه النمماس حممتى يقمموم‬
‫السلم‪ :‬ك ت‬
‫القائم‪ ،‬فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل علممى حممده وأخممرج‬
‫المصحف الذي كتبه علي عليه السلم‪ ،‬وقال‪ :‬أخرجممه علممي عليممه‬
‫السلم إلى الناس حين فرغ منه وكتبه‪ ،‬فقال لهم‪ :‬هذا كتاب الله‬
‫عز وجل كما أنزله الله على محمد ‪ ، ‬ل حاجة لنا فيممه‪ ،‬فقممال‪ :‬أممما‬
‫والله ل ترونه بعد يومكم هذا أبداا‪ ،‬إنما كان علي أن أخممبركم حيممن‬
‫جمعته لتقرءوه" ]الكافي في الصول ج ‪ 2‬ص ‪-633‬طا طهران[‪.‬‬
‫وروى أيضا ا بسنده‪:‬‬
‫عن عدةا من أصحابنا عن سهل بن زأياد عن محمد بن سليمان‬
‫عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫"جعلت فداك إنا نسمع اليات في القرآن ليس هي عندنا كم‬
‫نسمعها ول نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم‪ ،‬فهل نأثم؟ فقال‪:‬‬
‫ل! إقرءوها كما تعلمتم فيجيئكم من يعلمكم" ]الكممافي بمماب‬
‫أن القرآن يرفع كممما أنممزل ج ‪ 3‬ص ‪-119‬طا طهممران‪ ،‬وص ‪-664‬طا‬
‫الهند[‪.‬‬
‫ا‬
‫ا‬
‫وأيضا ما رواه الطبرسي في )الحتجماج( كمذبا علمى أبمي ذر‬
‫رضي الله عنه أنه قال‪:‬‬
‫لما توفى رسول الله ‪ ‬جمع علي عليه السمملم القممرآن وجمماء‬
‫به إلى المهاجرين والنصار وعرضه عليهممم لممما قممد أوصمماه بممذلك‬
‫رسول الله ‪ ، ‬فلما فتحممه أبممو بكممر خممرج فممي أول صممفحة فتحهمما‬
‫فضائح القوم‪ ،‬فوثب عمر فقال‪ :‬يا علي! اردده فل حاجة لنا فيه‪،‬‬
‫فأخذه علي عليه السلم وانصرف‪ ،‬ثم أحضر زأيممد بممن ثممابت وكممان‬
‫قارئا ا للقرآن‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬إن عليا ا عليه السلم جاءنمما بممالقرآن‬
‫وفيه فضائح المهاجرين والنصار وقد أردنا أن تؤلممف لنمما القممرآن‬
‫وتسقط منه ممما كممان فيممه فضمميحة وهتممك للمهمماجرين والنصممار‪،‬‬
‫فأجابه زأيد إلى ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬فإن أنا فرغت من القممرآن علممى ممما‬
‫سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه‪ ،‬أليس قد بطممل كممل ممما قممد‬
‫عملتم؟ ثم قال عمر‪ :‬فما الحيلة؟ قال زأيممد‪ :‬أنتممم أعلممم بالحيلممة‪،‬‬
‫فقال عمر‪ :‬ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه؟ فدبر في قتلممه‬
‫على يد خالد بن الوليد‪ ،‬فلم يقدر على ذلك‪ ،‬وقد مضى شرح ذلك‪.‬‬
‫فلممما اسممتخلف عمممر سممأل عليمما ا أن يممدفع إليهممم القممرآن‬
‫فيحرفوه فيما بينهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الحسن! إن كنت جئت بممه إلممى‬
‫أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه‪ ،‬فقال علممي عليممه السمملم‪:‬‬
‫هيهات! ليس إلى ذلك سبيل‪ ،‬إنما جئت بممه إلممى أبممي بكممر لتقمموم‬
‫الحجة عليكم ول تقولوا يوم القيامة إنا كنمما عممن هممذا غممافلين‪ ،‬أو‬
‫تقولوا ما جئتنا به‪ ،‬إن القرآن الذي عندي ل يمسممه إل المطهممرون‬
‫والوصياء من ولدي‪ ،‬فقال عمر‪:‬‬
‫فهل وقت لظهاره معلوم؟‬
‫قال علي عليه السلم‪ :‬نعم! إذا قام القائم من ولدي يظهره‬
‫ويحمل الناس عليه‪ ،‬فتجري السنة به" ]الحتجمماج للطبرسممي ج ‪1‬‬
‫ص ‪ ،228‬الصافي للكاشاني ج ‪ 1‬ص ‪.[27‬‬
‫وعلى ذلك جعلوا من عقائدهم‪:‬‬
‫"وواجمب علينما أن نعتقمد أن الق رآن الصملي لمم يغيمر ولمم‬
‫يبدل‪ ،‬وهو الموجود عند إمام العصر الغائب عجل الله فرجه ل عند‬
‫غيره" ]عقائد الشيعة الفارسي علي أصغر الممبروجردي ص ‪-27‬طا‬
‫إيران[‪.‬‬
‫وقال الكرماني‪:‬‬
‫"وقممع التحريممف والتصممحيف والنقممص فممي القممرآن ‪ ..‬وأن‬
‫القرآن المحفوظ ليس إل عنممد القممائم‪ ..‬وإن الشمميعة لمجبممورون‬
‫على أن يقرءوا هذا القرآن تقية بممأمر آل محمممد عليهممم السمملم"‬
‫]تذييل في الرد على هاشممم الشممامي ص ‪ 13‬وممما بعممد‪-‬طا كرمممان‬
‫إيران[‪.‬‬
‫وقال المفسر الفيض الكاشاني فممي تفسمميره ردا ا علممى مممن‬
‫يقول بعدم التحريف في القرآن‪:‬‬
‫أقول‪ :‬يكفي في وجوده فممي كممل عصممر وجمموده جميعمما ا كممما‬
‫أنزله الله محفوظا ا عند أهله ووجود ما احتجنا إليه منممه عنممدنا وإن‬
‫لم نقدر على الباقي" ]تفسير الصافي المقدمة السادسة ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.[36‬‬
‫وقال السيد نعمممت اللممه الجزائممري مجيبمما ا علممى نفممس هممذه‬
‫الشبهة‪:‬‬
‫فإن قلت‪ :‬قد جازأت القراءةا في هذا القرآن مع ما لحقه مممن‬
‫التغيير؟‬
‫قلت‪ :‬قد روى في الخبار أنهم عليهم السلم أمروا شيعتهم‬
‫بقراءتهم هذا القرآن الموجود بأيدي الناس فممي الصمملةا وغيرهمما‬
‫والعمل بأحكامه حتى يظهمر مولنما صماحب الزممان فيرتفممع هممذا‬
‫القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم فيقرأ ويعمل بأحكممامه‪ ..‬والخبممار الممواردةا‬
‫بهذا المضمون كمثيرةا جمداا" ]النموار النعمانيمة للجزائمري ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.[364 ،363‬‬
‫ا‬
‫وأخيممرا ننقممل ممما ذكممره المفسممر الشمميعي المشممهور السمميد‬
‫هاشم البحراني المتوفى عام ‪1108‬ه‪:‬‬
‫اعلم أن الحق الذي ل محيص عنممه بحسممب الخبممار المتممواترةا‬
‫التية وغيرها أن هذا القرآن الممذي فممي أيممدينا قممد وقممع فيممه بعممد‬
‫رسول الله ‪ ‬شيء من التغييرات‪ ،‬وأسقط الذي جمعوه كثيرا ا مممن‬
‫الكلمات واليات‪ ،‬وإن القرآن المحفمموظ عممما ذكممر‪ ،‬الموافممق لممما‬
‫أنزله الله تعالى‪ ،‬ما جمعه علي عليه السلم وحفظه إلى أن وصل‬
‫إلى ابنه الحسن عليه السلم‪ ،‬وهكممذا إلممى أن انتهممى إلممى القممائم‬
‫عليه السلم‪ ،‬وهو اليوم عنده صمملوات اللممه عليممه" ]البرهممان فممي‬
‫تفسير القرآن مقدمة ص ‪.[36‬‬
‫ا‬
‫وبعد هذا كلممه ل نممرى أن أحممدا ينطلممي عليممه كممذب القمموم أو‬
‫تخفى عليه عقيدتهم الحقيقية الصلية ونسأل اللممه عممز وجممل أن‬
‫يهدينا وإياهم إلممى سممواء السممبيل‪ ،‬وجعلنمما وإيمماهم ممممن يسممتمع‬
‫القول ويتبع أحسنه ويعممرف الخطممأ ول يصممر عليممه ول يعانممد‪ ،‬بممل‬
‫يرجع إلى الحق والصواب‪.‬‬
‫الباب الثالث‬
‫سنة النبوية‬
‫الشيعة الثنا عشرية وال س‬
‫إن الصل الثاني من أصول الشريعة السلمية هو السنة‪ .‬أي‬
‫ممما ثبممت عممن رسممول اللممه ‪ ‬قممول ا أو فعل ا أو تقريممراا‪ .‬وقممد أمرنمما‬
‫بالتمسممك بهمما ‪ .. ‬وم ا آتمماكم الرسممول فخممذوه وممما نهمماكم عنممه‬
‫فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ‪] ‬سورةا الحشر الية ‪.[7‬‬
‫وإن الرسول ‪ ‬هو الناطق بالوحي ‪ ‬وما ينطممق عممن الهمموى *‬
‫إن هو إل وحي يوحى ‪] ‬سورةا النجم الية ‪.[3‬‬
‫وعلى ذلك جعلت طاعته طاعة اللممه ومعصمميته معصممية اللممه ‪‬‬
‫من يطع الرسول فقد أطاعا الله ومن تولى فمما أرسملناك عليهمم‬
‫حفيظا ا ‪] ‬سورةا النساء الية ‪.[80‬‬
‫‪ ‬ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبممع غيممر‬
‫سبيل المممؤمنين نمموله ممما تممولى ونصممله جهنممم وسمماءت مصمميرا ا ‪‬‬
‫]سورةا النساء الية ‪.[115‬‬
‫ولممذلك قرنممت إطاعممة الرسممول بإطاعممة اللممه ‪ ‬أطيعمموا اللممه‬
‫ورسوله ول تولوا عنه وأنتم تسمعون ‪] ‬سورةا النفال الية ‪.[20‬‬
‫واليات في هذه المعنممى كممثيرةا جممداا‪ ،‬ومنكممر السممنة النبويممة‬
‫الثابتة عن كافر‪ ،‬كما أن منكر القرآن خارج عن الملممة السمملمية‪،‬‬
‫لن السممنة بيممان للقممرآن وتوضممح وشممرح لممه وتفسممير لمعممانيه‬
‫ومطالبه ‪ .. ‬وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم‬
‫يتفكرون ‪] ‬سورةا النحل الية ‪.[44‬‬
‫وعلى ذلك قال المام ابن حزم الندلسي‪:‬‬
‫لو أن امرأ قال‪ :‬ل نأخذ إل بما وجدنا في القرآن لكان كممافرا ا‬
‫بإجماعا المة" ]الحكام في أصول الحكام[‪.‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫إنما احتججنا في تكفيرنا من استحل خلف ما صح عنممده عممن‬
‫رسول الله ‪ ‬بقول الله تعالى مخاطبا ا لنبيه ‪: ‬‬
‫‪ ‬فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شممجر بينهممم ثممم ل‬
‫يجدوا في أنفسهم حرجا ا مما قضيت ويسمملموا تسممليما ا ‪] ‬س ورةا‬
‫النساء الية ‪.[65‬‬
‫فكل ما يصدر عن رسول الله ‪ ‬ويثبت عنه صممدوره‪ ،‬منكممره ل‬
‫يكون مؤمنا ا بنص القرآن‪.‬‬
‫وهذا الموضوعا لممه تفصمميل فممي محلممه ل نريممد الطنمماب فيممه‬
‫ههنا‪.‬‬
‫ومحممل الشمماهد فممي هممذا المبحممث أن السممنة النبويممة علممى‬
‫صمماحبها الصمملةا والسمملم لهمما منزلتهمما ومكانتهمما فممي التشممريع‬
‫السلمي‪ ،‬كما أنهمما مممن السممس الممتي تحسممم النزاعممات الدينيممة‬
‫والمذهبية حسب قول الله عز وجل‪:‬‬
‫‪ .. ‬فإن تنازأعتم في شمميء فممردوه إلممى اللممه والرسممول إن‬
‫كنتم تؤمنون بالله واليوم الخر ذلك خير وأحسن تممأويل ا ‪] ‬س ورةا‬
‫النساء الية ‪.[59‬‬
‫ولكن الشيعة ل يقرون بهذا الصل الثاني مثل عدم إقرارهم‬
‫بالصممل الول‪ ،‬وبنفممس النقممول والحيممل‪ ،‬وبنفممس المقممولت‬
‫والعلل‪.‬‬
‫فإنهم يقولون‪ :‬إن السنة النبوية منقولة عن طريق أصممحاب‬
‫محمد صلوات الله وسمملمه عليممه‪ ،‬وإن أصممحابه ارتممدوا كلهممم بممما‬
‫فيهم سادةا بني هاشم وغيره من النصممار والمهمماجرين إل ثلثممة‪:‬‬
‫مقداد‪ ،‬وأبو ذر‪ ،‬وسمملمان‪ ،‬وهممؤلء لممم يممرو عنهممم إل القليممل بممل‬
‫وأقل من القليل‪ ،‬وأما البقية فل يطمئن إليهم ول إلى مرويمماتهم‬
‫لنقلبهم على أعقابهم إلى الكفر – نعوذ بالله من ذلك ونسممتغفر‬
‫الله من الكذب المتعمد على الرسول – ول يعتمد عليهم ول يوثممق‬
‫بأخباره‪ ،‬فإنها ساقطة‪ ،‬مكذوبة‪ ،‬موضوعة‪.‬‬
‫فكل حديث أو خبر نقل عن أحد من هؤلء‪ ،‬أو ورد فممي سممنده‬
‫أحد ينتهممج منهجهممم ويتبممع خطمماهم يسممقط مممن العتبممار‪ ،‬فهممذه‬
‫قاعدةا محكمة متينة في مصطلح الحديث عندهم‪ ،‬حتى أقممر بممذلك‬
‫محمد الحسين آل كاشف الغطمماء فممي كتممابه الممدعائي المشممهور‪،‬‬
‫الذي لم يكتبه إل لخداعا المسلمين أهممل السممنة تغطيممة للحقممائق‪،‬‬
‫وتعمية عليهم الصدق‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫إنهم )الشيعة( ل يعتبرون بشيء من السنة أعنممي الحمماديث‬
‫النبوية إل ما صح لهم عن طريق أهل المبيت عمن جمدهم يعنمي مما‬
‫رواه الصادق عن أبيه الباقر عن أبيه زأيممن العابممدين عممن الحسممين‬
‫السبط عن رسول الله سلم الله عليهم جميعاا‪ ،‬أما ما يرويه مثممل‬
‫أبي هريرةا وسمممرةا بممن جنممدب ومممروان بممن الحكممم وعمممران بممن‬
‫حطممان الخممارجي وعمممرو بممن العمماس ونظممائرهم فليممس لممه عنممد‬
‫المامية من العتبار مقدار بعوضة‪ ،‬وأمرهم أشممهر مممن أن يممذكر"‬
‫]أصل الشيعة وأصولها ص ‪-79‬طا مؤسسة العلمي ببيروت[‪.‬‬
‫وقد فصل القول في ذلممك حسممين بممن عبممد الصمممد العمماملي‬
‫المتوفى سنة ‪984‬ه في كتابه الممذي كتبممه فممي مصممطلح الحممديث‬
‫]ويعد الشيعة كتابه هذا ثاني مؤلف في علوم الحديث لديهم‪ ،‬وقد‬
‫سبقه في ذلممك أسممتاذه الملقممب بالشممهيد الثمماني‪) .‬انظممر ريمماض‬
‫العلماء([ يقممول فيممه العمماملي ردا ا علممى أهممل السممنة فممي تعممديل‬
‫الصحابة رضوان الله عيهم أجمعين‪:‬‬
‫وقد جممازأف أهممل السممنة كممل المجازأفممة بممل وصمملوا إلممى حممد‬
‫المخارفة فحكموا بعدالة الصحابة من لبس منهم الفتن ومممن لممم‬
‫يلبس‪ ،‬وقد كان فيهم المقهورون على السلم‪ ،‬والداخلون على‬
‫غير البصيرةا‪ ،‬والشكاك‪ ،‬كما وقع من فلتات ألسنتهم الكممثير‪ .‬بممل‬
‫كان فيهم المنافقون‪ ،‬كما أخبر به الباري جل ثناؤه‪ ،‬وكممان فيهممم‬
‫شاربو الخمر‪ ،‬وقاتلو النفممس‪ ،‬وفمماعلو الفسممق والمنكممرات‪ ،‬كممما‬
‫نقله عنهم‪ ،‬وما نقلنا نحممن بعضممه فيممما سممبق مممن صممحاحهم مممن‬
‫الحمماديث المتكممثرةا المتممواترةا المعنممى يممدل علممى ارتممدادهم بعممد‬
‫رسول الله ‪ ‬فضل ا عن فسقهم – ثم قال ‪ :-‬إن الصحابة على ثلثة‬
‫أقسممام‪ :‬معلمموم العدالممة ]ومعممروف أن الروايممة ل تقبممل إل عممن‬
‫معلوم العدالة كما عرف المؤلف المذكور‪ :‬الصحيح‪ ،‬هو ممما اتصممل‬
‫سنده بالعدل المامي الضابط مثله حتى يصل إلى المعصمموم مممن‬
‫غير شذوذ ول علة‪ .‬انظر‪ :‬كتاب وصول الخيار إلى أصول الخبممار‬
‫ص ‪-93‬طا مطبعممة الخيممام قممم سممنة ‪1401‬ه[‪ ،‬ومعلمموم الفسممق‪،‬‬
‫ومجهول الحال‪ ،‬أما معلوم العدالة فكسلمان والمقداد وممممن لممم‬
‫يمل عن أهل البيت طرفة عين‪..‬‬
‫وأما معلوم الفسق والكفر فكم مال عن أهل الممبيت وأظهممر‬
‫لهم البغض والعداوةا والحرب‪ ،‬فهذا يدل على أنه لم يكن آمن‪ ،‬بممل‬
‫كان منافقا ا أو أنه ارتد بعد النبي ‪ ‬كما جاء فممي الخبممار الصممحيحة‬
‫عندهم‪ ،‬لن من يحب النبي ‪ ‬ل يبغض ول يحارب أهممل بيتممه الممذين‬
‫أكد الله ورسوله كل التأكيد في مدحهم والوصممية بهممم والتمسممك‬
‫بحبهم‪ ..‬وهؤلء نتقرب إلى الله تعالى ورسوله ببغضممهم وسممبهم‬
‫وبغض من أحبهم – ومن هم يا تممرى؟‪ -‬والجابممة نقل ا عممن علممي ‪:-‬‬
‫هم الذين – بقوا بعده )رسول الله ‪ ( ‬فتقربوا إلممى أئمممة الضممللة‬
‫والدعاةا إلى الضلل بالزور والكممذب والبهتممان‪ ،‬فولمموهم العمممال‬
‫وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم أموال الدنيا‪ ،‬وإنما الناس‬
‫مع الملوك والدنيا إل من عصمه الله" ]وصول الخيار إلممى أصممول‬
‫الخبار تحسين العاملي ص ‪ 162‬وما بعد[‪.‬‬
‫وتكفير عثمان‪ :‬بأنه كان يحكممم بغيممر ممما أنممزل اللممه" ]انظمر‪:‬‬
‫صفحة ‪.[78‬‬
‫وتكفير معاوية‪ :‬على أنه كان يحمل غل ا كامناا‪ ،‬وكفرا ا باطنمماا"‬
‫]انظر‪ :‬صفحة ‪.[79‬‬
‫وتكفير عائشة أم المؤمنين‪ :‬حيث كذب على النبي أن رسول‬
‫الله قام خطيبا ا فأشار نحو مسكن عائشة وقال‪:‬‬
‫ورفضنا عامة أصحابه‪ ،‬وطرحنا ما تفردوا بنقله‪ ،‬إل من علمنا‬
‫من الصلح كسلمان والمقداد وعمار بن ياسر وأبي ذر وأشباههم‬
‫من أتقياء الصحابة وأجلئهم المقررين في كتممب الرجممال عنممدنا"‬
‫]وصول الخيار إلى أصول الخبار لحسين بن عبد الصمد العمماملي‬
‫ص ‪.[84‬‬
‫ثم بتين الحكم العام فقال‪:‬‬
‫"فصحح العامة كلها وجميع ما يروونه غيممر صممحيح" ]وصممول‬
‫الخيار إلى أصول الخبار ص ‪.[94‬‬
‫وقد بالغوا في هذا إلى أن جاوزأوا جميع الحدود حتى قالوا‪:‬‬
‫الصل في التشريع عندهم هو مخالفة أهل السنة‪ ،‬وممما روى‬
‫عنهم وعممن أعيممانهم وعلممى رأسممهم أصممحاب رسممول اللممه ‪ ،‬وممما‬
‫يرونه من الرأي كما نقلنا ذلك سابقا ا وكما سنذكره بعد قليل‪.‬‬
‫وبهممذا يظهممر أنهممم ل يؤمنممون بالصممل الثمماني مممن أصممول‬
‫دعون ذلممك!‬
‫الشممريعة السمملمية وهممو السممنة‪ ،‬ول تغممتر بممأنهم يمم و‬
‫فدعواهم في هذا ل تختلف عن دعواهم في اليمان بالقرآن‪ ،‬لن‬
‫ما روي بطرقهم عن علمي بمن أبممي طمالب رضممي اللمه عنمه‪ ،‬عمن‬
‫رسول الله ‪ ‬فنزر يسير جدا ا أيضاا‪ ،‬وما روي عممن جعفممر عممن بمماقر‬
‫بممن زأيممن العابممدين عممن الحسممين عممن علممي فهممو أقممل القليممل‪،‬‬
‫وصحاحهم الربعة وكتبهمم ف ي الحمديث الخمرى تش هد علمى مما‬
‫قلناه‪.‬‬
‫وكذلك ما روي عن أصحاب النبي الصلةا الذين لم يرتدوا مممن‬
‫بين أصحاب رسول الله ‪ ‬أجمعيممن – حسممب زأعمهممم – أي المقممداد‬
‫وأبي ذر وسلمان فلم يرووا عنهم عممن رسممول اللممه ‪ ‬فمي كتبهممم‬
‫أنفسهم إل ما يعد على النامل‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك أن جل المرويات بل كلها عن علي رضي اللممه‬
‫عنه وعن هؤلء الصحاب الثلثة ليست من قسم المتواتر بل هممي‬
‫أخبار آحاد‪.‬‬
‫والحاد ل تمموجب العلممم عنممد الشمميعة قاطبممة ول العمممل عنممد‬
‫الجمهممور‪ ،‬وهممو الممرأي الراجممح عنممد الشمميعة‪ ،‬ل كممما ظنممه السمميد‬
‫الدكتور وافي وصممرح بممه فممي كممتيبه ]انظممر‪ :‬بيممن الشمميعة وأهممل‬
‫السنة ص ‪ [45‬فيقول العاملي‪:‬‬
‫"ثم الخبار‪ ،‬منها المتواتر‪ :‬وهو ما رواه جماعة يحصل العلممم‬
‫بقولهم بعدم إمكان تواطئهم على الكذب عادةا‪ ،‬ويشترطا ذلك في‬
‫كل طبقاتهم صممحيحا ا كممان أو غيممر صممحيح‪ ،‬وهممو مقبممول لوجمموب‬
‫العمل بالعلم‪ ،‬وهذا ل يكاد يعرفه المحدثون في الحاديث لقلتممه‪..‬‬
‫وحديث الغدير متواتر عندنا" ]وصول الخيممار إلممى أصممول الخبممار‬
‫ص ‪.[92‬‬
‫وأما الحاد فقممد قممال شمميخهم المفيممد فممي ذلممك فممي كتممابه‬
‫العقائدي المشهور تحت عنوان "القول في أخبار الحاد"‪:‬‬
‫"وأقول‪ :‬إنه ل يجب العلم ول العمل بشيء من أخبار الحاد‪..‬‬
‫وهذا مذهب جمهور الشيعة وكثير من المعتزلة والمحكمة وطائفة‬
‫من المرجئة وهو خلف لما عليه متفقهة العامة )أي أهممل السممنة(‬
‫وأصحاب الرأي" ]أوائل لمقالت في العقائد والمختارات للمفيممد‬
‫ص ‪.[139‬‬
‫ومثل ذلك ذكر العاملي عن الشريف المرتضى الملقب بعلممم‬
‫الهدى عند الشيعة وجماعة من كبار العلماء حيث قال‪:‬‬
‫والسيد المرتضى رحمه الله تعالى وجماعة من كبممار علمائنمما‬
‫منعوا من العمل به محتجين بعدم الدليل الدال على وجوب العمل‬
‫به‪ .‬وإذا لم يقم دليل على وجوب العمل لم يعمل به‪ ،‬كممما أنممه لممم‬
‫يقم دليل على وجوب صلةا سادسة‪ .‬قالوا‪ :‬وممما نقلتممموه مممن أن‬
‫الصحابة ومن بعدهم كانوا يعملون بأخبار الحاد‪ ،‬فهي أيضا ا أخبار‬
‫آحاد ل تفيد علماا‪ ،‬والعمل بخبر الواحد مسألة أصولية ول يجوزأ أن‬
‫يكون مستندها ظناا‪ ،‬فكيف تعلمون أن الله تعب تممدكم بالعمممل بخممبر‬
‫الواحد؟ وبعد التسمليم بصمدق همذه الحمماديث؟ إنمما علمم لكممم أن‬
‫الصحابة عملوا عندها ل بها‪ .‬فجازأ أن يكونموا تمذاكروا بهما نصما ا أو‬
‫تأيد بها عنممدهم دليممل آخممر‪ ،‬فالتسمماوي حاصممل الشممك‪ ،‬والتوقممف‬
‫فرض من فقد الدليل القاطع" ]رسول الخيار إلى أصول الخبممار‬
‫ص ‪.[186‬‬
‫وهذا مع أن رواةا الشيعة الذين عليهممم مممدار نقممل الحمماديث‬
‫الشيعية رواةا مختلفون في توثيقهم وتضعيفهم‪ ،‬فشممخص واحممد‬
‫يوثق ويحكم بعدالته وهو نفسه يضعف ويحكم بفسقه بممل كفممره‪،‬‬
‫ل من قبل المهممرةا والنقمماد فممي الحممديث والرجممال بممل مممن قبممل‬
‫المعصومين – حسب زأعم الشمميعة – أنفسمهم‪ ،‬والممذين عصمممتهم‪:‬‬
‫"كعصمة النبيمماء‪ ،‬وأنهممم ل يجمموزأ منهممم صممغيرةا إل ممما قممدم ذكممر‬
‫جوازأه على النبياء‪ ،‬وأنه ل يجوزأ لهم سهو في شمميء مممن الممدين‪،‬‬
‫ول ينسون شيئا ا من الحكام‪ ،‬وعلى هممذا مممذهب سممائر الماميممة"‬
‫]أوائل المقالت للمفيد ص ‪.[74‬‬
‫وخيممر مثممال لممذلك رواةا الشمميعة الربعممة الممذين هممم مممدار‬
‫الروايات الشيعية ومحورها‪.‬‬
‫وهم أقطمماب الحمماديث وأوتادهمما لممدى القمموم‪ ،‬عليهممم تممدور‬
‫رحى الروايات زأرارةا بن أعين‪ ،‬وأبو بصير الليث المرادي‪ ،‬ومحمممد‬
‫بممن مسمملم‪ ،‬وبريممد بممن معاويممة العجلممي‪ ،‬الممذين قممال فيهممم إمممام‬
‫الشيعة السادس المعصوم – حسب زأعمهم – جعفر بن الباقر‪:‬‬
‫"ما أجد أحدا ا أحيا زأكرنا وأحمماديث أبممي إل زأرارةا‪ ،‬وأبممو بصممير‬
‫ليث المرادي‪ ،‬ومحمد بن مسلم‪ ،‬وبريد بن معاوية العجلممي‪ ،‬ولممول‬
‫هؤلء ما كان أحد يستنبط هممذا‪ ،‬هممؤلء حفمماظ الممدين وأمنمماء أبممي‬
‫علممى حلل اللممه وحرامممه‪ ،‬وهممم السممابقون إلينمما فممي الممدنيا‬
‫والسابقون إلينا في الخرةا" ]رجممال الكشممي ص ‪– 125 ،124‬طا‬
‫مؤسسة العلمي للمطبوعات بالعراق تحت ذكر زأرارةا بن أعين[‪.‬‬
‫فانظر ماذا يقول فيهم القوم من توثيقهم وتضعيفهم‪ ،‬ومن‬
‫المدح فيهم واللعن عيهم‪ ،‬فزرارةا بن أعيممن قممال فيممه جميممل بممن‬
‫دراج أحد رواةا الشيعة المشهورين‪:‬‬
‫"ما كنا حول زأرارةا بن أعين إل بمنزلة الصممبيان فممي الكتمماب‬
‫حول المعلم" ]رجال الكشي ص ‪.[123‬‬
‫وقال فيه جعفر بن محمد الباقر‪:‬‬
‫"رحم الله زأرارةا بممن أعيممن‪ ،‬لممول زأرارةا ونظممراؤه لندرسممت‬
‫أحاديث أبي" ]رجال الكشي ص ‪.[124‬‬
‫وقال فيه علي بن موسى الرضمما – المممام الثممامن المعصمموم‬
‫لممدى الشمميعة‪" :‬أتممرى أحممدا ا كممان أصممدعا بحممق مممن زأرارةا" ]رجممال‬
‫الكشي ص ‪.[130‬‬
‫وقممال فيممه النجاشممي‪" :‬زأرارةا شمميخ أصممحابنا فممي زأمممانه‬
‫ومتقدمهم‪ ،‬وكان قارئا ا فقيها ا متكلما ا شاعرا ا أديبمماا‪ ،‬قممد اجتمعممت‬
‫فيممه خلل الفضممل والممدين" ]رجممال النجاشممي ص ‪-125‬طا قممم‬
‫إيران[‪.‬‬
‫وقال علي بممن داود الحلممي‪" :‬زأرارةا كممان أصممدق أهممل زأمممانه‬
‫وأفضلهم‪ ،‬قال فيه الصادق عليممه السمملم‪" :‬لممول زأرارةا لقلممت إن‬
‫أحاديث أبي لتذهب" ]كتاب الرجممال لبممن داود الحلممي ص ‪-156‬طا‬
‫طهران[‪.‬‬
‫ومثل ذلك قمال ابمن المطهمر الحلمي ]انظمر‪ :‬رجمال العلممة‬
‫الحلي ص ‪.[76‬‬
‫وقال الحائري‪" :‬أجمعت العصابة على تصممديقه والنقيمماد لمه‬
‫به" ]جامع الرواةا ج ‪ 1‬ص ‪.[324‬‬
‫ومثممل ذلممك الزنجمماني ]انظممر الجممامع فممي‪ :‬الرجممال ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.[789‬‬
‫هذا – والكشي روى في كتابه عن علي بن أبي حمزةا عن أبي‬
‫عبد الله )جعفر( قال‪:‬‬
‫"قلت‪ :‬الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم‪ ،‬قال )جعفممر(‪:‬‬
‫أعاذنا الله وإياك من ذلك الظلم‪ ،‬قلت‪ :‬ما هو؟‬
‫قال )جعفر( ‪ :‬هو واللممه ممما أحممدث زأرارةا وأبممو حنيفممة وهممذا‬
‫الضرب‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬الزنا معه؟‬
‫قال‪" :‬الزنا ذنب" ]رجال الشكي ص ‪.[132 ،131‬‬
‫ومثل ذلك روي عن أبي بصير وعن هارون بن خارجة‪.‬‬
‫وروى الكشي أيضا ا عن كليب الصميداوي أنهمم كمانوا جلوسما ا‬
‫ومعهم عزافر الصيرفي وعدةا من أصحابهم‪ ،‬معهم أبممو عبممد اللممه‬
‫رضي الله عنه‪ ،‬قال‪ :‬فابتدعا أبو عبد الله من غير ذكممر لبممي زأرارةا‬
‫فقال‪" :‬لعممن اللممه زأرارةا‪ ،‬لعممن اللممه زأرارةا‪ ،‬لعممن اللممه زأرارةا ثلث‬
‫مرات" ]رجال الكشي ص ‪.[135‬‬
‫وروي أيضا ا عن عمران الزعفراني ]قد حمماول بعممض الشمميعة‬
‫التوفيق بين هذه الروايات بقوله‪ :‬إن الروايات التي وردت في ذم‬
‫زأرارةا والقدح فيممه فإنهمما ضممعيفة لوجممود محمممد بممن عيسممى فممي‬
‫إسممنادها‪ .‬انظممر‪ :‬نقممد الرجممال للتفرشممي ص ‪ ،137‬مممع أن أكممثر‬
‫الروايممات الممتي ورد فيهمما الممذم لممزرارةا والقممدح فيممه ليممس فممي‬
‫إسنادها محمد بن عيسى بل هممي مرويممة بطممرق متعممددةا كممثيرةا[‪،‬‬
‫سمعت أبا عبممد اللممه رضممي اللممه عنممه يقممول‪ :‬ممما أحممدث أحممد فممي‬
‫السلم ما أحدث زأرارةا من البدعا عليه لعنة اللممه" ]رجممال الكشممي‬
‫ص ‪.[134‬‬
‫وعن ليث المرادي أنه قال‪ :‬سمعت أبمما عبممد اللممه رضممي اللممه‬
‫عنه يقول‪:‬‬
‫ا‬
‫"ل يموت زأرارةا إل تائها" ]رجال الكشي ص ‪.[134‬‬
‫وروى عن القصير أنه قال‪:‬‬
‫"استأذن زأرارةا بن أعين وأبممو الجممارود‪ ،‬علممى أبممي عبممد اللممه‬
‫رضي الله عنه قال‪ :‬يا غلم! أدخلهما‪ ،‬فإنهممما عجل المحيمما وعجل‬
‫الممات" ]رجال الكشي ص ‪.[135‬‬
‫وهذا هو زأرارةا الذي قالوا فيه‪:‬‬
‫"أفقممه الوليممن سممتة‪ ،‬وأفقممه السممتة زأرارةا" ]نقممد الرجممال‬
‫للتفرشي ص ‪.[137‬‬
‫وعدد من أصممحاب محمممد البمماقر وأصممحاب جعفممر بممن البمماقر‬
‫]انظر رجممال الممبرقي ص ‪ 14‬و ‪ ،16‬ورجممال الطوسممي ص ‪ 123‬و‬
‫‪.[201‬‬
‫وأنه من أصحاب موسى بن جعفر الكاظم أيضا ا ]انظر‪ :‬رجال‬
‫الطوسي ص ‪ ،350‬وكتاب الرجال للبرقي ص ‪.[47‬‬
‫فرجل كهذا الذي أدرك ثلثة مممن الئمممة المعصممومين حسممب‬
‫زأعم الشيعة وروى عنهم‪ ،‬يختلفممون فيممه هممذا الختلف‪ ،‬يوثقممونه‬
‫بمأعلى ألفمماظ التوثيممق ويضممعفونه بمأدنى درجمة التضمعيف‪ ،‬ممرةا‬
‫يقولون فيممه‪ :‬إن أبمما عبممد اللممه جعفممر بممن محمممد البمماقر – المممام‬
‫السادس المعصوم الذي ل ينطق عن الهوى – قال له‪:‬‬
‫"يا زأرارةا! إن اسمك في أسامي أهل الجنة" ]رجال الكشممي‬
‫ص ‪.[122‬‬
‫وقال عن زأرارةا‪:‬‬
‫"أما ما رواه زأرارةا عن أبي جعفر فل يجمموزأ لممي رده" ]رجممال‬
‫الكشي ص ‪.[122‬‬
‫ومرةا قال فيه‪:‬‬
‫"زأرارةا شر من اليهممود والنصممارى ومممن قممال‪ :‬إن اللممه ثممالث‬
‫ثلثممة‪ ،‬وقممال‪ :‬إن مممرض فل تعممده‪ ،‬وإن مممات فل تشممهد جنممازأته"‬
‫]رجال الكشي ص ‪.[142‬‬
‫وروى الكشي أيضا ا عن ميسر أنه قال‪:‬‬
‫"كنا عند أبي عبد اللممه فمممرت جاريممة فممي جممانب الممدار علممى‬
‫عنقها قمقم قد نكسته‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد الله رضي اللممه عنممه‪:‬‬
‫فما ذنبي أن الله قممد نكممس زأرارةا كممما نكسممت هممذه الجاريممة هممذا‬
‫القمقم" ]رجال الكشي ص ‪.[142‬‬
‫وأما أبو جعفر أعني محمدا ا الباقر فكان يعتقد فيممه بممأنه مممن‬
‫جواسيس الحكام وعيونهم عليه‪ .‬وأنه يبلغ إليهم أخباره وأعممماله‬
‫كما روى الكشي أيضا ا عن هشام بن سالم أنه قال‪:‬‬
‫"إن زأرارةا سأل أبا جعفر )محمدا ا البمماقر( عليممه السمملم عممن‬
‫جوائز العمال؟ فقال‪ :‬ل بأس به‪.‬‬
‫ثم قال )أبممو جعفممر محمممد البمماقر(‪ :‬إنممما أراد زأرارةا أن يبلممغ‬
‫هشاما ا – ابن عبد الملممك – إنممي أحممرم أعمممال السمملطان" ]رجممال‬
‫الكشي ص ‪.[139‬‬
‫وعلى ذلك كان يكممره ابنممه جعفممر أن يممدخل عليممه زأرارةا كممما‬
‫روى الكشي عن الوليد بن صبيح قال‪:‬‬
‫"مررت بروضة من المدينة فإذا إنسان قممد جممذبني‪ ،‬فممالتفت‬
‫فممإذا أنمما بممزرارةا‪ ،‬فقممال لممي‪ :‬اسممتأذن لممي علممى صمماحبك‪ ،‬قممال‪:‬‬
‫فخرجت من المسممجد ودخلممت علممى أبممي عبممد اللممه عليممه السمملم‬
‫فأخبرته الخبر‪ ،‬فضرب بيده على صدره‪ ،‬ثم قال أبو عبد الله عليممه‬
‫السلم‪ :‬ل تأذن له‪ ،‬ل تأذن له‪ ،‬ل تأذن له‪ ،‬فإن زأرارةا يريدني علممى‬
‫كبير السن‪ ،‬وليس من دينممي ول ديممن آبممائي" ]رجممال الكشممي ص‬
‫‪.[142‬‬
‫وأممما زأرارةا نفسممه فكممان يشممك فممي علممم جعفممر بممن البمماقر‬
‫وإمامته وإمامة ابنه موسى الكاظم كما روى الكشي صممريحا ا عممن‬
‫ابن مسكان أنه قال‪:‬‬
‫"سمعت زأرارةا يقول‪ :‬رحم الله أبا جعفممر‪ ،‬وأممما جعفممر فممإن‬
‫في قلب عليه لفتة" ]رجال الكشي ص ‪.[131‬‬
‫وكما روي عن زأياد بن أبي الهلل في رواية طويلة أن زأرارةا‬
‫قال له عن أبي عبد الله جعفر‪:‬‬
‫"صاحبكم هذا ليس له بصر بكلم الرجال" ]رجال الكشممي ص‬
‫‪.[133‬‬
‫وأممما موسممى بممن جعفممر الملقممب بالكمماظم فمممع أن الشمميعة‬
‫ورجالهم يعدون زأرارةا من أصحابه‪ ،‬لكن الكشي يصمرح فممي عديممد‬
‫من الروايات أنه لم يعتقد بإمامته‪ ،‬ونورد هنا رواية عممن نضممر بممن‬
‫شعيب عن عمة زأرارةا قالت‪:‬‬
‫"لما وقع زأرارةا واشتد به قال‪:‬‬
‫نمماوليني المصممحف‪ ،‬فنمماولته وفتحتممه ووضممعته علممى صممدره‬
‫وأخذه مني‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫يا عمة! اشهدي أن ليس لي إممام غيمر هممذا الكتماب" ]رجممال‬
‫الكشي ص ‪.[139‬‬
‫فهذا هو أحد أساطين الرواية في الحديث عند الشيعة وهممذه‬
‫هي أحواله من حيث التوثيق والتضعيف والتعممديل والتجريممح عنممد‬
‫القوم أنفسهم وفي أم كتاب الرجال عنممدهم‪ ..‬تلممك الممتي تنمماول‬
‫تراجم الرواةا والمحدثين والعلماء لدى هذه الطائفة‪ ،‬والتي قممالوا‬
‫فيها‪" :‬أهم الكتب في هذا الموضوعا من مؤلفات المتقدمين هممي‬
‫أربعة كتب‪ ،‬عليها المعول وهي الصممول الربعممة فمي هممذا البماب‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪1‬م رجال الكشي‪.‬‬
‫‪2‬م رجال النجاشي‪.‬‬
‫‪3‬م رجال الطوسي‪.‬‬
‫‪4‬م الفهرست للطوسي‪.‬‬
‫وأقدم هذه الكتب الربعة هو رجال الكشممي" ]مقدمممة رجممال‬
‫الكشي للسيد أحمد الحسيني ص ‪.[4‬‬
‫وأما الثاني فهو أبو بصير ليث المرادي‪ ،‬فقممد قممالوا فيممه‪ :‬إن‬
‫جعفر بن محمد قال فيه وفي أصحابه‪:‬‬
‫"بشر المخبتين بالجنة‪ :‬بريد بن معاويممة العجلممي‪ ،‬وأبمما بصممير‬
‫البختري المرادي‪ ،‬ومحمد بن مسلم‪ ،‬وزأرارةا‪ ،‬أربعممة نجبمماء‪ ،‬أمنمماء‬
‫الله في حلله وحرامه لول هؤلء انقطعت آثار النبوةا واندرسممت"‬
‫]رجال الكشي ص ‪ 152‬تحت ذكر أبي بصير ليث المرادي[‪.‬‬
‫"وكان هذا من أصحاب الباقر وأصحاب جعفممر أيضمما ا كممم ذكممر‬
‫ذلك البرقي في رجاله" ]ص ‪ 13‬وص ‪ ،18‬أيضمما ا رجممال الطوسممي‬
‫ص ‪ 134‬وص ‪.[278‬‬
‫"وعده من أصحاب موسى الكاظم أيضاا" ]ص ‪.[358‬‬
‫ومثل ما روي عن جعفر فيه بأنه من المبشرين بالجنممة‪ ،‬روى‬
‫عن أبيه محمد الباقر أيضا ا نفس ذلك‪.‬‬
‫وأنه لوله لنقطعت آثار النبوةااندرست" ]كتاب الرجال لبن‬
‫داود الحلي ص ‪.[393 ،392‬‬
‫وعده في القسم الول من الرجال يعني من الثقات‪.‬‬
‫وذكره النجاشي أيضمما ا بممأنه مممن أصممحاب البمماقر وجعفممر بممن‬
‫الباقر‪ ،‬وله كتاب يرويه جماعة ]رجال النجاشي ص ‪.[225‬‬
‫كما عده ابن المطهر الحلي مممن الثقممات الممذين يعتمممد علممى‬
‫روايتهم ]رجال العلمة الحلي ص ‪.[137‬‬
‫وكذلك التفرشي في كتابه‪ ،‬وقال‪ :‬إنه من أصممحابنا الماميممة‬
‫]نقد الرجال للتفرشي ص ‪.[287‬‬
‫ورووا عن ميل بن دراج أنه قال‪:‬‬
‫أوتاد الرض وأعلم الدين أربعممة‪ :‬أحممدهم ليممث بممن البخممتري‬
‫المرادي ]جامع الرواةا للحائري ج ‪ 2‬ص ‪.[34‬‬
‫كما ذكر القمي عن شعي العقرقوفي أنه قال‪:‬‬
‫"قلت لبي عبد الله )عا(‪ :‬ربما احتجنمما أن نسممأل عممن شمميء؟‬
‫فمن نسأل؟ قال‪:‬‬
‫عليك بالسدي يعني أبا بصير‪ ،‬والخبر في أعلى درجة الصحة‬
‫]انظر‪ :‬الكنى واللقاب ج ‪ 1‬ص ‪-18‬طا قم إيران[‪.‬‬
‫وروى الكشي فيه عن داود بن سرحان أنه قال‪:‬‬
‫"إني لحدث الرجال الحديث وأنهاه عن الجدال والمممراء فممي‬
‫دين الله‪ ،‬فأنهاه عن القيمماس فيخممرج مممن عنمدي فيتممأول حمديثي‬
‫على غير تأويله‪ ،‬إني أمرت قوما ا أن يتكلموا‪ ،‬ونهيممت قوممماا‪ ،‬فكممل‬
‫يؤول لنفسه‪ ،‬يريد المعصية لله ولرسمموله‪ ،‬فلممو سمممعوا وأطمماعوا‬
‫لودعتهم ما أودعا أبي أصحابه‪ ،‬إن أصحاب أبممي كممانوا زأينمماا‪ ،‬أحيمماء‬
‫وأمواتاا‪ ،‬وأعنممي زأرارةا ومحمممد بممن مسمملم ومنهممم ليممث المممرادي‬
‫وبريممد العجلممي‪ ،‬هممؤلء القوامممون بالقسممط‪ ،‬هممؤلء القوامممون‬
‫بالقسط‪ ،‬وهؤلء السابقون أولئك المقربون" ]رجال الكشممي ص‬
‫‪.[152‬‬
‫وأيضا ا ما رواه عممن شممعيب العقرقمموفي عممن أبممي بصممير أنممه‬
‫قال‪:‬‬
‫ا‬
‫"دخلت على أبي عبد الله )عا( فقممال لممي‪ :‬حضمرت عليمما عنممد‬
‫موته؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم! وأخبرني أنك ضمنت لممه الجنممة وسممألني أن‬
‫أذكرك ذلك‪ .‬قال‪ :‬صدق‪ .‬قال‪:‬‬
‫فبكيت‪ ،‬ثم قلت‪ :‬جعلت فممداك‪ ،‬فممما لممي ألسممت كممبير السممن‬
‫الضعيف الضرير البصير المنقطع إليكم فاضمنها لي‪ .‬قال‪:‬‬
‫قد فعلت‪ .‬قممال‪ :‬قلممت‪ :‬اضمممنها لممي علممى آبائممك وسممميتهم‬
‫واحدا ا واحداا‪ .‬قال‪ :‬فعلت‪ .‬قلت‪:‬‬
‫فاضمنها لي على رسول الله ‪ . ‬قال‪ :‬قد فعلت‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬اضمنها لي على اللمه تعمالى‪ .‬قمال‪ :‬ف أطرق ثمم‬
‫قال‪ :‬قد فعلت" ]رجال الكشي ص ‪.[152‬‬
‫هذا من جانب‪ ،‬وهذه المبالغة من ناحيممة‪ ،‬ومممن ناحيممة أخممرى‬
‫روى فيه الكشي عن حماد الناب أنه قال‪:‬‬
‫"جلس أبو بصير على باب أبي عبممد اللممه ليطلممب الذن‪ ،‬فلممم‬
‫يؤذن له‪ ،‬فقال أبو بصير‪:‬‬
‫لو كان معنا طبق لذن‪ .‬قال‪ :‬فجاء كلب فشغر ]شغر الكلممب‪:‬‬
‫رفع رجله ليبول[ في وجه أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬أف أف‪ ،‬ما هذا؟‬
‫قال جليسه‪ :‬هذا كلب شغر في وجهممك" ]رجممال الكشممي ص‬
‫‪.[155‬‬
‫وروى الكشي‪ :‬أنه كان يدخل بيوت الئمة وهو جنممب ]انظممر‪:‬‬
‫رجال الكشي ص ‪.[152‬‬
‫ا‬
‫وكان أبو بصير هذا دائما يتهم جعفر بن الباقر بجمعمه للممال‬
‫وحبه للدنيا‪ ،‬كما روى الكشي عديدا ا من الروايات في هذا المعنى‪،‬‬
‫منها ما رواه عن ابن أبي يعفور أنه قال‪:‬‬
‫"خرجت إلى السواد أطلب دراهم للحج ونحممن جماعممة وفينمما‬
‫أبو بصير المرادي قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫يا أبا بصير! اتق الله وحج بمالك فإنممك ذو مممال كممثير‪ ،‬فقممال‪:‬‬
‫اسممكت فلممو أن الممدنيا وقعممت لصمماحبك لشممتمل عليهمما بكسممائه"‬
‫]رجال الكشي ص ‪.[152‬‬
‫وأيضا ا عن حماد بن عثمان أنه قال‪:‬‬
‫"خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلممى الحيممرةا أو إلممى بعممض‬
‫المواضع فتذكرنا الدنيا‪ ،‬فقال أبو بصير المرادي‪:‬‬
‫أما إن صاحبكم لو ظفر بها لستأثر بها؟ قال‪ :‬فأغفى‪ ،‬فجاء‬
‫كلب يريد أن يشغر عليه فذهبت لطرده‪ ،‬فقال ابممن أبممي يعفممور‪:‬‬
‫دعه‪ ،‬فجاءه حتى شغر في أذنه" ]رجال الكشي ص ‪.[154‬‬
‫وكان ل يؤمن بإمامة موسى بن جعفر‪ ،‬كما كان يتهمممه بعممدم‬
‫العلممم ومعرفممة الحكممام‪ ،‬كممما روى الكشممي أيضمما ا عممن شممعيب‬
‫العقرقوفي عن أبي بصير قال‪ :‬سألت أبا عبد اللممه عليممه السمملم‬
‫عن امرأةا تزوجممت ولهمما زأوج‪ ،‬فظهممر عليهمما قممال‪ :‬ترجممم المممرأةا‬
‫ويضرب الرجل مائة سوطا لنه لم يسأل‪ .‬قال شعيب‪:‬‬
‫فدخلت على أبي الحسممن – موسممى بممن جعفممر – فقلممت لممه‪:‬‬
‫امرأةا تزوجت ولها زأوج؟‬
‫قال‪ :‬ترجم المرأةا ول شيء على الرجممل‪ .‬قممال‪ :‬فلقيممت أبمما‬
‫بصير فقتل‪ :‬سألت موسى بن جعفر عليه السلم عن المرأةا التي‬
‫تزوجت ولها زأوج‪ .‬قال‪ :‬ترجم المرأةا ول شيء على الرجل‪ .‬قممال‬
‫)شعيب( ‪ :‬فمسح صدره وقال )أبو بصر( ‪ :‬ما أظن صاحبنا تنمماهى‬
‫حكمه بعد" ]رجال الكشي ص ‪.[154 ،153‬‬
‫وفي رواية أخرى‪ :‬فضممرب بيممده علممى صممدره يحكهمما وقممال‪:‬‬
‫"أظن صاحبنا ما تكامل علمه" ]رجال الكشي ص ‪.[154‬‬
‫وروى الكشي عن علي بن الحسن بن فضال أنه قال‪:‬‬
‫"إن أبا بصير كان مختلطاا" ]رجال الكشي ص ‪.[155‬‬
‫وأخيرا ا ما قاله ابن الغضايري‪" :‬كان أبو عبد الله عليه السلم‬
‫يتضجر به ويتبرم‪ ،‬وأصحابه يختلفممون فممي شممأنه" ]جممامع الممرواةا‬
‫للردبيلي الحائري ج ‪ 2‬ص ‪.[34‬‬
‫فهممذا هممو الرجممل الثمماني مممن رواةا الشمميعة الكبممار ونقلممه‬
‫أحمماديثهم‪ ،‬تضمماربت فيممه الراء وتعارضممت فيممه القمموال‪ ،‬حممتى ل‬
‫يدرى على أيها يعتمد‪ :‬على توثيق الرجل وصحة مروياته‪ ،‬أم علممى‬
‫تضممعيف الرجممل وعممدم وثمماقته وخطممأ العتممماد علممى مرويمماته‬
‫وأخباره؟‪.‬‬
‫وأما الثالث فمحمد بن مسلم ليس شأنه وحمماله بأحسممن مممن‬
‫أحوالهم‪ ،‬كما أن الراء المتعارضة ليست بأقل مما ذكرت وسردت‬
‫فيهما‪ ،‬فهذه هي مقولت القوم فيه‪ ،‬فيقول النجاشي‪:‬‬
‫"محمد بن مسلم بن رباح أبو جعفر الوقسي الطحان مممولى‬
‫ثقيف العور‪ ،‬وجه أصحابنا بالكوفة‪ ،‬فقممه ورعا‪ ،‬صممحب أبمما جعفممر‬
‫وأبا عبد الله عليهما السلم وروى عنهما‪ ،‬وكان مممن أوثممق النمماس‬
‫لهما" ]رجال النجاشي ص ‪.[226‬‬
‫وذكره الطوسي أيضا ا أنه من أصحاب الباقر ]رجال الطوسي‬
‫ص ‪.[135‬‬
‫ومممن أصممحاب جعفممر بممن البمماقر أيضمما ا ]رجممال الطوسممي ص‬
‫‪.[300‬‬
‫كما ذكره البرقي أيضا ا من أصممحابهما ]انظممر‪ :‬كتمماب الرجممال‬
‫للبرقي ص ‪.[17 ،9‬‬
‫وذكممره ابممن داود فممي القسممم الول مممن الموثمموقين ]كتمماب‬
‫الرجال للمحلي ص ‪.[336‬‬
‫وذكر ابممن المطهممر الحلممي نقل ا عممن الكشممي‪ :‬أن محمممد بممن‬
‫مسلم من حواري أبي جعفر محمد بن علي وابنه جعفر بن محمممد‬
‫الصادق عليهما السلم" ]رجال العلمة الحلي ص ‪.[150‬‬
‫وهو الذي روى فيممه الكشممي كممما سممبق أن جعفممر بممن محمممد‬
‫قال‪ :‬إنه من النجباء الربعة الذين حفظمموا آثممار النبمموةا وأخبارهمما‪،‬‬
‫كما روى الكشي أيضا ا أنه روى عن أبي جعفر محمد الباقر ثلثيممن‬
‫ألف حديث‪ ،‬وروى عن ابنه جعفر سممتة عشممر ألممف حممديث ]انظممر‪:‬‬
‫رجال الكشي ص ‪.[146‬‬
‫وأيضا ا ما رواه عن هشام بن سالم أنه قال‪:‬‬
‫أقام محمد بن مسلم بالمدينة أربممع سممنين يممدخل علممى أبممي‬
‫جعفر عليه السلم يسأله‪ ،‬ثم كممان يممدخل علممى جعفممر بممن محمممد‬
‫يسأله‪ .‬قال أبو أحمد‪:‬‬
‫"فسمعت عبد الرحمن بن الحجاج وحماد بن عثمان يقممولن‪:‬‬
‫ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم" ]رجال الكشممي‬
‫ص ‪.[150 ،149‬‬
‫وروى التفرشي عن الكشي أيضا ا عن عبد الله بن أبي يعفور‬
‫قال‪" :‬قلت لبي عبد الله عليه السلم‪ :‬إنه ليس كل ساعة ألقاك‪،‬‬
‫ويمكن القدوم ويجيء الرجل مممن أصممحابنا وليممس عنممدي كممل ممما‬
‫يسألني عنه‪ .‬قال‪:‬‬
‫فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي‪ ،‬فإنه سمع مممن أبممي‬
‫وكان عنده وجيهاا" ]نقد الرجال للتفرشممي ص ‪ [334 ،333‬فهممذا‬
‫هو محمد بن مسلم‪ ،‬وهذه هي مكانته وهذا هو شأنه‪.‬‬
‫ولكن هناك ما يعارض هذا الممرأي ويخممالفه كممما رواه الكشممي‬
‫أيضا ا عن مفضل بن عمر أنه قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد الله يقول‪:‬‬
‫"لعن الله محمد بن مسلم‪ ،‬كان يقول‪ :‬إن الله ل يعلم الشممي‬
‫حتى يكون" ]رجال الكشي ص ‪.[155‬‬
‫وأيضا ا ما رواه عن أبي الصباح أنه قال‪ :‬سمعت أبمما عبممد اللممه‬
‫عليه السلم يقول‪:‬‬
‫"يمما أبمما الصممباح! هلممك المممتريثون ]الظمماهر أن الصممحيح‬
‫المستريبون أي الذين يشكون في أديانهم[ فممي أديممانهم‪ ،‬منهممم‪:‬‬
‫محمد بن مسلم" ]رجال الكشي ص ‪.[156‬‬
‫وكذلك قال جعفر بن محمد في زأرارةا ومحمد بن مسلم‪:‬‬
‫"إنهما ليسا بشيء في وليتي" ]رجال الكشي ص ‪.[151‬‬
‫وأما الرابع وهو يريد بن معاوية فهو أيضا ا من أصحاب البمماقر‬
‫وجعفر بن الباقر ]انظر‪ :‬رجممال الطوسممي ص ‪ ،158 ،108‬أيضمما ا‬
‫كتاب الرجال للبرقي ص ‪.[17 ،14‬‬
‫ذكر فيه الكشي عن جعفر بن محمد أنه كان يقول‪:‬‬
‫"أوتاد الرض وأعلم الدين أربعة‪ ،‬أحممدهم بريممد بممن معاويممة"‬
‫]رجال الكشي[‪ ،‬وروى أيضا ا عنه أنه قال‪:‬‬
‫"ما أجد أحدا ا أحيا ذكرنمما وأحمماديث أبممي إل زأرارةا وأبممو بصممير‬
‫ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجليممن ولممول هممؤلء ممما كممان‬
‫أحد يستنبط هذا‪ ،‬هؤلء حفاظ الدين وأمنمماء أبممي علممى حلل اللممه‬
‫وحرامه‪ ،‬وهم السممابقون إلينمما فممي الممدنيا والسممابقون إلينمما فممي‬
‫الخرةا" ]رجال الكشي ص ‪.[125‬‬
‫وأيضا ا "هؤلء القوامون بالقسممط‪ ،‬هممؤلء قوامممون بالصممدق‪،‬‬
‫هؤلء السابقون أولئك المقربون" ]رجال الكشي ص ‪.[207‬‬
‫ثم الكشي هذا يروي عن أبي سيار قال‪ :‬سمعت أبا عبد اللممه‬
‫عيه السمملم يقممول‪" :‬لعممن اللممه بريممدا ا ولعممن اللممه زأرارةا" ]رجممال‬
‫الكشي ص ‪.[208‬‬
‫وروى أيضا ا عن عبد الرحيم القصير أنه قال‪:‬‬
‫"قال أبو عبد الله عليه السلم‪ :‬ائت زأرارةا وبريدا ا وقل لهما‪:‬‬
‫ممما هممذه البدعممة؟ أممما علمتممم أن رسممول اللممه ‪ ‬قممال‪" :‬كممل بدعممة‬
‫ضللة"‪ ،‬فقلت له‪ :‬إني أخاف منهما‪ ،‬فأرسل معي ليثمما ا المممرادي‪،‬‬
‫فأتينا زأرارةا فقلنا له ما قال أبممو عبممد اللممه عليممه السمملم‪ ،‬فقممال‪:‬‬
‫والله لقد أعطاني الستطاعة وما شعر‪ ،‬وأما بريد فقال‪ :‬واللممه ل‬
‫أرجع عنها أبداا" ]رجال الكشي ص ‪.[208‬‬
‫فهؤلء هم رواةا الحاديث الشيعية الربعة‪ ،‬عليهم تدور رحى‬
‫أخبممارهم وأحمماديثهم‪ ،‬يختلفممون فيهممم هممذا الختلف الشممديد‬
‫ويسمممردون فيهمممم الراء المتعارضمممة المتناقضمممة‪ ،‬وكلهممما ممممن‬
‫المعصومين‪ ،‬روايات تثبت عدالتهم وتموثيقهم وتنمص علمى صمحة‬
‫عقيدتهم وكونهم من أهل الجنمة‪ ،‬وروايمات تنقمى عنهما كمل هممذا‬
‫وتنص على فسقهم وكونهم ملعممونين علممى لسممان المعصممومين‪،‬‬
‫بل وكفرهم وكونهم من أهل النار!!‪.‬‬
‫فمن يك هذا شأنهم‪ ،‬وهذه أحواله‪ ،‬فبممأي شمميء يحكممم علممى‬
‫مروياتهم وأخبارهم التي رووها؟!‬
‫إنما هم نماذج اخترناها من بين الكممثيرين‪ ،‬الكممثيرين ممممن ل‬
‫يقل وصفهم بالتعديل والتجريح وبالتوثيق والتضممعيف وبالتبشممير‬
‫والتكفير عن هؤلء الربعة الذين هم أبرزأ الرواةا قاطبممة مممن بيممن‬
‫رواةا الشيعة‪ ،‬وقد أدركوا زأمن الئمة الثلثة من بين الئمة الثنممى‬
‫عشر لدى الشيعة‪ ،‬ويعدون من كبار أصحابهم ونقلة آثارهم‪ ،‬فبأي‬
‫شيء يحكم على الحاديث الشيعية من جهة القبممول والممرد‪ ،‬ومممن‬
‫جهة الصحة والضعف؟‬
‫وعلممى أيممة قاعممدةا مطمردةا تبنممى الحكممام‪ ،‬وعلممى أي أسممس‬
‫توضع المصطلحات؟‬
‫فهل من مفكر يتفكر؟ ومدبر يتدبر؟‪.‬‬
‫إن في ذلك لعبرةا لولي البصار‪.‬‬
‫وببيان هذه الشياء كلهمما وتفصمميل القممول فيهمما يظهممر بممأن‬
‫معتقد الشيعة في الصل الثاني للشريعة السلمية ل يختلف عن‬
‫معتقممدهم فممي الصممل الول‪ ،‬بممل ويزيممد المممر خطممورةا أنهممم ل‬
‫يعتقممدون بهممذا الصممل الثمماني إطلقمما ا فع ا‬
‫ل‪ ،‬ولممو أنهممم يممدعون‬
‫العتقاد به قو ا‬
‫ل‪ ،‬لنهم زأيادةا على ما ذكرناه يجعلون لدليل العقل‬
‫تأثيرا ا في قبول الحديث ورده‪.‬‬
‫ولشمميخ طائفممة الشمميعة الطوسممي بحممث مشممهور فممي هممذا‬
‫الموضوعا وقد يروون في ذلك روايات كثيرةا‪ ،‬وبهذه الروايات بممدأ‬
‫الكليني كتممابه )الكممافي( مممع أن المعممروف أن العقممل قاصممر عممن‬
‫إدراك كنه كثير من الحكام اللهية الربانية‪.‬‬
‫ولن العقول متفاوتة متفاضلة‪ ،‬يقص بعضممها عممن إدراك ممما‬
‫تدركه الخرى‪ ،‬فأي عقل يكون حكما ا في الموضوعا؟ ولمممن تكممون‬
‫الحجة حينذاك؟‪.‬‬
‫ويظهر من هذا كله أن الممذين وضممعوا )الديانممة( الشمميعية لممم‬
‫يضعوها إلى لمخالفة المسلمين كلهم ومخالفة ما يؤمنون به مممن‬
‫القرآن والسنة‪ ،‬وما يعتقدون به من الراء والفكار كي ل يتحممدوا‬
‫ويتفوقا معهم يوما ا من اليام ول تجمع كلمتهم ويتممألف شممملهم‪،‬‬
‫وعلى ذلك اختلقوا روايات كثيرةا على لسان أئمتهم – كذبا ا عليهم‬
‫– أن على الشيعة أن يخالفوا المسمملمين فممي جميممع المممور حممتى‬
‫جعلوا هذه المخالفة أصل ا من أصول المذهب وأساسا ا مممن أسسممه‬
‫كما رواه ابن بابويه القمي عن علي بن أسباطا أنه قال‪:‬‬
‫"قلت للرضا عليه السلم‪ :‬يحدث المر ل أجد بدا ا من معرفته‪،‬‬
‫وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟‬
‫قال‪ :‬فقال‪ :‬إيت فقيه البلد فاستفته في أمرك‪ ،‬فإذا أفتمماك‬
‫بشيء فخذ بخلفه فإن الحق فيه" ]عيون أخبار الرضا لبن بابويه‬
‫القمي ج ‪ 1‬ص ‪-275‬طا طهران‪ ،‬ومثله في )التهذيب( للطوسي[‪.‬‬
‫ورووا أيضا ا عن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال‪:‬‬
‫"شمميعتنا‪ ،‬المسمملمون لمرنمما‪ ،‬الخممذون بقولنمما‪ ،‬المخممالفون‬
‫لعدائنا‪ ،‬فمن لم يكن كذلك فليممس منمما" ]الفصممول المهمممة فممي‬
‫أصول الئمة للحر العاملي ص ‪-225‬طا مكتبة بصيرتي قم إيران[‪.‬‬
‫وروى أيضا ا عن المفضل بن عمر أنه قال عن جعفر بن محمد‬
‫الباقر‪:‬‬
‫كذب مممن زأعممم أنممه مممن شمميعتنا وهممو متوثممق بعممروةا غيرنمما"‬
‫]الفصممول المهمممة فممي أصممول الئمممة للحممر العمماملي ص ‪-225‬طا‬
‫مكتبة بصيرتي قم إيران[‪.‬‬
‫وهناك روايات أخرى كثرةا في هذا المعنى بلغت التممواتر كممما‬
‫صرح بذلك محدث الشيعة وصاحب موسوعة حديثية شمميعية كممبرى‬
‫)وسائل الشيعة( الحر العمماملي بعممد ذكممر هممذه الروايممات وغيرهمما‬
‫تحت باب مستقل بعنوان )باب عدم جوازأ العمل بما يوافق العامممة‬
‫وطريقتهم(‪:‬‬
‫أقول‪ :‬والحاديث في ذلك متواترةا‪ ..‬فمن ذلك قول الصممادق‬
‫عليه السلم في الحديثين المختلفين‪:‬‬
‫اعرضوهما على أخبار العامممة‪ ،‬فممما وافممق أخبممارهم فممذروه‪،‬‬
‫وما خالف أخبارهم فخذوه‪.‬‬
‫وقوله عليه السلم )يعني جعفر بن الباقر(‪:‬‬
‫إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم‪.‬‬
‫وقوله عليه السلم‪:‬‬
‫ما خالف العامة ففيه الرشاد‪.‬‬
‫قوله عليه السلم‪:‬‬
‫خذ بما فيه خلف العامة‪.‬‬
‫وقوله عليه السلم‪:‬‬
‫ما أنتم والله على شيء مما هم فيه‪ ،‬ول هم على شميء ممما‬
‫أنتم فيه‪ ،‬فخالفوهم‪ ،‬فما هم من الحنيفية على شيء‪.‬‬
‫وقوله عليه السلم‪:‬‬
‫والله ما جعل الله لحد خيرةا في اتباعا غيرنا‪ ،‬وإن من وافقنا‬
‫خالف عدونا‪ ،‬ومن وافق عدونا فمي قمول أو عممل فليمس منما ول‬
‫نحن منه‪.‬‬
‫وقول العبد الصالح عليه السلم في الحديثن المختلفين‪:‬‬
‫خذ بما خالف القوم‪ ،‬وما وافق القوم فاجتنبه‪.‬‬
‫وقول الرضا عليه السلم‪:‬‬
‫إذا ورد عليكممم خممبران متعارضممان فممانظروا إلممى ممما يخممالف‬
‫منهما العامة فخذوه‪ ،‬وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه‪.‬‬
‫وقول الصادق عليه السلم‪:‬‬
‫"والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إل استقبال الكعبة‬
‫فقط" ]الفصول المهمة في أصول الئمة للحر العاملي ص ‪،325‬‬
‫‪.[326‬‬
‫وبعد ذكر هذه الروايات رد على بعض المتممأخرين فمممن يظممن‬
‫بأن الخبار في هذا المعنى ل تخرج عن كونها آحاداا‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"والحاديث‪ ..‬قممد تجمماوزأت حممد التممواتر‪ ،‬فممالعجب مممن بعممض‬
‫المتأخرين حيث ظن ان الدليل هنا خبر واحممد‪ ..‬واعلممم أنممه يظهممر‬
‫مممن هممذه الحمماديث المتممواترةا بطلن أكممثر القواعممد الصممولية‬
‫المذكورةا في كتب العامة" ]الفصول المهمممة فممي أصممول الئمممة‬
‫للحر العاملي ص ‪.[326 ،325‬‬
‫وأممما علممة مخالفممة المسمملمين فممي معتقممداتهم ومرويمماتهم‬
‫فيذكرها ابن بابويه القمممي الملقممب بالصممدوق عنممد الشمميعة فممي‬
‫كتابه )علل الشرائع( تحت باب )العلة التي من أجلهمما يجممب الخممذ‬
‫بخلف ما تقوله العامة( ‪:‬‬
‫عن أبي إسحاق الرجاني رفعه قال‪:‬‬
‫قال أبو عبد الله عليه السلم‪ :‬أتدري لم أمرتم بالخممذ بخلف‬
‫ما تقوله العامة؟ فقلت‪ :‬ل ندري‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"إن عليا ا عليه السلم لم يكن يدين الله بممدين إل خممالف عليممه‬
‫المة إلى غيره إرادةا لبطال أمره‪ ،‬وكانوا يسألون أمير المممؤمنين‬
‫عليه السلم عن الشيء الذي ل يعلمونه‪ ،‬فممإذا أفتمماهم جعلمموا لممه‬
‫ضدا ا من عندهم ليلبسوا على الناس" ]علل الشممرائع لبممن بممابويه‬
‫القمي ص ‪ 531‬طا – إيران[‪.‬‬
‫فتلك هي المممؤامرةا‪ ،‬وهمذه هممي حصميلتها‪ ،‬أي إنكممار كمل ممما‬
‫يؤمن به المسلمون‪ ،‬قرآنا ا كان أم سنة‪ .‬وأكثر من ذلك أن الشيعة‬
‫بتصريحهم أنفسممهم ل يجتمعممون مممع المسمملمين علممى اللممه‪ ،‬ول‬
‫علممى نممبي‪ ،‬ول علممى إمممام كممما صممرح بممذلك كممبيرهم نعمممت اللممه‬
‫الجزائري بقوله‪:‬‬
‫"إنا ل نجتمع معهم على الله‪ ،‬ول على نممبي‪ ،‬ول علممى إمممام‪،‬‬
‫وذلك أنهم يقولون‪ :‬إن ربهم هو الذي كان محمممد ‪ ‬نممبيه‪ ،‬خليفتممه‬
‫بعده أبو بكر‪ ،‬ونحن ل نقول بهذا الرب‪ ،‬ول بذلك النبي‪ ،‬بل نقول‪:‬‬
‫إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا‪ ،‬ول ذلممك النممبي نبينمما"‬
‫]النوار النعمانية باب نممور فممي حقيقممة ديممن الماميممة وأنممه يجممب‬
‫اتباعه دون غيره ج ‪ 2‬ص ‪ – 278‬طا جديد تبريز إيران[‪.‬‬
‫فالعبارةا واضحة جلية في معناها ل تحتاج إلى بيممان وتفسممير‬
‫وتفهيممم مممن يظممن مممن مخممدوعي أهممل السممنة بأباطيممل الشمميعة‬
‫وأكاذيبهم بأن الخلف بينهم وبين المسلمين أهل السممنة اختلف‬
‫يسير ل يخرج عن حيز الجتهاد المسموح بممه ]بيممن الشمميعة وأهممل‬
‫السنة مقدمة ص ‪[4‬‬
‫وليس كما يقوله السيد الدكتور في مبحثه )الشمميعة والسممنة‬
‫النبوية( ‪:‬‬
‫"ولجميع هذه الراء أشباه ونظائر كثيرةا في آراء أهل السممنة‬
‫أنفسهم وليس منها ما يمكن أن يوصف صاحبه بزيممغ أو انحممراف"‬
‫]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[47‬‬
‫إن المر ليس كما وصممفت أيهمما السمميد! الممدكتور منحنمما اللممه‬
‫وإياك قلبا ا نفقه به‪ ،‬وأعينا ا نبصر بها‪ ،‬وآذانا ا نسمع بها‪ ..‬وممما ذلممك‬
‫على الله بعزيز‪ ..‬لن الحكمة ضمالة المممؤمن فهممو أحممق بهمما حيممث‬
‫وجدها‪.‬‬
‫فمن يرد الله أن يهديه يشح صدره للسلم‪.‬‬
‫الباب الرابع‬
‫الشيعة الثنا عشرية ونزول الوحي والملئكة بعد الرسل‬
‫إن السيد الدكتور وافي ذكر في الباب الثاني أيضا ا عند كلمه‬
‫عن الشيعة والسنة النبوية أن الشيعة يعتقدون العصمة واللهممام‬
‫في أئمتهم ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[48‬‬
‫ثم اعتذر لهم بثبوت اللهام لكثير من الصممحابة‪ ،‬وأنممه ل لمموم‬
‫في هذا العتقاد‪ ،‬كما نفى عن الشيعة اعتقممادهم بنممزول المموحي‬
‫بعد رسول الله ‪ ‬على أحد ]انظر بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[43‬‬
‫مممع أن سمميادته لممم يممدر حقيقممة مممذهب الشمميعة فممي هممذا‬
‫كالمعهود عنه‪ ،‬أو تجاهل – ل قممدر اللممه – تسممامحا ا وتكرممما ا وتحببمما ا‬
‫وتقربا ا إليهم‪ ،‬لن الشيعة يعتقممدون نممزول المموحي علممى أئمتهممم‬
‫وعن طريق جبريل وعن طريق ملك أعظممم وأفضممل مممن جبريممل‪،‬‬
‫فإن أئمتهم في الحديث بوبوا أبوابا ا مستقلة فممي هممذا الخصمموص‬
‫ولو تفضل سيادته بإلقاء النظرةا العابرةا الخاطفممة علممى فهممارس‬
‫كتبهممم فممي الحممديث دون تحمممل العنمماء والمشممقة فممي قممراءةا‬
‫الروايات وتلوةا الخبار المروية الواردةا في هذا الباب لعلم يقينمما ا‬
‫بأن القوم في هذا الباب أيضا ا يختلفون مع المة المسلمة اختلفا ا‬
‫كلياا‪ ،‬وينتهجون مسلكا ا بعيدا ا عمن مسملكهم وممذهبهم كمل البعمد‪.‬‬
‫ونحن نكتفي لبيمان معتقمداتهم المعارضمة لعقائمد الممة أجمعهما‬
‫بذكر عناوين بعض البواب التي زأينموا بهما صمحاحهم ومجماميعهم‬
‫في أوصاف أئمتهم من الكتب المعتمدةا الموثوق بها المعتبرةا في‬
‫الحديث لديهم‪ ،‬ول نسمرد كمل الروايمات الممتي أوردوهما فمي هممذه‬
‫البواب من تلك الكتممب‪ ،‬بممل نكتفممي بخممبر أو خممبرين مممن الخبممار‬
‫الكثيرةا الكثيرةا التي رووها فيها‪ ،‬ليحق الله الحق ويبطل الباطممل‬
‫ولو كره المجرمون‪.‬‬
‫فيروي محمد بن الحسن الصفار المتوفى سممنة ‪290‬ه الممذي‬
‫يعدونه من أصحاب المام المعصوم الحادي عشر – حسب زأعمهممم‬
‫– الحسن العسكري ]رجال الطوسي ص ‪.[436‬‬
‫ويعممدونه "ثقممة‪ ،‬عظيممم القممدر‪ ،‬راجحمماا‪ ،‬قليممل السممقط فممي‬
‫الروايممة" ]انظممر رجممال النجاشممي ص ‪ ،251‬وابممن داود ص ‪،307‬‬
‫وجممامع الممرواةا ج ‪ 2‬ص ‪ ،93‬وخلصممة الرجممال ص ‪ ،73‬والكنممى‬
‫واللقاب ج ‪ 2‬ص ‪.[37‬‬
‫و"ثقة جلي ا‬
‫ل‪ ،‬صدوقاا" ]وسائل الشيعة ج ‪ 20‬ص ‪ 39‬وص ‪323‬‬
‫طا سادسة طهران[‪.‬‬
‫وهو من أساتذةا الكليني صاحب الكافي‪.‬‬
‫كما أن كتابه )بصائر الدرجات الكبرى في فضممائل آل محمممد(‬
‫بعد من الكتب المعتمدةا المهمة والصول المعتبرةا الشمميعية الممتي‬
‫عليها اعتماد أئمة الشيعة في الحديث كما صممرح بممذلك المجلسممي‬
‫والصفهاني والحر العاملي وغيرهم من أعمماظم القمموم فمي هممذا‬
‫الفن ]انظر لذلك وسائل الشيعة ج ‪ 20‬ص ‪ ،39‬والبحار وغيرهممما‬
‫من الكتب[ وخاصة أن له لقاءات ومسائل مممع الحسممن العسممكري‬
‫المذكور كما صرح بذلك الطوسي في رجاله ]انظر لممذلك وسممائل‬
‫الشيعة ج ‪ 20‬ص ‪ ،436‬والبحار وغيرهما من الكتب[‪.‬‬
‫يروي الصفار ذاك في كتابه هذا في أجزائممه العشممرةا أخبممارا ا‬
‫كثيرةا ل تعد ول تحصى في إثبات الوحي على أئمة الشيعة ونزول‬
‫الملئكة عليهم تحت عناوين كثيرةا في أبواب شتى‪ ،‬فنبممدأ بسممرد‬
‫عناوين البواب والروايات‪:‬‬
‫الباب السادس عشر من الجزء الثامن في أمير المممؤمنين أن‬
‫الله ناجاه بالطائف وغيرها ونزل بينهما جبريل‪.‬‬
‫وروى تحته روايات عشراا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫"عن حمران بن أعين قال‪ :‬قلت لبي عبد الله عليه السمملم‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ،‬بلغني أن اللممه تبممارك وتعممالى قممد نمماجى عليمما ا عليممه‬
‫السلم؟‬
‫قمال‪ :‬أجمل! قمد كممان بينهمما مناجمماةا بالطممائف نمزل بينهمما‬
‫جبريل" ]بصائر الممدرجات الكممبرى الجممزء الثممامن البمماب السممادس‬
‫عشر ص ‪-430‬طا إيران[‪.‬‬
‫وروي عن أبي نافع قال‪:‬‬
‫لما دعا رسول الله ‪ ‬عليا ا يوم خيبر‪ ،‬فتفل فممي عينيممه وقممال‬
‫له‪ :‬إذا أنت فتحتها فقف بين الناس‪ ،‬فإن الله أمرني بممذلك‪ .‬قممال‬
‫أبو رافع‪ :‬فمضى علي عليه السلم وأنمما معممه‪ ،‬فلممما أصممبح افتتممح‬
‫خيبر ووقف بين الناس وأطال الوقوف‪ ،‬فقال الناس‪:‬‬
‫إن عليمما ا عليممه السمملم ينمماجي ربممه‪ ،‬فلممما مكممث سمماعة أمممر‬
‫بانتهاب المدينة التي فتحها‪ ،‬قال أبو رافع‪ :‬فأتيت رسممول اللممه ‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬إن عليا ا عليه السلم وقف بين الناس كما أمرته‪ ،‬قال قوم‬
‫منهم‪:‬‬
‫إن الله ناجاه‪ ،‬فقال‪ :‬نعم يا رافع! إن الله ناجاه يوم الطائف‬
‫ويوم عقبة ويوم حنين‪ ،‬ويوم م‬
‫س ل‬
‫ل رسول الله ]بصممائر الممدرجات‬
‫غ س‬
‫الكبرى ص ‪.[431‬‬
‫وهذا ليس من اختصاصات علي رضي الله عنه حسممب معتقممد‬
‫الشيعة‪ ،‬بل يشاركه فيها غيره من الئمة الثنى عشر كممما يصممرح‬
‫بذلك القوم‪ ،‬ومنها ما رواه الصفار فمي الجمزء التاسمع ممن كتمابه‬
‫تحت عنوان )الباب الخامس عشممر فممي الئمممة عليهممم السمملم أن‬
‫روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليهممم( وروى تحتممه ثلثممة عشممر‬
‫حديثا ا عن أسباطا عن أبي عبد الله جعفر أنه قال‪:‬‬
‫"قلت‪ :‬تسألون عن الشيء فل يكون عندكم علمه؟‬
‫قال‪ :‬ربما كان كذلك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كيف تصنعون؟‬
‫قال‪ :‬تلقانا به روح القدس" ]بصائر الدرجات للصممفار البمماب‬
‫الخامس عشر الجزء التاسع ص ‪.[471‬‬
‫ثم بوب بابا ا آخر بعنوان )باب الروح التي قال الله في كتممابه‪:‬‬
‫‪ ‬وكذلك أوحينا إليك روحا ا من أمرنا ‪ ،‬إنها في رسول الله ‪ ‬وفممي‬
‫الئمة يخبرهم ويسددهم ويوفقهم(‪.‬‬
‫وذكر تحته خمشة عشر خممبراا‪ ،‬منهمما ممما رواه عممن أبممي بصممير‬
‫قال‪:‬‬
‫"قلت لبي عبد الله عليه السلم‪ :‬جعلت فداك عن قول اللممه‬
‫تبارك وتعالى‪:‬‬
‫‪ ‬وكذلك أوحينا إليك روحا ا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتمماب‬
‫ول اليمان ولكن جعلنه نورا ا نهدي به من نشمماء مممن عبادنمما وإنممك‬
‫لتهممدي إلممى صممراطا مسممتقيم * صممراطا اللممه الممذي لممه ممما فممي‬
‫السماوات وممما فممي الرض أل إلممى اللممه تصممير المممور ‪] .‬س ورةا‬
‫الشورى – ‪ 52‬وما بعدها[‪ .‬قال‪ :‬يا أبا محمد‪ :‬خلق والله أعظم من‬
‫جبرئيل وميكائيل‪ ،‬وقد كان مع رسول الله ‪ ‬يخبره ويسدده‪ ،‬وهممو‬
‫مع الئمة يخبرهم ويسددهم" ]بصممائر الممدرجات الكممبرى للصممفار‬
‫الباب السادس عشر من الجزء التاسع ص ‪.[475‬‬
‫وروى مثل هذا الكليني في كافيه تحممت عنمموان )بمماب الممروح‬
‫التي يسدد الله بها الئمة عليهم السمملم( عممن أسممباطا بممن سممالم‬
‫قال‪ :‬سأل رجل من أهل هيت أبا عبد الله عليه السمملم عممن قممول‬
‫الله عز وجل‪  :‬وكذلك أوحينا إليك روحا ا من أمرنا ‪  ..‬فقال‪:‬‬
‫"منذ أن أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمممد ‪ ‬ممما صممعد‬
‫إلى السماء‪ ،‬وإنه لفينا – وفي رواية‪ :‬كان مع رسممول اللممه يخممبره‬
‫ويسدده‪ ،‬وهو مع الئمة مممن بعممده" ]الكممافي فممي الصممول كتمماب‬
‫الحجة ج ‪ 1‬ص ‪ 273‬طا طهران[‪.‬‬
‫هذا ولقد أورد الصفار الثقممة الجليممل الصممدوق لممدى الشمميعة‬
‫رواية أخرى تحت باب )ما يسأل العالم عن العلممم الممذي يحممدث بممه‬
‫مممن صممحف عنممدهم ازأداده أو روايممة فممأخبر بسممر وإن ذلممك مممن‬
‫الروح(‪:‬‬
‫"عن عبممد اللممه بممن طلحممة قممال‪ :‬قلممت لبممي عبممد اللممه عليممه‬
‫السلم‪:‬‬
‫أخبرني يا ابن رسول الله ‪ ‬عن العلم الممذي تحممدثونا بممه أمممن‬
‫صحف عندكم أم من رواية يرويها بعضكم عن بعض أو كيممف حممال‬
‫العلم عندكم؟ قال‪:‬‬
‫يا عبد الله! المر أعظم من ذلك وأجل‪ ،‬أما تقرأ كتاب الله؟‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بلى! قال‪ :‬أما تقرأ‪  :‬وكذلك أوحينمما إليممك روحمما ا مممن‬
‫أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليمممان ‪ ‬أفممترون أنممه كممان فممي‬
‫حال ل يدري ما الكتاب ول اليمممان؟ قممال‪ :‬قلممت‪ :‬هكممذا نقرؤهمما!‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قد كان في حال ل يممدري ممما الكتمماب ول اليمممان حممتى‬
‫بعث الله تلك الروح فعلمه بها العلم والفهمم‪ ،‬وكمذلك تجمري تلمك‬
‫الروح إذا بعثها الله إلى عبد علمه بها العلم والفهم – وفي رواية‪:‬‬
‫تعرض بنفسه عليممه السمملم )أي أراد مممن العبممد نفسممه(" ]بصممائر‬
‫الدرجات الباب السابع عشر من الجزء التاسع ص ‪.[479 ،478‬‬
‫وعنممون بابمما ا آخممر بعنمموان )بمماب الممروح الممتي قممال اللممه‪ :‬‬
‫ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ‪] : ‬سورةا السممراء –‬
‫‪ [85‬إنها في رسممول اللممه ‪ ‬وأهممل بيتممه عليهممم السمملم يسممددهم‬
‫ويوفقهم ويفقههم(‪.‬‬
‫وذكر تحته اثنى عشر حديثاا‪ ،‬منها ما رواه عن أبي بصير قال‪:‬‬
‫"سمعت أبا عبممد اللممه عليممه السمملم يقممول‪  :‬يس ألونك عممن‬
‫الروح قل الروح مممن أمممر ربممي ‪ ‬قممال‪ :‬ملممك أعظممم مممن جبرئيممل‬
‫وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد ‪ ، ‬وهو مممع الئمممة‬
‫يسددهم" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب الثامن عشممر مممن الجممزء‬
‫التاسع ص ‪.[481‬‬
‫وأورد هذه الروايات الكليني فممي )الكممافي( عممن أبممي بصممير‬
‫أيضا ا وغيره بلفظ‪" :‬وهو من الملكوت" ]الكافي كتاب الحجة بمماب‬
‫الروح الذي يسدد الله به الئمة ج ‪ 1‬ص ‪.[273‬‬
‫ثم عقد الصفار بابا ا آخر )باب في الروح الممتي قممال اللممه عممز‬
‫وجل‪  :‬ينزل الملئكمة بممالروح مممن أممره ‪] . ..‬س ورةا النحممل – ‪[2‬‬
‫وهي تكون مع النبياء والوصياء( ]انظر الباب التاسممع عشممر مممن‬
‫الجزء التاسع ص ‪.[483‬‬
‫وب بابا ا آخر بعنوان )باب فممي‬
‫وذكر تحته روايات عديدةا‪ .‬كما ب ت‬
‫المام أنه يعلمم السماعة المتي يمضمي فيهما ومما يمزاد ف ي الليمل‬
‫والنهار ول يو ت‬
‫كل إلى نفسه(‪.‬‬
‫وأورد تحته تسع روايممات ]انظممر البمماب العشممرين مممن الجممزء‬
‫التاسع ص ‪.[484‬‬
‫وقبل أن ننتقل إلى الجزء الخر من هذا الكتاب نريد أن نذكر‬
‫أنه ما من كتاب في الخبممار والروايممات والحممديث عنممد الشمميعة إل‬
‫وفيه أبواب مستقلة بمثل هذه البواب التي بوبها الصممفار‪ ،‬وأورد‬
‫أصحابها تلك الروايات بعينها أو مثيلتها التي أوردها الصفار فممي‬
‫)بصائر الدرجات(‪ ،‬من المتقدمين والمتأخرين‪.‬‬
‫فمثل ا يعقد الحر العاملي بابا ا في كتابه )الفصول المهمة في‬
‫أصول الئمة( جاء فيه‪ :‬إن الملئكة ينزلون ليلة القدر إلممى الرض‬
‫ويخبرون الئمة عليهم السلم بجميع ما يكون في تلك السنة مممن‬
‫قضاء وقدر‪ ،‬وإنهم يعلمون كل علم النبياء عليهم السلم‪.‬‬
‫ثم سرد تحته روايممات كممثيرةا فممي هممذا المعنممى ]انظممر كتمماب‬
‫الفصول المهمة في أصول الئمة باب ‪ 94‬ص ‪.[145‬‬
‫كممما أنممه عقممد أبوابمما ا أخممرى لبيممان هممذه العقيممدةا الواضممحة‬
‫الصممريحة الثابتممة لممدى الشمميعة مثممل غيممره مممن محممدثي الشمميعة‬
‫ومتكلميهم‪ ،‬ونحن نورد بعضا ا منها في خاتمة الكلم‪.‬‬
‫ولقد بوب الصفار أبوابا ا عديدةا في الجممزء الثممامن مممن كتممابه‬
‫لبيان أن أئمة الشيعة يوحى إليهم‪ ،‬ويتنزل عليهم الملئكة‪.‬‬
‫فإنه عنون الباب التاسع من الجممزء الثممامن بعنمموان )بمماب ممما‬
‫تزاد الئمة ويعرض على كل من كممان قبلهممم مممن الئمممة‪ ،‬رسممول‬
‫الله ومن دونه من الئمة عليهم السلم(‪.‬‬
‫وروى تحته أحد عشر حديثا ا ومنهمما ممما رواه عممن سممماعة بممن‬
‫مهران قال‪:‬‬
‫"قال أبو عبد الله عليه السلم‪ :‬إن لله عالمين‪ ،‬عالممما ا أظهممر‬
‫عليه ملئكته‪ ،‬وأنبياءه ورسممله‪ ،‬فممما أظهممر عليممه ملئكتممه ورسممله‬
‫وأنبياءه فقد علمناه‪ ،‬وعالما ا استأثر به‪ ،‬فإذا بدا لله في شيء منه‬
‫أعلمناه ذلك‪ ،‬وعرض على الئمة الذين كممانوا مممن قبلنمما" ]بصممائر‬
‫الدرجات الكبرى الباب التاسع من الجزء الثامن ص ‪.[414‬‬
‫وفي باب آخر بعنوان )باب في الئمة أنهم يزادون في الليل‬
‫والنهار‪ ،‬ولول ذلك لنفد ما عندهم( سرد ثماني روايممات‪ ،‬منهمما ممما‬
‫رواه عن أبي حمزةا الثمالي قال‪:‬‬
‫"قلت‪ :‬جعلت فداك كل ما كان عند رسول الله ‪ ‬فقد أعطمماه‬
‫أمير المؤمنين بعده‪ ،‬ثم الحسن بعد أمير المؤمنين عليممه السمملم‪،‬‬
‫ثم الحسين‪ ،‬ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬مع الزيادةا الممتي تحممدث فممي كممل سممنة وفممي كممل‬
‫شهر‪ ،‬إي والله‪ ..‬وفي كل ساعة" ]بصائر الدرجات الكممبرى البمماب‬
‫العاشر من الجزء الثامن ص ‪.[415‬‬
‫وما رواه عن بشر بن إبراهيم أنه قال‪:‬‬
‫"كنت جالسا ا عند أبممي عبممد اللممه عليممه السمملم إذ جمماءه رجممل‬
‫فسأله عن مسألة؟ فقال‪ :‬ما عندي فيها شيء‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬إنمما‬
‫لله وإنمما إليممه راجعممون‪ ،‬هممذا الممام مفمترض الطاعمة سممألته عمن‬
‫مسألة فزعم أنه ليس عنده فيها شيء‪ ،‬فأصغى أبو عبد الله عليممه‬
‫السلم أذنه إلى الحائط كأن إنسانا ا يكلمه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أين السائل عممن مسممألة كممذا وكممذا؟ وكممان الرجممل قممد جمماوزأ‬
‫أسكفة )عتبة( الباب‪ .‬قال‪ :‬هاأنذا‪ ،‬فقال‪ :‬القوم فيهمما هكممذا‪ .‬ثممم‬
‫التفت إلي فقال‪:‬‬
‫لممول نممزاد لنفممد ممما عنممدنا" ]بصممائر الممدرجات الكممبرى البمماب‬
‫العاشر من الجزء الثامن ص ‪.[416‬‬
‫ثم أورد بابا ا آخر )باب في الئمة أنهم يعرفممون بالخبممار مممن‬
‫هو غائب عنهم(‪.‬‬
‫وسرد تحته روايممات عديممدةا ]بصممائر الممدرجات الكممبرى البمماب‬
‫الحادي عاشر ص ‪ 416‬وما بعد[‪.‬‬
‫وبالمناسبة ما دمنا أوردنا روايات وذكرنمما أبوبمما ا مممن )بصممائر‬
‫الدرجات الكبرى( لثقة الشيعة بالئمة وعظيم تقديرهم لوصمماف‬
‫الئمة نريد أن نذكر بابا ا آخر عقده في آخممر جممزء مممن هممذا الكتمماب‬
‫لطرافته ولو أنه ل علقممة لممه بموضمموعنا رأسمماا‪ ،‬وهممو بمماب عنممونه‬
‫بعنوان )باب في ركمموب أميممر المممؤمنين عليممه السمملم السممحاب‪،‬‬
‫وترقيه في السباب والفلك(‪.‬‬
‫وأطرف من ذلك أن المعلق على الكتاب وهو علمممة الشمميعة‬
‫وحجتهم ميرزأه محسن‪ ،‬علق على العنوان بقوله‪:‬‬
‫ول يخفى ممما فممي عنمموان البمماب فممإنه ل يختممص بعلممي عليممه‬
‫السلم بل به‪ ،‬وبالحجة المنتظر عليهما السلم" ]بصائر الممدرجات‬
‫الكبرى الباب الخامس عشر من الجزء الثممامن ص ‪ ،428‬وهممامش‬
‫رقم ‪ 1‬أيضاا[‪.‬‬
‫وروى تحت هذا الباب روايات عديدةا‪ ،‬منهمما مما روي عممن أبممي‬
‫جعفر أنه قال‪:‬‬
‫"أما إن ذا القرنين قد خير السحابين‪ ،‬فاختممار الممذلول وذخممر‬
‫لصاحبكم الصعب‪ .‬قلت‪ :‬وما الصعب؟‬
‫قال‪ :‬ما كان من سحاب فيه رعد وبممرق وصمماعقة فصمماحبكم‬
‫يركبه‪ ،‬أممما إنممه سمميركب السممحاب ويرقممى فممي السممباب أسممباب‬
‫السماوات السبع‪ ،‬خمسة عوامر واثنين خراب‪ ،‬وفي رواية أخرى‪:‬‬
‫أسممباب السممماوات السممبع والرضممين السممبع" ]بصممائر الممدرجات‬
‫الكبرى الباب الخامس عشر من الجزء الثامن ص ‪.[429‬‬
‫ونرجع إلمى موضموعنا فنقمول‪ :‬إن الصمفار أدرج فمي الجمزء‬
‫السابع من الكتاب أيضا ا أبوابمما ا كممثيرةا فممي هممذا الموضمموعا‪ ،‬وسممرد‬
‫تحتها روايات كثيرةا‪ ،‬منها الباب الثماني بعنموان )بماب فمي الممام‬
‫بأنه إن شاء أن يعلم العلم لعلم(‪.‬‬
‫منها ما رواه عن عمرو بن سعيد المدائني‪:‬‬
‫عن أبي عبد الله عليه السلم قال‪:‬‬
‫"إذا أراد المممام أن يعلممم شمميئا ا علمممه اللممه ذلممك" ]بصممائر‬
‫الدرجات الكبرى الباب الثاني من الجزء السابع ص ‪.[335‬‬
‫وبابا ا آخر بعنوان )ما يفعل بالمام من النكت والقذف والنقر‬
‫في قلوبهم وآذانهم(‪.‬‬
‫أورد تحته ثلث عشرةا رواية‪ .‬منها عن الحارث بن مغيممرةا أنممه‬
‫قال‪:‬‬
‫"قلت لبي عبد اللممه عليممه السمملم‪ :‬هممذا العلممم الممذي يعلمممه‬
‫عالمكم أشيء يلقى في قلبممه أو ينكممت فممي أذنممه‪ ،‬فسممكت حممتى‬
‫غفل القوم‪ ،‬ثم قال‪ :‬ذاك وذاك" ]بصائر الممدرجات الكممبرى البمماب‬
‫الثالث من الجزء السابع ص ‪.[337‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فقال‪ :‬وحي كوحي أم موسممى‪ ،‬وروايممة أخممرى‪:‬‬
‫وقد يكونان معاا" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب الثالث مممن الجممزء‬
‫السابع ص ‪.[338 ،337‬‬
‫وعن النجاشي عن أبي عبد الله عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫"فينا والله من ينقممر فممي أذنممه وينكممت فممي قلبممه وتصممافحه‬
‫الملئكة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كان‪ ،‬أو يكون‪ ،‬أو اليوم؟‬
‫قال‪ :‬بل اليوم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كان‪ ،‬أو اليوم؟‬
‫قممال‪ :‬بممل اليمموم واللممه يمما ابممن النجاشممي حممتى قالهمما ثلثمماا"‬
‫]بصائر الدرجات الكبرى الباب الثالث من الجزء السابع ص ‪.[338‬‬
‫وباب آخر )بمماب فيممه تفسممير الئمممة لوجممود علممومهم الثلثممة‬
‫وتأويل ذلك(‪.‬‬
‫وروى تحته روايات منها ما رواها عن علي السائي قال‪:‬‬
‫"سألت الصادق عليه السلم عن مبلغ علمهم؟ فقممال‪ :‬مبلممغ‬
‫علمنا ثلثة وجوه‪ :‬ماض وغممابر وحممادث‪ ،‬فأممما الماضممي فمفسممر‪،‬‬
‫وأما الغابر فمزبور ]أي مكتوب[‪ .‬وأما الحادث فقذف في القلوب‬
‫ونقر فمي السمماعا وهممو أفضمل علمنما ول نممبي بعممد نبينما‪ ،‬وفممي‬
‫رواية‪ :‬وأما النقر في السماعا فإنه من الملك" ]بصممائر الممدرجات‬
‫الكبرى الباب الرابع من الجزء السابع ص ‪.[338‬‬
‫وباب آخر )باب في الئمة عليهم السلم محدثون مفهمون(‪،‬‬
‫وروى تحته ثماني روايات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫"عن الحكم بن عيينة قال‪ :‬دخلت على علي بن الحسن يوممما ا‬
‫فقال لي‪ :‬يا حكم‪ ..‬هل تمدري مما اليمة المتي كمان علمي بمن أبمي‬
‫طالب عليممه السمملم يعممرف بهمما صمماحب قتلممه ويعلممم بهمما المممور‬
‫العظام الممتي كممان يحممدث بهمما النمماس؟ قممال الحكممم‪ :‬فقلممت فممي‬
‫نفسي‪ :‬قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين أعلم بممذلك‬
‫تلك المور العظام‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ل والله! ل أعلم به‪ ،‬أخبرني بها‬
‫يا ابن رسول الله ‪ . ‬قال‪:‬‬
‫والله! قول الله‪  :‬وما أرسلنا من رسول ول نبي ول محممدث‬
‫‪ ،‬فقلت‪ :‬وكان علي بن أبي طالب محدثاا؟‬
‫قال‪ :‬نعم! وكل إمام منمما أهممل الممبيت فهممو محممدث" ]بصممائر‬
‫الدرجات الكبرى الباب الخامس من الجزء السابع ص ‪.[340 ،339‬‬
‫وفي الباب الذي يليه يبين من هو المحممدث‪ ،‬وممما هممو شممأنه؟‬
‫بعنوان )باب في أن المحدث كيف صفته؟ وكيف يصنع به؟ وكيممف‬
‫يحدث الئمة؟(‪.‬‬
‫وأورد تحته ثلث عشرةا رواية‪ ،‬ومنها ما يرويها عن ابممن أبممي‬
‫يعفور أنه قال‪:‬‬
‫"قلت لبي عبد الله عليه السمملم‪ :‬إنمما نقممول‪ :‬إن عليمما ا عليممه‬
‫السلم لينكت في قلبه‪ ،‬أو ينقر في صدره وأذنه؟‬
‫قال‪ :‬إن عليا ا عليه السمملم كممان محممدثاا‪ .‬قممال‪ :‬فلممما أكممثرت‬
‫عليه قال‪ :‬إن عليا ا عليه السلم كان يوم بني قريظة وبني النضير‬
‫كان جبرئيممل عممن يمينممه وميكائيممل عممن يسمماره يحممدثانه" ]بصممائر‬
‫الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء السابع ص ‪.[341‬‬
‫وروى عن علي بن الحسين أنه قال‪:‬‬
‫"علم علي عليه السمملم فممي آيممة مممن القممرآن وكتمنمما اليممة‪.‬‬
‫قال‪ :‬اقرأ يا حمران فقرأت‪ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسممول ول‬
‫نبي‪ .‬قال‪ :‬فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬وما أرسلنا من قبلك من‬
‫رسول ول نبي ول محدث‪ .‬قلت‪ :‬وكان علي عليه السلم محدثاا؟‬
‫قال‪ :‬نعم! فجئت إلى أصحابنا‪ ،‬فقلت‪ :‬قد أصممبت الممذي كممان‬
‫الحكم يكتمنا‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم كان يقممول‪:‬‬
‫علي عليه السلم محدث‪ ،‬فقالوا لي‪ :‬ما صمنعت شميئاا‪ ..‬أل سمألته‬
‫من يحدثه؟‬
‫قال‪ :‬فبعد ذلك إني أتيت أبا جعفر عليه السلم فقلت‪ :‬أليس‬
‫حدثني أن عليا ا عليه السلم كان محدثاا؟‬
‫قال‪ :‬بلى! قلت‪ :‬من يحدثه؟‬
‫قال‪ :‬ملك يحدثه‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬أقول‪ :‬إنه نبي أو رسول؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬بل مثله مثممل صمماحب سممليمان ومثممل صمماحب‬
‫موسى‪ ،‬ومثله مثل ذي القرنين" ]بصائر الممدرجات الكممبرى البمماب‬
‫السادس من الجزء السابع ص ‪.[344‬‬
‫وباب آخر ) باب من يلقى شيء بعد شيء يوما ا بيمموم وسماعة‬
‫بساعة مما يحدث(‪.‬‬
‫وروى تحته عن ضريس أنه قال‪:‬‬
‫"كنت مع أبي بصير عند أبي جعفر عليه السلم‪ ،‬فقال له أبممو‬
‫بصير‪ :‬بم يعلم عالمكم جعلت فداك؟‬
‫قال‪ :‬يا أبا محمد! إن عالمنمما ل يعلممم الغيممب‪ ،‬ولممو وكممل اللممه‬
‫عالمنا إلى نفسه كان كبعضكم ولكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة"‬
‫]بصائر الممدرجات الكممبرى البمماب السممادس مممن الجممزء السممابع ص‬
‫‪.[345‬‬
‫وروى أيضا ا عن أبي بصير قال‪:‬‬
‫"قلت لبي عبد الله عليه السلم‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أي شيء هممو‬
‫العلم عندكم؟ قال‪ :‬ممما يحممدث بالليممل والنهممار والمممر بعممد المممر‬
‫والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة‪ ،‬وفي رواية أخرى‪ :‬ما يحدث‬
‫بالليل والنهار يوما ا بيوم وساعة بساعة" ]بصائر الدرجات الكممبرى‬
‫الباب السابع من الجزء السابع ص ‪.[345‬‬
‫وباب آخر )باب في الئمممة عليهممم السمملم ورثمموا العلممم عممن‬
‫رسممول اللممه ‪ ‬وعممن علممي عليممه السمملم‪ ،‬وإن العلممم يقممذف فممي‬
‫صدورهم وينكت في آذانهم(‪.‬‬
‫وأورد تحته تسع روايات‪.‬‬
‫وفي الجزء السادس روى رواية في )باب في أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم أن النبي ‪ ‬علمه العلم كله‪ ،‬وشمماركه فممي العلممم ولممم‬
‫يشاركه في النبوةا(‪.‬‬
‫عن حمران أنه قال‪:‬‬
‫"قلت لبي عبد الله عليه السلم‪ :‬جعلت فداك‪ :‬قد بلغنممي أن‬
‫الله قد ناجى علياا؟ قال‪ :‬أجل! قمد كمان بينهمما مناجماةا بالطمائف‬
‫ونزل بينهما جبريل‪ ،‬وقال‪ :‬إن الله علممم رسمموله الحلل والحممرام‬
‫والتأويل‪ ،‬فعلم رسول الله ‪ ‬عليا ا عليه السلم علمه كله" ]بصممائر‬
‫الدرجات الكبرى الباب العاشر من الجزء السادس ص ‪.[311‬‬
‫وعلى ذلك ذكر في الجزء الرابع من كتابه )باب في أن الئمة‬
‫يخمماطبون ويسمممعون الصمموت ويممأتيهم صممور أعظممم مممن جبريممل‬
‫وميكائيل( عن أبي عبد الله أنه قال‪:‬‬
‫"إنا لنزاد في الليل والنهار‪ ،‬ولو لم نزد لنفد ممما عنممدنا‪ ،‬قممال‬
‫أبو بصير‪ :‬جعلت فداك من يأتيكم به؟‬
‫قال‪ :‬إن منا من يعاي‪ ،‬وإن منا من ينقر في قلبه كيت وكيت‪،‬‬
‫وإن منا لمن يسمع بأذنه وقعا ا كوقع السلسلة في الطست‪ .‬قال‪:‬‬
‫فقلت له‪ :‬من الذي يأتيكم بذلك؟‬
‫قال‪ :‬خلق أعظممم مممن جبريممل وميكائيممل" ]بصممائر الممدرجات‬
‫الكبرى الباب السابع من الجزء الخامس ص ‪.[252‬‬
‫وكذلك روي في الباب الثامن من هذا الجزء بعنوان )باب في‬
‫المام أنه تراءى له جبريل وميكائيل وملك الموت(‪.‬‬
‫وروي تحت روايات "أن جعفرا ا وأبمماه البمماقر جاءهممما جبريممل‬
‫وملك الموت بصورةا شمميخ طويممل جميممل أبيممض الممرأس واللحيممة‪،‬‬
‫ورجل أدم حسن الوجه والشيمة وكان الول جبريل‪ ،‬والثاني ملك‬
‫الموت" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب الثامن من الجزء الخممامس‬
‫ص ‪ 253‬وص ‪ 254‬الرواية الولى والثالثة[‪.‬‬
‫وعلى ذلك ينص القوم بأن أئمتهم أفضل مممن جميممع النبيمماء‬
‫بما فيهم أولو العزم من الرسل وأعلممم منهممم‪ ،‬كممما بمموب صمماحبنا‬
‫هذا محمممد بممن الحسممن الصممفار )بمماب فممي أمممي المممؤمنين عليممه‬
‫السلم وأولو العزم أيهم أعلممم( ]بصممائر الممدرجات الكممبرى البمماب‬
‫الخامس من الجزء الخامس ص ‪.[247‬‬
‫كما أن الحممر العمماملي بمموب بابمما ا بعنمموان )إن النممبي والئمممة‬
‫الثنممى عشممر عليهممم السمملم أفضممل مممن سممائر المخلوقممات مممن‬
‫النبيمماء والوصممياء السممابقين‪ ،‬والملئكممة وغيرهممم‪ ،‬وإن النبيمماء‬
‫أفضل من الملئكة( ]الفصول المهمة في أصول الئمة بمماب ‪101‬‬
‫ص ‪.[151‬‬
‫ا‬
‫وابن بابويه القمي الملقممب بصممدوق الشمميعة بمموب بابمما فممي‬
‫كتابه بعنوان )أفضلية النبي ‪ ‬والئمة على جميع الملئكة والنبياء‬
‫عليهم السلم( ]عين أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪.[262‬‬
‫ول يخلو كتاب من كتب الشيعة إل وفيه أبواب متشممابهة فممي‬
‫هذا المعنى‪.‬‬
‫وقد سردوا تحتها روايات أكممثر مممن أن تحصممى حسممب تعممبير‬
‫محدث الشيعة الحر العاملي ]انظر الفصول المهمة ص ‪.[154‬‬
‫منها ما رووا عن أبي جعفر أنه قال لحد أتباعه‪" :‬يا عبد الله!‬
‫ما تقول الشيعة في علي عليه السمملم وموسممى وعيسممى ]انظممر‬
‫قوةا القمموم وإسمماءةا أدبهممم فممي حممق أنبيمماء اللممه ورسممله حيممث ل‬
‫يستعملون اسم واحد من أئمتهم إل ويعقبونه بكلمة عليه السلم‪،‬‬
‫وإنممما يممذكرون أنبيمماء اللممه ورسممله فيبخلممون بالصمملةا والسمملم‬
‫عليهم[؟ قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬وعن أي حالت تسألني؟‬
‫قال‪ :‬أسألك عن العلم‪ ،‬فأما الفضل فهم سواء‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فما عسى أقول فيهم‪.‬‬
‫فقممال‪ :‬هممو واللممه أعلممم منهممما" ]بصممائر الممدرجات البمماب‬
‫الخامس من الجزء الخامس ص ‪ ،248‬الفصول المهمة ص ‪.[151‬‬
‫ورووا عن ابنه جعفر أنه قال‪:‬‬
‫"إن اللممه خلممق أولممي العممزم مممن الرسممل وفضمملهم بممالعلم‪،‬‬
‫وأورثنمما علمهممم وفضمملهم‪ ،‬وفضمملنا عليهممم فممي علمهممم‪ ،‬وعلممم‬
‫رسول الله ‪ ‬ما لم يعلمموا‪ ،‬وعلمنمما علمم رسمول اللمه ‪ ‬وعلمهمم"‬
‫]بصائر الدرجات ص ‪ ،248‬الفصول المهمة ص ‪.[152‬‬
‫وهناك باب آخر بعنوان )باب أن الئمة عليهم السمملم أفضممل‬
‫من موسى والخضر عليهما السلم(‪.‬‬
‫ثم روى تحته روايات عديممدةا‪ ،‬منهمما ممما رواه عممن أبممي جعفممر‬
‫محمد الباقر أنه قال‪:‬‬
‫لقد سأل موسى العالم )يعني الخضر( مسألة لم يكممن عنممده‬
‫جوابها‪ ،‬ولقد سأل العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها‪ ،‬ولو‬
‫كنت بينهما لخبرت كل واحد منهممما بجممواب مسممألته‪ ،‬ولسممألتهما‬
‫عن مسألة ل يكون عندهما جوابها" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب‬
‫السادس من الجزء الخامس ص ‪.[250‬‬
‫هذا وإننا لنممرى بممأن ممما أوردنمماه مممن البممواب وسممردناه مممن‬
‫الروايممات يكفممي لبيممان الحممق والحقيقممة‪ ،‬والمعتقممدات الصمميلة‬
‫الشيعية في أئمتهم حول نزول الوحي والملئكممة عليهممم‪ ،‬وأنممه ل‬
‫فرق بينهم وبين أنبياء الله ورسله حيث أنهم يخاطبون ويكلمون‪،‬‬
‫ويقممذف فممي قلمموبهم‪ ،‬ويلقممى فممي مسممامعهم‪ ،‬وتنممزل عليهممم‬
‫الملئكة‪ ،‬جبرئيل ومن دونه وفمموقه‪ ،‬وينمماجيهم الممرب جممل وعل –‬
‫تعمالى اللمه عمما يقولمون علموا ا كمبيرا ا – ول نريمد إكثمار الروايممات‬
‫المملة في هذا الموضوعا مممع وجممود أضممعاف الضممعاف منهمما فممي‬
‫)بصائر الدرجات( وغيره من الكتممب المعتممبرةا الموثقممة المعتمممدةا‬
‫]ومن أراد الستزادةا فعليه أن يرجع إلى كتب التفسممير والحممديث‬
‫فإنها مليئة بمثل هذه الخرافات والترهات[ لدى الشيعة‪ ،‬كما نريد‬
‫أن نبين ههنا أنه لممم يكممن اختيارنمما كتمماب )بصممائر الممدرجات( هممذا‬
‫لبيان معتقدهم في نزول الوحي والملئكة على أئمتهم مع وجممود‬
‫هذه الروايات في كتب الحممديث والتفسممير الخممرى إل أن صمماحب‬
‫)البصائر( وهو الصفار من أقدم المحدثين الشيعة وشمميخ مممؤلفي‬
‫الصحاح الربعة أو شيخ شيخهم‪.‬‬
‫وأيضا ا فإن هذا الكتاب لم يؤلف إل لسممرد الروايممات الشمميعية‬
‫من الئمة المعصومين المزعومين في فضائلهم‪ ،‬وإننا لندرك أننمما‬
‫أكثرنا الروايات في هذا البحث خلف البحمموث المتقدمممة لننمما لممم‬
‫نورد هذا المبحث وهذه الروايممات فمي كتبنما الربعممة عممن الشمميعة‬
‫]الشمميعة والسممنة‪ ،‬والشمميعة وأهممل الممبيت‪ ،‬والشمميعة والقممرآن‪،‬‬
‫والشيعة والتشيع فرق وتاريخ[ ولنه مهم في فهم أصول الشيعة‬
‫وعقائدهم‪.‬‬
‫وجلء للحق الذي هو واضممح وجلممي مممما سممبق نريممد أن نممذكر‬
‫بعض العناوين للبممواب الممتي ذكرهمما الكلينممي فممي )الصممول مممن‬
‫الكافي( في هذا الخصوص فقط‪ .‬وفي كتاب الحجة ل غير كممي ل‬
‫تبقى شبهة لشاك ول ريب لمرتاب‪.‬‬
‫فهذه بعض عناوين البواب من كتاب الحجة في )الصول من‬
‫الكافي( ‪:‬‬
‫باب طبقات النبياء والرسل والئمة‪.‬‬
‫باب أن الئمة ولةا أمر الله وخزنة علمه‪.‬‬
‫باب أن الئمة خلفاء الله عز وجل فممي أرضممه‪ ،‬وأبمموابه الممتي‬
‫منها يؤتى‪.‬‬
‫باب أن الئمة معدن العلم وشجرةا النبوةا ومختلف الملئكة‪.‬‬
‫باب عرش العمال على النبي والئمة‪.‬‬
‫باب أن الئمة ورثمموا علممم النممبي وجميممع النبيمماء والوصممياء‬
‫الذين من قبلهم‪.‬‬
‫باب أن الئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز‬
‫وجل وأنه يعرفونها على اختلف ألسنتهم‪.‬‬
‫باب ما عند الئمة من آيات النبياء‪.‬‬
‫باب في أن الئمة يزدادون في ليلة الجمعة‪.‬‬
‫باب لول أن الئمة يزدادون لنفد ما عندهم‪.‬‬
‫باب أن الئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملئكة‬
‫والنبياء والرسل‪.‬‬
‫باب أن الئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا‪.‬‬
‫باب أن الئمة يعلمون علم ما كان وممما يكممون وأنممه ل يخفممى‬
‫عليهم الشيء‪.‬‬
‫باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما ا إل أمره أن يعلمه أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬وأنه كان شريكه في العلم‪.‬‬
‫باب أن الئمة محدثون مفهمون‪.‬‬
‫باب فيه ذكر الرواح التي في الئمة‪.‬‬
‫باب الروح التي يسدد الله بها الئمة‪.‬‬
‫باب أن الئمة لم يفعلوا شيئا ا ول يفعلممون إل بعهممد مممن اللممه‬
‫عز وجل وأمر منه ل يتجاوزأونه‪.‬‬
‫باب أن الئمة تدخل الملئكة بيوتهم‪ ،‬وتطأ بسطهم‪ ،‬وتأتيهم‬
‫بالخبار‪ ،‬وهذا آخر ما أردنا ثبته في هذا الباب‪.‬‬
‫وإن في ذلك لعبرةا لولي اللباب‪.‬‬
‫الباب الخامس‬
‫الشيعة الثنا عشرية وعقائدهم‬
‫الفصل الول‬
‫الرجعة‬
‫من الفكار اليهودية المدسوسة بين المسلمين والتي تممولى‬
‫كبر إثمها ابن اليهودية‪ .‬البار بها عبد الله بن سبأ‪ ..‬فكرةا الرجعممة‪،‬‬
‫أي رجوعا الموات قبل البعث والنشور عند ظهور القائم الشمميعي‬
‫المعدوم المزعوم‪ ،‬من أئمتهم وأتباعهم‪ ،‬مع أعدائهم ومخالفيهم‬
‫لينتقممموا منهممم ويشممفوا صممدورهم كممما ذكممر المجلسممي خاتمممة‬
‫محدثي الشيعة‪:‬‬
‫حض‬
‫م ل‬
‫من ل‬
‫ويرجع للدنيا يوم ظهور حضرةا القائم عليه السلم ل‬
‫اليمان محضا ا أو محض الكفر محضاا‪ ،‬فيرجع أعممداؤه لينتممم منهممم‬
‫في هذا العالم ويشاهدون من ظهور كلمة الحق وعلو كلمممة أهممل‬
‫البيت ما أنكروه عليهم‪ ،‬فتكون رجعة الكفار لينالهم عقاب شديد"‬
‫]حياةا القلوب للمجلمس ج ‪ 3‬فصمل ‪ 35‬ص ‪ 303‬نقل ا عمن )عقيمدةا‬
‫الشيعة( لدونالدس طا عربي[‪.‬‬
‫وهذا العتقاد كاد أن يكون من المجمع عليممه عنممد الشمميعة‪ ،‬ل‬
‫خلف بينهم في ذلك‪ ،‬ولم يشذ فيه أحد ممن يعتد به ويعتمد علممى‬
‫قوله كما ذكر الحر العاملي مستدل ا علممى صممحة الرجعممة وإمكانهمما‬
‫ووقوعها‪ .‬بإجماعا جميع الشيعة المامية وإطبمماق الشمميعة الثنممى‬
‫عشرية على صحة اعتقاد الرجعة فل يظهر منهم مخالف يعتممد بممه‬
‫من العلماء السابقين ول اللحقين‪ ،‬وقد علم دخول المعصوم في‬
‫هذا الجممماعا بممورود الحمماديث الممواردةا عممن النممبي ‪ ‬وعممن الئمممة‬
‫عليهم السلم‪ ،‬الدالة على اعتقادهم بصحة الرجعممة حممتى إنممه قممد‬
‫ورد ذلك عن صاحب الزمان محمد بن الحسن المهدي عليه السلم‬
‫في التوقيعات الواردةا عنه وغيرها مع قلة ممما ورد عنممه فممي مثممل‬
‫ذلك مممن نسممبة ممما ورد عممن آبممائه عليهممم السمملم" ]اليقمماظ مممن‬
‫الهجعممة بالبرهممان علممى الرجعممة للحممر العمماملي صمماحب )وسممائل‬
‫الشيعة( ص ‪ 34‬طا المطبعة العلمية – قم – إيران[‪.‬‬
‫ومثممل ذلممك ذكممره أيضمما ا مفسممر الشمميعة القممديم أبممو علممي‬
‫الطبرسي في تفسيره تحت قول الله عز وجل‪  :‬ويوم نحشر من‬
‫كل أمة فوجا ا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزأعون ‪ ‬واستدل بهذه الية‬
‫على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلممك مممن الماميممة بممأن قممال‪ :‬إن‬
‫دخول من في الكلم يمموجب التبعيممض‪ ،‬فممدل ذلممك علممى أن اليمموم‬
‫المشار إليه في الية يحشر فيه قوم دون قوم‪ ،‬وليس ذلممك صممفة‬
‫يوم القيامة‪ ،‬الذي يقول فيه سبحانه‪ ..  :‬وحشرناهم فلممم نغممادر‬
‫منهم أحدا ا ‪.‬‬
‫"وقد تظاهرت الخبار عن أئمة الهدى من آل محمد ‪ ‬فممي أن‬
‫الله سيعيد عند قيا المهدي قوما ا ممن تقممدم ممموتهم مممن أوليممائه‬
‫وشيعته ليفوزأوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجمموا بظهممور دولتممه‪،‬‬
‫ويعيممد أيضمما ا قوممما ا مممن أعممدائه لينتقممم منهممم وينممالوا بعممض ممما‬
‫يستحقونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته والذل والخزي‬
‫بما يشاهدون من علو كلمته ‪ ..‬على أن جماعة من المامية تممأولوا‬
‫ما ورد من الخبار في الرجعة على رجوعا الدولممة والمممر والنهممي‬
‫دون رجوعا الشخاص وإحياء الموات‪ ،‬وأولوا الخبار الممواردةا فممي‬
‫ذلك لما ظنوا أن الرجعة تنافي التكليف‪ .‬وليممس ذلممك‪ ،‬لنممه ليممس‬
‫فيها ما يلجئ إلى فعل الممواجب والمتنمماعا مممن القبيممح والتكليممف‬
‫يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرةا واليات القمماهرةا‬
‫كفلق البحر وقلب العصا تعبانا ا وممما أشممبه ذلممك‪ ،‬ولن الرجعممة لممم‬
‫تثبت بظممواهر الخبممار المنقولممة فيتطممرق التأويممل عليهمما‪ ،‬وإنممما‬
‫المعول في ذلك على إجماعا الشمميعة الماميممة وإن كممانت الخبممار‬
‫تعضده وتؤيده" ]تفسير مجمع البيممان لبممي علممي الطبرسممي ج ‪4‬‬
‫ص ‪.[235 ،234‬‬
‫وقبلممه قممال بهممذا القممول الشممريف المرتضممى الملقممب عنممد‬
‫الشعة بعلم الهدى في جواب أسئلة سئل بها عن حقيقممة الرجعممة‬
‫فأجاب‪:‬‬
‫"بأن الذي تذهب إليه الشيعة المامية أن الله تعالى يعيد عند‬
‫ظهور المهممدي قوممما ا ممممن تقممدم ممموته مممن شمميعته وقوممما ا مممن‬
‫أعدائه" ]انظممر أعيممان الشمميعة ج ‪ 1‬الجممزء الول ص ‪ 132‬الطبعممة‬
‫الولى دمشق[‪.‬‬
‫وقبلممه شمميخ المرتضممى وإمممام متكلمممي الشمميعة وفقهائهمما‪،‬‬
‫محمد بن النعمان الملقب بالمفيد قال‪:‬‬
‫اتفقت المامية علمى وجموب رجعممة كمثير ممن الممموات إلمى‬
‫الدنيا قبل يوم القيامة" ]انظر أوائل المقالت ص ‪.[52‬‬
‫وقال في موضع آخر في مقالته تحممت عنمموان )القممول فممي‬
‫الرجعة(‪:‬‬
‫أقول‪ :‬إن الله تعالى يرد قوما ا مممن الممموات إلممى الممدنيا فممي‬
‫صورهم التي كانوا عليها‪ ،‬فيعز منهم فريقا ا ويممذل فريقمما ا ويممديل‬
‫المحقين من المبطلين والمظلومين منهم ممن الظممالمين‪ ،‬وذلممك‬
‫عند قيام مهدي آل محمد عليهم السلم وعليه السلم‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬إن الراجعين إلى الدنيا فريقممان‪ :‬أحممدهما مممن علممت‬
‫درجته في اليمان وكثرت أعماله الصالحات وخرج من الدنيا علممى‬
‫اجتناب الكبائر والموبقات‪ ،‬فيريه الله عز وجل دولة الحممق ويعممزه‬
‫بها ويعطيه من الدنيا ما كان يتمنماه‪ ،‬والخمر ممن بلمغ الغايمة فمي‬
‫الفساد وانتهممى فممي خلف المحقيممن إلممى أقصممى الغايممات وكممثر‬
‫ظلمه لولياء الله واقممترافه السمميئات‪ ،‬فينتصممر اللممه تعممالى لمممن‬
‫تعدى قبل الممات ويشفي غيظهم منه بما يحله من النقمات‪ ،‬ثممم‬
‫يصير الفريقان من بعد ذلك إلى الموت ومن بعده إلى النشور وما‬
‫يستحقونه من دوام الثواب والعقاب‪ ،‬وقد جاء القرآن بصحة ذلك‪،‬‬
‫تظاهرت به الخبار‪ ،‬والمامية بأجمعها عليه إل شذاذ منهم تممأولوا‬
‫ما ورد فيمه ممما ذكرنماه علمى وجمه يخمالف مما وصمفناه" ]أوائمل‬
‫المقالت ص ‪.[90‬‬
‫ونقف هنا برهة يسيرةا لنلقي نظممرةا علممى مغالطممة الممدكتور‬
‫وافي سواء وقع فيها أو أراد إيقاعا الناس فيهمما حيممث كتممب تحممت‬
‫عنوان الرجعة‪:‬‬
‫"للرجعة في عقيدةا الشيعة الجعفرية مظهران‪:‬‬
‫النوعا الول‪ :‬من الرجعممة فممي عقائممدهم وهممو رجمموعا المممام‬
‫المهدي بمعنى ظهوره من مخبئه وهو موضع اتفمماق عنممدهم‪ ،‬بممل‬
‫هو عماد مذهبهم‪.‬‬
‫وأما النوعا الثاني‪ :‬وهو رجعة البرار والشممرار رجعممة مؤقتممة‬
‫فليس من العقائد المتفق عليها عندهم‪ ،‬بل إن كثيرا ا منهم لينكممر‬
‫هذا النوعا من الرجعة" ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[57‬‬
‫ثممم كتممب فممي الهممامش‪ :‬انظممر أوائممل المقممالت وتصممحيح‬
‫العتقادات للشيخ المفيد‪ ،‬وهو من كبار شيوخهم" ]الهامش رقم‬
‫‪.[47‬‬
‫ويتلخص ردنا في النقاطا التالية‪:‬‬
‫أو ا‬
‫ل‪ :‬إن السمميد الممدكتور ل يممدري إطلقمما ا مممذهب الشمميعة‬
‫الجعفرية في الرجعة حيث قال‪" :‬إن رجعة البرار والشرار رجعة‬
‫مؤقتة فليس من العقائد المتفق عليها عندهم‪ .‬بل إن كثيرا ا منهم‬
‫لينكر هذا النوعا من الرجعممة" لننمما كممما ذكرنمما سممابقا ا وكممما نحممن‬
‫بصمدد ذكمره أن الشميعة الجعفريمة أو الماميممة أو الثنمى عشمرية‬
‫كلهم تقريبا ا متفقون على هذه العقيممدةا مممن أعيممانهم وكممبرائهم‬
‫ومشائخهم من المحدثين والمفسرين والفقهاء والكلميين‪.‬‬
‫وعلى ذلك قال الحر العاملي‪:‬‬
‫"فل يظهممر منهممم مخممالف يعتممد بممه مممن العلممماء السممابقين‬
‫واللحقين‪ ،‬وقد علم دخول المعصمموم فممي هممذا الجممماعا" ]انظممر‬
‫اليقاظ من الهجعة ص ‪.[34‬‬
‫وبممذلك قممال صممدوق الشمميعة ورئيممس محممدثيهم ابممن بممابويه‬
‫القمي في كتابه الكلمي تحت عنوان )باب العتقاد في الرجعة(‪:‬‬
‫"اعتقادنا يعني معشر المامية في الرجعممة أنهمما حممق" ]نقل ا‬
‫عن كتاب الهجعة ص ‪.[40 ،39‬‬
‫وقال المل باقر المجلسي صمماحب )بحممار النمموار( بعممد سممرد‬
‫الخبار الكثيرةا عن الرجعة‪:‬‬
‫اعلممم يمما أخممي أنممي ل أظممن أنممك قممد ترتمماب بعممد ممما مهممدت‬
‫وأوضحت لك بالقول في الرجعة التي أجمعممت عليممه الشمميعة فممي‬
‫جميع العصار واشمتهرت بينهمم كالشممس ف ي رابعمات النهمار‪..‬‬
‫وكيف يشك مؤمن بأحقية الئمة الطهار فيما تواترت عنهممم مممن‬
‫مائتي حديث رواها نيمف وأربعمون ممن الثقمات العظمام والعلمماء‬
‫العلم فممي أزأيممد مممن خمسممين مممن مؤلفمماتهم" ]بحممار النمموار‬
‫للمجلسممي ج ‪ 13‬ص ‪ 225‬الطبعممة الولممى المنقممول مممن كتابنمما‬
‫)الشيعة والتشيع( ص ‪.[360‬‬
‫ومثل ذلك قال الحر العاملي‪:‬‬
‫"ومما يدل على ثبوت الجماعا اتفاقهم على أحاديث الرجعممة‬
‫حممتى إنممه ل يكمماد يخلممو منممه كتمماب مممن كتممب الشمميعة‪ ،‬ول تراهممم‬
‫يضعفون حممديثا ا واحممدا ا منهمما‪ ،‬ول يتعرضممون لتأويممل شمميء منهمما‪،‬‬
‫فعلم أنهم يعتقدون مضمونها لنهم يضعفون كممل حممديث يخممالف‬
‫اعتقادهم أو يصرحون بتأويله وصرفه عن ظاهره" ]اليقمماظ مممن‬
‫الهجعة للحممر العمماملي المتمموفى عممام ‪) 1104‬البمماب الثمماني فممي‬
‫الستدلل على صحة الرجعة( ص ‪.[43 ،42‬‬
‫وقال أيضاا‪:‬‬
‫"ومما يدل على ذلك أيضا ا كثرةا النصوص الصريحة الموجممودةا‬
‫في الكتب الربعة وغيرهما ممن الكتممب المعتممدةا‪ ..‬ممما يزيمد علمى‬
‫سبعين كتابا ا قد صنفها عظماء المامية" ]ص ‪ 43‬وما بعدها[‪.‬‬
‫وهذا يدل على أن السيد الممدكتور مممع ادعممائه معرفممة مممذهب‬
‫الشيعة ل يعرف عنه شيئاا‪.‬‬
‫أو ‪ . . .‬وإن بعض الظن إثم!!!‬
‫ثانيمماا‪ :‬إن الممدكتور وافممي كتممب علممى هممامش الكلم‪ :‬أوائممل‬
‫المقالت للشيخ المفيممد وهمو ممن كبممار شمميوخهم‪ :‬كمأنه يريمد أن‬
‫يفهم القارئ بأن هذا الكلم منقول عن المفيممد الممذي لممه مرتبتممه‬
‫وشأنه لدى الشيعة‪.‬‬
‫ول أدري كيف أبرر له موقفه هذا‪ ،‬وأجد له المعاذير؟‪.‬‬
‫مع العبارةا الصريحة التي نقلناها عن المفيد التي ل غممموض‬
‫فيها ول إشكال‪" ،‬هل السيد الدكتور عجز عممن فهممم كلم المفيممد‪،‬‬
‫الذي يفهمه الصغير والكبير" بل صعوبة أو مشقة؟‬
‫أم أن السيد الدكتور لم يعممرف عممن كتمماب المفيممد إل اسمممه‪،‬‬
‫وذكر كتابه دون أن يراجعه أو ينظر ما فيه؟‬
‫أم علم وقرأ ولكنه‪ ..‬معاذ الله أن يذهب بممي الخيممال إلممى ممما‬
‫يريد أن يذهب إليه!‪.‬‬
‫ا‬
‫وكلم المفيد واضح جلي كمما ذكرنماه آنفما والمذي قمال ف ي‬
‫آخره‪:‬‬
‫"وقد جاء القرآن بصحة ذلك وتظاهرت به الخبار‪ ،‬والماميممة‬
‫بأجمعها عليه‪ ،‬إل شذاذ منهم تأولوا ما ورد فيه مممما ذكرنمماه علممى‬
‫وجه يخالف ما وصفناه" ]أوائل المقالت للمفيد ص ‪.[90 ،89‬‬
‫وبعد هذا ل أستيطع أن أعلممل كلم الممدكتور الممذي قممال فيممه‪:‬‬
‫"إن رجعممة البممرار والشممرار رجعممة مؤقتممة‪ ،‬فليممس مممن العقائممد‬
‫المتفق عليها عنمدهم‪ ،‬بمل إن كمثيرا ا منهمم لينكمر همذا النمموعا ممن‬
‫الرجعة‪ :‬ثم ينسب الكلم إلى )أوائل المقالت( للمفيد‪.‬‬
‫ل هذا على شمميء فإنممما يممد ت‬
‫وإن د ت‬
‫ل علممى أن السمميد الممدكتور‬
‫ومن حذا حذوه ممن تممأثروا بممدعوةا التقريممب فممي مصممر يجهلممون‬
‫مممذهب الشمميعة وعقائممدهم‪ ،‬ول يعلمممون عنممه وعنهمما شمميئا ا مممع‬
‫ادعممائهم العلممم والمعرفممة‪ ،‬ول يممرددون إل كلمممات ألقيممت فممي‬
‫مسامعهم مزورةا مموهة مممن قبمل المخممادعين الممماكرين ]ويؤيمد‬
‫ذلك أيضا ا ما سمعته من شريط أرسل إلى قريبا ا لحد كبار الكتمماب‬
‫في مصر والدعاةا إلى السلم‪ ،‬الذي نحسن الظممن فيممه حيممث أنممه‬
‫ردد فيممه مثممل تلممك الكلمممات وبممرأ سمماحة الشمميعة مممن كممثير مممن‬
‫المعتقدات التي يعتقدونها هممم‪ ،‬وخطممأ ناسمما ا يتهمممونهم باعتقمماد‬
‫التحريف في القرآن وعدم العتماد على السممنة‪ ،‬وتكفيممر صممحابة‬
‫النبي وإتيممان الفممواحش باسممم المتعممة‪ ،‬وقممال‪ :‬إنهمما تهممم باطلممة‬
‫بتهمهم بها جاهل غير عالم‪ :‬مع أن حضرته نفسه جاهل فممي هممذا‬
‫عالم في غيره‪.‬‬
‫وما أقبح أن يدافع عالم من علماء السنة وعلم مممن أعلمهمما‪،‬‬
‫ويبيح الصلةا خلفهم‪ ،‬وهم الذين يكفرون أبا بكممر وعمممر وعثمممان‬
‫وأمهات المؤمنين ويغلظممون فيهممم القممول – كممما سمميأتي بيممانه –‬
‫وكما بيناه مفصل ا في كتابنا )الشمميعة وأهممل السممنة( ول يؤمنممون‬
‫بالقرآن ول بالسنة النبوية‪ ،‬وينكرون العقائد السلمية الصممحيحة‬
‫ويؤمنون بالفكار التي أسستها ووضعتها لهممم اليهوديممة الثيمممة‪.‬‬
‫فإنا لله وإنا إليه راجعون‪ .‬وإلى الله المشتكى‪.‬‬
‫أل يدري هذا العالم ومن يحذو حذوه أنه ل يوجد فممي الشمميعة‬
‫رجل واحد‪ ،‬نعم رجل واحد يدافع عن السنة وأسلفهم هذا الدفاعا‬
‫المميت في بلدهم‪ ،‬بل ل يوجد أحممد منهممم يقممول لهممم‪ :‬ل تسممبوا‬
‫أصحاب رسول الله فإن قوما ا من المسلمين يتألمون مممن فعلكممم‬
‫هذا‪ :‬بل يوجد فيهم من يقول وهو محدثهم الكبير‪:‬‬
‫"وهؤلء )أي أصحاب رسممول اللممه( نتقممرب إلممى اللممه تعممالى‬
‫ورسوله ببغضهم‪ ،‬وسبهم‪ ،‬وبغممض مممن أحبهممم" )وصممول الخيممار‬
‫إلى أصول الخبار( لمحدث الشيعة حسين العاملي المتوفى سممنة‬
‫‪ 984‬ص ‪ [164‬من الشيعة الذين تممرددوا علممى مصممر وعلممى البلد‬
‫السممنية الخممرى الممتي لممم تبتممل بالتشمميع‪ ،‬ولممم يحتممج علماؤهمما‬
‫ومفكروها إلى معرفة هذه الديانة التي لم تؤسس إل على أفكممار‬
‫وآراء تعارض الراء السلمية وأفكارها الصممحيحة المسممتقاةا مممن‬
‫كتاب الله وسنة رسول الله‪ ،‬والمبنية عليهما تماماا‪.‬‬
‫ومعلمموم أن نصمموص الكتمماب والسممنة تخممالف هممذه العقيممدةا‬
‫السخيفة أيضا ا حيث أن ل ثواب ول عقاب ول جممزاء ول عطمماء‪ ،‬ول‬
‫حساب ول كتاب إل يوم القيامة‪ ،‬وهممو يمموم الفصممل ويمموم الممدين‪،‬‬
‫يوم البعث ويوم النشور‪ ،‬ويوم الحشر‪ ،‬واليات القرآنيممة الناطقممة‬
‫بهذه الحقائق الناصعة أكثر من أن تعد أو تحصممى‪ ،‬ومنهمما ممما ذكممر‬
‫فيها حكاية عن المذنبين‪:‬‬
‫‪ ‬حتى إذا جاء أحده الموت قممال رب ارجعممون * لعلممي أعمممل‬
‫صالحا ا فيما تركت كل إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزأخ إلممى‬
‫يوم يبعثون * فإذا نفممخ فممي الصممور فل أنسمماب بينهممم يومئممذ ول‬
‫يتساءلون * فمن ثقلت ممموازأينه فأولئممك هممم المفلحممون * ومممن‬
‫خفت موازأينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالممدون ‪‬‬
‫]سورةا المؤمنون الية ‪ 99‬وما بعدها[‪.‬‬
‫وهذه الية صريحة في معناها ل تحتمل التأويل أنه ليس بعممد‬
‫الموت إل البرزأخ إلى يمموم البعممث‪ ،‬ويمموم البعممث هممو اليمموم الممذي‬
‫يفصل فيه بيممن الصممالحين وغيممر الصممالحين‪ ،‬ويممدخل أهممل الجنممة‬
‫الجنة وأهل النار النار‪.‬‬
‫وقال الله عز وجل مبينا ا خلقة النسان وممما إليممه يصممير فممي‬
‫كلمه المحكم‪:‬‬
‫‪ ‬ولقد خلقنا النسممان مممن سلسممة مممن طيممن * ثممم جعلنمماه‬
‫نطفة في قرار مكين * ثم خلقنمما النطفممة علقممة فخلقنمما العلقممة‬
‫مضغة فخلقنا المضغة عظاما ا فكسونا العظممام لحممما ا ثممم أنشممأناه‬
‫خلقا ا آخر فتبارك الله أحسن الخمالقين ‪] ‬س ورةا المؤمنمون اليمة‬
‫‪ 12‬وما بعدها[‪.‬‬
‫وقال الله عز وجل حكاية عن الكفار وأهل النار‪:‬‬
‫‪ ‬وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا ا وعظاما ا أئنا لمبعوثون *‬
‫أبو آباؤنمما الولممون * قمل إن الوليممن والخريمن لمجموعممون إلمى‬
‫ميقات يوم معلوم ‪] ‬سورةا الواقعة الية ‪ 47‬وما بعدها[‪.‬‬
‫وقال تعالى‪:‬‬
‫‪ ‬زأعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلممى وربممي لتعبثممن ثممم‬
‫لتنبؤن بما عملتم وذلك على اللممه يسممير * فممآمنوا بممالله ورسمموله‬
‫والنور الذي أنزلنا والله بممما تعملممون خممبير * يمموم يجمعكممم ليمموم‬
‫الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صممالحا ا يكفممر عنممه‬
‫سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتهمما النهممار خالممدين فيهمما أبممدا ا‬
‫ذلك الفوزأ العظيم * والذي كفممروا وكمذبوا بآياتنمما أولئمك أصممحاب‬
‫النار خالدين فيهمما وبئمس المصممير ‪] ‬س ورةا التغممابن اليمة ‪ 7‬وممما‬
‫بعدها[‪.‬‬
‫أي ل يكممون البعممث إل يمموم الجمممع للحسمماب والكتمماب ويمموم‬
‫دخول الجنة والنار‪ ،‬ل قبله‪.‬‬
‫ومثل ذلك قول الله عز وجل‪:‬‬
‫‪ ‬وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور‬
‫‪] ‬سورةا الحج الية ‪.[7‬‬
‫أي ل يكون بعث من في القبور إل يوم القيامة‪.‬‬
‫واليممات فممي هممذا المعنممى كممثيرةا جممداا‪ ،‬وكممذلك الحمماديث‬
‫الشريفة الثابتة عن رسول الله ‪. ‬‬
‫وإنها أي مسألة البعممث فممي الممدنيا تنممافي العقممل أيضمما ا كممما‬
‫فصل القول فيها في الكتب الكلمية‪.‬‬
‫ولكن الشيعة يعتقدون عكس ذلك ويقولون‪:‬‬
‫إذا آن قيام القائم ومطر الناس في جمادى الخممرةا وعشممرةا‬
‫أيام من رجمب مطمرا ا لمم ي ر النماس مثلمه‪ ،‬فينبمت اللمه بمه لحموم‬
‫المؤمنين في أبدانهم في قبورهم‪ ،‬فكممأني أنظممر إليهممم مقبليممن‬
‫من قبل جهينة ينفضون رءوسهم من التراب ]الرشاد للمفيممد ص‬
‫‪ ،363‬إعلم الورى للطبرسي ص ‪ ،462‬بحار النوار للمجلسممي ج‬
‫‪ 13‬ص ‪ ،223‬الصراطا المستقيم للنباتي ج ‪ 2‬ص ‪.[251‬‬
‫ويقولون‪:‬‬
‫إن الحسين عليه السلم يرجع إلى الدنيا مع خمسة وسممبعين‬
‫ألفا ا من الرجال ]النوار النعمانية للجزائري ج ‪ 2‬ص ‪.[99 ،98‬‬
‫وأيضا ا ما رووه عن جعفر أنه قال‪:‬‬
‫إن أمير المؤمنين عليه السلم يرجع مممع ابنممه الحسممين عليممه‬
‫السلم رجعة‪ ،‬وترجع معه بنو أمية‪ ،‬معاوية وآل معاوية‪ ،‬وكممل مممن‬
‫قاتله‪ ،‬فيعذبهم بالقتل وغيره‪ ،‬ويرجع الله من أهل الكوفة ثلثيممن‬
‫ألفاا‪ ،‬ومن سائر النمماس سممبعين ألفمماا‪ ،‬ويتلقممون فممي الحممرب مممع‬
‫معاوية في ذلك المكان‪ ،‬ثم يحييهم الله سبحانه مرةا فيعذبهم مممع‬
‫فرعون وآل فرعون اشد العذاب‪ ،‬ثم يرجممع أميممر المممؤمنين عليممه‬
‫السلم مممرةا أخممرى مممع النممبي ‪ ‬وجميممع النبيمماء عليهممم السمملم"‬
‫]النوار النعمانية للجزائري ص ‪.[103‬‬
‫وأكثر من ذلك أنهم قالوا‪:‬‬
‫ل يبعث الله نبيا ا ول رسممول ا إل رد إلممى الممدنيا مممن آدم فهلممم‬
‫جرا ا حممتى يقاتممل بيممن يممدي علممي بممن أبممي طممالب عليممه السمملم"‬
‫]تفسممير العياشممي ج ‪ 1‬ص ‪ ،281‬البرهممان ج ‪ 1‬ص ‪ ،295‬وبحممار‬
‫النوار وغيره[‪.‬‬
‫هذا ولقد سردنا روايات كممثيرةا فمي هممذا المعنمى فمي كتابنمما‬
‫)الشيعة والتشيع فرق وتاريخ(‪ ،‬ومن أراد الستزادةا فليرجممع إلممى‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وهذا يدل على أن عقيممدةا الرجعممة عنممد الشمميعة مممن العقائممد‬
‫المتفق عليها عندهم‪ ،‬ويعدونها من ضروريات المذهب كممما صممرح‬
‫بذلك الحر العاملي ]انظمر‪ :‬اليقمماظ مممن الهجعممة ص ‪ ،67‬وتاريممخ‬
‫الماميممة وأسمملفهم مممن الشمميعة لعبممد اللممه فيمماض ص ‪-170‬طا‬
‫بيروت[‪.‬‬
‫ونقلوا عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال‪:‬‬
‫"ليس منا من لم يممؤمن بكرتنمما – رجعتنمما – ويسممتحل متعتنمما"‬
‫]من ل يحضره الفقيه لبن بابويه القمممي ج ‪ 3‬ص ‪ ،458‬وتفسممير‬
‫الصافي للكاشاني ‪ 1‬ص ‪.[347‬‬
‫ا‬
‫وقد ألفوا لثبات هذه العقيدةا كتبا كثيرةا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫)إثبات الرجعة( للمل باقر المجلسي المتمموفى عممام ‪1111‬ه‪،‬‬
‫و)إثبممات الرجعممة( لجمممال الخوانسمماري المتمموفى سممنة ‪1125‬ه‪،‬‬
‫و)إثبات الرجعة( للحسمن الحلمي ممن علمماء الشميعة ف ي القمرن‬
‫السممابع‪ ،‬و)إثبممات الرجعممة( لبممن المطهممر الحلممي المتمموفى سممنة‬
‫‪726‬ه‪ ،‬و)إثبممات الرجعممة( لميممر محمممد عبمماس التسممتري الهنممدي‬
‫المتوفى سنة ‪1306‬ه‪ ،‬و)إثبات الرجعة( لمل سلطان محمممود مممن‬
‫تلمذةا المجلسي‪ ،‬و)إثبات الرجعة( لسليمان القطيفي المتمموفى‬
‫سنة ‪1266‬ه‪ ،‬و)إثبات الرجعممة( للفضممل بممن شمماذان النيسممابوري‬
‫المتوفى سنة ‪260‬ه‪ ،‬و)إثبات الرجعة( ليحيى البحراني‪ ،‬و)إثبممات‬
‫الرجعة( للميممرزأا حسممن القمممي‪ ،‬و)إثبممات الرجعممة( لمحمممد رضمما‬
‫الطبسممي‪ ،‬و)الماميممة والرجعممة( لعبممد اللممه رزأاق الهمممداني‪،‬‬
‫و)اليقاظ مممن الهجعممة بالبرهممان علممى الرجعممة( للحممر العمماملي‪،‬‬
‫و)بشممارةا الفممرج( للمل فممرج بممن عاشممور‪ ،‬و)تفريممج الكربممة عممن‬
‫المنتقم لهم في الرجعة( لمحمود فتممح اللممه الكمماظمي المتمموفى‬
‫سنة ‪1058‬ه‪ ،‬و)الجوهر المنضود في إثبات رجعة الموعود( لحمد‬
‫بيان الصفهاني‪ ،‬و)حياةا الممموات بعممد الممموت( لحمممد البحرانممي‬
‫المتوفى سنة ‪1131‬ه‪ ،‬و)دحض البدعة من إنكار الرجعممة( لمحمممد‬
‫علي السنقري‪ ،‬و)دلئل الرجعة( لغلم علي العقيقممي‪ ،‬و)الرجعممة‬
‫أحاديثها المنقولة عن آل العصمة( لحمد بن المحسن‪ ،‬و)الرجعممة‬
‫وظهور الحجة( للميرزأا محمد مؤمن السترا آبادي المتوفى سممنة‬
‫‪1088‬ه‪ ،‬و)كتمماب الرجعممة( لمحمممد بممن مسممعود العياشممي صمماحب‬
‫تفسير العياشي المشهور‪ ،‬و)كتاب الرجعممة( لبممن بممابويه القمممي‬
‫المتمموفى سممنة ‪381‬ه‪ ،‬و)الرجعممة( للمل حممبيب اللممه الكاشمماني‬
‫المتوفى سنة ‪1340‬ه‪ ،‬و)النجعة في إثبات الرجعة( لعلممي النقممي‬
‫الهندي‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن هذه العقيممدةا أعنممي الرجعممة مممأخوذةا مممن‬
‫اليهودية أيضا ا كما صرح بذلك جولدزأيهر‪:‬‬
‫"إن فكممرةا الرجعممة ذاتهمما ليسممت مممن وضممع الشمميعة أو مممن‬
‫عقائدهم التي اختصمموا بهمما‪ ،‬ويحتمممل أن تكممون قممد تسممربت إلممى‬
‫السمملم عممن طريممق المممؤثرات اليهوديممة والمسمميحية" ]العقيممدةا‬
‫والشريعة ص ‪.[215‬‬
‫وبمثل ذلك قال أحمد أمين‪:‬‬
‫"اليهوديممة ظهممرت فممي التشمميع بممالقول بالرجعممة" ]فجممر‬
‫السلم ص ‪.[276‬‬
‫وهذا ظاهر ل يحتاج في إثباته إلى دليممل حيممث أن المممؤرخين‬
‫والكتتاب في الفرق والديان صرحوا أن مؤسممس الديانممة الشمميعية‬
‫عبد الله بن سبأ هو الذي روج فيهم فكرةا الرجعممة‪ ،‬وهممو أول مممن‬
‫قال بها كما نقل الطبري‪:‬‬
‫"كان عبد الله بن سبأ يهوديمما ا مممن أهممل صممنعاء‪ ،‬أمممه سمموداء‬
‫فأسمملم زأمممان عثمممان‪ ،‬ثممم تنقممل فممي بلممدان المسمملمين يحمماول‬
‫ضللتهم‪ ،‬فبدأ بالحجازأ ثم البصرةا ثم الكوفة ثم الشام‪ ،‬فلم يقممدر‬
‫على ما يريد عند أحد من أهممل الشممام فممأخرجوه حممتى أتممى مصممر‬
‫فاعتمر فيهم فقال لهم فيما يقول‪:‬‬
‫ا‬
‫العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا يرجممع؟‬
‫وقد قال الله عز وجل‪ :‬إن الذي فرض عليممك القممرآن لممرادك إلممى‬
‫معاد‪.‬‬
‫فمحمد أحممق بممالرجوعا مممن عيسممى‪ ،‬قممال‪ :‬فقبممل ذلممك عنممه‪،‬‬
‫ووضع لهممم الرجعممة فتكلممموا فيهمما" ]تاريممخ الطممبري ج ‪ 5‬ص ‪،98‬‬
‫ومثممل ذلممك فممي )مقممالت السمملميين( للشممعري – ج ‪ 1‬ص ‪50‬‬
‫الهامش – طا مصر[‪.‬‬
‫ويوافق الطبري في هذا غيره من المؤرخين‪.‬‬
‫وبعد هذا ل يبقى مجال للشك على يهودية الفكرةا‪.‬‬
‫وقبممل أن ننتقممل إلممى موضممع آخممر نقممرر هنمما أن القمموم ل‬
‫يعتقممدون بالرجعممة فحسممب‪ ،‬بممل يتجاوزأونهمما إلممى التناسممخ حيممث‬
‫أوردوا روايات كثيرةا عن أئمتهم المعصومين حسممب زأعمهممم فمي‬
‫ذلك المعنى‪ ،‬منها ما رووا أن أبا جعفر الملقب بمؤمن الطاق عند‬
‫الشيعة‪ ،‬وشيطان الطاق عند الخريممن لقممي يوممما ا مممن اليممام أبمما‬
‫حنيفة نعمان بن ثابت المام رحمه الله‪ ،‬فسأله أبممو حنيفممة‪ :‬إنكممم‬
‫تقولون بالرجعة؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال أبو حنيفة‪ :‬فأعطني الن ألف درهم حممتى أعطيممك ألممف‬
‫دينار إذا رجعنا‪.‬‬
‫قال الطاقي لبي حنيفة‪ :‬فأعطني كفيل ا بأنك ترجع إنسممانا ا‬
‫ول ترجع خنزيراا" ]الحتجاج للطبرسي المتمموفى سممنة ‪620‬ه ج ‪2‬‬
‫ص ‪ ،148‬أيضا ا اليقاظ من الهجعة للحر العاملي ص ‪.[66‬‬
‫وقد روى النجاشي أنه قال له‪:‬‬
‫أريد ضمينا ا يضمن لي أنك تعود إنساناا‪ ،‬فإني أخمماف أن تعممود‬
‫قردا ا فل أتمكن من استرجاعا ما أخذت مني" ]رجال النجاشممي ص‬
‫‪ ،288‬اليقاظ ص ‪.[67‬‬
‫ومثل هذا كثير‪.‬‬
‫أما محاولة الدكتور علي عبد الواحد واقي وضع هذه العقيممدةا‬
‫السممخيفة‪ ،‬يهوديممة الصممل بجممانب عقيممدةا أهممل السممنة بالمهممدي‬
‫المنتظر فليس إل عبثا ا محضاا‪.‬‬
‫وكذلك حكمه على الحماديث الكممثيرةا عممن ذلممك المهمدي بممأن‬
‫كثيرا ا منها موضوعا‪ ،‬وما بقي منها ضممعيف كمل الضمعف فليممس إل‬
‫حكما ا جائرا ا غير صحيح لدى المحققين والنقمماد المهممرةا مممن أهممل‬
‫السنة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أعمال العباد‬
‫إن الشمميعة الثنممى عشممرية يقولممون‪ :‬إن أفعممال العبمماد غيممر‬
‫مخلوقة لله‪ ..‬وقد روي عن أبي الحسن الثممالث عليممه السمملم أنممه‬
‫سئل عن أفعال العباد‪ :‬هل هي مخلوقة؟‬
‫فقال عليه السلم‪ :‬لو كان خالقا ا لها لما تبرأ منها وقممد قممال‬
‫سبحانه وتعالى‪ :‬إن الله بريء من المشركين ورسمموله‪ ،‬ولممم يممرد‬
‫الممبراءةا مممن خلممق ذواتهممم‪ ،‬وإنممما تممبرأ مممن شممركهم وقبممائحهم"‬
‫])شممرح اعتقممادات الصممدوق( للمفيممد‪ ،‬الملحممق بكتمماب )أوائممل‬
‫المقالت( ص ‪.[188 ،187‬‬
‫وقد قال الحر العاملي في كتابه تحت باب‪) :‬إن الله سممبحانه‬
‫خالق كل شيء إل أفعال العباد(‪:‬‬
‫أقول‪:‬‬
‫"مذهب الماميممة والمعتزلممة أن أفعممال العبمماد صممادرةا عنهممم‬
‫وهم خالقون لها" ]الفصول المهمة في أصول الئمة ص ‪.[81‬‬
‫ولكن شيخهم المفيد كره إطلق لفممظ خممالق علممى أحممد مممن‬
‫العبمماد حيممث قممال تحممت عنمموان )إ الخلممق يفعلممون ويحممدثون‬
‫ويخترعون ويصنعون ويكتسمبون ول أطلمق عليهمم القمول بمأنهم‬
‫يخلقون ول لهم خالقون(" ]أوائل المقالت ص ‪.[64‬‬
‫وهذا مخالف لصريح القرآن حيث ذكر فيه‪:‬‬
‫‪ ‬والله خلقكم وما تعملون ‪] ‬سورةا الصافات الية ‪.[96‬‬
‫و ‪ ‬ذلكم الله ربكم خالق كل شيء ل إلممه إل هممو ‪]  . .‬س ورةا‬
‫غافر الية ‪.[62‬‬
‫و ‪ .. ‬وخلق كل شيء فقدره تقديرا ا ‪] ‬سورةا الفرقممان اليممة‬
‫‪.[2‬‬
‫و ‪ ‬ذلكم الله ربكم ل إله إل هو خالق كممل شمميء فاعبممدوه ‪ ..‬‬
‫]سورةا النعام الية ‪.[102‬‬
‫وأيضا ا ‪ .. ‬ق ل اللممه خممالق كممل شمميء وهممو الواحممد القهممار ‪‬‬
‫]سورةا الرعد الية ‪.[16‬‬
‫وأيضا ا ‪ ‬الله خممالق كممل شمميء وهممو علممى كممل شمميء وكيممل ‪‬‬
‫]سورةا الزمر الية ‪.[62‬‬
‫وغير ذلك من اليات الكثيرةا‪.‬‬
‫ومعروف أن أفعال العباد داخلة في "كل شيء"‪.‬‬
‫وقد أقر بذلك الباقر حيث قال‪:‬‬
‫"إن الله خلو من خلقه‪ ،‬وخلقه خلو منه‪ ،‬وكممل ممما وقممع عليممه‬
‫اسممم شمميء ممما خل اللممه فهممو مخلمموق‪ ،‬واللممه خممالق كممل شمميء"‬
‫]الفصول المهمة ص ‪.[81‬‬
‫وأما "نفي نسبة أفعال العباد إلى الله لن فيها قبيحا ا ل يصح‬
‫أن ينسب إليه" فليس إل لغوا ا محضاا؛ لن الخممالق المتعممالي خلممق‬
‫كل شيء ثم أخبر النسان عممن الحسممن والقبيممح وأمرهممم بإتيممان‬
‫الول واجتنمماب الثمماني وخيرهممم فممي ذلممك‪ ،‬وأنممار لهممم السممبل‪،‬‬
‫وأرسل لهم الرسل لبيان الخير والشر‪ ،‬والحق والباطل‪ ،‬والحسن‬
‫والقبيممح‪ ،‬وأعطممى لهممم عقممول ا ليتفكممروا بهمما ويعقلمموا‪ ،‬وقلوبمما ا‬
‫ليتدبروا بها ويتبصروا‪ ،‬قال جل وعل‪  :‬وهديناه النجدين ‪] ‬سورةا‬
‫البلد الية ‪.[10‬‬
‫و ‪ ‬قل هذه سبيل أدعو إلى الله على بصيرةا أنا ومن اتبعنممي‬
‫‪]  ..‬سورةا يوسف الية ‪.[108‬‬
‫و ‪ ‬وأن هممذا صممراطي مسممتقيما ا فمماتبعوه ول تتبعمموا السممبل‬
‫فتفرق بكم عن سبيله ذلكممم وصمماكم بممه لعلكممم تتقممون ‪] ‬س ورةا‬
‫النعام الية ‪.[153‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ ‬فمن يعمل مثقال ذرةا خيرا ا يره * ومممن يعمممل مثقممال ذرةا‬
‫شرا ا يره ‪] ‬سورةا الزلزلة الية ‪.[8 ،7‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ ‬وأن ليس للنسان إل ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم‬
‫يجزاه الجزاء الوفى ‪] ‬سورةا النجم الي ‪.[41 ،40 ،39‬‬
‫أي أن النسان ليس مجبورا ا محضمماا‪ ،‬ول مختممارا ا مطلقمماا‪ ،‬بممل‬
‫هو بين الجبر والختيار‪ .‬إن الله خلق النسممان‪ ،‬وإن اللممه يعلممم ممما‬
‫سيعمل في حياته ويفعل في مستقبله فخلق أفعمماله علممى علمممه‬
‫ذاك‪ ،‬ويسر له السبل بعد تفويضه الختيممار أن يعمممل هممذا أو ذاك‪،‬‬
‫وبعد إرشاده أن هذا حسن وذاك قبيح‪ ،‬قال سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫‪ ‬فأما من أعطممى واتقممى * وصممدق بالحسممنى * فسنيسممره‬
‫لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسممره‬
‫للعسرى ‪] ‬سورةا الليل الية ‪.[11-5‬‬
‫ولم يجبرهم على هذا أو ذاك‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪ ‬ولو شاء ربك لمن من في الرض كلهم جميعا ا ‪]  ..‬س ورةا‬
‫يونس الية ‪.[99‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ ‬ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدةا ‪]  ..‬سورةا هود اليممة‬
‫‪.[118‬‬
‫ومعنى هذا كله أن الله خلق أفعال العباد حسممب علمممه الممذي‬
‫أحاطا بكل شيء‪.‬‬
‫‪ . . ‬وكان الله بكل شيء محيطا ا ‪.‬‬
‫و ‪ ‬وأن الله قد أحاطا بكل شيء علما ا ‪] ‬س ورةا الطلق اليممة‬
‫‪.[12‬‬
‫و ‪ . . ‬والل ه بكممل شمميء عليممم ‪] ‬س ورةا النسمماء اليممة ‪،176‬‬
‫وسممورةا البقممرةا اليممة ‪ ،282‬وسممورةا النممور اليممة ‪ ،35‬وسممورةا‬
‫الحجرات الية ‪ ،16‬سورةا التغابن الية ‪.[11‬‬
‫و ‪ ‬إن الله ل يخفى عليه شيء فممي الرض ول فممي السممماء ‪‬‬
‫]سورةا آل عمران الية ‪.[ 5‬‬
‫و ‪ .. ‬وس ع ربممي كممل شمميء علممما ا أفل تتممذكرون ‪] ‬س ورةا‬
‫النعام الية ‪.[80‬‬
‫و ‪ .. ‬وم ا يخفممى علممى اللممه مممن شمميء فممي الرض ول فممي‬
‫السماء ‪] ‬سورةا إبراهيم الية ‪.[38‬‬
‫وأما عقاب العبد وثوابه‪ ،‬فل يكون إل على اكتساب العبد ذلك‬
‫الفعل والعمل به بعد اختياره على كسب ذلك أو تركممه‪ ،‬فممإن كممان‬
‫شرا ا فشر‪ ،‬وإن كان خيرا ا فخير‪ .‬ل دخممل فيممه لقممدرةا العبمماد علممى‬
‫خلق الفعال أو على عدم الخلق‪ ،‬وهذا ما صرح الله عز وجممل فممي‬
‫كتابه بقوله‪:‬‬
‫‪ ‬وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير‬
‫‪] ‬سورةا الشورى الية ‪.[30‬‬
‫وقوله عز وجل‪:‬‬
‫‪ ‬ظهممر الفسمماد فممي الممبر والبحممر بممما كسممبت أيممدي النمماس‬
‫ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهممم يرجعممون ‪] ‬س ورةا الممروم اليممة‬
‫‪.[41‬‬
‫وقوله تبارك وتعالى‪:‬‬
‫‪ . . ‬وما ظلمناهم ولكن كممانوا أنفسممهم يظلمممون ‪] ‬س ورةا‬
‫النحل الية ‪.[118‬‬
‫فالثواب والعقاب على الكتساب ل على الخلق وعدم الخلق‪،‬‬
‫وهممذه المسممألة قممد تمماهت فيهمما عقممول الشمميعة الماميممة فلممم‬
‫يفهموها‪ ،‬ل في ضوء الكتاب ول السنة – وهم يعتقدون فيهما ممما‬
‫يعتقممدون – ول فممي ضمموء روايممات أئمتهممم المعصممومين حسممب‬
‫زأعمهم‪ ،‬كما روى الكليني وغيره عن أبي بصير أنه قال‪:‬‬
‫"كنت بين يممدي أبممي عبممد اللممه عليممه السمملم جالسمما ا فسممأله‬
‫سائل‪ ،‬فقال‪ :‬جعلت فداك يا ابن رسول الله من أين لحق الشممقاء‬
‫بأهل المعصية حتى حكم لهم بالعذاب على عملهم في علمه؟‬
‫فقال أبو عبد الله‪ :‬أيها السائل علم الله عز وجل ل يقوم لممه‬
‫أحد من خلقه بحقه‪ ،‬فلما حكم بذلك وهب لهل محبته القوةا على‬
‫طاعته ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله‪ ،‬ووهب لهممل‬
‫المعصية القوةا على معصيتهم لسبق علمه فيهم ومنعهممم إطاعممة‬
‫القبول منهم‪ ،‬فوافقوا ما سبق لهم في علمه تعالى ولم يقممدروا‬
‫أن يأتوا حال ا تنجيهم من عذابه‪ ،‬لن علمه أولى بحقيقة التصديق‪،‬‬
‫وهو معنى شاء ممما شمماء وهممو سممره" ]الصممول مممن الكممافي بمماب‬
‫السعادةا والشفاء‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪ 152‬طا طهران[‪.‬‬
‫وأيضا ا ما رواه الكليني عن أبي عبد الله جعفر بن البمماقر أنممه‬
‫قال‪:‬‬
‫ل جممبر ول تفممويض ولكنممه أمممر بيممن أمريممن" ]الصممول مممن‬
‫الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.[155‬‬
‫ومثل ذلك روي عن علي بن موسممى الرضمما – المممام الثممامن‬
‫لدى الشيعة – وقد رواه يزيد بن عمير أنه قال‪:‬‬
‫دخلت على علي بن موسى الرضا وقلت له‪:‬‬
‫يا ابن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمممد عليممه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬ل جبر ول تفممويض ولكنممه أمممر بيممن أمريممن‪ ،‬فممما‬
‫معناه؟‬
‫فقال‪ :‬وجود السبل إلى إتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬فهل لله عز وجل مشيئة وإرادةا في ذلك؟‬
‫فقممال‪ :‬أممما الطاعممة فممإرادةا اللممه وميشممئته فيهمما المممر بهمما‬
‫والرضا لهمما والمعاونممة عليهمما‪ ،‬وإرادتممه ومشمميئته فممي المعاصممي‬
‫النهي عنها والسخط لهما والخذلن عليها‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فلله عز وجل فيها القضاء؟‬
‫قال‪ :‬نعم ما من فعل يفعلممه العبمماد مممن خيممر وشممر إل وفيممه‬
‫قضاء" ]الفصول المهمة في معرفة أصول الئمة ص ‪.[74‬‬
‫ومثل ذلك روي أيضا ا عن جعفر أنه سئل عن الجبر والقدر؟‬
‫فقال‪ :‬ل جبر ول قدر‪ ،‬ولكن منزلة بينهما" ]الفصول المهمة‬
‫في معرفة أصول الئمة ص ‪.[72‬‬
‫وروى حريز عن جعفر بن محمد أنه قال‪:‬‬
‫الناس في القدر على ثلثة أوجه‪ :‬رجممل يزعممم أن اللممه أجممبر‬
‫العبد على المعاصي فهممذا قممد ظلممم اللممه فمي حكمممه فهممو كممافر‪،‬‬
‫ورجمل يزعمم أن اللمه فموض الممور إليهمم فهمذا وهمن اللمه ف ي‬
‫سمملطانه فهممو كممافر‪ ،‬ورجممل يقممول‪ :‬إن اللممه كلممف العبمماد بممما‬
‫يطيقون‪ ،‬ولم يكلفهم بما ل يطيقون‪ ،‬فإذا أحسن حمممد اللممه‪ ،‬وإذا‬
‫أسمماء اسممتغفر اللممه فهممذا مسمملم بممالغ" ]الفصممول المهمممة للحممر‬
‫العاملي ص ‪.[72 ،71‬‬
‫فحاصممل الكلم‪ :‬أن العبممد ليممس بمجبممور محممض ول بمختممار‬
‫مطلق‪ ،‬ل كما يزعمه الشيعة‪:‬‬
‫"أن أفعال العباد صادرةا عنهم وهم خالقون لهمما" ]الفصممول‬
‫المهمة للحر العاملي ص ‪.[81‬‬
‫لن العقاب والثواب ل يكممون علممى خلممق الفعممال‪ ،‬بممل علممى‬
‫كسب الفعال‪.‬‬
‫وأما قولهم‪ :‬إن نسبة أفعال العباد إلى الله بأنها مخلوقة له‪،‬‬
‫وفيها قبيح ل تصح" فقول مخالف روايات أئمتهمم أيضما ا حيمث أن‬
‫أئمتهم قالوا كما ذكر محدثوهم أن الله خلق الشر كما خلق الخير‪،‬‬
‫والشر قبيح بل شك‪ ،‬فكيف ينسممبونه – وهممم المعصممومون حسممب‬
‫زأعمهم – إلى الله؟ وهذه هي رواياتهم‪:‬‬
‫يروي الكليني عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال‪:‬‬
‫"إن الله كتب في كتبه‪ :‬إني أنا الله ل إله إل أنا خلقممت الخيممر‬
‫والشر‪ ،‬فطوبى لمن أجريت على يمده الخيمر‪ ،‬وويمل لممن أجريمت‬
‫على يده الشر" ]الصول من الكافي للكليني ج ‪ 1‬ص ‪.[154‬‬
‫ومثل ذلك رواه عن معاوية عن أبي عبد الله أنه كان يقول‪:‬‬
‫مما أوحى الله تعالى على موسى وأنزل عليممه التمموراةا‪ :‬أنممي‬
‫أنا الله ل إله إل أنا خلقت الخلق وخلقت الخير‪ ،‬وأجريتممه علممى يممد‬
‫من أحب‪ ،‬فطوبى لمن أجريته علممى يممديه‪ ،‬وأنمما اللممه ل إلممه إل أنمما‬
‫خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يد من أريممد‪ ،‬وويممل لمممن‬
‫أجريت على يده الشر" ]الكافي للكليني ج ‪ 1‬ص ‪.[154‬‬
‫ومثل ذلك ذكر القمي في تفسيره عنه أنه قال‪:‬‬
‫قال الله عز وجل‪ :‬أنا الله ل إلممه إل أنمما خممالق الخيممر والشممر"‬
‫]الكافي للكليني ج ‪ 1‬ص ‪.[154‬‬
‫فهل من مجيب‪ :‬الشر قبيح أم ل؟‬
‫فكيف نسبه أئمتهم المعصومون – حسب زأعمهم – إلممى اللممه‬
‫عز وجل؟‬
‫وهم رووا أيضا ا في كتبهم عممن جعفممر بممن محمممد البمماقر أنممه‬
‫نسب خلق الشقاوةا إلى الله أيضا ا ول شممك فممي قبحهمما كممما رواه‬
‫الكليني عن منصور بن حازأم أنه قال‪:‬‬
‫قممال أبممو عبممد اللممه عليممه السمملم‪ :‬إن اللممه خلممق السممعادةا‬
‫والشقاوةا قبل أن يخلق الخلق" ]الكافي للكليني ج ‪ 1‬ص ‪.[154‬‬
‫ثم وما معنى قول الدكتور عبد الواحد وافي‪:‬‬
‫"يذهب الشيعة الجعفرية إلى أن العبممد يحممدث أعممماله ولكممن‬
‫بقدرةا أودعها الله فيه" ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[57‬‬
‫فممن يكممون الموجمود الحقيقمي إذاا؟ همل الممذي أوجمد قممدرةا‬
‫الفعل في خلقه أم الذي خلقت فيه هذه القدرةا على ذلك الفعل؟‬
‫لن العبد محروم من قدرةا اليجمماد والبممداعا‪ ،‬وقممدرةا الفعممل‬
‫والكتساب‪ ،‬وما دام الله هو المبدعا وهو الخالق فيممه هممذه القممدرةا‬
‫فل تنسب ثمرته ونتيجته إل إليه‪ ،‬ول دخل للنسان فيه‪.‬‬
‫فليتدبر الشيعة في جوابه‪.‬‬
‫وأما كون الرب خالقا ا لفعال العباد فهل يقال إنه فعل ما هو‬
‫قبيح منه وظلم أم ل؟ فيجيب على ذلك شمميخ السمملم ابممن تيميممة‬
‫رحمه الله في الرد على ابن المطهر الحلي بقوله‪:‬‬
‫فأهل السنة المثبتون للقدرةا يقولون‪ :‬ليس هو بذلك ظالممما ا‬
‫ول فاعل ا قبيحاا‪ ،‬والقدرية يقولون‪ :‬لو كممان خالقمما ا لفعممال العبمماد‬
‫كان ظالما ا فاعل ا لما هو قبيح منممه‪ ،‬وأممما كممون الفعممل قبيحمما ا مممن‬
‫فاعله فل يقتضي أن يكون قبيحمما ا مممن خممالقه‪ ،‬كممما أن كممونه أكل ا‬
‫وشربا ا لفاعله ل يقتضي أن يكون كذلك لخالقه لن الخممالق خلقممه‬
‫في غيره ولم يقم بذاته‪ ،‬فالمتصف به مممن قممام بممه الفعممل ل مممن‬
‫خلقه في غيره كما أنه إذا خلق لغيره لونمما ا وريحمما ا وحركممة وقممدرةا‬
‫كان ذلك الغير هو المتصف بذلك اللون والريمح والحركمة والقمدرةا‬
‫والعلممم‪ ،‬فهممو المتحممرك بتلممك الحركممة‪ ،‬والمتلممون بممذلك اللممون‪،‬‬
‫والعالم بذلك العلم‪ ،‬والقمادر بتلممك القمدرةا‪ ،‬فكممذلك إذا خلممق فمي‬
‫غيره كلما ا أو صلةا أو صياما ا أو طوافا ا لن ذلك الغير هممو المتكلممم‬
‫بذلك الكلم وهو المصلي وهممو الصممائم وهممو الطممائف ولكممن مممن‬
‫قال‪ :‬إن الفعل هو المفعممول يقممول‪ :‬إن أفعممال العبمماد هممي فعممل‬
‫الله‪ ،‬فإن قال‪ :‬وهو أيضا ا فعل لهم لزمممه أن يكممون الفعممل والحممد‬
‫لفاعلين كما يحكى عن أبي إسحاق السفرائيني‪.‬‬
‫وإن لم يقل‪ :‬هي فعل لهم لزمه أن تكون أفعال العبمماد فعل ا‬
‫لله ل لعباده كما يقوله الشعري ومن وافقممه مممن أصممحاب الئمممة‬
‫الربعممة وغيرهممم الممذين يقولممون‪ :‬إن الخلممق هممو المخلمموق‪ ،‬وإن‬
‫أفعال العباد خلق الله‪ ،‬فتكون هي لله وهي مفعول للممه كممما أنهمما‬
‫خلقه وهي مخلوقة‪ ،‬وهذا الذي ينكممره جمهممور العقلء ويقولممون‪:‬‬
‫إن مكابرةا للحس ومخالفة للشرعا والعقل‪.‬‬
‫وأما جمهور أهل السممنة فيقولممون‪ :‬إن فعممل العبممد فعممل لممه‬
‫حقيقة ولكنه مخلوق لله ومفعول لله‪ ،‬ل يقولون‪ :‬هو نفس فعممل‬
‫الله‪ ،‬ويفرقون بين الخلق والمخلوق والفعممل والمفعممول ]منهمماج‬
‫السنة لشيخ السلم ابن تيمية ج ‪ 1‬ص ‪.[214 ،213‬‬
‫وبعد بيان هذا كله نلقي نظممرةا عممابرةا علممى أخطمماء الممدكتور‬
‫وافممي فمي هممذا الفصممل القصممير أيضمما ا كممما عهممدناها فمي جميممع‬
‫الفصول والبواب‪ ،‬وعلى محمماولته تبرئممة الشمميعة مممن كممثير مممن‬
‫النحرافات والزيغ والضلل‪ ،‬وتصويبهم في آرائهم ومعتقممداتهم‪،‬‬
‫فيقول‪:‬‬
‫إن الشيعة الجعفرية يتفقون في بعض نواحي هممذه العقيممدةا‬
‫مع المعتزلممة والقدريممة ولكنهممم يتقممون انحممراف المعتزلممة بعممدم‬
‫موافقتهم لهم على القول بممأن العبمماد خممالقون لعمممالهم‪ ،‬وهممو‬
‫القممول الممذي انحممرف بممه المعتزلممة عممن العتقمماد السممليم" ]بيممن‬
‫الشيعة وأهل السنة ص ‪.[59‬‬
‫ومن المؤسف حقا ا أن الشيخ ل يعلم وهو فممي هممذه المنزلممة‬
‫من العلم وتلك المرحلة من العمر‪ ،‬وبهذه الجرأةا في القدام على‬
‫الكتابممة لتبرئممة الشمميعة ممما لزمهممم مممن العممار والشممنار‪ ،‬والقممول‬
‫بالباطل‪ :‬إن الشيعة اتقوا انحراف المعتزلممة بممأن العبمماد خممالقون‬
‫لعمممالهم ذلممك القممول الممذي انحممرف بممه المعتزلممة عممن العتقمماد‬
‫السليم‪ ،‬بل وقعوا في عيممن ذلممك النحممراف كممما نقلنمما عممن الحممر‬
‫العاملي صاحب موسوعة حديثية شيعية كممبرى )وسممائل الشمميعة(‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫مذهب المامية هو عين مذهب المعتزلممة فممي أفعممال العبمماد‪،‬‬
‫وهذا هو نص عبارته في كتابه )الفصول المهمة في معرفة أصول‬
‫الئمة( تحت الباب السابع والربعين‪:‬‬
‫إن اللممه خممالق كممل شمميء إل أفعممال العبمماد‪ :‬أقممول‪ :‬مممذهب‬
‫المامية والمعتزلة أن أفعال العبمماد صممادرةا عنهممم وهممم خممالقون‬
‫لها" ]الفصول المهمة ص ‪.[81 ،80‬‬
‫وقممد أقممر بممذلك شمميخ الشمميعة المفيممد فممي كتممابه )أوائممل‬
‫المقالت( تحت باب‪ :‬القول في العممدل والخلممق‪ ،‬بعممد نفممي خلممق‬
‫الفعال عن الله تعالى‪:‬‬
‫وعلى هذا القول جمهور أهل المامة‪ ،‬وبه تواترت الثار عممن‬
‫آل محمد ‪ ، ‬وإليه يذهب المعتزلة بأسرها إل ضرارا ا منها وأتباعهم‬
‫وخالف فيه جمهور العامة )أي أهل السممنة( وبقايمما مممن عممددناهم‬
‫]أوائل المقالت في المذاهب والمختارات ص ‪.[64 ،63‬‬
‫ونقل هذه العقيدةا عنهم شيخ السلم ابن تيمية والشاه عبد‬
‫العزيز الدهلوي في )التحفة الثنى عشرية( وغيرهممم مممن علممماء‬
‫أهل السنة والجماعة الذين كتبوا في الرد على الشيعة‪.‬‬
‫وهذه هي العقيممدةا المنقولممة المتوارثممة عممن الشمميعة قممديما ا‬
‫وحديثاا‪ ،‬وقد تجاهلها الدكتور وافي‪.‬‬
‫وأما تبرئة الدكتور وافي الشيعة وتقريممره بممأنهم ل يسمممون‬
‫غير الله خالقا ا قد انفرد بالخلق والتكوين فليست إل تبرئة قائمممة‬
‫على حسن الظن وعدم المعرفة بكلم القوم لن الشيعة ينسبون‬
‫الخلق إلى غير الله كما مر سابقا ا في أفعممال العبمماد‪ ،‬وأيضمما ا وقممد‬
‫رووه عن فتح بن يزيد الجرجاني أنه قال‪:‬‬
‫قلت لبممي الحسممن عليممه السمملم‪ :‬هممل غيممر الخممالق الجليممل‬
‫خالق؟‬
‫قال‪ :‬إن الله تبارك وتعالى يقول‪:‬‬
‫‪ . . ‬فتبارك الله أحسن الخالقين ‪.‬‬
‫إن فممي العبمماد خممالقين وغيممر خممالقين‪ ،‬منهممم عيسممى عليممه‬
‫السلم خلق من الطين كهيئة الطير بممإذن اللممه‪ .‬والسممامري خلممق‬
‫لهم عجل ا جسدا ا له خوار" ]الفصول المهمة ص ‪.[81‬‬
‫وهناك روايات أخممرى عممن أبممي جعفممر وغيممره تممدل علممى أن‬
‫الخلق ينسب إلى الملك‪:‬‬
‫"هو الذي خلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء"‪.‬‬
‫وكذلك ما رواه الكليني أن ملكين خلقين يخلقان بممإذن اللممه‬
‫من ذكر وأنثى وشقي وسعيد" ]الكافي للكليني ج ‪ 1‬ص ‪.[152‬‬
‫وغير ذلك من الروايات‪.‬‬
‫ول أدري مع ذلممك كيممف أبمماح الممدكتور لنفسممه أن يممدعي هممذا‬
‫الدعاء؟ وأن يلقن الشمميعة ويلقممي فممي أفممواههم ممما ل يقولممونه‬
‫أنفسهم؟‬
‫الفصل الثالث‬
‫التقية‬
‫ذكر الدكتور وافي فيما من معتقدات الشيعة التقية موافقمما ا‬
‫إياهم في جوازأها‪ ،‬مستندا ا على القرآن والسنة حيث يقول‪:‬‬
‫إننا نتفق معهم في جوازأ التقية في المواطن التي يشمميرون‬
‫إليها‪ ،‬والتي أجازأهمما القممرآن وأجازأتهمما السممنة النبويممة الشممريفة"‬
‫]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[63‬‬
‫ول يعلم الدكتور أن التقية الشيعية مخالفة للقممرآن والسممنة‬
‫كل المخالفة‪ ،‬حيث أن معناها الكممذب المحممض والنفمماق الخممالص‪.‬‬
‫ولم ترد آية في القرآن تبيممح الكممذب والنفمماق‪ ،‬ل روايممة عا رسممول‬
‫الله تجيزهما‪ ،‬بل علممى العكممس مممن ذلممك وردت آيممات كممثيرةا فممي‬
‫القرآن وأحاديث عديدةا عن رسول اللممه ‪ ‬تحممرم هممذا وذاك‪ .‬ولقممد‬
‫صرح بذلك شيخ السلم ابن تيمية في منهاجه حيث قال‪:‬‬
‫النفاق والزندقة في الروافض أكثر من سائر الطوائممف‪ ،‬بممل‬
‫ل بد لكل منهم من شعبة نفاق فإن أساس النفاق الذي بني عليممه‬
‫الكذب أن يقول الرجل بلسانه ما ليممس فممي قلبممه كممما أخممبر اللممه‬
‫تعممالى عممن المنممافقين أنهممم ‪ ‬يقولممون بألسممنتهم ممما ليممس فممي‬
‫قلوبهم ‪ ‬والرافضة تجعل هذا من أصممول دينهمما وتسممميه التقيممة‪،‬‬
‫وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الممذين برأهممم اللممه عممن ذلممك‪ ،‬بممل‬
‫كممانوا مممن أعظممم النمماس صممدقا ا وتحقيقمما ا لليمممان وكممان دينهممم‬
‫التقوى‪ ،‬ل التقية‪.‬‬
‫وقول الله تعالى‪  :‬ل يتخذ المؤمنممون الكممافرين أوليمماء مممن‬
‫دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليممس مممن اللممه فممي شمميء إل أن‬
‫تتقوا منهم تقاةا ‪] ‬س ورةا آل عممران‪ :‬اليمة ‪ :[28‬إنم ا همو الم ر‬
‫بالتقاء من الكفار‪ ،‬ل المر بالنفاق والكذب‪ ،‬والله تعالى قمد أبماح‬
‫لمن أكره على كلمممة الكفممر أن يتكلممم بهمما إذا كممان قلبممه مطمئنمما ا‬
‫باليمان لكن لم يكره أحدا ا من أهممل الممبيت علممى شمميء مممن ذلممك‬
‫حتى أن أبا بكر رضممي اللممه عنممه لممم يكممره أحممداا‪ ،‬ل منهممم ول مممن‬
‫غيرهم على متابعته‪ ،‬فضل ا أن يكرههم على مممدحه والثنمماء عليممه‪،‬‬
‫بل كان علي وغيره من أهل البيت يظهرون ذكر فضائل الصممحابة‬
‫والثناء عليهم والترحم عليهم والدعاء لهم‪ ،‬ولم يكن أحد يكرههممم‬
‫على شيء منه باتفاق الناس‪.‬‬
‫وقد كان في زأمن بني أمية وبنممي العبمماس خلممق عظيممم دون‬
‫علممي وغيممره فممي اليمممان والتقمموى يكرهممون منهممم أشممياء ول‬
‫يمدحونهم‪ ،‬ول يثنممون عليهممم‪ ،‬ول يقربممونهم‪ ،‬ومممع هممذا لممم يكممن‬
‫هممؤلء يخممافونهم ولممم يكممن أولئممك يكرهممونهم مممع أن الخلفمماء‬
‫الراشدين كانوا باتفاق الخلممق أبعممد عممن قهممر النمماس وعقمموبتهم‬
‫على طاعتهم من هؤلء‪ ،‬فإذا لم يكن النمماس مممع هممؤلء مكرهيممن‬
‫على أن يقولوا بألسنتهم خلف ما في قلمموبهم‪ ..‬فكيممف يكونممون‬
‫مكرهين مع الخلفاء علممى ذلممك‪ ،‬بممل علممى الكممذب وشممهادةا المزور‬
‫وإظهار الكفر كما تقوله الرافضة من غير أن يكرههممم أحممد علممى‬
‫ذلك‪ ،‬فعلم أن ما تتظاهر به الرافضة هو من باب الكذب والنفمماق‪،‬‬
‫وأن يقولوا بألسنتهم ما ليس فممي قلمموبهم‪ ،‬ل مممن بمماب ممما يكممره‬
‫المؤمن عليه من التكلم بالكفر" ]منهاج السنة لشيخ السلم ابممن‬
‫تيمية ج ‪ 1‬ص ‪ 160 ،159‬طا باكستان[‪.‬‬
‫وهو كما قاله شيخ السلم لن الشيعة لم يؤسسوا دينهم إل‬
‫علممى الكممذب والنفمماق‪ ،‬ولممم يروجمموا ديممانتهم إل بإظهممار ممما لممم‬
‫يعتقدوه في السر وإعلن ما يبطنون خلفه دون أن يجبرهم على‬
‫ذلك أحد أو يكرههم‪ ،‬وخير مثال لذلك ممما رواه الكشممي فممي كتممابه‬
‫عن أبان بن تغلب أنه قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبممد اللممه عليممه السمملم‪ :‬إنممي أقعممد فممي المسممجد‬
‫فيجيء الناس‪ ،‬فيسألوني‪ ،‬فإني لم أجبهم لم يقبلوا مني‪ ،‬وأكممره‬
‫أن أجيبهم بقولكم‪ ،‬وما جاء منكم؟‬
‫فقال لي‪ :‬انظر ما علمت أنممه مممن قممولهم فممأخبرهم بممذلك"‬
‫]رجال الكشي ص ‪ – 280‬طا مؤسسة العلمممي كممربلء – العممراق‪،‬‬
‫ومثل ذلك في الصول الصلية والقواعممد الشممرعية ص ‪ – 327‬طا‬
‫مكتبة المفيد قم – إيران[‪.‬‬
‫ومثل ذلك رواه معاذ بن مسلم النحوي قال‪:‬‬
‫"قال لي أبو عبممد اللممه عليممه السمملم‪ :‬بلغممي أنممك تقعممد فممي‬
‫الجامع فتفتي الناس؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج‪،‬‬
‫إني أقعد في الجامع فيجيء الرجل فيسممألني عممن الشمميء‪ ،‬فممإذا‬
‫عرفته بالخلف لكم أخمبرته بمما يقولمون‪ ،‬ويجيمء الرجمل أعرفمه‬
‫بحبكم أو مودتكم فأخبره بما جاء عنكم‪ ..‬قال‪ :‬فقال لممي )أي أبممو‬
‫جعفر(‪ :‬اصنع كذا فإن أصنع كذا!" ]رجممال الكشممي ص ‪ 218‬تحممت‬
‫ترجمة معاذ بن مسلم الحراء النحوي[‪.‬‬
‫ومثل ذلك روى أبو بصير عن محمد الباقر قال‪:‬‬
‫"خالطوهم بالبرانية )أي ظمماهراا( وخممالفوهم بالجوانيممة )أي‬
‫باطناا(" ]الكافي في الصول للكليني ج ‪ 2‬ص ‪ 220‬طا إيران[‪.‬‬
‫وهذه الروايات الثلثة صريحة في معناها ل تحتاج إلى تشريح‬
‫وتوضيح لبيان أن التقية الشيعية ليسممت إل النفمماق بعينهمما‪ ،‬وهممذا‬
‫هو المعبر عن المنافقين في القرآن الحكيم‪:‬‬
‫‪ ‬وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلمموا إلممى شممياطينهم‬
‫قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ‪] ‬سورةا البقرةا الية ‪.[14‬‬
‫وذكره الله في أوصافهم وخصائصهم‪:‬‬
‫‪ . . ‬يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلممم بممما‬
‫يكتمون ‪] ‬سورةا آل عمران الية ‪.[167‬‬
‫وإن الروايممات الشمميعية عممن أئمتهممم المعصممومين – حسممب‬
‫زأعمهم – المتي تنممبئ وتخممبر أن التقيمة الشمميعية ليسمت إل نفاقما ا‬
‫محضاا‪ ،‬كثيرةا جداا‪ ،‬وقممد أوردنمما الكممثير منهمما فممي كتابنمما )الشمميعة‬
‫والسنة( تحت باب )الشيعة والكممذب(‪ ،‬وممما لممم نوردهمما فيممه نممذكر‬
‫بعضا ا منها ههنما زأيمادةا للفائمدةا والمعرفمة‪ ،‬فيمروي الكلينمي ف ي‬
‫كافيه عن هشام الكندي أنه قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد الله عليه السلم يقول‪:‬‬
‫"إياكم أن تعملوا عمل ا يعيرونا به‪ ،‬فإن ولد السوء يعير والممده‬
‫بعمله‪ ،‬كونوا لمن انقطعتم إليه زأيناا‪ ،‬ول تكونوا عليه شمميناا‪ ،‬صمملوا‬
‫فمممي عشمممائرهم‪ ،‬وعمممودوا مرضممماهم‪ ،‬واشمممهدوا جنمممائزهم‪ ،‬ول‬
‫يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولممى بممه منهممم‪ .‬واللممه‪ ،‬ممما‬
‫عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء‪ .‬قلت‪ :‬وما الخبء؟‬
‫قال‪ :‬التقية" ]الصول من الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 218‬طا إيران[‪.‬‬
‫وروي ابن بابويه القمي عن المدرك بن هزهازأ أنه قال‪:‬‬
‫"قال أبو عبد الله عليه السلم‪ :‬يا مدرك‪ ،‬رحم الله عبدا ا اجتر‬
‫مودةا الناس إلى نفسه فحدثهم بما يعرفممون‪ ،‬وتممرك ممما ينكممرون"‬
‫]كتاب الخصال لبن بابويه القمي ‪ 1‬ص ‪ 25‬طا إيران[‪.‬‬
‫وكذبوا على أصحاب الكهف حيممث اتهممموهم بالنفمماق وخممداعا‬
‫الناس بإظهارهم خلف ما يبطنون في قلمموبهم حيممث نقلمموا عممن‬
‫جعفر أنه قال‪:‬‬
‫"ما بلغ التقية أحد تقية أصممحاب الكهممف إن كممانوا ليشممهدون‬
‫العياد ويشدون الزنانير فأعطاهم الله أجرهم مرتيممن" ]الصممول‬
‫من الكافي للكليني ج ‪ 2‬ص ‪.[218‬‬
‫مع أن الرب تبارك وتعالى أخممبر عكممس ذلممك حيممث ذكممر فممي‬
‫كلمممه المحكممم‪ ..  :‬إنه م فتيممة آمنمموا بربهممم وزأدنمماهم هممدى *‬
‫وربطنا على قلوبهم إذا قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والرض‬
‫لن ندعو من دونه إلها ا لقد قلنا إذا ا شططا ا * هممؤلء قومنمما اتخممذوا‬
‫من دونه آلهة لول يأتون عليهممم بسمملطان بي تممن فمممن أظلممم ممممن‬
‫افترى على الله كذبا ا * وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إل الله فممأووا‬
‫إلى الكهف ينشر لكم ربكممم مممن رحمتممه ويهيممئ لكممم مممن أمركممم‬
‫مرفقا ا ‪] ‬سورةا الكهف الية ‪.[16-13‬‬
‫ولكن القوم يقولون عكممس ذلممك‪ ،‬ويممأمرون النمماس بالكممذب‪،‬‬
‫وأن يصيروا من المنافقين‪ ،‬الذين قال الله عنهم‪:‬‬
‫‪ ‬إن المنافقين في الدرك السفل من النممار ولممن تجممد لهممم‬
‫نصيرا ا ‪] ‬سورةا النساء الية ‪.[145‬‬
‫ومعممروف أن النسممان إذا كممان فممي بلممدةا يخمماف علممى دينممه‬
‫وعرضه وماله من تعرض المخالفين وجبرهم وظلمهممم وقهرهممم‬
‫على عدم إظهار دينه والعمممل بأحكممامه وتعمماليمه‪ ،‬وجممب عليممه أن‬
‫يهاجر إلى محل يقدر فيه على إظهار دينممه والعمممل بممه كممما قممال‬
‫الله عز وجل‪:‬‬
‫‪ ‬إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم‬
‫قالوا كنا مستضعفين في الرض قالوا ألم تكن أرض اللممه واسممعة‬
‫فتهمماجروا فيهمما فأولئممك مممأواهم جهنممم وسمماءت مصمميرا ا * إل‬
‫المستضعفين من الرجال والنساء والولممدان ل يسممتطيعون حيلممة‬
‫ول يهتدون سبيل ا * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهممم وكممان اللممه‬
‫عفوا ا غفورا ا * ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الرض مراغممما ا‬
‫كثيرا ا وسعة ومن يخرج مممن بيتممه مهمماجرا ا إلممى اللممه ورسمموله ثممم‬
‫يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان اللممه غفممورا ا رحيممما ا ‪‬‬
‫]سورةا النساء الية ‪ 97‬وما بعدها[‪.‬‬
‫فممأمرهم الممرب تبممارك وتعممالى بممالهجرةا‪ ،‬إل المستضممعفين‬
‫منهممم‪ ،‬فممإنه يجمموزأ لهممم المكممث مممع المخالفممة والموافقممة بقممدر‬
‫الضممرورةا‪ ،‬ووجممب عليهممم أيضمما ا أن يسممعوا فممي الحيلممة للخممروج‬
‫والفرار بدينهم‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن وقع شخص في أيممدي الكفممار‪ ،‬وأجممبروه علممى كلمممة‬
‫الكفر بالتخويف والتهديممد والحبممس والفتممك والقتممل‪ ،‬جممازأ لممه أن‬
‫ينطق بتلك الكلمة وقلبه مطمئن باليمممان‪ ،‬وفممي تلممك الصممورةا‪..‬‬
‫فإن التفوه بهذه الكلمة رخصة وعدم التفوه بها عزيمة‪ ،‬ولو قتممل‬
‫دون ذلك فهو شهيد كما يدل على ذلك ما قمماله الرسممول العظممم‬
‫صلوات الله وسلمه عليه عن رجلين من أصحابه أخذهما مسمميلمة‬
‫الكذاب‪ ،‬فقال لحدهما‪:‬‬
‫أتشهد أن محمدا ا رسول الله؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬أتشهد أني رسول الله؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم دعا الخر فقال لمه‪ :‬أتشمهد أن محممدا ا رسمول‬
‫الله؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أتشهد أني رسول الله؟‬
‫قال‪ :‬إنممي أصممم‪ .‬قالهمما ثلثمماا‪ ،‬وفممي كممل يجيبممه‪ :‬إنممي أصممم‪،‬‬
‫فضرب عنقه‪ ،‬فبلغ ذلك رسول الله ‪ ‬فقال‪:‬‬
‫"أممما هممذا المقتممول فقممد مضممى علممى صممدقه ويقينممه وأخممذ‬
‫بفضله‪ ،‬فهنيئا ا له‪ ،‬وأما الخر فقد رحمه الله تعالى فل تبعة عليه"‬
‫]مشكاةا المصابيح[‪.‬‬
‫ولكممن الشمميعة جعلمموا النفمماق والكممذب عزيمممة‪ ،‬والصممدق‬
‫والمجاهرةا بالحق رخصة‪ ،‬ول رخصة أيضا ا حيث نقلوا عممن أئمتهممم‬
‫المعصومين حسب زأعمهم – وهم يكذبون عليهم – أنهم قالوا كممما‬
‫رواه الكليني عن جعفر‪:‬‬
‫يا سليمان‪ ،‬إنكم على دين من كتمممه أعممزه اللممه‪ ،‬ومممن أذاعممه‬
‫أذله الله" ]الكافي للكليني ج ‪ 2‬ص ‪ ،222‬كتاب اليمان والكفر[‪.‬‬
‫وكما رواه الكليني أيضمما ا عممن جعفممر أنممه قممال لحممد أصممحابه‬
‫معلي بن خنيس‪ :‬يا معلممى‪ ،‬اكتممم أمرنمما ول تممذعه‪ ،‬فممإنه مممن كتممم‬
‫أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا‪ ،‬وجعله نورا ا بين عينيه فممي‬
‫الخرةا‪ ،‬يقوده في الجنة‪.‬‬
‫يا معلى‪ ،‬من أذاعا أمرنا ولممم يكتمممه أذلممه اللممه بممه فممي الممدنيا‬
‫ونزعا النور من بين عينيممه فممي الخممرةا‪ ،‬وجلممه ظلمممة تقمموده إلممى‬
‫النار‪.‬‬
‫يا معلى‪ ،‬إن التقية من ديني ودين آبائي‪ ،‬ول دين لمن ل تقية‬
‫له" ]الصول من الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.[224 ،223‬‬
‫وروى الكليني أيضا ا عن جعفر عن أبيه محمد الباقر أنه قال‪:‬‬
‫ل والله ما على وجه الرض شمميء أحممب إلممي مممن التقيممة‪ ،‬يمما‬
‫حبيب‪ ،‬إنه من كانت له تقية رفعه الله‪ ،‬يا حممبيب‪ ،‬مممن لممم تكممن لممه‬
‫تقية وضعه الله" ]الكافي في الصول ج ‪ 2‬ص ‪ 217‬كتاب اليمممان‬
‫والكفر باب التقية[‪.‬‬
‫وعنه أيضا ا عن أبي عمر العجمي أنه قال‪:‬‬
‫قال لي أبو عبد الله عليه السلم‪ :‬يا أبا عمر‪ ،‬إن تسعة أعشار‬
‫الدين في التقية‪ ،‬ول دين لمن ل تقية له‪ ،‬والتقية فممي كممل شمميء‬
‫إل النبيذ والمسح على الخفين" ]الكافي‪.[2/217 :‬‬
‫كما روى أيضا ا عن جعفر أنه قال‪:‬‬
‫كممان أبممي عليممه السمملم يقممول‪ :‬وأي شمميء أقممر لعينممي مممن‬
‫التقية‪ ،‬وإن التقية جنة المؤمن" ]الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.[220‬‬
‫هذا وقد أورد عالم شيعي كبير هو عبد اللممه شممبر فممي كتممابه‬
‫)الصول الصيلة والقواعد الشرعية( روايممات كممثيرةا فممي وجمموب‬
‫التقية‪ ،‬منها ما رواه عن الحسين بن علي أنه قال‪:‬‬
‫لول التقية ما عرف ولينا من عدونا‪.‬‬
‫وعن محمد الباقر أنه قال‪:‬‬
‫أشرف أخلق الئمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية‪.‬‬
‫وعن أبيه علي بن الحسين أنه قال‪:‬‬
‫يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والخرةا ما‬
‫خل ذنبين‪ ،‬ترك التقية وتضييع حقوق الخوان‪.‬‬
‫وعن موسى بن جعفر أنه قال لرجل‪:‬‬
‫لو جعل إليك التمني في الدنيا ما كنت تتمنى؟‬
‫قال‪ :‬كنت أتمنى أن أرزأق التقيممة فممي دينممي وقضمماء حقمموق‬
‫إخواني‪ ،‬فقال‪ :‬أحسنت‪ ،‬أعطوه ألفي درهم‪.‬‬
‫وعن علي بن محمد – المام العاشر للشيعة – أنه سممئل‪ :‬مممن‬
‫أكمل الناس؟‬
‫قال‪ :‬أعلمهم بالتقية وأقضاهم لحقوق إخوانه إلى أن قال‪:‬‬
‫فممأعظم فرائممض اللممه عليكممم بعممد فممرض موالتنمما ومعمماداةا‬
‫أعممدائكم اسممتعمال التقيممة علممى أنفسممكم وأممموالكم ومعممارفكم‪،‬‬
‫وقضمماء حقمموق إخمموانكم‪ ،‬وإن اللممه يغفممر كممل ذنممب بعممد ذلممك ول‬
‫يستقصي‪ ،‬فأما هذان فقل مممن ينجممو منهممما إل بعممد مممس عممذاب‬
‫شممديد" ]الصممول الصمملية والقواعممد الشممرعية لعبممد اللممه شممبر‬
‫المتوفى سنة ‪1242‬ه ص ‪ 324 ،323‬طا قم – إيران[‪.‬‬
‫ورووا أيضا ا عن أبي الحسن – إمممامهم المعصمموم المزعمموم –‬
‫أنه قال‪:‬‬
‫إن أكرمكم عند الله أتقاكم‪ ،‬قال‪ :‬أشدكم تقيممة" ]المحاسممن‬
‫للبرقي ص ‪ 258‬باب التقية طا قم – إيران[‪.‬‬
‫وعا داود الصرمي أنه قال‪:‬‬
‫قال لي مولنا علي بن محمد عليه السلم‪ :‬يا داود‪ ،‬لو قلممت‪:‬‬
‫إن تارك التقية كتارك الصلةا لكنت صممادقاا" ]كتمماب السممرائر نقل ا‬
‫عن )الصول الصلية( لعبد الله الشبر ص ‪ 320‬طا قم – إيران[‪.‬‬
‫وروى الطوسي في أماليه عن جعفر أنه قال‪:‬‬
‫ليس منا من لم يلممزم التقيممة" ]المممالي للطوسممي نقل ا عممن‬
‫الصول الصلية والقواعد الشرعية لعبد الله الشبر[‪.‬‬
‫فهذه هي التقية الشرعية‪ ،‬وهذه هي مكانتها وشأنها عندهم‬
‫يقول السيد محب الدين الخطيب المصري في رسالته )الخطمموطا‬
‫العريضة للسس التي قام عليها مذهب الشيعة الثنى عشرية(‪:‬‬
‫"وأول موانممع التجمماوب الصممادق بممإخلص بيننمما وبينهممم ممما‬
‫يسمونه التقية‪ ،‬فإنها عقيدةا دينية تبيح لهم التظاهر لنمما بغيممر ممما‬
‫يبطنممون‪ ،‬فينخممدعا سممليم القلممب منمما بممما يتطمماهرون لممه بممه مممن‬
‫رغبتهم في التعاون والتقارب‪ ،‬وهم ل يريممدون ذلممك‪ ،‬ول يرضممون‬
‫بمممه‪ ،‬ول يعملمممون لمممه" ]الخطممموطا العريضمممة ص ‪ 9 ،8‬الطبعمممة‬
‫السادسة[‪.‬‬
‫وأضف إلى قول السيد الخطيب‪ :‬إن الشيعة ل يظهرون بغير‬
‫ما يبطنون لنا أهل السنة خاصة‪ .‬بممل إنهممم يعممودون علممى الكممذب‬
‫حممتى مممع أهممل مممذهبهم كممي يصممير الكممذب والنفمماق سممجيتهم‬
‫وطبيعتهم كما روى الطوسي في أماليه أنه قال جعفر لشيعته‪:‬‬
‫عليكم بالتقية‪ ،‬فإنه ليس منا من لم يجعلهمما شممعاره وداثمماره‬
‫مع من يأمنه ليكون سممجيته مممع مممن يحممذره" ]المممالي للطوسممي‬
‫نقل ا عن الصول الصلية ص ‪.[220‬‬
‫فمن يك هذا دينهم‪ ،‬أيقال عنهم‪ :‬إننا نتفق معهم فممي جمموازأ‬
‫التقيممة فممي المممواطن الممتي أشممير إليهمما‪ ،‬والممتي أجازأهمما القممرآن‬
‫الكريم وأجازأته السنة النبوية الشريفة"‪.‬‬
‫ولقد أخطأ السيد الدكتور حيث قال‪:‬‬
‫وقد أجازأها الشيعة الجعفرية" ]بين الشيعة وأهل السممنة ص‬
‫‪.[61‬‬
‫لن الشيعة ل يجيزونها فحسب‪ ،‬بل يوجبونها كما نقلنا عنهم‬
‫روايات كثيرةا في ذلك‪ ،‬وكما صرح به صدوقهم ابن بابويه القمممي‬
‫في اعتقاداته‪:‬‬
‫"التقيمة واجبممة ل يجموزأ رفعهمما إلمى أن يقموم القممائم‪ ،‬ومممن‬
‫تركهمما قبممل خروجممه فقممد خممرج عممن ديممن الماميممة‪ ،‬وخممالف اللممه‬
‫ورسوله والئمة" ]العتقادات لبن بابويه القمي[‪.‬‬
‫وقال مفيدهم‪:‬‬
‫"التقية كتمان الحق وستر العتقاد فيه‪ ،‬ومكاتمة المخالفين‬
‫وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا ا في الدين أو الدنيا‪ ،‬وفرض ذلك‬
‫إذا علم بالضرورةا أو قوي في الظن" ]شممرح اعتقممادات الصممدوق‬
‫فصل التقية ص ‪.[241‬‬
‫وقال في )أوائل المقالت(‪:‬‬
‫ا‬
‫ا‬
‫إنها قد تجممب أحيانمما ا ويكممون فرضمما‪ ،‬وتجمموزأ أحيانمما مممن غيممر‬
‫وجوب ]أوائل المقالت ص ‪.[135‬‬
‫ولقد فصلنا القممول فممي ذلممك فممي كتابنمما )الشمميعة والسممنة(‬
‫وبحثنا فيممه عممن السممباب الممتي ألجممأت الشمميعة وأرغمتهممم علممى‬
‫اعتقادها‪ ،‬كما أوردنا فيه روايات كثيرةا ونصوصا ا عديدةا من كتبهم‬
‫المعتمدةا ورجالتهم الموثوقين‪ ،‬أعرضنا عن إيرادهمما ههنمما تجنبمما ا‬
‫للتكممرار والطالممة‪ ،‬وعلممى كممل مممن يريممد أن يعممرف حقيقممة هممذه‬
‫العقيدةا فليرجع إليه‪ ،‬فإنه ل غنى عنه‪.‬‬
‫ونختممم الكلم فممي هممذا المبحممث بروايممة يرويهمما بخمماريهم‬
‫الكليني عن عبد الله بن يعفور أنه قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد الله عليه السمملم‪ :‬إنممي أخممالط النمماس فيكممثر‬
‫عجبي من أقمموام ل يتولممونكم ويتولممون فلنمما ا وفلنمماا‪ ،‬لهممم أمانممة‬
‫وصدق ووفاء‪ ،‬وأقوام يتولونكم ليس لهم تلممك المانممة ول الوفمماء‬
‫ول الصدق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فاسممتوى أبممو عبممد اللممه عليممه السمملم جالسمماا‪ ،‬فأقبممل علممي‬
‫كالغضبان‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ل دين لمن دان الله بولية إمام ليس من الله" ]الكممافي فممي‬
‫الصول ج ‪ 1‬ص ‪ – 237‬طا الهند[‪.‬‬
‫فكيف يكون الصدق والوفاء لقوم أمروا بالكذب والنفاق؟‬
‫يقول عالم شيعي هندي هو السيد إمام‪:‬‬
‫"إن مذهب المامية وأهل السنة عينان تجريممان إلممى مختلممف‬
‫الجهممات‪ ،‬وإلممى القيامممة تجريممان هكممذا متباعممدتين‪ ،‬ل يمكممن‬
‫اجتماعهما أبداا" ]مصباح الظلم للسيد إمداد إمام ص ‪.[42 ،41‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫اللبداء‬
‫هنالك عقيدةا شيعية أخرى ل تقل شناعة عن العقائد الخرى‬
‫التي يختص بها القوم‪ ،‬وهي عقيدةا البداء في الله‪.‬‬
‫ومعنى البداء الظهور بعد الخفاء كما ذكر ذلك السيد محسممن‬
‫المين في كتابه )الشميعة بيمن الحقمائق والوهمام( تحمت عنموان‬
‫البداء‪:‬‬
‫البداء مصدر بدا يبمدو بمداء أي ظه ر‪ ،‬ويسمتعمل ف ي العمرف‬
‫بمعنى الظهور بعد الخفاء‪ ،‬فيقال‪ :‬فلن كان عازأما ا على كممذا ثممم‬
‫بدا له فعممدل عنممه" ]الشمميعة بيممن الحقممائق والوهممام ص ‪46 ،45‬‬
‫الطبعة الثالثة سنة ‪1977‬م بيروت[‪.‬‬
‫وبمثل ذلك نقل ابن منظممور الفريقممي عممن اللغممويين حيممث‬
‫قالوا‪:‬‬
‫البداء استصواب شيء بعد أن لم يعلم‪ ..‬وقال الفراء‪ :‬بدا لي‬
‫بداء أي ظهر لي رأي آخر وأنشد‪:‬‬
‫ثم لم يبد لي سواه بداء‬
‫لو على العهد لم يخنه لدمنا‬
‫قال الجوهري‪ :‬وبدا له في المر بممداء أي نشممأ لممه فيممه رأي –‬
‫وذكر أيضا ا ‪ :-‬بدا لي أي تغير لي رأي على ما كممان عليممه" ]لسممان‬
‫العرب ج ‪ 14‬ص ‪ 66‬طا مصر وبيروت[‪.‬‬
‫وفي هذا المعنى استعمل هذا اللفظ في القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ . . ‬وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ‪] ‬سورةا الزمر‬
‫الية ‪.[47‬‬
‫‪ ‬وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون‬
‫‪] ‬سورةا الزمر الية ‪.[48‬‬
‫‪ ‬وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون‬
‫‪] ‬سورةا الجاثية الية ‪.[33‬‬
‫‪ . . ‬قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ‪‬‬
‫]سورةا آل عمران الية ‪.[118‬‬
‫وأيضمماا‪ . .  :‬فلم ا ذاقمما الشممجرةا بممدت لهممما سمموآتهما ‪ . .‬‬
‫]سورةا العراف الية ‪.[22‬‬
‫ففي كل اليممات اسممتعمل هممذا اللفممظ بمعنممى الظهممور بعممد‬
‫الخفاء‪.‬‬
‫وتجيز الشيعة هذا البداء لله‪ ،‬أي يظهر له أمر بعدما كان خفيا ا‬
‫عليه – تعالى الله عما يقولون علوا ا كممبيرا ا – كممما تنممص علممى ذلممك‬
‫روايات شيعية كثيرةا في أمهات كتبهم‪ ،‬المعتمدةا الموثوقة‪ ،‬منهمما‬
‫مارووه عن جعفر أنه كان يقول بإمامة ابنممه إسممماعيل بعممده‪ ،‬ثممم‬
‫مات إسماعيل في حياته فقال‪:‬‬
‫ما بدا لله في شيء كما بدا له فممي إسممماعيل ابنممي" ]كمممال‬
‫الدين وتمام النعمة لبن بممابويه القمممي ج ‪ 1‬ص ‪ – 69‬طا طهممران‬
‫سنة ‪1395‬ه‪ ،‬وفرق الشيعة للنوبخممتي ص ‪ ،64‬وكتمماب المقممالت‬
‫والفرق لسعد بن عبد الله القمي ص ‪ 78‬طا طهران سنة ‪1963‬م‪،‬‬
‫والنوار النعمانية ج ‪ 1‬ص ‪ 359‬طا إيران[‬
‫ومثل ذلك ما رواه الكليني فممي كممافيه عممن إمممامهم العاشممر‬
‫علي بن محمد المكنى بأبي الحسن أنه لما مات ابنه الكممبر محمممد‬
‫المكنى بأبي جعفر وبقي لممه ابنممه الصممغر الحسممن المكنممى بممأبي‬
‫محمد قال كما روى أبو هاشم الجعفري‪:‬‬
‫كنت عند أبي الحسن عليه السلم بعممد مما مضمى ابنممه جعفممر‬
‫وإني لفكر في نفسي أريد أن أقول‪ :‬كأنهما أعني أبا جعفر وأبمما‬
‫محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر‬
‫بن محمد عليهم السلم وأن قصتهما كقصتهما‪ ،‬إذ كان أبو محمممد‬
‫ي أبو الحسممن قبممل‬
‫المرجي بعد أبي جعفر عليه السلم فأقبل عل ت‬
‫أن أنطق فقال‪:‬‬
‫نعم يا أبا هاش‪ ،‬بدا لله في أبي محمممد بعممد أبممي جعفممر عليممه‬
‫السلم ما لم يكن يعرف لممه‪ ،‬كممما بممدا لممه فممي موسممى بعممد مضممي‬
‫إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حممدثتك نفسممك وإن كممره‬
‫المبطلممون‪ ،‬وأبممو محمممد ابنممى المخلممف مممن بعممدي ]الصممول مممن‬
‫الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.[327‬‬
‫وكما رواه أيضا ا عن محمد بن عبد الله النباري أنه قال‪:‬‬
‫كنت حاضرا ا أبا الحسن عليممه السمملم لممما تمموفي ابنممه محمممد‬
‫فقال للحسن‪:‬‬
‫يا بني أحدث لله شكرا ا فقد أحممدث فيممك أمممرا ا ]الصممول مممن‬
‫الكافي ص ‪.[326‬‬
‫وهذه الروايات الثلثة صريحة في معناهمما بممأن اللممه لممم يكممن‬
‫يعلم بأن كل ا من إسماعيل بن جعفر‪ ،‬ومحمد بن علممي ل يصمملحان‬
‫للمامة‪ ،‬وخفي الممر عليممه‪ ،‬ثمم ظهمر لممه عمدم صمملحيتهما لتلمك‬
‫المنزلة وذلممك المنصممب فأحممدث المامممة فممي موسممى بممن جعفممر‬
‫وحسن بن علي‪.‬‬
‫هذا وروى محدثو الشيعة روايات كثيرةا في هذا المعنى‪ ،‬منها‬
‫ما رواه ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق عن علمي بمن موسمى‬
‫الملقب بالرضا – المام الثامن لدى الشيعة ‪:-‬‬
‫لقد أخبرني أبي عن آبائي عليهم السمملم عممن رسممول اللممه ‪‬‬
‫قال‪:‬‬
‫"إن الله أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلنا ا الملك‪ :‬أنممي‬
‫متوفيه إلي كذا وكذا‪.‬‬
‫فأتاه ذلك النبي فأخبره‪ ،‬فدعا الله الملك وهممو علممى سممريره‬
‫حتى سقط من السرير‪ ،‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬عجلنممي حممتى يشممب طفلممي‬
‫ويقضى أمري‪.‬‬
‫فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي أن ائت الملك فأعلم أني‬
‫قد أنسيت في أجلممه وزأدت فممي عمممره إلممى خمممس عشممرةا سممنة‪،‬‬
‫فقال ذلك النبي عليه السلم‪ :‬يمما رب‪ ،‬إنممك لتعلممم أنممي لممم أكممذب‬
‫قط‪ ،‬فأوحى الله عز وجل إليه‪ :‬إنك عبد مأمور فأبلغه ذلممك‪ ،‬واللممه‬
‫ل يسأل عما يفعل ]عيممون أخبممار الرضمما ج ‪ 1‬ص ‪ 182 ،181‬تحممت‬
‫عنوان )البداء وما يتعلق به([‪.‬‬
‫ورووا مثل ذلك عن نبي الله عيسى الناطق بممالوحي أنممه مممر‬
‫بقوم مجلبين كما نقله القمي عن جعفر بن محمد فقممال عيسممى‬
‫عليه السلم‪:‬‬
‫ما لهؤلء؟‬
‫قيل‪ :‬يا روح الله إن فلنة بنت فلن تهدى إلى فلن بن فلن‬
‫في ليلتها هممذه قممال‪ :‬يجلبممون اليمموم ويبكممون غممداا‪ ،‬فقممال قائممل‬
‫منهم‪ :‬ولم يا رسول الله؟‬
‫قال‪ :‬لن صاحبتهم ميتممة فممي ليلتهمما هممذه‪ ،‬فقممال القممائلون‬
‫بمقالته‪ :‬صدق الله وصدق رسوله‪ ،‬وقال أهمل النفماق‪ :‬مما أقمرب‬
‫غداا‪ ،‬فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شمميء‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا روح الله إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت‪ ،‬فقال‬
‫عيسى عليه السلم‪ :‬يفعل الله ما يشاء‪ ،‬فاذهبوا بنا إليها‪ ،‬فذهبوا‬
‫يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زأوجها‪ ،‬فقال له عيسى عليممه‬
‫السلم‪ :‬استأذن لي إلى صاحبتك‪ ،‬قال‪ :‬فدخل عليها فأخبرهمما أن‬
‫روح الله وكلمته بالباب مممع عممدةا‪ ،‬قممال‪ :‬فتخممدرت‪ ،‬فممدخل عليهمما‬
‫فقال لها‪ :‬ما صنعت ليلتك هذه؟‬
‫قال‪ :‬لم أصنع شيئا ا إل وقد كنت أصنعه فيما مضممى إنممه كممان‬
‫يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقمموته إلممى مثلممه‪ ،‬وأنممه‬
‫جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلممي فممي مشمماغيل‪،‬‬
‫فهتف فلم يجبه أحد‪ ،‬ثم هتف فلممم يجبممه أحممد حممتى هتممف مممراراا‪،‬‬
‫فلما سمعت مقالته قمت متنكرةا حتى أنلته كما كنما ننيلمه‪ ،‬فقمال‬
‫لها‪ :‬تنحي عن مجلسك‪ :‬فإذا تحت ثيابها أفعى مثممل جذعممة عمماض‬
‫على ذنبه‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬بممما صممنعت صممرف اللممه عنممك هممذا‬
‫]أمالي الصدوق المجلسي الخامس والسبعون ص ‪.[405 ،404‬‬
‫وكذبوا على نبي الله محمد صمملوات اللممه وسمملمه عليممه نقل ا‬
‫عن جعفر أيضا ا أنه قال‪:‬‬
‫مر يهودي بالنبي ‪ ‬فقال‪ :‬السلم عليك‪ ،‬فقال رسول الله ‪: ‬‬
‫عليك‪ ،‬فقال أصحابه‪ :‬إنما سلم عليك بالموت‪ .‬قال‪ :‬الموت عليك‪.‬‬
‫قال النبي ‪ : ‬كذلك رددت‪ ،‬ثم قال النبي ‪ : ‬إن هذا اليهودي يعضه‬
‫أسود في قفاه فيقتله‪ .‬قممال‪ :‬فممذهب اليهممودي فمماحتطب حطبمما ا‬
‫كثيرا ا فاحتمله‪ ،‬ثم لم يلبث أن انصممرف فقممال لممه رسممول اللممه ‪: ‬‬
‫ضعه فوضع الحطب فإذا أسود في جوف الحطب عاض على عممود‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا يهودي ما عملت اليوم؟ قال‪ :‬ما عملممت عمل ا إل حطممبي‬
‫هذا احتملته فجئت به وكان معي كعكتان فأكلت واحدةا وتصممدقت‬
‫بواحدةا على مسكين‪ ،‬فقال رسول الله ‪: ‬‬
‫بها دفع الله عنه‪ ،‬وقال‪ :‬إن الصممدقة تممدفع ميتممة السموء عممن‬
‫النسان" ]الكافي للكليني ج ‪ 4‬ص ‪ – 5‬كتاب الزكاةا[‪.‬‬
‫ومعنى الروايتين واضح جلي أن نبي الله عيسى عليه السلم‬
‫أخبر بموت العروسة بإخبار من الله عز وجل وبموحي منممه وخفممي‬
‫على الله – عياذا ا بممالله – بممأن العروسممة واليهممودي ل يموتممان فممي‬
‫وقتهما الذي حدد لموتهما العارضة تعرض‪ ،‬وسبب يحدث‪ ،‬كمما لمم‬
‫يظهر له – تعالى الله عما يقولونه علوا ا كبيرا ا – أن رسوليه يكذبان‬
‫ممن قبمل المعانمدين‪ ،‬ويه زأ بهمما ممن قبمل المنمافقين‪ ،‬ويتكلمم‬
‫الناس في أمرهما ما يتكلمون‪ ،‬ويكون في أيديهم حجة لتكممذيبهم‬
‫إياهم وللرد على مقولتهم وأنبممائهم فل يبقممى إذا ا معنممى النبمموةا‬
‫والنبوءةا‪.‬‬
‫وعلى ذلك اضطرب القمموم فممي أمممر هممذه العقيممدةا الخبيثممة‪،‬‬
‫المتفممق عليهمما عنممد جميممع الشمميعة كممما قممال شمميخهم المفيممد‪:‬‬
‫واتفقت المامية على إطلق لفظ البداء فممي وصممف اللممه تعممالى‬
‫وإن كان ذلك من جهة السمع دون القيمماس ]أوائممل المقممالت ص‬
‫‪.[52‬‬
‫فهممذه العقيممدةا المتفقممة عنممدهم جعلتهممم يضممطربون عنممد‬
‫اليممرادات والشممكالت ول يجممدون عنهمما مخلصمما ا إل بالتممأويلت‬
‫الركيكة والتوجيهات الضعيفة الرخيصة‪ ،‬منها ما التجممأ إليممه كمماتب‬
‫شمميعي دعممائي فممي كتممابه الممدعائي )المشممهور أصممل الشمميعة‬
‫وأصولها(‪ ،‬وضممعف قمموته وفتممور همتممه وقلممة حيلتممه وعممدم ثقتممه‬
‫بكلمه تتدفق من عبارته وهو يقول‪:‬‬
‫أما البداء الذي تقول به الشيعة الذي هو من أسرار آل محمممد‬
‫‪ ‬وغامض علومهم حتى ورد في أخبممارهم الشممريفة أنممه‪ :‬ممما عبممد‬
‫الله بشيء مثل القول بالبداء‪ ،‬وأنه‪ :‬ما عرف الله حق معرفته ولم‬
‫يعرف بالبداء‪ ،‬إلى كثير من أمثال ذلك‪ ،‬فهو عبارةا عن إظهار اللممه‬
‫جل شأنه أمرا ا يرسم في ألواح المحو والثبات وربممما يطلمع عليمه‬
‫بعض الملئكة المقربين أو أحد النبياء والمرسمملين فيخمبر الملمك‬
‫به النبي‪ ،‬والنبي يخبر به أمته‪ ،‬لم يقع بعد ذلممك خلفممه لنممه محمماه‬
‫وأوجد في الخارج غيره وكل ذلممك كممان جلممت عظمتممه يعلمممه حممق‬
‫العلم ولكن في علمه المخزون المصممون الممذي لممم يطلممع عليممه ل‬
‫ملك مقرب ول نبي مرسممل ول ولممي ممتحممن‪ ،‬وهممذا المقممام مممن‬
‫العلم هو المعبر عنه القرآن الكريم بأم الكتاب المشار إليه‪ ،‬وإلممى‬
‫المقام الول بقوله تعالى‪  :‬يمحو الله ما يشاء ويثبممت وعنممده أم‬
‫الكتاب ‪ ،‬ول يتوهم الضعيف أن هممذا الخفمماء والبممداء يكممون مممن‬
‫قبيل الغراء بالجهل وبيممان خلف الواقممع‪ ،‬فممإن فممي ذلممك حكممما ا‬
‫ومصالح تقصر عنها العقول وتقف عندها اللبمماب ]أصممل الشمميعة‬
‫وأصولها لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء ص ‪.[148‬‬
‫ثم إن القوم لم يقفوا فممي سممرد الروايممات لممدعم عقيممدتهم‬
‫هذه إلى هذا الحد بل قالوا‪ :‬إن نبي الله لوطمما ا عليممه السمملم كممان‬
‫يخاف من البداء لله إلى حد أنممه طممالب ملئكممة العممذاب أن يعجلمموا‬
‫بقومه العذاب كي ل تتغير إرادةا اللممه فيهممم بسممبب مممن السممباب‬
‫التي خفيت عليه وتظهر فيما بعد‪.‬‬
‫وهذه هي عبارةا القوم نقل ا عن محمد الباقر بعممد ذكممر رسممل‬
‫الله الذين أرسلوا إلى قوم لوطا‪:‬‬
‫قال لهم لوطا‪ :‬يا رسول ربي فما أمركم ربي فيهم؟‬
‫قالوا‪ :‬أمرنا أن نأخذهم بالسحر‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلي إليكم حاجة‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وما حاجتك؟‬
‫قال‪ :‬تأخذونهم الساعة‪ ،‬فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا لمموطا‪ ،‬إن موعممدهم الصممبح‪ ،‬أليممس الصممبح بقريممب‬
‫]الكممافي فممي الفممروعا للكلينممي ج ‪ 5‬ص ‪ ،546‬كتمماب النكمماح بمماب‬
‫اللواطا[‪.‬‬
‫وقد بالغوا هذا حتى قالوا نقل ا عن محمد الباقر‪ :‬أنه قال‪:‬‬
‫إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق النطفة التي مما أخذ عليهمما‬
‫الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه ويجعلها في الرحممم حممرك‬
‫الرجل للجماعا وأوحى إلى الرحم – أن افتحي بابك حتى يلممج فيممك‬
‫خلقي وقضائي النافذ وقدري‪ ،‬فتفتح الرحم بابها فتصل النطفممة‬
‫إلى الرحم‪ ،‬فتردد فيه أربعين يوماا‪ .‬ثم تصير علقممة أربعيممن يوممماا‪،‬‬
‫ثم تصير مضغة أربعيممن يوممماا‪ ،‬ثممم تصممير لحممما ا تجممري فيممه عممروق‬
‫مشتبكة‪ ،‬ثم يبعث الله ملكين خلقين يخلقان في الرحام ما يشاء‬
‫الله فيقتحمان في بطن المرأةا من فم المرأةا فيصلن إلى الرحم‬
‫وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلب الرجال وأرحام النسمماء‬
‫فينفخان فيها روح الحيمماةا والبقمماء ويشممقان لممه السمممع والبصممر‬
‫وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله‪ ،‬ثم يوحي الله إلى‬
‫الملكين‪ :‬اكتبا عليه قضائي وقممدري ونافممذ أمريممن واشممترطا لممي‬
‫البداء فيما تكتبان‪ ..‬فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ممما‬
‫في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان ]الكافي في الفممروج ج ‪6‬‬
‫ص ‪ 14 ،13‬كتاب العقيقة باب بدء خلق النسان[‪.‬‬
‫وقد عظموا هذه العقيدةا حتى نقلوا عن أئمتهم أنهم قالوا‪:‬‬
‫"ما عبد الله بشيء مثل البداء" قمماله محمممد البمماقر ]الكممافي‬
‫في الصول ج ‪ 1‬ص ‪ ،146‬كتاب التوحيد باب البدء[‪.‬‬
‫وعن جعفر أنه قال‪:‬‬
‫"ما عظم الله بمثل البداء" ]الكافي في الصول[‪.‬‬
‫وعنه أيضا ا ما نقله مالك الجهني أنه قال‪:‬‬
‫"لو علم الناس ما في القول بالبداء من الجر ما افممتروا مممن‬
‫الكلم فيه ]الصول من الكافي ‪.[1/148‬‬
‫وعن مرازأم بن حكيم أنه قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد الله عليه السلم يقول‪:‬‬
‫ممما تنبممأ نممبي قممط حممتى يقممر للممه بخمممس خصممال‪ :‬بالبممداء‪،‬‬
‫والمشيئة‪ ،‬والسجود والعبودية‪ ،‬والطاعة ]الصول من الكافي[‪.‬‬
‫وأخيرا ا ما رواه الريان بن الصلت أنه قال‪:‬‬
‫"سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬ما بعث اللممه نبيمما ا قممط إل‬
‫بتحريممم الخمممر‪ ،‬وأن يقممر للممه بالبممداء" ]الكممافي فممي الصممول‬
‫‪.[1/148‬‬
‫هذا ممما يقمموله الشمميعة عممن اللممه ويعتقممدوه فيممه وراثممة عممن‬
‫اليهودية البغيضة‪ ،‬وناقلة أفكارها الخبيثة من قول اليهود‪:‬‬
‫"رأي الرب أن شر النسان قد كثر في الرض‪ ،‬وأن كل تصور‬
‫أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم‪ .‬فحزن الرب أنه عمممل النسممان‬
‫في الرض وتأسف في قلبه‪ ،‬فقال الرب‪ :‬أمحو عممن وجممه الرض‬
‫النسان الذي خلقته النسان مع البهائم ودبابات وطيور السممماء‪،‬‬
‫لني حزنممت أنممي عملتهممم ]سممفر التكمموين مممن التمموراةا الصممحاح‬
‫السادس الفقرةا ‪.[7 ،6 ،5‬‬
‫ومثل هذه الفقرات كثيرةا في التوراةا واضحة تشممير إلممى أن‬
‫الله فعل شيئا ا ولم يكن ليفعل لو عل في حينه أن نتيجته خلف ما‬
‫أراده‪ ،‬وخفي عليه ما ظهر فيما بعد – سبحانه عما يصفو‪.‬‬
‫وأما ما يقوله الرب جل وعل في كتابه المحكم الممذي ل يممأتيه‬
‫الباطل من بين يديه ول من خلفه فهو مخالف تمام المخالفة لممما‬
‫يعتقده اليهود والشيعة يقول الرب عز وجل عن نفسه‪:‬‬
‫‪ . . ‬عالم الغيب ل يعزب عنه مثقال ذرةا فممي السممماوات ول‬
‫في الرض ول أصغر من ذلك ول أكبر إل في كتاب مبين ‪] ‬س ورةا‬
‫سبأ الية ‪.[3‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ ‬وممما يعممزب عممن ربممك مممن مثقممال ذرةا فممي الرض ول فمي‬
‫السماء ‪]  ..‬سورةا يونس الية ‪.[61‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ ‬وعنده مفاتح الغيممب ل يعلمهمما إل هممو ويعلممم ممما فممي الممبر‬
‫والبحر وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة في ظلمات الرض‬
‫ول رطب ول يابس إل في كتاب مبين ‪] ‬سورةا النعام الية ‪.[59‬‬
‫وأمر ملئكته أن يقولوا‪:‬‬
‫‪ ‬وما نتنزل إل بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وممما بيممن‬
‫ذلك وما كان ربك نسيا ا ‪] ‬سورةا مريم الية ‪.[65‬‬
‫وقال على لسان موسى عليه السلم‪:‬‬
‫‪ . . ‬ل يضل ربي ول ينسى ‪] ‬سورةا طه الية ‪.[52‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ . . ‬وأن الله قد أحاطا بكل شيء علما ا ‪] ‬سورةا الطلق الية‬
‫‪.[12‬‬
‫ا‬
‫وقال‪ . .  :‬وكان اللممه بكممل شمميء محيطمما ‪] ‬س ورةا النسمماء‬
‫الية ‪.[126‬‬
‫وقال‪ . .  :‬أل إنه بكل شمميء محيممط ‪] ‬س ورةا فصمملت اليممة‬
‫‪.[54‬‬
‫واليات في هذا المعنى كثيرةا ل تعد ول تحصى‪.‬‬
‫أما الشيعة فيعتقدون في الله عكس ما يقوله الرب عنه جممل‬
‫جلله‪ ،‬وعم نواله‪ ،‬مصرحين بأن الله تعالى ظهر لمه مممن الممر مما‬
‫لم يكممن ظمماهرا ا ]رسممالة أعلم الهممدى فممي تحقيممق البممداء لنظممام‬
‫الدين الجيلني الشيعي نقل ا عن تحفة اثنى عشرية ص ‪.[226‬‬
‫ولماذا قالوا بالبداء؟‬
‫هؤلء القوم لماذا يقولون بهذه المقالة الشنيعة؟‬
‫يجيب على ذلك أقدم من كتب في فرق الشيعة مممن الشمميعة‬
‫ومن يليه أبو محمد الحسن بن موسى النوبخممتي‪ ،‬وسممعد بممن عبممد‬
‫اللممه القمممي فممي كتابيهممما )فممرق الشمميعة(‪ ،‬وكتمماب )المقممالت‬
‫والفرق( نقل ا عن سليمان بن جرير‪:‬‬
‫"إن أئمممة الرافضممة وضممعوا لشمميعتهم مقممالتين ل يظهممرون‬
‫معهما من أئمتهم على كذبهم أبداا‪ ،‬وهما القممول بالبممداء‪ ،‬وإجممازأةا‬
‫التقية‪.‬‬
‫فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محممل‬
‫النبياء من رعيتها في العلم فيما كان ويكون‪ ،‬والخبار بما يكممون‬
‫في الغد‪ ،‬وقالوا لشيعتهم‪ :‬إنه سيكون في غمد وفمي غمابر اليمام‬
‫كذا وكذا‪ ،‬فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم‪:‬‬
‫ألم نعلمكم أن هذا يكون‪ ،‬فنحن نعلم من قبل اللمه عمز وجمل‬
‫ما علمته النبياء عن الله ما علمت‪ ،‬وإن لم يكن ذلك الشيء الممذي‬
‫أخبروا به على ما قالوا‪ ،‬اعتذروا لشيعتهم بقممولهم‪ :‬بممدا للممه فممي‬
‫ذلك بكونه‪.‬‬
‫فما أصدقه وأحسن به‪.‬‬
‫هذا ولم يقولوا بهذه المقالة ولم يعتقممدوا بهممذا العتقمماد إل‬
‫لمخممالفتهم المسمملمين أهممل السممنة حيممث أنهممم أسسمموا قواعممد‬
‫مذهبهم على مخالفة العقائد السمملمية الخالصممة المسممتقاةا مممن‬
‫كتاب الله جل وعل وسنة نممبيه المصممطفى صمملوات اللممه وسمملمه‬
‫عليه كما بيناه فيما مضى‪.‬‬
‫وليس الممر كمما تصموره السميد المدكتور ومممن يحممذو حممذوه‬
‫ويسلك مسلكه دون علم أو برهان‪.‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫الجفر‬
‫وأما الجفر الذي تعرض لذكره الدكتور وافي وحين قال‪:‬‬
‫"هذا الكتاب لم تتصل روايته‪ ،‬ول عرف عينه ول صحة نسممبته‬
‫إلى المام جعفر‪ ،‬ومع تردد ذكره في الكتب المعتمدةا عند الشيعة‬
‫الجعفرية‪ ،‬فإن معظمهم ل يعرض لتأييده"‪ .‬فإنه ثابت موجود لدى‬
‫الشيعة الثنى عشرية‪ ،‬مقرر عندهم‪ ،‬ولم يعرض أحممد لممرده خلف‬
‫الدكتور‪ ،‬وقد صحت نسبته إلى جعفر بن الباقر حسب زأعم القوم‬
‫واتصلت روايته‪ ،‬فإن محمد بن الحسن الصفار مثل ا الذي يعممد مممن‬
‫أصممحاب الحسممن العسممكري – المممام الحممادي عشممر المعصمموم‬
‫المزعوم – ومن أسمماتذةا أئمممة الحممديث الشمميعي كممالكليني ووالممد‬
‫صدوق الشيعة علي بن الحسين‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬ذكر في كتممابه )بصممائر‬
‫الدرجات( أربعا ا وثلثين رواية موصولة متصلة‪ ،‬منها واحدةا ثلثون‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬وواحدةا منها عن أبيه محمممد البمماقر‪ ،‬وأخممرى‬
‫عن أبيه ابن الحسين‪ ،‬والثالثة منها عن أبي الحسن‪.‬‬
‫وكذلك أورد الكليني إمام محدثي الشيعة ثماني روايممات فممي‬
‫ذكر الجفر‪ ،‬كلهما عمن جعفمر بمن محممد‪ ،‬روايمات متصملة صمحيحة‬
‫السناد حسب قواعد الشيعة وأصول القوم‪.‬‬
‫ول أدري على أي أساس قال ما قاله سيادته في ذلك‪ ،‬تبرئممة‬
‫لسمماحة الشمميعة عممما يلزمهممم مممن الشممناعة والسممخرية بسممبب‬
‫عقائدهم الغريبة‪.‬‬
‫ونود أن نورد هنا روايات كي يعرف القممارئ الجفممر الشمميعي‬
‫الذي يؤهل أئمة الشيعة أن يساووا النبياء والمرسلين‪ ،‬بل وأكممثر‬
‫مممن ذلممك أن يضمماهوا علممم اللممه بعلمهممم ومعرفتهممم ممما سمميكون‬
‫ويحدث إلى يوم القيامة – تعممالى اللممه عممما يقولممون علمموا ا كممبيراا‪،‬‬
‫يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون‪.‬‬
‫فيروي الكليني عن أبي بصير أنه قال‪:‬‬
‫دخلت على أبي عبد الله عليه السلم فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪،‬‬
‫إني أسألك عن مسألة‪ ،‬ههنا أحد يسمع كلمي؟‬
‫قال‪ :‬فرفع أبو عبد الله سترا ا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه‪،‬‬
‫ثم قال‪:‬‬
‫يا أبا محمد‪ ،‬سل عما بدا لممك‪ .‬قممال‪ :‬قلممت‪ :‬جعلممت فممداك‪ ،‬إن‬
‫شيعتك يتحدثون أن رسول الله ‪ ‬علم عليا ا عليه السلم بابا ا ينفتممح‬
‫له منه ألف باب؟‬
‫قال‪ :‬فقال‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬علم رسول الله ‪ ‬عليا ا عليه السمملم‬
‫ألف باب يفتح من كل باب ألف باب‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬هذا والله العلم‪ .‬قال‪ :‬فنكممت سمماعة فممي الرض‬
‫ثم قال إنه لعلم وما هو بذاك ‪ . .‬ثم قال‪:‬‬
‫وإن عندنا الجفر‪ ،‬وما يدريهم ما الجفر؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وما الجفر؟‬
‫قال‪ :‬وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين‪ ،‬وعلم العلممماء‬
‫الذين مضوا من بني إسرائيل" ]الكافي في الصول كتاب الحجممة‬
‫باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصممحف فاطمممة عليهمما‬
‫السلم ج ‪ 1‬ص ‪.[239‬‬
‫وروي أيضا ا عن الحسين بن أبي العلء أنه قال‪:‬‬
‫سمعت أبمما عبممد اللممه عليممه السمملم يقممول‪ :‬إن عنممدي الجفممر‬
‫البيض‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬أي شيء فيه؟‬
‫قال‪ :‬زأبممور داود‪ ،‬وتمموراةا موسمى‪ ،‬وإنجيمل عيسممى‪ ،‬وصمحف‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ ،‬والحلل والحرام ‪ ..‬وعنممدي الجفممر الحمممر‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وأي شيء في الجفر الحمر؟‬
‫قال‪ :‬السلح‪ ،‬وذلك إنمما يفتمح للمدم يفتحمه صماحب السميف‬
‫للقتل‪ ،‬فقال له عبد الله بن أبي يعفور‪ :‬أصلحك الله‪ .‬أيعرف هممذا‬
‫بنو الحسن؟‬
‫فقال‪ :‬إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل‪ ،‬والنهار أنممه نهممار‬
‫ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا علممى الجحممود والنكممار‪ ،‬ولممو‬
‫طلبوا الحق بالحق لكان خيرا ا لهم" ]الصممول مممن الكممافي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.[240‬‬
‫وروى الصفار عن أبي مريم عن محمد البمماقر أنممه قممال فممي‬
‫رواية طويلة‪:‬‬
‫"وعندنا الجفر‪ ،‬وهو أديم عكاظي قممد كتممب فيممه حممتى ملئممت‬
‫أكارعه‪ ،‬فيممه ممما كممان وممما هممو كممائن إلممى يمموم القيامممة" ]بصممائر‬
‫الدرجات الكبرى للصفار الجزء الثالث ص ‪.[180‬‬
‫وروي أيضا ا عن أبي بصير عن جعفر بن محمممد أنممه قممال فممي‬
‫رواية طويلة عنه‪:‬‬
‫"إن عندنا الجفر‪ ،‬وما يدريهم ما الجفممر؟ مسممك شمماةا أو جلممد‬
‫بعير؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك ما الجفر؟‬
‫قال‪ :‬وعاء أحمر أو أدم‪ ،‬أحمر فيممه علممم النممبيين والوصمميين‪،‬‬
‫قلت‪ :‬هذا والله هو العلم‪ .‬قال‪ :‬إنه لعلم وما هو بذاك‪ ..‬ثم سممكت‬
‫ساعة ثم قال‪ :‬إن عندنا لعلم ما كان وما هممو كممائن إلممى أن تقمموم‬
‫الساعة‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك هذا والله هممو العلممم‪ .‬قممال‪ :‬إنممه‬
‫لعلم وما هو بذاك‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ :‬وأي شيء هو العلم؟‬
‫قال‪ :‬ما يحدث بالليل والنهار‪ ،‬المر بعد المر‪ ،‬والشمميء بعممد‬
‫الشيء إلى يوم القيامة" ]بصائر الدرجات ‪.[172‬‬
‫فهذا هو الجفر لممدى القمموم‪ ،‬وممما اللممه بغافممل عممما يقولممون‬
‫ويعملون‪.‬‬
‫وأما جعل الدكتور الجفر ومصحف فاطمة شيئا ا واحدا ا فيممدل‬
‫على عدم علمه بكتب الشيعة ومعرفته بمذهبهم ومعتقدهم حيممث‬
‫أنهم يجعلون الجفر شيئا ا آخر مستقل ا ومصحف فاطمة كتابا ا آخممر‬
‫ل علقة بينهما إطلقاا‪.‬‬
‫كما أن حضرته نسي في غمرات الحب والدفاعا عن معتقدات‬
‫القوم أن ما يقوله في صفحة ‪ 72‬من كتيبه عن الجفر يخممالف ممما‬
‫قاله في صفحة ‪ ،43‬حيمث يقمول فمي معمرض الكلم عمن الجفمر‬
‫وعدم نسبته إلى جعفر‪:‬‬
‫ولو صح سنده لحمل أن ما فيه يتمثل في إلهام إلهي للمممام‬
‫الصادق‪ ،‬وقد ذكرنا فيما سممبق أن الجمهممور يقممر حقيقممة اللهممام‬
‫للمصطفين الخيار من النماس‪ ،‬وممن عسمى أن يكمون أحمق بهمذا‬
‫الوصف من المام جعفر الصادق وآل بيت الرسممول صمملوات اللممه‬
‫وسلمه عليه" ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[72‬‬
‫وهو الذي نقل رواية قبل ذلممك عممن الكلينممي فممي كتممابه عممن‬
‫جعفر بن محمد‪:‬‬
‫"مكثت فاطمة بعد النبي خمسة وسممبعين يوممما ا صممبت عليهمما‬
‫مصائب من الحزن ل يعلمهمما إل اللممه‪ ،‬فأرسممل اللممه إليهمما جبريممل‬
‫يسليها ويعزيها ويحدثها عن أبيها وما يحممدث لممذريتها وكممان علممي‬
‫يسمع ويكتب حتى جاء به مصحفا ا قممدر القممرآن ثلث مممرات ليممس‬
‫فيه شيء من الحلل والحرام ولكن فيه علم ما يكون – ثم قممال ‪:-‬‬
‫ولعل هذا هو الجفر" ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[43‬‬
‫فكيف التوافق بين هذا وذاك؟‬
‫اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والخرةا‪.‬‬
‫وأما قوله‪ :‬ومن عسممى أن يكممون أحممق بهممذا الوصممف )يعنممي‬
‫اللهام( من المام جعفر الصممادق وآل بيممت الرسممول‪ :‬فليممس إل‬
‫مجازأفة ومبالغممة ومغممالةا‪ ،‬وتخصمميص قمموم بالفضممائل دون قمموم‬
‫آخرين بدون سند ول دليل من الكتمماب والسممنة‪ ،‬لن التقممرب إلممى‬
‫الله والصطفاء لديه ل يكمون لحسمب ول نسمب‪ ،‬والعمز والش رف‬
‫والمكرمة عنده ل تكون لقوم دون قمموم‪ ،‬وقبيلممة دون قبيلممة‪ ،‬بممل‬
‫مداره طهارةا النفس وتقوى القلوب‪  :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم‬
‫من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكممم عنممد‬
‫الله أتقاكم ‪] ‬سورةا الحجرات الية ‪.[13‬‬
‫فكم من الهاشميين لم ينالوا مرتبة أو منزلة عنممد اللممه وعنممد‬
‫رسوله الهاشمي صلوات الله وسلمه عليه مثل ممما نالهمما غيرهممم‬
‫من العرب وغير العرب أيضاا‪ ،‬وقد أخبر رسول الله ‪ ‬عن عمممر بممن‬
‫الخطاب أنه ملهم في أمته‪ ،‬كما ذكره الممدكتور وافممي‪ ،‬ولممم يخممبر‬
‫عن عباس – وهو سيد بني هاشم بعد نبي الله ‪ ، ‬وعمه الحقيقممي‬
‫– وكذلك نال من الكرامة والصحبة أبو بكر رضممي اللممه عنممه ممما لممم‬
‫ينلها أحد غيره في الكون من أهل البيت وغير أهل البيت‪.‬‬
‫وغلى ذلك أشار شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله كممما نقممل‬
‫عنه الذهبي‪:‬‬
‫"ولول أن الناس وجدوا عنه مالك والشافعي وأحمد أكثر مما‬
‫وجدوه عند موسى بن جعفر‪ ،‬وعلي بن موسى‪ ،‬ومحمممد بممن علممي‬
‫لممما عممدلوا عممن هممؤلء إلممى هممؤلء‪ ..‬ونفممس بنممي هاشممم كممانوا‬
‫يستفيدون من علم مالك بن أنس أكممثر مممما يسممتفيدون مممن ابممن‬
‫عمهم موسى بن جعفر" ]المنتقى مممن منهمماج العتممدال للممذهبي‬
‫ص ‪ – 191‬طا المطبعة السلفية – القاهرةا[‪.‬‬
‫الباب السادس‬
‫الشيعة الثنا عشرية ومسألة المامة‬
‫إن المامممة عنممد الشمميعة الثنممى عشممرية كممالنبوةا‪ ،‬والمممام‬
‫عندهم كالنبي غير أنه ل يطلق عليه لفظ النبمموةا كممما صممرح بممذلك‬
‫الكليني في كافيه‪ ،‬حيث روى عن محمد بن مسلم أنه قال‪:‬‬
‫وسمممعت أبمما عبممد اللممه عليممه السمملم يقممول‪ :‬الئمممة بمنزلممة‬
‫رسول الله ‪ ، ‬إل أنهم ليسوا بأنبياء‪ ،‬ول يحل لهم مممن النسمماء ممما‬
‫يحل للنبي ‪ ، ‬فأما ما خل ذلك فهم بمنزلة رسول الله ‪] " ‬الكافي‬
‫في الصول كتاب الحجة باب فممي أن الئمممة بمممن يشممبهون ممممن‬
‫مضى ج ‪ 1‬ص ‪.[270‬‬
‫وروي أيضا ا عن جعفر أنه قال‪:‬‬
‫"نحممن خممزان علممم اللممه‪ ،‬نحممن تراجمممة أمممر اللممه‪ ،‬نحممن قمموم‬
‫معصومون‪ ،‬أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنمما‪ ،‬ونهممى عممن عصمميتنا‪،‬‬
‫نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفمموق الرض" ]الصممول‬
‫من الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.[269‬‬
‫وأورد رواية أخرى عن مفضل بن عمر عممن جعفممر أنممه سممئل‬
‫عن علم المام بما في أقطار الرض وهو فممي بيتممه مرخممي عليممه‬
‫ستره‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"يا مفضل‪ ،‬إن الله تبارك وتعممالى جعممل فممي النممبي ‪ ‬خمسممة‬
‫أرواح‪ ،‬روح الحياةا فيه دب ودرج‪ ،‬وروح القوةا فيممه نهممض وجاهممد‪،‬‬
‫وروح الشهوةا فيممه أكممل وشممرب وأتممى النسمماء مممن الحلل‪ ،‬وروح‬
‫اليمان فيه آمن وعدل‪ ،‬وروح القدس فيه حمل النبوةا‪ ،‬فإذا قبض‬
‫النبي ‪ ‬انتقل روح القدس فصار إلى المام ]وهل يمكن أن يقممال‬
‫بعد هذا‪ :‬بأنهم يعتقدون باعتقاد ختم نبموةا محممد ‪ ‬وأنهمم ليسموا‬
‫بأول من أنكر ختم النبوةا عليه واعتقممدوا بجريانهمما بعممده؟[‪ ،‬وروح‬
‫القدس ل ينام ول يغفل‪ ،‬ول يلهو ول يزهممو‪ ،‬وأربعممة الرواح تنممام‬
‫وتغفل‪ ،‬وتزهو وتلهو‪ ،‬وروح القدس كان يممرى بممه" ]الصممول مممن‬
‫الكافي كتاب الحجة باب فيه ذكر أرواح الئمة عليهممم السمملم ج ‪1‬‬
‫ص ‪.[272‬‬
‫وكما روى الكليني هذا أيضا ا عممن جعفممر أنممه سممأله رجممل مممن‬
‫أهل هيت عن قول الله عز وجل‪  :‬وكذلك أوحينا إليممك روحمما ا مممن‬
‫أمرنا ‪ ،‬فقال‪ :‬منذ أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمممد ‪ ‬ممما‬
‫صعد إلى السماء وإنه لفينا‪ ،‬وفي روايممة‪ :‬كممان مممع رسممول اللممه ‪‬‬
‫يخبره ويسدده – وهو مع الئمممة مممن بعممده – وهممو مممن الملكمموت"‬
‫]الصول من الكافي كتاب الحجة باب الروح الممتي يسممدد اللممه بهمما‬
‫الئمة عليهم السلم ج ‪ 1‬ص ‪.[273‬‬
‫وهناك روايات أخرى صريحة أكثر مممن ذلممك قممد ذكرنمما بعضمما ا‬
‫منها فيما سبق‪ ،‬ونكتفي ههنا بذكر روايتين من الصفار عممن أبممي‬
‫جعفر محمد الباقر أنه قال‪:‬‬
‫"إن جبريل أتى رسول اللممه ‪ ‬برمممانتين فأكممل رسممول اللممه ‪‬‬
‫إحداهما وكسر الخرى نصفين‪ ،‬فأكل نصفها وأطعم رسممول اللممه‬
‫عليا ا نصفها‪ ،‬ثم قال رسول الله ‪: ‬‬
‫يا أخي‪ :‬هل تدري ما هاتان الرمانتان؟‬
‫قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أما الولى فالنبوةا‪ ،‬ليس لك فيها شمميء‪ ،‬وأممما الخممرى‬
‫فالعلم‪ ،‬أنت شريكي فيه‪ ،‬فقلت‪ :‬أصلحك الله كيف يكممون شمريكه‬
‫فيه؟‬
‫قممال‪ :‬ل يعلممم اللممه محمممدا ا علممما ا إل وأمممره أن يعلممم عليمماا"‬
‫]بصائر الدرجات الكبرى باب في أمير المممؤمنين عليممه السمملم أن‬
‫رسول الله ‪ ‬مشاركه في العلمم ولمم يشماركه فمي النبموةا‪ ،‬وذكمر‬
‫الرمانين ص ‪.[312‬‬
‫وروي أيضا ا عن علي بن الحسين‪:‬‬
‫"إن محمدا ا ‪ ‬كان أمين الله في أرضه‪ ،‬فلما قبض محمد ‪ ‬كنمما‬
‫أهل البيت ورثته‪ ،‬ونحن أمناء اللممه فممي أرضممه‪ ،‬عنممدنا عممل البليمما‬
‫والمنايا وأنساب العممرب ومولممد السمملم‪ ،‬وإنمما لنعممرف الرجممل إذا‬
‫رأيناه بحقيقة اليمممان وحقيقممة النفمماق‪ ،‬وأن شمميعتنا لمكتوبممون‬
‫بأسمائهم وأسماء آبائهم‪ ،‬أخذ الله علينا وعليهم الميثاق‪ ،‬يممردون‬
‫موردنا‪ ،‬ويدخلون مدخلنا‪ ،‬نحن النجباء‪ ،‬وأفراطنا أفممراطا النبيمماء‪،‬‬
‫ونحن أبناء الوصياء‪ ،‬ونحممن المخصصممون فممي كتمماب اللممه‪ ،‬ونحممن‬
‫أولى الناس بالله‪ ،‬ونحمن أولممى النمماس بكتماب اللمه‪ ،‬ونحممن أولمى‬
‫الناس بدين الله‪ ،‬ونحن الممذين شممرعا لنما دينمه‪ ،‬فقمال فمي كتممابه‪:‬‬
‫شرعا لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحاا‪ ،‬وقممد وصممانا بممما‬
‫أوصى به نوحاا‪ ،‬والذي أوحينا إليك يا محمد وما وصينا بممه إبراهيممم‬
‫وإسماعيل وموسى وعيسى وإسحاق ويعقوب‪ ،‬فقد علمنا وبلغنا‬
‫ما علمنا‪ ،‬واستودعنا علمهم‪ ،‬نحن ورثة النبياء‪ ،‬ونحن ورثة أولممي‬
‫العزم من الرسل‪ :‬أن أقيموا الممدين يمما آل محمممد ول تفرقمموا فيممه‬
‫وكونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولية على ممما‬
‫تدعوهم إليه من ولية علي إن الله يا محمد يهمدي إليمه ممن ينيمب‬
‫من يجيبك إلى ولية علي ]ومن المعروف أن هذه العبممارةا ليسممت‬
‫من القرآن بل إنها مختلفة مزورةا مكذوبة على لسممان علممي زأيممن‬
‫العابدين‪ ،‬وأن علي بن الحسن وأمثاله بممراء مممما يعتقممده الشمميعة‬
‫من التحريف في القرآن[ عليه السلم" ]بصائر الممدرجات الكممبرى‬
‫– باب في الئمة أنهم ورثوا علم أولي العزم مممن الرسممل وجميممع‬
‫النبياء‪ ،‬وأنهم صلوات الله عليهم أمناء الله فممي أرضممه‪ ،‬وعنممدهم‬
‫علم البليا والمنايا وأنساب – العرب ص ‪.[138‬‬
‫فهذه هي المامة عند الشيعة وهممذا هممو المممام‪ ،‬ول بممأس أن‬
‫نورد ههنا روايتين أخريين أوردهما صدوق الشيعة – وهو كممذوب –‬
‫ابن بابويه القمي‪ ،‬وهو واحد من أصحاب الصحاح الربعة أنممه روى‬
‫عن جعفر بن محمد الباقر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن‬
‫الحسين ]وهذا أصح الروايات عند الشيعة حيث يروي إمام معصوم‬
‫حسب زأعمهم عن إمام معصوم إلى آخره[ أنه قال‪:‬‬
‫"نحن أئمممة المسمملمين وحجممج اللممه علممى العممالمين‪ ،‬وسممادةا‬
‫المؤمنين‪ ،‬وقادةا الغر المحجلين‪ ،‬وموالي المؤمنين‪ ،‬ونحممن أمممان‬
‫لهل الرض‪ ،‬كما أن النجوم أمان لهل السماء‪ ،‬ونحممن الممذين بنمما‬
‫يمسممك اللممه السممماء أن تقممع علممى الرض إل بممإذنه‪ ،‬وبنمما يمسممك‬
‫الرض أن تميد بأهلها‪ ،‬وبنا ينزل الغيث‪ ،‬وتنشممر الرحمممة‪ ،‬وتخممرج‬
‫بركات الرض‪ ،‬ولول ما في الرض منا لساخت بأهلها‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫"ولم تخل الرض منذ خلق الله آدم من حجة الله فيهمما ظمماهر‬
‫مشهور‪ ،‬أو غائب مستور‪ ،‬ول تخلو إلى أن تقم السمماعة مممن حجممة‬
‫الله فيها‪ ،‬ولول ذلك لما يعبد الله‪ ،‬قال سممليمان‪ :‬فقلممت للصممادق‬
‫عليه السلم‪:‬‬
‫فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟‬
‫قال‪ :‬كممما ينتفعممون بالشمممس إذا سممترها السممحاب" ]كمممال‬
‫الدين وتمام النعمة لبن بابويه القمي‪ ،‬باب العلة التي مممن أجلهمما‬
‫يحتاج إلى المام ج ‪ 1‬ص ‪.[207‬‬
‫وروي أيضا ا عن محمد الباقر أنه قال‪:‬‬
‫"نحممن جنممب اللممه‪ ،‬ونحممن صممفوته‪ ،‬ونحممون حمموزأته‪ ،‬ونحممن‬
‫مستودعا مواريث النبياء‪ ،‬ونحن أمناء الله عممز وجممل‪ ،‬ونحممن حجممج‬
‫الله‪ ،‬ونحن أركان اليمان‪ ،‬ونحن دعائم السلم‪ ،‬ونحن من رحمممة‬
‫الله على خلقه‪ ،‬ونحن من بنا يفتح وبنا يختم‪ ،‬ونحن أئمممة الهممدى‪،‬‬
‫ونحن مصابيه الدجى‪ ،‬ونحن منار الهدى‪ ،‬ونحن السابقون‪ ،‬ونحممن‬
‫الخرون‪ ،‬ونحن العلم المرفوعا للخق‪ ،‬من تمسممك بنمما لحممق‪ ،‬ومممن‬
‫تأخر عنا غرق‪ ،‬ونحن قادةا الغر المحجلين‪ ،‬ونحن خيرةا الله‪ ،‬ونحن‬
‫الطريق الواضح والصراطا المستقيم إلى الله عز وجل‪ ،‬ونحن من‬
‫نعمة الله عز وجل على خلقه‪ ،‬ونحن المنهاج‪ ،‬ونحن معدن النبوةا‪،‬‬
‫ونحن موضع الرسالة‪ ،‬ونحن الذين إلينمما تختلممف الملئكممة‪ ،‬ونحممن‬
‫السراج لمن استضاء بنا‪ ،‬ونحممن السممبيل لمممن اقتممدى بنمما‪ ،‬ونحممن‬
‫الهداةا إلى الجنة‪ ،‬ونحن عرى السلم‪ ،‬ونحن الجسممور والقنمماطر‪،‬‬
‫من مضى عليها لم يسبق‪ ،‬ومن تخلف عنها محممق‪ ،‬ونحممن السممنام‬
‫العظام‪ ،‬ونحن الذين بنا ينزل الله عز وجل الرحمة‪ ،‬وبنمما يسممقون‬
‫الغيث‪ ،‬ونحن الذين بنا يصر عنكم العممذاب‪ ،‬فمممن عرفنمما وأبصممرنا‬
‫وعرف حقنا وأخمذ بأمرنما فهمو منما وإلينما" ]كممال المدين وتممام‬
‫النعمة لبن بابويه القمي ج ‪ 1‬ص ‪.[206‬‬
‫وعلى ذلك قالوا‪" :‬يجب على الله نصب المام كنصب النممبي"‬
‫]انظر لذلك منهاج الكرامة للحلممي ص ‪ ،72‬وأيضمما ا أعيممان الشمميعة‬
‫الجزء الول‪ ،‬القسم الثاني ص ‪ ،6‬أيضا ا الشيعة في التاريخ لمحمد‬
‫حسين الزي ص ‪ ،45 ،44‬أيضا ا أصول المعارف لمحمد الموسمموي‬
‫ص ‪ ،82‬أيضا ا اللفين الفارق بين الصدق والمين للمحلي ص ‪.[15‬‬
‫وليس للخلئق خيار في اختيار المممام وتعيينممه‪ ،‬واللممه نصممب‬
‫للعالم أجمع اثنى عشر إماماا‪ ،‬أولهم علي وآخرهم معدومهم الذي‬
‫يزعمونه ابنا ا للحسن العسكري الذي لم يولد قط‪.‬‬
‫ومن الغرائب أن واحدا ا من هؤلء الثنى عشر لم يملك زأمممام‬
‫الحكم أبدا ا غير علي بممن أبممي طممالب رضممي اللممه عنممه الممذي جعممل‬
‫المام باختيار مممن النمماس بعممد خلفمماء رسممول اللممه الثلثممة الممذين‬
‫سبقوه على منصب المامة والزعامة بعممد رسممول اللممه ‪ ،‬والممذين‬
‫استشهد علي رضي الله عنه على صممحة خلفتممه بصممحة خلفتهممم‬
‫حيث قال كما ورد في أقدس كتاب شيعي )نهممج البلغممة(‪ -‬عكممس‬
‫ما يقوله القوم ورغم أنوفهم‪:‬‬
‫"إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ممما‬
‫بايعوهم عليممه‪ ،‬فلممم يكممن للشمماهد أن يختممار‪ ،‬ول للغممائب أن يممرد‪،‬‬
‫وإنمما الشمورى للمهماجرين والنصمار‪ ،‬فمإن اجتمعموا علمى رجمل‬
‫وسموه إماما ا كان ذلمك للمه رضمى‪ ،‬فمإن خمرج عمن أمرهمم خمارج‬
‫بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه‪ ،‬فإن أبى قاتلوه على اتبمماعه‬
‫غير سبيل المؤمنين‪ ،‬ووله الله ما تممولى" ]نهممج البلغممة بتحقيممق‬
‫صبحي صالح ص ‪ – 367 ،366‬طا بيروت[‪.‬‬
‫وحاصل الكلم‪" :‬أننا ل نفهم المامة الشيعية التي يجعلونهمما‬
‫واجبة‪ ،‬والتي يقولون فيها‪ :‬إن على اللممه أن ينصممب مممن يشممغلها‬
‫ويجمموزأ بهمما لممردعا الظممالم عممن ظلمممه وحمممل النمماس علممى الخيممر‬
‫وردعهم عن الشر" ]أعيان الشيعة الجزء الول القسم الثمماني ص‬
‫‪.[6‬‬
‫و‪ :‬لحفظ الشريعة من الضياعا ورفع الفساد وإقامممة الحممدود‬
‫ونشر الحكام والنتصاف للمظلوم من الظالم" ]أصول المعارف‬
‫لمحمد الموسوي ص ‪.[82‬‬
‫و‪ :‬إن الناس متى كان لهم رئيس منبسط اليد‪ ،‬قاهر‪ ،‬عممادل‪،‬‬
‫يممردعا المعانممدين‪ ،‬ويقمممع المتغلممبين‪ ،‬وينتصممف للمظلممومين مممن‬
‫الظالمين‪ ،‬اتسقت المور‪ ،‬وسكنت الفتن‪ ،‬ودرت المعايش‪ ،‬وكان‬
‫الناس مع وجوده إلى الصلح أقرب‪ .‬ومتى خلوا من رئممس صممفته‬
‫ممما ذكرنمماه تكممدرت معايشممهم وتغلممب القمموي علممى الضممعيف‪،‬‬
‫وانهمكوا في المعاصي‪ ،‬ووقع الهرج والمرج‪ ،‬وكانوا إلى الفسمماد‬
‫أقرب‪ ،‬ومن الصلح أبعد" ]تلخيص الشممافي للطوسممي ج ‪ 1‬ص ‪60‬‬
‫طا قم – إيران الطبعة السادسة صنة ‪1974‬م[‪.‬‬
‫لن أئمتهم الثنى عشر بما فيهم علي رضي الله تعالى عنممه‬
‫– حسب مقولتهم – لم يستطيعوا ردعا الظممالم عممن ظلمممه إيمماهم‪،‬‬
‫ولممم يتمكنمموا بإقامممة الحممدود ول رفممع الفسمماد‪ ،‬ول النتصمماف‬
‫لنفسهم من الظالم‪ ..‬فضل ا عن غيرهم من المظلممومين‪ ،‬وبممذلك‬
‫رد عليهم شيخ السلم ابن تيمية بعد ذكر كلم الحلممي‪ :‬إنممه نصممب‬
‫أولياء معصومين لئل يخلي الله العالم من لطفه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫هم يقولممون‪ :‬إن الئمممة المعصممومين مقهممورون مظلومممون‬
‫عاجزون‪ ،‬ليس لهم سلطان ول قدرةا حتى إنهم يقولون ذلك فممي‬
‫علي رضي اللممه عنممه منممذ مممات النممبي ‪ ‬إلممى أن اسممتخلف‪ ،‬وفممي‬
‫الثنى عشر‪ ،‬ويقرون أن الله ما مكنهم ول ملكهم‪ ،‬وقد قممال اللممه‬
‫تعالى‪ . .  :‬فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتينمماهم ملكمما ا‬
‫عظيما ا ‪ ،‬فإن قيل‪ :‬المراد بنصبهم أنه أوجب عليهم طاعتهم فإذا‬
‫أطاعوهم هدوهم‪ ،‬ولكممن الخلممق عصمموهم‪ ،‬فيقممال‪ :‬لممم يحصممل –‬
‫بمجرد ذلك – في العالم‪ ،‬ل لطف ول رحمة‪ ،‬بل إنما حصممل تكممذيب‬
‫الناس لهم ومعصيتهم إياهم‪ .‬و)المنتظر( ما انتفع به من أقممر بممه‬
‫ول من جحده‪ ،‬وأما سائر الثنى عشر – سوى علي رضي الله عنممه‬
‫– فكانت المنفعة بأحدهم كالمنفعة بأمثاله من أئمة الدين والعلم‪،‬‬
‫وأما المنفعة المطلوبة من أولي المر فلم تحصل بهم‪ ،‬فتممبين أن‬
‫ممما ذكممره مممن )اللطممف( تلممبيس وكممذب" ]المنتقممى مممن منهمماج‬
‫العتدال للذهبي ص ‪.[34‬‬
‫وقد ذكرنا عجزههم‪ ،‬وما حممل بهممم مممن قهممر وظلممم‪ ،‬وغلبممة‬
‫الغير عليهم من كتب القوم أنفسممهم فممي كتابنمما )الشمميعة وأهممل‬
‫الممبيت( وكتابنمما )الشمميعة والتشمميع(‪ ،‬وأكممثر مممن ذلممك أثبتنمما أن‬
‫المنفعة الدينية أيضا ا لم تكن تحصل منهم للخلق حيث أنهممم كممانوا‬
‫يخافون الحكام ويهابون المخالفين‪ ،‬ولممم يكونمموا يسممتطيعون أن‬
‫يظهروا ما في قلوبهم حسب علمهم وإيمانهم‪ ،‬وقممد أوردنمما فممي‬
‫ذلك روايات كممثيرةا‪ ،‬منهمما مما ذكرناهما عمن الكلينمي أنممه روى عمن‬
‫زأرارةا بن أعين أنه قال‪:‬‬
‫سألت أبا جعفر عليه السمملم عممن مسممألة فأجممابني‪ ،‬ثممم جمماء‬
‫رجل فسأله عنها فأجابه بخلف ما أجابني‪ ،‬ثممم جمماء رجممل فسممأله‬
‫فأجابه بخلف ما أجابني وأجاب صاحبي‪ ،‬فلما خرج الرجلن قلت‪:‬‬
‫يا ابمن رسمول اللمه‪ ،‬رجلن ممن أه ل العمراق ممن شميعتكم قمدما‬
‫يسألن فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا زأرارةا‪ ،‬إن هذا خير لنمما وأبقممى لكممم‪ ،‬ولممو اجتمعتممم‬
‫على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم‪.‬‬
‫قممال‪ :‬ثممم قلممت لبممي عبممد اللممه عليممه السمملم‪ :‬شمميعتكم لممو‬
‫حملتموهم على السنة أو على النممار لمضمموا وهممم يخرجممون مممن‬
‫عندكم مختلفين؟ قال‪ :‬فأجابني بمثل جواب أبيممه" ]الصممول مممن‬
‫الكافي في باب اختلف الحديث ج ‪ 1‬ص ‪.[65‬‬
‫وكما أوردنا رواية في مبحث التقية عن جعفر أنه قممال لحممد‬
‫متبعيه‪:‬‬
‫"يا سليمان‪ ،‬إنكم على دين من كتمه أعزه اللممه‪ ،‬ومممن أذاعممه‬
‫أذلممه اللممه" ]الكممافي فممي الصممول ج ‪ 2‬ص ‪ 222‬بمماب التقيممة – طا‬
‫إيران[‪.‬‬
‫وهناك روايات في هذا المعنى أكثر من أن تعد وتحصى‪.‬‬
‫وحاصل الكلم‪ :‬أن هذه هي المامة الشيعية الممتي يوجبونهمما‬
‫على الله ولم تحصل لحد‪ ،‬ولم تثبت ولممم تتحقممق‪ ..‬وقممد بحثناهمما‬
‫مفصل ا في كتابنا )الشيعة والتشيع(‪.‬‬
‫وهممؤلء هممم أئمتهممم‪ :‬علممي وأولده الحممد عشممر بممما فيهممم‬
‫المعدوم‪ ،‬ويعدون غيرهم وكل مممن تممولى الخلفممة والمامممة فممي‬
‫زأمنهم خلفاء غاصبين مغتصبين ]انظممر‪) :‬عقائممد الشمميعة( تممأليف‬
‫الحاج ميرزأا آقاسي – نقل ا عن )عقيمدةا الشميعة( لرونالدسمن – طا‬
‫عربي القاهرةا ص ‪ 35‬باب )الغاصممبون الثلثممة( وغيممره مممن كتممب‬
‫الشمميعة الكممثيرةا[ بممما فيهممم أبممو بكممر وعمممر وعثمممان الخلفمماء‬
‫الراشدون الثلثة رضي الله عنه أجمعين‪ ،‬ويوجبون البراءةا منهم‪،‬‬
‫والممولء لئمتهممم‪ ،‬ويجعلممون وليتهممم أصممل ا مممن أصممول السمملم‬
‫وأساسا ا من أسسه ودعائمه‪ ،‬ل يؤمن من ل يعتقممد بهمما‪ ،‬ول يكفممر‬
‫مممن يممؤمن بهمما‪ .‬والروايممات والتصممريحات فممي هممذا لكممثيرةا جممداا‪،‬‬
‫فالخلف بيننا وبينهم في همذه المسمألة خلف جموهري وأصمولي‬
‫وعقائدي‪ ،‬ل كما زأعمه السيد الدكتور وصرح به حيث يقول‪:‬‬
‫"إن خلفهم معنمما فممي هممذا الصممدد خلف نظممري وأقممرب أن‬
‫يكون اختلفا ا في حقائق التاريخ ول يؤثر في إيمانهم شيئاا" ]بيممن‬
‫الشيعة وأهل السنة ص ‪.[75‬‬
‫وعلممى ذلممك يكفممر الشمميعة كممل مممن ينكممر إمامممة أئمتهممم‬
‫المزعومين‪ ،‬كممما أن منكممر النبمموةا كممافر بالتفمماق‪ ،‬لن المامممة ل‬
‫تختلف مع النبوةا في أصمملها‪ ،‬وجوهرهمما كممما بينمماه مقممدماا‪ ،‬وكممما‬
‫صرح بذلك أساطين الشيعة وصناديدها الذين نحممن بصممدد ذكرهممم‬
‫الن‪ ،‬وكما دلممت عليممه روايممات كممثيرةا عممن أئمتهممم المعصممومين –‬
‫حسب زأعمهم – وسيأتي ذكرها إن شاء الله‪ ،‬ل كممما زأعمممه سمميادةا‬
‫الدكتور حيث قال‪:‬‬
‫إنهم لم يحكموا بالكفر على من ل يعتقد بالمامة على النحممو‬
‫الذي ذكروه ولو أنهم حكموا بذلك لكان لنمما معهممم موقممف آخممر إذ‬
‫يكون معنى حكمهم هممذا تكفيممر جميممع أهممل السممنة ]بيممن الشمميعة‬
‫وأهل السنة ص ‪.[77‬‬
‫يا لتساهل الدكتور‪ ،‬وفي هذا العمر!!!‬
‫ويا لتحمسه لهل السنة المساكين!!!‬
‫ولقد ذكرني قوله هممذا بممبيت شممعر أورد ممما معنمماه‪ :‬لممم يكممن‬
‫يسعنا إل أن نموت من شدةا الفرح والسرور لممو كنمما نعممرف صممدق‬
‫وعده ووفائه‪.‬‬
‫واأسفاه على عدم معرفة السيد الدكتور عقائد القوم وعممدم‬
‫علمه بالحقائق الثابتة الموجودةا المسطورةا في جميع كتبهم مممن‬
‫التفسير والحديث والعقائممد والكلم والتاريممخ‪ ،‬وأنهمما كلهمما مليئممة‬
‫بتكفير أهل السنة قاطبممة وتسممميتهم النواصممب‪ .‬اللهممم إل بعممض‬
‫الكتممب الدعائيممة الممتي لممم تكتممب لبيممان المعتقممدات وتعليمهمما‬
‫وتفهيمها الشيعة‪ ،‬بل لمغالطة أهممل السممنة وخممداعهم والتلممبيس‬
‫عليهم وتزوير الحقائق أمممامهم‪ ،‬وإن لممم يكممن كممذلك فلي شمميء‬
‫حصل الفتراق والختلف؟‪.‬‬
‫وإن القوم الذين حكموا على أصممحاب رسممول اللممه ‪ ‬بممالردةا‪،‬‬
‫خيار خلق الله بعممد النبيمماء والمرسمملين‪ ،‬وصممفوتهم‪ ،‬لممم يحكممموا‬
‫عليهم بهذا الحكم القدسي الجاني إل لعدم مبايعتهم عليمما ا رضممي‬
‫الله عنه – حسب زأعمهم – ومبايعتهم أبا بكر الصديق‪ ،‬وبعده عمممر‬
‫الفمماروق‪ ،‬وبعممده عثمممان ذا النممورين رضممي اللممه عنهممم أجعيممن‪،‬‬
‫وتركهم مناصرةا علي وخذلنهم إياه كما يذكرون!!‬
‫فهذا هو الكليني وغيره يروون عن أبي جعفممر محمممد البمماقر‬
‫أنه قال‪:‬‬
‫"كممان النمماس أهممل ردةا بعممد النممبي ‪ ‬إل ثلثممة‪ :‬المقممداد بممن‬
‫السود‪ ،‬وسلمان الفارسي‪ ،‬وأبو ذر الغفاري ‪ . .‬وقال‪:‬‬
‫هممؤلء الممذين دارت عليهممم الرحممى وأوا أن يبممايعوا" ]كتمماب‬
‫الروضة من الكافي للكليني ج ‪ 8‬ص ‪.[246‬‬
‫وروى الكليني أيضا ا عنه أنه قال‪:‬‬
‫أصبح رسول الله ‪ ‬يوممما ا كئيبمما ا حزينمماا‪ ،‬فقممال لممه علممي عليممه‬
‫السلم‪ :‬ما لي أراك يا رسول الله كئيبا ا حزيناا؟‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكيف ل أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هممذه أن بنممي‬
‫تيم )أي أبا بكر وقومه(‪ ،‬وبني عدي )أي عمر وقبيلته(‪ ،‬وبني أميممة‬
‫)أي عثمان وعشمميرته( يصممعدون منممبري هممذا يممردون النمماس عممن‬
‫السلم القهقرى‪:‬‬
‫فقلت )يعي الرسول( ‪ :‬يا رب‪ ،‬في حياتي أو بعد موتي؟‬
‫فقال‪ :‬بعد موتك" ]كتاب الروضممة مممن الكممافي للكلينممي ج ‪8‬‬
‫ص ‪.[246‬‬
‫وبلغوا في اللؤم حيث كذبوا على محمد الباقر أنه قال‪:‬‬
‫ما كان ولد يعقوب أنبياء ولكنهم كانوا أسممباطا أولد النبيمماء‪،‬‬
‫ولم يكن يفارقون الدنيا إل سعداء‪ ،‬تابوا وتذكروا ما صنعوا‪.‬‬
‫وإن الشيخين )يعني أبا بكر وعمر( فارقمما الممدنيا ولممم يتوبمما‪،‬‬
‫ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليممه السمملم‪ ،‬فعليهممما لعنممة‬
‫اللممه والملئكممة والنمماس أجمعيممن" ]كتمماب الروضممة مممن الكممافي‬
‫للكليني ج ‪ 8‬ص ‪.[246‬‬
‫فمن كان هذا شأنهم مع أولئك الخيار البرار فماذا سمميكون‬
‫ممموقفهم فممي أخلفهممم‪ ،‬ومممن يسمملكون مسمملكهم‪ ،‬وينهجممون‬
‫منهجهم‪ ،‬ويتبعونهم بإحسان؟‪.‬‬
‫فممإن القمموم ل يكتمممون حقممدهم وبغضممهم وعقيممدتهم فممي‬
‫أولئك‪ ،‬فيقولون بكل صراحة ووقاحة‪:‬‬
‫"اتفقت المامية على كفر من أنكممر إمامممة أحممد مممن الئمممة‪،‬‬
‫وجحد ما أوجب الله تعالى له من فرض إطمماعته فهممو كممافر ضممال‬
‫مسممتحق الخلممود فممي النممار" – قمماله المفيممد محمممد بممن النعمممان‬
‫العكممبري ]كتمماب المسممائل للمفيممد المنقممول مممن )البرهممان فممي‬
‫تفسير القرآن( مقدمة ص ‪ – 20‬طا إيران[‪.‬‬
‫وقال أيضاا‪:‬‬
‫"اتفقت المامية على أن المامة بعد النبي ‪ ‬في بني هاشممم‬
‫خاصممة‪ ،‬ثممم فممي علممي والحسممن والحسممين‪ ،‬ومممن بعممده فممي ولممد‬
‫الحسين عليه السلم دون ولد الحسن إلى آخر العممالم‪ ..‬واتفقممت‬
‫المامية على أن رسول الله استخلف أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫في حياته‪ ،‬ونص عليه بالمامة بعد وفاته‪ ،‬وإن مممن دفممع ذلممك عنممه‬
‫دفع فرضا ا من الدين" ]أوائل المقالت ص ‪.[48‬‬
‫وقال ابن بابويه القمي‪:‬‬
‫"اعتقادنا فيم جحد إمامة أميممر المممؤمنين والئمممة مممن بعممده‬
‫عليهم السلم أنه بمنزلة من جحممد نبمموةا النبيمماء عليهممم السمملم‪،‬‬
‫وفيمن أقمر بممأمير الممؤمنين وأنكمر واحممدا ا مممن بعمده ممن الئمممة‬
‫عليهم السلم أنه بمنزلة من آمن بجميع النبياء وأنكر نبوةا محمممد‬
‫‪] " ‬اعتقادات الصدوق – نقل ا عن مقدمة البرهان ص ‪.[20 ،19‬‬
‫وقال أيضاا‪:‬‬
‫"يجممب أن يعتقممد أنممه ل يتممم اليمممان إل بممموالةا أوليمماء اللممه‬
‫ومعاداةا أعدائه‪ ،‬وإن أعممداء الئمممة كفممار مخلممدون فممي النممار وإن‬
‫أظهروا السلم‪ ،‬فمن عرف الله ورسوله والئمة وتممولهم وتممبرأ‬
‫من أعدائهم فهو مؤمن‪ ،‬ومن أنكرهم أو شك فيهم أو في أحدهم‬
‫أو تولى أعداءهم فهو ضال هالك‪ ،‬بممل كممافر‪ ،‬ول ينفعممه عمممل ول‬
‫تقبل له طاعة" ]اعتقادات الصدوق – نقل ا عن مقدمة البرهان ص‬
‫‪.[20 ،19‬‬
‫هذا وقال السد المرتضى الملقب بعمل الهدى‪:‬‬
‫"إن المعرفة بهم )يعني الئمممة( كالمعرفممة بممه تعممالى فإنهمما‬
‫إيمان وإسلم‪ ،‬وإن الجهل والشك فيهم كالجهل والشك فيه فإنه‬
‫كفر وخروج من اليمان‪ ،‬وهذه المنزلة ليست لحد مممن البشممر إل‬
‫لنبينا ‪ ‬والئمة من بعده‪ ،‬على أولده الطاهرين‪ ..‬والذي يدل على‬
‫أن معرفة إمامة من ذكرناه من الئمممة عليهممم السمملم مممن جملممة‬
‫اليمممان‪ ،‬وأن الخلل بهمما كفممر ورجمموعا عممن اليمممان بإجممماعا‬
‫المامية" ]الرسالة الباهرةا في العترةا الطاهرةا – نقل ا عن مقدمة‬
‫البرهان ص ‪.[20‬‬
‫وقال الطوسي الملقب بشيخ الطائفة‪:‬‬
‫دفع المامة كفر‪ ،‬كما أن دفع النبمموةا كفممر‪ ،‬لن الجهممل بهممما‬
‫على حد واحد‪ ،‬وقد روي عن النبي ‪ ‬أنه قال‪:‬‬
‫"من مات وهو ل يعرف إمام زأمانه مات ميتة جاهليممة‪ ،‬وميتممة‬
‫الجاهلية ل تكون إل على كفممر" ]تلخيممص الشممافي للطوسممي ج ‪4‬‬
‫ص ‪.[132-131‬‬
‫وقال أيضاا‪:‬‬
‫"إن المخالف لهل الحق كافر‪ ،‬فيجممب أن يكممون حكمممه حكممم‬
‫الكفار" ]انظر‪ :‬مقدمة البرهان ص ‪.[120‬‬
‫وقال الهاشم البحراني‪:‬‬
‫"إن القممرار بنبمموةا النممبي وإمامممة الئمممة والممتزام حبهممم‬
‫وإطاعتهم وبغض أعدائهم ومخالفيهم أصل اليمان مع توحيد الله‬
‫عز وجل بحيث ل يصح الممدين إل بممذلك كلممه‪ ،‬بممل إنهمما سممبب إيجمماد‬
‫العالم‪ ،‬وبناء حكم التكليف‪ ،‬وشرطا قبول العمال‪ ،‬والخممروج عممن‬
‫حد الكفر والشرك‪ ،‬وإنها التي عرضت كالتوحيد على جميع الخلق‪،‬‬
‫وأخذ عليها الميثاق‪ ،‬وبعث بها النبياء‪ ،‬وأنزلت في الكتب‪ ،‬وكلممف‬
‫بها جميع المم ولو ضمناا‪ ،‬وأن نسبة النبوةا إلى المامممة كنسممبتها‬
‫إلممى التوحيممد فممي تلزأم القممرار بهمما وبقرينهمما بحيممث أن الكفممر‬
‫بأحدها في حكم الكفر بالخر‪ ،‬ول يفيد اليمان ببعممض دون بعمض‪،‬‬
‫وإن الئمممة مثممل النممبي فممي فممرض الطاعممة والفضمملية‪ ..‬وإن‬
‫الحاديث غير المحصممورةا تممدل علممى هممذه المممور المممذكورةا‪ ،‬بممل‬
‫أكثرها مما هو مجمع عليه عند علمائنا الماميين‪.‬‬
‫وقد نص علمى حقيقتمه‪ ،‬بممل كمون جلهمما مممن ضمروريات همذا‬
‫المذهب أعاظم أصحابنا المحممدثين" ]انظممر المقالممة الثانيممة فممي‪:‬‬
‫مقدمة تفسير البرهان للهاشم البحراني ص ‪.[19‬‬
‫وأما السيد حسين الملقب ببحر العلوم فقد أوضح أكممثر مممما‬
‫جح المامة على النبوةا فقال‪:‬‬
‫قال به الخرون حيث ر ت‬
‫"إن منطلق المامة هو منطلق النبوةا بالذات‪ ،‬والهممدف الممذي‬
‫من أجله وجبممت النبمموةا هممو نفسممه الهممدف الممذي مممن أجلممه تجممب‬
‫المامة‪ ،‬وكما أن النبوةا لطف من الله تعالى كذلك المامممة لطممف‬
‫من الله أيضاا‪ ،‬واللحظة الحاسمة التي انبثقت فيها النبوةا – وهممي‬
‫يوم الدار – هي نفسها اللحظة الممتي انبثقممت فيهمما المامممة‪ ،‬فممما‬
‫انطلق لسان النبي العظم ‪ ‬بالتشريع النبوي المقممدس إل وضممم‬
‫إليه المحافظة والوزأارةا والخلفة لعلي عليه السلم بقوله‪" :‬أنمت‬
‫وزأيممري وخليفممتي"‪ .‬وهكممذا اسممتمرت الممدعوةا السمملمية ذات‬
‫لسانين‪ :‬النبوةا والمامة في خممط واحممد‪ ،‬وامتممازأت المامممة علممى‬
‫النبوةا‪ :‬أنها استمرت بأداء الرسمالة بعمد انتهمماء دور النبمموةا – ولممن‬
‫تزال – ببركة وجود صاحب المر عجل الله فرجه‪.‬‬
‫فالمامة إذن قرين النبوةا بالتشريع‪ ،‬وامتداد لها بالمحافظممة‬
‫والرعاية‪ ،‬وبهذا المعنى نفسر كلم المام الكاظم عليه السمملم –‬
‫كما في أصول الكافي – أن النبمموةا لطممف خمماص‪ ،‬والمامممة لطممف‬
‫عام" ]تلخيص الشافي للطوسي ج ‪ 4‬ص ‪ – 132 ،131‬الهامش[‪.‬‬
‫وقال محدث الشيعة الكبير الحر العاملي‪:‬‬
‫"إن من ادعى الماممة بغيمر حمق‪ ،‬أو أنكمر إمامممة إممام الحمق‬
‫كفر" ]الفصول المهمة في معرفة أصول الئمة ص ‪.[142‬‬
‫أو بعد هذا كله مجال للشك بأن الشيعة ل يكفرون جميع أهل‬
‫السنة؟‬
‫ثم‪ ..‬ويجب أن يعلم بأن عقيدتهم هذه ليسممت إل مبنيممة علممى‬
‫تعممماليم أئمتهمممم المعصمممومين – حسمممب زأعمهمممم – وأقممموالهم‬
‫وتصريحاتهم‪.‬‬
‫وعلى ذلك نختم هذا الباب ونسأل الله الهداية والتوفيق‪.‬‬
‫الباب السابع‬
‫الشيعة الثنا عشرية وسب الشيخين‬
‫إن الدكتور وافي ذكر مسألة سب الشيخين في موضعين من‬
‫كتبه‪ ،‬وفي كل الموضعين حاول عبثا ا تبرئة الشيعة من هذه التهمة‬
‫الشنيعة تكرما ا أو تجاه ا‬
‫ل‪ ،‬فكتب‪:‬‬
‫"نستبعد كذلك ما يصدر مممن عمموامهم مممن أقمموال وأعمممال ل‬
‫يقرها فقهاؤهم ويعتبرونها مخالفة لصول مممذهبهم‪ ،‬فمممن ذلممك‬
‫أن عوامهم يسبون الشيخين أبمما بكممر وعمممر رضممي اللممه عنهممما‪..‬‬
‫ولكن أمثممال هممذه القمموال والعمممال – ل يرضممى عنهمما شمميوخهم‬
‫ويحكمممون بحرمتهمما‪ ..‬وإذا كنمما سنحاسممب الطوائممف بممما يفعلممه‬
‫عوامهم فإن حسابنا يكون عسيرا ا لكثير من جماعات أهممل السممنة‬
‫أنفسهم" ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪ 32‬وما بعدها[‪.‬‬
‫ثم أعاد هذا القول فكتب‪:‬‬
‫بقيت مسألة سب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهممما‪،‬‬
‫واتهام عثمان بأنه يهودي‪ ،‬وقد ذكرنمما فيممما سممبق أنممه يبمموء بهممذا‬
‫الثممم عممامتهم وسممفهاؤهم ولكممن شمميوخهم ل يقممرون بممذلك‪،‬‬
‫ويحكمون بحرمته‪ ،‬وأنه ل يصممح أن يحاسممب الجعفريممة بممما يقمموله‬
‫ويفعله عامتهم وسفهائهم" ]بين الشيعة وأهل السنة ص ‪.[77‬‬
‫ونسأل الدكتور وافي‪ :‬في أي كتاب قممرأ هممذا الحكممم؟ ومممن‬
‫أين نقله؟ ‪..‬لننا ل ندري!!‬
‫كما أننا ل نعرف من هم سفهاء القوم؟ ومممن هممم عقلؤهممم‬
‫وشيوخهم؟‬
‫فهل العياشي ]هممو أبممو النضممر محمممد بممن مسممعود العياشممي‬
‫السمملمي السمممرقندي‪ ،‬المعممروف بالعياشممي مممن أعيممان علممماء‬
‫الشمميعة ممممن عمماش فممي القممرن الثممالث مممن الهجممرةا‪ ،‬قممال عنممه‬
‫النجاشي‪ :‬ثقة‪ ،‬صدوق‪ ،‬عين من أعيممان هممذه الطائفممة‪ ،‬وكبيرهمما‪:‬‬
‫)رجال النجاشي ص ‪ 247‬طا قم – إيران[‪ ،‬والقمي ]هو أبو الحسن‬
‫علي بن إبراهيم القمي‪ ،‬إمممام مفسممري الشمميعة‪ ،‬وأقممدمهم‪ ،‬مممن‬
‫أعيان القمموم فممي القممرن الثممالث مممن الهجممرةا[‪ ،‬والبحرانممي ]هممو‬
‫هاشم بن سممليمان بممن إسممماعيل‪ ،‬ولممد فممي قريممة )التوبممل( فممي‬
‫منتصف القرن الحادي عشر‪ ،‬ومات فممي سممنة ‪1107‬ه‪ ،‬قممال فيممه‬
‫الخوانساري‪ :‬فاضل‪ ،‬عالم‪ ،‬ماهر‪ ،‬مدقق‪ ،‬فقيه‪ ،‬عممرف بالتفسممير‬
‫والعربية الرجال‪ ،‬وكان محدثا ا فاضمم ا‬
‫ل‪ ..‬ومممن مصممنفاته )البرهممان‬
‫فممي تفسممير القممرآن( – )روضممات الجنممات ج ‪ 8‬ص ‪ ،(181‬أيضمما ا‬
‫)أعيان الشيعة([‪ ،‬والكاشاني ]هممو المل فتممح اللممه الكاشمماني مممن‬
‫علممماء الشمميعة المتعصممبين‪ ،‬ولممم يصممنف تصممنيفه إل ردا ا علممى‬
‫المسمملمين أهممل السممنة باسممم )منهممج الصممادقين فممي إلممزام‬
‫المخالفين([ وغيرهم من المفسرين يعممدون مممن العلممماء أم مممن‬
‫السفهاء؟‬
‫وهل الكليني ]هو محمد بن يعقمموب الكلينممي رئيممس محممدثي‬
‫الشيعة‪ ،‬وأحد مؤلفي الكتب الربعة وهو )الكافي([‪ ،‬وابممن بممابويه‬
‫القمي ]هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه القمممي‪.‬‬
‫لقممب بالصممدوق‪ ،‬مممن مواليممد أوائممل القممرن الرابممع مممن الهجممرةا‪،‬‬
‫وتوفي سنة ‪381‬ه من الهجرةا‪ ،‬وهو من كبممار القمموم ومحممدثيهم‪،‬‬
‫وكتابه )من ل يحضره الفقيممه( أحممد الكتممب الربعممة[‪ ،‬والطوسممي‬
‫]هو أبو جعفر محمد بن الحسممن الطوسممي المتمموفى سممنة ‪460‬ه‬
‫الملقب بشيخ الطائفة‪ ،‬من كبار محدثي القوم ومؤلف كتابين من‬
‫الكتب الربعة )التهذيب( و)الستبصار([‪ ،‬والمفيد ]هو محمممد بممن‬
‫محمد بن النعمان العكبري البغدادي‪ ،‬ولممد سممنة ‪338‬ه ومممات فممي‬
‫بغداد سنة ‪413‬ه‪ ،‬وصلى عليه السيد المرتضى‪ ،‬واشممتهر بالمفيممد‬
‫)لن الغائب المهدي لقبه به( – كما يزعمون – )معممالم العلممماء ص‬
‫‪ ،[(101‬والكشي ]هو أبو عمممرو محمممد بممن عمممر بممن عبممد العزيممز‬
‫الكشي‪ ،‬قال عنه القمي‪ :‬هو الشيخ الجليممل المتقممدم أبممو عمممرو‪،‬‬
‫قال الشيخ الطوسممي‪ :‬إنممه ثقممة بصممير بالخبممار والرجممال‪ ،‬حسممن‬
‫العتقاد‪) :‬الكنى واللقاب ج ‪ 3‬ص ‪ ،[(94‬والمنبسمماطي ]هممو أبممو‬
‫محمد زأين الدين علي بن يونس العاملي‪ ،‬ولد فممي أوليممات القممرن‬
‫التاسع ومات سنة ‪877‬ه‪ :‬فقيه‪ ،‬محدث‪ ،‬مفسر )معجم المممؤلفين‬
‫ج ‪ 7‬ص ‪ ،[(266‬والردبيلي ]هممو أحمممد بممن محمممد الردبيلممي مممن‬
‫مواليد القرن العاشر من الهجرةا ومات سممنة ‪993‬ه‪ :‬كممان متكلممما ا‬
‫فقيها ا عظيم الشأن‪ ،‬جليل القدر‪ ،‬رفيممع المنزلممة وأنممه ممممن رأى‬
‫المام صاحب الزمان )الكنممى واللقمماب ‪ ،[(3/67‬وابممن الطمماؤس‬
‫الحسممني ]هممو علممي بممن موسممى بممن الطمماؤس‪ ،‬ولممد سممنة ‪589‬ه‬
‫وتوفي سنة ‪66‬ه‪ ،‬قال فيه التفرشي‪ :‬إنه من أجلء هذه الطائفممة‬
‫وثقاتها‪ ،‬جليل القدر‪) :‬نقد الرجممال ص ‪ ،[(144‬والمجلسممي ]هممو‬
‫المل محمد باقر بن محمد تقي المجلسي‪ ،‬ولد سنة ‪1037‬ه ومات‬
‫سنة ‪1110‬ه‪ ،‬من ألد أعداء السنة وخصمومهم‪ .‬قمال عنمه القممي‪:‬‬
‫المجلسي إذا أطلق فهو شيخ السلم والمسلمين‪ ،‬مروج المذهب‬
‫والدين‪ ،‬المام‪ ،‬العلمة‪ ،‬المحقق‪ ،‬المدقق‪) :‬الكنممى واللقمماب ج ‪3‬‬
‫ص ‪ ،[(121‬وغيرهم من المحدثين والفقهاء يعممدون مممن العلممماء‬
‫عند الدكتور أم من السفهاء؟‬
‫ولقد أوردنا نصوصا ا عديدةا‪ ،‬وروايممات كممثيرةا مممن هممؤلء فممي‬
‫كتابنا )الشيعة وأهل البيت( كلها سب وشتم وطعن فممي أصممحاب‬
‫محمد صمملوات اللممه وسمملمه عليممه‪ ،‬وخاصممة فممي أبممي بكممر وعمممر‬
‫وعثمان رضي الله عنهم‪ ،‬ولم يكتفوا بسبهم وشتمهم‪ ،‬بل طعنوا‬
‫في إسلم كل من يتولهم ويحترزأ عن اللعن والطعن فيهم‪ ،‬ومن‬
‫أراد تفصيل ذلك فليرجع إلى الكتاب‪ .‬ونورد ههنا بعممض الروايممات‬
‫والعبارات لمعرفة القوم وعقيدتهم في السب والشممتم لصممحاب‬
‫رسول الله عام‪ .‬ولخلفاء الرسممول الثلثممة خاصممة كممي يهلممك مممن‬
‫هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينممة‪ ،‬ولئل ا يتمموهم متمموهم بأننمما‬
‫بنينا الحكم على غير دليل وبرهان كما بناه السيد الدكتور‪ ،‬وليعلم‬
‫أن مشائخ الشيعة وعلماؤهم يتفقممون مممع سممفهائهم وأوباشممهم‬
‫في هذا الخبممث واللممؤم‪ ،‬ول فممرق بينهممم‪ ..‬اللهممم إل مممن تظمماهر‬
‫عكس ذلك تقية وخداعا ا للمسلمين‪.‬‬
‫فهذا هو مفسر الشيعة الكبير القمي يكتممب تحممت قممول اللممه‬
‫عز وجل‪  :‬وكذلك جعلنا لكل نبي عممدوا ا شممياطين النممس والجممن‬
‫يوحي بعضهم إلى بعض زأخرف القممول غممرورا ا ‪ . ..‬ع ن أبممي عبممد‬
‫الله عليه السلم قال‪:‬‬
‫ما بعث اللممه نبيمما ا إل وفممي أمتممه شمميطانان يؤذيممانه ويضمملن‬
‫الناس بعده‪ ،‬فأما صاحبا نوح‪ ..‬وأما صاحب محمد فجبممتر وزأريممق"‬
‫]تفسير القمي ج ‪ 1‬ص ‪ – 214‬طا مطبعممة النجممف – العممراق سممنة‬
‫‪1386‬ه[‪.‬‬
‫وكتب تحت ذلك عالمهم الهندي المل مقبول بقوله‪:‬‬
‫"روى أن الزريق مصغر أزأرق‪ ،‬والجبتر معناه الثعلب‪ ،‬فالمراد‬
‫من الول‪ ،‬الول )أبو بكر( لنممه كممان أزأرق العينيممن‪ ،‬والمممراد مممن‬
‫الثاني‪ ،‬الثاني )عمممر( كنايممة عممن دهممائه ومكممره" ]مقبممول قممرآن‬
‫الشيعي في الردية ص ‪ -281‬طا الهند[‪.‬‬
‫وأما كلينيهم فقد كتب في كافيه عن أبي جعفر أنه قال‪:‬‬
‫ما كان ولد يعقوب أنبياء ولكنهم كانوا أسباطا ا أولد النبيمماء‪،‬‬
‫ولممم يفممارقوا الممدنيا إل سممعداء‪ ،‬تممابوا وتممذكروا ممما صممنعوا‪ ،‬وإن‬
‫الشمميخين فارقمما الممدنيا ولممم يتوبمما‪ ،‬ولممم يتممذكرا ممما صممنعا بممأمير‬
‫المممؤمنين عليممه السمملم‪ ،‬فعليهممما لعنممة اللممه والملئكممة والنمماس‬
‫أجمعين" ]الكافي للكليني كتاب الروضة ج ‪ 8‬ص ‪ -246‬طا إيران[‪.‬‬
‫وكتب النباطي العلي في أبي بكر الصديق‪:‬‬
‫كذبوا عليه ومنزل القرآن‬
‫قالوا أبو بكر خليفة أحمد‬
‫بل كممان ذاك خليفممة الشمميطان‬
‫ما كان تيمي له بخليفة‬
‫]الصراطا المستقيم للنباطي ج ‪ 2‬ص ‪ -299‬طا إيران[‪.‬‬
‫وكتب في عمر الفاروق‪:‬‬
‫فقدم الدال قبل العممي فممي‬
‫إذا نسبت عديا ا في بني مضر‬
‫النسب‬
‫وقدم السوء والفحشمماء فممي رجممل وعممد زأنيممم عتممل خممائن‬
‫النصب ]الصراطا المستقيم للنباطي ج ‪ 3‬ص ‪.[29‬‬
‫وكتب في عثمان ذي النورين أنممه سمممي نعثل ا تشممبيها ا بممذكر‬
‫الضباعا‪ ،‬فإنه نعثل لكثرةا شعره‪ ..‬ويقممال‪ :‬النعثممل‪ :‬الممتيس الكممبير‬
‫العظيم الجثة‪ ،‬وقال الكلبي فممي )كتمماب المثممالب(‪" :‬كممان عثمممان‬
‫ممن يلعب به ويتخنث‪ ،‬وكان يضرب بالدف" ]الصممراطا المسممتقيم‬
‫ج ‪ 3‬ص ‪.[30‬‬
‫هذا ولقد بحث متكلموا الشيعة في كتب العقائممد فممي تكفيممر‬
‫عائشة أم المؤمنين وطلحممة والزبيممر وغيرهممم مممن كبممار أصممحاب‬
‫رسول الله وأجلة هذه المة‪ ،‬وبنوا حكمهم على أن مسلك الشيعة‬
‫الثنى عشرية المتفق عليه هو تكفير هؤلء الخيممار‪ ،‬وعلممى أنهممم‬
‫مخلدون في النار – عياذا ا بالله – كما ذكر ذلك المفيممد فممي )أوائممل‬
‫المقالت في المممذاهب والمختممارات(‪ .‬والطوسممي فممي )تلخيممص‬
‫الشافي( وغيرهما‪.‬‬
‫وقد قال فيهم محدثهم الكبير حسين بن عبد الصمد العاملي‬
‫في كتابه في مصطلح الحديث )وصول الخيار إلى أصول الخبار(‬
‫بعد ذكر هؤلء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين‪:‬‬
‫وهؤلء نتقرب إلى الله تعالى وإلى رسوله ببغضهم وسبهم‪،‬‬
‫وبغض من أحبهم" ]وصول الخيار إلى أصول الخبار ص ‪ -164‬طا‬
‫مكتبة الخيام قم – إيران سة ‪1401‬ه[‪.‬‬
‫فهذه هممي عقيممدةا القمموم‪ ،‬مشممائخهم وعلمممائهم‪ ،‬فقهممائهم‬
‫ومتكلميهم‪ ،‬دون سفلتهم وسممفهائهم عكممس ممما يممذكره الممدكتور‬
‫وافي‪ ،‬ومممن أراد السممتزادةا فممي هممذا البمماب فليرجممع إلممى كتابنمما‬
‫)الشيعة وأهل اليبممت(‪ ،‬وأيضمما ا كتابنمما )الشمميعة والسممنة( ففيهممما‬
‫الكفاية في هذا الموضوعا‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنه ل يخلو كتاب مممن كتممب الشمميعة مممن سممب‬
‫هممؤلء الخيممار وشممتمهم‪ ،‬كممما ل يوجممد كتمماب ممما فممي العقائممد أو‬
‫الحديث أو التفسير أو الفقه يذكر فيه تحريممم السممباب والشممتائم‬
‫لصحاب رسول الله‪ ،‬وخاصة الشيخين أبي بكر وعمر اللذين قممال‬
‫فيهما علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه‪:‬‬
‫إنهما إماما الهدى‪ ،‬وشيخا السلم‪ ،‬ورجل قريش‪ ،‬والمقتدى‬
‫بهما بعد رسول الله ‪ ، ‬من اقتدى بهما عصم‪ ،‬ومممن اتبممع آثارهممما‬
‫هدي إلى صراطا مسممتقيم" ]تلخيممص الشممافي للطوسممي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.[428‬‬
‫وهممذا آخممر ممما أردنمما إيممراده فممي هممذا الكتمماب واللممه سممبحانه‬
‫وتعالى الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬
‫لقد بدأنا في كتابة هذا البحث وكنا في القاهرةا عنممدما رأينمما‬
‫كتاب السيد الدكتور علي عبد الواحد وافي رغبة منمما فممي إنجممازأه‬
‫وإتمامه في القماهرةا ولكمن حمال دون تحقيمق همذه الرغبمة عمدم‬
‫وجود كتب القوم هناك‪ .‬وقلة أيا المكوث فيهمما‪ ،‬وكممثرةا الشممغال‪،‬‬
‫ولقد أكملنا المقدمة والباب الول ونحن فيها‪ .‬ثم واصلنا السممفر‬
‫إلى أوربا‪ ،‬وعند إيابنا إلى بلدنما شمرعنا ف ي كتابمة البحمث ولكمن‬
‫ببطمممء لكمممثرةا الخطمممب والمحاضمممرات فمممي الممممدن المختلفمممة‬
‫الباكستانية‪ ،‬شاسعة الطراف وبعيدةا الجوانب‪ ،‬فكنا طمموال هممذه‬
‫المدةا في السفر نهاراا‪ ،‬وفي الخطب لي ا‬
‫ل‪ ،‬ولكننمما لممم نجممد فرصممة‬
‫خلل هممذه السممفار المتواصمملة والخطممب المسلسمملة إل وقممد‬
‫اختلسناها لكمال هذا البحث لهميته واحتياج الناس إليه لممما قممد‬
‫ظهر في كتب الدكتور وافي المذكور من خطاء كثيرةا ومغالطممات‬
‫كبيرةا – عفا الله عنه – بقصممد أو دون قصممد‪ ،‬واللممه يعلممم السممرائر‬
‫وبواطن المور‪ .‬ولكن الدكتور – على شمأنه ومنزلتمه – يخشمى أن‬
‫يغتر به المغترون‪ .‬وينخممدعا بكلمممه المنخممدعو لممما لممه مممن منزلممة‬
‫ومقام في عيون طلبة العلم وأهله‪.‬‬
‫وإنه لمؤسممف حقمما ا أنممه لممم يتحممر الحقيقممة فممي كتممابه )بيممن‬
‫الشيعة وأهل السنة( ولم يحمل نفسه عناء البحث والتحقيق رغم‬
‫ما ادعاه في مقدمة كتيبه وخاتمته‪ .‬بل على عكس ذلك لممم يكتممب‬
‫إل نقل ا علممى نقممل دون الرجمموعا إلممى الصممول المعتمممدةا والكتممب‬
‫الموثقة لدى الشيعة‪ ،‬وكأنني ل أبالغ إذا قلت إن سيادته لم يطلممع‬
‫على كتاب واحد من كتب الشيعة أنفسممهم كممما يظهممر مممن كممتيبه‬
‫هذا‪ ،‬وهذا ل يليق لمن ينتسب إلى العلم فضل ا عممن أن يكممون فممي‬
‫مقام السيد الدكتور‪.‬‬
‫ول أود أن يصدق عليه قول الله عز وجل‪:‬‬
‫‪ ‬ومن الناس من يجادل في ا لله بغير علم ول هدى ول كتاب‬
‫منير ‪] ‬سورةا الحج الية ‪.[8‬‬
‫وإني لم أكتب هذا الكتاب إل بيانا ا للحق‪ ،‬ولوضممع المممور فممي‬
‫نصابها‪ ،‬ونصيحة للمسلمين‪ ،‬لن الممدين النصمميحة‪ .‬قممال الرسممول‬
‫عليه الصلةا والسلم‪:‬‬
‫"الدين النصيحة‪ .‬قلنا لمن يا رسول الله؟‬
‫قال‪ :‬لله‪ ،‬ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬ولئمة المسمملمين‪ ،‬وعممامتهم"‬
‫]رواه مسلم[‪.‬‬
‫وأرجو اللممه العلممي القممدير أن يخلممص نياتنمما لمموجهه الكريممم‪،‬‬
‫ويجعلنممما ممممدافعين عمممن حممموزأةا العقيمممدةا الصمممحيحة والصمممراطا‬
‫المستقيم‪ .‬إنه سميع مجيب‪.‬‬
‫إحسان إلهي ظهير‬
‫لهور – باكستان‬
‫صفر ‪1405‬ه‬
‫نوفمبر ‪1984‬م‬
‫تم تنزيل هذا الكتاب من موقع البرهان على شبكة النترنت‬
‫‪http://www.albrhan.com‬‬
Téléchargement