بين الشيعة وأهل السنة تم تنزيل هذا الكتاب من موقع البرهان على شبكة النترنت http://www.albrhan.com تأليف /إحسان إلهي ظهير رئيس تحرير مجلة "ترجمان الحديث" لهور – باكستان والمين العام لجمعية أهل الحديث – باكستان مقدمة الحمممد للممه رب العممالمين ،والصمملةا والسمملم علممى خمماتم المعصممومين ،وأشممرف المرسمملين ،وعلممى آلممه وأصممحابه الغممر الميامين ،ومن سلك مسلكهم واهتدى بهممديهم إلممى يمموم الممدين، وبعد: إن مصر قلعة من قلعا السمملم وحصممن مممن حصممونه ،وإنهمما لمهد للحضارةا السلمية ،معهد للعلوم والفنون ،وهي بلد الزأهر، وموطن العلماء ،وإنها لمحط أنظار المسلمين ،ومهمموى أفئممدتهم وقلوبهم ،كما أنهمما كممانت ول زأالممت كعبممة عشمماق العلممم وطلبممه، ومممورد رواد الفكممر ومشممتاقي الدراك والمعرفممة ،وهممي مقممر الكتاب ،ومستقر الدعاةا ،وموطن الفقهاء ،ومنبت المحدثين ،لهمما ماضيها المجيد وحاضرها الحميد ،ينظر إليها المسمملمون فممي كممل قطر من أقطار الرض ،وبقعة من بقاعها . .نظرةا إكبممار وتقممدير لما لها من أياد بيضاء في إنارةا الفكر السمملمي وإضمماءةا الطممرق أمام منتهجيها وسالكيها ،فينظرون إلى كل ما صممدر منهمما نظممرةا الثقة والعتماد والتصديق لصالة علومها ،ورسوخ علمائها فيهمما، ولتحملهم أعباء الممدعوةا بوجوههمما الصممحيحة .وأسسممها الصمميلة. وقواعدها المتينة الرزأينة . .بالمانة العلمية والمسئولية الدينيممة، مع اعتقادهم أن ل عصمة لحمد بعمد نمبي اللمه خماتم المعصمومين وسيد المرسملين ،ول بمد للعمالم ممن زألممة وهفموةا ،كممما أنممه ل بمد للفارس من كبوةا ،فغفر اللممه لمقترفيهمما بغيممر قصممد ،ومرتكبيهمما بدون تعمممد :ربن ا ل تؤاخممذنا إن نسممينا أو أخطأنمما ] . . .س ورةا البقرةا :الية .[286 ا ولكن لم يكن ليخطممر علممى بممال أحممد أن علممما مممن أعلمهمما، ورجل ا من رجالتها ،يحمل قلما ا في يمموم مممن اليممام ،ليكتممب فممي موضوعا حساس عويص ،له أبعاده وأخطمماره – وهممو ل يعممرف عنممه شيئا ا – وعفا الله عنه إن لم يكن يعرف – ول أظنه يعممرف – لنممه ل يتصور من أمثاله أن يخاطر بنفسه ،ويقع في مثل هممذه المزالممق، التي قد تممذهب بممه وبآثمماره الماضممية فممي مكممان سممحيق ل يتوقممع النجاةا منه ،ويهدم به ما بناه من أمجاد وممما أداه مممن خممدمات إلممى حيث ل يرجى استرجاعها ،ويا ليتني لم أقممرأ لممه هممذه الرسممالة أو يقع نظري على تلك الفقرةا ،التي يقرر فيها :أنه لم يممدخر وسممعا ا في بحثه ،في تحري الحقيقة! مع أنه لم يتحر الحقيقة ،ولم يبذل وسعه في البحث ،وإن كان هذا هو وسعه ،أظهره في كتيبه ،الذي نحن بصدد ذكره الن ،فما أظنه على سعة وسممعه الممذي بممذله فممي كتبه الكثيرةا التي نشرت قممائمته فممي آخممر كممتيبه ،مفخممرةا لعلمممه وشرفا ا لثاره!. . وإذا كممان هممذا هممو مفهمموم تحممري الحقيقممة عنممده فممي هممذه الرسممالة فل بممد أن تتلشممى الحقممائق عنممد مممن يقممف علممى كتبممه ومنشوراته! لقد سمعت الكثير عن علم الدكتور علممي عبممد الواحممد وافممي وحدثني عنه العديد من الصدقاء حتى دفعني الشوق إلممى لقممائه، فإذا أنا أطرق باب مصر وأدخلها طالبا ا للعلم ،ومكتسبا ا فضممائلها، ومغترفا ا من بحارهمما ،ممنيمما ا النفممس باقتنمماء طممرف مممن علومهمما ومعارفها ،متشوقا ا إلممى آثارهما ومعالمهمما ،وإلمى كتبهما وكتتابهما، ومبتغيا ا طرائفها ونفائسها ،وأثنمماء تمرددي علممى مكتباتهمما ،باحثمما ا عممن الكتممب الفاطميممة وعممن الوثممائق السممماعيلية الممتي أشممتغل بالكتابة عنها ،التفت إلى كتيب صادر منذ فترةا وجيزةا لذلك الشيخ الذي تحدث عنه المتحدثون ،وسمع بممه السممامعون ،تحممت عنمموان: "بين الشيعة وأهل السنة". ولقد جذبني عنمموان الكممتيب إليممه ،لممما ابتليممت بممالقوم ابتلء طوي ا ل ،كما زأادني انجذابا ا إليه . .اسم كاتبه ،فمممؤلفه دكتممور فممي الداب من جامعة باريس ،وعضو المجمع الممدولي لعلممم الجتممماعا، وعميد كلية العلوم بجامعة أم درمان ،وعميد كلية التربيممة بجامعممة الزأهممر ،ووكيممل كليممة الداب ،ورئيممس قسممم الجتممماعا بجامعممة القاهرةا سابقا ا – عفا اللممه عممما سمملف – فنسمميت كتممب الفاطميممة والفاطميين ،واشتغلت بتقليب أوراق الكتيب ،ولممم أبخممل بشممراء نسختين منممه ،ظنمما ا منممي أن مثممل فضمميلته ل يكتممب إل بعممد إلمممام بالموضوعا إلمامة كاملة ،وإدراكممه لممه حممق الدراك ،وبعممد معرفتممه بجوانبه كله ،وتعمقه في سبر أغواره ،وزأيادةا على ذلك دعواه في بداية مقدمته بأنه لممم يممدخر وسممعا ا فممي بحثممه هممذا . .فممي تحممري الحقيقة ،وأيضاا . .فقد سمعت من قبل من بعض المحبين له ولي أنه شرعا في كتابة هذا الموضمموعا! . .فعممدت بنسممختين مممن كتممابه إلى الفندق الذي نزلت به ،عمماج ا ل . .شمموقا ا إلممى لقيمماه مممن خلل كتيبه هذا ،الذي يعد بالنسبة لي أول تصنيف له أطالعه وأقرأ فيممه – فيا لحسرتي ،وأسممفا ا لشمموقي ،وتسمممع بالمعيممدي خيممر مممن أن تممراه – ولقممد خمماب أملممي فممي السممتفادةا منممه ،بممل انقلبممت إلممى التأسف والندم ..فيمما ليتنممي لممم أقممرأ شمميئا ا لفضمميلته ،واكتفيممت بالسماعا عنه بدل اللتقاء به من خلل رسممالته هممذه ،ولكممن ليممس السمع كالمعاينة ،وليس من راء كمن سمعا ،ولعممل كتممب فضمميلته الخرى ل تكون على شماكلة هممذا المؤلمف ،مممن بمذل الوسمع فمي البحث تحريا ا للحقيقة مثممل هممذه الرسممالة ،واللممه غممافر السمميئات ومكفر الخطايا ،وإنه لستار العيوب. . .وإني لعلى يقين ،بأن فضيلة الدكتور كلف نفسه عناء لممم يستطع حمل أعبائه في هذا العمر الخيممر ،حيممث تضممعف القمموى، وتتوانى الهمم ،وتكممل العزائممم ،وينفلممت زأمممام المبممادرةا مممن يممد الفارس المغوار ،كما ينفلت زأمام العلم والفكر . .مممن يممد العممالم المبصر ،فهو لطول حياته قد خانه البصر الحسير الكليممل ،وأعيمماه الزمان ،وأقعده الدهر ،وخانته الذاكرةا ،وله العذر !..ولول هذا لما كتب ما كتب ،ولما ألف ما ألف ،ولم يبد فيه ما أبدى مممن العجممائب والغرائب ،ومممن المضممحكات والمبكيممات ،مممن الخطمماء الصممريحة والغلطا الفاحشة ،ولم يصل إلى ما وصل إليه من الحكم والممرأي وله بممدون علممم وبممدون في الشيعة ومعتقداتهم ،ولم يرض ما تقمم و معرفة .ونحن مأمورون بممأل نقممول بممدون علممم ،ول نتكلممم بممدون معرفة :ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصممر والفممؤاد كل أولئك كان عنه مسئول ا ] سورةا السراء الية .[36 وخاصة في مثل هذه المباحث التي تسبب تضممليل كممثير مممن النماس ،وإيقمماعهم فمي المتاهمات والضمللت ،بسممبب زألممة عمالم وهفوةا كاتب ،اعتمادا ا على من قرءوا له ،وثقة لما سمعوا به عنه، وعلى ذلك يخاف أخوف ما يخاف من غلطة عالم وزألتممه – سممامحه الله على ما كتب وغفر لنا وله إنه لغفور رحيم وعفو كريم .- هذا ول أدري ما هممي السممباب الممتي دفعممت فضمميلة الممدكتور وافي إلى أن يكتب هذه الرسالة؟ وكان في غنممى عممن أن يكتبهمما، حيث أنه يجهل أصول مذهب الشيعة الثنى عشرية وأسسممه الممتي قام عليها ،وليس عنده مممن كتممب القمموم شمميء – كممما يظهممر مممن قراءةا رسالته هذه – حتى يستطيع أن يعلم ما جهل ،ويعرف ما لم يعرف ،ثم يصل إلى الحكم فيهم ،وفي عقائدهم ومذهبهم – ول يكلف الله نفسا ا إل وسعها ] ..سورةا البقممرةا اليممة – [286لن ه في كتيبه هذا ..لم ينقل عبارةا واحممدةا مممن كتممب القمموم أنفسممهم رأسا ا وبل واسطة ،اللهم إل ما نقله من الممذين كتبمموا عنهممم ،نقل ا محضا ا بدون تعقل ول تبصر ،مع ادعائه بأنه حقق آراءهم من أوثق المصادر لممديهم ]بيممن الشمميعة وأهممل السممنة ص 20تحممت عنمموان "موضوعا البحث وأغراضه"[. فإن كان قصده النقل المحض عن الخرين الممذين كتبمموا عممن الشيعة ،فما فائدةا كتاباته إذن ،وكفى الله المؤمنين القتال؟ ومن غرائب الشياء أن فضيلته يضع فممي آخممر هممذه الرسممالة قائمة لهم المراجع عن الشيعة ،يذكر فيها كتبمما ا كممثيرةا مممع أنممه – حفظه الله – لم ينقل عن واحد منها عبارةا واحدةا بل واسطة ،كما لم يرد ذكر لكثير منها في الكتيب ولو بواسطة ،ولول حسن ظنممي به حسمب مما أمرنما النممبي عليممه أفضمل الصملةا والسمملم " ظنموا بالمؤمنين خيرا ا " ]وقممد قيممل :إنممه مممن قممول عمممر بممن الخطمماب. انظر :كتاب خطبه ووصاياه للممدكتور محمممد عاشممور[ .لممذهب بممي الخيال إلى افتراض دوافع كثيرةا إجابة لسئلة محيممرةا ..ممما الممذي جعل الشيخ يكتب كتيباا ،ربما يقضي على كل ما كتبممه سممابقا ا مممن الكتممب القيمممة – حسممب رجممائي وتمنيمماتي – وتركممه مممن الثممار الطيبة؟ ،وما الدوافع إلى أن يهدم في عمره الخيممر كممل ممما بنمماه في ماضيه وسالف أيامه وهو يعلم ما نبه الله المؤمنين العمماملين عليه بقوله :ول تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوةا أنكاثا ا .. ] سورةا النحل الية .[92 وهذا هو حسممن ظنممي بممه والممذي يجعلنممي أقممف منممه موقممف المعتذر عنه أن ما ذهب إليه في رسالته كلهمما ،ممما صممدر منممه ..إل لعممدم المعرفممة والعلممم بأشممياء ،هممي ثابتممة فممي كتممب القمموم وعقائممدهم ،وإن فضمميلة الممدكتور لممم يممبرئ سمماحة الشمميعة عممن العقائد التي يعتقدونها ،وعمن الراء المتي يحملونهما ،ولمم يمدافع عنهم إل عن جهل ل لشيء آخر – وإنممي لعتممذر عممن هممذه الكلمممة الشديدةا – لنه ل يدفع الوهام عنه إل هذه الكلمة التي وإن كممانت لكبيرةا ،فهي التي تدفع عنه الظنون والشبهات .في زأمان كممثرت فيممه القلم المسممتأجرةا وشمماعا فيممه الكلم المممأجور ،وإل فهممل يتصور مممن عممالم يعلممم أصممول مممذهب الشمميعة الثنممى عشممرية أو الجعفرية كما يسميهم الدكتور وافي ،ويعلم أسممس شممريعة اللممه الممتي جمماء بهمما محمممد صمملوات اللممه وسمملمه عليممه ويعتقممد بهمما المسلمون أي أهل السممنة بالممذات .ثممم يكتممب "بممأن الخلف بيننمما وبينهم – مهما بدا في ظاهره كبيرا ا – ل يخممرج فممي أهممم أوضمماعه عنممدنا وعنممدهم عممن حيممز الجتهمماد – المسممموح بممه" ]الرسممالة المذكورةا ص .![4 فيا للسذاجة والطيبة ،ويا للجهل وعدم معرفممة المممور ،مممن رجل ذاعا صيته وعمت شهرته ،فمتى كانت الحكام بهذه السذاجة وبهذه الطيبة؟ فهل يمكن لفضيلة الدكتور أو لغيره أن يثبممت مممن كتاب واحد مممن كتممب الشمميعة ،الممتي كتبممت لبيممان مممذهب السممنة، وتعريفه للشيعة ،أن يكون الحكممم فيمه كهممذا أو شممبيهه فمي أهمل السنة؟ كل ورب الكعبة لم يصدر مثل هذا الحكم عن أهل السممنة فممي كتاب شيعي على مر الزمان ومممدى التاريممخ ،حممتى ول فممي كتمماب دعاية كتب على التقية والمداراةا والمسايرةا!!. فما الذي دفع فضيلة الدكتور علي عبممد الواحممد وافممي عضممو المجمع الدولي لعلم الجتماعا ،بممأن يكممون اجتماعيمما ا مممع الممذين ل يؤمنون بالجتماعا ،وأن يدافع عنهممم فممي بلممدةا سممنية صممانها اللممه وأهلهمما مممن النيممل مممن كرامممة خلفمماء النممبي الراشممدين ،الهممداةا المهممديين ،رفمماقه الخيممرةا وأصممحابه الممبررةا ،وأزأواجممه أمهممات المؤمنين؟ البلد التي وقاهمما اللممه وحفظهمما وطهرهمما مممن أنمماس طالما وقعوا في أسلف هذه المممة وقادتهمما وزأعمائهمما ،وطعنمموا وما يزالممون يطعنممون فممي خيممار خلممق اللممه وصممفوته ،حملممة هممذه الشريعة المطهرةا ،ونقلة هممذا الممدين الحنيممف ،وحفظممة القممرآن، ورواةا سنة نبينا المختار صلوات الله وسلمه عليه ،نعم ممماذا يريممد فضيلته بدفاعه عن هذه الطائفممة ،الممذين جعلمموا القممرآن عضممين، ونبذوه وراء ظهورهم ،واتخذوه مهجوراا؟ واعتقدوا بعممدم حفظممه وصيانته من وقوعا التغيير والتحريف فيه ،وكفروا جميع من نقلوا أخبار الرسول إلى الناس وحملوها إلينمما ،وجعلمموا الكممذب شممعاار وديناا. وكيممف يسمموغ لممه أن يممبرئ سمماحتهم مممن العتقممادات الممتي يحملونها ،ويممدينون بهمما ،وهممي أسمماس مممذهبهم وديممانتهم ،بكممل سذاجة وبكل طيبة ،وبكل جممرأةا؛ ملتمسمما ا لهممم العممذار الممتي لممم يلتمسوها لنفسهم قط ،ومخترعا ا لهم المعاذير التي لم يرضمموها لهم ،في بلممدةا سممنية خاليمة مممن الشميعة والتشميع بعممد مما ذاقمت المريممن فممي عصممر مممن ماضمميها أيمما تسمملط طائفممة ]أي أيممام الفاطميين الذين يذكرهم الدكتور وافي فممي كممتيبه هممذا بممأنه لممم يكن مذهبهم بعيدا ا كل البعد عممن مممذاهب أهممل السممنة ،ولممم تكممن وجوه الخلف بينه وبينهم لتزيد كثيرا ا عن وجوه الخلف بيممن أهممل السنة بعضهم ممع بعمض )ص (15وسميأتي بيمان ذلمك قريبما ا ف ي محله إن شاء اللممه[ منهممم عليهمما ،وشممهدت مسمماجدها وجوامعهمما المجالس العديدةا التي كانت تمموجه فيهمما للسممباب والشممتائم إلممى سادةا أصحاب محمد ، ووزأرائممه وخلفممائه علممى مل مممن الشممهاد، وعلى مرأى من المسلمين ومسمعهم؟ هل عن قصد أو تعمد؟ – ل جعلنا الله نعتقد فيه هذا العتقمماد – أم عن عدم فهم ومعرفة؟ – وهذا هو الظن الغالب – ولكممن كممان عليه أن يتعقل قبل القممدام مممن عممواقبه الوخيمممة ،ويتبصممر فممي نتائجها السيئة حيث أن كثيرا ا من الشباب الممذين يجهلممون التشمميع كلياا ،ول يعرفون حقيقته قليل ا أو كثيرا ا – سيقعون فممي شممراكهم وحبممائلهم الممممدةا والمنصمموبة مممن كممل ناحيممة وفممي كممل جممانب ليقاعهم فيها ولصطيادهم ،وخاصة في هذه الونة الحرجة التي كثرت فيهمما الممدعايات المممزورةا ،ونشممط فيهمما التبشممير الشمميعي، وازأداد غزوه للبلد السنية المسلمة وأهاليها ،وكثرت فيها القلم المممأجورةا ،وانتشممرت فيهمما الكتممب المشممبوهة ،مممثيرةا الشممبهات والشكوك في عقيمدةا أهمل السمنة والجماعممة ،العقيمدةا المنقولمة المتوارثة عن رسول الله ، وعن أصحابه نقل ا متواترا ا إلممى يومنمما هذا. نعم! ماذا يقصد من وراء هذه الكتيبات والرسائل وأمثالها؟.. لقد كان المفروض أن يتنبممه المسمملمون ،وشممبابهم بالممذات ،إلممى مفاسد هؤلء الناس ،وقبائحهم ،وشممنائع عقيممدتهم ،وفضممائحهم التي ارتكبوها ضد المسلمين في مختلممف العصممور والممدهور ،وإن ممما يجممري الن ضممد المسمملمين السممنة فممي إيممران مممن المظممالم والضممطهادات راجممع إلممى أنهممم ل يؤمنممون بممما يعتقممده القمموم، ومخممالفتهم عقائممدهم وأفكممارهم الممتي يحملونهمما تجمماه القممرآن وحفظتممه ،ونقلممة سممنته ،وحمماملي رايممات السمملم المظفممرةا المنصورةا. نعم! ينبغي أن يكون هذا هممو مقصممد علممماء السممنة وكت تممابهم ل ،ويعلموا من كان جاه ا لينبهوا من كان غاف ا ل ،ويزيدوا معرفة من كممان بصمميراا ،بممدل أن يقربمموا إليهممم عقائممدهم ،وليهونمموا عليهممم مساويهم ،ويحيبوا إليهم أضاليلهم وأباطيلهم ،بل أنه يجممب علممى علماء مصر عامة ،وعلى علماء الزأهر خاصة – لما لهممم مممن مكممان القيادةا الفكرية؛ والصدارةا العلمية في العالم العربي بالذات – أن يقوموا بتبصير الناس بأمر الشيعة الذين بدأ خطرهم يزداد ويكبر، بعممد تربممع التشمميع علممى عممرش إيممران ،ووضممع جميممع المكانممات والوسائل في سبيل نشره وتصديره خممارج إيممران ،وإلممى البلممدان السلمية السنية خاصة ،وبعد انخداعا كممثير مممن الشممباب المسمملم بثورتهم لعمدم معرفتهمم بحقمائق المممور وخفاياهمما ،وأنهما ثممورةا التشمميع ل ثممورةا السمملم ،وأنهمما ثممورةا شمميعية ل ثممورةا إسمملمية، وبتعبير صحيح وصريح أكثر :إنها ثورةا شيعية على السمملم ،تريممد ابتلعا المسلمين خارج إيمران ،وإذابتهممم داخلهمما ،وكممل مممن يتتبممع أحداث إيران اليوم ووقائعهمما ،يممدرك تماممما ا ممماذا يقصممده القمموم، وإلى ماذا يهدفون. فالمظالم التي تصب على الكممراد ،والفضممائح الممتي ترتكممب في بلو شستان ،والدماء التي تراق فممي عربسممتان ،والعتقممادات الواسعة التي تجري في تبريز وما حولها ،ليست إل وسيلة لبممادةا أهل السنة نهائياا ،أو لدمجهم في صفوف الشيعة دمجا ا كام ا ل. ولم يأت على أهل السنة من المسلمين في إيران زأمان أشد وطأةا وأثقل ضربة من هذا الزمان ،ول أصعب وأعسر في الحفاظ على دينهم ومعتقداتهم ،إل ما نقل عن الصفويين ،ولعله لم يكممن ذاك الزمان يضاهي هذا الزمان ويوازأيه ،في ظلمه وقسوته ،حيث لم يكن آنذاك وسائل البادةا والتدمير كهممذه ،كممما لممم يكممن سمملب البناء من الباء ليداعهم المدارس الشيعية ومراكممز التشمميع مممن الصممغر ،كممي ل يبقممى عنممدهم أدنممى معرفممة وإلمممام بمممذهبهم، ومعتقداتهم. وما أشد بؤسهم وأسوأ حالهم لن العممالم السمملمي السممني في غفلة عما يجري على إخوانهم في إيران ،وإنهم لصممم وعمممي عن صيحاتهم ونداءاتهم المتكررةا لنصممرتهم وإغمماثتهم ،وذلممك أن القوم اجترءوا على غزو السنة خارج إيران ،وفي بلدانهم ،وعقممر دارهممم ،وملئمموا مممدنهم وقراهممم بمنشمموراتهم الزائفممة وكتبهممم المزيفة ،وزأاد الطين بلة أنهممم بممدل أن يجممدوا مواجهممة مممن قبممل علمائهم ،لصد تيارهم الجممارف ،وصممد هجممومهم السممافر ،وجممدوا ضمائر مبيعة ،وأقلما ا رخيصة ،وعقول ا مخدوعة إل من رحم ربممك، فطاروا مرحا ا ونشاطا ا وفرحا ا وسروراا ،وسهلت عليهم مهمتهممم، وقربت إليهم أمنيتهممم ،فشمممروا عممن سمماق الجممد ،واأسممفا علممى تحقيق باطلهم ،وتقاعس أهل الحق لتثبيت حقهممم ،والممدفاعا عممن حوزأةا حرماتهم وعقائدهم. فهل من مبصممر يتبصممر ،وعاقممل يتعقممل ،وعممالم يعلممم أنممه ل يوجد في إيران كلها شخص واحممد يسممتطيع أن يممدعو النمماس إلممى السنة وعقائدهم ،ول من يقدر أن يمنع الشيعة عن غلمموائهم فممي القممدح والطعممن فممي القممرآن والسممنة ،وأصممحاب رسممول اللممه المبشرين بالجنة ،وأزأواجه أمهات المؤمنين بشهادةا القرآن ،بدل أن يممدعوهم إلممى التقممارب والتحممابب إلممى أهممل السممنة ،وإظهممار القول بأن مذهبهم ل يخرج في أهممم أوضمماعه عممن حيممز الجتهمماد المسموح به؟! فيا علماء مصر! رحمكم اللممه – أل تخممبرون النمماس بممما يكنممه القوم في صدورهم من حقممد وضممغن وغممل لهممذه المممة المجيممدةا وأسلفها؟ وممما يكتمممونه ممن البغضمماء والعمداء لتعمماليم شمريعتها الصحيحة ،وإرشاداتها المسممتقيمة ،الخاليممة مممن شمموائب الشممرك والوثنية ،والصافية من أدران المجوسية واليهودية؟. فهبوا يا علماء الزأهر ..بالواجب الديني والعلمي ،الذي يحتم عليكممم تنمموير الممرأي العممام ،وتبصممير فكممر المسمملمين ،بحقممائق.. طالما خفيت على كثير من الناس ،في زأمن قمم ت ل فيممه المخلصممون الغيورون ،وعتز فيه الوفاء ،ورخص فيه بيع الضمائر والولء. أليممس مممن المعقممول أن يممدعى إلممى التقممارب قمموم جعلمموا الشتائم والسممباب دينمماا ،واللعممائن والمطمماعن مممذهباا ،بممدل نمماس يرونها من أفسق الفسوق ،وأفجر الفجور ،وخاصة فممي أكممابرهم وأئمتهم حيث أنهم ل يراعون – إل ت ول ذمة في أئمتنا وأسلفنا؟. أليس من المحتم أن تكتب كتممب ،وينشممر بينهمم فمي بلدهممم تبين لهم حقيقة المذهب السمملمي السممني ،وقواعممده وأسسممه، التي عليها تركهممم نممبيهم وقائمدهم محمممد صملوات اللممه وسمملمه عليه ،ومن بعده خلفاؤه الراشدون المهديون؟. وإنه لمن المؤسف حقمما ا أنهممم بممدل ا ممن أن يمدعوا إلممى تمرك السممباب والشممتائم لحملممة هممذا الممدين ورواده وقممادةا جيوشممه المظفرةا ،وعسمماكره المنصممورةا الميمونممة ،والعتقمماد بالدسممتور السلمي ،والناموس اللهي ،ورسممالة اللممه الخيممرةا إلممى النمماس كافة ،والتمسك بسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسمملمه عليممه، أقممواله وأفعمماله وتقريراتممه ،المنقولممة عنممه بواسممطة أصممحابه العدول ،وتلمذته الصادقين المخلصين ،وتجنب الهانممة والسمماءةا والقول الزور – بدل ا من هذا كله يدعى المسلمون أهل السنة إلى تمرك عقائمدهم ومعتقممداتهم المسممتقاةا ممن كتمماب ربهممم ،وسمنة نبيهم ،وترك الدفاعا عن أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين ،وعن السلف الصالح ،وعن بلدهممم ،لكممي يفتحمموا أحضممانهم لسممتقبال التشيع البشع ،والشمميعة الحاقممدين الحممانقين ،ويممدفعوا شممبابهم وأبناءهم إلى السبئية الماكرةا ،واليهودية الثيمة. وأما نحن: ول نلومهم إن لم يحبونا فالله يشهد إنا ل نحبهم ول جعلنا الله من الذين يحبون مممن يبغضممون أصممحاب حممبيب الله القائل فيهم" :مممن أحبهممم فبحممبي أحبهممم ،ومممن أبغضممهم فببغضممي أبغضممهم" ]رواه أحمممد ،قممال صمماحب الفتممح الربمماني ) :(22/169أخرجممه الترمممذي ،وقممال :هممذا حممديث حسممن غريممب ل نعرفه إل من هذا الوجه[. ول مممن الممذين يشممترون الحيمماةا الممدنيا وزأخارفهمما ،وأموالهمما الفانية ،وشهرتها البائدةا ،ومديح طائفة منهمما ،ورضمماهم بممالخرةا الباقية الدائمة ،والضللة بالهدى ،والعذاب بالمغفرةا. فالحمد لله ..لقد أدينا بعض ما يوجب علينا ديننا ،ويحتم علينا ضميرنا ،ويفرض علينمما علمنمما الضممئيل ،مممع قلممة حيلتنمما ،وقصممور باعنا ،وضعف إمكانياتنا ،وبعدنا عن بلد العروبة مهممد الحضممارات، وأيضا ا من منزل الرسالة ومهبط الوحي ،وفي بلد أعجميممة ،رغممم المتاعب والمشممكلت المتي نواجههمما فمي الحصمول علممى العلمموم والمعارف وكتبها وخزائنها ،فكتبنا أول كتاب فممي هممذا الموضمموعا بعنوان )الشيعة والسنة( عام 1973م بعد ما ظهرت طلئع الغممزو الشمميعي الجديممد فممي بلد المسمملمين آنممذاك ،فشممكرا ا للممه علممى نعمائه ،فقد لقي ذلك الكتاب ،مع صممغر حجمممه ،الممرواج والقبممول من أمة محمد منقطع النظير ،حيث صدر منه حتى الن أكثر مممن نصف مليون نسخة باللغة العربيممة ،ثممم ترجممم إلممى جميممع اللغممات الحيمة المتي ينطمق بهما المسملمون ]مثمل النجليزيمة والفارسمية والندونيسية والتايلنديممة والهوسمما ،ولقممد قممامت إدارةا ترجمممان السممنة بطبعهمما باللغممة النجليزيممة والفارسممية بالضممافة إلممى العربية[. ثم لما استولى التشيع المتعصب المحض على عممرش إيممران، استبشر المسلمون خيرا ا في كثير مممن أقطممار الرض وأطرافهمما، لعدم معرفتهم بحقيقة معتقممدات القمموم ونوايمماهم ،ولكننمما نحممن بحمد الله وفقنا في حينه بوضع كتاب آخممر جممامع باسممم )الشمميعة وأهل البيت( تعرضنا فيه لبيان أهم معتقممدات القمموم مممن كتبهممم الموثوقة ،ومصممادرهم المعتمممدةا ،بممذكر عبمماراتهم أنفسممهم دون أدنى تغيير ..أو تبديل ..أو حذف ..أو نقصان ..متجنبين أبعاد هممذه الثورةا السياسية ،قاصدين تبيين الحقيقة وتوضمميحها ،فممي إطممار علمي بحت؟ ،وقصد هذا الكتاب أن يقوم بسرد الروايات الشمميعية من كتب القوم أنفسهم ،والقتصار عليها دون الرجوعا إلممى كتممب السنة ،وإيراد أية رواية منهمما للسممتدلل والسممتنباطا ،كممي نكممون منصممفين فممي الحكممم ،عممادلين فممي السممتنباطا والسممتنتاج، فاستبشر به الغيورون من أمة محمد ، والمحبون له خيراا. ولما ازأداد الخطر ،واستفحل المر ،وزأاد القوم في غلوائهم وعنترتهم والهجوم على عقائد السلف ،والطعن في أسلف هممذه المة ،كان علينا نحن أن نهب لخدمة العقيدةا الصحيحة والتشممرف بالدفاعا عن الدين وعنهم فأضفنا إلممى الكتممابين كتابمما ا ثالثمما ا تحممت عنوان )الشيعة والقرآن( لتبصير المسلمين ،وتنوير رأيهممم حممول عقيممدةا الشمميعة المتوارثممة المنقولممة عنهممم ،جيل ا بعممد جيممل ،فممي القممرآن المنممزل مممن السممماء ،علممى قلممب سمميد البشممر ،بنفممس السلوب وبنفس المنهج ،الذي اخترناه فممي الممرد عليهممم ،وعلممى غيرهم من الفئات الباطلممة المنحرفممة ،أي إدانممة القمموم بممما فممي كتبهممم أنفسممهم وبعبمماراتهم هممم ،نقل ا عممن مراجعهممم الصمميلة، ومصادرهم الساسية نقل ا مباشرا ا ]ل كما فعله دكتورنمما الفاضممل عبد الواحد وافي؛ لنه لم ينقل مجرد عبارةا واحدةا عن كتب القوم رأساا ،بل كل ما نقله نقله عن الخرين )دون تمحيمص أو بصمميرةا(، كما سنثبته إن شاء الله في محله[ ،فأوردنا في هممذا الكتمماب أكممثر من ألف حديث شيعي من مختلف مصممادره ومنممابعه وتعممدد رواتممه ونقلته ،كل هذه الحاديث الكممثيرةا الكممثيرةا تنممبئ وتنممص علممى أن القرآن الموجود بأيدي الناس محترف ومغتير فيه ،زأيد فيممه ونقممص منه كثير ،ثم انتظرنا برهة من الزمن أن يشاركنا أحممد مممن العممرب وخاصة من مصر ،بلد العلم والعلماء ،ومممن الزأهممر بالممذات ،أكممبر جامعممة إسمملمية وأم الجامعممات الدينيممة ،ولكممن يمما لهفممتي علممى الجامعة الزأهرية التي أعقمت أن تنجب واحداا ،نعم واحدا ا يتصدى للرد على الهجوم الذي يشنه الشيعة ،ويا لهفتي علممى مصممر أنهمما لم تلد واحدا ا يقممف فممي سممبيل غزوهممم القممارةا الفريقيممة ،الممتي تحتل بموقعها الجغرافي والعلمي مكان الصدارةا على بابها ،ولممذا فممإن العبممء الملقممى علممى كواهلهمما لثقيممل ،والمسممئولية عليهمما لكبيرةا ،لم أجد هذا ،حتى بلغ السميل الزبمى ،بمل وجمدت ممن بيمن أبنائها ،ورجالت فكرها مممن ينممادي بعكممس ذلممك ،ينممادي بالوحممدةا معهم ،والتقريممب بيممن معتقممداتهم وبيممن معتقممدات أهممل السممنة، غافل ا عن خطورةا الممر وأض راره الجسميمة ،وعمواقبه الوخيممة، ناسيا ا ما يترتب عليه مممن المهادنممة والهمموان فممي سممبيل العقيممدةا والدين ،وجاهل ا بمما تخفيمه همذه المدعوةا ممن الضمرب والنقصمان للطائفة الحقة المنصورةا ..أهممل السممنة والجماعممة .." :يمما ليتنممي مت قبل هذا وكنت نسيا ا منسياا" ]سورةا مرين الية .[23 وعممن أمثممال هممؤلء الطيممبين الكممارم اشممتكى شمماعر عربممي قديم: بنو اللقيطة من ذهل بن لو كنت من مازأن لم تستبح إبلي شيبانا عند الحفيظة إن ذو إذن لقام بنصري معش خشن لوثة لنا ليسمموا مممن الشممر فممي لكن قممومي وإن كممانوا ذوي عممدد شيء وإن هانا وعممن إسمماءةا أهممل يجزون عن ظلممم أهممل الظلممم مغفممرةا السوء إحسانا سممواهم مممن جميممع النمماس كأن ربك لم يخلق لخشيته إنسانا وتمنى أن يكون له قوم بدل قومه: " شنوا الغارةا فرسانا ا وركبانا ا ". فهل يخبرني أحد من سادةا الزأهر وعلمممائه ،ورجممالت مصممر ومفكريهمما وكتابهمما ،ومؤرخيهمما وباحثيهمما! هممل هنمماك كتمماب فممي إيرانهم وعراقهم ،أو في مجامعهم وجامعاتهم ..أعني الشمميعة.. كتاب واحد كتب لتقريب الشيعة إلى أهل السنة ولتحريضهم على حبهم وودادهم؟.. هل من مجيب يجيب؟!! ولقد كتبممت فممي كتممابي الول عنهممم أعنممي كتمماب) :الشمميعة والسنة( سالف الذكر "ولقد بدأ الشيعة منذ قريب ينشممرون كتبمما ا ملفقة مزورةا في بلد السلم ،يمدعون فيهما التقريمب إلمى أه ل السنة ،ولكن بتعبير صحيح يريدون بها تقريب السنة إليهممم بممترك عقائدهم ومعتقداتهم فممي اللممه ،وفممي رسمموله ،وأصممحابه الممذين جاهممدوا تحممت رايتممه ،وأزأواجممه الطمماهرات اللئممي صمماحبنه فممي معروف ،وفي الكتاب الذي أنزله الله عليه مممن اللمموح المحفمموظ، نعم يريدون أن يترك المسلمون كل هذا ،ويعتنقوا ما نسجته أيدي اليهودية الثيمة من الخرافات والترهات في الله ،بأنه يحصممل لممه "البدا" وفي كتاب الله بأنه محرف ،ومغير فيه ،وفي رسول اللممه، بأن عليا ا وأولده أفضل منه ،وفي أصحابه حملة هذا الممدين ،أنهممم كانوا خونممة ،مرتممدين ،مممع مممن فيهممم أبممو بكممر ،وعمممر ،وعثمممان، وأزأواج النبي ،أمهات المؤمنين ،مع من فيهن الطيبممة ،الطمماهرةا، بشهادةا من الله في كتابه ،بأنهن خممن اللممه ورسمموله ،وفممي أئمممة الدين ،من مالممك ،وأبممي حنيفممة ،والشممافعي ،وأحمممد ،والبخمماري، أنهم كانوا كفرةا ملعونين – رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين .- نعممم يريممدون هممذا ،وممما اللممه بغافممل عممما يعملممون ]الشمميعة والسنة ص -7 ،6طا إدارةا ترجمان السنة – لهور باكستان[. ولكن تغيرت المقاييس الن وانقلبت المفمماهيم ،فبممدأ بعممض علماء أهل السنة ينادون بهذه الدعوةا ..أعني التقريممب بيممن أهممل السممنة والشمميعة ..ويرفعممون شممعارها ،بممدل ا مممن أن يممردوا علممى ترهاتهم وخزعبلتهم ..بل طالبوا بإقامة دور التقريب في مدنهم وبلممدانهم ،فمموا عجبمما ا مممن اجتممماعا أهممل الباطممل علممى بمماطلهم والخلص لممه ،وتقمماعس أهممل الحممق عممن حقهممم ،وتخمماذلهم عممن نصرته ..ووا أسفا على محاماةا أهل الحق عممن آراء أهممل الباطممل، والدفاعا عن عقائدهم الفاسدةا ،والتحمممس فممي التممماس العممذار لهم تطوعاا ،أو بغير تطوعا ،وبأخممذ البممديل والجممرةا ،أم دون أخممذه تصدقا ا عنهم ،وتطوعا ا ،وما الله بغافل عما يعمل الظالمون. هذا بالضافة إلممى أن الشمميعة قممادةا وشممعباا ،عامممة وزأعامممة، جهال ا وعلماء ..ل يخفون بغضهم لهؤلء الطيبين وسادتهم ،كلممما سنحت لهم الفرصة ،أو أتيح لم المجال ،لن مممذهبهم ليممس مبنيمما ا إل على مخالفة أهل السممنة ،نعممم! إل علممى مخالفممة أهممل السممنة وعقائدهم وآرائهم ،ومخالفة السس التي عليها يقوم مممذهبهم، وشريعتهم التي جاء بها محمد صلوات الله وسلمه عليه. ومن أجل هممذا فممالقرآن أنكممروه ،لن أهممل السممنة يعتقممدونه ويؤمنون به. سنة النبي الكريم أنكروها ،لن أهل السنة يتمسكون بها. وأصحاب محمد يكفرونهم ،لن أهل السنة يحبونهم. وأزأواج النمممبي يشمممتمونهن ،لن أهمممل السمممنة يعظممممونهن ويجلونهن ويفضلونهن علممى أمهمماتهن ،لنهممن أمهممات المممؤمنين بنص القرآن. ومكة والمدينة يكرهونهما ،لن أهل السنة يعتبرونهما أقدس بقاعا الرض وأطهرها في الكون. والكذب يقدسونه ،لن أهل السنة يكرهونه ويهجرونه. والمتعة يحلونها ،لن أهل السنة يحرمونها. والرجعة يقرونها ،لن أهل السنة ينكرونها. والبداء لله بمعنممى الجهممل يثبتممونه ،لن أهممل السممنة يممبرئون منها جنابه وجلله. والوهممام والخرافممات والبممدعا والثونيممات والشممرك بممالله كالسممتغاثة بممالقبور ،والصمملةا إلممى الضممرحة ،والنممداء للممموات، والستغاثة بممالقبور ،والطممواف حولهمما والسممجود عليهمما ،وإقامممة الضممرحة والقبمماب عليهمما وإقامممة المممآتم والمجممالس ..كممل تلممك الفعال الشركية يتشممبثون بهمما ،لن أهممل السممنة يتممبرءون منهمما، ويتنزهون عنها ،ويجحدونها. وسيأتي بيان هذه الشياء كلها ،إن شاء الله ،مفصممل ا مممدعما ا بالدلة الواضحة والبراهين الساطعة ،مممن كتممب القمموم أنفسممهم، كل هذه العمال يأتون بها ويعملونها لنها مخالفة لممما يعتقممد بممه أهل السنة ،الذين يعتبرونهم العامة في اصطلحهم – فعل اليهود حيممث يعممدون أنفسممهم خاصممة وغيرهممم عامممة – لن الصممل فممي مذهبهم هو مخالفممة المسمملمين .وعليهمما قممامت ديممانتهم .وإليممك بعض النصوص دليل ا على ما ذكرنا: يذكر الكليني أبو جعفر محمد بن يعقمموب فممي صممحيحه الممذي قيل فيه :هو أج ت ل أربعة الكتب الصول المعتمد عليها ،والممذي لممم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول ]الذريعة للطهراني ج 17 ص – 245طا إيران[. والممذي قممال فيممه قممائمهم الغممائب :كمماف لشمميعتنا ]مقدمممة الكافي ص .[25 يذكر فيه عن جعفر بن محمد أن سائل ا سأله: "جعلت فداك ،أرأيت إن كان فقيهان عرفا حكما ا مممن الكتمماب والسنة ووجدنا أحد الخبرين موافقا ا للعامة والخممر مخالفمما ا لهممم، بأي الخبرين يؤخذ؟ قال :ما خالف العامة ففيه الرشاد )وليس هذا فحسب( فقلت :جعلت فداك ،فإن وافقهما الخبران جميعاا؟ قال :ينظر إلى ما هم إليه أميل ،حكامهم وقضائهم ،فيممترك ويؤخذ بالخر ]الكافي للكليني في الصممول ،كتمماب فضممل العلممم، باب اختلف الحديث ج 1ص .[68 فهذا هو مذهبهم ،وهذه هي كراهيتهم للمسلمين ،وهم على ذلك قائمون ،وعلى نفس المنهممج سممالكون ،ولكممن بعممض سممفهاء أهل السنة يخدعون بل سبب ،ويطيلون بل طلب ،ولجل ذلك كتب السيد الخميني ،زأعيم شيعة إيران اليوم مصرحا ا بعد ذكر الروايات الكثيرةا الكثيرةا بخصوص مخالفة المسمملمين مثممل ممما رواهمما ابممن بابويه القمي في كتابه عن علي بن أسباطا ،قممال :قلممت للرضمما – المام الثامن عند القوم – عليه السلم :يحدث المر ل أجد بدا ا من معرفته ،وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أسممتفتيه مممن مواليممك؟ قال :ائت فقيه البلد فاستفته من أمرك ،فإذا أفتاك بشمميء فخممذ بخلفه ،فإن الحق فيه" ]رسالة التعادل والترجيح للسيد الخمينمي ص -82طا إيران[. ورواية أخرى عن المام المعصوم أنه قال: "ما أنتم على شيء مما هم فيه ،ول هم عليه شيء مما أنتممم فيه ،فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء" ]رسالة التعادل والترجيح للسيد الخميني أيضا ا من .[83 ومثله ما رواه عن جعفر أنه قال في جممواب مممن سممأله :يممرد علينا حديثان :واحد يأمرنا بالخذ به ،والخممر ينهانمما عنممه ،قممال :ل تعمل بواحد منهما حممتى تلقممى صمماحبك فتسممأله .قلممت :ل بممد أن نعمممل بواحممد منهممما .قممال :خممذ بممما فيممه خلف العامممة" ]رسممالة التعادل والترجيح للسيد الخميني ص .[83 هذا ..ومثل هذا ..كثيرا!!.. قال هذا ..وهو رجل سياسي ،والسياسممة تتطلممب المماشمماةا والمممداراةا ولكنممه يقممول لطممما ا خممدود الطيممبين ،محممبي الوحممدةا، ومنادي التقريب ،ليفيقوا من سكرتهم ،يقول: "فتحصل من جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن مرجح النصوص ينحصر في أمرين :موافقممة الكتمماب والسممنة ،ومخالفممة العامة" ]رسالة التعادل والترجيح للخميني ص .[83 فهل من مستفيد يستفيد؟ وهل من مسممتفيق يسممتفيق؟ أم هم في غفلة يعمهون؟! وأما نحن يا علماء مصر! ويا علماء الزأهر! فلسممنا مممن قمموم عيسى بأن نقدم الخد اليسر لمن يصفع الخد اليمممن ،فهممل أنتممم منتهون؟: فنجهل فوق جهل الجاهلينا أل ل يجهلن أحد علينا وكتبنمما عليهممم فيهمما أن النفممس بممالنفس والعيممن بممالعين والنمف بمالنف والذن بمالذن والسمن بالسمن والجمروح قصماص فمن تصدق به فهو كفارةا له ومن لم يحكم بما أنزل اللممه فأولئممك هم الظالمون ] سورةا المائدةا الية .[45 وأنت يا فضيلة الدكتور! عليك أن تفهم أن التوادد والتحممابب والتقارب من باب التفاعل ،والذي يلزم حصوله من الطرفين ،ول يحصل من طرف واحد ،وكيف وهم ينصممون علممى أن الحممب ،أيهمما الطيبون ،ل ينبغي أن يكون إل من طرفكم أنتم ،وأمما نحمن ففمي طرف على رأسه لفتة "ممنوعا الدخول ،اتجاه واحد". فل تتمن أن تصل إلى قلمموبهم وتممدخل فممي أعممماقهم ،وأممما أنت فلك الخيار فتفتح قدر ما تشاء وتوصلهم إلى ممما تشمماء ،ولممو إلى سويدائها. وما انشغالك بهم يا طيب القلب؟ أتريد أن ترضيهم بحبك لهم ،وبموافقتك إياهم في أباطيلهم وأضاليلهم ،والدفاعا عن أكاذيبهم وافتراءاتهم على الله والقممرآن والرسول ،وهم مع ذلك ل يريدون إل مخالفتك في كل ما تعتقممده وتؤمن به ،وما أظنك كنت تدري هذا ،وإل ممما جممرى قلمممك ليقلممب الصدق كذباا ،والكذب صدقاا ،وليكتب الحق باط ا ل ،والباطل حقاا: أو كنممت تممدري فالمصمميبة فإن كنت ل تدري فتلممك مصمميبة أعظم!! فسامحكم الله أيها الخمموةا الطيبممون ،وإن كنتممم لممم تقممرءوا كتبي الثلثة المذكورةا آنفا ا وكتابي الجديد )الشيعة والتشيع فممرق وتاريخ( الذي بينت فيه عقائد الشيعة الثنى عشممرية ،الممذين فممي أمثالهم قال علي رضي الله عنممه أميممر المممؤمنين ،والروايممة فممي أصح الكتب عندهم: "لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إل واصفة ،ولو امتحنتهممم لممما وجدتهم إل مرتدين ،ولو تمحصممتهم لمما خلمص مممن اللمف واحمد" ]الكافي للكليني ،كتاب الروضة ج 8ص 338طا إيران[. والكتاب لذي وضح للنمماس موقممف الشمميعة مممن المسمملمين، واعتناقهم عين تلك الراء والفكار التي روجها ابن سبأ اليهممودي الماكر الخبيث بفممرض إمامممة علممي ،وإظهممار الممبراءةا مممن أعممدائه المزعومين ،من أبي بكر وعمممر وعثمممان وكافممة أصممحاب النممبي ورضوان الله عليهم أجمعيممن ،وتكفيممره إيمماهم ،وقمموله بالوصمماية والولية والغيبة والرجعة وغير ذلك من الخرافات والترهمات ،كمما أوضح الكتاب لكثير مممن الغممافلين أن كممل ممما كممان يعممد غلمموا ا فممي الماضي صممار مممن لمموازأم مممذهب الشمميعة الثنممى عشممرية اليمموم، وحتى الدكتور وافي الذي يخطئ شيخ السلم ابن تيميممة ]انظممر: رسالته ص [11لعدم معرفته للمور ووضعها في نصابها ،ل يعلممم أن كل ما ذكره شيخ السلم حق ل محيص عنه كما سنبينه مفصل ا عند ذكر أخطاء فضيلته. نعم! كان من الواجب عليكم أن تقرءوا ما كتبممه بنممو جلممدتكم وسلفكم أمثال السمميد الجليممل الشمميخ محمممد رشمميد رضمما منشممئ "المنار" ،والبحاثة المحقق السمميد محممب الممدين الخطيممب صمماحب "الفتممح" تغمممدهما اللممه برحمتممه وغفرانممه ،والرسممالة الخيممرةا مشممهورةا معروفممة ،وموجممودةا منتشممرةا فممي مصممر وخارجهمما )الخطوطا العريضة(. وإليكم ما كتبه السيد محمد رشيد رضا: "إني شديد الحرص على هذا التفاق )بيممن السممنة والشمميعة( وقد جاهدت في سممبله أكممثر مممن ثلممث قممرن ول أعممرف أحممدا ا مممن المسلمين أو أظن أنه أشد مني رغبة وحرصا ا على ذلك ،وقد ظهر لي باختياري الطويل أن أكثر علممماء الشمميعة يممأبون هممذا التفمماق أشد الباء إذ يعتقممدون أنممه ينممافي منممافعهم الشخصممية مممن مممال وجاه ،وقد تكلمت في هذا مع كثيرين فممي مصممر وسممورية والهنممد والعممراق ،مممما علمتممه بممالخبر والتجربممة أن الشمميعة أشممد تعصممبا ا وشقاقا ا لهل السنة ..وقد نشطوا في هذا العهممد لتممأليف الكتممب والرسممائل فممي الطعممن علممى السممنة والخلفمماء الراشممدين الممذين فتحوا المصار ونشروا السلم في القطار ،والطعن على حفاظ السنة وأئمتها وفي المة العربية بجملتها" ]مجلة المنار نقل ا عممن تاريخ الصحافة السمملمية لنممور الجنممدي الجممزء الول ص 139طا دار النصار بالقاهرةا[. ويقممول أيضمماا" :إننمما ل نعممرف أحممدا ا مممن علممماء أهممل السممنة المتقدمين ،ول المعاصممرين يطعممن فممي أحممد مممن أئمممة آل الممبيت عليهم السلم كما يطعن هؤلء الروافض في الصحابة الكممرام ول سيما أبي بكر وعمر وفي أئمة حفاظ السممنة كالبخمماري والممذهبي وابن حجر وغيرهم فإنهم يعدونهم من النواصب لعدم ممموافقتهم لجهلة الروافض على ما يفترونه من الغلو فممي منمماقب آل الممبيت وقممد أغنمماهم اللممه عممن اختلق المنمماقب لهممم لكممثرةا منمماقبهم الصحيحة الثابتة بالنقل الصحيح ،أما النواصب فهم أولئك الخوارج اللذين يبرءون من علي كرم اللممه وجهممه" ]مجلممة المنممار م 31ص ،290نقل ا عن تاريخ الصحافة السلمية لنور الجندي الجزء الول الفصل الرابع ص – 140طا دار النصار بالقاهرةا[. فما أصدق السيد! وما أعرفه بهم!. وأخيرا ا يتحدث عن الشيعة بقوله: "إنهم كانوا أشد النقم والدواهي الممتي أصمميب بهمما السمملم، فهم مبتدعو أكثر البدعا الفاسدةا التي شوهت نقاءه ،وهممم الممذين صممدعوا وحممدته ،وأضممعفوا شمموكته ،وشمموهوا جممماله ،وانتقصمموا كماله ،وجعلوا توحيده وثنية ،وأخوته عداوةا وبغضاء ،وبثمموا فيهممم فتنة عبادةا أناس لجمل أنسمابه ،وتقمديس عمداوةا وبغضماء ،وبثموا فيهم فتنة عبادةا أناس لجل أنسابهم ،وتقديس أناس لحسممابهم وجعل سعادةا الدنيا والدين بوسمماطتهم عنممد اللممه ،وتممأثيرهم فممي علمه وإرادته علممى ضممد عقيممدةا القممرآن مممن كممون الخممالق تبممارك وتعالى ل يطرأ على صممفاته تممأثير مممن المخلمموق ،وجميممع الفممرق التي ارتممدت عممن السمملم مممن القممرون السممابقة كممانت مممن غلةا الشيعة ]ملحوظة :إن السيد رشيد رضمما يقصممد مممن الغلةا الثنممى عشرية ،كما يقصد مممن المعتممدلين الزيديممة )المصممدر السممابق ص [(144فمنهم جميع الفرق الباطنية الممذين كممانوا يلبسممون لبمماس المسلمين ويظهرون التمسك به لتقبل دعايتهم ..كذلك كان غلةا الشيعة مثارا ا لفظع الكوارث التي هدت قمموى السمملم وزأعزعممت الخلفة العباسية ودمرت الحضارةا العربية التي كانت زأينممة الرض وفخار أهلها ،وهي كارثة التتار ،كما كانوا أوليمماء وأنصممارا ا لعممداء المسلمين وإنهمم أشمد عمداوةا لهمم وفتكما ا بهمم لسملمهم حمتى الصليبيين. ووجهت العداوةا الشيعية إلى أهل السممنة خاصممة ،وزأال ملممك العرب من بلد الفرس ،وصار السمملطان فيممه للممترك ،فاتصممل ممما كان من عممداوتهم للعممرب إلممى الممترك ،علممى اختلف طمموائفهم.. وصارت السنة في بلد إيممران أضممعف مممن المجوسممية ،وقممد ثبممت شيعة إيران مذهبهم في عرب العراف حتى كاد يكممون أكممثر البممدو لهم يقيمون مآتم المام حسين ويلعنممون أبمما بكممر وعمممر عليهممما أفضل الرضوان ..فالشيعة كلهم دعاةا إلى مذهبهم حتى النسمماء" ]المنار نقل ا عن تاريخ الصحافة السلمية لنممور الجنممدي ص ،141 .[142 هذا ما كتبه علم شامخ من أعلم مصممر فممي مجلتممه الشممهيرةا التي طبممق صمميتها الفمماق ،فليتأمممل فيهمما الكمماتبون المصممريون، ولينظروا ما كتب أسلفهم في هذا المضمممار قبممل القممدام علممى الكتابة عنهم دون علم أو بصيرةا ،ودون فقممه أو معرفممة أو إدراك، غفر الله خطايانا وخطاياهم. وكل ما كتبه السيد ليس بجديد ول بعجيب ،بل هو الحق وعين الحق تنضح به كتبهم ومصادرهم ،والفقممرةا الخيممرةا هممو عيممن ممما كتبه شيخ السلم ابن تيمية رحمة الله عليممه فممي فتمماواه ]انظممر: لذلك فتاوى شيخ السلم ج 28ص .[479 ،478 اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. ول أدري كيف خفي كل هذا على من ينادي بممدعوةا التقريممب من أهل السنة وفي بلد السنة ،ويدافع عنهم ،ويحبب إلى النمماس مذهبهم ،ويزينه في قلوبهم ،وكيف خفي هذا كله على من يدعي بأنه حقق موسوعة بن خلدون التاريخية وعلق عليها :ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لممدنك رحمممة إنممك أنممت الوهمماب ]سورةا آل عمران الية .[8 ربنا ل تهلكنا . . :بما فعل السممفهاء منمما إن هممي إل فتنتممك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فمماغفر لنمما وارحمنمما وأنت خير الغافرين ،واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الخممرةا إنا هدنا إليك] ..سورةا العراف الية .[156 ،155 ول يخطر ببال أحد أننا من دعاةا الطائفية أو التفرقة ،وحاشا لله أن نكون كذلك ،لننا لم نقصد بهذا الكمماب ول بممالكتب الخممرى التي كتبناها سواء عن الشيعة ،أو عمن الف رق الباطلمة المنحرفمة الخرى ..أن نثير عواطف الناس ونحرضممهم علممى قتممال بعضممهم بعضاا ،ومحاربة الواحد الخر ،كما لم نرد أن نفرق كلمة جامعة ،بل كل ما قصدنا من هذا أن نكون على بينة من المر وأن نعطممي كممل ذي حق حقه ،وأن ل نخدعا ول نبمماغت مممن أحممد لننمما نعلممم ونممدرك يقينا ا بأن الحق ل يتعممدد ،وإن التعممدد مممن لمموازأم الباطممل ،فممالحق واحد وهو ما كان عليه رسول الله وأصحابه رضوان اللممه عليهممم أجمعيممن ،حسممب ممما ذكممره رسممول اللممه فممي حممديثه المشممهور: "سممتفترق أمممتي إلممى ثلثممة وسممبعين فرقممة ،كلهمما فممي النممار إل واحممدةا .قممالوا :ومممن هممم يمما رسممول اللممه؟ قممال :ممما أنمما عليممه وأصحابي" ]أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم[. فليتنا أن ل نغرق في الدعوات الزائفة والشعارات المزيفممة، وأن نتمسك بكتاب ربنا جل جلله وعم نواله وسنة نبينا وأصحابه وسلم ،متمثلين بقوله" :تركت فيكم أمرين لن تضلوا ممما مسممكتم بهما ،كتاب الله وسنة نبيه" ]انظر :موطممأ المممام مالممك والحمماكم في مستدركه واللفظ للموطأ[. إننا لسنا بدعاةا تفرقة أو طائفية ،ولكننا ضد الطائفيمة كلهما، داعين الناس أن يتركوا كل العصبيات وكل التحزبات إل حزب الله وحممزب رسمموله . . :أل إن حممزب اللممه هممم المفلحممون ] س ورةا المجادلة الية ،[22وإل العصبية لكتاب الله وسنة رسمموله ، وأن نعرض جميع خلفاتنا على كتاب الله وسممنة رسمموله عليممه الصمملةا والسلم ،فمن يمموافقه الكتمماب أو تناصممره السممنة نؤيممده ونتبعممه، ومن يخالفه الكتاب وتخممذله السممنة ،نخممالفه ونخممذله ،وهممذه هممي الدعوةا الحقة التي لجلها أرسل الرسممل وأنزلممت الرسممالة ،وهممذا هو الصراطا المستقيم الذي دعا إليممه رسممول اللممه النمماس كافممة بأمر من الله عز وجل ،ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عممن سممبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ] سورةا النعام الية .[153 فمنع الناس عن اتباعا السممبل ليممس بتفرقممة ،ودعمموتهم إلممى الصممراطا المسممتقيم ليسممت بطائفيممة ،بممل هممذه هممي سممبيل اللممه المختارةا التي أمر الله نبيه وأتباعه بالدعوةا إليها. وإن اختلممف بهمما المختلفممون ،وانزجممر عنهمما المنزجممرون، واعترض عليها المعترضون ،وعاب عليها العائبون والمنتقدون. قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةا أنا ومن ابتعنممي وسبحان الله وما أنا من المشركين ] سورةا يوسف الية .108 فاصدعا بما تؤمر وأعرض عممن المشممركين ] س ورةا الحجممر الية .[94 ودوا لو تدهن فيدهنون * ول تطع كل حلف مهين * همممازأ مشاء بنميم * مناعا للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زأنيم * أن كممان ذا مال وبنين * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الوليممن ] س ورةا القلم الية .[15-9 وإن تطع أكثر من فممي الرض يضمملوك عممن سممبيل اللممه إن يتبعون إل الظممن وإن هممم إل يخرصممون * إن ربممك هممو أعلممم بمممن يضل عن سبيل وهو أعلم بالمهتدين ] سورةا النعممام اليممة -116 .[117 فنحممن دعمماةا الوحممدةا الممتي ل تحصممل بالكلمممات الفارغممة، والنعمممرات الرنانمممة الطنانمممة ،والقلم الممممأجورةا ،واللسمممنة المستأجرةا ،والضمممائر المشممتراةا ،والراء المسممتعارةا ،ول تتممأتى بالحلم الوهمية والمنيات الخياليمة ،بمل تتمأتى وتحصمل بتحكيمم شرعا الله في الخلفات والنزاعات ،وفي المناقشات والمناظرات . . فإن تنازأعتم في شيء فممردوه إلممى اللممه والرسممول إن كنتممم تؤمنون بالله واليوم الخر ذلك خير وأحسن تأويل ] سورةا النساء الية .[59 فعندئذ يكمل اليمان ،ويحسم النزاعا ،ويرتفممع الخلف :فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثممم ل يجممدوا فممي أنسهم حرجا ا مما قضيت ويسلموا تسليما ا ] س ورةا النسمماء اليممة .[65 ومن علئم اليمان أل يكون عصبية لحزب وجماعممة ،وتحممزب لطائفة وفرقة بعد حصول قضاء الله وثبوت حكممم رسممول اللممه : وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى اللممه ورسمموله أمممرا ا أن يكممون لهم الخيرةا من أمرهم ] سورةا الحزاب الية .[36 هممذه هممي الوحممدةا الحقيقيممة الممتي تحصممل بوحممدةا الفكممر والعقيدةا ،وبوحدةا الصول والقواعد المبنية على كتاب الله وسنة رسول الله . وعن آخذيها والمشبثين بها عبر القرآن فممي قمموله تعممالى : إن هذه أمتكم أمة واحدةا وأنا ربكم فاعبدون ] سورةا النبياء الية .[92 وأما فيما دون ذلك فلن تتحقق تلك المنية ،ولن نصل إليها. فنحن دعاةا الحق إن شاء الله ،لدعوتنا إلى كتمماب ربنمما وسممنة نبينا ، ل إلى أقوال العلماء وآراء الرجال ،أيا ا كانوا ،وأينما كممانوا، ومهما بلغو من المكانة السامية والشأن الرفيع ،فكل مممأخوذ مممن قوله ومردود عليه ،إل الناطق بالوحي صلوات الله وسلمه عليممه، وهو الذي تركنا على المحجة البيضاء ،التي ليلها كنهارها ،ل يضممل سالكها ول يهتدي تاركها ،والسالكون علممى هممذا المنهممج القممويم، والمنتهجون هذا الصراطا المستقيم هم الطائفة المنصورةا الممتي أخممبر عنهمما الرسممول " : ل تممزال طائفممة مممن أمممتي منصممورين ل يضرهم خذلن من خذلهم حتى تقوم الساعة" ]مسلم وأحمد وأبو داود والحاكم وابن ماجة وابن حبان والسيوطي في الفتح الكممبير واللفظ له[. فالطائفي هو الذي يدعو إلى طائفته وحزبممه ،ويممأمر النمماس باتباعا رجال لم ينزل الله بهم من سلطان. والفرقي هو الذي ينمادي النماس إلممى فرقتمه ونحلتمه ويمأمر الناس بترك الجماعة. وأما الذي يدعو إلى الجماعة ،وإلى الصراطا المستقيم ،وإلى كتاب الله وهدي رسول الله ،ويحذرهم من التفرقة واتبمماعا سمبيل غير سبيل المؤمنين ،ويمنعهم عن التفممرق فممي السممبل الملتويممة المعوجة كي ل يضلوا فيهمما ،ويخممبرهم عممن سمموء العممواقب وشممر النتائج ..أما مثل هذا الداعي فليس منهممم ،وبممالرغم مممن أنممه هممو الداعي إلى الجماعة ،الذي من شذ عنها شذ في النار. فيجب تصحيح المفاهيم والنتباه إليها فمرب كلممة حمق أريمد بها الباطل ،ولنممه لممو كممانت التفرقممة بيممن الحممق والباطممل شمميئا ا مذموماا ،وتبين الرشد من الغي شيئا ا منكممرا ا لممما أخبرنمما اللممه عممن أنبيممائهم بممأنهم كلممما جمماهروا بممالحق ،وأبطلمموا الباطممل اختلممف الناس :ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا ا أن اعبدوا الله فممإذا هم فريقان يختصمون ] سورةا النمل الية .[45 و . . . ق د تممبين الرشممد مممن الغممي فمممن يكفممر بالطمماغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروةا الوثقى ل انفصممام لهمما واللممه سميع عليم ] سورةا البقرةا الية .[256 وبين سبب بعثة رسله بقوله . . . :ليهلك من هلك عن بينممة ويحيى من حي عن بينة ] . .سورةا النفال الية .[42 وأمر نبيه أن يقول :لكم دينكم ولي دين ] سورةا الكافرون الية .[6 فممالمفرقون والطممائفيون هممم الممذين يسمملكون سممبيل ا غيممر سبيل المؤمنين ،وينهجون منهجا ا غير منهممج المممؤمنين ،ويممدعون الناس إلى ولية أشممخاص وتقليممد أنمماس لممم يأمرنمما اللممه بممه فممي صميم كتابه ،ول النبي في الثابت من سنته!!.. وأممما الممدعاةا إلممى اللممه وحممده ،والتوحيممد الخممالص ،ونفممي الشراك بالله صغيرا ا أم كبيراا ،جليا ا أم خفيمماا ،وإلممى اتبمماعا رسممول الله في كل ما ثبت عنه من قمموله وفعلممه وتقريممره ،فهممم الممدعاةا إلممى الوحممدةا الحقيقيممون مهممما تقممول المتقولممون ،وتطممول المتطاولون. فهذا آخر ما كنا نريد التنبيه عليه في هذا المضمار. ولقممد طممال بممي الكلم وتشممعب بممي الحممديث والحممديث ذو شجون ،والسبب في هذا تلك الرسالة )بين الشيعة وأهل السممنة( للدكتور علي عبد الواحد التي وقع نظممري عليهمما – ويمما ليتنممي لممم أرها – لقد قرأت هذا الكتيب – ويمما ليتنممي لممم أقممرأه – ولممم أتركممه حتى انتهيت منه ،فتألمت كثيرا ا لما فيممه مممن الخطمماء الفاحشممة، والمغالطات الظاهرةا ،والعوار الممبين ،والممزلت الكممثيرةا ،والحكممم غير الصحيح ،المبني على نهج غير موضوعي ول علمي ،اللهممم إل ما يبدو بأن فيه إغضابا ا لجهممة تممأذى منهمما مممؤلفه ،أو إرضمماء جممان رضي عنه .اللهم ل تجعلنا من الذين يسيئون الظن بعبممادك – وإن بعض الظن إثم – ول تجعلنا من الظممالمين فممي الحكممم ،فشممغلني هذا الكتيب وألهاني عما كنت في صدده من البحث والتنقيب فممي الكتممب السممماعيلية والوثممائق الفاطميممة ،ولممم يبممق بينممي وبيممن المغادرةا من مصمر إل ليلممة واحممدةا حيممث أنمموي السممفر منهمما إلممى تونس ،ومن تونس إلى المغرب ،مممارا ا علممى اسممكوريال بأسممبانيا، وباريس بفرنسا إلى لندن بإنجلترا ،وراء مقصدي وهدفي. ولكنني لم أشأ أن أخرج من مصر ول أفي بحقها ،ول أتطرق إلى هذه الرسالة التي أرى من الواجب الممديني والمحتممم العلمممي بأن أتطرق إليها ولو تطرقا ا طفيفا ا يسيراا ،وأن لم بها ولو إلمامة خفيفة سريعة ،فأجلت سفري يممومين لعممل اللممه أن يمموفقني لن أوفي للدكتور وافي حقممه ،وأنبممه علممى أخطممائه الممتي وقممع فيهمما فضمميلته بمدون قصممد ول عممد منممه – إن شماء اللمه .-ولمو أننمي ل يحضرني في هذه الغربة كثير من المراجع والمصممادر إل أن أملمي وثقتي بالله كبيران بأنه ل ينقصني في الرد عليه شيء أحتاج إليه بفضله ومنه وإحسانه. وإنني لحاول في هذه العجالممة أل ينفلممت زأمممام قلمممي مممن يدي ،وأل أكون إل واقعيا ا موضوعيا ا في تحممري الحقيقممة وتبيينهمما لفضمميلة الممدكتور ،ولمممن قممرأ رسممالته ،وللنمماس أجمعيممن ،بممدون تعصب ول تحيز ،وسوف أقسم البحث حسب تقسيم الدكتور فممي رسممالته ،وأضمميف قبلممه فصممل ا واحممدا ا أبيممن فيممه أخطمماء فضمميلته البديهية التي وقع فيها ،وإنني لمستغرب فعل ا كيف أنهمما صممدرت عنه .وسبحان الذي ل ينسى ،وما من كاتب إل وقد أخطأ ،وما مممن قائل غل وقد غلط ولغا ،وما من ناطق إل وقد ضل واهتدى ،اللهم إل المعصومين من خلقه ،أنبياء الله ورسله ،الذين ختمهممم بخمماتم المعصومين ،سيد المرسلين محمد بممن عبممد اللممه ، المشممهود لممه بالعصمة في قوله تعالى :وما ينطق عن الهوى إن هممو إل وحممي يوحى ] سورةا النجم الية . 4 ،3 وأدعو الله العلي القدير أن يوفقني لداء هممذه المهمممة خلل يومين قبل مغادرتي مصر الطيبة ،وأن يلهمني الرشد والصواب. وأخيرا ا أتوجه إلممى علمماء مصمر والزأهممر خاصمة ،مهيبمما ا بهمم داعيا ا إياهم أن يقوموا بواجبهم الديني ودورهم الذي تحتم عليهم دفاعا ا عمن شمريعة اللمه ودينمه المذي ارتضماه لنفسمه ،ديمن الحمق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. لقد قدمنا ما كان في وسعنا وذخرنا مع أننمما جئنمما إلممى مصممر ببضاعة مزجاةا ،فعليهم أن يوفوا الكيل ويتصممدقوا بعلمهممم علممى المسلمين ،ويردوا عنهممم كيممد المبطليممن المنتحليممن ،واللممه ولممي النعم وهو ملهم التوفيممق ،وصمملى اللممه علممى رسمموله خيممر خلقممه محمد ،وعلى آله وأزأواجه وأصحابه الخيار ومممن تبعهممم إلممى يمموم الدين. إحسان إلهي ظهير القاهرةا ليلة الخميس 26ذي القعدةا سنة 1404ه الموافق 24أغسطس سنة 1984م الباب الول مغالطات الدكتور وافي وأغلطه قبممل أن نممدخل فممي صممميم الموضمموعا وننمماقش الراء الممتي أظهرها الدكتور علي عبد الواحد وافي في رسالته )بيممن الشمميعة وأهممل السممنة( نريممد أن نلفممت أنظممار القممراء والبمماحثين إلممى أن الدكتور أخطأ فيها أخطاء فاحشة ل يتصور صدورها عن مثله غممي ما بدر منه الخطأ في الفهم ،ثم بناء على ذلك الخطأ فممي الحكممم. ولعله لم يكتب هذه الرسالة بعد المطالعممة والسممتقراء ،والتعمممق في البحث ،والتروي في التفكيممر ،والمتريث قبمل الحكممم .ولجممل ذلك ظهرت وكلها خطأ على خطأ ،بل لقد تضمنت بعممض الخطمماء البديهية التي ل يقع فيها من لممه إلمامممة بسمميطة بالتاريممخ بخلف سقطاته في العقائد .فكيف يقع فيها شخص حقق "مقدمممة ابممن خلدون وتاريخه ثلثة أجزاء بها نحو ثلثة آلف تعليق وتمهيممد فممي نحو ثلث مائة صفحة من القطع الكبير" حسب ممما ذكممره فضمميلته في آخر رسالته ،وكما أشار إليه داخل الكتمماب أثنمماء تعليقممه علممى بعض الفقرات؟ ولقد أخبرت من بعض المحبين لي وله ،ممن أثق في صممدقه ودينه ،بأنه رأى الدكتور وهو يشممتغل بهممذا الكممتيب ولممول ذلممك ممما كنت لثق بأن الكتاب من تأليفه ،وتيقنممت بممأن شخصمما ا لممه أطممماعا وأغممراض أو مقاصممد ومطممالب . .اسممتغل اسممم فضمميلته الكممبير، ووضعه على هذا الكتيب ،وإل فكيممف يعلممل هممذه الغلطا الكممبيرةا التي ازأدانت بها كل صفحة من صفحات هذا الكتيب الصغير؟! وإن لله عجائب في خلقه وقدرته وقضائه وقدره. فمثل ا يقول الشمميخ فممي تمهيممد الكممتيب عنممدما يلقممي نظممرةا مجملة في التعريف بالشيعة الجعفرية. "النممص علممى المممام الول وهممو المممام علممي قممد جمماء فممي اعتقادهم بوصية الرسول عليه الصلةا والسلم ،وأما الحممد عشممر إماما ا من بعده فقد استحق كل منهم الخلفممة بوصممية مممن المممام السابق له ،وكان كل منهممم البممن الكممبر للمممام السممابق ممما عممدا الحسين . . .وما عدا موسى الكاظم فإنه كان البن الثاني للمممام السابق له وهو جعفر الصادق ،واستحق الخلفة لموت أخيه الكبر إسماعيل قبل وفاةا أبيه" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[7 ،6 ومحل الشاهد أن موسى الكماظم كمان البمن الثماني لجعفمر الصادق. ومن ل يدري غير فضيلة الدكتور أن موسى الكاظم لممم يكممن البن الثاني لجعفر بن الباقر ،ولم يكن هو الكبر بعممد أخيممه الممذي توفي في حياةا أبيه الجعفر ،بل كان هناك من يكبره من إخوته. وإليكم الشهادةا على صممحة ذلممك مممن الشمميعة أنفسممهم ،بممل ومن كبار الشيعة وقادتهم وأئمتهم في الرجال والتاريممخ ،فيممذكر الكشي أبممو عمممرو ومحمممد بممن عمممر ابممن عبممد العزيممز فممي كتممابه )معرفة الناقلين عن الئمة الصادقين( المعروف برجممال الكشممي تحت عنوان الفطحية: "هم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد . . .والذين قالوا بإمامته عامممة مشممائخ العصممابة وفقهائهمما ،مممالوا إلممى هممذه المقالة ،فممدخلت عليهممم الشممبهة لممما روى عنممه )يعنممي أئمتهممم( عليهم السلم أنهم قالوا :المامة في الولد الكبر مممن المممام إذا مضى إمام" ]رجال الكشي ص 219طا كربلء[. هذا ولقد يذكر مثله محمممد بممن محمممد بممن النعمممان العكممبري المتمموفى سممنة 413ه الملقممب بالمفيممد ،الممذي يقولممون عنممه :إن غائبهم المزعوم هو الذي لقبممه بممه ]معممالم العلممماء ص – 101طا إيران[ وإليه انتهمت رئاسمة الماممة ف ي وقتمه ]روضمات الجنمات للخوانساري ج 9ص – 153طا إيران[ وكان له لقاءات مع غممائبهم الموهوم ]مقدممة الرشمماد ص – 4طا إيمران[ يقممول هممذا الممؤرخ الشيعي الكبير في كتابه الذي كتبه في ذكر أئمته: "وكممان عبممد اللممه بممن جعفممر أكممبر إخمموته بعممد إسممماعيل. . . وادعى بعد أبيه المامة ،واحتج بأنه أكممبر الخمموةا البمماقين ،فمماتبعه على قمموله جماعمة مممن أصممحاب أبمي عبممد اللمه )أي جعفممر( عليمه السلم . . .ودانوا بإمامة عبممد اللممه بممن جعفممر ،الطائفممة الملقبممة بالفطحية" ]الرشاد للمفيد ص .[286 ،285 وهذا المر ل يختلف فيه اثنان ،ول يتناطح فيه كبشممان ،وهممو متفق عليه بين الشيعة والسنة ،وكل كتب التاريخ تنص على ذلك، ولكن ل ندري من أين جاء الدكتور الفاضل بمعلوماته الجديدةا "أن موسى الكاظم كان البن الثاني للمام السابق لممه ،وقممد اسممتحق المامة لكبره بعد موت أخيه إسماعيل" وقد أعاد نفس هذا الكلم في رسالته في الباب الرابع صفحة 73و .74 هذا ما لم يستطع الشيعة أنفسهم التقول بممه مممع تضممايقهم وتحرجهم من مواجهممة هممذا اليممراد والعممتراض" :كيممف تحولممون المامة من عبد الله بن جعفر بعد موت المام جعفر الصادق وهممو أكبر أبنائه بعده ،مع زأعمكم بأن المامة في أكبر البناء؟ كما روى الكليني فممي كممافيه عممن جعفممر أنممه قممال :إن المممر فممي الكممبير" ]الكافي في الصول ،كتاب الحجة ج 6ص – 357طا إيران[. وبذلك احتج عبد الله على مخالفيه بأنه أكبر الخمموةا البمماقي، فاتبعه على قوله جماعة من أصحاب جعفر كممما ذكرنمماه آنفمما ا نقل ا عن الشيعة أنفسهم. وهممذا هممو اليممراد الممذي أوردنمماه نحممن فممي كتبنمما "الشمميعة والتشيع فرق وتاريخ" ]ص [228 ،227ولممم يسممتطيعوا الجممواب عليه ،ولعلي ل أخطئ حسب ما أتذكر دون المراجعة لكتب الشيعة لعدم وجودها عندي ههنا إذا قلت :إن موسى هذا كان البن الرابع لجعفر بن الباقر ،وكان يكبره أيضا ا بعد إسماعيل وعبد الله ،محمد بن جعفر الذي خرج أيام المأمون ودعا الناس إلى نفسه وبايع لممه أهل المدينة بإمرةا المؤمنين" ]مقاتممل الطممالبين للصممفهاني ص ،357تاريخ بغداد للخطيب ج 2ص ،114الرشاد المفيد وغيرهمما من الكتب[. همممذا . .ومثمممل همممذا مممما ذكمممره فضممميلته فمممي الكلم عمممن السماعيلية: "وقد انتهت رئاسة الشيعة السماعيلية إلى أغمما خممان وإلممى ولديه من بعده" ]انظر :ص 16مممن رسممالته "بيممن الشمميعة وأهممل السنة"[. مع أن كل من يعلم ومن ل يعلم يعرف أن أغا خان حرم ولديه "علي" و"صدر الدين" من رئاسة السماعيلية وإمامتها ،ووضممعها في حفيده كريم خان زأعيم السماعيلية الحالي الموجود ،ونفذت وصيته عند وفاته وكان ذلك في حياةا ابنممه علممي خممان والممد كريممم خان الذي مات بعده بسنوات في حادث اصطدام سيارته مع إحدى الممثلت الراقصات ،وابنه الثاني صدر الدين عم كريم خان الممذي ل زأال حيا ا موجوداا. وكذلك قول فضيلته: "اسم الرافضة ،وهممو لقممب تطلقممه الفممرق الخممرى عليهممم، وخاصة أهل السنة ،وهو الذي يستخدمه شيخ السمملم ابممن تيميممة في مؤلفاته" ]الرسالة المذكورةا ص .[10 ،9 يدل أيضا ا على عدم معرفة الكاتب لكتب الشيعة أنفسهم لن الفرق الخرى لم تسمهم بهذا السم وخاصة أهل السمنة ،وأخمص بالذكر شيخ السلم ابن تيميممة فمي كتبمه ،بمل اللممه سممماهم بهمذا السم كما ورد في بخاري القوم: "عن محمد بن سليمان عن أبيه أنه قال :قلت لبي عبد الله – جعفر المام السادس المعصوم حسب زأعم القوم :-جعلت فداك فإنا قد نبزنمما نممبزا ا ]النممبز :أن تنممادي أخمماك بلقممب يكرهممه[ أثقممل ظهورنا ،وممماتت لممه أفئممدتنا ،واسممتحلت لممه الممموالةا دماءنمما فممي حديث رواه لهم فقهاؤهم ،قال :فقال أبو عبد الله عليه السلم: الرافضة؟ قلت :نعم. قال :ل والله ممما هممم سممموكم . . .ولكممن اللممه سممماكم بممه" ]الكافي للكليني كتاب الروضة ج 5ص – 34طا طهران[. وأعود لسأل :وماذا يقصد فضيلته من قوله: "ويرجع السبب في إطلق هذا اللقممب عليهممم أنهممم رفضمموا المام زأيد بن علي بن زأين العابدين لمخالفته لهممم فممي بعممض ممما يذهبون إليه في شؤون السياسة" ]بين الشيعة وأهممل السممنة ص [10؟! هل هذه محاولة عن قصد وعمد لتبرئممة القمموم مممن الشممناعة التي لزمتهم بأن الشيعة لم يرفضوه لمخالفته لهم فمي بعمض مما يذهبون إليه في شئون السياسممة ،بممل رفضمموه لنممه لممم يممرض أن يشتم ويطعن في أبي بكر وعمممر؟! إذن إليممك ممما يرويممه الشمميعي مرزأا تقي خان في كتابه الكبير في التاريخ بالفارسية: "إن ناسا ا من رؤسمماء الكوفممة وأشممرافها الممذين بممايعوا زأيممدا ا حضروا يوما ا عنده وقالوا له: رحمك الله . .ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال :ما أقول فيهما إل خيراا ،كما لم أسمع فيهممما مممن أهممل بيتي )بيت النبوةا( إل خيراا ،ما ظلمانا ول أحدا ا غيرنا ،وعمل بكتاب الله وسنة رسوله. فلما سمع منه أهل الكوفة هذه المقالة رفضوه. فقال زأيممد :رفضممونا اليمموم ،ولجممل ذلممك سممموا بالرافضممة" ]ناسممخ التواريممخ للميممرزأا تقممي خممان الشمميعي ج 2ص 590تحممت عنوان أحوال المام زأين العابدين[. فلم يرفضوه يا سيدي الدكتور لمخممالفته لهممم فممي بعممض ممما يذهبون إليه في شئون السياسة كما أردت إفهام ذلك للناس!!. أو فهمته خطأ بغير عمد ول قصد ،فسامحك الله إذن. وما أكثر ما أخطأ فهمك ،وضل عنممك رشممدك ،وخانممك علمممك في هذا الكتيب الصغير ،فرحماك يا رب! ا وزأيد بن علي هذا لم يكن رجل ا عاديا حتى فممي نظممر الشمميعة أنفسهم حيث يلقبونه "بحليف القرآن" ]انظممر :الرشمماد للمفيممد ص 268تحت عنوان ذكر أخوةا الباقر[. وأكثر من ذلك أن المام السادس المعصوم عندهم الذي إليه ينسبون مذهبهم في الفروعا جعفر بن محمد البمماقر كممان يعظمممه ويجله إلى حد كبير كما ذكر أبو الفرج الصفهاني الشيعي ]هو أبو الفرج علممي بممن الحسممين ،ولممد بأصممفهان سممنة 284ومممات سممنة 356ه ،وقممد ذكممره محسممن الميممن فممي طبقممات شممعراء الشمميعة وطبقة المؤرخن – أعيان الشيعة ج 1ص [175نقل ا عن الشناني عن عبد الله بن جرير أنه قال: "رأيت جعفر بن محمد يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسمموي ثيابه على السرج" ]مقاتل الطالبين للصفهاني ص – 129طا دار المعرفة بيروت[. ثم إن رفض الشيعة زأيد بن علي لم يكممن شمميئا ا مسممتغربا ا ول جديداا ،بل ذلك خلممق تمموارثه البنمماء عممن آبممائهم مممن قممديم ،فممإنه لزمهم من أول يوم وجدوا فيه ،فقد اشتكى منهم فمي ذلمك كمثير مممن أئمتهممم الممذين يعتقممدون بعصمممتهم وأنهممم ل ينطقممون عممن الهوى ،وأولهم علي بن أبي طالب رضممي اللممه عنممه حيممث خممذلوه ورفضوا نصرته وتأييده في عديد ممن المعمارك والحمروب بعمد مما بايعوه ،وحلفمموا علممى طمماعته والممولء لممه ،وتسممتروا وراء اسمممه، ولكن كلما دعاهم إلى المناصرةا والمساعدةا بدأوا يتسممللون منهمما ملتمسين العممذار ،وبممدون التماسممها أيضمماا ..حممتى قممال مخاطبمما ا إياهم: "يا أشباه الرجال ول رجال ،حلمموم الطفممال ،وعقممول ربممات الحجال ،لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم ،معرفة – واللممه – جممترت ندماا ،وأعقبت صدماا ..قاتلكم الله لقد ملتم قلبي قبحاا ،وشحنتم صدري غيظاا ،وجرعتموني نغب التهمام أنفاسمماا ،وأفسممدتم علممي رأيي بالعصيان والخذلن ،حممتى لقممد قممالت قريممش :إن ابممن أبممي طالب رجل شجاعا ولكن ل علممم لمه بممالحرب ،ولكممن ل رأي لممن ل يطاعا" ]نهج البلغة ص – 71 ،70طا بيروت[. وفي معركة أخرى ارتكبوا نفس العمل الذي تعودوه ،فقال: "أل وإني دعوتكم لقتممال هممؤلء ليل ا ونهممارا ا وسممرا ا وإعلنمماا.. فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت الغارات ،وملكت عليكم الوطممان.. ثم انصرفوا وافرين ،ما نممال رجل ا منهممم كلممم ،ول أريممق لهممم دم، فلو أن امرأ مسلما ا مات من بعد هذا أسفا ا ما كممان بممه ملوممماا ،بممل كان به عندي جديراا ..فقبحا ا لكم وترحاا ،حين صرتم غرضا ا يرمممى، يغممار عليكممم ول تغيممرون ،وتغممزون ول تغممزون ،ويعصممى اللممه وترضون. فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحممر قلتممم :هممذه حمممارةا القيظ ،أمهلنما يسمبخ عنما الحمر ،وإذا أمرتكمم بالسمير إليهمم فمي الشتاء قلتم :هذه صبارةا القر ،أمهلنا ينسلخ عنمما الممبرد ،كممل هممذا فرارا ا من الحر والقر ،فإذا كنتممم مممن الحممر والقممر تفممرون فممأنتم والله من السيف أفر" ]نهج البلغة ص 72 ،71طا بيروت[. ومرةا أخرى حتى قال: "ولقد أصبحت المم تخاف ظلم رعاتها ،وأصبحت أخاف ظلم رعيتي ،استنفرتكم للجها فلم تنفروا ،وأسممعتكم فلممم تسمممعوا، ودعوتكم سرا ا وجهرا ا فلم تستجيبوا ،ونصممحت لكممم فلممم تقبلمموا، شهود كغياب ،وعبيد كأرباب ،وأحثكم على جهاد أهممل البغممي فممما آتي على آخر قولي حتى أراكم عني متفرقين أيادي سبأ ..منيممت منكم بثلث واثنتين ،صم ذوو أسماعا وبكممم ذوو كلم ،وعمممي ذوو أبصار ،ل أحرار صدق عند اللقاء ،ول إخوان ثقة عند البلء ..واللممه لكأني بكم فيما إخالكم :أن لو حمس الوغاء ،وحمممي الضممراب قممد انفرجتم عممن ابممن أبممي طممالب انفممراج المممرأةا عممن قبلهمما" ]نهممج البلغة ص .[142 ،141 ولم ي :خذلنهم ،وترك نصرتهم ،ورفض تأييدهم للحسن بن علي أقل من أبيه ،فهم الذين تركوه في خضممم المعممارك ،وأرادوا تسليمه إلى معاوية رضي اللممه تعممالى عنهممما ،وانتبهمموا مضمماربه، وجرحوه بمعول في فخذه ]انظر لذلك :تاريخ اليعقوبي لحمد بن أبممي يعقمموب الكمماتب العباسممي ج 2ص 215الشمميعي المشممهور، ذكره العباسي القمي في الكنى واللقاب ج 3ص ،246ومحسن المين في أعيان الشيعة ،وانظر أيضا ا مممروج الممذهب للمسممعودي الشيعي ج 2ص ،431الرشاد للمفيد الشمميعي ص ،190كشممف الغمممة للربممل الشمميعي ص ،54الفصممول الهمممة ص -162طا طهران ،ورجال الكشممي ص 103وغيرهمما[ .حممتى اضممطر إلممى أن يقول: "أرى والله معاوية خيرا ا لممي مممن هممؤلء ،يزعمممون أنهممم لممي شيعة ،ابتغوا قتلي ،وأخذوا مالي ،واللممه لن آخممذ مممن معاويممة ممما أحقن به دمي ،وآمن به في أهلممي خيممر مممن أن يقتلمموني فيضمميع أهل بيتي وأهلي ،واللممه لممو قمماتلت معاويممة لخممذوا بعنقممي حممتى يدفعوا بي إليه سمملماا ،واللممه لن أسممالمه وأنمما عزيممز خيممر مممن أن يقتلني وأنا أسير" ]الحتجاج للطبرسي ص .[148 وأما الحسين رضي اللممه عنممه فممأمره وخممذلن الشمميعة إيمماه، ورفضهم نصرته لمر مشهور غني عن الذكر ،كما خذلوا ابن عمممه وسفيره إليهم ،مسلم بن عقيل ،ونذكر ههنا عبارةا صغيرةا ذكرها محسممن الميممن الشمميعي المشممهور فممي موسمموعته" ،ثممم بممايع الحسين من أهل العراق عشممرون ألفمما ا غممدروا بممه وخرجمموا عليممه وبيعته في أعناقهم ،وقتلمموه" ]أعيممان الشمميعة القسممم الول ص .[34 وخطبة الحسين مشهورةا معروفة ومنقولة في كتممب القمموم حينما خاطبهم بقوله: "تبا ا لكممم أيتهمما الجماعممة! وترحمما ا وبؤسمما ا لكممم وتعسمماا ،حيممن استصرختمونا ولهين فأصرخناكم موجفين ،فشحذتم علينا سيفا ا كممان فممي أيممدينا ،وحششممتم علينمما نممارا ا أضممرمناها علممى عممدوكم وعدونا ،فأصبحتم ألبا ا على أوليائكم ويدا ا على أعممدائكم مممن غيممر عدل أفشوه فيكم ،ول أمل أصممبح لكممم فيهممم ،ول ذنممب كممان منمما فيكم ،فهل لكم الويلت ،إذا كرهتمونا والسمميف مشمميم ،والجممأش طممامن ،والممرأي لممم تستخصممف ،ولكنكممم استسممرعتم إلممى بيعتنمما كطيرةا الدبا ،وتهافتم كتهممافت الفمراش؛ ثممم نقضممتموها ،سممفها ا بعدا ا وسحقا ا لطواغيت هذه المة وبقية الحزاب ونبذةا الكتاب ،ثم أنتم هؤلء تتخاذلون عنا وتقتلوننا ،أل لعنة اللممه علممى الظممالمين" ]كشمممف الغممممة للربمممل الشممميعي ج 2ص ،19 ،18الحتجممماج للطبرسي الشيعي ص .[145 ودعممماؤه عليهمممم أيضممما ا مشمممهور معمممروف ذكمممره المفيمممد والطبرسي وغيرهما أنه قبل استشهاده رفع يديه ودعا ،وقال: "اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاا ،واجعلهم طرائق قدداا ،ول ترضي الولةا عنهم أبداا ،فإنهم دعونا لينصرونا ثم عممدوا علينا فقتلونا" ]الرشاد ص ،241أيضمما ا إعلم الممورى للطبرسممي ص .[949 وخذلنهم لعلي بن الحسممين الملقممب بزيممن العابممدين أشممهر وأعرف من خذلنهم أباه حتى اضطر إلى أن يقممر بعبمموديته ليزيممد بن معاوية كما رواه بخارى القوم الكليني في صحيحه الكممافي أن علي بن الحسين قال ليزيد بن معاوية: "قد أقررت لك بما سألت ،أنا عبد مكره ،فإن شئت فأمسممك، وإن شئت فبع" ]الكافي للكليني كتاب الروضممة ج 8ص – 235طا طهران[. لنه حسب قوله على زأعم الشيعة: "إن جميع الناس ارتدوا بعد قتل الحسين إل خمسة :أبو خالد الكابلي ،ويحيى بن أم الطويل ،وجبير بن مطيممع ،وجممابر بممن عبممد الله ،والشبكة زأوجممة الحسممين" ]مجممالس المممؤمنين للشوسممتري الملقممب بالشممهيد عنممد الشمميعة ،المجلممس الخممامس ص -144طا طهران ،ومثله في رجممال الكشممي ص -111طا كممربلء بممدون ذكممر الشبكة[. ا وأما محمد بن علي الباقر فكان بائسا ممن شمميعته الروافمض إلى حد أنه كان يقول: "لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلثة أرباعهم لنا شممكاكاا، والربع الخر أحمق" ]رجال الكشي ص .[79 وأما جعفر فكان أكثرهم شكاية من أبيه عن الروافض هممؤلء حتى كان يقول مخاطبا ا إياهم: "أما والله لممو أجممد منكممم ثلثممة مممؤمنين يكتمممون حممديثي ممما استحللت أن أكتمهم حديثاا" ]الصول من الكممافي ج 1ص -496طا الهند[. وعبممد الممه بممن يعفممور أحممد تلمممذته المخلصممين ومريممديه المطيعين ،الذي قممال فيممه جعفممر نفسممه :ممما وجممدت أحممدا ا يقبممل وصيتي ويطيع أمري إل عبد اللمه بمن يعفمور" ]رجمال الكشمي ص -213طا كربلء[. يأتيه يوما ا ويشكو إليه مساوئ الشيعة وخممذلنهم ،ورفضممهم مناصرةا الئمممة ،واتبمماعهم أوامرهممم ،وعممدم وفممائهم وإخلصممهم لهم ،فيقول كما رواه الكليني في الكافي أن عبد الله بممن يعفممور قال :قلت لبي عبد الله )جعفر( عليه السلم: إنممي أخممالط النمماس فيكممثر عجممبي مممن أقمموام ل يتولممونكم، ويتولون فلنا ا وفلناا ،لهم أمانة وصدق ووفاء ،وأقمموام يتولممونكم ليس لهم تلك المانة ول الوفاء ول الصدق" ]الكافي في الصممول ج 1ص -375طا طهران[. وبذلك روى ابن جعفر بن محمد موسى الملقب بالكاظم عن جده الول أنه قال: "لو ميزت شيعتي لم أجدهم غل واصفة ،ولممو امتحنتهممم لممما وجدتهم إل مرتدين ،ولو تمحصتهم لما خلص من اللف واحد ،ولممو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إل ممما كممان لممي ،إنهممم طالممما اتكئمموا على الرائك فقالوا :نحن شمميعة علممي" ]الكممافي للكلينممي كتمماب الروضة ج 8ص .[338 فهؤلء هم الشيعة ]مممن أراد السممتزادةا فممي هممذا الموضمموعا فليرجع إلى كتابنا "الشيعة وأهل البيت" باب ذم الشمميعة واللعممن عليهممم ص ،202-195وكتابنمما "الشمميعة والتشمميع فممرق وتاريممخ" الباب السادس من ص 269إلى ما بعد .كلها طبعة إدارةا ترجمممان السنة لهور باكسممتان[ – أيهمما السميد المدكتور وافممي – المذين مما أطلق عليهم لقب الرافضة لمخالفة زأيد بن علي لهم في بعض ما يذهبون إليه في شممئون السياسممة كممما أردت أن تصمموره للنمماس – شئت أم أبيت – من فهم وقصد ،أم بدون فهم وعمممد ،جعلممك اللممه من القسم الثاني ،ولممم يجعلممك مممن الممذين يعرفممون ثممم يكتمممون ليضلوا عباد الله عن سواء السبيل. وأما قول الدكتور وافي "أنه قممد يطلممق عليهمما "أي الشمميعة" كذلك اسم الواقفية لنها تقف بالمامة عند المممام الثمماني عشممر وتعتقد أنه ل يستحق الخلفة أحد من بعممده" ]بيممن الشمميعة وأهممل السنة ص [9فهو أيضا ا من عدم معرفته بعقائد الشيعة وتاريخهمما، وتاريخ الفممرق الممتي انبثقممت منهمما وتفرعممت فممي مختلممف اليممام والدهور. أو ا ل :إن اسممم الواقفيممة ]وهممذا هممو السممم الصممحيح كممما استعمله أصحاب الفرق من الشيعة[ لم يستعمل في كتب الفممرق والرجال على الثني عشرية قط ،ل في الكتممب الشمميعية ول فممي الكتب السنية. ثانياا :إنما استعمل هذا اللقب في كتممب الشمميعة وفممي كتممب السنة على من توقف على إمامة جعفر بممن البمماقر أو مممن توقممف علممى موسممى الملقممب بالكمماظم ،انظممر لممذلك مممن كتبهممم :فممرق الشيعة للنوبختي ،والمقالت والفرق لسعد بن عبد اللممه القمممي، وكتاب الرجال للكشي ،والرشاد للمفيد ،وأعيان الشيعة لمحسن الميممن ،ومممن كتممب أهممل السممنة الملممل والنحممل للشهرسممتاني، ومقممالت السمملميين للشممعري ،واعتقممادات فممرق المسمملمين للممرازأي ،والفممرق بيممن الفممرق للبغممدادي والتبصممير للسممفرائيني وغيرها من الكتب. ثم استعمال لفظة الخلفة في قول الدكتور أيضا ا خطممأ ،وإن ل هذا على شيء د ت د ت ل على عدم معرفته باصطلحات الشيعة ،لن الكتب التي تبحث عن الفرق والرجال عند الشيعة ،وعندنا أيضمما ا ل تستعمل هذه الكلمة إطلقاا ،بل تسممتعمل لفممظ "المامممة" فقممط عند ذكر أئمتهم وعقائدهم ،وإنني أشك فممي أن مثممل هممذا يخفممى على واحد ممن يشتغل بالكتابة عن الفرق ،حممتى المبتممدئ فيهمما، وإن الفرق بين المام والخليفة ،والمامة والخلفممة ،فممرق ظمماهر بتين ،يكاد أن يعد من البديهيات بالنسبة لطلبة العلم دون أن يكون الكاتب ممن قضى عمممره وأفنمماه فممي الممدرس والتممدريس ،وفممي التعلم والتعليم ،ويحمل شهادات كبرى؛ زأيادةا على أنه حقق كتاب تاريخ عظيم كتاريخ ابن خلدون وعلق عليه. وإن الشيعة أنفسهم يقرون بمبايعة أئمتهممم للخلفمماء سممواء كانوا من الراشدين الثلثة أو بعدهم من بني أمية وبنممي العبمماس، فهؤلء الشيعة يذكرون إمامهم الول المعصمموم عليمما ا رضممي اللممه عنه أنه ذكر الحداث بعد وفاةا رسول الله في رسالة أرسلها إلى أصحابه بمصر بعد مقتل محمد بن أبي بكر ،فذكر فيممما ذكممر فيهمما انثيال الناس إلى أبي بكر وإسراعهم إليه ليبايعوه ،ثم كتب: "فمشيت عند ذلك إلى أبممي بكممر فبممايعته ونهضممت فممي تلممك الحداث حتى زأاغ الباطل وزأهق وكانت كلمة الله هممي العليمما ولممو كره الكافرون ،فتولى أبو بكر تلك المور فيسر ،وسممدد ،وقممارب، واقتصممد ،فصممحبته مناصممحاا ،وأطعتممه فيممما أطمماعا اللممه جاهممداا" ]الغممارت لبممي إسممحاق إبراهيممم الثقفممي الكمموفي الصممبهاني الشمميعي المتمموفى سممنة 283ه ج 1ص -307طا طهممران ،و"منممار الهدى" لعلي البحرانممي الشمميعي ص ،373أيضمما ا ناسممخ التواريممخ للميرزأا تقي ج 3ص -532طا طهران[. وكذلك ذكر الطوسي الملقب عند الشيعة بشيخ الطائفة في أماليه أن عليا ا رضممي اللممه عنممه ذكممر مبممايعته لعمممر مخاطبمما ا أهممل الشام: "فبايعت عمر كما بايعتموه ،فوفيت له بيعته ،حمتى لمما قتمل جعلني سادس ستة ،فدخلت حيث أدخلني" ]المممالي للطوسممي ج 2ص -121طا نجف[. كما يذكر مبايعة علي رضي الله عنه لعثمان بن عفممان رضممي الله عنه ،ومن لسان علي رضي اللممه عنممه وإقممراره بنفسممه حيممث قال: "كرهت أن أفرق جماعة المسلمين وأشق عصمماهم ،فبممايعتم عثمان فبايعته" ]المالي للطوسي ج 2الجزء 18ص .[121 وكان من أول المبايعين له بعد عبممد الرحمممن بممن عمموف كممما ذكره البخاري في صحيحه ،وابممن سممعد فممي طبقمماته مممن السممنة، وابن أبي الحديد من الشيعة فممي شممرحه للنهممج تحممت قممول علممي رضي الله عنه: والله لسلمن ما سلمت أمور المسلمين ،ولم يكن فيها جممور ي خاصة التماسا ا لجمر ذلممك وفضمله" ]نهممج البلغممة تحقيمق إل عل و صبحي صالح ص -102طا بيروت[. "ثم مدت يده فبايعه" ]شرح النهج لبن أبي الحديد[. ومث ذلك ذكر الميممرزأا تقممي مممن الشمميعة أيضمما ا فممي تمماريخه ]ناسخ التواريخ ج 2كتاب 2ص -449طا إيران[. ومبايعة حسن بممن علمي رضممي اللمه عنهمما معاويمة بممن أبمي سفيان رضي الله عنهما ،وكذلك مبايعة أخيه الحسين لشهر مممن أن يذكر ولكن رغبة في إقناعا سمميادةا الممدكتور والخمموةا البمماحثين نثبت ههنا عبارةا من كتب الشمميعة أنفسممهم ،فلقممد ذكممر كممل مممن الكشي والمجلسي – يلقبه الشيعة بخاتمممة المحممدثين – والعبمماس القمي عن جبريل بن أحمد وأبي إسحاق حمدويه وإبراهيممم ابنممي نصير ،عنهم جميعا ا أنهم قالوا: حدثنا عبد الحميد العطار الكوفي عن يونس بممن يعقمموب عممن فضل غلم محمد بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلم يقول :إن معاويمة كتمب إلمى الحسن بن علي )بعد الصلح( صمملوات اللممه عليهممما أن أقممدم أنممت والحسين وأصحاب علي ،فخرج معهم قيممس بممن سممعد بممن عبممادةا النصاري وقدموا الشام ،فأذن لهم معاوية وأعد لهم الخطباء. فقال :يا حسن قم فبايع. فقام فبايع. ثم قال للحسين :قم فبايع. ثم قال لقيس )وكان قائد عساكر الحسن( : قم فبايع. فالتفت إلى الحسين عليه السلم ينظر ما يأمره؟ فقال :يا قيس! إنه إمامي – وفي رواية – فقام إليه الحسن ،فقال له: بايع يا قيس! فبايعه" ]رجممال الكشممي ،واللفممظ لممه ص ،102 جلء العيون للمجلسي بالفارسية ج 1ص 395طا طهران ،منتهى المال بالفارسية أيضا ا للعباسي القمي ص -316طا طهران[. وقبل ذلك جعل الحسن رضي الله عنه أحد شروطا الصلح مممع معاوية رضي الله عنه: "أن يعمممل بيممن النمماس بكتمماب اللممه ،وسممنة رسمموله ،وسمميرةا الخلفاء الراشدين ..وأخذ علممى هممذه الشممروطا ،العهممود المغلظممة بممماليمين" ]جلء العيمممون للمجلسمممي ج 1ص -393طا طهمممران 1398ه ،منتهمممى الممممال للعبممماس القممممي ص -314طا إيمممران، والفصول المهمة في معرفة أحوال الئمة ص -163طا طهران[. وخبر علي بن الحسين زأين العابدين قممد ذكرنمماه فيممما سممبق من الكلينممي فممي كممافيه الممذي قممال فيممه محممدث الشمميعة النمموري الطبرسي: "هو أحد الكتممب الممتي عليهمما تممدور رحممى الفرقممة الماميممة.. وكتاب الكافي بينها كالشمس بين نجوم السماء ..وإذا تأمممل فيممه المنصف يستغني عممن ملحظممة حممال آحمماد رجممال سممند الحمماديث المودعة فيه ،وتممورثه الوثمموق ،ويحصممل لممه الطمئنممان بصممدورها وثبوتها وصحتها" ]مسممتدرك الوسممائل ج 3ص -546طا مكتبممة دار الخلفة طهران 1321ه[. وأمر الخرين السبعة ممن يزعمهممم الشمميعة أئمممة لهممم أمممر مشهور ،ونذكر فقط عن واحد منهم – وهو جعفر بن الباقر الممذي إليه ينسب الشيعة الثنا عشرية مذهبهم – أنه في يوم مممن اليممام "أحضره المنصور وقال له: قتلني الله إن لم أقتلك ،أتلحد في سلطاني؟ فقال لممه الصمماقد )عا( :واللممه ممما فعلممت ول أردت ،وإن كممان بلغك فمن كاذب" ]الشيعة في التاريممخ لمحمممد حسممين الزيممن ص -108 ،107طا بيروت سنة 1399ه[. ولجل ذلك لم يبايع عمه عبد الله بن الحسن المثنى ول ابنممه بعده محمد بن عبد الله الملقممب بممالنفس الزكيممة الممذي كتممب عنممه الصفهاني الشيعي: وكان محمد بن عبد اللممه بممن الحسممن مممن أفضممل أهممل بيتممه، وأكبر أهل زأمانه في زأمانه ،فمي علممه بكتماب اللمه ،وحفظمه لمه، وفقهه في الدين ،وشممجاعته ،وجمموده ،وبأسممه ،وكممل أمممر يجمممل بمثله ،حتى لم يشك أحد أنه المهدي ،وشاعا ذلممك لممه فممي العامممة، وبايعه رجال من بني هاشم جميعاا ،مممن آل أبممي طممالب ،وآل بنممي العباس ،وسممائر بنممي هاشممم" ]مقاتممل الطممالبين للصممفهاني ص .[233 مع هذا كله لم يبايعه ،كما لم يبايع أباه من قبل ]انظر لممذلك: الكافي للكليني كتاب الحجة ج 1ص 358وغيره من الكتب[. وإنني لرى بعد ذلك كله أنني لم أقصر فممي تفهيممم المسممألة وتبيين القضية ،ومن لم يفهم بعد ذلك فممإن ربممك لسممتار العيمموب وغفار الذنوب. وأما ترجيح سيادته اسم الجعفرية واقتصاره على اسممتعماله ]بين الشيعة وأهل السنة ص – [8لو لم تكن عن سوء نية – فأيضا ا خطأ ،حيث أن هناك كثيرا ا من فممرق الشمميعة غيممر الثنممى عشممرية تدخل تحت هذا السم ،لن كل فرق الشيعة الموجودةا اليمموم غيممر الزيدية تعتقد بإمامة جعفر وتنسب إليه فقهها مممن السممماعيلية، والنزاريممة منهمما والمسممتعلية ،والنصمميرية ،والممدروزأ ،والقرامطممة وغيرهم الكثيرين الكثيرين. فل أدري أسباب ترجيح هذا السم عنده دون غيممره مممع عممدم رضائه لختيار اسممم الماميممة لشممتراك غيرهممم معهممم تحممت هممذا السم ]انظر لذلك رسالته :بين الشيعة وأهل السنة ص .[9 وإليك سبب تركه هذا السم بألفاظه: "وقد يطلق عليها كذلك اسم المامية ..ومممع أن هممذا اللقممب هو الذي يكثر إطلقه عليهم لدى عامتهم ويكممثر اسممتعماله كممذلك في مؤلفات علمائهم فإنه ليس مقصورا ا عليهم ،بل ينطبق علممى فرق الشيعة الخرى تذهب في موضوعا المامممة إلممى ممما يممذهبون إليه ،وخاصة فرقة الشيعة السماعيلية" ]انظر لذلك رسالته :بين الشيعة وأهل السنة ص .[9 غ عن تممي إلممى السميد المحمترم بمأن اسممم الجعفريممة مبلم غ وممن م م ا يشمل السماعيلية وغير السماعيلية أيضمما كممما ذكرنممه آنفمما ،إن كان هذا هو سبب تركه!. ومن يخبر شيخا ا ل يعرف عن الثنى عشرية شيئا ا مع انتشممار كتبهممم وتواجممدهم فممي أكممثر البلممدان السمملمية أن كتممب الفقممه السماعيلي وكتممب الحممديث السمماعيلية كلهمما تمدور حممول الراء المنسوبة والروايات الموصولة إلى جعفر بن البمماقر ،زأيممادةا علممى ذلك أن كتب الفرق التي لممم يكلممف السمميد الممدكتور نفسممه العنمماء بإلقاء النظرةا عليها ،شيعية كانت أم سنية ،تسممتعمل هممذا اللقممب علممى الفممرق الشمميعية الممتي وجممدت قبممل وجممود الشمميعة الثنممى عشممرية ،وممما أظممن أن مكتبتممه ينقصممها كتمماب "الملممل والنحممل للشهرستاني" من السممنة ،فليمسممح الغبممار عنممه ويقلممب أوراقممه ويلقي نظرةا ولو خاطفة في مبحممث الشمميعة بعممد عنمموان "رجممال المرجئة" فيجد أن اسم الجعفريممة قممد يطلممق علممى قمموم توقفمموا بالقول على إمامة جعفر ولم يجروها في أولده ،أي لممم يعتقممدوا ببقيممة الئمممة الممذين آمممن بهممم الشمميعة الثنمما عشممرية واعتقممدوا بإمامته ،فعلى ذلمك فممإن السممم الجمامع المممانع لهممذه الفئممة مممن الشيعة هو الثنا عشرية ،لن غيرهم ل يعتقدون بمن يعتقممد بهممم هممؤلء ولممو جممازأ إطلق كممل السممماء مممن الماميممة والجعفريممة والروافض عليهم ،كما بيناه مفصل ا في كتابنمما )الشميعة والتشميع فرق وتاريخ( فمن أراد الستزادةا فليرجع إليمه ]وستصمدر طبعتمه السادسة في مصر إن شاء الله[. ولكننا أردنا التنبيه هنا بأن اختياره وترجيحه اسممم الجعفريممة علممى غيممره واقتصمماره عليممه ليممس نابعمما ا إل مممن عممدم معرفتممه بالموضوعا. وكذلك قوله بأن هذه الفرقممة تسمممى الجعفريممة "لعتمادهمما في جميع ما تذهب إليه من عقيممدةا وشممريعة علممى آراء ينسممبونها إلى جعفر الصادق" ]"بين الشيعة وأهل السنة" ص [8يممدل أيضمما ا على عدم علمه بالقوم وعقائدهم .ونذكر هنا عبارةا واحممدةا لبيممان تحري السيد الممدكتور الحقيقممة مممن أهممم مصممادر الشمميعة ،يقممول السيد محسن الميممن – وهممو يعممد مممن كبممار علممماء الشمميعة وأهممم كتتابهم في الماضممي القريممب – يكتممب فممي موسمموعته وهممو يممذكر سبب تسمية الثنى عشرية بالجعفرية: "الجعفرية باعتبار أن مذهبهم في الفروعا هو مممذهب المممام جعفر بممن محمممد الصممادق عليهممما السمملم ،ونسممب مممذهبهم فممي الفروعا إليه باعتبار أن أكثره مأخوذ عنممه" ]أعيممان الشمميعة الجممزء الول ،القسم الول ص -20طا بيروت[. وأما العقيدةا والشريعة فلممم يأخممذها الشمميعة عممن جعفممر ول غيره ،بل أخذوها عن اليهوديممة الثيمممة ،الجريحممة الممتي انسممكرت فلولها ،واندحرت شوكتها ،وزألزلت أركانها ،واستؤصلت شأفتها، وهممدمت قلعهمما ،ودمممرت ديارهمما علممى يممد رسممول اللممه الصممادق المين ،وخلفائه الراشدين ،الصديق ،والفمماروق ،وأفلممت نجومهمما أيام ذي النورين رضي الله عنهم أجمعين ،فترقبت لثأرها ،ودبرت لنتقامها ،وخططممت مؤامرتهمما وأحكممم نسمميجها ،فأرسمملت ابنهمما البار بها عبد الله بن سبأ ]راجع :لمعرفة التفاصيل عممن شخصمميته الخبيثة وأنها حقيقية كتابنا "الشمميعة وأهممل الممبيت"[ مممن صممنعاء اليمن ليكيد للسلم كيداا ،ويزرعا في المسلمين فتناا ،ويدس لهممم دسائس ،ويروج فيهم عقائممد ل أسمماس لهمما فممي القممرآن ول فممي السنة ،لتنتشر البلبلة ،ويفشو الفساد ،وتعم القلقل ،وتضممطرب المور ،وتقف القوافل ،قوافمل النصمر والظفممر ،قوافمل الجهمماد والبطممال ،كممي ل يحيممط نممور اللممه بممالمعمورةا ،وفعل ا حصمملت ممما أرادت ولله عاقبة المور ،وهو عليممم بحكمهمما وعللهمما ،فجمماء ذلممك اللعيممن إلممى المدينممة ،ودخممل فممي زأمممرةا المسمملمين وهممو يعممتزم اليقاعا بدينهم ،وتقويض جماعتهم ،وفي قلبه حفيظة عليهم ،ثم ذهب إلى مصر ،ثم إلى الكوفممة ،ثممم إلممى الشممام ،محمماول ا إضمملل العقول الضعيفة ،والقلوب المريضة ،وأصحاب الغراض الذين لم يدخلوا في دين الله إل طمعا ا وحرصا ا فممي زأخممارف الحيمماةا ومتمماعا الدنيا ،فأتى مصر ،فوجد المرتع الخصب ،والرض القابلممة للفتممن، فأقام بين أهلها يتنقل من مدينة إلممى مدينممة ،وقريممة إلممى قريممة، حممتى اسممتطاعا بزخممرف القممول أن يمموغر صممدورهم علممى خليفممة رسول الله ،وزأوج ابنتيه ،ذي النورين ،صاحب الجود والحياء ،أميممر المممؤمنين وخليفممة المسمملمين ،كممما اسممتطاعا أن ينشممئ فممي عقائممدهم خل ا ل ،ويزيممن لهممم مممن القممول ممما حملممه مممن اليهوديممة المممدبرةا مممن ورائممه ،وأن يزحزحهممم عممن العقيممدةا الصممحيحة المستقيمة ،حتى جرهم إلى قتممل عثمممان ]انظممر :لتفصمميل هممذه الحوادث كتابنا "الشيعة والتشيع فرق وتاريخ"[ مع من وجده مممن النصممار والمغممترين بممه مممن مختلممف المصممار السمملمية ،وبممذلك اسممتطاعا قلممب الحكممم السمملمي ،وأوجممد ثلمممة فممي صممفوف المسلمين ،وفتقا ا لم يرتق إلى يومنا هذا ،كما اسممتطاعا أن ينشممئ جماعة كاملة تحمممل أفكمماره وآراءه باسممم العقيممدةا الممتي أتحفهمما إياهم من اليهودية الجريحة رمزا ا لنتقامها وشعارا ا لثأرها ،عقيدةا وشريعة ل تمت إلى السلم بصلة قريبة أو بعيممدةا ،وشممريعة اللممه السماوية الحقة بريئة منها كل البراءةا. وها هي تلك العقيدةا من أوثق كتب الشيعة أنفسهم مع بعض تحركاته يذكرها مؤرخ شيعي إيراني في تاريخه الفارسي الكبير: "إن عبد الله بن سبأ توجه إلى مصر عنممدما علممم أن مخممالفيه )أي عثمان ذي النورين( كثيرون هناك ،فتظاهر بممالعلم والتقمموى وافتتن به الناس ،وبعد الرسوخ فيهم بممدأ يممروج مممذهبه ومسمملكه بأن لكل نممبي وصممياا ،ووصممي رسممول اللممه علممى المتحلممي بممالعلم والفتمموى ،والمممتزين بممالكرم والشممجاعة ،والمتصممف بالمانممة والتقى ،وإن المة ظلممموا عليمما ا وغصممبته حممق الخلفممة والوليممة، ويلزم الجميع مناصممرته ومعاضممدته وخلممع طاعممة عثمممان ،وبيعتممه كفارةا لذنب ارتكبوه ،وجريمممة اقترفوهمما لعطممائهم حقممه غيممره، فتأثر كثير من المصريين بأقواله ،وخرجوا على الخليفممة عثمممان" ]روضة الصفا ج 3ص -292طا طهران[. وما كتبممه أقممدم مممؤرخ شمميعي ،وأول كمماتب فممي الفمرق مممن الشيعة النوبختي أبو محمد الحسن بن موسممى مممن أعلم الشمميعة فممي القممرن الثممالث للهجممرةا ،ومممن تله بعممده سممعد بممن عبممد اللممه القمي ،وأقدم من كتب في الرجال منهم أبو عمرو بن عبد العزيز الكشي من علماء القرن الرابع ،لجدير بالعناية والهتمام. فيممذكر كممل واحممد منهممم روايممة متقاربممة اللفمماظ والمعنممى بتقممديم لفممظ وتممأخير آخممر ،واللفممظ للنوبخممتي تحممت عنمموان "السبئية": "عبد الله بن سبأ ،وكان ممممن أظهممر الطعممن علممى أبممي بكممر وعمممر وعثمممان والصممحابة ،وتممبرأ منهممم ،وقممال :إن عليمما ا – عليممه السلم – أمره بذلك ،فأخذه علي فسأله عن قوله هممذا ،فممأقتر بممه، فأمر بقتله ،فصاح النمماس إليممه :يمما أميممر المممؤمنين! أتقتممل رجل ا يدعو إلى حبكم أهل البيت ،وإلممى وليتممك والممبراءةا مممن أعممدائك؟ فصيره إلى المدائن. وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي – عليه السمملم – أن عبد اللممه بممن سممبأ كممان يهوديمما ا فأسمملم ووالممى عليمما ا – عليممه السلم – وكان يقول وهو على يهوديته فممي يوشممع بممن نممون بعممد موسى – عليه السلم – بهذه المقالة ،فقال بعد إسلمه في علممي – عليه السلم – بمثل ذلك ،وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي – عليه السلم – وأظهر البراءةا من أعدائه وكاشممف مخممالفيه فمن هناك قال من خالف الشمميعة :إن أصممل الرفممض مممأخوذ مممن اليهودية ،ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعى علي بالمدائن قممال للممذي نعاه :كذبت ،لو جئتنا بدماغه في سبعين صرةا وأقممت علمى قتلمه سبعين عدل ا لعلمنا أنمه لمم يقتمل ،ول يمموت حمتى يملمك الرض" ]فرق الشيعة للنوبختي الشيعي ص -42 ،41طا المطبعة الحيدرية نجف بتعليق آل بحممر العلمموم-طا سممنة ،1959المقممالت والفممرق لسممعد بممن عبممد اللممه الشممعري القمممي ص -21طا طهممران سممنة 1963م ،رجال الكشي ص -101-100طا كربلء وغيرها من الكتممب الكثيرةا[. فهذه هي العقائد ،وهذه هي الشريعة توارثتهمما الشمميعة جيل ا بعد جيل ،وتناقلها علماؤهم وعممامتهم قرنمما ا بعممد قممرن ،وذاك هممو واضعها ومؤسسممها وبانيهمما ،فمنممه أخممذوا ،وعليممه اعتمممدوا ،كممما سيأتي بيانه مفصل ا في محله إن شاء الله مدعما ا بالدلة الصريحة والبراهين القاطعة من كتب القوم أنفسممهم بممأن عقائممد الشمميعة الثنممى عشممرية اليمموم هممي عيممن تلممك العقائممد الممتي خططتهمما اليهودية ،وروجها اليهودي الماكر الخبيث. فهذه هي الحقيقة ،ل كما تخيلها الدكتور الفاضل. وكذلك قوله: وهي آراء يتصل سند معظمها في نظرهم بالمممام علممي بممن أبي طالب – فبالرسول" ]بين الشيعة وأهل السنة[. وحضممرته ل يممدرك بكلمممه هممذا أن المممام فممي نظممر الشمميعة يتحلى بالعصمممة مثلممما يتحلممى بهمما النبيمماء ،ويحمممل علممما ا مثلممما يحمله الرسل ،بل وأكثر ،فمن كان هذا شأنه ومكانته ل يحتاج ،ول يطالب باتصممال كلمممه وإسممناده إلممى الرسممول ،وعلممى ذلممك أورد محدثو الشيعة الثنممى عشممرية أحمماديث كممثيرةا بلغممت حممد التممواتر، وجاوزأت عنه ،أن النبياء والئمة فمي العصممة والعلمم سمواء ،بمل الئمة يزيممدون علممى أنبيمماء اللممه ورسممله ول ينقصممونهم ،كممما أن محدثهم الكبير صاحب موسوعة كبرى في الحديث الشيعي" ،الحر وب بابمما ا مسممتقل ا فممي كتممابه العممالمي" المتمموفى سممنة 1104ه بمم ت "الفصول المهمة" بعنوان "الئمة الثنمما عشممر أفضممل مممن سممائر المخلوقات من النبياء والوصياء السممابقين والملئكممة وغيرهممم، وأن النبياء أفضل من الملئكة". وأورد تحت هذا الباب روايات كثيرةا ننقل منها روايممة واحممدةا رواها عن جعفر بن الباقر أنه قال: إن اللممه خلممق أولممي العممزم مممن الرسممل ،وفضمملهم بممالعلم، وأورثنا علمهم ،وفضلنا عليهم في علمهم ،وعلم رسول الله ممما لم يعلمهم ،وعلمنا علم الرسول وعلمهم" ]الفصول المهمة فممي أصول الئمة للحر العاملي ص 152طا إيران[. ومن كان هذا شأنه بممأنه يفمموق الرسممل وسمميد الرسممل حيممث يعلم علومهم وعلم ما أعطي له لنفسه لماذا يحتاج أن يسند قوله إلى نبي أو رأيه إلى رسول؟ ولجل ذلك يقول السيد الخميني زأعيم إيران اليوم في كتابه "ولية الفقيه" ما نصه: "إن مممن ضممروريات مممذهبنا أل ينممال أحممد مقامممات الئمممة المعنوية الروحية ،ل ملك مقرب ول نبي مرسممل ،كممما وردت فممي روايتنا أن الئمة كانوا أنوارا ا تحممت العممرش قبممل تكمموين العممالم.. وعنهم نقممل أنهممم قممالوا :إن لنمما مممع اللممه أحمموال ا ل يسممعها ملممك مقرب ول نبي مرسل ،وهذه المعتقممدات مممن القواعممد والسممس الممتي عليهمما قممام مممذهبنا" ]"وليممت فيممه در خصمموص حكممومت إسلمي" لنائب المام السيد الخميني تحت باب "وليت تكممويني" من الصل الفارسي ص -58طا طهران[. وأخيرا ا نورد في هذا الموضوعا رواية أخرى من الصحيح الممذي قال فيه غائبهم :كاف لشيعتنا ]انظر :مستدرك الوسممائل ج 3ص ،533 ،532الصافي ج 1ص ،4منتهممى المممال ص ،298نهايممة الدرايممة ص ،219روضممات الجنممات ص 553نقل ا عممن معاشممر – الصول ص .[31 أورد فيه الكليني عن جعفر أنه قال: ما جاء به علي عليه السلم آخذ به ،وما نهى عنه انتهى عنممه، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد ،ولمحمد وآلممه الفضممل على جميع من خلق الله عز وجل ،المتعقب عليممه فممي شمميء مممن أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله ،والراد عليه في صغيرةا أو كبيرةا على حد الشرك بالله ،كان أمير المممؤمنين عليممه السمملم باب اللممه ل يممؤتى إل منممه ،وسممبيله الممذي مممن سمملك بغيممره هلممك، وكذلك يجري لئمممة الهممدى واحممدا ا بعممد واحممد جعلهممم اللممه أركممان الرض أن تميد بأهلها ،وحجته البالغة على ممن فمموق الرض ومممن تحت الثرى ،وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيرا ا ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار ،وأنا الفاروق الكممبر ،وأنمما صمماحب العصا والميسم ولقد أقرت لي جميممع الملئكممة والممروح والرسممل بمثل ما أقروا به لمحمد ،ولقد حملممت علممى مثممل حمممولته وهممي حمولة الرب ،وأن رسول الله يدعي فيكسممى ،وأدعممى فأكسممى، ويستنطق واستنطق على حد منطقممه ،ولقممد أعطيممت خصممال ا ممما سبقني إليها أحد قبلي ،علمت المنايا والبليا ،والنسمماب وفصممل الخطاب ،فلم يفتني ما سبقني ،ولم يعزب عنممي ممما غمماب عنممي" ]الصول من الكافي ج 1ص 197 ،196طا إيران[. وأما قول الدكتور بأن الشيعة يطلقون علممى جعفممر والبمماقر اسم "الشيخين" فلم نسمع هذا من أحد قبله. وأما تعريضه بشيخ السلم ابن تيمية حيث ادعى عليه أنه قد خلط بين الشيعة الجعفرية وبين غيرها من فرق الشمميعة ،فنسممب إلى الجعفرية عقائممد وآراء ليسممت مممن عقائممدهم ول مممن آرائهممم شيء ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[11فقد جازأ بممه حمد الخطممأ – ولول الساءةا – لقلت :بلغ حد الجهممل ،والجهممل المركممب ،الممذي ل يدري صاحبه ،ول يدري بأنه ل يدري. ول أدري كيممف استسمماغ مممن ل يعممرف البممديهيات والشممياء البدائية التافهة عن الشعة أن يتهكم بكود شامخ كابن تيمية .بممدل أن يغترف من بحره الزاخر ،ويستفيد من علمه الوافر؟. كيف جممازأ لممه أن يتهمممه بعممدم معرفتممه مممن الثنممى عشممرية؟ وعدم تفريقه بينهم وبين مممن عممداهم فممي كتممابه "منهمماج السممنة النبوية" الكتاب الذي ل زأال مرجعا ا أساسياا ،ومصدرا ا فياضمما ا لكممل من يريد أن يعرف الشيعة على حقيقتهم ،ومساوئهم ومخازأيهم؟ وحضممرةا الممدكتور مممع تعمماليه وتفمماخره كممثيرا ا خلل الفقممرات والتعليقات في هذه الرسالة لم يثبت لنفسه ،ل العقل ول معرفة النقل ،كأن سيادته ل يفرق بين الشرق والغرب ،ول بين الشمممال والجنوب ،وأنه ل يعرف الحابل من النابل ،ول الليل مممن النهممار : وما يستوي العمى والبصير ول الظلمات ول النممور ول الظممل ول الحرور وما يستوي الحياء ول الممموات إن اللممه يسمممع مممن يشمماء وما أنت بمسمع من في القبور ] سورةا فاطر الية .[22-19 وهل يجوزأ لعالم أو منتسب إلى العلممم أن يحكممم علممى شمميء بدون معرفته؟ ،وأن يصدر قضاءه بدون أدنممى علممم منممه بالقضمماء والقضية،؟ ولول حسن ظني بالسمميد الممدكتور وأنممه ل يعممرف عممن حقيقة الشيعة شيئا ا كما يبدو لول وهلممة لمممن يلقممي نظممرةا ولممو طارئة على كتيبه ،وكممما بينمماه نحممن آنفمما م بالوثممائق والمسممتندات، لذهب بي الخيال إلى ظنون كثيرةا وبعيدةا. فقد أوقع الدكتور نفسه في مأزأق حرج بكتابة هممذه الرسممالة التي لم يكن لها مبرر أن يكتبها ،ويندفع إلى تبرئة الشيعة إلى حد يخطئ ابن تيميممة وآراءه فيهممم ،وهممو ل يكتممب سممطرا ا فيهممم ،ول كلمة عنهم إل ويتدفق قلمه خطأ. وينبغي أن يعرف الجميع أن كل ما نسب إلى الشمميعة الثنممى عشرية من الغلو في الئمة واتصمافهم بأوصماف اللمه وامتلكهمم قدرته ،وسلطانه واختياراته التي ل يشاركه فيهمما أحممد ممممن فممي السماوات وممن في الرض ،وتفضيلهم إيمماهم علممى أنبيمماء اللممه ورسله ،وإنكارهم القرآن واعتقممادهم التحريممف فيممه ،وتكفيرهممم المسمملمين وعلممى رأسممهم أصممحاب رسممول اللممه والخلفمماء الراشدون مع بقية العشرةا المبشرةا غيممر علممي ،وأزأواج الرسممول أمهات المؤمنين ،ومن بعدهم من تبعهم من الئمة بإحسممان إلممى يوم الدين ،وإيمانهم بالرجعة والتناسخ والحلو ،ونسبة الجهل إلى الله جل وعل ،وجعل الكذب دينمما ا وديممدنا ا وشممعاراا ،وتفريممق كلمممة المسلمين ،والكراهية لهم ،والوقوف ضدهم مع أعدائهم ،كل هذا حق وثابت من كتممب الشمميعة الثنممى عشممرية أنفسممهم ،المعتمممدةا لديهم والموثوقة عندهم ،كما ذكرنا بعضا ا منها في هممذا المبحممث، وكما سنبين البقية الباقية فيما يأتي من هممذه العجالممة ،وإن كممان إنكار هذه الحقائق الثابتة ليس إل إنكار الشمس وهي طالعة ،كما أنه ليس إل سخرية بالعقول ،وتحكما ا بالحلم ،وتجنيا ا على العلم، وكتمانا ا للحق ،ونكاية بنفسه. وأما كون الثنممى عشممرية ينكممرون هممذه العقائممد فعليهممم أن ينكروا قبل كل شيء كتبهم ،وما كتب فيها من التفسير والحديث والفقه والصول والعقائد. ثم ل أدري ،ولسممت أخممال أدري!! هممل العقائممد والمعتقممدات يحكم على وجودها وعدمها بنمماء علممى أقمموال أشممخاص ومقممولت رجال ليس لهم خيار صنعها وإنكارها؟ ومقولت لم يتقولوا بها إل فرارا ا من العار الذي لحقهم حيث ل يجدون عنها مخرجاا ،وهذا ممع دعممواهم بممأن مممذهبهم مبنممي علممى أقمموال المعصممومين – حسممب زأعمهم – من أهل البيت ]ل أهل بيت النبي كما يزعمممه بعممض غيممر العارفين بمذهبهم لن الشيعة أنفسهم يصممرحون بممأن المقصممود من أهمل الممبيت أهممل بيممت علممي ل النممبي[ علممي رضممي اللممه عنممه وآرائهم ،ومستقاةا من أفعالهم وتقريراتهم ،فتمشيا ا مع أصولهم وقواعممدهم يسمماءلون :هممل هممم المعصممومون أم أئمتهممم الممذين آخرهم غاب في سامراء – حسب زأعمهم –؟ فإن كان الحجة أولئك فليسممتندوا لنكممارهم بروايممات أولئممك القوم مقابل الروايات الكثيرةا الكثيرةا الي بلغ بعضها حممد التممواتر في إثبات ممما يلزمهممم خصمممهم مممن العقائممد اليهوديممة ،والفكممار الوثنيممة ،والراء المجوسممية – معمماذ اللممه أن تكممون صممادرةا مممن الطيبين من أولد علي رضي الله عنه. نعممم! عليهممم أن يثبتمموا كممل هممذا مممن أئمتهممم المعصممومين، ويبرهنوا على إنكارهم بأقوالهم المنقولة عن كتبهم أنفسهم. وأما مجرد النكار فل يعد إل تهربا ا من الحقممائق وفممرارا ا مممن النتائممج ،وتمسممكا ا بالكممذب الممذي أعطمموه صممبغة التقممديس باسممم التقية ،ل ينخدعا به إل المغفلون ،أو من أراد خداعا نفسه عن قصد أو سموء نيمة .ف افهم فمإنه دقيمق ،وعليمه يمترتب فهمم كمثير ممن المسائل وحل كثير من الغوامض واللغازأ والمشاكل ،وليتدبر فيه حضرةا الدكتور الذي لم يبن آراءه فممي رسممالته الممتي كتبهمما – كممما يظهر – إل على السمعيات ألقيت في مسامعه ،ولمم يمدر أنمه ممن زأخرف القممول غممرورا ا يمموحي بممه بعضممهم إلممى بعممض ،ويلقممي بممه بعضهم إلى بعض معرضا ا عن المرئيات والبصريات ،ومنكممرا ا علممى من اعتمد عليها ،ثم تسلل عنه من أوقعه في هذا المممأزأق الزلممق، وألقى عليه مثل هذا القول الزور ،وتركممه وحيممدا ا مستصممرخا ا هممو وأمثاله قائ ا ل . . . :وما كان لي عليكم من سلطان إل أن دعوتكم فاستجبتم لي فل تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصممرخكم وممما أنتم بمصرخي ] . .سورةا إبراهيم الية .[22 ولو لم يك هذا ما كان له أن يكتب" :أن كثيرا ا من مؤلفينا قممد خلط بين الشيعة الجعفرية وغيرها من فرق الشمميعة ..تبممدو هممذه الظاهرةا حتى في مؤلفات العلمة ابن تيمية ،انظممر كتممابه منهمماج السنة" ]ص 11من رسالة الدكتور[ بل وجد عكس ذلك فإن كتممب القوم في الحديث وفي التفسير تشهد بصدق ما كتبه ابممن تيميممة وغيره ممممن سمملك مسمملكه وتبممع خطممواته فممي الممرد علممى هممؤلء المنحرفين المبتدعين ،المنتحلين المبطلين -،غفممر اللممه للرجممل ولمثاله .- وكذلك قول الدكتور في تمهيده: "وقد بلغ كل إمام من هؤلء الئمة )الثنى عشر( سن الرشد وكانت له رسالة في قومه ..ما عدا المام الثاني عشر" ]رسممالته المذكورةا ص .[7جهل محض لنه ل يعرف ماذا يقصد به؟ إن كان قصده أن كل إمام منهم نصب إماما ا بعممد بلمموغه سممن الرشد فهذا من أخطاء سيادته الكثيرةا الكثيرةا الموجودةا فممي كممل صفحة مممن صممفحات هممذا الكممتيب الصممغير ،وفممي كممل سممطر مممن سطوره كما يلحظه القممارئ لن البعممض منهممم اعتقممدوا بإمممامته ولم يكن يعقل شيئا ا عن أمور دنياه ،فضممل ا عممن أمممور دينممه وديممن الخرين ،فمثل ا إمام الثنى عشرية العاشر علي بن محمد المكنى بأبي الحسن والملقب بالهادي أو النقي أنه لما مممات أبمموه محمممد بن علي بن موسى بن جعفر تركه هو وأخاه موسممى وكممان الكمبر منهما لم يتجاوزأ الثامنة مممن العمممر حسممب قممول الشمميعة ]انظممر: الرشاد للمفيمد ،إعلم المورى للطبرسمي ،كش ف الغممة للربمل، جلء العيون للمجلسي ،منتهى المال للعباس القمي ،والفصممول المهمة لبن الصائغ[. وكانا من الصغر في العمر إلى حممد أن "أوصممى أبوهممما علممى تركته من الضياعا والموال والنفقات والرقيق إلممى عبممد اللممه بممن المساور إلى أن يبلغا الحلم" ]صحيح الكافي للكليني ج 1ص 125 طا إيران[. هممذا وأبمموه محمممد المكنممى بممأبي جعفممر الملقممب بممالجواد أو التقي المام التاسع للشيعة الثنى عشرية أيضمما ا لممم يممك قممد بلممغ سن الرشد وقت وفاةا أبيه ،بل كان في سن أصغر من ولممده علممي وقت وفاته :ومضى الرضا علي بن موسممى عليهممما السمملم ولممم يترك ولدا ا نعلمه إل المام بعده أبا جعفر محمد بن علممي – عليهممما السلم ،وكانت سنه يوم وفاةا أبيه سممبع سممنين وأشممهراا" ]انظمر: الرشاد للمفيد ص ،304إعلم الورى للطبرسي ص ،313كشف الغمة للربل ج 3ص ،72جلء العيون للمجلسممي بالفارسممية ج 2 ص ،345ومنتهى المال للقمممي بالفارسممية ص ،1049وعيممون أخبار الرضا لبن بابويه القمي ج 3ص 347طا إيران[. وعلى ذلك اختلف الشيعة في إمامته ،كما اختلفوا بعممده فممي إمامة ابنه ،وتركوا التشيع لعدم ثقتهم بالذي لم يبلغ سممن الرشممد والتمييز في أمور دينهم ،والذي لم يعتمممد عليممه والممده فممي أمممور دنياه ،كيف لهم أن يطلبوا الرشد في المور الدينيممة ممممن يحتمماج الرشد وتسييره في أمور دنياه؟ كما ذكر النوبختي الشيعي نفسه مقولتهم التي قالوها وقت تفرقهم عن محمد الجواد واختلفهممم فيه: ا ل يجوزأ المام إل بالغا ،ولو جازأ أن يأمر الله بطاعة غيممر بممالغ لجازأ أن يكلف الله غير بالغ ،فكما ل يعقل أن يحتمل التكليف غيممر بالغ فكذلك ل يفهم القضاء بين الناس ودقيقممه وجليلممه ،وغمامض الحكام وشرائع الدين وجميع ما أتى به النبي ، وممما تحتمماج إليممه المة إلى يوم القيامة من أمر دينها ودنياها ..طفل غير بالغ ،ولممو جازأ أن يفهم ذلك من قد نزل عن حد البلوغ درجة ..لجازأ أن يفهم ذلك من قد نزل عن حد البلوغ درجممتين وثلثمما ا وأربعمما ا راجعمما ا إلممى الطفولية! حتى يجوزأ أن يفهم ذلك من طفل في المهد والخرق! وذلممك غيممر معقممول ول مفهمموم ول متعممارف" ]فممرق الشمميعة للنوبختي ص .[110 فتفكروا يا عباد الله! هل من المعقول أن يعتمد علممى صممبي في أمور الدين من لم يعتمد عليه أبوه – وهممو إمممام معصمموم عنممد الشيعة – في أمر دنياه كما مر سابقا ا بأن محمد الجممواد هممذا جعممل وصيته على ابنيه عبد الله بممن المسمماور علممى تركتممه مممن الضممياعا والموال والنفقات والرقيق ،فعممدل ا عممدل ا أيتهمما الشمميعة! أليممس منكم رجل رشيد؟ هذا إن كان مراد الدكتور بأن كل ا من أئمممة الشمميعة بلممغ سممن الرشد وقت نصبه علممى عممرش المامممة وهممو لممم يكممن كممذلك كممما أثبتناه من كتب الشيعة أنفسهم ،وإن كان مقصوده بأن كل ا منهم قد بلغ سن الرشد قبل موته ووفاته – وهو عبث ليس لذكره معنى – فلم الستثناء للثاني عشر لنه لم يمت بعممد حسممب زأعممم الممذين اعتقدوا ولدته؟ وأممما نحممن فل نعتقممد بممولدةا غممائبهم الموهمموم ،ونجممزم أن الحسن العسكري لم يتزوج ولم يولد له ولد ،ل في حيمماته ول بعممد وفاته بشهادةا الشيعة أنفسهم ،وهما همو النوبخمتي كمبير الشميعة في الفرق يصرح عن الحسن العسكري: "أنه توفى ولم يعرف له ولممد ظمماهر ،فاقتسممم ميراثممه أخمموه جعفر وأمه" ]فرق الشيعة للنوبختي ص .[119 ،118 وأكثر من ذلك وأظهر ،وأصممرح منممه وأوثممق ،ممما رواه محممدثو الشيعة ومؤرخوهم في كتبهم من الكلينممي والمفيممد والطبرسممي والربلي والمجلسي والقمي وغيرهم عن أحمد بن عبيد اللممه بممن خاقان الشيعي المشممهور ،والمعلممن لتشمميعه وممموالته للمحسممن العسكري ،أن الحسن العسكري: "لما اعتل بعث السلطان إلممى أبيممه أن ابممن الرضمما قممد اعتممل فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلفة ثم رجممع مسممتعجل ا ومعممه خمسة من خدم أمير المممؤمنين كلهممم مممن ثقمماته وخاصممة ،فيهممم "تحرير" فأمرهم بلزوم دار الحسن تعرف خبره وحاله ،وبعث إلى نفممر مممن المتطبممبين فممأمرهم بممالختلف إليممه وتعاهممده صممباحا ا ومساء ،فلما كان بعد ذلمك بيمومين أو ثلثمة أخمبر أنمه قمد ضمعف، فأمر المتطببين بلزوم داره ،وبعث إلى قاضممي القضمماةا فأحضممره مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشرةا ممن يوثق به فممي دينممه وأمانته وورعه ،فأحضرهم فبعمث بهممم إلممى دار الحسمن وأمرهممم بلزومه ليل ا ونهاراا ،فلم يزالمموا هنمماك حممتى تمموفى عليممه السمملم، فصارت "سر من رأى" ]مدينة مممن مممدن العممراق المشممهرةا الممتي تسمى الن سامراء[ ضجة واحدةا ،وبعث السمملطان إلممى داره مممن فتشها وفتش حجرها ،وختم على جميع ما فيها ،وطلبوا أثر ولممده وجاءوا بنساء يعرفن الحمل ،فدخلن إلى جممواريه ينظممرن إليهممن، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل ،فجعلت في حجممرةا ووكممل بها تحرير الخادم وأصحابه ونسوةا معهم ،ثم أخممذوا بعممد ذلممك فممي تهيئة وعطلت السواق وركبت بنو هاشممم والقممواد وأبممي وسممائر الناس إلى جنازأته ،فكانت "سر من رأى" يومئذ شممبيها ا بالقيامممة، فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلةا عليه ،فلممما وضممعت الجنممازأةا للصمملةا عليممه دنمما أبممو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد ،والكتاب والقضاةا والمعدلين وقال: هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه علممى فراشه حضره من حضمره ممن خمدم أميمر الممؤمنين وثقماته فلن وفلن ومن القضاةا فلن وفلن ومن المتطببين فلن وفلن ،ثممم غطى وجهه وأمر بحمله من وسممط داره ودفممن فممي الممبيت الممذي دفن فيه أبوه. ولممما دفممن أخممذ السمملطان والنمماس فممي طلممب ولممده وكممثر التفتيش في المنازأل والدور ،وتوقفمموا عممن قسمممة ميراثممه ولممم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليهمما الحمممل لزأميممن حتى تبين بطلن الحمل ،فلما بطممل الحمممل عنهممن قسممم ميراثممه بين أمه وأخيه جعفر ،وادعت أمه وصيته ،وثبت ذلك عند القاضي" ]كتاب الحجة من الكافي ص ،505الرشاد للمفيد ص ،339إعلم الممورى للطبرسممي ص ،378 ،377كشممف الغمممة للربممل ج 3ص ،199 ،198جلء العيون للمجلسي تحت ذكر المهممدي ،الفصممول المهمممة تحممت ذكممر المهممدي ،ومنتهممى المممال للقمممي تحممت ذكممر المهدي[. فهممذه هممي الحقيقممة الناصممعة ،والروايممة الصممريحة الثابتممة، الناطقة بالحق ،والقاطعممة فممي الموضمموعا ،والمنقولممة مممن كتممب الشيعة أنفسهم ،اعترفوا بها أم لم يعممترفوا ،وسمملموا بهمما أو لممم يسلموا ،شاءوا أم أبوا ،ليهلك من هلك عن بينممة ويحيممى مممن حممي عن بينة وإن الله لسميع عليم. . . أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من ل يهدي إل أن يهدى فما لكم كيف تحكمون * وما يتبع أكثرهم إل ظنمما ا إن الظممن ل يغني من الحق شيئا ا إن الله عليم بما يفعلممون ] س ورةا يممونس الية .[36 ،35 والعجب العجاب أن الشيعة مع هذا كلممه ينسممجون السمماطير من الخيال ،ويؤمنون بالمعدوم ويعتقممدون وجمموده ،وهممذه كتبهممم تشهد عليهم وهم عنها معرضون :إن يتبعون إل الظن وما تهوى النفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ] سورةا النجم الية .[23 ثم يأتي السيد الدكتور عبد الواحممد وافممي ،ويسممرد حكممايتهم الخيالية دون أدنى تعرض لبيان حقيقتها مع إعلنه تحري الحقيقة قدر وسعه وعلمه .ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلممم بمممن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ] سورةا النجم الية .[30 ثم يخبممط الممدكتور وافممي خبممط عشممواء عنممد ذكممره الزيديممة، وخلط الحابل بالنابل حيث ذكممر رأي بعممض الزيديممة فممي الخلفممة، ونسبها إلى زأيد بن علي مع البون الشاسع والفرق البتين الواضممح بين رأيه الذي كان يراه من ثبوت الخلفة لبي بكر وعمر وصممحتها لهم ،ورأي الجارودية من الزيدية ،والذين ل يجيزونهمما لغيممر علممي وأولده ،ومن أراد معرفة ذلك فليراجع كتب الفرق. وهكذا نسب إلى زأيد أنه كان يرى مممن شممروطا صممحة المامممة أن يبايعه المسلمون مع أن كتب الفممرق والتاريممخ خاليممة عممن هممذا الشرطا تماماا. ولممول خمموف الطالممة ،والخممروج عممن الموضمموعا الصمملي.. لسردت النصوص في ذلك من السنة والشيعة والزيدية أنفسممهم، ومن أراد الستزادةا والتحقيق فليرجع إلى هذه الكتب. وكممذلك قمموله" :مممذهبهم )أي الزيديممة( هممو أقممرب مممذاهب الشيعة إلى مذهب السنة" على إطلقه غير صحيح أيضا ا لن فيهم من هم أبعد الناس عن السنة ومذاهبها. وكلمه عن السماعيلية ]في صفحة 13وممما بعممدها[ ل يقممل خطأ عن كلمه في الزيدية ،بل يزداد تطرفا ا وبعدا ا عن الصواب. فيأخذ فكرةا من ابن خلدون في مقدمته ويترك أخرى. يأخذ من ابن خلدون "أن إسماعيل مات في حياةا أبيممه ولكممن الخلفة انتقلت إلى ابنه الكبر قياسا ا على انتقال وظائف هارون إلممى نسممله بعممد وفمماته" مممع اتفمماق أكممثر السممماعيلية اليمموم أن إسماعيل لم يمت إل أن جعفر أظهر موته تقيممة عليممه مممن خلفمماء بنممي العبمماس ]انظممر :الملممل والنحممل للشهرسممتاني ص 5علممى همموامش الفصممل وغيممره مممن الكتممب السممنية والشمميعية ،وعيممون الخبممار ،وافتتمماح الممدعوةا ،واسممتتار المممام ،وتاريممخ الممدعوةا السماعيلية ،والنور المبين ،وغيرها من الكتب السماعيلية[. وعلممى كممل فهنمماك رأيممان وموقفممان فممي الموضمموعا ،ولكممن الغريب في المر أن السيد الدكتور يذكر هذا عن ابن خلممدون ،ثممم ينسممى أمممرا ا آخممر وهممو قممول ابممن خلممدون :أن هممؤلء يسمممون بالباطنية ،كما يسمون أيضا ا الملحدةا لما في ضمن مقممالتهم مممن اللحاد" ]انظر :مقدمة ابن خلدون ص -201طا مصر[. ولكن السيد الدكتور يقول :إن مممذهبهم فمي همذا العهممد )أي أيام حكمهم بمصممر( لممم يكممن بعيممدا ا كممل البعممد عممن مممذاهب أهممل السممنة ..ولكممن بعممد أن تقوضممت خلفتهممم اسممتحال المممذهب السماعيلي إلى مذهب باطني" ]صفحة 15من رسالته[. مع أن المر لم يكن كذلك ،بل كان كما قال ابن خلدون :إنهم كانوا باطنيين قبل أن يظهر عبيدهم في المغرب ،وكانوا باطنيين بعد أن ظهر ،وكانوا باطنيين في عهد المعز عندما اسممتولى علممى مصممر ،كممما كممانوا بمماطنيين إلممى أن قضممى عليهممم صمملح الممدين اليوبي .وهذا مما ل يختلف فيه أحد من المؤرخين القدامى. وأما قوله" :إنه بعد تقويض خلفتهممم دخممل فيهممم كممثير مممن الديان والنحل غير السلمية" فصممحيح مممن وجممه ،ولكممن الديانممة السماعيلية كلها مبنية على عقائد الديان والملل غير السلمية. ثم ل ندري بعد تعميم سيادته الحكم لماذا يستثني منه فرقممة "البوهرةا" مع أنها هي الوريثة الحقيقية للمذهب السماعيلي بما فيه من علت .فما السباب التي تجعل الدكتور يحكم عليها بممذلك الحكم: ألحاجة في نفس يعقوب قضاها؟ أم لشيء آخر؟ بالله خبروني إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع؟ وتلك إذا ا قسمة ضيزى. ولقممد أثبتنمما نحممن فممي كتابنمما الممذي نحممن بصممدد طبعممه الن ]سيصدر الكتاب قريبا ا عاجل ا إن شاء الله بباكستان ومصر فممي آن واحد ،ويشتمل على بيممان السممماعيلية القديمممة والجديممدةا[ عممن السممماعيلية أن السممماعيلية بجميممع طوائفهمما حاملممة عقائممد ومعتقدات تخرجها عممن الملممة السمملمية قطعمماا ،سممواء تظمماهرت بالتمسك بالشريعة كالبوهرةا ،أو تجاهرت بتركها كالغاخانية. والجدير بالذكر أن مدعي زأعامة البوهرةا داعي الدعاةا يممدعي بأن له اختيارات يملكها ،وأوصافا م يتحلممى بهمما إن لممم تجعلممه فمموق الرب فل تجعله دونه ،تعالى الله عما يقولون علوا ا كبيراا. ولقد أثبتنا نص البيممان الممذي قممدمه إلممى المحكمممة القضممائية ببومبي والد الزعيم الحالي ،طاهر سميف المدين ]وممن المؤسمف أن الزأهر الشريف منحه شهادةا الدكتوراه الفخرية[ عممام 1920م جوابا ا للدعوى التي أقيمت عليه من قبممل جمعيممة أحممرار البمموهرةا حدا ا لختياراته وغلوائه ،والذي قال فيه" :ل يسأل عما يفعممل لن اختياراته ل تقل عن اختيارات الرب جل وعل". وأما ما كتبه الدكتور وافي وقرر فيه أن مذهب السممماعيلية أيام حكمهم لم يكن بعيدا ا كل البعد عن مذاهب أهممل السممنة ،ولممم تكن لتزيد عن وجوه الخلف بين مذاهب أهل السنة نفسها بعضها عن بعض ..فلي إل حكممما ا عاطفيمما ا ظالممماا ،وإل فممما رأي الممدكتور في كتابة الشتائم على محاريب المساجد ،والقذائف على منائرها ضد الخلفاء الراشدين الثلثة ،وأزأواج النبي أمهممات المممؤمنين ،أل يعتبر هذا من وجوه الخلف بين الشيعة وبين مذاهب أهل السنة؟ وأن ادعاء نسخ الشريعة وتعطيلها والعتقاد بها أيضمما ا أليممس مممن المور توسع هوةا الخلف بينهم وبين أهل السنة؟ وكذلك جعل محمد بن إسماعيل ،سممابع النطقمماء ومتمممم دور السممبعة أيعتممبر هممذا مممن الخلفممات اليسمميرةا بيممن القمموم وبيممن المسلمين؟ كما أن عين السخط تبدي وعين الرضا عن كل عيب كليلة المساويا وتجنبا ا للطالة ،وتحرزأا ا عن التطويل نورد هنمما روايممة واحممدةا عن المعز نفسه ،مؤسس الدولة الفاطمية ،ومنشئ السممماعيلية بمصر. يقممول المعممز لممدين اللممه الفمماطمي فممي دعممائه المشممهور المنقممول مممن أدعيممة اليممام السممبعة بعممد الصمملةا علممى آدم ونمموح وإبراهيم وموسى وعيسى: "وأخصص اللهم محمد بن عبد الله مممن ولممد إسممماعيل الممذي شرفته وكرمته وعطلت به ظاهر شريعة عيسى ،وصمميره سممادس النطقاء – "..إلى أن قال " :-وص ت ل علممى القممائم بممالحق ،النمماطق بالصدق ،التاسع من جده الرسول ،الثامن من أبيه الكوثر ،السممابع من آبائه الئمة ،سابع الرسل من آدم ،وسابع الوصياء من شمميث، وسابع الئمة من البررةا صلوات الله عليهممم كممما قلممت سممبحانك ولقد خلقنا السماوات والرض وما بينهما فممي سممتة أيممام سممواء للسممائلين ثممم اسممتوى إلممى السممماء" وهممو اسممتواء أمممر النطقمماء بالسابع القائم صلوات الله عليه كما ذكرنمما آنفمماا" ،الممذي شممرفته، وكرمته وعظمته ،وختمت به عالم الطبائع ،وعطلت بقيامه ظاهر شريعة محمد .. وهو يوم القيامة والبعث والنشممور يمموم ل ينفممع الظالمين معذرتهم ..وص ت ل على خلفائه الراشدين الذين يقضممون بالحق وبه يعدلون" ]"أدعيممة اليممام السممبعة لمولنمما المعممز لممدين الله"[. فهذه هي حقيقة التقارب بين السماعيلية المسممتولية علممى مصر ،وحقيقة تقاربهم من مممذاهب أهممل السممنة ،الممتي ل تعلمهمما أيها السيد الدكتور! مع كونك من مصر ،ومحققا ا الكتاب التاريخي الكبير ،ومعلقا ا عليه بثلث آلف تعليقة. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون. ولقد أعلن هممذه الحقيقممة الناصممعة الكممثيرون الكممثيرون مممن أئمة الفاطميين ودعاتهم ،كما تناقلوا دعاء المعممز هممذا وتوارثمموه جيل ا بعد آخر. ولقممد شممهد بممذلك الممداعي المطلممق إبراهيممم بممن الحسممين الحامدي الذي كان موجودا ا ف عهد المر بأحكام الله ،حمماكم مصممر في كتابه "كنز الولممد" الممذي طبممع فممي مصممر وفممي بيممروت أيضمما ا بقوله: "وأما محمد بن إسماعيل فهو متم شممريعته )شممريعة محمممد( وموفيها حقوقها وحدودها ،وهو السممابع مممن الرسممل ،بيممان ذلممك في أدعيممة مولنمما المعممز السممبعة ،وهممو الممذي يشممهد )النممبي( لممه وللقائم محمد بن عبد الله المهدي لنه قممائم القيامممة الوسممطى، وقمائم القيامممة الولممى أميممر الممؤمنين ،وقممائم القياممة الكمبرى رسول الله صاحب الكشممف فممي قمموله "اشممهد أن محمممدا ا رسممول اللممه" و"أشممهد أن محمممدا ا رسممول اللممه" لن الخلممق يشممهدون برسالته وهممو يشممهد لمتممم دورةا شممريعته ومنهمماجه" ]كنممز الولممد لبراهيم بن الحسين الحامدي ص -211طا بيروت[. فممما هممو رأيممك أيهمما السمميد الوقممور! فممي السممماعيلية أيممام تسلطهم على مصر ،والبوهرةا ورثتهم الذين يعدون المعممز إماممما ا من أئمتهم المعصومين ،ويدعون بدعائه ،والذين يعممدون إبراهيممم الحامدي هذا الداعي المطلق الثاني من دعاةا أيام الستر ،وقد بلغ العدد عندهم واحدا ا وخمسين؟ هل تعيد نظرتمك فمي رسمالتك همذه؟ ولمول حرصمنا علمى أل ينخدعا بها الشباب المسمملم والغفلممة مممن المسمملمين لممما تصممدينا بالرد عليهمما وصممرف المموقت فيهمما لمتلئهمما بالخطمماء الفاحشممة، والغمماليط الواضممحة الصممريحة ،والممتي ل تخفممى علممى ذي علممم وبصيرةا. ومن أراد الستزادةا فممي هممذا الموضمموعا فيراجممع كتابنمما عممن السماعيلية فسوق تتجلى له الحقائق الكثيرةا الكثيرةا التي طالما خفيت على كثير مممن عبمماد اللممه بسممبب قراءتهممم لقلم مممأجورةا وكتب رخيصة لم تصدر من كتابها إل كصناعة وحرفة ،وما أكثر ممما صار في هذا الزمان من المهن والحرف! وما أكثر من يتعاطونهمما أعني الكتابة حرفة وصناعة ،ل دينا ا ول إصلحاا ،ول رشدا ا ول غاية، اللهم ل تجعل أعمالنا كلها إل لبتغاء مرضاتك ،ول توفقنمما إل لممما ترضاه لوجهك الكريم ،وخدمة لدينك القويم ،ودفاعا ا عن رسممولك الرؤوف الرحيم ،وعن شريعتك التي ل تبممدل ول تنسممخ إلممى يمموم الدين. هذا ول زألنا حتى الن في تمهيدات الدكتور وفي المشممحونة بالخطمماء والغلطا ،ومممما يزيممد السممتغراب والسممتعجاب ،ويممثير الحيرةا والدهشة أن سيادته حاول في تمهيداته التي أخذت قريبمما ا من نصف الكتيب إيقاعا القارئ فممي مغالطممات كممثيرةا ،ول أعممرف تماما ا أهذه المحاولة مقصودةا أم غير مقصودةا؟ ل أعممرف كممل هممذا ولكنممه مممن المضممحك المبكممي أنممه يجعممل الخلف بين ،المسلمين أهل السممنة وبينهممم أعنممي الشمميعة مبنيمما ا على الجتهاد ،ويطالبنا بأل نحكممم عليهممم بممالزيغ والنحممراف لن للمجتهد رأيه ويجوزأ العمممل بممه ،ولممه أجمره أخطممأ أم أصمماب ،فممإن أخطأ فله أجر ،وإن أصماب فلمه أج ران ]انظ ر صمفحة ص 22ممن رسالته[. وأكثر من ذلك يقممرر :أن ممما ذهبمموا إليممه يكممون هممو الصممواب ويحتمل أن ما ذهبنمما إليممه هممو الخطممأ" ]انظممر صممفحة ص 22مممن رسالته[. وإن كان المر كذلك فعلى السلم السلم. وهكذا تقلب الموازأين ويحق الباطل ويبطل الحق!!. ويبلغ السيل الزبى حيث يحكم الممدكتور بكممل قسمموةا وظلممم، وبكل تعسف وتعنت "بممأن القضمماء المصممري أخممذ بممآراء انفممرد بممه المذهب الجعفري ،منها وقمموعا الطلق المقممترن بالعممدد لفظمما ا أو إشارةا طلقة واحدةا" ]صفحة 23من رسالته[. ثم يعلق بأن القضاء المصري أخذ هذا الرأي مممن ابممن تيميممة، وابن تيمية من الشيعة" ]تعليقة رقم 16نفس الصفحة[. ومعاذ الله أن يكون المر كذلك ،وأعيذ علماء مصممر بممالله أن يكممون ظنهممم ظنممك ،ومممن ل يعممرف غيممر الممدكتور أن عامممة أهممل الحممديث فممي سممالف الزمممان وحاضممره يممذهبون هممذا المممذهب ويأخذون بهذا الرأي قبل ابن تيمية وبعده؟ وابن تيمية أشد الناس حذرا ا من الشيعة ،ومما يرد عممن طريقهممم وبواسممطتهم ،ومممذهب أهل الحديث مبني على عمل رسول الله ومأخوذ من سممنته بممأنه عليه الصلةا والسلم – فداه أبواي وروحي – كان يعممد التطليقممات الثلثة في مجلس واحد مرةا واحدةا تطليقة واحدةا ،وأمر مممن أتممى بها إليه أن يجعلها واحدةا كما رواه المام أحمد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :طتلق ركانة امرأته في مجلس واحد، فحزن عليها حزنا ا شديداا ،فسأله رسول اللممه : كي ف طلقتهمما؟.. قال :ثلثا ا فقال :في مجلس واحد؟ قال :نعم .قممال :فإنممما تلممك واحدةا ،فأرجعها إن شئت فراجعها" ]أخرجه أحمممد )) 17/6الفتممح الرباني(([. وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفممة الراشممد الثمماني والملقب بالفاروق من النبي يصرح بقوله ما معناه أن الطلقات الثلث كانت تعد في زأمن النبي والصديق طلقا ا واحداا .كممما رواه مسلم في صحيحه: قال أبو الصهباء لبن عباس :ألم تعلم أن الثلث كانت تجعممل واحدةا على عهد رسول الله وأبي بكر وصدرا ا من خلفة عمممر؟.. قال :نعم ]مسلم ) (3/669وغيره[. وروي عنه أيضا ا أنه قال :كان الطلق على عهد رسول اللممه وأبي بكر وسنتين من خلفة عمر طلق الثلث واحدةا ،فقال عمممر بن الخطاب :إن الناس قد استعجلوا في أممر قمد كممانت لهممم فيممه أناةا فلو أمضينا عليهم فأمضاه عليهمم ]مسملم ) (3/668وأحممد ) -17/7الفتح الرباني( وغيره[. وعليه الفتوى حتى اليوم في بلد الهند وباكستان عنممد أهممل الحديث السملفيين ،وبمذلك يفمتي السملفيون فمي البلد العربيمة، البعيدون كممل البعممد عممن الشمميعة وروايمماته ،والممذين ل يتمسممكون بأقوال الرجال وآرائهم ولو كممانوا مممن أهممل السممنة كيممف يتصممور منهم التمسك بآراء الرجال وأقوالهم وهم من الشيعة أو ينسبون إلى التشيع؟ فهممل هممي محاولممة مقصممودةا أم غيممر مقصممودةا؟ وهممل هممي مغالطممة متربصممة أم غيممر متربصممة؟ فممي كل الحتمممالين ل يغممض الطرف عن خطورته ول يصرف النظر عن عظم فساده ،وما أكثر ما أورده من المغالطات في كتيبه والتي تجعممل غيممر الشمماك فممي نية الدكتور وإخلصه يبدأ يرتاب فيه ويشك في مقاصده ومراميه. والله يعلم السرائر ،وهو يعلم ما يسرون ومما يعلنمون إنمه عليمم بذات الصدور ] سورةا هود الية .[5 و يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور ] سورةا غافر اليممة .[19 ومغالطات كهذه الخافية منها والظاهرةا هي الصفة المميزةا لهذه الرسالة التي سممنأتي ببيانهمما والممرد عليهمما بعممد دخولنمما فممي المباحث الصلية ،ولم يكن قصدنا ههنا إل ذكر الغاليط التي وقع فيها الدكتور وافي في مختصره هذا ،والتي قممدمنا نموذجمما ا منهمما من تمهيداته ومن صفحاته الولى فقط .وهذا قليل من كثير مممن بحره الزاخر ومائه الوافر ،وما أعرضنا عنها نظراا ،وصممفحنا عنهمما جنبا ا فهي كثيرةا كثيرةا ل تسعها هذه العجالة ،مثممل ذكممره الشمميعة في المدينة باسم النخلية ]صفحة رقممم 11مممن رسممالته[ ،مممع أن كل من عاش المدينة المنورةا لبضعة أيام أو تطرق إلى معرفة من يعايشها عرف أنهم نخاولة ،وليسوا نخلية. وكذلك عند ذكره القليممات السممنية فممي إيممران يقتصممر علممى الكراد مع أن سكان إقليم بلوشستان كلهم أهممل السممنة ،وكممذلك طائفة من عرب عربستان ،وغيرها من الشياء الكثيرةا نسأل الله أن يلهمنا وإياه الصواب والرشاد. فمن يكون حاله هكذا ل يحق له أن يتطرق إلى موضوعا ليممس له به صلة ،من قريب أو بعيد .ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فممي أمرنا ،واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله ،وأولئك هم أولو اللباب. اللهم أرنا الحق حقا ا وارزأقنا اتباعه. واللهم أرنا الباطل باطل ا وارزأقنا اجتنابه. الباب الثاني الشيعة الثنا عشرية والقرآن الكريم الخلف الذي يقع بين الناس ينقسم إلى ثلثة أقسام: خلف منشؤه الختلف في الفهم ،يفهم شممخص مممن عبممارةا أو كلمة مفهوماا .ويفهم منها الثاني مفهوما ا آخر. والثاني منشؤه الجهممل :إنسممان يعلممم شمميئا ا ويعرفممه ،وآخممر يجهله ول يعرفه. ثالثاا :اختلف مبني على العناد بقطع النظممر عممن علممم واحممد وجهل آخر .أو عن الخطأ في فهم عبارةا أو كلمة أو تعبير. فهذه هي القسام الثلثة للخلف الذي يقع فيه الناس. وأما القسم الول والثاني من الخلف فيمكممن رفعممه ونزعممه والقضاء عليه لنه حينما يعلم الجاهل ويعرف غير العممارف يرتفممع الخلف ،وكذلك حينما يصح الفهم ويستقيم. وأما الخلف الذي منشؤه العناد فل يمكن نزعممه ورفعممه لنممه مبني على المكابرةا والنكار ،والمنكر ل يمكن أن يحاج بشمميء ول يحصل منه على نتيجة .لنه ليممس لممه قواعممد وأسممس يرجممع إليهمما وقممت الخلف والنممزاعا بخلف الول والثمماني فممإنه يرجممع وقممت الخلف إلممى القواعممد الثابتممة والسممس الراسممخة .وعلممى ذلممك فالخلف الموجود بين مختلف طوائف المسلمين وفرقهممم يرجممع سببه إما إلى القسم الول أو إلى القسم الثمماني ولكممن لعممتراف الجميع بالقواعد الثابتة والسس المعتمدةا يرتفع الخلف ويممزول النزاعا ،ويرجى بذلك أن يأتي يوم تذوب فيه الجماعممات المختلفممة والطوائف المتعددةا .لنه إذا ما رجع أصحاب الفكر وأهل البصيرةا من كل طائفة إلى السممس الصمملية والقواعممد الساسممية انتهممت الحزبية وقضي على التعدد والتفرق .وبهذا أمروا في كتمماب اللممه عز وجل :ي ا أيهمما الممذين آمنمموا أطيعمموا اللممه وأطيعمموا الرسممول وأولممي المممر منكممم فممإن تنممازأعتم فممي شمميء فممردوه إلممى اللممه والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الخممر ذلممك خيممر وأحسممن تأويل ا ] سورةا النساء الية .[59 وأما الخلف الذي بينهم وبين غيرهم فل يمكممن رفعممه وحلممه لنه مبني على النكار والمكابرةا ،إنكار المبادئ والسس ومكابرةا الحق وبطره ورفضه وإبطاله. وهنمماك مممن فرقمموا كلمممة المسمملمين ،وشممقوا عصمما طاعممة جممماعتهم ،وخممالفوا عممن كلمتهممم ،ومزقمموا جمعهممم ،وأنشممئوا جماعات ورسخوا في قلمموبهم وعقممولهم الراء والعقائممد الممتي ل تمت إلى السلم بصلة وهؤلء ل يمكن دمج عقائممدهم مممع عقائممد المسلمين ،حيث وضعوا مخططمما ا يشممتمل علممى النكممار المحممض، والمكابرةا الصرفة ،وعلى عدم العتماد على القرآن ،وسنة النبي لنه مع القرار بهذين الصلين يمكن أن تتممأتى الوحممدةا ويحصممل التفاق ،ولكن عند افتقادهم وإنكارهما ل يمكن أن تحصممل وحممدةا في زأمن من الزأمممان أو يمموم مممن اليممام ،فأبعممد رؤسمماء الشمميعة اتباعهم عن المسلمين إلى حد أن جعلمموا فممي مخممالفتهم ،الحممق، كما مر بيانه سابقاا. وبعد هذا كله كيف يتصور أن يحصل الوئممام ،ويتممأتى الوفمماق والخلفات الموجودةا بين أهل السممنة والشمميعة خلفممات ل يمكممن نزعها ،ول يحتمل رفعها. ونتساءل :علممى أي شمميء تعممرض معتقممداتهم؟ أعلممى كتمماب اللممه؟ هممم ل يؤمنممون بممه ،أم علممى سممنة رسممول اللممه؟ هممم ل يعتقدونها ،لن القرآن الموجود بأيدي الناس هو من جمع وترتيب ي وأهممل بيتممه ،وغاصممبي وتأليف أبي بكر وعمر وعثمان ،أعداء عل ت الخلفة ،وظالمي أهل البيت – حسب زأعم القوم – فكيممف يممؤتمن اللذين غصبوا حق علي وأولده؟. ألم يحذفوا من القرآن ما كان لثبممات أحقيممة علممي بالخلفممة وأولده بعده ،وما كان له من فضائل ومناقب ومحامد؟. بل كيف نصممدق أنهممم لممم يحممذفوا مممن القمرآن ممما نمزل فممي مساوئهم ،وبيان نفاقهم وفسادهم – عياذا ا بالله – والطعن فيهم والتعريض بهم؟ فالقرآن والحال هذه غيممر مصممون مممن تلعبهممم، وغير محفوظ ،إذا ا فل يعتمد عليممه ول يوثممق فيممه .ومممن كممان هممذا شأنه أي لم يسلم مممن الحممذف والتغييممر بأيممدي المخممالفين كيممف يرجمممع إليمممه لرفمممع المنازأعمممات وحمممل الخلفمممات ،وممممع أولئمممك المخالفين؟!. هذا في القرآن ،وأما السنة فهي منقولممة مرويممة مممن أنمماس ارتدوا بعد رسمول اللمه - عي اذا ا بمالله – وغيمروا أحكمامه ،وبمدلوا تعاليمه ،ونبمذوا إرشماداته وراء أظهرهممم ،ونكثمموا بيعتمه ونقضمموا ميثاقه الذي أخذه عليهممم ،والممذين ظلممموا أهممل بيتممه ،وآذوا ابنتممه واضممطهدوا وصمميه ،وطممردوا خليفتممه ،واغتصممبوا ممماله وانتهكمموا حرمته ،وحرموا أهله من إرثه ،واقتحممموا عليهممم بيتهممم ،وضممربوا بضعته ولحمه ودمه – إلى غير ذلك من الباطيل والضاليل – فمن كان هذا شأنهم فكيف يوثممق بهممم ،ويعتمممد علممى روايمماتهم الممتي ينقلونها عن رسول الله ؟ ولذلك تراهم ل يلجئون إلى كتاب الله ،وإلى سنة نبينمما عليممه الصلةا والسلم عند الحتجاج واللجاج ،بممل يلجئممون إلممى أسمماطير وقصص اخترعوهمما واختلقوهمما لحقمماق بمماطلهم وإبطممال الحممق، ونسبوها إلى أهل علي رضي الله عنه ،وهم منها براء. والنتيجة إنكار القممرآن الموجممود بأيممدي النمماس وسممنة النممبي الثابتة ،أو بتعبير أصح منه :اعتقاد التحريف في القرآن بممأنه غتيممر دل ،وكممذلك السممنة النبويممة ،إنهمما منقولممة بطريممق المغيريممن وبمم ت والمبدلين والمرتدين. تلك بعض أسس المذهب الثنى عشرية وبممدون ذلممك ل يثبممت مذهبهم. ولجل ذلك قممال السمميد هاشممم البحرانممي المفسممر الشمميعي الكبير في مقدمة تفسيره "البرهان": وعنممدي فممي وضمموح صممحة هممذا القممول )بتحريممف القممرآن وتغييره( بعد تتبع الخبار وتفحص الثار بحيث يمكن الحكم بكممونه من ضروريات مذهب التشيع ،وإنه من أكبر مقاصد غصب الخلفممة فتدبر" ]البرهان في تفسير القرآن ،مقدمة الفصل الرابع ص 49 طا إيران[. ومثل هذا ما نقله النوري عن خاتمة محدثي الشيعة مل بمماقر الملجسي ،وزأاد بعد سرد رواية تنص على تغيير القممرآن وتحريفممه قوله: "ل يخفى أن هذا الخبر وكثيرا ا من الخبار صريحة فممي نقممص القممرآن وتغييممره ،متممواترةا معنممى ،وطممرح جميعهمما يمموجب رفممع العتماد عن الخبار رأساا ،بل أظممن أن الخبممار فممي هممذا البمماب ل تقصر عن أخبار المامة ،فكيف يثبتونهمما بممالخبر" ]مممرآةا العقممول للمل بمماقر المجلسممي بمماب إن القممرآن كلممه لممم يجمعممه إل الئمممة عليهممم السمملم نقل ا عممن فصممل الخطمماب فممي تحريممف كتمماب رب الرباب للنوري الطبرسي الشيعي ص .[253 وبذلك قال المحدث الشيعي المشهور نعمت اللممه الجزائممري ردا ا على من يقول بعدم التحريف في القرآن: "إن تسليم تواتره عن الوحي اللهي ،وكون الكل قد نزل بممه الروح المين يفضي إلى طرح الخبار المستفيضة ،بل المتممواترةا الدالة بصريحها علممى وقمموعا التحريممف فممي القممرآن كلممما ا ومممادةا وإعراباا ،مع أن أصحابنا قد أطبقوا علممى صممحتها والتصممديق بهمما" ]النوار النعمانية للجزائري ج 2ص 357طبعة جديدةا[. إن الخبار الدالة على هذا )التحريف( تزيد على ألفي حممديث وادعى استفاضتها جماعممة كالمفيممد والمحقممق الممداماد والعلمممة المجلسي وغيره ،بل الشيخ )الطوسي( أيضا ا صرح في )التبيممان( بكثرتها ،بل ادعى تواترها جماعة" ]أيضا ا نقل ا عن فصل الخطمماب للنوري الطبرسي ص .[251 وأما الطبرسي فقال: واعلم أن تلك الخبار منقولة من الكتب المعتبرةا التي عليهمما معول أصحابنا في إثبات الحكام الشرعية والثار النبوية" ]فصممل الخطاب ص .[252 وقال خاتمة محدثي القمموم المل بمماقر المجلسممي فممي كتممابه "حياةا القلوب" إن رسول الله أعلن يوم الغدير: إن علي بن أبممي طممالب ولممي ووصممي وخليفممتي مممن بعممدي، ولكن أصحابه عملوا عمل قوم موسممى فمماتبعوا عجممل هممذه المممة وسامريها أعني أبا بكر وعمر ..فغصب المنافقون خلفته ،خلفممة رسول الله من خليفته ،وتجاوزأوا إلى خليفة اللممه أي كتمماب اللممه، فحرفوه ،وغيروه ،وعملوا به ما أرادوه" ]حياةا القلوب للمجلسممي الفارسي ص 554وما بعده – طا إيران[. ومثل هذا كثير ،ومن أراد الستزادةا في معرفممة أقمموال أئممة القمموم وأعلمهممم فمي هممذا البمماب ،فليرجممع إلممى كتابنمما )الشمميعة والقرآن( حيث قد فصلنا القول فيه ،وبينا هنالك أن أمممر تحريممف الصحابة للقرآن عقيدةا عند الشيعة متواترةا منقولمة مممن سملفهم غير الصالح إلى خلفهم في جميع العصور والدوار ،وإنها لعقيممدةا القمموم أجمعهممم بل اسممتثناء ،اللهممم إل مممن تظمماهر بعممدم القممول بمممالتحريف تقيمممة وتهربممما ا ممممن إيمممرادات المعترضمممين وأدلمممة اعتراضاتهم. ومن الغرائب أن المتظاهرين هؤلء لم يزد عددهم أيضا ا على الربعممة ،مممن بيممن المتقممدمين ،كممما ذكرهممم محممدثو الشمميعة، ومفسممروهم فممي كتبهممم ،وهممم ،ابممن بممابويه القمممي الملقممب بالصدوق وأسمتاذ الفقيممه محمممد بمن النعمممان العكممبري البغمدادي الملقب بالمفيد المتوفى سنة 381ه .والسيد المرتضى الملقممب بعلم الهممدى المتمموفى سممنة 436ه ،وأبممو جعفممر الطوسممي تلميممذ الشمميخ المفيممد المتمموفى سممنة 460ه .وأبممو علممي الطبرسممي المتوفى سنة 548ه. فهؤلء الربعة من المتقدمين الذين تظمماهروا بعممدم اعتقمماد التحريف فممي القممرآن ل خممامس لهممم إطلقمما ا مممن بيممن متقممدمي الشيعة من مفسرين ومحدثيهم وفقهائهم .وبذلك صرح المحدث الغوري الطبرسي أن القائلين بعدم التحريف: "هو الصدوق في عقائده ،والسيد المرتضى ،وشيخ الطائفممة )الطوسي( ولم يعرف من القدماء موافق لهم ..وممن صرح بهذا القول أبو علي الطبرسي ..وإلى طبقته لم يعرف الخلف صريحا ا إل من هؤلء المشائخ الربعة" ]فصل الخطاب ص .[34 ،33 وإن هؤلء الربعة لم يلجئوا إلى التظاهر بإنكار هذه العقيممدةا الممتي عليهمما أسمماس المممذهب الشمميعي وبنمماؤه إل خممداعا ا ومكممراا، وتقية وكممذبا ا كممما أثبتنمماه فممي كتابنمما )الشمميعة والقممرآن( بالدلممة القاطعة والبراهين الساطعة والحجج اللمعة ،ومن كتممب الربعممة أنفسممهم ،وكممما صممرح بممذلك علممماء الشمميعة أنفسممهم ،فهمما هممو المحدث الشيعي المشهور السيد نعمت الله الجزائري يقممول بعممد إثبات التحريف في القرآن بالخبار المستفيضة والمتواترةا: نعم! قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسممي، وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل ل غير، ولم يقع فيه تغيير ول تبديل ..والظاهر أن هذا القممول إنممما صممدر منهم لجل مصالح كثيرةا ،منها :سد باب الطعن عليها بأنه إذا جازأ هذا في القرآن فكيممف جممازأ العمممل بقواعممده وأحكممامه مممع جمموازأ لحوق التحريف لها ،وسيأتي الجواب عن هذا كيف وهممؤلء العلم رووا في مؤلفاتهم أخبارا ا كثيرةا تشتمل على وقمموعا تلممك المممور ف ي القمرآن ]وقمد أثبتنما بفضمل اللمه وتموفيقه ممن كتمب همؤلء أنفسهم في كتابنا )الشمميعة والقممرآن( أنهممم يعتقممدون التحريممف في القرآن أيضمما ا حيممث يسمموقون روايممات عديممدةا تممدل عليممه ،ول يسمموقونها فحسممب ،بممل يسممتدلون بهمما ويبنممون عليهمما الحكممام ويستنبطون منها المسائل ،فممارجع إليممه فممإنه نفيممس[ وإن اليممة هكذا أنزلت ثم غيرت ..وإنه قد استفاض فممي الخبممار أن القممرآن كما أنزل لم يممؤلفه إل أميممر المممؤمنين عليممه السمملم بوصممية مممن النبي ،فبقي بعد موته ستة أشهر مشممتغل ا بجمعممه ،فلممما جمعممه كما أنزل ،أتى به إلى المتخلفين بعممد رسممول اللممه ،فقممال لهممم: هذا كتاب الله كما أنزل ،فقال له عمر بممن الخطمماب :ل حاجممة بنمما إليك ول إلى قرآنك؛ عندنا قممرآن كتبممه عثمممان ،فقممال لهممم علممي عليه السلم :لن تروه بعد هممذا اليمموم ،ول يممراه أحممد حممتى يظهممر ولدي المهدي عليه السلم ،وفي ذلك القرآن زأيادات كثيرةا ،وهممو خال من التحريممف ،وذلممك أن عثمممان قممد كممان مممن كتمماب المموحي لمصلحة رآها ، وهي أل يكذبون في أمر القرآن ،بأن يقولوا :إنممه مفترى ،أو إنه لم ينزل به الروح المين ،كممما قمماله أسمملفهم ،بممل قالوه هم أيضاا ،وكذلك جعل معاوية من الكت تمماب قبممل ممموته بسممتة أشممهر لمثممل هممذه المصمملحة أيضمماا ،وعثمممان وأضممرابه ممما كممانوا يحضرون إل في المسجد مع جماعة الناس ،فما يكتبون إل ما نزل به جبريل عليه السلم بين المل. أما الذي كان يأتي بممه داخممل بيتممه فلممم يكممن يكتبممه إل أميممر المؤمنين عليه السلم ،لن لممه المحرميممة دخممول ا وخروجمماا ،فكممان يتفرد بكتابة مثل هذا ،وهذا القرآن الموجود الن في أيدي الناس هو خط عثمان ،وسموه المام وأحرقوا ما ساه أو أخفوه ،وبعثمموا به زأمن تخلفه )توليه الخلفة( إلممى القطممار والمصممار .ومممن ثممم ترى قواعد خطه تخالف قواعد العربية مثل كتابممة اللممف بعممد واو المفرد وعدمها بعد واو الجمممع وغيممر ذلممك ،وسممموه رسممم الخممط القرآني ولم يعلموا أنه من عدم إطلعا عثمان على قواعد العربية والخط. وقد أرسل عمممر بممن الخطمماب زأمممن تخلفممه إلممى علممي عليممه السلم بأن يبعث له القرآن الصلي الذي كممان ألفممه ،وكممان عليممه السلم يعلممم أنممه طلبممه لجممل أن يحرقممه كقممرآن ابممن مسممعود أو يخفيه عنده حتى يقول الناس :إن القمرآن همو همذا الكتمماب المذي كتبه عثمان ل غير ،فلم يبعث به إليه وهو الن موجود عنممد مولنمما المهدي عليه السلم مع الكتب السماوية ومواريث النبيمماء ،ولممما جلس أمير المؤمنين عليه السلم على سمرير الخلفمة لمم يتمكمن من إظهار ذلك القرآن ،وإخفاؤه هممذا راجممع لممما فيممه مممن إظهممار الشنعة علممى مممن سممبقه ،كممما لممم يقممدر علممى النهممي عممن صمملةا الضحى ،وكما لم يقدر على إجراء المتمتعيممن ،متعممة الحممج ومتعممة النساء ،حتى قال عليه السلم :لول ممما سممبقني بنممو الخطمماب ممما زأنى إل شفاا ،يعني إل جماعة قليلة ،لباحة المتعة ،وكما لم يقممدر علممى عممزل شممريح عممن القضمماء ومعاويممة عممن المممارةا" ]النمموار النعمانية لنعمت الله الجزائري ج 2ص 357وما بعد[. وبمثممل ذلممك ذكممر علمممة الشمميعة فممي الهنممد السمميد محمممد اللكنوي ،ردا ا على من قال بعدم التحريف في القرآن ،وهممذه هممي عبارته: "أما ادعاء عدم التحريف في القرآن الموجممود بأيممدي النمماس فهو محل النظر ،بل هو ظاهر الفساد ،لن الروايممات الممتي بلغممت حد التواتر تممدل علممى أن علممي بممن أبممي طممالب هممو الممذي اشممتغل بالقرآن بعد وفاةا النبي وإل فتبقى هذه الروايات لغوا ا محضماا ،ل قيمة لها .وهممذا مممع أن الروايممات قممد كممثرت عممن المعصممومين أن القرآن الحقيقي مخممزون مممودعا مممودعا عنممد صماحب العصممر عليممه الصلةا والسلم" ]ضرب حيدري ج 2ص -78طا الهند[. ومثل هذا لكثير. ومن الغرائب أن السمميد الممدكتور وافممي ،الممذي ل يعممرف عممن عقائد الشيعة شيئاا ،أو يعرف ويتجاهل ،كيف استساغ أن يرد على من يتهم الشيعة باعتقادهم التحريف في القرآن الموجود بأيممدي الناس ،والمضمون حفظه وسلمته من أي تغيير وتبديل ،وصيانته من نقص وزأيادةا من قبل الله عز وجل؟ كيف يجيز لنفسه أن يممرد على من يقول في الشمميعة :بممأنهم ل يؤمنممون بهممذا الكتمماب؟ بممل يعتقدون وقوعا التغيير والتبديل والتحريف فيه؟ ول يقولممونه مممن عند أنفسهم ،بل يعتقدون وقوعا التغيير والتبديل والتحريف فيه؟ ول يقولونه من عند أنفسهم ،بل بنقل الروايات الكثيرةا الكممثيرةا، التي بلغت حد الستفاضممة والتممواتر ،وكلهمما منقولممة مممن أئمتهممم حسب زأعمهم برواية الثقات عن الثقات ،والعممدول عممن العممدول، في صحاحهم وكتب الحديث التي تعممد مممن الصممول ،وكممذلك فممي كتب التفسير والفقه ،وحتى كتب العقائد؟! ومن أين له أن يختلق لهم العذار التي لم يعتذر بهمما الشمميعة أنفسهم ،بنقل آراء الحاد منهم ،وفي النقل خيانة أيضا ا – حسممبنا الله –؟ وما كان في ظني أن أمثال الدكتور يأتون بها ،ولممول لعبممة واضحة لعب بها السيد الدكتور في كتيبه ممما اسممتعملت فممي حقممه هذه الكلمات غير المناسممبة ،فممي شممأنه ومقممامه ،ولكممن علممى أي شيء أحمل كلمه في الممدفاعا عممن الشمميعة حممول اعتقممادهم فممي القرآن؟! "وقد تصدى كثير من الشيعة الجعفريممة أنفسممهم للممرد علممى هذه الخبار الكاذبة وبيان بطلنها ،وبطلن نسممبتها إلممى أئمتهممم، وأنها ليست من مذهبهم في شمميء" ]بيممن الشمميعة وأهممل السممنة للدكتور وافي ص .[38 ولم يستطع بعد هممذا الدعمماء العريممض أن يممبرهن علممى ذلممك بالدليل ،ويستدل بالحجممة ،ويسممتند ولممو بروايممة واحممدةا عممن أئمممة القوم؟؟ وأنى له هذا؟ فقممد عجممز عنممه الشمميعة قاطبممة بممأن يممأتوا برواية واحدةا عممن أئمتهممم المعصممومين بطرقهممم أنفسممهم تنممص وتدل على أن القرآن الموجود بأيدي الناس هو قرآن كامل سممالم من لحوق أي تغيير وتحريف فيه!. نعم! قد ذكر السيد الدكتور بعد هذا الدعاء الفممارغ بممأنه جمماء في تفسير الصافي: "وأما الشيخ أبو علي الطوسي فإنه قال فممي مجمممع البيممان: أما الزيادةا فيه فمجمع على بطلنها ،وأما النقصان والتغيير فقممد روى عن جماعة من أصحابنا وجمع من حشموية العاممة ،والصمحيح من مذهبنا خلفه ..إلخ" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[39 ،38 وأغرب ما يكون في المر هو تحمس الدكتور في الدفاعا عممن الشيعة حيث أنه عقب بعد هذه العبارةا الطويلة ما نصه: وجاء في كتاب مجمع البيان )للطوسي( وأما الكلم في زأيادته ..إلخ ]بين الشيعة وأهل السنة ص ،38 .[39 يعني أعاد نفس الكلم الذي ذكره مقدماا ،وعن نفس الرجممل ونفس الكتمماب بفممرق أنممه أول ا نقممل كلمممه مممن تفسممير الصممافي بواسممطة ،ثممم عنممه بل واسممطة ،وبنفممس المعنممى والمفهمموم ،فل ندري ما فائدةا التكرار؟ أيكون لحاجة في نفس يعقوب قضاها؟.. أم لماذا؟.. والظاهر أنه أورد هذا لفتقاره وإفلسه بأن يجممد دليل ا علممى ما ادعاه ،وبرهانا ا علممى دعممواه" ،إن كممثيرا ا مممن الشمميعة أنفسممهم تصدى لرد هذه الخبار الكاذبة وبيان بطلنها". فمن هم الكثيرون يا ترى؟ فاضمطر لن يعمدد الواحمد ويمذكر عبمارةا واحمدةا عمن كتمابين مختلفين والصادرةا عن شخص واحد. فهل هناك خطأ أكبر من هذا الخطأ؟ نعم! هنالك ،حيث ادعى أن كثيرا ا من أئمممة الشمميعة أنفسممهم ردوا هممذا العتقمماد ،ولقممد أوهممم بممأن صمماحب تفسممير الصممافي وصاحب مجمع البيان أبا علي الطوسي من أئمممة الشمميعة ،وليممس المر كذلك إطلقاا ،لن كل ا منهما ليس بإمام. ثم خطأ آخر هو أنه أوهم بنقل هذه العبارةا عممن الصممافي؛ أن صاحبه أي السيد المحسن الملقب بالفيض الكاشاني يعتقممد بهممذا العتقاد حسب ما ينقل عن أبي علي الطوسي ،مع أن الكاشمماني في تفسيره لم ينقل كلم الطوسي إل للرد عليه والجممواب علممى مقولته ،وبين اعتقاده واضحا ا صريحا ا مثل الخرين مممن مفسممري الشيعة ومحدثيهم وفقهائهم ومتكلميهم ،ولممذلك قممال بعممد نقممل كلمه: أقول لقائل أن يقول :كما أن الدواعي كممانت متمموفرةا علممى نقل القرآن وحراسته من المممؤمنين ،كممذلك كممانت متمموفرةا علممى تغييممره مممن المنممافقين المبممدلين للوصممية ،المغيريممن للخلفممة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم ،والتغيير فيه إن وقممع فإنممما وقممع قبممل انتشمماره فممي البلممدان واسممتقراره علممى ممما هممو عليممه الن، والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك ،فل تنافي بينهما ،بل لقائل أن يقول: إنممه ممما تغيممر فممي نفسممه ،وإنممما التغييممر فممي كتممابتهم إيمماه، وتلفظهم به ،فإنهم ما حرفوا إل عند نسخهم من الصممل ،وبقممي الصل على ما هو عليه عند أهلممه وهمم العلممماء بمه .فمما هممو عنممد العلماء به ليس بمحرف ،وإنما المحرف ما أظهروه لتباعهم. وأما كونه مجموعا ا في عهد النبي على ما هو عليه الن فلم يثبت ،وكيف كان مجموعا ا وإنما كان ينزل نجوماا؟ وكممان ل يتممم إل بتمام عمره؟ وأما درسه وختمه فإنما كانوا يدرسون ويختمون ممما كان عندهم منه لتمامه" ]تفسير الصممافي لفيممض الكاشمماني ج 1 ص ،36 ،35المقدمة السادسة –طا إيران[. وأطممراف مممن هممذا كلممه أن السمميد الممدكتور نقممل عممن أحممد المحامين ببغداد الستاذ الفكيكي أنه قال :إن الخبار الواردةا في نقصه وتحريفه ضعيفة شاذةا ،وأن مشائخ فقهاء الماميممة ضممربوا بها عرض الجدار ،بل لقد كفروا من دعاهمما" ]بيممن الشمميعة وأهممل السنة ص .[40 أقوم آل حصن أم نساء؟ ول أدري ولست إخال أدري من يسأل الدكتور الناقمل المحمض بمدون تمدبر وتعقمل :همل هذه هممي الدلممة علممى ثبمموت دعممواه بممأن أئمممة الشمميعة ردوا هممذه الخبار الكاذبة وبينوا بطلنها؟ ولم يسممتطع سمميادةا الممدكتور فممي كتيبه كله أن ينقممل تضممعيف هممذه الخبممار إل مممن محممام ببغممداد ل نعرف من هو ،وما مقامه في العلم ومكانته لدى الشيعة؟ ثممم إن هممذا المحممامي أيضمما ا لممم يضممعف الروايممات ولممم ييممن شمذوذها بطريقممة علميمة معروفمة ،بممل ادعمى أن مشمائخ فقهمماء المامية ضربوا بها عرض الجدار. فمن هم أولئك المشائخ؟ ،وفي أي عصر كممانوا؟ وبممأي دليممل قالوا؟ وأين وجدوا ..في أي أرض وفي أي قطر؟ وفممي أي كتمماب وأية صحيفة؟ دعوى بل بينة ،وكلم بل برهان. وزأاد الطين بلممة أن المحممامي المممذكور ،ذكممر كممما نقممل عنممه الدكتور بخط مكبر جداا ،بل لقد كفروا من ادعاهمما ]انظممر :صممفحة 40من كتيبه[. وإن كان المر كذلك فمن كان مممن أعيممان الشمميعة وعلمائهمما مسلماا ..بالله خبروا! أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني ،صماحب كتاب الكافي ،إمممام محممدثي الشمميعة وعمممدتهم فممي الحممديث ،أم أستاذه علممي بممن إبراهيممم القمممي ،صمماحب تفسممير القمممي شمميخ مشائخ الشيعة في التفسممير وشمميخ الكلينممي أيضمماا ،أم محمممد بممن مسعود العياشي ،عيممن عيممون الطائفممة الشمميعية ،وصمماحب أقممدم تفسممير شمميعي ،أم محمممد بممن الحسممن الصممغار ،صممحابي الحسممن العسكري المام المعصوم عندهم ،وأستاذ الكليني أيضاا ،أم فرات بن إبراهيم الكوفي ،المفسر الشيعي القممديم ،وأسممتاذ والممد ابممن بابويه القمي ،وشيخ شيخه ،أم محمد بن النعمان الملقب بالشمميخ المفيممد ،أسممتاذ شمميخ الطائفممة الطوسممي ،أم محمممد بممن إبراهيممم النعماني ،تلمي الكليني وصاحب كتاب الغيبة ،أم المفسممر محمممد بن العباس الماهيار ،أم شيخ المتكلمين أبممو سممهل إسممماعيل بممن علي ،أم الفيلسوف أبو محمد حسن بن موسى ،أم الشيخ الجليممل إسحاق بن إبراهيمم ،أم إسمحاق الكماتب ،أم رئيمس الشميعة المذي ربما قيل بعصمته أبو القاسم حسين بن روح السفير الثممالث بيممن الشيعة والغائب ،أم شيخ القدمين فضل بن زأاذان ،أم محمممد بممن الحسن الشيباني الشيعي صاحب تفسير نهج البيان ،أم محمد بممن خالد البرقي ،أم علي بن الحسن الفضممال ،أم محمممد بممن الحسممن الصيرفي ،أم أحمد بن محمد السيار من المتقدمين؟! ومن المتممأخرين الكممثيرون ممممن ل يعممدون ول يحصممون مممن مفسري الشيعة ،ومحدثيهم ،وفقهائهم ،ومتكلميهم ،ممن ذكرنمما أسماء الكثيرين منهم في كتابنا )الشيعة والقرآن(. وهؤلء هم عمممدةا مممذهب الشمميعة وقممدوتهم ،نممواب أئمتهممم المعصومين ،ومبلغو أخبارهم ،وحفظة أحاديثهم ،ونقلممة آثممارهم، وكلهم صممرحوا بممالتحريف والتبممديل والتغييممر فممي القممرآن بممدون إبهام ول غموض .وقممد صممنف بعممض منهممم كتبمما ا مسممتقلة ،وألممف البعض الخر أجممزاء منفصمملة لبيممان عقيممدةا الشمميعة فممي القممرآن وإثبات التبديل والتغيير فيه. فإن كان هؤلء كلهم كفرةا ،فمن كان من القوم مسلم؟! ول يهمنا ذلك ونحن نعلن علممى مل الشممهاد بممأن الشمميعة لممو أعلنوا بهذا العتقاد ،ووافق علماؤهم على هذا القول بأن كل من يقول بالتحريف والتغيير فممي القممرآن أو يعتقممد الحممذف والنقممص فيه فهو كافر ،أيا ا من كان ،فنحن نمموافقهم علممى ذلممك ،ونهنئهممم ونبارك لهم بأن الله هداهم إلى سواء السبيل ،فليعملوا مع أولئك العلم معاملممة ممما يقممرون ويعلنممون ،ويرممموا كتبهممم فممي النممار، ويتبرءوا منهم ومن كتبهم ،ونحن نتممبرأ مممما قلنمماه عنهممم ،ومممما نقوله ،ونتوب إلى الله ونستغفره. فهل من مقممدم يقممدم؟ وهممل مممن مجيممب يجيممب؟ وهممل مممن سامع يسمع ويستجيب؟ وما أنت بمسمع من في القبور . تجري الريمماح بممما ل تشممتهي ما كل ما يتمنى المرء يدركه السفن ثم إن الممدكتور وافممي ل يممدري بممأن هممذا القممول – أي القممول بتحريف القرآن وتغييره وتبديله – ليس بقول شاذ ،بل هو القممول المعمول به فممي جميممع الجيممال الشمميعية وعنممد جميممع الطبقممات قديما ا وحديثاا ،وهو مبنممي علممى أقمموال المعصممومين حسممب زأعممم القوم ،وهم الحجة عندهم ل غيرهم؛ لنهممم ل يعتقممدون العصمممة في غيرهم ومن سواهم ،ولم يخرج عن هذا العتقمماد إل مممن شممذ ونمد ،ولمم يخمرج همؤلء الحماد الشمذاذ إل تهربما ا ممن العمار المذي لحقهم ،والفضمميحة الممتي لزمتهممم ،ولممم يكممن رأيهممم مبنيمما ا علممى أصول شيعية ول مستنبطا ا من أقول المعصومين. ولذلك قمال سملطان علمماء الشميعة – كمما يلقبمونه – السميد محمد دلدار علي ..بعد ذكر كلم المرتضى في عدم التحريف فممي القرآن: "فإن الحق أحق بالتباعا ،ولم يكن السيد علم الهدى معصوما ا حتى يكون من الواجب أن يطاعا ،ولو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقا ا لم يلزمنا اتباعه ول ضير فيه" ]ضربت حيدري ج 2ص -81 طا الهند[. وقال المحدث النوري: اعلم أن تلك الخبار منقولة من الكتب المعتبرةا الممتي عليهمما معول أصحابنا في إثبات الحكام الشرعية والثار النبوية" ]فصممل الخطاب للنوري الطبرسي ص -252طا إيران[. وقال خاتمة المحدثين لدى الشيعة المل باقر المجلسي: "ل يخفى أن كثيرا ا من الخبار الصممحيحة صممريحة فممي نقممص القرآن وتغييره ،وعندي أن الخبار في هذا الباب متممواترةا معنممى، وطرح جميعها يوجب رفع العتممماد عليهمما رأسمماا" ]مممرآةا العقممول للمجلسي نقل ا عن فصل الخطاب ص .[353 وقال الجزائري: "إن الخبار الدالة على هذا تزيد علممى ألفممي حممديث ،وادعممى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد والعلمة المجلسممي وغيره ،بل إن الشيخ الطوسي أيضا ا ذكر في التبيممان كثرتهمما ،بممل ادعى تواترها جماعة" ]مرآةا العقممول للمجلسممي نقل ا عممن فصممل الخطاب ص .[253 والجدير بالذكر أننا أوردنا في كتابنا )الشيعة والقرآن( أكممثر مممن ألممف حممديث شمميعي مممن مختلممف الطممرق ومختلممف الممرواةا ومختلف الكتب ،كلها تنص وتصرح بأن القرآن مغير ومحرف ،زأيممد فيه ونقص منه كثير ،غير ما ذكرناه في كتابنا )الشمميعة والسممنة(. من السباب التي جعلممت الشمميعة يعتقممدون هممذا العتقمماد الزائممغ الخبيث بنقل روايات كثيرةا كثيرةا من أمهات كتب القوم. وبعد هذا كلممه ل نممدري كيممف يجممرؤ أحممد ويجسممر علممى خممداعا المسلمين بأن الروايات الشيعية التي تخبر وتممدل علممى التحريممف في القرآن روايات شاةا وضعيفة. فهل يحكم على المتواتر بالشذوذ والضعف؟ وأهكذا تقلب الحقائق؟ ويكذب الصدق؟ أو كنممت تممدري فالمصمميبة إن كنت ل تممدري فتلممك مصمميبة أعظم! ومع ذلك فليس من يتظاهر بإنكار التحريف في القممرآن مممن الشيعة ،ول من يدافع عنهم بدون علم ول هدى ول كتاب منير من غير الشيعة ،يستطيع أن يورد ولو رواية واحممدةا ضممعيفة أو شمماذةا مروية عن المعصممومين لممدى الشمميعة تنممص وتصممرح بممأن القممرآن الموجود بأيدي الناس هو المنزل من السماء ،ومحفظ بحفظ الله له ،غير مغير ول مبدل فيه ،ل يعتريه نقص ول تلحقه زأيادةا. فكيف يحق للشيعة والمناصممرين لهممم والمسممتميتين الممدفاعا عنهم والتأييممد لهممم ،أن يقولمموا :إن روايممات بلغممت التممواتر تثبممت التحريف ..هي روايات شاذةا؟ ثم من يخبر سعادةا الدكتور وافي ،أن الرواية ل يحكممم عليهمما بالضعف والشذوذ إل بمكانة الراوي الممذي رواهمما ،ومكانممة الكتمماب الذي وردت فيه ،ل كما قاله هو: "ولو وردت عن شيخ من شيوخهم أو في مؤلممف مممن أمهممات مراجعهم ،ولممو أسممندها هممذا الشمميخ أو هممذا المؤلممف إلممى المممام الصممادق نفسممه ،فمممن ذلممك مثل ا ممما ينسممبه الكلينممي فممي كتممابه )الكافي( إلى المام الصادق من القول بأن القرآن الذي نممزل بممه الوحي على محمد يزيد على سبعمائة وسبع وسبعين آية عن الذي نقوله ،وأن الباقي مخزون عند آل الممبيت ..فعلممى الرغممم مممن أن راوي هذه القوال ومدعي نسبتها إلممى الممام الصممادق هممو شمميخ من أكبر شيوخهم وهممو أبممو جعفممر الكلينممي ،والممذي يعممد الروايممة الول لخبارهم ،وعلى الرغم من أن الكتاب الذي وردت فيه هممذه الخبار ،وهو كتاب )الكافي( هو أحد الكتب الربعمة المتي يعمدونها الصول لمذهبهم ،وينزلممه كممثير منهممم منزلممة البخمماري عنممد أهممل السنة على الرغم من هذا كله فإنهم يحكمون ببطلن ما ورد فممي هذا الكتاب من أقوال عن القرآن الكريممم ،فل يصممح أن نحاسممبهم على رأي قد حكموا هم ببطلنممه ول أن نعممده مممن مممذهبهم مهممما كانت مكانة راويممه عنممدهم ومكانممة الكتمماب الممذي ورد فيممه" ]بيممن الشيعة وأهل السنة ص ) 30 ،29م -6بين الشيعة وأهل السنة([. وإننا ل نكثر الستغراب حينما نسمع رأيا ا مثل هذا الممرأي عممن شيخ جاوزأ الثمانين من عممره ،وقمد أفنماه فمي التعلمم والتعليممم، والدرس والتدريس – اللهم إنا نعوذ بممك أن نممرد إلممى أرذل العمممر، وعن الجهل بعد العلم. فلعل سيادته يريد أن يبتكر مصطلحا ا جديدا ا فممي الحممديث لن كل واحد سممواه ،ممممن لممه إلمامممة بسمميطة بالمصممطلح ،يعممرف أن الحكم على الحديث والرواية ل يكون إل بالسناد ،فالحممديث الممذي رواه الثقات العدول الضباطا واحدا ا بعد واحد يحكم عليممه بالصممحة، والعكس صحيح ،وكذلك كممل روايممة وردت فممي البخمماري أو مسمملم عنممد السممنة ل يلتفممت إلممى سممنده حيممث أن مؤلفيهممما قممد ألزممما نفسيهما بإيراد الصحيح في كتابيهما ل غير خلفا ا لمن لممم يلممتزم بذلك. وكذلك الكافي عند الشمميعة فممإن ورد حممديث فيممه فل يلتفممت إلى سنده ورواته ،لنه مجرد وروده في الكافي يكفي للحكم على صحته وتموثيقه ،كمما ص رح بمذلك الكمثيرون ممن محمدثي الشميعة وعلمممائهم ،ومنهممم المحممدث النمموري الطبرسممي فممي آخممر كتممابه الكبير )مسممتدرك الوسممائل( ]مسممتدرك الوسممائل ج 3ص -532طا إيران[. هذا ولقد أكثر الشيعة الكلم فممي تمجيممده والثنمماء عليممه فممي كتب الرجال والمصطلح والشممروح ،وقممد أوردنمما بعضمما ا منهمما فممي كتابنا )الشيعة والقرآن(. ونكتفي بذكر عبممارةا واحممدةا عممن الرجممال المشممهور العبمماس القمي ،أنه قال في الكافي: هو أجل الكتب السلمية وأعظم المصنفات الماميممة والممذي لم يعمل للمامية مثله ،قال المولى محمد أمين الستر آبادي في محكى فوائده :سمعنا عن مشائخنا وعلمائنمما أنممه لممم يصممنف فمي السلم كتاب يمموازأيه أو يممدانيه" ]الكنممى واللقمماب ج 3ص -98طا إيران[. وفوق ذلك أنه موثق من قبل المعصوم – الغممائب الموهمموم – الذي ل يخطئ ول يغلط" ]روضممات الجنممات ج 6ص ،116مقدمممة الكافي ص .[25 ثم لم ينفرد بسرد هذه الروايات الكلينمي وحممده ،بممل شماركه فممي ذلممك أسمماطين الشمميعة وكممبراؤهم فممي الحممديث والتفسممير والفقممه والكلم قبلممه وبعممده كممما ذكرنمماه سممابقاا ،بممل إن الممذين تظمماهروا بالنكممار أوردوا روايممات التحريممف كتبهممم كممما وضممعنا النقمماطا علممى الحممروف فممي كتابنمما )الشمميعة والسممنة( و)الشمميعة والقممرآن( وعلممى ذلممك تناقممل هممذه العقيممدةا جيممل بعممد جيممل مممن الشيعة ،ولم يقتصر ذكرها في كتممب الروايممات بممل أوردوهمما فممي كتب العقائد أيضاا ،فهذا هو شيخهم المفيد ،الذي يقولون فيه: إنه أج ت ل مشائخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم ،وإنه أوثق أهممل زأمانه فممي الحممديث ،وإنممه كممان متقممدما ا فممي علممم الكلم والفقممه ]مقدمة أوائل المقالت في المذاهب والمختارات ص -25 ،24طا مكتبة الداورى – طا إيران[. وإنه هو الذي سن طريق الكلم لمن بعده إلى اليمموم ]أعيممان الشيعة ص 237الطبعة الولى بدمشق[. وقال فيه ابن النديم الشيعي: انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة ،مقدم فممي صممناعة الكلم ]الفهرست لبن النديم ص – 252طا مصر[. وإنه كان وحيممد دهممره فممي كممل العلمموم ،انتهممت إليممه رئاسممة الشمميعة ]تأسمميس الشمميعة العلمموم للمحسممن الصممدر ص -312طا العراق[. وهممو تلميممذ لبممن بممابويه القمممي الملقممب الصممدوق وأسممتاذ للشريف الرضى ،والشريف المرتضى الملقب بعلم الهدى ،وأبممي جعفر الطوسممي الملقممب بشمميخ الطائفممة ]وهممذان أي المرتضممى والطوسممي هممما اللممذان تظمماهرا بإنكممار التحريممف فممي القممرآن[، والنجاشي ]انظر :كتب الرجال للشيعة[. المفيممد هممذا يممذكر فممي كتممابه العقائممدي المشممهور )أوائممل المقالت في المذاهب والمختارات( عند سرد عقائد الشيعة فممي الرجعة ،والبداء ،وتحريف القرآن: "واتفقت المامية علممى وجمموب الرجعممة ..واتفقمموا علممى أن أئمة الضلل خممالفوا فممي كممثير مممن تممأليف القممرآن ،وعممدلوا فيممه بممموجب التنزيممل وسممنة النممبي ، وأجمعممت المعتزلممة والخمموارج والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلف المامية" ]أوائممل المقالت ص .[52 هذا في التأليف أما الزيادةا فيه والنقصان فقال: "أقول :إن الخبار د جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى مممن آل محمد باختلف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان ،فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقممديم المتأخر وتأخير المتقدم ،ومن عرف الناسممخ والمنسمموخ والمكممي والمدني لم يرتب بما ذكرناه. وأما النقصان فإن العقول ل تحيله ول تمنع من وقوعه ،وقد امتحنت مقالممة مممن ادعمماء وكلمممت عليممه المعتزلممة وغيرهممم فلممم أظفر منهم بحجة أعتمدها فممي فسمماده – ثممم يممرد علممى مممن قممال بحذف التأويل والتفسير ،ل نفممس القممرآن – فيقممول :مممن ادعممى نقصان كلم من نفممس القممرآن علممى الحقيقممة إليممه أميممل ..وأممما الزيادةا فيه فمقطوعا على فسادها من وجممه ،ويجمموزأ صممحتها مممن وجه ..ولست أقطع على كون ذلك بممل أميممل إلممى عممدمه وسمملمة القرآن عنه ،وهذا المذهب خلف ما سمعناه من بني نوبخت )قادةا الشيعة وزأعمائهم فممي عصممرهم( رحمهممم اللممه مممن الزيممادةا فممي القرآن والنقصان فيه ،وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي المامية وأهل الفقه منهم والعتبار" ]أوائل المقالت لمحمممد بممن نعمممان العكبري الملقب بالمفيد ص 93وما بعدها[. فهممذه هممي عقيممدةا الماميممة ،المثبتممة فممي كتممب العقائممد أن القرآن على خلف التنزيل ،وأنممه محممرف منقمموص ،وأممما الزيممادةا عليه ..فإليه ذهب بنو نوبخت وجماعة من متكلمي المامية وأهممل الفقه منهم والعتبممار ،كممما صممرح بممذلك مممن انتهممت إليممه رئاسممة الشيعة :شيخ علم الهدى وشمميخ الطائفممة الطوسممي وتلميممذ ابممن بابويه القمي في كتابه الذي وضعه لبيممان عقائممد الشمميعة الثنممى عشرية ،بعد تصريحه بأن الخبار قد وردت مستفيضممة عممن الئمممة المعصممومين بمماختلف القممرآن ،وممما أحممدثه بعممض الظممالمين مممن الحذف فيه والنقصان. ا ولقممد تنمماول الشمميعة هممذه العقيممدةا ،وتوارثوهمما ،خلفمما عممن سملف ،وأثبتوهمما فمي كتممب العقائمد وجعلوهما ممن لمموازأم مممذهب الشيعة كما صرح بذلك الكثيرون الكثيرون ،منهمم مفسمر الشميعة الكبير السيد هاشم البحراني حيث قال: "اعلم أن الحق الذي ل محيص عنه بحسب الخبممار المتممواترةا التية وغيرها أن هذا القرآن الممذي فممي أيممدينا قممد وقممع فيممه بعممد رسول الله شيء مممن التغييممرات ،وأسممقط الممذين جمعمموه بعممده كثيرا ا من الكلمممات واليممات ،وأن القممرآن ..المحفمموظ عممما ذكممر، الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلم ،وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلم ،وهكذا إلممى أن انتهممى إلى القائم عليه السلم ،وهو اليوم عنده صلوات الله عليه". "ولهذا كما قد ورد صرحا ا في حديث سنذكره أن الله عز وجل كان قد سبق في علمه الكامل صممدور تلممك الفعممال الشممنيعة مممن المفسدين في الدين ،إذ أنهم كلما اطلعمموا علممى تصممريح فيممه ممما يضر لهم ،ويزيد في شأن علي عليممه السمملم وذريتممه الطمماهرين، حاولوا إسقاطا ذلك رأسا ا أو تغييره محرفين ،فكممان فممي مشمميئته الكاملممة مممن الطاقممة الشمماملة المحافظممة علممى أوامممر المامممة والولية ،وممارسة مظاهر فضائل النبي والئمممة ،بحيممث تسمملم من تغيير أهل التضييع والتحريف ،ويبقى لهل الحق مفادها ،مممع بقاء التكليمف ،لمم يكتمف بمما كمان مصمرحا ا بمه منهمما فمي كتمابه الشريف ،بل جعل جل بيانها بحسب البطون ،وعلى نهج التأويممل، وفي ضمن بيان ما تدل عليه ظواهر التنزيل ،وأشار إلى جمل من برهانهمما بطريممق المجممازأ والتعريممض ،والتعممبير عنهمما بممالرموزأ والتورية ،وسائر ما هممو مممن همذا القبيممل ،حممتى تتممم حججمه علممى الخلئق جميعاا ،ولو بعد إسقاطا المسقطين ما يدل عليهمما صممريحا ا بأحسممن وجممه وأجمممل سممبيل" البرهممان ،مقدمممة تحممت عنمموان "المقدمة الثانية في بيان ما يوضح وقوعا بعض تغيير في القممرآن، وإنه السر في جعل الرشاد إلى أمممر الوليممة والمامممة والشممارةا إلى فضائل أهل البيت وفرض طاعة الئمة بحسممب بطممن القممرآن وتأويله ص -36طا إيران[. ثم قال بعد نقل هذه العقيدةا عن كبار القوم وذكر أسمائهم: "وعنممدي يقيممن مممن وضمموح صممحة هممذا القممول )أي القممول بتحريف القرآن وتغييره( بعد تتبع الخبار ،وتفحص الثممار ،بحيممث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مممذهب التشمميع" ]البرهممان فممي تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني ،الفصل الرابع من المقدمة ص -49طا إيران[. وقال مثممل ذلممك الشمميخ علممي أصممغر الممبروجردي مممن أعيممان الشيعة في القرن الثالث عشر في الكتاب العقائدي: "وواجب علينا أن نعتقد أن القرآن الصلي لم يغير ولم يبدل وهو موجود عند إممام العص ر )الغمائب( عجمل اللمه فرجمه ،ل عنمد غيره ،وإن المنافقين قد غيروا وبدلوا القممرآن الموجممود عنممدهم" ]كتاب عقائد الشيعة فارسي ص -27طا إيران[. وبمثل ذلك كتب المل محمد تقي الكاشاني في كتممابه هدايممة الطممالبين ]ص -368طا إيممران[ وزأيممن العابممدين الكرممماني فممي رسالته تذييل ]ص 13وما بعد – طا مطبعة سعادةا بكرمان إيممران[، وأخوه في كتابه حسام الدين ،وقبلهما أبوهمما محممد كريمم خمان المتوفى سنة 1288ه ،صرح بذلك في كتممابه نصممرةا الممدين وأيضمما ا في كتابه إرشاد العوام الذي ألفه في العقائممد ،والسمميد علممي بممن نقي الرضوى مجتهد الشيعة بالهنممد فممي كتممابه إسممعاف المممأمول ]ص – 115طا مطبعممة اثنمما عشممرى لكنممؤ الهنممد سممنة 1312ه[ وغيرهم. هذا ولقد ذكرنمما فممي كتابنمما )الشمميعة والقممرآن( وقبلممه فممي )الشيعة والسنة( بأن علماء الشيعة ألفوا كتبا ا ورسممائل مسممتقلة في إثبات التحريف في القرآن في كل عصر وبلد وجدوا فيممه ،ول يخلو مكان أو زأمممان لمم تصمنف فيمه مثممل هممذه الكتمب كممما أثبتنمما أسممماءهم وأسممماء كتبهممم فممي كتبنمما المممذكورةا ،ولممم ينكممر هممذه العقيدةا ،من أنكممر منهممم ،إل مممداراةا للمسمملمين ،وتقيممة وخممداعا ا لهل السنة ،وسدا ا لباب المطاعن ،ولم يبنمموا إنكممارهم هممذا علممى رواية من أئمتهممم المعصممومين حيممث يزعمممون أن مممذهبهم قممائم على آرائهم وأفكارهم ،ول على أصول مطر موجود. رغم أن القائلين بهذه المقولة ،المتجاهرين بهممذه العقيممدةا، بينوا أسبابا ا ألجأتهم إلى اعتناقها والعتقاد بها .وأصول المذهب وأسسه التي وضع عليها ..تقتضي ذلك أيضاا ،وسمماندها وناصممرها رجال من الشيعة ،لولهم لما قام لديانتهم عود ،ول اسممتقام لهمما عمود. وهمممذا واضمممح وجلمممي ،ل نظمممن أنمممه يخفمممى علمممى عاقمممل وبصير]نظرةا على ما كتبه البهنساوي: من الغريب والمؤسف حقا ا أن بعض مممن ينتسممب إلممى العلممم من أهل السنة انخدعا بأباطيل الشيعة وأكاذيبهم فكيممف انخممدعا؟، وكيف خطف بصره بريق عقائدهم المزورةا الكاذبة؟ ،وكيف سمح لممه علمممه قبممل ضممميره ودينممه أن يتصممدى للممدفاعا عنهممم ،وعممن عقائدهم الخبيثة الملتويممة ،وعممن آرائهممم – المعوجممة ،وأفكممارهم الزائغة عن سواء السبيل؟ ،[.إل من أضله اللممه علممى علممم ،وختممم على سمعه وقلبه ،وجعل على بصره غشاوةا ،فمن يهديه من بعممد الله؟! كيف يكتب بدون معرفة وعلممم ،وبممدون فقممه وبصمميرةا؟ لقممد ظهر جهله الكلي بأصول مذهب الشيعة الثنى عشممرية والسممس الممتي قممام عليهمما ،بسممبب عممدم اطلعممه علممى كتبهممم الصمملية، ومراجعهممم القديمممة والحديثممة الصمميلة ،فممي التفسممير والحممديث والفقه والكلم والتاريخ ،مثممل السمميد الممدكتور علممي عبممد الواحممد وافي في كتابه )بين الشيعة وأهل السنة( والسممتاذ سممالم علممي البهنساوي في كتابه )السنة المفترى عليها( ،والدكتور عز الممدين إبراهيممم فممي كتممابه )ل أسمماس للخلف بيممن السممنة والشمميعة( وغيرهم من المخدوعين والمغممترين بل علممم ،وإن اللممه عممز وجممل يقول في كتابه :ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصممر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئول ] سورةا السراء الية .[36 وقال جل وعل .. :ول تكن للخائنين خصيماا ،واستغفر اللممه إن الله كان غفورا ا رحيماا .ول تجادل عن الذين يختانون أنفسممهم إن الله ل يحب من كمان خوانما ا أثيمما ا * يسمتخفون ممن النماس ول يستخفون من الله وهو معهم إذ يمبيتون مما ل يرضمى ممن القمول وكان الله بما يعملون محيطا ا * ها أنتم هممؤلء جممادلتم عنهممم فممي الحياةا الدنيا فممن يجممادل اللممه عنهممم يموم القياممة أم ممن يكممون عليهم وكيل ] سورةا النساء الية 105إلى .[109 ولقممد بينمما فيممما سممبق أغلوطممات السمميد الممدكتور وفممي ومغالطاته وجهله ،أو تجاهله لكتب الشيعة وعقائممدهم ،ونريممد أن نذيل بحثنا هذا بنظرةا خاطفة علمى مما كتبمه السمتاذ سمالم علمي البهنساوي في كتابه )السنة المفترى عليها( حيث تعرض سيادته لما كتبنا عن الشيعة وعممن عقائممدهم وآرائهممم حممول القمرآن فمي كتابنمما )الشمميعة والسممنة( فوقممف موقممف المممدافع عممن الشمميعة، والمكذب لما قلناه عنهم جمماهل ا قواعممد البحممث ،ومبممادئ الخلف، وأصول المناقشة ،كما أثبت على نفسه أنه ل يعرف عن معتقدات الشيعة وكتبهم التي تبحث فيها ،كثيرا ا ول قلي ا ل. فإن السيد الستاذ البهنساوي عقد فصل ا مستقل ا في كتممابه بعنوان )حوار حول دعوى تحريف الشيعة للقرآن( ]صممفحة -26طا دار البحوث العلمية الكويت الطبعة الولممى سممنة 1979م[ ،فكتممب يقول: "لقممد وجممدنا بيممن أهممل السممنة ومممن ينشممر كتبمما ا تتضمممن أن الدعوةا إلى التقريب بين السنة والشيعة يممراد بهمما تقريممب السممنة إلى معتقدات الشيعة التي تزعم أن القرآن الكريم محرف ،وهممذه وغيرها من البدعا الممتي تنسممجها اليممدي اليهوديممة الممتي هممي وراء الشيعة المامية". وما جاء فممي هممذه الكتممب عممن تحريممف القممرآن )أممما الشمميعة فممإنهم ل يعتقممدون بهممذا القممرآن الموجممود بيممن أيممدي النمماس والمحفمموظ مممن قبممل اللممه العظيممم ..مكممابرين للحممق وتمماركين للصواب. فهذا هو الختلف الحقيقي الساسي بين السنة والشيعة أو بالتعبير الصحيح بين المسمملمين والشمميعة لنممه ل يكممون النسممان مسلما ا إل باعتقماد أن القمرآن هممو الممذي بلغمه رسممول اللممه إلممى المسلمين بأمر من الله عز وجل(. واستند هممذا الكتمماب وغيممره إلممى روايممات للمحممدث الشمميعي الكليني في )الكافي في الصممول( واعتمبره كالبخمماري عنمد أهمل الشيعة .كما نقل الكاتب هذا عن ابن بابويه القمي ،ووصممفه بممأنه صدوق الشيعة" ]السنة المفترى عليهمما لسممالم علممي البهنسمماوي ص -66طا دار البحوث العلمية سنة 1979م[. وبدل ا من أن يبحث في الروايممات ويتحقممق مممن نسممبتها إلممى الكتب التي عزونا إليها ،أو نقدها نقدا ا علميا ا معقو ا ل ،بدل هذا كله كتب مقيما ا الحجة عليه وعلى عدم علمه ومعرفته فقال: "ولما كان البحث في كتب إخواننا الشيعة لكل من قممرأ كتممب إحسان ظهير ومحب الدين الخطيب وغيرهممما ليممس يسمميرا ا فقممد جمعت ما تضمنته هممذه الكتممب وقرنممه بالمصممادر والمراجممع الممتي نقلت عنها مممن كتممب الشمميعة ،وعرضممت ذلممك علممى الخ الصممديق المام محمد مهدي الصفي ليبين رأي أئمتهم في هذا الموضوعا" ]السنة المفترى عليها ص .[67 فمن كان هذا مبلغ علمه أله أن يحكم بين النمماس؟ وأن يممبين الحق من الباطل؟ وأن يفصل في القضية؟ أو يبممدي رأيمما حاسممما ا للنزاعا بالترجيح أو التكذيب؟ وهل في العالم شخص يقر على نفسه وعلممى أهلممه بالخطممأ والغلط؟ ويعترف بقصوره وجريمته؟ وهل ذكرنا كلما ا منقول ا عن غير أئمتهم حممتى يسممأل شمميعيا ا عن رأي أئمته في الموضوعا؟ ثم ماذا كان رد العالم الشيعي غير الكلم الفارغ والدعوى بل دليل أو بهان ،دون التطرق إلى نقد الروايات الممتي أوردناهمما فممي كتابنمما وأرسمملها إليممه السممتاذ البهنسمماوي حسممب قمموله ،وبيممان منطوقها ومفهومها ،ودون بطلن نسبتها إلى قائليها ،أو تجريممح الكتب التي وردت فيها وغير ذلك من المور التي يتطلبها البحممث العلمي والنقد الموضوعي ،اللهم إل ما ذكممر عممن السمميد الخمموئي ومحمممد رضمما المظفممر والبلغممي وكاشممف الغطمماء والطباطبممائي بأنهم أنكروا التحريف في القرآن ]انظر :صفحة 68وما بعممد مممن الكتاب المذكور[. والجدير بالذكر أو ا ل :أن هؤلء الخمسة كلهم مممن المتممأخرين ومن عصرنا هذا ،وليسوا من العمدةا في المذهب ،ول يعممدون مممن أئمة التشيع. ثانياا :أن بعضا ا منهم كتبوا مقولتهم هذه في كتب دعائية لم تكتب للشيعة بل كتبت لخداعا المسلمين أهممل السممنة ،ولسممد بمماب المطاعن عليهم. ثالثاا :أن جميع المذكورين ممن يدينون بدين التشمميع ،الممدين الذي قالوا فيه نقل ا عن جعفر أنه قال: "إنكم على دين من كتمه أعزه اللممه ،ومممن أذاعممه أذلممه اللممه" ]الكافي للكليني ج 2ص -222طا إيران وج 1ص -485طا الهند[. و"إن تسعة أعشار الدين في التقية ،ول دين لمن ل تقية له" ]الكممافي فممي الصممول ج 2ص -217طا إيممران وج 1ص -482طا الهند[. سوف نذكر هذا البحث في محله من هذا الكتاب إن شاء الله. رابعاا :أن كل واحد من هؤلء لممم يفصممح عممن سممبب اعتقمماده عدم التحريف في القرآن ،ول الجممواب علممى ممما ورد عممن أئمتهممم ورودا ا مستفيضا ا متواتراا. خامساا :لم يدعا واحد من هؤلء أن مذهب التشيع مبني علممى آرائه وأقواله ،كما لم يدعا العصمة لنفسه مممع إقممراره وإعلنممه أن مذهبه مأخوذ من أئمته المعصومين الثنى عشر من علي وأولده، ومبني على أقوالهم ،وأفكارهم ،وهذه الراء والفكممار لممم تنقممل إل مممن كتممب الصممول الربعممة ،أهمهمما وأجلهمما الكممافي للكلينممي، والكتب الخرى التي نقلنا منها تلك المرويات الممتي تممدل صممراحة على التحريف في القرآن. سادساا :أن ليس أحد من هؤلء يسمماوي أو يضمماهي أو يممداني واحدا ا ممن جاهر بالقول بالتحريف مممن المتقممدمين والمتممأخرين من المحدثين والمفسرين والفقهاء والمتكلمين ،ولم يذكر هؤلء الخمسة أولئك المجاهرين بممالتحريف إل بكممل التعظيممم والتكريممم والجلل والتفخيمم وتلقيبهمم إيماهم بالئممة والكمبراء والزعمماء والقممادةا ،فممأين الخمموئي مممن الصممفار؟ والبلغممي مممن الكلينممي؟ والطباطبائي من القمي والعياشي والفرات الكوفي؟ والمظفممر وكاشف الغطاء من المفيد ،والطبرسي؟ أين هؤلء من أولئك؟ سابعاا :لم يستطع هؤلء التقول بأنهم لممم يكونمموا معتقممدين التحريف في القرآن. ثامناا :لم يبنوا فساد مقولتهم وسبب ضممعف أقمموالهم وعلممة الضعف؟. تاسممعاا :بعممض هممؤلء أنفسممهم أوردوا فممي كتبهممم نفممس الروايات التي تنص على التحريف فممي القمرآن دون التعممرض لهمما بالنقد والجرح. عاشراا :لم يتجرأ واحممد منهممم علممى أن يكتممب كتابمما ا أو جممزءا ا مستقل ا أو رسالة مستقلة لثبات عدم التحريف في القرآن والرد على قائليه مع بيان بطلن ما ذهبوا إليه. تلك عشرةا كاملة ] ..سورةا البقرةا اليمة ،[196إن فمي ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ] س ورةا ق~ في الية .[37 .. قل هل يستوي الممذين يعلمممون والممذين ل يعلمممون إنممما يتذكر أولوا اللباب ] سورةا الزمر الية .[9 ولو كان مجمرد النكممار يكفممي فل يلمزم خصممم مممن العمالمين بشيء لنه أنكر ،ووجد من ينكر معه مممن جممماعته اثنيممن أو ثلثممة، فالسني مثل ا ل يلزم بشيء ورد في الصممحيحين ،أو فممي الصممحاح الخممرى غيرهممما ،أو المجمماميع والمسممانيد ،ولممو بطريممق الثقمماةا الضباطا العدول؛ لنه ينكر صحته !.دون الرجوعا إلممى قواعممد ثابتممة وأسس متينة ،وكممذلك الشممافعي والحنفممي والمممالكي والحنبلممي، وأكثر من ذلك اليهودي والنصممراني والبمموذي وغيرهممم ،يمكممن أن يتظاهر الواحد منهم بإنكممار أي شميء ل يجممد الجمواب عنممه ،ويجممد نفسه في مأزأق ضيق حرج ..مع إقرار قادتهم وسادتهم وأئمتهممم وزأعممممائهم وعممممدائهم ،وحججهمممم ،وممممع إقرارهمممم بممممذهبهم ودياناتهم. نعم! يمكن القرار بممالتبرؤ مممن ذلممك المممذهب وتلممك الديانممة بأني ل أؤمن بالمذهب الذي هذه تعليماته وإرشاداته ،وتلك الديانة التي هذه آراؤها ،وأفكارها وتلك قواعدها وأسسها. فكل من ينتسب إلى أهل السممنة ل يسممعه إنكممار ممما ورد مممن سنة النبي الكريم الثابتة عنه وما كان عليه أصحابه ما دام سنياا. وأما إذا أراد ذلك )النكار( فله ،ولكن ليس لممه أن يعممد نفسممه من أهل السنة. فعلى هذا ليس على الشيعة الثنى عشرية أن ينكروا ما ثبت من عقائممدهم وممما تفممرعا وقممام عليممه مممذهبهم ممما داممموا يممدعون التشيع. ولهممم أن ينكممروا كممل ممما يرونممه مخالفمما ا للسمملم ومنافيمما ا للفطرةا والعقل ممع ثبموته فمي ممذهبهم ومسملكهم ،وكمونه ممن العقائممد الساسممية لممديانتهم ولكممن مممع التممبرؤ مممن هممذه الديانممة الزائفة التي تشتمل على مثل تلك العقائد الفاسدةا الواهية. وإننا لنرحب بكل من يقدم علممى هممذا ،ويقممول بهممذا القممول، ويعلن بهممذا العتقمماد ،وبممذلك سمميرتفع الخلف ،ويحسممم النممزاعا، ونكون عباد الله إخواناا ،وإخوةا فممي العقيممدةا ،يؤمنممون كلهممم بممما نزل على محمد صلوات اللممه وسمملمه عليممه ،وتممولى اللممه حفظممه وصيانته من التغيير والتحريف بقوله :إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ] صورةا الحجر.[9 : وبقوله جل وعل :ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد ] سورةا فصلت.[42 : ولقد أدرك خطر هذا العتقاد أي اعتقاد عممدم التحريممف فممي القرآن محدثو الشيعة ومفسممروهم وأهممل الكلم والفقممه منهممم، فلذلك قال قائلهم: "اعلم أن تلك الخبار منقولة من الكتب المعتبرةا التي عليهمما معممول أصممحابنا فممي إثبممات الحكممام الشممرعية والثممار النبويممة" ]المحدث النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب ص .[252 و"إن الخبار في هذا الباب متممواترةا معنممى ،وطممرح جميعهمما يوجب رفع العتماد على الخبار رأساا ،بممل ظنممي أن الخبممار فممي همذا البماب ل يقص ر عمن أخبمار الماممة فكيمف يثبتونهما بمالخبر" ]خاتمة محممدثي الشمميعة الملك بمماقر المجلسممي فمي كتممابه ممرآةا العقول نقل ا عن فصل الخطاب ص .[353 و"إن هذه العقيدةا لمن ضروريات مذهب التشمميع" ]المفسممر الشيعي المشهور في مقدمة تفسيره البرهان الفصل الرابممع ص .[52 وإن كان من ينكر هممذا العتقمماد مممع انتسممابه إلممى الشمميعة ل ينكر إل تقية ،وقد نممص علممى ذلممك الكممثيرون مممن علممماء الشمميعة، ومنهم السيد أحمد سلطان أحد أعيان القوم في الهند: "إن علماء الشيعة الذين أنكروا التحريف في القرآن ل يحمل إنكارهم إل على التقية" ]تصحيف كاتبين ص -18طا الهند[. وهذه العبارةا نص في المسألة. وقبل أن ننتقل إلى موضوعا آخر نريد أن نذكر ههنا أن السيد الصفي الذي أرسممل إليممه السمميد البهنسمماوي – حسممب مقممولته – الروايات التي أرودناها في كتابنا )الشيعة والسنة( لبيممان عقيممدةا الشيعة في القرآن ،والتي تزيد على ستين رواية لم يممبين العممالم الشيعي المذكور فيها رأيه حسب البحث العلمي السليم ،كممما لممم يتكلم في قيمة الكتب التي وردت فيها هذه الروايات ،وكممذلك لممم يستطع أن ينكر علينا قولنا بممأن الكلينممي عنممد الشمميعة كالبخمماري عندنا ،وابمن بمابويه القممي همو الملقمب بالصمدوق عنمد الشميعة، اللهم إل ما ذكر عن رواية أوردناها في كتابنا عن علي بن إبراهيم القمممي فممي تفسمميره عممن أبيممه عممن الحسممين بممن خالممد فممي آيممة الكرسي: إن أبا الحسن علمي بمن موسمى الرضما – الممام الثمامن عنمد الشيعة -قرأ آية الكرسي هكذا" :الله ل إله إل هو الحي القيمموم ل تأخذه سنة ول نوم له ما في السماوات وما في الرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادةا ،الرحمن الرحيممم" ]تفسممير القمي ج 1ص 84طا إيران[. فقال بعد ذكر هذه الرواية :إنها رواية غيمر معتمبرةا وضمعيفة لن الحسين بن خالد الصيرفي أحد الرواةا في سلسلة الحديث لم تثبت وثاقته ]السنة المفترى عليها للبهنساوي ص .[73 ويا ليته عمل هذا العمل في جميع الروايممات الممتي أوردناهمما، وانتقممدها انتقممادا ا علميمماا ،حممتى يعلممم الجميممع ويعممرف الكممل ،أن الروايات التي وردت في هذا الموضوعا ضعيفة فعل ا لدى الشمميعة، ومجروحة ،فليس لمخالف في الرأي والعقيممدةا أن يلزمهممم بمثممل هذه الروايات الواهيات ،ولكن أنى له ولغيره أن يتجرأ علممى هممذا؟ لن الحاديث في هذا الموضوعا جاوزأت ألفي حديث وخبر. ثم من يشجع السيد الصفي ومن يسلك مسمملكه ويطمئنهممم على أن أهل السنة ل يعرفون عن رواةا الشمميعة شمميئاا ،ويجهلممون كتب رجال القوم ،من يضمن لهم كل هذا؟! .فلذلك ترى أنهم عند تهربهم من مثل هذه المآزأق وتسللهم بعيدا ا عممن هممذه البحمماث ل يلتجئون إلى البحممث الموضمموعي والنقممد العلمممي إل إلممى النكممار المحض الذي ل يشبع ول يغني من جوعا. فحمدا ا لله أن السيد المذكور تجاسر وأقممدم علممى هممذا حممتى وجده الستاذ البهنساوي والدكتور عز الدين إبراهيممم كافيمما ا للممرد علينا وعلى محب الدين الخطيب. لكن ما هي الحقيقة؟ وما هممو الصممدق؟ تعممالوا انظمروا معممي لكي ينجلي الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. فالسيد الصفي على دأب أسلفه الذين جعلمموا الكممذب دينممه وديدنه ،فإنه يدعي ،نقل ا عن أحممد المعاصممرين ،أن أحممد رواةا هممذه الرواية ،وهو الحسين بن خالد الصيرفي لم تثبت وثمماقته ،مممع أنممه من أصحاب موسى الكاظم – المام السابع المعصوم عند الشمميعة – وعلي بن موسى الرضا – المام الثامن المعصوم عندهم – ولقممد صرح بذلك الطوسي الملقب بشيخ الطائفة الشيعية فممي رجمماله، فذكر أنه من أصحاب الكاظم ]رجممال الطوسممي ص – 347طا قممم إيران[ ،وأنه من أصحاب الرضا ]ص .[373 ده وكذلك الرجالي الشيعي القديم أبو جعفر أحمد البرقي عمم ت من أصحاب موسى الكاظم ]انظر :كتاب الرجممال للممبرقي ص -53 طا طهران[. وكذلك الردبيلي الحائري في كتابه )جامع الرواةا( ]انظممر :ج 1ص -238طا قم إيران[. وقال فيه آية الله الزنجاني ،الذي يلقبونه بممالفقيه المحقممق المدقق سماحة الحجة آية الله الشيخ موسى: ده الشمميخ مممن أصممحاب الرضمما الحسين بن خالد الصيرفي عمم ت عليه السلم وقبله من أصممحاب الكمماظم ،ثممم ذكممر بعممض مرويمماته ومن روى عنه ،ومن يروي عنهم ،ثم قال: وجل رواياته دالة على حسن اعتقاده ،أحمماديثه علممى كثرتهمما وجودتها في غاية السممتقامة ،والغممالب روايتممه عممن الرضمما عليممه السلم ،والكثر رواية عنه علي بن معبد ،ل أحسب الرجل إل ثقممة جلي ا ل ،وأعد ممما رواه فممي الصممحيح" ]الجممامع فممي الرجممال ج 1ص -594طا قم إيران سنة 1394ه[. فهذا هو الرجممل الممذي قممال عنممه السمميد الصممفي :لممم تثبممت وثاقته ،والذي لجله ضعف الرواية. فماذا يقممول المنصممفون فيممه بعممد ثبمموت صممحابيته لمممامهم ووثاقته؟ زأد على ذلك أن هذه الرواية ليست بفريدةا في موضوعها ،بل ز لها شواهد ومتابعات في تفسير القمي وغير القمي. والسيد الصفي معذور في ذلك ،حيممث اختممار روايممة واحممدةا، من روايات كثيرةا أوردناها من تفسير القمي في هممذا الموضمموعا، وهذه حقيقة نقده وجرحه ،وجرأته على مثل هذا القدام. ثمم اختمار السميد الممذكور روايمة واحمدةا كمذلك ممن الكمافي للكليني ،وتكلم على أحد رواتها مع أنه أئمتممه فممي الرجممال ذكممروا بأن ذلك الراوي وهو معلي بن محمد يعتمد عليه شمماهداا ،ولكممي ل يطول بنا الحديث نسأله هو ،وليفهم البهنساوي وغيره: لممماذا لممم يتكلممم علممى أول روايممة أوردناهمما فممي كتابنمما مممن الكليني في كافيه لثبات عقيدةا التحريف والحذف والنقصان في القممرآن؟ هممي روايممة مشممهورةا معروفممة ،ونممص فممي الموضمموعا نسوقها فيما يلي: "عن علي بن الحكم عن هشام بن سممالم عممن أبممي عبممد اللممه )جعفر( عليه السلم قال :إن القرآن الممذي جمماء بممه جبريممل عليممه السمملم إلممى محمممد يزيممد سممبعة عشممر آلمف آيممة" ]الكممافي فمي الصول للكليني ،كتاب فضل القرآن ج 2ص -634طا إيران[. مممع أن القممرآن الموجممود بأيممدي النمماس آيمماته سممتة آلف آيممة وكسر" ]وقد أخطأ الدكتور وافممي فممي هممذا أيضمما ا حيممث قممال :إن الكليني ينسب إلى المام الصممادق مممن القممول :إن القممرآن الممذي نزل على محمد يزيد سبعمائة وسممبع وثلثيممن آيممة علممى القممرآن الذي نتلوه[. فماذا يقول الصفي ومن دونه مممن علممماء الشمميعة أجمعيممن في هذه الرواية ورواتها حيث أنهمما صممريحة فممي معناهمما ،واضممحة في مفهومها ،ل تحتمل التأويل والتفسير ،وإن رواتها لمعدودون على النامل ،معروفون مشهورون لدى الشيعة؟ أما محمد بن يعقوب الكليني فهو هو ،وأممما علممي بممن الحكممم فقد كتب عنه الردبيلي الحائري بعممد ممما ذكممر أنممه هممو الممذي روى الرواية المذكورةا في باب فضل القرآن وفي باب النوادر: "ثقة جليل القدر" ]جامع الرواةا ج 1ص .[575 والتفرشي في كتابه نقد الرجال ]ص -234طا قم إيران[. وأما هشام بن سالم فقد ذكره شيخ الطائفة الطوسممي فممي أصحاب جعفر الصادق ]رجال الطوسي ص .[329 وكذلك في أصحاب موسى الكاظم ]ص .[363 وقال الرجالي الشيعي القديم النجاشي: هشام بن سالم الجواليقي ..روى عممن أبممي عبممد اللممه وأبممي الحسن عليهما السلم .ثقة ثقة ]رجال النجاشممي ص -305طا قممم إيران[. ونقممل الحممائري بعممد ذكممر هممذا كلممه عممن شمميخ الطائفممة فممي فهرسته أنه صحيح العقيممدةا معممروف الوليممة غيممر مممدافع ]جممامع الرواةا ج 2ص .[315 وقممد ذكممر الكشممي فممي مممدحه روايممات ]انظممر لممذلك :رجممال الكشي ص .[239 وأمما أب عبممد اللمه جعفمر بمن البمماقر فمقممامه معممروف لمدى الشيعة حيث يعدونه معصوما ا ل يخطئ .فهذه هي الرواية الولممى التي أوردناها في مبحثنا :الشيعة والقرآن :فممي كتابنمما )الشمميعة والسنة( الذي أرسله الستاذ البهنساوي إلى السيد الصممفي ،فل ندري لماذا تخطى السيد الصفي هذه الرواية والروايات الكممثيرةا الخرى المنقولة في الكافي أيضا ا إلى الرواية التي جعلها غرضمما ا لنقده وجرحه؟ إل أنه لم يجد في رواةا بقية الروايات من يستطيع أن يتكلم فيهم؟ وها نحن نعلن بأننا نرحب بكل عالم شمميعي ينممبري ويتصممدى لتضعيف روايات أوردناها في كتبنا حول هذا الموضوعا من أمهات كتممب الشمميعة وأهممم مراجعهممم سممالكا ا مسمملك النقممد والجممرح المعروف ،وملتزما ا القواعد الثابتة والسممس المعروفممة فممي هممذا الشأن. فهذه حقيقة رد الشيعة علينا ،وهذه حقيقة الحوار المزعمموم حول عقيدةا الشيعة في القرآن. ولممو كممان السممتاذ البهنسمماوي متحريمما ا عممن الحممق وطالبمما ا الحقيقة لكان عليه أن يتثبت من الموضوعا ويرسل بيممان الصممفي إلينا قبل إدراجه في كتابه ،سامحنا الله وإياه وغفر له ما بدر منممه على إضلله كثيرا ا من المسلمين أهل السنة. وقبل أن نختم الكلم في هذا الموضوعا نريممد أن نمبين شممبهة سمم و ذج أهممل السممنة بهممذا أخرى يثيرها الشيعة ،ويقع فيها كثير من م الخصوص ،وهي: أن الشيعة ل يقرءون إل هذا القممرآن ول يتنمماقلون بينهممم إل هذا نفسه ،وإن كان لهم قرآن غير هذا فأين هو؟ فإن لم يكونوا يؤمنون به ،ويعتقدون فيه التحريممف والحممذف والنقصان فلماذا يقرءونه؟ فالجواب :إن من يقول بهذا الكلم من أهممل السممنة ل يقمموله إل جهل ا بمعتقات الشيعة ومروياتهم ومممن يقمموله مممن الشمميعة ل يقمموله إل خممداعا ا للمسمملمين أهممل السممنة وتغطيممة للحممق وتعميممة للبصار ،لن القوم نصوا على ذلك وصرحوا بممأن القممرآن الصمملي المحفوظ هو عند القائم من ولد علي رضي الله عنه ،وأن الشيعة أمروا بقراءةا هذا القرآن إلى أن يخرج القائم كما يممروي الكلينممي في كافيه عن سالم بن سلمة أنه قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السمملم وأنمما أسمممع حروفمما ا من القرآن ليس على ما يقرأه النمماس فقممال أبممو عبممد اللممه عليممه ف عن هذه القراءةا اقرأ كما يقممرأه النمماس حممتى يقمموم السلم :ك ت القائم ،فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل علممى حممده وأخممرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلم ،وقال :أخرجممه علممي عليممه السلم إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ،فقال لهم :هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد ، ل حاجة لنا فيممه ،فقممال :أممما والله ل ترونه بعد يومكم هذا أبداا ،إنما كان علي أن أخممبركم حيممن جمعته لتقرءوه" ]الكافي في الصول ج 2ص -633طا طهران[. وروى أيضا ا بسنده: عن عدةا من أصحابنا عن سهل بن زأياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلم قال :قلت له: "جعلت فداك إنا نسمع اليات في القرآن ليس هي عندنا كم نسمعها ول نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم ،فهل نأثم؟ فقال: ل! إقرءوها كما تعلمتم فيجيئكم من يعلمكم" ]الكممافي بمماب أن القرآن يرفع كممما أنممزل ج 3ص -119طا طهممران ،وص -664طا الهند[. ا ا وأيضا ما رواه الطبرسي في )الحتجماج( كمذبا علمى أبمي ذر رضي الله عنه أنه قال: لما توفى رسول الله جمع علي عليه السمملم القممرآن وجمماء به إلى المهاجرين والنصار وعرضه عليهممم لممما قممد أوصمماه بممذلك رسول الله ، فلما فتحممه أبممو بكممر خممرج فممي أول صممفحة فتحهمما فضائح القوم ،فوثب عمر فقال :يا علي! اردده فل حاجة لنا فيه، فأخذه علي عليه السلم وانصرف ،ثم أحضر زأيممد بممن ثممابت وكممان قارئا ا للقرآن ،فقال له عمر :إن عليا ا عليه السلم جاءنمما بممالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والنصار وقد أردنا أن تؤلممف لنمما القممرآن وتسقط منه ممما كممان فيممه فضمميحة وهتممك للمهمماجرين والنصممار، فأجابه زأيد إلى ذلك ،ثم قال :فإن أنا فرغت من القممرآن علممى ممما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه ،أليس قد بطممل كممل ممما قممد عملتم؟ ثم قال عمر :فما الحيلة؟ قال زأيممد :أنتممم أعلممم بالحيلممة، فقال عمر :ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه؟ فدبر في قتلممه على يد خالد بن الوليد ،فلم يقدر على ذلك ،وقد مضى شرح ذلك. فلممما اسممتخلف عمممر سممأل عليمما ا أن يممدفع إليهممم القممرآن فيحرفوه فيما بينهم ،فقال :يا أبا الحسن! إن كنت جئت بممه إلممى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه ،فقال علممي عليممه السمملم: هيهات! ليس إلى ذلك سبيل ،إنما جئت بممه إلممى أبممي بكممر لتقمموم الحجة عليكم ول تقولوا يوم القيامة إنا كنمما عممن هممذا غممافلين ،أو تقولوا ما جئتنا به ،إن القرآن الذي عندي ل يمسممه إل المطهممرون والوصياء من ولدي ،فقال عمر: فهل وقت لظهاره معلوم؟ قال علي عليه السلم :نعم! إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه ،فتجري السنة به" ]الحتجمماج للطبرسممي ج 1 ص ،228الصافي للكاشاني ج 1ص .[27 وعلى ذلك جعلوا من عقائدهم: "وواجمب علينما أن نعتقمد أن الق رآن الصملي لمم يغيمر ولمم يبدل ،وهو الموجود عند إمام العصر الغائب عجل الله فرجه ل عند غيره" ]عقائد الشيعة الفارسي علي أصغر الممبروجردي ص -27طا إيران[. وقال الكرماني: "وقممع التحريممف والتصممحيف والنقممص فممي القممرآن ..وأن القرآن المحفوظ ليس إل عنممد القممائم ..وإن الشمميعة لمجبممورون على أن يقرءوا هذا القرآن تقية بممأمر آل محمممد عليهممم السمملم" ]تذييل في الرد على هاشممم الشممامي ص 13وممما بعممد-طا كرمممان إيران[. وقال المفسر الفيض الكاشاني فممي تفسمميره ردا ا علممى مممن يقول بعدم التحريف في القرآن: أقول :يكفي في وجوده فممي كممل عصممر وجمموده جميعمما ا كممما أنزله الله محفوظا ا عند أهله ووجود ما احتجنا إليه منممه عنممدنا وإن لم نقدر على الباقي" ]تفسير الصافي المقدمة السادسة ج 1ص .[36 وقال السيد نعمممت اللممه الجزائممري مجيبمما ا علممى نفممس هممذه الشبهة: فإن قلت :قد جازأت القراءةا في هذا القرآن مع ما لحقه مممن التغيير؟ قلت :قد روى في الخبار أنهم عليهم السلم أمروا شيعتهم بقراءتهم هذا القرآن الموجود بأيدي الناس فممي الصمملةا وغيرهمما والعمل بأحكامه حتى يظهمر مولنما صماحب الزممان فيرتفممع هممذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلم فيقرأ ويعمل بأحكممامه ..والخبممار الممواردةا بهذا المضمون كمثيرةا جمداا" ]النموار النعمانيمة للجزائمري ج 2ص .[364 ،363 ا وأخيممرا ننقممل ممما ذكممره المفسممر الشمميعي المشممهور السمميد هاشم البحراني المتوفى عام 1108ه: اعلم أن الحق الذي ل محيص عنممه بحسممب الخبممار المتممواترةا التية وغيرها أن هذا القرآن الممذي فممي أيممدينا قممد وقممع فيممه بعممد رسول الله شيء من التغييرات ،وأسقط الذي جمعوه كثيرا ا مممن الكلمات واليات ،وإن القرآن المحفمموظ عممما ذكممر ،الموافممق لممما أنزله الله تعالى ،ما جمعه علي عليه السلم وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلم ،وهكممذا إلممى أن انتهممى إلممى القممائم عليه السلم ،وهو اليوم عنده صمملوات اللممه عليممه" ]البرهممان فممي تفسير القرآن مقدمة ص .[36 ا وبعد هذا كلممه ل نممرى أن أحممدا ينطلممي عليممه كممذب القمموم أو تخفى عليه عقيدتهم الحقيقية الصلية ونسأل اللممه عممز وجممل أن يهدينا وإياهم إلممى سممواء السممبيل ،وجعلنمما وإيمماهم ممممن يسممتمع القول ويتبع أحسنه ويعممرف الخطممأ ول يصممر عليممه ول يعانممد ،بممل يرجع إلى الحق والصواب. الباب الثالث سنة النبوية الشيعة الثنا عشرية وال س إن الصل الثاني من أصول الشريعة السلمية هو السنة .أي ممما ثبممت عممن رسممول اللممه قممول ا أو فعل ا أو تقريممراا .وقممد أمرنمما بالتمسممك بهمما .. وم ا آتمماكم الرسممول فخممذوه وممما نهمماكم عنممه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ] سورةا الحشر الية .[7 وإن الرسول هو الناطق بالوحي وما ينطممق عممن الهمموى * إن هو إل وحي يوحى ] سورةا النجم الية .[3 وعلى ذلك جعلت طاعته طاعة اللممه ومعصمميته معصممية اللممه من يطع الرسول فقد أطاعا الله ومن تولى فمما أرسملناك عليهمم حفيظا ا ] سورةا النساء الية .[80 ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبممع غيممر سبيل المممؤمنين نمموله ممما تممولى ونصممله جهنممم وسمماءت مصمميرا ا ]سورةا النساء الية .[115 ولممذلك قرنممت إطاعممة الرسممول بإطاعممة اللممه أطيعمموا اللممه ورسوله ول تولوا عنه وأنتم تسمعون ] سورةا النفال الية .[20 واليات في هذه المعنممى كممثيرةا جممداا ،ومنكممر السممنة النبويممة الثابتة عن كافر ،كما أن منكر القرآن خارج عن الملممة السمملمية، لن السممنة بيممان للقممرآن وتوضممح وشممرح لممه وتفسممير لمعممانيه ومطالبه .. وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ] سورةا النحل الية .[44 وعلى ذلك قال المام ابن حزم الندلسي: لو أن امرأ قال :ل نأخذ إل بما وجدنا في القرآن لكان كممافرا ا بإجماعا المة" ]الحكام في أصول الحكام[. وقال: إنما احتججنا في تكفيرنا من استحل خلف ما صح عنممده عممن رسول الله بقول الله تعالى مخاطبا ا لنبيه : فل وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شممجر بينهممم ثممم ل يجدوا في أنفسهم حرجا ا مما قضيت ويسمملموا تسممليما ا ] س ورةا النساء الية .[65 فكل ما يصدر عن رسول الله ويثبت عنه صممدوره ،منكممره ل يكون مؤمنا ا بنص القرآن. وهذا الموضوعا لممه تفصمميل فممي محلممه ل نريممد الطنمماب فيممه ههنا. ومحممل الشمماهد فممي هممذا المبحممث أن السممنة النبويممة علممى صمماحبها الصمملةا والسمملم لهمما منزلتهمما ومكانتهمما فممي التشممريع السلمي ،كما أنهمما مممن السممس الممتي تحسممم النزاعممات الدينيممة والمذهبية حسب قول الله عز وجل: .. فإن تنازأعتم في شمميء فممردوه إلممى اللممه والرسممول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الخر ذلك خير وأحسن تممأويل ا ] س ورةا النساء الية .[59 ولكن الشيعة ل يقرون بهذا الصل الثاني مثل عدم إقرارهم بالصممل الول ،وبنفممس النقممول والحيممل ،وبنفممس المقممولت والعلل. فإنهم يقولون :إن السنة النبوية منقولة عن طريق أصممحاب محمد صلوات الله وسمملمه عليممه ،وإن أصممحابه ارتممدوا كلهممم بممما فيهم سادةا بني هاشم وغيره من النصممار والمهمماجرين إل ثلثممة: مقداد ،وأبو ذر ،وسمملمان ،وهممؤلء لممم يممرو عنهممم إل القليممل بممل وأقل من القليل ،وأما البقية فل يطمئن إليهم ول إلى مرويمماتهم لنقلبهم على أعقابهم إلى الكفر – نعوذ بالله من ذلك ونسممتغفر الله من الكذب المتعمد على الرسول – ول يعتمد عليهم ول يوثممق بأخباره ،فإنها ساقطة ،مكذوبة ،موضوعة. فكل حديث أو خبر نقل عن أحد من هؤلء ،أو ورد فممي سممنده أحد ينتهممج منهجهممم ويتبممع خطمماهم يسممقط مممن العتبممار ،فهممذه قاعدةا محكمة متينة في مصطلح الحديث عندهم ،حتى أقممر بممذلك محمد الحسين آل كاشف الغطمماء فممي كتممابه الممدعائي المشممهور، الذي لم يكتبه إل لخداعا المسلمين أهممل السممنة تغطيممة للحقممائق، وتعمية عليهم الصدق ،حيث قال: إنهم )الشيعة( ل يعتبرون بشيء من السنة أعنممي الحمماديث النبوية إل ما صح لهم عن طريق أهل المبيت عمن جمدهم يعنمي مما رواه الصادق عن أبيه الباقر عن أبيه زأيممن العابممدين عممن الحسممين السبط عن رسول الله سلم الله عليهم جميعاا ،أما ما يرويه مثممل أبي هريرةا وسمممرةا بممن جنممدب ومممروان بممن الحكممم وعمممران بممن حطممان الخممارجي وعمممرو بممن العمماس ونظممائرهم فليممس لممه عنممد المامية من العتبار مقدار بعوضة ،وأمرهم أشممهر مممن أن يممذكر" ]أصل الشيعة وأصولها ص -79طا مؤسسة العلمي ببيروت[. وقد فصل القول في ذلممك حسممين بممن عبممد الصمممد العمماملي المتوفى سنة 984ه في كتابه الممذي كتبممه فممي مصممطلح الحممديث ]ويعد الشيعة كتابه هذا ثاني مؤلف في علوم الحديث لديهم ،وقد سبقه في ذلممك أسممتاذه الملقممب بالشممهيد الثمماني) .انظممر ريمماض العلماء([ يقممول فيممه العمماملي ردا ا علممى أهممل السممنة فممي تعممديل الصحابة رضوان الله عيهم أجمعين: وقد جممازأف أهممل السممنة كممل المجازأفممة بممل وصمملوا إلممى حممد المخارفة فحكموا بعدالة الصحابة من لبس منهم الفتن ومممن لممم يلبس ،وقد كان فيهم المقهورون على السلم ،والداخلون على غير البصيرةا ،والشكاك ،كما وقع من فلتات ألسنتهم الكممثير .بممل كان فيهم المنافقون ،كما أخبر به الباري جل ثناؤه ،وكممان فيهممم شاربو الخمر ،وقاتلو النفممس ،وفمماعلو الفسممق والمنكممرات ،كممما نقله عنهم ،وما نقلنا نحممن بعضممه فيممما سممبق مممن صممحاحهم مممن الحمماديث المتكممثرةا المتممواترةا المعنممى يممدل علممى ارتممدادهم بعممد رسول الله فضل ا عن فسقهم – ثم قال :-إن الصحابة على ثلثة أقسممام :معلمموم العدالممة ]ومعممروف أن الروايممة ل تقبممل إل عممن معلوم العدالة كما عرف المؤلف المذكور :الصحيح ،هو ممما اتصممل سنده بالعدل المامي الضابط مثله حتى يصل إلى المعصمموم مممن غير شذوذ ول علة .انظر :كتاب وصول الخيار إلى أصول الخبممار ص -93طا مطبعممة الخيممام قممم سممنة 1401ه[ ،ومعلمموم الفسممق، ومجهول الحال ،أما معلوم العدالة فكسلمان والمقداد وممممن لممم يمل عن أهل البيت طرفة عين.. وأما معلوم الفسق والكفر فكم مال عن أهل الممبيت وأظهممر لهم البغض والعداوةا والحرب ،فهذا يدل على أنه لم يكن آمن ،بممل كان منافقا ا أو أنه ارتد بعد النبي كما جاء فممي الخبممار الصممحيحة عندهم ،لن من يحب النبي ل يبغض ول يحارب أهممل بيتممه الممذين أكد الله ورسوله كل التأكيد في مدحهم والوصممية بهممم والتمسممك بحبهم ..وهؤلء نتقرب إلى الله تعالى ورسوله ببغضممهم وسممبهم وبغض من أحبهم – ومن هم يا تممرى؟ -والجابممة نقل ا عممن علممي :- هم الذين – بقوا بعده )رسول الله ( فتقربوا إلممى أئمممة الضممللة والدعاةا إلى الضلل بالزور والكممذب والبهتممان ،فولمموهم العمممال وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم أموال الدنيا ،وإنما الناس مع الملوك والدنيا إل من عصمه الله" ]وصول الخيار إلممى أصممول الخبار تحسين العاملي ص 162وما بعد[. وتكفير عثمان :بأنه كان يحكممم بغيممر ممما أنممزل اللممه" ]انظمر: صفحة .[78 وتكفير معاوية :على أنه كان يحمل غل ا كامناا ،وكفرا ا باطنمماا" ]انظر :صفحة .[79 وتكفير عائشة أم المؤمنين :حيث كذب على النبي أن رسول الله قام خطيبا ا فأشار نحو مسكن عائشة وقال: ورفضنا عامة أصحابه ،وطرحنا ما تفردوا بنقله ،إل من علمنا من الصلح كسلمان والمقداد وعمار بن ياسر وأبي ذر وأشباههم من أتقياء الصحابة وأجلئهم المقررين في كتممب الرجممال عنممدنا" ]وصول الخيار إلى أصول الخبار لحسين بن عبد الصمد العمماملي ص .[84 ثم بتين الحكم العام فقال: "فصحح العامة كلها وجميع ما يروونه غيممر صممحيح" ]وصممول الخيار إلى أصول الخبار ص .[94 وقد بالغوا في هذا إلى أن جاوزأوا جميع الحدود حتى قالوا: الصل في التشريع عندهم هو مخالفة أهل السنة ،وممما روى عنهم وعممن أعيممانهم وعلممى رأسممهم أصممحاب رسممول اللممه ،وممما يرونه من الرأي كما نقلنا ذلك سابقا ا وكما سنذكره بعد قليل. وبهممذا يظهممر أنهممم ل يؤمنممون بالصممل الثمماني مممن أصممول دعون ذلممك! الشممريعة السمملمية وهممو السممنة ،ول تغممتر بممأنهم يمم و فدعواهم في هذا ل تختلف عن دعواهم في اليمان بالقرآن ،لن ما روي بطرقهم عن علمي بمن أبممي طمالب رضممي اللمه عنمه ،عمن رسول الله فنزر يسير جدا ا أيضاا ،وما روي عممن جعفممر عممن بمماقر بممن زأيممن العابممدين عممن الحسممين عممن علممي فهممو أقممل القليممل، وصحاحهم الربعة وكتبهمم ف ي الحمديث الخمرى تش هد علمى مما قلناه. وكذلك ما روي عن أصحاب النبي الصلةا الذين لم يرتدوا مممن بين أصحاب رسول الله أجمعيممن – حسممب زأعمهممم – أي المقممداد وأبي ذر وسلمان فلم يرووا عنهم عممن رسممول اللممه فمي كتبهممم أنفسهم إل ما يعد على النامل. أضف إلى ذلك أن جل المرويات بل كلها عن علي رضي اللممه عنه وعن هؤلء الصحاب الثلثة ليست من قسم المتواتر بل هممي أخبار آحاد. والحاد ل تمموجب العلممم عنممد الشمميعة قاطبممة ول العمممل عنممد الجمهممور ،وهممو الممرأي الراجممح عنممد الشمميعة ،ل كممما ظنممه السمميد الدكتور وافي وصممرح بممه فممي كممتيبه ]انظممر :بيممن الشمميعة وأهممل السنة ص [45فيقول العاملي: "ثم الخبار ،منها المتواتر :وهو ما رواه جماعة يحصل العلممم بقولهم بعدم إمكان تواطئهم على الكذب عادةا ،ويشترطا ذلك في كل طبقاتهم صممحيحا ا كممان أو غيممر صممحيح ،وهممو مقبممول لوجمموب العمل بالعلم ،وهذا ل يكاد يعرفه المحدثون في الحاديث لقلتممه.. وحديث الغدير متواتر عندنا" ]وصول الخيممار إلممى أصممول الخبممار ص .[92 وأما الحاد فقممد قممال شمميخهم المفيممد فممي ذلممك فممي كتممابه العقائدي المشهور تحت عنوان "القول في أخبار الحاد": "وأقول :إنه ل يجب العلم ول العمل بشيء من أخبار الحاد.. وهذا مذهب جمهور الشيعة وكثير من المعتزلة والمحكمة وطائفة من المرجئة وهو خلف لما عليه متفقهة العامة )أي أهممل السممنة( وأصحاب الرأي" ]أوائل لمقالت في العقائد والمختارات للمفيممد ص .[139 ومثل ذلك ذكر العاملي عن الشريف المرتضى الملقب بعلممم الهدى عند الشيعة وجماعة من كبار العلماء حيث قال: والسيد المرتضى رحمه الله تعالى وجماعة من كبممار علمائنمما منعوا من العمل به محتجين بعدم الدليل الدال على وجوب العمل به .وإذا لم يقم دليل على وجوب العمل لم يعمل به ،كممما أنممه لممم يقم دليل على وجوب صلةا سادسة .قالوا :وممما نقلتممموه مممن أن الصحابة ومن بعدهم كانوا يعملون بأخبار الحاد ،فهي أيضا ا أخبار آحاد ل تفيد علماا ،والعمل بخبر الواحد مسألة أصولية ول يجوزأ أن يكون مستندها ظناا ،فكيف تعلمون أن الله تعب تممدكم بالعمممل بخممبر الواحد؟ وبعد التسمليم بصمدق همذه الحمماديث؟ إنمما علمم لكممم أن الصحابة عملوا عندها ل بها .فجازأ أن يكونموا تمذاكروا بهما نصما ا أو تأيد بها عنممدهم دليممل آخممر ،فالتسمماوي حاصممل الشممك ،والتوقممف فرض من فقد الدليل القاطع" ]رسول الخيار إلى أصول الخبممار ص .[186 وهذا مع أن رواةا الشيعة الذين عليهممم مممدار نقممل الحمماديث الشيعية رواةا مختلفون في توثيقهم وتضعيفهم ،فشممخص واحممد يوثق ويحكم بعدالته وهو نفسه يضعف ويحكم بفسقه بممل كفممره، ل من قبل المهممرةا والنقمماد فممي الحممديث والرجممال بممل مممن قبممل المعصومين – حسب زأعم الشمميعة – أنفسمهم ،والممذين عصمممتهم: "كعصمة النبيمماء ،وأنهممم ل يجمموزأ منهممم صممغيرةا إل ممما قممدم ذكممر جوازأه على النبياء ،وأنه ل يجوزأ لهم سهو في شمميء مممن الممدين، ول ينسون شيئا ا من الحكام ،وعلى هممذا مممذهب سممائر الماميممة" ]أوائل المقالت للمفيد ص .[74 وخيممر مثممال لممذلك رواةا الشمميعة الربعممة الممذين هممم مممدار الروايات الشيعية ومحورها. وهم أقطمماب الحمماديث وأوتادهمما لممدى القمموم ،عليهممم تممدور رحى الروايات زأرارةا بن أعين ،وأبو بصير الليث المرادي ،ومحمممد بممن مسمملم ،وبريممد بممن معاويممة العجلممي ،الممذين قممال فيهممم إمممام الشيعة السادس المعصوم – حسب زأعمهم – جعفر بن الباقر: "ما أجد أحدا ا أحيا زأكرنا وأحمماديث أبممي إل زأرارةا ،وأبممو بصممير ليث المرادي ،ومحمد بن مسلم ،وبريد بن معاوية العجلممي ،ولممول هؤلء ما كان أحد يستنبط هممذا ،هممؤلء حفمماظ الممدين وأمنمماء أبممي علممى حلل اللممه وحرامممه ،وهممم السممابقون إلينمما فممي الممدنيا والسابقون إلينا في الخرةا" ]رجممال الكشممي ص – 125 ،124طا مؤسسة العلمي للمطبوعات بالعراق تحت ذكر زأرارةا بن أعين[. فانظر ماذا يقول فيهم القوم من توثيقهم وتضعيفهم ،ومن المدح فيهم واللعن عيهم ،فزرارةا بن أعيممن قممال فيممه جميممل بممن دراج أحد رواةا الشيعة المشهورين: "ما كنا حول زأرارةا بن أعين إل بمنزلة الصممبيان فممي الكتمماب حول المعلم" ]رجال الكشي ص .[123 وقال فيه جعفر بن محمد الباقر: "رحم الله زأرارةا بممن أعيممن ،لممول زأرارةا ونظممراؤه لندرسممت أحاديث أبي" ]رجال الكشي ص .[124 وقال فيه علي بن موسى الرضمما – المممام الثممامن المعصمموم لممدى الشمميعة" :أتممرى أحممدا ا كممان أصممدعا بحممق مممن زأرارةا" ]رجممال الكشي ص .[130 وقممال فيممه النجاشممي" :زأرارةا شمميخ أصممحابنا فممي زأمممانه ومتقدمهم ،وكان قارئا ا فقيها ا متكلما ا شاعرا ا أديبمماا ،قممد اجتمعممت فيممه خلل الفضممل والممدين" ]رجممال النجاشممي ص -125طا قممم إيران[. وقال علي بممن داود الحلممي" :زأرارةا كممان أصممدق أهممل زأمممانه وأفضلهم ،قال فيه الصادق عليممه السمملم" :لممول زأرارةا لقلممت إن أحاديث أبي لتذهب" ]كتاب الرجممال لبممن داود الحلممي ص -156طا طهران[. ومثل ذلك قمال ابمن المطهمر الحلمي ]انظمر :رجمال العلممة الحلي ص .[76 وقال الحائري" :أجمعت العصابة على تصممديقه والنقيمماد لمه به" ]جامع الرواةا ج 1ص .[324 ومثممل ذلممك الزنجمماني ]انظممر الجممامع فممي :الرجممال ج 1ص .[789 هذا – والكشي روى في كتابه عن علي بن أبي حمزةا عن أبي عبد الله )جعفر( قال: "قلت :الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ،قال )جعفممر(: أعاذنا الله وإياك من ذلك الظلم ،قلت :ما هو؟ قال )جعفر( :هو واللممه ممما أحممدث زأرارةا وأبممو حنيفممة وهممذا الضرب. قال :قلت :الزنا معه؟ قال" :الزنا ذنب" ]رجال الشكي ص .[132 ،131 ومثل ذلك روي عن أبي بصير وعن هارون بن خارجة. وروى الكشي أيضا ا عن كليب الصميداوي أنهمم كمانوا جلوسما ا ومعهم عزافر الصيرفي وعدةا من أصحابهم ،معهم أبممو عبممد اللممه رضي الله عنه ،قال :فابتدعا أبو عبد الله من غير ذكممر لبممي زأرارةا فقال" :لعممن اللممه زأرارةا ،لعممن اللممه زأرارةا ،لعممن اللممه زأرارةا ثلث مرات" ]رجال الكشي ص .[135 وروي أيضا ا عن عمران الزعفراني ]قد حمماول بعممض الشمميعة التوفيق بين هذه الروايات بقوله :إن الروايات التي وردت في ذم زأرارةا والقدح فيممه فإنهمما ضممعيفة لوجممود محمممد بممن عيسممى فممي إسممنادها .انظممر :نقممد الرجممال للتفرشممي ص ،137مممع أن أكممثر الروايممات الممتي ورد فيهمما الممذم لممزرارةا والقممدح فيممه ليممس فممي إسنادها محمد بن عيسى بل هممي مرويممة بطممرق متعممددةا كممثيرةا[، سمعت أبا عبممد اللممه رضممي اللممه عنممه يقممول :ممما أحممدث أحممد فممي السلم ما أحدث زأرارةا من البدعا عليه لعنة اللممه" ]رجممال الكشممي ص .[134 وعن ليث المرادي أنه قال :سمعت أبمما عبممد اللممه رضممي اللممه عنه يقول: ا "ل يموت زأرارةا إل تائها" ]رجال الكشي ص .[134 وروى عن القصير أنه قال: "استأذن زأرارةا بن أعين وأبممو الجممارود ،علممى أبممي عبممد اللممه رضي الله عنه قال :يا غلم! أدخلهما ،فإنهممما عجل المحيمما وعجل الممات" ]رجال الكشي ص .[135 وهذا هو زأرارةا الذي قالوا فيه: "أفقممه الوليممن سممتة ،وأفقممه السممتة زأرارةا" ]نقممد الرجممال للتفرشي ص .[137 وعدد من أصممحاب محمممد البمماقر وأصممحاب جعفممر بممن البمماقر ]انظر رجممال الممبرقي ص 14و ،16ورجممال الطوسممي ص 123و .[201 وأنه من أصحاب موسى بن جعفر الكاظم أيضا ا ]انظر :رجال الطوسي ص ،350وكتاب الرجال للبرقي ص .[47 فرجل كهذا الذي أدرك ثلثة مممن الئمممة المعصممومين حسممب زأعم الشيعة وروى عنهم ،يختلفممون فيممه هممذا الختلف ،يوثقممونه بمأعلى ألفمماظ التوثيممق ويضممعفونه بمأدنى درجمة التضمعيف ،ممرةا يقولون فيممه :إن أبمما عبممد اللممه جعفممر بممن محمممد البمماقر – المممام السادس المعصوم الذي ل ينطق عن الهوى – قال له: "يا زأرارةا! إن اسمك في أسامي أهل الجنة" ]رجال الكشممي ص .[122 وقال عن زأرارةا: "أما ما رواه زأرارةا عن أبي جعفر فل يجمموزأ لممي رده" ]رجممال الكشي ص .[122 ومرةا قال فيه: "زأرارةا شر من اليهممود والنصممارى ومممن قممال :إن اللممه ثممالث ثلثممة ،وقممال :إن مممرض فل تعممده ،وإن مممات فل تشممهد جنممازأته" ]رجال الكشي ص .[142 وروى الكشي أيضا ا عن ميسر أنه قال: "كنا عند أبي عبد اللممه فمممرت جاريممة فممي جممانب الممدار علممى عنقها قمقم قد نكسته ،قال :فقال أبو عبد الله رضي اللممه عنممه: فما ذنبي أن الله قممد نكممس زأرارةا كممما نكسممت هممذه الجاريممة هممذا القمقم" ]رجال الكشي ص .[142 وأما أبو جعفر أعني محمدا ا الباقر فكان يعتقد فيممه بممأنه مممن جواسيس الحكام وعيونهم عليه .وأنه يبلغ إليهم أخباره وأعممماله كما روى الكشي أيضا ا عن هشام بن سالم أنه قال: "إن زأرارةا سأل أبا جعفر )محمدا ا البمماقر( عليممه السمملم عممن جوائز العمال؟ فقال :ل بأس به. ثم قال )أبممو جعفممر محمممد البمماقر( :إنممما أراد زأرارةا أن يبلممغ هشاما ا – ابن عبد الملممك – إنممي أحممرم أعمممال السمملطان" ]رجممال الكشي ص .[139 وعلى ذلك كان يكممره ابنممه جعفممر أن يممدخل عليممه زأرارةا كممما روى الكشي عن الوليد بن صبيح قال: "مررت بروضة من المدينة فإذا إنسان قممد جممذبني ،فممالتفت فممإذا أنمما بممزرارةا ،فقممال لممي :اسممتأذن لممي علممى صمماحبك ،قممال: فخرجت من المسممجد ودخلممت علممى أبممي عبممد اللممه عليممه السمملم فأخبرته الخبر ،فضرب بيده على صدره ،ثم قال أبو عبد الله عليممه السلم :ل تأذن له ،ل تأذن له ،ل تأذن له ،فإن زأرارةا يريدني علممى كبير السن ،وليس من دينممي ول ديممن آبممائي" ]رجممال الكشممي ص .[142 وأممما زأرارةا نفسممه فكممان يشممك فممي علممم جعفممر بممن البمماقر وإمامته وإمامة ابنه موسى الكاظم كما روى الكشي صممريحا ا عممن ابن مسكان أنه قال: "سمعت زأرارةا يقول :رحم الله أبا جعفممر ،وأممما جعفممر فممإن في قلب عليه لفتة" ]رجال الكشي ص .[131 وكما روي عن زأياد بن أبي الهلل في رواية طويلة أن زأرارةا قال له عن أبي عبد الله جعفر: "صاحبكم هذا ليس له بصر بكلم الرجال" ]رجال الكشممي ص .[133 وأممما موسممى بممن جعفممر الملقممب بالكمماظم فمممع أن الشمميعة ورجالهم يعدون زأرارةا من أصحابه ،لكن الكشي يصمرح فممي عديممد من الروايات أنه لم يعتقد بإمامته ،ونورد هنا رواية عممن نضممر بممن شعيب عن عمة زأرارةا قالت: "لما وقع زأرارةا واشتد به قال: نمماوليني المصممحف ،فنمماولته وفتحتممه ووضممعته علممى صممدره وأخذه مني ،ثم قال: يا عمة! اشهدي أن ليس لي إممام غيمر هممذا الكتماب" ]رجممال الكشي ص .[139 فهذا هو أحد أساطين الرواية في الحديث عند الشيعة وهممذه هي أحواله من حيث التوثيق والتضعيف والتعممديل والتجريممح عنممد القوم أنفسهم وفي أم كتاب الرجال عنممدهم ..تلممك الممتي تنمماول تراجم الرواةا والمحدثين والعلماء لدى هذه الطائفة ،والتي قممالوا فيها" :أهم الكتب في هذا الموضوعا من مؤلفات المتقدمين هممي أربعة كتب ،عليها المعول وهي الصممول الربعممة فمي هممذا البماب، وهي: 1م رجال الكشي. 2م رجال النجاشي. 3م رجال الطوسي. 4م الفهرست للطوسي. وأقدم هذه الكتب الربعة هو رجال الكشممي" ]مقدمممة رجممال الكشي للسيد أحمد الحسيني ص .[4 وأما الثاني فهو أبو بصير ليث المرادي ،فقممد قممالوا فيممه :إن جعفر بن محمد قال فيه وفي أصحابه: "بشر المخبتين بالجنة :بريد بن معاويممة العجلممي ،وأبمما بصممير البختري المرادي ،ومحمد بن مسلم ،وزأرارةا ،أربعممة نجبمماء ،أمنمماء الله في حلله وحرامه لول هؤلء انقطعت آثار النبوةا واندرسممت" ]رجال الكشي ص 152تحت ذكر أبي بصير ليث المرادي[. "وكان هذا من أصحاب الباقر وأصحاب جعفممر أيضمما ا كممم ذكممر ذلك البرقي في رجاله" ]ص 13وص ،18أيضمما ا رجممال الطوسممي ص 134وص .[278 "وعده من أصحاب موسى الكاظم أيضاا" ]ص .[358 ومثل ما روي عن جعفر فيه بأنه من المبشرين بالجنممة ،روى عن أبيه محمد الباقر أيضا ا نفس ذلك. وأنه لوله لنقطعت آثار النبوةااندرست" ]كتاب الرجال لبن داود الحلي ص .[393 ،392 وعده في القسم الول من الرجال يعني من الثقات. وذكره النجاشي أيضمما ا بممأنه مممن أصممحاب البمماقر وجعفممر بممن الباقر ،وله كتاب يرويه جماعة ]رجال النجاشي ص .[225 كما عده ابن المطهر الحلي مممن الثقممات الممذين يعتمممد علممى روايتهم ]رجال العلمة الحلي ص .[137 وكذلك التفرشي في كتابه ،وقال :إنه من أصممحابنا الماميممة ]نقد الرجال للتفرشي ص .[287 ورووا عن ميل بن دراج أنه قال: أوتاد الرض وأعلم الدين أربعممة :أحممدهم ليممث بممن البخممتري المرادي ]جامع الرواةا للحائري ج 2ص .[34 كما ذكر القمي عن شعي العقرقوفي أنه قال: "قلت لبي عبد الله )عا( :ربما احتجنمما أن نسممأل عممن شمميء؟ فمن نسأل؟ قال: عليك بالسدي يعني أبا بصير ،والخبر في أعلى درجة الصحة ]انظر :الكنى واللقاب ج 1ص -18طا قم إيران[. وروى الكشي فيه عن داود بن سرحان أنه قال: "إني لحدث الرجال الحديث وأنهاه عن الجدال والمممراء فممي دين الله ،فأنهاه عن القيمماس فيخممرج مممن عنمدي فيتممأول حمديثي على غير تأويله ،إني أمرت قوما ا أن يتكلموا ،ونهيممت قوممماا ،فكممل يؤول لنفسه ،يريد المعصية لله ولرسمموله ،فلممو سمممعوا وأطمماعوا لودعتهم ما أودعا أبي أصحابه ،إن أصحاب أبممي كممانوا زأينمماا ،أحيمماء وأمواتاا ،وأعنممي زأرارةا ومحمممد بممن مسمملم ومنهممم ليممث المممرادي وبريممد العجلممي ،هممؤلء القوامممون بالقسممط ،هممؤلء القوامممون بالقسط ،وهؤلء السابقون أولئك المقربون" ]رجال الكشممي ص .[152 وأيضا ا ما رواه عممن شممعيب العقرقمموفي عممن أبممي بصممير أنممه قال: ا "دخلت على أبي عبد الله )عا( فقممال لممي :حضمرت عليمما عنممد موته؟ قال :قلت :نعم! وأخبرني أنك ضمنت لممه الجنممة وسممألني أن أذكرك ذلك .قال :صدق .قال: فبكيت ،ثم قلت :جعلت فممداك ،فممما لممي ألسممت كممبير السممن الضعيف الضرير البصير المنقطع إليكم فاضمنها لي .قال: قد فعلت .قممال :قلممت :اضمممنها لممي علممى آبائممك وسممميتهم واحدا ا واحداا .قال :فعلت .قلت: فاضمنها لي على رسول الله . قال :قد فعلت. قال :قلت :اضمنها لي على اللمه تعمالى .قمال :ف أطرق ثمم قال :قد فعلت" ]رجال الكشي ص .[152 هذا من جانب ،وهذه المبالغة من ناحيممة ،ومممن ناحيممة أخممرى روى فيه الكشي عن حماد الناب أنه قال: "جلس أبو بصير على باب أبي عبممد اللممه ليطلممب الذن ،فلممم يؤذن له ،فقال أبو بصير: لو كان معنا طبق لذن .قال :فجاء كلب فشغر ]شغر الكلممب: رفع رجله ليبول[ في وجه أبي بصير ،قال :أف أف ،ما هذا؟ قال جليسه :هذا كلب شغر في وجهممك" ]رجممال الكشممي ص .[155 وروى الكشي :أنه كان يدخل بيوت الئمة وهو جنممب ]انظممر: رجال الكشي ص .[152 ا وكان أبو بصير هذا دائما يتهم جعفر بن الباقر بجمعمه للممال وحبه للدنيا ،كما روى الكشي عديدا ا من الروايات في هذا المعنى، منها ما رواه عن ابن أبي يعفور أنه قال: "خرجت إلى السواد أطلب دراهم للحج ونحممن جماعممة وفينمما أبو بصير المرادي قال :قلت له: يا أبا بصير! اتق الله وحج بمالك فإنممك ذو مممال كممثير ،فقممال: اسممكت فلممو أن الممدنيا وقعممت لصمماحبك لشممتمل عليهمما بكسممائه" ]رجال الكشي ص .[152 وأيضا ا عن حماد بن عثمان أنه قال: "خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلممى الحيممرةا أو إلممى بعممض المواضع فتذكرنا الدنيا ،فقال أبو بصير المرادي: أما إن صاحبكم لو ظفر بها لستأثر بها؟ قال :فأغفى ،فجاء كلب يريد أن يشغر عليه فذهبت لطرده ،فقال ابممن أبممي يعفممور: دعه ،فجاءه حتى شغر في أذنه" ]رجال الكشي ص .[154 وكان ل يؤمن بإمامة موسى بن جعفر ،كما كان يتهمممه بعممدم العلممم ومعرفممة الحكممام ،كممما روى الكشممي أيضمما ا عممن شممعيب العقرقوفي عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد اللممه عليممه السمملم عن امرأةا تزوجممت ولهمما زأوج ،فظهممر عليهمما قممال :ترجممم المممرأةا ويضرب الرجل مائة سوطا لنه لم يسأل .قال شعيب: فدخلت على أبي الحسممن – موسممى بممن جعفممر – فقلممت لممه: امرأةا تزوجت ولها زأوج؟ قال :ترجم المرأةا ول شيء على الرجممل .قممال :فلقيممت أبمما بصير فقتل :سألت موسى بن جعفر عليه السلم عن المرأةا التي تزوجت ولها زأوج .قال :ترجم المرأةا ول شيء على الرجل .قممال )شعيب( :فمسح صدره وقال )أبو بصر( :ما أظن صاحبنا تنمماهى حكمه بعد" ]رجال الكشي ص .[154 ،153 وفي رواية أخرى :فضممرب بيممده علممى صممدره يحكهمما وقممال: "أظن صاحبنا ما تكامل علمه" ]رجال الكشي ص .[154 وروى الكشي عن علي بن الحسن بن فضال أنه قال: "إن أبا بصير كان مختلطاا" ]رجال الكشي ص .[155 وأخيرا ا ما قاله ابن الغضايري" :كان أبو عبد الله عليه السلم يتضجر به ويتبرم ،وأصحابه يختلفممون فممي شممأنه" ]جممامع الممرواةا للردبيلي الحائري ج 2ص .[34 فهممذا هممو الرجممل الثمماني مممن رواةا الشمميعة الكبممار ونقلممه أحمماديثهم ،تضمماربت فيممه الراء وتعارضممت فيممه القمموال ،حممتى ل يدرى على أيها يعتمد :على توثيق الرجل وصحة مروياته ،أم علممى تضممعيف الرجممل وعممدم وثمماقته وخطممأ العتممماد علممى مرويمماته وأخباره؟. وأما الثالث فمحمد بن مسلم ليس شأنه وحمماله بأحسممن مممن أحوالهم ،كما أن الراء المتعارضة ليست بأقل مما ذكرت وسردت فيهما ،فهذه هي مقولت القوم فيه ،فيقول النجاشي: "محمد بن مسلم بن رباح أبو جعفر الوقسي الطحان مممولى ثقيف العور ،وجه أصحابنا بالكوفة ،فقممه ورعا ،صممحب أبمما جعفممر وأبا عبد الله عليهما السلم وروى عنهما ،وكان مممن أوثممق النمماس لهما" ]رجال النجاشي ص .[226 وذكره الطوسي أيضا ا أنه من أصحاب الباقر ]رجال الطوسي ص .[135 ومممن أصممحاب جعفممر بممن البمماقر أيضمما ا ]رجممال الطوسممي ص .[300 كما ذكره البرقي أيضا ا من أصممحابهما ]انظممر :كتمماب الرجممال للبرقي ص .[17 ،9 وذكممره ابممن داود فممي القسممم الول مممن الموثمموقين ]كتمماب الرجال للمحلي ص .[336 وذكر ابممن المطهممر الحلممي نقل ا عممن الكشممي :أن محمممد بممن مسلم من حواري أبي جعفر محمد بن علي وابنه جعفر بن محمممد الصادق عليهما السلم" ]رجال العلمة الحلي ص .[150 وهو الذي روى فيممه الكشممي كممما سممبق أن جعفممر بممن محمممد قال :إنه من النجباء الربعة الذين حفظمموا آثممار النبمموةا وأخبارهمما، كما روى الكشي أيضا ا أنه روى عن أبي جعفر محمد الباقر ثلثيممن ألف حديث ،وروى عن ابنه جعفر سممتة عشممر ألممف حممديث ]انظممر: رجال الكشي ص .[146 وأيضا ا ما رواه عن هشام بن سالم أنه قال: أقام محمد بن مسلم بالمدينة أربممع سممنين يممدخل علممى أبممي جعفر عليه السلم يسأله ،ثم كممان يممدخل علممى جعفممر بممن محمممد يسأله .قال أبو أحمد: "فسمعت عبد الرحمن بن الحجاج وحماد بن عثمان يقممولن: ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم" ]رجال الكشممي ص .[150 ،149 وروى التفرشي عن الكشي أيضا ا عن عبد الله بن أبي يعفور قال" :قلت لبي عبد الله عليه السلم :إنه ليس كل ساعة ألقاك، ويمكن القدوم ويجيء الرجل مممن أصممحابنا وليممس عنممدي كممل ممما يسألني عنه .قال: فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي ،فإنه سمع مممن أبممي وكان عنده وجيهاا" ]نقد الرجال للتفرشممي ص [334 ،333فهممذا هو محمد بن مسلم ،وهذه هي مكانته وهذا هو شأنه. ولكن هناك ما يعارض هذا الممرأي ويخممالفه كممما رواه الكشممي أيضا ا عن مفضل بن عمر أنه قال: سمعت أبا عبد الله يقول: "لعن الله محمد بن مسلم ،كان يقول :إن الله ل يعلم الشممي حتى يكون" ]رجال الكشي ص .[155 وأيضا ا ما رواه عن أبي الصباح أنه قال :سمعت أبمما عبممد اللممه عليه السلم يقول: "يمما أبمما الصممباح! هلممك المممتريثون ]الظمماهر أن الصممحيح المستريبون أي الذين يشكون في أديانهم[ فممي أديممانهم ،منهممم: محمد بن مسلم" ]رجال الكشي ص .[156 وكذلك قال جعفر بن محمد في زأرارةا ومحمد بن مسلم: "إنهما ليسا بشيء في وليتي" ]رجال الكشي ص .[151 وأما الرابع وهو يريد بن معاوية فهو أيضا ا من أصحاب البمماقر وجعفر بن الباقر ]انظر :رجممال الطوسممي ص ،158 ،108أيضمما ا كتاب الرجال للبرقي ص .[17 ،14 ذكر فيه الكشي عن جعفر بن محمد أنه كان يقول: "أوتاد الرض وأعلم الدين أربعة ،أحممدهم بريممد بممن معاويممة" ]رجال الكشي[ ،وروى أيضا ا عنه أنه قال: "ما أجد أحدا ا أحيا ذكرنمما وأحمماديث أبممي إل زأرارةا وأبممو بصممير ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجليممن ولممول هممؤلء ممما كممان أحد يستنبط هذا ،هؤلء حفاظ الدين وأمنمماء أبممي علممى حلل اللممه وحرامه ،وهم السممابقون إلينمما فممي الممدنيا والسممابقون إلينمما فممي الخرةا" ]رجال الكشي ص .[125 وأيضا ا "هؤلء القوامون بالقسممط ،هممؤلء قوامممون بالصممدق، هؤلء السابقون أولئك المقربون" ]رجال الكشي ص .[207 ثم الكشي هذا يروي عن أبي سيار قال :سمعت أبا عبد اللممه عيه السمملم يقممول" :لعممن اللممه بريممدا ا ولعممن اللممه زأرارةا" ]رجممال الكشي ص .[208 وروى أيضا ا عن عبد الرحيم القصير أنه قال: "قال أبو عبد الله عليه السلم :ائت زأرارةا وبريدا ا وقل لهما: ممما هممذه البدعممة؟ أممما علمتممم أن رسممول اللممه قممال" :كممل بدعممة ضللة" ،فقلت له :إني أخاف منهما ،فأرسل معي ليثمما ا المممرادي، فأتينا زأرارةا فقلنا له ما قال أبممو عبممد اللممه عليممه السمملم ،فقممال: والله لقد أعطاني الستطاعة وما شعر ،وأما بريد فقال :واللممه ل أرجع عنها أبداا" ]رجال الكشي ص .[208 فهؤلء هم رواةا الحاديث الشيعية الربعة ،عليهم تدور رحى أخبممارهم وأحمماديثهم ،يختلفممون فيهممم هممذا الختلف الشممديد ويسمممردون فيهمممم الراء المتعارضمممة المتناقضمممة ،وكلهممما ممممن المعصومين ،روايات تثبت عدالتهم وتموثيقهم وتنمص علمى صمحة عقيدتهم وكونهم من أهل الجنمة ،وروايمات تنقمى عنهما كمل هممذا وتنص على فسقهم وكونهم ملعممونين علممى لسممان المعصممومين، بل وكفرهم وكونهم من أهل النار!!. فمن يك هذا شأنهم ،وهذه أحواله ،فبممأي شمميء يحكممم علممى مروياتهم وأخبارهم التي رووها؟! إنما هم نماذج اخترناها من بين الكممثيرين ،الكممثيرين ممممن ل يقل وصفهم بالتعديل والتجريح وبالتوثيق والتضممعيف وبالتبشممير والتكفير عن هؤلء الربعة الذين هم أبرزأ الرواةا قاطبممة مممن بيممن رواةا الشيعة ،وقد أدركوا زأمن الئمة الثلثة من بين الئمة الثنممى عشر لدى الشيعة ،ويعدون من كبار أصحابهم ونقلة آثارهم ،فبأي شيء يحكم على الحاديث الشيعية من جهة القبممول والممرد ،ومممن جهة الصحة والضعف؟ وعلممى أيممة قاعممدةا مطمردةا تبنممى الحكممام ،وعلممى أي أسممس توضع المصطلحات؟ فهل من مفكر يتفكر؟ ومدبر يتدبر؟. إن في ذلك لعبرةا لولي البصار. وببيان هذه الشياء كلهمما وتفصمميل القممول فيهمما يظهممر بممأن معتقد الشيعة في الصل الثاني للشريعة السلمية ل يختلف عن معتقممدهم فممي الصممل الول ،بممل ويزيممد المممر خطممورةا أنهممم ل يعتقممدون بهممذا الصممل الثمماني إطلقمما ا فع ا ل ،ولممو أنهممم يممدعون العتقاد به قو ا ل ،لنهم زأيادةا على ما ذكرناه يجعلون لدليل العقل تأثيرا ا في قبول الحديث ورده. ولشمميخ طائفممة الشمميعة الطوسممي بحممث مشممهور فممي هممذا الموضوعا وقد يروون في ذلك روايات كثيرةا ،وبهذه الروايات بممدأ الكليني كتممابه )الكممافي( مممع أن المعممروف أن العقممل قاصممر عممن إدراك كنه كثير من الحكام اللهية الربانية. ولن العقول متفاوتة متفاضلة ،يقص بعضممها عممن إدراك ممما تدركه الخرى ،فأي عقل يكون حكما ا في الموضوعا؟ ولمممن تكممون الحجة حينذاك؟. ويظهر من هذا كله أن الممذين وضممعوا )الديانممة( الشمميعية لممم يضعوها إلى لمخالفة المسلمين كلهم ومخالفة ما يؤمنون به مممن القرآن والسنة ،وما يعتقدون به من الراء والفكار كي ل يتحممدوا ويتفوقا معهم يوما ا من اليام ول تجمع كلمتهم ويتممألف شممملهم، وعلى ذلك اختلقوا روايات كثيرةا على لسان أئمتهم – كذبا ا عليهم – أن على الشيعة أن يخالفوا المسمملمين فممي جميممع المممور حممتى جعلوا هذه المخالفة أصل ا من أصول المذهب وأساسا ا مممن أسسممه كما رواه ابن بابويه القمي عن علي بن أسباطا أنه قال: "قلت للرضا عليه السلم :يحدث المر ل أجد بدا ا من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟ قال :فقال :إيت فقيه البلد فاستفته في أمرك ،فإذا أفتمماك بشيء فخذ بخلفه فإن الحق فيه" ]عيون أخبار الرضا لبن بابويه القمي ج 1ص -275طا طهران ،ومثله في )التهذيب( للطوسي[. ورووا أيضا ا عن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال: "شمميعتنا ،المسمملمون لمرنمما ،الخممذون بقولنمما ،المخممالفون لعدائنا ،فمن لم يكن كذلك فليممس منمما" ]الفصممول المهمممة فممي أصول الئمة للحر العاملي ص -225طا مكتبة بصيرتي قم إيران[. وروى أيضا ا عن المفضل بن عمر أنه قال عن جعفر بن محمد الباقر: كذب مممن زأعممم أنممه مممن شمميعتنا وهممو متوثممق بعممروةا غيرنمما" ]الفصممول المهمممة فممي أصممول الئمممة للحممر العمماملي ص -225طا مكتبة بصيرتي قم إيران[. وهناك روايات أخرى كثرةا في هذا المعنى بلغت التممواتر كممما صرح بذلك محدث الشيعة وصاحب موسوعة حديثية شمميعية كممبرى )وسائل الشيعة( الحر العمماملي بعممد ذكممر هممذه الروايممات وغيرهمما تحت باب مستقل بعنوان )باب عدم جوازأ العمل بما يوافق العامممة وطريقتهم(: أقول :والحاديث في ذلك متواترةا ..فمن ذلك قول الصممادق عليه السلم في الحديثين المختلفين: اعرضوهما على أخبار العامممة ،فممما وافممق أخبممارهم فممذروه، وما خالف أخبارهم فخذوه. وقوله عليه السلم )يعني جعفر بن الباقر(: إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم. وقوله عليه السلم: ما خالف العامة ففيه الرشاد. قوله عليه السلم: خذ بما فيه خلف العامة. وقوله عليه السلم: ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ،ول هم على شميء ممما أنتم فيه ،فخالفوهم ،فما هم من الحنيفية على شيء. وقوله عليه السلم: والله ما جعل الله لحد خيرةا في اتباعا غيرنا ،وإن من وافقنا خالف عدونا ،ومن وافق عدونا فمي قمول أو عممل فليمس منما ول نحن منه. وقول العبد الصالح عليه السلم في الحديثن المختلفين: خذ بما خالف القوم ،وما وافق القوم فاجتنبه. وقول الرضا عليه السلم: إذا ورد عليكممم خممبران متعارضممان فممانظروا إلممى ممما يخممالف منهما العامة فخذوه ،وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه. وقول الصادق عليه السلم: "والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إل استقبال الكعبة فقط" ]الفصول المهمة في أصول الئمة للحر العاملي ص ،325 .[326 وبعد ذكر هذه الروايات رد على بعض المتممأخرين فمممن يظممن بأن الخبار في هذا المعنى ل تخرج عن كونها آحاداا ،وقال: "والحاديث ..قممد تجمماوزأت حممد التممواتر ،فممالعجب مممن بعممض المتأخرين حيث ظن ان الدليل هنا خبر واحممد ..واعلممم أنممه يظهممر مممن هممذه الحمماديث المتممواترةا بطلن أكممثر القواعممد الصممولية المذكورةا في كتب العامة" ]الفصول المهمممة فممي أصممول الئمممة للحر العاملي ص .[326 ،325 وأممما علممة مخالفممة المسمملمين فممي معتقممداتهم ومرويمماتهم فيذكرها ابن بابويه القمممي الملقممب بالصممدوق عنممد الشمميعة فممي كتابه )علل الشرائع( تحت باب )العلة التي من أجلهمما يجممب الخممذ بخلف ما تقوله العامة( : عن أبي إسحاق الرجاني رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلم :أتدري لم أمرتم بالخممذ بخلف ما تقوله العامة؟ فقلت :ل ندري ،فقال: "إن عليا ا عليه السلم لم يكن يدين الله بممدين إل خممالف عليممه المة إلى غيره إرادةا لبطال أمره ،وكانوا يسألون أمير المممؤمنين عليه السلم عن الشيء الذي ل يعلمونه ،فممإذا أفتمماهم جعلمموا لممه ضدا ا من عندهم ليلبسوا على الناس" ]علل الشممرائع لبممن بممابويه القمي ص 531طا – إيران[. فتلك هي المممؤامرةا ،وهمذه هممي حصميلتها ،أي إنكممار كمل ممما يؤمن به المسلمون ،قرآنا ا كان أم سنة .وأكثر من ذلك أن الشيعة بتصريحهم أنفسممهم ل يجتمعممون مممع المسمملمين علممى اللممه ،ول علممى نممبي ،ول علممى إمممام كممما صممرح بممذلك كممبيرهم نعمممت اللممه الجزائري بقوله: "إنا ل نجتمع معهم على الله ،ول على نممبي ،ول علممى إمممام، وذلك أنهم يقولون :إن ربهم هو الذي كان محمممد نممبيه ،خليفتممه بعده أبو بكر ،ونحن ل نقول بهذا الرب ،ول بذلك النبي ،بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ،ول ذلممك النممبي نبينمما" ]النوار النعمانية باب نممور فممي حقيقممة ديممن الماميممة وأنممه يجممب اتباعه دون غيره ج 2ص – 278طا جديد تبريز إيران[. فالعبارةا واضحة جلية في معناها ل تحتاج إلى بيممان وتفسممير وتفهيممم مممن يظممن مممن مخممدوعي أهممل السممنة بأباطيممل الشمميعة وأكاذيبهم بأن الخلف بينهم وبين المسلمين أهل السممنة اختلف يسير ل يخرج عن حيز الجتهاد المسموح بممه ]بيممن الشمميعة وأهممل السنة مقدمة ص [4 وليس كما يقوله السيد الدكتور في مبحثه )الشمميعة والسممنة النبوية( : "ولجميع هذه الراء أشباه ونظائر كثيرةا في آراء أهل السممنة أنفسهم وليس منها ما يمكن أن يوصف صاحبه بزيممغ أو انحممراف" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[47 إن المر ليس كما وصممفت أيهمما السمميد! الممدكتور منحنمما اللممه وإياك قلبا ا نفقه به ،وأعينا ا نبصر بها ،وآذانا ا نسمع بها ..وممما ذلممك على الله بعزيز ..لن الحكمة ضمالة المممؤمن فهممو أحممق بهمما حيممث وجدها. فمن يرد الله أن يهديه يشح صدره للسلم. الباب الرابع الشيعة الثنا عشرية ونزول الوحي والملئكة بعد الرسل إن السيد الدكتور وافي ذكر في الباب الثاني أيضا ا عند كلمه عن الشيعة والسنة النبوية أن الشيعة يعتقدون العصمة واللهممام في أئمتهم ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[48 ثم اعتذر لهم بثبوت اللهام لكثير من الصممحابة ،وأنممه ل لمموم في هذا العتقاد ،كما نفى عن الشيعة اعتقممادهم بنممزول المموحي بعد رسول الله على أحد ]انظر بين الشيعة وأهل السنة ص .[43 مممع أن سمميادته لممم يممدر حقيقممة مممذهب الشمميعة فممي هممذا كالمعهود عنه ،أو تجاهل – ل قممدر اللممه – تسممامحا ا وتكرممما ا وتحببمما ا وتقربا ا إليهم ،لن الشيعة يعتقممدون نممزول المموحي علممى أئمتهممم وعن طريق جبريل وعن طريق ملك أعظممم وأفضممل مممن جبريممل، فإن أئمتهم في الحديث بوبوا أبوابا ا مستقلة فممي هممذا الخصمموص ولو تفضل سيادته بإلقاء النظرةا العابرةا الخاطفممة علممى فهممارس كتبهممم فممي الحممديث دون تحمممل العنمماء والمشممقة فممي قممراءةا الروايات وتلوةا الخبار المروية الواردةا في هذا الباب لعلم يقينمما ا بأن القوم في هذا الباب أيضا ا يختلفون مع المة المسلمة اختلفا ا كلياا ،وينتهجون مسلكا ا بعيدا ا عمن مسملكهم وممذهبهم كمل البعمد. ونحن نكتفي لبيمان معتقمداتهم المعارضمة لعقائمد الممة أجمعهما بذكر عناوين بعض البواب التي زأينموا بهما صمحاحهم ومجماميعهم في أوصاف أئمتهم من الكتب المعتمدةا الموثوق بها المعتبرةا في الحديث لديهم ،ول نسمرد كمل الروايمات الممتي أوردوهما فمي هممذه البواب من تلك الكتممب ،بممل نكتفممي بخممبر أو خممبرين مممن الخبممار الكثيرةا الكثيرةا التي رووها فيها ،ليحق الله الحق ويبطل الباطممل ولو كره المجرمون. فيروي محمد بن الحسن الصفار المتوفى سممنة 290ه الممذي يعدونه من أصحاب المام المعصوم الحادي عشر – حسب زأعمهممم – الحسن العسكري ]رجال الطوسي ص .[436 ويعممدونه "ثقممة ،عظيممم القممدر ،راجحمماا ،قليممل السممقط فممي الروايممة" ]انظممر رجممال النجاشممي ص ،251وابممن داود ص ،307 وجممامع الممرواةا ج 2ص ،93وخلصممة الرجممال ص ،73والكنممى واللقاب ج 2ص .[37 و"ثقة جلي ا ل ،صدوقاا" ]وسائل الشيعة ج 20ص 39وص 323 طا سادسة طهران[. وهو من أساتذةا الكليني صاحب الكافي. كما أن كتابه )بصائر الدرجات الكبرى في فضممائل آل محمممد( بعد من الكتب المعتمدةا المهمة والصول المعتبرةا الشمميعية الممتي عليها اعتماد أئمة الشيعة في الحديث كما صممرح بممذلك المجلسممي والصفهاني والحر العاملي وغيرهم من أعمماظم القمموم فمي هممذا الفن ]انظر لذلك وسائل الشيعة ج 20ص ،39والبحار وغيرهممما من الكتب[ وخاصة أن له لقاءات ومسائل مممع الحسممن العسممكري المذكور كما صرح بذلك الطوسي في رجاله ]انظر لممذلك وسممائل الشيعة ج 20ص ،436والبحار وغيرهما من الكتب[. يروي الصفار ذاك في كتابه هذا في أجزائممه العشممرةا أخبممارا ا كثيرةا ل تعد ول تحصى في إثبات الوحي على أئمة الشيعة ونزول الملئكة عليهم تحت عناوين كثيرةا في أبواب شتى ،فنبممدأ بسممرد عناوين البواب والروايات: الباب السادس عشر من الجزء الثامن في أمير المممؤمنين أن الله ناجاه بالطائف وغيرها ونزل بينهما جبريل. وروى تحته روايات عشراا ،منها: "عن حمران بن أعين قال :قلت لبي عبد الله عليه السمملم: جعلت فداك ،بلغني أن اللممه تبممارك وتعممالى قممد نمماجى عليمما ا عليممه السلم؟ قمال :أجمل! قمد كممان بينهمما مناجمماةا بالطممائف نمزل بينهمما جبريل" ]بصائر الممدرجات الكممبرى الجممزء الثممامن البمماب السممادس عشر ص -430طا إيران[. وروي عن أبي نافع قال: لما دعا رسول الله عليا ا يوم خيبر ،فتفل فممي عينيممه وقممال له :إذا أنت فتحتها فقف بين الناس ،فإن الله أمرني بممذلك .قممال أبو رافع :فمضى علي عليه السلم وأنمما معممه ،فلممما أصممبح افتتممح خيبر ووقف بين الناس وأطال الوقوف ،فقال الناس: إن عليمما ا عليممه السمملم ينمماجي ربممه ،فلممما مكممث سمماعة أمممر بانتهاب المدينة التي فتحها ،قال أبو رافع :فأتيت رسممول اللممه ، فقلت :إن عليا ا عليه السلم وقف بين الناس كما أمرته ،قال قوم منهم: إن الله ناجاه ،فقال :نعم يا رافع! إن الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة ويوم حنين ،ويوم م س ل ل رسول الله ]بصممائر الممدرجات غ س الكبرى ص .[431 وهذا ليس من اختصاصات علي رضي الله عنه حسممب معتقممد الشيعة ،بل يشاركه فيها غيره من الئمة الثنى عشر كممما يصممرح بذلك القوم ،ومنها ما رواه الصفار فمي الجمزء التاسمع ممن كتمابه تحت عنوان )الباب الخامس عشممر فممي الئمممة عليهممم السمملم أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليهممم( وروى تحتممه ثلثممة عشممر حديثا ا عن أسباطا عن أبي عبد الله جعفر أنه قال: "قلت :تسألون عن الشيء فل يكون عندكم علمه؟ قال :ربما كان كذلك. قلت :كيف تصنعون؟ قال :تلقانا به روح القدس" ]بصائر الدرجات للصممفار البمماب الخامس عشر الجزء التاسع ص .[471 ثم بوب بابا ا آخر بعنوان )باب الروح التي قال الله في كتممابه: وكذلك أوحينا إليك روحا ا من أمرنا ،إنها في رسول الله وفممي الئمة يخبرهم ويسددهم ويوفقهم(. وذكر تحته خمشة عشر خممبراا ،منهمما ممما رواه عممن أبممي بصممير قال: "قلت لبي عبد الله عليه السلم :جعلت فداك عن قول اللممه تبارك وتعالى: وكذلك أوحينا إليك روحا ا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتمماب ول اليمان ولكن جعلنه نورا ا نهدي به من نشمماء مممن عبادنمما وإنممك لتهممدي إلممى صممراطا مسممتقيم * صممراطا اللممه الممذي لممه ممما فممي السماوات وممما فممي الرض أل إلممى اللممه تصممير المممور ] .س ورةا الشورى – 52وما بعدها[ .قال :يا أبا محمد :خلق والله أعظم من جبرئيل وميكائيل ،وقد كان مع رسول الله يخبره ويسدده ،وهممو مع الئمة يخبرهم ويسددهم" ]بصممائر الممدرجات الكممبرى للصممفار الباب السادس عشر من الجزء التاسع ص .[475 وروى مثل هذا الكليني في كافيه تحممت عنمموان )بمماب الممروح التي يسدد الله بها الئمة عليهم السمملم( عممن أسممباطا بممن سممالم قال :سأل رجل من أهل هيت أبا عبد الله عليه السمملم عممن قممول الله عز وجل :وكذلك أوحينا إليك روحا ا من أمرنا ..فقال: "منذ أن أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمممد ممما صممعد إلى السماء ،وإنه لفينا – وفي رواية :كان مع رسممول اللممه يخممبره ويسدده ،وهو مع الئمة مممن بعممده" ]الكممافي فممي الصممول كتمماب الحجة ج 1ص 273طا طهران[. هذا ولقد أورد الصفار الثقممة الجليممل الصممدوق لممدى الشمميعة رواية أخرى تحت باب )ما يسأل العالم عن العلممم الممذي يحممدث بممه مممن صممحف عنممدهم ازأداده أو روايممة فممأخبر بسممر وإن ذلممك مممن الروح(: "عن عبممد اللممه بممن طلحممة قممال :قلممت لبممي عبممد اللممه عليممه السلم: أخبرني يا ابن رسول الله عن العلم الممذي تحممدثونا بممه أمممن صحف عندكم أم من رواية يرويها بعضكم عن بعض أو كيممف حممال العلم عندكم؟ قال: يا عبد الله! المر أعظم من ذلك وأجل ،أما تقرأ كتاب الله؟. قلت :بلى! قال :أما تقرأ :وكذلك أوحينمما إليممك روحمما ا مممن أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليمممان أفممترون أنممه كممان فممي حال ل يدري ما الكتاب ول اليمممان؟ قممال :قلممت :هكممذا نقرؤهمما! قال :نعم ،قد كان في حال ل يممدري ممما الكتمماب ول اليمممان حممتى بعث الله تلك الروح فعلمه بها العلم والفهمم ،وكمذلك تجمري تلمك الروح إذا بعثها الله إلى عبد علمه بها العلم والفهم – وفي رواية: تعرض بنفسه عليممه السمملم )أي أراد مممن العبممد نفسممه(" ]بصممائر الدرجات الباب السابع عشر من الجزء التاسع ص .[479 ،478 وعنممون بابمما ا آخممر بعنمموان )بمماب الممروح الممتي قممال اللممه : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ] : سورةا السممراء – [85إنها في رسممول اللممه وأهممل بيتممه عليهممم السمملم يسممددهم ويوفقهم ويفقههم(. وذكر تحته اثنى عشر حديثاا ،منها ما رواه عن أبي بصير قال: "سمعت أبا عبممد اللممه عليممه السمملم يقممول :يس ألونك عممن الروح قل الروح مممن أمممر ربممي قممال :ملممك أعظممم مممن جبرئيممل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد ، وهو مممع الئمممة يسددهم" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب الثامن عشممر مممن الجممزء التاسع ص .[481 وأورد هذه الروايات الكليني فممي )الكممافي( عممن أبممي بصممير أيضا ا وغيره بلفظ" :وهو من الملكوت" ]الكافي كتاب الحجة بمماب الروح الذي يسدد الله به الئمة ج 1ص .[273 ثم عقد الصفار بابا ا آخر )باب في الروح الممتي قممال اللممه عممز وجل :ينزل الملئكمة بممالروح مممن أممره ] . ..س ورةا النحممل – [2 وهي تكون مع النبياء والوصياء( ]انظر الباب التاسممع عشممر مممن الجزء التاسع ص .[483 وب بابا ا آخر بعنوان )باب فممي وذكر تحته روايات عديدةا .كما ب ت المام أنه يعلمم السماعة المتي يمضمي فيهما ومما يمزاد ف ي الليمل والنهار ول يو ت كل إلى نفسه(. وأورد تحته تسع روايممات ]انظممر البمماب العشممرين مممن الجممزء التاسع ص .[484 وقبل أن ننتقل إلى الجزء الخر من هذا الكتاب نريد أن نذكر أنه ما من كتاب في الخبممار والروايممات والحممديث عنممد الشمميعة إل وفيه أبواب مستقلة بمثل هذه البواب التي بوبها الصممفار ،وأورد أصحابها تلك الروايات بعينها أو مثيلتها التي أوردها الصفار فممي )بصائر الدرجات( ،من المتقدمين والمتأخرين. فمثل ا يعقد الحر العاملي بابا ا في كتابه )الفصول المهمة في أصول الئمة( جاء فيه :إن الملئكة ينزلون ليلة القدر إلممى الرض ويخبرون الئمة عليهم السلم بجميع ما يكون في تلك السنة مممن قضاء وقدر ،وإنهم يعلمون كل علم النبياء عليهم السلم. ثم سرد تحته روايممات كممثيرةا فممي هممذا المعنممى ]انظممر كتمماب الفصول المهمة في أصول الئمة باب 94ص .[145 كممما أنممه عقممد أبوابمما ا أخممرى لبيممان هممذه العقيممدةا الواضممحة الصممريحة الثابتممة لممدى الشمميعة مثممل غيممره مممن محممدثي الشمميعة ومتكلميهم ،ونحن نورد بعضا ا منها في خاتمة الكلم. ولقد بوب الصفار أبوابا ا عديدةا في الجممزء الثممامن مممن كتممابه لبيان أن أئمة الشيعة يوحى إليهم ،ويتنزل عليهم الملئكة. فإنه عنون الباب التاسع من الجممزء الثممامن بعنمموان )بمماب ممما تزاد الئمة ويعرض على كل من كممان قبلهممم مممن الئمممة ،رسممول الله ومن دونه من الئمة عليهم السلم(. وروى تحته أحد عشر حديثا ا ومنهمما ممما رواه عممن سممماعة بممن مهران قال: "قال أبو عبد الله عليه السلم :إن لله عالمين ،عالممما ا أظهممر عليه ملئكته ،وأنبياءه ورسممله ،فممما أظهممر عليممه ملئكتممه ورسممله وأنبياءه فقد علمناه ،وعالما ا استأثر به ،فإذا بدا لله في شيء منه أعلمناه ذلك ،وعرض على الئمة الذين كممانوا مممن قبلنمما" ]بصممائر الدرجات الكبرى الباب التاسع من الجزء الثامن ص .[414 وفي باب آخر بعنوان )باب في الئمة أنهم يزادون في الليل والنهار ،ولول ذلك لنفد ما عندهم( سرد ثماني روايممات ،منهمما ممما رواه عن أبي حمزةا الثمالي قال: "قلت :جعلت فداك كل ما كان عند رسول الله فقد أعطمماه أمير المؤمنين بعده ،ثم الحسن بعد أمير المؤمنين عليممه السمملم، ثم الحسين ،ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة؟ قال :نعم ،مع الزيادةا الممتي تحممدث فممي كممل سممنة وفممي كممل شهر ،إي والله ..وفي كل ساعة" ]بصائر الدرجات الكممبرى البمماب العاشر من الجزء الثامن ص .[415 وما رواه عن بشر بن إبراهيم أنه قال: "كنت جالسا ا عند أبممي عبممد اللممه عليممه السمملم إذ جمماءه رجممل فسأله عن مسألة؟ فقال :ما عندي فيها شيء ،فقال الرجل :إنمما لله وإنمما إليممه راجعممون ،هممذا الممام مفمترض الطاعمة سممألته عمن مسألة فزعم أنه ليس عنده فيها شيء ،فأصغى أبو عبد الله عليممه السلم أذنه إلى الحائط كأن إنسانا ا يكلمه ،فقال: أين السائل عممن مسممألة كممذا وكممذا؟ وكممان الرجممل قممد جمماوزأ أسكفة )عتبة( الباب .قال :هاأنذا ،فقال :القوم فيهمما هكممذا .ثممم التفت إلي فقال: لممول نممزاد لنفممد ممما عنممدنا" ]بصممائر الممدرجات الكممبرى البمماب العاشر من الجزء الثامن ص .[416 ثم أورد بابا ا آخر )باب في الئمة أنهم يعرفممون بالخبممار مممن هو غائب عنهم(. وسرد تحته روايممات عديممدةا ]بصممائر الممدرجات الكممبرى البمماب الحادي عاشر ص 416وما بعد[. وبالمناسبة ما دمنا أوردنا روايات وذكرنمما أبوبمما ا مممن )بصممائر الدرجات الكبرى( لثقة الشيعة بالئمة وعظيم تقديرهم لوصمماف الئمة نريد أن نذكر بابا ا آخر عقده في آخممر جممزء مممن هممذا الكتمماب لطرافته ولو أنه ل علقممة لممه بموضمموعنا رأسمماا ،وهممو بمماب عنممونه بعنوان )باب في ركمموب أميممر المممؤمنين عليممه السمملم السممحاب، وترقيه في السباب والفلك(. وأطرف من ذلك أن المعلق على الكتاب وهو علمممة الشمميعة وحجتهم ميرزأه محسن ،علق على العنوان بقوله: ول يخفى ممما فممي عنمموان البمماب فممإنه ل يختممص بعلممي عليممه السلم بل به ،وبالحجة المنتظر عليهما السلم" ]بصائر الممدرجات الكبرى الباب الخامس عشر من الجزء الثممامن ص ،428وهممامش رقم 1أيضاا[. وروى تحت هذا الباب روايات عديدةا ،منهمما مما روي عممن أبممي جعفر أنه قال: "أما إن ذا القرنين قد خير السحابين ،فاختممار الممذلول وذخممر لصاحبكم الصعب .قلت :وما الصعب؟ قال :ما كان من سحاب فيه رعد وبممرق وصمماعقة فصمماحبكم يركبه ،أممما إنممه سمميركب السممحاب ويرقممى فممي السممباب أسممباب السماوات السبع ،خمسة عوامر واثنين خراب ،وفي رواية أخرى: أسممباب السممماوات السممبع والرضممين السممبع" ]بصممائر الممدرجات الكبرى الباب الخامس عشر من الجزء الثامن ص .[429 ونرجع إلمى موضموعنا فنقمول :إن الصمفار أدرج فمي الجمزء السابع من الكتاب أيضا ا أبوابمما ا كممثيرةا فممي هممذا الموضمموعا ،وسممرد تحتها روايات كثيرةا ،منها الباب الثماني بعنموان )بماب فمي الممام بأنه إن شاء أن يعلم العلم لعلم(. منها ما رواه عن عمرو بن سعيد المدائني: عن أبي عبد الله عليه السلم قال: "إذا أراد المممام أن يعلممم شمميئا ا علمممه اللممه ذلممك" ]بصممائر الدرجات الكبرى الباب الثاني من الجزء السابع ص .[335 وبابا ا آخر بعنوان )ما يفعل بالمام من النكت والقذف والنقر في قلوبهم وآذانهم(. أورد تحته ثلث عشرةا رواية .منها عن الحارث بن مغيممرةا أنممه قال: "قلت لبي عبد اللممه عليممه السمملم :هممذا العلممم الممذي يعلمممه عالمكم أشيء يلقى في قلبممه أو ينكممت فممي أذنممه ،فسممكت حممتى غفل القوم ،ثم قال :ذاك وذاك" ]بصائر الممدرجات الكممبرى البمماب الثالث من الجزء السابع ص .[337 وفي رواية :فقال :وحي كوحي أم موسممى ،وروايممة أخممرى: وقد يكونان معاا" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب الثالث مممن الجممزء السابع ص .[338 ،337 وعن النجاشي عن أبي عبد الله عليه السلم أنه قال: "فينا والله من ينقممر فممي أذنممه وينكممت فممي قلبممه وتصممافحه الملئكة. قلت :كان ،أو يكون ،أو اليوم؟ قال :بل اليوم. قلت :كان ،أو اليوم؟ قممال :بممل اليمموم واللممه يمما ابممن النجاشممي حممتى قالهمما ثلثمماا" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب الثالث من الجزء السابع ص .[338 وباب آخر )بمماب فيممه تفسممير الئمممة لوجممود علممومهم الثلثممة وتأويل ذلك(. وروى تحته روايات منها ما رواها عن علي السائي قال: "سألت الصادق عليه السلم عن مبلغ علمهم؟ فقممال :مبلممغ علمنا ثلثة وجوه :ماض وغممابر وحممادث ،فأممما الماضممي فمفسممر، وأما الغابر فمزبور ]أي مكتوب[ .وأما الحادث فقذف في القلوب ونقر فمي السمماعا وهممو أفضمل علمنما ول نممبي بعممد نبينما ،وفممي رواية :وأما النقر في السماعا فإنه من الملك" ]بصممائر الممدرجات الكبرى الباب الرابع من الجزء السابع ص .[338 وباب آخر )باب في الئمة عليهم السلم محدثون مفهمون(، وروى تحته ثماني روايات ،منها: "عن الحكم بن عيينة قال :دخلت على علي بن الحسن يوممما ا فقال لي :يا حكم ..هل تمدري مما اليمة المتي كمان علمي بمن أبمي طالب عليممه السمملم يعممرف بهمما صمماحب قتلممه ويعلممم بهمما المممور العظام الممتي كممان يحممدث بهمما النمماس؟ قممال الحكممم :فقلممت فممي نفسي :قد وقفت على علم من علم علي بن الحسين أعلم بممذلك تلك المور العظام .قال :فقلت :ل والله! ل أعلم به ،أخبرني بها يا ابن رسول الله . قال: والله! قول الله :وما أرسلنا من رسول ول نبي ول محممدث ،فقلت :وكان علي بن أبي طالب محدثاا؟ قال :نعم! وكل إمام منمما أهممل الممبيت فهممو محممدث" ]بصممائر الدرجات الكبرى الباب الخامس من الجزء السابع ص .[340 ،339 وفي الباب الذي يليه يبين من هو المحممدث ،وممما هممو شممأنه؟ بعنوان )باب في أن المحدث كيف صفته؟ وكيف يصنع به؟ وكيممف يحدث الئمة؟(. وأورد تحته ثلث عشرةا رواية ،ومنها ما يرويها عن ابممن أبممي يعفور أنه قال: "قلت لبي عبد الله عليه السمملم :إنمما نقممول :إن عليمما ا عليممه السلم لينكت في قلبه ،أو ينقر في صدره وأذنه؟ قال :إن عليا ا عليه السمملم كممان محممدثاا .قممال :فلممما أكممثرت عليه قال :إن عليا ا عليه السلم كان يوم بني قريظة وبني النضير كان جبرئيممل عممن يمينممه وميكائيممل عممن يسمماره يحممدثانه" ]بصممائر الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء السابع ص .[341 وروى عن علي بن الحسين أنه قال: "علم علي عليه السمملم فممي آيممة مممن القممرآن وكتمنمما اليممة. قال :اقرأ يا حمران فقرأت :وما أرسلنا من قبلك من رسممول ول نبي .قال :فقال أبو جعفر عليه السلم :وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي ول محدث .قلت :وكان علي عليه السلم محدثاا؟ قال :نعم! فجئت إلى أصحابنا ،فقلت :قد أصممبت الممذي كممان الحكم يكتمنا .قال :قلت :قال أبو جعفر عليه السلم كان يقممول: علي عليه السلم محدث ،فقالوا لي :ما صمنعت شميئاا ..أل سمألته من يحدثه؟ قال :فبعد ذلك إني أتيت أبا جعفر عليه السلم فقلت :أليس حدثني أن عليا ا عليه السلم كان محدثاا؟ قال :بلى! قلت :من يحدثه؟ قال :ملك يحدثه .قال :قلت :أقول :إنه نبي أو رسول؟ قال :ل .قال :بل مثله مثممل صمماحب سممليمان ومثممل صمماحب موسى ،ومثله مثل ذي القرنين" ]بصائر الممدرجات الكممبرى البمماب السادس من الجزء السابع ص .[344 وباب آخر ) باب من يلقى شيء بعد شيء يوما ا بيمموم وسماعة بساعة مما يحدث(. وروى تحته عن ضريس أنه قال: "كنت مع أبي بصير عند أبي جعفر عليه السلم ،فقال له أبممو بصير :بم يعلم عالمكم جعلت فداك؟ قال :يا أبا محمد! إن عالمنمما ل يعلممم الغيممب ،ولممو وكممل اللممه عالمنا إلى نفسه كان كبعضكم ولكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة" ]بصائر الممدرجات الكممبرى البمماب السممادس مممن الجممزء السممابع ص .[345 وروى أيضا ا عن أبي بصير قال: "قلت لبي عبد الله عليه السلم :جعلت فداك ،أي شيء هممو العلم عندكم؟ قال :ممما يحممدث بالليممل والنهممار والمممر بعممد المممر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة ،وفي رواية أخرى :ما يحدث بالليل والنهار يوما ا بيوم وساعة بساعة" ]بصائر الدرجات الكممبرى الباب السابع من الجزء السابع ص .[345 وباب آخر )باب في الئمممة عليهممم السمملم ورثمموا العلممم عممن رسممول اللممه وعممن علممي عليممه السمملم ،وإن العلممم يقممذف فممي صدورهم وينكت في آذانهم(. وأورد تحته تسع روايات. وفي الجزء السادس روى رواية في )باب في أمير المؤمنين عليه السلم أن النبي علمه العلم كله ،وشمماركه فممي العلممم ولممم يشاركه في النبوةا(. عن حمران أنه قال: "قلت لبي عبد الله عليه السلم :جعلت فداك :قد بلغنممي أن الله قد ناجى علياا؟ قال :أجل! قمد كمان بينهمما مناجماةا بالطمائف ونزل بينهما جبريل ،وقال :إن الله علممم رسمموله الحلل والحممرام والتأويل ،فعلم رسول الله عليا ا عليه السلم علمه كله" ]بصممائر الدرجات الكبرى الباب العاشر من الجزء السادس ص .[311 وعلى ذلك ذكر في الجزء الرابع من كتابه )باب في أن الئمة يخمماطبون ويسمممعون الصمموت ويممأتيهم صممور أعظممم مممن جبريممل وميكائيل( عن أبي عبد الله أنه قال: "إنا لنزاد في الليل والنهار ،ولو لم نزد لنفد ممما عنممدنا ،قممال أبو بصير :جعلت فداك من يأتيكم به؟ قال :إن منا من يعاي ،وإن منا من ينقر في قلبه كيت وكيت، وإن منا لمن يسمع بأذنه وقعا ا كوقع السلسلة في الطست .قال: فقلت له :من الذي يأتيكم بذلك؟ قال :خلق أعظممم مممن جبريممل وميكائيممل" ]بصممائر الممدرجات الكبرى الباب السابع من الجزء الخامس ص .[252 وكذلك روي في الباب الثامن من هذا الجزء بعنوان )باب في المام أنه تراءى له جبريل وميكائيل وملك الموت(. وروي تحت روايات "أن جعفرا ا وأبمماه البمماقر جاءهممما جبريممل وملك الموت بصورةا شمميخ طويممل جميممل أبيممض الممرأس واللحيممة، ورجل أدم حسن الوجه والشيمة وكان الول جبريل ،والثاني ملك الموت" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب الثامن من الجزء الخممامس ص 253وص 254الرواية الولى والثالثة[. وعلى ذلك ينص القوم بأن أئمتهم أفضل مممن جميممع النبيمماء بما فيهم أولو العزم من الرسل وأعلممم منهممم ،كممما بمموب صمماحبنا هذا محمممد بممن الحسممن الصممفار )بمماب فممي أمممي المممؤمنين عليممه السلم وأولو العزم أيهم أعلممم( ]بصممائر الممدرجات الكممبرى البمماب الخامس من الجزء الخامس ص .[247 كما أن الحممر العمماملي بمموب بابمما ا بعنمموان )إن النممبي والئمممة الثنممى عشممر عليهممم السمملم أفضممل مممن سممائر المخلوقممات مممن النبيمماء والوصممياء السممابقين ،والملئكممة وغيرهممم ،وإن النبيمماء أفضل من الملئكة( ]الفصول المهمة في أصول الئمة بمماب 101 ص .[151 ا وابن بابويه القمي الملقممب بصممدوق الشمميعة بمموب بابمما فممي كتابه بعنوان )أفضلية النبي والئمة على جميع الملئكة والنبياء عليهم السلم( ]عين أخبار الرضا ج 1ص .[262 ول يخلو كتاب من كتب الشيعة إل وفيه أبواب متشممابهة فممي هذا المعنى. وقد سردوا تحتها روايات أكممثر مممن أن تحصممى حسممب تعممبير محدث الشيعة الحر العاملي ]انظر الفصول المهمة ص .[154 منها ما رووا عن أبي جعفر أنه قال لحد أتباعه" :يا عبد الله! ما تقول الشيعة في علي عليه السمملم وموسممى وعيسممى ]انظممر قوةا القمموم وإسمماءةا أدبهممم فممي حممق أنبيمماء اللممه ورسممله حيممث ل يستعملون اسم واحد من أئمتهم إل ويعقبونه بكلمة عليه السلم، وإنممما يممذكرون أنبيمماء اللممه ورسممله فيبخلممون بالصمملةا والسمملم عليهم[؟ قال: قلت :جعلت فداك ،وعن أي حالت تسألني؟ قال :أسألك عن العلم ،فأما الفضل فهم سواء. قال :قلت :جعلت فداك ،فما عسى أقول فيهم. فقممال :هممو واللممه أعلممم منهممما" ]بصممائر الممدرجات البمماب الخامس من الجزء الخامس ص ،248الفصول المهمة ص .[151 ورووا عن ابنه جعفر أنه قال: "إن اللممه خلممق أولممي العممزم مممن الرسممل وفضمملهم بممالعلم، وأورثنمما علمهممم وفضمملهم ،وفضمملنا عليهممم فممي علمهممم ،وعلممم رسول الله ما لم يعلمموا ،وعلمنمما علمم رسمول اللمه وعلمهمم" ]بصائر الدرجات ص ،248الفصول المهمة ص .[152 وهناك باب آخر بعنوان )باب أن الئمة عليهم السمملم أفضممل من موسى والخضر عليهما السلم(. ثم روى تحته روايات عديممدةا ،منهمما ممما رواه عممن أبممي جعفممر محمد الباقر أنه قال: لقد سأل موسى العالم )يعني الخضر( مسألة لم يكممن عنممده جوابها ،ولقد سأل العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها ،ولو كنت بينهما لخبرت كل واحد منهممما بجممواب مسممألته ،ولسممألتهما عن مسألة ل يكون عندهما جوابها" ]بصائر الدرجات الكبرى الباب السادس من الجزء الخامس ص .[250 هذا وإننا لنممرى بممأن ممما أوردنمماه مممن البممواب وسممردناه مممن الروايممات يكفممي لبيممان الحممق والحقيقممة ،والمعتقممدات الصمميلة الشيعية في أئمتهم حول نزول الوحي والملئكممة عليهممم ،وأنممه ل فرق بينهم وبين أنبياء الله ورسله حيث أنهم يخاطبون ويكلمون، ويقممذف فممي قلمموبهم ،ويلقممى فممي مسممامعهم ،وتنممزل عليهممم الملئكة ،جبرئيل ومن دونه وفمموقه ،وينمماجيهم الممرب جممل وعل – تعمالى اللمه عمما يقولمون علموا ا كمبيرا ا – ول نريمد إكثمار الروايممات المملة في هذا الموضوعا مممع وجممود أضممعاف الضممعاف منهمما فممي )بصائر الدرجات( وغيره من الكتممب المعتممبرةا الموثقممة المعتمممدةا ]ومن أراد الستزادةا فعليه أن يرجع إلى كتب التفسممير والحممديث فإنها مليئة بمثل هذه الخرافات والترهات[ لدى الشيعة ،كما نريد أن نبين ههنا أنه لممم يكممن اختيارنمما كتمماب )بصممائر الممدرجات( هممذا لبيان معتقدهم في نزول الوحي والملئكة على أئمتهم مع وجممود هذه الروايات في كتب الحممديث والتفسممير الخممرى إل أن صمماحب )البصائر( وهو الصفار من أقدم المحدثين الشيعة وشمميخ مممؤلفي الصحاح الربعة أو شيخ شيخهم. وأيضا ا فإن هذا الكتاب لم يؤلف إل لسممرد الروايممات الشمميعية من الئمة المعصومين المزعومين في فضائلهم ،وإننا لندرك أننمما أكثرنا الروايات في هذا البحث خلف البحمموث المتقدمممة لننمما لممم نورد هذا المبحث وهذه الروايممات فمي كتبنما الربعممة عممن الشمميعة ]الشمميعة والسممنة ،والشمميعة وأهممل الممبيت ،والشمميعة والقممرآن، والشيعة والتشيع فرق وتاريخ[ ولنه مهم في فهم أصول الشيعة وعقائدهم. وجلء للحق الذي هو واضممح وجلممي مممما سممبق نريممد أن نممذكر بعض العناوين للبممواب الممتي ذكرهمما الكلينممي فممي )الصممول مممن الكافي( في هذا الخصوص فقط .وفي كتاب الحجة ل غير كممي ل تبقى شبهة لشاك ول ريب لمرتاب. فهذه بعض عناوين البواب من كتاب الحجة في )الصول من الكافي( : باب طبقات النبياء والرسل والئمة. باب أن الئمة ولةا أمر الله وخزنة علمه. باب أن الئمة خلفاء الله عز وجل فممي أرضممه ،وأبمموابه الممتي منها يؤتى. باب أن الئمة معدن العلم وشجرةا النبوةا ومختلف الملئكة. باب عرش العمال على النبي والئمة. باب أن الئمة ورثمموا علممم النممبي وجميممع النبيمماء والوصممياء الذين من قبلهم. باب أن الئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنه يعرفونها على اختلف ألسنتهم. باب ما عند الئمة من آيات النبياء. باب في أن الئمة يزدادون في ليلة الجمعة. باب لول أن الئمة يزدادون لنفد ما عندهم. باب أن الئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملئكة والنبياء والرسل. باب أن الئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا. باب أن الئمة يعلمون علم ما كان وممما يكممون وأنممه ل يخفممى عليهم الشيء. باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما ا إل أمره أن يعلمه أمير المؤمنين ،وأنه كان شريكه في العلم. باب أن الئمة محدثون مفهمون. باب فيه ذكر الرواح التي في الئمة. باب الروح التي يسدد الله بها الئمة. باب أن الئمة لم يفعلوا شيئا ا ول يفعلممون إل بعهممد مممن اللممه عز وجل وأمر منه ل يتجاوزأونه. باب أن الئمة تدخل الملئكة بيوتهم ،وتطأ بسطهم ،وتأتيهم بالخبار ،وهذا آخر ما أردنا ثبته في هذا الباب. وإن في ذلك لعبرةا لولي اللباب. الباب الخامس الشيعة الثنا عشرية وعقائدهم الفصل الول الرجعة من الفكار اليهودية المدسوسة بين المسلمين والتي تممولى كبر إثمها ابن اليهودية .البار بها عبد الله بن سبأ ..فكرةا الرجعممة، أي رجوعا الموات قبل البعث والنشور عند ظهور القائم الشمميعي المعدوم المزعوم ،من أئمتهم وأتباعهم ،مع أعدائهم ومخالفيهم لينتقممموا منهممم ويشممفوا صممدورهم كممما ذكممر المجلسممي خاتمممة محدثي الشيعة: حض م ل من ل ويرجع للدنيا يوم ظهور حضرةا القائم عليه السلم ل اليمان محضا ا أو محض الكفر محضاا ،فيرجع أعممداؤه لينتممم منهممم في هذا العالم ويشاهدون من ظهور كلمة الحق وعلو كلمممة أهممل البيت ما أنكروه عليهم ،فتكون رجعة الكفار لينالهم عقاب شديد" ]حياةا القلوب للمجلمس ج 3فصمل 35ص 303نقل ا عمن )عقيمدةا الشيعة( لدونالدس طا عربي[. وهذا العتقاد كاد أن يكون من المجمع عليممه عنممد الشمميعة ،ل خلف بينهم في ذلك ،ولم يشذ فيه أحد ممن يعتد به ويعتمد علممى قوله كما ذكر الحر العاملي مستدل ا علممى صممحة الرجعممة وإمكانهمما ووقوعها .بإجماعا جميع الشيعة المامية وإطبمماق الشمميعة الثنممى عشرية على صحة اعتقاد الرجعة فل يظهر منهم مخالف يعتممد بممه من العلماء السابقين ول اللحقين ،وقد علم دخول المعصوم في هذا الجممماعا بممورود الحمماديث الممواردةا عممن النممبي وعممن الئمممة عليهم السلم ،الدالة على اعتقادهم بصحة الرجعممة حممتى إنممه قممد ورد ذلك عن صاحب الزمان محمد بن الحسن المهدي عليه السلم في التوقيعات الواردةا عنه وغيرها مع قلة ممما ورد عنممه فممي مثممل ذلك مممن نسممبة ممما ورد عممن آبممائه عليهممم السمملم" ]اليقمماظ مممن الهجعممة بالبرهممان علممى الرجعممة للحممر العمماملي صمماحب )وسممائل الشيعة( ص 34طا المطبعة العلمية – قم – إيران[. ومثممل ذلممك ذكممره أيضمما ا مفسممر الشمميعة القممديم أبممو علممي الطبرسي في تفسيره تحت قول الله عز وجل :ويوم نحشر من كل أمة فوجا ا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزأعون واستدل بهذه الية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلممك مممن الماميممة بممأن قممال :إن دخول من في الكلم يمموجب التبعيممض ،فممدل ذلممك علممى أن اليمموم المشار إليه في الية يحشر فيه قوم دون قوم ،وليس ذلممك صممفة يوم القيامة ،الذي يقول فيه سبحانه .. :وحشرناهم فلممم نغممادر منهم أحدا ا . "وقد تظاهرت الخبار عن أئمة الهدى من آل محمد فممي أن الله سيعيد عند قيا المهدي قوما ا ممن تقممدم ممموتهم مممن أوليممائه وشيعته ليفوزأوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجمموا بظهممور دولتممه، ويعيممد أيضمما ا قوممما ا مممن أعممدائه لينتقممم منهممم وينممالوا بعممض ممما يستحقونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته والذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته ..على أن جماعة من المامية تممأولوا ما ورد من الخبار في الرجعة على رجوعا الدولممة والمممر والنهممي دون رجوعا الشخاص وإحياء الموات ،وأولوا الخبار الممواردةا فممي ذلك لما ظنوا أن الرجعة تنافي التكليف .وليممس ذلممك ،لنممه ليممس فيها ما يلجئ إلى فعل الممواجب والمتنمماعا مممن القبيممح والتكليممف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرةا واليات القمماهرةا كفلق البحر وقلب العصا تعبانا ا وممما أشممبه ذلممك ،ولن الرجعممة لممم تثبت بظممواهر الخبممار المنقولممة فيتطممرق التأويممل عليهمما ،وإنممما المعول في ذلك على إجماعا الشمميعة الماميممة وإن كممانت الخبممار تعضده وتؤيده" ]تفسير مجمع البيممان لبممي علممي الطبرسممي ج 4 ص .[235 ،234 وقبلممه قممال بهممذا القممول الشممريف المرتضممى الملقممب عنممد الشعة بعلم الهدى في جواب أسئلة سئل بها عن حقيقممة الرجعممة فأجاب: "بأن الذي تذهب إليه الشيعة المامية أن الله تعالى يعيد عند ظهور المهممدي قوممما ا ممممن تقممدم ممموته مممن شمميعته وقوممما ا مممن أعدائه" ]انظممر أعيممان الشمميعة ج 1الجممزء الول ص 132الطبعممة الولى دمشق[. وقبلممه شمميخ المرتضممى وإمممام متكلمممي الشمميعة وفقهائهمما، محمد بن النعمان الملقب بالمفيد قال: اتفقت المامية علمى وجموب رجعممة كمثير ممن الممموات إلمى الدنيا قبل يوم القيامة" ]انظر أوائل المقالت ص .[52 وقال في موضع آخر في مقالته تحممت عنمموان )القممول فممي الرجعة(: أقول :إن الله تعالى يرد قوما ا مممن الممموات إلممى الممدنيا فممي صورهم التي كانوا عليها ،فيعز منهم فريقا ا ويممذل فريقمما ا ويممديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم ممن الظممالمين ،وذلممك عند قيام مهدي آل محمد عليهم السلم وعليه السلم. وأقول :إن الراجعين إلى الدنيا فريقممان :أحممدهما مممن علممت درجته في اليمان وكثرت أعماله الصالحات وخرج من الدنيا علممى اجتناب الكبائر والموبقات ،فيريه الله عز وجل دولة الحممق ويعممزه بها ويعطيه من الدنيا ما كان يتمنماه ،والخمر ممن بلمغ الغايمة فمي الفساد وانتهممى فممي خلف المحقيممن إلممى أقصممى الغايممات وكممثر ظلمه لولياء الله واقممترافه السمميئات ،فينتصممر اللممه تعممالى لمممن تعدى قبل الممات ويشفي غيظهم منه بما يحله من النقمات ،ثممم يصير الفريقان من بعد ذلك إلى الموت ومن بعده إلى النشور وما يستحقونه من دوام الثواب والعقاب ،وقد جاء القرآن بصحة ذلك، تظاهرت به الخبار ،والمامية بأجمعها عليه إل شذاذ منهم تممأولوا ما ورد فيمه ممما ذكرنماه علمى وجمه يخمالف مما وصمفناه" ]أوائمل المقالت ص .[90 ونقف هنا برهة يسيرةا لنلقي نظممرةا علممى مغالطممة الممدكتور وافي سواء وقع فيها أو أراد إيقاعا الناس فيهمما حيممث كتممب تحممت عنوان الرجعة: "للرجعة في عقيدةا الشيعة الجعفرية مظهران: النوعا الول :من الرجعممة فممي عقائممدهم وهممو رجمموعا المممام المهدي بمعنى ظهوره من مخبئه وهو موضع اتفمماق عنممدهم ،بممل هو عماد مذهبهم. وأما النوعا الثاني :وهو رجعة البرار والشممرار رجعممة مؤقتممة فليس من العقائد المتفق عليها عندهم ،بل إن كثيرا ا منهم لينكممر هذا النوعا من الرجعة" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[57 ثممم كتممب فممي الهممامش :انظممر أوائممل المقممالت وتصممحيح العتقادات للشيخ المفيد ،وهو من كبار شيوخهم" ]الهامش رقم .[47 ويتلخص ردنا في النقاطا التالية: أو ا ل :إن السمميد الممدكتور ل يممدري إطلقمما ا مممذهب الشمميعة الجعفرية في الرجعة حيث قال" :إن رجعة البرار والشرار رجعة مؤقتة فليس من العقائد المتفق عليها عندهم .بل إن كثيرا ا منهم لينكر هذا النوعا من الرجعممة" لننمما كممما ذكرنمما سممابقا ا وكممما نحممن بصمدد ذكمره أن الشميعة الجعفريمة أو الماميممة أو الثنمى عشمرية كلهم تقريبا ا متفقون على هذه العقيممدةا مممن أعيممانهم وكممبرائهم ومشائخهم من المحدثين والمفسرين والفقهاء والكلميين. وعلى ذلك قال الحر العاملي: "فل يظهممر منهممم مخممالف يعتممد بممه مممن العلممماء السممابقين واللحقين ،وقد علم دخول المعصمموم فممي هممذا الجممماعا" ]انظممر اليقاظ من الهجعة ص .[34 وبممذلك قممال صممدوق الشمميعة ورئيممس محممدثيهم ابممن بممابويه القمي في كتابه الكلمي تحت عنوان )باب العتقاد في الرجعة(: "اعتقادنا يعني معشر المامية في الرجعممة أنهمما حممق" ]نقل ا عن كتاب الهجعة ص .[40 ،39 وقال المل باقر المجلسي صمماحب )بحممار النمموار( بعممد سممرد الخبار الكثيرةا عن الرجعة: اعلممم يمما أخممي أنممي ل أظممن أنممك قممد ترتمماب بعممد ممما مهممدت وأوضحت لك بالقول في الرجعة التي أجمعممت عليممه الشمميعة فممي جميع العصار واشمتهرت بينهمم كالشممس ف ي رابعمات النهمار.. وكيف يشك مؤمن بأحقية الئمة الطهار فيما تواترت عنهممم مممن مائتي حديث رواها نيمف وأربعمون ممن الثقمات العظمام والعلمماء العلم فممي أزأيممد مممن خمسممين مممن مؤلفمماتهم" ]بحممار النمموار للمجلسممي ج 13ص 225الطبعممة الولممى المنقممول مممن كتابنمما )الشيعة والتشيع( ص .[360 ومثل ذلك قال الحر العاملي: "ومما يدل على ثبوت الجماعا اتفاقهم على أحاديث الرجعممة حممتى إنممه ل يكمماد يخلممو منممه كتمماب مممن كتممب الشمميعة ،ول تراهممم يضعفون حممديثا ا واحممدا ا منهمما ،ول يتعرضممون لتأويممل شمميء منهمما، فعلم أنهم يعتقدون مضمونها لنهم يضعفون كممل حممديث يخممالف اعتقادهم أو يصرحون بتأويله وصرفه عن ظاهره" ]اليقمماظ مممن الهجعة للحممر العمماملي المتمموفى عممام ) 1104البمماب الثمماني فممي الستدلل على صحة الرجعة( ص .[43 ،42 وقال أيضاا: "ومما يدل على ذلك أيضا ا كثرةا النصوص الصريحة الموجممودةا في الكتب الربعة وغيرهما ممن الكتممب المعتممدةا ..ممما يزيمد علمى سبعين كتابا ا قد صنفها عظماء المامية" ]ص 43وما بعدها[. وهذا يدل على أن السيد الممدكتور مممع ادعممائه معرفممة مممذهب الشيعة ل يعرف عنه شيئاا. أو . . .وإن بعض الظن إثم!!! ثانيمماا :إن الممدكتور وافممي كتممب علممى هممامش الكلم :أوائممل المقالت للشيخ المفيممد وهمو ممن كبممار شمميوخهم :كمأنه يريمد أن يفهم القارئ بأن هذا الكلم منقول عن المفيممد الممذي لممه مرتبتممه وشأنه لدى الشيعة. ول أدري كيف أبرر له موقفه هذا ،وأجد له المعاذير؟. مع العبارةا الصريحة التي نقلناها عن المفيد التي ل غممموض فيها ول إشكال" ،هل السيد الدكتور عجز عممن فهممم كلم المفيممد، الذي يفهمه الصغير والكبير" بل صعوبة أو مشقة؟ أم أن السيد الدكتور لم يعممرف عممن كتمماب المفيممد إل اسمممه، وذكر كتابه دون أن يراجعه أو ينظر ما فيه؟ أم علم وقرأ ولكنه ..معاذ الله أن يذهب بممي الخيممال إلممى ممما يريد أن يذهب إليه!. ا وكلم المفيد واضح جلي كمما ذكرنماه آنفما والمذي قمال ف ي آخره: "وقد جاء القرآن بصحة ذلك وتظاهرت به الخبار ،والماميممة بأجمعها عليه ،إل شذاذ منهم تأولوا ما ورد فيه مممما ذكرنمماه علممى وجه يخالف ما وصفناه" ]أوائل المقالت للمفيد ص .[90 ،89 وبعد هذا ل أستيطع أن أعلممل كلم الممدكتور الممذي قممال فيممه: "إن رجعممة البممرار والشممرار رجعممة مؤقتممة ،فليممس مممن العقائممد المتفق عليها عنمدهم ،بمل إن كمثيرا ا منهمم لينكمر همذا النمموعا ممن الرجعة :ثم ينسب الكلم إلى )أوائل المقالت( للمفيد. ل هذا على شمميء فإنممما يممد ت وإن د ت ل علممى أن السمميد الممدكتور ومن حذا حذوه ممن تممأثروا بممدعوةا التقريممب فممي مصممر يجهلممون مممذهب الشمميعة وعقائممدهم ،ول يعلمممون عنممه وعنهمما شمميئا ا مممع ادعممائهم العلممم والمعرفممة ،ول يممرددون إل كلمممات ألقيممت فممي مسامعهم مزورةا مموهة مممن قبمل المخممادعين الممماكرين ]ويؤيمد ذلك أيضا ا ما سمعته من شريط أرسل إلى قريبا ا لحد كبار الكتمماب في مصر والدعاةا إلى السلم ،الذي نحسن الظممن فيممه حيممث أنممه ردد فيممه مثممل تلممك الكلمممات وبممرأ سمماحة الشمميعة مممن كممثير مممن المعتقدات التي يعتقدونها هممم ،وخطممأ ناسمما ا يتهمممونهم باعتقمماد التحريف في القرآن وعدم العتماد على السممنة ،وتكفيممر صممحابة النبي وإتيممان الفممواحش باسممم المتعممة ،وقممال :إنهمما تهممم باطلممة بتهمهم بها جاهل غير عالم :مع أن حضرته نفسه جاهل فممي هممذا عالم في غيره. وما أقبح أن يدافع عالم من علماء السنة وعلم مممن أعلمهمما، ويبيح الصلةا خلفهم ،وهم الذين يكفرون أبا بكممر وعمممر وعثمممان وأمهات المؤمنين ويغلظممون فيهممم القممول – كممما سمميأتي بيممانه – وكما بيناه مفصل ا في كتابنا )الشمميعة وأهممل السممنة( ول يؤمنممون بالقرآن ول بالسنة النبوية ،وينكرون العقائد السلمية الصممحيحة ويؤمنون بالفكار التي أسستها ووضعتها لهممم اليهوديممة الثيمممة. فإنا لله وإنا إليه راجعون .وإلى الله المشتكى. أل يدري هذا العالم ومن يحذو حذوه أنه ل يوجد فممي الشمميعة رجل واحد ،نعم رجل واحد يدافع عن السنة وأسلفهم هذا الدفاعا المميت في بلدهم ،بل ل يوجد أحممد منهممم يقممول لهممم :ل تسممبوا أصحاب رسول الله فإن قوما ا من المسلمين يتألمون مممن فعلكممم هذا :بل يوجد فيهم من يقول وهو محدثهم الكبير: "وهؤلء )أي أصحاب رسممول اللممه( نتقممرب إلممى اللممه تعممالى ورسوله ببغضهم ،وسبهم ،وبغممض مممن أحبهممم" )وصممول الخيممار إلى أصول الخبار( لمحدث الشيعة حسين العاملي المتوفى سممنة 984ص [164من الشيعة الذين تممرددوا علممى مصممر وعلممى البلد السممنية الخممرى الممتي لممم تبتممل بالتشمميع ،ولممم يحتممج علماؤهمما ومفكروها إلى معرفة هذه الديانة التي لم تؤسس إل على أفكممار وآراء تعارض الراء السلمية وأفكارها الصممحيحة المسممتقاةا مممن كتاب الله وسنة رسول الله ،والمبنية عليهما تماماا. ومعلمموم أن نصمموص الكتمماب والسممنة تخممالف هممذه العقيممدةا السخيفة أيضا ا حيث أن ل ثواب ول عقاب ول جممزاء ول عطمماء ،ول حساب ول كتاب إل يوم القيامة ،وهممو يمموم الفصممل ويمموم الممدين، يوم البعث ويوم النشور ،ويوم الحشر ،واليات القرآنيممة الناطقممة بهذه الحقائق الناصعة أكثر من أن تعد أو تحصممى ،ومنهمما ممما ذكممر فيها حكاية عن المذنبين: حتى إذا جاء أحده الموت قممال رب ارجعممون * لعلممي أعمممل صالحا ا فيما تركت كل إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزأخ إلممى يوم يبعثون * فإذا نفممخ فممي الصممور فل أنسمماب بينهممم يومئممذ ول يتساءلون * فمن ثقلت ممموازأينه فأولئممك هممم المفلحممون * ومممن خفت موازأينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالممدون ]سورةا المؤمنون الية 99وما بعدها[. وهذه الية صريحة في معناها ل تحتمل التأويل أنه ليس بعممد الموت إل البرزأخ إلى يمموم البعممث ،ويمموم البعممث هممو اليمموم الممذي يفصل فيه بيممن الصممالحين وغيممر الصممالحين ،ويممدخل أهممل الجنممة الجنة وأهل النار النار. وقال الله عز وجل مبينا ا خلقة النسان وممما إليممه يصممير فممي كلمه المحكم: ولقد خلقنا النسممان مممن سلسممة مممن طيممن * ثممم جعلنمماه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنمما النطفممة علقممة فخلقنمما العلقممة مضغة فخلقنا المضغة عظاما ا فكسونا العظممام لحممما ا ثممم أنشممأناه خلقا ا آخر فتبارك الله أحسن الخمالقين ] س ورةا المؤمنمون اليمة 12وما بعدها[. وقال الله عز وجل حكاية عن الكفار وأهل النار: وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا ا وعظاما ا أئنا لمبعوثون * أبو آباؤنمما الولممون * قمل إن الوليممن والخريمن لمجموعممون إلمى ميقات يوم معلوم ] سورةا الواقعة الية 47وما بعدها[. وقال تعالى: زأعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلممى وربممي لتعبثممن ثممم لتنبؤن بما عملتم وذلك على اللممه يسممير * فممآمنوا بممالله ورسمموله والنور الذي أنزلنا والله بممما تعملممون خممبير * يمموم يجمعكممم ليمموم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صممالحا ا يكفممر عنممه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتهمما النهممار خالممدين فيهمما أبممدا ا ذلك الفوزأ العظيم * والذي كفممروا وكمذبوا بآياتنمما أولئمك أصممحاب النار خالدين فيهمما وبئمس المصممير ] س ورةا التغممابن اليمة 7وممما بعدها[. أي ل يكممون البعممث إل يمموم الجمممع للحسمماب والكتمماب ويمموم دخول الجنة والنار ،ل قبله. ومثل ذلك قول الله عز وجل: وأن الساعة آتية ل ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ] سورةا الحج الية .[7 أي ل يكون بعث من في القبور إل يوم القيامة. واليممات فممي هممذا المعنممى كممثيرةا جممداا ،وكممذلك الحمماديث الشريفة الثابتة عن رسول الله . وإنها أي مسألة البعممث فممي الممدنيا تنممافي العقممل أيضمما ا كممما فصل القول فيها في الكتب الكلمية. ولكن الشيعة يعتقدون عكس ذلك ويقولون: إذا آن قيام القائم ومطر الناس في جمادى الخممرةا وعشممرةا أيام من رجمب مطمرا ا لمم ي ر النماس مثلمه ،فينبمت اللمه بمه لحموم المؤمنين في أبدانهم في قبورهم ،فكممأني أنظممر إليهممم مقبليممن من قبل جهينة ينفضون رءوسهم من التراب ]الرشاد للمفيممد ص ،363إعلم الورى للطبرسي ص ،462بحار النوار للمجلسممي ج 13ص ،223الصراطا المستقيم للنباتي ج 2ص .[251 ويقولون: إن الحسين عليه السلم يرجع إلى الدنيا مع خمسة وسممبعين ألفا ا من الرجال ]النوار النعمانية للجزائري ج 2ص .[99 ،98 وأيضا ا ما رووه عن جعفر أنه قال: إن أمير المؤمنين عليه السلم يرجع مممع ابنممه الحسممين عليممه السلم رجعة ،وترجع معه بنو أمية ،معاوية وآل معاوية ،وكممل مممن قاتله ،فيعذبهم بالقتل وغيره ،ويرجع الله من أهل الكوفة ثلثيممن ألفاا ،ومن سائر النمماس سممبعين ألفمماا ،ويتلقممون فممي الحممرب مممع معاوية في ذلك المكان ،ثم يحييهم الله سبحانه مرةا فيعذبهم مممع فرعون وآل فرعون اشد العذاب ،ثم يرجممع أميممر المممؤمنين عليممه السلم مممرةا أخممرى مممع النممبي وجميممع النبيمماء عليهممم السمملم" ]النوار النعمانية للجزائري ص .[103 وأكثر من ذلك أنهم قالوا: ل يبعث الله نبيا ا ول رسممول ا إل رد إلممى الممدنيا مممن آدم فهلممم جرا ا حممتى يقاتممل بيممن يممدي علممي بممن أبممي طممالب عليممه السمملم" ]تفسممير العياشممي ج 1ص ،281البرهممان ج 1ص ،295وبحممار النوار وغيره[. هذا ولقد سردنا روايات كممثيرةا فمي هممذا المعنمى فمي كتابنمما )الشيعة والتشيع فرق وتاريخ( ،ومن أراد الستزادةا فليرجممع إلممى ذلك. وهذا يدل على أن عقيممدةا الرجعممة عنممد الشمميعة مممن العقائممد المتفق عليها عندهم ،ويعدونها من ضروريات المذهب كممما صممرح بذلك الحر العاملي ]انظمر :اليقمماظ مممن الهجعممة ص ،67وتاريممخ الماميممة وأسمملفهم مممن الشمميعة لعبممد اللممه فيمماض ص -170طا بيروت[. ونقلوا عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال: "ليس منا من لم يممؤمن بكرتنمما – رجعتنمما – ويسممتحل متعتنمما" ]من ل يحضره الفقيه لبن بابويه القمممي ج 3ص ،458وتفسممير الصافي للكاشاني 1ص .[347 ا وقد ألفوا لثبات هذه العقيدةا كتبا كثيرةا ،منها: )إثبات الرجعة( للمل باقر المجلسي المتمموفى عممام 1111ه، و)إثبممات الرجعممة( لجمممال الخوانسمماري المتمموفى سممنة 1125ه، و)إثبات الرجعة( للحسمن الحلمي ممن علمماء الشميعة ف ي القمرن السممابع ،و)إثبممات الرجعممة( لبممن المطهممر الحلممي المتمموفى سممنة 726ه ،و)إثبممات الرجعممة( لميممر محمممد عبمماس التسممتري الهنممدي المتوفى سنة 1306ه ،و)إثبات الرجعة( لمل سلطان محمممود مممن تلمذةا المجلسي ،و)إثبات الرجعة( لسليمان القطيفي المتمموفى سنة 1266ه ،و)إثبات الرجعممة( للفضممل بممن شمماذان النيسممابوري المتوفى سنة 260ه ،و)إثبات الرجعة( ليحيى البحراني ،و)إثبممات الرجعة( للميممرزأا حسممن القمممي ،و)إثبممات الرجعممة( لمحمممد رضمما الطبسممي ،و)الماميممة والرجعممة( لعبممد اللممه رزأاق الهمممداني، و)اليقاظ مممن الهجعممة بالبرهممان علممى الرجعممة( للحممر العمماملي، و)بشممارةا الفممرج( للمل فممرج بممن عاشممور ،و)تفريممج الكربممة عممن المنتقم لهم في الرجعة( لمحمود فتممح اللممه الكمماظمي المتمموفى سنة 1058ه ،و)الجوهر المنضود في إثبات رجعة الموعود( لحمد بيان الصفهاني ،و)حياةا الممموات بعممد الممموت( لحمممد البحرانممي المتوفى سنة 1131ه ،و)دحض البدعة من إنكار الرجعممة( لمحمممد علي السنقري ،و)دلئل الرجعة( لغلم علي العقيقممي ،و)الرجعممة أحاديثها المنقولة عن آل العصمة( لحمد بن المحسن ،و)الرجعممة وظهور الحجة( للميرزأا محمد مؤمن السترا آبادي المتوفى سممنة 1088ه ،و)كتمماب الرجعممة( لمحمممد بممن مسممعود العياشممي صمماحب تفسير العياشي المشهور ،و)كتاب الرجعممة( لبممن بممابويه القمممي المتمموفى سممنة 381ه ،و)الرجعممة( للمل حممبيب اللممه الكاشمماني المتوفى سنة 1340ه ،و)النجعة في إثبات الرجعة( لعلممي النقممي الهندي. والجدير بالذكر أن هذه العقيممدةا أعنممي الرجعممة مممأخوذةا مممن اليهودية أيضا ا كما صرح بذلك جولدزأيهر: "إن فكممرةا الرجعممة ذاتهمما ليسممت مممن وضممع الشمميعة أو مممن عقائدهم التي اختصمموا بهمما ،ويحتمممل أن تكممون قممد تسممربت إلممى السمملم عممن طريممق المممؤثرات اليهوديممة والمسمميحية" ]العقيممدةا والشريعة ص .[215 وبمثل ذلك قال أحمد أمين: "اليهوديممة ظهممرت فممي التشمميع بممالقول بالرجعممة" ]فجممر السلم ص .[276 وهذا ظاهر ل يحتاج في إثباته إلى دليممل حيممث أن المممؤرخين والكتتاب في الفرق والديان صرحوا أن مؤسممس الديانممة الشمميعية عبد الله بن سبأ هو الذي روج فيهم فكرةا الرجعممة ،وهممو أول مممن قال بها كما نقل الطبري: "كان عبد الله بن سبأ يهوديمما ا مممن أهممل صممنعاء ،أمممه سمموداء فأسمملم زأمممان عثمممان ،ثممم تنقممل فممي بلممدان المسمملمين يحمماول ضللتهم ،فبدأ بالحجازأ ثم البصرةا ثم الكوفة ثم الشام ،فلم يقممدر على ما يريد عند أحد من أهممل الشممام فممأخرجوه حممتى أتممى مصممر فاعتمر فيهم فقال لهم فيما يقول: ا العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا يرجممع؟ وقد قال الله عز وجل :إن الذي فرض عليممك القممرآن لممرادك إلممى معاد. فمحمد أحممق بممالرجوعا مممن عيسممى ،قممال :فقبممل ذلممك عنممه، ووضع لهممم الرجعممة فتكلممموا فيهمما" ]تاريممخ الطممبري ج 5ص ،98 ومثممل ذلممك فممي )مقممالت السمملميين( للشممعري – ج 1ص 50 الهامش – طا مصر[. ويوافق الطبري في هذا غيره من المؤرخين. وبعد هذا ل يبقى مجال للشك على يهودية الفكرةا. وقبممل أن ننتقممل إلممى موضممع آخممر نقممرر هنمما أن القمموم ل يعتقممدون بالرجعممة فحسممب ،بممل يتجاوزأونهمما إلممى التناسممخ حيممث أوردوا روايات كثيرةا عن أئمتهم المعصومين حسممب زأعمهممم فمي ذلك المعنى ،منها ما رووا أن أبا جعفر الملقب بمؤمن الطاق عند الشيعة ،وشيطان الطاق عند الخريممن لقممي يوممما ا مممن اليممام أبمما حنيفة نعمان بن ثابت المام رحمه الله ،فسأله أبممو حنيفممة :إنكممم تقولون بالرجعة؟ قال :نعم. قال أبو حنيفة :فأعطني الن ألف درهم حممتى أعطيممك ألممف دينار إذا رجعنا. قال الطاقي لبي حنيفة :فأعطني كفيل ا بأنك ترجع إنسممانا ا ول ترجع خنزيراا" ]الحتجاج للطبرسي المتمموفى سممنة 620ه ج 2 ص ،148أيضا ا اليقاظ من الهجعة للحر العاملي ص .[66 وقد روى النجاشي أنه قال له: أريد ضمينا ا يضمن لي أنك تعود إنساناا ،فإني أخمماف أن تعممود قردا ا فل أتمكن من استرجاعا ما أخذت مني" ]رجال النجاشممي ص ،288اليقاظ ص .[67 ومثل هذا كثير. أما محاولة الدكتور علي عبد الواحد واقي وضع هذه العقيممدةا السممخيفة ،يهوديممة الصممل بجممانب عقيممدةا أهممل السممنة بالمهممدي المنتظر فليس إل عبثا ا محضاا. وكذلك حكمه على الحماديث الكممثيرةا عممن ذلممك المهمدي بممأن كثيرا ا منها موضوعا ،وما بقي منها ضممعيف كمل الضمعف فليممس إل حكما ا جائرا ا غير صحيح لدى المحققين والنقمماد المهممرةا مممن أهممل السنة. الفصل الثاني أعمال العباد إن الشمميعة الثنممى عشممرية يقولممون :إن أفعممال العبمماد غيممر مخلوقة لله ..وقد روي عن أبي الحسن الثممالث عليممه السمملم أنممه سئل عن أفعال العباد :هل هي مخلوقة؟ فقال عليه السلم :لو كان خالقا ا لها لما تبرأ منها وقممد قممال سبحانه وتعالى :إن الله بريء من المشركين ورسمموله ،ولممم يممرد الممبراءةا مممن خلممق ذواتهممم ،وإنممما تممبرأ مممن شممركهم وقبممائحهم" ])شممرح اعتقممادات الصممدوق( للمفيممد ،الملحممق بكتمماب )أوائممل المقالت( ص .[188 ،187 وقد قال الحر العاملي في كتابه تحت باب) :إن الله سممبحانه خالق كل شيء إل أفعال العباد(: أقول: "مذهب الماميممة والمعتزلممة أن أفعممال العبمماد صممادرةا عنهممم وهم خالقون لها" ]الفصول المهمة في أصول الئمة ص .[81 ولكن شيخهم المفيد كره إطلق لفممظ خممالق علممى أحممد مممن العبمماد حيممث قممال تحممت عنمموان )إ الخلممق يفعلممون ويحممدثون ويخترعون ويصنعون ويكتسمبون ول أطلمق عليهمم القمول بمأنهم يخلقون ول لهم خالقون(" ]أوائل المقالت ص .[64 وهذا مخالف لصريح القرآن حيث ذكر فيه: والله خلقكم وما تعملون ] سورةا الصافات الية .[96 و ذلكم الله ربكم خالق كل شيء ل إلممه إل هممو ] . .س ورةا غافر الية .[62 و .. وخلق كل شيء فقدره تقديرا ا ] سورةا الفرقممان اليممة .[2 و ذلكم الله ربكم ل إله إل هو خالق كممل شمميء فاعبممدوه .. ]سورةا النعام الية .[102 وأيضا ا .. ق ل اللممه خممالق كممل شمميء وهممو الواحممد القهممار ]سورةا الرعد الية .[16 وأيضا ا الله خممالق كممل شمميء وهممو علممى كممل شمميء وكيممل ]سورةا الزمر الية .[62 وغير ذلك من اليات الكثيرةا. ومعروف أن أفعال العباد داخلة في "كل شيء". وقد أقر بذلك الباقر حيث قال: "إن الله خلو من خلقه ،وخلقه خلو منه ،وكممل ممما وقممع عليممه اسممم شمميء ممما خل اللممه فهممو مخلمموق ،واللممه خممالق كممل شمميء" ]الفصول المهمة ص .[81 وأما "نفي نسبة أفعال العباد إلى الله لن فيها قبيحا ا ل يصح أن ينسب إليه" فليس إل لغوا ا محضاا؛ لن الخممالق المتعممالي خلممق كل شيء ثم أخبر النسان عممن الحسممن والقبيممح وأمرهممم بإتيممان الول واجتنمماب الثمماني وخيرهممم فممي ذلممك ،وأنممار لهممم السممبل، وأرسل لهم الرسل لبيان الخير والشر ،والحق والباطل ،والحسن والقبيممح ،وأعطممى لهممم عقممول ا ليتفكممروا بهمما ويعقلمموا ،وقلوبمما ا ليتدبروا بها ويتبصروا ،قال جل وعل :وهديناه النجدين ] سورةا البلد الية .[10 و قل هذه سبيل أدعو إلى الله على بصيرةا أنا ومن اتبعنممي ] ..سورةا يوسف الية .[108 و وأن هممذا صممراطي مسممتقيما ا فمماتبعوه ول تتبعمموا السممبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكممم وصمماكم بممه لعلكممم تتقممون ] س ورةا النعام الية .[153 وقال: فمن يعمل مثقال ذرةا خيرا ا يره * ومممن يعمممل مثقممال ذرةا شرا ا يره ] سورةا الزلزلة الية .[8 ،7 وقال: وأن ليس للنسان إل ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الوفى ] سورةا النجم الي .[41 ،40 ،39 أي أن النسان ليس مجبورا ا محضمماا ،ول مختممارا ا مطلقمماا ،بممل هو بين الجبر والختيار .إن الله خلق النسممان ،وإن اللممه يعلممم ممما سيعمل في حياته ويفعل في مستقبله فخلق أفعمماله علممى علمممه ذاك ،ويسر له السبل بعد تفويضه الختيممار أن يعمممل هممذا أو ذاك، وبعد إرشاده أن هذا حسن وذاك قبيح ،قال سبحانه وتعالى: فأما من أعطممى واتقممى * وصممدق بالحسممنى * فسنيسممره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسممره للعسرى ] سورةا الليل الية .[11-5 ولم يجبرهم على هذا أو ذاك .قال تعالى: ولو شاء ربك لمن من في الرض كلهم جميعا ا ] ..س ورةا يونس الية .[99 وقال: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدةا ] ..سورةا هود اليممة .[118 ومعنى هذا كله أن الله خلق أفعال العباد حسممب علمممه الممذي أحاطا بكل شيء. . . وكان الله بكل شيء محيطا ا . و وأن الله قد أحاطا بكل شيء علما ا ] س ورةا الطلق اليممة .[12 و . . والل ه بكممل شمميء عليممم ] س ورةا النسمماء اليممة ،176 وسممورةا البقممرةا اليممة ،282وسممورةا النممور اليممة ،35وسممورةا الحجرات الية ،16سورةا التغابن الية .[11 و إن الله ل يخفى عليه شيء فممي الرض ول فممي السممماء ]سورةا آل عمران الية .[ 5 و .. وس ع ربممي كممل شمميء علممما ا أفل تتممذكرون ] س ورةا النعام الية .[80 و .. وم ا يخفممى علممى اللممه مممن شمميء فممي الرض ول فممي السماء ] سورةا إبراهيم الية .[38 وأما عقاب العبد وثوابه ،فل يكون إل على اكتساب العبد ذلك الفعل والعمل به بعد اختياره على كسب ذلك أو تركممه ،فممإن كممان شرا ا فشر ،وإن كان خيرا ا فخير .ل دخممل فيممه لقممدرةا العبمماد علممى خلق الفعال أو على عدم الخلق ،وهذا ما صرح الله عز وجممل فممي كتابه بقوله: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ] سورةا الشورى الية .[30 وقوله عز وجل: ظهممر الفسمماد فممي الممبر والبحممر بممما كسممبت أيممدي النمماس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهممم يرجعممون ] س ورةا الممروم اليممة .[41 وقوله تبارك وتعالى: . . وما ظلمناهم ولكن كممانوا أنفسممهم يظلمممون ] س ورةا النحل الية .[118 فالثواب والعقاب على الكتساب ل على الخلق وعدم الخلق، وهممذه المسممألة قممد تمماهت فيهمما عقممول الشمميعة الماميممة فلممم يفهموها ،ل في ضوء الكتاب ول السنة – وهم يعتقدون فيهما ممما يعتقممدون – ول فممي ضمموء روايممات أئمتهممم المعصممومين حسممب زأعمهم ،كما روى الكليني وغيره عن أبي بصير أنه قال: "كنت بين يممدي أبممي عبممد اللممه عليممه السمملم جالسمما ا فسممأله سائل ،فقال :جعلت فداك يا ابن رسول الله من أين لحق الشممقاء بأهل المعصية حتى حكم لهم بالعذاب على عملهم في علمه؟ فقال أبو عبد الله :أيها السائل علم الله عز وجل ل يقوم لممه أحد من خلقه بحقه ،فلما حكم بذلك وهب لهل محبته القوةا على طاعته ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله ،ووهب لهممل المعصية القوةا على معصيتهم لسبق علمه فيهم ومنعهممم إطاعممة القبول منهم ،فوافقوا ما سبق لهم في علمه تعالى ولم يقممدروا أن يأتوا حال ا تنجيهم من عذابه ،لن علمه أولى بحقيقة التصديق، وهو معنى شاء ممما شمماء وهممو سممره" ]الصممول مممن الكممافي بمماب السعادةا والشفاء ،ج 1ص 152طا طهران[. وأيضا ا ما رواه الكليني عن أبي عبد الله جعفر بن البمماقر أنممه قال: ل جممبر ول تفممويض ولكنممه أمممر بيممن أمريممن" ]الصممول مممن الكافي ج 1ص .[155 ومثل ذلك روي عن علي بن موسممى الرضمما – المممام الثممامن لدى الشيعة – وقد رواه يزيد بن عمير أنه قال: دخلت على علي بن موسى الرضا وقلت له: يا ابن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمممد عليممه السلم أنه قال :ل جبر ول تفممويض ولكنممه أمممر بيممن أمريممن ،فممما معناه؟ فقال :وجود السبل إلى إتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه. فقلت :فهل لله عز وجل مشيئة وإرادةا في ذلك؟ فقممال :أممما الطاعممة فممإرادةا اللممه وميشممئته فيهمما المممر بهمما والرضا لهمما والمعاونممة عليهمما ،وإرادتممه ومشمميئته فممي المعاصممي النهي عنها والسخط لهما والخذلن عليها. قلت :فلله عز وجل فيها القضاء؟ قال :نعم ما من فعل يفعلممه العبمماد مممن خيممر وشممر إل وفيممه قضاء" ]الفصول المهمة في معرفة أصول الئمة ص .[74 ومثل ذلك روي أيضا ا عن جعفر أنه سئل عن الجبر والقدر؟ فقال :ل جبر ول قدر ،ولكن منزلة بينهما" ]الفصول المهمة في معرفة أصول الئمة ص .[72 وروى حريز عن جعفر بن محمد أنه قال: الناس في القدر على ثلثة أوجه :رجممل يزعممم أن اللممه أجممبر العبد على المعاصي فهممذا قممد ظلممم اللممه فمي حكمممه فهممو كممافر، ورجمل يزعمم أن اللمه فموض الممور إليهمم فهمذا وهمن اللمه ف ي سمملطانه فهممو كممافر ،ورجممل يقممول :إن اللممه كلممف العبمماد بممما يطيقون ،ولم يكلفهم بما ل يطيقون ،فإذا أحسن حمممد اللممه ،وإذا أسمماء اسممتغفر اللممه فهممذا مسمملم بممالغ" ]الفصممول المهمممة للحممر العاملي ص .[72 ،71 فحاصممل الكلم :أن العبممد ليممس بمجبممور محممض ول بمختممار مطلق ،ل كما يزعمه الشيعة: "أن أفعال العباد صادرةا عنهم وهم خالقون لهمما" ]الفصممول المهمة للحر العاملي ص .[81 لن العقاب والثواب ل يكممون علممى خلممق الفعممال ،بممل علممى كسب الفعال. وأما قولهم :إن نسبة أفعال العباد إلى الله بأنها مخلوقة له، وفيها قبيح ل تصح" فقول مخالف روايات أئمتهمم أيضما ا حيمث أن أئمتهم قالوا كما ذكر محدثوهم أن الله خلق الشر كما خلق الخير، والشر قبيح بل شك ،فكيف ينسممبونه – وهممم المعصممومون حسممب زأعمهم – إلى الله؟ وهذه هي رواياتهم: يروي الكليني عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال: "إن الله كتب في كتبه :إني أنا الله ل إله إل أنا خلقممت الخيممر والشر ،فطوبى لمن أجريت على يمده الخيمر ،وويمل لممن أجريمت على يده الشر" ]الصول من الكافي للكليني ج 1ص .[154 ومثل ذلك رواه عن معاوية عن أبي عبد الله أنه كان يقول: مما أوحى الله تعالى على موسى وأنزل عليممه التمموراةا :أنممي أنا الله ل إله إل أنا خلقت الخلق وخلقت الخير ،وأجريتممه علممى يممد من أحب ،فطوبى لمن أجريته علممى يممديه ،وأنمما اللممه ل إلممه إل أنمما خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يد من أريممد ،وويممل لمممن أجريت على يده الشر" ]الكافي للكليني ج 1ص .[154 ومثل ذلك ذكر القمي في تفسيره عنه أنه قال: قال الله عز وجل :أنا الله ل إلممه إل أنمما خممالق الخيممر والشممر" ]الكافي للكليني ج 1ص .[154 فهل من مجيب :الشر قبيح أم ل؟ فكيف نسبه أئمتهم المعصومون – حسب زأعمهم – إلممى اللممه عز وجل؟ وهم رووا أيضا ا في كتبهم عممن جعفممر بممن محمممد البمماقر أنممه نسب خلق الشقاوةا إلى الله أيضا ا ول شممك فممي قبحهمما كممما رواه الكليني عن منصور بن حازأم أنه قال: قممال أبممو عبممد اللممه عليممه السمملم :إن اللممه خلممق السممعادةا والشقاوةا قبل أن يخلق الخلق" ]الكافي للكليني ج 1ص .[154 ثم وما معنى قول الدكتور عبد الواحد وافي: "يذهب الشيعة الجعفرية إلى أن العبممد يحممدث أعممماله ولكممن بقدرةا أودعها الله فيه" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[57 فممن يكممون الموجمود الحقيقمي إذاا؟ همل الممذي أوجمد قممدرةا الفعل في خلقه أم الذي خلقت فيه هذه القدرةا على ذلك الفعل؟ لن العبد محروم من قدرةا اليجمماد والبممداعا ،وقممدرةا الفعممل والكتساب ،وما دام الله هو المبدعا وهو الخالق فيممه هممذه القممدرةا فل تنسب ثمرته ونتيجته إل إليه ،ول دخل للنسان فيه. فليتدبر الشيعة في جوابه. وأما كون الرب خالقا ا لفعال العباد فهل يقال إنه فعل ما هو قبيح منه وظلم أم ل؟ فيجيب على ذلك شمميخ السمملم ابممن تيميممة رحمه الله في الرد على ابن المطهر الحلي بقوله: فأهل السنة المثبتون للقدرةا يقولون :ليس هو بذلك ظالممما ا ول فاعل ا قبيحاا ،والقدرية يقولون :لو كممان خالقمما ا لفعممال العبمماد كان ظالما ا فاعل ا لما هو قبيح منممه ،وأممما كممون الفعممل قبيحمما ا مممن فاعله فل يقتضي أن يكون قبيحمما ا مممن خممالقه ،كممما أن كممونه أكل ا وشربا ا لفاعله ل يقتضي أن يكون كذلك لخالقه لن الخممالق خلقممه في غيره ولم يقم بذاته ،فالمتصف به مممن قممام بممه الفعممل ل مممن خلقه في غيره كما أنه إذا خلق لغيره لونمما ا وريحمما ا وحركممة وقممدرةا كان ذلك الغير هو المتصف بذلك اللون والريمح والحركمة والقمدرةا والعلممم ،فهممو المتحممرك بتلممك الحركممة ،والمتلممون بممذلك اللممون، والعالم بذلك العلم ،والقمادر بتلممك القمدرةا ،فكممذلك إذا خلممق فمي غيره كلما ا أو صلةا أو صياما ا أو طوافا ا لن ذلك الغير هممو المتكلممم بذلك الكلم وهو المصلي وهممو الصممائم وهممو الطممائف ولكممن مممن قال :إن الفعل هو المفعممول يقممول :إن أفعممال العبمماد هممي فعممل الله ،فإن قال :وهو أيضا ا فعل لهم لزمممه أن يكممون الفعممل والحممد لفاعلين كما يحكى عن أبي إسحاق السفرائيني. وإن لم يقل :هي فعل لهم لزمه أن تكون أفعال العبمماد فعل ا لله ل لعباده كما يقوله الشعري ومن وافقممه مممن أصممحاب الئمممة الربعممة وغيرهممم الممذين يقولممون :إن الخلممق هممو المخلمموق ،وإن أفعال العباد خلق الله ،فتكون هي لله وهي مفعول للممه كممما أنهمما خلقه وهي مخلوقة ،وهذا الذي ينكممره جمهممور العقلء ويقولممون: إن مكابرةا للحس ومخالفة للشرعا والعقل. وأما جمهور أهل السممنة فيقولممون :إن فعممل العبممد فعممل لممه حقيقة ولكنه مخلوق لله ومفعول لله ،ل يقولون :هو نفس فعممل الله ،ويفرقون بين الخلق والمخلوق والفعممل والمفعممول ]منهمماج السنة لشيخ السلم ابن تيمية ج 1ص .[214 ،213 وبعد بيان هذا كله نلقي نظممرةا عممابرةا علممى أخطمماء الممدكتور وافممي فمي هممذا الفصممل القصممير أيضمما ا كممما عهممدناها فمي جميممع الفصول والبواب ،وعلى محمماولته تبرئممة الشمميعة مممن كممثير مممن النحرافات والزيغ والضلل ،وتصويبهم في آرائهم ومعتقممداتهم، فيقول: إن الشيعة الجعفرية يتفقون في بعض نواحي هممذه العقيممدةا مع المعتزلممة والقدريممة ولكنهممم يتقممون انحممراف المعتزلممة بعممدم موافقتهم لهم على القول بممأن العبمماد خممالقون لعمممالهم ،وهممو القممول الممذي انحممرف بممه المعتزلممة عممن العتقمماد السممليم" ]بيممن الشيعة وأهل السنة ص .[59 ومن المؤسف حقا ا أن الشيخ ل يعلم وهو فممي هممذه المنزلممة من العلم وتلك المرحلة من العمر ،وبهذه الجرأةا في القدام على الكتابممة لتبرئممة الشمميعة ممما لزمهممم مممن العممار والشممنار ،والقممول بالباطل :إن الشيعة اتقوا انحراف المعتزلممة بممأن العبمماد خممالقون لعمممالهم ذلممك القممول الممذي انحممرف بممه المعتزلممة عممن العتقمماد السليم ،بل وقعوا في عيممن ذلممك النحممراف كممما نقلنمما عممن الحممر العاملي صاحب موسوعة حديثية شيعية كممبرى )وسممائل الشمميعة( حيث يقول: مذهب المامية هو عين مذهب المعتزلممة فممي أفعممال العبمماد، وهذا هو نص عبارته في كتابه )الفصول المهمة في معرفة أصول الئمة( تحت الباب السابع والربعين: إن اللممه خممالق كممل شمميء إل أفعممال العبمماد :أقممول :مممذهب المامية والمعتزلة أن أفعال العبمماد صممادرةا عنهممم وهممم خممالقون لها" ]الفصول المهمة ص .[81 ،80 وقممد أقممر بممذلك شمميخ الشمميعة المفيممد فممي كتممابه )أوائممل المقالت( تحت باب :القول في العممدل والخلممق ،بعممد نفممي خلممق الفعال عن الله تعالى: وعلى هذا القول جمهور أهل المامة ،وبه تواترت الثار عممن آل محمد ، وإليه يذهب المعتزلة بأسرها إل ضرارا ا منها وأتباعهم وخالف فيه جمهور العامة )أي أهل السممنة( وبقايمما مممن عممددناهم ]أوائل المقالت في المذاهب والمختارات ص .[64 ،63 ونقل هذه العقيدةا عنهم شيخ السلم ابن تيمية والشاه عبد العزيز الدهلوي في )التحفة الثنى عشرية( وغيرهممم مممن علممماء أهل السنة والجماعة الذين كتبوا في الرد على الشيعة. وهذه هي العقيممدةا المنقولممة المتوارثممة عممن الشمميعة قممديما ا وحديثاا ،وقد تجاهلها الدكتور وافي. وأما تبرئة الدكتور وافي الشيعة وتقريممره بممأنهم ل يسمممون غير الله خالقا ا قد انفرد بالخلق والتكوين فليست إل تبرئة قائمممة على حسن الظن وعدم المعرفة بكلم القوم لن الشيعة ينسبون الخلق إلى غير الله كما مر سابقا ا في أفعممال العبمماد ،وأيضمما ا وقممد رووه عن فتح بن يزيد الجرجاني أنه قال: قلت لبممي الحسممن عليممه السمملم :هممل غيممر الخممالق الجليممل خالق؟ قال :إن الله تبارك وتعالى يقول: . . فتبارك الله أحسن الخالقين . إن فممي العبمماد خممالقين وغيممر خممالقين ،منهممم عيسممى عليممه السلم خلق من الطين كهيئة الطير بممإذن اللممه .والسممامري خلممق لهم عجل ا جسدا ا له خوار" ]الفصول المهمة ص .[81 وهناك روايات أخممرى عممن أبممي جعفممر وغيممره تممدل علممى أن الخلق ينسب إلى الملك: "هو الذي خلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء". وكذلك ما رواه الكليني أن ملكين خلقين يخلقان بممإذن اللممه من ذكر وأنثى وشقي وسعيد" ]الكافي للكليني ج 1ص .[152 وغير ذلك من الروايات. ول أدري مع ذلممك كيممف أبمماح الممدكتور لنفسممه أن يممدعي هممذا الدعاء؟ وأن يلقن الشمميعة ويلقممي فممي أفممواههم ممما ل يقولممونه أنفسهم؟ الفصل الثالث التقية ذكر الدكتور وافي فيما من معتقدات الشيعة التقية موافقمما ا إياهم في جوازأها ،مستندا ا على القرآن والسنة حيث يقول: إننا نتفق معهم في جوازأ التقية في المواطن التي يشمميرون إليها ،والتي أجازأهمما القممرآن وأجازأتهمما السممنة النبويممة الشممريفة" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[63 ول يعلم الدكتور أن التقية الشيعية مخالفة للقممرآن والسممنة كل المخالفة ،حيث أن معناها الكممذب المحممض والنفمماق الخممالص. ولم ترد آية في القرآن تبيممح الكممذب والنفمماق ،ل روايممة عا رسممول الله تجيزهما ،بل علممى العكممس مممن ذلممك وردت آيممات كممثيرةا فممي القرآن وأحاديث عديدةا عن رسول اللممه تحممرم هممذا وذاك .ولقممد صرح بذلك شيخ السلم ابن تيمية في منهاجه حيث قال: النفاق والزندقة في الروافض أكثر من سائر الطوائممف ،بممل ل بد لكل منهم من شعبة نفاق فإن أساس النفاق الذي بني عليممه الكذب أن يقول الرجل بلسانه ما ليممس فممي قلبممه كممما أخممبر اللممه تعممالى عممن المنممافقين أنهممم يقولممون بألسممنتهم ممما ليممس فممي قلوبهم والرافضة تجعل هذا من أصممول دينهمما وتسممميه التقيممة، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الممذين برأهممم اللممه عممن ذلممك ،بممل كممانوا مممن أعظممم النمماس صممدقا ا وتحقيقمما ا لليمممان وكممان دينهممم التقوى ،ل التقية. وقول الله تعالى :ل يتخذ المؤمنممون الكممافرين أوليمماء مممن دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليممس مممن اللممه فممي شمميء إل أن تتقوا منهم تقاةا ] س ورةا آل عممران :اليمة :[28إنم ا همو الم ر بالتقاء من الكفار ،ل المر بالنفاق والكذب ،والله تعالى قمد أبماح لمن أكره على كلمممة الكفممر أن يتكلممم بهمما إذا كممان قلبممه مطمئنمما ا باليمان لكن لم يكره أحدا ا من أهممل الممبيت علممى شمميء مممن ذلممك حتى أن أبا بكر رضممي اللممه عنممه لممم يكممره أحممداا ،ل منهممم ول مممن غيرهم على متابعته ،فضل ا أن يكرههم على مممدحه والثنمماء عليممه، بل كان علي وغيره من أهل البيت يظهرون ذكر فضائل الصممحابة والثناء عليهم والترحم عليهم والدعاء لهم ،ولم يكن أحد يكرههممم على شيء منه باتفاق الناس. وقد كان في زأمن بني أمية وبنممي العبمماس خلممق عظيممم دون علممي وغيممره فممي اليمممان والتقمموى يكرهممون منهممم أشممياء ول يمدحونهم ،ول يثنممون عليهممم ،ول يقربممونهم ،ومممع هممذا لممم يكممن هممؤلء يخممافونهم ولممم يكممن أولئممك يكرهممونهم مممع أن الخلفمماء الراشدين كانوا باتفاق الخلممق أبعممد عممن قهممر النمماس وعقمموبتهم على طاعتهم من هؤلء ،فإذا لم يكن النمماس مممع هممؤلء مكرهيممن على أن يقولوا بألسنتهم خلف ما في قلمموبهم ..فكيممف يكونممون مكرهين مع الخلفاء علممى ذلممك ،بممل علممى الكممذب وشممهادةا المزور وإظهار الكفر كما تقوله الرافضة من غير أن يكرههممم أحممد علممى ذلك ،فعلم أن ما تتظاهر به الرافضة هو من باب الكذب والنفمماق، وأن يقولوا بألسنتهم ما ليس فممي قلمموبهم ،ل مممن بمماب ممما يكممره المؤمن عليه من التكلم بالكفر" ]منهاج السنة لشيخ السلم ابممن تيمية ج 1ص 160 ،159طا باكستان[. وهو كما قاله شيخ السلم لن الشيعة لم يؤسسوا دينهم إل علممى الكممذب والنفمماق ،ولممم يروجمموا ديممانتهم إل بإظهممار ممما لممم يعتقدوه في السر وإعلن ما يبطنون خلفه دون أن يجبرهم على ذلك أحد أو يكرههم ،وخير مثال لذلك ممما رواه الكشممي فممي كتممابه عن أبان بن تغلب أنه قال: قلت لبي عبممد اللممه عليممه السمملم :إنممي أقعممد فممي المسممجد فيجيء الناس ،فيسألوني ،فإني لم أجبهم لم يقبلوا مني ،وأكممره أن أجيبهم بقولكم ،وما جاء منكم؟ فقال لي :انظر ما علمت أنممه مممن قممولهم فممأخبرهم بممذلك" ]رجال الكشي ص – 280طا مؤسسة العلمممي كممربلء – العممراق، ومثل ذلك في الصول الصلية والقواعممد الشممرعية ص – 327طا مكتبة المفيد قم – إيران[. ومثل ذلك رواه معاذ بن مسلم النحوي قال: "قال لي أبو عبممد اللممه عليممه السمملم :بلغممي أنممك تقعممد فممي الجامع فتفتي الناس؟ قال :قلت :نعم ،وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، إني أقعد في الجامع فيجيء الرجل فيسممألني عممن الشمميء ،فممإذا عرفته بالخلف لكم أخمبرته بمما يقولمون ،ويجيمء الرجمل أعرفمه بحبكم أو مودتكم فأخبره بما جاء عنكم ..قال :فقال لممي )أي أبممو جعفر( :اصنع كذا فإن أصنع كذا!" ]رجممال الكشممي ص 218تحممت ترجمة معاذ بن مسلم الحراء النحوي[. ومثل ذلك روى أبو بصير عن محمد الباقر قال: "خالطوهم بالبرانية )أي ظمماهراا( وخممالفوهم بالجوانيممة )أي باطناا(" ]الكافي في الصول للكليني ج 2ص 220طا إيران[. وهذه الروايات الثلثة صريحة في معناها ل تحتاج إلى تشريح وتوضيح لبيان أن التقية الشيعية ليسممت إل النفمماق بعينهمما ،وهممذا هو المعبر عن المنافقين في القرآن الحكيم: وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلمموا إلممى شممياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ] سورةا البقرةا الية .[14 وذكره الله في أوصافهم وخصائصهم: . . يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلممم بممما يكتمون ] سورةا آل عمران الية .[167 وإن الروايممات الشمميعية عممن أئمتهممم المعصممومين – حسممب زأعمهم – المتي تنممبئ وتخممبر أن التقيمة الشمميعية ليسمت إل نفاقما ا محضاا ،كثيرةا جداا ،وقممد أوردنمما الكممثير منهمما فممي كتابنمما )الشمميعة والسنة( تحت باب )الشيعة والكممذب( ،وممما لممم نوردهمما فيممه نممذكر بعضا ا منها ههنما زأيمادةا للفائمدةا والمعرفمة ،فيمروي الكلينمي ف ي كافيه عن هشام الكندي أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلم يقول: "إياكم أن تعملوا عمل ا يعيرونا به ،فإن ولد السوء يعير والممده بعمله ،كونوا لمن انقطعتم إليه زأيناا ،ول تكونوا عليه شمميناا ،صمملوا فمممي عشمممائرهم ،وعمممودوا مرضممماهم ،واشمممهدوا جنمممائزهم ،ول يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولممى بممه منهممم .واللممه ،ممما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء .قلت :وما الخبء؟ قال :التقية" ]الصول من الكافي ج 2ص 218طا إيران[. وروي ابن بابويه القمي عن المدرك بن هزهازأ أنه قال: "قال أبو عبد الله عليه السلم :يا مدرك ،رحم الله عبدا ا اجتر مودةا الناس إلى نفسه فحدثهم بما يعرفممون ،وتممرك ممما ينكممرون" ]كتاب الخصال لبن بابويه القمي 1ص 25طا إيران[. وكذبوا على أصحاب الكهف حيممث اتهممموهم بالنفمماق وخممداعا الناس بإظهارهم خلف ما يبطنون في قلمموبهم حيممث نقلمموا عممن جعفر أنه قال: "ما بلغ التقية أحد تقية أصممحاب الكهممف إن كممانوا ليشممهدون العياد ويشدون الزنانير فأعطاهم الله أجرهم مرتيممن" ]الصممول من الكافي للكليني ج 2ص .[218 مع أن الرب تبارك وتعالى أخممبر عكممس ذلممك حيممث ذكممر فممي كلمممه المحكممم .. :إنه م فتيممة آمنمموا بربهممم وزأدنمماهم هممدى * وربطنا على قلوبهم إذا قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والرض لن ندعو من دونه إلها ا لقد قلنا إذا ا شططا ا * هممؤلء قومنمما اتخممذوا من دونه آلهة لول يأتون عليهممم بسمملطان بي تممن فمممن أظلممم ممممن افترى على الله كذبا ا * وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إل الله فممأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكممم مممن رحمتممه ويهيممئ لكممم مممن أمركممم مرفقا ا ] سورةا الكهف الية .[16-13 ولكن القوم يقولون عكممس ذلممك ،ويممأمرون النمماس بالكممذب، وأن يصيروا من المنافقين ،الذين قال الله عنهم: إن المنافقين في الدرك السفل من النممار ولممن تجممد لهممم نصيرا ا ] سورةا النساء الية .[145 ومعممروف أن النسممان إذا كممان فممي بلممدةا يخمماف علممى دينممه وعرضه وماله من تعرض المخالفين وجبرهم وظلمهممم وقهرهممم على عدم إظهار دينه والعمممل بأحكممامه وتعمماليمه ،وجممب عليممه أن يهاجر إلى محل يقدر فيه على إظهار دينممه والعمممل بممه كممما قممال الله عز وجل: إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الرض قالوا ألم تكن أرض اللممه واسممعة فتهمماجروا فيهمما فأولئممك مممأواهم جهنممم وسمماءت مصمميرا ا * إل المستضعفين من الرجال والنساء والولممدان ل يسممتطيعون حيلممة ول يهتدون سبيل ا * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهممم وكممان اللممه عفوا ا غفورا ا * ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الرض مراغممما ا كثيرا ا وسعة ومن يخرج مممن بيتممه مهمماجرا ا إلممى اللممه ورسمموله ثممم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان اللممه غفممورا ا رحيممما ا ]سورةا النساء الية 97وما بعدها[. فممأمرهم الممرب تبممارك وتعممالى بممالهجرةا ،إل المستضممعفين منهممم ،فممإنه يجمموزأ لهممم المكممث مممع المخالفممة والموافقممة بقممدر الضممرورةا ،ووجممب عليهممم أيضمما ا أن يسممعوا فممي الحيلممة للخممروج والفرار بدينهم. نعم ،إن وقع شخص في أيممدي الكفممار ،وأجممبروه علممى كلمممة الكفر بالتخويف والتهديممد والحبممس والفتممك والقتممل ،جممازأ لممه أن ينطق بتلك الكلمة وقلبه مطمئن باليمممان ،وفممي تلممك الصممورةا.. فإن التفوه بهذه الكلمة رخصة وعدم التفوه بها عزيمة ،ولو قتممل دون ذلك فهو شهيد كما يدل على ذلك ما قمماله الرسممول العظممم صلوات الله وسلمه عليه عن رجلين من أصحابه أخذهما مسمميلمة الكذاب ،فقال لحدهما: أتشهد أن محمدا ا رسول الله؟ قال :نعم ،فقال :أتشهد أني رسول الله؟ قال :نعم ،ثم دعا الخر فقال لمه :أتشمهد أن محممدا ا رسمول الله؟ قال :نعم ،قال :أتشهد أني رسول الله؟ قال :إنممي أصممم .قالهمما ثلثمماا ،وفممي كممل يجيبممه :إنممي أصممم، فضرب عنقه ،فبلغ ذلك رسول الله فقال: "أممما هممذا المقتممول فقممد مضممى علممى صممدقه ويقينممه وأخممذ بفضله ،فهنيئا ا له ،وأما الخر فقد رحمه الله تعالى فل تبعة عليه" ]مشكاةا المصابيح[. ولكممن الشمميعة جعلمموا النفمماق والكممذب عزيمممة ،والصممدق والمجاهرةا بالحق رخصة ،ول رخصة أيضا ا حيث نقلوا عممن أئمتهممم المعصومين حسب زأعمهم – وهم يكذبون عليهم – أنهم قالوا كممما رواه الكليني عن جعفر: يا سليمان ،إنكم على دين من كتمممه أعممزه اللممه ،ومممن أذاعممه أذله الله" ]الكافي للكليني ج 2ص ،222كتاب اليمان والكفر[. وكما رواه الكليني أيضمما ا عممن جعفممر أنممه قممال لحممد أصممحابه معلي بن خنيس :يا معلممى ،اكتممم أمرنمما ول تممذعه ،فممإنه مممن كتممم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا ،وجعله نورا ا بين عينيه فممي الخرةا ،يقوده في الجنة. يا معلى ،من أذاعا أمرنا ولممم يكتمممه أذلممه اللممه بممه فممي الممدنيا ونزعا النور من بين عينيممه فممي الخممرةا ،وجلممه ظلمممة تقمموده إلممى النار. يا معلى ،إن التقية من ديني ودين آبائي ،ول دين لمن ل تقية له" ]الصول من الكافي ج 2ص .[224 ،223 وروى الكليني أيضا ا عن جعفر عن أبيه محمد الباقر أنه قال: ل والله ما على وجه الرض شمميء أحممب إلممي مممن التقيممة ،يمما حبيب ،إنه من كانت له تقية رفعه الله ،يا حممبيب ،مممن لممم تكممن لممه تقية وضعه الله" ]الكافي في الصول ج 2ص 217كتاب اليمممان والكفر باب التقية[. وعنه أيضا ا عن أبي عمر العجمي أنه قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلم :يا أبا عمر ،إن تسعة أعشار الدين في التقية ،ول دين لمن ل تقية له ،والتقية فممي كممل شمميء إل النبيذ والمسح على الخفين" ]الكافي.[2/217 : كما روى أيضا ا عن جعفر أنه قال: كممان أبممي عليممه السمملم يقممول :وأي شمميء أقممر لعينممي مممن التقية ،وإن التقية جنة المؤمن" ]الكافي ج 2ص .[220 هذا وقد أورد عالم شيعي كبير هو عبد اللممه شممبر فممي كتممابه )الصول الصيلة والقواعد الشرعية( روايممات كممثيرةا فممي وجمموب التقية ،منها ما رواه عن الحسين بن علي أنه قال: لول التقية ما عرف ولينا من عدونا. وعن محمد الباقر أنه قال: أشرف أخلق الئمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية. وعن أبيه علي بن الحسين أنه قال: يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والخرةا ما خل ذنبين ،ترك التقية وتضييع حقوق الخوان. وعن موسى بن جعفر أنه قال لرجل: لو جعل إليك التمني في الدنيا ما كنت تتمنى؟ قال :كنت أتمنى أن أرزأق التقيممة فممي دينممي وقضمماء حقمموق إخواني ،فقال :أحسنت ،أعطوه ألفي درهم. وعن علي بن محمد – المام العاشر للشيعة – أنه سممئل :مممن أكمل الناس؟ قال :أعلمهم بالتقية وأقضاهم لحقوق إخوانه إلى أن قال: فممأعظم فرائممض اللممه عليكممم بعممد فممرض موالتنمما ومعمماداةا أعممدائكم اسممتعمال التقيممة علممى أنفسممكم وأممموالكم ومعممارفكم، وقضمماء حقمموق إخمموانكم ،وإن اللممه يغفممر كممل ذنممب بعممد ذلممك ول يستقصي ،فأما هذان فقل مممن ينجممو منهممما إل بعممد مممس عممذاب شممديد" ]الصممول الصمملية والقواعممد الشممرعية لعبممد اللممه شممبر المتوفى سنة 1242ه ص 324 ،323طا قم – إيران[. ورووا أيضا ا عن أبي الحسن – إمممامهم المعصمموم المزعمموم – أنه قال: إن أكرمكم عند الله أتقاكم ،قال :أشدكم تقيممة" ]المحاسممن للبرقي ص 258باب التقية طا قم – إيران[. وعا داود الصرمي أنه قال: قال لي مولنا علي بن محمد عليه السلم :يا داود ،لو قلممت: إن تارك التقية كتارك الصلةا لكنت صممادقاا" ]كتمماب السممرائر نقل ا عن )الصول الصلية( لعبد الله الشبر ص 320طا قم – إيران[. وروى الطوسي في أماليه عن جعفر أنه قال: ليس منا من لم يلممزم التقيممة" ]المممالي للطوسممي نقل ا عممن الصول الصلية والقواعد الشرعية لعبد الله الشبر[. فهذه هي التقية الشرعية ،وهذه هي مكانتها وشأنها عندهم يقول السيد محب الدين الخطيب المصري في رسالته )الخطمموطا العريضة للسس التي قام عليها مذهب الشيعة الثنى عشرية(: "وأول موانممع التجمماوب الصممادق بممإخلص بيننمما وبينهممم ممما يسمونه التقية ،فإنها عقيدةا دينية تبيح لهم التظاهر لنمما بغيممر ممما يبطنممون ،فينخممدعا سممليم القلممب منمما بممما يتطمماهرون لممه بممه مممن رغبتهم في التعاون والتقارب ،وهم ل يريممدون ذلممك ،ول يرضممون بمممه ،ول يعملمممون لمممه" ]الخطممموطا العريضمممة ص 9 ،8الطبعمممة السادسة[. وأضف إلى قول السيد الخطيب :إن الشيعة ل يظهرون بغير ما يبطنون لنا أهل السنة خاصة .بممل إنهممم يعممودون علممى الكممذب حممتى مممع أهممل مممذهبهم كممي يصممير الكممذب والنفمماق سممجيتهم وطبيعتهم كما روى الطوسي في أماليه أنه قال جعفر لشيعته: عليكم بالتقية ،فإنه ليس منا من لم يجعلهمما شممعاره وداثمماره مع من يأمنه ليكون سممجيته مممع مممن يحممذره" ]المممالي للطوسممي نقل ا عن الصول الصلية ص .[220 فمن يك هذا دينهم ،أيقال عنهم :إننا نتفق معهم فممي جمموازأ التقيممة فممي المممواطن الممتي أشممير إليهمما ،والممتي أجازأهمما القممرآن الكريم وأجازأته السنة النبوية الشريفة". ولقد أخطأ السيد الدكتور حيث قال: وقد أجازأها الشيعة الجعفرية" ]بين الشيعة وأهل السممنة ص .[61 لن الشيعة ل يجيزونها فحسب ،بل يوجبونها كما نقلنا عنهم روايات كثيرةا في ذلك ،وكما صرح به صدوقهم ابن بابويه القمممي في اعتقاداته: "التقيمة واجبممة ل يجموزأ رفعهمما إلمى أن يقموم القممائم ،ومممن تركهمما قبممل خروجممه فقممد خممرج عممن ديممن الماميممة ،وخممالف اللممه ورسوله والئمة" ]العتقادات لبن بابويه القمي[. وقال مفيدهم: "التقية كتمان الحق وستر العتقاد فيه ،ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا ا في الدين أو الدنيا ،وفرض ذلك إذا علم بالضرورةا أو قوي في الظن" ]شممرح اعتقممادات الصممدوق فصل التقية ص .[241 وقال في )أوائل المقالت(: ا ا إنها قد تجممب أحيانمما ا ويكممون فرضمما ،وتجمموزأ أحيانمما مممن غيممر وجوب ]أوائل المقالت ص .[135 ولقد فصلنا القممول فممي ذلممك فممي كتابنمما )الشمميعة والسممنة( وبحثنا فيممه عممن السممباب الممتي ألجممأت الشمميعة وأرغمتهممم علممى اعتقادها ،كما أوردنا فيه روايات كثيرةا ونصوصا ا عديدةا من كتبهم المعتمدةا ورجالتهم الموثوقين ،أعرضنا عن إيرادهمما ههنمما تجنبمما ا للتكممرار والطالممة ،وعلممى كممل مممن يريممد أن يعممرف حقيقممة هممذه العقيدةا فليرجع إليه ،فإنه ل غنى عنه. ونختممم الكلم فممي هممذا المبحممث بروايممة يرويهمما بخمماريهم الكليني عن عبد الله بن يعفور أنه قال: قلت لبي عبد الله عليه السمملم :إنممي أخممالط النمماس فيكممثر عجبي من أقمموام ل يتولممونكم ويتولممون فلنمما ا وفلنمماا ،لهممم أمانممة وصدق ووفاء ،وأقوام يتولونكم ليس لهم تلممك المانممة ول الوفمماء ول الصدق ،قال: فاسممتوى أبممو عبممد اللممه عليممه السمملم جالسمماا ،فأقبممل علممي كالغضبان ،ثم قال: ل دين لمن دان الله بولية إمام ليس من الله" ]الكممافي فممي الصول ج 1ص – 237طا الهند[. فكيف يكون الصدق والوفاء لقوم أمروا بالكذب والنفاق؟ يقول عالم شيعي هندي هو السيد إمام: "إن مذهب المامية وأهل السنة عينان تجريممان إلممى مختلممف الجهممات ،وإلممى القيامممة تجريممان هكممذا متباعممدتين ،ل يمكممن اجتماعهما أبداا" ]مصباح الظلم للسيد إمداد إمام ص .[42 ،41 الفصل الرابع اللبداء هنالك عقيدةا شيعية أخرى ل تقل شناعة عن العقائد الخرى التي يختص بها القوم ،وهي عقيدةا البداء في الله. ومعنى البداء الظهور بعد الخفاء كما ذكر ذلك السيد محسممن المين في كتابه )الشميعة بيمن الحقمائق والوهمام( تحمت عنموان البداء: البداء مصدر بدا يبمدو بمداء أي ظه ر ،ويسمتعمل ف ي العمرف بمعنى الظهور بعد الخفاء ،فيقال :فلن كان عازأما ا على كممذا ثممم بدا له فعممدل عنممه" ]الشمميعة بيممن الحقممائق والوهممام ص 46 ،45 الطبعة الثالثة سنة 1977م بيروت[. وبمثل ذلك نقل ابن منظممور الفريقممي عممن اللغممويين حيممث قالوا: البداء استصواب شيء بعد أن لم يعلم ..وقال الفراء :بدا لي بداء أي ظهر لي رأي آخر وأنشد: ثم لم يبد لي سواه بداء لو على العهد لم يخنه لدمنا قال الجوهري :وبدا له في المر بممداء أي نشممأ لممه فيممه رأي – وذكر أيضا ا :-بدا لي أي تغير لي رأي على ما كممان عليممه" ]لسممان العرب ج 14ص 66طا مصر وبيروت[. وفي هذا المعنى استعمل هذا اللفظ في القرآن الكريم: . . وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ] سورةا الزمر الية .[47 وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ] سورةا الزمر الية .[48 وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ] سورةا الجاثية الية .[33 . . قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ]سورةا آل عمران الية .[118 وأيضمماا . . :فلم ا ذاقمما الشممجرةا بممدت لهممما سمموآتهما . . ]سورةا العراف الية .[22 ففي كل اليممات اسممتعمل هممذا اللفممظ بمعنممى الظهممور بعممد الخفاء. وتجيز الشيعة هذا البداء لله ،أي يظهر له أمر بعدما كان خفيا ا عليه – تعالى الله عما يقولون علوا ا كممبيرا ا – كممما تنممص علممى ذلممك روايات شيعية كثيرةا في أمهات كتبهم ،المعتمدةا الموثوقة ،منهمما مارووه عن جعفر أنه كان يقول بإمامة ابنممه إسممماعيل بعممده ،ثممم مات إسماعيل في حياته فقال: ما بدا لله في شيء كما بدا له فممي إسممماعيل ابنممي" ]كمممال الدين وتمام النعمة لبن بممابويه القمممي ج 1ص – 69طا طهممران سنة 1395ه ،وفرق الشيعة للنوبخممتي ص ،64وكتمماب المقممالت والفرق لسعد بن عبد الله القمي ص 78طا طهران سنة 1963م، والنوار النعمانية ج 1ص 359طا إيران[ ومثل ذلك ما رواه الكليني فممي كممافيه عممن إمممامهم العاشممر علي بن محمد المكنى بأبي الحسن أنه لما مات ابنه الكممبر محمممد المكنى بأبي جعفر وبقي لممه ابنممه الصممغر الحسممن المكنممى بممأبي محمد قال كما روى أبو هاشم الجعفري: كنت عند أبي الحسن عليه السلم بعممد مما مضمى ابنممه جعفممر وإني لفكر في نفسي أريد أن أقول :كأنهما أعني أبا جعفر وأبمما محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد عليهم السلم وأن قصتهما كقصتهما ،إذ كان أبو محمممد ي أبو الحسممن قبممل المرجي بعد أبي جعفر عليه السلم فأقبل عل ت أن أنطق فقال: نعم يا أبا هاش ،بدا لله في أبي محمممد بعممد أبممي جعفممر عليممه السلم ما لم يكن يعرف لممه ،كممما بممدا لممه فممي موسممى بعممد مضممي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حممدثتك نفسممك وإن كممره المبطلممون ،وأبممو محمممد ابنممى المخلممف مممن بعممدي ]الصممول مممن الكافي ج 1ص .[327 وكما رواه أيضا ا عن محمد بن عبد الله النباري أنه قال: كنت حاضرا ا أبا الحسن عليممه السمملم لممما تمموفي ابنممه محمممد فقال للحسن: يا بني أحدث لله شكرا ا فقد أحممدث فيممك أمممرا ا ]الصممول مممن الكافي ص .[326 وهذه الروايات الثلثة صريحة في معناهمما بممأن اللممه لممم يكممن يعلم بأن كل ا من إسماعيل بن جعفر ،ومحمد بن علممي ل يصمملحان للمامة ،وخفي الممر عليممه ،ثمم ظهمر لممه عمدم صمملحيتهما لتلمك المنزلة وذلممك المنصممب فأحممدث المامممة فممي موسممى بممن جعفممر وحسن بن علي. هذا وروى محدثو الشيعة روايات كثيرةا في هذا المعنى ،منها ما رواه ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق عن علمي بمن موسمى الملقب بالرضا – المام الثامن لدى الشيعة :- لقد أخبرني أبي عن آبائي عليهم السمملم عممن رسممول اللممه قال: "إن الله أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلنا ا الملك :أنممي متوفيه إلي كذا وكذا. فأتاه ذلك النبي فأخبره ،فدعا الله الملك وهممو علممى سممريره حتى سقط من السرير ،قال :يا رب ،عجلنممي حممتى يشممب طفلممي ويقضى أمري. فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي أن ائت الملك فأعلم أني قد أنسيت في أجلممه وزأدت فممي عمممره إلممى خمممس عشممرةا سممنة، فقال ذلك النبي عليه السلم :يمما رب ،إنممك لتعلممم أنممي لممم أكممذب قط ،فأوحى الله عز وجل إليه :إنك عبد مأمور فأبلغه ذلممك ،واللممه ل يسأل عما يفعل ]عيممون أخبممار الرضمما ج 1ص 182 ،181تحممت عنوان )البداء وما يتعلق به([. ورووا مثل ذلك عن نبي الله عيسى الناطق بممالوحي أنممه مممر بقوم مجلبين كما نقله القمي عن جعفر بن محمد فقممال عيسممى عليه السلم: ما لهؤلء؟ قيل :يا روح الله إن فلنة بنت فلن تهدى إلى فلن بن فلن في ليلتها هممذه قممال :يجلبممون اليمموم ويبكممون غممداا ،فقممال قائممل منهم :ولم يا رسول الله؟ قال :لن صاحبتهم ميتممة فممي ليلتهمما هممذه ،فقممال القممائلون بمقالته :صدق الله وصدق رسوله ،وقال أهمل النفماق :مما أقمرب غداا ،فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شمميء، فقالوا :يا روح الله إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت ،فقال عيسى عليه السلم :يفعل الله ما يشاء ،فاذهبوا بنا إليها ،فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زأوجها ،فقال له عيسى عليممه السلم :استأذن لي إلى صاحبتك ،قال :فدخل عليها فأخبرهمما أن روح الله وكلمته بالباب مممع عممدةا ،قممال :فتخممدرت ،فممدخل عليهمما فقال لها :ما صنعت ليلتك هذه؟ قال :لم أصنع شيئا ا إل وقد كنت أصنعه فيما مضممى إنممه كممان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقمموته إلممى مثلممه ،وأنممه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلممي فممي مشمماغيل، فهتف فلم يجبه أحد ،ثم هتف فلممم يجبممه أحممد حممتى هتممف مممراراا، فلما سمعت مقالته قمت متنكرةا حتى أنلته كما كنما ننيلمه ،فقمال لها :تنحي عن مجلسك :فإذا تحت ثيابها أفعى مثممل جذعممة عمماض على ذنبه ،فقال عليه السلم :بممما صممنعت صممرف اللممه عنممك هممذا ]أمالي الصدوق المجلسي الخامس والسبعون ص .[405 ،404 وكذبوا على نبي الله محمد صمملوات اللممه وسمملمه عليممه نقل ا عن جعفر أيضا ا أنه قال: مر يهودي بالنبي فقال :السلم عليك ،فقال رسول الله : عليك ،فقال أصحابه :إنما سلم عليك بالموت .قال :الموت عليك. قال النبي : كذلك رددت ،ثم قال النبي : إن هذا اليهودي يعضه أسود في قفاه فيقتله .قممال :فممذهب اليهممودي فمماحتطب حطبمما ا كثيرا ا فاحتمله ،ثم لم يلبث أن انصممرف فقممال لممه رسممول اللممه : ضعه فوضع الحطب فإذا أسود في جوف الحطب عاض على عممود، فقال :يا يهودي ما عملت اليوم؟ قال :ما عملممت عمل ا إل حطممبي هذا احتملته فجئت به وكان معي كعكتان فأكلت واحدةا وتصممدقت بواحدةا على مسكين ،فقال رسول الله : بها دفع الله عنه ،وقال :إن الصممدقة تممدفع ميتممة السموء عممن النسان" ]الكافي للكليني ج 4ص – 5كتاب الزكاةا[. ومعنى الروايتين واضح جلي أن نبي الله عيسى عليه السلم أخبر بموت العروسة بإخبار من الله عز وجل وبموحي منممه وخفممي على الله – عياذا ا بممالله – بممأن العروسممة واليهممودي ل يموتممان فممي وقتهما الذي حدد لموتهما العارضة تعرض ،وسبب يحدث ،كمما لمم يظهر له – تعالى الله عما يقولونه علوا ا كبيرا ا – أن رسوليه يكذبان ممن قبمل المعانمدين ،ويه زأ بهمما ممن قبمل المنمافقين ،ويتكلمم الناس في أمرهما ما يتكلمون ،ويكون في أيديهم حجة لتكممذيبهم إياهم وللرد على مقولتهم وأنبممائهم فل يبقممى إذا ا معنممى النبمموةا والنبوءةا. وعلى ذلك اضطرب القمموم فممي أمممر هممذه العقيممدةا الخبيثممة، المتفممق عليهمما عنممد جميممع الشمميعة كممما قممال شمميخهم المفيممد: واتفقت المامية على إطلق لفظ البداء فممي وصممف اللممه تعممالى وإن كان ذلك من جهة السمع دون القيمماس ]أوائممل المقممالت ص .[52 فهممذه العقيممدةا المتفقممة عنممدهم جعلتهممم يضممطربون عنممد اليممرادات والشممكالت ول يجممدون عنهمما مخلصمما ا إل بالتممأويلت الركيكة والتوجيهات الضعيفة الرخيصة ،منها ما التجممأ إليممه كمماتب شمميعي دعممائي فممي كتممابه الممدعائي )المشممهور أصممل الشمميعة وأصولها( ،وضممعف قمموته وفتممور همتممه وقلممة حيلتممه وعممدم ثقتممه بكلمه تتدفق من عبارته وهو يقول: أما البداء الذي تقول به الشيعة الذي هو من أسرار آل محمممد وغامض علومهم حتى ورد في أخبممارهم الشممريفة أنممه :ممما عبممد الله بشيء مثل القول بالبداء ،وأنه :ما عرف الله حق معرفته ولم يعرف بالبداء ،إلى كثير من أمثال ذلك ،فهو عبارةا عن إظهار اللممه جل شأنه أمرا ا يرسم في ألواح المحو والثبات وربممما يطلمع عليمه بعض الملئكة المقربين أو أحد النبياء والمرسمملين فيخمبر الملمك به النبي ،والنبي يخبر به أمته ،لم يقع بعد ذلممك خلفممه لنممه محمماه وأوجد في الخارج غيره وكل ذلممك كممان جلممت عظمتممه يعلمممه حممق العلم ولكن في علمه المخزون المصممون الممذي لممم يطلممع عليممه ل ملك مقرب ول نبي مرسممل ول ولممي ممتحممن ،وهممذا المقممام مممن العلم هو المعبر عنه القرآن الكريم بأم الكتاب المشار إليه ،وإلممى المقام الول بقوله تعالى :يمحو الله ما يشاء ويثبممت وعنممده أم الكتاب ،ول يتوهم الضعيف أن هممذا الخفمماء والبممداء يكممون مممن قبيل الغراء بالجهل وبيممان خلف الواقممع ،فممإن فممي ذلممك حكممما ا ومصالح تقصر عنها العقول وتقف عندها اللبمماب ]أصممل الشمميعة وأصولها لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء ص .[148 ثم إن القوم لم يقفوا فممي سممرد الروايممات لممدعم عقيممدتهم هذه إلى هذا الحد بل قالوا :إن نبي الله لوطمما ا عليممه السمملم كممان يخاف من البداء لله إلى حد أنممه طممالب ملئكممة العممذاب أن يعجلمموا بقومه العذاب كي ل تتغير إرادةا اللممه فيهممم بسممبب مممن السممباب التي خفيت عليه وتظهر فيما بعد. وهذه هي عبارةا القوم نقل ا عن محمد الباقر بعممد ذكممر رسممل الله الذين أرسلوا إلى قوم لوطا: قال لهم لوطا :يا رسول ربي فما أمركم ربي فيهم؟ قالوا :أمرنا أن نأخذهم بالسحر. قال :فلي إليكم حاجة. قالوا :وما حاجتك؟ قال :تأخذونهم الساعة ،فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم. فقالوا :يا لمموطا ،إن موعممدهم الصممبح ،أليممس الصممبح بقريممب ]الكممافي فممي الفممروعا للكلينممي ج 5ص ،546كتمماب النكمماح بمماب اللواطا[. وقد بالغوا هذا حتى قالوا نقل ا عن محمد الباقر :أنه قال: إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق النطفة التي مما أخذ عليهمما الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه ويجعلها في الرحممم حممرك الرجل للجماعا وأوحى إلى الرحم – أن افتحي بابك حتى يلممج فيممك خلقي وقضائي النافذ وقدري ،فتفتح الرحم بابها فتصل النطفممة إلى الرحم ،فتردد فيه أربعين يوماا .ثم تصير علقممة أربعيممن يوممماا، ثم تصير مضغة أربعيممن يوممماا ،ثممم تصممير لحممما ا تجممري فيممه عممروق مشتبكة ،ثم يبعث الله ملكين خلقين يخلقان في الرحام ما يشاء الله فيقتحمان في بطن المرأةا من فم المرأةا فيصلن إلى الرحم وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلب الرجال وأرحام النسمماء فينفخان فيها روح الحيمماةا والبقمماء ويشممقان لممه السمممع والبصممر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله ،ثم يوحي الله إلى الملكين :اكتبا عليه قضائي وقممدري ونافممذ أمريممن واشممترطا لممي البداء فيما تكتبان ..فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ممما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان ]الكافي في الفممروج ج 6 ص 14 ،13كتاب العقيقة باب بدء خلق النسان[. وقد عظموا هذه العقيدةا حتى نقلوا عن أئمتهم أنهم قالوا: "ما عبد الله بشيء مثل البداء" قمماله محمممد البمماقر ]الكممافي في الصول ج 1ص ،146كتاب التوحيد باب البدء[. وعن جعفر أنه قال: "ما عظم الله بمثل البداء" ]الكافي في الصول[. وعنه أيضا ا ما نقله مالك الجهني أنه قال: "لو علم الناس ما في القول بالبداء من الجر ما افممتروا مممن الكلم فيه ]الصول من الكافي .[1/148 وعن مرازأم بن حكيم أنه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلم يقول: ممما تنبممأ نممبي قممط حممتى يقممر للممه بخمممس خصممال :بالبممداء، والمشيئة ،والسجود والعبودية ،والطاعة ]الصول من الكافي[. وأخيرا ا ما رواه الريان بن الصلت أنه قال: "سمعت الرضا عليه السلم يقول :ما بعث اللممه نبيمما ا قممط إل بتحريممم الخمممر ،وأن يقممر للممه بالبممداء" ]الكممافي فممي الصممول .[1/148 هذا ممما يقمموله الشمميعة عممن اللممه ويعتقممدوه فيممه وراثممة عممن اليهودية البغيضة ،وناقلة أفكارها الخبيثة من قول اليهود: "رأي الرب أن شر النسان قد كثر في الرض ،وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم .فحزن الرب أنه عمممل النسممان في الرض وتأسف في قلبه ،فقال الرب :أمحو عممن وجممه الرض النسان الذي خلقته النسان مع البهائم ودبابات وطيور السممماء، لني حزنممت أنممي عملتهممم ]سممفر التكمموين مممن التمموراةا الصممحاح السادس الفقرةا .[7 ،6 ،5 ومثل هذه الفقرات كثيرةا في التوراةا واضحة تشممير إلممى أن الله فعل شيئا ا ولم يكن ليفعل لو عل في حينه أن نتيجته خلف ما أراده ،وخفي عليه ما ظهر فيما بعد – سبحانه عما يصفو. وأما ما يقوله الرب جل وعل في كتابه المحكم الممذي ل يممأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه فهو مخالف تمام المخالفة لممما يعتقده اليهود والشيعة يقول الرب عز وجل عن نفسه: . . عالم الغيب ل يعزب عنه مثقال ذرةا فممي السممماوات ول في الرض ول أصغر من ذلك ول أكبر إل في كتاب مبين ] س ورةا سبأ الية .[3 وقال: وممما يعممزب عممن ربممك مممن مثقممال ذرةا فممي الرض ول فمي السماء ] ..سورةا يونس الية .[61 وقال: وعنده مفاتح الغيممب ل يعلمهمما إل هممو ويعلممم ممما فممي الممبر والبحر وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة في ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل في كتاب مبين ] سورةا النعام الية .[59 وأمر ملئكته أن يقولوا: وما نتنزل إل بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وممما بيممن ذلك وما كان ربك نسيا ا ] سورةا مريم الية .[65 وقال على لسان موسى عليه السلم: . . ل يضل ربي ول ينسى ] سورةا طه الية .[52 وقال: . . وأن الله قد أحاطا بكل شيء علما ا ] سورةا الطلق الية .[12 ا وقال . . :وكان اللممه بكممل شمميء محيطمما ] س ورةا النسمماء الية .[126 وقال . . :أل إنه بكل شمميء محيممط ] س ورةا فصمملت اليممة .[54 واليات في هذا المعنى كثيرةا ل تعد ول تحصى. أما الشيعة فيعتقدون في الله عكس ما يقوله الرب عنه جممل جلله ،وعم نواله ،مصرحين بأن الله تعالى ظهر لمه مممن الممر مما لم يكممن ظمماهرا ا ]رسممالة أعلم الهممدى فممي تحقيممق البممداء لنظممام الدين الجيلني الشيعي نقل ا عن تحفة اثنى عشرية ص .[226 ولماذا قالوا بالبداء؟ هؤلء القوم لماذا يقولون بهذه المقالة الشنيعة؟ يجيب على ذلك أقدم من كتب في فرق الشيعة مممن الشمميعة ومن يليه أبو محمد الحسن بن موسى النوبخممتي ،وسممعد بممن عبممد اللممه القمممي فممي كتابيهممما )فممرق الشمميعة( ،وكتمماب )المقممالت والفرق( نقل ا عن سليمان بن جرير: "إن أئمممة الرافضممة وضممعوا لشمميعتهم مقممالتين ل يظهممرون معهما من أئمتهم على كذبهم أبداا ،وهما القممول بالبممداء ،وإجممازأةا التقية. فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محممل النبياء من رعيتها في العلم فيما كان ويكون ،والخبار بما يكممون في الغد ،وقالوا لشيعتهم :إنه سيكون في غمد وفمي غمابر اليمام كذا وكذا ،فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم: ألم نعلمكم أن هذا يكون ،فنحن نعلم من قبل اللمه عمز وجمل ما علمته النبياء عن الله ما علمت ،وإن لم يكن ذلك الشيء الممذي أخبروا به على ما قالوا ،اعتذروا لشيعتهم بقممولهم :بممدا للممه فممي ذلك بكونه. فما أصدقه وأحسن به. هذا ولم يقولوا بهذه المقالة ولم يعتقممدوا بهممذا العتقمماد إل لمخممالفتهم المسمملمين أهممل السممنة حيممث أنهممم أسسمموا قواعممد مذهبهم على مخالفة العقائد السمملمية الخالصممة المسممتقاةا مممن كتاب الله جل وعل وسنة نممبيه المصممطفى صمملوات اللممه وسمملمه عليه كما بيناه فيما مضى. وليس الممر كمما تصموره السميد المدكتور ومممن يحممذو حممذوه ويسلك مسلكه دون علم أو برهان. الفصل الخامس الجفر وأما الجفر الذي تعرض لذكره الدكتور وافي وحين قال: "هذا الكتاب لم تتصل روايته ،ول عرف عينه ول صحة نسممبته إلى المام جعفر ،ومع تردد ذكره في الكتب المعتمدةا عند الشيعة الجعفرية ،فإن معظمهم ل يعرض لتأييده" .فإنه ثابت موجود لدى الشيعة الثنى عشرية ،مقرر عندهم ،ولم يعرض أحممد لممرده خلف الدكتور ،وقد صحت نسبته إلى جعفر بن الباقر حسب زأعم القوم واتصلت روايته ،فإن محمد بن الحسن الصفار مثل ا الذي يعممد مممن أصممحاب الحسممن العسممكري – المممام الحممادي عشممر المعصمموم المزعوم – ومن أسمماتذةا أئمممة الحممديث الشمميعي كممالكليني ووالممد صدوق الشيعة علي بن الحسين ،وغيرهم ،ذكر في كتممابه )بصممائر الدرجات( أربعا ا وثلثين رواية موصولة متصلة ،منها واحدةا ثلثون عن جعفر بن محمد ،وواحدةا منها عن أبيه محمممد البمماقر ،وأخممرى عن أبيه ابن الحسين ،والثالثة منها عن أبي الحسن. وكذلك أورد الكليني إمام محدثي الشيعة ثماني روايممات فممي ذكر الجفر ،كلهما عمن جعفمر بمن محممد ،روايمات متصملة صمحيحة السناد حسب قواعد الشيعة وأصول القوم. ول أدري على أي أساس قال ما قاله سيادته في ذلك ،تبرئممة لسمماحة الشمميعة عممما يلزمهممم مممن الشممناعة والسممخرية بسممبب عقائدهم الغريبة. ونود أن نورد هنا روايات كي يعرف القممارئ الجفممر الشمميعي الذي يؤهل أئمة الشيعة أن يساووا النبياء والمرسلين ،بل وأكممثر مممن ذلممك أن يضمماهوا علممم اللممه بعلمهممم ومعرفتهممم ممما سمميكون ويحدث إلى يوم القيامة – تعممالى اللممه عممما يقولممون علمموا ا كممبيراا، يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. فيروي الكليني عن أبي بصير أنه قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلم فقلت له :جعلت فداك، إني أسألك عن مسألة ،ههنا أحد يسمع كلمي؟ قال :فرفع أبو عبد الله سترا ا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه، ثم قال: يا أبا محمد ،سل عما بدا لممك .قممال :قلممت :جعلممت فممداك ،إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله علم عليا ا عليه السلم بابا ا ينفتممح له منه ألف باب؟ قال :فقال :يا أبا محمد ،علم رسول الله عليا ا عليه السمملم ألف باب يفتح من كل باب ألف باب. قال :قلت :هذا والله العلم .قال :فنكممت سمماعة فممي الرض ثم قال إنه لعلم وما هو بذاك . .ثم قال: وإن عندنا الجفر ،وما يدريهم ما الجفر؟ قال :قلت :وما الجفر؟ قال :وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ،وعلم العلممماء الذين مضوا من بني إسرائيل" ]الكافي في الصول كتاب الحجممة باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصممحف فاطمممة عليهمما السلم ج 1ص .[239 وروي أيضا ا عن الحسين بن أبي العلء أنه قال: سمعت أبمما عبممد اللممه عليممه السمملم يقممول :إن عنممدي الجفممر البيض ،قال :فقلت :أي شيء فيه؟ قال :زأبممور داود ،وتمموراةا موسمى ،وإنجيمل عيسممى ،وصمحف إبراهيم عليه السلم ،والحلل والحرام ..وعنممدي الجفممر الحمممر، قال :قلت :وأي شيء في الجفر الحمر؟ قال :السلح ،وذلك إنمما يفتمح للمدم يفتحمه صماحب السميف للقتل ،فقال له عبد الله بن أبي يعفور :أصلحك الله .أيعرف هممذا بنو الحسن؟ فقال :إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل ،والنهار أنممه نهممار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا علممى الجحممود والنكممار ،ولممو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا ا لهم" ]الصممول مممن الكممافي ج 1ص .[240 وروى الصفار عن أبي مريم عن محمد البمماقر أنممه قممال فممي رواية طويلة: "وعندنا الجفر ،وهو أديم عكاظي قممد كتممب فيممه حممتى ملئممت أكارعه ،فيممه ممما كممان وممما هممو كممائن إلممى يمموم القيامممة" ]بصممائر الدرجات الكبرى للصفار الجزء الثالث ص .[180 وروي أيضا ا عن أبي بصير عن جعفر بن محمممد أنممه قممال فممي رواية طويلة عنه: "إن عندنا الجفر ،وما يدريهم ما الجفممر؟ مسممك شمماةا أو جلممد بعير؟ قال :قلت :جعلت فداك ما الجفر؟ قال :وعاء أحمر أو أدم ،أحمر فيممه علممم النممبيين والوصمميين، قلت :هذا والله هو العلم .قال :إنه لعلم وما هو بذاك ..ثم سممكت ساعة ثم قال :إن عندنا لعلم ما كان وما هممو كممائن إلممى أن تقمموم الساعة .قال :قلت :جعلت فداك هذا والله هممو العلممم .قممال :إنممه لعلم وما هو بذاك ،قال :قلت :جعلت فداك :وأي شيء هو العلم؟ قال :ما يحدث بالليل والنهار ،المر بعد المر ،والشمميء بعممد الشيء إلى يوم القيامة" ]بصائر الدرجات .[172 فهذا هو الجفر لممدى القمموم ،وممما اللممه بغافممل عممما يقولممون ويعملون. وأما جعل الدكتور الجفر ومصحف فاطمة شيئا ا واحدا ا فيممدل على عدم علمه بكتب الشيعة ومعرفته بمذهبهم ومعتقدهم حيممث أنهم يجعلون الجفر شيئا ا آخر مستقل ا ومصحف فاطمة كتابا ا آخممر ل علقة بينهما إطلقاا. كما أن حضرته نسي في غمرات الحب والدفاعا عن معتقدات القوم أن ما يقوله في صفحة 72من كتيبه عن الجفر يخممالف ممما قاله في صفحة ،43حيمث يقمول فمي معمرض الكلم عمن الجفمر وعدم نسبته إلى جعفر: ولو صح سنده لحمل أن ما فيه يتمثل في إلهام إلهي للمممام الصادق ،وقد ذكرنا فيما سممبق أن الجمهممور يقممر حقيقممة اللهممام للمصطفين الخيار من النماس ،وممن عسمى أن يكمون أحمق بهمذا الوصف من المام جعفر الصادق وآل بيت الرسممول صمملوات اللممه وسلمه عليه" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[72 وهو الذي نقل رواية قبل ذلممك عممن الكلينممي فممي كتممابه عممن جعفر بن محمد: "مكثت فاطمة بعد النبي خمسة وسممبعين يوممما ا صممبت عليهمما مصائب من الحزن ل يعلمهمما إل اللممه ،فأرسممل اللممه إليهمما جبريممل يسليها ويعزيها ويحدثها عن أبيها وما يحممدث لممذريتها وكممان علممي يسمع ويكتب حتى جاء به مصحفا ا قممدر القممرآن ثلث مممرات ليممس فيه شيء من الحلل والحرام ولكن فيه علم ما يكون – ثم قممال :- ولعل هذا هو الجفر" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[43 فكيف التوافق بين هذا وذاك؟ اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والخرةا. وأما قوله :ومن عسممى أن يكممون أحممق بهممذا الوصممف )يعنممي اللهام( من المام جعفر الصممادق وآل بيممت الرسممول :فليممس إل مجازأفة ومبالغممة ومغممالةا ،وتخصمميص قمموم بالفضممائل دون قمموم آخرين بدون سند ول دليل من الكتمماب والسممنة ،لن التقممرب إلممى الله والصطفاء لديه ل يكمون لحسمب ول نسمب ،والعمز والش رف والمكرمة عنده ل تكون لقوم دون قمموم ،وقبيلممة دون قبيلممة ،بممل مداره طهارةا النفس وتقوى القلوب :يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكممم عنممد الله أتقاكم ] سورةا الحجرات الية .[13 فكم من الهاشميين لم ينالوا مرتبة أو منزلة عنممد اللممه وعنممد رسوله الهاشمي صلوات الله وسلمه عليه مثل ممما نالهمما غيرهممم من العرب وغير العرب أيضاا ،وقد أخبر رسول الله عن عمممر بممن الخطاب أنه ملهم في أمته ،كما ذكره الممدكتور وافممي ،ولممم يخممبر عن عباس – وهو سيد بني هاشم بعد نبي الله ، وعمه الحقيقممي – وكذلك نال من الكرامة والصحبة أبو بكر رضممي اللممه عنممه ممما لممم ينلها أحد غيره في الكون من أهل البيت وغير أهل البيت. وغلى ذلك أشار شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله كممما نقممل عنه الذهبي: "ولول أن الناس وجدوا عنه مالك والشافعي وأحمد أكثر مما وجدوه عند موسى بن جعفر ،وعلي بن موسى ،ومحمممد بممن علممي لممما عممدلوا عممن هممؤلء إلممى هممؤلء ..ونفممس بنممي هاشممم كممانوا يستفيدون من علم مالك بن أنس أكممثر مممما يسممتفيدون مممن ابممن عمهم موسى بن جعفر" ]المنتقى مممن منهمماج العتممدال للممذهبي ص – 191طا المطبعة السلفية – القاهرةا[. الباب السادس الشيعة الثنا عشرية ومسألة المامة إن المامممة عنممد الشمميعة الثنممى عشممرية كممالنبوةا ،والمممام عندهم كالنبي غير أنه ل يطلق عليه لفظ النبمموةا كممما صممرح بممذلك الكليني في كافيه ،حيث روى عن محمد بن مسلم أنه قال: وسمممعت أبمما عبممد اللممه عليممه السمملم يقممول :الئمممة بمنزلممة رسول الله ، إل أنهم ليسوا بأنبياء ،ول يحل لهم مممن النسمماء ممما يحل للنبي ، فأما ما خل ذلك فهم بمنزلة رسول الله ] " الكافي في الصول كتاب الحجة باب فممي أن الئمممة بمممن يشممبهون ممممن مضى ج 1ص .[270 وروي أيضا ا عن جعفر أنه قال: "نحممن خممزان علممم اللممه ،نحممن تراجمممة أمممر اللممه ،نحممن قمموم معصومون ،أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنمما ،ونهممى عممن عصمميتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفمموق الرض" ]الصممول من الكافي ج 2ص .[269 وأورد رواية أخرى عن مفضل بن عمر عممن جعفممر أنممه سممئل عن علم المام بما في أقطار الرض وهو فممي بيتممه مرخممي عليممه ستره ،فقال: "يا مفضل ،إن الله تبارك وتعممالى جعممل فممي النممبي خمسممة أرواح ،روح الحياةا فيه دب ودرج ،وروح القوةا فيممه نهممض وجاهممد، وروح الشهوةا فيممه أكممل وشممرب وأتممى النسمماء مممن الحلل ،وروح اليمان فيه آمن وعدل ،وروح القدس فيه حمل النبوةا ،فإذا قبض النبي انتقل روح القدس فصار إلى المام ]وهل يمكن أن يقممال بعد هذا :بأنهم يعتقدون باعتقاد ختم نبموةا محممد وأنهمم ليسموا بأول من أنكر ختم النبوةا عليه واعتقممدوا بجريانهمما بعممده؟[ ،وروح القدس ل ينام ول يغفل ،ول يلهو ول يزهممو ،وأربعممة الرواح تنممام وتغفل ،وتزهو وتلهو ،وروح القدس كان يممرى بممه" ]الصممول مممن الكافي كتاب الحجة باب فيه ذكر أرواح الئمة عليهممم السمملم ج 1 ص .[272 وكما روى الكليني هذا أيضا ا عممن جعفممر أنممه سممأله رجممل مممن أهل هيت عن قول الله عز وجل :وكذلك أوحينا إليممك روحمما ا مممن أمرنا ،فقال :منذ أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمممد ممما صعد إلى السماء وإنه لفينا ،وفي روايممة :كممان مممع رسممول اللممه يخبره ويسدده – وهو مع الئمممة مممن بعممده – وهممو مممن الملكمموت" ]الصول من الكافي كتاب الحجة باب الروح الممتي يسممدد اللممه بهمما الئمة عليهم السلم ج 1ص .[273 وهناك روايات أخرى صريحة أكثر مممن ذلممك قممد ذكرنمما بعضمما ا منها فيما سبق ،ونكتفي ههنا بذكر روايتين من الصفار عممن أبممي جعفر محمد الباقر أنه قال: "إن جبريل أتى رسول اللممه برمممانتين فأكممل رسممول اللممه إحداهما وكسر الخرى نصفين ،فأكل نصفها وأطعم رسممول اللممه عليا ا نصفها ،ثم قال رسول الله : يا أخي :هل تدري ما هاتان الرمانتان؟ قال :ل. قال :أما الولى فالنبوةا ،ليس لك فيها شمميء ،وأممما الخممرى فالعلم ،أنت شريكي فيه ،فقلت :أصلحك الله كيف يكممون شمريكه فيه؟ قممال :ل يعلممم اللممه محمممدا ا علممما ا إل وأمممره أن يعلممم عليمماا" ]بصائر الدرجات الكبرى باب في أمير المممؤمنين عليممه السمملم أن رسول الله مشاركه في العلمم ولمم يشماركه فمي النبموةا ،وذكمر الرمانين ص .[312 وروي أيضا ا عن علي بن الحسين: "إن محمدا ا كان أمين الله في أرضه ،فلما قبض محمد كنمما أهل البيت ورثته ،ونحن أمناء اللممه فممي أرضممه ،عنممدنا عممل البليمما والمنايا وأنساب العممرب ومولممد السمملم ،وإنمما لنعممرف الرجممل إذا رأيناه بحقيقة اليمممان وحقيقممة النفمماق ،وأن شمميعتنا لمكتوبممون بأسمائهم وأسماء آبائهم ،أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ،يممردون موردنا ،ويدخلون مدخلنا ،نحن النجباء ،وأفراطنا أفممراطا النبيمماء، ونحن أبناء الوصياء ،ونحممن المخصصممون فممي كتمماب اللممه ،ونحممن أولى الناس بالله ،ونحمن أولممى النمماس بكتماب اللمه ،ونحممن أولمى الناس بدين الله ،ونحن الممذين شممرعا لنما دينمه ،فقمال فمي كتممابه: شرعا لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحاا ،وقممد وصممانا بممما أوصى به نوحاا ،والذي أوحينا إليك يا محمد وما وصينا بممه إبراهيممم وإسماعيل وموسى وعيسى وإسحاق ويعقوب ،فقد علمنا وبلغنا ما علمنا ،واستودعنا علمهم ،نحن ورثة النبياء ،ونحن ورثة أولممي العزم من الرسل :أن أقيموا الممدين يمما آل محمممد ول تفرقمموا فيممه وكونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولية على ممما تدعوهم إليه من ولية علي إن الله يا محمد يهمدي إليمه ممن ينيمب من يجيبك إلى ولية علي ]ومن المعروف أن هذه العبممارةا ليسممت من القرآن بل إنها مختلفة مزورةا مكذوبة على لسممان علممي زأيممن العابدين ،وأن علي بن الحسن وأمثاله بممراء مممما يعتقممده الشمميعة من التحريف في القرآن[ عليه السلم" ]بصائر الممدرجات الكممبرى – باب في الئمة أنهم ورثوا علم أولي العزم مممن الرسممل وجميممع النبياء ،وأنهم صلوات الله عليهم أمناء الله فممي أرضممه ،وعنممدهم علم البليا والمنايا وأنساب – العرب ص .[138 فهذه هي المامة عند الشيعة وهممذا هممو المممام ،ول بممأس أن نورد ههنا روايتين أخريين أوردهما صدوق الشيعة – وهو كممذوب – ابن بابويه القمي ،وهو واحد من أصحاب الصحاح الربعة أنممه روى عن جعفر بن محمد الباقر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين ]وهذا أصح الروايات عند الشيعة حيث يروي إمام معصوم حسب زأعمهم عن إمام معصوم إلى آخره[ أنه قال: "نحن أئمممة المسمملمين وحجممج اللممه علممى العممالمين ،وسممادةا المؤمنين ،وقادةا الغر المحجلين ،وموالي المؤمنين ،ونحممن أمممان لهل الرض ،كما أن النجوم أمان لهل السماء ،ونحممن الممذين بنمما يمسممك اللممه السممماء أن تقممع علممى الرض إل بممإذنه ،وبنمما يمسممك الرض أن تميد بأهلها ،وبنا ينزل الغيث ،وتنشممر الرحمممة ،وتخممرج بركات الرض ،ولول ما في الرض منا لساخت بأهلها ،ثم قال: "ولم تخل الرض منذ خلق الله آدم من حجة الله فيهمما ظمماهر مشهور ،أو غائب مستور ،ول تخلو إلى أن تقم السمماعة مممن حجممة الله فيها ،ولول ذلك لما يعبد الله ،قال سممليمان :فقلممت للصممادق عليه السلم: فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال :كممما ينتفعممون بالشمممس إذا سممترها السممحاب" ]كمممال الدين وتمام النعمة لبن بابويه القمي ،باب العلة التي مممن أجلهمما يحتاج إلى المام ج 1ص .[207 وروي أيضا ا عن محمد الباقر أنه قال: "نحممن جنممب اللممه ،ونحممن صممفوته ،ونحممون حمموزأته ،ونحممن مستودعا مواريث النبياء ،ونحن أمناء الله عممز وجممل ،ونحممن حجممج الله ،ونحن أركان اليمان ،ونحن دعائم السلم ،ونحن من رحمممة الله على خلقه ،ونحن من بنا يفتح وبنا يختم ،ونحن أئمممة الهممدى، ونحن مصابيه الدجى ،ونحن منار الهدى ،ونحن السابقون ،ونحممن الخرون ،ونحن العلم المرفوعا للخق ،من تمسممك بنمما لحممق ،ومممن تأخر عنا غرق ،ونحن قادةا الغر المحجلين ،ونحن خيرةا الله ،ونحن الطريق الواضح والصراطا المستقيم إلى الله عز وجل ،ونحن من نعمة الله عز وجل على خلقه ،ونحن المنهاج ،ونحن معدن النبوةا، ونحن موضع الرسالة ،ونحن الذين إلينمما تختلممف الملئكممة ،ونحممن السراج لمن استضاء بنا ،ونحممن السممبيل لمممن اقتممدى بنمما ،ونحممن الهداةا إلى الجنة ،ونحن عرى السلم ،ونحن الجسممور والقنمماطر، من مضى عليها لم يسبق ،ومن تخلف عنها محممق ،ونحممن السممنام العظام ،ونحن الذين بنا ينزل الله عز وجل الرحمة ،وبنمما يسممقون الغيث ،ونحن الذين بنا يصر عنكم العممذاب ،فمممن عرفنمما وأبصممرنا وعرف حقنا وأخمذ بأمرنما فهمو منما وإلينما" ]كممال المدين وتممام النعمة لبن بابويه القمي ج 1ص .[206 وعلى ذلك قالوا" :يجب على الله نصب المام كنصب النممبي" ]انظر لذلك منهاج الكرامة للحلممي ص ،72وأيضمما ا أعيممان الشمميعة الجزء الول ،القسم الثاني ص ،6أيضا ا الشيعة في التاريخ لمحمد حسين الزي ص ،45 ،44أيضا ا أصول المعارف لمحمد الموسمموي ص ،82أيضا ا اللفين الفارق بين الصدق والمين للمحلي ص .[15 وليس للخلئق خيار في اختيار المممام وتعيينممه ،واللممه نصممب للعالم أجمع اثنى عشر إماماا ،أولهم علي وآخرهم معدومهم الذي يزعمونه ابنا ا للحسن العسكري الذي لم يولد قط. ومن الغرائب أن واحدا ا من هؤلء الثنى عشر لم يملك زأمممام الحكم أبدا ا غير علي بممن أبممي طممالب رضممي اللممه عنممه الممذي جعممل المام باختيار مممن النمماس بعممد خلفمماء رسممول اللممه الثلثممة الممذين سبقوه على منصب المامة والزعامة بعممد رسممول اللممه ،والممذين استشهد علي رضي الله عنه على صممحة خلفتممه بصممحة خلفتهممم حيث قال كما ورد في أقدس كتاب شيعي )نهممج البلغممة( -عكممس ما يقوله القوم ورغم أنوفهم: "إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ممما بايعوهم عليممه ،فلممم يكممن للشمماهد أن يختممار ،ول للغممائب أن يممرد، وإنمما الشمورى للمهماجرين والنصمار ،فمإن اجتمعموا علمى رجمل وسموه إماما ا كان ذلمك للمه رضمى ،فمإن خمرج عمن أمرهمم خمارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ،فإن أبى قاتلوه على اتبمماعه غير سبيل المؤمنين ،ووله الله ما تممولى" ]نهممج البلغممة بتحقيممق صبحي صالح ص – 367 ،366طا بيروت[. وحاصل الكلم" :أننا ل نفهم المامة الشيعية التي يجعلونهمما واجبة ،والتي يقولون فيها :إن على اللممه أن ينصممب مممن يشممغلها ويجمموزأ بهمما لممردعا الظممالم عممن ظلمممه وحمممل النمماس علممى الخيممر وردعهم عن الشر" ]أعيان الشيعة الجزء الول القسم الثمماني ص .[6 و :لحفظ الشريعة من الضياعا ورفع الفساد وإقامممة الحممدود ونشر الحكام والنتصاف للمظلوم من الظالم" ]أصول المعارف لمحمد الموسوي ص .[82 و :إن الناس متى كان لهم رئيس منبسط اليد ،قاهر ،عممادل، يممردعا المعانممدين ،ويقمممع المتغلممبين ،وينتصممف للمظلممومين مممن الظالمين ،اتسقت المور ،وسكنت الفتن ،ودرت المعايش ،وكان الناس مع وجوده إلى الصلح أقرب .ومتى خلوا من رئممس صممفته ممما ذكرنمماه تكممدرت معايشممهم وتغلممب القمموي علممى الضممعيف، وانهمكوا في المعاصي ،ووقع الهرج والمرج ،وكانوا إلى الفسمماد أقرب ،ومن الصلح أبعد" ]تلخيص الشممافي للطوسممي ج 1ص 60 طا قم – إيران الطبعة السادسة صنة 1974م[. لن أئمتهم الثنى عشر بما فيهم علي رضي الله تعالى عنممه – حسب مقولتهم – لم يستطيعوا ردعا الظممالم عممن ظلمممه إيمماهم، ولممم يتمكنمموا بإقامممة الحممدود ول رفممع الفسمماد ،ول النتصمماف لنفسهم من الظالم ..فضل ا عن غيرهم من المظلممومين ،وبممذلك رد عليهم شيخ السلم ابن تيمية بعد ذكر كلم الحلممي :إنممه نصممب أولياء معصومين لئل يخلي الله العالم من لطفه ،فقال: هم يقولممون :إن الئمممة المعصممومين مقهممورون مظلومممون عاجزون ،ليس لهم سلطان ول قدرةا حتى إنهم يقولون ذلك فممي علي رضي اللممه عنممه منممذ مممات النممبي إلممى أن اسممتخلف ،وفممي الثنى عشر ،ويقرون أن الله ما مكنهم ول ملكهم ،وقد قممال اللممه تعالى . . :فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتينمماهم ملكمما ا عظيما ا ،فإن قيل :المراد بنصبهم أنه أوجب عليهم طاعتهم فإذا أطاعوهم هدوهم ،ولكممن الخلممق عصمموهم ،فيقممال :لممم يحصممل – بمجرد ذلك – في العالم ،ل لطف ول رحمة ،بل إنما حصممل تكممذيب الناس لهم ومعصيتهم إياهم .و)المنتظر( ما انتفع به من أقممر بممه ول من جحده ،وأما سائر الثنى عشر – سوى علي رضي الله عنممه – فكانت المنفعة بأحدهم كالمنفعة بأمثاله من أئمة الدين والعلم، وأما المنفعة المطلوبة من أولي المر فلم تحصل بهم ،فتممبين أن ممما ذكممره مممن )اللطممف( تلممبيس وكممذب" ]المنتقممى مممن منهمماج العتدال للذهبي ص .[34 وقد ذكرنا عجزههم ،وما حممل بهممم مممن قهممر وظلممم ،وغلبممة الغير عليهم من كتب القوم أنفسممهم فممي كتابنمما )الشمميعة وأهممل الممبيت( وكتابنمما )الشمميعة والتشمميع( ،وأكممثر مممن ذلممك أثبتنمما أن المنفعة الدينية أيضا ا لم تكن تحصل منهم للخلق حيث أنهممم كممانوا يخافون الحكام ويهابون المخالفين ،ولممم يكونمموا يسممتطيعون أن يظهروا ما في قلوبهم حسب علمهم وإيمانهم ،وقممد أوردنمما فممي ذلك روايات كممثيرةا ،منهمما مما ذكرناهما عمن الكلينمي أنممه روى عمن زأرارةا بن أعين أنه قال: سألت أبا جعفر عليه السمملم عممن مسممألة فأجممابني ،ثممم جمماء رجل فسأله عنها فأجابه بخلف ما أجابني ،ثممم جمماء رجممل فسممأله فأجابه بخلف ما أجابني وأجاب صاحبي ،فلما خرج الرجلن قلت: يا ابمن رسمول اللمه ،رجلن ممن أه ل العمراق ممن شميعتكم قمدما يسألن فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟. فقال :يا زأرارةا ،إن هذا خير لنمما وأبقممى لكممم ،ولممو اجتمعتممم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم. قممال :ثممم قلممت لبممي عبممد اللممه عليممه السمملم :شمميعتكم لممو حملتموهم على السنة أو على النممار لمضمموا وهممم يخرجممون مممن عندكم مختلفين؟ قال :فأجابني بمثل جواب أبيممه" ]الصممول مممن الكافي في باب اختلف الحديث ج 1ص .[65 وكما أوردنا رواية في مبحث التقية عن جعفر أنه قممال لحممد متبعيه: "يا سليمان ،إنكم على دين من كتمه أعزه اللممه ،ومممن أذاعممه أذلممه اللممه" ]الكممافي فممي الصممول ج 2ص 222بمماب التقيممة – طا إيران[. وهناك روايات في هذا المعنى أكثر من أن تعد وتحصى. وحاصل الكلم :أن هذه هي المامة الشيعية الممتي يوجبونهمما على الله ولم تحصل لحد ،ولم تثبت ولممم تتحقممق ..وقممد بحثناهمما مفصل ا في كتابنا )الشيعة والتشيع(. وهممؤلء هممم أئمتهممم :علممي وأولده الحممد عشممر بممما فيهممم المعدوم ،ويعدون غيرهم وكل مممن تممولى الخلفممة والمامممة فممي زأمنهم خلفاء غاصبين مغتصبين ]انظممر) :عقائممد الشمميعة( تممأليف الحاج ميرزأا آقاسي – نقل ا عن )عقيمدةا الشميعة( لرونالدسمن – طا عربي القاهرةا ص 35باب )الغاصممبون الثلثممة( وغيممره مممن كتممب الشمميعة الكممثيرةا[ بممما فيهممم أبممو بكممر وعمممر وعثمممان الخلفمماء الراشدون الثلثة رضي الله عنه أجمعين ،ويوجبون البراءةا منهم، والممولء لئمتهممم ،ويجعلممون وليتهممم أصممل ا مممن أصممول السمملم وأساسا ا من أسسه ودعائمه ،ل يؤمن من ل يعتقممد بهمما ،ول يكفممر مممن يممؤمن بهمما .والروايممات والتصممريحات فممي هممذا لكممثيرةا جممداا، فالخلف بيننا وبينهم في همذه المسمألة خلف جموهري وأصمولي وعقائدي ،ل كما زأعمه السيد الدكتور وصرح به حيث يقول: "إن خلفهم معنمما فممي هممذا الصممدد خلف نظممري وأقممرب أن يكون اختلفا ا في حقائق التاريخ ول يؤثر في إيمانهم شيئاا" ]بيممن الشيعة وأهل السنة ص .[75 وعلممى ذلممك يكفممر الشمميعة كممل مممن ينكممر إمامممة أئمتهممم المزعومين ،كممما أن منكممر النبمموةا كممافر بالتفمماق ،لن المامممة ل تختلف مع النبوةا في أصمملها ،وجوهرهمما كممما بينمماه مقممدماا ،وكممما صرح بذلك أساطين الشيعة وصناديدها الذين نحممن بصممدد ذكرهممم الن ،وكما دلممت عليممه روايممات كممثيرةا عممن أئمتهممم المعصممومين – حسب زأعمهم – وسيأتي ذكرها إن شاء الله ،ل كممما زأعمممه سمميادةا الدكتور حيث قال: إنهم لم يحكموا بالكفر على من ل يعتقد بالمامة على النحممو الذي ذكروه ولو أنهم حكموا بذلك لكان لنمما معهممم موقممف آخممر إذ يكون معنى حكمهم هممذا تكفيممر جميممع أهممل السممنة ]بيممن الشمميعة وأهل السنة ص .[77 يا لتساهل الدكتور ،وفي هذا العمر!!! ويا لتحمسه لهل السنة المساكين!!! ولقد ذكرني قوله هممذا بممبيت شممعر أورد ممما معنمماه :لممم يكممن يسعنا إل أن نموت من شدةا الفرح والسرور لممو كنمما نعممرف صممدق وعده ووفائه. واأسفاه على عدم معرفة السيد الدكتور عقائد القوم وعممدم علمه بالحقائق الثابتة الموجودةا المسطورةا في جميع كتبهم مممن التفسير والحديث والعقائممد والكلم والتاريممخ ،وأنهمما كلهمما مليئممة بتكفير أهل السنة قاطبممة وتسممميتهم النواصممب .اللهممم إل بعممض الكتممب الدعائيممة الممتي لممم تكتممب لبيممان المعتقممدات وتعليمهمما وتفهيمها الشيعة ،بل لمغالطة أهممل السممنة وخممداعهم والتلممبيس عليهم وتزوير الحقائق أمممامهم ،وإن لممم يكممن كممذلك فلي شمميء حصل الفتراق والختلف؟. وإن القوم الذين حكموا على أصممحاب رسممول اللممه بممالردةا، خيار خلق الله بعممد النبيمماء والمرسمملين ،وصممفوتهم ،لممم يحكممموا عليهم بهذا الحكم القدسي الجاني إل لعدم مبايعتهم عليمما ا رضممي الله عنه – حسب زأعمهم – ومبايعتهم أبا بكر الصديق ،وبعده عمممر الفمماروق ،وبعممده عثمممان ذا النممورين رضممي اللممه عنهممم أجعيممن، وتركهم مناصرةا علي وخذلنهم إياه كما يذكرون!! فهذا هو الكليني وغيره يروون عن أبي جعفممر محمممد البمماقر أنه قال: "كممان النمماس أهممل ردةا بعممد النممبي إل ثلثممة :المقممداد بممن السود ،وسلمان الفارسي ،وأبو ذر الغفاري . .وقال: هممؤلء الممذين دارت عليهممم الرحممى وأوا أن يبممايعوا" ]كتمماب الروضة من الكافي للكليني ج 8ص .[246 وروى الكليني أيضا ا عنه أنه قال: أصبح رسول الله يوممما ا كئيبمما ا حزينمماا ،فقممال لممه علممي عليممه السلم :ما لي أراك يا رسول الله كئيبا ا حزيناا؟. قال :وكيف ل أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هممذه أن بنممي تيم )أي أبا بكر وقومه( ،وبني عدي )أي عمر وقبيلته( ،وبني أميممة )أي عثمان وعشمميرته( يصممعدون منممبري هممذا يممردون النمماس عممن السلم القهقرى: فقلت )يعي الرسول( :يا رب ،في حياتي أو بعد موتي؟ فقال :بعد موتك" ]كتاب الروضممة مممن الكممافي للكلينممي ج 8 ص .[246 وبلغوا في اللؤم حيث كذبوا على محمد الباقر أنه قال: ما كان ولد يعقوب أنبياء ولكنهم كانوا أسممباطا أولد النبيمماء، ولم يكن يفارقون الدنيا إل سعداء ،تابوا وتذكروا ما صنعوا. وإن الشيخين )يعني أبا بكر وعمر( فارقمما الممدنيا ولممم يتوبمما، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليممه السمملم ،فعليهممما لعنممة اللممه والملئكممة والنمماس أجمعيممن" ]كتمماب الروضممة مممن الكممافي للكليني ج 8ص .[246 فمن كان هذا شأنهم مع أولئك الخيار البرار فماذا سمميكون ممموقفهم فممي أخلفهممم ،ومممن يسمملكون مسمملكهم ،وينهجممون منهجهم ،ويتبعونهم بإحسان؟. فممإن القمموم ل يكتمممون حقممدهم وبغضممهم وعقيممدتهم فممي أولئك ،فيقولون بكل صراحة ووقاحة: "اتفقت المامية على كفر من أنكممر إمامممة أحممد مممن الئمممة، وجحد ما أوجب الله تعالى له من فرض إطمماعته فهممو كممافر ضممال مسممتحق الخلممود فممي النممار" – قمماله المفيممد محمممد بممن النعمممان العكممبري ]كتمماب المسممائل للمفيممد المنقممول مممن )البرهممان فممي تفسير القرآن( مقدمة ص – 20طا إيران[. وقال أيضاا: "اتفقت المامية على أن المامة بعد النبي في بني هاشممم خاصممة ،ثممم فممي علممي والحسممن والحسممين ،ومممن بعممده فممي ولممد الحسين عليه السلم دون ولد الحسن إلى آخر العممالم ..واتفقممت المامية على أن رسول الله استخلف أمير المؤمنين عليه السلم في حياته ،ونص عليه بالمامة بعد وفاته ،وإن مممن دفممع ذلممك عنممه دفع فرضا ا من الدين" ]أوائل المقالت ص .[48 وقال ابن بابويه القمي: "اعتقادنا فيم جحد إمامة أميممر المممؤمنين والئمممة مممن بعممده عليهم السلم أنه بمنزلة من جحممد نبمموةا النبيمماء عليهممم السمملم، وفيمن أقمر بممأمير الممؤمنين وأنكمر واحممدا ا مممن بعمده ممن الئمممة عليهم السلم أنه بمنزلة من آمن بجميع النبياء وأنكر نبوةا محمممد ] " اعتقادات الصدوق – نقل ا عن مقدمة البرهان ص .[20 ،19 وقال أيضاا: "يجممب أن يعتقممد أنممه ل يتممم اليمممان إل بممموالةا أوليمماء اللممه ومعاداةا أعدائه ،وإن أعممداء الئمممة كفممار مخلممدون فممي النممار وإن أظهروا السلم ،فمن عرف الله ورسوله والئمة وتممولهم وتممبرأ من أعدائهم فهو مؤمن ،ومن أنكرهم أو شك فيهم أو في أحدهم أو تولى أعداءهم فهو ضال هالك ،بممل كممافر ،ول ينفعممه عمممل ول تقبل له طاعة" ]اعتقادات الصدوق – نقل ا عن مقدمة البرهان ص .[20 ،19 هذا وقال السد المرتضى الملقب بعمل الهدى: "إن المعرفة بهم )يعني الئمممة( كالمعرفممة بممه تعممالى فإنهمما إيمان وإسلم ،وإن الجهل والشك فيهم كالجهل والشك فيه فإنه كفر وخروج من اليمان ،وهذه المنزلة ليست لحد مممن البشممر إل لنبينا والئمة من بعده ،على أولده الطاهرين ..والذي يدل على أن معرفة إمامة من ذكرناه من الئمممة عليهممم السمملم مممن جملممة اليمممان ،وأن الخلل بهمما كفممر ورجمموعا عممن اليمممان بإجممماعا المامية" ]الرسالة الباهرةا في العترةا الطاهرةا – نقل ا عن مقدمة البرهان ص .[20 وقال الطوسي الملقب بشيخ الطائفة: دفع المامة كفر ،كما أن دفع النبمموةا كفممر ،لن الجهممل بهممما على حد واحد ،وقد روي عن النبي أنه قال: "من مات وهو ل يعرف إمام زأمانه مات ميتة جاهليممة ،وميتممة الجاهلية ل تكون إل على كفممر" ]تلخيممص الشممافي للطوسممي ج 4 ص .[132-131 وقال أيضاا: "إن المخالف لهل الحق كافر ،فيجممب أن يكممون حكمممه حكممم الكفار" ]انظر :مقدمة البرهان ص .[120 وقال الهاشم البحراني: "إن القممرار بنبمموةا النممبي وإمامممة الئمممة والممتزام حبهممم وإطاعتهم وبغض أعدائهم ومخالفيهم أصل اليمان مع توحيد الله عز وجل بحيث ل يصح الممدين إل بممذلك كلممه ،بممل إنهمما سممبب إيجمماد العالم ،وبناء حكم التكليف ،وشرطا قبول العمال ،والخممروج عممن حد الكفر والشرك ،وإنها التي عرضت كالتوحيد على جميع الخلق، وأخذ عليها الميثاق ،وبعث بها النبياء ،وأنزلت في الكتب ،وكلممف بها جميع المم ولو ضمناا ،وأن نسبة النبوةا إلى المامممة كنسممبتها إلممى التوحيممد فممي تلزأم القممرار بهمما وبقرينهمما بحيممث أن الكفممر بأحدها في حكم الكفر بالخر ،ول يفيد اليمان ببعممض دون بعمض، وإن الئمممة مثممل النممبي فممي فممرض الطاعممة والفضمملية ..وإن الحاديث غير المحصممورةا تممدل علممى هممذه المممور المممذكورةا ،بممل أكثرها مما هو مجمع عليه عند علمائنا الماميين. وقد نص علمى حقيقتمه ،بممل كمون جلهمما مممن ضمروريات همذا المذهب أعاظم أصحابنا المحممدثين" ]انظممر المقالممة الثانيممة فممي: مقدمة تفسير البرهان للهاشم البحراني ص .[19 وأما السيد حسين الملقب ببحر العلوم فقد أوضح أكممثر مممما جح المامة على النبوةا فقال: قال به الخرون حيث ر ت "إن منطلق المامة هو منطلق النبوةا بالذات ،والهممدف الممذي من أجله وجبممت النبمموةا هممو نفسممه الهممدف الممذي مممن أجلممه تجممب المامة ،وكما أن النبوةا لطف من الله تعالى كذلك المامممة لطممف من الله أيضاا ،واللحظة الحاسمة التي انبثقت فيها النبوةا – وهممي يوم الدار – هي نفسها اللحظة الممتي انبثقممت فيهمما المامممة ،فممما انطلق لسان النبي العظم بالتشريع النبوي المقممدس إل وضممم إليه المحافظة والوزأارةا والخلفة لعلي عليه السلم بقوله" :أنمت وزأيممري وخليفممتي" .وهكممذا اسممتمرت الممدعوةا السمملمية ذات لسانين :النبوةا والمامة في خممط واحممد ،وامتممازأت المامممة علممى النبوةا :أنها استمرت بأداء الرسمالة بعمد انتهمماء دور النبمموةا – ولممن تزال – ببركة وجود صاحب المر عجل الله فرجه. فالمامة إذن قرين النبوةا بالتشريع ،وامتداد لها بالمحافظممة والرعاية ،وبهذا المعنى نفسر كلم المام الكاظم عليه السمملم – كما في أصول الكافي – أن النبمموةا لطممف خمماص ،والمامممة لطممف عام" ]تلخيص الشافي للطوسي ج 4ص – 132 ،131الهامش[. وقال محدث الشيعة الكبير الحر العاملي: "إن من ادعى الماممة بغيمر حمق ،أو أنكمر إمامممة إممام الحمق كفر" ]الفصول المهمة في معرفة أصول الئمة ص .[142 أو بعد هذا كله مجال للشك بأن الشيعة ل يكفرون جميع أهل السنة؟ ثم ..ويجب أن يعلم بأن عقيدتهم هذه ليسممت إل مبنيممة علممى تعممماليم أئمتهمممم المعصمممومين – حسمممب زأعمهمممم – وأقممموالهم وتصريحاتهم. وعلى ذلك نختم هذا الباب ونسأل الله الهداية والتوفيق. الباب السابع الشيعة الثنا عشرية وسب الشيخين إن الدكتور وافي ذكر مسألة سب الشيخين في موضعين من كتبه ،وفي كل الموضعين حاول عبثا ا تبرئة الشيعة من هذه التهمة الشنيعة تكرما ا أو تجاه ا ل ،فكتب: "نستبعد كذلك ما يصدر مممن عمموامهم مممن أقمموال وأعمممال ل يقرها فقهاؤهم ويعتبرونها مخالفة لصول مممذهبهم ،فمممن ذلممك أن عوامهم يسبون الشيخين أبمما بكممر وعمممر رضممي اللممه عنهممما.. ولكن أمثممال هممذه القمموال والعمممال – ل يرضممى عنهمما شمميوخهم ويحكمممون بحرمتهمما ..وإذا كنمما سنحاسممب الطوائممف بممما يفعلممه عوامهم فإن حسابنا يكون عسيرا ا لكثير من جماعات أهممل السممنة أنفسهم" ]بين الشيعة وأهل السنة ص 32وما بعدها[. ثم أعاد هذا القول فكتب: بقيت مسألة سب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهممما، واتهام عثمان بأنه يهودي ،وقد ذكرنمما فيممما سممبق أنممه يبمموء بهممذا الثممم عممامتهم وسممفهاؤهم ولكممن شمميوخهم ل يقممرون بممذلك، ويحكمون بحرمته ،وأنه ل يصممح أن يحاسممب الجعفريممة بممما يقمموله ويفعله عامتهم وسفهائهم" ]بين الشيعة وأهل السنة ص .[77 ونسأل الدكتور وافي :في أي كتاب قممرأ هممذا الحكممم؟ ومممن أين نقله؟ ..لننا ل ندري!! كما أننا ل نعرف من هم سفهاء القوم؟ ومممن هممم عقلؤهممم وشيوخهم؟ فهل العياشي ]هممو أبممو النضممر محمممد بممن مسممعود العياشممي السمملمي السمممرقندي ،المعممروف بالعياشممي مممن أعيممان علممماء الشمميعة ممممن عمماش فممي القممرن الثممالث مممن الهجممرةا ،قممال عنممه النجاشي :ثقة ،صدوق ،عين من أعيممان هممذه الطائفممة ،وكبيرهمما: )رجال النجاشي ص 247طا قم – إيران[ ،والقمي ]هو أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي ،إمممام مفسممري الشمميعة ،وأقممدمهم ،مممن أعيان القمموم فممي القممرن الثممالث مممن الهجممرةا[ ،والبحرانممي ]هممو هاشم بن سممليمان بممن إسممماعيل ،ولممد فممي قريممة )التوبممل( فممي منتصف القرن الحادي عشر ،ومات فممي سممنة 1107ه ،قممال فيممه الخوانساري :فاضل ،عالم ،ماهر ،مدقق ،فقيه ،عممرف بالتفسممير والعربية الرجال ،وكان محدثا ا فاضمم ا ل ..ومممن مصممنفاته )البرهممان فممي تفسممير القممرآن( – )روضممات الجنممات ج 8ص ،(181أيضمما ا )أعيان الشيعة([ ،والكاشاني ]هممو المل فتممح اللممه الكاشمماني مممن علممماء الشمميعة المتعصممبين ،ولممم يصممنف تصممنيفه إل ردا ا علممى المسمملمين أهممل السممنة باسممم )منهممج الصممادقين فممي إلممزام المخالفين([ وغيرهم من المفسرين يعممدون مممن العلممماء أم مممن السفهاء؟ وهل الكليني ]هو محمد بن يعقمموب الكلينممي رئيممس محممدثي الشيعة ،وأحد مؤلفي الكتب الربعة وهو )الكافي([ ،وابممن بممابويه القمي ]هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه القمممي. لقممب بالصممدوق ،مممن مواليممد أوائممل القممرن الرابممع مممن الهجممرةا، وتوفي سنة 381ه من الهجرةا ،وهو من كبممار القمموم ومحممدثيهم، وكتابه )من ل يحضره الفقيممه( أحممد الكتممب الربعممة[ ،والطوسممي ]هو أبو جعفر محمد بن الحسممن الطوسممي المتمموفى سممنة 460ه الملقب بشيخ الطائفة ،من كبار محدثي القوم ومؤلف كتابين من الكتب الربعة )التهذيب( و)الستبصار([ ،والمفيد ]هو محمممد بممن محمد بن النعمان العكبري البغدادي ،ولممد سممنة 338ه ومممات فممي بغداد سنة 413ه ،وصلى عليه السيد المرتضى ،واشممتهر بالمفيممد )لن الغائب المهدي لقبه به( – كما يزعمون – )معممالم العلممماء ص ،[(101والكشي ]هو أبو عمممرو محمممد بممن عمممر بممن عبممد العزيممز الكشي ،قال عنه القمي :هو الشيخ الجليممل المتقممدم أبممو عمممرو، قال الشيخ الطوسممي :إنممه ثقممة بصممير بالخبممار والرجممال ،حسممن العتقاد) :الكنى واللقاب ج 3ص ،[(94والمنبسمماطي ]هممو أبممو محمد زأين الدين علي بن يونس العاملي ،ولد فممي أوليممات القممرن التاسع ومات سنة 877ه :فقيه ،محدث ،مفسر )معجم المممؤلفين ج 7ص ،[(266والردبيلي ]هممو أحمممد بممن محمممد الردبيلممي مممن مواليد القرن العاشر من الهجرةا ومات سممنة 993ه :كممان متكلممما ا فقيها ا عظيم الشأن ،جليل القدر ،رفيممع المنزلممة وأنممه ممممن رأى المام صاحب الزمان )الكنممى واللقمماب ،[(3/67وابممن الطمماؤس الحسممني ]هممو علممي بممن موسممى بممن الطمماؤس ،ولممد سممنة 589ه وتوفي سنة 66ه ،قال فيه التفرشي :إنه من أجلء هذه الطائفممة وثقاتها ،جليل القدر) :نقد الرجممال ص ،[(144والمجلسممي ]هممو المل محمد باقر بن محمد تقي المجلسي ،ولد سنة 1037ه ومات سنة 1110ه ،من ألد أعداء السنة وخصمومهم .قمال عنمه القممي: المجلسي إذا أطلق فهو شيخ السلم والمسلمين ،مروج المذهب والدين ،المام ،العلمة ،المحقق ،المدقق) :الكنممى واللقمماب ج 3 ص ،[(121وغيرهم من المحدثين والفقهاء يعممدون مممن العلممماء عند الدكتور أم من السفهاء؟ ولقد أوردنا نصوصا ا عديدةا ،وروايممات كممثيرةا مممن هممؤلء فممي كتابنا )الشيعة وأهل البيت( كلها سب وشتم وطعن فممي أصممحاب محمد صمملوات اللممه وسمملمه عليممه ،وخاصممة فممي أبممي بكممر وعمممر وعثمان رضي الله عنهم ،ولم يكتفوا بسبهم وشتمهم ،بل طعنوا في إسلم كل من يتولهم ويحترزأ عن اللعن والطعن فيهم ،ومن أراد تفصيل ذلك فليرجع إلى الكتاب .ونورد ههنا بعممض الروايممات والعبارات لمعرفة القوم وعقيدتهم في السب والشممتم لصممحاب رسول الله عام .ولخلفاء الرسممول الثلثممة خاصممة كممي يهلممك مممن هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينممة ،ولئل ا يتمموهم متمموهم بأننمما بنينا الحكم على غير دليل وبرهان كما بناه السيد الدكتور ،وليعلم أن مشائخ الشيعة وعلماؤهم يتفقممون مممع سممفهائهم وأوباشممهم في هذا الخبممث واللممؤم ،ول فممرق بينهممم ..اللهممم إل مممن تظمماهر عكس ذلك تقية وخداعا ا للمسلمين. فهذا هو مفسر الشيعة الكبير القمي يكتممب تحممت قممول اللممه عز وجل :وكذلك جعلنا لكل نبي عممدوا ا شممياطين النممس والجممن يوحي بعضهم إلى بعض زأخرف القممول غممرورا ا . ..ع ن أبممي عبممد الله عليه السلم قال: ما بعث اللممه نبيمما ا إل وفممي أمتممه شمميطانان يؤذيممانه ويضمملن الناس بعده ،فأما صاحبا نوح ..وأما صاحب محمد فجبممتر وزأريممق" ]تفسير القمي ج 1ص – 214طا مطبعممة النجممف – العممراق سممنة 1386ه[. وكتب تحت ذلك عالمهم الهندي المل مقبول بقوله: "روى أن الزريق مصغر أزأرق ،والجبتر معناه الثعلب ،فالمراد من الول ،الول )أبو بكر( لنممه كممان أزأرق العينيممن ،والمممراد مممن الثاني ،الثاني )عمممر( كنايممة عممن دهممائه ومكممره" ]مقبممول قممرآن الشيعي في الردية ص -281طا الهند[. وأما كلينيهم فقد كتب في كافيه عن أبي جعفر أنه قال: ما كان ولد يعقوب أنبياء ولكنهم كانوا أسباطا ا أولد النبيمماء، ولممم يفممارقوا الممدنيا إل سممعداء ،تممابوا وتممذكروا ممما صممنعوا ،وإن الشمميخين فارقمما الممدنيا ولممم يتوبمما ،ولممم يتممذكرا ممما صممنعا بممأمير المممؤمنين عليممه السمملم ،فعليهممما لعنممة اللممه والملئكممة والنمماس أجمعين" ]الكافي للكليني كتاب الروضة ج 8ص -246طا إيران[. وكتب النباطي العلي في أبي بكر الصديق: كذبوا عليه ومنزل القرآن قالوا أبو بكر خليفة أحمد بل كممان ذاك خليفممة الشمميطان ما كان تيمي له بخليفة ]الصراطا المستقيم للنباطي ج 2ص -299طا إيران[. وكتب في عمر الفاروق: فقدم الدال قبل العممي فممي إذا نسبت عديا ا في بني مضر النسب وقدم السوء والفحشمماء فممي رجممل وعممد زأنيممم عتممل خممائن النصب ]الصراطا المستقيم للنباطي ج 3ص .[29 وكتب في عثمان ذي النورين أنممه سمممي نعثل ا تشممبيها ا بممذكر الضباعا ،فإنه نعثل لكثرةا شعره ..ويقممال :النعثممل :الممتيس الكممبير العظيم الجثة ،وقال الكلبي فممي )كتمماب المثممالب(" :كممان عثمممان ممن يلعب به ويتخنث ،وكان يضرب بالدف" ]الصممراطا المسممتقيم ج 3ص .[30 هذا ولقد بحث متكلموا الشيعة في كتب العقائممد فممي تكفيممر عائشة أم المؤمنين وطلحممة والزبيممر وغيرهممم مممن كبممار أصممحاب رسول الله وأجلة هذه المة ،وبنوا حكمهم على أن مسلك الشيعة الثنى عشرية المتفق عليه هو تكفير هؤلء الخيممار ،وعلممى أنهممم مخلدون في النار – عياذا ا بالله – كما ذكر ذلك المفيممد فممي )أوائممل المقالت في المممذاهب والمختممارات( .والطوسممي فممي )تلخيممص الشافي( وغيرهما. وقد قال فيهم محدثهم الكبير حسين بن عبد الصمد العاملي في كتابه في مصطلح الحديث )وصول الخيار إلى أصول الخبار( بعد ذكر هؤلء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين: وهؤلء نتقرب إلى الله تعالى وإلى رسوله ببغضهم وسبهم، وبغض من أحبهم" ]وصول الخيار إلى أصول الخبار ص -164طا مكتبة الخيام قم – إيران سة 1401ه[. فهذه هممي عقيممدةا القمموم ،مشممائخهم وعلمممائهم ،فقهممائهم ومتكلميهم ،دون سفلتهم وسممفهائهم عكممس ممما يممذكره الممدكتور وافي ،ومممن أراد السممتزادةا فممي هممذا البمماب فليرجممع إلممى كتابنمما )الشيعة وأهل اليبممت( ،وأيضمما ا كتابنمما )الشمميعة والسممنة( ففيهممما الكفاية في هذا الموضوعا. والجدير بالذكر أنه ل يخلو كتاب مممن كتممب الشمميعة مممن سممب هممؤلء الخيممار وشممتمهم ،كممما ل يوجممد كتمماب ممما فممي العقائممد أو الحديث أو التفسير أو الفقه يذكر فيه تحريممم السممباب والشممتائم لصحاب رسول الله ،وخاصة الشيخين أبي بكر وعمر اللذين قممال فيهما علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: إنهما إماما الهدى ،وشيخا السلم ،ورجل قريش ،والمقتدى بهما بعد رسول الله ، من اقتدى بهما عصم ،ومممن اتبممع آثارهممما هدي إلى صراطا مسممتقيم" ]تلخيممص الشممافي للطوسممي ج 2ص .[428 وهممذا آخممر ممما أردنمما إيممراده فممي هممذا الكتمماب واللممه سممبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل. لقد بدأنا في كتابة هذا البحث وكنا في القاهرةا عنممدما رأينمما كتاب السيد الدكتور علي عبد الواحد وافي رغبة منمما فممي إنجممازأه وإتمامه في القماهرةا ولكمن حمال دون تحقيمق همذه الرغبمة عمدم وجود كتب القوم هناك .وقلة أيا المكوث فيهمما ،وكممثرةا الشممغال، ولقد أكملنا المقدمة والباب الول ونحن فيها .ثم واصلنا السممفر إلى أوربا ،وعند إيابنا إلى بلدنما شمرعنا ف ي كتابمة البحمث ولكمن ببطمممء لكمممثرةا الخطمممب والمحاضمممرات فمممي الممممدن المختلفمممة الباكستانية ،شاسعة الطراف وبعيدةا الجوانب ،فكنا طمموال هممذه المدةا في السفر نهاراا ،وفي الخطب لي ا ل ،ولكننمما لممم نجممد فرصممة خلل هممذه السممفار المتواصمملة والخطممب المسلسمملة إل وقممد اختلسناها لكمال هذا البحث لهميته واحتياج الناس إليه لممما قممد ظهر في كتب الدكتور وافي المذكور من خطاء كثيرةا ومغالطممات كبيرةا – عفا الله عنه – بقصممد أو دون قصممد ،واللممه يعلممم السممرائر وبواطن المور .ولكن الدكتور – على شمأنه ومنزلتمه – يخشمى أن يغتر به المغترون .وينخممدعا بكلمممه المنخممدعو لممما لممه مممن منزلممة ومقام في عيون طلبة العلم وأهله. وإنه لمؤسممف حقمما ا أنممه لممم يتحممر الحقيقممة فممي كتممابه )بيممن الشيعة وأهل السنة( ولم يحمل نفسه عناء البحث والتحقيق رغم ما ادعاه في مقدمة كتيبه وخاتمته .بل على عكس ذلك لممم يكتممب إل نقل ا علممى نقممل دون الرجمموعا إلممى الصممول المعتمممدةا والكتممب الموثقة لدى الشيعة ،وكأنني ل أبالغ إذا قلت إن سيادته لم يطلممع على كتاب واحد من كتب الشيعة أنفسممهم كممما يظهممر مممن كممتيبه هذا ،وهذا ل يليق لمن ينتسب إلى العلم فضل ا عممن أن يكممون فممي مقام السيد الدكتور. ول أود أن يصدق عليه قول الله عز وجل: ومن الناس من يجادل في ا لله بغير علم ول هدى ول كتاب منير ] سورةا الحج الية .[8 وإني لم أكتب هذا الكتاب إل بيانا ا للحق ،ولوضممع المممور فممي نصابها ،ونصيحة للمسلمين ،لن الممدين النصمميحة .قممال الرسممول عليه الصلةا والسلم: "الدين النصيحة .قلنا لمن يا رسول الله؟ قال :لله ،ولكتابه ،ولرسوله ،ولئمة المسمملمين ،وعممامتهم" ]رواه مسلم[. وأرجو اللممه العلممي القممدير أن يخلممص نياتنمما لمموجهه الكريممم، ويجعلنممما ممممدافعين عمممن حممموزأةا العقيمممدةا الصمممحيحة والصمممراطا المستقيم .إنه سميع مجيب. إحسان إلهي ظهير لهور – باكستان صفر 1405ه نوفمبر 1984م تم تنزيل هذا الكتاب من موقع البرهان على شبكة النترنت http://www.albrhan.com