http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢ بسم هللا الرحمن الرحيم http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣ بسم هللا الرحمن الرحيم تقديم بقلم مدير المركز/د.خالد بن سعود الحليبي الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات ،والصالة والسالم على خيرة الهداة ،وآله وصحبه أجمعين أما بعد فقد كان حلما يراود المختصين في العمل األسري في المملكة العربية السعودية، أن يجد الراغبون في اإلسهام في اإلرشاد األسري من أهل الخير من أصحاب التخصصات المختلفة فرصة تأهيل أكاديمية عليا؛ ليكونوا قادرين على القيام بتقديم االستشارات التربوية واألسرية؛ على أساس علمي مهني. فانطلق هذا الدبلوم من مركز التنمية األسرية باألحساء؛ معتمدا من مركز التدريب وخدمة ا تمع في كلية المعلمين التابعة لجامعة الملك فيصل باألحساء؛ ليلبي جزءا من هذه الحاجة الماسة جدا. وقد نجح البرنامج نجاحا منقطع النظير في أول تجربة له عام ١٤٢٨ه (٢٠٠٧ م )في األحساء ،فانطلق في السنة التالية مباشرة لينفذ في عشر مناطق أو أكثر ،متأمال أن يرحل في كل عام إلى مناطق جديدة؛ لتتنم منظومة تأسيس اإلرشاد األسري على أيدي أكاديميين مختصين ،في كل منطقة ومحافظة بإذن هللا ،بل ليستمر تخريج الدفعات من الجنسين؛ عشرات ومئات وآالف، فاالحتياج أكبر من أن يقوم بتغطيته عدد قليل من المختصين من حملة الدكتوراه والماجستير في هذا االختصاص الحيوي المهم. أملي أن تكون هذه السلسلة من اإلصدارات العلمية التدريبية إسهاما في بناء متكامل لمناهج تجمع بين العلمية والتدريب والمهنية ،وقد بذلت فيها جهود وأموال ضخمة؛ فنرجو ممن يطلع عليها من أهل االختصاص أن يجودوا علينا بمالحظا م ونصحهم ليتم تطويرها باستمرار. وهنا أشكر لكلية المعلمين وقفتهم التاريخية مع المركز؛ لنشر هذا العلم والتدريب عليه، وللمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تفضلها بفسح البرامج إلقامتها في كل أنحاء المملكة التي طلبها المركز ،ولكل من تعاون مع المركز في إنجازها ،وإلخواني في المركز الذين يبذلون كل جهدهم إلنجاح هذا المشروع الرائد ،الذي يعد األول من نوعه في بالدنا. والشكر هلل أوال وأخيرا ،وصلى هللا على نبينا محمد وآله. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤ الفهرس الفهرس ٤ مقدمة ٥ دليل البرنامج ٦ تعليمات الحقيبة ٧ المنهاج ٨ مدخل ( علم النفس االكلينيكي ) ٩ الوحدة األولى ( دراسة الحلة وتاريخها ) ١٠ الوحدة الثانية ( دراسة الحلة والمنهج االكلينيكي ) ١٣ الوحدة الثالثة ( مسلمات علم النفس االكلينيكي ) ١٧ الوحدة الرابعة ( إصدار األحكام االكلينيكية ) ٢٢ الوحدة الخامسة ( التشخيص ) ٢٦ الوحدة السادسة( العوامل المفسرة السيكولوجية للشخصية )٣٣ الوحدة السابعة ( المقابلة :تعريف ،أهداف ) ٥٠ الوحدة الثامنة ( المقابلة :شروط ،أنواع ) ٥٦ الوحدة التاسعة( دراسة الحالة ) ٦٣ المالحق ٦٥ المراجع ٩١ http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥ مقدمة طريقة دراسة الحالة هي الطريقة التقليدية في معظم بحوث علم النفس اإلكلينيكي ،وهي أساساً استطالعية في منهجها ،كما أ ا تركز على الفرد ،و دف إلى التوصل إلى الفروض ،ودراسة الحالة هي الوعاء الذي ينظم ويقيم فيه اإلكلينيكي كل المعلومات والنتائج التي يحصل عليها عن الفرد ،عن طريق المقابلة والمالحظة والتاريخ االجتماعي ،والفحوص الطبية واالختبارات السيكولوجية ،وفي الموقف اإلكلينيكي تتشابك المتغيرات والعالقات إلى الحد الذي يجعل المعالجة التجريبية ،أمرا صعباً في غالب األحوال ،ولذلك فإن دراسة الحالة التي تدور أساساً حول الكائن اإلنساني في تفرده ،تكون الطريقة المفضلة لدى اإلكلينيكي. وبالرغم من أن طريقة دراسة الحالة تستخدم اليوم في ميادين متعددة ومتنوعة مثل دراسة النمو في علم النفس االرتقائي ،ودراسة التغير االجتماعي ودراسات الجريمة واالنتحار واالبتكارية واالستجابات للكوارث ،والمواقف غير المألوفة ،إال أن االهتمام الرئيسي لألخصائي النفسي اإلكلينيكي ينصب أساساً على استخدام الطريقة في فهم السببية( األتيولوجية )في المرض النفسي والعقلي. أخوكم د .خالد عبدالرزاق النجار http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦ دليل البرنامج اسم المادة :دراسة الحالة الهدف العام: دف الحقيبة إلى تنمية معارف ومهارات الدارسين بدبلوم اإلرشاد األسري في التعرف على مفهوم دراسة الحالة وممارسة أساليبها بطرق علمية منهجية تساعد المسترشدين. األهداف التفصيلية :في اية المادة يتوقع من المتدرب أن: . ١يتعرف على تاريخ و أصول دراسة الحالة. . ٢يفرق بين النظرة الفردية والنظرة الجماعية لدراسة الحالة. . ٣يعرف المنهج اإلكلينيكي ويقارن بينه وبين المنهج التجريبي. . ٤يعدد المسلمات التي يقوم عليها علم النفس اإلكلينيكي. . ٥يحدد المشكالت المنهجية في علم النفس اإلكلينيكي. . ٦يتعرف على الطرق المستخدمة في إصدار األحكام اإلكلينيكية،والمراحل التي تمر . ٧يتعرف على المقصود بالتشخيص التصنيفي ،ويعدد األهداف العامة للتشخيص. . ٨يحدد بعض العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية ولدراسة الحالة. . ٩يتعرف على المقابلة وأهدافها وأنواعها. . ١٠يكتب تقريرا عن حالة. ا. أساليب ووسائل التقويم في الحقيبة: - ١الحضور والمشاركة. - ٢المشاركة والتفاعل في األنشطة أثناء تنفيذ الجلسات. - ٣أوراق العمل والواجبات والبحوث. - ٤االختبار النهائي. مالحظة :تقسيم درجات أعمال وأنشطة المادة يرجع ألستاذ المادة ،ويقترح تخصيص سجل متابعة للمتدربين. أعمال وأنشطة المادة ٦٠درجة االختبار النهائي ٤٠درجة ا http://dr-banderalotaibi.com/ موع ١٠٠درجة دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧ تعليمات للمتدرب أخي المتدرب الكريم :وفقك هللا انطالقاً من الرؤية الواضحة والتي تدركها تماماً لدورك في تحقيق النجاح ألي برنامج تدريبي تأمل معي أخي الفاضل في األسطر التالية بعضاً من االعتبارات التي نذكرك ا قبل البدء في هذا البرنامج : كن متفائالً وابدأ أعمالك دوماً بطلب العون من هللا وتوفيقه.تأكد من وجود مذكرة المتدرب معك في كل المحاضرات.ليكن هدفك االستفادة واإلفادة وال تجعل مشاركتك تقتصر على التلقي فقط.التزم بالوقت المخصص لألنشطة،وتذكر دائماً دورك المهم في األنشطة وانه ال أحد ينوبعنك فيها؛ فباشرها بنفسك لتحقق أهداف التدريب لديك ولتمتلك مزيدا من المهارات الفكرية والعملية . احرص على االستجابة السريعة للتعليمات عند تشكيل ا موعات وتوزيع األنشطةلتسهم في استثمار وقت النشاط التدريبي بما يحقق أهداف الجلسة التدريبية. شارك مجموعتك في الحوار والنقاش بذهن متفتح يبحث عن الحقيقة ويتقبل الرأي اآلخرويتفحصه ويضيف إليه من خبرته ،مراعياً الحيادية عند استقبالك لألفكار فال تتعجل في القبول أو الرفض،وتمهل حتى اية النقاش ( األفكار الجديدة كالوليد فلننتظر عليها ونرى ماذا تصبح) تجنب األسئلة أو المناقشات أو األفكار التي ال تخدم موضوع النقاش ،واحترم كلوجهات النظر حتى ولو كنت ال تقبل ا،وإياك والنقد الغير بناء ،وحذار من الجدل العقيم فهو سارق للوقت عديم النفع تذكر أن األفكار المطروحة ملك للجميع،فال تتعصب لفكرة معينة وال تنبري للدفاع أوالمعارضة ألي منها،قبل أن تتجلى لك حقيقتها. احذر وتجنب عناصر التشويش ومضيعات الوقت في البرنامج كالجوال و المحادثاتالجانبية. أفصح عن حاجاتك التدريبية للمدرب ولزمالئك المتدربين وتبادل معهم أدوار المدربينوالمتدربين. فكر في مبدأ يحتاج إليه كل من يطمح لتطوير ذاته إلى درجات اإلتقان واإلبداع ،وهو :إني ال أملك كل المعرفة والعلم وأحتاج دائماً للتعلم. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨ المنهاج (الوحدة ( ١ نظرة تاريخية على أصول دراسة الحالةبين دراسة الحالة وتاريخ الحالةالفرق بين النظرة الفردية والنظرة الجماعية ١٢٠دقيقة (الوحدة ( ٢ تعريف دراسة الحالة و المنهج اإلكلينيكي و العالقة بينهمامقارنة بين المنهج اإلكلينيكي و المنهج التجريبي ١٢٠دقيقة(الوحدة ( ٣ مسلمات علم النفس اإلكلينيكيالمشكالت المنهجية في علم النفس اإلكلينيكياالعتبارات المنهجية التي يجب مراعا ا في علم النفس اإلكلينيكي ١٢٠دقيقة (الوحدة ( ٤ الصعوبات المتضمنة في عملية التشخيصطرق إصدار األحكام اإلكلينيكيةمراحل األحكام اإلكلينيكية ١٢٠دقيقة (الوحدة ( ٥ التشخيص وأهدافه العامةالتشخيص التصنيفيالتشخيص الدينامي ١٢٠دقيقة الوحدة ( ) - ٦العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية ١٢٠دقيقة الوحدة ( ) - ٧المقابلة ( تعريف ،أهداف ) ١٢٠دقيقة الوحدة ( ) - ٨المقابلة ( شروط ،أنواع ) ١٢٠دقيقة الوحدة ( ) - ٩نموذج دراسة الحالة ١٢٠دقيقة الوحدة ( ) - ١٠عرض تقارير دراسة الحالة ١٢٠دقيقة http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٩ مدخل أخذ علم النفس اإلكلينيكي مصطلح" دراسة الحالة "عن الطب النفسي والعقلي ،وعم استخدام المصطلح بالرغم من اعتراض بعض اإلكلينيكيين على استخدام كلمة" الحالة "في اإلشارة إلى كائن إنساني يعاني من أصالً تاريخ المرض الحالي أو " Case historyاضطراب بدني أو انفعالي ،ويعنى مصطلح" تاريخ الحالة األمراض التي تشكل التاريخ الطبي للمريض ،ويتحدث الباحثون في العلوم اإلنسانية عادة عن" تاريخ ويطلقون على البيانات التي يستخلص منها هذا التاريخ مصطلح" الوثائق Life ، " Historyالحياة وبدخول األخصائي النفسي إلى العيادة اتسع مصطلح Personal Documents " ، الشخصية "تاريخ الحالة"،فأصبح يسمى التاريخ الطبي والتاريخ االجتماعي للشخص،مدعمين بالوثائق الشخصية وبيانات االختبارات السيكولوجية ونتائج المقابالت ،وأصبحت الحالة العيادية موضوع دراسة اجتماعات فريق العيادة ،وهكذا فإن مصطلح" دراسة الحالة "يستخدم لإلشارة إلى عملية جمع البيانات وإلى البيانات نفسها وإلى استخدامها إكلينيكيا ،إال أن( هيدا بولجار )تفضل استخدام مصطلح" تاريخ الحالة "لإلشارة إلى البيانات الخام و"طريقة دراسة الحالة "لإلشارة إلى االستخدام العلمي لتاريخ الحالة . وتشكل الوثائق الشخصية وبروتوكوالت االختبارات والسجالت الطبية وسجالت المقابالت التشخيصية والعالجية" تاريخ الحالة "إال أ ا ال تمثل طريقة دراسة الحالة بوصفها طريقة للبحث. وبالرغم من أن طريقة دراسة الحالة تستخدم اليوم في ميادين متعددة ومتنوعة ؛مثل دراسة النمو في علم النفس االرتقائي ،ودراسة التغير االجتماعي،ودراسات الجريمة،واالنتحار واالبتكارية واالستجابات للكوارث ،والمواقف غير المألوفة ،إال أن االهتمام الرئيسي لألخصائي النفسي اإلكلينيكي ينصب أساساً على استخدام الطريقة في فهم السببية( األتيولوجية )في المرض النفسي والعقلي ،وقد برز أخيرا اتجاه جديد يجمع بين طريقة دراسة الحالة والمنهج التجريبي ،كما فعل بايبر في دراسة األتيولوجية الجنسية المثلية ،وكما فعل جاكسون في دراسة أتيولوجية الفصام ،كذلك استخدمت الطريقة في دراسة التفاعل المتبادل في عملية العالج النفسي ،و"الحالة "هنا ليست هي المريض ،ولكن عملية التفاعل المتبادل بين شخصين. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٠ الوحدة األولى ( / ١النشاط ( ١ عزيزي المتدرب: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،ومن خالل اللمحة التاريخية السابقة كيف نميز بين دراسة الحالة وتاريخ الحالة ؟ ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ١التمييز بين دراسة الحالة وتاريخ الحالة١ / دراسة الحالة: إن مصطلح" دراسة الحالة "يستخدم لإلشارة إلى عملية جمع البيانات ،وإلى البيانات نفسها وإلى استخدامها إكلينيكياً ،إال أن( هيدا بولجار )تفضل استخدام مصطلح" تاريخ الحالة "لإلشارة إلى البيانات الخام،و"طريقة دراسة الحالة "لإلشارة إلى االستخدام العلمي لتاريخ الحالة .وتشكل الوثائق الشخصية وبروتوكوالت االختبارات والسجالت الطبية وسجالت المقابالت التشخيصية والعالجية" تاريخ الحالة " إال أ ا ال تمثل طريقة دراسة الحالة بوصفها طريقة للبحث. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١١ ( / ١النشاط ( ٢ تاريخ الحالة هو قصة شخص واحد ،قد نصل منها إلى انطباعات أو فروض أو نقط بداية لمواصلة البحث ، ولكن يصعب التعميم منها أو التحقق من صدقها تجريبيا ،وحول هذه القضية يدور الصراع بين وجهتي ويدافع Homothetic ،والجمعية أو العامة Ideographic ،النظر :الفردية األيديوجرافية آلبورت عن شرعية دراسة الحالة الفردية بوصفها أداة للبحث العلمي ،فينادي أن كل حياة مفردة تستحق في حد ذا ا أن تكون موضوعاً للدراسة ،وأن اإلنسان الفرد هو أكثر من ممثل ألي جماعة أو طبقة ،وأنه أكثر من مجرد نقطة التقاء متغيرات مجردة ،ولذلك يتعين دراسته بوصفه كال ،وقد ابتكرت طرق إحصائية تيسر المعالجة الكمية للعالقات المتشابكة بين عدد من المتغيرات في الشخص الواحد ، وبذلك يتيسر إجراء البحوث دونما حاجة إلى مواجهة الصعوبات الضخمة التي تعترض الباحث في محاولته تحقيق التكافؤ بين أفراد عديدين. وفي الجانب المقابل ،تنادي وجهة النظر الجمعية بضرورة التعميم إلى أعداد كبيرة من األفراد، واصطناع إحصائيات األعداد الكبيرة بقصد التحقق التجريبي من صدق كل كشف ،سواء كان هذا الكشف فرضاً أو انطباعاً ،ويميل اإلكلينيكيون – تقليدياً – إلى الثقة في انطباعا م وإلى اعتبارها كشوفاً ، حتى في حالة عدم توفر البرهان التجريبي ،وذلك استنادا إلى أن المالحظة الدقيقة غير المتحيزة لعدد كبير من الحاالت ال تقل في قيمتها ،إن لم تتفوق على الطريقة التجريبية ،وقد توصل فرويد إلى كشوف النظرية ، وإلى أساليبه الجديدة ،مثل تحليل األحالم،والطرح والطرح المضاد ،وأنواع الكبت، وا يار الكبت ،وعودة المكبوت،عن طريق المالحظة بعيون مفتوحة ومواصلة االختبار األمبيريقي ،سعياً وراء التحقق من صدق شرحه لألحداث ونظريته في السلوك اإلنساني بعامة. عزيزي المتدرب: بعد قراء النص السابق ومناقشته ،قارن وباختصار بين النظرة الفردية والنظرة الجماعية لدراسة الحالة. ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٢ ١جدول المقارنة بين النظرة الفردية و النظرة الجماعية٢ / جدول المقارنة بين النظرة الفردية و النظرة الجماعية Homotheticالنظرة الجمعية أو العامة Ideographicالنظرة الفردية األيديوجرافية دراسة الحالة الفردية أداة للبحث العلمي كل حياة مفردة تستحق في حد ذا ا أن تكون موضوعاً للدراسة اإلنسان الفرد هو أكثر من ممثل ألي جماعة أو طبقة التعميم إلى أعداد كبيرة من األفراد ضرورة واصطناع إحصائيات األعداد الكبيرة بقصد التحقق التجريبي من صدق كل كشف المالحظة الدقيقة غير المتحيزة لعدد كبير من الحاالت ال تقل في قيمتها ،إن لم تتفوق على الطريقة التجريبية http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٣ الوحدة الثانية مدخل محكات المنهجية العلمية لدراسة الحالة يدعو دوالرد إلى األخذ بدراسة الحالة بوصفها منهجاً علمياً ،وذلك في ضوء سبعة محكات هي: - ١النظر إلى الفرد بوصفه عينة في حضارة معينة - ٢فهم دوافع الشخص في ضوء مطالب ا تمع - ٣تقدير الدور الهام للعائلة في نقل هذه الحضارة - ٤إظهار الطرق التي تتطور ا الخصائص البيولوجية للفرد إلى سلوك اجتماعي والتفاعل مع الضغوط االجتماعية - ٥النظر إلى سلوك الراشد في ضوء استمرار الخبرة من الطفولة إلى الرشد - ٦النظر إلى الموقف االجتماعي المباشر بوصفه عامالً في السلوك الحاضر وتحديد أثره على وجه الخصوص - ٧وأخيرا إدراك تاريخ الحياة من جانب اإلكلينيكي ،بوصفه تنظيماً مضادا لسلسلة من الحقائق غير المرتبطة ومن المؤكد أن الحاجة ماسة اليوم لمواصلة البحث بقصد التوصل إلى معايير تزيد من ثبات دراسة الحالة وتوحيد تناول معلوما ا. ولقد أوضح إيركسون أن عملية التطبيع االجتماعي تمر بثماني مراحل ،وهذه المراحل افتراضية توصل إليها من خالل خبرته الطويلة في العالج النفسي ،وتعتبر كل مرحلة من هذه المراحل الثمانية أزمة نفسية تتطلب الحل قبل أن يتمكن الفرد من االنتقال إلى المرحلة التالية بسالم .وفيما يلي عرض لمراحل النمو النفسي: ( / ٢النشاط ( ١ عزيزي المتدرب: من خالل ما عرفته ،وبالتعاون مع زمالئك في ا موعة اكتب تعريفاً للمنهج اإلكلينيكي ودراسة الحالة،وبين العالقة بينهما؟ المنهج االكلينيكي: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٤ دراسة الحالة: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... العالقة بينهما: ................................................................................................. ................................................................................................. ................................................................................................. ................................................................................................. ٢المنهج اإلكلينيكي ودراسة الحالة والعالقة بينهما١ / تعريف المنهج اإلكلينيكي: تعني عيادة ..و البعض يسميه Clinicالمنهج اإلكلينيكي هو المنهج العيادي .حيث أن علم النفس السريري ( الذي يتخذ من الفراش موضوعاً للدراسة ) و البعض يخلط بينه و بين علم النفس المرضي !لكن الصحيح أن اإلكلينيكي يشمل األسوياء أيضا ..كما يقال له العيادي؛ بمعنى أنه يشمل الحاالت التي ترتاد العيادة والتي ال ترتاد العيادات. تعريف دراسة الحالة: هي الدراسة العميقة لحالة فردية.. نجد أنه و بالرغم من بساطة التعريف و محدوديته ..فإننا نجد أنه ال يقتصر علىالمرضى،وإنما يمتد إلى األسوياء أيضا ،حيث إن الحالة الفردية قد تعني حالة مرضية أو سوية ..حالة فردية أو جماعية... حالة طفل،أو رجل،أو امراة ،أو شيخاً أو كهال ،فالتعريف لم يتضمن سوى منهجية التناول وليس خصائص أو مواصفات الحالة في حد ذا ا. مثال :هل يمكن أن يقوم طالب /طالبة بدراسة حالة زميل /زميلة له؟ !و هل ألنه طبيعيوال يعاني من أية أمراض أو أعراض ظاهرة و ال يتردد على عيادات .فهل يمكن إجراء دراسة حالة عليها؟! اإلجابة يقيناً :نعم. وحينما ننتقل إلى بعض العلوم األخرى مثل :علم االقتصاد ..هل يوجد هذا المنهج؟ !هلسيدرس حالة فردية في االقتصاد؟! http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٥ نعم ..سيدرس حالة فردية( حالة دولة) ،هناك مثال من بين الكتب كتاب اسمه" االقتصادالقطري.. دراسة حالة "و قد تكون هذه الحالة هي دولة ندرسها من الناحية االقتصادية أو االجتماعية،أو السياسية أو ........الخ ،لذا فلو وجدنا مثال دراسة حالة في القانون ،أو السياسة أو الفن، فال نندهش ،فالحالة هنا ال ترتبط بالكم( فرد واحد )ممكن ترتبط بالكيف( حال اجتماعي، اقتصادي، سياسي....الخ). فكلمة حالة هنا هي حالة بالمعنى المطلق ،ال تقتصر على األطفال مثال دون الراشدين ،أو الذكور دون اإلناث ،أو الريف دون البدو .....بل تشمل هؤالء جميعا ،فهي مطلقة لم تحدد بأي شيء. ( / ٢النشاط ( ٢ سؤال: هل تصلح نتائج دراسة حالة واحدة للتطبيق و التعميم على مجموعة كبيرة ؟ مثال :لو ابتعث مواطن سعودي إلى الواليات المتحدة األمريكية ،فإلى أي حد يصلحلتمثيل عادات ا تمع السعودي؟ بنسبة كم في المائة؟ مثال آخر :لو أردنا أن نقوم بدراسة حول اتجاه السعوديين نحو اإلعاقة في منطقةاألحساء ،فهل أطبق االستبيان على شخص واحد أم ٥٠٠شخص؟ أيهما أكثر تعبيرا عن االتجاه نحو اإلعاقة؟ هناك منهجان متصارعان في الميدان :المنهج اإلكلينيكي الذي نحن بصدده اآلن و المنهج التجريبي. عزيزي المتدرب: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،ما الفرق بين المنهج اإلكلينيكي و المنهج التجريبي المنهج اإلكلينيكي: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... المنهج التجريبي: ....................................................................................................... ....................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٦ ....................................................................................................... ....................................................................................................... ٢المنهج اإلكلينيكي و المنهج التجريبي٢ / المنهج اإلكلينيكي :منهج يعتمد على التشابه ،فنحن جميعاً متفقون في الكيف،ونختلف في الكم فقط ..فالمشاعر هي هي ،واالختالف يكمن في المقدار فقط! المنهج االكلينيكي يتبنى الرؤية السيكودينامية أي :الحالة النفسية المتحركة ،الحالة المتواترة المستمرة ،مفهوم الصراع و التفاعل و االصطدام بالواقع ..نريد دراسة شخص بكل ما يحتويه. إن المنهج اإلكلينيكي هو الدراسة العميقة لحالة فردية( في بيئتها )يعني في ضوء ا تمع الذي تنتمي إليه ،و هي ليست حالة معلقة بين السماء و األرض ،بل هي منتمية للكل الذي تتصل به ..و واحد من أهم أهداف المنهج اإلكلينكي هو تحديد طرق العالج المنهج اإلكلينكي:يقوم الباحث بوصف التفاعل بين هذه المتغيرات بغض النظر عن أيها يؤثر على اآلخر.. المنهج التجريبي :منهج يجيب عن التساؤل السابق بال ..و كيف؟ و ال يمكن !و ال يجوز ... و هكذا! المنهج التجريبي قائم على دراسة السببية( أثر المتغير المستقل على المتغير التابع )لذلك فال بد أن أدرس المتغيرات و أضبطها،فالباحث يتدخل و يضبط المتغيرات ،أما في اإلكلينكي فال يتدخل بل يصف الوضع على ما هو عليه. يتعارض المنهج اإلكلينيكي تعارضاً كبيرا مع المنهج التجريبي ،فالمنهج التجريبي يعتمد على الكم و يعطي ٥حاالت .فهو قائم على دراسة الحالة . -نتائج تصلح للتعميم ،أما اإلكلينيكي فيدرس حاالت قليلة من ٣ مثال :جان بياجيه:عالم كيمياء دخل إلى علم النفس صدفة من خالل ما قام به من دراسة لحالة كل واحدة من بناته الثالث،و أصبحت دراساته هذه قوانين للنمو اإلنساني تنطبق على الجميع دون استثناء. المنهج اإلكلينيكي مطالب بتحقيق أهداف العلم كالمنهج التجريبي ،مطالب بالفهم ثم التنبؤ ثم الضبط و التحكم. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٧ الوحدة الثالثة ( / ٣النشاط ( ١ عزيزي المتدرب: ا مسلمات لدينا مجموعة من المسلمات في علم النفس اإلكلينيكي،وأريد أن أقول إ إنسانية ،بدال من إكلينيكية فمن ذلك: - ١مفهوم الدافعية: - ٢االتساق و االطراد: - ٣الالشعور: - ٤أن كل سلوكنا متعلم: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة قم بشرح أحد هده المسلمات. ....................................................................................................... ....................................................................................................... ...................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ٣مسلمات علم النفس اإلكلينيكي١ / مفهوم الدافعية:حينما ندرس أي علم من العلوم فالبد أن نجد هذا المفهوم فكلنا مدفوعون للشعور بالحب، األمان...الخ ،وال أحد يختلف على وجود الدافع،فهناك دوافع لدى الجميع،لكن درجا ا هي التي تختلف ،و هي مرتبطة بتنظيم هرمي يختلف وفقاً لألولويات.. إن القاعدة التي ينطلق منها أي تخصص هي ما يسمى بالحتمية النفسية ،و الحتمية النفسية تعني أن كل سلوك محكوم بسبب هفوات اللسان. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٨ مثال :هناك زميل قام بدراسة عندما طرحها القى من السخرية ما القى ربما من بساطة الموضوع و تفاهته أو التعقيد ،عنوان هذه الدراسة( :تحليل الرسوم على الجدران في الحمامات ) السؤال لماذا؟ هذا سلوك و لكن ما هي أسبابه؟ و هل يمكن أن نصل إلى زمن ال نرى فيه وجود لهذه الظاهرة؟ - ٢االتساق و االطراد: االتساق يحمل في طياته االختالف الذي ينتج السلوك ،الثبات و التغير ،مثال نقول :أن فالنة عملت كذا و كذا ،فنتقبل ذلك و نصدق لكن عندما أنسب نفس هذا السلوك إلى شخصية أخرى ال نصدق و نقول :ال يناسب !! يعني مهما بلغت درجة االنحراف سيظل السلوك متسق مع الشخصية.. - ٣الالشعور: أيضا هل يمكن أن ننكر وجود ما يسمى بالالشعور؟ اإلنسان ما هو إال كتلة ال شعورية متحركة !هل نستطيع أن ننفي أثر الالشعور على السلوك؟ وكلمة سلوك البد من التحفظ عليها؛فأحالمنا ومشاعرنا وخيالنا وأشياء كثيرة ال تظهر على السلوك! لقد قام فرويد بتحليل عدد كبير من الروايات و القصص و األساطير و اللوحات،ومن بينها مثال لوحة الموناليزا الشهيرة وغيرها ،و له عبارة جميلة جدا قالها تعليقا على قصة لم يقم بتحليلها؛ أل ا لم تضف جديد ،قال( :إننا نصنع من نفس المادة التي تصنع منها األحالم )و كأنه يريد أن يقول :خصائص األحالم هي خصائص اإلنسان كما هو! الفكرة أن اإلنسان هو نسيج متداخل ،ال يمكن فصله بين العمليات الشعورية و الالشعورية،و من %وجهة نظر التحليل النفسي أن العمليات الالشعورية تؤثر على السلوك بما ال يقل عن ٨٠ و عندما نقف على بعض هذه القصص بالتحليل مثل قصة" األخوة األعداء "لديستوفسكي نجد مطابقة غريبة بين محتواها ومحتوى قصة سوفوكليس القديمة" أوديب "و تبرز العالقة الثالثية أب – أم– ابن( ولد أو بنت )فأي عالقة بالضرورة ال بد أن تكون ثالثية! - ٤أن كل سلوكنا متعلم: و ذلك احتراما للنظرية السلوكية ،قد نتفق قد نختلف ،لكن تبقى هذه في النهاية مسلمة. و هذه المسلمات األساسية من وجهة نظري تمثل فهم اإلنسان ،و ليس دراسة حالة. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ١٩ ( / ٣النشاط ( ٢ يقول ثورندايك" :إن كل شيء يوجد بمقدار ،فيمكن قياسه" عزيزي المتدرب: ناقش العبارة التالية مع زمالئك في ا موعة ،واكتب رأياً حولها. ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ٣المشكالت المنهجية في علم النفس اإلكلينيكي٢ . / *المشكالت المنهجية في علم النفس اإلكلينيكي: - ١مشكلة المالحظة - ٢مشكلة التصنيف - ٣القياس و التقدير الكمي - ٤العينات مشكلة المالحظة:أن السلوك المالحظ هو سلوك مختلف عليه ،سلوك يتضمن االختالف في تفسيره ،فإذا شاهد شخصان نفس السلوك فإ م يختلفون في تفسيره و ربما حتى في تقدير درجته ،فكيف لنا بحل هذه المشكلة؟ مثال :لو قمنا بطرح مشكلة ما على طالبتين متطوعتين و طلبنا منهم حالً لهذه المشكلة، فكم ستكون نسبة االتفاق على الحل المطروح؟؟ إذا لم تكن هذه النسبة % ١٠٠فهذا يعني أن السلوك لم يفهم ،و إذا اختلفنا على التشخيص فنحن أمام مشكلة حقيقية! http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٠ حتى األطباء عندما يفحصون حالة واحدة يختلفون على تشخيصها ..فكيف باألخصائيين؟؟ ! هذه مسألة تقديرية. - ٢مشكلة التصنيف: اإلكلينيكي يقوم بالتصنيف لكن المسألة ليست منح ألقاب ،و ليس هذا هدف العلم فالبد أن يكون هناك مبررات موضوعية حتى يمنح هذا اللقب ،و الخطورة تكمن في كون المعيار مرجعيته هي ذات الباحث( هو شايف كدا )كارثة !و خصوصاً مع الناس الذين يمنحون أنفسهم مساحة كبيرة للذاتية و االعتماد على الحدس! - ٣القياس و التقدير الكمي: يقول ثورندايك" :إن كل شيء يوجد بمقدار فيمكن قياسه "المشكلة التي تواجهنا هنا هي في تقدير هذا المقدار ،ال أستطيع أن أقارن بين شخصين في قدر م على الحب /الكراهية /االنفعالية .... تقدير المشاعر و االنفعاالت أمر شديد الصعوبة! - ٤العينات: ليست كل الدراسات و كل الموضوعات و المتغيرات يمكن أن ندرسها من خالل عينات كبيرة ،و هذا العلم يقوم على دراسة حاالت قليلة.. هناك نوعان من العينات/ عينات موزعة توزيعا اعتداليا :يعني موجودة بكميات هائلة في ا تمع .و ال يوجدصعوبة على اإلطالق في الحصول عليها. *مثال :أطفال المرحلة االبتدائية :فقد يكون عددهم ٣أو ٤مليون مثال في منطقة واحدة. النوع الثاني من العينات تكون حاالت فردية قليلة ال نستطيع الحصول عليها إال بصعوبةبالغة ،و تكون منتقاة بدقة و صعوبة. مثال :أبناء المطلقات في ا تمع السعودي ،التوحديين في المملكة ... مثال واقعي :هناك شخص أراد أن يدرس مرضى اإليدز جلس خمس سنوات حتى يقابل عشر حاالت فقط! سؤال :متى آخر مرة لمحت فيها طفال كفيفاً في الشارع؟ و هل سيختلف الرد حينما أسأل عن طفل عادي؟ إن مثل هذه العينات ال تكون موزعة في ا تمع بشكل اعتدالي و بالتالي فإن الحصول عليها يتضمن صعوبة كبرى. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢١ ٣االعتبارات المنهجية للدراسة اإلكلينيكية٣ / - ١ال توجد ظاهرة واحدة بمفردها في العلوم اإلنسانية..حيث ال يمكن عزل ظاهرة واحد عن مجمل الظواهر المحيطة ا والمتفاعلة معها والناتجة عنها. - ٢أ ا تستهدف دراسة الشخصية الفريدة و المتمايزة ،والتي تعني دراسة الخصائص المميزة والخاصة بالفرد والتي تجعله مختلفاً عن اآلخرين. - ٣ال يجوز استخدام اختبار واحد ،إال إذا كان اختبارا متعدد األوجه ،مثل اختبار الشخصية متعدد األوجه الذي يقيس جوانب عديدة من الشخصية ،أما غير ذلك فالبد من تطبيق اختبارين على األقل حتى يعكس الثاني ثبات األول و كالهما ثبات القدرة. - ٤التركيز على المعيار المستخدم :ال بد أن يكون المعيار واضحا ،هل سنستخدم المعيار اإلحصائي مثال أو المثالي المهم أن هوية المعيار ال بد أن تكون واضحة و محددة.. - ٥من االعتبارات التي ال يمكن التجاوز عنها هي :الحذر من المعرفة الذاتية بالحاالت ،ال نستطيع ضبطها أو التحكم فيها ،ال يجوز أن أعمل دراسة حالة لموضوعات نرجسية ،ال يمكن أن أصل إلى تقييم موضوعي لجزء نرجسي يمثل جزءا من ذاتي( ابني -زوجتي ...الخ) - ٦مراعاة أخالقيات البحث في عدم استغالل الحاالت ،و هذه نقطة أخالقية مهمة جدا فال يجوز أن أجري اختبارا على شخص ال يعلم الهدف منه البد أن أستأذن الشخص أوال. ( / ٣النشاط ( ٣ عزيزي المتدرب: من خالل ما تم عرضه ونقاشه حول االعتبارات المنهجية التي يجب مراعا ا في علم النفس اإلكلينيكي. اكتب وبشكل مختصر ما استفدته من تعلم هذه االعتبارات. ما يستفاد من االعتبارات المنهجية: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٢ الوحدة الرابعة ( / ٤النشاط ( ١ عزيزي المتدرب: لو ذهب شخص إلى طبيب فسأله الطبيب مما تشتكي؟ فيبدأ المريض بالتعداد( أشتكي من كذا و كذا و كذا ) ،و يبدأ الطبيب في تكوين ما يسمى بالزمالت المرضية ،و يبدأ بالترجيح ثم يدع الجسم هو الذي يتكلم من خالل التحاليل الطبية ..فهل التشخيص هنا هو اية المطاف أم بداية المطاف؟! موعة بتحديد أهداف من خالل مناقشة المثال السابق ،قم بالتعاون مع زمالئك في ا دراسة الحالة ؟ أهداف دراسة الحالة: ١........................................................................................... ٢.......................................................................................... ٣........................................................................................... ٤........................................................................................... ٥...........................................................................................٦........................................................................................... - ٤أهداف دراسة الحالة ١ / البعض يقول الهدف من دراسة الحالة هو التشخيص ،في حين أن التشخيص قد يكون من مهام القائم بدراسة الحالة أو ال تكون ،فالتشخيص في اعتقاد البعض هو عملية منح ألقاب على مستوى عالمي ..فهل يعقل أن أجهد نفسي و أجهد أسرة الشخص لكي أمنحه لقباً في النهاية؟ والبعض يعتقد أن دور األخصائي ينتهي بالتشخيص ،في حين أن العكس هو الوارد فقد ينتهي دور األخصائي دون أن يمر باللقب ،أو ربما يكون األمر واضحا منذ البداية ،أي أن التشخيص قد تم و األخصائي ال يحتاج إليه في هذا الوقت.. في بعض الحاالت يكون التشخيص ليس له داللة قوية.. مثال نحن في اية دراستنا للحالة التي سنقوم بدراستها سنقدم تقريرا يتضمن معلومات، فما الفرق بين المعلومات التي جمعتها و المعلومات التي كتبتها؟ http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٣ في النهاية أنا أقدم تقريرا وصفياً للحالة ،أوصف فيه كل جوانب الشخصية ،فهو تقرير وصفي نعم لكن البد أن يكون من أهدافه لماذا أصبحت هذه الحالة على ما هي عليه؟ لماذا أصبح معاقاً عقليا ،أو توحديا،او وسواسيا،أو مضطرباً سلوكيا ،أو.....أو.....أو ....؟خ„aذ?__Gخ aر !هو وصف ،لكن يتجاوز حدود المعلومات إلى فهم و تفسير هذه المعلومات؛و هذا هو هدف العلم كله( الفهم و التفسير )و منها دراسة الحالة. ) ٤مصادر جمع المعلومات جماعي /النشاط ( ٢ المهمة الرئيسية لألخصائي اإلكلينيكي النفسي هي تجميع المعلومات الهامة وذات الداللة عن المريض ،حتى يتمكن من تكوين انطباع عنه يساعده على التنبؤ بسلوكه ورسم خطة عالجية مناسبة له ،وال يمكننا أن نجمع كل المعلومات من مصدر واحد بل من عدة مصادر متنوعة . عزيزي المتدرب: و بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،حاول أن تذكر المصادر التي يمكن أن يستقي منها األخصائي النفسي اإلكلينيكي المعلومات الالزمة عن الحالة. مصادر جمع المعلومات: ١........................................................................................... ٢.......................................................................................... ٣........................................................................................... ٤........................................................................................... ٥...........................................................................................٦........................................................................................... - ٤الطرق المستخدمة في إصدار األحكام اإلكلينيكية١ / - ١المقابلة اإلكلينيكية :و هذه لها محاضرة مستقلة ،و المقابلة بشكل عام ال يمكن أن تخلو دراسة حالة منها ،و من المهارات التي البد أن نتعلمها مهارة إجراء المقابلة،أو مهارة تحقيق األهداف من خالل المقابلة. - ٢االختبارات النفسية :و هذه أداة مضمونة ،أل ا عملية مقننة،ولها صدقها وثبا ا، وتعطيك معلومات بالدرجات تعكس قدرات الشخص. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٤ - ٣المالحظة :من األدوات الهامة جدا سواء كانت لألخصائي النفسي أو غيره، - ٤الزيارات المنزلية :البعض يوردها على مضض،وبعضهم يراها أهم مصدر من مصادر المعلومات فيعتبرها األساس و كل ما عداها مكمل ،و يقول إذا أردت أن تجري دراسة حالة في أصدق حال فعليك بزيار ا في المنزل! - ٥السجالت الرسمية :وثائق رسمية..شهادات وتقارير رسمية. - ٦الوثائق الشخصية :قد تكون كتابات خاصة ،أنشطة فنية ،هوايات ،رسائل ،مقتنيات... ، كل هذه يمكن أن تمثل مصدرا من مصادر المعلومات. ( / ٤النشاط ( ٣ يضع األخصائي النفسي أمامه ثالثة أهداف أساسية في الموقف اإلكلينيكي أولهما أن يكون انطباعاً عن المريض ،وثانيهما :أن يضع استنتاجاته ،وثالثهما :أن يساعد في اتخاذ القرارات التي تتعلق بمستقبل هذا المريض ،هذا العمل هو عملية اتخاذ قرار متعدد المراحل. عزيزي المتدرب: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ما المراحل التي يتبعها األخصائي النفسي في الموقف اإلكلينيكي ؟ المراحل التي تمر ا األحكام اإلكلينيكية: ١. .............................................................................. ٢............................................................................... ٣............................................................................... ٤...............................................................................٥................................................................................ - ٤المراحل التي تمر ا األحكام اإلكلينيكية٣ / المراحل التي تمر ا األحكام اإلكلينيكية : - ١القبول و الرفض :إصدار حكم إما بقبوله أو رفضه،و ال بد أن يكون لدي مبررات للقبول و الرفض.. - ٢اختيار اإلستراتيجية المناسبة. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٥ - ٣إعادة تقييم األدوات :هل هذه األدوات مناسبة للحالة أم تحتاج إلى استبدال؟ - ٤تنظيم المعلومات :أهم شئ تنظيم المعلومات ،و التعامل مع نتائج االختبارات ،تحليلها و تفسيرها هذه أهم خطوة. - ٥التوصيات :يعني مرئياتي ،هي التقرير،والوصول إلى تشخيص ،ثم تنبؤ.. وبعضهم يعترض و يقول أن الخلفية المرجعية للقائم بدراسة الحالة تؤثر على رؤيته ،هل هو تحليلي؟ أم سلوكي؟ أم معرفي....الخ فمثال إذا كان تحليليا فسوف يعلي من األمور الالشعورية ،و إذا كان سلوكياً فسوف يتعامل مع اإلنسان على انه مجموعة من السلوكيات و القدرات تظهر في تعامله مع الناس بغض النظر عن أسباب السلوك ..و هكذا.. إذن زاوية الرؤية تختلف فتعلى بعض األمور نتيجة ذلك،و تحط من قيمة أمور أخرى! http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٦ الوحدة الخامسة ( / ٥النشاط ( ١ " Throughمن أصل إغريقي يعنى" الفهم الكامل Diagnosisاستمدت كلمة تشخيص والتشخيص كما يعنى اآلن في الطب النفسي وفي علم النفس ،يتطلب خطوات Understanding، أو عمليات معينة أساسية تشتمل على :المالحظة ،الوصف ،تحديد األسباب( االتيولوجيا ) ،التصنيف والتحليل الدينامي بقصد التوصل إلى افتراض دقيق عن طبيعة وأساس مشكلة العميل أو المريض ،بقصد التنبؤ ورسم ومباشرة خطة العالج ومتابعتها وتقوميها ،وبتعبير آخر فإن التشخيص هو تقويم خصائص شخصية العميل( قدراته ،إنجازاته ،سماته ...الخ )التي تساعد في فهم مشكالته ،أي أن التشخيص يتطلب بعد جمع المعلومات المتاحة ،تحليلها وتنظيمها والتنسيق بينها بقصد التخطيط للمستقبل . وتشتمل مصادر المعلومات على المقابالت والفحوص الطبية ،والمعملية ،واالجتماعية ،والسجالت التعليمية ،والمهنية واالختبارات ،وكل األدوات التشخيصية المستخدمة ،واألخصائي النفسي اإلكلينيكي يستعين في كل هذه العمليات بنظرية الشخصية التي يميل إليها ،وبخبرته ،كما أن ممارسته لهذه العمليات يمكن أن تضيف إلى فهمه لطبيعة الشخصية واضطرابا ا ،فهي ذا تكون أساساً من المعرفة العملية. عزيزي المتدرب: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،اذكر األهداف العامة لعملية التشخيص. األهداف العامة للتشخيص: ١. .............................................................................. ٢............................................................................... ٣............................................................................... ٤............................................................................... ٥................................................................................ ٦................................................................................ ٧................................................................................http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٧ ٥األهداف العامة للتشخيص١ / تتعدد األهداف العامة للتشخيص اإلكلينيكي وتتنوع فتشمل ما يلي: تحديد العوامل المسببة . التمييز بين االضطراب العضوي والوظيفي . الكشف عن االستجابة لالضطراب . تقييم درجة العجز العضوي والوظيفي . تقدير درجة االضطراب في مداها وفي عمقها . التنبؤ بالمسار المحتمل لالضطراب . تحديد األسس التي يبنى عليها اختيار منهج عالجي معين . تحديد األسس التي تدور حولها مناقشة الحالة مع المريض أو مع أقاربه . تحديد األساس العلمي لتصنيف البيانات وتحليلها إحصائياً . تكوين فرض دينامي يتصل بطبيعة العملية الباثولوجية ومكونا ا. ٥التشخيص التصنيفي ٢ / اعتاد الكثيرون أن ينظروا إلى التشخيص على أنه عملية يحاول األخصائي عن طريقها التوصل إلى تسمية مناسبة أو تصنيف مناسب للمرض أو للمشكلة أو للعميل ،ويبدو أنه ال يزال هناك الكثير من اإلكلينيكيين يقنعون بأن يصلوا إلى تقرير أن عميالً ما فصامي أو هستيري ... الخ ،ويزداد قناعة بخاصة إذا اتفق معه الطبيب النفسي على هذه التسمية .وقد تكون هذه التسمية مناسبة ومفيدة في بعض الحاالت .فمثالً ،إذا شخص الطبيب مجموعة من األعراض على أ ا تشير إلى إصابة من نوع معين ،في منطقة معينة من المخ ،فإنه بذلك يقدم المعلومات الضرورية لتقرير نوع العالج المطلوب ،والذي قد يكون في تلك الحالة عملية جراحية .وحتى إذا لم يوضح التشخيص على وجه التأكيد كيف نشأت هذه اإلصابة ، إال أنه يؤكد لنا طبيعة األعراض لدى المريض ،ونوع الحالة القائمة ،ويمكننا من اتخاذ الخطوات العالجية الالزمة. وترتبط قيمة هذا النوع من التشخيص ارتباطاً وثيقاً بكفاية النظام المتبع في تصنيف األعراض ، وتتوقف هذه بدورها على االرتباط بين األعراض والنظرية التي نأخذ ا في أسباب المرض ومدى استجابته http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٨ لعالج معين ،فمثالً ،إذا وجدنا ارتباطاً بين أسباب الفصام وبين حاالت فسيولوجية أو سيكولوجية معينة ، فإنه يكون من المفيد أن نصنف الناس إلى فصاميين وغير فصاميين ،وبخاصة إذا وجدنا أن عالجاً معيناً دون غيره يفيد بوضوح في حاالت الفصام. وقد تعددت وتنوعت قوائم التصنيف ونظمه ،واختلفت مصطلحات هذه القوائم ومسميا ا ،فأي قائمة يحسن أن يتبناها األخصائي النفسي اإلكلينيكي وأي المصطلحات يستخدم ؟ لعل أشهر قوائم التصنيف هي تلك التي وردت في الدليل الذي نشرته لجنة المسميات واإلحصائيات التابعة للجمعية األمريكية للطب النفسي والعقلي عام ، ١٩٦٥والذي يحمل عنوان :الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات العقلية ، )٣٧ثم القائمة التي أقر ا الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية عام ١٩٦٧ ،والتي وردت في" دليل) (التصنيف اإلحصائي الدولي لألمراض واإلصابات وأسباب الوفاة ( "، ) ١٣٤كما أعد فرديرك ثورن ( ١٢٠ تصنيفاً تشخيصياً للحاالت السيكولوجية ،ومن المحقق أن مثل هذه القوائم تحتاج إلى مداومة مراجعتها في ضوء التطور المستمر للنظريات والمفاهيم وفي ضوء ما يجد من حقائق ومصطلحات . فمثالً يفضل البعض اآلن تمييز الفصام في ضوء العملية أو االستجابة ،بدالً من تمييزه على أساس فئات فصام : الهبقرينيا، والكتاتونيا ،والبارانويا والفصام البسيط. ويعترض البعض على منهج التشخيص التصنيفي على أساس أنه ليس هناك ما يؤكد أن التصنيف الذي نتوصل إليه يتفق مع طبيعة األشياء ،فهناك من يؤمن بوحدة المرض العقلي ،أي أن االضطراب العقلي هو واحد ،سواء كان سببه إصابة مخية ،أم إدماناً كحوليا ،أم عوامل نفسية أم إصابة بالزهري ، وهناك من يؤمن من ناحية أخرى بأنه من الضروري الكشف عن الوحدات الطبيعية لألمراض ،وهي التي يختلف بعضها عن البعض اآلخر في األساس ،والتي ال ينتقل الواحد منها لآلخر ،وكذلك فليس هناك اتفاق عام حول تعريف المرض العقلي من ناحية ،السواء والصحة العقلية من ناحية أخرى ،هل المرض العقلي هو كما يعرفه كيبوي" نمط سلوكي مستمر بصورة غير عادية ال يملك الفرد ضبطه إرادياً ، ويميزه هذا السلوك عن غيره ويصيبه بالعجز ويحول بينه وبين المشاركة العادية في الحياة ؟ ولكن التعريف ذه الصورة يشمل حاالت كثيرة من أمراض البدن أو كبر السن ،وإذا عرفنا المرض العقلي بأنه فقدان أو تحريف االتصال بالواقع ،فإن هذا التعريف ال يشمل فئات مثل العصاب والتخلف العقلي وغيرهما من االضطرابات. ونواجه نفس المشكلة في تعريف السواء والصحة العقلية ،هل السواء هو خلو الفرد من المرض العقلي ؟ ذلك أمر نسبي حضارياً ،فحكمنا على فعل بأنه شاذ أو سوي يعتمد إلى حد كبير على األعراف االجتماعية المقبولة ،ويميز كيوبي بين الفعل السوي والشاذ على أساس أن األول يحكمه الشعور وما قبل http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٢٩ الشعور ،والثاني يحكمه الالشعور ،ولكن مثل هذا التعريف يتجاهل السلوك المرضى الذي تحدده مسببات عضوية ،كما أنه يتجاهل التخلف العقلي ،فإذا استخدمنا السواء حكماً للصحة العقلية ،فإن األغلب أن نعرفه إما على أساس إحصائي وأما على أساس معياري ،أي على أساس السلوك الذي يجب على الفرد مراعاته ،ولكن األخذ باألساس اإلحصائي يؤدي بنا إلى األخذ بالنسبية الحضارية ،التي تسمح مثالً بتقبل االضطهاد والتمييز العنصري في بعض ا تمعات ،ومن الناحية األخرى ،فإن األخذ باألساس المعياري يؤدي بنا إلى التساؤل عن ماهيته ،وهكذا ندور في حلقة مفرغة ،ويحاول البعض مثل كولمان ،الخروج من هذا المأزق عن طريق تعريف السلوك السوى بأنه نمو الفرد وأدائه كأمثل ما يكون في النمو واألداء بما يتفق مع رفاهيته وتقدم الجماعة على المدى البعيد. وينحو بعض الباحثين إلى التصدي لهذه المشكلة عن طريق محاولة تحديد المحكات اإلجرائية لتعريف كل من المرض العقلي والصحة العقلية ،ومنهم الذي يحدد المحكات اإلجرائية الستة التالية لتعريف المرض العقلي :التعرض للعالج النفسي ،التوافق الالسوي ،التشخيص السيكياترى ،تقرير الفرد نفسه أنه مريض ويحتاج لعالج ،نتائج تطبيق االختبارات السيكولوجية ،عدم توفر الصحة العقلية أو المحاولة اإليجابية لالحتفاظ ا. ومن الناحية األخرى يحدد سكوت المحكات التالية للصحة العقلية :القدرة العامة على المواءمة والتكيف ،القدرة على اإلشباع الذاتي ،الكفاءة في القيام باألدوار االجتماعية ،القدرة الذهنية ،ضبط االنفعاالت والدوافع ،االتجاهات السوية نحو الناس ،اإلنتاجية ،االستقاللية ،التكامل الناضج واالتجاهات السوية نحو الذات. ويذهب بعض الباحثين مثل بريل إلى أن هناك قدرا معيناً من االتفاق حول الفئات الرئيسية الخمس وهي :الحاالت العقلية العضوية ،الذهان الوظيفي ،العصاب ،اضطرابات الشخصية وحاالت التخلف العقلي ،وإلى أنه من المتفق عليه بعامة النظر إلى الفصام في إطار الذهان ،وأن االختالف ليس كبيرا حول األقسام الفرعية للحاالت العضوية ولحاالت التخلف العقلي ،وهو يقرر أن الدالئل تشير إلى أنه من المرغوب فيه ،ومن الممكن التوصل إلى نظام تصنيفي مقبول عالمياً. ومن المفيد في هذا ا ال التمييز بين التصنيف والتسمية ،فالتسمية هي مجموع األسماء أو التشخيصات أو العناوين التي تطلق على األفراد أو على مجموعات منهم لإلشارة إلى أ م يشاركون في خصائص هامة لها داللتها بالنسبة لما يعانون من أمراض ،وتتضمن التسمية تعريفاً أو وصفاً للمصطلح يشمل األعراض وزمال ا ،وتجمعات هذه االضطرابات ،أما التصنيف فهو عملية كشف أو خلق لنظام يندرج فيه http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٠ ة في طبقات أو في فئات ينظر إليها كوحدات، األفراد المتشا ون أو الجماعات المتشا ومن ثم يمكن اختصار التعدد الطبيعي الهائل ،وباختصار فإن التسمية هي مجموعة من المصطلحات وتعاريفها ، والتصنيف أيضاً هو إطالق أسماء على هذا الترتيب للمسميات في أنماط لها معناها وداللتها ،وتتطلب التسمية دقة التعريف وتقنينه وهو أمر بالغ الصعوبة في تناول األمراض النفسية والعقلية ،ويتطلب التصنيف أن يكون شمولياً وأال تتداخل الفئات وأن يكون على أساس من أهم الخصائص وأهم العالقات ،ويفترض كل ما سبق بالطبع أن يكون فهمنا للمسميات واحدا ومتفقاً عليه في وضوح وفي تحديد. وإذا كان التصنيف بعامة من الخطوات األولى واألساسية في التقدم العلمي ،فإن الخبرة المتكررة تشير إلى أن التصنيف على أساس األعراض ال يساعد إلى حد كبير في التنبؤ عن تطور الحالة أو في فهم االضطراب ،وقد يختلف تصنيف نفس المريض من مستشفى آلخر ،كما أن الحالة التي ال تكون خليطاً من أعراض تنتمى ألكثر من فئة واحدة هي الحالة النادرة ،وقد يصعب أحياناً أن نميز الوسواسي القهري عن الهستيري ،كما أن الفصامي الكتاتوني قد يعاني من هواجس البارانويا ،وحتى في الحاالت التي يبدو أنه تتشابه فيها األعراض ،فإنه قد ال يتيسر الحكم بأن المشكلة قد نشأت من أسباب أو أسس واحدة ،ذلك أن نوع العرض قد ال يرتبط بالضرورة بأسبابه .وقد تنشأ األعراض المختلفة من نفس األسباب ،واألعراض انتقالية ومتغيرة ،إال أن ما يكسب المريض منها هو الذي يغلب أن يكون أثرا ثابتاً ،فمثالً قد يكون مص اإلصبع في وقت ما والسرقة في وقت آخر أعراضاً لتعطش الطفل إلى الحب ،وقد يحل محلهما اإلفراط في األكل ،وبالتالي السمنة المفرطة ،وهما عرضان لنفس التعطش لدى الراشد ،ولذلك فإن فهم العالقة الدينامية بين األعراض والشخصية الكلية هو العمل التشخيصي األكثر أهمية ،والواقع أنه يحتمل في بعض الحاالت أن يسبب التصنيف المستخدم ارتباكاً أو تعقيدا بدالً من أن ينير السبيل أمامنا ،فإذا أدرجنا كل الفصاميين في فئة واحدة ،فإننا قد نعالج حاالت مرضية من اضطرابات مختلفة األصل بوصفها مرضاً واحدا. ومن األمور ذات الداللة؛ أن طبيب األمراض النفسية أو العقلية قليالً ما يحتاج إلى خدمات األخصائي النفسي اإلكلينيكي لتصنيف المريض في فئة معينة دون األخرى ،ولكن أعظم ما يمكن أن يقدمه األخصائي هو في تحليله الدينامي للحالة ،فذلك باإلضافة إلى رؤية الطبيب ،يمكن أن يكون له أكبر القيمة في فهم الحالة. وال ينفى ذلك أن يسهم األخصائى النفسي في التصنيف ،ذلك أن خدماته مطلوبة مثالً في التشخيص الفارق ،كما يحدث في التمييز بين الذهان والعصاب ،وبين االضطراب الوظيفي والعضوي ،وبين http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة__________ الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣١ العصاب واالضطرابات الناشئة عن إصابات عضوية ،وفي حسم مشكلة الضعف العقلي ومداه ونوعيته ،إلى غير ذلك من خدمات أخرى كثيرة ومتنوعة. ( / ٥النشاط ( ٢ عزيزي المتدرب: من خالل العرض الذي تناول موضوع التشخيص التصنيفي ،لخص ما تعلمته في عشرة أسطر. التشخيص التصنيفي: ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ( / ٥النشاط ( ٣ عزيزي المتدرب: من خالل ما عرفته عن عملية التشخيص ،ومن منطلق نتفق عليه أن عملية التشخيص تواجه صعوبات ،وأ ا ال تتم بيسر وسهولة تامة ،بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ما الصعوبات التي تواجه عملية التشخيص؟ الصعوبات المتضمنة في عملية التشخيص: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ...................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٢ ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ...................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... .............................................................................................. ٥الصعوبات المتضمنة في عملية التشخيص ٣ / صعوبات متضمنة في عملية التشخيص: الصعوبة األولى :نحن نقول أن الدراما تعتمد على المبالغة فكلما كان الموقف الدراميمبالغاً فيه كلما أعطى أثرا قويا ،كما نشاهد في األفالم الهندية مثال التي تتضمن المبالغة الشديدة ،لكي تضمن التأثير. و ألجل ذلك ،نجد دائماً أن ما يلفت نظرنا هو الجوانب السلبية ،وليست االيجابية فحين أمسك التقرير أرى أنني أرصد كل جوانبه السلبية ،فأقول :هذا ال فائدة معه ،وال يوجد بصيص أمل واحد أستطيع االنطالق منه ،و هذا منزلق ،خطير ال نستطيع إال أن نقع فيه. الصعوبة الثانية :االهتمام با ال االجتماعي ،فالبد أن تتم دراسة الحالة في سياقهااالجتماعي ،ال بد أن أدرسها في تفاعال ا ،أال أعزل الطفل أو سمة أو قدرة أو سلوكا ،بل البد من دراستها في سياقها االجتماعي ،إذن ال بد أن نكون واعين ب - ١السياق االجتماعي- ٢ ،سيكولوجية الفرد في مقابل سيكولوجية البيئة و دور ما تساهم به البيئة المحيطة بالطفل في تيسير قدراته أو في مشاكله ..فاإلعاقة هي محصلة التفاعالت الداخلية و الخارجية ،وقد تكون لدى الطفل المعاق مشكلة خارجية و ليست داخلية مثال حرمان بيئي ،إهمال من قبل األسرة و الوالدين و ما إلى ذلك. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٣ الوحدة السادسة ( / ٦النشاط ( ١ يعتبر تاريخ حياة الفرد في عالقاته المتبادلة مع الغير جانباً ذا أهمية خاصة بالنسبة لعالم النفس؛ حيث يجد فيه أسباباً كثيرةً من أشكال اضطرابات الشخصية ،وال تعكس هذه العوامل السيكولوجية المسببة بناء الشخصية األساسي فحسب ،بل هي تؤثر كذلك في استجابة الفرد للعوامل الجسمية أو الثقافية ،فمثالً ، تغيرات الشخصية التي تحدث بعد إصابة في المخ ،تتأثر بصفة خاصة بالشخصية قبل الصدمة ،فقد لوحظ أن نفس اإلصابة في مداها ومكا ا عند أفراد مختلفين ال تؤدي بالضرورة إلى نفس األعراض السيكولوجية ، والعوامل السيكولوجية المسببة متعددة دائماً ،وتعمل بطريقة معقدة ومتداخلة ،ونادرا ما يرجع السلوك الشاذ إلى عامل سيكولوجي واحد ،والعالمات األساسية األولى التي تظهر من تاريخ الحياة هي نوع العالقات المتبادلة بين الفرد وغيره من األشخاص وأنسب المناهج لدراسة تاريخ هذه العالقات الشخصية هو المنهج التاريخي ،فتقسم حياة الفرد إلى سبع مراحل: والطفولة Early Childhood ،والطفولة المبكرة Infancy ( ،بداية العمر( الحضانة Earlyوالبلوغ المبكر Adolescence ،والمراهقة Late Childhood ،المتأخرة وليس المقصود من هذا .Old Ageوالكبر Middle Ageومتوسط العمر ، Adulthood التقسيم التعسفي أن نقطع استمرارية تاريخ العالقات الشخصية ،إذ إن التغيرات التي تحدث في أية فترة متداخلة تماماً مع التاريخ الكلي للعالقات الشخصية حتى تلك اللحظة ،وربما كان العمر الزمني دليالً ضعيفاً للنضج السيكولوجي للفرد. عزيزي المتدرب: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،حدد العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية في مرحلة الطفولة. ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٤ ٦العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية في مرحلة الطفولة١ / بداية العمر( مرحلة الحضانة ):إن فترة الحضانة فترة عجز تام واعتماد كلي ،حيث تتجه وظائف الطفل أساساً نحو إشباع الحاجات الفيزيقية ،ومن الطبيعي أن تمتد هذه الفترة من الميالد حتى النصف األخير من السنة الثانية ،حيث يكون الطفل قد تعلم المشي واالتصال ،وتتميز هذه الفترة بالنمو السريع للكائن ،حيث تتمايز تدريجياً إدراكاته للوسط المحيط به ،كما تبدأ االستجابة االجتماعية في الظهور ،وتبدأ مجموعات العضالت في أن تخضع للضبط ،ويؤكد علماء النفس بعامة( وعلماء التحليل النفسي بخاصة )أهمية هذه الفترة في نمو الشخصية الالحق. وتدور معظم مشكالت هذه الفترة حول األمومة والرضاعة ،وعلى الرغم من أن مشكالت ضبط اإلخراج تعد دائماً من مشكالت الحضانة ،إال أ ا ال تظهر فعالً إال عندما يصبح الفرد واعياً بالسلطة وبالنظام ، وبالتالي فهي تدرج ضمن مشكالت الطفولة المبكرة ،وبخاصةفي مرحلة ما قبل المدرسة. الرعاية األمومية :نظرا ألن أول احتكاك هام للوليد بالعالم من حوله هو عالقته الفيزيقية بأمه ، فإن مدى هذه العالقة وكيفيتها تضع أساس نظرته واتجاهه نحو العالم ونحو نفسه ،وتحدد الدرجة التي تعطي ا األم الدفء والحنان والعالقات المشبعة نوع استجابات الفرد للعالم من حوله ،وهل ستكون إقباالً وإشباعاً أم إهماالً وحرماناً ، فحماية الطفل ومالطفته والتحدث إليه يساعده على تنمية الشعور باألمن ،وتزداد األمومة ثراء بالمشاركة من جانب األب وبقية أعضاء األسرة ،ونستطيع أن نستدل على انعدام االحتكاكات األمومية ،أو قصورها في التدهور الفيزيقي الشديد الذي يصيب الطفل ،كما نجد فقر هذه االحتكاكات أيضاً في تاريخ حياة كثير من األشخاص العصابيين والذهانيين ،كما أن القلق واالضطرابات االنفعالية التي تصيب األم أثناء الحمل يمكن أن تكون ضارة كما يمكن أن تكون مصدرا لإلحساس بانعدام األمن الذي يظهر في حياة الفرد فيما بعد. الرضاعة :يولد الجوع الحاجة األساسية التي يشعر ا الطفل ،وبالتالي فإن موقف الرضاعة له أهمية خاصة في النمو المبكر للشخصية ،وإشباع هذه الحاجة في صورة هادئة ومريحة على أساس مطالب الطفل أكثر من كونه على أساس جدول ثابت جامد ،كل ذلك يشكل مصدرا آخر لألمن االنفعالي ،والطفل في موقف الرضاعة ال يشبع حاجته من الطعام فحسب ،بل هو يشعر أيضاً باللذة من عمليات المص والبلع. وتنشأ المشاكل الرئيسية من وسائل الرضاعة الصناعية ،ومن االتجاهات الوالدية غير المشبعة للطفل ،أو من الفطام المبكر أو المبتور ،وتظهر مشكالت الرضاعة هذه عندما تكون األم على جهل بأساليب الرضاعة ،أو عندما تتدخل مخاوفها وقلقها في هذا الموقف ،والمشاكل التي تنمو في موقف الرضاعة من الممكن أن تستمر مع http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٥ الفرد حتى مراحل نموه التالية وقد تصبح محورا لمشكالت سلوكية أكبر ،وخاصة إذا ساعد قلق األم على تضخيم هذه المشكالت واستمرارها. وال يجب أن ننظر إلى كل اختالل في شكل رضاعة الطفل بوصفه مشكلة ،فالمعاملة الناضجة والمرنة واآلمنة تستطيع أن تحول دون أن يصبح هذا االختالل مصدرا للمتاعب ،وقد يحدث بعض هذه االختالالت نتيجة لبعض العوامل الفيزيقية ؛كالحساسية ،أو اختالل تركيب الجهاز الهضمي ،وقد يؤدي الفشل في التعرف على هذه الظروف وعالجها إلى مزيد من االضطرابات السيكولوجية. الطفولة المبكرة :وهذه هي الفترة التي تبدأ فيها أولى محاوالت التنشئة االجتماعية ،وتبدأ خالل الجزء األخير من السنة الثانية ،ألن الطفل في ذلك الوقت يصبح واعياً بفرديته ،كما يواجه بمشكالت السلطة والنظام ، وفي مرحلة الطفولة المبكرة يتقدم الطفل تقدماً ملحوظاً من اعتماده وعجزه السابقين إلى استقالل في الحركة وفي رعاية حاجاته البسيطة بنفسه وفي تطور سلوكه االجتماعي ،وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة منتهية بصفة عامة في السنة السادسة أو السابعة. وخالل هذه الفترة ،تعتبر األسرة هي الوسط الذي ينمى فيه الطفل مهاراته االجتماعية ،ويتعلم السيطرة على سلوكه وفقاً للمعايير التي تفرض عليه ،واستحسان اآلباء أو استهجا م هو المرشد األساسي ،والطريقة التي يستخدم ا اآلباء هذا االستحسان أو االستهجان هي أحد المحتمات السيكولوجية الهامة في نمو الشخصية ،وبالتالي ،فإن المشكالت السيكولوجية التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة تشتمل على جانب ما من عملية التنشئة االجتماعية ،ومن العوامل المسببة للسلوك الشاذ فيما بعد والتي يمكن إرجاعها إلى مرحلة الطفولة المبكرة هي: العالقة بين الطفل والوالدين ،السلطة والنظام ،التدريب على عملية اإلخراج ،النمو الجنسي ، العدوان والكراهية ،العالقة باألشقاء ،واإلحباطات الشديدة ،وأي خبرات صادمة أخرى. العالقات بين الطفل والوالدين :من الممكن أن يصبح التطرف في السلوك في أي اتجاه بين األب والطفل مصدرا لالضطراب االنفعالي والسلوك الشاذ فيما بعد ،وغالباً ما نرى االنحراف عن العالقة الطبيعية بين الوالدين والطفل في صورة :إهمال أو حماية زائدة أو مشكالت الحياة الزوجية ،أو التصدع العائلي. اإلهمال :طالما أن الطفل يعتمد على والديه في تقديره لنفسه وللعالم الخارجي ،فإن أي إهمال من جانبهم سيؤدي إلى استجابة سلبية من جانبه ،ويصبح اإلهمال القاسي المتطرف لمدة طويلة مصدرا أساسياً للشعور بانعدام األمن ،وللتوافق المرضي فيما بعد ،ويعتبر اإلهمال الوالدي في صور متعددة :فقد يكون واضحاً وصريحا ،أو ال شعورياً وخبيثاً ،وقد نراه كنمط ثابت في سلوك الوالدين ،أو يختلف فيما بين األب واألم ،أو عند نفس الوالد من وقت آلخر وبطريقة غير ثابتة ،وقد يعبر عنه باإلنكار أو بالحرمان ،أو بالمضايقة أو النقد ،أو باإلصرار على مستويات من المستحيل الوصول إليها ،أو بتفضيل أخ على آخر ،أو اإلهمال التام. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٦ وال تعتمد استجابة الطفل الفردية لإلهمال على حقيقة كونه مهمالً فحسب ،بل أيضاً على أسلوب التعبير عن هذا اإلهمال وشدته ،وعلى مزاج الطفل بطبيعة الحال ،فقد يخضع أو يتمرد ،ينسحب أو يهاجم ،ويتراوح السلوك الشاذ الناجم عن اإلهمال الوالدي من مجرد أعراض سيكولوجية خفيفة إلى اضطرابات شخصية عنيفة. الحماية الزائدة :عندما يمنع اآلباء – شعورياً أو ال شعورياً – الطفل من أن ينمو مستقالً سوياً في تفاعالته مع البيئة ،فإن موقف الحماية الزائدة يعم حياة الطفل ،وقد نرى ذلك في صورة األم التي تزيد من تدليل طفلها، أو في السيطرة الباردة التي تفرض على الطفل ،واآلباء الذين يفرضون حمايتهم على الطفل بصورة مفرطة ،إما أ م يخضعون بذلة لكل مطلب من مطالب الطفل أو أ م يفرضون بالعنف واالستبداد قيمهم وطموحهم ورغبا م. وأحياناً ما تكون الحماية الزائدة لآلباء حيلة يتغلبون ا على الشعور بالذنب الناجم عن إهمالهم الالشعوري للطفل ،وقد تنبع كذلك من القلق الذي ينشأ عند اآلباء من شعورهم بالعجز الشخصي ،أو من مشاكل أثناء حمل الطفل، أو من فقدان سابق ،أو من أمراض خطيرة .وتعوق الحماية الزائدة محاوالت الطفل لكي يختبر قواه في مواجهة ضغوط البيئة ،وتجعله على غير استعداد لمالقاة الواقع خارج حياته المنزلية ،ويميل األطفال الذين عانوا من الحماية الزائدة إلى تنمية شخصيات خاضعة أو قلقة وغير آمنة أو كثيرة المطالب. وتؤدي الحماية الزائدة لمدة طويلة في المستقبل إلى أنماط من عدم االتزان االنفعالي وقصور النضج ،وهؤالء األطفال الذين عانوا من الحماية الزائدة غالباً ما يستغلون العالقات اإلنسانية استغالالً أنانياً ، وبالتالي ال يكونون على استعداد للزواج أو األبوة. الخالفات الزوجية والعائالت المتصدعة :إن دور اآلباء في يئة بيئة للطفل تتسم بالحنان الوالدي ،وفي إعطائه فرصة لكي يخبر السلطة والنظام في صورة مقبولة ،وكذلك نظام القيم وتسهيل التوحد الذكري واألنثوي في شكل صحيح ،هذا الدور أساسي في نمو شخصية الطفل ،وتوضح لنا األدلة باستمرار أن النمو الصحيح لشخصية الطفل يأخذ مجراه بسهولة عندما يوجد األب واألم في البيت .ففي ظل هذه الظروف يصبح الطفل أكثر قدرة على: الوصول إلى توافق ناضج صحي ،يستطيع أن يتقبل فيه معايير ا تمع دون أن تسيطر عليه وتتحكم فيه ،إنشاء عالقات دافئة مع اآلخرين دون أن يصبح معتمدا عليهم كل االعتماد ،الحصول على اإلشباع في العمل وفي اللعب ،أن يتعلم إشباع دوافعه في صورة مقبولة .ويستطيع الطفل أن يحس بدفئه وبكرامته الشخصية من خالل العالقة المشبعة بينه وبين والديه في البيت. وربما كانت الخالفات الزوجية وما يتبعها من انفصال أو طالق هي أسوأ الظروف وأكثرها ضررا التي تحد من النمو السوي للشخصية .فهذه الكراهية واالنفعالية المضطربة التي يواجهها الطفل خالل هذه الحياة الزوجية يجعالن من الصعب عليه ،إن لم يكن من المستحيل في بعض الحاالت ،أن يستخدم هذه العالقات في تنمية عالقات http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٧ سوية فيما بعد ،فتكون توحداته غير واضحة ،كما أنه يشعر بالقلق وانعدام األمن ،وهنا يتكون أساس اضطرابات الشخصية أو السلوك. إال أن الخالفات الزوجية ليست هي العامل الوحيد الذي يستطيع أن يقلب بناء البيت فهناك ظروف خارجة عن إرادة الفرد يمكن أن تعوق النمو الصحيح ،ومن هذه الظروف :موت أحد الوالدين، أو غياب الوالدين ،أو أحدهما عن البيت لمدة طويلة نتيجة لمرض أو تأدية الخدمة العسكرية .وتعتمد درجة تأثر الطفل ذا االضطراب على توافقه السابق وعلى عالقاته األخرى داخل البيت أو خارجه. السلطة والنظام :تحتاج القدرة على التوافق بشكل مالئم مع المواقف الواقعية في حضارتنا إلى أن يتعلم الطفل تقبل السلطة ،وتعتمد الصورة التي سيبدو ا هذا التقبل للسلطة على عالقة الطفل باألب واألم .فهو يبدأ حياته كفرد متمركز حول ذاته تماماً وال يتأثر بشيء إال بحاجاته ورغباته ،ويأتي شعوره بالحرمان من الحدود البسيطة التي تفرضها عليه عوامل الواقع المختلفة( مثالً ،االنتظار الذي يحدث أحياناً قبل أن يأكل أو يستريح )، وباضطراد النمو ،يتعلم أن مصادر بعض أوجه الحرمان هي رغبات اآلباء ال الواقع الفيزيقي . ويتمثل هذا الموقف أول عالقة بالسلطة وبداية التنشئة االجتماعية للطفل ،تلك العملية يمتص ا بالتدريج معايير ا تمع. وعندما يضع اآلباء معايير مناسبة لنضج الطفل ويلزمونه ا بطريقة حازمة ولكنها حنونة في نفس الوقت ، فإن الطفل يجد أنه من الممكن أن يتقبل متطلبات الواقع المفروض عليه ،ومن ناحية أخرى ، عندما يضع اآلباء مستويات أكبر من طاقة الطفل ،أو يفرضو ا عليه بطريقة تعسفية جامدة فإن الطفل سوف يستجيب إما بالتمرد أو بالخضوع الزائد ،وعندما ال توضع له مستويات أو عندما تفرض عليه مستويات بطريقة غير ثابتة ،فإن األمر يختلط على الطفل ،وال تنمو لديه القدرة على تحمل اإلحباط بشكل مناسب ،وفي النهاية يستحيل عليه أن يتوافق مع متطلبات النضج. التدرب على عملية اإلخراج :من المراحل الحرجة والحساسة في عملية التنشئة االجتماعية للطفل هي نمو ضبط التبول والتبرز ،والمحاوالت التي تبذل لفرض مستويات معينة للضبط والنظافة على الطفل قبل أن يكون مستعدا لها فيزيقياً وانفعالياً ،أحياناً ما تكون سبباً في الشعور المبكر بالعجز والخوف .ومن الممكن أن يؤدي الضغط المستمر في هذه الناحية من سلوك الطفل إلى مشكالت في الشخصية فيما بعد .ويهتم علماء التحليل النفسي بخاصة بعالقة الطفل باآلباء في هذه المرحلة ،ويرجعون بعض السمات مثل الشقاوة والعناد والنظافة القهرية والنزعة إلى الترتيب إلى التدريب غير السليم على عملية اإلخراج .وأحياناً ما يشكل تدريب الطفل على عادات سوية فيما يختص باإلخراج أولى عالقة حساسة بالسلطة بين الطفل والوالدين .وعادة ما تكون المبالغة في أهمية هذه العملية انعكاساً لقلق األم نفسها فيما يختص بالنظافة أو لشعورها بالعجز في دورها كأم. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٨ النمو الجنسي :تبدأ معرفة الطفل بالجنس مع وعيه بجسمه واكتشافه له ،ثم تزداد معرفته عندما يصبح واعياً بالفروق التشريحية بين الجنسين .وتؤثر استجابات الوالدين لهذا التعلم الجديد للطفل على اتجاهه األساسي نحو الجنس ،والتصرف الصحيح للوالدين هو االستعداد لإلجابة عن أسئلة الطفل مباشرة وبحرية وموضوعية وعلى مستوى مناسب ،األمر الذي يعطي الطفل فرصة لكي ينظم معرفته الجنسية كجزء طبيعي من خبرته التعليمية الكلية ،وأما االستجابة الوالدية التي تبعث في الطفل مشاعر الخجل أو الذنب أو الغموض فمن الممكن أن تكون بداية المصاعب في طريق التقبل السليم للوظيفة الجنسية في الحياة ،وقد يؤدي التدليل المفرط من جانب اآلباء إلى إثارة المناطق الشبقية من جسم الطفل وبالتالي يساعد على التكيف لهذا اللون من اإلشباع .ومن ناحية أخرى ،فإن اإلهمال العاطفي المستمر قد يدفع الطفل ،إلى أن يرتد إلى إثارة نفسه كلون من ألوان اإلشباع. وخالل هذه المرحلة من الطفولة المبكرة تكون العالقة االنفعالية بين الطفل وبين والده من الجنس اآلخر شديدة .وهذه ما سماها فرويد بالعالقة األورديبية( أو الموقف األوديبي ) ،وهذا الموقف ال يتضمن االرتباط بالوالد من الجنس اآلخر فحسب ،بل أيضاً شعور الحسد والتنافس ضد الوالد من نفس الجنس .وعندما توجد هذه العالقة العنيفة تكون طريقة حلها حرجة بالنسبة للنمو االنفعالي المقبل ،وقد يكون للمواقف الجنسية الحميمة التي يالحظها الطفل بين الوالدين تأثير صادم ؛ ألنه يفسر الموقف على أساس أنه تعبير عن عدوان وليس عن عاطفة .وحتى رؤية أجساد اآلباء وهم عرايا في بعض األحيان يسبب ضيقاً انفعالياً. ويعتبر االتجاه نحو الجنس الذي تكو ن في مرحلة الطفولة المبكرة هو األساس الذي ترتكز عليه أبعاد هامة من شخصية البالغ ،مثل عالقاته بالجنس اآلخر ،والقدرة على تبادل الحب والعاطفة ،والقدرة على القيام بأدوار ذكرية أو أنوثية في الحياة .واالتجاهات المعوجة هي أساس العديد من مشاكل الشخصية فيما بعد. العدوان والكراهية :كلما نما الطفل وتعلم السيطرة على جهازه العضلي ،اكتشف قدرته على االستجابة للبيئة بصورة عدوانية ،والشعور بالكراهية الذي يظهر نتيجة اإلحباط أو اإلهانات أو التهديدات قد يدفع الطفل إلى إظهار هذه القدرة العدوانية مباشرة وبوضوح .ونتائج تعبيره عن العدوان واستجاباته للخبرات واستجابة األشخاص اآلخرين ،كل ذلك له تأثير هام في عملية التعلم هذه ،وأخيرا في نمو الشخصية الكلية .وتساعد الخبرات المتكررة التي تحمل مشاعر الكراهية والتعبير عنها بالعدوان ،على تحديد أنماط الضبط التي ستنمو مع الفرد حتى حياته البالغة .ويجب أن نفهم األطفال أن شعورهم بالكراهية طبيعي ومقبول ولكن اإلفصاح عن هذه المشاعر بالعدوان يجب أن يضبط ،ويجب أن ترتبط درجة ضبط الدفعات العدوانية بمستوى عمر الطفل ، وكذلك بالموقف المثير للعدوان .فمثالً ،نستطيع أن نتحمل من الطفل في سن ثالث سنوات عدواناً أكثر من الطفل في سن سبع سنوات. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٣٩ وعندما تميل استجابة اآلباء للعدوان نحو التطرف في أي اتجاه ،فإننا نتوقع أن تنشأ مصاعب في توافق الشخصية ،فالطفل الذي نجعله يشعر بالقلق وبالذنب نحو كل شعور بالكراهية ،ونحو أي تعبير عن العدوان ،تنمو لديه أنماط من الضبط غير سليمة ،فقد يتسبب شعوره بالذنب وخوفه من العقاب إلى كف وجبن شديدين .ولكن ، من الممكن أيضاً أن يؤدي الضبط الشديد الجامد من جانب الوالدين إلى سلوك شديد التمرد من جانب الطفل. وبالعكس ،ينشأ نمط آخر عندما يفشل اآلباء في فرض أي ضبط على تعبير الطفل عن عدوانه ، حيث نجدهم يشجعون السلوك العدواني المستمر كصورة من صور التوافق ،ويعتبر الفشل في ضبط العدوان سبباً رئيسياً لألعراض المعج زة ،فكثير من علماء النفس يرون أن العدوان أهم مصادر الشعور بالذنب ، وباإلضافة إلى ذلك ، فمن الممكن أن يكون العدوان أساس الدائرة المفرغة التي تسير على النحو التالي :إحباط – عدوان – ذنب – قلق –إحباط أشد. العالقة باألشقاء :على الرغم من أن عالقة الطفل بوالديه هي أهم العالقات ،إال أن التفاعل مع اإلخوة واألخوات يلعب دورا هاماً في نمو الشخصية .فالمشكلة األساسية في التوافق التي يتعرض لها الطفل هي أن الحب الوالدي يجب أن يقسم بالتساوي ،وهذا التقسيم الذي يفرض على الطفل ،والذي البد يثير لديه مشاعر الغيرة والكراهية من الممكن أيضاً أن يهدد شعوره باألمن .وبتلون توافق الطفل لمشكلة األشقاء بعدد األطفال في األسرة ، وبترتيب الطفل بين إخوته ،وبتوزيع العمر والجنس فيما بينهم ،وبأي فروق جسمية أو عقلية أو انفعالية تؤدي إلى شعور الطفل بالنقص أو بالسيطرة ،كما أن الدور الذي يتخذه الطفل داخل جماعة األسرة يحدد أنماط توافقه في حياته االجتماعية المقبلة. وعالوة على هذه العوامل التي ذكرناها ،فإن الطريقة التي ينظم ا الوالدان عالقات األشقاء تحدد درجة تأثيرهما على شخصية الفرد ،فالمحاباة تزيد من شعور الطفل بالغيرة أو بالكراهية تجاه األخ المحبوب ،كما أن "استخدام األخ ضد أخيه "شعورياً أو ال شعورياً يزيد من حدة المنافسة مع نتائج ضارة أحياناً. ويجب أن ننظر إلى المنافسة بين األشقاء – في حدود معقولة – باعتبارها خاصية سوية من خواص الصراع من أجل النمو واالرتقاء ،إال أن العالقة التنافسية المستمرة والمبالغ فيها من الممكن أن تكون عامالً أساسياً مسبباً للسلوك الشاذ في الطفولة ،وقد يمتد أثره إلى الحياة البالغة ،ومن ثم ،فإن الكراهية العميقة المكبوتة تجاه اإلخوة أو األخوات تشكل المحور األساسي للتعصب المرضي والسلوك التعويضي المتطرف واالكتئاب الذي نراه في مجموعات مختلفة من األعراض. اإلحباطات الشديدة والخبرات الصادمة :هناك فكرة شائعة عن السلوك الشاذ ،وهى أنه يجب ان نرجعه إلى خبرة صادمة معينة .وهذه النظرة تبسيط مخل نراه شائعاً في المسرح أو السينما أو التليفزيون ،تلك العروض التي يجب أن تبسط فيها األسباب وتختزل حتى يمكن عرضها في وقت قصير .إال أن الدراسات التي أجريت على http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٠ حاالت ال حصر لها توضح لنا أن تأثير أي خبرة صادمة على نمو الطفل إنما يتوقف دائماً على نمو الطفل وقت حدوث الصدمة .وتستطيع الصدمة النفسية – دون شك – أن تؤثر في نمو الشخصية ،وكلما كانت الخبرة عنيفة كان تأثيرها في إحداث المرض شديدا .ولكن ،حتى هذه النتيجة تتوقف على تفسير الطفل للخبرة الصادمة على أساس مشاعره الداخلية ،فموت األب – مثالً – يكون حرجاً إذا حدث في وقت يشعر فيه الطفل بكراهية شديدة تجاهه ،حينئذ قد يحمل نفسه ال شعورياً مسئولية موته ،والطريقة التي يعالج ا األشخاص المحيطين بالطفل هذه الخبرة تحدد مدى تأثير الصدمة ،فإذا تلقى الطفل العون بذكاء أثناء الخبرة ستكون قوة الصدمة أقل ،ولكنه إذا أعيق عن التعبير عن المشاعر المالئمة ووجد نفسه مضطرا لكبتها ،فإن تأثير الصدمة سيكون بعيد المدى ،وقد يكون ضارا. والخبرات الصادمة الشائعة التي وجد أ ا هامة في ظهور االضطرابات االنفعالية هي :موت والد أو أخ ، عملية جراحية ،حادثة أو مريض شديد ،انفصال مفاجئ أو مستمر عن الوالدين ،إحباطات مستديمة أو شديدة والحرمان من الحاجات الفيزيقية األساسية ،كذلك تعبر نظرية التحليل النفسي أهمية خاصة إلى أثر الخبرات الجنسية الصادمة في إحداث السلوك الشاذ. الطفولة المتأخرة :تبدأ مرحلة الطفولة المتأخرة عادة خالل السنة السادسة أو السابعة من الحياة ،أي أ ا تبدأ مع بداية دخول الطفل المدرسة ،وهي مرحلة تتسم بنمو جسمي عنيف ،وبظهور قدرات عقلية ذات داللة ، ويوسع الطفل – خالل الطفولة المتأخرة – مجال نشاطه االجتماعي خارج دائرة األسرة .وتقع ا االت الحرجة للتوافق في ثالثة فئات :النمو الجسمي والتوافق المدرسي ،والتنشئة االجتماعية. النمو الجسمي :تتسبب النقائص الجسمية والتشوهات واالختالفات العنيفة في مظاهر النمو في مشكالت توافقية شديدة للطفل في هذه الفترة من حياته ،فهذه القيود تحد من حركته الحرة نحو المشاركة الجماعية ،وخاصة أنه يصبح من الصعب على األسرة في هذه المرحلة أن تفهمه أو أن تقدم له العون ،بل يكون من الصعب عليه هو أن يحصل على عون األسرة وهو يتحرك خارجها في ا تمع .ونحن نعرف أن األطفال ميالون بطبيعتهم دائماً للتشهير بقسوة بالعيوب الجسمية لألطفال اآلخرين .ومن ثم ،فإن قدرة الطفل على أن يتوافق مع مشكالت من هذا النوع تعتمد على الشعور باألمن الذي حصله في محيط األسرة. إال أن النقائص الجسمية والتشوهات ومشكالت النمو ،ال تسبب في حد ذا ا االضطراب االنفعالي ، فالتكيف المرضي يأتى من اتجاهات الطفل ومن حكمه على صورة جسمه ؛ وكالهما يتأثر إلى حد كبير باستجابات الناس في بيئته .ويعتبر التعويض من التوافقات الشائعة للنقائض الجسمية ،الذي نراه في نمو مفرط لقدرة معينة( ربما قدرة غير جسمية )أو في ظهور اتجاه باالستخفاف أو حتى االنزالق إلى الجناح وانحرافات السلوك األخرى. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤١ التوافق المدرسي :يعنى الذهاب إلى المدرسة االنفصال عن الوالدين ،والخضوع لنظم وضعتها جماعات غير األسرة ،والمشاركة في نشاطات الجماعة ،وكلها مصادر فعالة في الضغط على الطفل ،ومعالجة اآلباء والمدرسين لهذه المتطلبات من الممكن أن تجعل خبرة المدرسة إيجابية وصحية أو تجعلها حجرة عثرة في نمو شخصية الطفل. والخبرات الشائعة الخطيرة بالنسبة للنمو السوي للطفل في محيط المدرسة هي :الضغط الزائد لكي يتغلب على مقاومته لالنفصال في البيت ،ووضع مستويات للتحصيل تفوق قدرته ،وممارسة التهديد والعنف لكي نجعل الطفل يسلك بطريقة معينة ،ونقده أو توبيخه على تحصيله أو على سلوكه االجتماعي ،والحماية الوالدية الزائدة التي تعوق نمو استقالل الطفل. وقليل من مشكالت التوافق المدرسية يرجع إلى موقف المدرسة فقط ،ذلك ألن هذه المشكالت ترجع في أساسها إلى سنوات ما قبل المدرسة ثم جاءت ضغوط الموقف المدرسي فساعد ا على الظهور ،ولصعوبات القراءة والحساب أهمية خاصة( نظرا لتأثيرها على إمكانيات الطفل لكي يشق طريقه في الحياة كشخص ناضج ) ،وأحياناً ما تكون هذه الصعوبات أعراضاً تعبر عن اضطراب في الشخصية ،وفي حاالت أخرى يكون الفشل المدرسي سبباً في اضطراب الشخصية نظرا للضغط المتزايد على كاهل الطفل خالل سنى المدرسة. التنشئة االجتماعية :باستمرار نمو الطفل في سنوات الطفولة المتأخرة ،يبدأ عادة في االرتباطات بالجماعات ويجد مكاناً لنفسه بين أقرانه .ويبدأ خالل عملية التنشئة االجتماعية – في أن يفرق بين أدوار الذكر واألنثى ،وفي اختبار قدراته بالقياس إلى قدرات زمالئه ،وفي تعلم مهارات اجتماعية أساسية .ومن الممكن أن يصبح أي شيء يعوق هذه العملية مصدرا للضغط والضطراب الشخصية .فمثالً ،الطلبات الكث____________يرة التي تستهلك وقت الطفل مثل األعمال المنزلية الثقيلة أو غير ذلك من األعمال التي تحد من سلوكه االجتماعي من الممكن أن تؤثر بشكل خطير على نموه االجتماعي ،وتخلق فيه شعورا دائماً باالستياء .ومن العوامل المدمرة كذلك :فرض العزلة على الطفل ، والقيود الشديدة على سلوكه ،وإصرار اآلباء على أن يشارك الطفل في نشاطات تبعث السرور في نفوسهم هم أكثر مما تبعثه في نفسه هو. واألطفال الذين يأتون إلى هذه الفترة من حيا م وهم يشعرون بالخجل أو الكف أو العجز ، يعانون مشكالت صعبة في توافقهم ،تماماً كأولئك األطفال المرفهين الذين أصبحوا متمركزين حول أنفسهم .وتستطيع خبرات الجماعة الناجحة والمشبعة أن تظهر الطفل الخجول أو الذي يعاني من الكف ،كما أ ا تستطيع أيضاً أن تكبح جماح الطفل المتمركز حول نفسه والذي يطلب الكثير ،إال أن الخبرات الجماعية للطفل ال يمكن تخطيطها وال يسهل اإلشراف عليها ،وبالتالي ،فإن مشكالته التي يحملها معه إلى داخل الجماعة قد تزداد حدة بطرده أو بالسخرية منه أو االعتداء عليه. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٢ ( / ٦النشاط ( ٢ عزيزي المتدرب: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،حدد العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية في مرحلة المراهقة و البلوغ المبكر. ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ٦العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية في مرحلة المراهقة و البلوغ المبكر٢ / المراهقة :تتسم مرحلة المراهقة بظهور سلسلة من التغيرات الفسيولوجية الهامة التي تقرب الفرد من النضج البيولوجي والجسمي ،وتحدث هذه التغيرات عند البنات في مرحلة مبكرة( في بعض األحيان في التاسعة أو في العاشرة ) ،وال تحدث عند األوالد قبل سن الثانية عشرة ،وهذه التغيرات عند البنات هي نمو الثديين ،وطبقة من الدهن تحت الجلد ،والدورة الشهرية ،وعند األوالد نمو الهيكل العضلي ،وخشونة الصوت ،ونمو اللحية .وفي هذه المرحلة يقترب الفرد من النضج الجنسي البيولوجي ويصل إليه كل من الولد والبنت ، وتشكل استجابة الفرد لهذه التغيرات وللدفعات الجنسية الناشئة آنذاك أحد المصادر األساسية لالضطراب النفسي عند المراهق .وتظهر – مع التغيرات البيولوجية األساسية – تغيرات سيكولوجية عديدة مثل نمو االستقالل عن الروابط األسرية وظهور االهتمامات االجتماعية بالجنس اآلخر ،والشعور باإلحباط عند عتبة النضج ،ونمو االهتمامات المهنية والطموح المهني. التغيرات البيولوجية :تتكامل التغيرات البيولوجية األساسية التي تحدث إبان المراهقة في نضج كل فرد ،وأما تأثيرها في تسبيب اضطرابات الشخصية فيكمن في توقيتها وفي نتائجها وفي http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٣ ا ،فالطفل الذي ينضج مبكرا ،أحياناً ما استجابة الفرد لها ،ال في التغيرات ذا يشعر بالخجل أو الذنب نتيجة لظهور هذه التغيرات ،وعلى األخص إذا كان هو أو هي غير معد لفهم معناها ، ومن ناحية أخرى ؛ يشعر الطفل الذي ينضج متأخرا بالعجز عندما يأتي بعد أقرانه في هذا ا ال. ويؤدي جهل اآلباء أو عدم رغبتهم في مناقشة هذه التغيرات بذكاء وموضوعية مع الطفل إلى زيادة مشكالته ،ونظرا ألن حضارتنا تضع قيودا شديدة على اإلشباع المبكر للحاجات الجنسية ،فإن ظهور النضج الجنسي البيولوجي في المراهق يحتاج إلى فهم حساس. وينشغل المراهق بكفاءة جسمه ومظهره الجسمي ،وهي عامل هام في نموه، وفي الحفاظ على تقديره لذاته وفي عالقاته االجتماعية الجيدة ،وتؤدي المعالجة السيئة لمشكالت التغيرات الجسمية في هذه الفترة من الحياة إلى أنماط من التعويض الزائد فيما بعد ،أو إلى توافق اجتماعي وجنسي قاصر. التغيرات السيكولوجية :تعمل مرحلة المراهقة في مجتمعنا على اختبار قدرة الفرد على العمل في دور الرجل أو المرأة وعلى إظهار المهارات في الدور المناسب ، ويكمن جزء من هذه القدرة في التغيرات الجسمية التي شرحناها آنفاً ،ولكن الجزء األكبر منها يكمن في التوافق النفسي الذي وصل إليه الفرد. وتصبح مشكالت الفرد معقدة في هذه الفترة من حياته ،ذلك ألنه وهو يقترب من النضج بمسئولياته المتعددة ،نتوقع منه أن يظهر استقالالً وتأكيدا لذاته ،ولكنه يظهر هذه السمات في ظل السيطرة المستمرة لألسرة ،ومن مشاكل المراهقة الشائعة ، الصراع مع السلطة الذي يصل في بعض األحيان إلى مستوى التمرد من وجهة نظر اآلباء ،وعندما يسمح للمراهق باالستقالل مبكرا وفي صورة تامة ،أو عندما يمنع هذا االستقالل ويقيد بشدة فإن مشكالت التوافق التي تؤثر على الشخصية تظهر في الحالة. واهتمام المراهق باختبار قدراته ،يؤدي إلى انشغاله بنفسه ،وأحياناً ما يظهر هذا االهتمام بالنفس في صورة أنانية أو عزلة أو انطواء ،ويتيح الجو األسرى المتفهم للمراهق وإعطاؤه فرصة الحياة االجتماعية مع أقرانه فرصة التغلب على تمركزه حول ذاته ،ولكنه عندما http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٤ يفتقر إلى هذا الجو المالئم ،فإن التمركز حول الذات يستمر معه ،وربما يصبح جوهر شخصيته فيما بعد. وعلى ذلك ،فإن الحل النهائي لعملية اختبار الذات يمكن في الوصول إلى توافقات اجتماعية غيرية وجنسية ومهنية ،ويواجه المراهق إحباطات في كل ميدان من هذه الميادين ، ولكنه يصل بالتدريج إلى خبرات تتالءم ومستوى نضجه ،وفي النهاية مع اكتمال نضجه وبازدياد ثقته بنفسه يستطيع تحمل المسئولية حتى يصل إلى توافق مشبع في كل ميدان منها. والعوامل التي تعوق التوافق الجنسي واالجتماعي الغيري المناسب هي :النمو الفيزيقي المتأخر ،والقيود الشديدة من جانب الوالدين ،والشعور العام بالعجز ،كما أن التقدم في التوافق المهني قد يعرقله التوجيه غير السليم ،أو الخبرات التعليمية أو العملية الضيقة ،أو تدخل اآلباء، أو عدم وجود االهتمام الكافي من جانب المراهق ،أو عدم وجود تشجيع من جانب الوالدين ، أو عدم رغبته شخصياً في تحمل مسئوليات النضج. البلوغ المبكر :مع انتهاء المراهقة ،نعتبر أن عملية نمو الفرد قد اكتملت ، وينظر ا تمع إلى الفرد حينئذ باعتباره شخصاً ناضجاً ،إال أن اعتماد المراهق على غيره عند معظم المستويات في ا تمع األمريكي – يستمر إلى ما بعد العشرين ،نظرا للمحافظة على الروابط األسرية االنفعالية ،وكذلك للسنوات الطويلة في التعليم التي تحتاجها التخصصات المهنية المختلفة ، وعلى العموم ،فنحن نعتبر الفرد بالغاً عندما يتحمل مسئولياته في تكوين أسرته هو ويصبح قادرا على حماية استقاللها ،كما أن هناك محكاً أساسياً آخر للبلوغ وهو التوافق المهني المثمر. وعلى الرغم من أن البالغ يواجه في مستهل بلوغه عددا من األزمات التي تؤثر في نمو شخصيته ،إال أن هذه الخبرات ال تشكل أسباباً رئيسية في السلوك الشاذ إال في بعض الحاالت ____________النادرة ،وهذه األزمات في معظمها ثانوية أو هي أسباب مساعدة في اضطرابات الشخصية الموجودة من قبل ،والفرد الذي يصل إلى مرحلة البلوغ مع شعور باألمن والثقة في قدراته ،قد يعاني قلقاً أو اضطراباً في وقت أزمة ،ولكنه في النهاية يواجهها بشكل واقعي ويستطيع أن يتوافق بكفاية ،ومن ناحية أخرى ،فإن البالغ الذي عانى في طفولته أو مراهقته من انعدام األمن http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٥ أو أية اضطرابات شخصية أخرى ،عندما يواجه نفس هذه األزمات فإ ا تدفع بأحد اضطرابات الشخصية إلى الظهور ،مثل االكتئاب ،أو القلق المستمر أو اضطراب سيكوسوماتي. الحب والزواج واألبوة :يعتمد التوافق لمشكالت الحب والزواج – إلى حد كبير - على العالقات المتبادلة مع الغير في حياة الفرد السابقة ،والعالقة بالصور الوالدية لها أهمية خاصة في هذا الصدد ،فأسلوب الفرد في قيامه بدوره الجنسي ،وبخاصة في هذا الدور، وعالقته بالجنس اآلخر إنما هو نمو مباشر لتوحده أو لتوحدها بالوالد من نفس الجنس ،ولعالقته بالوالد من الجنس اآلخر ،وتوضح لنا معظم الدراسات أن العامل الوحيد الذي يمكن أن ينبئنا بنجاح الحب والزواج هو مدى السعادة الزوجية التي عاش فيها اآلباء. والواقع أن الزواج اختبار للنضج ولالتزان االنفعالي ،ففي الزواج السعيد يتقاسم شخصان الحب والعاطفة بحس آمن وخالق ،ويواجهان المشاكل العادية في حيا م بأسلوب واقعي مرن وفهم متبادل ،وأما الزواج غير السعيد فيجب أن نعتبره عرضاً لضعف الشخصية في الزوجين ،وعلى هذا فالزواج ليس سبباً في السلوك الشاذ بقدر ما هو حل لمشكالت الفرد ، إال أن الزواج غير السعيد يستطيع أن يزيد من اضطرابات الشخصية الكامنة ويكشفها. وتشير اإلحصائيات في الواليات المتحدة إلى أن زيجة من كل أربع زيجات تنتهي بالطالق ،وأن ثلث الزيجات الباقية غير سعيدة ،وتكشف هذه عن مدى انتشار االضطراب االنفعالي، وتنذر باتساع االضطراب بين األطفال الذين تنجبهم هذه الزيجات .والعوامل األساسية التي تكمن خلف التوافق المرضي هي :الحرمان االنفعالي في الطفولة ،واألسر المتصدعة ،واإلعداد القاصر لمطالب الزواج الفيزيقية واالنفعالية ،وكذلك لمسئولياته االقتصادية واالجتماعية ، ويجب أن نضيف إلى ذلك مشاكل الحرب وتزايد عدد األمهات العامالت ، والضغوط االقتصادية المختلفة ،والحيرة والخوف الذين يسودان حياة الناس في العصر الذري. وتظهر التعاسة الزوجية في صور من انعدام التوافق مثل :ظهور اضطرابات سيكوسوماتية ،واكتئاب ،وقلق ،وخيانات زوجية ،وإدمان للكحول ،والمعاملة القاسية لألطفال. ومن العوامل األخرى التي تعقد الحياة الزوجية وتؤدي إلى الضغط االنفعالي : العجز عن إنجاب http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٦ األطفال ،والخوف ،ومشاعر الذنب اللذان يتعلقان بالعالقة الزوجية ،والحمل، ومسئوليات األبوة ،وفروق الزوج والزوجة ،وتدخل أهل الزوج ،أو أهل الزوجة ،وانعدام األمن من الناحية المالية ،ويمكن الزوجين من معالجة المشكالت اليومية بمزيد من الفعالية ،ويدعم وحدة األسرة ،تلك الوحدة التي تؤمن النمو السعيد ألطفالها. التوافق المهني :إن الطبيعة التكنولوجية المعقدة والمتغيرة تمعنا ،تجعل مشكلة اختيار المهنة بالنسبة للشباب البالغين مشكلة صعبة ،وعلى العموم فاختيار العمل في مجتمعنا يتم عن طريقين: إما أن يتطلع الفرد الذي أ ى دراسته الثانوية( أو لم يكملها )إلى عمل يعد وسيلة للعون االقتصادي ،وإما أن يخطط الفرد إلى إعداد نفسه لمهنة خاصة ،ويبدأ في التدريب والدراسة لكي يؤهل نفسه لها ،وعندما يرغب الباحث عن عمل في أن يجرب عدة أعمال وينتقل من عمل إلى آخر في المراحل األولى من توافقه حتى يجد عمالً يتناسب مع اهتماماته وقدراته ،فمن الممكن أن يتحقق التوافق الجيد ،وأما في حالة اختيار عمل على أساس الصدفة وعندما تكون فرصة تغيير العمل ضيقة نتيجة الزدياد المسئولية المالية( زواج مبكرة أو إعالة الوالدين ... الخ ) ،فإن النتيجة قد تكون عدم اإلشباع والفشل في استخدام كل إمكانياته والشعور بالنقص وبالذنب ، ويصبح استمرار عدم االرتياح في عمل من هذا النوع محورا الضطرابات الشخصية ،وغالباً ما يرتبط التغيب عن العمل والحوادث واألعراض الفيزيقية والتوتر العائلى بالتوافق الفاشل في العمل. وعندما يختار الفرد مهنته بذكاء ،على اعتبار أن هناك فرصاً عديدة له في هذا ا ال ، فإن توافقه المهني سوف يمكنه من أن يحس باإلشباع الشخصي وبتحقيق ذاته، وأحياناً ما يساعد اإلرشاد النفسي واالختبارات السيكولوجية على هذا االختيار ،ولكن إذا كان االختيار مفروضاً على الفرد بمطالب الوالدين ،أو إذا بنى هذا االختيار على أساس حيل تعويضية عصابية ،فإن التوافق المهني الالحق سيكون ضعيفاً ،كما سيكون اضطراب الشخصية هو النهاية المحتملة ،ويستطيع التوافق المهني المشبع أن يكون مصدرا لألمن والقوة ،ويعوض أية عوامل أخرى قد دد الشخصية ،كما يستطيع التوافق المهني الضعيف أن يكون مصدراً مستمرا لإلحباط والعامل المساعد ال يار الشخصية. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٧ ) ٦العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية في مرحلة متوسط العمر جماعي /النشاط ( ٣ عزيزي المتدرب: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،حدد العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية في مرحلة متوسط العمر و الكبر. ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ٦العوامل السيكولوجية المفسرة للشخصية في مرحلة متوسط العمر و الكبر٣ / متوسط العمر :على الرغم من أنه من الصعب أن نحدد هذه الفترة على أساس السنين ، ونستطيع أن نسميها" بالبلوغ المتأخر " ،فمن المفروض أ ا تمتد من الوقت الذي تصبح فيه مكانة الفرد الزواجية واالجتماعية والمهنية ثابتة إلى حد ما حتى فترة سن اليأس ،وهذه الفترة من الحياة هي التي نرى فيها أعلى درجات التعبير الواضح عن األمراض النفسية والعقلية ،ويؤيد ذلك توزيع األعمار في مجموع المرضى نزالء المستشفيات وإحصاءات العيادات النفسية ،ولكننا ال نستطيع أن نقول أن االضطرابات التي تظهر في هذا العمر المتوسط لها أسبا ا التي ترجع إلى الوضع البيولوجى أو السيكولوجى لهذه الفترة من الحياة ،بل إن التغيرات التي تحدث في هذا الوقت تمكن االضطرابات الكامنة من الظهور في شكل مرض واضح. والميادين األساسية للتوافق التي يجب أن يواجهها الفرد في مرحلة العمر المتوسط هي : االضمحالل في القوة الجسمية ،والتغير في تجمع األسرة،وتضييق إمكانية تغيير المستقبل ،وسن اليأس أو انقطاع الحيض. اضمحالل النشاط الجسمي :يزداد وقوع الفرد فريسة األمراض الفيزيقية خالل فترة العمل المتوسط،وتقل قدرته على تحمل الضغط الفيزيقي ،كذلك تضمحل القدرة الجنسية ،ويجد الفرد نفسه مجبرا http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٨ ذا االضمحالل الفيزيقي التدريجي ،وتعتمد كيفية استجابته لهذه التغيرات على أن يعي على توافقه السيكولوجي السابق ،وقد تكون االستجابة أكثر إيالماً من التغير ذاته. التغير في تجمع األسرة :بوصول الفرد إلى مرحلة العمر المتوسط يصبح اآلباء واألقرباء كبار السن أكثر اعتمادا عليه أو قد توافيهم المنية ،ويكبر األطفال ويتزوجون ويتركون البيت ،كما يكبر اإلخوة واألخوات كذلك ويستقرون في أماكن نائية ،هذه التغيرات ،ز الجذور العائلية التي نبع منها اإلحساس األصلي باألمن ،ويستجيب الشخص الذي لم يحصل على أمن شخصي خالل توافقاته السابقة لهذه التغيرات بالمرض النفسي. تضييق إمكانية تغيير المستقبل :عادة ما يصبح نمط الحياة خالل هذه الفترة ثابتا ،فال تصبح هناك إال فرص ضئيلة للتغير ،ويصبح الفرد في هذه المرحلة من عمره واعياً بأنه قد وضع في طريق معين لحياته ،فإذا كان غير راض بوضعه ،فسوف يشعر دائماً بأنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً ،ومهما كانت توقعاته بالنسبة للمستقبل فإ ا لن تعوض هذه التعاسة الحالية ،وسوف يشعر الفرد بأنه قد وضع في مصيدة ،وتعتبر هذه االتجاهات عوامل هامة دافعة إلى المرض النفسي. سن اليأس وانقطاع الحيض :ونشير إلى هذه السن باعتباره" تغير الحياة" ،فخالل النصف األخير من العمر المتوسط يفقد الفرد القدرة على اإلنجاب نتيجة لتغيرات معينة في الغدد الجنسية ، ويستمر الدافع الجنسي والقدرة على إقامة عالقات جنسية مشبعة ولكن في قوة متداعية ،وهذه التغييرات التي تكون مصحوبة بتكيف واسع في الجهاز الغددي ،تكون أشد إيالماً لألنثى طالما أ ا تؤدي إلى التوقف التدريجي في نشاط الحيض ،وتكون االستجابة لهذه التغيرات -عند بعض النساء – متطرفة ،وقد تتسم باالكتئاب الحاد مع هياج وقلق وشعور عام بالذنب والدونية ،كما قد توجد محاوالت لالنتحار ،ويسمى هذا النوع من االستجابة بالسواد االنتكاسي ،ومن التغيرات التي نجدها في هذه المرحلة ،فقدان تقدير الذات ،والشعور بالحقارة وبالتشاؤم وفقدان الطاقة وظهور اضطرابات سيكوسوماتية ،إال أن استجابة معظم األفراد لهذه التغيرات االنتكاسية تكون مؤقتة وغير مؤلمة ،ويؤدي جهل األسرة بأسباب هذه التغيرات السيكولوجية عند الشخص المغموم إلى تضخيم المشكلة وإلى تمزيق العالقات األسرية السوية السابقة. الكبر :ال يمكن أن تحدد فترة الكبر بوضوح نظرا للتباين الفردي الواسع ،وتؤثر االتجاهات السابقة والقدرة الجسمية على التوافق خالل السنوات األخيرة من الحياة ،والمشكالت واألسباب الرئيسية التي تؤدي إلى اضطرابات الشخصية في الكبر هي :القيود الفيزيقية الشديدة ،واالعتماد على الغير ،والشعور المتزايد بعدم النفع والشعور بالعزلة. القيود الفيزيقية الشديدة :قد يصاب الفرد – مع الكبر – بفقدان الدقة الحسية ،وخاصة في مجاالت السمع والبصر وبضعف الحركة ،وقد ينتج العجز ،في الوظائف السيكولوجية مثل :ضعف الذاكرة http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٤٩ ز هذه التغيرات إحساس ،والقدرة الهزيلة على التعلم عن تغيرات في أنسجة المخ ،و الفرد باألمن ،وتزيد من شعوره بالعجز ،وقد يؤدي فقدان الدقة الحسية الذي يحد من وعي الفرد بما يحيط به إلى شعور بالشك وبالحرمان ،وقد تؤدي التغيرات اللحائية العنيفة إلى سلوك ذهاني. االعتماد على الغير :توجد في هذه المرحلة من الحياة حاالت قهرية من االعتماد االقتصادي واالجتماعي والفيزيقي ،وقد تزداد هذه الحاالت تعقيدا بالشعور باإلهمال ،األمر الذي يؤدي إلى استخدام أساليب طفلية تتبدى لنا في صورة الغضب ومحاولة جذب االنتباه ،والسلوك بطريقة معاكسة لما هو مطلوب. الشعور المتزايد بعدم النفع :تقلل هذه الفترة – عند كل من الذكور واإلناث – ميادين الحياة التي يستطيع فيها الفرد أن يفيد اآلخرين ،حيث تنتهي مسئوليات األسرة والعمل ،فينشأ عند الفرد شعور بالفراغ وبقلة النفع ،إن لم توجد نشاطات غير مهنية في صورة هوايات أو مسئوليات خفيفة( مثل رعاية األطفال ) ،وقد" يموت "الفرد سيكولوجياً ،بل حتى فيزيقياً ،ألنه لم يتبقى له ما يفعله. الشعور بالعزلة :هناك عوامل تؤدي إلى عزل الشخص المسن عن ميدان العالقات االجتماعية ،مثل فقدان أصدقاء العمر ،والحركة المقيدة ،والدخل المحدود ،وإذا كانت حياته خالية من األعمال الثقافية أو إذا كان ال يستطيع أن يلجأ إلى القراءة أو إلى أية هواية فسوف يصعب عليه تماماً أن يصل إلى توافق انفعالي فعال. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٠ الوحدة السابعة ( / ٧النشاط ( ١ التنبؤ في العمل اإلكلينيكي :يجدر اإلشارة إلى أنه من الصعب فصل التنبؤ عن كل من التشخيص والعالج ، ويهدف التنبؤ إلى تقدير احتماالت تطور المرض أو المشكلة ومدى االستجابة لعالج معين ،وسوف نناقش تفصيالً في مواضع تالية عديدة القيمة التنبؤية لمختلف األدوات التشخيصية،وبخاصة االختبارات والمقاييس السيكولوجية ،ونكتفي في هذا المقام بأن نناقش عددا من العوامل التي يفيد فحصها في عملية التنبؤ عن تطور المرض وتقرير نوع العالج ،باإلضافة إلى االختبارات السيكولوجية. عزيزي المتدرب: لكي يستطيع األخصائي النفسي اإلكلينيكي أن يقوم بدوره في التشخيص والتنبؤ بفعالية ،فإنه يتعين أن يكون واعياً بالعوامل التي تساهم في عملية التنبؤ ،بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،اشرح اثنين من هذه العوامل. . ١الحالة الجسمية . ٢بيئة المريض . ٣عمر المريض . ٤الذكاء والتعليم . ٥القابلية للموائمة . ٦ظروف االضطراب . ٧قوة الدافع إلى طلب العالج . ٨تأثير األعراض ...................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥١ ٧عوامل التنبؤ١ / - ١الحالة الجسمية: قد تكون الحالة الجسمية عامالً في تقرير الحدود التي يمكن أن تصل إليها المحاوالت العالجية ، ولذلك فإن إجراء فحص طبي قد يكون ضرورياً لتقرير إمكان وجود أي اضطراب عضوي ومدى ونوع تأثيره في المرض ،وحتى في الحاالت التي ال تؤثر فيها العوامل العضوية تأثيرا مباشرا في الحالة العقلية ،فإن سوء الحالة الجسمية أو أزما ا قد تشكل عائقاً خطيرا في تقدم العالج النفسي. - ٢بيئة المرض: قد تكون التعديالت الممكن إحداثها في بيئة المريض من العوامل الهامة التي تحد من تأثير العالج ، وذلك إذا اضطر المريض للمعيشة في بيئة ال يشعر فيها باألمن ،أو إذا لم يكن هناك طريق لتحسين العالقات العائلية أو الزواج غير الموفق ،أو تذليل الصعوبات المالية ،أو تعذر العثور على عمل مناسب ،أو تحسين عالقات العمل ،وبينما قد يكون من الممكن إحداث بعض التغيير في أولئك الذين يتعين على العميل العيش معهم ،إال أن إحداث التغيير في البيئة كلها يكون عادة أمرا متعذرا ،وفي هذه الحاالت تكون الدالالت التنبؤية سيئة،وبخاصة إذا كان لهذه المتغيرات التنبؤية دورها في نشأة وتطور المرض أو المشكلة .وقد يتطلب األمر أحياناً تغيير بيئة المريض إذا سمحت الظروف بذلك وإذا قدر أن يكون لمثل هذه اإلجراءات تأثير عالجي طيب. - ٣عمر المريض: وله أهميته في تقرير إمكانيات العالج ،وقد وجد في العالج عن طريق التحليل النفسي الكالسيكي أن المرضى بعد أواخر األربعين ال يستجيبون استجابة طيبة للعالج ،وذلك ألن الطريقة تتطلب الرجوع إلى الماضي البعيد ،وعلى ذلك يتسع مدى ما يتعين فحصه من مادة سيكولوجية. وفي كل طرق العالج يتطلب األمر تغييرا وتعلماً جديدين ،وحيث إن الشباب وصغار الراشدين يسهل عليهم إحداث التغيير وتعلم الجديد ،فإن صغر السن من العوامل التي تحسن التنبؤ ، وال يعني ذلك أن كبار السن من الناس يتعذر عالجهم ،ولكنه يعني فقط أن التنبؤ يكون أحسن لمن هم أصغر سناً حيث إ م أكثر قابلية للتغيير ،هذا إذا تساوت الظروف بالطبع ،واألطفال الصغار يتأثرون تأثرا كبيرا ببيئتهم القريبة وبخاصة البيئة العائلية ،ومن ثم فإنه في كثير من األحيان يتعين عالج الطفل والبيئة في وقت واحد ، وقد يتضمن ذلك عالج الوالدين أو نقل الطفل إلى بيئة أنسب له. - ٤الذكاء والتعليم: يجب أن ندخل في اعتبارنا ذكاء المريض وتعليمه في تقييمنا قابليته للعالج ،وال يعني ذلك أنه كلما ارتفع الذكاء والمستوى التعليمي تحسن التنبؤ ،إال أنه بالنظر إلى أن الكثير من العالج يتضمن استخدام اللغة ،فإن أدنى حد من القدرة على استعمال اللغة واالستجابة لها يكون ضرورياً ،ومن ناحية أخرى فإن http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٢ م في العالج عن طريق إظهار العطف األشخاص من محدودي الذكاء قد يمكن مساعد والطمأنة ،ويمكن القول بعامة أنه بقدر ما يكون لدى المريض من أسباب الحياة ودواعيها بقدر ما يكون التنبؤ جيدا ،فالصحة الجسمية والقوة والجمال والذكاء والتعليم واالستعدادات الخاصة والمركز االجتماعي والثروة والمهنة والعالقات العائلية الجيدة ،كل هذه على العموم من شأ ا تيسير االستجابة للعالج ،إال أن هذه العوامل رغم ذلك يجب أن تقيم من حيث معناها في نظر المريض ،وهذا المعنى الشخصي هو المهم ،وفي كل حل حالة تتفاوت هذه العوامل في معناها وفي أهميتها تفاوت حاجات المريض وظروفه. - ٥القابلية للمواءمة: ا المواقف الجديدة في الحياة ،ويمكن وهي تتضمن دراسة الطرق التي يجابه المريض استقراء درجة هذه القابلية من استقراء تاريخ حياته ،وبخاصة استجابته لمواقف مثل الفطام ،والخبرات المدرسية األولى والبلوغ ،واالنتقال إلى جيرة جديدة ،وخبرات العمل األولى ،والوفيات في العائلة، والخبرات الجنسية والزواج ...الخ ،وعن طريق هذه الدراسة يمكن تقييم قدرة األنا على التكامل. - ٦ظروف االضطراب: إذا تركز الصراع الذي يواجهه الفرد في مجال واحد ،فإن فرصته لالستفادة من العالج تكون أحسن من الفرصة المتاحة لغيره ،كما أنه من المهم معرفة الظروف التي نشأ فيها االضطراب ومداه ودرجه التكيف الناجح في أوقات الصحة ،فمثالً إذا كانت ظروف الشخص مناسبة ،وكان تكيفه رغم ذلك ضعيفاً ،فإن التنبؤ لن يكون مشجعاً ،وكذلك فإن المريض الذي يبدأ اضطرابه في مرحلة مبكرة ،ويالزمه هذا االضطراب بصورة مستمرة ،يغلب أن تتكون لديه عادات وأساليب استجابية يصعب تغييرها ،كما يصعب تعليم المريض نفسه أساليب جديدة ،ويشير استمرار االضطراب إلى أن دوافعه قوية ،وهذه عالمات تنبؤية سيئة. - ٧قوة الدافع إلى طلب العالج: يكون التنبؤ أحسن في حالة المريض الذي يتوفر لديه دافع قوى لتحسين حالته ،فينشد العالج بنفسه بدالً من أن يدفع إلى ذلك دفعاً ،وبالمثل فإن االستعداد والعزم على التضحية للحصول على العالج ، يكون عالمة تنبؤية طيبة. - ٨تأثير األعراض: وهو تأثير يمتد إلى كل من الدافع عند المريض إلى العالج وإلى فرص النجاح أمام المعالج ،فمثالً إذا تلقى المريض بالشلل الهستيري تعويضاً مالياً عن مرضه ،فقد يقل عنده الدافع للعالج. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٣ ( / ٧النشاط ( ٢ أصبحت المقابلة في العصر الحديث أداة بارزة من أدوات البحث العلمي ، وقد ظهرت كأسلوب هام في ميادين عديدة ،كالطب ،والصحافة ،والمحاماة، وإدارة األعمال واألنثروبولوجيا ،واالجتماع والخدمة االجتماعية ،وبشكل خاص في مجاالت التشخيص و العالج النفسي. المقابلة هي أداه هامة ويمكن أن تكون من أهم األدوات في دراسة الحالة ،وأجمل ما فيها أ ا ممكن أن تعكس كل خبرات و مهارات التواصل. عزيزي المتدرب: بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،اكتب تعريفاً للمقابلة موضحاً عناصرها الرئيسية؟ ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ٧تعريف المقابلة٢ / المقابلة: تعريفها :هي عبارة عن موقف تفاعلي :عالقة دينامية ،وتفاعل بين شخصين أو أكثر ،تتم وفق غرض محدد ولتحقيق أهداف محددة. ما معنى الهدف؟ التخطيط المسبق لتحقيق أمر ما .مثاله عندما تخطط لمقابلة شخص ،ال أن تقابله صدفة. ما معنى دينامية؟ تبادل لفظي يمكن أن يتم من خالل الهاتف ،لكن أهم شيء التعابيرالوجهية ،الوقفات.. الحركات ،فهذه تمنح الدور االيجابي للقائم بالمالحظة ،يستقرئ مالمح و تعبيرات الحالة التي يجري عليها هذه الحالة ،ما تتيحه المقابلة ال يمكن أن يتيحه أي اختبار مهما بلغ من قوة أن يمنح نفس المعلومات، تتيح موقف حي ،موقف حر ،موقف تفاعلي ،موقف إيجابي ،يقول الرسول( صلى هللا عليه وسلم): "وتبسمك في وجه أخيك صدقة" البعد الدينامي :يعتمد بقوة على مهارات التواصل ،و القدرة على تحقيق أهداف المقابلة. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٤ ( / ٧النشاط ( ٣ عزيزي المتدرب: يحدد المستشار أو المرشد هدفاً للمقابلة قبل أن يبدأ ا ،وعليه فللمقابلة أهداف متنوعة ،بالتعاون مع زمالئك في ا موعة حدد أهداف المقابلة. أهداف المقابلة: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ٧أهداف المقابلة٣ / أهداف المقابلة: - ١االستطالع :مثال متقدمين للوظيفة أعمل لهم مقابلة( المظهر ____________الخارجي و غيرها)!.. ما معنى قادة الرأي :هم الجماعة التي تستطيع التأثير في اآلخرين ..و هناك تأثير مباشر و تأثير غير مباشر ،فمن المفترض أن تتم المقابلة وجهها لوجه ،مع االحترام لظروف ا تمع ،لكن المقابلة ال يمكن قسمتها على ( ) ٢ال يمكن أن تكون من خالل الهاتف.. ما معنى استطالعية :الهدف منها استطالع الرأي نحو شئ معين ..نعتمد على المقابلة و ليس االستبيان، فهناك هدف أكثر من مجرد اإلجابة على األسئلة ..ففي االستبيان نحن ال نعرف المشاعر المصاحبة لإلجابة ،فيمكن أن تكون بدافع ا املة ..الكراهية الشديدة ،النفاق ..و هكذا.. و هذا النوع من المقابلة يتضمن أسئلة استنفارية يجب اللجوء إليها ،مثال المتقدمات للقسم ،ما الهدف من إجراء المقابلة معهم؟ أنا ال أعرف هؤالء الناس لكن ما هو االنطباع الشخصي الذي أكونه عنها من خالل المقابلة؟ http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٥ فلنؤدي موقفاً شبه تمثيلي: / ٢التشخيصي :أشبه ما يكون بمحقق البوليس ،كثير األسئلة ،و الذي ال يعتمد على االختبارات بل يعتمد على األدلة.. / ٣اإلرشادية :هل تحتاج هذه المقابلة إلى أن أكون كمحقق الشرطة لجمع المعلومات؟ و هل أنا مكلف بالتشخيص فيها؟ و هل تتطلب وجود مشكلة ألجل اإلرشاد أم أننا عادة ما نحتاج إلى إرشاد؟! هذه المقابلة تكون خفيفة ال تحتاج إلى وسوسة التشخيص أو العالج.. / ٤المقابلة العالجية :التكنيك الذي يعتمد عليه العالج يتجاوز حدود الوقاية ،أنا أتجاوز الشكوى فهي ال دف إلى التشخيص بل إلى العالج ،ألجل هذا فهي مركبة ..مثال شخص لديه أرق ..ينام في اليوم لفترة ربما ال تزيد عن األربع ساعات إن نام ،و يكون نومه متقطع ،و هذا يؤثر سلبا على حركته ،هنا نبدأ نسأله عن فترة االستيقاظ؟ ما الذي يمنعك عن النوم؟ ما هي نوعية األفكار التي تشغلك؟ ما الذي تخاف منه؟ هل هي حاجة تاريخية أم عارضة؟ هل هي مرتبطة بتنظيم الوقت؟ بالعصبية مثال ....و هكذا... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٦ الوحدة الثامنة ( / ٨النشاط ( ١ عزيزي المتدرب: مما تقدم يتضح لنا أن المقابلة الناجحة البد أن ترتكز على شروط واضحة ،بالتعاون مع زمالئك في ا موعة حدد هذه الشروط شروط المقابلة: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ٨شروط المقابلة١ / شروط المقابلة: - ١األلفة والمودة :ما معناها؟ تعني أنه يمكن أجلس مع شخص لمدة ساعة أو ساعتين أو ثالث ،و ال يتقبلني على اإلطالق ..و ال اخرج معه بأي شيء و شخص آخر ممكن أجلس معه لمدة ربع ساعة فقط فيتقبلني و يثق بي وأحصل منه على كل ما أريد! فالمقابلة تعتمد على التقبل ،التواصل البصري ،ال ألعب دور الواعظ في الموقف،فهو لم يأت لكي أمارس دور الواعظ عليه.. و األلفة تعني شعور الشخص بأنه يألفني و كأنه يعرفني من سنين طويلة،كما علي أن أعمل على اكتساب ثقته ،و بذور الثقة يمكن أن تنمو في لحظات و يمكن في ساعات و يمكن أيام ...الخ. - ٢اللغة تكون سهلة و واضحة :مثال قد يأتي شخص إلي أقول له" أصل إنت السترس اللي عندك عملك ضغط على الجهاز العصبي و تسبب في "،.....وأبدأ باستخدام ألفاظ مقعرة جدا ال يستطيع http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٧ الشخص فهمها و إدراكها،لقد تعلمت من أساتذتي أن الشخص كلما ارتقى في العلم كلما استطاع أن يقدم نفسه بشكل أيسر لآلخرين. - ٣تكون في أوقات متفرقة :فمن الممكن مثال يكون في أحد المرات المشكلة قد حصلت للتو فيكون الشخص منفعالً غضبان ،و هكذا،وبعد يوم نراه مختلفاً ! فاإلحساس بالمشكلة يختلف من موقف آلخر. س :هل أكتب أثناء المقابلة ما يقوله أم ال؟ و إذا كتبت فهل تكون عيني على القلم أم في عينيه؟ و هل أكتب أفضل أم أستخدم مسجل أفضل؟ - ٤حتى لو أردت الكتابة فمن المفترض أن أسجل فقط رؤوس الموضوعات بحيث ال يبدو و كأنه جالس يمليني ،وال بد أن تكون عيني معه. س :طيب أفضل أنا أسأله أم أستخدم جهاز تسجيل؟ - ٥مجرد كون طريقة التسجيل آلية تكون مستفزة ؛ ألن المقابلة إنسانية كيف نجعله يتعامل مع آلة؟ ( / ٨النشاط ( ٢ عزيزي المتدرب: الشك أن للمقابلة أنواعاً مختلفة ،بالتعاون مع زمالئك في ا موعة ،اذكر أنواع المقابلة . أنواع المقابلة: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٨ ٨أنواع المقابلة٢ / *أنواع المقابلة: ) ١المقابلة من أجل اإللتحاق بعمل. ) ٢من أجل التشخيص المبدئي ،اختار واحدا من ٢٠شخصاً مثالً. ) ٣مقابلة البحث االجتماعي لحالة :للوقوف على بعض األمور،وهذه تقام في المدارس والمستشفيات من أجل التحقق من وجود مرض مثال! ) ٤المقابلة اإلرشادية من أجل اإلرشاد.. والمقابلة اإلرشادية ،وقد تتم بشكل مباشر ،أو من خالل وسيط ،مثل شاشة التلفزيون في الجامعة، أو عبر الهاتف أو االيميل ...الخ إن كلمة مقابلة توحي بأ ا عبارة عن لقاء مباشر وجهاً لوجه !هناك قاعدة تشخيصية قد يقبلها البعض وقد يرفضها ..مع أنني ال أتلقى وال أستقبل أي حالة إال بمقابلته هو شخصياً( فالحالة ال يرى إال نفسه)،ال أريد مقابلة إال صاحب المشكلة نفسه ،وليس صديقه أو والده ،فالمفروض صاحب المشكلة هو الذي يبحث عن حل وأيضاً عندما يأتي صديق أو جار أو والد لنسأله لماذا تبحث عن حل لمشكلة ذلك الشخص فهو ينقلها من أجل أن يرتاح ،ودوري أن ال أحل مشكلة صاحبه بل أحل مشكلة صاحبة المشكلة.. تم معلومة مهمة :إذا أتى شخص يشتكي من مشكلة شخص آخر ال أقول نرفضه بل ال به،ألنه ال يهتم بالحل لمشكلة ذلك الشخص بل بالحل لمشكلته هو .يعني كأننا أمام زوج أخذ زوجته إلى الطبيب فرفضت الكشف عليها وأرادت أن يكشف على زوجها ثم يعطي العالج لها !!كيف سيكون هذا؟ هنا نفس الشيء! والمقابلة اإلرشادية قد ال يقوم ا شخص محترف فقد يكون أي شخص ( أب ،-أخ – إمام مسجد... الخ) ) ٥مقابالت من أجل تطبيق االختبارات والمقاييس:كالمقابالت التي يجريها األخصائي النفسي في المدرسة ،واألخصائي طبعا ال يقوم بتطبيق االختبار من أول المقابلة بل تكون المقابلة في البداية من أجل التهيئة والتعرف عليه وكسر الحواجز و يكون االختبار كاللعبة كاختبار رسم الرجل لوحة جودارد...الخ ..و تنتهي هذه المقابلة بتطبيق االختبار... ) ٦مقابلة ممهدة للعالج النفسي :قبل أي مقابلة عالجية ال بد أن تكون هناك مقابلة تمهيدية هي التي تقرر إذا كانت الحالة تحتاج إلى عالج أم ال ،فإذا كانت الحالة ال تستدعي عالجا بل إرشادا فقط فإن المقابلة تنتهي بنهاية اإلرشاد ،لكن هناك حاالت____________ ال يستطيع األخصائي أن يقدم لها الكثير،وتنتهي بالتحويل إلى أشخاص آخرين لتقديم مساعدة لهم فتكون هذه المقابلة مجرد تمهيد للمرحلة التالية! http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٥٩ ( / ٨النشاط ( ٣ تمثل قوام المقابلة كواحدة من أهم أساليب دراسة الحالة؛ أل ا تعطيني أشياء كثيرة جدا، ال تعطيني إياها األساليب األخرى( مالمح الوجه ،البكاء...إلخ )،مثال نستطيع أن نالحظ من خالل المقابلة أن الحالة حينما أخذت الورقة والقلم تأثرت و بكيت ،هل هذا سيتضح لنا من خالل اإلجابة أم من خالل المقابلة فقط؟! المقابلة قراءة للوجوه وقراءة للمشاعر ،قبل أن تكون للحصول على المعلومات فمهارات التواصل تتحقق حتى من تبادل المشاعر بعيدا عن المعلومات. عزيزي المتدرب: موعة اشرح اثنين من األسس المنهجية التي تقوم عليها بالتعاون مع زمالئك في ا المقابلة. . ١اإلنصات الدقيق . ٢األسئلة الهادفة . ٣إدراك الدوافع الالشعورية . ٤كشف و مالحظة التناقضات الوجدانية . ٥التقبل( التقبل غير المشروط) . ٦العالقة الحميمة المسئولة . ٧تفسير البيانات والنتائج الشرح: ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ............................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... ................................................................................................... http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٠ ٨األسس المنهجية في المقابلة٣ / األسس المنهجية في المقابلة: ) ١اإلنصات الدقيق :من المهم جدا أن نضيف إلى كلمة( اإلنصات )كلمة( الدقيق!) يعني أصغ لكل التفاصيل بنفس األهمية ،وهي تتعدى حدود االستماع( ألننا نستمع بدون قصد ،و قد نسمع أشياء ال نريدها ،بعكس البصر و الرؤية ،فحاسة السمع تعمل شئنا أم لم نشأ )أما االستماع مع اإلنصات فيكون باالنتباه الدقيق. ما معنى أن تصادق شخصاً ؟ إذا صادقت شخصاً فعليك أن تم بما يهتم به ،وإذا أردت أن تتقرب من شخص فلتهتم بما يهتم به هو ،وليس ما تم به أنت ،و هذا يتحقق باإلنصات له ،و من هنا تقرب المسافات بينك و بين العميل؛ ألنك إذا اهتممت بما يهتم يعطيك نفسه( العميل) ) ٢األسئلة الهادفة :تخيلوا مثال واحدة قريبة لك تلجأ إليك في مشكلة تخص زوجها، وتشتكي وتنفجر من كثرة الشكوى ..فما هي األسئلة التي يمكن أن تطرحيها عليها هنا؟ ماذا تعني كلمة هادفة؟ األسئلة الهادفة ال يمكن أن تنتقى إال من خالل اإلنصات الدقيق ،فبواسطته نعرف ما هو السؤال الذي يكمل معلومة أو نقص معلومة؟ أو ما هو السؤال الذي يمكن من خالله التحقق من فرض !و من الضروري أن يتسق السؤال مع المشكلة المطروحة ،فال أسألها مثال ما نوع العطر الذي تستخدميه؟ !!وهي تحكي عن مشكلة زوجها !أو مثال مقاس الحذاء كم؟ !هنا أبدو و كأنني في وادي و هي في وادي آخر ،فهي تتكلم عن مجموعة وقائع !و ليس بالضرورة أن تكون ما تحكيه حقائق !فكيف يمكن أن أنقل المعلومة من الوقائع إلى الحقائق؟؟ السؤال الهادف هو الذي يوجه الموقف للحصول على المعلومة الكاملة التي تعينني لإلرشاد و العالج و فهم الموقف. األسئلة الهادفة تلقي الضوء على أشياء قد يظن العميل أ ا عابرة.... س :لو أنك أخصائية نفسية أو طالبية في الجامعة ،وباب الغرفة مغلق ،يطرق الباب وطالبة تدخل وتجلس وتقول إ ا تريد أن تسترشدك في أمر ،وتحكي موقفاً أو حدثاً معيناً ؟ ما هو أول سؤال يجب أن يتساءله المرشد؟ !أول سؤال يجب أن يسأله األخصائي لنفسه لماذا أتت هذه الطالبة للمرشد؟ ما الذي دفعها إلى أن تطرق الباب لتعبر عن مشكلة و تشتكي منها ؟ و لماذا اآلن بالذات؟ ) ٣إدراك الدوافع الالشعورية :ألن الشعور هو الذي يتكلم ،فأين الالشعور؟ فبالشعور جاءت الحالة وطرقت الباب وجلست وبدأت تحكي المشكلة ،ما الدافع الذي دفعها لذلك؟ يجب أن يكون المبرر واضحاً لدى المرشد ،وإذا لم يكن واضحاً فعليه أن يسأل العميل !وغالبا ما يكون هذا السؤال صدمة للعميل!! فالفرق بين األمراض النفسية والعقلية يكمن في الوعي !هل أنت تعي أن إحساسك بالمشكلة قد يضعك في قائمة المرضى النفسيين أو المضطربين سلوكيا؟! لماذا عندما تأتي حالة للمعهد تأتي األم وليس األب؟ !ال بد أن أسأل ،ألن الجواب يرسم خريطة عن الحالة وربما أسبا ا ،فإدراك الدوافع الالشعورية أمر مهم جدا ،ما وراءه لكي يأتي ليطرق الباب؟ http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦١ *اسأل بشكل مباشر أو غير مباشر ألم تمر عليك في حياتك في السابق شيء أكثر أهمية من هذا األمر؟ فما الذي أتى بك اآلن ،وماذا سيحدث إذا لم تأت؟! -قد تحدث لنا الكثير من المشكالت ،ولكن ال ألجأ إلى الشكوى؛ فلماذا أتيت اآلن في هذه للشكوى ؟ ومن هذه المشكلة بالذات؟؟! ) ٤كشف و مالحظة التناقضات الوجدانية: أريد متطوعة أطرح عليها بعض األسئلة:ما اسمك كامال؟هل دخلتي القسم برغبتك أم برغبة اآلخرين؟هل أنت متوافقة مع دراستك بالقسم؟إذا عبرت عن القسم ماذا ستعبرين إيجابي أم سلبي؟لماذا اخترت التربية الخاصة؟؟ال بد أن أالحظ التناقضات الوجدانية في كل كالم العميل أو أجوبته،لو اسأل واحد مثال :ماذا تعمل؟ معلم تربية خاصة راضًٍ عن العمل؟ سعيد جدا.. هل أنتِ هل أنت متوافق مع العمل؟ سعيد جدا..ماذا يحقق لك العمل؟ ..يتغزل به..وعندما أقترب من الواقع ،وأنزل إلى ساحة العمل ،و أقابل زمالئه اكتشف أن كل كلمة تخرج منه في العمل تعبر عن الغضب ،وعدم التوافق والمشاكل ،وأنه طرف أساسي في المشاكل التي تحصل هناك! إن اإلصغاء الدقيق هو الذي يوجهنا للدوافع الالشعورية ،وكشف التناقضات التي يقع فيها العميل. تخيلوا مثال لو أن زوجين اختلفا خالفاً حادا جدا ،وتدخلت الوسائط واألهل ،ويريدون الطالق ،ولكن عند الطالق يرتدون إلى نقطة الصفر؛ الزوج مثالً يقول أنا أحبك ،كيف أطلقك؟ اكتشف الحب لحظة الطالق، أو مثال يطلقها ،وحينما تسأله لم؟ يقول طلقتها ألني أحبها ،أو لست جديرا ا !كل هذه تشكل تناقضات وجدانية. ) ٥التقبل( التقبل غير المشروط )أساس منهجي للمقابلة ،ال أن أنتقي من أقوم بمقابلته؛ ألنني أقدم خدمة ،تخيلوا مثالً لو أن طبيباً اتصلوا عليه و قالوا هناك ( ) ٢٠حالة تنتظرك !فيرد قائال :ال أريدهم كلهم!! ثم يأتي ليختار من بينهم من يشاء و يترك البقية !!من المفترض أن المقابلة تكون غير مشروطة ..التقبل ليس للشخص ،بل للمشكلة بشكل كامل !فيه مشكلة لو كنت أنا فيها واعظاً تصبح كارثة ! استشهاد لحالة صعبة ،لو فتاة تطلب لقاء مباشر وجهاً لوجه وتخبر القائم بالمقابلة أ ا تعرضت لالغتصاب من أخيها؟ !وإذا باألخ يعتاد الفعل ،يعني بعدما حدث أول مرة أصبح اعتيادا أي تكرار ،ثم أصبح استنادا إلى الفعل يتحكم فيها ،وسيطر عليها؛ بحيث أصبح يقدمها كهدية لبعض أصدقائه!! http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٢ بعد إصغاء دقيق قد تتفجر في أذهانكم بعض االستنكارات واألسئلة !ماذا لو أن هذه الشكوى لم يتقبلها المقابل وقام أعطاها كف وراء كف واتصل على األب وأخبره !!هل أنا سأحل المشكلة أو قدمت خدمة أو مساعدة ،هل تقبلت المشكلة؟ هل تحققت من صدق كل حرف قالته الفتاة؟ ما الدافع بأن تأتي بشكل مباشر غير مسبوق باالتصال أو التمهيد وإعطاء خبر للمرشد ..من أجل ذلك دائماً نقول يمكن أتأثر وانفعل ،وبسبب تأثري بالمشكلة أفقد إدارة الموقف. تخيلوا لو أن امرأتين جالستين ،واالثنتين متفاعلتان فأيهما المرشد و أيهما المسترشد؟ كالهما يحتاج إلى إرشاد !وقد يحتاج إلى عالج !!فقد ذابت الفوارق حتى لو تأثرت يجب أن أحتفظ بتأثري في داخلي لكي أستطيع إدارة الموقف ..وأصغي وأسأل أسئلة مفيدة !!فإذا تأثرت ال أرى الهدف! ) ٦العالقة الحميمة المسئولة :عالقة حميمة ال تعني أننا ندخل من أول جلسة،ونتبادل الجواالت والماسنجر ،وما إلى ذلك !ال العالقة الحميمة ال تذيب الفوارق والحدود ،ال ترفع مهارات التواصل ..نعم اإلصغاء ..االنتباه ..الحوار ..االتفاق ..الترحيب كل عناصر تكوين العالقة الحميمة. المسئولة :تعطيني الحق إلدارة الموقف اإلرشادي أو العالجي ،ممكن أم تقابلك في المعهد وال تتركك إال وأنت تبكين ..وتكون قد أتت عليك وتتركك في حالة ا يار ،تفقدي كل أدواتك وتصبحين ال حول لك وال قوة وخاصة أمهات المعاقين تمشي و تستدر عطف اآلخرين ،ويسعد من شدة تفاعل اآلخرين معه وتأثره !لذلك اسمع وأدرك واكتشف التناقضات و أتقبل كل شيء لكي ال أفقد إدارة الموقف، فالتأثر قد يجعلك تخضعين للموقف ويفقدك القدرة للحكم على بقية المتغيرات و قد يكون هناك عنصر حاضر فتتعاملين معه بصفة الغياب !المسئولة :ليس معنى أن تقام عالقة ودودة نرفع الحواجز بل األدوار محددة المالمح ..وال يحدث تنازل يفقد هيبة ومقام الدور. ) ٧تفسير البيانات والنتائج: ما الهدف من المقابلة؟ فهم وتفسير ما جاء في المقابلة وكل ما جاء فيها.ما الهدف من دراسة الحالة :الفهم والتفسير.معلومة مهمة :ليس كل البيانات التي وردت في االستمارة مطالبين بملئها بل الفهم والتفسير للحالة.. فالعناصر غير ملزمة بل صممت لكي تحتوي كل الحاالت. كل عناصر دراسة الحالة في المذكرة عناصر إرشادية موجهة. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٣ الوحدة التاسعة ٩نموذج دراسة الحالة١ / بين يديك ( الملحق رقم ) ٢نموذج لدراسة الحالة ،و هذا النموذج ال يعدو أن يكون مجرد دليل يستعان به ،وهو بالطبع قابل للتعديل حسب الحالة المعينة ،وبالرغم من أن هذا النموذج قد أعد أصالً لدراسة حاالت الراشدين وبخاصة من الذهانيين والعصابيين ،إال أن الكثير من فقراته يصلح لالستخدام في الحاالت األخرى ،مثل حاالت األطفال والجانحين وغيرهم ،كما أن الكثير من الفقرات تصلح دليالً إلجراء مقابلة تشخيصية وللقيام بمالحظة العميل ،بعد إضافة بعض التوجيهات، وسوف نوضح عناصر وأجزاء هذا النموذج من خالل العرض ،كما يوجد في النموذج شرح لعناصره يمكن الرجوع إليه عند تطبيق النموذج عملياً. عناصر نموذج دراسة الحالة: ] ١البيانات المميزة والمشكلة] : ] ٢الخلفية التاريخية] : (أ ) بيئة العميل: (ب )النمط العائلي: (ج )التاريخ الشخصي: (د ) التاريخ التعليمي: (ه )التاريخ المهني: (و ) التاريخ الجنسي والزواجي: (ز ) التاريخ الطبي: (ك )االهتمامات والعادات األخرى مثل: ] ٣نشأة وتطور المرض الحالى] : ] ٤المظهر الحالي والسلوك العام] : ] ٥القدرة على التركيز] : ] ٦محتوى التفكير] : ] ٧الحالة االنفعالية] : ] ٨الوظائف الحسية والقدرات العقلية] : ] ٩االختبارات السيكولوجية التشخيصية] : ] ١٠الفحوص الطبية والمعملية] : ] ١١الصياغة التشخيصية] : http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٤ ( / ٩النشاط ( ١ عزيزي المتدرب: من خالل الشرح وفهمك ودراستك لنموذج دراسة الحالة ،قم باختيار حالة ما وادرسها مستخدماً نموذج دراسة الحالة ،وكتابة تقرير عنها. تقرير الحالة: ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... ....................................................................................................... (مالحظة :نموذج دراسة الحالة في المالحق ( ملحق رقم ٣ http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٥ المالحق http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٦ (ملحق ( ١ المنهج اإلكلينيكي و المنهج التجريبي هناك منهجان متصارعان في الميدان :المنهج اإلكلينيكي الذي نحن بصدده اآلن ،و المنهج التجريبي.. و سنورد اآلن بعض االختالفات بينهما على سبيل المقارنة: العينة و التعميم في المنهجين:هل نستطيع تعميم دراسة حالة واحدة في ا تمع؟؟مثال هل أستطيع دراسة حالة طالب /طالبة واحد وأعممها على جميع الطالب؟المنهج التجريبي يجيب عن التساؤل السابق بال ..و كيف؟ و ال يمكن !و ال يجوز ...و هكذا!أما في المنهج اإلكلينيكي :فنحن نبحث عن التشابه و ليس عن االختالف!المنهج االكلينيكي يتبنى الرؤية السيكودينامية( أي الحالة النفسية المتحركة ،الحالة المتواترةالمستمرة ،مفهوم الصراع و التفاعل و االصطدام بالواقع ..نريد دراسة شخص بكل ما يحتويه.. مثال :إذا تأخر الباص ،تعطل ،لم يأتي ..ستحدث مشكلة و يتحول إلى صراع ،أي موقف في الحياة هو صراع ،كل تفاصيل حياتنا عبارة عن صراع ،لكي نجتاز المقرر هناك صراع ..فالحياة عبارة عن مجموعة صراعات متعددة تبحث عن حلول. لذا نقول دائما في دراسة الحاالت الفردية إن أي اضطراب يتولد عن صراعات شعورية و ال شعورية. *مثال آخر :هناك شخص سيسافر فتأخرت عليه الطائرة ساعتين ،ثم أعلن عن تأخرها ساعتين أيضا ،ثم أعلن عن تأخرها ساعتين كذلك ،و بعد كل هذا التأخير أعلن أ ا لن تتجه إلى المدينة التي كان ينوي الذهاب لها بل إلى مدينة أخرى ،و عندما حطت في تلك المدينة حصل له حادث في الطريق !!هذا موقف عابر ..لكن سبب له صراعاً كبيرا وإشكالية كبرى ،ملخصه كيف يكون السفر آمنا؟! *مثال آخر :ما هي أكثر مشكلة تواجه طالب مركز التنمية األسرية؟ حينما نقول مثال :عدم توفر الزيارات الميدانية !هل تتفقون أن دراسة مثل هذي المشكلة تأتيبنتائج عميقة؟ حيث أن الجزء متصل بالكل المكون له ،و هذا ما يمنحنا أحقية التعميم. فدراسة الحالة تنتهي بوضع تشخيص للوضع الحالي و تشخيص للتصور المقبل.. و أخيرا :واحد من أهم أهداف المنهج اإلكلينكي هو تحديد طرق العالج. مثال آخر :حينما نقول مثال :أن الواسطة و التحيز هي من أهم المشاكل___________ التيتواجه الطالب ،فإذا كانت الواسطة تلعب دورا ،و هناك شخص يستفيد منها ،فكيف نمنع الضرر عن اآلخرين؟ كل شخص يسعى لالستفادة، وهذا ال مانع فيه ،لكن المهم أال يضار اآلخرين ذه الفائدة !طبعا هذه مشكلة ال تتساوى مع مشكلة نفسية عميقة.. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٧ و أكثر ما يجب االنتباه إليه أننا حينما نجمع المعلومات عن الحالة فليس المهم فيما نجمعه و إنما كيف نقرأ ما نجمعه !حتى نشخص الواقع بدقة؛ و نحدد العالج! *ال ننسى :أن المنهج اإلكلينيكي هو الدراسة العميقة لحالة فردية( في بيئتها )يعني في ضوء ا تمع الذي تنتمي إليه ،و هي ليست حالة معلقة بين السماء و األرض ،بل هي منتمية للكل الذي تتصل به .. فمثال أي شخص فينا شاء أم أبى ينتمي إلى أسرة ،إلى دين ،إلى مذهب ،إلى بلد ...و هكذا .لذا فال بد أن ندرس الحالة في بيئتها و نستقرئها من خالل السياق ،دف تحديد العوامل التي أدت إلى ظهور المشكلة التي هو فيها ،و هذا ما يسمى بتشخيص الحالة. ال بد أن نرى مظاهر المشكلة في مقابل أسبا ا ،نضعهم أمام أعيينا ،فطالما كانت األسباب غائبة ال نستطيع أن نشخص ،وألننا لم نصل إلى سبب فلن نصل إلى عالج! فنحن نجمع المعلومات من أي مصدر حتى تتكون لنا حصيلة معرفية ،من أب ،أم ،أخوة ،أستاذ، تلفزيون.. أي مصدر من مصادر المعرفة ..و من المطلوب منا بعد ذلك اختزال كل هذه المعلومات و معرفة األسباب و األصول. *مثال :عندما يذهب شخص إلى طبيب شاكيا له األرق،ومشاكل نوم كثيرة( .أنا ال أنام في الليل على اإلطالق ،و لو نمت فنومي متقطع ال يكاد يكمل الخمس دقائق ،و تالحقني الكوابيس........الخ )ما قدمه المريض من معلومات هي معلومات أفقية ..لكن على الطبيب هنا أن يبحث عن األصول ..ما هو السبب الذي أدى إلى ظهور هذه المظاهر؟! فلو افترضنا أنه قدم له بعض المسكنات أو المنومات مثال ..فهل يكون هنا قد بحث عن األصول؟ وهل ستكون المشكلة قد حلت بمثل هذا؟؟ بالتأكيد ال ..فهذا مجرد حل وقتي ،وبما أن األسباب قائمة وموجودة فإن الحالة ستظهر على السطح مرة أخرى ،وقد يصاب الشخص بانتكاس أكبر ..فاإلشكالية دائماً أننا ال نبحث عن األسباب ،والمعلومات األفقية مهمة ،لكنها ال تكفي للوصول إلى تشخيص وعالج مناسب. س :لو أردنا أن نقوم بدراسة حول اتجاه السعوديين نحو اإلعاقة في منطقة اإلحساء ،فهل أطبق االستبيان على شخص واحد أم ٥٠٠شخص؟ أيهما أكثر تعبيرا عن االتجاه نحو اإلعاقة؟ لو طبقنا االستبيان على ال ٥٠٠شخص فسيعطي ذلك تباينات في شدة االتجاه ،لكن إذا توفرتفي الشخص خصائص هذا الكل ،فال داعي أن أدرس ال ٥٠٠ما دام أ ا ستعطي نفس النتائج! المنهج التجريبي قائم على دراسة السببية( أثر المتغير المستقل على المتغير التابع )لذلك فال بدأن أدرس المتغيرات و أضبطها. المتغير المستقل هو :الذي يؤثر وال يتأثر.المتغير التابع هو الذي يتأثر وال يؤثر.أما المتغيرات الوسيطة فهي التي تساهم مع المتغيرات المستقلة في إحداث تغييرات في المتغيرالتابع. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٨ مثال على هذه المتغيرات و العالقة بينها: عندما نريد تحديد عالقة ضوء الشمس باإلنبات ،ضوء الشمس هو متغير مستقل ،اإلنبات هومتغير تابع.. أما المتغيرات التابعة هنا فقد تكون الرياح ،نوع التربة ،نوع البذرة ،الماء المستخدم ،االهتمام و الرعاية .....الخ. أما المنهج االكلينكي :فيقوم الباحث بوصف التفاعل بين هذه المتغيرات بغض النظر عن أيها يؤثر على اآلخر.. أما في المنهج التجريبي فالباحث يتدخل و يضبط المتغيرات ،أما في االكلينكي فال يتدخل بل يصف الوضع على ما هو عليه. ومن أكثر العبارات التي تصف هذه العالقة :أن الباحث في المنهج التجريبي يستجوب الطبيعة، بينما في المنهج اإلكلينيكي فإن الباحث ينصت إلى الطبيعة. الفرق بين المنهج اإلكلينيكي والمنهج التجريبي بالنسبة لدراسة الحالة يتعارض المنهج اإلكلينيكي تعارضاً كبيرا مع المنهج التجريبي ،فالمنهج التجريبي يعتمد على الكم و يعطي ٥حاالت .فهو قائم على دراسة الحالة . -نتائج تصلح للتعميم أما اإلكلينيكي فيدرس حاالت قليلة من ٣ مثال :جان بياجيه ..عالم كيمياء دخل إلى علم النفس صدفة من خالل ما قام به من دراسة لحالة كل واحدة من بناته الثالث ..و أصبحت دراساته هذه قوانين للنمو االنساني تنطبق على الجميع دون استثناء. المنهج اإلكلينيكي مطالب بتحقيق أهداف العلم كالمنهج___________ التجريبي ،مطالب بالفهم ثم التنبؤ ثم الضبط و التحكم. هل تصلح نتائج دراسة حالة واحدة للتطبيق و التعميم على مجموعة كبيرة؟مثال :لو ابتعث مواطن سعودي إلى الواليات المتحدة األمريكية ،فإلى أي حد يصلح لتمثيلعادات ا تمع السعودي؟ بنسبة كم في المائة؟ من واقع خبرة شخصية نرى أنه كلما نخرج من بلداننا كلما استنفرت في داخلنا أكثر عاداتنا وقيمنا و تقاليدنا و التي إن اضطررت للتنازل عنها فسيحصل نوع من الصراع ،مثال لو سافرنا إلى بلد أجنبي فقد نتساءل أول ما نتساءل أين القبلة؟ و كيف نصلي؟ هكذا تستنفر في دواخلنا أبسط الممارسات. المنهج اإلكلينيكي منهج يعتمد على التشابه ،فنحن جميعا متفقون في الكيف و نختلف في الكم فقط ..فالمشاعر هي هي،واالختالف يكمن في المقدار فقط! و مما يذكر في هذا السياق أن مشروع الخريطة الجينية التي سيعلن عنها في سنة ٢٠٢٥م، نسبة التشابه فيها بين بني البشر هي % ٩٩.٩٩و نسبة االختالف هي % ٠١، ٠فقط.. *دراسة الحالة ال تتم إال في الوسط الذي تنتمي إليه.. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٦٩ نجد الباحث اإلكلينيكي يستفز جدا حينما يرى اإلنسان عند التجريبيين و قد تحول إلى عنصرمن عناصر الطبيعة يخضع لكل ما تخضع له كائنات الطبيعة ،مغفالً جوهر الطبيعة اإلنسانية الخاصة باإلنسان والقاصرة عليه ..فالحالة لدى اإلكلينيكيين تدرس كوحدة كلية متفردة( الفرد )و تعطي كل االحترام للفرد كوحدة كلية متفردة، صحيح يكون فيها تشابه لكن البيئة تختلف،واالختالف يكون حتى في اإلخوة. *العالج يبدأ من التشخيص ،و أهم مشكلة نواجهها هي التشخيص ،فإذا لم نتفق على تشخيص فكيف نتفق على عالج؟ مثال :شخص يعاني صداعا في رأسه و اتجه إلى الطبيب فأعطاه مسكن ،هل هذا حل؟ ال ،طبعاً هذا هدف مرحلي فقط حتى الوصول إلى تشخيص ثم عالج مناسب. اإلشكالية التي نواجهها اآلن أن كل مشاكل حياتنا أصبحت بنظام المسكنات ،نحن نفهم السلوك بكليته، فالسلوك يتسق مع الشخصية ،فمعيار التكامل مهم جدا ،و معيار الفهم لنمط الشخصية يحتاج إلى تكامل. كل هذه األمور التي سبق التطرق إليها غير موجودة في المنهج التجريبي ،حيث أن اللغة المستخدمة لدى التجريبي تقوم على اآلتي( ال تقول مكتئب ،قل درجة االكتئاب = ٥٥مثال)، في المنهج التجريبي أضبط المتغيرات فهو يريد معرفة أثر كل متغير في اآلخر ،عكساإلكلينيكي ،أيضا التجريبي ال يقبل الحاالت القليلة يهتم بالكثرة ألجل اإلحصاء فهو يتحدث بلغة اإلحصاء ،و كل شيء لديه إحصائي. المنهج اإلكلينيكي قائم على الفهم و التفسير ،لكن األرقام و لغتها في المنهج التجريبي ال تعينعليهما. المنهج اإلكلينيكي منهج حواري ،يرفض الحديث بلغة اإلحصاء (،ال تكلمني عن ناتج إحصائيفروق أو عدم وجود فروق ،قلي كيف يتفاعل اإلحباط مع الطموح مثال )و بالتالي يكون الكالم في العمق بعكس المنهج التجريبي .لذلك يسمى المنهج اإلكلينيكي بعلم اإلنسانيات. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٠ (ملحق ( ٢ نموذج لدراسة الحالة نقدم فيما يلي نموذجاً لدراسة الحالة مع األخذ بعين االعتبار كل التحفظات التي أوردناها في الفقرات السابقة ،ومع التأكيد بأن هذا النموذج ال يعدو أن يكون مجرد دليل يستعان به ،وهو بالطبع قابل للتعديل حسب الحالة المعينة ،وبالرغم من أن هذا النموذج قد أعد أصالً لدراسة حاالت الراشدين وبخاصة من الذهانيين والعصابيين ،إال أن الكثير من فقراته يصلح لالستخدام في الحاالت األخرى ،مثل حاالت األطفال والجانحين وغيرهم ،كما أن الكثير من الفقرات تصلح دليالً إلجراء مقابلة تشخيصية وللقيام بمالحظة العميل ،بعد إضافة بعض التوجيهات ،وهو ما سوف نوضحه في حينه بإيجاز ومنعاً للتكرار. ] ١البيانات المميزة والمشكلة] : االسم :رقم الملف( إن وجد) النوع :ذكر أنثى السن: المستشفى أو العيادة التي أجريت فيها دراسة الحالة: تاريخ دخول المستشفى :الحالة الزواجية: المهنة الحالية :مصدر اإلحالة: محل إقامة العميل وقت إجراء دراسة الحالة: الشكوى( سبب اإلحالة أو المشكلة كما يذكرها العميل): الغرض من إعداد ملخص الحالة: اسم الطبيب النفسي: اسم األخصائي النفسي: اسم األخصائي االجتماعي السيكياترى: أسماء األخصائيين اآلخرين( إن وجدوا): تاريخ إعداد هذا الملخص: توضيح :قد يستطيع العميل أحياناً التعب___________ير عن مشكلته بصورة مباشرة ،إال أن وصفه لها يغلب أن يبعد عن السبب الرئيسي الذي يحول بينه وبين التوافق السوى ،وفي كل الحاالت يتعين على اإلكلينيكي أال يتطرف في رفض عرض العميل لمشكلته ،أو يتقبله على عالته ،وفي الكثير من الحاالت ،تعرض على اإلكلينيكي المشكلة كما يتصورها اآلخرون ،مثل الوالدين في حالة األطفال ،إال أن العميل أحياناً وبخاصة بين العصابيين ،يقدم مشكلة زائفة كي يختبر ا درجة صدق اهتمام اإلكلينيكي بحالته ،وفي مثل هذه الحاالت يحسن اإلكلينيكي صنعاً إذا عزف عن التشكيك في http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧١ صدق ما يعرضه العميل من مشكالت ،ألنه إذا تشكك في صدقها فإن ذلك قد يؤدي بدوره إلى تشكك العميل في صدق رغبة المعالج في مساعدته ،أو إلى شعوره بالنقص ،ويجب على اإلكلينيكي أن يتقبل عرض العميل لشكواه كما هي ،وأن يشجعه على التوسع في عرضها ،وفي كل الحاالت يجب تسجيل شكوى العميل بالصورة التي يعرضها ، وتقصى تاريخها من حيث نقطة البداية ،ودرجة توافرها ،وعالقتها باألحداث في تاريخ حياة العميل ووسائل مواجهتها ، ويؤدي ذلك إلى دراسة الخلفية التاريخية للعميل. ] ٢الخلفية التاريخية] : (أ ) بيئة العميل :وتشمل البيئة الجغرافية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية ،وبخاصة ما يكون قد وقع من تغير هام فيها مثل الهجرة ،واالنتقال من بيئة ألخرى( من القرية إلى المدينة مثالً )أو تغير في المستوى االقتصادي والتقاليد الغالبة المميزة ..الخ. (ب )النمط العائلي :عمر كل من الوالدين ،تعليمهما ،الخلفية االقتصادية ،االجتماعية والسمات المميزة لكل منهما ،عالقتهما بالعميل وبباقي أفراد األسرة ،السمات المميزة لألشقاء ومواقعهم من حيث ترتيب الوالدة وعالقا م بالعميل ومشاعر الغيرة ،أي أنماط أخرى؛ مثل :تعدد الزوجات ،والطالق ،الجو المنزلي العام( توافق أم نزاع) ،نمط التنشئة السائد( تدليل ،سيطرة ،ال مباالة ،قلق ،العقوبات واالستجابات لها ،التربية الدينية والخلقية ...الخ) درجة تعلق العميل بعائلته( وثيقة ،ضعيفة ) ،الوالد المفضل. (ج )التاريخ الشخصي :ظروف الوالدة( تاريخ ومحل الميالد ،هل كانت الوالدة طبيعية؟ )، طريقة الرضاعة نوقت الفطام والتسنين واستجابته لهما ،االستجابة لمحاوالت ضبط اإلخراج ،بداية المشي ، التبول الالإرادي ، صعوبات النطق ،قضم األظافر ،نوبات الغضب ،اللعب ،االستجابة لمولد األشقاء وانفصال الوالدين ومعاملة الوالدين له ،التخيالت عن الذات ،األبطال المفضلون ،االتجاه العام السائد في الطفولة األولى( متعاون ، مطيع ،محب للظهور ، خجول ،سلبي ...الخ). (د ) التاريخ التعليمي :السن عند الدخول وعند التخرج ،المواد المفضلة والمكروهة ،مستويات التحصيل ، الصداقات المدرسية( كثيرة ،قليلة ،عارضة ،عميقة ) ،عضوية الجماعات المدرسية وأدواره فيها ،اآلمال والمثل والشخصيات المفضلة ،الميول والهوايات ،العالقات مع المدرسين ...الخ. (ه )التاريخ المهني :الميول واإلنجازات المهنية ،درجة االستقرار المهني والعوامل المرتبطة به ،الرضا عن المهنة ومستويات الطموح ،العالقة مع الزمالء والرؤساء والمرؤوسين ،فترة التجنيد( إن وجدت ) واستجابته لها. (و ) التاريخ الجنسي والزواجي :متى وكيف اكتسب العميل المعلومات الجنسية األولى؟ ،فكرته األولى عن والدة الطفل وعن العالقات الجنسية بين الوالدين ،هل كان ذلك صدمة له ؟ الخبرات الجنسية األولى والعادة السرية ، http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٢ اللعب الجنسي ،العالقات مع أفراد من نفس الجنس أو من الجنس اآلخر ،خبرات البلوغ ذات الطابع الجنسي مثل سن البلوغ أو الدورة الشهرية ،االستجابة للنشاط الجنسي( قلق ،شعور بالذنب ،تقزز ،إشباع ... الخ ) ،خبرات االرتباط العاطفي ،ظروف الزواج ،نموذج الزوجة ،االتجاه نحو الزواج ،الخبرات الزواجية ، التوافق الجنسي في الزواج ،هل هناك اتفاق على تنظيم األسرة ،وسائله والعوامل المرتبطة به ...الخ. ويغلب أن يكون الحديث في هذه الموضوعات أمرا شاقاً بالنسبة للعميل ،وفي هذه الحالة قد يلجأ اإلكلينيكي ألساليب غير مباشرة؛ مثل السؤال عن اتجاهات الوالدين نحو موضوعات الجنس وأفكار العميل عن الزواج ...الخ. (ز ) التاريخ الطبي :هل توجد اضطرابات عقلية في العائلة في الماضي أو في الحاضر ؟ أسباب وفاة الوالدين واألقارب ،الصحة البدنية للعميل وتطورها تاريخياً ،اتجاه العميل نحو العالقة المحتملة بين االضطرابات االنفعالية والبدنية. (ك )االهتمامات والعادات األخرى مثل :الهوايات واألنشطة السياسية والرياضية والدينية واالجتماعية ، القراءات المفضلة ،العادات مثل التدخين والميسر واإلدمان ،العالقات االجتماعية مع اآلخرين (مستقرة ،سطحية ، مذبذبة ...الخ). توضيح: التاريخ الشخصي للعميل هو سجل لتاريخه االرتقائى وانعكاساته في إنجازاته وخبراته وخصائصه الشخصية ، إال أن هذه األحداث يتعين دراستها من حيث داللتها بالنسبة للعميل ،ولذلك فإنه من األفضل إعطاء الفرصة كاملة للعميل للتحدث عنها تلقائيا؛ فقد يكون التهديد بانفصال الوالدين أشد أثرا على العميل من االنفصال الفعلي ،وتدرس خصائص الوالدين ومن يرتبطون بالعميل ،من حيث تأثير اتجاها م في نشأة مشكالته ، وبالطبع يتعين أخذ تقاريرهم بحذر؛ نظرا لما تتعرض له من تحريف بفعل الزمن ،أو لدوافع ال شعورية. ] ٣نشأة وتطور المرض الحالي] : تلخيص للتسلسل الزمني لألحداث والتطورات والمراحل الرئيسية ،ومقارنة بين الخصائص المزاجية والسلوكية قبل وبعد المرض ،األعراض الهامة والتي أدت إلى إلحاق المريض بالمستشفى ،أو طلب العالج ،التشخيص والعالج في كل مرحلة والصعوبات التي واجهته( تقدم بطئ ،تذبذب ،تأخير ...الخ ) ،توضيح للموقف الحالي للمريض وقت كتابة التقرير ،مع توضيح أي إجراءات قانونية أو إدارية يجري اتخاذها. توضيح: http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٣ ا قد تكون بارزة وسهلة ومن المهم تقصي المواقف التي نشأت فيها مشكالت العميل بحذر ،أل التذكر أحياناً ،وقد يصعب تذكرها أحياناً أخرى ،وقد يجد الفاحص أنه من المفيد التساؤل عن االستجابات لمواقف في الماضي تتشابه مع الموقف الذي استثار المرض الحالي ،كي يتبين العوامل المساعدة التي فجرت المرض ،سواء كانت جسمية أو نفسية( صدمة مثالً) ،ويخلص من ذلك إلى تبين األنماط السلوكية العامة ويتفهم معنى األعراض في إطار الشخصية الكلية. ] ٤المظهر الحالي والسلوك العام] : مالحظات عن المظهر الجسمي العام للعميل ،العمر الظاهري ،هل يبدو عليه المرض أم الصحة ؟ اعتدال القامة ،شذوذ الجسم ،عادات حركية( خمول ،نشاط زائد ،رعشة ،تصبب العرق ،اضطرابات حركية ) ،الطريقة التي يحيى ا األخصائي( متحفظ ،طريقة بسط اليد ) ،حالة الشعر والملبس واألظافر ورائحة الجسم ،أي عالمات غير عادية مثل الندبات والتشوهات ،التعبيرات الوجهية ،االستجابة للمقابلة ،واالختبار( عدواني ، متعاون ،مراوغ ،غير مهتم ،متحمس ،خجول ،متردد ) ،مدى انتباهه وتتبعه لما يجرى في المقابلة وتكيفه مع الظروف المختلفة( هل هو مشتت االنتباه ،هل هو قلق وغير مستقر في مكان ...الخ ) ،هل يندمج بسهولة في الموقف؟ هل يسعى إلى الطمأنة؟ هل يعتمد على تشجيع اآلخرين له؟ هل يتعرف على أخطائه؟ هل يكثر من تبرير سلوكه؟ هل يعمل بمعدل واحد دائماً رغم اختالف نوع العمل؟ ويالحظ اإلكلينيكي أثناء مقابلته للعميل طريقة كالمه ،ويسجلها حرفياً كلها أو عينات منها ،هل يتكلم بحرية أم بحذر ؟ هل أقواله متماسكة مترابطة ،أم شاردة وخلطية ال ترابط بينها ؟ مسجوعة؟ هل ينزع إلى إحاطة كلماته بالغموض أو الرمزية ،قوة الصوت وتدرجه ارتفاعاً وانخفاضاً ،هل ينزع إلى أن يكون دراميا؟ هل تتناسب مالمح وجهه وإشارات يديه وحركات جسمه مع الموقف ،أم هل هي مبالغ فيها ؟ متكررة؟ شاذة؟ هل ينزع إلى رفض مواد معينة من االختبار؟ هل يفضل غيرها من المواد؟ ما هي درجة المثابرة بتغير مستوى صعوبة االختبار؟ األعراض الجسمية ذات الداللة مثل رعشة اليدين وضعف التناسق البصري الحركي والتعب الملحوظ بعد فترة من االختبار ...الخ. ] ٥القدرة على التركيز] : تركيز التفكير ووجهته" :هل يجد صعوبة في التركيز في القراءة؟ في العمل؟ " ،ويمكن مالحظة هذه القدرة وقياسها من خالل تطبيق بعض االختبارات ومنها اختبارات مقاييس وكسلر – بلفيو وستانفورد - بينيه ،كما يمكن تطبيق االختبارين التالين للتركيز: (أ ) اختبار الطرح: اطرح ٧من (١٠٠انتظر اإلجابة وصححها إذا لزم األمر). http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٤ اطرح ٧من (٩٣انتظر اإلجابة). استمر في طرح ٧في كل مرة دون أن أقاطعك( سجل اإلجابات والزمن بالثواني). اآلن اقسم ١٠٠على ٧؟ ما هو الباقي ؟ كيف تتأكد من اإلجابة؟ وباإلضافة إلى دقة اإلجابة ،يالحظ الفاحص قدرة العميل على التركيز على هدف معين وفهم التوجيهات ثم تركيز تفكيره في اتباعها ،وكذلك يالحظ أي شذوذ أو غرابة في طريقة التفكير. (ب )اختبار احتياطي في التركيز: تذكر اسم بنت ،أي اسم ،كيف تتهجى هذا االسم ؟ كم حرفاً فيه ؟اآلن اذكر اسم ولد يحتوى على ثالثة حروف أكثر( أو ثالثة فأقل )نكيف تتهجى هذا االسم ؟ هل تعرف شخصاً ذا االسم؟ من هو؟ هل تعرف شخصاً باالسم األول الذي ذكرته ؟ من هي؟ تذكر في ختام كل اختبار أن تعبر عن تقديرك بأمانة ،كأن تقول" :جيد ،لقد بذلت مجهودا طيباً ،ربما كان هذا االختبار صعباً بعض الشيء ...الخ". ] ٦محتوى التفكير] : ما األفكار التي تشغل بال العميل ؟ وما هي معتقداته واتجاهاته؟ ولكي يمكن تقويم المحتوى العقلي للعميل ، يتعين معرفة خلفيته الحضارية والثقافية والمعتقدات السائدة في مجتمعه ،والجماعة أو الجماعات التي ينتمى إليها ،ويتدرج التفكير على مستوى السواء -الالسواء ،فيكون عادياً أو سوياً أو قد يحرف الواقع في صورة خداعات وهواجس وهالوس ،وقد يأخذ صورة أفكار ثابتة واتجاهات عقلية( قلق ،اكتئاب ،توهم مرض ،عداوة ، وسواس ،جمود ، تشكك بارانويدي )فإذا ما اشتد اضطراب عمليات التفكير ،كان ذلك داللة على تفكك أو اضطراب أشد في الشخصية ،وقد يستدل على وجود الهواجس عرضاً من خالل المقابالت أو قد يسأل اإلكلينيكي العميل مثالً عن عالقاته مع أصدقائه وعائلته وزمالئه( كيف يعاملونه؟ )وعن اهتمامهم بمساعدته ،وهل يعتقد أ م يروجون القصص عنه ،وهل يسيطر عليه الناس اآلخرون ،أو هل تتحكم أجهزة معينة مثل الراديو في سلوكه ... الخ ،ومن المظاهر الشاذة مشاعر الالواقعية وفقدان اآلنية والوساوس القهري والمخاوف المرضية. ومن الممكن أن يستعين الفاحص بأسئلة مثل :هل هناك شيء يشغلك ويقلق بالك؟ هل حدثت لك في األيام األخيرة حوادث غريبة أو طرأت لك أفكار غير عادية ،أو أفكار يصعب التخلص منها ؟ ...الخ ، ويالحظ أن الكثير من هذه األسئلة وأمثالها يوجد في عدد من اختبارات الشخصية من نوع الورقة والقلم ،والتي يشيع استخدامها من جانب األخصائى النفسي ،وذلك مثل اختبار الشخصية المتعدد األوجه. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٥ ومن الضروري اصطناع منتهى الحذر في دراسة الهالوس ،وقد يكون التساؤل عن" خبرات غير عادية" بالنسبة إلحدى الحواس مدخالً مناسباً ،فإذا ثبت وجود هلوسة تعين دراسة ظروف نشأ ا،وتاريخ ظهورها وتفكير العميل بالنسبة لها. ] ٧الحالة االنفعالية] : ويستدل عليها من أقوال العميل عن مشاعره الداخلية ومن التعبير الظاهر عنها( بما في ذلك التعبير في صور فسيولوجية )باإلضافة إلى تقدير الفاحص ،وقد يصعب أحياناً تقويم هذه الحالة إذا لجأ العميل إلى التظاهر ،ويمكن وصف الحالة االنفعالية في النقاط التالية: (أ ) الحالة المزاجية السائدة :مثل المرح والكآبة ،القلق ،الالمباالة ...الخ ،ويسجل الفاحص تقديره للمدى الذي تصل إليه هذه الحالة. (ب )التقلب في الحالة المزاجية :وقد نجد مريضاً ينقلب في لحظة من حالة الضحك إلى البكاء بينما نجد مريضاً آخر تكاد" تتجمد "حالته المزاجية دون تغيير. (ج )مالءمة االستجابات االنفعالية للمحتوى العقلي المعبر عنه :تكتسب هذه المالءمة أهميتها من أنه كثيرا ما تكون االستجابة االنفعالية غير المالئمة هي الدليل الوحيد على السلوك الفصامي ،ففي الشخص العادي تتناسب الحالة االنفعالية للفرد مع موضوع النقاش أو الموقف الذي يجد الفرد نفسه فيه ،ولكن في الشخص المضطرب يغلب أن تثبت االستجابة االنفعالية على حالها برغم اختالف الموقف. ] ٨الوظائف الحسية والقدرات العقلية] : و دف دراسة هذه الجوانب إلى تقييم درجة اتصال المريض بالبيئة والواقع كما يتمثل في وعيه وذاكرته وقدرته على فهم المواقف وتعبئة وظائفه العقلية لحل المشكالت التي تواجهه في بيئته ،أسلوب حل المشكالت وأداء العمل (منظم ،مضطرب ،هل يفكر ويخطط ثم يعمل ؟ أسلوب المحاولة والخطأ ،االستفادة من األخطاء ...الخ ).وقد يتراوح االضطراب في هذا ا ال من مجرد وجود" ضباب "في الشعور إلى حاالت اله___________ذيان واالختالط ،وتشمل الدراسة الجوانب اآلتية: (أ ) الوعي بالزمان( :الساعة ،األسبوع ،الشهر ) ،الوعي بالمكان( :أين نحن اآلن؟ وفي أي مدينة؟ محافظة؟) الوعي باألشخاص( :من أنا؟ من هم الناس الذين تقابلهم هنا؟ ).حاول أن تخفف عن المريض حتى ال يشعر بالحرج كأن تقول مثالً :ربما كنت مشغوالً بأمور أخرى. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٦ (ب )الذاكرة المباشرة( :اختبار تذكر األرقام ،سبعة أرقام في حالة الراشد ) ،تذكر اسم أو عنوان أو موضوع أو لون بعد فترة( خمس دقائق ) ،الذاكرة القريبة( تواريخ االلتحاق بالمستشفى ،ظهور األعراض ،أسماء األطباء ،مناشط حديثة ...الخ ) ،الذاكرة البعيدة( أسماء المدارس التي تعلم فيها ،أسماء أوالده وأشقائه ،األعمال التي قام ا ،تاريخ ميالده ،عمره الحالي ...الخ). (ب )االستيعاب والفهم :يشير البطء في الفهم والصعوبة في اتباع التعليمات إلى اضطراب في قدرة العميل على االستيعاب ،فمثالً يمكن أن نطلب من العميل قراءة قصة بسيطة ،ثم ذكرها أو كتابتها، وتوضيح مدلولها بلغته ، وكذلك يوجه إلى العميل عدد من أسئلة المعلومات العامة بقصد تقدير مستواه العقلي في الماضي ،وفي هذه ا االت يمكن االستفادة من فقرات كثيرة في مقاييس الذكاء مثل ستانفورد – بينيه ،ووكسلر -بلفيو لذكاء الراشدين ،مقياس وكسلر لذكاء األطفال. (د ) الذكاء :ويمكن تقديره بواسطة مقاييس الذكاء المقننة ،إال أنه في العمل اإلكلينيكي اليومي ،قد يمكن التوصل إلى مؤشرات هامة من دراسة اإلنجازات التعليمية والمهنية مع مراعاة بالطبع احتمال تشابك عدد كبير من العوامل التي تحدد مستوى اإلنجازات في هذه ا االت مثل قوة الدافع وظروف البيئة وغيرها ، باإلضافة إلى الذكاء ، كما أنه من المفيد في هذا ا ال المقارنة بين مستوى اإلنجازات في الماضي وفي الحاضر؛ بقصد تبين العوامل المصاحبة للتدهور العقلي. (ه )االستبصار وسالمة الحكم :أي القدرة على تقويم العالقات بين األحداث وبينها وبين الموقف الكلي ، ويشير ذلك إلى األحداث في الماضي والحاضر والمستقبل( الفهم العام )وما إذا كان سلوكه يتفق مع أحكامه ...أما االستبصار فهو يشير إلى قدرة العميل على تقويم سلوكه في ضوء الموقف الكلي( أي أنه مريض ويحتاج إلى عالج )، وكذلك العالقات النوعية( أي العوامل المرتبطة بمرضه ) ،وال يقوم االستبصار على أساس ما يقوله المريض فقط ،ولكن على أساس الصورة السلوكية الكلية ،وتتراوح درجة االستبصار من" معدوم "أي ال يعترف المريض بمرضه ،و"سطحى" أو" جزئى "حين يعترف بشذوذ سلوكه ولكنه ال يقدر داللة هذا الشذوذ ،إلى" شكلي "أي لفظي أكثر مما هو إجرائي، وذلك حين ال تتفق أفعاله مع ألفاظه. ويجب مراعاة أن كال من االستبصار وسالمة الحكم وظيفتان معقدتان للشخصية ،تتضمنان استخدام الفهم والترابط والذاكرة واالستدالل والتخطيط ،وهذه بدورها تعتمد على العمليات التكاملية والتنظيمية ،كما تظهر في حالة األجهزة الحسية والقدرات العقلية واالتجاهات االنفعالية والنزعات الشخصية للفرد. ] ٩االختبارات السيكولوجية التشخيصية] : http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٧ وإذا كان ذلك هو الميدان الذي يسهم فيه األخصائي النفسي اإلكلينيكي فيما ال يستطيع أن يسهم به غيره ، إال أن هذه االختبارات ال تطبق وال تفسر في فراغ ،بل يجب أن يتم ذلك في اإلطار الكلي لدراسة الحالة ،ويستطيع الفاحص المدرب مالحظة الكثير من الجوانب السابقة خالل استجابة العميل لمواقف االختبار. ] ١٠الفحوص الطبية والمعملية] : وتشمل فحوص السمع والبصر والدم والبول وغيرها ،كما تشمل أحياناً السائل المخي الشوكي ورسم المخ وفحص األشعة ،ورغم أن هذه الفحوص ليست من اختصاص السيكولوجي إال أن ذلك ال ينفي ضرورة معرفته بطبيعتها وداللتها ،وهو يكتسب هذه المعرفة خالل دراسته األكاديمية ومرانه العملي ،ومن الضروري أن يتابع األخصائي النفسي التطورات الحديثة في هذا ا ال. ] ١١الصياغة التشخيصية] : يلخص دارس الحالة ديناميكياً الشخصية في أى صورة من الصور المألوفة ،ويحاول األخصائي أن يتبين الصراع األساسي مثل :الشعور بالذنب مقابل تبرير الذات وباالستقالل مقابل االعتماد ،أو المشكلة األساسية التي يتركز حولها اهتمام المريض مثل السمعة ،األمن ،الطهارة ،الذنب ...الخ .وقد يحدد مستوى النضج االنفعالي للمريض مثبتاً صحة تقديره باقتباس نماذج من الخصائص السلوكية للعميل( مستوى الطفولة المبكرة ،الطفولة ، المراهقة األولى ،المراهقة المتأخرة ،الرشد ) ،وأخيرا قد يلخص ما سبق باستخدام إحدى التصنيفات اإلكلينيكية. ومهما كان الهدف من دراسة الحالة ،فإن اإلكلينيكي يتعين عليه في النهاية تفسير البيانات وهو في بنائه للفروض ،يتعين عليه أن يعتمد على االستنتاج اإلكلينيكي ،إال أن األحكام اإلكلينيكية مع األسف جيدة بقدر جودة من يتصورو ا ،وال يستبعد أن نجد باحثين يصالن إلى استنتاجات مختلفة من نفس البيانات ، واألمل معقود على أن تقدم أساليب الدراسة والتحليل وعلى أحكام تدريب اإلكلينيكيين ،ويكمن قدر من الخطر في إعطاء عناية كبيرة لتفاصيل غير هامة أو غير متصلة بالمشكلة مع إهمال تطورات هامة ،وقد يختار الدارس فقط األحداث التي تدلل على وجهة نظره ويفسرها بما يتفق مع النظرية التي يهتدي ا ،فمثالً قد يركز الدارس الذي يهتدي بنظرية التحليل النفسي على التشدد في تدريب الطفل على ضبط اإلخراج ،ويقلل من أهمية وقوع طالق في األسرة ، والحقيقة أن كال منهما قد يكون له تأثير يختلف من موقف آلخر ،ويرجع ذلك إلى التشابك المعقد بين عدد كبير من العوامل ،وذلك هو التحدي األكبر أمام دارس الحالة ،ويجاهد اإلكلينيكيون اليوم كي يستطيعوا القيام بتنبؤ يتسم بالثبات والصدق من دراسة الحالة ،وهم يودون لو أمكنهم القول بأنه لو أعطينا سلسلة معينة من الخبرات في تاريخ الحالة ،فإننا نحصل على نتيجة معينة ،إال أننا ال نملك في الوقت الحاضر أكثر من استخدام خليط من الخبرة والفهم العام ونظرية الشخصية لتفسير معلومات تاريخ الحالة ،والخروج بافتراض يحتاج إلى مراجعة وتحقيق دائمين ،ومن المهم أن يدرك اإلكلينيكي أن تفسيراته لها طابع مؤقت ،وأنه يتعين عليه مواصلة البحث لتحسين التنبؤ. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٨ ويتشابه اإلطار السابق لدراسة الحالة في بعض العناصر مع اإلطار المعد والمستخدم في مستشفى " مان" (حلوان – مصر ) ،ولكنه يختلف عنه في عناصر أخرى ،ويشتمل نموذج مان على: (أ ) التاريخ ،ويشمل باإلضافة إلى البيانات المميزة ،شكوى المريض بكلماته هو وبكلمات مصدر المعلومات عنه ،التاريخ الشخصي المبكر( الوالدة ،الرضاعة ،االنفصال عن الوالدين ،المشي ،الكالم ، التسنين ) ،التعليم ، المهنة ،العالقات الزواجية والتاريخ الجنسي ،السمات العصابية في الطفولة ،عدد األطفال وحاال م في العائلة. المستوى الوظيفي السابق :المظهر ،النشاط ،الكالم ،االهتمامات ،الحالة المزاجية ...الخ.التاريخ العائلي ،والتاريخ المرضي السابق واألساليب العالجية التي استخدمت( وقد تشملالزار والسحر... الخ). التاريخ المرضي الحالي بناءً على تقرير كلمن المريض ومصدر المعلومات عن األعراضوتسلسل األحداث. (ب )الفحص السيكياترى ،ويشتمل على تقرير الطبيب النفسي لألعراض المدرجة في القائمة ، في ست فئات :ال توجد ،توجد ،يصعب التأكد منها ،ثم تقدير في ثالث فئات + + +) ، + + ، (+ للعرض من حيث تواتره خالل المقابلة ودرجة تعويقه للمقابلة ودرجة تعويقه للمريض. (ج )اآلثار الجانبية للعقار على مختلف أجهزة الجسم ،وكذلك اآلثار السيكياترية والنتائج المعملية. (د ) الشخصية قبل المرض: السمات المزاجية بناءً على تقرير الشخص مثل :االنبساطية ،التصلب ،العصابية ،الذهانية.السمات التفاعلية مثل السيطرة والعداوة.االتجاهات األساسية مثل االتجاه المحافظ.(ه )مالحظات هيئة التمريض على سلوك المريض في فئات مختلفة مثل النوم ،األكل ،العناية بالمظهر ، الصوت ،الكالم ،الحركة ،المشاركة في نشاط الجماعة ،الحالة المرضية ...الخ. سجالت دراسة الحالة: قد يهمل اإلكلينيكي في زحمة العمل وتحت ضغط اإللحاح في طلب التشخيص والعالج ،استيفاء سجل دراسة الحالة ،أو قد يحس أن التسجيل في حضور العميل قد يعوق تكوين عالقة طيبة بينهما ،ولكن السجل أساسي لإلكلينيكي نفسه في تعامله مع العميل ،كما أنه ضروري لغيره من األخصائيين في الفريق اإلكلينيكي أو في المستشفى أو في الجهات األخرى المعنية بالحالة ،والتسجيل يتفادى أخطاء الذاكرة ،كما أنه يهيئ الفرصة إلعادة النظر واكتشاف أبعاد جديدة في الدراسة ،وسجالت دراسة الحالة هي أيضاً وسيلة جيدة لتدريب المبتدئين من اإلكلينيكيين ولمراجعة http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة__________ الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٧٩ ا مادة طيبة للبحوث اإلكلينيكية ،وأخيرا فإن السجل يوفر أحياناً ضماناً لحماية أعمالهم ،كما أ اإلكلينيكي من مختلف احتماالت سوء الفهم من جانب العميل ومن جانب اآلخر. واإلكلينيكي المدرب هو الذي يستطيع أن يسجل ماله داللة في دراسة الحالة ،ويهمل ما ليس له داللة دون أن يقع في خطأ التحيز إلطار نظري أو الخلط بين البيانات والتفسير ،وقد يكون من المفيد أحياناً االستعانة بالتسجيالت الصوتية ،إال أن ذلك ال يغنى عن الحواس المدربة لإلكلينيكي في محاولة فهم ما يريد العميل قوله وفي نقل مشاعره وانفعاالته. المالحظة في الطريقة اإلكلينيكية: يجمع الكثير من البيانات في دراسة الحالة عن طريق المالحظة المباشرة للعميل وذلك في المقابل التشخيصية ومن خالل تطبيق االختبارات السيكولوجية ،أو عن طريق استقاء المعلومات من األشخاص الذين أتيحت لهم فرص مباشرة لمالحظة العميل كما هو الحال مثالً في قياس النضج االجتماعي أو في جمع البيانات عن المريض من أهله. والمهارة في المالحظة اإلكلينيكية ليست أساسية في العمل التشخيص فقط ،ولكنها أساسية أيضاً في ترشيد العالج سواء كان فردياً أو جماعياً أو عن طريق اللعب ...الخ وهي أحياناً األداة الوحيدة المتاحة لألخصائي وذلك في الحاالت التي ال تتوافر لقياس السمة أدوات أخرى وقت دراسة الحالة ،أو في الحاالت التي يكون هناك من األسباب ما يدعو إلى توقع مقاومة األفراد لما يوجه إليهم من أسئلة أو عدم إدراكهم لحقيقة اتجاها م ودوافعهم ،ومن الممكن بالطبع أن يزيف األفراد سلوكهم ،إال أن ذلك أصعب من تحريف االستجابات اللفظية ،والمالحظة أيضاً هي األداة العملية في الحاالت التي ال يتوفر فيها لدى اإلكلينيكي الوقت الكافي أو التي ال تتطلب أكثر من تقديرات تقريبية ،وهي تسجل السلوك في نفس الوقت الذي يتم فيه ،فيقل بذلك احتمال تدخل عامل الذاكرة لدى المالحظ ،إال أن المالحظة بالطبع يصعب استخدامها في بعض المواقف مثل مالحظة الحاالت العائلية أو السلوك الجنسي ، والخالصة يمكن القول بأن مالحظات اإلكلينيكي المدرب لعميله خالل العمل اإلكلينيكي ال تقل في قيمتها عن أي معلومات يمكن أن يحصل عليها من االختبار السيكولوجي ،بل إن نتائج االختبار السيكولوجي نفسه يصعب تقديمها بغير مالحظة ظروف االستجابة والتعبيرات االنفعالية للعميل ،هذا فضالً عن أن المالحظة قد تكشف الكثير عن خصائص شخصية العميل التي يحتمل أن تؤثر في نتائج االختبار. ويستطيع الفاحص المدرب أن يالحظ خالل االختبار عددا من العناصر الهامة مثل الكفاءة الحسية والحركية للعميل( اإلبصار ،السمع ،الضبط الحركي ) ،معدل األداء( سريع ،بطئ ،متوسط ) ،الوعي بالغرض من االختبار ، االتجاه نحو االختبار( متوتر ،واثق اجتماعياً ) ،االهتمام والحماس في األداء ،التعاون أو السلبية في أداء االختبار ،كمية الكالم واتساقه ،القدرة على التعبير ،االنتباه ،الثقة بالنفس ،الدافع ،بذل الجهد ،المثابرة ، القدرة على االنتقال في http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٠ يسر من عمل آلخر ،االستجابة للتشجيع والثناء ،االستجابة للفشل ،النقد الذاتي ،السلوك الشاذ من هلوسة أو خلط في الكالم ...الخ. وتساعد مالحظة هذه العناصر في الحكم بما إذا كانت نتائج االختبار تدل على حقيقة قدراته أم ال ،ويواجه اإلكلينيكي في هذا ا ال صعوبة الفصل بين المالحظات واالستنتاجات من هذه المالحظات في تفسير شخصية العميل ، فمثالً يصعب أن يفسر المظهر السلوكي المالحظ أثناء تأدية االختبار على أنه انتباه أو تركيز ،إال في ضوء معلومات أخرى مثل مستواه العقلي أو نتيجة األداء في االختبار ،وكذلك يصعب أن نستنتج أن التعاون الملحوظ في أداء االختبار مثالً ،يمثل سمة عامة تميز المفحوص في غير ذلك من المواقف ،ويوضح ما سبق خطورة تفسير المالحظات في فراغ بعيدا عن دراسة الحالة المتكاملة. ويحتمل أن تزداد دقة المالحظة إذا كانت من نوع المالحظة المنظمة التي يحدد فيها مقدماً نوع الموضوعات المطلوب مالحظتها ،ومدة المالحظة للوحدة المعينة من السلوك ،ومكان المالحظة ،ونوع المصطلحات المستخدمة في تسجيل المالحظات وتسلسلها ،وعدد المرات التي تتكرر فيها مالحظة نفس الموضوع بالقدر الذي يحقق أقصى قدر من الثبات ،كما أنه يمكن أن نستوثق من ثبات المالحظة عن طريق مقدار االتفاق بين أكثر من مالحظ واحد. وقد يستعين اإلكلينيكي أيضاً بمقاييس التقدير ،وهي ليست أكثر من صياغة شكلية دف إلى وضع العميل في فئة أو موضع أو نقطة على متصل أو مقياس للسمة التي تقدر ،كأن نقدر مثالً درجة القلق أثناء تأدية االختبار في إحدى الفئات التالية :معدوم ،قليل ،متوسط ،شديد .وقد يضيق البعض بمثل هذه األداة أل ا تقيد حرية التعبير عن ديناميات الشخصية ،كما أن التقدير قد يتعرض للخطأ بفعل التعميم من سمة ألخرى نتيجة ما يسمى" أثر الهالة "فنقدر الشخص في درجة عالية على متصل" االجتماعية "تأثرا بدرجته العالية على متصل" سرعة الحركة" ،أو بفعل النمطية الجامدة في إصدار األحكام والتي قد يترتب عليها إهمال خصائص أخرى ،فمثالً إذا اعتبر اإلكلينيكي أن شخصية عميله تتسم بالطابع الشرجي في لغة التحليل النفسي ،فإنه قد ينسب له كل ما يندرج طبقاً لخبرته تحت هذا الطابع ،ويهمل لذلك مالحظة خصائص أخرى هامة ،إال أن مقاييس التقدير لها قيمتها وبخاصة بالنسبة للمبتدئين في العمل اإلكلينيكي ،ويتوقف الكثير بالطبع على عمق التدريب اإلكلينيكي ،وبخاصة التدريب على ضبط النتائج في إطار الصورة الكلية التي تمثلها دراسة الحالة. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨١ (ملحق ( ٣ نموذج تطبيقي لدراسة الحالة حالة وسواس قهري أوال -التعريف بالحالة: االسم :س.س.ع الجنس :أنثى السن ١٩ :.سنة .مكان الميالد: األحساء البيئة االجتماعية :قروية المستوى التعليمي :المرحلة الجامعية المهنة :طالبة عدد اإلخوة ٢:عدد األخوات ٥:ترتيب الحالة بينهم :الثالثة بعد أخ و أخت الحالة االجتماعية :عازبة .الحالة االقتصادية :فوق المتوسط المظهر الخارجي - ١:الطول ١٥٤:سم - ٢الوزن ٣٧:كلغم - ٣الشكل :بسيط جدا ،مرتب ..تبدو نحيلة و ذابلة.. العادات و األنشطة :قراءة الجرائد ،مشاهدة التلفاز. ثانيا -مشكلة الحالة: تتلخص شكوى الحالة الحالية كما وصفتها في انحصار تفكيرها حول فكرة واحدة فقط ال تستطيع مقاومتها و هي فكرة نجاسة األشياء السيما الخاصة ا من عدمها ،والمبالغة القصوى في تطهيرها و قضاء وقت طويل جدا في ذلك ..هذا وقد أسهبت الحالة في وصف تفاصيل دقيقة جدا ،إلبراز المشكلة كما أ ا عبرت عن عمق معانا ا منها بالمفردات التالية عقب ا يارها الشديد إثر سؤال وجه لها من قبل المتدربة حول الفكرة التي تشغل بالها اآلن؟؟....: (آآآآآه ..جحيم ،عذاب مهين ،نار ،جهنم الدنيا ..ما ينقال بس ينحس !أنا فاقدة القدرة على كل شئ ،كل شئ.. الحياة ،الموت ..أنا عايشة في غيبوبة ..ما أنتمي إلى أي وضع ،ال حياة و ال موت ..ال أبيض و ال أسود ..........أنا عايشة غريبة في وسط الناس ،يحسبوني بينهم بس أنا مسروقة من الكل.. و تبالغ أكثر في وصف مشكلتها فتقول ( :ما فيه حالة في الدنيا مثل حالتي كل األدوية مخترعينها لحاالت أخف أنا حالة لم يسبقني ا أحد من العالمين و ال أعتقد إنه في أحد راح يلحقني)... كما تعتبر الحالة أن الشق األكبر من معانا ا ال يكمن في المرض في حد ذاته و إنما في عدم تفهم والديها لمرضها (السيما األب )و عدم وعيهما به ،ومعاملتها و كأ ا هي من جلبته لنفسها كما تقول ..و تتساءل بألم : "إذا كانت أسرتي مش متحملتني أترجى من مين انه يتحملني؟؟ "!أما أخوا ا فيبدون و كأ ن محايدات حسب وصفها لكنهن يستجبن لها حينما تطلب منهن مساعد ا في تطهير بعض األشياء كالمالبس مثال لكنها تعود و تذكر بأن أختها الكبرى هي أقل أخوا ا استجابة لها و تصفها بأ ا محاربة لها على حد تعبيرها. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٢ التاريخ المرضي الحالي " فيما يتعلق بالمشكلة ":تذكر الحالة أ ا وجدت تلميحات لهذه األعراضألول مرة قبل سنة واحدة تقريبا حينما تأخرت في دخول دورة المياه ثم شككت في نجاسة مالبسها نتيجة شعورها باحتباس البول ..و قد طلبت من المتدربة أن تدون لديها هذه الجملة نصا( :سجلي في مالحظاتك :أنا من سنة مت)! التاريخ المرضي السابق :تذكر الحالة وجود أعراض وسواسية لديها منذ أيام الطفولة و لكن بمايتالءم مع تلك المرحلة العمرية ..فأشارت مثال إلى أ ا كانت تأخذ وقت طويل في الوضوء عند بداية تعلمه و تدقق جدا في مكان مسح الرأس و ما إلى ذلك ..كما كانت تتأخر في دورة المياه كثيرا ما يجعلها تتعرض للنقد و السخرية و التوبيخ من قبل أهلها بشكل دائم ،لكن هذه األعراض اختفت تماما بعد تجاوز هذه المرحلة( تخطي االبتدائية).. مستوى الدافعية للعالج :لدى الحالة رغبة ملحة في التخلص من معانا ا و تدعي أن لو كان الخياربيدها لكانت مستعدة لتحمل أي مرض عضوي تبتلى به مهما كان خطيرا لكنها ليست قادرة على تحمل العيش في هذا الوضع.. و تعبر أحيانا عن يأسها من الشفاء في لحظات اال يار( أنا يمكن ما بطيب بظل طول عمري كذا ...كل شئ أأجله و أقول لما أطيب راح أسويه بس يوم ورا يوم يمر و كل يوم أسوأ من اللي قبله )...لكنها تعود و تتحدث بعد ذلك أ ا تترقب اليوم الذي ستشفى فيه و تعلق عليه اآلمال الكبيرة و ترجو أن يكون قريبا بإذن هللا. ثالثا :تاريخ الحالة: - ١ا ال العائلي: األب :على قيد الحياة ..عمره ٤٤سنة خريج ثانوية عامة و يعمل في إحدى الشركات الخاصة ..و هواألخ األكبر ألشقائه الثالثة بعد أختين ..تحمل مبكرا مسئولية األسرة" الوالدين و األخوة "و ال زال يتحمل جزءا منها حتى اآلن ..األمر الذي استدعى بقاءه معهم بعد زواجه في بداية سن العشرين ..كما انتقل إخوته للعيش معه حتى بعد تمكنه من الحصول على منزل جديد ..و ظل يعيش وسط أسرته الممتدة حتى زواج أخيه األصغر قبل سنوات قليله ..تتسم شخصيته بالطيبة و الكرم ..يعاني من بعض المشاكل الصحية.. األم :على قيد الحياة ولها نفس عمر األب التحقت بالمدرسة المتوسطة ثم تركت التعليم قبل إتمامالدراسة ا السيما مع انشغالها بمسئوليات الزواج..متفرغة لعمل البيت و االهتمام بأبنائها تماما ،طيبة و خدومة و تتحلى بحس المسئولية.. عالقة الوالدين ببعض :توجد بينهم صلة قرابة بسيطة و نسب سابق ..تزوجا باختيار و رغبة و تتسمالعالقة بينهما بالود و المحبة و غالبا ال تتعدى شجارا ما المالسنات الوقتية التي تزول مع زوال الموقف. عالقة الوالدين باألبناء :تصف الحالة األم بأ ا عصبية و دائمة التوبيخ ألبنائها لفظيا و لديها فيالوقت ذاته حرص مبالغ فيه في االهتمام باألبناء ..كما الحظت المتدربة وجود نوع من المخاوف الزائدة لديها على أوالدها ..أما األب فهو أقل عصبية و حرصا لكن االثنان يشتركان في التعبير الدائم عن عدم رضاهما عن أوضاع أوالدهما و أ م ليسوا على الشاكلة التي يتمنياها و يبرران رأيهم هذا بأ م ليسوا على القدر الكافي من الطاعة ،كما أن اهتماما م غير مجدية ..كما تذكر الحالة أيضا أن معاملة http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٣ والديها لهم في الوقت الحالي تختلف كثيرا عما كانت عليه في الماضي ،السيما في أيام معيشتهم في ظل أسرة ممتدة و بيت مزدحم ،فهما اآلن أكثر قربا منهم و أكثر تفهما.. األخوة و األخوات :جميعهم في سن الدراسة و متفوقون أكاديميا و لهم حضور قوي في األنشطةالمدرسية و مشاركة بسيطة في األنشطة االجتماعية ،تقتصر مشاركتهم في أعمال المنزل( السيما اإلناث منهم )على أوقات العطل حيث يتولو ا بشكل كامل( باستثناء" س )"أما في الدراسة فهم متفرغون للدراسة فحسب ،يوصفون من قبل أقار م و زمالئهم و معلميهم بالخلق و األدب و التميز ..تتسم عالقتهم ببعض بشدة الترابط و الود و التعاون والمحبة.. - ٢ا ال الشخصي: ولدت( س )بعد ٤سنين من والدة أخيها األكبر و سنتين من عمر أختها السابقة لها و في ظل بيت صغير و مزدحم كان ملك للجد و منذ صغرها شعرت( س )بالغربة في وسط ذلك الجو و لم يختلف الحال عما هو عليه حتى بعد انتقال األسرة إلى بيت جديد و كبير حيث كانت تحس بقرب أختها الكبرى من أخيها األكبر في حين لم يكن ل(س )أي مقرب لها من أهلها حتى بعد والدة أختها التالية لها بعد ثالث سنين الذي زادها غربة إذ كانت في شجار و مشاكل دائمة معها ،و قد شهدت( س )خالفات بين أمها و جد ا التي كانت تفسر أي قسوة من قبل األم على أبنائها على أ ا إغاظة لها !و كانت( س )تستشعر أن األم دائما ما تحدث أختها الكبرى بمشاكلها و ما يجري معها في حين تتعامل مع (س )على أ ا صغيرة جدا على هذه األمور على الرغم من أنه لم يكن ثمة فرق كبير بينهما و هذا ما كان يشعرها بالتهميش و إحساس بالكراهية لألم و الغيرة من األخت إضافة إلى أ ا كانت تحس دائما بنظرة استصغار في عيني أختها الكبرى و أخيها األكبر حينما تكون معهما و دللت على ذلك برد أخيها عليها مثال حينما تسأله عن شئ حيث كان يقول : (شعرفك أنتي؟ )!و كانت تسكنها أمنية دائمة أن تكون لديها أخت قريبة منها غير هذه األخت ..و تؤكد( س )أن والديها كانا حريصين بشدة على مشاعر الجد و الجدة و األعمام الذين يشاركو م المنزل و يحاسبون أبنائهم على أي خطأ صغير أو أي كلمة قد تخرج منهم بعفوية مطلقة و يرى الوالدان أ ا قد تثير" زعلهم "و تتدرج المحاسبة هذه بين العتاب و النهر و قد تصل في كثير من األحيان إلى الضرب.. وتشير( س )إلى أ ا كانت شقية و عنيدة في طفولتها،وهذا مما يزيد من عصبية األم تجاهها،ومن المشاهد الخالدة في ذاكر ا أ ا كانت دائما ددها بوضع ارات حارة على لسا ا مما شكل لديها عقدة و خوف شديد من البهار كما تقول ..و تذكر أن األب كان نادرا ما يضر ا مقارنة بأمها و لكنها تتذكر جيدا يوم ضر ا بعصا على الرغم من أنه حرص على أن يكون الضرب خفيفا إال أنه حز في نفسها جدا ..و تؤكد( س )أيضا أن تربيتها اتسمت بشيء من التزمت حيث كانت مثال ترتدي الحجاب كامال مع غطاء الرأس منذ السنة األولى لها في المدرسة و ربما قبل ذلك و كانت تشعر بالغيرة من زميال ا الالتي لم يكن كذلك و تتذكر جيدا أ ا توجهت يوماً حينما كانت في الصف األول االبتدائي ببراءة شديدة مع إحدى زميال ا إلى( الدكان )أو( البقالة )لكي تشتري لها شيئا تأكله عند خروجها من المدرسة و كانت هذه عادة منتشرة بين زميال ا إال أن عمها رآها صدفة و بمجرد أن عادت إلى المنزل كان ينتظرها زلزال من العتاب و النهر و اللوم بشكل لم تستطع استيعابه و ولد لديها عقدة و خوف من مجرد القرب من الدكاكين مرة أخرى ..في المدرسة تقربت( س )من إحدى زميال ا بشكل قوي منذ الصف الثالث حتى الصف الخامس االبتدائي و كان ينظر لهما على أ ما صديقتين حميمتين إال أن صديقتها هذه مع اية الصف الخامس اختلقت مشكلة غريبة جدا فكانت تتصل في أوقات مريبة و غير مالئمة هي أو http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٤ شخص آخر تستعين به ثم تطلبها أو أختها الكبرى مع تغيير نبرة الصوت ثم تبدأ في سرد حديث غريب عجيب مما أحدث إرباكا في جو البيت إلى أن تصدى األب لهذه المسألة و اكتشف لعبة الصديقة مما أحدث صدمة قوية جدا جدا في نفس (س )حينما علمت أن صديقتها التي تكن لها كل حب و إخالص هي من تفعل ذلك ..بعدها مباشرة تقربت منها زميلة أخرى لها في الصف السادس إال إن إحدى المقربات األخريات من تلك الزميلة اختلقت كالما غريبا و ألصقته ب(س) كذبا مما أدى إلى انتهاء العالقة بينهما بشكل ال يقل صدمة عن العالقة السابقة ..من أبرز ذكريات هذه المرحلة معاناة( س) من التبول الالإرادي حتى اية الصف الثاني االبتدائي تقريبا لكنها كانت ترفض تماما مراجعة أي طبيب لهذا الشأن حرصا منها على أال يكتشف أي شخص عنها هذه المسألة و كانت تجاهد في سبيل ذلك بشتى السبل خاصة أمام أختها الصغرى إذ كانت تشعر باألسى حين تجدها قادرة على ضبط هذه المسألة في حين أن( س )لم يكن لديها القدرة على ذلك ..و سجلت( س )امتنا ا لوالديها اللذين لم يوبخا ا أبدا على تبولها لكنها سجلت في الوقت ذاته عتابا لهما أيضا إذ تأخرا في التفكير بأخذها إلى طبيب حتى فطنت و أخذت ترفض هذا األمر ..ظهرت بعض األعراض الوسواسية لديها خالل هذه المرحلة كما سبقت اإلشارة ثم اختفت بعد ذلك.. بعد االلتحاق بالمتوسطة و مع ما تعرضت له( س )في المرحلة السابقة من صدمات و نكسات ابتعدت تماما عن التقرب من أي زميلة لها و تولدت لديها عقدة قوية من مجرد لفظ الصداقة و ال زالت تمقت هذا المصطلح حتى اآلن ..لكنها تقربت بشكل قوي جدا من أختها الكبرى لدرجة أ ا كانت توصف في المنزل بأ ا ال تتحدث مع أي شخص سواها أل ا كانت قليلة الكالم فعال إال معها ..و بقيت العالقة بينهما شديدة و حميمية إلى أن تخرجت األخت الكبرى من المرحلة الثانوية و التحقت بالجامعة و كانت( س )في الصف الثاني ثانوي حين ذاك ،عندها أخذ ا الحياة الجامعية كما تعبر( س )و ابتعدت عنها تماما ..و تضيف( س )في هذا الجانب أن أختها الكبرى لم ينقصها شئ ألن عالقا ا االجتماعية ممتدة أصال و لديها الكثير من األصدقاء كما أن الحياة الجامعية أضافت لها الكثير لكن( س )افتقدت أختها الكبرى كثيرا ألنه ال يوجد مقرب آخر لديها مما أشعرها ببغض شديد للجامعة و كل ما يتصل ا ،لكن( س )تعود و تؤكد أن ابتعاد أختها الكبرى عنها هو مجرد بعد جسدي و ليس روحي !و تضيف( س )أن جميع أخو ا اآلن ذكورا و إناثا على مستوى واحد من القرب منها و أن عالقتها طيبة م جميعا ..إال أ ا في الوقت ذاته تؤكد بشكل متكرر و مستمر أ ا تستشعر دائما اختالفها عن جميع أخو ا في كل جوانب الحياة فتذكر مثال أن جميعهم متفوقون و متميزون سواها و أن لديهم مواهب عديدة في حين أ ا" منعدمة المواهب "حسب تعبيرها !!و تدلل على ذلك بذكر بعض األمثلة فتقول أن جميعهم لديهم القدرة على تنظيم األنشطة سواء المدرسية أو االجتماعية و المشاركة فيها ،و الجميع لديه دور فعال داخل المنزل و القدرة على القيام بأعماله في حين أ ا ال تجد في نفسها هذه القدرة لذا تمتنع عن المشاركة في أي نشاط أو عمل داخل المنزل و هذا ما يجعلها م -من قبل والديها خاصة -السيما بأختها الكبرى على اعتبار أ ا تتزعم عرضة للمقارنة الدائمة هذه المسائل حتى أن (س )تصفها بأ ا" كبير م التي علمتهم السحر!!" بعد التحاق( س )بالكلية مباشرة ظهرت عليها أعراض المشكلة الحالية.. -٣ا ال الجنسي :أولت الحالة هذا الجانب الكثير من التركيز في حديثها وقد بينت أ ا مؤمنة جدا بما يسمى بعقدة القضيب أو حسد القضيب و أ ا تتذكر جيدا مرورها ذه المشاعر في سن الطفولة ..و تحدثت عن فضولها المستمر و الكبير في استكشاف هذا العالم و سعيها الدائب نحو ذلك منذ أيام الطفولة و حتى اآلن للسؤال و قراءة الكتب التي تتصل به. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٥ بلغت في سن الحادية عشر و ذكرت أ ا مرت بمشاعر النفور من جنسها عند ذلك و ال زالت مشاعر النفور تسيطر عليها حتى اآلن إلى درجة أ ا تعتقد أ ا لو كانت ذكرا لما أصيبت بمشكلتها الحالية !!ثم عادت و خففت هذا االعتقاد بعد المناقشة إلى أ ا حتى لو أصيبت فعلى األقل لن تكون بالحدة التي هي عليها اآلن !و تقارن( س ) نفسها بأختها الكبرى حتى في هذا الجانب فتحدثت طويال عن أن أختها الكبرى ال تمر بمثل هذه المشاعر و ال تسيطر عليها أية أفكار من هذا النوع و حتى إذا أرادت( س )أن تتحدث معها في أي موضوع يتصل ذا الجانب فإ ا ال تشعر بتقبل كافي منها يعينها على مزيد من البوح لذا فهي تحمل أختها الكبرى مسئولية مشاعر الذنب التي تحكم قبضتها عليها فيما يتصل بأية مشاعر تعيشها من هذا النوع و قالت بأ ا لو كان لديها نموذج غير نموذج أختها الكبرى تشاركها أحاسيسها لما شعرت ذا القدر من الذنب إلى درجة أ ا تدعو هللا دائما بأن يعافيها مما عافى منه أختها!! - ٤ا ال التعليمي :دخلت المدرسة في السن الطبيعي و كانت أختها الكبرى في الصف الثالث حينها و المعلمات يولو ا جانب كبير من الرعاية و االهتمام و يشيدون بتفوقها و فطنتها و هذا ما عرضها لمقارنة جارحة ا من قبلهن منذ البداية دون منحها أية فرصة للبروز أو التميز ،و قد بقيت لعنة هذه المقارنة تالحقها طوال سني دراستها باستثناء السنتين األخيرتين (الثاني و الثالث ثانوي )فقط بسبب أن جميع معلما ا لم يكونوا قد درسوا أختها من قبل و هذه هي الفترة التي ارتاحت فيها كما تقول ..لكن هذه المقارنة ما لبثت أن عادت بصورة أشد حينما التحقت بالكلية و هي مقارنة يشترك فيها جميع من حولها و يشعرو ا دائما بارتفاع أختها الكبرى عنها و تفوقها عليها في كل جوانب الحياة ..و ذكرت أ ا على الرغم من تفوقها في المرحلة االبتدائية خاصة و حصولها على المراكز األولى دوما إال أن المعلمات لم يكن يرون فيها سوى أ ا أقل من أختها الكبرى فحسب و يصفو ا دائما بالبرود المبالغ فيه و أعربت عن اعتقادها أن لوال وجود أختها الكبرى في حيا ا التعليمية لنالت هي حقوقها كطالبة ..لكنها تعود و تؤكد أ ا بالرغم من كل هذا إال أ ا لم تكن ألختها لحظة سوى المزيد من الحب و التقدير فهي تعلم أن ليس لها يد في ذلك !!تدنى مستواها الدراسي بعد التخرج من االبتدائية من رتبة( الممتاز) إلى( الجيد جدا )بسبب إهمالها كما تقول و شدة نفورها من الدراسة ثم تدنى أكثر و أكثر بعد االلتحاق بالكلية إلى درجة حمل المواد لذات السبب السابق ..تعتقد( س )أ ا لو أولت الدراسة قدرا صغيرا من االهتمام لتفوقت جدا ..هذا و يبدو جليا لمن يتحدث مع( س )أحقيتها في هذا االعتقاد حيث يلحظ بشكل قوي تفتح ذهنها و اتساع مداها الثقافي! - ٥ا ال الطبي :تذكر األم أن والدة بنتها كانت طبيعية تماما بل على العكس كانت أخف و أيسر بكثير من باقي إخو ا من ناحية اآلالم و ما إلى ذلك ..و كانت رضاعتها طبيعية لمدة سنتين كاملتين و لم تمر بأية مشكالت أو تأخر في أي جانب من جوانب النمو خالل ذلك ..في سن الثالثة أصيبت بمرض( لين العظام )ثم شفيت منه بعد العالج ..كما تعرضت لإلصابة بما يسمى( اللشمانيا )المنتشر في ذلك الحين ..و في سن التاسعة أصيت بحالة إمساك حادة استمرت معها ما يربو على الشهر عاشت خاللها معاناة شديدة جدا و آالم قوية السيما و أ ا لم تكشف عن سبب تعبها الحقيقي ألهلها فكانوا يدورون ا األطباء دون التوصل للسبب و تغيبت عن المدرسة طويال نتيجة ذلك ..لفتت الحالة النظر إلى أ ا مع بداية تماثلها للشفاء و قرب عود ا إلى الدراسة الحظت أمها تساعدها على حل الواجبات المدرسية المتراكمة و ما إلى ذلك و في هذا الموقف فقط شعرت بالمحبة و التقدير ألمها و استشعرت منها ذلك أو كما عبرت الحالة( :حسيت إن أمي أم )..عانت http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٦ من القولون العصبي و ال تزال كما عانت أيضا من مشاكل في األسنان لفترة طويلة ،و تكشف التقارير الطبية الحالية عن عدم وجود أية أمراض أو مشاكل صحية تستحق الذكر باستثناء بعض االلتهابات في البول.. رابعا :مصادر جمع المعلومات: - ١المقابالت أ-مقابلة الحالة :أجرت المتدربة خمس مقابالت شخصية مع الحالة كان يمتد الوقت فيها لساعات، جمعت المتدربة خاللها معلومات كثيرة عن تفاصيل حياة الحالة كما أجرت خاللها االختبارات المطبقة عليها ..وتحدثت الحالة فيها بإسهاب عن ا و كانت متعاونة جدا في اإلجابة على جميع األسئلة التي وجهت لها من مشكلتها و عمق إحساسها قبل المتدربة.. ب -مقابلة األهل :أجرت المتدربة مقابلتين مع األهل خصصت األولى لألم ،والثانية ألخوات الحالة،وقد ساهمت هذه المقابلة في الكشف عن مدى إحساس األسرة بمشكلة الحالة و مدى تأثيرها على حيا م ..تحدثت األخوات خالل المقابلة عن أساهم لوضع أختهم ،وتفهمهم لطبيعة حالتها،واقتناعهم بأن ما تعاني منه هو مرض فعلي،وتبرمهم من إبداء التذمر الدائم من وضعها من قبل األم و األب ..لكنهم وصفوا أنفسهم بقلة الحيلة تجاه هذه المسألة ،وأعربوا عن عدم تمكنهم من مناقشة والديهم في هذا الموضوع اعتقادا منهم أ م لن يتقبلوا ذلك كما يقولون و لن يتفهموه أبدا ..كما أفصحوا للمتدربة عن اعتقادهم أن حيا م ستكون أفضل مما هي عليه اآلن لو لم تصب أختهم ذا البالء و ذلك إثر سؤال وجه لهم من قبل المتدربة.. أما بالنسبة لألم فقد تحدثت خالل المقابلة عن اعتقادها بأن ابنتها قادرة على مقاومة هذه الوساوس و لكنها ترفض دائما االقتناع ذه المسألة،وتستسلم لها،وأفصحت األم أ ا غير مقتنعة بجدوى العالج الدوائي و لكنها رضخت قسرا لرغبة ابنتها في ذلك و قالت األم :إ ا اآلن لم تعد تم في كون ابنتها ستشفى من العالج الدوائي أو من غيره المهم بالنسبة لها أن تتخلص ابنتها من تلك األعراض ..و عند سؤالها عن سبب توبيخها المستمر لها و إبداء تذمرها من وضعها عند التأخر في دورة المياه مثال أجابت( :علشان تستعجل!!) - ٢االختبارات ..سعت المتدربة جاهدة للحصول على بعض االختبارات التي كانت ترغب في تطبيقها على الحالة لكن نظرا للصعوبة الشديدة في ذلك إضافة لكو ا غير مدربة على الكثير منها فقد اضطرت للتحرك في حدود ما أتيح لها و اقتصرت االختبارات المطبقة على التالي: The Maudsley Obessional- Compulsiveأ -بطارية المودزلي للوسواس القهري Inventory أوضحت نتائج تطبيق البطارية أن الحالة تعاني من درجة مرتفعة من الوساوس ؛فقد حصلت على ١٨ درجة في مقياس الوساوس الكلية وهي درجة مرتفعة إضافة إلى أن البطارية أوضحت أن أعراض الوسواس مرتفعة في المقاييس الفرعية: المراجعة ،الشك و إلحاح الضمير. ب :االختبارات االسقاطية: http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٧ اختبار روتر لتكملة الجمل الناقصة :حسب تقدير المتدربة فقد حصلت الحالة على درجة ٢٠٦في هذااالختبار و هي درجة مرتفعة جدا و تدل على سوء التوافق الشديد ..كما أظهر االختبار وفقا لقراءة المتدربة أن لدى الحالة مشاعر كبيرة بالنقص و عدم الكفاية و العجز و الفشل في الدور األنثوي و اإلنساني و الشعور بعدم الرغبة من اآلخر و إحساس بالغربة في وجوده و اتجاهات سلبية نحو الناس بشكل عام و األسرة بشكل خاص و حاجة إلى استشعار األهمية و الحصول على دور ..و حاجة ملحة للنشاط العقلي و الجسمي و الجنسي و يسيطر عليها مزاج عام مكتئب و حزين و سيطرة لهواجس المرض و انشغال زائد بالتفكير فيه و في مآله مقرون بمشاعر نفور من الحياة و حزن و أسى على الماضي و سخط على الحاضر و تشاؤم من المستقبل.. اختبار ساكس لتكملة الجمل :حصلت الحالة على درجات مرتفعة على األبعاد األربعة التي يقيسهااالختبار ما يشير إلى سوء توافقها في ا االت المحددة ..و قد كشف االختبار وفق قراءة المتدربة عن تشوه صورة اآلخر لدى الحالة و فزعها من االقتراب منه نتيجة لذلك ما أدى إلى فقدانه من حيا ا على المستوى الفعلي و التطلع إليه و البحث عنه على المستوى المتخيل ..تسيطر على الحالة صراعات بين رغبا ا الجنسية الملحة من جهة و بين خوف االقتراب من اآلخر من جهة أخرى مقرونة واجس اإلثم و مشاعر الذنب من جراء ذلك ..كما تتقاذفها صراعات بين الحب و الكراهية تجاه األم و األب و إحساس بفقدان األمان في ظلهم و استشعار عجزهم عن تفهمها و تقبلها من لد م ..كل هذا ولد لدى الحالة إحساساً بالقذارة وجدت في التمسك بذكرى التبول في فراشها مدعما له فتربع على عرش البطولة من بين كل ذكريا ا عن الطفولة..كما تسترجع أيضا حادث سرقة بسيط و وحيد قامت به في طفولتها ربما كمدعم آخر ..كما أكد االختبار إن أكثر ما يشغل بال الحالة هو التفكير في مشكلتها و المآل الذي ستؤول إليه.. - ٣تحليل الخط :استعانت المتدربة بمبادئ علم الجرافولوجي في تحليل عينة من خط الحالة،وقد كشفت نتائج التحليل إجماال عن أن الحالة لديها قدرة اجتماعية عالية و تسكنها الرغبة في هذا الدور بغض النظر عن مدى توظيفها لهذه القدرة أو الرغبة ،و لديها إجادة قوية للحديث و اإلقناع" و هي سمة ملحوظة جدا على الحالة"،وتركيز عالي جدا ،مع بعض النسيان الغير متوقع و هي شخصية عملية جدا،وعالية الطاقة و يمكن االعتماد عليها إذا استعملت طاقتها بشكل جيد ..كما أن لديها جمود في الشخصية فليس من السهل تغييرها و لديها نوع من المزاجية في الوقت ذاته و استغراق في التفكير فقد تغير آراءها بعد التفكير فيها لكنها إذا اتخذت قرارا حازما تثبت عليه بقوة ..تتسم الحالة أيضا كما توضح نتائج التحليل بنوع من التطرف الشديد و بعد عن الوسطية فهي إما أن تتحدث بإسهاب أو تكتم بقوة و إما أن تحب بشدة أو تبغض بشدة و هكذا.... خامسا :التشخيص_______________ النهائي: استنادا على األعراض الظاهرة على الحالة ونتيجة بطارية المودزلي للوسواس القهري شخصت الحالة على أ ا اضطراب وسواس قهري "أفعال وأفكار قهرية" :DSM-4-TRمحكات اضطراب الوسواس القهري كما وردت في أ -وساوس أو أفعال قهرية: - ٢-٣-٤:كما تعرف ب ١ Obsessions -١ - ١أفكار أو اندفاعات أو صور ذهنية متكررة أو مستمرة ،يخبرها الشخص في وقت ما من االضطراب كأشياء مقحمة وغير مالئمة وتسبب له قلقاً أو كرباً ملحوظاً. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٨ تعاني الحالة من أفكار واندفاعات تزعجها وتسبب لها قلقاً وكربا- ٢هذه األفكار أو االندفاعات أو الصور الذهنية ليست مجرد هموم زائدة حول مشكالت حياتية حقيقية. انطبق هذا المعيار على الحالة- ٣يحاول الشخص أن يتجاهل أو يخمد هذه األفكار أو االندفاعات أو الصور أو يعادلها بفكرة أخرى أو فعل آخر. حاولت الحالة مقاومة هذه األفكار وتجاهلها.- ٤يدرك الشخص أن األفكار أو االندفاعات أو الصور الوسواسية هي نتاج عقله ذاته ( ليست مقحمة عليه من الخارج .(Thought Insertionكما في حالة دس األفكار الحالة مدركة لذلك.- ٢ -٣:-٤كما تعرف ب - ٢ Compulsions ١أفعال قهرية - ١سلوكيات متكررة ( مثل :غسل اليد ،الترتيب ،التحقق ) أو أفعال ذهنية ( مثل :الصالة ،العد ، تكرار كلمات في صمت ) يشعر الشخص أنه مدفوع إلى تأديتها استجابة لوسواس أو اتباعاً لقواعد يجب عليه أن يطبقها بحذافيرها. تندفع الحالة إلى عملية تطهير األشياء و األدوات بشكل قهري. - ٢دف السلوكيات أو الفعال الذهنية إلى منع وقوع كرب أو تخفيف كرب ،أو منع وقوع حدث أو موقف مرهوب. إال أن هذه السلوكيات أو الفعال الذهنية ،إما غير موصولة على نحو واقعي بما أريد ا تخفيفه أو منعه ،وإما زائدة عن الحد بشكل واضح. انطبق هذا المعيار على الحالة ..حيث دف أفعالها إلى إزالة الشعور بالنجاسة.. ب -عند نقطة ما خالل مسار االضطراب أدرك الشخص أن الوساوس أو األفكار القهرية زائدة عن الحد أو غير معقولة. الحالة مدركة تماماً لكون وساوسها مبالغاً فيها وغير معقولة.ج -تؤدي الوساوس أو األفعال القهرية إلى كرب ملحوظ ،وتستهلك وقتاً كثيراً ( أكثر من ساعة كل يوم ) ،أو تعيق بدرجة كبيرة وتيرة الشخص الحياتية الطبيعية ،أو أداءه المهني ( أو الدراسي ) ،أو أنشطته أو عالقاته االجتماعية المعتادة. -ينطبق هذا المعيار على الحالة تماما فهي تقضي مثال ما يزيد عن الساعتين في دورة المياه و قد تتخلف عن الدوام بالكلية نتيجة ذلك و تمتنع عن شرب أية سوائل سوى عند الحاجة القصوى حتى تساهم في التخفيف من الدخول إلى دورة المياه التي قد ال تزيد عن المرة في اليوم أو اليومين مما أدى إلى تعرضها لاللتهابات و المشاكل الصحية.. فإن محتوى الوساوس أو األفعال القهرية غير مقصور عليه I ،د -في حالة وجود اضطراب آخر من اضطرابات المحور (مثل :االنشغال بالطعام ،وجود اضطراب أكل ،أو جذب الشعر في وجود هوس خلع الشعر أو االنشغال بالعقاقير في وجود اضطراب التشوه الوهمي للجسد ،أو االنشغال Trichotillomania، بالعقاقير في وجود اضطراب استخدام ما أو االنشغال باإلصابة بمرض خطير في وجود توهم المرض ، أو االنشغال أو اجترار الذنب في وجود اضطراب االكتئاب Paraphiliaبدفعات أو خياالت جنسية في وجود انحراف جنسي الكبير. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٨٩ .Iال تعاني الحالة من أي اضطراب من اضطرابات المحور ه -ليس االضطراب نتيجة للتأثيرات الفسيولوجية المباشرة إلحدى المواد ( مثل عقار إدماني ،دواء ) أو لمرض جسمي عام. الحالة ال تتناول أي عقار باستثناء العقار الخاص بالمشكلة وال تشكو من مرض جسمي عام. النتيجة:جميع هذه المحكات تنطبق على الحالة. سادسا :األسباب: في ظل كل التفاصيل السابقة ترى المتدربة أن كل ما تعاني منه الحالة اآلن من أعراض و عقد لها مبررا ا القوية و تعتقد المتدربة أ ا لو لم تظهر على هيئة أعراض وسواسية لظهرت على هيئة أخرى.. فشعورها بالدونية و النقص هو رد فعل طبيعي جدا لما عانته الحالة و ال زالت من مقارنة دائمة و جارحة باألخت الكبرى إضافة إلى تقليل الوالدين الدائم من شأن األبناء عموما ..و تشوه صورة اآلخر لديها و ابتعادها عنه هو رد فعل طبيعي أيضا للصدمات التي تعرضت لها من أصدقاء الطفولة ..و مزاجها المكتئب و فقدان الدافعية هو رد فعل طبيعي أيضا إلحساسها بالتهميش و فقدان الدور ..و كراهيتها لجنسها قد يكون رد فعل لما اتسمت به تربيتها من تزمت ..كما أنه قد يكون أيضا انعكاسا لمشاعر خفية لديها بالبغض ألختها الكبرى و هروبا من وجودها في حيا ا ..و ربما يكون أيضا كراهية لما ترمز إليه األنوثة عادة من ضعف و نقص و هو ما يتالقى مع العقدة التي تعاني منها و تسبب كر ا ..كما أنه قد يكون أيضا رمزا لميولها الجنسية نحو اآلخر المغاير و هروبا من القيد الذي تفرضه األنوثة عليها في الوصول إليه ..يضاف إلى كل ذلك ما أظهرته نتائج االختبارات من إحساسها بالفشل و العجز عن االتسام بكثير من السمات الخاصة باألنثى كإجادة الرقص أو الطبخ أو التأنق و التجمل و ما إلى ذلك و قد يكون في هذا مبرر قوي جدا لهذه المشاعر تجاه جنسها ..أما التدني الدائم في المستوى الدراسي فترجعه المتدربة إلى مشاعر النفور التي تسكنها تجاهها بسبب مقارنتها الدائمة بأختها الكبرى أيضا كما أقرت الحالة بذلك.. أما ما تعاني منه الحالة اآلن من أعراض وسواسية حادة فتفسرها المتدربة حسب رأيها المتواضع جدا أنه رمز إلحساسها الشديد باإلثم و القذارة الناتج ربما عن شعور خفي و عميق بالبغض ألختها الكبرى و مشاعر مماثلة ال زالت تسكنها منذ أيام الطفولة تجاه األبوين اللذين كانا السبب األول في خلق تلك المشاعر..إضافة إلى مشاعر الذنب المتنامية لديها من ميولها الجنسية الناتجة عن استشعار اختالفها عن أختها أيضا ..و هو ما يفسر اختفاء أعراض الوسواس لديها في مرحلة المراهقة إذ أبدلته بحب شديد و تعلق كبير باألخت( مصدر الشقاء )كنوع من التكوين العكسي لتلك المشاعر ،و ذلك عندما فشلت في صداقا ا السابقة و بالتالي في الحصول على وجودها المفقود داخل المنزل فلم يبق أمامها سوى هذا الخيار !... لكن هذه األعراض ما لبثت أن عادت و بصورة قوية و حادة بمجرد ابتعاد أختها عنها خاصة مع عودة مقارنتها بأختها بكل شدة من قبل من حولها بعد التحاقها بالكلية في كل تفاصيل الحياة و الدراسة ما أحدث ربما خيبة أمل قوية في نفسها لما كانت تنتظره من دور مستقل عن أختها في هذا المكان ..إضافة إلى اشتداد الصراع بين رغبا ا الجنسية و تطلعها نحو الزواج و اإلنجاب من ناحية و بين خوف االقتراب من اآلخر المشوه من ناحية ثانية اشتدادا فرضته طبيعة المرحلة العمرية من جهة و الفراغ الذي خلفه فقدان األخت من جهة أخرى ما يرفع لديها معدل اإلحساس بالقذارة.. سابعا :العالج: http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٩٠ تتعاطى الحالة منذ فترة بسيطة عالجا دوائيا لكنها لم تشعر بعد بأي تحسن يذكر كما تقول ..من ناحية أخرى ترى المتدربة أ ا ليست مؤهلة بعد القتراح خطة عالجية مالئمة لكنها تعتقد أن العالجات السلوكية المعروفة لن تكون مجدية إلى حد كبير في التخفيف من معانا ا ..هذا و قد لفت نظر المتدربة جدا حديث الحالة عن شبه اختفاء األعراض حينما سافرت إلى المدينة المنورة قبل فترة بسيطة من إجراء هذه الدراسة و أرجعت الحالة سبب ذلك إلى قدسية المكان و هو ما عبرت عنه بقولها( هللا مسح على قلبي !!)و هو ما عزز اعتقاد المتدربة بأن تحسن الحالة مرهون بحدوث تغيير جذري في حيا ا،حيث ترى المتدربة إن أحوج ما تحتاج إليه الحالة هو استشعار األهمية و اإلحساس بالقيمة و توظيف للطاقة (الجسمية و العقلية و الجنسية )الغير موجهة و التقرب من اآلخر المفقود و الحصول على دور فعال مستقل تماما عن األخت الكبرى و يوازي في نفسها ما تحاط به أختها من تقدير و اهتمام و هو األمر الذي قد يتحقق بالزواج أو الخطوبة. التقرير النهائي عن الحالة: الحالة( س )ولدت والدة طبيعية في بيت عائلة صغير و مزدحم ألخت تكبرها بعامين و أخ يكبرها بأربع سنوات و سرعان ما ولدت لها أخت أخرى بعد ثالث أعوام و كان األخ و األخت قريبين من بعضهما في صغرهما دو ا بينما كانت عالقتها بأختها التالية لها مضطربة جدا ..و في ظل هذه األوضاع لم يكن لديها أي شخص قريب منها لذا كانت تشعر بالغربة بل و أكثر من هذا كانت تستشعر ثقة أمها بأختها الكبرى و اعتمادها عليها في الكثير من األمور دو ا و معاملتها لها على أ ا صغيرة و غير واعية و هو األمر نفسه الذي ينسحب على نظرة أخيها و أختها لها ما أشعرها بالتهميش ..التحقت بالمدرسة في السن الطبيعي و كانت أختها في الصف الثالث حينها و الجميع يشيد بتفوقها و فطنتها ما فوت عليها فرصة البروز و التميز و ظل معلما ا يقارننها بأختها في كل صغيرة و كبيرة ما عزز لديها الشعور بالدونية و النقص و التهميش ..و بقيت تعاني من التبول الال إرادي مقرونا بشعور شديد بالخزي و االنكسار حتى اية الصف الثاني االبتدائي دون مراجعة أي أخصائي في هذه المسألة ..و ظهرت لديها في هذه المرحلة بعض أعراض الوسواس نتيجة لكل ذلك.. تكونت بينها و بين إحدى زميال ا في الصف الثالث االبتدائي عالقة صداقة حميمة منحتها شئ من الوجود المفقود لكنها سرعان ما تالشت في الصف الخامس نتيجة تالعب من تلك الصديقة يرقى إلى حد الخيانة في عقلها الذي للتو يقبل على الحياة ..ما أحدث صدمة قوية في نفسها سرعان ما حاولت النهوض منها و البحث عن مصدر جديد تستعيد به وجودها فدخلت في عالقة صداقة جديدة لم تكن ايتها مختلفة عن األولى إلى حد كبير ..و هنا فقد اإلخالص و الثقة باآلخر كل معنى له عندها و لم يبق أمامها سوى أختها الكبرى التي تتمتع بعالقات و صداقات واسعة دو ا فأبدلت شعورها تجاهها بالغيرة و الحقد الذي ساهم كل من حولها في خلقه بداخلها؛ أبدلته بتعلق و حب جم ..فاختفت أعراضها الوسواسية في هذه المرحلة .. بلغت في سن الحادية عشر و تفجرت لديها ميول جنسية نحو اآلخر المغاير مقرونا بتربية متزمتة و رفض من قبل األخت الكبرى لتقبل هذه المشاعر التي تشكل بالنسبة لها النموذج الذي يجب أن تحتذي به ما عزز في داخلها مشاعر الذنب و زاد إحساسها بالغيرة من أختها و أشعل في داخلها مزيدا من الكره الالشعوري تجاهها و تجاه األسرة التي أسست تلك المشاعر في نفسها ما ولد لديها إحساساً بالقذارة و اإلثم وجدت في التمسك بذكرى تبولها في فراشها أيام طفولتها مدعما له ..و سرعان ما عبر هذا اإلحساس عن نفسه بقوة متخذا صورة أعراض وسواسية في هيئة شكوك بنجاسة كل ما يخصها و تكرار تطهيره بشكل قهري و ذلك بمجرد ابتعاد أختها عنها و عودة أحاسيس التهميش و فقدان الدور إليها السيما بعد التحاقها بالكلية و تزايد مقارنتها بأختها من قبل الجميع و خيبة أملها في الحصول على دور فعال و مستقل في ذلك المكان .و بالتالي فإن تحسن الحالة مرهون ربما بالوصول إلى هذا الدور. http://dr-banderalotaibi.com/ دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة] مركز التنمية األسرية باألحساء ٩١ قائمة المراجع - ١أمال كمال محمد ( ). ٢٠٠٠.التحليل النفسى :النظرية والتطبيق .القاهرة :دار الوثائق الجامعية. - ٢مصطفى زيور ( ) . ١٩٨٥.فى النفس :بحو____________ث مجمعة فى التحليل النفسى .القاهرة :دار النشر غير مبين. - ٣حامد زهران ( ). ١٩٩٧.الصحة النفسية والعالج النفسى .القاهرة :عالم الكتب. - ٤خالد النجار ( ). ١٩٩٧.البناء النفسي القائم وراء اعتياد الطفل للضرب بحث منشور في المؤتمر العلمي الثاني لكلية رياض األطفال،جامعة القاهرة. - ٥خالد النجار ( ). ٢٠٠٢.البناء النفسي للطفل البدين – دراسة دينامية .المؤتمر العلمي الثاني لكلية رياض األطفال ،جامعة القاهرة ،بعنوان الطفل أفضل استثمار لمستقبل الوطن العربي،٥٩٨ ، ٦٢٢ديسمبر ٢٠٠٢ - ٦خالد النجار ( ). ٢٠٠٥.استخدام الرسم في التعرف على بعض أبعاد البناء النفسي لدى األطفال ذوي األمراض المزمنة .مجلة علم النفس المعاصر والعلوم اإلنسانية العدد السادسعشر١٦٥ ، ، ٢١١.يوليو ٢٠٠٥ - ٧عبد هللا عسكر ( ). ٢٠٠٥.االضطرابات النفسية لألطفال .القاهرة :مكتبة االنجلو المصرية. - ٨فرج أحمد فرج ( ). ٢٠٠٢.تقديم كتاب في الواقع النفسي .القاهرة :مكتبة األنجلو المصرية. - ٩نيفين زيور ( ). ٢٠٠٢.في الواقع النفسي .القاهرة :مكتبة األنجلو المصرية. - ١٠نيفين زيور ( ). ٢٠٠٦.في التحليل النفسي .القاهرة :مكتبة األنجلو المصرية. - ١١فرج عبد القادر طه ( ). ١٩٩٣.موسوعة علم النفس والتحليل النفسي .بيروت :دار سعاد الصباح. - ١٢كارين ماكوفر ( ). ١٩٨٧.إسقاط الشخصية في رسم الشكل اإلنساني منهج لدراسة الشخصية .ترجمة رزق سند إبراهيم،بيروت :دار النهضة العربية. http://dr-banderalotaibi.com/ ]دبلوم التوجيه واإلرشاد األسري [ دراسة الحالة ٩٢ مركز التنمية األسرية باألحساء الهيئة المصرية: القاهرة. ) علم النفس اإلكلينيكي. ١٩٨٥.( لويس كامل مليكه- ١٣ العامة .للكتاب .مكتبة األنجلو المصرية: القاهرة. ) علم النفس اإلكلينيكي. ١٩٨٨.( محمود الزيادي- ١٤ .مكتبة األنجلو المصرية: القاهرة. ) األمراض النفسية. ١٩٩٠.( محمود الزيادي- ١٥ 16- Spitz, R. (1985). The first year of life. London : International University press. 17- Klein, M. (1980). The psychoanalysis of children. London : Hogarth press. 18- Kernberg, O. (1979). Object-relation theory and clinical psychoanalysis . new york : Jasson aronson. 19- Kruager, D. (1997). Food as self object in eating disorder. The psychoanalytic study of the child, 84, 617630. http://dr-banderalotaibi.com/__