Telechargé par svtdumaroc

درس المناعة الفصل الأول

publicité
‫الوحدة الخامسة‪ :‬علم المناعة‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم الذاتي و غير الذاتي و الوسائل الدفاعية للجسم‬
‫‪ -I‬مفهوم الذاتي و غير الذاتي‬
‫‪ -1‬كيفية التعرف على الذاتي‪:‬‬
‫يلجأ للتطعيم الجلدي في حالة الحروق أو التشوهات الجلدية‪ ،‬و ذلك بزرع قطعة جلدية‪ ،‬مأخوذة من‬
‫نفس الشخص أو من شخص آخر أو من نسيج دو أصل حيواني‪ ،‬على مستوى جسم المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬علما أن هناك بروتينات غشائية على سطح جل خاليا الذات تسمى مركب ‪ ،CMH‬ماذا تستنتج من نتائج المبيان‬
‫جانبه؟‬
‫يتبين أن العامل المحدد للذاتي هو األصل الوراثي (الوثائق ‪ 2 ،1‬و ‪ 3‬للصفحة ‪.)194‬‬
‫أدت األبحاث إلى ابراز تدخل بروتينات توجد على الغشاء السيتوبالزمي لجل الخاليا ذات نواة‪ ،‬في‬
‫تحديد ما هو ذاتي و سميت من طرف مكتشفها ‪ J.Dausset‬بنظام‪Human Leucocyte ( HLA‬‬
‫‪ )Antigen‬ألنه اكتشفها أول مرة على الكريات البيضاء (‪ ،)Leucocyte‬و تسمى حاليا بالمركب‬
‫الرئيسي للتالؤم النسيجي ‪ .)Complexe Majeur d’Histocompatibilité( CMH‬هذه‬
‫البروتينات هي المسؤولة عن تحديد الذاتي‪ ،‬و لكونها مميزة للشخص سميت واسمات الذاتي‪ ،‬و كذلك مولدات مضاد التالؤم النسيجي‬
‫لمسؤوليتها عن االستجابة المناعية في حالة رفض طعم مثال‪.‬‬
‫‪ -2‬المركب الرئيسي للتالؤم النسيجي‬
‫أ‪ -‬تركيب بروتينات ‪ : CMH‬يتحكم في تركيب بروتينات ‪ CMH‬أربع مورثات‪ C ،B ،A :‬و‪ D‬و تتميز بالخاصيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المورثات ‪ B ،A‬و‪ C‬مرتبطة‪ ،‬محمولة على الزوج الصبغي رقم ‪.6‬‬
‫‪ ‬هذه المورثات متعددة الحليالت (تكتشف دوريا حليالت جديدة) فمثال للمورثة ‪ B‬أكثر من ‪ 149‬حليل‪.‬‬
‫‪ ‬الحليالت متساوية السيادة‪.‬‬
‫هكذا يتبين أن خالل تركيب بروتينات ‪ ،CMH‬يرفع تدخل عدة مورثات‪ ،‬كثيرة الحليالت‪ ،‬عدد األنماط الوراثية الممكنة‪ ،‬لذلك ال نجد تشابها تاما‬
‫بين شخصين في مركب ‪ CMH‬باستثناء حالة التوأم الحقيقي‪.‬‬
‫ب‪ -‬أصناف و دور بروتينات ‪ : CMH‬الصفحة ‪197‬‬
‫يوجد صنفين رئيسيين من بروتينات ‪ CMH‬هما‪ CMH-I :‬و ‪.CMH-II‬‬
‫‪ ‬توجد بروتينات ‪ CMH-I‬على سطح خاليا الجسم المنواة (باستثناء الخاليا الجنسية و الجنينية و الكريات الحمراء) و تتكون هذه البروتينات من‬
‫سلسلة بيبتيدية ‪ α‬تتحكم في تركيبها المورثات ‪ A‬و ‪ B‬و ‪ C‬و سلسلة بيبتيدية ‪ β2m‬مرتبطة بمورثة على الصبغي ‪.15‬‬
‫دورها‪ :‬تجزئ على مستوى كل خاليا الجسم عينات من البروتينات المركبة الموجودة في السيتوبالزم بواسطة أنزيمات خاصة إلى ببتيدات‪،‬‬
‫يرتبط كل ببتيد بجزيئة ‪ CMH‬و يهاجر المركب بيبتيد‪ CMH-‬إلى سطح الخلية‪ ،‬و هكذا تعرض الخاليا باستمرار محتواها البيبتيدي مما يمكن‬
‫من حراسة مناعية تتم كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كانت البيبتيدات المعروضة عادية‪ ،‬تنفصل الخلية المناعية عن الخلية المراقبة‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا كانت البيبتيدات المعروضة غير عادية (مرتبطة ببروتينات شاذة لخلية سرطانية أو بروتينات فيروسية)‪ ،‬فإن الخلية‬
‫المناعية تبقى مرتبطة بالخلية المراقبة‪ ،‬مما يؤدي النطالق استجابة مناعية‪.‬‬
‫‪ ‬توجد بروتينات ‪ CMH-II‬على سطح بعض الخاليا المناعية كاللمفاويات و البلعميات و تتحكم في تركيبها المورثة ‪( D‬بأجزائها ‪DR, DP,‬‬
‫‪ )DQ‬و تتكون هذه البروتينات من سلسلتين بيبتيديتين ‪ α‬و ‪. β‬‬
‫دورها‪ :‬يتدخل البروتين ‪ CMH-II‬عند الخاليا المناعية (خالل االستجابة النوعية) لعرض أجزاء ببتيدية من أصل عناصر أجنبية (مولدات‬
‫مضاد) تم إدخالها و تفكيكها في سيتوبالزم الخلية المناعية التي تلعب هنا دور خلية عارضة (‪.)CPA : Cellule présentatrice de l’Antigène‬‬
‫‪ - II‬وسائل الدفاع الطبيعية و االستجابة المناعية غير النوعية‪:‬‬
‫‪ -1‬الوسائل الطبيعية للدفاع عن الذاتي‪:‬‬
‫تتمثل في حواجز طبيعية مكونة من أعضاء و إفرازات تمنع تسرب العناصر غير الذاتية و تصنف حسب طبيعة عملها إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬الحواجز الميكانيكية‪ :‬تتضمن الجلد الذي يتكون من خاليا متماسكة تتجدد باستمرار و غير منفذة للمتعضيات المجهرية‪ .‬و من األغشية‬
‫المخاطية التي تحتوي على مخاط سطحي (إفراز لزج) يمنع تثبيت الجراثيم‪ ،‬كما قد توجد أهداب تتحرك باستمرار إلخراج الجراثيم‪.‬‬
‫‪ ‬الحواجز البيوكميائية‪ :‬يحتوي المخاط األنفي و اللعاب و الدموع على حويصالت (ليزوزومات) تحتوي أنزيمات تتلف غشاء أغلب‬
‫البكتيريات‪ .‬كما يحول العرق‪ ،‬ذو ‪ pH‬حمضي‪ ،‬دون نمو الفطريات و بعض البكتيريات‪ .‬و تفرز المعدة حمض معدي يسبب موت الجراثيم‪ ،‬و‬
‫في االثنا عشري (جزء معوي) يؤدي التغير المفاجئ لـ ‪ pH‬و األنزيمات المحللة للبروتينات إلى منع التكاثر البكتيري‪.‬‬
‫‪ ‬الحواجز اإلكولوجية‪ :‬تمنع الفلورة البكتيرية المعوية و الجلدية تكاثر البكتيريات الممرضة و ذلك عن طريق التنافس‪.‬‬
‫في بعض الحاالت يمكن أن تخترق الحواجز الطبيعية من طرف الجراثيم ليحدث رد فعل يتجلى في استجابة مناعية‪ .‬هناك نمطان من المناعة ‪:‬‬
‫‪ o‬المناعة غير النوعية و هي متشابهة كيفما كان العنصر األجنبي‪.‬‬
‫‪ o‬المناعة النوعية ذات ذاكرة‪ ،‬و الموجهة ضد نوع معين من العناصر األجنبية‪.‬‬
‫وحدة علم المناعة – الثانية باك ‪ – SVT‬ذ‪ .‬البخاري ‪ -‬الصفحة |‪1‬‬
‫‪ -2‬رد الفعل االلتهابي‪:‬‬
‫إثر الوخز بإبرة أو إصابة الجسم بجرح مثال‪ ،‬تحدث استجابة دفاعية محلية بظهور االلتهاب الذي يتميز باألعراض التالية‪:‬‬
‫االحمرار و االنتفاخ و األلم و االرتفاع المحلي لدرجة الحرارة‪ .‬تسمى ردة الفعل هذه باالستجابة االلتهابية و تفسر أعراضها بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الوخز و دخول غير الذاتي إلى ما تحت الجلد (األدمة)‪.‬‬
‫‪ ‬إفراز الخاليا البدينة )‪ mastocytes‬خاليا مناعية في األدمة)‪ ،‬لمواد تدعى وسائط التهابية أهمها مادتي الهيستامين و البروستاغالندين‪.‬‬
‫‪ ‬تؤثر الوسائط االلتهابية على الشعيرات الدموية التي تتمدد و ترتفع نفاذيتها‪.‬‬
‫‪ ‬يسمح هذا التمدد بخروج مكونات البالزما و تسلل بعض الخاليا المناعية (بلعميات) خارج الشعيرات الدموية‪.‬‬
‫‪ ‬يحوي البالزما على عناصر بروتينية تسمى عوامل التكملة ترتبط بغير الذاتي فتجذب نحوها البلعميات المنسلة‪( ،‬ظاهرة االنجذاب الكيميائي)‪.‬‬
‫‪ ‬عند لقائها بالعناصر األجنبية‪ ،‬تسعى البلعميات للقضاء على الجراثيم عن طريق ظاهرة البلعمة‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬الكينين وسيط التهابي يفرز أساسا من طرف الصفائح الدموية و هو عديدات بيبتيد يسبب أيضا تمدد الشعيرات الدموية و رفع نفاذيتها‪.‬‬
‫‪ -3‬ظاهرة البلعمة‪(Phagocytose):‬‬
‫البلعمة هي عملية ابتالع مولد المضاد (كل عنصر أجنبي يثير دخوله للجسم استجابة مناعية) من طرف‬
‫خاليا تسمى البلعميات و تمثل المرحلة األساسية في االستجابة غير النوعية‪ .‬و تتم عبر المراحل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مرحلة التثبيت ‪ :‬ارتباط مولد المضاد بمستقبالت غشائية للبلعمية‪،‬‬
‫‪ ‬مرحلة االبتالع‪ :‬ترسل البلعمية أرجال كاذبة تحيط بمولد المضاد و تلتحم ليصبح محبوسا داخل فجوة‬
‫بلعمية‪،‬‬
‫‪ ‬مرحلة الهضم‪ :‬تفرغ الليزوزومات أنزيماتها (الليزوزيمات) في الفجوة البلعمية لهضم مولد المضاد‪،‬‬
‫‪ ‬مرحلة إخراج الحطام ‪ :‬تطرح بقايا مولد المضاد خارج البلعمية‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬البلعميات المتدخلة في هذه االستجابة و الموجودة بالبالزما نوعان‪ :‬المحببات (و هي ثالث‬
‫أصناف‪ ،‬الحمضات و القعدات و العدالت) و الوحيدات التي تتحول لبلعميات كبيرة عند خروجها في األنسجة‪.‬‬
‫‪ -4‬عوامل التكملة (ص ‪:)199 – 198‬‬
‫تركب عوامل التكملة‪ ،‬المتدخلة في االستجابة المناعية‪ ،‬داخل أنسجة في الكبد‪ ،‬في الطحال و في الظهار‬
‫المعوي‪ .‬و هي عبارة عن تسع عناصر يرمز لها ب‪ .C9 ،... ،C3 ،C2 ،C1 :‬تكون عادة متفرقة ثم تنشط‬
‫بدخول الجراثيم‪ ،‬و تلعب ثالث أدوار مختلفة‪:‬‬
‫‪ ‬الجذب الكيميائي للبلعميات نحو موقع الخمج‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل البلعمة (ظاهرة التعتيم)‪ :‬بتثبيت الجزء ‪ C3b‬من عوامل التكملة على مولد المضاد‪ ،‬يسهل تثبيته على‬
‫غشاء البلعميات التي تتوفر على مستقبالت غشائية لعامل التكملة‪.‬‬
‫‪ ‬تشكيل مركب الهجوم الغشائي )‪ (CAM‬وذلك عن طريق تنشيط أنزيمي متتالي لعناصر عامل التكملة التي‬
‫ترتبط بغشاء مولد المضاد مشكلة تقوب تسمح بدخول الماء و األمالح المعدنية إلى مولد المضاد و بالتالي انفجاره‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬تتميز وسائل الدفاع غير النوعية بكونها غير قادرة على التكيف‪ ،‬أي أنها متشابهة كيفما كان نوع و طبيعة العنصر األجنبي‪ .‬هذا ما‬
‫يفسر انفالت بعض الجراثيم من مفعول هذه الوسائل و في هذه الحالة نالحظ انتفاخ العقد اللمفاوية‪ ،‬مما يدل على تدخل المناعة النوعية‪.‬‬
‫‪ - III‬االستجابة المناعية النوعية‪:‬‬
‫تتميز االستجابة المناعية النوعية بكونها مناعة مكتسبة ألنها تظهر إثر اقتحام عناصر أجنبية للجسم و نوعية ألنها توجه ضد مولد‬
‫مضاد نوعي محدد‪ .‬يتم التدخل النوعي بطريقتين‪:‬‬
‫‪ ‬استجابة مناعية نوعية عن طريق وسيط خلوي‪ ،‬تتكون خاللها خاليا قاتلة تنتشر في الجسم للقضاء على مولد المضاد‪.‬‬
‫‪ ‬استجابة مناعية نوعية عن طريق وسيط خلطي‪ ،‬تؤدي إلفراز مضادات األجسام في األخالط (سوائل الجسم)‪.‬‬
‫‪ -1‬الجهاز المناعي النوعي‪ :‬يتميز الجهاز المناعي بتكونه من أعضاء و كذا من خاليا‪ ،‬يضمن عملهما أداء الوظيفة المناعية‪.‬‬
‫أ‪ -‬أصل و أصناف الخاليا المناعية‪( :‬و ‪ 2‬ص ‪)202‬‬
‫تتكون جميع الخاليا الدموية على مستوى النخاع العظمي (و ‪ 1‬ص ‪ ،)202‬و منها الخاليا المناعية المتدخلة‬
‫في االستجابة النوعية و التي نسميها كريات لمفاوية أو لمفاويات‪ .‬نميز نوعين من الكريات اللمفاوية‪:‬‬
‫‪ ‬لمفاويات ‪ T‬تنشأ في النخاع العظمي و تنضج على مستوى الغدة السعترية )‪ (Thymus‬و هي إما من‬
‫النوع ‪ T4‬أو ‪ T8‬إذ تختلف حسب وجود جزيئات غشائية هي ‪ CD4‬عند ‪ T4‬و ‪ CD8‬عند ‪.T8‬‬
‫‪ ‬لمفاويات ‪ ،B‬تنشأ و تنضج على مستوى النخاع العظمي‪ ،‬و تتحول إلى خاليا منتجة لمضادات األجسام‬
‫تسمى بلزميات خالل التدخل الخلطي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجهاز اللمفاوي‪:‬‬
‫‪ ‬األعضاء المركزية‪ :‬تتكون من النخاع العظمي و الغدة السعترية‪ ،‬حيث يتم إنتاج و نضج الخاليا اللمفاوية‪.‬‬
‫‪ ‬األعضاء اللمفاوية المحيطية‪ :‬هي مواقع تجمع و تخزين اللمفاويات بعد نضجها‪ ،‬و التي يتم على مستواها‬
‫تقديم مولدات المضاد للمفاويات‪ ،‬و منها‪ :‬العقد اللمفاوية‪ ،‬اللوزتان‪ ،‬الطحال‪ ،‬صفائح ‪... peyer‬‬
‫ملحوظة‪ :‬يؤدي ترشيح الدم (كريات حمراء و بيضاء و بالزما و صفائح دموية) في شعيرات األطراف‬
‫لتكون اللمف من كريات بيضاء و بالزما‪.‬‬
‫وحدة علم المناعة – الثانية باك ‪ – SVT‬ذ‪ .‬البخاري ‪ -‬الصفحة |‪2‬‬
‫‪ ‬بنية العقد اللمفاوية‪ :‬يصل اللمف إلى العقد اللمفاوية عن طريق قنوات لمفاوية موردة‪ ،‬ليدخل‬
‫المنطقة القشرية ثم جار القشرية و النخاعية‪ ،‬حيث يتم عرض مولد المضاد تباعا على أصناف‬
‫الكريات اللمفاوية‪ ،‬ليتم انتقاء نوع المناعة النوعية المتدخلة (خلطية أو خلوية)‪ .‬يخرج اللمف‬
‫عبر القنوات اللمفاوية المصدرة‪.‬‬
‫ج‪ -‬نضج و انتقاء اللمفاويات‪:‬‬
‫يتجلى نضج اللمفاويات ‪ T‬و ‪ B‬في تركيبها لمستقبالتها الغشائية (و ‪ 4‬ص ‪ ،)203‬التي تسمح لها‬
‫بالتعرف على مولد المضاد‪.‬‬
‫‪ ‬يتكون المستقبل ‪ T‬من سلسلتين ببتيديتين و تحتوي كل جزيئة على جزء ثابت مرصع في الغشاء الخلوي للمفاوية و جزء متغير (مختلف من‬
‫لمفاوية ألخرى) متجه نحو خارج الخلية و مسؤول عن التعرف على مركب ببتيد‪.CMH-‬‬
‫‪ ‬يتكون المستقبل ‪( B‬مستقبل غشائي من نوع ‪ IgM‬و ‪ )IgD‬من سلسلتين مكونتين بنفس الطريقة من جزء ثابت و جزء متغير و يحتوي هذا‬
‫المستقبل على منطقتين لتعرف مولد المضاد (على شكل حرف ‪.)Y‬‬
‫يقصد باكتساب الكفاية المناعية للمفاويات‪ ،‬تركيبها لمستقبالت غشائية ال تهاجم الذاتي‪ ،‬و لذلك يتم بعد تركيب مستقبل الخلية نتيجة تعبير معقد‬
‫للخبر الوراثي‪ ،‬انتقاء اللمفاويات‪ .‬فمثال‪ ،‬يتم نضج اللمفاويات ‪ T‬على مستوى الغدة السعترية التي تنتقل إليها بمجرد تشكلها في النخاع العظمي‪.‬‬
‫تركب اللمفاويات مستقبالت غشائية مختلفة‪ ،‬ثم يتم انتقاء غير المتفاعلة مع الذاتي عبر انتقائين (و ‪ 5‬ص ‪:)203‬‬
‫‪ ‬االنتقاء األول‪ :‬يتم االحتفاظ باللمفاويات ‪ T‬التي تبدي تكامال بين مستقبالتها و ‪ CMH‬الذاتي‪ ،‬بينما يتم إقصاء اللمفاويات ‪ T‬األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬االنتقاء الثاني ‪ :‬يتم بحذف اللمفاويات ‪ T‬التي تبدي تكامال مع مركب بيبتيد‪ CMH-‬الذاتي‪ ،‬بينما يتم االحتفاظ باللمفاويات ‪ T‬األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬آلية االستجابة المناعية النوعية ذات وسيط خلوي‪:‬‬
‫انطالقا من معطيات الوثيقتين ‪ 1‬و ‪ 2‬للصفحة ‪ ،204‬استنتج العناصر المتدخلة في االستجابة النوعية الخلوية و شروط هذا التدخل‪.‬‬
‫الجواب‪:‬‬
‫تقضي اللمفاويات ‪ T8‬على الخاليا الذاتية المعفنة بواسطة مولد مضاد نوعي‪ ،‬أي أنها تتعرف من جهة‪ ،‬على مركب ‪ CMH‬الذاتي و من جهة‬
‫ثانية‪ ،‬على مولد المضاد (أو جزء منه و حين ذاك يسمى محدد مستضادي)‪ ،‬نقول إنها تتميز بتعرف ثنائي (الذي يساهم فيه إضافة للمستقبل ‪T‬‬
‫المؤشر ‪ CD8‬الموجود على غشاء اللمفاوية ‪.)T8‬‬
‫‪ ‬تنقل مولدات المضاد إلى العقد اللمفاوية المجاورة لمناطق التعفن‪ ،‬حيث تتدخل االستجابة المناعية النوعية‪ ،‬التي يمكن تقسيمها في حالة‬
‫التدخل بوسيط خلوي إلى المراحل الثالثة التالية‪:‬‬
‫طور الحت (طور التحريض)‪ :‬يبدأ هذا الطور في العقد اللمفاوية بانتقاء لمفاويات (‪ T8‬و ‪ )T4‬نوعية ضد أجزاء مولد المضاد (المحدد‬
‫المستضادي) المعروض على ‪ CMH‬غشاء خاليا بلعمية عارضة (الخلية العارضة لمولد المضاد‪.) C.P.A.‬‬
‫تتعرف اللمفاويات ‪ T8‬النوعية على المحدد المستضادي المعروض على ‪ CMHI‬و تتعرف ‪ T4‬على المحدد المستضادي المعروض‬
‫على ‪ .CMHII‬فتفرز الخاليا العارضة وسيطا مناعيا هو األنترلوكين ‪ 1‬الذي يسبب تنشيط اللمفاويات ‪ T4‬التي تتفرق (تتحول) لخاليا ‪TH‬‬
‫المساعدة‪ ،‬القادرة على افراز األنترلوكين ‪ ،)IL-2( 2‬و في نفس الوقت ينشط ‪ IL-1‬اللمفاويات ‪ T8‬فتركب مستقبالت لألنترلوكين ‪.2‬‬
‫طور التضخيم‪ :‬يثبت األنترلوكين ‪ 2‬على مستقبالته في ‪ T8‬مما يؤدي لتكاثرها (تكاثر لمي) و لتفريقها لخاليا ‪ Tc‬مهلكة الخاليا و لخاليا ذاكرة‬
‫لها زمن عيش طويل‪.‬‬
‫طور التنفيذ‪ :‬تنتشر ‪ Tc‬مهلكة الخاليا في الجسم‪ ،‬لتتعرف على خالياها الهدف بواسطة التعرف الثنائي (تتعرف على ‪ CMH‬ذاتي و على محدد‬
‫مستضادي غير ذاتي أو ذاتي مغير)‪ .‬يلي هذا التعرف ارتباط اللمفاوية ‪ Tc‬بالخلية المعفنة‪.‬‬
‫إثر هذا االرتباط يرتفع تركيز أيونات ‪ Ca2+‬في سيتوبالزم اللمفاوية القاتلة ‪ Tc‬مما يؤدي إلخراجها لبروتين البرفورين الذي يحدث ثقوب يدخل‬
‫منها الماء للخلية الهدف التي تنفجر‪ .‬كما تفرز ‪ Tc‬أنزيم الكرانزيم الذي يفكك ‪ ADN‬الخلية الهدف‪ ،‬إنها السمية الخلوية‪.‬‬
‫‪ -3‬آلية االستجابة المناعية النوعية ذات وسيط خلطي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مراحل االستجابة النوعية ذات وسيط خلطي‪:‬‬
‫داخل األعضاء اللمفاوية المحيطية و في حالة التدخل بوسيط خلطي‪ ،‬يتم تحسيس لمفاويات ‪ B‬التي تتحول لخاليا نشيطة و ذلك عبر األطوار‬
‫التالية‪:‬‬
‫وحدة علم المناعة – الثانية باك ‪ – SVT‬ذ‪ .‬البخاري ‪ -‬الصفحة |‪3‬‬
‫طور الحث‪ :‬يتميز هذا الطور بمرحلتين‪:‬‬
‫مرحلة التعرف‪ :‬حيث يكون غشاء اللمفاويات ‪ B‬مغطى بمستقبالت (صنف ‪ IgM‬و ‪ )IgD‬يمكن أن ترتبط بمحدد مستضادي نوعي بشكل‬
‫مباشر مما يؤدي لتنشيط اللمفاويات ‪ .B‬و تنتقى ‪ T4‬نوعية‪ ،‬يبدي مستقبلها تكامال مع المركب ‪-CMHII‬محدد مستضادي لخلية عارضة (قد تلعب‬
‫لمفاوية ‪ B‬دور الخلية العارضة)‪.‬‬
‫مرحلة التنشيط‪ :‬يؤدي التماس بين الخاليا المناعية لعملية التنشيط حيث تفرز الخلية العارضة األنترلوكين ‪ 1‬الذي ينشط ‪ T4‬التي تتفرق ل‬
‫‪TH‬المساعدة‪ ،‬لتفرز هذه األخيرة األنترلوكينات ‪ 5، 4 ،2‬و ‪.6‬‬
‫طور التضخيم‪ :‬تحت تأثير األنترلوكين ‪ 2‬و ‪ 4‬تتكاثر لمة من اللمفاويات ‪ B‬النوعية و تتفرق لبلزميات و للمفاويات ‪ B‬ذاكرة تحت تأثير‬
‫األنترلوكين ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪. 6‬‬
‫طور التنفيذ‪ :‬تفرز البلزميات مضادات أجسام تنقل بواسطة الدم و اللمف و ترتبط بمحدد مستضادي نوعي فيتشكل المركب المنيع الذي يحد‬
‫نشاط مولد المضاد ثم يدمر بالبلعمة أو بواسطة مركب الهجوم الغشائي لعوامل التكملة‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬في نهاية التدخل المناعي النوعي و عند القضاء على مولد المضاد‪ ،‬تتدخل خاليا ‪ T‬كابحة (‪ )TS‬لتنظيم و مراقبة االستجابة المناعية و‬
‫ذلك بكبح تفريق اللمفاويات ‪ B‬لبلزميات في التدخل الخلطي و ‪ T8‬للمفاويات قاتلة في التدخل الخلوي‪ ،‬كما توقف نشاط اللمفاويات ‪.T4‬‬
‫ب‪ -‬بنية و أصناف مضادات األجسام‪( :‬و‪ 3‬ص ‪)206‬‬
‫مضادات األجسام‪ ،‬المنتجة من طرف البلزميات خالل التدخل الخلطي‪ ،‬عبارة عن كريونات مناعية من صنف‬
‫‪γ‬ذات طبيعة بروتينية‪.‬‬
‫تتكون مضادات األجسام بارتباط سلسلتان ببتيديتين ثقيلتان و سلسلتان ببتيديتين خفيفتان‪ ،‬تكون هذه السالسل‬
‫ملتوية و مرتبطة فيما بينها على شكل حرف ‪.Y‬‬
‫تتشكل كل سلسلة من‪:‬‬
‫‪ ‬منطقة ثابتة متشابهة لدى جميع مضادات األجسام المنتمية لنفس الصنف‪ ،‬تحدد إذن هذه المنطقة صنف‬
‫مضاد األجسام (شكل ب وثيقة ‪ 3‬ص ‪.)206‬‬
‫‪ ‬منطقة متغيرة في نهاية كل ذراع من ذراعي الحرف ‪ Y‬مشكلة موقعين لتثبيت مولد المضاد‪ ،‬تميز هذه‬
‫المنطقة مضاد أجسام نوعي لمولد مضاد (أو محدد مستضادي) معين‪.‬‬
‫ج‪ -‬كيفية عمل مضادات األجسام‪:‬‬
‫يرتبط كل مضاد أجسام بمولد مضاد (محدد مستضادي) نوعي له نتيجة تكامل بنيوي بينه و بين المنطقة المتغيرة لمضاد األجسام‪ ،‬مما يكون‬
‫مركب منيع (مركب منيع= مولد مضاد مرتبط بمضادات أجسام نوعية)‪ .‬فيتم إبطال مفعول مولد المضاد باتباع اآلليات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تسهيل ظاهرة البلعمة (ظاهرة التعتيم) بتثبيت المناطق الثابتة لمضادات األجسام المرتبطة بالمركب المنيع على مستقبالت خاصة للبلعميات‪.‬‬
‫‪ ‬تنشيط عوامل التكملة في حالة االرتباط‬
‫ببكتيريات أو حمات‪ ،‬فيتشكل‪ ،‬بكيفية نوعية‪،‬‬
‫مركب الهجوم الغشائي ‪ CAM‬الذي يحطم الخلية‬
‫الهدف‪.‬‬
‫‪ ‬كما يؤدي تثبيت مضاد أجسام من نوع ‪ IgE‬على‬
‫مفصصات النواة إلى إفراز مواد مبيدة للجراثيم‬
‫(ليزوزومات‪ ،‬بروتياز‪)...‬‬
‫‪ -4‬مفهوم التعاون الخلوي و الذاكرة المناعية‪:‬‬
‫أ‪ .‬التعاون الخلوي في االستجابة المناعية النوعية‪:‬‬
‫من خالل تجارب ‪( Mosier‬و ‪ 2‬ص ‪ )208‬و تجربة ‪ Claman‬الملخصة في‬
‫الجدول جانبه‪ ،‬بين ضرورة التعاون الخلوي خالل االستجابة المناعية‪.‬‬
‫تعتبر اللمفاويات ‪ Tc‬هي الخاليا المنفذة لالستجابة المناعية النوعية ذات وسيط‬
‫خلوي‪ ،‬لكنها ال تقدر التدخل وحدها للقضاء على مولد المضاد بشكل ناجح‪ ،‬حيث‬
‫تتعاون الخاليا العارضة و ‪ T4‬و ‪ T8‬في االستجابة الخلوية‪.‬‬
‫كما تبرز تجارب ‪ Claman‬ضرورة التعاون بين اللمفاويات ‪ B‬و ‪ T‬في حالة‬
‫االستجابة الخلطية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الذاكرة المناعية‪:‬‬
‫يتضح من خالل مبيان الوثيقة جانبه أن االستجابة المناعية األولية (أول لقاء‬
‫للجسم مع مولد مضاد معين) تختلف عن االستجابة الثانوية‪ ،‬التي تتميز بكونها‪:‬‬
‫‪ ‬فورية‪ ،‬إذ تنتج خاليا منفذة لإلستجابة المناعية مباشرة بعد دخول مولد المضاد‪.‬‬
‫‪ ‬قوية ‪ ،‬حيث ينتج الجسم كمية أكبر من تلك الخاليا و العناصر المنفذة التي توفر‬
‫للجسم حماية أكبر‪( .‬يتضح من ذلك أهمية التذكير بالنسبة للتلقيحات)‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن تفسير هذه االختالفات بين االستجابتين األولية و الثانوية بتخصص‬
‫خاليا خالل طور التضخيم من االستجابة لتصبح خاليا ذاكرة‪ ،‬تتميز بوجودها‬
‫المستمر في الجهاز الدوراني (الدم و اللمف) و عمرها الطويل و تدخلها السريع‬
‫عند تسرب مولد المضاد مرة أخرى للجسم‪.‬‬
‫وحدة علم المناعة – الثانية باك ‪ – SVT‬ذ‪ .‬البخاري ‪ -‬الصفحة |‪4‬‬
Téléchargement