فهرس المحتويات العنوان مقدمة المبحث األول :دافيد ريكاردو والتجارة الدولية المطلب األول :نبذة عن حياة دافيد ريكاردو المطلب الثاني :نظرة عامة عن التجارة الدولية المطلب الثالث :االفكار االقتصادية لريكاردو في إطار التجارة الدولية المبحث الثاني :نظرية الميزة النسبية لدافيد ريكاردو المطلب األول :مفهوم نظرية الميزة النسبية المطلب الثاني :افتراضات نظرية الميزة النسبية المطلب الثالث :انتقادات نظرية الميزة النسبية خاتمة المراجع الصفحة أ 1 1 2 3-2 4 5-4 6-5 7-6 ب ج مقدمة عامة.................................................................................................... مقدمة: في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر عرف العالم تغيرا جذريا بعد الثورة الصناعية وظهور اآللة حيث عرف العالم االقتصادي تغيرا من وسائل بسيطة الى وسائل أكثر دقة ،ومن هنا ظهرت فيه أفكار بسيطة نظريات علماء ومفكرون ساهموا في تطوير العلم االقتصادي من بينهم دافيد ريكاردو من خالل نظرية الميزة النسبية. ومن هنا يطرأ الى أذهاننا التساؤالت التالية: من هو دافيد ريكاردو؟ ماهي أهم افتراضاته حول نظرية الميزة النسبية؟ وماهي االنتقادات الموجهة اليها؟ أ المبحـث األول ........................................................................دافيد ريكاردو والتجارة الدولية .I المبحث األول :دافيد ريكاردو والتجارة الدولية: تعتبر التجارة الدولية الركيزة األساسية التي تقوم عليها العالقات االقتصادية الدولية ككل والحلقة المركزية التي تربط جميع بلدان العالم في منظومة اقتصادية دولية موحدة ،تنوعت مفاهيمها وتعددت واختلفت أسباها ،ودوافع ظهورها إضافة إلى تزايد أهميتها بين الدول حسب مستوى تقدمها االقتصادي ،ومدى توفر عناصر اإلنتاج لديها. .1المطلب األول :نبذة عن حياة دافيد ريكاردو: كان ديفيد ريكاردو اقتصاديًا سياسيًا ينحدر من بريطانيا .وهو معروف بشكل كبير القتراحه نظرية الميزة النسبية على التجارة الدولية ،والتي تحث البلدان على التركيز على إنتاج تلك السلع التي تتخصص فيها. ولد ريكاردو في 19أبريل ، 1772في لندن ،إنجلترا ،لعائلة مكونة من 17طفالً .كانت عائلته من أصل برتغالي هاجر من الجمهورية الهولندية إلى إنجلترا .كان والد ريكاردو وسيط أسهم ناجح .وهكذا انضم إلى أعمال والده وهو في سن الرابعة عشرة ،وعرض بعد ذلك فطنة أعماله االستثنائية في التعامل مع المسائل االقتصادية .ومع ذلك ،سرعان ما تبرأ من قبل عائلته في عام 1793في أعقاب قراره الزواج من الكويكر والتحول إلى المسيحية .كان أداءه المثير لإلعجاب في البورصة حتى اآلن يعني أنه يمكن أن يستمر في العمل كعضو ،وسرعان ما تلقى الدعم من أحد البنوك .استمر نجاح ريكاردو في سوق األوراق المالية ،مما سمح له بتجميع ثروة كبيرة ،وفي السنوات التي تلت ذلك ،استخدمها لمتابعة اهتماماته التعليمية. طور ريكاردو اهتما ًما شديدًا باالقتصاد بعد قراءة كتاب آدم سميث " ،ثروة األمم" ،في عام .1799بدأ دراسة االنضباط على مدى السنوات العشر المقبلة ،وفي عام ، 1810تمكن من نشر كتيبه األول " ،ارتفاع سعر السبائك" ،إثبات انخفاض قيمة األوراق النقدية .في مثل هذه األعمال المبكرة ،أظهر ريكاردو إيمانه بالنقدية ،حيث قال إن التضخم الذي ميز إنجلترا كان نتيجة إلصرار البنك المركزي على إصدار المزيد والمزيد من العمالت .أثار هذا جدالً كبيرا ً بين زمالئه االقتصاديين ،وبدأ ريكاردو في الظهور في هذا المجال.1 في عام ، 1815نشر ريكاردو مقالته بعنوان "تأثير انخفاض سعر الذرة على أرباح األسهم" .ولدت هذه المقالة واحدة من أكثر المذاهب االقتصادية شهرة حتى اآلن ،وهو قانون تناقص الغلة ،والذي أكد أن إضافة المزيد من المدخالت إلى اإلنتاج مع الحفاظ على أحد العوامل الثابتة سيؤدي إلى إضافات متتالية أصغر لإلنتاج .عالوة على ذلك ،أدان ريكاردو اآلليات الحمائية ودافع عن التجارة الحرة من خالل اقتراح نظرية الميزة النسبية .وادعى أنه بدالً من إنتاج جميع السلع ،إذا ركزت الدول على إنتاج فقط السلع التي تخصصت فيها وتداولت الفائض مع بعضها البعض ،فإن اإلنتاج الدولي سيزداد وسيكون جميع الشركاء التجاريين في وضع أفضل. اشتهر ديفيد ريكاردو بقدرته على حل المشكالت االقتصادية المعقدة دون استخدام أي أدوات رياضية كانت تستخدم من قبل زمالئه المحترفين في هذا المجال .نظريته في اإليجارات وضعت بطريقة مماثلة .أكد ريكاردو أن المزيد من األراضي الزراعية المنتجة ستعود بالنفع في نهاية األمر على مالك األراضي بدالً من المزارعين المستأجرين ألن هؤالء المستعدين سيكونون على استعداد لدفع إيجارات أعلى لهم .يستغل االقتصاديون حتى اآلن نظرية ريكارديان للتوضيح حول السبب وراء عدم فعالية دعم األسعار الزراعية في مساعدة المزارعين إذا ما استفادوا في النهاية من استفادة مالك األراضي. قادرا على تحقيق الشهرة واالزدهار المالي .وكان ثروته وقت وفاته يبلغ 100 خالل حياته المهنية ،كان ريكاردو ً مليون دوالر بدوالرات اليوم .كما واجه ريكاردو االقتصاديين والفالسفة البارزين مثل جيريمي بينثام وجيمس ميل وتوماس Michel Rainelli, le commerce internationnl, la Decouverte, 7 édition, Paris, 2000, p. 43 1 1 المبحـث األول ........................................................................دافيد ريكاردو والتجارة الدولية مالتوس .انضم إلى البرلمان البريطاني في عام ، 1819لكنه اضطر إلى إخالء منصبه في عام 1823بسبب مرض شديد. توفي ديفيد ريكاردو في 11سبتمبر من نفس العام عن عمر يناهز 51عا ًما في حديقة جاتكومب. .2المطلب الثاني :نظرة عامة عن التجارة الدولية: • الفرع األول :ماهية التجارة الدولية: يمكن تعريف التجارة الدولية ببساطة بأنها" :عبارة عن تبادل السلع والخدمات بين الدول وكذلك بين الشركات واألشخاص على المستوى الدولي ،كما يمكن تعريفها على نحو أعمق بأنها عبارة عن منظومة العالقات السلعية النقدية التي تتكون من مجموع التجارة الخارجية لبلدان العالم كافة" وتعرف التجارة الدولية كذلك على أتها" :تلك التجارة التي تهتم بدراسة تدفقات السلع والخدمات عبر الحدود الدولية وعوامل العرض والطلب والتكامل أو االندماج االقتصادي 2 ومتغيرات السياسة التجارية كالرسوم الجمركية والحصص التجارية". • الفرع الثاني :أهمية التجارة الدولية: مهما كان التفاوت االقتصادي بين الدول ومهما اختلفت النظم السياسية فإنه ال يمكن لهذه البلدان أن تعيش بمعزل عن غيرها تجاريا ،ألن هذا االنعزال سوف يجبر هذه األخيرة بأن تكتفي ذاتيا من كل المنتجات كما أنها ال تقوم بتصدير فائض المنتوجات الموجودة لديها ،وهذا سوف يزيد من صعوبة مهمة تنمية البلد وبالتالي أهمية التجارة الدولية تكمن فيما 3 يلي: - تؤدي التجارة الدولية دورا مهما في دعم االقتصاديات الوطنية المختلفة في الدول النامية والدول المتقدمة من خالل توفير العملة الصعبة الالزمة لتمويل المستوردات الرأسمالية والوسيطية الضرورية لتنفيذ خطط التنمية االقتصادية. تعتبر التجارة الدولية وسيلة من الوسائل األساسية التي تمكن الدول من تحقيق التنمية على المستوى الوطني (رفع مستويات المعيشة وضمان التوظيف الكامل والتوسع في إنتاج وتجارة السلع والخدمات). تعمل التجارة الدولية على تشجيع الدول على التخصص في إنتاج السلع التي تتمتع في إنتاجها بميزة نسبية مقارنة بالدول األخرى فالموارد التي تحصل عليها الدولة نتيجة لذلك تعتبر مدخرات توجه لالستثمارات المستهدفة. ربط الدول والمجتمعات مع بعضها البعض زيادة على اعتبارها منفذا لتصريف اإلنتاج عن حاجة السوق المحلية. 4 االرتقاء باألذواق وتحقيق كافة المتطلبات والرغبات وإشباع الحاجات. .3المطلب الثالث :االفكار االقتصادية لريكاردو في إطار التجارة الدولية: سيشمل هذا المطلب من البحث على أربع نظريات محورية هي كاآلتي: نظرية التجارة الدولية. نظرية القيمة. نظرية الريع نظرية األجور.وتعتبر هذه النظريات األربع من أهم إسهامات ريكاردو في االقتصاد السياسي. 2عبد العزيز عبد الرحيم سلمان ،التبادل التجاري األسس العولمة والتجارة اإللكترونية ،الطبعة األولى ،دار الحامد ،األردن2004 ، ،ص .10 3طالب محمد عوض ،التجارة الدولية نظريات وسياسات ،دار وائل ،األردن 2004،ص .14 4محمود عبد الر ازق ،االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية ،الطبعة األولى ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية2010، ،ص .43 2 المبحـث األول ........................................................................دافيد ريكاردو والتجارة الدولية • نظرية التجارة الدولية: نادى ريكاردو و من سبقه من رواد المدرسة الكالسيكية بحرية التجارة الدولية دون فرض رسوم على الواردات و الصادرات و ذلك بغية تشجيع ارتفاع اإلنتاج و رأس المال و قد أورد ذلك في الباب السابع من كتابه "مبادئ اإلقتصاد السياسي و الضرائب" 5حيث ركز على ما أسماه (نظرية التكاليف النسبية). • نظرية القيمة: يرى ريكاردو أن قيمة أي منتوج تتحدد بساعات العمل المتطلبة من أجل إنتاجه ،فكلما زادت ساعات العمل ارتفعت قيمة المنتوج بحيث أن منتوجا تطلب ساعتين من العمل تكون قيمته مضاعفة لمنتوج تطلب ساعة من العمل .المأزق الذي تموضع فيه ريكاردو هنا هو إغفاله لدور العامل في سيرورة اإلنتاج ،فقوة العمل عند ريكاردو ال تقدر بساعات العمل مما يمنح اإلمتيازات كلها لمن يملك وسائل اإلنتاج .يذهب بالتالي فائض القيمة بشكل كامل للرأسمالي كونه من يملك رأس المال. باإلضافة الى النظريتين السابقتين اهتم ريكاردو بنظريات أخرى أهمها: • نظرية الريع : المقصود بكلمة الريع في المفهوم االنجليزي في عصر سابق معنيين ،االول االجر الذي يقدمه المزارع لمالك االرض لقاء استغالله لها مدة معينة من الزمن ،والتاني الميزة المادية التي تتميز بها ارض خصبة بالنسبة الى ارض تانية اقل خصوبه منها .فنشأ جراء ذلك مفهوم الريع بمعنى الفرق في القيمة التجارية او االستثمارية بين االراضي االولى و الثانية التي تحتاج الى تكاليف نسبية اعلى للحصول على نفس االنتاج. ونتيجة الرتفاع عدد السكان ،لجا الناس الى زراعة اراض اقل خصوبة واكثر تكاليف .فاخد ريع االراضي االولى يزداد باستمرار كلما انتقلنا الى مرجة جديدة من مراحل استغالل االراضي القليلة الخصوبة ،كما نشا ريع جديد لكل نوع من االراضي بالنسبة لالراضي االقل خصوبة واالكثر كلفة التي يباشر استغاللها .هذا الريع المتزايد مع تكاثر عدد السكان يؤدي الى ارتفاع مستوى االتمان بشكل كبير ،وبالتالي الى بؤس الطبقة العمالية والفئات الفقيرة اقتصاديا .وهنا يظهر التشائم في تظرية "ريكاردو". • نظرية االجور : خالصة هذه النظرية هي ان تكاثر السكان بما فيهم العمال يؤدي حتما الى التنافس الشديد بين العمال ،وبالتالي الى انخفاض مستوى اجورهم ومستوى معيشتهم .ولكن هذه االنخفاض ال يلبث ان يقف عند حد معين اي عند الحد األدنى الالزم للمعيشة .ان انخفاض مستوى االجور الى ما دون هذا الحد يؤدي الى انخفاض مستوى المعيشة عند العمال ، وتكون نتيجة ذلك سوء التغذية و انتشار االمراض واالوبئة وظهور الحروب والنزاعات .وهكذا ينقص عدد العمال المتنافسين ،ويرتفع مستوى االجور الى المستوى الحدي اي الحد األدنى الالزم للمعيشة .وأطلق االقتصادي االلماني "السال" فيما بعد على هذه النظرية" قانون االجور الحديدي" 5هذا الكتاب صدر في 3طبعات كالتالي 1717،1719،1721،:بمساعدة كل من بنتام وجيمس ميل ،حيث قام ريكاردو بوضع اكثر الدقيقات تأثي ار لرؤية سميث في هذه الطبعات. 3 المبحث الثاني.....................................................نظرية الميزة النسبية لدافيد ريكاردو .II المبحث الثاني :نظرية الميزة النسبية لدافيد ريكاردو: أورد (ديفيد ريكاردو )David Ricardoنظريته في التجارة الدولية من خالل كتابه "مبادئ االقتصاد السياسي "Principle of Politic Economicويعالج هذا الكتاب أساسا موضوع القيمة والتوزيع والريع , ويتناول موضوع التجارة الدولية في الباب السابع منه ضمن واح ٍد من اهم القوانين االقتصادية حتى وقتنا الحاضر وهو (قانون النفقات او المزايا النسبية )The Comparative Advantages Law .1المطلب األول :مفهوم نظرية الميزة النسبية: في القرن التاسع عشر قام االقتصادي االنجليزي" ديفيد ريكاردو " "D. Ricardoبالرد على نظرية "آدم سميث" وذلك في كتابه المشهور " مبادئ االقتصاد السياسي والضرائب "عام 1817وفي الفصل السابع من كتابه بين "ريكاردو " قانون الميزة النسبية في التجارة الدولية. ويوافق" ريكاردو" "آدم سميث " في أن النفقات المطلقة تعطي ميزة مطلقة لبلد ما في إنتاج سلعة معينة ،لكنه يحدد تلك القاعدة بالنسبة للتجارة الداخلية أما بالنسبة للتجارة الخارجية فإن قاعدة النفقات المطلقة ال تفسر قيام التجارة بين مخـتلف الدول ،ومن هنا بدأ تحليل" ريكاردو "في نظريته للنفقات النسبية. ابتكر ديفيد ريكاردو االقتصادي في القرن الثامن عشر نظرية الميزة النسبية .وقال إن أي بلد يعزز نموه االقتصادي أكثر من خالل التركيز على الصناعة التي يتمتع فيها بميزة نسبية أكبر. طبقا لهذه النظرية ،وفي ظل التجارة الحّرة ،فإن كل دولة تتخصص في إنتاج السلع التي تنتجها بنفقات نسبية أقل من الدول األخرى وتقوم بتصديرها لكي تستورد السلع التي تتمتع دول أخرى في الخارج بإنتاجها بنفقات نسبية أقل ،ويتم التبادل التجاري بين الدولتين إذا اختلفت التكاليف النسبية بينها ،وليس التكاليف المطلقة التي تمثل حالة خاصة من التكاليف النسبية األكثر عمومية وشمولية ،كما يعطي هذا النموذج الدور الرئيسي للتكنولوجيا، 1 فالتقنيات المختلفة هي التي تشكل الميزة النسبية في عملية اإلنتاج بين البلدان المنتجة. وتعد هذه النظرية تطورا كبيرا في الفكر الكالسيكي ،حيث اعتبرت االتجاه الصحيح في التجارة الخارجية، وخطــوة هـامة إلى األمام والزالت تشكل أســاس أغلب النظريات الحديثة في التجارة الخارجية ,وقد زودت االقتصاديين ببرهان أكثر كفاية وأكـثر إقناعا في جدوى وفوائد التجارة ,بالرغم من كل االنتقادات التي سيقت في مواجهة هذه النظرية .2المطلب الثاني :افتراضات نظرية الميزة النسبية: 2 يستند قانون النفقات النسبية إلى مجموعة من االفتراضات: التبادل يقتصر على دولتين وسلعتين فقط.سيادة المنافسة الكاملة في األسواق (تعدد البائعين ،حرية الدخول الى السوق ،والخروج منها ،العلم بكافةأحوال السوق ،التجانس التام بين وحدات السلع في السوق). تبادل سمعة مقابل أخرى أي ال وجود للنقود. 1جمال الدين لعويسات ،العالقات االقتصادية و التنمية ،دار هومه للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر2000،،ص ، .ص.2 2دومينيك سالفاتور،االقتصاد الدولي،ترجمة محمد رضا العدؿ،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر، 1993 ،ص.22 4 المبحث الثاني.....................................................نظرية الميزة النسبية لدافيد ريكاردو ثبات تكاليف االنتاج ،وهذا يعني أن عدد ساعات العمل المبذولة في إنتاج وحدة واحدة من السلعة المنتجة التتغير بغض النظر عن الكميات المنتجة. ثبات التكنولوجيات وانعدام التغيرات التكنولوجية في داخل كل دولة من الدولتين ،مع اختالف المستوىالتكنولوجي من دولة إلى أخرى. انعدام النفقات الخاصة بالنقل والتعريفة الجمركية ،ال توجد عوائق للتجارة.لكل دولة ثروات طبيعية محدودة وجميع الوحدات المكونة لكل ثروة طبيعية معينة متشابهة ،التوظيفالكامل لعناصر اإلنتاج. استخدام نظرية العمل لمقيمة في تثمين السمعة ،أي العمل هو المحدد للقيمة.تجانس العمل واألذواق في الدول المختلفة التي يجري بينها التبادل التجاري.يصور إنتاج كل من ولتوضيح النظرية نستعين بالمثال االتي الذي أورده ريكاردو في نظريته والذي ّ انجلترا والبرتغال لسلعتين هما النبيذ والقماش وكما يأتي : تكاليف انتاج وحدة النبيذ ووحدة القماش بعدد العمال في السنة الدولة البرتغال انجلترا القماش 90 100 النبيذ 80 120 نالحظ من الجدول أعاله إن ريكاردو افترض (ألغراض التبسيط في التحليل) وجود بلدين في التجارة الدولية ،وان كل منهما يس ّخر جميع موارده االقتصادية في إنتاج سلعتين فقط (ألغراض التبسيط كذلك) ،وكما في الجدول ،أي إن وحدة النبيذ تحتاج الى عمل 80عامال في السنة في البرتغال و 120عامال في انكلترا ،في حين إن وحدة القماش تحتاج الى عمل 90عامال في السنة في البرتغال و 100عامل في انكلترا . ومنه يتضح أن البرتغال تمتلك ميزة مطلقة على انكلترا في إنتاج كال السلعتين ،الن إنتاج وحدة من كال السلعتين في البرتغال يكلف عددا من العمال اقل منه في انكلترا ،أي ان العمل في البرتغال أكثر كفاءة من العمل في انكلترا ،ولكن من الممكن ان تحقق البرتغال مكاسب اكبر فيما لو تخصصت بإنتاج النبيذ (ألنها تمتلك ميزة نسبية في إنتاجه) وتركت إنتاج القماش الى انكلترا (ألنها تمتلك ميزة نسبية في إنتاجه أيضا) ،وقامت بتصدير النبيذ الفائض عن حاجتها واستوردت من انكلترا حاجتها من القماش االنكليزي .وهذا يعود الى ان البرتغال ، وان كانت تتمتع بميزة مطلقة في إنتاج كال السلعتين إال إن لها تفوق نسبي في إنتاج النبيذ أكثر من القماش الن التكاليف النسبية إلنتاج وحدة النبيذ فيها تساوي ( )0,9 = 90 / 80أي ان تكاليف إنتاج وحدة النبيذ تعادل تكاليف إنتاج ( )0,9وحدة من القماش .اما في انكلترا فان التكاليف النسبية إلنتاج النبيذ فيها تساوي (/ 120 )1,2 = 100وهذا يعني ان تكاليف إنتاج وحدة واحدة من النبيذ في انكلترا تساوي تكاليف ( )1,2وحدة من القماش ،وبالمقارنة نجد ان التكلفة النسبية لوحدة النبيذ المنتجة في البرتغال اقل من مثيلتها في انكلترا ،الن ( )1,2 < 0,9ومن ثم فان من مصلحة البرتغال ان تتخصص في إنتاج النبيذ وتصديره الى انكلترا ،وتستورد منها األقمشة التي تنتجها انكلترا بتكلفة اقل . 5 المبحث الثاني.....................................................نظرية الميزة النسبية لدافيد ريكاردو وبإجراء عمليات حسابية بسيطة نجد ان التكاليف النسبية لألقمشة االنكليزية هي (، )0,83 =120/100 اما التكاليف النسبية لألقمشة البرتغالية فهي ( ، )1,12 = 80/90أي ان التكاليف النسبية لألقمشة االنكليزية اقل من التكاليف النسبية لألقمشة البرتغالية ( ، )1,12 < 0,83وبعد التخصص وقيام التجارة بين البلدين فان كال منهما سيحقق مكسبا ،فإذا صدرت البرتغال وحدة من النبيذ تكلفها عمل 80عامال في السنة واستوردت مقابلها وحدة من القماش كانت ستكلفها عمل 90عامال في السنة فإنها تحقق مكسبا قدره عمل 10عمال في السنة ، وبالمقابل فان انكلترا إذا ما صدرت وحدة قماش تكلفها عمل 100عامال في السنة واستوردت محلّها وحدة نبيذ كانت ستكلفها عمل 120عامال في السنة فإنها ستحقق مكسبا يعادل عمل 20عامال في السنة الواحدة . .3المطلب الثالث :االنتقادات الموجهة لنظرية الميزة النسبية: على الرغم من بقاء هذه النظرية كأساس لتفسير التجارة الخارجية بين الدول لمدة طويلة ،اال إن االنتقادات بدأت توجه إليها منذ بداية الحرب العالمية األولى ،وخاصة من قبل اوهن وفرانك غراهم ،وفي ما يأتي أهم هذه 3 االنتقادات : • المغاالة في التبسيط :ان افتراض وجود دولتين في التبادل الدولي وسلعتين قابلتين للتبادل قد ابعد النظرية كثيرا عن الواقع الذي تتبادل فيه مئات الدول لماليين السلع ،كما تتعرض فيه األذواق واإلمكانيات الى التبدل والتغير المستمرين واللذين يؤثران على مكانة الدول التجارية فالدولة التي تكون متميزة بتجارتها اليوم قد تفقد هذه الميزة في الغد لتحل محلها دولة أخرى وهكذا ،وقد يمكن حل هذا اإلشكال بافتراض ان العالم ينقسم الى الدولة المعنية بالتحليل وبين بقية دول العالم ،اما السلع فيمكن كذلك تقسيمها الى السلع التي تتميز بإنتاجها دولة التحليل من جهة والسلع التي يتميز بإنتاجها العالم من جهة ثانية ،اما حالة تبدّل األذواق او اإلمكانيات فإنها ربما تؤدي الى تبديل مواقع الدول المصدرة في تسلسلها في التجارة الدولية . • افتراض انعدام نفقات النقل والتأمين وغيرها :وهو أمر ال يمكن تصوره ،بل إن هذه النفقات أحيانا تقترب من قيمة السلعة نفسها او ربما تتفوق عليها ،ففي حالة كون هذه النفقات عالية فقد تنتفي معها الميزة النسبية التي تمتلكها الدولة في إنتاج السلعة ،مما يؤدي الى توقف البلدان األخرى من االستيراد مها بسبب ارتفاع تكاليف النقل وبالتالي توقف التجارة الخارجية بينهما .فإذا كانت الدولة المصدرة بعيدة عن أسواق استهالك السلعة او كانت السلعة من النوع الذي يحتاج الى ظروف خاصة في النقل كالنفط الخام او السلع سريعة التلف او ما شابه ذلك ،فان تكاليف النقل قد تلغي الميزة النسبية للدولة المنتجة . • افتراض االستغالل الكامل للموارد االقتصادية :أي إن االقتصاد القومي في حالة توازن ،اال ان هذا االفتراض غير واقعي ،إذ ان (كينز ) Keynsقد اثبت ان حالة التوازن يمكن ان تحدث دون حالة االستخدام الكامل ،أي من الممكن حدوث حالة توازن في الوقت الذي تكون فيه موارد اقتصادية معطلة ،األمر الذي سوف يدفع الدولة المنتجة الى استخدام هذه الموارد المعطلة والتي غالبا ما تكون ذات كفاءة إنتاجية اقل وبالتالي انخفاض في مستوى الميزة النسبية التي كانت تمتلكها الدولة . • افتراض ثبات نفقات اإلنتاج للوحدة الواحدة بغض النظر عن حجم اإلنتاج :إال إن الواقع يشير الى إن المشاريع اإلنتاجية تخضع بعد حد معين من اإلنتاج الى قانون تزايد النفقات (او قانون تناقص الغلة) ،ويقصد بهذا الحد المعين هو عندما تتساوى الكلفة الحدية مع اإليراد الحدي ،اذ عند زيادة اإلنتاج عن هذا الحد فان التكلفة الحدية تبدأ باالرتفاع في حين يبدأ اإليراد الحدي باالنخفاض مما يخلق فجوة بينهما تمثل خسارة للمنتج تدفعه للحد من زيادة اإلنتاج . 3السيد محمد أحمد السريتي ،اقتصاديات التجارة الدولية بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابؽ ،ص .69 6 المبحث الثاني.....................................................نظرية الميزة النسبية لدافيد ريكاردو • افتراض حرية التجارة الخارجية وسيادة حالة المنافسة التامة بين الدول :وهو أمر مخالف للواقع اذ إن معظم الدول تقوم بفرض قيود على حركة صادراتها واستيراداتها كل حسب ظروفها االقتصادية والموردية وطاقات اإلنتاج السلعي لديها ،أما افتراض سيادة حالة المنافسة التامة في األسواق الدولية فهو مخالف للحقائق الدولية اآلتية : أ -ان معظم السلع الخاضعة لالستيراد والتصدير هي سلع متمايزة وليست متجانسة . ب -وجود القيود التجارية التي تفرضها الدول في معظم الحاالت. ت -يسود االحتكار او المنافسة االحتكارية معظم النشاطات االقتصادية في العالم . • افتراض المقايضة بالسلع :غير إن واقع الحال يشير الى أن االقتصاد الحديث قد فارق التجارة بالمقايضة واستبدل بها استخدام النقود بأشكالها المختلفة وعلى نطاق واسع كوسيط للتبادل ،كما ان التبادل الدولي يتم بالنقود الدولية ذات األسعار المختلفة والمتغيرة للصرف والتي تجعل عملية التبادل خاضعة الى قوانين العرض والطلب الدوليين واألسعار الدولية للسلعة وأسعار الصرف األجنبي وليس الى المقايضة المجردة . 7 الخاتمة........................................................................................................................ خاتمة: ان الهدف الرئيسي من تحليل ريكاردو هو أن التجارة الحرة تمكن الدول من أن تستهلك سلعا بصرف النظر عما إذا كان شركاؤها التجاريون أقل تقدما اقتصاديا أو أكثر عموما فإن نظرية النفقات النسبية مرتكزة على جانب اإلنتاج والعرض ،وتحدد السلع التي تدخل في التجارة الدولية، لكنها ال تعالج كيفية تحديد نسبة التبادل الدولي ،وهذا ما أكمله فيما بعد جون ستيوارت ميل في نظريته "نظرية القيم الدولية". ب الئحة المراجع عبد العزيز عبد الرحيم سلمان ،التبادل التجاري األسس العولمة والتجارة اإللكترونية ،الطبعة األولى،دار الحامد ،األردن2004 ، ،ص .10 طالب محمد عوض ،التجارة الدولية نظريات وسياسات ،دار وائل ،األردن 2004،ص .14 محمود عبد الرزاق ،االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية ،الطبعة األولى ،الدار الجامعية،اإلسكندرية2010، ،ص .43 هذا الكتاب صدر في 3طبعات كالتالي 1717،1719،1721،:بمساعدة كل من بنتام وجيمس ميل،حيث قام ريكاردو بوضع اكثر الدقيقات تأثيرا لرؤية سميث في هذه الطبعات. جمال الدين لعويسات ،العالقات االقتصادية و التنمية ،دار هومه للطباعة و النشر و التوزيع،الجزائر2000،،ص ، .ص2. دومينيك سالفاتور،االقتصاد الدولي ،ترجمة محمد رضا العدؿ،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر، 1993 ،ص.22 السيد محمد أحمد السريتي ،اقتصاديات التجارة الدولية بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابؽ ،ص.69 Michel Rainelli, le commerce internationnl, la Decouverte, 7 édition, Paris, 2000, p. 43 ج