Telechargé par asmae akaddar

تحديات الهوية الثقافية

publicité
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫‪.‬تحديات الهوية الثقافقية‪.‬‬
‫‪:‬المدخــل‬
‫إن هاجس الخصوصية الثقافية هو نفسه هاجس األصالة والمعاصرة معا‪،‬‬
‫ومحاولة تنميط سلوكيات البشر وثقافتهم في المجتمعات كافة وإخضاعها لقيم‬
‫وأنماط سلوك سائدة في ثقافات معولمة‪ ،‬األمر الذي يحمل إمكانية تفجير أزمة‬
‫الهوية التي أصبحت من المسائل الرئيسية التي تواجه المجتمعات اإلنسانية على‬
‫‪.‬المستوى العالمي ‪ .‬ة‬
‫إننا اليوم وفي القرن الواحد والعشرين‪ ،‬الوقت الذي تلح فيه الضرورة على‬
‫أجندة قضايا مجتمعاتنا العربية أولوية اإلصرار على تعزيز أسباب وسبل حضور‬
‫مجتمعاتنا على المعترك الحياتي الذي يعيشه العالم‪ ،‬معترك الصراع الذي يتحول‬
‫على المستوى العالمي باطراد إلى جبهة الصراع بين الثقافات‪ ،‬فوجودنا‬
‫كمجتمعات عربية في التاريخ والجغرافيا مرهون بالمقام األول بوجودنا الثقافي‪،‬‬
‫في الوقت الذي أصبحت المجتمعات الغربية تروج لثقافاتها وقيمها وأنماطها‬
‫السلوكية المتناقضة مع ثقافاتنا المحلية والتي باتت تهدد الخصوصيات الثقافية‬
‫والحضارية لبلداننا وأوطاننا التي أصبحت تعيش حالة تبعية ثقافية من خالل ما‬
‫أفرزته العولمة‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬فالعالم العربي واجه تحديات كبيرة تتطلب منه‬
‫اتخاذ التدابير واإلجراءات الصارمة والفعالة لمواجهة هذه الوضعية التي اخترقت‬
‫المجال الثقافي لها والتي تهدد بتهديد خصوصيتها الثقافية وكسر انتماءاتها والتي‬
‫‪.‬أدت إلى مشكلة الوعي المستند إلى الهوية وكيف يمكن الحفاظ علميا وتأكيدها‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫إن الحديث على وجودنا التاريخي والجغرافي وإقرانه بالوجود الثقافي إنما هو‬
‫في الحقيقة الوجود الذي يحدد خصوصيتنا الثقافية ويشكل هويتنا وانتماءنا أمام‬
‫اآلخر في ظل ما يسمى بالثقافات المعمولة التي روجتها وسائل اإلعالم المختلفة‬
‫ووسائل التكنولوجيا وغيرها التي غدت العقول خاصة هذا النشء الصاعد من‬
‫الشباب_ ثروة مجتمعاتنا والذي أصبح يرى في ثقافة مجتمعه ثقافة مختلفة تمكنه‬
‫عن إثبات نفسه أمام األخر‪ ،‬وبما أن ثقافة اآلخر ثقافة استهالكية فإن شباب‬
‫مجتمعاتنا أصبح يتلقاها ويعمل على تجسيد مقوماتها دون أن يكترث بحقيقة ما‬
‫يجب أن يتحول وما يجب أن يبقى ثابت حتى يتمكن من تأكيد هويته إذن فهناك‬
‫العديد من التحديات أمام الدول العربية للمحافظة على هويتنا الثقافية وأين يقف‬
‫‪.‬فيها الثابت عن المتحول‬
‫الحتواء هذه األفكار وضعنا محاور رئيسية نحاول من خاللها معرفة‬
‫وضعية الهوية الثقافية وتحديات خصوصياتنا الثقافية في تأكيد المتحول من‬
‫الثابت أمام الهيمنة الثقافية الغربية على مجتمعاتنا‪ .‬وكيفية تأكيد الهوية‬
‫وإعطاء الصورة لثقافتنا وانتماءاتنا مع المتغيرات العالمية وذلك من خالل‬
‫‪:‬اإلجابة على االسئلة التالية‪..‬‬
‫ما هي تحديات الهوية الثقافية للحفاظ على مقوماتها ؟‪1-‬‬
‫هل يستطيع اإلنسان أن يعيش بهويات متعددة دون أن يفقد أصالته ‪2-‬‬
‫!القومية ؟‬
‫ما هي التدابير التي يتطلب اتباعها للحفاظ على هويتنا الثقافية (بين ‪3-‬‬
‫!الثابت والمتحول) ومسايرة ثقافة اآلخر؟‬
‫‪:‬‬
‫‪1‬مفهوم الهوية‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫المجرد هي جملة عالمات وخصائص من أجناس مختلفة‪،‬‬
‫الهوية في معناها‬
‫َّ‬
‫تستق ُّل بها الذات عن اآلخر‪ ،‬فبغياب هذه العالمات والخصائص تغيب الذات‬
‫‪(1).‬وتذوب في اآلخر‪ ،‬وبحضورها تحضر‬
‫ومن ث َّم يمكن القول‪ :‬إن الهوية هي الكيفية التي يُعَ ِّرف الناس بها ذواتهم أو أ ُ َّمتهم‪،‬‬
‫وتُتَّخذ اللغة والثقافة والدين أشكاالً لها؛ فهي تنأى بطبعها عن األحادية والصفاء‪،‬‬
‫وتنحو منحى تعدديًّا تكامليًّا إذا أُحسن تدبيرها‪ ،‬ومنحى صداميًّا إذا أُهملت وأُسيء‬
‫تتحول إلى عامل‬
‫فهمها‪ ،‬تستطيع أن تكون عامل توحيد وتنمية‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫َّ‬
‫تؤسسه عادة اللغة الموحدة‬
‫‪(2).‬تفكيك وتمزيق للنسيج االجتماعي‪ ،‬الذي ِّ‬
‫‪-1‬‬
‫إذا كانت المفاهيم التجريدية مثل الثقافة والشخصية موضوع خالف بين‬
‫الفالسفة والعلماء المنظرين قديما وحديثا‪ ،‬فإن مفهوم الهوية يبدو مستعصيا‬
‫باعتبارها مفهوم متحرك وفي حالة بناء دائم من خالل الوضعيات التي يكون فيها‬
‫األفراد والجماعات ونوعية العالقات الموجودة بينها وفي كل تلك الوضعيات وما‬
‫يحدث داخلها من عالقات‪ ،‬يقوم شعور االنتماء بوظيفة هامة في تأكيد الهوية‬
‫‪.‬ورسم حدودها‬
‫إن الهوية جسر يعبر من خالله الفرد إلى بيئته االجتماعية والثقافية‪ ،‬فهي‬
‫إحساس باالنتماء والتعلق بمجموعة‪ ،‬وعليه فالقدرة على إثبات الهوية مرتبطة‬
‫بالوضعية التي تحتلها الجماعة في المنظومة االجتماعية ونسق العالقات فيها [‪،‬‬
‫‪2:‬الهوية ‪-‬الثقافية‬
‫إن الهوية الثقافية تعبير عن الحاجة إلى االعتراف والقبول والتقدير لإلنسان‬
‫ففي الهوية الثقافية تشتغل جدلية الذات واآلخر وتعيد كل جماعة بشرية تأويل‬
‫ثقافتها من خالل اتصاالتها الثقافية ‪ ،‬وعلى كائن جماعي حي يتحول ويتغير من‬
‫الداخل على ضوء تغير المصادر القيمية والسلوكيات‪ ،‬ومن الخارج بفعل أشكال‬
‫التأثير الناتج عن عالقة الفرد بالمحيط كما أنها كيان يسير ويتطور وليس معطى‬
‫جاهز ونهائي وهي تتطور إما في اتجاه االنكماش وإما في اتجاه االنتشار‪ ،‬وهي‬
‫تغني بتجارب أهلها وانتصاراتهم وتطلعاتهم وأيضا باحتكاكها سلبا وإيجابا مع‬
‫‪.‬الهويات الثقافية األخرى‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫إن الهوية الثقافية والحضارية ألمة‪ ،‬هي القدر الثابت والجوهري والمشترك‬
‫من السمات والقسمات التي تميز حضارة أمة عن غيرها من الحضارات والتي‬
‫تجعل الشخصية الوطنية أو القومية طابعا تتميز به عن الشخصيات الوطنية‬
‫‪].‬القومية األخرى‬
‫‪:‬العولمة الثقافية ‪3-‬‬
‫والعولمة يتفاوت فهم األفراد لمضامينها المختلفة؛ فاالقتصادي يفهم العولمة‬
‫بخالف عالم السياسة‪ ،‬كما أن عالم االجتماع يفهمها فه ًما قد يختلف فيه عن المهتم‬
‫بالشؤون الثقافية‬
‫إن العولمة تطلع وتوجه اقتصادي سياسي تكنولوجي حضاري ثقافي تربوي‬
‫تذوب فيه الحدود بين الدول‪ ،‬وبين الشمال والجنوب والحضارات بعضها ببعض‬
‫فهي حركة معقدة ذات أبعاد اقتصادية وسياسية واجتماعية وحضارية وثقافية‬
‫وتكنولوجية أنتجها ظروف العالم المعاصر وتؤثر على حياة األفراد والمجتمعات‪.‬‬
‫وعليه فالعولمة الثقافية تعني إشاعة مبادئ ومعايير الثقافة الغربية وفي‬
‫مقدمتها النموذج األمريكي الغربي وجعله نموذجا كونيا يجب تبنيه وتقليده‪ ،‬فقد‬
‫استفادت هذه الثقافات من التطور الهائل السريع الحاصل في وسائل وأجهزة‬
‫اإلعالم والتقنيات العلمية والمعرفية في نقل وتقديم هذا النموذج إلى المجتمعات‬
‫‪.‬والثقافات األخرى‬
‫‪:‬وظائف الهوية ‪4-‬‬
‫‪:‬تتمثل أهم الوظائف للهوية في المجتمعات فيما يلي‬
‫‪.‬ضمان االستمرارية التاريخية لألمة إذ ال يمكن التشكيك في انتماءاتها ‪1-‬‬
‫تحقيق درجة عالية من التجانس واالنسجام بين السكان في مختلف جهات ‪2-‬‬
‫‪.‬الوطن الواحد‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫تمثل الهوية الجنسية والشخصية الوطنية التي تحافظ على صورة األمة ‪3-‬‬
‫‪.‬أمام األمم األخرى‪ ،‬وذلك من خالل الحفاظ على الكيان المميز لتلك األمة‬
‫‪:‬اختراق الهوية العربية‬
‫مرت الثقافة في الفترات القريبة بالعديد من المتغيرات المتسارعة التي تحمل‬
‫في طياتها إيديولوجية التنميط واالختراق الثقافي‪ ،‬وهي تتجلى في صياغة ثقافية‬
‫عالمية مندمجة لها قيم ومعايير وسلوك وعادات‪ ،‬وسيطرة غربية على سائر‬
‫الثقافات بواسطة استثمار المكتسبات العلوم والتقدم التكنولوجي في مجال ثورة‬
‫االتصاالت وثورة المعلومات والتتويج التاريخي لتجربة مديدة السيطرة بدأت منذ‬
‫انطالق عملية الغزو‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى نشوء قيم ليس لها مرجعية في الثقافة‬
‫العربية مما أدى إلى حدوث تشويش للهوية الثقافية وفقدان التوازن‪ ،‬ونظرا لكون‬
‫بعض النقابات مدعمة بوسائل وتكنولوجية يقابلها في الجهة األخرى ثقافات‬
‫مجردة من تلك الوسائل مما يؤدي بالالتكافؤ في عملية تبادل العناصر الثقافية‬
‫‪].‬ويبقى مجرد نقل ثقافي بين الشعوب والثقافات [جيهان سليمة‪ ،‬ص‪233‬‬
‫إن الخصوصية الثقافية التي ترافق الشعوب واألمم والجماعات البشرية وما‬
‫إذا كانت ستبقى هذه الخصوصية في عالم وزمن العولمة الزاحفة يجب أن تنشر‬
‫إلى أن الخصوصية أفضل من االستقاللية‪ ،‬فاالستقالل في الميدان الثقافي نسبي‬
‫ومتغير تبعا لعوامل التفاعل الحضري وإذا كانت االستقاللية نسبية ومتغيرة‬
‫فكذلك نجد التبعية الثقافية والتي تعني في جوهرها استالب األمة أو الدولة من‬
‫خصوصيتها الثقافية وهذا ما نراه من تأثيرات العولمة ومحاولة الغرب التأثير‬
‫على ثقافات إلى اآلخرين خاصة وهي أمام مجتمعات تستهلك في المجال الثقافي‬
‫‪.‬أكثر مما تنتج‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫إن االعتراف بتطور التكنولوجيا في العصر الحديث ووسائل االتصال‬
‫ضرورة ملحة وال بد منها ولكن يجب أيضا أن ال نهمل الماضي فهو الدليل الذي‬
‫يمكن من خالله االهتداء به لصياغة المستقبل والحاضر‪[ .‬عدنان السيد حسن‪،‬‬
‫‪].‬ص‪299‬‬
‫‪:‬الهوية الثقافية والعولمة‬
‫لعل أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الهوية العربية هو الخصوصية‬
‫الذاتية والتفرد بصفات وخصائص معينة تعكس هذه الخصوصية وتميز هذه‬
‫المجتمعات عن بعضها ففي ظل التوجه إلى العالمية نجد أن هناك توجها جديدا‬
‫نحو تحديد الهوية فعند تحول الفرد إلى العالمية يحاول أن يؤكد هويته وشخصيته‬
‫المميزة فالهوية تظهر في كل مكان وتؤكد على محورها في كل المجتمعات التي‬
‫أصبحت مقسمة إلى مجموعات متعددة وسط كل هذا فهناك دول تختفي في الوقت‬
‫‪.‬الذي نجد فيه دوال تؤكد على هويتها وتزدهر على المستوى العالمي‬
‫‪..‬والكالم في ثقافة العولمة متشعب‪ ،‬ومن الصعب حصره أو اإللمام به؛‬
‫أثرا هي عولمة الثقافة على معنى‬
‫ولعل أشد ألوان العولمة‬
‫خطرا وأبعدها ً‬
‫ً‬
‫فرض ثقافة أمة على سائر األمم‪ ،‬أو ثقافة األمة القوية الغالبة على األمم الضعيفة‬
‫شرقيه‬
‫المغلوبة‪ ،‬بعبارة أخرى صريحة‪ :‬فرض الثقافة األميركية على العالم كله‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ملتزمه وإباحيِّه‪ ،‬ووسيلته إلى هذا‬
‫موحده ووثنيه‪،‬‬
‫وغربيِّه‪،‬‬
‫ِّ‬
‫مسلمه ونصرانيِّه‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫الغرض األدوات واآلليات الجبارة عابرة القارات والمحيطات من أجهزة اإلعالم‬
‫والتأثير بالكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية بالصوت والصورة والبث المباشر‬
‫وشبكات المعلومات العالمية (اإلنترنت) وغيرها‬
‫إن العولمة بهذا المعنى تشبه القطار‪ ،‬وهو قطار برغماتي قوي يحكم على من‬
‫يمر به أن يركب فيه‪ ،‬وإال بقي وحده منفردًا ال يحمله شيء إلى حيث يريد‪ ،‬وكأن‬
‫ذلك الذي يتخلف عن الركب يتحدى المعايير الدولية في سباق العولمة؛ بل يتحدى‬
‫ا‪(12).‬ذلك الحلم الرأسمالي الذي يبدو في العقل األميركي نبوءة إنسانية مقدسة‬
‫(‬
‫وتتميز المجتمعات العربية بخصائص حضارية طبعت وال زالت موجودة في‬
‫ظل التأثيرات الحادثة‪ ،‬وهذا ال ينطبق على المجتمعات الغربي التي يتم فيها‬
‫الخلط بين العمليات التاريخية الموضوعية والسياسات الثقافية التي تنتج مجاالت‬
‫لالختيار والمفاضلة ومن هنا يجب إدراك عدم وجود التفاوتات بين األقاليم‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫المختلفة داخل البلد الواحد وجعل لكل منها هوية وخصوصية محددة‪ ،‬ألن‬
‫المنتمين إلى هويات متماثلة يمثلون إلى العريش في منطقة واحدة‪ ،‬فالتنوع ال‬
‫‪.‬يبطل الوحدة العربية‬
‫ولهذا فإن التمسك بالهوية القومية هو وصف المخزون النفسي المتراكم من‬
‫الموروث وتفاعله مع الواقع ‪ .]7‬فانتقال المجتمع من مرحلة إلى أخرى ال يعني‬
‫أنه أحدث قطيعة أو انفصال عن الماضي‪ ،‬بل يعني استمرار الحضارة‪ ،‬ولكن‬
‫على أساس احتياجات هذا العصر وبالتالي فإن قضية الحفاظ على الهوية قضية‬
‫كفيلة بإظهار وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي واكتشاف جذورنا والتمسك‬
‫‪.‬بهويتنا‬
‫إذن فتبني العولمة يؤدي إلى تحطيم القيم والهويات التقليدية للثقافات الوطنية‬
‫والترويج للقيم االستهالكية ويمكن تلخيص ما سبق من آثار الثقافة المعولمة على‬
‫‪:‬هويتنا الثقافية العربية فيما يلي‬
‫التبادل الالمتكافئ بين العناصر الثقافية إذ يكون التبادل أحادي االتجاه مما ‪1-‬‬
‫‪.‬يخلق مشكل الخصوصية ‪.‬‬
‫الغزو الثقافي والذي يظهر استمرار آليات التي تحقق السيطرة وامتداد ‪2-‬‬
‫فعاليتها في شكل قوة تغلغل في مجتمعاتنا التي تقف موقف الجمود أمام التغيرات‬
‫التي تحدث داخلها‪ ،‬األمر الذي ينمي اإلحساس بالتهميش واالستالب من الثقافة‬
‫‪.‬األصلية وتنامي اإلحساس بفقدان هويتنا الوطنية القومية‬
‫التبعية الثقافية من خالل اعتماد ثقافاتنا على ثقافات األخرى في إنتاج ‪3-‬‬
‫وتطوير ثقافاتها وتتمثل هذه التبعية في عدة مظاهر منها إحالل قيم وعادات‬
‫وأنماط سلوكية محل القيم السائدة في هذه المجتمعات حيث تظهر التبعية في‬
‫‪.‬المجتمع التابع كمجتمع مهشم ومتناقض يسوده التفكك وعدم األصالة‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫اإلمبريالية الثقافية والتي تشير إلى الثقافة المسيطرة من خالل ما تمارسه ‪4-‬‬
‫الثقافة المتقدمة من هيمن على الثقافات المتخلفة والتابعة فتحتل هذه الهيمنة كانت‬
‫إعالمية أم تكنولوجية مواقع أساسية في ثقافتنا من خالل فرض قيمها وأنماطها‬
‫‪.‬السلوكية‬
‫التسمم الثقافي ويتم من خالل نفي الدور العربي ومحو الشخصية الثقافية ‪5-‬‬
‫لألمة العربية عن طريق التشكيك بقيمة الثقافة العربية وإبراز وجهها السلبي‬
‫وإحياء الثقافات الغربية لكسر وجودنا الثقافي وإبراز أزمة الهوية الثقافية [نظام‬
‫‪].‬محمود بركات‪ ،‬ص‪124‬‬
‫من خالل لكل هذه اآلثار التي تفرزها العولمة الثقافية على ثقافتنا –‬
‫وخصوصيتنا يتنامى اإلحساس يوما بعد يوم بفقدان الهوية في مجتمعاتنا فالفرد‬
‫المعاصر أصبح يخسر قنوات االتصال بجذوره وعاداته وهويته في عالم أصبحت‬
‫وسائل اإلعالم إن لم نقل الهيمنة اإلعالمية تنقل إلينا يوميا عادات دخيلة على‬
‫مجتمعاتنا تهدد بتهميش ثقافاتنا المحلية ومحو وجودنا الثقافي في المعترك‬
‫‪.‬الحياتي‬
‫‪:‬تحديات الهوية الثقافية العربية‬
‫تتعرض ثقافتنا وخصوصيتنا إلى خطر كبير من جراء ظاهرة العولمة إذ تمثل‬
‫العولمة الثقافية أخطر التحديات المعاصرة للهوية العربية وهذه الخطورة ال تأتي‬
‫على الهيمنة الثقافية التي تنطوي عليها العولمة فحسب وإنما على اآلليات‬
‫‪:‬واألدوات التي تستخدمها لفرضها وأهم التحديات نجد‬
‫الهيمنة اإلعالمية‪ ،‬فقد أصبحت وسائل اإلعالم وسيلة للسيطرة الثقافية –‬
‫الغربية كم تعد وسيلة لالحتراف الثقافي وتهديم الخصوصيات الثقافية‪ ،‬فالهيمنة‬
‫اإلعالمية اليوم ليست مشكلة إعالمية فحسب بل مشكلة ثقافية حضارية تؤدي إلى‬
‫‪.‬التشكيك في الثقافة العربية والهوية القومية‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫إثارة الشبهات حول الهوية العربية اإلسالمية من خالل التشكيك في الثقافة –‬
‫العربية ومحاولة طمس حقيقة وهوية مجتمعاتنا من خالل جرد الموطن العربي‬
‫‪.‬بواقعه الثقافي‬
‫الترويج لقوى عولمة الثقافة والتركيز على نشر الثقافة الغربية وجعلها النمط –‬
‫الثقافي السائد بنشر مبادئه وقيمه من أجل النيل من خصوصية ثقافتنا العربية‬
‫‪.‬اإلسالمية وتدمير هويتها‬
‫الترويج للقيم والثقافات والسلوكيات التي ذوبت خصوصيتنا الثقافية وهويتنا –‬
‫‪.‬فكيف يمكن أن نصنع الجيل والنشء القادم وتأكيد هويته في عالم اليوم‬
‫تذويب الثقافة العربية اإلسالمية من خالل نقل الثقافة الغربية وخاصة –‬
‫األمريكية من خالل الصراع بين االستيعاب واإلذابة من جانب الثقافة العالمية‬
‫‪.‬والخصوصية واالستقالل من جانب الثقافة العربية‬
‫فرض التبعية على الثقافة العربية اإلسالمية من خالل عملية التذويب الثقافي –‬
‫وفرض التبعية على الثقافات األخرى في إطار المكون الثقافي المعولم المتمثل في‬
‫الثقافة الغربية‪ ،‬وإزاء إشكالية العالقة بين النموذج الثقافي المعولم والخصوصية‬
‫الثقافية لألمة العربية اإلسالمية نجد أن الغرب اتبع عدة أساليب إللحاق ثقافة‬
‫العربي إلى ثقافته التي ال تتالءم والبيئة التي نشأتها‪ ،‬ونجد أن ماصبه االستعمار‬
‫من بطش وتنكيل وتدمير واحتالل كل هذا األعمال ال تساوي أمام ما وضعيته في‬
‫األنظمة التربوية الحديثة الغربية محاولة منها أن تنشئ أجياال تتنكر لشخصيها‬
‫وهويتها العربية باعتبارها ال تجاري تطورات الحياة وهذا تذويب للهوية الثقافة‬
‫‪.‬العربية‬
‫‪:‬سبل الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة‬
‫في الحديث سبل الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة يمكن أن نقول‬
‫كيفية التعامل مع العولمة الثقافية وتنبع ضرورات التعامل والمواجهة العربية‬
‫لظاهرة العولمة باألساس من الحاجة إلى حماية الهوية العربية اإلسالمية وصيانة‬
‫خصوصيتها الذاتية ويتم ذلك من خالل التوجه إلى التطور الحضاري اإلنساني‬
‫ودعم التفاعل الحضاري الثقافي بين األمم والشعوب وال بد لهذه االستراتيجيات‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫أن تكون ممكنة يمكن تطبيقها في ضوء الفرص المتاحة وان تتسم بالنظرة الشاملة‬
‫وذلك بتحليل مختلف المتغيرات ومدى تأثيرها بعضا ببعض ويتم الحفاظ على‬
‫‪:‬الهوية من خالل مستويين يتمثالن في‬
‫لعل أهم نقطة للبدء في المحافظة على الهوية الثقافية أمام اآلخر يمكن إطار‬
‫التعامل مع قوى العولمة الثقافية وبناء النموذج الثقافي الوطني في المجتمعات‬
‫العربية من خالل إجراء حوار ناجح ناجع عام يسفر عن تبادل التجارب دون‬
‫‪.‬هيمنة و ال طمس‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫يمكن تعزيز الهوية بأقوى عناصرها‪ ،‬بالعودة إلى مبادئ اإلسالم‪ ،‬وتربية األمة‬
‫عليه بعقيدته القائمة على توحيد هللا سبحانه وتعالى؛ التي تجعل المسلم في عزة‬
‫معنوية عالية‪ ،‬وبشريعته السمحة وأخالقه وقيمه الروحية؛ فالهزيمة الحقيقية هي‬
‫الهزيمة النفسية من الداخل؛ حيث يتشرب المنهزم كل ما يأتيه من المنتصر‪ ،‬أما‬
‫ع ِّززت الهوية ولم تستسلم من الداخل؛ فإنها تستعصي وال تقبل الذوبان‪،‬‬
‫إذا ُ‬
‫وإبراز إيجابيات اإلسالم وعالميته‪ ،‬وعدالته‪ ،‬وحضارته‪ ،‬وثقافته‪ ،‬وتاريخه‬
‫للمسلمين قبل غيرهم‪ ،‬ليستلهموا أمجادهم ويعتزوا بهويتهم‪ ،‬فقد استيقظت أوروبا‬
‫في القرن الحادي عشر الميالدي على رؤية النهضة العلمية اإلسالمية الباهرة‪،‬‬
‫وسرعان ما أخذ كثيرون من شبابها يطلبون معرفتها فرحلوا إلى مدن األندلس؛‬
‫يريدون التثقف بعلومها‪ ،‬وتعلموا العربية‪ ،‬وتتلمذوا على علمائها‪ ،‬وانكبوا على‬
‫ترجمة نفائسها العلمية والفلسفية إلى الالتينية‪ ،‬وقد أضاءت هذه الترجمات لهم‬
‫‪.:‬مسالكهم إلى نهضتهم العلمية الحديثة ))‬
‫محاولة المزاوجة بين المجتمع الحديث والحياة الشعبية التي خلفها األجداد –‬
‫ويقصد هنا بالمزاوجة هو عدم االنفصام بين النواحي الحياتية والتجارب‬
‫الموروثة التي ال بد أن تحضر وتحلل وتقدم في ثوب جديد مع الحفاظ على‬
‫اإلبداعية فلكل ثقافة محلية خصوصية‪ ،‬ولكن تجتمع كلها في صفات مشتركة‬
‫‪.‬تكون السمة الغالبة للهوية الثقافية‬
‫تحديث ثقافتنا وتطويرها من خالل تبيان وضعية المتحول من الثابت فيها –‬
‫وذلك بإثبات هويتنا في وجه تيارات العولمة الثقافية حتى نتمكن من المحافظة‬
‫‪].‬على قوميتنا العربية [عدنان المجالي‪ ،‬ص‪220‬‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
‫إيجاد رؤية تصور العالم على أنه مجموعة واحدة نتبادل المنافع دون إسقاط –‬
‫‪.‬الخصوصية التي تميز كل جماعة في موروثها الثقافي‬
‫رفض العزلة والهيمنة في الوقت نفسه ومحاولة وضع وجودنا الثقافي في –‬
‫المعترك الحياتي من خالل تطويع الثقافة الجديدة مع ثقافتنا حتى تصبح مزيجا من‬
‫األصالة والمعاصرة وهنا يمكن المحافظة على هويتنا ومواكبة اآلخر‪[ .‬جيهان‬
‫‪].‬سليمة‪ ،‬ص‪246‬‬
‫‪:‬خـــاتمة‬
‫تعتبر العولمة الثقافية من التحديات الكبرى التي تهدد خصوصيتها الثقافية‬
‫فاإلحساس الذي ال زال متنامي لدى المجتمعات بالخطر على الوجود الذاتي‬
‫ألفرادها بوصفهم ينتمون إلى األمة كونية لحضارات متعددة هذا الوعي أخذ يولي‬
‫مسألة الثقافة اهتماما يتعاظم تدريجيا فالثقافة تعتبر المكون األساسي لوجدان أي‬
‫مجتمع وتعبر عن العمق التاريخي والمتراكم في المجتمع فالثقافة تعبر عن الهوية‬
‫واالنتماء الوطني وبالتالي فالضرورة ملحة على التواصل الثقافي‪ ،‬والعولمة‬
‫الثقافية تعتبر تهديدا للهوية القومية من خالل محاولة تحويل نمط الحياة إلى نمط‬
‫‪.‬حياة غربي‬
‫إن نجاح أي بلد من البلدان النامية في الحفاظ على الهوية والدفاع عن‬
‫الخصوصية‪ ،‬مشروط بمدى عمق عملية االنخراط الواعي في عصر العلم‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬والوسيلة في كل ذلك هي اعتماد اإلمكانيات التي توفرها العولمة‬
‫‪.‬نفسها‪ ،‬أعني الجوانب اإليجابية منها‬
‫مجبرا أن أكون أميركيًّا أو فرنسيًّا‪ ،‬أو غير ذلك؛ بل يجب أن أحافظ على‬
‫لست‬
‫ً‬
‫هويتي وثقافتي وعاداتي وأخالقي‪ ،‬مع االستفادة بالطفرة العلمية الناتجة عن‬
‫‪:‬العولمة‪.‬‬
‫وألن وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي سيكون بمثابة الحصن الذي يحفظ‬
‫خصوصيتنا‪ ،‬وهويتنا من خالل التفاعل مع المناخ الحضاري العالمي وإثبات‬
‫الهوية الثقافية العربية أمام اآلخر وتحويل ثقافتنا من ثقافة استهالكية إلى ثقافة‬
‫‪.‬منتجة مثلها مثل مثيلتها من الثقافات الغربية‬
‫عرض من اعداد التلميدات ‪ .‬اسماء اقدار _مفيدة حاني _حفصة ايت سيدي بن هاشم _وئام معطاوي _منال عبو‬
Téléchargement