Telechargé par Ahmed Fouad LAGHA

المؤسسات الناشئة المحور الثالث

publicité
‫الجوهىريت الجسائريت الديوقراطيت الشعبيت‬
‫وزارة التعلين العالي والبحث العلوي‬
‫جاهعت عباش لغرور‪ -‬خنشلت‪-‬‬
‫كليت‪ :‬العلىم والتكنىلىجيا‬
‫حماضرات يف مقياس‬
‫املؤسسات الناشئة‬
‫‪Start-up‬‬
‫ال‬
‫م‬
‫ث‬
‫ح‬
‫ل‬
‫ل‬
‫ور ا ا ث‬
‫محاضرات ملقاة على طلبة السبة الثالبة لبسانس اعلام الى‬
‫اعداد الدكتور‪ :‬درونس ولبد‬
‫السبة الحامعبة‪2222/2222 :‬‬
‫‪1‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫المحور الثالث‪ :‬واقع قطع المؤسسات الناشئة‬
‫المطمب الول‪ :‬واقع وآفاق المؤسسات الناشئة‪:‬‬
‫بعد إنشاء مؤسسة جديدة خطوة في غاية الصعوبة واألمر أكثر تعقيدا بالنسبة لمشركات الناشئة التي‬
‫ستتطمب تحقيق معدالت نمو متزايدة في أسواق غير معروفة أو غير مستقرة‪ ،‬لذا كان البد من توفير‬
‫إطار شامل ومتكامل يسمح بالتفاعل اإليجابي بين الخصائص الفردية لممقاول والعوامل االجتماعية‬
‫واالقتصادية التي تميز محيطو من أجل تذليل العقبات وتسييل مسار إنشاء الشركة الناشئة وجعل ذلك‬
‫أم ار ممكنا وقابال لمتحقيق‪ .‬ستحاول في ىذا المحور إبراز أىم ىذه العوامل التي تشكل في نظرنا مقومات‬
‫ضرورية لنجاح الشركات الناشئة مع عرض واقع الحال في الجزائر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫تسعى الجزائر في اآلونة األخيرة إلى زيادة االىتمام ودعم المؤسسات الناشئة خاصة مع وجود إرادة‬
‫سياسية حقيقية من طرف السمطات العمومية لمتوجو نحو تنويع االقتصاد والبحث عن بدائل حقيقية‬
‫لممحروقات ‪ ،‬وبوادر ىذا االىتمام تتجسد في إنشاء و ازرة خاصة مكمفة بالشركات الناشئة ومن أىم‬
‫اإلجراءات المتخذة في سبيل دعم المؤسسات الناشئة في الجزائر نذكر منيا‪:‬‬
‫ وضع إطار قانوني وتنظيمي ووظيفي لبدء العمل‪.‬‬‫ إنشاء صندوق خاص بتمويل المؤسسات الناشئة بالتعاون مع البنوك العمومية‪.‬‬‫ مشروع إنشاء مجمس وطني لالبتكار‪.‬‬‫ وضع خارطة طريق لتمويل ىذا النوع من المؤسسات ‪ ،‬بإشراك البورصة ورأس المال االقتصادي‬‫وتحديد كيفية مساىمة المغتربين‪.‬‬
‫ إنشاء "مدنية المؤسسات الناشئة" التي ستكون بمثابة مركز تكنولوجي متعدد الخدمات بجاذبية عالمية‪،‬‬‫مما يسمح بتعزيز مكانة الجزائر كقطب إفريقي لإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫‪ -‬من جية أخرى ‪ ،‬تعمل الو ازرة عمى وضع األسس القانونية لمعاىد نقل التكنولوجيا ‪ ،‬خالل الربع األول‬
‫من عام ‪ ،2020‬عمى أن تنطمق المرحمة التجريبية عبر جامعيتين بإنشاء مركزين مختصين بالذكاء‬
‫الصناعي وأنترنت األشياء التي تعمل بالتعاون مع الكفاءات الجزائرية بالخارج‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فالح حسن الحسيني‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة‪:‬مدخل استراتيجي لممنافسة والتميز‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الشر وق‪،‬‬
‫عمان‪2006 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫قانون المالية لسنة ‪2020‬م جاء بتدابير وتحفيزات جنائية جديدة لفائدة أصحاب المؤسسات الناشئة‬‫السيما التي تنشط في مجاالت االبتكار والتكنولوجيات الجديدة وذلك من خالل (إعفائيا من الضريبة عمى‬
‫األرباح والرسم عمى القيمة المضافة بيدف ضمان تطوير أدائيا مما يسمح بتحقيق التنمية االقتصادية‬
‫مستدامة لبالدنا عمى المدى المتوسط‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬المعوقات التي تواجه إنشاء المؤسسات الناشئة‬
‫تواجو المؤسسات الناشئة العديد من المعوقات‪ ،‬التي ال تختمف المعوقات التي تواجييا المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة باعتبار أن تكون مؤسسة ناشئة ىو وضع مؤقت‪ ،‬إما بسبب عدم تحقيق نموذج‬
‫األعمال وبالتالي فان المؤسسة الناشئة تفشل أو تختفي‪ ،‬أو بسبب أنيا تنجحت ويتم امتصاصيا أو‬
‫تحوليا إلى مؤسسة كالسيكية أو تقميدية تقريبا‪ ،‬وعميو قد تواجو المعوقات المشتركة‪ ،‬كالصعوبة الحصول‬
‫عمى التمويل والضمانات‪ ،‬وصعوبات كثيرة أخرى متعمقة بعدم مالءمة مناخ األعمال والقوانين‬
‫والتشريعات‪ ،‬تواضع البنية التحتية والمصرفية‪ ،‬ونقص المعمومات‪ ،‬وضعف الخبرات في مجال إدارة‬
‫المشاريع‪ ،‬وعدم انتشار ثقافة المبادرة واالبتكار‪ ،‬كما أن عددا كبي ار من ىذه المؤسسات يعمل في القطاع‬
‫غير الرسمي‪ ،‬ويستيدف األسواق المحمية وىو بالتالي غير قادر عمى المنافسة إقميميا ودوليا‪.‬‬
‫وبين ت نتائج المسوح المتعمقة بوجية نظر المؤسسات حول العالم فيما يتعمق بأكبر ست معوقات تواجييا‬
‫تمك المؤسسات‪ ،‬أن خدمات البنية األساسية مثل الكيرباء‪ ،‬باإلضافة إلى عدم توفر التمويل‪ ،‬والمنافسة‬
‫غير العادلة من القطاع غير الرسمي‪ ،‬وارتفاع معدالت الضريبة‪ ،‬وعدم االستقرار السياسي وانتشار الفساد‬
‫تمثل أكبر العوائق‪ .‬وبالرغم من أن قائمة القيود ومعوقات المؤسسات الناشئة طويمة ويصعب حصرىا كميا‬
‫أو تبويبيا بطريقة واحدة‪ ،‬فيمكن ألغراض التحميل‪ ،‬وبناء عمى األدبيات ذات العالقة‪ ،‬تبويب ىذه‬
‫المعوقات في فرعين وىي"‪:‬‬
‫‪ ‬المعوقات المؤسسية والتنظيمية؛‬
‫‪ ‬والمعوقات التمويمية؛‬
‫أوال‪ :‬المعوقات المؤسسية والتنظيمية‪:‬‬
‫تتعمق ىذه المعوقات بالموائح والتشريعات والقوانين والبنية التحتية التي تؤثر عمى بيئة وتكمفة األعمال‬
‫بشكل عام‪ ،‬بحيث تتمثل المعوقات التنظيمية والتشريعية في "التعقيد في إجراءات إنشاء المؤسسات‬
‫‪2‬د‪.‬بسوايح منى وآخرون ‪,‬مرجع سبق ذكره ‪,‬ص ‪413-412‬‬
‫‪3‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫الناشئة‪ ،‬وصعوبة الحصول عمى التراخيص الرسمية ليا‪ ،‬حيث تعاني المؤسسات الناشئة من مشكمة تعدد‬
‫الجيات التفتيشية والرقابية (االقتصادية‪ ،‬الصحية‪ ،‬الضمان االجتماعي‪ ،‬الدوائر الضريبية والجمركية‪،‬‬
‫دوائر المواصفات والمقاييس وغير ذلك) ‪ ،3‬باإلضافة إلى غياب التنسيق بين ىذه الجيات وبين الجيات‬
‫الناظمة لممؤسسات الناشئة في حال وجدت ‪ ،‬إال أن المؤسسات الناشئة في القطاع الرسمي تتأثر أكثر من‬
‫غيرىا بالمعوقات المؤسسية‪ ،‬نظ ار إلى أن تمك المؤسسات ال تمتمك اإلمكانات التي تمتمكيا المؤسسات‬
‫الكبيرة لتجاوز تمك العقبات أو التعامل معيا‪ ،‬بينما ال تمتزم المؤسسات العاممة في القطاع غير الرسمي‬
‫بالقوانين والقواعد الرسمية السائدة‪.‬‬
‫اذ تتجاوز عدد إجراءات تأسيس المؤسسات في بعض الدول العربية المتوسط العالمي البالغ ‪ 7‬إجراءات‪،‬‬
‫وكذلك متوسط عدد اإلجراءات في الدول النامية متوسطة الدخل والبالغ ‪ 8‬إجراءات‪ ،‬حيث يبمغ ذلك العدد‬
‫‪ 14‬إجراء في الجزائر‪ ،‬و‪ 12‬إجراء في الكويت‪ ،‬و‪ 11‬إجراء في كل من جيبوتي وفمسطين‪ ،‬و‪10‬‬
‫إجراءات في كل من العراق والسودان وتونس‪ .‬كما يتجاوز متوسط الوقت الالزم لبدء ممارسة األعمال في‬
‫بعض الدول العربية المتوسط العالمي البالغ ‪ 30‬يوما‪ ،‬وكذلك متوسط الدول متوسطة الدخل المقدر‬
‫بحوالي ‪ 35‬يوما‪ ،‬حيث يبمغ ذلك المتوسط ‪ 74‬يوما في العراق‪ ،‬و‪ 48‬يوما في فمسطين‪ ،‬و‪ 40‬يوما في‬
‫‪ 37‬يوما في جيبوتي‪ ،‬و‪ 36‬يوما في السودان‪ ،‬وحوالي ‪ 32‬يوما في الكويت‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعوقات التمويمية‪:‬‬
‫تعتبر المعوقات التمويمية أىم المعوقات التي تعاني منيا المؤسسات الناشئة‪ ،‬والتي " تتحمى في صعوبة‬
‫فرص الحصول عمى التمويل الخارجي المناسب‪ ،‬مثل الحصول عمى القروض من المصارف التجارية‪،‬‬
‫وذلك لعدم مالئمة المعايير المتبعة في المصارف الطبيعة ىذه المشروعات ومتطمباتيا لمحصول عمى‬
‫التمويل الالزم بشروط ميسرة ومالئمة‪ ،‬إما لجية عدم توفر الضمانات الالزمة التي تطمبيا تمك المصارف‪،‬‬
‫أو جية صعوبة شروط التمويل من حيث الفوائد واألقساط وفترات التسديد‪ ،‬كذلك الصعوبات المالية الذاتية‬
‫لممشروع من حيث عدم انتظام التدفقات المالية الداخمة الذي يزيد من درجة مخاطر االئتمان الممنوح ليا‪.‬‬
‫وىذا ما يجعل المؤسسات الناشئة أمام خيار حتمي‪ ،‬أال وىو المجوء إلى طرق التمويل التقميدية ممثمة في‬
‫القروض المصرفية‪ ،‬بل نجد أن البنوك تتحفظ كثي ار عند تمويل ىذه المؤسسات‪ ،‬والسبب في ذلك‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫تركي لحسن وحساين زىرة‪ ،‬آليات دعم المؤسسات الصغيرة في الجزائر كمعيق لظهور مقاوالتي‪ ،‬مجمة ‪19‬‬
‫البشائر االقتصادية‪ ،‬الد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،3‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص‪.330 :‬‬
‫‪4‬‬
‫جواد نبيل ‪،‬إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مجد الجامعية لمدراسات والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،2007 ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪4‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫– عمى حد زعم البنوك‬
‫– أن خطر منح االئتمان ليذا النوع من المؤسسات جد مرتفع‪،‬‬
‫نظ ار لنقص الضمانات وانعدام تقنيات تسيير المخاطر عند ىذه المؤسسات (مخاطر الصرف‪ ،‬مخاطر‬
‫تغير معدالت الفائدة‪ )...،‬والمالحظ ىنا أن البنوك تطالب بتطوير أسموب التسيير المالي لممؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في ظل نظام مصرفي متخمف"‪.‬‬
‫وبالرغم من إنشاء عدد من الدول العربية مؤسسات وصناديق خاصة لتمويل أنشطة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والناشئة‪ ،‬عمى غرار بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة في تونس‪ ،‬والصندوق‬
‫االجتماعي لمتنمية في مصر‪ ،‬والبنك الشعبي في المغرب‪ ،‬والصندوق االجتماعي لمتنمية في اليمن ‪،‬‬
‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬ىذا الجياز الذي عرف في تنظيمو إصالحات معتبرة سنة ‪،2003‬‬
‫كما تم في نفس السنة إعادة النظر في النظام القانوني لمصندوق الوطني لمتأمين عن البطالة قصد تمكينو‬
‫من تمويل المشاريع الصغيرة لفئة األشخاص البطالين ما بين ‪ 35‬و‪ 50‬سنة؛ باإلضافة إلى إنشاء الوكالة‬
‫الوطنية لتسيير القرض المصغر الموجو لألسرة المنتجة ‪ ،‬وانشاء حاضنة االعمال التي ليا دور كبير في‬
‫مرافقة الشباب الراغم في انشاء مؤسسة ناشئة‪ ،5‬إال انقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات‬
‫الناشئة في الدول النامية‪ ،‬ما زال يشكو من قمة الحصول عمى التمويل‪ ،‬وسحمت الدول العربية مستويات‬
‫متدلية من نسبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الناشئة المتحصمة عمى القروض بالمقارنة مع أقاليم العالم‬
‫األخرى‪ ،‬ما عدا دول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ويرتبط نقص التمويل الموجو إلى المؤسسات الناشئة‬
‫بقصور في ثالثة عوامل رئيسية وىي‪:‬‬
‫‪-1‬اإلطار القانوني والتنظيمي لمقطاع المالي‪:‬‬
‫يشمل اإلطار القانوني والتنظيمي مجموعة القوانين واألنظمة التي تحدد نطاق وعمق المؤسسات المالية‪،‬‬
‫واألدوات التمويمية‪ ،‬واألسواق العاممة في بمد معين‬
‫أ‪ .‬البنية التحتية التمويمية‪ :‬وتشمل البنية التحتية التمويمية معايير المحاسبة والمراجعة‪ ،‬ونظم تقييم‬
‫الجدارة االلثمانية والسجالت والمكاتب االلتمانية‪ ،‬ونظم الضمان وقوانين اإلفالس وتطور أنظمة‬
‫التمويل من خالل المساىمة في رأس المال‪ ،‬وأنظمة المدفوعات والتسوية‪.‬‬
‫ب‪ .‬قدرات المؤسسات التمويمية‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫تركي لحسن وحساين زىرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.339‬‬
‫‪5‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫أنا قدرات المؤسسات التمويمية فتشمل مدى مالئمة أنظمة اإلقراض التي تعمل بيا والتي عادة ما تكون‬
‫مناسبة لمفروض الكبيرة أكثر من القروض الصغيرة‬
‫‪ -2‬المعوقات المرتبطة بقدرات المؤسسة‪:‬‬
‫يتمثل ضعف القدرات الداخمية لممؤسسات الناشئة بشكل رئيسي في ما يمي‪:‬‬
‫ الخبرات المحدودة ألصحاب المشاريع عدم توفر الميارات الالزمة في أسواق العمل المحمية؛‬‫ استيداف األسواق المحمية المشبعة وضعف إمكانيات التصدير والتعامل مع األسواق الخارجية؛‬‫ قمة اإللمام بطبيعة األسواق الداخمية والخارجية‬‫ انحسار نطاق نشاطيا في مجموعة صغيرة من الموردين والعمالء ؛‬‫ ضعف القدرة عمى الترويج لالبتكارية الجديدة؛‬‫ ضعف قدرىا عمى التعامل مع محيطيا الخارجي خاصة فيما يتعمق بتكوين التحالفات والشراكات مع‬‫المؤسسات الناشئة؛‬
‫ وضعت في تطبيق التشريعات والموائح التنظيمية في مجاالت تسجيل األصول واستصدار التراخيص‬‫والضريبة وقوانين العمل؛‬
‫ فضال عن الصعوبات التي تحدىا تمك المؤسسات في تمبية شروط القروض‪ ،‬خاصة من حيث‬‫الضمانات وااللتزام بشفافية المعمومات ومسك حسابات مالية منتظمة ومدققة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ثالثا‪ :‬معالجة معوقات نجاح المؤسسات الناشئة‬
‫يتطرق ىذا الجزء إلى أىم الدروس المستفادة من التجارب الدولية لتحاوز معوقات قطاع المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة الناشئة‪ ،‬وألغراض التحميل سوف يتم التطرق أوال إلى كيفية معالجة المعوقات الغير‬
‫المرتبطة بالتمويل‪ ،‬وثم التطرق إلى كيفية الناشئة‪ ،‬أما النوع الثاني من المعوقات فيتعمق بضعف قدرات‬
‫المؤسسات ذاتيا‪ ،‬ويتم معالجة ىذه المعوقات من خالل تحسين بيئة األعمال وتطوير قدرات المؤسسة‬
‫الدانية‪.‬‬
‫‪ -1‬تحسين بيئة العمال‪:‬‬
‫‪6‬مولود قنوش وآخرون ‪,‬عوامل ومحددات نمو المؤسسات الناشئة ‪,‬ص‪.56‬‬
‫‪6‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫تفيد مسحات المؤسسات في مختمف أنحاء العالم أن أكبر خمسة عوائق غير تمويمية‪ ،‬تشكو منيا‬
‫المؤسسات في مجال بيئة األعمال ىي عدم توفر خدمات الكيرباء‪ ،‬وتعقيدات اإلجراءات التنظيمية‪،‬‬
‫وارتفاع معدالت العربية‪ ،‬والممارسات غير العادلة من جانب القطاع غير المنظم‪ ،‬والفساد وتوضح الفقرات‬
‫التالية بعض اإلجراءات المقترحة لمتغمب عمى تمك المعوقات من واقع التجارب الدولية‬
‫ تبسيط إجراءات الدخول والخروج من األسواق والضاالت و قوانين العمل‬‫ تحسين البنية التحتية؛‬‫ تخفيف األعباء الضريبية وعديدىا وفق خاصيات وطبيعة المؤسسات؛‬‫ تحسين النفاذ إلى األسواق ؛‬‫ تشجيع المساىمة في المناقصات العمومية الحكومية‬‫ إدماج المؤسسات في القطاع الرسمي‬‫ نفييم برامج تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحسين أدائيا‪.‬‬‫‪ -2‬معالجة المعوقات غير التمويمية‪:‬‬
‫تتضمن ىذه المعوقات توعين وىما المعوقات المرتبطة بيئة األعمال والمتعمقة بالقيود التنظيمية والعمل‪،‬‬
‫والتراخيص‪ ،‬وادارة الضرائب) والموائح والتشريعات‪ ،‬واإلخالل بتطبيق القوانين وعدم مالءمة البنية التحتية‪،‬‬
‫والتي تؤثر عمى أداء ودور المؤسسـات‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫و توجيو و تثمين وتشجيع القدرات االبتكارية لدى المؤسسات الناشئة‪ :‬بعد االبتكار أحد أىم رافعات النمو‬
‫في االقتصاد خاصة من حيث تأثيره اإليجابي عمى إنتاجية عناصر اإلنتاج مثل العمل ورأس المال‪ ،‬ومن‬
‫بين وسائل تدخل الحكومات التي يمكن أن تسيم من خالليا في دعم االبتكار في تشجيع المؤسسات‬
‫الناشئة وخاصة المستحدثة منيا عمى االبتكار‪ ،‬نظ ار لمساىمتيا اليامة في اإلنتاج والتشغيل‪ ،‬وقد رادات‬
‫أىمية تشجيع القدرات االبتكارية لدى تمك المؤسسات نظ ار إلى أن التطورات التقنية وتغيرات طبيعة‬
‫األسواق التي أصبحت أكثر خصوصية مكنت تمك المؤسسات من محاور التأثير السمبي لمحجم عمى‬
‫قدرتيا عمى االبتكار والتحديد‪ ،‬وقد قام عدد من المنظمات الدولية ومؤسسات البحوث بدراسة أفضل‬
‫‪7‬‬
‫مولود قنوش وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪7‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫الطرق لتعطيو دور تمك المؤسسات في جيود النيوض باالبتكار‪ ،8‬ومن بين المنظمات التي عكفت عمى‬
‫ىذا الموضوع في منظمة التعاون االقتصادي والتنمية التي قامت باقتراح عدد من السياسات الكفيمة‬
‫بتشجيع االبتكار لدى المؤسسات الناشئة بناء عمى التجارب أربعين دولة في ذلك الخصوص وصفت أىم‬
‫السياسات المفتوحة في ذلك الخصوص في أربعة محاالت تتمثل في‪:‬‬
‫_ نشر ثقافة األعمال وتوفير الشروف المالئمة تحميل النفاذ إلى المعمومات والمعرفة و تعزيز قدرات‬
‫وكفايات رواد األعمال لحسين بيئة تطوير األعمال واالبتكارات االجتماعية‪.‬‬
‫أ‪ -‬تحسين النفاذ إلى التمويل‬
‫تواجو المؤسسات الناشئة عقبات أكبر في النقاد إلى التمويل من المؤسسات الكبيرة وكذلك من حيث تكمفة‬
‫االنسان‪ ،‬ليذا السبب أنكست جيود عدد كبير من المنظمات الدولية والمؤسسات البحثية حول سبل‬
‫تحسب نفاد المؤسسات الناشئة إلى التمويل‪ ،9‬ومن أبرز وأحدث تمك الجيود تقرير دليل سياسات تمويل‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي قام بإعداده فريق فويل عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بتكميف‬
‫من مجموعة العشرين وبدعم من عدد من المؤسسات التمويمية الدولية وعمى رأسيا البنك الدولي ومؤسسة‬
‫التمويل الدولية وىذا الدليل يبني عمى تقرير سابق أعده نفس الفريق في عام ‪ 2010‬حول" توسيع نفاذ‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمخدمات المالية في العالم النامي " يمحس تحارب ‪ 104‬دولة ويعطي‬
‫توصيات في ثالثة مجاالت وىي التشريع والتنظيم واإلشراف‪ ،‬والبنية األساسية لألسواق المالية‪ ،‬والتدخل‬
‫الحكومي وآليات الدعم‪ ،‬ويعطي الدليل مجموعة شاممة من السياسات والممارسات الجيدة‪ ،‬والتدابير‬
‫والمبادئ التوجييية‪ ،‬والدروس المستخمصة من تجارب الدول‪ ،‬والتوصيات وتشمل أىم االقتراحات التي‬
‫حطت من واقع التجارب الدولية التجاوز أو تخفيف عقبات التمويل بالنسبة لممؤسسات الصغيرة والكبيرة‬
‫التوجييات التالية‪:‬‬
‫زيادة وعي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الناشئة وتحفير المؤسسات التمويمية‬
‫‪8‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬محمد فريد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪9‬مفروم برودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.398‬‬
‫‪8‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫تطوير أدوات تمويل ميتکرد؛ تطوير خدمات تقديم المعمومات وتقيم الجدارة االلمانية لممقاولين تطوير‬
‫برامج ضمان االئتمان؛ تعزيز القدرات الفنية لممؤسسات المالية والمؤسسات ذات العالقة؛ تشجيع الثقافية‬
‫واإلفصاح بحيث االلتزام بالمعايير المحاسبية المتعارفة وبالشفافية يقترن بريادة في النفاذ إلى التمويل‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ب‪ -‬المساندة الحكومية لتمويل المؤسسات الناشئة‪:‬‬
‫من منطمق إدراك أىمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخاصة الناشئة منيا‪ ،‬قامت الحكومات‬
‫باتخاذ تدابير منوعة المساعدة حصول ىذه المؤسسات عمى التمويل الالزم‪ ،‬وتتراوح ىذه العدالة بين"‪:‬‬
‫‪ – 1‬إصالح الحواجز القانونية التنظيمية القائمة‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع إجراءات التنمية وتطوير سوق تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشمة بصورة شاممة‪.‬‬
‫‪ -3‬التدخل في السوق بصورة مباشرة إلعطاء دفعة أو قوة تحفيزية اإلقراض المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬والناشئة‪.‬‬
‫ويتفاوت تأثير ىذه السياسات عمى بيئة العمل المصري الخاص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة‬
‫حسب السياق القطري‪ ،‬وعمى الرغم من أن بعض التدابير تبدو أكثر نفعا وقائدة من غيرىا‪ ،‬إال أنو ال‬
‫يوجد إطار موحد لتحقيق فعالية المساندة الحكومية لقطاع العمل المصري المعني بالمؤسسات الناشئة‬
‫مكن أن تتضمن اإلصالحات التي تساند حصول المؤسسات الناشئة عمى التمويل رصد وخفض العقات‬
‫القانونية والتنظيمية القائمة مثل تمك الموصوفة أعالد‪ ،‬وقد ينطوي ذلك في أحد البمدان عمى تبسيط شروط‬
‫ومتطمبات المحاسبة أو عمميات الخراط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في رحاب القطاع النظامي‬
‫الرسمي‪ ،‬ويمكن أن يعني ذلك في بمد آخر خفيض المتطمبات الرأسمالية الخاصة بحوافظ المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة والناشئة عن طريق مثال االستثناءات من القواعد التنظيمية الدولية المصممة بشأن‬
‫القروض الكبيرة المزمعة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫قد تقوم الحكومات أيضا باتخاذ إجراءات لدعم حصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الناشئة عمى‬
‫التمويل عن طريق توفي السمع والخدمات العامة الموجية لألسواق غير المكتممة النضج وفي حاالت‬
‫‪10‬‬
‫أيمن عمي عمر ‪،‬إدارة المشروعات الصغيرة‪:‬مدخل بيئي مقارن‪ ،‬دار نشر الثقافة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص ص‪.94-92:‬‬
‫‪11‬‬
‫لمين عبد الحميد وحساين سامية‪ ،‬تدابير دعم المؤسسات الناشئة واالبتكار في الجزائر_ قراءة في أحكام المرسوم‬
‫بتصرف‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،254_20‬مجمة البحوث في العقود وقانون األعمال‪ ،‬الد ‪ ،5‬العدد ‪ ،2‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2020‬ص‪.17 :‬‬
‫‪9‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫إخفاقات األسواق‪ ،‬ويمكن أن يكون ذلك مفيدا وخاصة في البمدان التي يصعب فييا الحصول عمى‬
‫معمومات شفافة‪ ،‬وعمى حاسب الطمب‪ ،‬أتستطيع الحكومات توفير التدريب لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫الناشئة عمى إعداد البيانات المالية الالزمة‪ ،‬وفي جانب العرض‪ ،‬يمكن أن تعمل الحكومات عمى بناء أو‬
‫تدعيم الجنية األساسية لممعمومات االئتمانية عمى المستوى الوصي‪ ،‬بما في ذلك إنشاء أجيزة لالستعالم‬
‫والتصنيف االئتماني وسجالت الضمانات ويرى الحداء أن إنشاء ىذا النوع من البنية األساسية مثل دو ار‬
‫ميما وممكنا ألية حكومة‪ ،‬ويتم تأييد ىذا الرأي بالشواىد الدالة عمى األثر اإليجابي لمسجالت االلتمانية‬
‫عمى الحصول عمى التمويل إال أن المبررات واألساليب أقل وضوحا بشأن التدخل الحكومي المباشر في‬
‫السوق المصرفية‪ ،‬ولكن من الواضح أن معظم الحكومات تتدخل في ىذه السوق بصورة من الصور‪،‬‬
‫ويمكن أن تنفس ىذه التدخالت اإلقراض المباشر من قبل المؤسسات الممموكة لمحكومة وبرامج االلتمان‬
‫الموجية‪ ،‬حيث تقوم الحكومة بتقديم رأس المال البنوك ألغراض خاصة بإقراض المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والناشئة‪ ،‬ويمكن أن نسميم ىذه التدخالت توجياتيا من األسواق التي تعاني من قصور التطور‬
‫والنمية حيث من تيتم المموك في السابق بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة‪ ،‬وبما أن البنوك‬
‫تستيدف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة ‪.12‬‬
‫كقطاع محقق لمربحية‪ ،‬فإن ىذه التدخالت الحكومية قد تنطوي عمى مخاطر تشويو السوق وخمق نتائج‬
‫وتداعيات غير مقصودة‪ ،‬والواقع أن ضمانات القروض‪ ،‬حيث تشارك الحكومات في تحمل جزء من‬
‫المخاطر االئتمانية لمقروض المقدمة لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة‪ ،‬قد أصبحت تدخال شائعا‬
‫إلى حد كبير‪ ،‬ولكن الدراسات المعنية بيذه البرامج أشارت إلى بعض النتائج المتباينة بشأن فعالية ىذه‬
‫التدخالت‪ .‬عمى الرغم من اختالف وجيات النظر عمى صعيد السياسات بشأن المزايا واالستحقاقات‬
‫النسبية لمتدخل الحكومي‪ ،‬فإن البنوك نفسيا تؤدي فيما يبدو الكثير من ىذه السياسات‪ ،‬وخاصة السياسات‬
‫المؤدية إلى تحسين إدارة المخاطر‪ ،‬فعمى سبيل المثال‪ ،‬أشار ‪ 70‬في المائة من بنوك البمدان النامية‬
‫المشمولة في استقصاء حول العالم إلى أن وجود أجيزة لالستعالم والتصنيف االئتماني في بمدانيا أدى‬
‫إلى تسييل إقراض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة‪ ،‬ويوضح ذلك أوال أن الحكومات تتخذ تدابير‬
‫لمحد من بعض الحواجز الماثمة أمام العمل المصرفي المعني بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة‪،‬‬
‫وثانيا استجابة البنوك وتقديرىا ليذه التدابير ومع ذلك‪ ،‬فإن كل سياق قطري يعتبر فريدا من نوعو‪ ،‬وبينما‬
‫‪12‬‬
‫محمد يونس داليا احمد‪، ،‬واقع مسرعات العمال في زيادة فرص نجاح الشركات الريادية‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫برنامج ‪5‬‬
‫اقتصاديات التنمية‪ ،‬كمية التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فمسطين‪، 2017 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪10‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫تستطيع الحكومات إجراء تدخالت مفيدة ومحل ترحيب‪ ،‬إال أنو يجب تقييم كل تدخل من ىذه التدخالت‬
‫عمى أساس كل حالة عمى حدة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مكانة قطاع المؤسسات الناشئة في االقتصاد الوطني‪:‬‬
‫أوال‪ :‬خمق الثروة‪:‬‬
‫إن المؤسسة الناشئة في الجزائر قادرة عمى خمق الثروة عمى غرار ما وصمت إليو اليوم العديد من بمدان‬
‫العالم ‪ ،‬إذ تمكنت من توفير عائدات كبيرة‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫إذ تساعد المؤسسات الناشئة عمى زيادة الدخل الوطني خالل مدة قصيرة نسبيا نظ ار لسيولة إنشائيا‪ ،‬ففترة‬
‫اإلنشاء قصيرة مقارنة بالمؤسسات الكبيرة وبذلك يكون دخوليا بشكل أسرع في الدورة اإلنتاجية‬
‫‪14‬‬
‫ثانيا‪ :‬خمق مواطن شغل جديدة‪:‬‬
‫إن المؤسسة الناشئة تساىم في تطوير التشغيل الذاتي وتشجيع االستثمار وىذا بسبب اعتمادىا عمى رأس‬
‫مال محدود لبداية النشاط إذا بإمكانيا خمق مواطن شغل جديدة وتخفيض نسبة البطالة ‪ ،‬إضافة إلى الحد‬
‫من موجة ىجرة األدمغة كما تساىم في القضاء عمى نظرية التواكل وتدفع نحو خمق ثقافة مبادرة ‪ ،‬فيي‬
‫تساعد عمى خمق وتنمية روح المبادرة الفردية واإلبداعية لدى الشباب‪.‬‬
‫فالمؤسسة الناشئة تعمل عمى تنمية المبدعين والرياديين‪ ،‬فقد لوحظ أنو من خالل ىذه المشاريع قد ظيرت‬
‫العديد من االختراعات وذلك لوجود بيئة تساعد في ذلك وىو األمر الذي يفتقد في المشاريع الكبيرة‪.‬‬
‫لذلك تعد المؤسسات الناشئ إستراتجية لمبناء والمحافظة عمى الرأسمال الفكري ‪ ،‬والحد قدر اإلمكان من‬
‫ىجرتو من جية ‪ ،‬وحل الكثير من المشاكل التي يعاني منيا الشباب من جية أخرى ويظير ذلك عمى‬
‫المستويات التالية‪:‬‬
‫القضاء عمى الفقر‬‫توفير الفرص والمكافآت العادلة‪.‬‬‫‪13‬قدي عبد المجيد‪ ،‬دندن عبد الوىاب‪ ،‬محاولة تقييم برامج وسياسات تمويل المؤسسات الصـغيرة والمتوسـطة الجزائريـة‪،‬‬
‫الممتقى الدولي حول سياسات التمويل وأثرىا عمى االقتصاديات والمؤسسـات د ارسـة حالـة الج ازئـر والـدول الناميـة‪ ،‬أيـام ‪/ 20‬‬
‫‪ 21‬و‪ 22‬نوفمبر‪ ،‬جامعة بسكرة‪، 2006 ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪14‬‬
‫أيمن عمي عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪11‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫إنشاء وظائف‬‫توفير الفرص لمموظفين المباشرين وأولئك الذين في سمسمة التوريد‪.‬‬‫ثالثا‪ :‬تحقيق التنمية المستدامة‪:‬‬
‫تعتبر المشاريع الناشئة من المحركات الرئيسية لمنمو االقتصادي والتخطيط المستقبمي ‪ ،‬وأىم دعائم‬
‫ضمان التنمية المستدامة ‪ ،‬وقد أصبح االىتمام بيا في دول العالم باختالف مستوى تطورىا ‪ ،‬يأخذ حي از‬
‫أكثر أىمية مع مرور الوقت ‪ ،‬حيث رسخت القناعة إلى ضرورة تشجيع المنشآت الصغيرة واستخداميا‬
‫كأداة لتحقيق األىداف االقتصادية واالجتماعية المسطرة في أي بمد بعد أن كان االىتمام ينصب عمى‬
‫الشركات الكبيرة والمركبات الضخمة واألقطاب الصناعية‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬مستقبل االستثمارات في ميدان المؤسسات الناشئة‪:‬‬
‫الوزرات المنتدبة الجديدة ذات الطابع االقتصادي ‪،‬‬
‫يرى الخبير االقتصادي ‪'' ،‬عبد الرحمان عية'' ‪ ،‬أن ا‬
‫التي تم استحداثيا في خضم التشكيل الحكومي الجديد والتحول الذي تشيده الجزائر في طريق اإلصالح‬
‫العميق ‪ ،‬إنيا تحمل مفيوما واحدا ‪ ،‬خاصة المؤسسات الناشئة ‪ ،‬وأكد عية ‪ ،‬في تصريح ل السياسي ‪ ،‬أن‬
‫مستقبل المؤسسات الناشئة يفرض عمى الوزرات الوصية التي تشارك في اإلشراف عمى ىاتو المؤسسات ‪،‬‬
‫القيام بعممية المرافقة قصد القضاء عمى اإلفالس التي يتربص بيا ‪ ،‬واعادة بعثيا من جديد وإلعادة الثقة‬
‫ألصحابيا من أجل ارتقائيا لتصبح مؤسسة صغيرة‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الوزرات المنتدبة ‪ ،‬الجديدة‪ ،‬فيما يخص و ازرة الحاضنات ‪،‬‬
‫ا‬
‫وقال الخبير االقتصادي ‪ ،‬بخصوص‬
‫المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة ‪ ،‬فيي تحمل نفس المفيوم لمختمف المؤسسات الناشئة ‪ ،‬معتب ار‬
‫األخيرة خطأ غير منطقي وجب تداركو لتحسين مردودية المؤسسات بما يعود بالنفع عمى أصحابيا وخدمة‬
‫االقتصاد الوطني ‪ ،‬ودعا عية القائمين عمى ىاتو المؤسسات الناشئة بتغيير الذىنيات وخمق جو مناسب‬
‫لتكوين ىاتو المؤسسات التي تعول عمييا الدولة بنسبة كبيرة لتكون مساىما فعاال في اقتصاد البالد وخمق‬
‫فرص العمل لمشباب ‪ ،‬مشي ار في السياق أن تخرج من القوقعة التي عاشتيا خالل السنوات الماضية‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪15‬‬
‫بن عياد جميمة ‪,‬دور المؤسسات الناشئة في التنمية اإلقتصادية ‪,‬العدد‪,01‬المجمد الثامن ‪,2022,‬جامعة يحي فارس‬
‫‪16‬‬
‫بن عياد جميمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫المدية ‪,‬ص ‪.171-170-169‬‬
‫‪17‬‬
‫محمد يونس داليا احمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪12‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫وأوضح ذات المتحدث‪ ،‬بخصوص التسمية الجديدة لموزرات المنتدبة أنيا ذات طابع اجتماعي أكثر منيا‬
‫اقتصادي‪ ،‬حيث طالب عينة من أصحاب ىاتو المؤسسات التغير في أدائيا والخدمة التي تقدميا الذي‬
‫يأتي من تغيير الذىنيات‪ ،‬حسبو ‪ ،‬كما دعا لمعمل عمى محاربة العراقيل اإلدارية التي تواجو مستقبل‬
‫المؤسسات الناشئة والصغيرة‪ ،‬من جية أخرى دعا الخبير االقتصادي ''عية'' ‪ ،‬وزير المالية الجديد ‪" ،‬عبد‬
‫الرحمان راوية"‪ ،‬إلى تييئة الجو المالئم لممؤسسات الناشئة من أجل الرقي بيا إلى مصاف المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬ووضع إستراتجيات تقوم عمى السرعة في دراسة الممفات ومنح القروض خاصة‬
‫عمى مستوى البنوك ‪ ،‬حيث قال‪ ":‬أن الوزير الجديد‬
‫القديم لم يوافق في السابق وعرف قطاع المالية في وقتو تباطؤا ‪ ،‬مطالبا إياه بمرافقة ىاتو المؤسسات ‪،‬‬
‫ىذا ويعمق أصحاب المؤسسات الناشئة آماال كبيرة عمى الوزرات المنتدبة المكمفة بالمؤسسات الناشئة‬
‫واالقتصاد لمعالجة اإلشكاليات التي تعترضيم ‪ ،‬بحيث يتطمعون إلزالة العراقيل البيروقراطية وحل إشكال‬
‫التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪18‬د بسويح منى وأخرون ‪,‬واقع وآفاق المؤسسات الناشئة في الجزائر ‪,‬م‪,7‬ص ‪.416‬‬
‫‪13‬‬
‫محاضرات الموسسات الثاشبة‬
‫الدكتور ولبد درونس‬
‫خالصة‪:‬‬
‫تعتبر المؤسسات الناشئة نظ ار لخصائصيا المتميزة الحل األنجع امام الدول ‪ ،‬لمخروج من التقوقع‬
‫االقتصادي المنصب غالبا في قطاع معين او قطاعات محدودة ‪ ،‬وحتى تؤدي ىذه المؤسسات بشكل‬
‫فعال وجب عمييا اثناء دورة حياتيا وباختالف مراحميا استثمار الكثير من الوقت والمال في عممية رصد‬
‫ومتابعة وتحميل مختمف التغيرات الحاصمة في بيئتيا التسويقية عمى المستويين الداخمي والخارجي‪ ،‬األمر‬
‫الذي يسمح ليا بتحقيق مجموعة من المنافع ‪ ،‬في مقدمتيا اعداد وصياغة استراتيجية تسويقية فعالة ‪،‬‬
‫تمكنيا من االستثمار الفرص وتجنب التيديدات الموجودة عمى مستوى البيئة الخارجية من جية‪ ،‬و من‬
‫جية اخرى تمكنيا من تقوية نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف عمى مستوى البيئة الداخمية‪:‬‬
‫و في ىذا االطار يمكن تقديم االقتراحات التالية‪:‬‬
‫_عمى المؤسسة الناشئة ان تقوم بتسخير جياز داخمي متخصص او استحداث وظيفة مستقمة خاصة‬
‫بالتحميل البيئي ودراسة السوق ‪ ،‬حتى تضمن المرونة الكافية لمواجية مختمف التغيرات الحاصمة عمى‬
‫مستوى مختمف متغيراتيا ‪ ،‬خاصة الخارجية منيا ‪ ،‬نظ ار لصعوبة السيطرة عمييا والتحكم فييا‪.‬‬
‫_ كما ال بد لمدولة في ذات السياق ان تقوم بتوفير مختمف المعمومات الخاصة بيئة اعمال ىذه‬
‫المؤسسات عمى مستوى المحمي وحتى الدولي ‪ ،‬وذلك كنوع من أنواع التشجيع ليذا النوع من المؤسسات‬
‫وذلك من خالل تبني نماذج لميقظة الخارجية منيا نظ ار لصعوبات السيطرة عمييا والتحكم فييا‪.‬‬
‫_ كما البد لمدولة في ذات السياق أن تقوم بتوفير مختمف المعمومات الخاصة ببيئة اعمال ىذه‬
‫المؤسسات عمى المستوى المحمي وحتى الدولي‪ ،‬وذلك كنوع من انواع التشجيع ليذا النوع من المؤسسات‪،‬‬
‫وذلك من خالل تبني نماذج لميقظة االستراتيجية والذكاء االقتصادي‪.‬‬
‫وفي صدد ىذه الدراسة يمكن عرض مجموعة من اآلفاق المستقبمية ليا كالتالي‪:‬‬
‫ دور الموارد الداخمية والكفاءات في تطوير أداء المؤسسات الناشئة؛‬‫ دور قيمة الزبون في تطوير أداء المؤسسات الناشئة؛‬‫‪ -‬االستراتيجية التسويقية االلكترونية في تفعيل أداء المؤسسات الناشئة‪.‬‬
‫‪14‬‬
Téléchargement