Telechargé par Tamer Hekal

أسلوب تدريس اللغة الفرنسية في المرحلة التعليمية المتوسطة بالجزائر

publicité
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫أسلوب تدريس اللغة الفرنسية في المرحلة التعليمية‬
‫المتوسطة بالجزائر‬
‫‪Method of teaching French at the‬‬
‫‪intermediate level in Algeria‬‬
‫د‪ .‬فاطمة الزهراء قاسمي جامعة طاهري محمد –بشار‬
‫‪[email protected]‬‬
‫تاريخ اإلراا ‪ –2018/09/28‬تاريخ القبو ‪ –2018 /12/08‬تاريخ النشر‪2018/12/08‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫المستخدمة في تلقين مادة اللغة الفرنسية‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى معرفة األساليب ُ‬
‫بالمرحلة التعليمية المتوسطة‪ ،‬كما تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على هذه المرحلة‬
‫التعليمية باعتبارها مرحلة أساسية واجبارية في النظام التربوي الجزائري‪ ،‬كما تُحاول هذه‬
‫الدراسة تشخيص واقع العمل التعِليمي والتعلُّمي في ضل المناهج التعليمية التي تتبناها و ازرة‬
‫التربية والتعليم‪ .‬وتعمل هذه الدراسة على معرفة األنماط التدريسية التي يستخدمها األساتذة‬
‫للتعامل مع المتعلم ليس فقط جانب التلقين وانما جميع األنماط االتصالية التي يتفاعل من‬
‫خاللها األساتذة والمتعلمين‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬أسلوب التدريس‪ ،‬اللغة الفرنسية‪ ،‬التعليم المتوسط‪ ،‬األستاذ‪ ،‬المتعلمون‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The purpose of this study is to explore the methods used to‬‬
‫‪teach the French language in the middle school. The study also seeks‬‬
‫‪to highlight this educational stage as a basic and compulsory stage in‬‬
‫‪the Algerian educational system. This study also attempts to diagnose‬‬
‫‪the reality of educational work in the shadow of the educational‬‬
‫‪curricula adopted by the Ministry of Education. Moreover, this study‬‬
‫‪attempts to diagnose the teaching methods used by the teachers when‬‬
‫‪dealing with learners, not only about the educational process, but also‬‬
‫‪all kinds of interaction between them.‬‬
‫‪Keywords: Teaching methods, French language, intermediate‬‬
‫‪education, teacher, learners‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ُيعد التعليم من أهم القطاعات في كيان الدول‪ ،‬إ ْذ يعتبر خزان الوقود لباقي القطاعات‬
‫كاالقتصاد والثقافة والتطور التكنولوجي‪ ،‬وبالنظر إلى ما يشهده العالم اليوم من ثورة‬
‫لحة‪ ،‬حيث تعمل العديد من البلدان‬
‫معلوماتية‪ ،‬أصبح االهتمام بهذا القطاع ضرورة ُم َ‬
‫على تطوي ره وجعله من األولويات الواجب منحه القدر الكافي من الماديات والكفاءات‬
‫البشرية التي تجسد كل مصادر المعرفة من خالل مؤسسة المدرسة‪ .‬وباإلضافة إلى‬
‫جميع هذه اإلمكانيات تمثل األساليب التدريسية عنص ار مهما ال يجب إغفاله ألنه‬
‫يعتبر الطرائق التي تضمن وصول المعارف إلى المتعلم‪ ،‬الذي يتلقى الكثير من‬
‫المعلومات والمواد التعليمية التي تسمح له بأن يندمج في ما ُيعرف اليوم بمجتمع‬
‫المعرفة‪ ،‬والذي هو بدوره يرتكز على لغات أجنبية كاللغة اإلنجليزية والفرنسية‪ ،‬حيث‬
‫تُعد هذه األخيرة للغة األجنبية األولى في جميع مراحل تعلم المتمدرس الج ازئري على‬
‫وجه العموم والمرحلة التعليمية المتوسطة على وجه الخصوص‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار المفاهيمي للدراسة‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫ساد في الفكر التربوي والتعليمي القديم‪ ،‬أن العملية التعليمية هي تلقين األساتذة‬
‫معارف ومقررات دراسية للمتعلم وكانت هذه النظرة ترى في المتعلم متلقيا سلبيا يخلو‬
‫من كل ردود فعل أو وجهات نظر أو حتى مبادرة إلى المشاركة في العمل التعلمي‪،‬‬
‫لكن مع تطور الفكر التربوي الحديث‪ ،‬والذي نظر إلى الموضوع من زاوية أخرى‬
‫بعد أبحاث عديدة ال يمكن انكارها‪ ،‬فأضحى المتعلم ُيشارك في‬
‫تغيرت هذه النظرة‪َ ،‬‬
‫بناء المعرفة ويكونها وفقا لسياقات تعلُمية تختلف باالختالف المواد التي يتعلمها‬
‫والتي تختلف مضامينها باالختالف األهداف التي تسعى الجهات الوصية على هذا‬
‫القطاع تحقيقها‪ ،‬كما برزت مقاربات بيداغوجية تسعى أن تجعل من العمل التعليمي‬
‫والتعلمي فعاال على مستوى المدرسة وخارجها‪ ،‬والجزائر كغيرها من الدول التي تسعى‬
‫إلى أن تحسن وتطور من هذا الميدان المحوري‪ ،‬وخاصة في مجال تعليمية اللغات‬
‫‪122‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫األجنبية التي تعد نافذة واسعة للتطلع إلى معارف متنوعة‪ ،‬تنفع المتعلم في حياته‬
‫المنهية والثقافية‪ .‬لكن مع التغيرات التي يشهدها المتمدرس اليوم من وسائل‬
‫تكنولوجية وطرق وأساليب جديدة في التعلم‪ ،‬وجب النظر إلى األساليب التدريسية‬
‫المستخدمة ومعرفة ما األساليب األكثر استخداما وما هي طبيعتها وخصائصها وعلى‬
‫أي أساس يتم اختيارها‪ ،‬ومن هذا المنطلق يجوز لنا طرح التساؤل الرئيس التالي‪:‬‬
‫ما هو األسلوب المستعمل في تدريس اللغة الفرنسية في المرحلة التعليمية‬
‫المتوسطة بالجزائر؟‬
‫ولإلجابة عن التساؤل الرئيس لهذه الدراسة تم ادراج أسئلة فرعية نوردها فيما يلي‪:‬‬
‫كيف يتم اختيار أسلوب التدريس لتلقين مادة اللغة الفرنسية في المرحلة التعليمية‬
‫المتوسطة؟‬
‫ما هي االعتبارات التي يتم على أساسها اختيار أسلوب دون آخر في تعليم اللغة‬
‫الفرنسية؟‬
‫المختار؟‬
‫هل توجد عالقة بين المادة التعليمية وأسلوب التدريس ُ‬
‫‪-2‬‬
‫تحديد المفاهيم‪:‬‬
‫اإلجرءات التي تشتمل على خبرة‬
‫األسلوب‪ :‬هو مجموعة من المهام والقوانين و ا‬
‫تعليمية مترابطة منطقيا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫التدريس‪ :‬مجموع العمليات التربوية التي تتضمن عملية التعليم والتعلم لتنفيذ الخطة‬
‫وقد شبه "شيث " عملية التدريس بعملية الصيد باعتبارها تحتاج إلى تحديد الهدف‬
‫جيدا واعطاء الخطة وما تتطلب من وسائل ثم تنفيذ العملية وتقويمها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أسلوب التدريس‪ :‬مجموعة األنماط التدريسية الخاصة بالمعلم والمفضلة لديه‪ ،‬ويعني‬
‫ذلك أنه قد نجد أسلوب التدريس لدى معلم معين يختلف عنه لدى معلم آخر رغم أن‬
‫طريقة التدريس المتبعة واحدة‪ ،‬وهذا ما يدل على أن أسلوب التدريس يرتبط ارتباطا‬
‫وثيقا بالخصائص الشخصية للمعلم‪ ،‬وبمعنى آخر‪ ،‬فإذا كانت طرق التدريس تعني‬
‫إجرءات خاصة‬
‫اإلجراءات العامة التي يقوم بها المعلم فإن األساليب يقصد بها ا‬
‫ضمنية تتضمنها اإلجراءات العامة التي تجري في الموقف التعليمي‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫اللغة الفرنسية‪ :‬في المقرر الدراسي الجزائري تعتبر اللغة الفرنسية لغة أجنبية‪ْ ،‬إذ‬
‫وجب علينا أخذها من هذا المنظور حيث تعرفها الباحثة على أنها لغة أجنبية يتلقاها‬
‫التلميذ الجزائري في مختلف المراحل التعليمية األساسية‪.‬‬
‫المرحلة التعليمية المتوسطة‪ :‬هي "المرحلة التعليمية الثانية من مراحل التعليم العام‬
‫وتلي المرحلة االبتدائية وتسبق التعليم الثانوي‪ ،‬وتتراوح فيها مدة الدراسة بين ثالث‬
‫وأربعة سنوات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-3‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تنبع أهمية الموضوع في أنه يشكل إثراء للمجال التعليمي باعتباره يعتمد على أُطر‬
‫نظرية تُساهم في فهم واقع األساليب التدريسية المتبناة من طرف األساتذة وانعكاسها‬
‫على تعليم اللغة الفرنسية في المرحلة التعليمية المتوسطة‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫أهداف الموضوع‪:‬‬
‫قياس القدر الذي ُيساهم به أسلوب التدريس في تلقين المادة التعليمية _اللغة‬
‫الفرنسية_‬
‫تشخيص واقع العمل التعليمي والتعلُمي من خالل معرفة الممارسات التي يقوم بها‬
‫األساتذة تجاه المتعلم والطرائق المتبعة إليصال المعارف العلمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‪:‬‬
‫‪.1‬‬
‫مفاهيم عامة حول أسلوب التدريس‪:‬‬
‫‪1.1‬‬
‫أنواع أساليب التدريس‪ :‬هناك العديد من األنواع ألساليب التدريس‪ ،‬وتم‬
‫اختيار هذا النوع من التقسيمات باعتبارها تقسيمات تراعي أنماط ممارسة العملية‬
‫المنوطة بعمل األستاذ‪ ،‬ونذكر هذه األنواع فيما يلي‪:‬‬
‫التعليمية والوظائف ُ‬
‫أساليب التدريس المباشرة‪:‬‬
‫أ‪.‬‬
‫يعرف أسلوب التدريس المباشر بأنه ذلك النوع من أساليب التدريس الذي يتكون من‬
‫آراء وأفكار المعلم‪ ،‬وهو الذي يقوم بتوجيه عمل المتعلم وسلوكه‪ ،‬ويعد هذا األسلوب‬
‫من األساليب التي تبرز استخدام المعلم للسلطة داخل القسم ونجد أن المعلم في هذا‬
‫األسلوب يسعى إلى تزويد المتعلمين بالخبرات والمهارات التعليمية التي يرى أنها‬
‫‪124‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫ِ‬
‫يصب األستاذ‬
‫مناسبة‪ ،‬وي ّرتَكز هذا األسلوب على شرح الدرس والنقاش حوله‪ ،‬أين ُ‬
‫ُجل اهتمامه على افهام المتعلم محتوى المادة العلمية‪ ،‬وترتكز هذه العملية على‬
‫ويعد الحور بين طرفي العملية التعليمية‬
‫الحوار الذي يجري بين األساتذة والمتعلمين‪ُ .‬‬
‫ْ‬
‫على جانب كبير من األهمية‪ ،‬ألنه بمثابة التهيئة النفسية للمتعلم في الجو الدراسي‬
‫الجديد‪ ،‬والتعايش مع المدرسة‪ ،‬والمنهج‪ ،‬وزمالئه‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫كما يمكن أن يعتمد األستاذ على أسلوب القراءة لتلقين المادة العلمية وخاصة إذا‬
‫تعلق األمر بلغة أجنبية عن المتعلم‪ ،‬حيث التي يرتبط تعلمها بالنطق السليم‬
‫للكلمات‪ ،‬واثراء الجانب اللغوي للمتعلمين عن طريق اكتسابهم أللفاظ جديدة‪ ،‬كما‬
‫تساعد القراءة المتعلم أيضا على ارتقاء مستوى التعبير الشفهي لديه‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أسلوب التدريس غير المباشر‪:‬‬
‫يعرف بأنه األسلوب الذي يتمثل في امتصاص آراء وأفكار التالميذ مع تشجيع‬
‫واضح من قبل المعلم إلشراكهم في العملية التعليمية وكذلك في قبول مشاعرهم‪ ،‬أما‬
‫في هذا األسلوب فإن المعلم يسعى إلى التعرف على آراء ومشكالت المتعلمين‬
‫ويحاول تمثيلها‪ ،‬ثم يدعو المتعلمين إلى المشاركة في دراسة هذه اآلراء والمشكالت‬
‫ووضع الحلول المناسبة لها‪ ،‬ومن الطرق التي يستخدم معها هذا األسلوب طريقة حل‬
‫المشكالت وطريقة االكتشاف الموجه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫يفرق العديد من العلماء بين المستمع والمصغي ألن األول يقوم بعملية السمع بتلقائية‬
‫بينما‪ ،‬يكون الثاني في كامل االنتباه تجاه ما يقوله المرسل‪ ،‬ولهذا تم تقسيم‬
‫المستمعين على هذا األساس‪ ،‬ألن االصغاء يعتبر أكبر درجات القيام بعملية االنتباه‬
‫لآلخر‬
‫_ المنصت المصغي‪ :‬يصغي األستاذ بأذنيه ويتدبر بعقله كل ما يسمعه ويحلله‬
‫بعينيه وبإيماءات مختلفة‪.‬‬
‫ويقيمه ويقبل على المتحدث بكافة حواسه ويتجاوب معه ْ‬
‫_ المنصت الفضولي‪ :‬يكون هذا النوع من األساتذة غير مسيطرين على العمل‬
‫التعليمي النشغالهم بكثير من األمور مثل الفوضى التي يحدثها التالميذ على سبيل‬
‫المثال واألحاديث الجانبية‪ ،‬أو ما يحدث خارجا‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫_ المنصت المتظاهر أو المدعي‪ :‬يتظاهر المستمع باإلصغاء في حين يكون عقله‬
‫مشغوال عن كل ما يسمعه وانتباهه ليس مع المتحدث‪ .‬هذه الفئة من األساتذة تكون‬
‫نوعا ما مشغولة الذهن بأمور خارج نطاق الدرس مما يصعب إيصال الرسالة‬
‫المعرفية بصورة متسلسلة وواضحة‪.‬‬
‫_ المنصت الذاتي أو األناني‪ :‬يتمثل هذا النوع في األساتذة الذين يبحثون عن‬
‫أحاديث معينة ومحددة‪ ،‬مما يجعل من سيرورة العملية االتصالية بينه وبين المتعلمين‬
‫قصيرة وتمتاز نوعا ما باحتكار األستاذ للحديث‪ ،‬مما يجعل تبادل األدوار غير‬
‫متكافئ بينه وبين المتعلم‪.‬‬
‫_ المنصت محدود االهتمام‪ :‬يجمع هذا النوع بين سمات كل من المستمع المصغي‬
‫والمستمع المتظاهر‪ ،‬فهو يصغي عندما يكون موضوع الحديث داخال في نطاق‬
‫اهتمامه ويتظاهر باإلصغاء أو يتجنبه عندما ال يود سماع الحديث لعدم تعلقه‬
‫باهتمامه‪ ،‬وهو يتصرف بحساسية تجاه المتحدث وقد يلجأ إلى مقاطعته‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ج‪ .‬أسلوب التدريس القائم على التغذية الراجعة‪:‬‬
‫يقوم التدريس على أساسيات منها‪ :‬استخدام األسئلة ومن ثمة فإن المواقف التعليمية‬
‫مهما كان نوعها ومهما كانت األهداف المرّجوة من ورائها البد وأن تشتمل في جانب‬
‫منها على أسئلة‪ ،‬تلك األسئلة تُعد محاور للمناقشة أو للحوار بين المعلم ومتعلميه‪.‬‬
‫كما أ ن استخدام األسئلة في أثناء التدريس يؤثر بشكل مباشر في مهارات التفكير‬
‫التي تُنمى لدى التالميذ‪ .‬كما أن النقاش الصفي يعتمد بدرجة كبيرة على مهارة المعلم‬
‫في صياغة وتوجيه األسئلة الشفوية داخل القسم واستخدامها‪ ،‬والتعليق على إجابات‬
‫المتعلمين‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ 2.1‬أهمية أسلوب التدريس‪:‬‬
‫يعتمد التدريس اليوم على جملة من المعطيات منها‪ :‬األهداف‪ ،‬والمحتوى‪ ،‬ووسائل‬
‫التعلم‪ ،‬واألنشطة التعليمية‪ ،‬وعملية التقويم‪ .‬وجميع هذه المعطيات تتطلب تفعيال‬
‫يضمن تحقيق األهداف التعليمية المرغوب فيها‪ .‬كما تتمثل أهمية األساليب التدريسية‬
‫في تصورها لعالقة جديدة بين األستاذ والمتعلم‪ ،‬والهدف‪ ،‬حيث أضحى أسلوب‬
‫‪126‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫التدريس هو المعيار الذي يم ّكن األساتذة من التعامل مع المتعلمين وفقا لنمط يسهل‬
‫التواصل بينهم‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ .2‬طرق تعليم اللغة األجنبية‪:‬‬
‫المقصود بطرق تعليم وتعلُم اللغة في هذا العنصر‪ ،‬األساليب التي يسلكها المعلم في‬
‫تلقين اللغة األجنبية‪ ،‬والمكتسبات التي تخول للمتعلم اكتساب هذه اللغة‪ ،‬باإلضافة‬
‫طرق فيما يلي‪:‬‬
‫إلى الطرق المتبعة لتمكينه منها‪ ،‬ونذكر البعض من هذه ال ُ‬
‫‪1.2‬‬
‫الطريقة التقليدية‪:‬‬
‫تُسمى الطريقة التقليدية أو طريقة القواعد بالترجمة‪ ،‬من أقدم الطرائق التي استخدمت‬
‫في تعليم اللغات الدول العربية على الحذو نفسه‪ ،‬إ ْذ لم يوجد في ذلك الوقت طريقة‬
‫واضحة لتعليم اللغة األجنبية للدراسين‪ ،‬وتتمثل أساسيات تعليم اللغة األجنبية وفقا‬
‫للطريقة التقليدية (طريقة القواعد والترجمة) فيما يلي‪:‬‬
‫يتعلم المتمدرس في هذه الطريقة عن طريق التعرف على القاعدة اللغوية ِ‬
‫وحفظها ثم‬
‫تطبيقها‪ ،‬وبعد ذلك على استخدام اللغة في القراءة والكتابة‪ ،‬وكان أكثر التدريب‬
‫شيوعا هو الترجمة من اللغة األم إلى اللغة األجنبية‪ ،‬حيث كان يرتكز على الصيغ‬
‫الصرفية والنحوية فكان ُيَبالغ في تدريس قواعد اللغة األجنبية لدرجة أن اللغة األجنبية‬
‫ُنظر إليها على أنها قواعد لغوية بحثة وكان الجانب اللفظي في هذه الطريقة مغيبا‬
‫إن لم نقل أنه لم يكن هدف المعلمين أنذاك‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ 2.2‬الطريقة السمعية الشفوية‪:‬‬
‫تنطلق هذه الطريقة من تصور صحيح للغة ووظيفتها‪ ،‬وأنها تعطي االتصال بين‬
‫الناس األهمية الكبرى في تعليم اللغات‪ ،‬وال شك أن االهتمام بمهارتي االستماع‬
‫والكالم في تعليم اللغة الثانية أمر يتفق مع ظروف اإلنساني المعاصر‪.‬‬
‫إن الترتيب الذي يتم به تدريس المهارات اللغوية األربعة ‪-‬استماع فكالم فقراءة‬
‫فكتابة‪ -‬ترتيب يتفق مع الطريقة التي يتعلم اإلنسان بها لغته األولى‪.‬‬
‫تشبع هذه الطريقة كثي ار من الحاجات النفسية لدى المتعلمين؛ من حيث تمكينهم من‬
‫استخدام اللغة وتوظيفها‪ ،‬وكذلك في وقت قصير تمكن المتكلم من أن يعرف نفسه‬
‫‪127‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫لآلخرين‪ ،‬وأن يبادلهم ال تحية بلغتهم‪ ،‬وأن يسأل أسئلة بسيطة عنهم‪ ،‬وغير ذلك من‬
‫مواقف يستطيع الدارس السيطرة عليها وادارتها بكفاءة‪.‬‬
‫إن التعليم اللغة من خالل اللغة ذاتها‪ ،‬وليس من خالل لغات أخرى أمر إيجابي لهذه‬
‫الطريقة‪ ،‬إن الوقت القصير الذي يقضيه المتعلم متحدثا العربية ‪-‬وال شيء غيرها‪-‬‬
‫أ جدى بكثير من الوقت الطويل الذي يقضيه المتعلم نفسه متحدثا العربية من خالل‬
‫الترجمة عن لغته األولى‪.‬‬
‫تشجع هذه الطريقة المتعلم على إعداد تدريبات لغوية متنوعة األشكال متعددة‬
‫األهداف؛ وال شك أن التدريبات النمطية من شأنها تثبيت المهارات اللغوية وتمكين‬
‫المتعلم من الممارسة الصحيحة للغة‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الطريقة المباشرة‪ :‬تفترض هذه الطريقة وجود عالقة مباشرة بين الكلمة والشيء وبين‬
‫العبارة والفكرة من غير حاجة إلى تدخل اللغة األم‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫وقد كانت هذه الطريقة أول رد فعل حقيقي على طريقة القواعد والترجمة؛ فقد حصل‬
‫تغير في كل من محتوى تعليم اللغة األجنبية‪ ،‬وأساليب تدريسها‪ ،‬واتجه تعليم اّللغات‬
‫األجنبية إلى اللغة التي يتحدثُها الناس في حياتهم اليومية‪ ،‬والتركيز على إتقان‬
‫الدرسة‪ .‬وأصبح التعليم‬
‫المهارات الشفوية‪ ،‬مع إبعاد فكرة الترجمة ورفضها في غرفة ا‬
‫يتم عن طريق الربط بين األشياء ودالالتها وألفاظها في اللغة األجنبية‪ ،‬واالقتران‬
‫تدل عليه وبين الجملة والموقف الذي تستخدم فيه‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫المباشر بين الكلمة وما ُ‬
‫عن طريق االستماع إلى اّللغة كما يتحدث بها أهلها‪ ،‬ولم تعد دراسة القواعد بالتحليل‬
‫والتركيز المباشر عليها؛ بل بطريقة استنتاجية من خالل التدريب على الجمل‬
‫والعبارات المفيدة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ 3.2‬الطريقة التواصلية في تعليم اللغة األجنبية‪:‬‬
‫يرجع تعليم اللغات من منظور اتصالي إلى القرن السابع عشر حين كتب جون لوك‬
‫عن تعلم اللغة قائال "يتعلم الناس لغة من أجل التعامل مع المجتمع‪ ،‬وتحقيق‬
‫وبين األفكار في الحياة‬
‫االتصال وذكر هنا جون ‪ John‬كلمة االتصال نفسها‪ّ ،‬‬
‫العادية بدون تخطيط‪ ،‬أو تنظيم مسبق في استخدامهم للغة‪ ،‬ومن أجل هذا السبب‬
‫‪128‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫فإن األسلوب الحقيقي أو األصلي لتعلم اللغة يتم عن طريق المحادثة‪ ،‬وهذا وحده‬
‫أدعى لتحقيق تعلم سريع معجل‪ ،‬مناسب وطبيعي‪ .‬ترددت منذ ِ‬
‫القدم مصطلحات مثل‬
‫االتصال‪ ،‬األسلوب األصلي أو الحقيقي وهذه المصطلحات األكثر شيوعا في المدخل‬
‫االتصالي‪ ،‬كما هناك احساس بأن اللغة وظيفتها االتصال وتحقيق التعامل بين أفراد‬
‫المجتمع وتمر السنوات حتى تصل إلى القرن التاسع عشر‪ ،‬وعلى وجه التحديد‬
‫‪ ،1864‬وفي هذه األثناء تجذب طرق تعليم اللغات بأسلوب اتصالي انتباه المعلمين‬
‫المهاجرين إلى أمريكا‪ ،‬وقد اتخذت هذه الطرق كما يقرر هاووت عدة أسماء مثل‪:‬‬
‫الطرق الطبيعية‪ :‬وطريقة المحادثة والطريقة المباشرة والمدخل االتصالي‪ ،‬إالّ أنه مع‬
‫تعدد أسماء هذه الطرق‪ ،‬ومع اختالف أساليبها‪ ،‬واجراءات التدريس فيها‪ ،‬إالّ أن‬
‫الفلسفة الكامنة وراءها تكون واحدة وهي تعليم اللغة بشكل اتصالي‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ 4.2‬واقع ومكانة اللغة الفرنسية في الجزائر‪:‬‬
‫عملت فرنسا على مسح الثقافة العربية‪ ،‬وفرضت اّللغة الفرنسية وجودها وهذا منذ‬
‫دخولها ‪ 1830‬م‪ ،‬إذ أغلقت نحو ألف مدرسة ابتدائية وثانوية موجودة في الجزائر‪،‬‬
‫وروجت الدوائر االستعمارية في أوساط األجيال الصاعدة‪ ،‬أن الجزائر قد بلغت أسفل‬
‫َ‬
‫درجات الجهالة والهمجية وقالت إن العربية قد ماتت ودفنت مع اّللغات الميتة وهذا‬
‫من أجل تبرير سياستها التعليمية و دعم مطامعها االستبدادية‪ ،‬وضربت ّقيم ودين‬
‫وحضارة الشعب الجزائري‪.‬‬
‫ولم تلبث اللغة ا لعربية طويال حتى فرضت نفسها بعد االستقالل كلغة وطنية تحت‬
‫مظلة التعريب‪ ،‬ثم تنتشر بعد ذلك في كل أطوار التعليم والقطاعات األخرى‪ .‬وقد‬
‫كانت سنة ‪ 1966‬نقطة انطالق مشروع تعميم التعريب الذي أدى إلى التقهقر‬
‫محلها في مختلف األصعدة واألسالك‪ ،‬وكذلك‬
‫الملحوظ للغة الفرنسية التي ّحلت ّ‬
‫ورْد االعتبار للغة األم "األمازيغية" والعربية‪ ،‬اللتان اعترضتا سبيل الفرنسية‬
‫ازدهار َ‬
‫للحيز االتصالي الثقافي‪ .‬وبالرغم من ذلك إال أن اّللغة‬
‫الشاغلة بالدرجة األولى ّ‬
‫الفرنسية احتفظت بجزء من قيمتها ومكانتها‪ ،‬فيالحظ أن التصادم بين اللغة العربية‬
‫والفرنسية إبان االستعمار كان واضحا‪ ،‬لكن رغم ذلك مازالت اللغة الفرنسية تحتل‬
‫‪129‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫مكانا مهما في النظام التربوي الجزائري فهي لغة تُدرس في السنة الثانية من التعليم‬
‫األساسي (االبتدائي) إلى غاية التعليم الثانوي‪ ،‬وتحتل مكانة مهمة ال يمكن إغفالها‬
‫في التعليم الجامعي‪ ،‬بل إن م عظم التخصصات وخصوصا العلمية منها تدرس‬
‫بالفرنسية وحتى التخصصات التي تدرس بالعربية أمهات الكتب فيها مكتوبة باللغة‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫إن الوضعية اّللغوية في الجزائر صعبة التحليل كونها تمتاز باّلتعدد والتنوع اّللغوي‬
‫وهي تتمثل في‪ :‬لغة األم‪ :‬ونجد فيها اّللغة األمازيغية واّللغة العربية‪ ،‬واّللغة الفرنسية‬
‫واّللغة اإلنجليزية‪.‬‬
‫يمكننا القول إذا أن الوضع في حالة حرجة وهذا من أجج الصراع الموجود بين‬
‫الفرنسية والعربية من جهة‪ ،‬وبين الفرنسية واألمازيغية من جهة أخرى‪ .‬و يالحظ أن‬
‫أغلب األولياء يرغبون و يسارعون من أجل توجيه أوالدهم إلى شعب ذات ازدواجية‬
‫لغوية‪ ،‬أين نجد أن معرفة اّللغة الفرنسية تفتح أبواب عريضة لمعارف علمية واسعة‪،‬‬
‫كما أن اّللغة الفرنسية ليست فقط لغة استعمار و تبعية‪ ،‬واّنما لغة التفتح على العالم‬
‫الغربي لكونها ُمتصلة بعملية التعليم‪ ،‬ولكن في اآلونة األخيرة نالحظ وبالضبط في‬
‫المجال التعليمي انتشار مستمر للغة العربية وتقهقر اّللغة الفرنسية‪ ،‬وهو ما فتح‬
‫المجال إلى التعريب الكامل في كافة المجاالت والقطاعات واتساع ساحة التعريب‬
‫قاد إلى عملية التخفيض وليس إقصاء كامل للغة الفرنسية‪ .‬كما أنها تُدرس ابتداء من‬
‫المرحلة التعليمية االبتدائية‪ ،‬ويتصاعد الحجم الساعي مع تقدم المراحل التعليمية‬
‫ِ‬
‫ليصل إلى ‪ 3‬ساعات و‪ 4‬ساعات و‪ 30‬دقيقة في التعليم المتوسط‪ ،‬فالتعليم العالي‬
‫درس باّللغة الفرنسية وخصوصا التخصصات العلمية والتقنية‪،‬‬
‫معظم تخصصاته تُ ّ‬
‫ومثال ذلك تخصص الطب والهندسة بأنواعها‪ ،‬هذا ما يجعل اّللغة الفرنسية مهمة في‬
‫الميدان المهني‪.17.‬‬
‫‪.3‬‬
‫المتعلم وأهداف المرحلة التعليمية المتوسطة‪:‬‬
‫يدوم التعليم المتوسط في الجزائر ‪ 4‬سنوات‪ ،‬وتعد هذه المرحلة أساسية في المسار‬
‫التعلمي للمتعلم‪ ،‬وذلك بالنظر إلى النقاط التالية‪:‬‬
‫‪130‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫•‬
‫•‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫تلبية حاجات المتعلمين في مرحلة نموهم‪.‬‬
‫تكشف مرحلة التعليم المتوسط عن استعدادات المتعلمين وقدراتهم وميوالتهم‬
‫وتوجهاتهم‪.‬‬
‫•‬
‫تنمي المهارات والقدرات التي اكتسبها المتعلم في التعليم االبتدائي‪ ،‬فمن‬
‫خصائص المتعلم في هذه المرحلة القدرة على التفكير المجرد والتعميم واالنتباه والقدرة‬
‫على فهم العالقات التي تربطه بأفراد المجتمع‪ .‬وبالنظر إلى هذه المميزات يراعي في‬
‫تصميم المناهج التعليمية ما يلي‪:‬‬
‫•‬
‫إعطاء أهمية للنشاط الحركي والرياضي الذي يعد عامال من عوامل النمو‬
‫الفيزيولوجية والعقلية‪.‬‬
‫•‬
‫إيجاد مداخل يمكن من خاللها غرس األخالق والفضائل ومختلف األدوار‬
‫•‬
‫ربط المتعلم بحضارته وثقافته‪ ،‬وتوجيهه نحو التعرف على ثقافة اآلخر‪.‬‬
‫دعم االبداع الذي يصدر عن المتعلم وتنمية ال ِحس االبتكاري لديه‪ ،‬من‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫•‬
‫خالل دفعه إلى البحث عن المعرفة وغرس ُحب االطالع‪.‬‬
‫تمثل النقاط السالفة الذكر النقاط الواجب مراعاتها في بناء برامج المرحلة التعليمية‬
‫‪18‬‬
‫المتوسطة على وجه العموم‪ ،‬بينما "يعتبر تعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية‪ ،‬رسما‬
‫إلعداد شامل وواضح في المدرسة المتوسطة في ميدان تعليم اللغة األجنبية بهدف‬
‫تكوين شخصية المراهق في مجال المهارات االنتقالية‪ .‬ويأخذ أيضا تعليم اللغات‬
‫األجنبية في الجزائر البعد الهوياتي للمتعلم‪ .‬فالقانون التوجيهي رقم ‪ 08-04‬الصادر‬
‫في ‪ 23‬يناير ‪ ، 2008‬يحدد األهداف العامة لتعليم اللغات األجنبية في‪ :‬على‬
‫المدرسة أن تعلم لغتين على األقل كسبيل لالنفتاح على العالم ووسيلة للحصول على‬
‫المعارف والسماح بالتبادل الثقافي والحضاري األجنبي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلطار الميداني للدراسة‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫اإلط‪1‬ار الزمني والمكاني للدراسة‪:‬‬
‫‪131‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫امتدت الدراسة الميدانية من ‪ 26‬سبتمبر ‪ 2017‬إلى غاية ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،2017‬حيث‬
‫كانت فترة أسبوعين كافية للمالحظة أساتذة اللغة الفرنسية أثناء ممارستهم لعملية‬
‫التعل يم‪ ،‬ألن الباحثة غطت الفترتين الصباحية والمسائية‪،‬ـ بحجم ساعي قدره ‪22‬‬
‫ساعة‪ ،‬أما اإلطار المكاني للبحث فتمثل في متوسطتين بمدينة عنابة وسنتعرض‬
‫لهما الحقا في مجتمع البحث‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫المجتمع وعينة البحث‪:‬‬
‫يتمثل المجتمع الكلي لهذه الدراسة في أساتذة اللغة الفرنسية بالمرحلة التعليمية‬
‫عينة متجسدة في متوسطتين األولى‬
‫المتوسطة‪ ،‬وِلكبر حجم المجتمع‪ ،‬تم اختيار ّ‬
‫"متوسطة األمير عبد القادر" بوسط مدينة عنابة والثانية "حسيبة بن بوعلي" بمنطقة‬
‫ريفية تابعة لوالية عنابة وتبعد ‪ 34‬كلم عن وسط المدينة السالفة ِ‬
‫الذكر‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫ُْ‬
‫مراعاة احتمال وجود اختالف في تلقين اللغة الفرنسية في المناطق الريفية والمناطق‬
‫الحضرية‪ ،‬حيث يعمل ‪ 11‬أستاذا بهاتين المتوسطتين‪ .‬والجدول التالي يوضح ذلك‪.‬‬
‫طبق عليهم شبكة المالحظة‪:‬‬
‫الم َ‬
‫األساتذة ُ‬
‫‪-3‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫الم َمارس من طرف أساتذة اللغة الفرنسية‬
‫ُيعالج هذا الموضوع أسلوب التدريس ُ‬
‫بالمرحلة التعليمية المتوسطة‪ ،‬وبما أن الدراسة تندرج ضمن الدراسات الوصفية ارتأت‬
‫الباحثة أن المنهج األكثر موائمة لهذه الدراسة هو منهج المسح الشامل حيث ستختار‬
‫الباحثة عينة من المجتمع الكلي للدراسة وتقوم بمسح شامل لجميع أفرادها‪ ،‬وتم‬
‫اختيار هذا النوع من المناهج باعتباره يحقق أهداف الدراسة ويسمح لخصائص أفراد‬
‫العينة المدروسة بالظهور في جميع مراحل دراسة وتحليل المتغيرات‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫‪-4‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫أداة الدراسة‪:‬‬
‫المقننة كأداة أساسية‪ ،‬لكي تقوم الباحثة بوصف األساليب‬
‫تم اختيار أداة المالحظة ُ‬
‫التدريسية المستخدمة من طرف أساتذة اللغة الفرنسية ووصف تفاعل المتعلمين معه‬
‫المعاش بينهما‪ ،‬وهي مالحظة منتظمة تندرج‬
‫ومع المادة الدراسية‪ ،‬أي سرد الواقع ُ‬
‫ضمن أنواع المالحظات غير المشاركة‪ ،‬ألن الباحثة أخذت مكان في آخر القسم‬
‫والحظت األفعال والسلوكيات داخله‪ ،‬دون المشاركة فيما يقوم به األساتذة والمتعلمين‬
‫وتمحورت مؤشرات مالحظة األساتذة حول ما يلي‪:‬‬
‫أ‪.‬‬
‫أساليب التدريس المباشرة‪ :‬وتمثلت في قياس مدى شرح األساتذة للدرس‪،‬‬
‫وقراءة النصوص المسخرة لذلك‪.‬‬
‫أساليب التدريس غير المباشرة‪ :‬وتمثلت في مدى رغبة األساتذة في اإلنصات إلى‬
‫المتعلمين‪ ،‬سواء ما تعلق بالدرس أو األحاديث الجانبية التي يبادرون إليها‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫أساليب القائمة على التغذية الراجعة‪ :‬وتمثل هذا األسلوب في توظيف‬
‫المتناولة‬
‫األساتذة لألسئلة من أجل خلق حوار بينهم وبين المتعلمين لبناء المعارف ُ‬
‫في الدرس‪ ،‬باإلضافة إلى طرح األسئلة من أجل التقصي عن مدى فهم المتعلمين‬
‫للمعارف‪.‬‬
‫ولحساب سلوكيات األساتذة تم االعتماد على الوسط الحسابي الذي نحصل عليه من‬
‫القيم ثم نقسم المجموع الذي حصلنا عليه على عدد ِ‬
‫ِ‬
‫القَيم‪ ،‬وبالتالي‬
‫خالل َجمع كل َ‬
‫يمكننا حساب الوسط الحسابي بصورة عامة كما يلي‪:‬‬
‫المتوسط الحسابي = مجموع الٍّّقيم‬
‫‪-5‬‬
‫عدد الٍّّقيم‬
‫عرض وتحليل نتائج الدراسة‪:‬‬
‫المطبقة على األساتذة في الفترة الصباحية‪:‬‬
‫‪ 1.5‬تفريغ أداة المالحظة ُ‬
‫‪133‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫يتضح من خالل جدول مالحظة األساتذة أثناء القترة الصباحية أن متوسط تكرار‬
‫شرح الدرس ‪ 22,90‬مرة أثناء الحصة ويبرز أن معظم وقت الحصة يخصص‬
‫للشرح لدى األساتذة‪ .‬ولقد أثبتت دراسة لـ ‪ Christine MLUTAN‬بعنوان‬
‫‪«Analyses des interactions verbales en contexte didactique‬‬
‫)‪" (lycée‬أنه لتنمية مهارات التالميذ وجب ممارسة الحوار الظرفي أي داخل القسم‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫كما استنتجت الباحثة أيضا أن االتصال والحوار بين األساتذة والمتعلمين يضمن‬
‫نجاح العملية التعليمية وي ِ‬
‫ثمن سيرورة التفاعل داخل القسم‪ ،‬وهذا ما يتوافق مع هذه‬
‫ُ‬
‫الدراسة إ ْذ يركز األساتذة كثي ار على الشرح أثناء الحصة من خالل تكرار المعارف‬
‫المرادفات الواردة في األمثلة النموذجية باإلضافة إلى‬
‫وتبسيطها من خالل استخدام ُ‬
‫ألفاظ من الرصيد اللغوي لألساتذة‪.‬‬
‫أما أسلوب التدريس المباشر والمتجسد في قراءة النصوص المسخرة لشرخ الدرس‬
‫سواء كانت في شكل فقرات أو جمل مكتوبة على السبورة‪ ،‬فمتوسط تكرارها ‪1,72‬‬
‫ويتلخص هذا األسلوب في قراءة األستاذ للنصوص واألمثلة‪ ،‬حيث الحظت الباحثة‬
‫أن األساتذة يقرؤون مرة أو مرتين على األكثر بهدف فتح المجال أمام المتعلم ليقرأ‪،‬‬
‫وفي بعض األحيان إذا الحظ األساتذة صعوبة في نُطق بعض الكلمات يلجؤون إلى‬
‫القراءة ُمجددا‪ ،‬حيث يفضلون أن يق أر المتعلمون األمثلة والنصوص‪ ،‬وذلك بسبب أن‬
‫البعض منهم ال ينطق الحروف بشكل سليم والقراءة بوابة التمكن من مخارج‬
‫الحروف‪.‬‬
‫مثَّل متوسط تكرار إنصات األساتذة للمتعلم ‪ 6,36‬تك ار ار‪ ،‬حيث ال يتمثل االستماع‬
‫هنا في إجابات المتعلمين عن أسئلة األساتذة‪ ،‬وانما استماع األساتذة النشغاالت‬
‫المتعلمين وطرحهم ألسئلة سواء ما تعلق األمر بنقطة لم يفهمها المتعلم أو أسئلة‬
‫خارج إطار الدرس‪ ،‬حيث ال يفتح األساتذة المجال كثي ار للمتعلم للتحدث خارج إطار‬
‫‪134‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫الدرس أو الحديث عن نقاط لم يفهمها في الدرس‪ ،‬ألنهم يخبرون المتعلم بأنه‬
‫سيتعرض لتلك النقاط في الحصص التطبيقية واالستدراكية‪ ،‬والتحدث في ألمور‬
‫يضيع الوقت‪.‬‬
‫الجانبية ّ‬
‫أما االقتراب من المتعلم فمتوسطه ‪ 2,54‬وتتباين أسباب اقتراب األساتذة من‬
‫المتعلمين مثل شرح نقطة لم يفهمها المتعلم‪ ،‬كما أن معظم المتعلمين النجباء تكون‬
‫حلتين التعليميتين الثالثة‬
‫لديهم أسئلة جانبية عن الدرس أو االمتحانات وخصوصا المر ْ‬
‫والرابعة‪ ،‬أو يقترب األساتذة لتوبيخ المتعلمين‪ ،‬أو لكي ُيراقبوا تصرفاتهم‪ ،‬ويقترب‬
‫األساتذة من المتعلم لسؤال عن أسباب غيابه‪ ،‬كما تقترب فئة الرجال لتوبيخ‬
‫ونصحهم أحيانا‪.‬‬
‫المتعلمين المشوشين داخل القسم ُ‬
‫أما طرح األسئلة فمتوسط تكرارها ‪ ،19,09‬وتطرح األسئلة حول مضمون الدرس‪ْ ،‬إذ‬
‫يطرح األستاذ أسئلة تتعلق بالنقاط المهمة في الدرس‪ ،‬ويفضل األساتذة استخدام‬
‫األ سئلة أكثر من إعطاء المعلومات مباشرة‪ ،‬إلثارة أكبر قدر ممكن من المتعلمين‪،‬‬
‫ألن أحد مبادئ المقاربة بالكفاءات اشراك المتعلم في عملية بناء المعارف‪.‬‬
‫نالحظ من خالل تفريغ جدول أداة المالحظة للفترة المسائية أن تكرار شرح الدرس‬
‫ار أثناء ال ِحصص التدريسية لدى األساتذة ‪ ،11‬وذلك لسبب أن‬
‫ُق ِدر بـ ‪ 15,27‬تكر ا‬
‫الشرح ِيقل في الفترة المسائية ويركز األساتذة على تقديم تمارين يقوم المتعلمون بحلها‬
‫ويفضل األساتذة أن يقوم المتعلمون بحل النشاطات داخل القسم ليروا‬
‫أثناء الحصة‪ُ ،‬‬
‫مدى استيعابهم للدرس‪ ،‬عوضا عن جلها في منازلهم‪.‬‬
‫وُق ِدر متوسط تكرار أسلوب الشرح المباشر عن طريق القراءة‪ ،‬بـ ‪ ،3,18‬إ ْذ ُيمارس‬
‫األساتذة القراءة أكثر من الفترة الصباحية‪ ،‬حيث يمضي األساتذة ُجل الحصة واقفين‬
‫جي دا‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫ويركزون في الحصص الصباحية على شرح الدروس ّ‬
‫المتعلمين يكونون مرهقين من مواد الفترة الصباحية‪ ،‬فُي ّركز األساتذة أثناء المساء‬
‫الم دونة على السبورة‪ ،‬وجعلها فرصة لتنمية القراءة‬
‫على قراءة النصوص أو األمثلة ُ‬
‫النطق لديهم‪ ،‬مما يجعل األساتذة يلجؤون للتمارين‬
‫لدى المتعلمين‪ ،‬وتصحيح أخطاء ُ‬
‫أكثر من الشرح والتلقين‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫عينة‬
‫وبلغ متوسط تكرار أسلوب التدريس غير المباشر والمتمثل في اإلنصات لدى ّ‬
‫الدراسة ‪ ،8,90‬وارتفع هذا األسلوب لدى األساتذة‪ ،‬وذلك بسبب أن المتعلمين أثناء‬
‫الفترة المسائية يميلون إلى سؤال األساتذة سواء حول الدرس أو خارج الدرس‪،‬‬
‫ليخرجوا أساتذتهم نوعا ما من جو الدرس‪ ،‬ألن فئة معينة من المتعلمين يصيبها‬
‫الملل بسرعة وتميل هذه الفئة إلى اللعب ولو خلسة داخل القسم‪.‬‬
‫ار‪ ،‬فنالحظ أنها ارتفعت مقارنة‬
‫در متوسط تكرار اقتراب األساتذة بـ ‪ 4,09‬تكر ا‬
‫وُق َ‬
‫بالفترة الصباحية‪ ،‬حيث يركز األساتذة أثناء الفترة الصباحية على شرح الدرس‬
‫ويكونون في غالب األحيان بجانب السبورة‪ ،‬وفي الفترة المسائية تُكرس الحصص‬
‫إلنجاز التمارين‪ ،‬وفي هذه الحالة يتوجب عيهم أن يكونوا قريبين من المتعلمين‬
‫لمراقبة كراساتهم ومعرفة ما السلوكيات التي يقومون بها‪ ،‬حيث يسيئ بعض‬
‫المتعلمين إلى بعضهم‪ ،‬ويتبادلون الكالم البذيء بينهم‪ ،‬فوقوف األستاذ بين المتعلمين‬
‫يحول من وقوع مشاحنات بينهم‪ ،‬كما ال تُ َعد هذه السلوكيات حك ار على المتعلمين‬
‫ُ‬
‫غير المشاركين‪ ،‬بل تتعداهم إلى المشاركين في الدرس أو حل التمارين‪ ،‬وفسر‬
‫األساتذة هذه السلوكيات بأنها تصرفات نابعة من مرحلة المراهقة التي يمرون بها‪،‬‬
‫األسر عن أبنائها حتى وان أخطأوا‪.‬‬
‫وكذلك عدم توبيخ األسرة لهم‪ ،‬حيث تدافع‬
‫ُ‬
‫أما أسلوب التدريس القائم على التغذية الراجعة والمتمثل في طرح األسئلة ُقدر بـ‬
‫‪ 15‬تكرار لدى األساتذة‪ ،‬حيث نالحظ أن متوسط تكرار هذه األسلوب انخفض مقارنة‬
‫بالفترة الصباحية‪ ،‬وكما سلف ِ‬
‫الذكر‪ِ ،‬يقل الشرح الذي يعتمد فيه األساتذة على طرح‬
‫َ‬
‫األسئلة‪ ،‬وتلقي إجابات المتعلمين وشرحها‪ ،‬والفترة المسائية يراعي فيها المعلمون‬
‫المقدمة لهم‪،‬‬
‫الجانب الجسدي والفكري للمتعلم‪ ،‬كما ينشغل المتعلمون بحل التمارين‬
‫َ‬
‫فتقل أسئلة األساتذة لهم‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫اإلجابة عن تساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫اإلجابة عن التساؤل األول‪:‬‬
‫يتضح من خالل المؤشرات الواردة في شبكة مالحظة أن أساتذة اللغة الفرنسية في‬
‫المرحلة التعليمية المتوسطة يختارون أسلوب التدريس وفقا لما يخدم شرح الدرس‪،‬‬
‫‪136‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫لكن الباحثة الحظت أن هذا الشرح الدرس ال يستقطب جميع المتعلمين ألن‬
‫مستوياتهم اللغوية متباينة‪ ،‬كما يختار األساتذة أسلوب التدريس وفقا لما يساهم في‬
‫تلقين المعارف في أبسط صورها لكي يستوعبها المتعلمون‪.‬‬
‫اإلجابة عن التساؤل الثاني‪:‬‬
‫يتم اختيار أسلوب تدريس معين أثناء نقل الرسالة المعرفية مع وضع في عين‬
‫االعتبار المستوى اللغوي للمتعلم والسياقات التي يتواجد فيها‪ ،‬مثل المكان أي القسم‬
‫والزمان حيث يراعي األساتذة الحصة الدراسي المقدرة بـ ‪ 59‬دقيقة‪ ،‬كما يضعون في‬
‫الحسبان الخلفيات الثقافية التي ينتمي إليها المتعلمون‪ ،‬فمثال يستخدم األساتذة‬
‫المتواجدون في األرياف طريقة الترجمة إلى اللغة العربية _اللغة األم للمتعلم_ بينما‬
‫ناد ار ما يستخدم األساتذة المتواجدون في المدينة هذه الطريقة‪.‬‬
‫اإلجابة عن التساؤل الثالث‪:‬‬
‫توجد عالق بين المادة التعليمية وأسلوب التدريس‪ ،‬فمن خالل ما تم مالحظته‪ ،‬تبين‬
‫أن األساتذة يركزون على األساليب المباشرة والمتمثلة في شرح الدروس؛ ألنهم‬
‫يعتبرون اللغة الفرنسية من اللغات الواجب فيها التركيز على األلفاظ المترادفة لتنمية‬
‫المستوى اللغوي للمتعلم‪ ،‬كما يركز األساتذة أيضا على أسلوب التغذية الراجعة من‬
‫خالل طرح األسئلة‪ ،‬غرضها العمل على التمهيد للدرس‪ ،‬حيث تفترض المقاربة‬
‫بالكفاءات وهي المقاربة المتبناة من طرف المدارس التعليمية الجزائرية االعتماد على‬
‫استثارة دافعية المتعلم لكي ُيبادر إلى العمل التعُلمي‪ ،‬ويعتمد األساتذة أيضا على‬
‫طرح األسئلة لغرض معرفة مدى استيعاب المتعلم للمحتوى المعرفي‪.‬‬
‫اإلجابة عن التساؤل الرئيس‪:‬‬
‫ال يعتمد أساتذة اللغة الفرنسية بالمؤسسة التعليمية المتوسطة في الجزائر على أسلوب‬
‫واحد في التدريس وانما يتم التنويع بين أساليب مختلفة‪ ،‬وذلك وفقا لما تقتضي المادة‬
‫التعليمية‪ ،‬كما يحدد المقرر والمقاربة المتبناة نوع األسلوب الذي يمارسه األساتذة‬
‫وخاصة إذا تعلق األمر بلغة أجنبية عن المتمدرس‪ ،‬حيث تختلف السياقات ونوع‬
‫الحصة وبهذا تختلف األساليب التدريسية‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يمكن القول في ا ألخير أنه على اختالف أسلوب التدريس المتبنى من طرف األساتذة‬
‫إلى أن العملية التعليمية في المؤسسة المتوسطة والمتعلقة بتعليم اللغة الفرنسية‬
‫الزالت تُدرس بالنمط التعليمي القديم والزال الطرق التدريسية حبيسة التلقين ولم‬
‫تتجاوز الفكر الذي يستند على التلقي السلبي للمعرفة‪ ،‬وقد خلُصت الدراس إلى نتائج‬
‫نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪‬‬
‫ال‬
‫اقتناع األساتذة بأن الشرح المطول هو أحد األساليب الفعالة في التعليم إ ّ‬
‫يمل من كثرة الشرح وخصوصا األمور النظرية‪.‬‬
‫أن البعض من المتعلمين ّ‬
‫ال يق أر أساتذة اللغة كثي ار كما ال يفعل المتعلمون كذلك فعند حضور الباحثة‬
‫‪‬‬
‫لـ ‪ 22‬حصة كانت هناك حصة قراءة واحدة لكل قسم‪ ،‬أما قراءة األمثلة فكانت حك ار‬
‫على الفئة النجيبة من المتعلمين‪.‬‬
‫ال ُيحبذ األساتذة االنصات إلى ما يخرج عن نطاق الدرس‪ ،‬حيث أن‬
‫‪‬‬
‫متوسط تكرار األسلوب غير المباشر المتمثل في االنصات ‪ 6‬تك اررات‪ ،‬ويتبين أن‬
‫األسلوب التدريسي المباشر طاغيا على باقي األساليب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫يعتبر االقتراب من المتعلم أسلوبا لكسر الحواجز بينه وبين األستاذ‪ ،‬بينما‬
‫ال يقترب األساتذة من متعلميهم وانما يقتربون فقط لمراقبة الكراسات وهذا يجعل من‬
‫المتعلم أنه مراقب دائما وال يملك الحرية في طريقة التعلم‪ ،‬ويكون األسلوب التدريسي‬
‫في هذه الحالة مباش ار مما يتسبب في ملله وعدم اقباله على التعلم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تعتمد المقاربة على الكفاءات على طرح األسئلة‪ ،‬لكن يعتبر هذا األمر‬
‫مفيدا إذا توفر للمتعلم من يحضر له الدرس قبل التواجد داخل القسم‪ ،‬بينما تجد فئة‬
‫المتعلمين صعوبة في اإلجابة عن األسئلة حول درس جديد مما يضعهم في وضعية‬
‫حرجة‪ ،‬كما يخاف بعض من المتعلمين من األسئلة ألنهم يرون فيها أسلوبا تعجيزيا‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫عزو إسماعيل عفانة‪ ،‬جمال عبد ربه الزعانين‪ ،‬التعلم في مجموعات‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.105 .‬‬
‫‪138‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫‪-2‬‬
‫عفاف عبد الكريم‪ ،‬تصميم المناهج في التربية البدنية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫‪-3‬‬
‫عصام الدين متولي عبد هللا‪ ،‬بدوى عبد العالي بدوى‪ ،‬طرق تدريس التربية‬
‫‪-4‬‬
‫محمد جهاد جمل‪ ،‬سمر روحي الفيصل‪ ،‬مهارات االتصال في اللغة العربية‪ ،‬دار‬
‫‪-5‬‬
‫العلي فيصل حسين‪ ، ،‬المرشد الفني لتدريس اللغة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة دار‬
‫‪-6‬‬
‫معروف نايف محمود‪ ،‬خصائص العربية وطرق تدريسها‪ ،‬ط‪ ،4‬دار النفائس‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.16 .‬‬
‫البدنية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2006 ،‬ص‪.23 .‬‬
‫الكتاب الجامعي‪ ،‬العين‪ ،2004 ،‬ص‪.61 .‬‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1998 ، ،‬ص‪.126 .‬‬
‫بيروت‪ ،1991 ،‬ص‪.89 .‬‬
‫عبد هللا بن علي‪،‬‬
‫‪-7‬‬
‫‪ http://child-trng.blogspot.com/2012/03/blog-post_9434.html‬تمت المعاينة‬
‫يوم‪.2017/7/2 :‬‬
‫راشد محمد عطية أبو صواوين‪ ،‬تنمية مهارات التواصل الشفوي‪ :‬التحدث‬
‫‪-8‬‬
‫واالستماع دراسة علمية تطبيقية‪ ،‬ط‪ ،1‬إيتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص‪.178 .‬‬
‫‪-9‬‬
‫راشد عطية أبو صواوين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 .‬‬
‫‪-10‬‬
‫عطا هللا أحمد‪ ،‬أساليب وطرائق التدريس في التربية البدنية والرياضية‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪-11‬‬
‫نايف خرما‪ ،‬علي حجاج‪ ،‬اللغات األجنبية‪ :‬تعليمها وتعلمها‪ ،‬منشورات عالم‬
‫‪-12‬‬
‫الناقة محمود كامل‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها‪ ،‬وحدة‬
‫‪-13‬‬
‫عبد العزيز العصيلي‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية للناطقين بلغة أخرى‪ ،‬جامعة‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.2006 ،14 .‬‬
‫المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،1988 ،‬ص‪.166 .‬‬
‫البحوث والمناهج‪ ،‬مكة‪ ،1985 ،،‬ص‪84 .‬‬
‫اإلمام بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،2002 ،‬ص‪.62 .‬‬
‫‪14‬‬‫‪RIVERS Wilga (1981), Teaching foreign language skills,‬‬
‫‪Chicago press, Chicago, p. 19‬‬
‫طعيمة‪ ،‬المهارات اللغوية‪ :‬مستوياتها‪ ،‬تدريسها‪ ،‬صعوباتها‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ -15‬رشدي أحمد ْ‬
‫دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص‪.166 .‬‬
‫‪139‬‬
‫مجلة آفاق علمية‬
‫مجلد‪10 :‬عدد‪03 :‬السنة ‪2018‬‬
‫‪-16‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ISSN: 1112-9336‬‬
‫رقم العدد التسلسلي ‪17‬‬
‫مصطفى عشوي‪ ،‬المدرسة الجزائرية إلى أين؟‪ ،‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪،84 .‬‬
‫‪17-‬‬
‫‪WOLF Alexandre et al., la langue Française dans le monde,‬‬
‫‪édition Nathan, Paris, 2014, p. 214‬‬
‫‪-18‬‬
‫حسين رشوان‪ ،‬العلم والتعليم من منظور علم االجتماع‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫‪-19‬‬
‫و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬البرامج الدراسية للطور األول من مرحلة التعليم المتوسط‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2006 ،‬ص‪.152 .‬‬
‫ص‪.2016 ،83 .‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Christine MLUTAN, Analyses des interactions verbales en‬‬
‫» ‪contexte didactique (lycée) université « BABES-BOLYAI‬‬
‫‪CLUNJ NAPOCA, Romanie, 2011.‬‬
‫‪140‬‬
Téléchargement